You are on page 1of 4

‫جامعة بجاية‬

‫كلية اآلداب واللغات‬


‫قسم اللغة واالدب العربي‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬االسلوبية وتحليل الخطاب‪.‬‬
‫السنة الثانية تخصص‪ :‬لغة المجموعة الثانية‪.‬‬
‫اعداد وتنسيق األستاذ‪ :‬خيار نورالدين‪.‬‬
‫المحاضرة األولى‪ :‬تحديد مفاهيم‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم األسلوب‪:‬‬
‫من الفعل سلب‪ ،‬وفي لسان العرب‪( :‬يقال للسطر من النخيل وك ّل طريق ممتد‬
‫أسلوب‪ ،‬فاألسلوب الطريق والوجه والمذهب‪ .‬ويقال أنتم في أسلوب‬
‫سوء‪...‬واألسلوب‪ :‬الفن‪ ،‬يقال‪ :‬أخذ فالن في أساليب من القول أي أفانين منه‪ ،‬وإ ّن‬
‫أنفه لفي أسلوب إذا كان متكبرا)‪ .‬وفي أساس البالغة للزمخشري‪( :‬سلكت أسلوب‬
‫فالن‪ :‬طريقه وكالمه على أساليب حسنة)‪.‬‬
‫وهو عند ابن خلدون في مقدمته‪( :‬عبارة عن المنوال الذي ينسج فيه التراكيب أو‬
‫القالب الذي تفرغ فيه‪ ،‬وال يرج إلى الكال ااعتبار إفاتته ألل المعنى من خوا‬
‫التراكيب الذي هو وظيفة اإلعراب‪ ،‬وال ااعتبار إفاتته كمال المعنى من خوا‬
‫التركيب الذي وظيفته البالغة والبيان‪ ،‬وال اعتبار الوزن كما تستعمله العرب فيه‪،‬‬
‫الذي وظيفته العروض‪ ،‬و إنما يرج إلى لورة ذهنية للتراكيب المنتظمة عليه‬
‫ااعتبار انطباقها على تراكيب خالة)‪.‬‬
‫قالب ذهني تنصبُّ فيه التراكيب اللغوية‪ ،‬أو هو لورة‬
‫ٌ‬ ‫فاألسلوب عند ابن خلدون‬
‫ذهنية للتراكيب يُخرجها الخيال في قالب ومنوال معين‪.‬‬
‫‪ -‬وتتنوع األساليب اتنوع الموضوعات‪ ،‬ذلك أن لكل فن من الكال أساليب‬
‫تختص اه وتوجد فيه على أنحاء مختلفة‪ ،‬فللنثر أسلواه وللشعر كذلك‪.‬‬
‫ُّ‬
‫أيضا من التعاريف نجد تعريف أحمد الشايب‪( :‬األسلوب هو طريقة الكتااة‪ ،‬أو‬
‫طريقة اإلنشاء‪ ،‬أو طريقة اختيار األلفاظ وتأليفها للتعبير اها عن المعاني قصد‬
‫اإليضاح والتأثير أو الضرب من النظم والطريقة فيه)‪.‬‬
‫األسلوب اهذا‪ ،‬منحى الكاتب العا أو الشاعر‪ ،‬وطريقة التأليف والتعبير‪ ،‬والنظم‬
‫والتفكير واإلحساس على السواء‪.‬‬
‫*تعاريف أخرى‪:‬‬
‫‪ -‬مفارقة أو انحراف عن أنموذج آخر من القول انظر إليه على أنه معيار أو‬
‫نمط‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار أو انتقاء يقو اه المنشئ لسمات لغوية اعينها من اين قائمة‬
‫االحتماالت المتاحة في اللغة‪ .‬ومجموعة االختيارات الخالة امنشئ معين‬
‫هي التي تشكل أسلواه الذي يمتاز اه من غيره من المنشئين‪.‬‬
‫إن اعتبار األسلوب اختيارا من لدن المنشئ ال يعني ّ‬
‫أن كل اختيار الاد أن يكون‬
‫أسلوايا‪ ،‬إذ علينا أن نميز اين نوعين مختلفين من االختيار‪ :‬اختيار محكو اسياق‬
‫المقا ‪ ،‬وهو انتقاء نفعي مقامي‪ ،‬واآلخر‪ :‬اختيار تتحكم فيه مقتضيات التعبير‬
‫الخالصة‪.‬‬
‫أن االختيار أمر يفترض أن يقو اه المنشئ على جمي مستويات‬ ‫اإلشكال هنا ّ‬
‫التوالل ادرجات متفاوتة‪ ،‬ومن ث ّم فهو ليس محض اختيار لغوي‪ ،‬ال هو محكو‬
‫من جهة اإمكانيات المقال‪ ،‬ومن جهة أخرى امقتضيات المقا ‪ ،‬التي هي‪ :‬مصدر‬
‫الخطاب‪ ،‬القصد من الخطاب‪ ،‬موضوعه‪ ،‬وسيلة اإلاالغ‪ ،‬جنس الحطاب‪ ،‬العالقة‬
‫طب‪ ،‬المسرح‬ ‫اين مصدر الخطاب والمقصوت منه‪ ،‬الحضور الذهني أو العيني للمخا َ‬
‫الذي تجري فيه وقائ الخطاب‪...‬إلخ)‪.‬‬
‫واألسلوب عند الدارسين الغربيين يطلق على ما كل ما له عالقة اطريقة الكتااة‪ ،‬و‬
‫وسائلها‪ ،‬إال أنهم يراطونه اصاحبه‪ ،‬فاألسلوب هو اإلنسان نفسه‪ ،‬والذي ال يمكن‬
‫نقله‪ ،‬أو اقتباسه أو تبديله‪.‬‬
‫وفي عبارة بيفون المشهورة تأييد لهذه الفكرة‪ ،‬يقول‪( :‬األسلوب هو الرجل نفسه)‪،‬‬
‫تعبير عن شخصية الكاتب‪ /‬المرسل وعقليته وتوجهه الفكري‪.‬‬‫ٌ‬ ‫وهذا يعني أنه‬
‫ثانيا‪ :‬األسلوبية‪:‬‬
‫اانتقالنا من مفهو األسلوب إلى مفهو األسلواية سنجد أن مصطلح‬
‫األسلوب(‪ ) le style‬أسبق من الناحية التاريخية من األسلواية‪ ،‬فقد ادأ استعماله منذ‬
‫القرن الخامس عشر‪ ،‬في حين لم يظهر مصطلح األسلواية (‪ )stylistique‬إال في‬
‫اداية القرن العشرين‪.‬‬
‫يُعرف علم األسلوب في اللغة اإلنجليزية ا (‪ ،)stylistics‬وفي اللغة الفرنسية‬
‫ا (‪ ،)stylistique‬والباحث األسلواي ا (‪ ،)stylistian‬وكل هذه المتراتفات مأخوذة‬
‫من الكلمة الالتينية (‪ ،)stylas‬امعنى عوت الصلب الذي يستخد في الكتااة‪ ،‬ثم انتقلت‬
‫للتعبير عن طريقة أتاء الكاتب‪.‬‬
‫وإذا حاولنا تتب الجذور التاريخية لألسلواية فإنه ال يمكننا تحديد تاريخ تقيق لمولد‬
‫أن أول من أطلق هذا المصطلح كان 'فون النتش' سنة‬ ‫األسلواية‪ ،‬فهناك من يرى ّ‬
‫‪ ،1875‬أطلقه على تراسة األسلوب عبر االنزياحات اللغوية والبالغية في الكتااة‬
‫األتاية‪.‬‬
‫ايدَ ّ‬
‫أن الميالت الحقيقي لألسلواية في نظر أغلب الباحثين الغرايين يعوت إلى ادايات‬
‫القرن العشرين‪ ،‬م تلميذ دي سوسير األلسني السويسري شارل بالي ( ‪Charles‬‬
‫‪ ،)1947 -1865( )Bally‬الذي أسس هذا العلم في كتااه الرائد "مبحث في‬
‫األسلوبية الفرنسية" سنة ‪.1909‬‬
‫وقد حدتت األسلواية اتعاريفات عدّة‪ ،‬يقترب اعضها‪ ،‬ويتباين اعضها اآلخر‪ ،‬وذلك‬
‫انطالقا من الزاوية التي ينطلق منها كل تارس لألسلوب‪ ،‬وهي في عمومها ال تخرج‬
‫عن كونها تعتمد أحد عنالر الخطاب الثالثة‪ :‬المرسل (المنشئ)‪ ،‬أو الرسالة‬
‫(الخطاب أو النص)‪ ،‬أو المرسل إليه 'المتلقي أو القارئ)‪.‬‬
‫واألسلواية (علم األسلوب) عل ٌم لغوي حديث يبحث في الوسائل اللغوية التي تمنح‬
‫الخطاب العاتي أو األتاي خصائصه التعبيرية والشعرية‪ ،‬وتميزه عن غيره‪ ،‬فهي‬
‫تعالج الظاهرة األسلواية االمنهجية العلمية اللغوية‪ ،‬وإن كانت تعتمد على قاعدة‬
‫نظرية لسانية أو سيميائية أو شعرية‪ ،‬إال أنها في األخير تحليل لخطاب من نوع‬
‫خا ‪.‬‬
‫فالتحليل األسلواي للنص عند ميشيل ريفاتير‪( -‬الباحث األلسني والناقد البنيوي‬
‫األمريكي‪ /‬لاحب كتاب "األسلواية البنيوية" ‪ ،1971‬وكتاب "لناعة النص"‬
‫‪ -)1979‬فهو الذي يصن يدي المحلل على "أدبية" النص األتاي‪ ،‬حيث ينطلق من‬
‫النص الذي هو لر ٌح مكتمل ينبغي تتب سمة الفرتية فيه‪ ،‬وهذه السمة الفرتية هي‬
‫األسلوب‪ ،‬وهي االتالي "أدبية" النص‪.‬‬
‫إن األسلواية حسب المسدي تعني اشكل من األشكال التحليل اللغوي‬ ‫ويمكن القول ّ‬
‫لبنية النص‪ ،‬وأنها فرعٌ من فروع اللسانيات الحديثة مخصص للتحليالت التفصيلية‬
‫لألساليب األتاية أو لالختيارات اللغوية التي يقو اها المتحدثون وال ُكتاب في‬
‫وتهدف إلى أن تكون علما تحليليا تجريديا ينشد‬
‫ُ‬ ‫السياقات األتاية و غير األتاية‪.‬‬
‫إتراك الموضوعية في حدوت عقالنية‪ .‬كما تبحث األسلواية عما يميز اه الكال الفني‬
‫من اقية مستويات الخطاب‪ ،‬ومن سائر ألناف الفنون اإلنسانية‪ ،‬إذ تعني ادراسة‬
‫الخطاب اللغوي التي تنقل الكال من مجرت وسيلة إاالغ عاتي إلى أتاة تأثير فني‪.‬‬
‫يرى صالح فضل أننا احاجة إلى تأليل مصطلح علم األسلوب في الدراسات‬
‫العراية لكي نستحصد أتواته ونجرب مناهجه ونُكيّفها م عبقرية اللغة العراية‬
‫الستكشاف قدراتها على استثمار العنالر الجمالية في الرسالة اللغوية‪ ،‬مما يجعلنا‬
‫نؤثر المصطلح المستقر علميا‪ ،‬وندخل في نطاقه البحوث التي تصب فيه نهاية األمر‪،‬‬
‫وإن ورتت في اعض الدراسات الحديثة تحت مصطلح آخر‪.‬‬
‫مراجع المحاضرة‪:‬‬
‫اان خلدون ‪ :‬المقدمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اان منظور ‪ :‬لسان العرب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لالح فضل ‪ :‬البالغة واالسلواية وتحليل الخطاب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبد السال المسدي ‪ :‬األسلوب واالسلواية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

You might also like