You are on page 1of 16

‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬

‫السيمياء السردية‪،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬

‫‪Norrative Semiotics,the are ticol Foudolions and application mechonisms‬‬

‫ط د‪-‬عبد الباقي عطاهللا‪ ،*2‬ط د‪ -‬الذيب حامة‪0‬‬

‫‪1‬جامعة سطيف‪( ،2‬الجزائر)‪atallahabdelbaqi@gmail.com،‬‬


‫‪ 2‬جامعةسطيف‪( ، 2‬الجزائر)‪dibhama@gmail.com،‬‬

‫تاريخ النشر‪2021/12/03 :‬‬ ‫تاريخ املراجعة‪2021/13/22 :‬‬ ‫تاريخ اإليداع‪2021/09/ 31:‬‬


‫ملخص‪:‬‬
‫املتتبع ملسار النظرية السيميائية منذ مطلع الستينات‪ ،‬يلحظ تطورا كبيرا في هذا املجال‪ ،‬خاصة‬
‫مع ميالد السيميائية السردية ملدرسة باريس‪ ،‬التي يتزعمها "جوليان غريماس"‪ ،‬حيث عرفت هذه النظرية‬
‫نضوجا وتحوال إبسيتمولوجيا ملحوظا‪ ،‬وقد تأسست على جملة من اإلجراءات واملفاهيم التي تسهم في‬
‫تفكيك الخطاب السردي‪ ،‬ساعية لتحليل مختلف النصوص‪.‬‬
‫إن تقصينا وكشفنا لهذه القواعد واملفاهيم يتطلب البحث عن الخلفية اإلبستيمية لنظرية‬
‫غريماس وضبط تحوالتها املعرفية وتتبع روافدها‪ ،‬ما يساعد في الكشف عن مفاتيح السيميائية التي‬
‫نتخذها كأداة إجرائية ملقاربة هذا العمل األدبي‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬السميائية السردية‪ ،‬املدرسة الفرنسية‪ ،‬البنية العميقة‪ ،‬جوليان غريماس‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪Those who follow the course of semiotic theory since the beginning of the‬‬
‫‪sixties notice a great development in this field, especially with the birth of the‬‬
‫‪narrative semiotics of the Paris School led by "Julian Grimas", where this‬‬
‫‪theory has known a remarkable maturity and epistemological shift, and it was‬‬
‫‪based on a set of procedures and concepts that contribute to the deconstruction‬‬
‫‪of narrative discourse, seeking to analyze various texts .‬‬
‫‪Our investigation and disclosure of these rules and concepts requires searching‬‬
‫‪for the epistemic background of Grimas' theory and controlling its cognitive‬‬
‫‪shifts and tracing its, which pillars helps reveal the keys to semiotics that are‬‬
‫‪taken as a procedural tool to approach this literary work.‬‬
‫‪Key words: Narrative Semiotics-French School-Deep Structure - Julian Grimas‬‬

‫*املؤلف املرسل‪.‬‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪118‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬
‫يعد مشروع غريماس مشروع تحر‪ ،‬تجاوز حدود الظاهر البسيط ليستنطق الباطن املركب وما‬
‫يعتريه من دالالت‪ ،‬لقد اتضحت الرؤية املعرفية لنظريته حين تجاوز عمل "بروب" في األدب الشفوي‬
‫الحكاية العجيبة‪ ،‬إلى العمل املكتوب‪ ،‬وصوال إلى أدبية الخطاب في النصوص السردية‪ ،‬حيث سعى‬
‫غريماس إلصالح املنهج البروبي ومخالفته في بعض مفاهيمه كتعريف وضبط مستويات تنظيم أسس‬
‫النظرية السردية‪.‬‬
‫وما دفعنا من إلى االقتراب من هذا الجراء النقدي‪ ،‬ما حققته السيميائية من قفزة نوعية في‬
‫دراسة األشكال السردية خاصة‪ ،‬والعمليات اللسانية وغير اللسانية عامة‪ ،‬فقد فتح الخطاب السردي بابا‬
‫من أبواب املعرفة‪ ،‬نطل من خالله على مختلف العادات والطبائع التي يختص بها اإلنسان‪ ،‬بإدراكه‬
‫للموجود وتحقيقه للغايات‪ ،‬إن معاينة الكاتب للواقع املعاش تنم عن تنبؤاته التي يجسدها في أعماله‬
‫السردية‪ ،‬لهذا فالرواية حين توظف مختلف أشكال املكان على طول مسارها ليس اعتباطا‪ ،‬ألن الرابط‬
‫الحقيقي بينها وبين املكان هو استثارة اإلنسان‪ ،‬كونه يهتم باألمكنة التي توافق ميوالته‪ ،‬و يهمل ما يتعارض‬
‫مع وجهات نظره‪.‬‬

‫‪ -‬ما هي السيمياء السردية وما خلفياتها املعرفية وأهم مقوالتها عند أشهر النقاد؟‬

‫أوال‪ :‬السيمياء السردية عند غريماس (املدرسة الفرنسية)‪:‬‬


‫‪-2-2‬الخلفية املعرفية للنظرية السردية‪:‬‬
‫ش هههد النق ههد الغربه ههي ف ههي منتصه ههف الق ههرن العشه ههرين‪ ،‬ههورة نقدي ههة هامه ههة مواكب ههة مه ههع ظه ههور املنه هها ج‬
‫البنيويه ههة‪ ،‬وغه هزارة مصه ههطلحاتها‪ ،‬ومه هها لبه ههث أن تفه ههرع بعه ههدها إله ههى اتجاهه ههات جديه ههدة‪ ،‬اصه ههطل عل هه هها "مابعه ههد‬
‫البنيوي ههة"‪ ،‬لتظه ههر نظري ههات هك ههالتلقي‪ ،‬والتأوي ههل‪ ،‬والس ههيميائية‪ ،‬الت ههي ب ههدورها انتقل ههت م ههن مص ههطلحها الع هها ‪،‬‬
‫لتحيل إلى تفريعات خاصة قصد تسهيل مهمة الباحث األكاديمية والتخصص أكثر في مجالها املعرفي‪.‬‬
‫وقه ههد تفرعه ههت السه ههيمياء السه ههردية‪ ،‬عه ههن سه ههيمياء األدب‪ ،‬للتخصه ههص فه ههي دراسه ههة األعمه ههال األدبيه ههة‪،‬‬
‫ومحاول ههة وس ههمها بط ههابع العلمي ههة‪ ،‬تحل ههيال‪ ،‬واس ههتقراء‪ ،‬وتقنين هها‪ ،‬وس ههبر البن ه العميق ههة‪ ،‬وتولي ههد ال ه ههائي م ههن‬
‫املعههاني الثاويههة ف ههي النصههوص‪ ،‬يحيلن هها الباحههث فيص ههل األحمههر فههي "معج ههم السههيميائيات" إل ههى أهميههة التف ههرع‬
‫املصههطل ي مثلمهها تفههرع عههن السههيميائية مصههطل السههيمياء السههردية‪ ،‬بقولههه‪" :‬وسههرعان مهها كانههت السههرديات‬
‫مجههاال مههن مجههاالت السههيميائية التههي تشههتغل علههى الخطههاب األدبههي‪ ،‬فقههد خصصههت موضههوعها ضههمن اإلطههار‬
‫النظري العا للخطاب السردي متجاوزة بذلك النص األدبي أيا كان نوعه وأسلوبه"‪.1‬‬
‫كما يعرفها الدكتور"رشيد بن مالك" قائال‪ ":‬يطلق مصطل السردية على تلك الخاصية التي تخص‬
‫نموذجهها مههن الخطابههات‪ ،‬ومههن خاللههها نميههز ب ههين الخطابههات السههردية‪ ،‬والخطابههات غيههر السههردية"‪ ،2‬وتح ههدد‬
‫الباحثههة "أمينههة فهزاري" أهههم أنههواع السههيمياء السههردية مسههتعينة بأبحههار املدرسههة الفرنسههية فههي السههيميائية‬
‫السردية مايلي‪:‬‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪119‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬
‫‪ -2‬السيميائية السردية(‪ :)Sémiotique narrative‬وهي التي تولي عناية خاصة بالسرد ومكوناته‪ ،‬وقد نمت‬
‫في ظل املنهج البنيوي(ميدان الدراسات اإلنسانية واألدبية)‪ ،‬حيث يرى سوسير أن السيميائية شاملة‬
‫وعامة‪ ،‬واأللسنية قسم منها‪ ،‬في حين يرى بارت أن السيميائية قسم من اللسانيات حيث ال يتصور وجود‬
‫سيميائية دون لغة(‪.)il n’ya pas de sémiologie sans langage‬‬
‫‪-0‬الس يييميائية الس ييردية ال دي يية(‪ :)Sémiologie narrative moderne‬اسههتمدت تطورههها م ههن‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬وتقد الدراسات السردية في العصر الحديث‪ ،‬حيث بنيت على نظريات التيار األنجلو ه‬
‫أمريكي‪ ،‬التيار الشكالني‪ ،‬التيار الفرنس ي‪.‬‬
‫‪-1‬السييميائية األدبييية(‪ :)Sémiotique littéraire‬تهتم بدراسههة النصهوص األدبيهة مههن حيهث تحليلههها‬
‫إلى عناصرها األولية (لفظ‪ ،‬معن ‪ ،‬داللة‪ ،‬إيحاء)‪.3‬‬
‫وقد لعبت األصول الفلسفية‪ ،‬والجذور التاريخية أهمية كبرى في تحديد اإلطار املعرفي لهذا العلم‪،‬‬
‫حيث استمدت السيميائيات السردية مفاهيمها من اللسانيات السوسيرية واألنتروبولوجيا البنيوية (كلود‬
‫ليفههي سههتروس)‪ ،‬ومههن الشههكالنية الروسههية (بههروب)‪ ،‬ونظريههة العوامههل‪ ،‬وفلسههفة العمههل‪ ،‬والنحههو التوليههدي‪،‬‬
‫واملنطق‪...‬وغيرها‪.‬‬
‫ل ههذلك حظي ههت الس ههيميائية الس ههردية بقب ههول واعته هراه‪ ،‬ل ههدى األوس هها العلمي ههة‪ ،‬كو ه هها ته ههده إل ههى‬
‫صياغة نظرية شاملة‪ ،‬يمكن أن تطال تحليل الخطابات‪ ،‬واألنشطة اإلنسانية كلها وتسمها بطابع العلمية‪،‬‬
‫الرامههي إلههى دراسههة العالمههة ضههمن الحيههز التواصههلي‪ ،‬أل ههها النههواة التههي تتشههكل حولههها الدراسههات السههيميائية‪،‬‬
‫وفق مجال السرد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم َّ‬
‫السرد‪:‬‬
‫السرد في اللغة تقدمة ش يء إلى ش يء آخر‬ ‫لغة‪ :‬جاء في لسان العرب البن منظور" َّ‬
‫َ‬
‫تهأتي بهه منسهقا بعضهه فهي أ هر بعهض ُم َتت َّب ًعها ‪ ،‬سهرد الحهديث‪ ،‬ونحهو يسهرده سهردا‪،‬إذا تابعهه وسهرد‬
‫القرءان‪ :‬تابع قراءته في حذر منه" ‪4‬‬

‫اصطالحا‪ :‬اختلفت مفاهيم السرد من الناحية االصطالحية‪ ،‬من ناقد إلهى آخهر‪ ،‬ك سهل حسهب رصهيده‬
‫املصههطل ي‪ ،‬ومرجعياتههه الفكريههة‪ ،‬فهههو الكيفيههة التههي يقههد بههها الخبههر املحكههي فالسههرد العربههي – مههثال‪ "-‬قههديم‬
‫ُ‬
‫قد اإلنسان العربي‪ ،‬وأولى النصوص التي وصهلتنا عهن العهرب دالهة علهى ذلهك‪ ،‬محيهثا مهارس العربهي السهرد‬
‫والحكي شأنه شأن أي إنسان آخر في أي مكان وبأشكال وصور متعددة‪5 ".‬‬

‫كمهها يعههد علههم الس ههرد‪ ،‬أو مصههطل السههردية(‪ 6)Narratologie‬مههن املص ههطلحات التههي ولجههت دائ ههرة‬
‫ُ‬
‫التوظيف‪ ،‬واالستعمال على نطاق واسهع‪ ،‬وههو "فعهل الحكهي املنه متح للمحكهي" أي (الهنص السهردي)‪ ، 7‬وتتهابع‬
‫أحه ههدار تسه ههببت ف هه هها مخصه ههيات‪ ،‬ومارسه ههةها‪ ،‬متضه ههمنة وقه ههائع وأحه ههدار‪ ،‬خاضه ههعة لبنيه ههة زمانيه ههة ومكانيه ههة‬
‫يستدع ها السرد‪ ،‬إذ يقو على دعامتين أساسيتين‪:‬‬
‫‪ -‬أن يحتوي على قصة ما‪ ،‬تضم أحدا ا معينة‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬أن يعين الطريقة التي تحكى بها تلك القصة‪ ،‬وتسم هذه الطريقة سردا‪.‬‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪120‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬
‫له ههذا حظي ههت األبح ههار العلمي ههة العامل ههة ف ههي مج ههال الس ههرد باهتم هها كبي ههر‪ ،‬من ههذ ب ههروز املدرسه ههة‬
‫الشكالنية التي وضعت أسس منهجية جديدة في دراسة األدب‪ ،‬وجعلت املواضيع األدبية مادة للنقد‪ ،‬بغية‬
‫خلق علم أدبي مسهتقل‪ ،‬يشهير الناقهد الرو"ه ي"إخنباو " إلهى فضهل الهروس فهي ههذا املجهال‪ ،‬قهائال‪" :‬وقهد وصهل‬
‫البحههث فههي تحليههل الخطههاب السههردي إلههى مهها هههو عليههه اليههو بفضههل الجهههود التههي بههذلها الشههكالنيون‪،‬مهادفين‬
‫إلىا‪...‬اكتشاه علم مستقل مادته األدب باعتباره ظاهرة نوعية تتضمن أحدا ا خاصة ومتميزة"‪.8‬‬
‫ولكههن ه ههذا ال يعن ههي اإلحاط ههة الش ههاملة‪ ،‬بحيلي ههات التحلي ههل‪ ،‬والق ههول بتطبي ههق آلي ههات ج ههاهزة لتفعي ههل‬
‫املمارس ههة النقدي ههة‪ ،‬ب ههل يبق ههى البح ههث ع ههن تفس ههيرات أفض ههل‪ ،‬للوص ههول إل ههى ُب َنه ه أعم ههق تتكش ههف ب ههإجراءات‬
‫متجددة‪ ،‬تواكب العمل اإلبداعي‪.‬‬
‫تقو الخلفية املعرفية للسرديات على فكر املدارس املؤسسة لها‪ ،‬ووفق مسار ابستيمي تتبلهور مهن‬
‫خالله اآلليات املنهجية‪ ،‬لكل تيار‪ ،‬لذلك وجب التطرق إلى أهم املهدارس السهيميائية‪ ،‬للوقهوه علهى اهتمها‬
‫كل مدرسة‪.‬‬
‫‪ -2-0‬املدارس املرجعية للمد السيميائي‪:‬‬
‫قسههم "مارسههلو داسههكال (‪ )Marcelo Dascal‬فههي مؤلفههه "االتجاهههات السههيميولوجية املعاصههرة"‪،‬‬
‫أشهر املدارس السيميائية‪ ،‬إلى اتجاهين رئيسيين‪:‬‬
‫أ‪ -‬املدرسة األمريكية‪ :‬املنبثقة عن بورس والتي يمثلها كل من موريس وكارناب وسيبوك‬
‫املدرسي يية الفرنس ي ييية‪ :‬أو به ههاألحرى األوربيه ههة املنبثقه ههة عه ههن سوسه ههير والته ههي يمثلهه هها كه ههل مه ههن بويسه ههنس‪،‬‬
‫وبرييط ههو‪ ،‬وج ههور مون ههان‪ ،‬وروالن ب ههارت‪ ،‬وغي ههرهم‪ ،‬كم هها اس ههتعرض بع ههض االتجاه ههات الفرعي ههة األخ ههرى الت ههي‬
‫يمثلههها كههل مههن‪ :‬غريمههاس وبوشنسههكي‪ ،‬وجوليهها كريسههتيفا‪ .‬لكههن مهها يالحههظ علههى مارسههيلو داسههكال هههو إغفالههه‬
‫التجاه أو مدرسة تعد من أهم املدارس السيميولوجية الروسية‪ ،‬وتخصصهها فهي سهيمياء الثقافهة‪ ،‬والداللهة‬
‫ويمثلها نخبة من العلماء على رأسهم تارتو‪.9‬‬
‫ب‪ -‬املدرسة الروسية‪ :‬تعد من أهم الدارس السيميائية العاملية‪ ،‬والتي تعره باسم "مدرسة تارتو‪،‬‬
‫التي يمثلها كل من‪ :‬يوري لوتمان‪ ،‬وأسبنسكي‪ ،‬وبياتغورسكي‪ ،‬وإيفانوه‪.10‬‬
‫أم هها "األس ههتاذ محم ههد الس ههرغيني"فهو يرتض ه ي تقس ههيما ال ي هها لالتجاه ههات الس ههيميولوجية تتمث ههل ف ههي‬
‫االتجاه األمريكي والفرنس ي‪ ،‬والرو" ي‪ .‬ويسقم االتجاه الفرنس ي إلى‪:‬‬
‫‪ -‬سيميولوجيا التواصل‪ :‬واإلبالغ كما عند‪ :‬جور مونان‪.‬‬
‫‪ -‬اتجاه الداللة‪ :‬الذي ينقسم بدوره إلى األشكال التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اتجاه بارت وميتز‪ :‬الذي يحاول تطبيق اللغة على األنساق غير اللفظية‪.‬‬
‫‪ -‬اتجاه مدرسة باريس الذي يضم ‪ :‬ميشيل أريفي وكلود كوكيه وغريماس‪.‬‬
‫‪ -‬اتجاه السيميوطيقا املادية‪ :‬مع جوليا كريستيفا‪.‬‬
‫‪ -‬اتجاه األشكال الرمزية‪ :‬مع مولينو وجان جاك ناتيي أو ما يسم مدرسة " إيكس"‪.11‬‬
‫كما ال يمكن إهمال الدور الفعال الذي قدمته املدرستين ‪:‬‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪121‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬
‫املدرسي يية السي يييميائية اإليطاليي يية‪ :‬حي ههث وج ههه "ميش ههال أريفي ههه" األنظ ههار إل ه هها‪ ،‬معتبه هرا إياه هها حرك ههة‬
‫علميههة‪ ،‬ذات قيمههة معرفي ههة‪ ،‬الهتمامههها بالجان ههب الثقههافي‪ ،‬وكيفيههة اش ههتغال العالمههات داخ ههل الثقافههة‪ ،‬وق ههد‬
‫مثلها (رو" ي‪-‬الندي(‪ ،Rossi landi‬وأمبيرتو إيكو‪.)U. Uco‬‬
‫مدرسة كونستانس األملانية‪ :‬التي كان لها دور بارز في مفهو النص التداولي‪ ،‬الذي تحاول املدرسة‬
‫الفرنس ههية نس ههبته إل ه هها‪ ،‬وه ههذا رأي األس ههتاذ"قنير س ههتاين"‪ .12‬كم هها اهتم ههت باألنس ههاق الثقافي ههة الت ههي تتمظه ههر‬
‫لتصبح أدوات تواصلية هامة في املجتمع‬
‫وهذا جدول يبين أهم املدارس السيميائية في العالم الغربي‪.‬‬

‫ثال ا‪ :‬املنهج اإلجرائي وآليات التحليل‪:‬‬


‫‪-2-1‬املفاهيم اإلجرائية في السيمياء السردية‪:‬‬

‫تأسسه ههت السه ههيميائية السه ههردية مه ههع ظهه ههور كته ههاب" الدالله ههة البنيويه ههة(‪،)Sémiotique structurale‬‬
‫للعهالم السهيميائي "ألجيهرداس جوليهان غريمهاس (‪ ،) Algirdas Julien Greimas‬وازداد املصهطل اكتمهاال فهي‬
‫الههدرس األدبههي متجسههدا فههي كتابههه اآلخر"فههي املعنه "(‪ ،)Du sens‬لههذلك يعههد رائههد السههيميائية السههردية‪ ،‬ففههي‬
‫سهنة ‪ 1191‬تأسسههت الجمعيههة الدوليههة للسههيميائية‪ ،‬هكهان ههو أمينههها العهها ‪ ،‬إذ جعهل مههن الخطههاب السههردي‬
‫مشههروعا لدراسههة مشههبعة برؤيههة اقبههة ملختلههف الظههواهر السههيميائية‪ ،‬كمهها أسههس مههع مجموعههة مههن طالبههه‪،‬‬
‫وبعهض أتباعه"مدرسهة بهاريس السهيميائية(‪ ( Ecole de sémiotique de Paris‬والتهي تعهد مرجعها هامها‪ ،‬لكهل‬
‫الباحثين في السيميائيات البنيوية‪ ،‬كما أمدت الدارسين في ميدان السرديات بآليات جديدة‪ ،‬وطرق بنائها‪،‬‬
‫لتعههر فههي هايههة الثمانينههات علههى فههرع مهههم مههن فههروع السههيميائيات‪ ،‬وهههو "سههيميائية األهههواء"‪ ،‬حيههث تصههبح‬
‫(الغيرة‪ ،‬والحسد‪ ،‬البخل‪ ،‬الكره‪ ،‬الحب‪ ...،‬وكل االنفعاالت) من موضوعات السيميائية‪.‬‬
‫وتتويجا لذلك أصدر سنة ‪ 1111‬كتابه املوسو "سيميائيات األههواء مهن حهاالت األشهياء إلهى حهاالت‬
‫النفس" بالتعاون مع "جاك فونتيني"‪ ،‬وترجم إلى العربية‪ ،‬على يد الباحث سعيد بنكراد سهنة‪ ،132313‬بهين‬
‫في ههه أن الس ههيميائية الب ههد أن تط ههرق جمي ههع من هها ي الحي ههاة وتس ههتخد كعل ههم ح ههديث ي ههدرس ك ههل العالم ههات‪،‬‬
‫بنوع ها اللغوي‪ ،‬وغير اللغوي‪.‬‬
‫كم هها أن إض ههافته العلمي ههة أعط ههت زخم هها معرفي هها‪ ،‬إذ أق هها مش ههروعه الجدي ههد عل ههى خلفي ههة الدراس ههة‬
‫الشهههيرة الت ههي قهها به هها الرو" ه ي"فالديمير بههروب"‪ " ،) Vladimir propp( 14‬مورفولوجيهها الحكاي ههة العجيب ههة"‬
‫الص ههادرة س ههنة ‪ 1121‬كو ه هها قف ههزة ف ههي ت ههارية الس ههيميائيات الس ههردية‪ ،‬ومس ههتفيدا م ههن مالحظ ههات"كلود ليف ههي‬
‫سههتروس"‪ )Claude Lévi-Strauss( ،15‬حيههث يعتبههر مهها قدمههه غريمههاس تهههذيبا لطههرح ك‪.‬ل‪.‬سههتروس مههن نقههد‬
‫لرؤيههة بههروب‪ ،‬حيههث يههرى انههه ركههز علههى البن ه السههطحية ولههم يتعههداها إلههى البن ه العميقههة فههي تحليلههه لعناصههر‬
‫الحكاية الشعبية‪ ،‬وههو بهذلك يسهقط أي إسهقاطات اسهتبدالية منظمهة للسهرد فهي مسهتوى عميهق‪ ،‬فقهد قها‬
‫بفصهل املحهور التهوزيعي( ‪ ) Axe syntagmatique‬و املحهور االسهتبدالي (‪ )Axe paradigmatique‬األمهر الهذي‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪122‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬
‫أدى بهه إلهى الفصههل بهين الشهكل و املضههمون‪ ،‬ههذا الفصهل الههذي أدى إلهى حهدور مغالطههة الدراسهة السههردية‪،‬‬
‫ذلك انه ال يمكن بأي حال من األحوال دراسة الشكل وحده وال يمكن إهمال املضمون‪.16‬‬
‫لقد أضاه "غريماس" عناصر مهمة في سيميائياته‪ ،‬منها‪ :‬بناء نموذجه العاملي املرتكز علهى أعمهال‬
‫"بروب"‪ .‬رغم أنهه خالفهه فهي بعهض مفاهيمهه كتعريفهه للوظيفهة ‪ ،‬وضهبطه ملسهتويات تنظهيم السهردية‪ ،‬يحهدد‬
‫بروب الوظيفة بأ ها قائمة على وجود (فعل ما تحدد من خالله مخصهية مها)‪ ،‬وتتحهدد الوظيفهة بهدورها مهن‬
‫خهالل انتمائههها إلههى إحههدى دوائههر الفعهل فههي الحكايههة‪ ،‬لكههن غريمههاس يههرى انهه ال يمكههن أن تكههون كههل نائيههة ممهها‬
‫وص ههفه ب ههروب قابل ههة الن يش ههكل وظيفت ههين متق ههابلتين ‪ ،‬ف ههإذا ك ههان (رحي ههل البط ههل) باعتب ههاره ش ههكال م ههن أش ههكال‬
‫النشا اإلنساني (يعد فعال‪ ،‬أي وظيفة) فان انعدا ذلك الرحيهل ال يشهكل وظيفهة‪ ،‬وال يمكننها أن نتعامهل‬
‫معه على انه وظيفة بل انعدا الرحيل(أو البقاء) هو حالة تستدعي فعال‪.17‬‬
‫وإذا كههان التحلي ههل الس ههيميائي ينطلههق م ههن آخ ههر مرحلههة وص ههل إل ه هها التحليههل اللس ههاني عل ههى املس ههتوى‬
‫األفقهي‪ ،‬ليهدخل فههي تفسهير املعطيههات‪ ،‬وتأويهل العالقههات الترابطيهة بهين الههدالالت ‪ ،‬فهإن عملههه يتجسهد أساسهها‬
‫فهي محاولههة تجهاوز البنيههة السهطحية للولههو إلههى األنظمهة الخاصههة‪ ،‬بمها ف ههها املرجعيهات الثقافيههة‪ ،‬والدينيههة‪،‬‬
‫والسياسية التي ينتمي إل ها الخطاب‪.‬‬
‫وفه ههي ذله ههك يشه ههير"محمد ناصه ههر العجيمه ههي" إله ههى أن "نظريه ههة غريمه ههاس تسه ههتمد أصه ههولها املعرفيه ههة مه ههن‬
‫الدالليهة‪ ،‬ووسهيلةها فههي ذلهك تفجيههر الخطهاب وتفكيههك الوحهدات املكونهة لههه هم إعههادة بنائهها وفههق جههاز نظههري‬
‫متسهق التهأليف"‪ ،18‬ومهن هنها تتعهدد الداللهة ضهمن لعبهة التركيهب والتفكيهك السهةهداه البنيهة املهيمنهة عهل‬
‫النص‪ ،‬وتجلي مكامنها العميقة‪.‬‬
‫ويشير غريماس إلى ضرورة التمييز بين مستويين في التحليل‪:‬‬
‫املس ييتوظ الظي يياهر(الوح ههدات اللغوي ههة‪ ،‬وامل ههواد اللس ههانية)‪ ،‬ويص ههطل علي ههه ف ههي املدرس ههة الفرنس ههية‬
‫"السردية اللسانية" ويعن بدراسة املستويات التركيبية‪ ،‬والعالئقية للخطاب وينقسم إلى مكونين ‪:‬‬
‫‪ -‬مكون سردي‪ :‬ويقو على أساسا على تتبع التغيرات الطارئة على سلسلة الفواعل‪.‬‬
‫‪ -‬مكون تصويري‪ :‬هدفه استخرا األنظمة الصورية املبثو ة في النص‪.19‬‬
‫يتبن هذا التيار‪ :‬جيرار جنيت‪ ،‬تودوروه‪ ،‬روالن بارت‪.‬‬
‫أ‪ -‬البنية العميقة (املستوظ الكامن)‪:‬‬
‫مهمة هذا املسهتوى رصهد البنه العميقهة املتخفيهة وراء تلهك القوالهب الشهكلية‪ ،‬والتهي تههده‬
‫إلهى تحديههد قواعهد وظائفيههة السهرد‪ ،‬يهههتم بدراسههة الحكايهة دون االهتمهها بالوسهيلة الحاملههة لهها‪ ،‬ويمثههل هههذا‬
‫التيار‪ :‬غريماس‪ ،‬فالديمير بروب‪ ،‬وهذا اإلجراء ال يعنيه مقول النص وقائله بقدر ما يعنيه كيف يقول هذا‬
‫النص ما يقوله‪ ،‬والبنية العميقة حته وإن لهم تظههر علهى سهطح الهنص‪ ،‬إال أ هها متضهمنة لتفسهيره الهداللي‪،‬‬
‫فم ههثال ل ههو قل ههت‪ :‬أح ههب الدراس ههة‪ ،‬أل ه هها تمنحن ههي االحته هرا ‪ ،‬واألج ههر‪ .‬ظاهري هها تتك ههون الجمل ههة م ههن ع ههدة جم ههل‬
‫سطحية وهي‪ :‬أحب الدراسة‪/‬أل ها تمنحني االحترا ‪/‬أل ها تمنحني األجر‪.‬‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪123‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬
‫أمهها البنيههة العميقههة ‪ ،‬ومقصههدية القههول فههي هههذه الجملههة‪ ،‬عنههد تحليلههها دالليهها‪ :‬هههي أننههي أدرس بهههده‬
‫اكتسههاب االحت هرا (أي‪ :‬املكانههة االجتماعيههة‪ ،‬الشهههرة‪ ،‬الفاعليههة‪ )...‬واألجههر‪-‬قههد يكههون‪ -‬أج هرا ماديهها(دراهم)‪ ،‬أو‬
‫معنويا‪ .‬إذا سيميائيا‪ :‬حب الدراسة وسيلة‪ ،‬وليس غاية‪.‬‬
‫لذلك تهده جهود غريماس إلى تسهيل التحليل السيميائي‪ ،‬واالنتقال من البنية السطحية إلى العميقة‪،‬‬
‫وفق آليات يراها الزمة في أية مقاربة سيميائية أهمها‪:‬‬
‫السيم ‪ :Sème‬يعتبر السيم الوحدة الداللية الصغرى الدراسة السيميائية‪ ،‬حيث يعرفه الباحث"‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫رشهيد بههن مالههك" بقولههه "هههو الوحههدة املعنويههة الصهغرى التههي ال يمكههن أن ت َح َّقههق إال خههار إطههار وحههدة أشههمل‬
‫منههها متههدعىا السههيميم(‪ )...‬كمهها أننهها نجههد الفههوارق بههين السههيمات تههؤدي إلههى إحههدار فههوارق فههي آ ههار املعن ه "‪،20‬‬
‫فعلى مستوى (التعبير) في السيميائيات‪ ،‬الفونيم هو أصهغر وحهدة فهي الظهاهرة اللغويهة‪ ،‬فعمهد غريمهاس إلهى‬
‫تسمية أصغر وحدة داللية على مستوى املحتوى بالسيم‪.‬‬
‫والترسيمة املوالية‪ ،‬تبين أن "إنسان" سيمة دالة تتمفصل إلى عدة سيمات متقابلة تحدد البنية‬
‫املعنوية الصغرى‪.‬‬

‫د‪ -‬النواة السيمية(‪:)Le noyau Sémique‬‬


‫كل نص سردي يحتوى على نوعين من السيمات‪:‬‬
‫‪ -1‬السيم املعجمي(النوو ي)‪ :‬الذي يدخل في تشكيل الوحدات التركيبية املعجمية على‬
‫مستوى البنية السطحية‪.‬‬
‫‪ -2‬السيم التوزيعي‪ :‬يربط بين الكالسيمات‪ ،‬ويظهر على وحدات تركيبية أوسع كقولك‪ :‬رأس‬
‫الجبل‪/‬فالن غمرته الهمو حت رأسه(تتحدد الداللة كمايلي‪ :‬الحد األقص ‪+‬العلوية‪+‬العموية‪.‬‬
‫وقولك‪:‬رأس الطريق‪/‬رأس القطيع(الحد األقص ‪+‬األمامية‪+‬األفقية‪+‬االستمرارية‪.21‬‬
‫ه‪.‬الكالسيم(‪:)Classème‬‬
‫الكالسيم عند غريماس هو (سيم) سياقي يحقق الخطاب‪ ،‬أي ال ُيف َه ُم رمزه الداللي إال من خالل‬
‫السياق‪ ،‬حيث تتحقق الداللة داخل الكال ‪ ،‬فهو" ملمح داللي صغير يستنبط من السياق الذي يتكرر‬
‫فيه"‪ ،22‬وهذا مثال يوض مفهو الكالسيم‪.‬‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪124‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬
‫عنصرسا ِئ ٌل‪ .‬كلمة "سائل" تتضمن النواة الداللية السياقية(عنصر طبيعي)‬‫ٌ‬ ‫‪ -‬املاء‬
‫سائل‪ .‬وكلمة"سائل" هنا تتضمن النواة الداللية(إنسان)‪ ،‬فرغم تشابه اللفظة‬ ‫ٌ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫دق بابي‬
‫(الكالسيم)‪ ،‬إال أن النواة تختلف باختاله السياق‪.‬‬
‫و‪.‬التشاكل(‪:)isotopie‬‬
‫مصطل استعاره غريماس من العلو التجريبية‪ ،‬ويعني "التماسك"وهو"تكرار املالمح‬
‫السيميوطيقية التي تشكل تماسك النص"‪ ، ،23‬رغم أنه يتسم بالغموض‪ ،‬إال أن املمارسة التحليلية‬
‫الصحيحة‪ ،‬واستخالص السيمات الدالة‪ ،‬تساعد في تبلور هذا التشاكل‪ ،‬فهو"يتأسس عن طريق ما يتكرر‬
‫فيه من سيمات تسهم في فهمنا للموضوع‪ ،‬وهو ما ينظر إليه اليو بمبدإ التماسك في أي بحث أكاديمي‪،‬‬
‫عندما يقرأ فصال من فصول الرسالة‪ ،‬يتكون لديه إدراك بما يدور حول نص البحث كله‪ ،‬ومن م يربطه‬
‫بالنقطة املركزية لإلحالة هي اإلشكالية"‪ .24‬كما سيتبين في املثال اآلتي‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫"قرر الحاكم أن يزور قريتنا الصغيرة‪ ،‬ف ُع مب َدت الطرقات املهترئة‪ ،‬وغ مرست األمجار على حوافها‪،‬‬
‫وسمعنا صوت املاء في الصنابير ألول مرة‪ ،‬ورفعت األعال مهللة بقدو سياته‪ ،‬واختفت حت الكالب‬
‫املتسكعة‪ ،‬لتحل محلها أخرى (بشرية) مرتدية أفخر الثياب‪ ،‬مترقبة هالل فخامته‪.25‬‬
‫إن‪ :‬تعبيد الطرقات‪ ،‬غرس األمجار‪ ،‬سيالن املاء‪ ،‬رفع األعال ‪ ،‬اختفاء الكالب ظهور كالب من نوع‬
‫آخر‪ ،‬الترقب‪ ،‬هي سيمات داللية متكررة في قوالب لفظية (سطحية) مختلفة‪ ،‬لكنها تقد تشاكال واضحا‬
‫هو"الخوه" من الحاكم‪.‬‬
‫ز‪.‬املربع السيميائي(‪:) Le carré Sémiotique‬‬
‫هو نسخة معدلة من املربع املنطقي‪ ،‬وإحدى التقنيات التحليلية‪ ،‬التي تسعى إلى إظهار التقابالت‪،‬‬
‫ونقا التقاطع بينها في النصوص‪ ،‬واملمارسات االجتماعية‪ ،26‬بتوظيفه‪ ،‬إذ صاغه غريماس وجعله وسيلة‬
‫لتحليل الكيانات السيميائية املزدوجة‪ ،‬واصفا إياه بقوله‪" :‬هو التمثيل املرئي للتمفصل املنطقي ملقولة‬
‫داللية ما"‪ 27‬كما أنه ترسيمة ملقوالت تكشف عن عالقات ضدية‪ ،‬تناقضية‪ ،‬تضمينية تقو بتنظيم‬
‫وتحديد املقولة الداللية‪ ،‬ألن "وصف األشكال الداخلية لداللة النص يعتمد على االختاله"‪.28‬‬
‫وبما أن املربع السيميائي يقو أساسا على البنية األولية للداللة‪ ،‬حيث تجمع بين كلمتين على كل‬
‫محور‪ .‬ففي شرح "جيرالد برنس" ملفهو املربع السميائي‪ ،‬في مؤلفه "قاموس السرديات" أعطى املثال التالي‪:‬‬
‫حيث وظف سيمتين متضادتين (غني‪-‬فقير)‪( /‬ليس غني‪-‬ليس فقير)‪.‬‬
‫وفق هذا الشكل‪:‬‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪125‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬

‫عالقة تضاد(فقير‪/‬غني) احتماالن‪.‬‬ ‫تتولد من هذا الشكل الر عالقات‪:‬‬


‫عالقة التناقض(ه‪/‬ليس غ‪،‬غ‪/‬ليس ه)‪ 4‬احتماالت‬
‫‪.............‬عالقة التضمن(ه‪/‬ليس ه‪ ،‬غ‪/‬ليس غ)‪ 294‬احتماالت‬
‫لذلك يمكن اعتبار املربع السيميائي "نموذجا شكليا ال تعدو وظائفه استقراء حركية املعن ‪،‬‬
‫وتحوله من طور إلى طور‪ ،‬بمعزل عن العالم الخارجي(‪ )...‬واكتشاه بنية الداللة العميقة املؤسسة للنص‪،‬‬
‫واملتحكمة في بنيته السطحية"‪ ،‬رغم أن هذا املربع هدفه توليد املعاني‪ ،‬إال أنه إجراء تتفاوت نتائجه‪،‬‬
‫فالنتائح املتوصل إل ها قد ال تكون ذات معن ‪ ،‬ألن هناك قضايا تكون صحيحة شكال‪ ،‬ولكنها خاطئة من‬
‫حيث الداللة‪.‬‬
‫‪-2‬السطحية(‪:)La structure de surface‬‬
‫شاع هذا املصطل عند "تشومسكي" والنحو التوليدي‪ ،‬وهو يحيل على الجانب الشكلي للنص‪،‬‬
‫والبنية السطحية هي أول عتبة تقع عل ها عين السيميائي‪ ،‬ليلج من خاللها إلى البنية العميقة‪ ،‬حيث‬
‫"تتعالق البنية السطحية مع البنية العميقة بواسطة مجموعة من العمليات"السردية‪ ،‬ألن داللة الحكاية‬
‫تتكشف عبر معاينة اإلئتاله بين البنيتين‪ ،‬ولذلك يعتبر النقاد أن أي تحليل سيميائي لنص ما‪ ،‬هو عبارة‬
‫عن تعريف‪ ،‬ووصف م رصد لتلك االختالفات التي تتجلى عبر املتوالية السردية‪.‬‬
‫يتميز النص السردي بخاصية االنتقال من حالة إلى حالة‪ ،‬وفق فعل تحويلي تقو به ذات واعية‬
‫(فاعل معين)‪ ،‬ما حدا بالعالم غريماس إلى تصنيف امللفوظات السردية(‪ )Les énonces narratifs‬كو ها‬
‫أصغر الوحدات الخطابية املكونة للنص إلى‪ :‬ملفوظات حالة‪ ،‬وملفوظات فعل‪ ،‬و"للقيا بذلك ينبغي‬
‫التعره على مستوى الظاهر(ما يقدمه النص للقراءة والتي تمثله الجمل في تتابعها في النص)‪ ،‬ومستوى‬
‫املعن (الذي تمثله ملفوظات الحالة أو الفعل)(‪ )...‬ذلك أن السرد يبن على االستقرار والحركة ‪ ،‬والثبات‬
‫والتحول في آن"‪ ،30‬ألن مضامين االفعال تتغير‪ ،‬وكذلك القائمون باألفعال‪ ،‬ولكن العرض (امللفوظ) ال‬
‫يتغير‪.‬‬
‫أ‪ .‬النموذج العاملي(‪ :)Modèle fonctionnel‬هو شبكة من العالقات التي تربط العوامهل‬
‫الستة كما قسمها "غريماس"‬
‫بمعادلة بسيطة نكون فكرة حول هذا اإلجراء‪:‬‬
‫(ن ع)= ‪9‬عوامل‪0 +‬عالقات‪0 +‬بن ‪ .‬حيث توصف العوامل كو ها وحدات تركيبية يقو عل ها‬
‫املحكي‪ ،‬وتكون هذه العوامل هي املهيمنة على مسار السرد‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬الذات ‪ :‬التي تقو بالبحث عن املوضوع‪.‬‬
‫‪ .2‬املوضوع ‪ :‬تقو الذات بالبحث عنه‪.‬‬
‫املرسل ‪ :‬الذي يدفع الذات لالتصال باملوضوع‬ ‫ِ‬ ‫‪.1‬‬
‫املرسل إليه ‪ :‬متلقي املوضوع املتحصل عليه بواسطة الذات‬ ‫َ‬ ‫‪.4‬‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪126‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬
‫‪ .5‬املساعد ‪ :‬يساعد الذات على اتصالها باملوضوع‪.‬‬
‫‪ .9‬املعارض ‪ :‬عرقلة الذات و الحيلولة بينها وبين االتصال باملوضوع‪.31‬‬
‫ونمثل للنموذ العاملي بمثال وفق هذا النموذ بهذه العبارة‪:‬‬

‫(طالب يرغب في النجاح)‬

‫العامل‪(1‬الذات‪ :‬طالب)‪.....‬عالقة الرغبة (وتسم الوصل)‪...‬العامل‪(2‬املوضوع‪ :‬النجاح)‪.‬‬


‫العامل‪(0‬املرس ُل‪ :‬اإلرادة)‪.....‬عالقة اإلرسال‪..............‬العامل‪َ (4‬‬
‫املرس ُل إليه‪ :‬االجةهاد)‬ ‫م‬
‫العامل‪(5‬املساعد‪ :‬األستاذ)‪......‬عالقة الصراع‪..........‬العامل‪(9‬املعارض‪ :‬رفيق السوء)‪.‬‬
‫بهذا املثال يتض النموذ العاملي حيث يحيل إلى ستة(‪9‬عوامل)‪ ،‬و الر (‪0‬عالقات‪ :‬عالقة‬
‫الرغبة(الوصل)‪ ،‬أوعد الرغبة(الفصل)‪ ،‬عالقة اإلرسال‪ ،‬عالقة الصراع ويتم كل ذلك وفق الر بن ‪،‬‬
‫على مسار الخطاطة السردية (البنية األولى‪ :‬تعدد وتباين الرغبات‪ ،‬وتتكشف في بداية مسار السرد (البطل‬
‫يرغب في الزوا ‪ ،‬يرغب في السفر‪ ،‬يرغب في التخلص من الفقر‪...‬إلخ)‪.‬‬
‫البنية الثانية‪ :‬هي بنية صراع الرغبات (صراع الذات مع نفسها‪ ،‬مع املجتمع‪ ،)...‬وتأخذ هذه البنية‬
‫الحيز األكبر من الحكاية‪ ،‬لذلك هي تتمركز وسط الخطاطة السردية‪.‬‬
‫البنية الثالثة‪ :‬هي بنية التفسخ‪ ،‬أو حل الرغبات قد تتحقق‪( :‬يتم الزوا ‪ ،‬يسافر البطل‪ ،)...‬وقد ال‬
‫تتحقق (غضب‪ ،‬انتحار‪ ،‬هاية مجهولة‪ )...‬وتكون في آخر الخطاطة السردية‪.‬‬
‫البرنامح السردي(‪:)Le programme narratif‬‬
‫يرى غريماس أن استخرا املعن ال يتم إال بربط األدوات السردية‪ ،‬وفق الغايات‬
‫املنوطة بها‪ ،‬ولذلك يمكن تقسيم كل برنامح سردي‪ ،‬أ ناء عملية التحليل إلى وحدات سيمية(‪،)Sème‬‬
‫تشكل مراحل سيرورة الحكاية‪ .‬هذه املراحل يسم ها غريماس "املسارات" أل ها هي التي تكون "الترسيمة‬
‫السردية"‪ ،‬حيث تتكون من أربعة مراحل‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫التحريك‬
‫الكفاءة(القدرة)‪،‬‬
‫اإلنجاز(األداء)‪،‬‬
‫التقييم(الحكم على أداء الفعل) ‪32‬‬

‫كما هو موض في الجدول املوالي‪:‬‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪127‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬

‫(جدول املسارات السردية)‬


‫ج‪ -‬مستويات التحليل السيميائي‪:‬‬
‫يشير الباحثون إلى أن التحليل السيميائي وعند مقاربة أي عمل إبداعي (سيميائيا) البد له أن يتوسل‬
‫ال ة مستويات ‪-‬غاية في األهمية‪ -‬كي يكون متكامال‪ ،‬وفهق آلياتهه اإلجرائيهة‪ ،‬ألن التحلهيالت السهيميائية " ههي‬
‫دراسههة ألشههكال املضههامين‪ ،‬ممإذا تنبنههي علههى خطههوتين إجهرائيتين‪ ،‬وهمهها‪ :‬التفكيههك والتركيههب قصههد إعههادة بنههاء‬
‫النص من جديد‪ ،‬وتحديد وابته البنيوية"‪ 33‬وهذه املستويات هي‪:‬‬
‫‪-2‬التحليل امل ايث‪ :‬وهو دراسة وظائف النص التي تسهم في توليد الداللة‪ ،‬أي أن "املعن ينتح‬
‫من خالل شرو داخلية‪ ،‬ال عالقة لها باملرجع الخارجي‪ ،‬لذلك وجب البحث في شبكة العالقات الداخلية‪،‬‬
‫وكيف تترابط عناصر هذه الشبكة"‪ ،34‬وهو ما يفسر اهتما "غريماس" بالشرو الداخلية للمعن في‬
‫النص "بواسطة لعبة العالقات بين العناصر الدالة" ‪35‬وهذا يعني دراسة النص نسقيا‪ ،‬وليس سياقيا‪،‬‬
‫وهي دراسة بنيوية واضحة‪.‬‬
‫الج َمال) عبارة توض املغزى من التحليل البنيوي‪ ،‬حيث‬ ‫‪-2‬التحليل البنيوي‪( :‬لوال القبح ما قدرنا َّ‬
‫تدرك املعاني باالختاله‪ ،‬والتضاد (غني‪/‬فقير)‪( ،‬متحرك‪/‬ساكن)‪...‬وهكذا‪ .‬ألن العناصر املكونة للنص ال‬
‫تدالل لها إال عبر شبكة من العالقات القائمة بينها‪ ،‬فيصبح البحث منصبا عن شكل املعن ‪ ،‬و"ال قيمة‬
‫للعناصر إال داخل الشبكة فاملضمون ليس هو املهم‪ ،‬إنما املهم هيكله وبناؤه"‪ ،‬أي االهتما بالبنية‪،‬‬
‫ومحاولة فهم املعن من خالل االختاله‪.‬‬
‫‪-0‬تحليل الخطاب‪ :‬قلنا في تعريف سابق أن السيميائية ال تقف عند الجملة كما هو حال‬
‫اللسانيات‪ ،‬ولكن تنظر للخطاب كبنية كبرى تستخبر بالتحليل‪ ،‬سعيا لتوليد نصوص تختلف على‬
‫مستوى سطح النسيح اللغوي‪ ،‬وتتفق على مستوى البنية العميقة‪ ،‬وهذا ما جعل بعض الدارسين‪،‬‬
‫يوصف السيميائية بالنصية‪ ،‬ألن مجال دراسةها البنية النصية‪.‬‬
‫د‪ -‬مراحل التحليل السيميائي‪:‬‬
‫من أجل مقاربة سيميائية فاعلة‪ ،‬وتطبيق أمثل إلجراءات املنهج السيميائي‪ ،‬واستثمار معطيات‬
‫البنية النصية‪ ،‬فإن أغلب التقنيات املعتمدة في تحليل النصوص من طره الدارسين‪ ،‬تمر بمرحلتين‪:‬‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪128‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬
‫‪ -1‬مرحلة التحليل األفقي‪ :‬و"يتم ف ها التفكيك البنيوي للوقوه على املعاني السطحية أو الحرفية‬
‫املستخلصهة مهن بنيههة الهنص‪ ،‬حيهث يقههو املحلهل بتقسهيم الههنص إلهى عهدة وحههدات قرائيهة"‪ ،36‬ههم‬
‫حصر الظواهر البارزة‪ ،‬وضبط العالقات املتشابكة‪ ،‬نلخص أهمها في هذا الجدول‪.‬‬

‫‪-0‬مرحلة التحليل العمودي‪:‬‬


‫بعد االستلها الذي نستخلصه من خالل تشريح البنية السطحية‪ ،‬تتشكل لدينا مالمح فكرة‬
‫طاغية نلج من خاللها أغوار النص‪ ،‬حيث يتم الوقوه على الدالالت العميقة أو املسكوت عنها‪ ،‬باعتبارها‬
‫ُ‬
‫دالالت تأويلية ذات "طاقة هائلة متس مه ُما في تفتيق املركزية التأويلية‪ ،‬وتحويل كل ظاهرة سيميائية بعينها‬
‫إلى فضاء مفتوح لبروز مستويات متباينة للسيرورة التأويلية"‪ ،37‬وهي تختلف باختاله املحللين‪،‬‬
‫ومرجعياتهم الفكرية‪ ،‬وخلفياتهم الثقافية التي تساعد في استقراء البن العميقة‪ ،‬واستنبا املعاني‪،‬‬
‫واملعاني املصاحبة‪ ،‬نوردها ضمن مجموعة من النقا ‪ ،‬وفق هذا الجدول‪.‬‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪129‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬

‫تبقى هذه اآلليات مجرد إجراء مقترح من لدن محللين سيميائيين‪ ،‬قد تتفاوت فعاليته من دراسة إلى‬
‫كل حسب رصيده املعرفي والثقافي –كما أشرنا إلى ذلك سابقا‪ -‬بغية تسهيل‬ ‫أخرى‪ ،‬ومن باحث إلى آخر س‬
‫العملية التحليلية‪ ،‬وتوليد نماذ داللية جديدة تتعدد بتعدد القه ههراءات‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫م ههن خ ههالل ه ههذا الج ههرد البس ههيط أله ههم التقعي ههدات الت ههي ج ههاءت به هها الس ههيميائية‪ ،‬وتل ههك اآللي ههات الت ههي‬
‫أرساها غريماس‪ ،‬انطالقا من النظرية السردية ذات الطابع الشمولي‪ ،‬إلى املقاربات اإلجرائية املؤسسة على‬
‫دراسههات معرفي ههة س ههابقة‪ ،‬اس ههتطاعت الس ههيميائية الس ههردية أن تخههر م ههن التنظي ههر إل ههى اإلج هراء‪ ،‬بتطبيق ههات‬
‫َ‬
‫منهجي ههة جعل ههت م ههن النص ههوص املكبل ههة بالنق ههد االنطب ههاعي ذي الدالل ههة الواح ههدة‪ ،‬نصوص هها حي ههة ُوم َحايث ههة‪،‬‬
‫بفضل تصيد البن وتعدد الداللة‪.‬‬
‫ولكن هذا ال يعني أن السيميائية‪ ،‬ال تخلو من املآخذ والعيوب فهي ككل العلو الوضعية‪ ،‬التهي تبقهى دائمها‬
‫فههي حاجههة إلههى تعههديل وتطههوير يتماشه مههع ديناميههة العصههر‪ ،‬فهههي فههي نظههر"بههارت" علههم غيههر هكهاه‪ ،‬بكو ههها تقههو‬
‫على مجموعة مهن العلهو املختلفهة‪ ،‬وههدا مها يفسهر نظريةهها الشهمولية‪ .‬وكهذلك يهرى "تهودوروه" أ هها مها تهزال‬
‫في طور التأسيس‪ ،‬فهي علم فتي يحتا إلى نضج‪.‬‬
‫واملالحظ يجد أن السيميائية ما تزال فهي مرحلةهها التشهكيلية ولهم تتحهول بعهد إلهى علهم متكامهل وممهنهج‪ ،‬كمها‬
‫لم تسلم السيميائية عموما‪ ،‬والسيميائية السردية خصوصا من نقد بعض النقاد العرب‪ ،‬مثل "عبد امللك‬
‫مرته ههاض" اله ههذي تحه ههدر عله ههى أن املفه ههاهيم الته ههي جه ههاء بهه هها غريمه ههاس غامضه ههة‪ ،‬ومعقه ههدة‪ ،‬معتب ه هرا إياهه هها لغه ههة‬
‫مصطنعة‪ ،‬واصفا ممارساته اإلجرائية بأ ها مجرد تقعر ال غير‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪130‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬
‫وب ههين ه ههذا وذاك‪ ،‬تظ ههل الس ههيميائية م ههن العل ههو الحديث ههة الت ههي تمل ههك م ههن الترس ههانة املص ههطلحية‪ ،‬والقواع ههد‬
‫واآلليههات‪ ،‬م هها يؤهله هها ألن تك ههون عل ههم العل ههو ‪ ،‬فه ههي أداة فعال ههة لق هراءة ك ههل مظ ههاهر الس ههلوك اإلنس ههاني املن ههتح‬
‫للعالمة‪ ،‬لذلك أبلغ تعريف لها هو علم العالمات‪.‬‬
‫هوامش وإحاالت املقال‬
‫‪ 1‬فيصل األحمر‪ ،‬معجم السيميائيات‪ ،‬الدار العربية للعلو ‪ ،‬منشورات االختاله‪ ،‬الجزائر‪ ،،2313 ،1 ،‬ص‪213‬‬

‫‪ 2‬عبد القادر شرشار‪ ،‬مدخل إلى السيميائيات السردية‪ :،‬نماذ وتطبيقات‪ ،‬منشورات الدار الجزائرية ‪.2315 ،1‬ص‪45‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬أمينة فزاري‪ ،‬أسئلة وأجوبة في السيميائية السردية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر ‪2311 ،1‬ص‪01‬‬
‫‪ 4‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر بيروت‪ ،‬لبنان‪( ،1 ،‬د ت)‪ ،.7 ،‬ص‪195‬‬

‫‪ 5‬سعيد يقطين‪ ،‬السرد العربي‪ ،‬مفاهيم وتجليات‪ ،‬رؤية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2339 ،1 ،‬ص‪0‬‬
‫‪ 6‬يرى العلماء الغربيون بأن هذا املصطل وضعه "تودوروه" سنة ‪ ،1191‬ليدل على علم السرد‪ ،‬وظيفته تحليل ظواهر السرد‪ .‬ينظر‪ :‬أمينة‬
‫فزاري‪ ،‬أسئلة وأجوبة في السيميائية السردية‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪ 7‬ينظر‪:‬عبد القادر شرشار‪ ،‬مدخل إلى السيميائيات السردية‪ ،‬ص‪49‬‬
‫‪ 8‬بوريس إخنباو ‪ ،‬النظرية الشكلية في نظرية املنهج الشكلي‪ ،‬نصوص الشكالنيين الروس‪ ،‬ص‪ ،01‬نقال عن‪ :‬عبد القادر شرشار‪ ،‬مدخل إلى‬
‫السيميائيات السردية‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪ 9‬مارسيلو داسكال‪ ،‬االتجاهات السيميولوجية املعاصرة‪ ،‬ترجمة حميد لحميداني وآخرين‪ ،‬دار أفريقيا الشرق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪، 1 ،‬‬
‫‪.1117‬ص ‪.79‬‬

‫‪ 10‬جميل حمداوي‪ ،‬مدخل إلى املنهج السيميائي‪ ،‬نقال عن ‪ :‬عبد القادر شرشار‪ ،‬مدخل إلى السيميائيات السردية‪ ،‬ص‪11‬‬

‫‪.11‬محمد السرغيني‪ ،‬محاضرات في السيميولوجيا‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،1117 ،1 ،‬ص‪55‬‬

‫‪ 12‬ينظر‪ :‬عبد القادر شرشار‪ ،‬مدخل إلى السيميائيات السردية‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ 13‬ألجيرداس‪ ، ،‬غريماس‪ ،‬وجاك فونتيني‪ ،‬سيميائيات األهواء من حاالت األشياء إلى حاالت النفس‪ ،‬تر‪ :‬السعيد بنكراد دار الكتاب الجديد‬
‫املتحدة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ .2313 ،1 ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ 14‬فالديمير بروب‪ :‬ولد بسان بيير سبورغ‪ ،‬في‪ 21‬أبريل ‪ ،1115‬توفي في أوت ‪ ،1173‬باحث رو" ي متخصص في الفلكلور وينتمي الى املدرسة‬
‫البنيوية‪ ،‬أشةهر بدراسته ملورفولوجيا الحكاية‪ ،‬ينظر‪ :‬أمينة فزاري‪ ،‬أسئلة وأجوبة في السيمياء السردية‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ 15‬كلود ليفي ستروس ‪ :‬ولد ‪ 1131‬عالم اجتماع فرنس ي‪ ،‬تعتبر أعماله ذات أ ر بليغ في مجال علم اإلنسان‪ ،‬والتحقيق اال نولوجي امليداني‪ .‬نقال‬
‫عن‪ :‬أمينة فزاري‪ ،‬أسئلة وأجوبة في السيمياء السردية‪ ،‬ص‪29‬‬
‫‪ 16‬ينظر‪ :‬حشالفي لخضر‪ ،‬السيميائيات السردية من فالديمير بروب إلى غريماس‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،‬مجلة جامعة ورقلة الجزائر‪ ،‬العدد‪،1‬‬
‫‪ ،2315‬ص‪.10‬‬
‫‪ 17‬ينظر‪:‬سعدية بن ستيتي‪ ،‬فنية التشكيل الفضائي وسيرورة الحكاية في رواية األمير‪ -‬دراسة سيميائية‪ -‬جامعة سطيف ‪،2310‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 18‬محمد ناصر العجيمي‪ ،‬في الخطاب السردي‪-‬نظرية غريماس‪ ،-‬الدار العربية للكتاب‪ ،‬تونس‪ ،1111 ،1 ،‬ص‪21‬‬
‫‪ 19‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ 20‬ينظر‪ :‬رشيد بن مالك قاموس مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص‪ ،‬دار الحكمة للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2333 ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ 21‬ينظر‪ :‬عبد شرشار‪ ،‬مدخل إلى السيميائية السردية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ 22‬جيرالد برنس‪ ،‬قاموس السرديات‪ ،‬تر‪ :‬السيد إما ‪ ،‬ميريت للنشر واملعلومات‪ ،‬القاهرة‪ ،2330 ،1 ،‬ص‪.02‬‬
‫‪ 23‬جيرالد برنس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.133‬‬
‫‪ 24‬عبد القادر شرشار‪ ،‬مدخل إلى السيميائيات السردية‪ ،‬ص‪.41-43‬‬
‫‪ 25‬ومضة سردية من مخيال معدي البحث لتوضيح الفكرة‪.‬‬
‫‪ 26‬ينظر‪ :‬دانيال تشالدلر‪ ،‬أسس السيميائية‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.111‬‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪131‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬

‫السيميائية أصولها وقواعدها‪ ،‬تر‪ :‬رشيد بن مالك‪ ،‬منشورات االختاله‪ ،‬الجزائر‪ ،2332 ،1 ،‬ص‪.1‬‬ ‫‪ 27‬ميشال آريفيه وآخرون‪ ،‬م‬
‫‪ 28‬رشيد بن مالك‪ ،‬مقدمة في السيميائية َّ‬
‫السردية ‪ ،‬دار القصبة ملنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2333 ،1 ،‬ص‪.13‬‬ ‫م‬
‫‪ 29‬ينظر‪ :‬جيرالد برنس‪ ،‬قاموس السرديات‪ ،‬تر‪ :‬السيد إما ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.179‬‬
‫‪ 30‬عبد القادر شرشار‪ ،‬مدخل إلى السيميائية السردية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪ 31‬جيرالد برنس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪ 32‬رشيد بن مالك‪ ،‬البنية السردية في النظرية السيميائية‪ ،‬دار الحكمة‪ ،‬الجزائر‪،2331 ،1 ،‬ص‪ ،71‬نقال عن ‪ :‬عبد القادر شرشار‪ ،‬مدخل‬
‫إلى السيميائيات السردية‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪ 33‬جميل حمداوي‪ ،‬مدخل إلى املنهج السيميائي‪ ،‬نقال عن‪ :‬عبد القادر شرشار‪ ،‬مدخل إلى السيميائيات السردية‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ 34‬مخلوه عامر‪ ،‬منا ج نقدية‪-‬محاضرات ميسرة‪ ،‬منشورات الوطن‪ ،‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،2317 ،1 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 35‬جوزيف كورتيس‪ ،‬مدخل إلى السيميائية والخطابية‪ ،‬تر‪ :‬جمال خضري‪ ،‬منشورات االختاله‪ ،‬الجزائر‪ ،2337 ،1 ،‬ص‪. 54‬‬
‫‪ 36‬أحال الجياللي‪ ،‬املنهج السيميائي وتحليل البنية العميقة للنص‪ ،‬املوقف األدبي‪ ،‬ع‪ ، 095‬أيلول‪ ،2331 ،‬ص‪ ،01‬نقال عن‪ :‬عرابي لخضر‪،‬‬
‫املدارس النقدية املعاصرة‪ ،‬دار الغرب للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د ‪ ،‬د ت‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ 37‬عبد القادر فهيم شيباني‪ ،‬السيميائيات املنطقية والعالمة البصرية‪ ،‬قراءة في فكر شارل سندرس بورس‪ ،‬عالم الكتب الحديث للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬إربد‪ ،‬األردن‪ ،2311 ،1 ،‬ص‪.41‬‬
‫قائمةاملصادرو املراجع‬
‫‪ -1‬فيصل األحمر‪ ،‬معجم السيميائيات‪ ،‬الدار العربية للعلو ‪ ،‬منشورات االختاله‪ ،‬الجزائر‪،،2313 ،1 ،‬‬
‫‪.2315 ،1‬‬ ‫عبد القادر شرشار‪ ،‬مدخل إلى السيميائيات السردية‪ :،‬نماذ وتطبيقات‪ ،‬منشورات الدار الجزائرية‬ ‫‪-2‬‬
‫ينظر‪ :‬أمينة فزاري‪ ،‬أسئلة وأجوبة في السيميائية السردية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر ‪.2311 ،1‬‬ ‫‪-0‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر بيروت‪ ،‬لبنان‪( ،1 ،‬د ت)‪.7 ،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫سعيد يقطين‪ ،‬السرد العربي‪ ،‬مفاهيم وتجليات‪ ،‬رؤية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪2339 ،1 ،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫يرى العلماء الغربيون بأن هذا املصطل وضعه "تودوروه" سنة ‪ ،1191‬ليدل على علم السرد‪ ،‬وظيفته تحليل ظواهر السرد‪ .‬ينظر‪:‬‬ ‫‪-9‬‬
‫أمينة فزاري‪ ،‬أسئلة وأجوبة في السيميائية السردية‪.‬‬
‫بوريس إخنباو ‪ ،‬النظرية الشكلية في نظرية املنهج الشكلي‪ ،‬نصوص الشكالنيين الروس‪ ،‬ص‪ ،01‬نقال عن‪ :‬عبد القادر شرشار‪ ،‬مدخل‬ ‫‪-7‬‬
‫إلى السيميائيات السردية‪.‬‬
‫مارسيلو داسكال‪ ،‬االتجاهات السيميولوجية املعاصرة‪ ،‬ترجمة حميد لحميداني وآخرين‪ ،‬دار أفريقيا الشرق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪.1117 ، 1‬‬
‫جميل حمداوي‪ ،‬مدخل إلى املنهج السيميائي‪ ،‬نقال عن ‪ :‬عبد القادر شرشار‪ ،‬مدخل إلى السيميائيات السردية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫محمد السرغيني‪ ،‬محاضرات في السيميولوجيا‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪.1117 ،1 ،‬‬ ‫‪-13‬‬
‫ألجيرداس‪ ، ،‬غريماس‪ ،‬وجاك فونتيني‪ ،‬سيميائيات األهواء من حاالت األشياء إلى حاالت النفس‪ ،‬تر‪ :‬السعيد بنكراد دار الكتاب‬ ‫‪-11‬‬
‫الجديد املتحدة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2313 ،1 ،‬‬
‫فالديمير بروب‪ :‬ولد بسان بيير سبورغ‪ ،‬في‪ 21‬أبريل ‪ ،1115‬توفي في أوت ‪ ،1173‬باحث رو" ي متخصص في الفلكلور وينتمي الى املدرسة‬ ‫‪-12‬‬
‫البنيوية‪ ،‬أشةهر بدراسته ملورفولوجيا الحكاية‪ ،‬ينظر‪ :‬أمينة فزاري‪ ،‬أسئلة وأجوبة في السيمياء السردية‪.‬‬
‫كلود ليفي ستروس ‪ :‬ولد ‪ 1131‬عالم اجتماع فرنس ي‪ ،‬تعتبر أعماله ذات أ ر بليغ في مجال علم اإلنسان‪ ،‬والتحقيق اال نولوجي امليداني‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫نقال عن‪ :‬أمينة فزاري‪ ،‬أسئلة وأجوبة في السيمياء السردية‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬حشالفي لخضر‪ ،‬السيميائيات السردية من فالديمير بروب إلى غريماس‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،‬مجلة جامعة ورقلة الجزائر‪ ،‬العدد‪،1‬‬ ‫‪-14‬‬
‫‪،2315‬‬
‫‪:‬سعدية بن ستيتي‪ ،‬فنية التشكيل الفضائي وسيرورة الحكاية في رواية األمير‪ -‬دراسة سيميائية‪ -‬جامعة سطيف ‪.2310‬‬ ‫‪-15‬‬
‫محمد ناصر العجيمي‪ ،‬في الخطاب السردي‪-‬نظرية غريماس‪ ،-‬الدار العربية للكتاب‪ ،‬تونس‪.1111 ،1 ،‬‬ ‫‪-19‬‬
‫جيرالد برنس‪ ،‬قاموس السرديات‪ ،‬تر‪ :‬السيد إما ‪ ،‬ميريت للنشر واملعلومات‪ ،‬القاهرة‪.2330 ،1 ،‬‬ ‫‪-17‬‬
‫السيميائية أصولها وقواعدها‪ ،‬تر‪ :‬رشيد بن مالك‪ ،‬منشورات االختاله‪ ،‬الجزائر‪.2332 ،1 ،‬‬ ‫ميشال آريفيه وآخرون‪ ،‬م‬ ‫‪-11‬‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪132‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫السيمياء السردية‪ ،‬األسس النظرية و آليات التطبيق‬ ‫ط د‪ -‬عبد الباقي عطاهللا ط د‪ -‬الذيب حامة‬

‫رشيد بن مالك قاموس مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص‪ ،‬دار الحكمة للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2333 ،‬‬ ‫‪-11‬‬
‫رشيد بن مالك‪ ،‬مقدمة في السيميائية َّ‬
‫السردية ‪ ،‬دار القصبة ملنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2333 ،1 ،‬‬ ‫‪-23‬‬
‫م‬
‫رشيد بن مالك‪ ،‬البنية السردية في النظرية السيميائية‪ ،‬دار الحكمة‪ ،‬الجزائر‪،2331 ،1 ،‬ص‪ ،71‬نقال عن ‪ :‬عبد القادر شرشار‪،‬‬ ‫‪-21‬‬
‫مدخل إلى السيميائيات السردية‪.‬‬
‫جميل حمداوي‪ ،‬مدخل إلى املنهج السيميائي‪ ،‬نقال عن‪ :‬عبد القادر شرشار‪ ،‬مدخل إلى السيميائيات السردية‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫مخلوه عامر‪ ،‬منا ج نقدية‪-‬محاضرات ميسرة‪ ،‬منشورات الوطن‪ ،‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪.2317 ،1 ،‬‬ ‫‪-20‬‬
‫جوزيف كورتيس‪ ،‬مدخل إلى السيميائية والخطابية‪ ،‬تر‪ :‬جمال خضري‪ ،‬منشورات االختاله‪ ،‬الجزائر‪.2337 ،1 ،‬‬ ‫‪-24‬‬
‫أحال الجياللي‪ ،‬املنهج السيميائي وتحليل البنية العميقة للنص‪ ،‬املوقف األدبي‪ ،‬ع‪ ، 095‬أيلول‪ ،2331 ،‬ص‪ ،01‬نقال عن‪ :‬عرابي لخضر‪،‬‬ ‫‪-25‬‬
‫املدارس النقدية املعاصرة‪ ،‬دار الغرب للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د ‪ ،‬د ت‪.‬‬
‫عبد القادر فهيم شيباني‪ ،‬السيميائيات املنطقية والعالمة البصرية‪ ،‬قراءة في فكر شارل سندرس بورس‪ ،‬عالم الكتب الحديث للنشر‬ ‫‪-29‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬إربد‪ ،‬األردن‪.2311 ،1 ،‬‬

‫املجلد ‪ ،40‬العدد ‪،40‬ديسمبر ‪0402‬م (‪)211 -221‬‬ ‫‪133‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬

You might also like