Professional Documents
Culture Documents
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السفسطائية
ّ ي في الفمسفةمركزية الخطاب ومنيجو المعيار ّ
ّ
المعرفية
ّ التداوليات
ّ قراءة في
المركزية ـــ الخطاب السفسطائي ــ المنيج ـــ الديالكتيك
ّ الكممات المفتاحية :
العزاوي
دٓسمير إبراىيم وحيد ّ
كمية التربية واآلداب بجامعة لوسيل /قطر
Nimz4me@hotmail.com
تاريخ استالم البحثٕٕٓٔ/ٕٔ/9
الممخص
لعؿ محاولة استكشاؼ أولية في دفاتر السفسطائييف الفمسفية التي خمّفتيا مبثوثة في كتابات
تنبىء عف نوع مف (ٖ) في محاورات أفالطوف ( ٕ) وجورجياس ( ٔ) ومحاورات بروتاغوراس
شخصية مميزة
ّ فضال عف
ً حرفية المسار ،ودقة في تحديد المنيج ،ووعي كامؿ بأىدافيا
(ٗ ) تميزت فييا عمى سابقييا
المالمح في استراتيجيات الحوار ،فكانت طريقة أخرى ّ
لكف الطابع النفعي أجيز عمى سمعتيـ العممية ،فتحولت " السفسطة " مف
ومعاصرييا ّ ،
الميارة والحذؽ واالبتكار والبراعة في سبؾ األدلة واإلحالة إلى المخاتمة البالغية والتالعب
القيمية ،يدعو إلى محاولة إفساد العقوؿ.
ّ باألىواء إلى تعميـ الخطاب األجوؼ مف المعاني
بيا حاجة إلى درس جديد في ضوء النظريات المعرفية ( ٘) مف ىنا فإف السفسطائية
تحديدا ،وذلؾ لقناعتنا أف طريقة السفسطائييف مرحمة أصيمة
ً لمخطاب ؛ المنيج التداولي
وجادة عند فالسفة اليوناف تستحؽ النظر بؿ أكثر مف ىذا صالحيتيا المنيجية لمدراسة في
ىذا العصر ،وبخاصة إذا تـ معالجتيا وفقًا لتحميؿ المصطمح في الخطاب ،معنى ىذا أف
الكمية وصالحيتيا لمدراسة المعاصرة وليس الفمسفة السفسطائية مف
البحث في أدوات الخطاب ّ
جية معرفية ما يميث الباحث وراء مالمحو ،وىذه ميمة البحث ىنا .
1
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقدمة :
إشكالية ىذه الدراسة وأطروحتيا المركزية إلى حقؿ حيوي معاصر ىو التداوليات
ّ تنتمي
المعرفية مف خالؿ إعادة االعتبار العممي لممنيج الذي مارسو السفسطائيوف ،في ضوء
ّ
إسقاط المجاالت التداولية في الخطاب عمى المنجز اإلجرائي ،والبدء بإسقاط الضوء عمى
مالمح الخطاب السفسطائي وقضاياه التي تش ّكؿ بؤرة اإلنتاج الفكري ،فقد بات تجديد النظر
في تراث أعالـ السفسطائييف قضية تستحؽ عناية كبيرة مف الباحثيف .
والواقع إف التحوالت اإليدولوجية في اليوناف جعمت مف وجود تعميـ لبالغة الخطاب ولغتو
أمر ضرورًيا أممتو طبيعة الحاجة إلى شغؿ الوظائؼ الحكومية المرموقة ،ولعؿ أىمية المنيج
ًا
مسار
ًا السفسطائي تتحدد في ذلؾ االنقالب الذي أحدثتو في بنية الموغوس في القوؿ ،فكاف
آخر في المفيوـ والمعطى ،فالكالـ ينطوي عمى الحجاج بوصفو منفذاً في الكفاية الداللية
بقطع النظر إلى كوف الحقيقة تتوافؽ في الحؽ أو مع الباطؿ .
أقوؿ ستحاوؿ ىذه الدراسة تقديـ تصور كمّي لعمؿ السفسطائييف ثـ محاكمة ىذا المنيج في
قدمو عمماء التداوليات المعاصروف ،مف أجؿ تأكيد حقيقة أف ىذا المنيج حري بو
ضوء ما ّ
دفاعا عف طريقة السفسطة في بنية الخطاب ًّ
تعميميا في يوـ الناس ىذا ،و ً مسار
ًا أف يكوف
وفيمو.
مف ىنا فإف ىذه الدراسة تيدؼ إلى اإلجابة عف األسئمة اآلتية :
ما المعيارية التي تبناىا المنيج السفسطائي ،وكيؼ وظّفيا في الجدؿ التواصمي ؟
ما إمكانات قراءة المنيج السفسطائي في ضوء التداوليات ؟
داولية في الخطاب النمطي لمسفسطائييف ؟
ما الممارسات الت ّ
المعيارية منيجاً في الخطاب :
3
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوالً :الشك المنيجي :
ىو :عممية " دفع المرء خصومو عمى إفساد قولو :بحجػة أو شػبية أو يقصػد بػو تصػحيح
كالم ػػو ،وى ػػو الخص ػػومة ف ػػي الحقيق ػػة ، ..وى ػػو عب ػػارة ع ػػف مػ ػراء يتعمّ ػػؽ بإظي ػػار الم ػػذاىب
وتقريرى ػػا ،والغ ػػرض من ػػو إلػ ػزاـ الخص ػػـ ،روافح ػػاـ م ػػف ى ػػو قاص ػػر ع ػػف إدراؾ مق ػػدمات البرى ػػاف
)ٔٚ(".
خاصػ ػ ػ ػػا يسػ ػ ػ ػػمى الجػ ػ ػ ػػدؿ السفسػ ػ ػ ػػطائي ؛ ىػ ػ ػ ػػو شػ ػ ػ ػػكؿ مػ ػ ػ ػػف
ً انػ ػ ػ ػػتيج السفسػ ػ ػ ػػطائيوف شػ ػ ػ ػػكالً
أشكاؿ الحوار الحجاجي بيف األفراد بطريقػة مركبػة ،إذ يقػوـ عمػى طػرح األسػئمة واإلجابػة عنيػا
بغػػرض تحفيػػز التفكيػػر الناقػػد واسػػتخالص األفكػػار واالفت ارضػػات الضػػمنية المسػػبقة ،والواقػػع أف
أيضا (. )ٔٛ
ىذا المنيج قد قاؿ بو سقراط الفيمسوؼ اليوناني في العصر الكالسيكي ً
4
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كمػا أف ىػذا المػنيج يػراد بػو اسػتبعاد فرضػيات قابمػة النعػداـ قناعػة المتمقػي مػا قػد يػؤدي إلػى
عممية فشؿ الحجاج ومف التأثير وىػذا مػا يمكػف أف يستسػيغو السفسػطائي ،فضػالً عػف انتخػاب
الفرضػػية التػػي تقػ ّػدـ طريق ػاً سمسػػة فػػي المخاتمػػة ،متوس ػالً بالبحػػث عػػف التصػ ّػورات الواقعيػػة التػػي
فضاء رحباً إلثػارة عواطػؼ الجمػاىير ،قبػؿ أف ً تكوف في متناوؿ نظر العامة ،وىي التي تشكؿ
يصار إلى فحصيا مف أجؿ تحديد مدى اتساقيا مع المعتقدات األخرى (.)ٜٔ
وأخي ػ ػ اًر يػ ػػتـ اسػ ػػتخداـ األسػ ػػئمة المنطقيػ ػػة المتواليػ ػػة ،حتػ ػػى يػ ػػتم ّكف المتفرجػ ػػوف مػ ػػف اكتشػ ػػاؼ
تقدـ محاورة جورجياس (ٕٓ).
معتقداتيـ تجاه القضية ،لنالحظ إنموذجاً عمى ما ّ
إذف فالجػ ػػدؿ وفق ػ ػاً لمفمسػ ػػفة السفسػ ػػطائية :إنمػ ػػا يتنػ ػػاوؿ األشػ ػػياء والوقػ ػػائع ،كمػ ػػا " يتن ػ ػػاوؿ
التفسيرات المختمفة ليا ،ومواجية ىذه التفسيرات ببعضيا يػؤدي إلػى اكتشػاؼ التناقضػات التػي
يمكف أف تنطوي عمييا الفكرة ،وىذا الكشؼ ىو جوىر المنيج الجدالي " (ٕٔ).
5
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ٕٓ) (ٕٔ)
أقػػوؿ ؛ لقػػد كػػاف السفسػػطائيوف فػػي النصػػؼ الثػػاني مػػف القػػرف الخػػامس قبػػؿ المػػيالد ،معممػػيف
متخصصػيف فػػي اسػػتخداـ أسػػاليب الفمسػػفة والبالغػػة مػػف أجػػؿ التسػػمية أو التػػأثير فػػي النفػػوس أو
إقناع المستمعيف بقبوؿ وجية نظر المتكمـ.)ٕٕ( .
مػػف أجػػؿ ىػػذا تجػػانس معيػػـ بػػؿ ودعػػـ أفكػػارىـ واحػػد مػػف أىػػـ األقػػالـ الفمسػػفية فػػي العصػػر
الحػػديث ىػػو الفيمسػػوؼ الشػػرس فريػػدريؾ نيتشػػو (ٖٕ) إذ ّإنػػو كثيػ اًر مػػا يخػػرج عػػف الصػػندوؽ فػػي
طروحاتػػو الفكريػػة ،مػػف ذلػػؾ توافقػػو مػػع نظريػػة اإلنسػػاف والنسػػبية التػػي قػػاؿ بيػػا السفسػػطائيوف ،
بقولػػو " :تعممػػوف جيػػدا أف مػػع الفكػػر السفسػػطائي الػػذي كػػاف سػػابقا لممرحمػػة السػػقراطية لػػـ تعػػد
ىناؾ قيـ ثابتة ،إذ إنيـ جعموا اإلنساف مقياس كؿ شيء ،ىذا ما يؤكػده أحػد أبػرز السفسػطائييف
6
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وىػػو بروتػػاغوراس عنػػدما يقػػوؿ " اإلنسػػاف مقيػػاس األشػػياء كمّيػػا " ،ومػػف ثػػـ كػػؿ شػػيء يصػػبح
ًّ
نسبيا ،ما داـ أف اإلنساف ىو القياس وىو المعيار " )ٕٗ(.
يبػػدو أف أصػػحاب ىػػذا االتجػػاه أرادوا أف يبعػػدوا معػػاني السفسػػطة عػػف كػػؿ مػػا يمػت لمفمسػػفة
بأدنى صمة ،ولذلؾ ال يمكف لنا أف نعتمد عمى ىذه المعاني لمسفسطائية ،وىػذا األمػر ميػـ فػي
الواقع ،ألننا نقمناىا عف خصوـ السفسطائية ،وليس مػف آثػارىـ )ٕ٘( ,فكػالـ الخصػـ فػي
الخصـ غير مقبوؿ ،خصوصاً إذا كاف بينيمػا عػداء مسػتفحؿ ،كمػا ىػو الحػاؿ بػيف الفالسػفة
الطبيعيػيف ( )ٕٙوالفالسػػفة السفسػػطائييف ،باإلضػػافة إلػى ذلػػؾ ،كػػاف اليونػانيوف يفرقػػوف بػػيف
الشػ ػػعراء والحكمػ ػػاء والرسػ ػػاميف و غي ػ ػرىـ ،وليػ ػػذا يصػ ػػفوف ىػ ػػوميروس ( )ٕٚبالشػ ػػاعر ولػ ػػيس
الفيمسػػوؼ ،وليػػذا يظيػػر أف االسػػـ أطمػػؽ عمػػييـ ىػػو اسػػـ السفسػػطائية ( ،)ٕٛوىػػو مػػا تنبػػو لػػو
بعػض المػؤرخيف والفالسػفة ك ػ برت ارنػد رسػؿ ( )ٕٜحينمػا يقػوؿ :فػي دفاعػو عػف السفسػطائية
أماـ أفالطػوف ":فمػئف أريػت أفالطػوف يكػرس جميػوده لتشػويو حسػناتيـ واالفتػراء عمػييـ بالكػذب
فستحكـ عمييـ بمحاوراتو)ٖٓ( " .
ولػذلؾ عمينػا أف نؤكػد ىنػا أف إيماننػا بأصػالة الخطػاب ال يعنػي بالضػرورة تبنػي الفكػر ،بػػؿ
أمػػا مػػيالت الفكػػر السفسػػطائي فيقين ػاً نحػػف
الػػدفاع عػػف قػػوة األسػػموب وأث ػره فػػي ذىنيػػة المتمقػػي ّ ،
نقػػؼ بالضػػد منػػو ،وىػػذا يعنػػي أننػػا نػػدعـ البحػػث فػػي جماليػػات الػػنص واألثػػر الحجػػاجي لمنشػػىء
الخطاب السفسطائي مف زواية تعميمية بحتو ،دوف أف نتبنى فكره ...
سػػتتناوؿ ىػػذه الجزئيػػة مػػف الد ارسػػة المؤش ػرات النصػػية التػػي يمكػػف صػػياغتيا فػػي سػػبيؿ إثبػػات
صالحية ىذه المدرسة في الخطاب لألدوات المعرفية المعاصرة .
لقد اعتنت التداوليات بوظائؼ االستعماؿ المغوي ،ولذلؾ كاف بيػا حاجػة إلػى تشػاطر البنيػة
المعرفية مع الفمسفة ؛ ػ ػ التحميمية بخاصة ػ ػ وعمـ النفس بخالؼ المنػاىج السػابقة عمييػا أو التػي
وقفػػت عمييػػا كػ ػ البنيويػػة والتوليديػػة ،فنظاميػػا المّسػػاني كػػاف قػػد رّكػػز عمػػى اإلفػػادة مػػف مخػػزوف
الممكة المغوية أمالً في تحقيؽ اإلنساف لالستعماؿ والتواصؿ ..
ًّ
معرفي ػػا ممحوظػ ػاً ف ػػي والواق ػػع أف الق ػػرف العشػ ػريف ػ ػ ػ الخمس ػػينات من ػػو بخاص ػػة ػ ػ ػ ش ػػيد تحػ ػوًال
الد ارسػػات المّسػػانية تمثّػ َؿ فػػي اعتنػػاء البػػاحثيف باالسػػتعماؿ المغػػوي مػػنيـ الباحثػػاف أوسػػتيف (ٕٖ)
ّ
وتمميذه سيروؿ (ٖٖ)
7
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غير أف أوستيف ال يؤمف بالتقسيـ التقميػدي لمقضػايا والعبػارات والجمػؿ عمػى خبريػة روانشػائية
ومػػف ثػػـ االحتكػػاـ إلػػى معيػػار الصػػدؽ والكػػذب ،روانمػػا ينطمػػؽ مػػف موقػػؼ جديػػد ؛ ىػػو أف ىػػذه
العبارات قابمة لبناء نموذج لمتواصؿ ،وىذا يعني أف الوحدة األساسية لمّغة ىي األفعاؿ المنجػزة
المغوية :
ّ ميز أوستيف بيف أفعاؿ ثالثة في األعماؿ
كالمياً ،مف ىنا ّ
العمؿ القولي :ويعني األصوات التي يخرجيا الباث حيف يتمفظ وتمثّؿ قوالً لو معنى .
العمػػؿ المتضػػمف فػػي القػػوؿ :ويقصػػد بػػو أف البػػاث حػػيف يػػتمفظ بكػػالـ فيػػو ينجػػز معنػػى
ثاثير ،وىو ما أسػماه بقػوة الفعػؿ ،وقػد اشػترط لتحقيػؽ المعنػى اإلنجػازي فيػو ًّ
قصديا أو ًا
بالسياؽ المعرفي واالجتماعي لمّغة ،نحو ؛ الوعد عمى سبيؿ المثاؿ . االىتماـ ّ
العمػػؿ عمػػى التػػأثير بػػالقوؿ :وىػػو يتنػػاوؿ الكممػػات التػػي يسػػعى البػػاث عمػػى إنتاجيػػا فػػي
ومحممة بمقاصد معينة في سػياؽ محػدد تعمػؿ عمػى إبػالغ رسػالة ،
ّ بنية تركيبية منتظمة
أثر عند المتمقي )ٖٗ( .
أو تحدث ًا
لػػذلؾ فنظريػػة أفعػػاؿ الكػػالـ تسػػعى إلػػى اإلجابػػة عػػف جممػػة مػػف األسػػئمة المّسػػانية ،عمػػى سػػبيؿ
المعرفة المنيجية ،ىي :
" : مف يتكمـ ؟.
: ػمف ىو المتمقي ؟.
: ػما ىي مقصديتنا أثناء الكالـ ؟.
: ػكيؼ نتكمـ بشيء ،ونسعى لقوؿ شيء آخر ؟.
: ػ ماذا عمينا أف نفعؿ حتى نتجنب اإلبياـ والغموض في عممية التواصؿ ؟.
(ٖ٘) : ىؿ المعنى الضمني كاؼ لتحديد المقصود ؟ "
إف ى ػ ػػذه األس ػ ػػئمة وغيرى ػ ػػا ح ػ ػػري بي ػ ػػا أف تثيػ ػ ػر ش ػ ػػيوة البح ػ ػػث ف ػ ػػي قض ػ ػػايا لغوي ػ ػػة متع ػ ػػددة
االتجاى ػ ػ ػػات ،ت ػ ػ ػػتـ اإلجاب ػ ػ ػػة عني ػ ػ ػػا ف ػ ػ ػػي المج ػ ػ ػػاالت التداولي ػ ػ ػػة بص ػ ػ ػػفة خاص ػ ػ ػػة وبص ػ ػ ػػيغة
تتماش ػ ػػى والط ػ ػػابع الج ػ ػػدلي لطبيع ػ ػػة الخط ػ ػػاب المّس ػ ػػاني السفس ػ ػػطائي ال ػ ػػذي يت ػ ػػوؽ إل ػ ػػى معرف ػ ػػة
رد
ماىيػ ػ ػػة الموق ػ ػ ػػؼ المغ ػ ػ ػػوي لمح ػ ػ ػػدث المس ػ ػ ػػاني ،فيبع ػ ػ ػػث بعض ػ ػ ػػيا م ػ ػ ػػف جدي ػ ػ ػػد عم ػ ػ ػػى س ػ ػ ػػبيؿ ّ
ػ إلػ ػػى التنػ ػ ّػوع فػ ػػي عمميػ ػػة العجػ ػػز إلػ ػػى الصػ ػػدر فػ ػػي محاولػ ػػة ذكيػ ػػة متمرسػ ػػة ػ ػ ػ حػ ػ ّػد الخبػ ػػث
8
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسػ ػػتدراج المتمقػ ػػي نحػ ػػو غوايػ ػػة بػ ػػؿ غوايػ ػػات متعػ ػػددة مػ ػػف طريػ ػػؽ المراوغػ ػػة ،وىػ ػػذا كنػ ػػو عمػ ػػؿ
السفسطائييف.
اإلشاريات الخطابية :
وتأسيساً عمى ىذا يمكف تقسيـ اإلشاريات بوجو عاـ عمى :
ِ
كضمائر الحضور شير إلى الضمائر
اإلشاريات الشخصي ُة Personal Deixis.التي تُ ُ
ُ
شيرة إلى
الم َ
اإلشارة ُ
َ وبعض أسماء
ُ والغيبة والخطاب واإلفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث ،
األشخاص كيذا وىذه وىؤالء وأولئؾ…
زمف النطؽ
اإلشاريات الزمانية Temporal Deixis.ومسؤوليتيا تقؼ عمى تحديد َ
زمف المرسمة الخطابية تع ّذر فيمو الرتباط مالبسات المعنى بزمف قولو
بالخطاب فإف لـ يتحدد ُ
9
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
،وتظير اإلشاريات الزمانيةُ في ظروؼ الزماف وفي أسماء الزماف وفي األدوات واألسماء
الدالة عمى الزماف.
وصيغ األفعاؿ ّ
مكاف النطؽ بالخطاب فإف لـ
َ المكانية Spatial Deixis.وىي التي تحدد
اإلشاريات َ
مكاف إرساؿ الكالـ كاف مف الصعوبة بمكاف فيـ النص الرتباط مالبسات المعنى بمكاف
ُ ؼعر ْ
ُي َ
المكاف وفي أسماء المكاف وفي األدوات واألسماء
المكانية في ظروؼ َقولو ،وتظير اإلشاريات َ
شيرة إلى األماكف كينا وىناؾ
الم َ
اإلشارة ُ
َ وبعض أسماء
ُ وصيغ األفعاؿ الدالة عمى المكاف،
وىنالؾ ...
األلقاب
َ رفيةٌ تحم ُؿ
ات ُع ّ ُّ
وتدؿ عمييا عبار ٌ اإلشاريات االجتماعية Social Deixis.
" نالحظ أف العنصر اإلشاري المتصؿ بالعالقة االجتماعية يتوزع عمى تراكيب وألفاظ مختمفة
وذلؾ حسب مكانػة المتخاطبيف(ٓٗ) ،وما ىو رسمي وغير رسمي في أثناء عممية التواصؿ،
والخطاب القرآني (ٔٗ) ،مثالً يشمؿ عمى كمييما رواف كاف يغمػب فييا الرسمي الوارد عمى صيغة
المفرد المعظـ لنفسو الداؿ عمى عظمة الخالؽ (ٕٗ)" ،كقولو تعالى " :إِ َّنا َن ْح ُن نُ ْح ِيي ا ْل َم ْوتَ ٰى
ص ْي َناهُ ِفي إِمام ُّم ِبين ")ٖٗ( .
َح َ َّموا َوآثَ َارُى ْم ۚ َو ُك َّل َ
ش ْيء أ ْ
َ ب َما قَد ُ
َوَن ْكتُ ُ
االفتراض المسبق:
ربط جورج يوؿ بيف اإلشاريات واالفتراض المسبؽ ،إذ جعؿ التمفظ بكممة إشارية مثؿ " :ىنا
أف السامع يعمـ المكاف الذي يشير إليو المتكمِّـ ، )ٖٗ( .لكف تعود أولى
" تتطمب افتراضاً سابقاً ّ
(ٗٗ) . المحاوالت في دراسة االفتراض المّغوي إلى ستراوسف
11
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
االفتراض المنطقي أو الداللي :ويشترط فيو إقناع المتمقي بصدؽ المطابقة لمواقع
،وعندما يكوف ( أ ) صادقاً ينتج عنو صدؽ (ب) ،فإذا افترضنا أف قولنا :زيد يده
نظيفة ،وكاف القوؿ موافقاً لمواقع ،لزـ القوؿ :إف زيداً ال يسرؽ ،صادقاً ،وليذا فيو
مفترض مسبقاً .
ىمو الصدؽ والكذب بقدراالفتراض التداولي :وىذا النوع مف االفتراض ليس ّ
اىتمامو بجوىر القضية ،فإذا قمت :صديقي رجؿ في المواقؼ الصعبة ،ونفييا فتقوؿ :
صديقي ليس رجالً في المواقؼ الصعبة ،وبالرغـ مف التناقض بيف الجممتيف لكف ىذا ال
)ٗ٘(.. ييـ ،الميـ أف عندؾ صديؽ
لذلؾ فإف المتفحص لخطاب السفسطائييف ،يجد أف المتكمِّـ يفترض في حواراتو كالماً ويحذؼ
ما يتـ التواضع عميو ضمناً مع جميور المتمقيف ...
بعد ىذا كمّو نسأؿ :ما عناصر الخطاب التقميدي المتداوؿ عند السفسطائييف ؟
الجواب عمى ىذا السؤاؿ يحيمنا إلى عناصر الخطاب ،لذا يمكننا تقسيميا وفقاً ألسموبيـ عمى
النحو اآلتي :
ِ
الحجاج :
الحجة بالضـ البرىاف ..وما ثبت بو الدعوى مف حيث إفادتو لمبياف يسمى بينة ومف حيث
" ُ
الغمبة بو عمى الخصـ يسمى حجة ،وقد أعطى الكفوي (ٔ٘) صفة الحجة لما يغمب بو ال لجممة
والحجاج عند السفسطائييف عمؿ إجرائي يحاوؿ فيو المتكمِـ مف (ٕ٘) ، ما يثبت بو المدعو".
12
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طبو عمى تبني موقؼ معيف ،ثـ تبني نقيضو ،فيو إذف عممية ىدفيا إقناع اآلخر
حمؿ مخا َ
والتأثير عميو ، )ٖ٘( .كما رأينا في االستدراج الذي حاوؿ سقراط وبولص تقديمو في محاورتيما
السابقة .
ػأنو " :آلية موجية إلى جعؿ بعض النتائج مقبولة مف قبؿ جميور معيف في
ويعرفو آخر ب ّ
(ٗ٘) ، ظرؼ معيف"
وىناؾ تعريؼ آخر يحيؿ عمى مفيوـ الخطاب ،وىو بيذا ييتـ بطرفي عممية التخاطب ،إذ "
الخطاب الحجاجي ىو خطاب موجو ،وكؿ خطاب ييدؼ إلى اإلقناع يكوف لو بالضرورة بعد
،فحيف يربط الحجاج بالخطاب نفترض مرسال ومستقبِالً ،وىدؼ الحجاج ىنا (٘٘) حجاجي"
وغرضو التأثير في المتمقي عف طريؽ اإلقناع أو اإلفياـ ،غير أف طو عبد الرحماف ال يذىب إلى
فصؿ الحجاج عف الخطاب ،فميس ىناؾ خطاب حجاجي عنده وآخر غير حجاجي ،رواّنما يأخذ
في ضوء ذلؾ فإف الخطاب عنده يقوـ عمى عالقة حجاج"()٘ٙ بقاعدة أف ":ال خطاب بدوف
مفصمية بيف الخطاب واالستدالؿ معاً ،مف جية ،ومف جية أخرى عالقة أصمية يتفرع عمييا سواىا
رد كؿ عممية تخاطبية إلى استداللية " ..والمنطوؽ الذي يستحؽ
وال تتفرع عمى سواىا ،بمعنى آخر ّ
أف يكوف خطابا ىو الذي يقوـ بتماـ المقتضيات التعاممية الواجبة في حؽ ما يسمى بالحجاج ،إذ
حد الحجاج ّأنو كؿ منطوؽ بو موجو إلى الغير إلفيامو دعوى مخصوصة يحؽ لو االعتراض
ّ
عمييا"()٘ٚ
وتتيكاه في تعريفيما لمحجاج عمى تقنيات الحجاج وآلياتو ،فموضوع ()٘ٛ ويركز بيرلماف
الحجاج عندىما ىو " درس تقنيات الحجاج التي مف شأنيا أف تؤدي باألذىاف إلى التسميـ بما
()ٜ٘ يعرض عمييا مف أطروحات أو أف تزيد في حالة ذلؾ التسميـ"
وعميو لو أعدنا إمعاف النظر في الحجاج السفسطائي لوجدناه يتمثؿ في :
التبكيت :
ليذه المادة معنى حسياً ومعاني ذىنية ،فالمعنى الحسي ىو الضرب الّػذي يكوف بالسيؼ أو
بالعصا ،أو نحوىما ،يقاؿ " :ب ّكتو بالعصا تبكيتاً ،وبالسيؼ )ٙٓ(( ،ونحوىما " ولو كذلؾ معاف
ذىنية متعددة كميا متقاربة :
13
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٔ ػ االستقباؿ بما يكره :وىو أف يستقبؿ إنساف إنسانا بما يكرىو مػف ذـ أو تقريع ،كأف يقوؿ لو
:يا فاسؽ ،أما اتّقيت ! أما استحيت! ومنػو يقػاؿ لممػرأة ) .
)ٙٔ( .. ٕ ػ التوبيخ والتقريع :يقاؿ " :ب ّكتو تبكيتاً ،إذا قرعو بالعذؿ تقريعاً
المغالطات والتضميالت:
" استعمؿ القدماء لفظ " السفسطائية " لمداللة عمى المغالطة ،فيذا الفارابي يقوؿ(ٕ:)ٙ
واألقاويؿ السفسطائية ىي التي شأنيا أف تغمّط وتضمّؿ وتوىـ فيما ليس بحؽ ،وفيما ىو بحؽ ليس
بحؽ ،وتوىـ فيمف ليس بعالـ نافذ ،وتوىـ فيمف ىو حكيـ عالـ ليس كذلؾ ،وىذا االسـ أعني
"(ٖ،)ٙ السفسطة اسـ المينة الي بيا يقدر اإلنساف عمى المغالطة والتمويو والتمبيس بالقوؿ واإليياـ
. ولعؿ ىذا يكفي لمداللة عمى تم ّكف السفسطائيف مف التحكـ بالخطاب وتأثيره في المتمقي
تجاىؿ المطموب :
يحاوؿ السفسطائي قيادة المتمقي في طريؽ يريدىا ىو ،وبذلؾ يعمد في سموكو الخطابي إلى
إما
تجاىؿ المطموب قضية قاسيا بنفسو أو قاسيا الخصـ ،يقوؿ آرسطو " :فإف المبرىف ليس لو ّ
أف يضع أو يرفع بالسوية ،بؿ ذلؾ لمذي يمتحف ،وذلؾ أف االمتحاف جزء مف صناعة الجدؿ ،
وليذه العمة يكوف نظيرىا في ىذه المعاني ،وذلؾ أف نظرىا ليس ىو مع العالِـ ،بؿ مع الذي ال
فأما الذي ينظر في األمر مف قبؿ األشياء العامية فيو جدلي ،والذي يظير
يعمـ ويظف ذلؾ بو ؛ ّ
أنو قد فعؿ مثؿ ىذا الفعؿ ىو سفسطائي )ٙٗ(" ..
والواقع إف المحاورات األفالطونية لـ تكف مؤرخة ،وال موضوعة في إطار تعميمي ،وأغمب
يدوف فييا كؿ ما يخطر لو مف آراء ،لذلؾ يمكف أف تكوف درساً في الظف أف أفالطوف كاف ّ
عصية عمى فيـ العواـ لمفكر مرو اًر بالجدؿ ،والحقيقة أف ىذه
ّ المنيج ،لكنيا عمى أية حاؿ ستكوف
المحاورات ال تفضي إلى نتائج حاسمة ،ويبقي كثي اًر مف قطرات ال ّشؾ عالقة في جسد ذلؾ
الحوار بيف المتحاوريف ،ويرجح أف أفالطوف كاف قاصداً التركيز عمى ىذه النيايات الدراماتيكية
14
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجو الفكري المشحوف بالصراع ..ولتكوف المّغة الغارقة
مف أجؿ أف يشرؾ القارىء في ذلؾ ّ
بالجدؿ بؤرة التحميؿ الخطابي ومركزه )ٙٙ(.
رواذا كاف األمر كذلؾ فيذا يعني أف ذلؾ ال يختمؼ كثي اًر عف االستمزاـ الحواري في المنيج
التداولي المعاصر ،فيذا األخير يعد مف المفاىيـ المركزية في البحث والتحميؿ المساني ألنو
)ٙٙ(. مرتبط بطبيعة البحث فيو ،مستبعداً التباسيا بمجاالت الدرس الداللي
التي ألقاىا في جامعة ىارفرد سنة ()ٙٚ بدأ البحث في ىذا المجاؿ مع محاضرات بوؿ غرايس
تصوره ،واألسس المنيجية التي يقوـ عمييا البحث ػ كما يراه ػػ ،ثـ
ّ قدـ غرايس
، ٜٔٙٚإذ ّ
جمعت محاضراتو وطبعت بأجزاء مختصرة سنة ٘ ، ٜٔٚومنيا ش ّكؿ بحثاً بعنواف(المنطؽ
يطور أفكاره فيو وظ ّؿ الكتاب بفجواتو الكثيرة بيف يدي الدارسيف واحداً مف أىـ
لكنو لـ ّ
والحوار) ّ ،
النظريات في البحث التداولي وأكثرىا تأثي اًر ، )ٙٛ( ..وبعد ظيور مفيوـ االستمزاـ الحواري في
قدميا غرايس لنظرية المحادثة ،تم ّكنت التداولية مف االنفتاح عمى حقوؿ معرفية
الشروح التي ّ
عديدة جداً ،يقوؿ غرايس " :الناس في حواراتيـ قد يقولوف ما يقصدوف ،وقد يقصدوف أكثر مما
ٍ
معاف تقدمو الكممات والعبارات مف
ىمو عمى توضيح االختالؼ بيف ما " ّيقولوف" ( ، )ٜٙثـ رّكز ّ
لمسامع بطريقة غير مباشرة اعتماداً عمى أف
بقيمتيا المّفظية ،وما يسعى المتكمّـ إلى إيصالو ّ
السامع لديو فكرة عمى مايريد أف يصؿ إليو المتكمّـ عف طريؽ أعراؼ االستعماؿ ووسائؿ
(ٓ.)ٚ االستدالؿ "
عما يحممو القوؿ مف معنى صريح وما يحممو مف معنى متضمف ،ومف
وىو بيذا أراد التعبير ّ
ىنا نشأت فكرة االستمزاـ (ٔ.)ٚ
يقدـ تفسي اًر واضحاً لقدرة مستعمؿ المغة عمى أف يقصد أكثر مما يتمفظ،
وال جرـ أف االستمزاـ ّ
تقدمو العبارات المستعممة كونيا آلية مف آليات الخطاب بيف الناس ،مثاؿ ذلؾ :
بمعنى أكثر مما ّ
( مف فضمؾ ساعدني عمى حمؿ أغراضي ) ،إذ خرجت ىذه الجممة التي أنجزت في مقاـ محدد
عف المعنى األصمي الذي ىو األمر إلى معنى االلتماس ،بفضؿ قرينة " مف فضمؾ " ،كؿ ذلؾ
(ٕ)ٚ الضيؽ ..
ّ يعني أف السياقات الخطابية تحمؿ في ثوبيا ٍ
معاف تتجاوز المعنى األحادي
وبعد ؛ فإف المنجز السفسطائي بو حاجة إلى كبير عناية مف قبؿ الباحثيف أساليب التأثير
التصور المعياري لو ،ونحف عمى يقيف ّأنو سيقوـ باكتشاؼ
ّ وآلياتو اإلنجازية ،في سبيؿ توظيؼ
الدراسة
منيجي ينبيء عف صالحيتو وفقاً لمبحث التداولي المعاصر ،روادراجو ضمف مقرر ّ
الفمسفية لمّغة في أقساـ المّغويات بعامة والعربية بخاصة ..
توصمت إلييا الدراسة بما يمي :
مف ىنا يمكف إجماؿ النتائج التي ّ
أوالً :يمكف اإلفادة مف آليات الخطاب السفسطائي في إثراء منيج تحميؿ الخطاب في بيداغوجيا
البالغة المعاصرة لطمبة الجامعات بحيث يتـ إدراجيا ضمف مادة البالغة وتحميؿ الخطاب.
ثالثاً :وربما يكوف األمر أكثر استقامة عندما يمسي ىذا المنيج وفقاً لممنجز المعرفي في الفكر
التداولي ،أمالً في تجديد فيو الكثير مف موثوقية المنيج وجمالياتو وأثره في المتمقي.
Abstract
An initial attempt to explore in the philosophical thoughts of the sophists in the
writings and dialogues of Protagoras, Gorgias, and even Plato, may demonstrate
professionalism, accuracy in defining the method, and full awareness of its goals
as well as a distinctive style in dialogue strategies. It is another method distinct
from its predecessors and contemporaries. However, the pragmatic approach has
undermined/destroyed their scientific reputation, so “sophistry” turned from skill,
cleverness, innovation and ingenuity in evidence and referring to rhetorical
deception and manipulating the readers into teaching a discourse void of values,
calling for an attempt to spoil minds.
16
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Hence, sophism requires a new approach in light of the epistemological theories
of discourse; namely, pragmatism. This stems from our conviction that sophism is
an authentic and serious stage for Greek philosophers worth consideration,
particularly if addressed according to the analysis of the term in discourse, and
this is the focus of our study.
اإلحاالت :
17
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعػػرض فيمػػا بعػػد ل عػػداـ .وكػػذلؾ بروتػػاجوراس الػػذي أوكمػػت إليػػو ميمػػة وضػػع دسػػتور لمػػبالد اإلغريقيػػة إبػػاف
الحكػػـ الػػديمقراطي الجديػػد ،حيػػث أحرقػػت كتبػػو ونفػػي مػػف أثينػػا .وغيػػر ذلػػؾ "بروديقػػوس" الػػذي عػػذب وحػػوكـ
باإلعداـ ،فشرب السـ ،ينظر ما يشبو ىذا في عمي الػوردي :منطػؽ ابػف خمػدوف ٔٚ ،ومػا بعػدىا ،دار
كوفاف لمنشر ػ دار كنوز األدبية ،بيروت لبناف ،ط ٕ ٜٜٔٗ ،
ػائـ عمػػى فػػرض القاعػػدة أي يبػػدأ بالكمّيػػات وينتيػػي بالجزئيػػات ،يعتمػػد القاعػػدة أساسػاً
( )ٙالمػػنيج المعيػػاري قػ ٌ
ػوغيا بإحكػػاـ شػػتى التػػأويالت أو يحكػػـ عمييػػا
ػأوؿ لمػػا خػػرج عػػف القواعػػد التػػي يصػ ُ
وينػػأى عػػف الوصػػؼ ويتػ ّْ
إف ْلـ يجد فييا تأويالً مناسباً ولو كاف بعيداً أو مستغرباً.
بالشذوذ والقمّة ْ
( )ٚمحمود جاد الرب ،عمـ المغة نشأتو و تطوره ،دار المعارؼ ،طٔ،ٜٔٚ٘،صٕ.ٔٛ
( )ٛمػػف ذلػػؾ بدايػػة محػػاورة السفسػػطائي الػػذي وظّػػؼ فيػػو الس ػؤاؿ بشػػكؿ مسػػتفز مػػف أجػػؿ اإليقػػاع بخصػػمو
س ػػقراط ،ينظ ػػر :أفالط ػػوف ؛ مح ػػاورة السفس ػػطائي والتربي ػػة ، ٙٔ ،ترجم ػػة وتق ػػديـ عزم ػػي قرن ػػي ،دار قب ػػاء
لمطباعة والنشر والتوزيع ػ القاىرة ٕٓٓٔ ،
( )ٜاإلليػػاذة (باليونانيػػة )Ἰλιάς :ممحمػػة شػػعرية تحكػػي قصػػة حػػرب طػػروادة وتعػػد مػػع األوديسػػا أىػػـ ممحمػػة
شػػعرية إغريقيػػة الشػػاعر ىػػوميروس المشػػكوؾ فػػي وجػػوده أو أنػػو شػػخص واحػػد الػػذي كتػػب الممحمػػة وتػػاريخ
الممحمػػة يعػػود إلػػى القػػرف التاسػػع أو الثػػامف قبػػؿ المػػيالد .وىػػي عبػػارة عػػف نػػص شػػعري .ويقػػاؿ أنػػو كتبيػػا مػػع
ممحمتو األوديسا .وقد جمعت أشعارىا عاـ ٓٓ ٚؽ.ـ .بعد مائة عاـ مف وفاتو.
(ٓٔ) ينظر حربي عباس عطيتو محمود ،الفمسفة القديمة مف الفكر الشػرقي الػى الفمسػفة اليونانيػة ،ٕ٘ٙ ،
دار المعرفة الجامعية ،دط ٜٜٜٔ
Homerosش ػػاعر اغريق ػػي ش ػػيير وى ػػو كات ػػب الممحمت ػػيف :اإللي ػػاذة واألوديس ػػا ق ػػاـ (ٔٔ) ى ػػوميروس
ويعػػد مػػع ىسػػيودوس ينبػػوع
بتخميػػد حػػرب طػػروادة شػػع ار بدقػػة متناىيػػة التػػي يعتقػػد حػػدوثيا العػػاـ 1250ؽ.ـُ ،
الشػػعر اإلغريقػػي وذروتػػو ،يعتقػػد المػػؤرخ القػػديـ ىيػػرودوت الػػذي عػػاش بػػيف ٗ ٗٛقبػػؿ المػػيالد وٕ٘ٗ قبػػؿ
المػػيالد أف ىػػوميروس عػػاش قبمػػو بحػوالي أربعػػة قػػروف أي ٓ٘ ٛقبػػؿ المػػيالد ،مػػف جيػػة أخػػرى يعتقػػد بعػػض
العممػػاء المعاصػريف أف ىػػوميروس عػػاش فػػي القػػرف الثػػاني عشػػر قبػػؿ المػػيالد ،وعاصػػر حػػرب طػػروادة وذلػػؾ
بسبب وصفو تضاريس المنطقػة التػي نشػبت بيػا الحػرب بدقػة متناىيػة ،فمػثالً كتػب ىػوميروس أف إلػو البحػر
بوسيدوف كاف جالساً عمى أعمى قمة في جزيرة ساموثراكي حيث شاىد مدينة طروادة وسفف اليوناف .
(ٕٔ) ينظر السابؽ ٖٗ :
(ٖٔ) الصحيح :الرئيسة .
(ٗٔ) فيمسوؼ يوناني ٓٗٚػ ٖٜٜؽ .ـ ،ال نعرفو مباشرة بؿ مف خالؿ تصور آرسػطوفانس فػي مسػرحيتو
( الدفاع ػ أقريطػوف ) مػثالً ،وكػاف لػو مػنيج مميػز فػي الحػوار يقػوؿ عمػى الغيوـ والمحاورات األفالطونية
السػػابؽ ٖٙٙ :ومػػا بعػػدىا .وكػػذلؾ ينظػػر أفالطػػوف :محػػاورة الػػتيكـ واإلزراء .ينظػػر جػػورج طرابيشػػي،
السفسطائي والتربية ٖٙ ،وما بعدىا ،إذ يؤكد عمى ذلؾ في مواضع مختمفة .
18
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)ٔ٘(A Companion to Ancient Philosophy , Edited by :Mary 2) ( Louise Gill and
pierre pellegrin,pp:77.
َجِدلُػػو َجػ ْػدالً إِذا شػػددت فَ ْتمػػو وفَتَْمتَػػو فَػػتْالً ُم ْح َكمػاً ،ينظػػر
الحْبػ َػؿ أ ْ
ت َ وجػ َػدْل ُ ِ
( )ٔٙالجػػدؿ أو الجػػداؿ :شػ ادة الفَ ْتػػؿَ ،
ابف منظػور :لسػاف العػرب ٔ ، ٜ٘ٙ/دار المعػارؼ ،د.ت ،والػذي ييمنػا اصػطالح الجػدؿ ،ولػذلؾ وضػع
المفظ لغة في اليامش .
قدمو أفالطوف في محػاورة تيػاتيتوس تحػت اسػـ فػف التوليػد (نسػبة إلػى القابمػة التػي تولػد النسػاء) ،ألنػو
(ّ )ٔٚ
ُيستعمؿ بغرض إخراج أو توليد التعريفات بشكؿ ضمني مف معتقدات المتحاوريف ،أو بغرض مساعدتيـ فػي
الفيـ بشكؿ أفضؿ.
( )ٔٛالشريؼ الجرجاني :معجـ التعريفات ، ٙٚ ،تحقيػؽ ود ارسػة محمػد صػديؽ المنشػاوي ،دار الفضػيمة
،د.ت ،والبرىاف :ىو القياس المؤلؼ مف اليقينيات ،نفسو ٗٓ :
(1ٜ) Jarratt, Susan C .Rereading the Sophists: Classical Rhetoric Refigured .
Carbondale and Edwardsville: Southern Illinois University Press, 1991., p 83.
(ٕٓ) Sprague 1972. p 5.
(ٕٔ) أميرة حممي مطر ،الفمسفة عند اليوناف ، ٜٔٗ ،دار النيضة العربية ،القاىرة ٜٔٚٚ
(ٕٕ) أفالطوف :محاورة جورجياس ٙٛ ،ػ ػ ٓ ، ٚترجمػة محمػد حسػف ظاظػا ،مراجعػة د .سػامي الن ّشػار ،
الييئة المصرية العامة لمتأليؼ والنشر ، ٜٔٚٓ ،وقد اقتبسػت صػفحات قميمػة مػف المحػاورة لمتػدليؿ عمػى
ما ذكر آنفاً ،ويمكف الرجوع إلى النص الكامؿ لممحاورة.
(ٖٕ) فريدريؾ نيتشو ؛ ٗٗ ٔٛػ ػ ٓٓ ، ٜٔفيمسوؼ ألماني معاصر ،درس في جامعة بوف واليبتزيػغ ويػاؿ ،
تأثر بػ شوبنياور مف خالؿ كتابو :العالـ واإلرادة ،يعد مف أج أر الفالسفة المعاصريف ومف بيف أكثرىـ ثقافة
،لو :ىكذا تكمّـ زرادشت ،غسؽ األصناـ ،ما وراء الخير والشر ،جينولوجيا األخالؽ ،ىذا ىػو اإلنسػاف
، ..معجـ الفالسفة ؛ مرجع سابؽ ٙٚٚ ،وما بعدىا .
(ٕٗ) اندريػػو كانػػت س ػبونفيؿ ،نيتشػػو محطػػـ األصػػناـ ،ترجمػػة يوسػػؼ أسػػحيدرة .مجمػػة المحطػػة ،ع ٕٔ
، ٕٓٓٙ،وكوف اإلنساف ىو مقياس وجود ما يوجد ،و عدـ وجود ما ال يوجد ،و طالما كػاف اإلحسػاس ىػو
المصدر الوحيد لممعرفة،و طالما كانػت ىػذه اإلحساسػات تتعػدد و تتنػاقض فػال وجػود لشػيء إذف فػي ذاتػو و
ال ت ختمؼ ىذه النظرة عف نظرة المثالييف الذاتييف اليػوـححتى وضػع أحػد كبػار السفسػطائييف"غورغياس" ،فػي
أوالً:ال يوجػػد القػػرف الخػػامس قبػػؿ المسػػيح ،كتاب ػاً اسػػماه ( الالوجػػود) ،وتػػتمخص نظرتػػو فػػي ثػ ٍ
ػالث:
شػػيء .ثانيػاً:إذا كػػاف ثمػػة شػػيء موجػػود فاإلنسػػاف قاصػػر عػػف معرفتػػو .ثالثػاً:إذا فرضػػنا أف أنسػػاناً أدركػػو فمػػف
يستطيع إبالغو لغيره ..
19
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ٕ٘) ذل ػػؾ لع ػػدـ كتاب ػػة أع ػػالـ السفس ػػطائية أفك ػػارىـ ف ػػي مؤلف ػػات ،و إنم ػػا كان ػػت عب ػػارة ع ػػف
A Companion to Ancient Philosophy , Edited by:محاضػرات تمقػى لمجمػاىير ،ينظػر :
Mary Louise Gill and pierre pellegrin,pp:78
( )ٕٙيطمػػؽ عمػػييـ أيض ػاً الحكمػػاء الطّبيعيػػوف أو الفيزيػػوقراطييف ،ىػػـ فالسػػفة الػػذيف ظيػػروا بػػيف القػػرف
السػادس ،كػاف السادس قبؿ سػقراط ،ومي ّػدوا الطّريػؽ لظيػور فالسػفة اليونػاف (اإلغريػؽ) فػي القػرف ّ الخامس و ّ
عممي ػػـ الفكػ ػػري يتمثّ ػػؿ فػ ػػي عنص ػ ػريف ىم ػػا :أوالً :مواجيػ ػػة الفكػ ػر األسػ ػػطوري السػ ػػائد :حي ػػث قػ ػػاـ الحكمػ ػػاء
الطبيعيػػوف بإرجػػاع «المتعػػدد إلػػى الواحػػد» ،حيػػث أرجع ػوا فػػي تفكيػػرىـ عػػف التّفسػػير الطّبيعػػي إلػػى أف (تعػػدد
العناصر إلى عنصر وحيد في الكوف) مثػاؿ ذلػؾ مػا قالػو طػاليس (المػاء أصػؿ األشػياء) .ثانيـاً :التفكيػر فػي
الطبيعة :وذلؾ مف خالؿ البحث عف أصوؿ الكوف وعناصره .ويعود تسميتيـ بالفالسفة الطّبيعييف إلى أنيـ
ق ػػاموا بتفس ػػير الطّبيع ػػة بعناص ػػر م ػػف وج ػػود الطّبيع ػػة ،ع ػػامميف عم ػػى البح ػػث ع ػػف أص ػػؿ الوج ػػود بعي ػػداً ع ػػف
الخيالية والغرائب .
ّ األساطير
شاعر ممحمي إغريقي أسطوري ُيعتقد أنو كاتب الممحمتيف اإلغريقيتيف اإلليػاذة واألوديسػة ٌ ( )ٕٚوىوميروس
،آمػػف اإلغريػػؽ القػػدامى بػػأف ىػػوميروس كػػاف شخصػػية تاريخيػػة ،لكػػف البػػاحثيف المحػػدثيف ُيشػػككوف فػػي ىػػذا،
ذلؾ أنو ال توجد ترجمات موثوقػة لسػيرتو باقيػة مػف الحقبػة الكالسػيكية ،كمػا أف المالحػـ المػأثورة عنػو تمثػؿ
ٍ
لقروف عديدة مف الحكي الشفاىي وعرضاً شعرياً محكماً. تراكماً
( )ٕٛعبدالرحمف عواجي ،السفسطائية وأثرىا في مدارس الشؾ ٕٓ ،وما بعدىا ،مركز دالئػؿ ػ ػ سمسػمة ،
سمسمة أطروحات فكرية ٘ٔ ٕٓٔٚ ،
( )ٕٜفيمسوؼ إنجميزي ٕ ٔٛٚػ ػ ٓ ، ٜٔٚكاف مياالً لمرياضػيات ودرس الفمسػفة متػأث اًر ب ػ ىيجػؿ ،وتم ّػرس
ف ػػي كيمب ػػرج ف ػػي المنط ػػؽ ونظري ػػة العم ػػـ ،ق ػ ّػدـ أطروحت ػػو لني ػػؿ التخص ػػص بعنػ ػواف :أس ػػس اليندس ػػة ،ل ػػو :
مباديء الرياضيات ،والمنيج العممي في الفمسفة .ينظر ؛ معجـ الفالسفة ،المرجع السابؽ . ٖٔٚ ،
(ٖٓ) عبدالرحمف عواجي ،السفسطائية وأثرىا في مدارس الشؾ ٕٓ ،وما بعدىا ،
(ٖٔ) السؤاؿ المنطقي الذي يتبادر إلى الذىف ىنا ؛ لماذا التػداوليات تحديػداً ؟ ،أقػوؿ :إف التػداوليات تيػتـ
المجرد إلى المستعمؿ مف قبؿ المتكمِـ بمعنى البحث في المنجز المغوي ،فضػالً عػف ّ بنقؿ المغة مف شاطئيا
ارتباط المتكمِّـ بالسياؽ الخارجي ارتباطاً وطيداً ،ما سيتأثر في تحد المعاني الذي يقصػده المػتكمِـ ،ينظػر :
التداولية ،ترجمة قػص العنػابي ٖٔ ،ػ ػ ٗٔ ،ولعػؿ أقػرب التعريفػات لمتداوليػة :ىػي مبحػث ّ جورج يوؿ ،
لساني يدرس الكيفيػة التػي يصػدر ويعػي بيػا النػاس فعػال تواصػمياً ،أو فعػالً كالميػاً غالبػا مػا يػأتي فػي شػكؿ
محادثة .كما أنيا تيتـ بالبحث عف األسباب التي تتظافر لتؤدي إلى نجاح المتحاوريف أثناء إجراء المحادثة
أو التخاطب .وفيما عدا ذلؾ ّإنما ىو تكرار األلفاظ (المغة ،المستعمميف ،السياقات ،الخطاب ،التخاطب
،المخاطب ،أفعاؿ الكالـ …) .وبتجميػع ىػذه األلفػاظ ،نسػتطيع تكػويف فكػرة شػمولية عػف معنػى التداوليػة
ووظيفتي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا.
21
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ٕٖ) ج .أوستيف (ٜٔٔٔػٓ : )ٜٔٙفيمسوؼ إنجميزي ،شغؿ منصػب أسػتاذ فػي فمسػفة األخػالؽ بجامعػة
أكسفورد .ويعتبر المؤسس األوؿ لتداولية أفعاؿ الكالـ ،ىذه النظرية حولت نظرة الدراسات المسانية السابقة
.كتابو الوحيد الذي نشره لو تالمذتو ،ومنيـ “ج .سيرؿ” بعد وفاتو ىو :كيؼ نصنع األشػياء بالكممػات ؟
)?(How to do things with wordsويشتمؿ عمػى جممػة مػف المحاضػرات التػي ألقاىػا عمػى طمبتػو فػي
جامعة أكسفورد والجامعات األمريكية .معجـ الفالسفة :مرجع سابؽ ٔٔٚ ،
(ٖٖ) جوف سيروؿ ،فيمسوؼ أمريكي ،ولد في ٕٖ ، ٜٔمف ممثمي فمسفة التحميؿ المغوي ،تابع فيتشػجتيف
،أكػػد عمػػى أىميػػة أشػػكاؿ االتصػػاؿ المغػػوي ،لػػو :أفعػػاؿ الكػػالـ ، ٜٜٔٙوفمسػػفة المغػػة ٔ ، ٜٔٚمعجػػـ
الفالسفة :مرجع سابؽ . ٖٕٛ ،
الكالمي ػػة " ، ٖٖٔٓ ،ف ػػي الموس ػػوعة الفمس ػػفية العربي ػػة ،
ّ (ٖٗ) ينظ ػػر :ع ػػادؿ ف ػػاخوري ؛ " نظري ػػة األفع ػػاؿ
بيػػروت ،معيػػد االنمػػاء العربػػي ، ٜٔٛٙوينظػػر كػػذلؾ :الػػزواوي بغػػوره ؛ الفمسػػفة والمّغػػة ػ ػ ػ نقػػد المنعطػػؼ
المغوي في الفمسفة المعاصرة ، ٔٓٚ ،دار الطميعة ،بيروت ،طٔ ٕٓٓ٘ ،
(ٖ٘) عمي آيت أوشاف ،السياؽ والنص الشػعري مػف البنيػة إلػى القػراءة ،مطبعػة النجػاح الجديػدة ،الػدار
البيضاء ،المغرب ،طٔػٕٔٗٔىػ ،ٕٓٓٓ/ص ٘ٙػ .٘ٚ
مخبر ،ع٘ ،الجزائر ،جامعة بسكرة ٕٜٓٓ ،
( )ٖٙسحالية عبدالحكيـ ؛ التداولية ، ٔٓٗ ،مجمة الَ َ
( )ٖٚالسابؽ .
( )ٖٛالسابؽ .
( )ٖٜإسرائيؿ ولفنسوف ) (1899-1980باحػث ومػؤرخ ييػودي اشػتير بمؤلفاتػو عػف تػاريخ الييػود فػي بػالد
العػػرب ،والمغػػات السػػامية ،وعػػدد مػػف أعػػالـ التػراث العربػػي واإلسػػالمي .وقػػد كتػػب مؤلفاتػػو تمػػؾ بالعربيػػة إبػػاف
الثالثينػػات واألربعينػػات مػػف القػػرف الماضػػي ،أىميتػػو تتمثػػؿ فػػي أم ػريف :األ اَوؿ :لػػو عالقػػة بمػػا ألفػػو مػػف كتػػب
ود ارس ػػات بالمغ ػػة العربي ػػة؛ ألني ػػا م ػػا ازل ػػت الم ارج ػػع األولي ػػة فيم ػػا يتعم ػػؽ بت ػػاريخ اليي ػػود ف ػػي التػ ػراث العرب ػػي
واإلسالمي .أما األمر اآلخر :فيتعمؽ بشخصػو؛ فيػو شخصػية ُمْمبِسػة ،غامضػة ،يتعسػر عمػى المطمػع عمييػا
السامية ،إصدارات لجنة التأليؼ والترجمة والنشر ،القاىرةٜٕٜٔ ،ـ.
الوقوؼ عمى كنييا ،لو :تاريخ المّغات ّ
ينظر Tudor (ed.) (2002) Judaising Movements: Studies in the margins Parfitt, :
of
Judaism, p. 57,58
(ٓٗ) محمود أحمد نخمة ،مرجع سابؽ ٔ٘ :ػٔٙ
)ٖٜ( Lyons, John (1977) “Deixis, space and time” in Semantics, Vol. 2, pp.
636–724. Cambridge University Press.
(ٔٗ) عيػػد بمبػػع ؛ التداوليػػة ػ ػ ػ البعػػد الثالػػث فػػي سػػيموطيقا مػػوريس مػػف المسػػانيات إلػػى النقػػد األدبػػي
والبالغي ، ٜٔٙ ،طٔ ،بمنسية لمنشر والتوزيع ،المنوفية ٕٜٓٓ ،
21
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ٕٗ) حمادي مصطفى ؛ تداولية اإلشارات في الخطاب القرآني ػ مقاربة تحميمية لكشؼ المقاصد واألبعاد ،
مج األثر ،ع ، ٕٙسبتمبر ٕٓٔٙ
(ٕٗ) يس ٕٔ :
(ٖٗ) ونتيجة لمتداخؿ المعرفي بيف المصطمحيف أعاله خمط الباحثوف بينيما ،حتى أف ترجمتيـ توزعت بػيف
التداولية ) ،وكميػا تأخػذ بػالالتراض التػداولي ولػيس المنطقػي .ينظػر
ّ ؛( المقتضى ،االقتضاء ،االضمارات
محمود أحمد نجمة ،آفاؽ جديدة في البحث المّغوي ، ٕٜ ،دار المعرفة الجامعية ،االسكندرية ، ٕٕٓٓ ،
التداولية ،المرجع السابؽ ٜٔٙ ،
ّ (ٗٗ) عيد بمبع ؛
(٘ٗ) المرجع نفسو .٘ٗ:
( )ٗٙنفسو .٘٘ :
( )ٗٚنفسو ٘ٙ :
( )ٜٗينظػػر :محمػػد عبػػاس ؛ أفالطػػوف واألسػػطورة ٙٛ ،ػ ػ ، ٜٙدار التنػػوير لمطباعػػة والنشػػر والتوزيػػع ،
ٕٓٓٛ
(ٓ٘) نفسو .ٚٓ :
(ٔ٘) نفسو . ٚٓ :
(ٕ٘) أبو البقاء الكفوي ؛ الكميات ، ٗٓٙ ،قابمو ووضع فيارسو عدناف درويش وزميمو ،مؤسسة الرسالة
ومحا اجةً ِ
حاج ْجتُو أُحاجُّو حجاجاً ُ ،بيروت ، ٜٜٔٛ ،وجاء في لساف العرب في مادة "ح ج ج" ... " :يقاؿ َ
ِ
الح اجػػة مػػا ُدوفػ َ
ػع بػػو الخصػػـ وقػػاؿ الح اجػػة ُ
الب ْرىػػاف وقيػؿ ُ ػت بيػػا ..و ُ
ػالح َج ِج التػػي أ َْدلَ ْيػ ُ
حتػػى َح َج ْجتُػػو أَي َغمَ ْبتُػػو بػ ُ
ػاج أَي َج ِػد ٌؿ والتاح ُّ ا
ػاج التا ُ
خاصػػـ الحجاػة الوجػػو الػذي يكػوف بػػو الظفَ ُػر عنػد الخصػػومة وىػو رجػؿ ِم ْحجػ ٌ األَزىػري ُ
جاج ، "...وع ّػرؼ الجرجػاني الحجػة فقػاؿ " :الحجػة مػا دؿ بػو عمػى صػحة الػدعوى، وح ٌ اة حج ٌج ِ ِ
الحج ُ َ وجمع ُ
وقيؿ الحجة والدليؿ واحد" .
بوية ال ّشاممة،ٕٓٓٛ ،
(ٖ٘) أبو الزىراء ،دروس الحجاج الفمسفي ، ٘ ،مجمة الشبكة التر ّ
)٘ٗ( Dominique Maingueneau : Pragmatique pour le Discours Littéraire,
Bordas, Paris, 1990, p35.
(٘٘) الحواس مسعودي ،البنية الحجاجية في القرآف الكريـ ،سورة النمؿ نموذجا ،مجمة المغػة واألدب ،ممتقػى
عمػػـ الػػنص ،عٕٜٜٔٔٚ ،ـ .كممػػة حجػػاج فػػي المغػػة العربيػػة حاضػرة مػػف القػػديـ ،مػػع حضػػور مصػػطمحات
أخػػرى عنػػد األصػػولييف وعممػػاء العربيػػة التػػي تػػدؿ عميػػو ،إذ إنيػػـ لػػـ يوحػػدوا المصػػطمح حػػوؿ ىػػذه الظػػاىرة،
والمصػطمح الشػائع كػاف "الجػدؿ" وكػاف معروفػا عنػد عممػاء الكػالـ واألصػولييف ،فيػذا أبػو الوليػد البػاجي ألػػؼ
كتابا سماه " المنياج فػي ترتيػب الحجػاج" وىػو كتػاب أصػولي ،موضػوعو المناقشػات والمنػاظرات التػي تكػوف
بػيف المػػذاىب فػي طػػرؽ االسػتدالؿ ،ويقػػوؿ مؤلفػو " :أمػػا بعػد ،فػػإني لمػا أريػػت بعػض أىػػؿ عصػرنا مػػف سػػبيؿ
المناظرة ناكبيف ،وعف سنف المجادلة عػادليف ..أزمعػت عمػى أف أجمػع كتابػا فػي الجػدؿ ]"[1وىػذا يػدؿ عمػى
22
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أف الجػػػدؿ عنػ ػػدىـ م ػ ػرادؼ لمحجػ ػػاج ،البػ ػػاجي أبػػػو الوليػػػد ،المنيػ ػػاج ف ػػي ترتي ػػب الحجػ ػػاج ، ٚ ،دار الغػ ػػرب
اإلسالمي ،طٕ ٜٔٛٚ ،ـ .
( )٘ٙطو عبد الرحماف ؛ المساف والميزاف ،ٕٖٔ ،المركز الثقافي العربي ،الدار البيضػاء ػ ػ بيػروت ،طٔ ،
ٜٜٔٛـ .
( )٘ٚنفسو ٖٔٗ :
( )٘ٛشاييم بيرلمـان أكػاديمي بمجيكػي (ٕٔ ،)ٜٔٛٗ-ٜٔأسػتاذ بجامعػة بروكسػؿ ،مؤسػس مػا يعػرؼ ب ػ
البالغ ػػة الجدي ػػدة ،م ػػف مؤلفات ػػو" :البالغ ػػة والفمس ػػفة"( ٕ٘ ،)ٜٔو"حق ػػؿ الحج ػػاج" ( ،)ٜٜٔٙو"اإلمبراطوري ػػة
البالغية" (1977).
( )ٜ٘عبد اهلل صػولة ،الحجػاج :أطػره ومنطمقاتػو وتقنياتػو مػف خػالؿ مصػنؼ فػي الحجػاج ،الخطابػة الجديػدة
لبرلماف وتتيكاه ٕٜٜ ،ضمف فريؽ البحث فػي البالغػة والحجػاج :أىػـ نظريػات الحجػاج فػي التقاليػد الغربيػة
مف أرسطو إلى اليوـ ،إشراؼ حمادي صمود ،المطبعة الرسمية ،تونس ،دط ،دت .
(ٓ )ٙمػف ي ارجػع المعػاجـ العربيػة يجػػد لمفػظ التبكيػت معػاني متقاربػة ،فيػػو مصػدر لمفعػؿ المزيػد بالتضػػعيؼ
(ب ّكت) والثالثي منو ٓ ب َكت ػ يب ُكت ػ بكتا ،مف باب (كتَػب ػ يكتُػب) وقيػؿ ىػو مػف بػاب ضػرب ػ يضػرب، ،
بكتوه .فب اكتوه .قاؿ الخطػابي" :والتبكيػت ىػا ىنػا
ومنو ما جاء في الحديث الشريؼ ّأنو أتي بشارب ،فقاؿِّ :
التقريع بالمساف ،ينظر :محمد مرتضى الزبيدي ( ت ٕ٘ٓٔى ػ ) ،تػاج العػروس ٗ ) ٗٗٙ /بكػت ، ،تػح
.مجموعػػة مػػف المحققػػيف ،دار اليدايػػة وينظػػر كػػذلؾ :آرسػػطو ؛ الػػنص الكامػػؿ لمنطػػؽ آرسػػطو ٕ ػػ الجػػدؿ
والمغالط ػػة ، ٜٕٖ ،ت ػػح وتق ػػديـ فري ػػد ،مراجع ػػة جيػ ػرار جي ػػامي وزميم ػػو ،دار الكت ػػاب المبن ػػاني ،بي ػػروت ،
ٜٜٜٔ
وع ػ ػ ِػرؼ ب ػ ػػأبي نص ػ ػػر واس ػ ػػمو محم ػ ػػدُ ،ول ػ ػػد ع ػ ػػاـ
260ى ػ ػ ػ (874ـ) ،ف ػ ػػي ف ػ ػػاراب ف ػ ػػي (ٕ )ٙالف ػ ػػارابيُ :
حاليا) وتُوفي عاـ 339ىػ 950ـ .لُقب باسـ الفارابي نسبةً لممدينة التي ولد فييا إقميـ تركستاف( كازاخستاف ً
يعتبػػر الفػػارابي فيمسػػوفاَ ومػػف أىػػـ الشخصػػيات اإلسػػالمية التػػي أتقنػػت العمػػوـ بصػػورة كبي ػرة وىػػي فػػاراب ُ .
مثػ ػ ػػؿ الطػ ػ ػػب والفيزيػ ػ ػػاء والفمسػػ ػػفة والموسػ ػ ػػيقى وغيرىػ ػ ػػا ،عػػ ػػاش الفػ ػ ػػارابي ُمػ ػ ػػدةً فػ ػ ػػي بغػ ػ ػػداد قبػ ػ ػػؿ أف ينتقػ ػ ػػؿ
جولة بػيف البمػداف قبػؿ أف يعػود لدمشػؽ ويسػتقر فييػا حتّػى وفاتػو ،خػالؿ وجػوده ِ إلى دمشؽ ومنيا انطمؽ في
فػ ػػي سػ ػػوريا قصػ ػػد الفػ ػػارابي حمػ ػػب وأقػ ػػاـ بػ ػػبالط سػ ػػيؼ الدولػ ػػة الحمػ ػػداني وتب ػ ػوأ مكان ػ ػةً عالي ػ ػةً بػ ػػيف العممػ ػ ِ
ػاء
ػاء والفالسػػفة .أطمػػؽ عميػػو معاصػػروه لقػػب المعمػػـ الثػػاني ،نظ ػ اَر الىتمامػػو بمؤلفػػات أرسػػطو المعػػروؼ واألدبػ ِ
بالمعمـ األوؿ ،وتفسيرىا رواضافة التعميقات عمييا ،ال خالؼ بيف المؤرخيف عمػى أف أبػي نص ٍػر الفػارابي ىػو
المؤسػػس األوؿ لمفمسػػفة اإلسػػالمية ،فقػػد تػػأثر كػ ُّػؿ العممػػاء الػػذيف أت ػوا بعػػده بأفكػػاره .تنظػػر ترجمتػػو فػػي معجػػـ
الفالسفة ،مرجع سابؽ ٗ٘ٓ،ػٔ٘ٗ .والجرجاني :التعريفات ،مصدر سابؽ ٔٛٓ ،ػ ٔ. ٔٛ
(ٖ )ٙأبو نصر الفارابي :إحصاء العموـ ؛ ٓ ٛػ ٔ ، ٛتحقيؽ عثماف أميف ،مكتبة األنجمػو المصػرية ،ط
ٖ ٜٔٙٛ ،
23
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ٗ )ٙينظػػر :ج ػواد ختػػاـ ؛ التداوليػػة أصػػوليا واتجاىاتيػػا ، ٜٜ :دار كنػػوز المعرفػػة ػ ػ األردف ، ٕٓٔٙ /
وكذلؾ ينظر :محمود نخمة ؛ المرجع السابؽ ٖٕ :
(٘ )ٙمحمود نخمة :السابؽ ؛ ٖٖ
( )ٙٙمحمود نخمة :السابؽ ؛ ٖٗ
( )ٙٚىربػرت بػوؿ جػرايس( باإلنجميزيػة) ٖٔ( : Paul Griceمػارس ٖٔ ٕٛ - ٜٔأغسػػطس ،)ٜٔٛٛ
يطانيػا
ينشر أعمالو عػادةً باسػـ إتػش بػي جػرايس أو إتػش بػوؿ جػرايس أو بػوؿ جػرايس ،كػاف فيمسػوؼ لغػة بر ً
مثقفًػا قضػى آخػػر عشػريف سػػنة مػف حياتػػو المينيػة فػي الواليػػات المتحػدة ،أثػػرت مؤلفػات جػرايس عػف طبيعػػة
المعن ػػى عم ػػى د ارس ػػة عم ػػـ المع ػػاني م ػػف المنظ ػػور الفمس ػػفي .وتع ػػد نظريت ػػو ح ػػوؿ االس ػػتمزاـ م ػػف أى ػػـ وأكث ػػر
تأثير في عمـ التداوليات.
المساىمات ًا
( )ٙٛاألخضر جمعي :المفظ والمعنى في الفكر النقدي والبالغي عند العرب ٔٙ ،ػ ، ٔٚ
( )ٜٙاألخضر جمعي :المرجع السابؽ . ٖٖ ،
(ٓ )ٚينظػر العياشػػي أدرواوي :االسػػتمزاـ الحػواري فػػي التػػداوؿ المسػاني ؛ ، ٜٔطٔ ،دار األمػػاف الربػػاط ،
ٕٔٔٓ ـ .
(ٔ )ٚعبػػداليادي بػػف ظػػافر الشػػيري :اسػػتراتيجيات الخطػػاب ػ ػ مقاربػػة لغويػػة تداوليػػة ، ٖٗٛ ،طٔ ،دار
الكتاب الجديد ،بيروت ٕٗٓٓ
(ٕ )ٙآرسطو ؛ النص الكامؿ لمنطؽ آرسطو ،المصدر السابؽ ٔٓٔٓ ،
(ٖ )ٚآرسطو ؛ النص الكامؿ لمنطؽ آرسطو ،المصدر السابؽ ٖٔٓٗ ،
المصادر والمراجع :
24
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محػاورة السفسػطائي والتربيػة ،ترجمػة وتقػديـ عزمػي قرنػي ،دار قبػاء لمطباعػة والنشػر والتوزيػع ػ
القاىرة ٕٓٓٔ ،
محػػاورة جورجيػػاس ،ترجمػػة محمػػد حسػػف ظاظػػا ،مراجعػػة د .سػػامي الن ّشػػار ،الييئػػة المص ػرية
العامة لمتأليؼ والنشر ، ٜٔٚٓ ،
محػػاورة فػػي السفسػػطائييف والتر ّبيػػة ،محػػاورة بتروجػػوراس ،ترجمػػة وتقػػديـ :عػػزت قرنػػي ،دار
قباء لمطباعة والتوزيع والنشر ،القاىرة ٕٓٓٔ ،ـ .
ػ ػ ػ أميرة حممي مطر ،الفمسفة عند اليوناف ،دار النيضة العربية ،القاىرة ٜٔٚٚـ
ػ ػ ػ جواد ختاـ ؛ التداولية أصوليا واتجاىاتيا ،دار كنوز المعرفة ػ األردف ٕٓٔٙ /ـ .
ػ ػ ػ جورج طرابيشي :معجـ الفالسفة ،دار الطميعة بيروت ػ طٖ . ٕٓٓٙ ،
ػ ػ ػ حربي عباس عطيتو محمود ،الفمسفة القديمة مف الفكر الشرقي الى الفمسػفة اليونانيػة
،دار المعرفة الجامعية ،دط ٜٜٜٔـ .
ػ ػ ػ الػػزواوي بغػػوره ؛ الفمسػػفة والمّغػػة ػ ػ نقػػد المنعطػػؼ المغػػوي فػػي الفمسػػفة المعاص ػرة ،دار
الطميعة ،بيروت ،طٔ ٕٓٓ٘ ،ـ .
ػ ػ ػ الشريؼ الجرجاني :معجـ التعريفات ،تحقيؽ ود ارسػة محمػد صػديؽ المنشػاوي ،دار
الفضيمة ،د.ت .
ػ ػ ػ طو عبد الرحماف ؛ المساف والميزاف ،المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء ػ ػ بيػروت
،طٔ ٜٜٔٛ ،ـ .
الكالمي ػػة " ،ف ػػي الموس ػػوعة الفمس ػػفية العربي ػػة ،
ّ ػ ػ ػ ػ ع ػػادؿ ف ػػاخوري ؛ " نظري ػػة األفع ػػاؿ
بيروت ،معيد اإلنماء العربي ٜٔٛٙ ،ـ .
ػ ػ ػ عبػػد اهلل صػػولة ،الحجػػاج :أطػره ومنطمقاتػػو وتقنياتػػو مػػف خػػالؿ مصػػنؼ فػػي الحجػػاج،
الخطابػػة الجدي ػػدة لبرلمػػاف وتتيك ػػاه ،ض ػػمف فريػػؽ البح ػػث ف ػػي البالغػػة والحج ػػاج :أى ػػـ
نظريػػات الحجػػاج فػػي التقاليػػد الغربيػػة مػػف أرسػػطو إلػػى اليػػوـ ،إش ػراؼ حمػػادي صػػمود،
المطبعة الرسمية ،تونس ،دت.
ػ ػ ػ عبداليادي بف ظافر الشيري :اسػتراتيجيات الخطػاب ػ ػ مقاربػة لغويػة تداوليػة ،طٔ ،
دار الكتاب الجديد ،بيروت ٕٗٓٓ
25
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ػ ػ عمػػي آيػػت أوشػػاف ،السػػياؽ والػػنص الشػػعري مػػف البنيػػة إلػػى الق ػراءة ،مطبعػػة النجػػاح
الجديدة ،الدار البيضاء ،المغرب ،طٔػٕٔٗٔىػ ٕٓٓٓ/ـ.
ػ ػ ػ عمػػي الػػوردي :منطػػؽ ابػػف خمػػدوف ،دار كوفػػاف لمنشػػر ػ دار كنػػوز األدبيػػة ،بيػػروت
لبناف ،ط ٕ ٜٜٔٗ ،ـ .
ػ ػ ػ العياشي أدرواوي :االسػتمزاـ الحػواري فػي التػداوؿ المسػاني ،طٔ ،دار األمػاف الربػاط ،
ٕٔٔٓ ـ
ػ ػ ػ ػ الفػػارابي :إحصػػاء العمػػوـ ؛ تحقيػػؽ عثمػػاف أمػػيف ،مكتبػػة األنجمػػو المصػرية ،ط ٖ ،
ٜٔٙٛ
ػ ػ ػ ػ ػ محم ػ ػػد عب ػ ػػاس ؛ أفالط ػ ػػوف واألس ػ ػػطورة ،دار التن ػ ػػوير لمطباع ػ ػػة والنش ػ ػػر والتوزي ػ ػػع ،
ٕٓٓٛـ .
ػ ػمحمد مرتضى الزبيدي ( ت ٕ٘ٓٔىػ ) ،تاج العروس ،تح .مجموعة مػف المحققػيف
،دار اليداية ،د.ت .
ػ ػ ػ ػ محم ػػود أحم ػػد نجم ػػة ،آف ػػاؽ جدي ػػدة ف ػػي البح ػػث المغ ػػوي ،دار المعرف ػػة الجامعي ػػة ،
االسكندرية ٕٕٓٓ ،ـ.
ػ ػ ػ محمود جاد الرب ،عمـ المغة نشأتو و تطوره ،دار المعارؼ ،طٔ. ٜٔٚ٘،
ػ ػ ػ مصطفى النشار د :.مدخؿ جديػد إلػى الفمسػفة ،دار قبػاء لمطباعػة والنشػر والتوزيػع ،
القاىرة ،طٔ ٜٜٔٛ ،ـ .
ػ ػ ػ ػ عيػػد بمبػػع ؛ التداوليةػ ػ ػ البعػػد الثالػػث فػػي سػػيموطيقا مػػوريس مػػف المسػػانيات إلػػى النقػػد
األدبي والبالغي ،طٔ ،بمنسية لمنشر والتوزيع ،المنوفية ٕٜٓٓ ،
األبحاث :
ػ ػ ػ أبو الزىراء ،دروس الحجاج الفمسفي ، ٘ ،مجمة الشبكة التربوية الشاممةٕٓٓٛ ،ـ .
ػ ػ ػ ػ الح ػواس مسػػعودي ،البنيػػة الحجاجيػػة فػػي الق ػرآف الك ػريـ ،سػػورة النمػػؿ نموذجػػا ،مجمػػة
المغة واألدب ،ممتقى عمـ النص ،عٕٜٜٔٔٚ ،ـ
ػ ػ ػ حمػػادي مصػػطفى ؛ تداوليػػة اإلشػػارات فػػي الخطػػاب القرآنػػي ػ ػ مقاربػػة تحميميػػة لكشػػؼ
المقاصد واألبعاد ،مج األثر ،ع ، ٕٙسبتمبر ٕٓٔٙ
26
مجلة ديالى للبحوث االنسانية0202/ العدد الخامس والتسعون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مخب ػػر ،ع٘ ،الج ازئ ػػر ،جامع ػػة بس ػػكرة ،
ػ ػ ػ ػ س ػػحالية عب ػػدالحكيـ ؛ التداولي ػػة ،مجم ػػة الَ َ
ٕٜٓٓ
ػ ػ ػ عبػدالرحمف عػواجي ،السفسػطائية وأثرىػا فػي مػدارس الشػؾ ،مركػز دالئػؿ ،سمسػمة
أطروحات فكرية ٘ٔ ٕٓٔٚ ،
المراجع اإلنجميزية :
A Companion to Ancient Philosophy , Edited by :Mary 2) ( Louise Gillـــ
and pierre pellegrin.
Dominique Maingueneau : Pragmatique pour le Discours Littéraire,ــــ
Bordas, Paris, 1990, p35.
Lyons, John (1977) “Deixis, space and time” in Semantics, Vol. 2,ـــ
Cambridge University Press.
Parfitt, Tudor (ed.) (2002) Judaising Movements: Studies in the marginsـــ
of Judaism.
ـــ Jarratt, Susan C .Rereading the Sophists: Classical Rhetoric Refigured
Carbondale and Edwardsville: Southern Illinois University Press, 1991
27