You are on page 1of 5

‫االسم‪ /‬زياد معجب الحربي‬

‫)وسائل تنمية ألفاظ اللغة العربية(‬


‫‪ )1‬االشتقاق‪ :‬اللغة العربية لغة اشتقاقية‪ ،‬تقوم على أبواب الفعل‬
‫الثالثيِّ؛ لذلك فإن خزائنها من المفردات يمكن أن تزداد دائ ًما‪ ،‬وكل‬
‫الكلمات المشتقة من أصل ثالثي معها المعنى األصلي‪ ،‬بخالف‬
‫غيرها من اللغات‪ ،‬فاالشتقاق من أبرز سمات هذه اللغة‬
‫آخ َر‬
‫وخصائصها‪ ،‬وللغة العربية طريقة عجيبة في التوليد جعلت ِّ‬
‫هذه اللغة متصالً بأولها في نسيج ملتحم‪ ،‬من غير أن تذهب‬
‫معالمها‪ ،‬بعكس اللغات األوروبي‪.‬‬

‫ففي اللغة العربية نشتق المكتبة (اسم المكان) من الكتاب والكتابة‪،‬‬


‫بينما ال عالقة بين ( )‪book‬التي تعني كتاب في اللغة اإلنجليزية‬
‫و( )‪library‬التي تعني مكتبة‪ ،‬إن اشتراك األلفاظ المنتمية إلى أصل‬
‫واحد في أصل المعنى‪ ،‬وفي قدر عام منه‪ ،‬يسري في جميع‬
‫مشتقات األصل الواحد مهما اختلف العصر أو البيئة‪ ،‬والروابط‬
‫االشتقاقية نوع من التصنيف للمعاني في كلياتها وعمومياتها‪ ،‬وهي‬
‫علم المنطقَ ‪ ،‬وتربط أسماء األشياء المرتبطة في أصلها وطبيعتها‬ ‫ت ُ ِّ‬
‫برباط واحد‪ ،‬وهذا يحفظ جهد المتعلم‪ ،‬ويوفر وقته‪ ،‬وإن خاصة‬
‫الروابط االشتقاقية في اللغة العربية تهدينا إلى معرفة كثير من‬
‫مفاهيم العرب‪ ،‬ونظراتهم إلى الوجود‪ ،‬وعاداتهم القديمة‪ ،‬وتوحي‬
‫بفكرة الجماعة وتعاونها وتضامنها في النفوس عن طريق اللغة[‪.]1‬‬
‫عرب‪ :‬هو لفظ استعاره العرب القدامى‬ ‫(‪ )2‬التعريب والتوليد‪ :‬ال ُم َّ‬
‫في عصر االحتجاج باللغة من أ َّمة أخرى‪ ،‬واستعملوه في لسانهم؛‬
‫مثل‪ :‬السندس‪ ،‬الزنجبيل‪ ،‬اإلبريق‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬

‫ي البناء‪ ،‬أُعطي في اللغة الحديثة معنًى مختلفًا‬


‫والمولَّد‪ :‬هو لفظ عرب ُّ‬
‫عما كان العرب يعرفونه؛ مثل‪ :‬الجريدة‪ ،‬المجلة‪ ،‬السيارة‪،‬‬
‫الطيارة‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫والتعريب أحد مظاهر التقاء العربية بغيرها من اللغات على‬


‫مستوى المفردات‪ ،‬وكانت األلفاظ الدخيلة في العصر الجاهلي قليلةً‬
‫محدودةً‪ ،‬تتصل باألشياء التي لم يعرفها العرب في حياتهم‪ ،‬وهي‬
‫محصورة في ألفاظ تدل على أشياء مادية ال معنوية؛ مثل‪ :‬كوب‪،‬‬
‫مسك‪ ،‬مرجان‪ ،‬درهم‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫وتعود قلة الدخيل إلى سببين‪ :‬انغالقهم على أنفسهم‪ ،‬واعتدادهم‬
‫بأنفسهم وبلغتهم‪ ،‬أما بعد اإلسالم فقد اتصلت العربية باللغات‬
‫األخرى‪ ،‬فانتقلت إليها ألفاظ جديدة‪ ،‬تتعلق كلها بالمحسوسات‬
‫والماديات؛ مثل‪ :‬أسماء األلبسة‪ ،‬واألطعمة‪ ،‬والنباتات‪ ،‬والحيوان‪،‬‬
‫وشؤون المعيشة‪ ،‬أو اإلدارة‪ ،‬وقد انعدم التأثير في األصوات‬
‫والصيغ والتراكيب‪ ،‬وإن هذا الداخل على الغالب لم يبقَ على حاله‪،‬‬
‫صي َغ في قالب عربي‪.‬‬ ‫بل ِّ‬

‫(‪ )3‬النحت‪ :‬وهو انتزاع كلمة جديدة من كلمتين أو أكثر‪ ،‬بحيث‬


‫تدل على معنى ما انتزعت منه؛ كالبسملة من قولنا‪( :‬بسم هللا‬
‫الرحمن الرحيم)‪.‬‬

‫(‪ )4‬تلخيص أصوات الطبيعة ومحاكاتها من وسائل زيادة الثروة‬


‫اللغوية‪ ،‬وفي اللغة العربية ألفاظ كثيرة دالة على أصوات‬
‫الحيوانات‪ ،‬وضوضاء األشياء‪ ،‬وهناك ألفاظ دالة على النطق‬
‫والكالم؛ مثل‪( :‬تعتع)؛ أي‪( :‬تردد في الكالم)‪.‬‬
‫(‪ )5‬انتقال المفردة من المحسوس‪ :‬وهذا االنتقال أثَّر في الفكر‪،‬‬
‫وبروز الحاجة إلى التعبير عن المعقوالت والمجردات؛ من ذلك‪:‬‬
‫(االقتباس) أصلها المادي قبس من النار‪ ،‬ثم نُقل المعنى إلى األخذ‬
‫من العلم والكالم‪ ،‬وهو معنى معنوي‪.‬‬

‫(‪ )6‬التفاعل واالقتباس من اللغات األخرى‪ :‬تتفاعل اللغات بعضها‬


‫وتأثرا‪ ،‬لدرجة أن هناك‬
‫ً‬ ‫تأثيرا‬
‫ً‬ ‫ع َل الكائنات الحية‪،‬‬
‫مع بعض تفا ُ‬
‫عا يدور بين اللغات من أجل البقاء‪ ،‬وعملية االقتراض من لغة‬ ‫صرا ً‬
‫أخرى تفيد اللغة المقترضة‪ ،‬واللغة العربية حين اتصل أهلها قدي ًما‬
‫بالثقافات المجاورة‪ ،‬واحتكوا بشعوبها‪ ،‬دخلت ألفاظ من لغاتها إلى‬
‫اللغة العربية‪ ،‬ولو نظرنا إلى القرآن الكريم لوجدنا الكثير من‬
‫المعربة التي أُخذت من لغات أخرى؛ مثل‪( :‬القسطاس)‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫األلفاظ‬
‫الميزان من الرومية‪ ،‬و(الصراط)‪ :‬من اليونانية‪ ،‬و(ياقوت)‪ :‬من‬
‫الفارسية‪ ،‬و(مالئكة)‪ :‬من الحبشية‪ ،‬و(طوبى)‪ :‬أي‪ :‬الجنة من‬
‫الهندية‪.‬‬

You might also like