You are on page 1of 4

‫قسم اللغة العربية ‪ /‬كلية اآلداب و اللغات ‪ /‬جامعة بجاية‬

‫ا‪ /‬لعمري آسيا‬ ‫المادة‪ :‬فقه اللغة‬

‫السنة األولى ‪ /‬مج ‪3‬‬

‫المحاضرة الثالثة‬

‫اللغة العربية واللغات السامية‪ ،‬اللغة العربية ولهجاتها‬

‫تصنف اللغات البشرية وفق نظريتين ‪ ،‬هما ‪:‬‬

‫نظرية األنساب ‪:‬‬

‫فحسب هذه النظرية فالعربية تنتمي الى فصيلة اللغات السامية حسب النسب أو العرق‪.‬‬

‫ونظرية األنماط ‪:‬‬

‫فهي تنتمي الى فص‪.. .‬يلة اللغ‪.. .‬ات التص‪.. .‬ريفية في التش‪.. .‬كيل أو البن‪.. .‬اء اللغ‪.. .‬وي ‪ .‬مث‪.. .‬ل ‪ :‬األلماني‪.. .‬ة والفرنس‪.. .‬ية ‪،‬‬
‫ويمكن الجمع بين مفهومي النظريتين ‪ ،‬فتوصف العربية بأنها لغة سامية تصريفية‬

‫مفهوم اللغات السامية‪:‬‬

‫تطلق اللغات السامية على مجموعة اللغات ‪ ،‬المشتركة في مجالين بارزين ‪ ،‬وهما ؛‬

‫علم اللغة ‪ ،‬و علم اَألناسة ‪ :‬األنثربولوجي‪.‬‬

‫ذك‪..‬ر مص‪..‬طلح اللغ‪..‬ات الس‪..‬امية اللغ‪..‬وي األلم‪..‬اني ش‪..‬ولتزر في أبحاث‪..‬ه وتحقيقات‪..‬ه في ت‪..‬اريخ األمم الغ‪..‬ابرة س‪..‬نة (‬
‫‪1781‬م)‪ ،‬معتمدا على ج‪.‬دول تقس‪.‬يم الش‪.‬عوب ال‪.‬وارد في الت‪.‬وراة ‪ .‬وغ‪.‬دا مص‪..‬طلحا ب‪.‬ديال لمص‪..‬طلحات أخ‪.‬رى‬
‫مث‪.. .‬ل ‪ :‬اللغ‪.. .‬ات العروبي‪.. .‬ة ‪ ،‬واللغ‪.. .‬ات ‪ .‬وتتم‪.. .‬يز فص‪.. .‬يلة اللغ‪.. .‬ات الس‪.. .‬امية‪ ،‬عن غيره‪.. .‬ا من الفص‪.. .‬ائل األخ‪.. .‬رى‪،‬‬
‫باألصوات الص‪.‬امتة ال‪.‬تي تغلب األص‪.‬وات المتحرك‪.‬ة‪ ،‬ويرتب‪.‬ط المع‪.‬نى الرئيس‪.‬ي في الكلم‪.‬ة‪ ،‬في ذهن الس‪.‬اميين‬
‫باألص ‪..‬وات الص ‪..‬امتة فيه ‪..‬ا‪ .‬كم ‪..‬ا تش ‪..‬ترك اللغ ‪..‬ات الس ‪..‬امية في مجموع ‪..‬ة من الخص ‪..‬ائص اللغوي ‪..‬ة‪ ،‬وتش ‪..‬مل ه ‪..‬ذه‬
‫الخص‪..‬ائص المس‪..‬تويات اللغوي‪..‬ة الص‪..‬وتية والص‪..‬رفية والنحوي‪..‬ة والداللي‪..‬ة‪ .‬ومن الخص‪..‬ائص المش‪..‬تركة بين تل‪..‬ك‬
‫اللغات استنتج الباحثون أن تلك اللغة األم األولى كانت منتشرة في منطق‪.‬ة متس‪.‬عة‪ ،‬األط‪.‬راف‪ ،‬ثم نجمت عنه‪.‬ا‬
‫اللهجات مختلفة‪.‬‬
‫‪ 3.‬فص ‪..‬ائل اللغ ‪..‬ات الس ‪..‬امية‪ :‬تقس ‪..‬م اللغ ‪..‬ات الس ‪..‬امية بحس ‪..‬ب درج ‪..‬ة التق ‪..‬ارب اللغ ‪..‬وي بين اللغ ‪..‬ات الس ‪..‬امية إلى‬
‫ثالث فئات كبرى ‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫‪ -‬ساميات شرقية في العراق ‪ ،‬لألكادية وتفرعاتها ‪ ،‬من بابلية ‪ ،‬وآشورية ‪ ،‬وكلدانية‬

‫‪ -‬ساميات غربية في الشام ‪ ،‬لآلرامية والكنعانية ‪ ،‬واُألجاريتيه ‪،‬وتفرعاتها‬

‫‪ -‬ساميات جنوبية في جزيرة العرب‪،‬للعربية ‪ ،‬والحميرية ‪ ،‬والحبشية ‪ ،‬وتفرعاتها‬

‫و قد اضمحلت واندثرت معظم الفصائل من هذه اللغ‪.‬ات ‪ ،‬من‪.‬ذ حقب طويل‪.‬ة ‪ ،‬ولم تع‪.‬د تع‪َ.‬ر ف إال من بض‪..‬عة‬
‫نقوش ‪ ،‬أو َأثريات ‪ .‬ولم يستمر من اللغات السامية غير تلك التي َهَج رت ديان‪.‬ة ال‪.‬وثن والطوطمي‪.‬ة ‪،‬واعتنقت‬
‫ديان‪..‬ة التوحي‪..‬د ‪ ،‬وهي ‪ :‬العربي‪..‬ة والحبش‪..‬ية ‪ ،‬والحميري‪..‬ة في الس‪..‬اميات الجنوبي‪..‬ة ‪ ،‬وفي العبري‪..‬ة والس‪..‬ريانية في‬
‫الساميات الغربية ‪.‬‬

‫اللغة العربية هي وحدها التي ما تزال لغة حية ُتقرأ بها شريعة مقدسة دونم‪.‬ا تحري‪.‬ف وال تب‪.‬ديل ‪ ،‬فالعربي‪.‬ة‪،‬‬
‫بمجيء اإلسالم‪ ،‬تجاوزت الحدود الجغرافية الضيقة‪ ،‬لتصبح لغة دين وحضارة‪.‬‬

‫ي ‪..‬رى أغلب الدارس ‪..‬ين أن ك ‪ّ.‬ل القبائ ‪..‬ل العربي ‪..‬ة ك ‪..‬انت تش ‪..‬ترك في لغ ‪..‬ة واح ‪..‬دة (الفص ‪..‬حى القديم ‪..‬ة)؛ لغ ‪..‬ة الش ‪..‬عر‬
‫الجاهلي‪ ،‬وهي لغة قبيلة قريش التي حازت على السيادة اللغوية لما لها من مكانة دينية كبيرة‪.‬‬

‫تتص‪..‬ف اللغ‪..‬ة للعربي‪..‬ة الي‪..‬وم باالزدواجي‪..‬ة اللغوي‪..‬ة‪ ،‬ن‪..‬وع ذو قيم‪..‬ة عالي‪..‬ة (الفص‪..‬حى) وع‪..‬ادة م‪..‬ا تك‪..‬ون منطوق ‪ً.‬ة‬
‫ومكتوبًة‪ ،‬ونوع أقّل مستوى (العاّم ية)‪ ،‬والتي غالبًا ما تكون محكيًة فقط‪.‬‬

‫ا عَت بر ه‪..‬ذان النوع‪..‬ان مكّم لين لبعض‪..‬هما من الناحي‪..‬ة الوظيفي‪..‬ة (ُتس‪َ.‬تعمل أوالهم‪..‬ا مثًال في المواض‪..‬ع الرس‪..‬مية‪،‬‬
‫بينم ‪..‬ا ُتس ‪..‬تعمل الثاني ‪..‬ة في الح ‪..‬ديث الي ‪..‬ومي)‪ .‬ولكن‪ ،‬يختل ‪..‬ف الوض ‪..‬ع من الناحي ‪..‬ة العملي ‪..‬ة بالنس ‪..‬بة إلى العربي ‪..‬ة؛‬
‫حيث يطغى اس‪..‬تعمال العامي‪..‬ة بش‪..‬كل كب‪..‬ير على الفص‪..‬حى ال‪..‬تي لم تع‪..‬د موج‪..‬ودة في وقتن‪..‬ا ه‪..‬ذا إال مكتوب‪ً.‬ة‪ .‬وإ ن‬
‫ك ‪..‬انت محكّي ة‪ ،‬فهي غالب‪ً. .‬ا م ‪..‬ا تك ‪..‬ون مجّه زة مس ‪..‬بقًا‪ ،‬إذ ن ‪..‬ادرًا م ‪..‬ا ُيتح‪ّ. .‬د ث به ‪..‬ا بتلقائي ‪..‬ة وسالس ‪..‬ة‪ ،‬إال من قب ‪..‬ل‬
‫"النخبة"‪.‬‬
‫م ‪..‬ا يث ‪..‬ير اهتم ‪..‬ام اللس ‪..‬انيين والب ‪..‬احثين في اللغ ‪..‬ة العربي ‪..‬ة الي ‪..‬وم ه ‪..‬و التن ‪..‬وع الهائ ‪..‬ل بين اللهج ‪..‬ات العامي ‪..‬ة وال ‪..‬تي‬
‫ُتص‪َّ.‬نف تقريب‪ً.‬ا إلى خمس لهج‪..‬ات رئيس‪..‬ية؛ هي‪ :‬الش‪..‬امية‪ ،‬والمص‪..‬رية‪ ،‬والخليجي‪..‬ة‪ ،‬والعراقي‪..‬ة‪ ،‬المغاربي‪..‬ة‪ .‬ومن‬
‫العوامل ال‪.‬تي تح‪ّ.‬د د م‪.‬دى اختالف لهج‪.‬ة عن أخ‪.‬رى‪ :‬ال‪.‬تركيب النح‪.‬وي‪ ،‬ومس‪.‬توى االنتش‪.‬ار في الع‪.‬الم الع‪.‬ربي‪،‬‬
‫وعدد المتحّد ثين‪ ،‬والتقارب اللغوي مع الفصحى‪ ،‬والبعد الجغرافي لكل بلد عن اآلخر‪.‬‬

‫يعود أص‪..‬ل ك‪.‬ل ه‪.‬ذه اللهج‪.‬ات إلى اللغ‪.‬ة العربي‪.‬ة‪ ،‬إال أن الش‪.‬ائع ج‪.‬دًا أن ال يفهم متح‪ّ.‬د ثو لهج‪.‬ة م‪.‬ا لهج‪.‬ة البل‪.‬د‬
‫اآلخ ‪..‬ر؛ فالمش ‪..‬رقي ال يفهم ع ‪..‬ادًة اللهج ‪..‬ات المغاربي ‪..‬ة بص ‪..‬فة خاص ‪..‬ة‪ .‬وعلى العكس‪ ،‬ف ‪..‬إن اللهج ‪..‬ات المص ‪..‬رية‬
‫والسورية تعَتبر متقاربة بعض الشيء ويفهم متحّد ثوها بعضهم بعضًا‪.‬‬

‫ُيطَلق على العامية العربية مصطلح "اللهجات"‪ .‬ولكن هناك نقاش قائم حالي‪ً.‬ا بين بعض علم‪..‬اء اللغ‪..‬ة‪ ،‬يش‪..‬يرون‬
‫في‪..‬ه إلى احتمالي‪..‬ة أن ُتص ‪َّ.‬نف ه‪..‬ذه اللهج‪..‬ات على أنه‪..‬ا لغ‪..‬ات‪ ،‬وذل‪..‬ك اس‪..‬تنادًا إلى ع ‪ّ.‬د ة نق‪..‬اط‪ ،‬أّو له‪..‬ا االختالف‪..‬ات‬
‫الكب‪..‬يرة الموج‪..‬ودة بين ه‪..‬ذه اللهج‪..‬ات‪ ،‬م‪..‬ا يجع‪..‬ل ك‪..‬ل واح‪..‬دة منه‪..‬ا ت‪..‬رقى ألن ُتص ‪َّ.‬نف لغ ‪ً.‬ة قائم‪..‬ة ب‪..‬ذاتها‪ .‬نظ‪..‬را‬
‫لالختالفات الموجودة بين لغات مس‪.‬تقّلة (ولكن من عائل‪.‬ة واح‪.‬دة)؛ كاأللماني‪.‬ة والهولندي‪.‬ة‪ ،‬وتش‪.‬ابه مس‪.‬توى ه‪.‬ذه‬
‫االختالفات مع مس‪.‬توى تل‪.‬ك الموج‪.‬ودة بين اللهج‪.‬ات العربي‪.‬ة المختلف‪.‬ة‪ .‬مث‪.‬ال على ذل‪.‬ك ه‪.‬و التف‪.‬اوت الكب‪.‬ير في‬
‫لف ‪..‬ظ عب ‪..‬ارة بس ‪..‬يطة مث ‪..‬ل‪" :‬كي ‪..‬ف حال ‪..‬ك؟" بين بعض اللهج ‪..‬ات العربي ‪..‬ة؛ فبينم ‪..‬ا يق ‪..‬ول المص ‪..‬ري "إزي ‪..‬ك"‪ ،‬يق ‪..‬ول‬
‫التونسي "شنو حوالك"‪ ،‬والخليجي "شلونك"‪ ،‬والشامي "كيفك" والجزائري "واش راك؟"‬

‫تكون اللغة مكتوبة‪ ،‬ولها مكانة سياسية وأدبية عالية‪ ،‬ما يجعلها ُم عترفًا بها على مستوى العالم‪ ،‬وينطبق هذا‬
‫رسميًا على اللغة العربية الفصحى وليس العامية‪ ،‬رغم أن التواص‪..‬ل بالعامي‪..‬ة طغى بين الع‪..‬رب‪ ،‬و اكتس‪..‬حت‬
‫أغلب المجاالت‪.‬‬

‫هن ‪..‬اك من يؤّي د فك ‪..‬رة تص‪...‬نيف اللهج ‪..‬ات العربي ‪..‬ة كلغ ‪..‬ات‪ ،‬باعتباره ‪..‬ا لغ ‪..‬ات حي ‪..‬ة عكس العربي ‪..‬ة الفص‪...‬حى‬
‫الموجودة في الكتب‪ ،‬والتي "هجرها اللسان"‪ ،‬فلم تعد ُتسَتخدم كأداة للتواص‪..‬ل بين الش‪..‬عوب العربي‪..‬ة ال‪..‬تي يمكن‬
‫لمتحّد ثيها مجاراة بعضهم البعض في الحديث‬

‫ان اللغ ‪..‬ة العربي ‪..‬ة من اللغ ‪..‬ات الس ‪..‬امية أو الجزري ‪..‬ة بفرعيه ‪..‬ا الش ‪..‬مالي والجن ‪..‬وبي وان اللغ ‪..‬ة العربي ‪..‬ة الش ‪..‬مالية‬
‫تنقسم الى قسمين شمالية بائدة وشمالية باقية‬

‫ولم يهتم اللغويون الق‪.‬دامى باللهج‪.‬ات العربي‪.‬ة القديم‪.‬ة‪ ،‬إذ لم تكن ثم‪.‬ة ب‪.‬واعث قوي‪.‬ة تحم‪.‬ل الق‪.‬دامى على العناي‪.‬ة‬
‫باللهج ‪..‬ات عناي ‪..‬ة خاص‪...‬ة ألنهم ش ‪..‬غلوا عن ذل ‪..‬ك باللغ ‪..‬ة األدبي ‪..‬ة الفص ‪..‬حى ال ‪..‬تي هي أداة التعب ‪..‬ير عن ‪..‬د خاص‪...‬ة‬
‫العرب‪ ،‬وهي اللغ‪.‬ة ال‪.‬تي ن‪.‬زل به‪.‬ا الق‪.‬ران بلس‪.‬ان ع‪.‬ربي م‪.‬بين و ك‪.‬ان تحدي‪.‬ه لخاص‪.‬ة الع‪.‬رب وبلغ‪.‬ائهم ان ي‪.‬اتوا‬
‫بمثله او باية من مثله‪ ،‬كما دعاهم الى تدبر آياته وفقهها وفهمها ‪ ،‬وأعانهم على ذلك بالتوس‪..‬عة في الق‪..‬راءات‬
‫ومراعاة اللهجات في أحرفه السبعة المش‪.‬هورة‪ .‬و الوح‪.‬دة اللغوي‪.‬ة ال‪.‬تي ص‪..‬ادفها اإلس‪.‬الم حين ظه‪.‬وره ال تنفي‬
‫ظاهرة التعدد‪.‬‬

You might also like