You are on page 1of 37

‫اللســــــــانيات‬

‫‪Linguistics‬‬
‫تعريف باللسانيات وتاريخها‪.‬‬ ‫•‬
‫مناهج الدرس اللساني‪.‬‬ ‫•‬
‫مستويات التحليل اللغوي‪.‬‬ ‫•‬
‫فروع اللسانيات‪.‬‬ ‫•‬
‫مصطلحات اللسانيات‪.‬‬ ‫•‬
‫ما اللسانيات؟‬
‫تعريف باللسانيات وتاريخها‪.‬‬
‫‪‬اللسانيات هي «العلم الذي يدرس اللغة اإلنسانية دراسة علمية تقوم على الوصف ومعاينة الوقائع بعيدا عن‬

‫النزعة التعليمية واألحكام المعيارية‪ ».‬د‪ .‬أحمد قدور‬

‫‪"‬اللسانيات دراسة منهجيّة علميّة للظّاهرة اللّغوية البشريّة عا ّمةً"‬

‫د‪ .‬عبد الرحمن بودرع‬


‫‪•‬س‪ :‬إذا كان موضوع اللسانيات الدراسة العلمية للغة‪ ،‬فلماذا ال تسمى بعلم اللغة؟‬
‫‪•‬ج‪ :‬بالفعـل‪ ،‬يسـمى هذا العلـم أيضـا بعلـم اللغـة‪ ،‬لكـن المترجميـن العرب يفضلون تسـميته باللسـانيات‬
‫تمامـا مثـل مـا هـو الحال عنـد الغرب‪ ،‬ألـن مصـطلَح (اللسـانيات)أـو(األلسـنيّة) مصـطَلَح حديـث‪ ،‬مسـت َم ّد مـن‬
‫األدبيات الغربيـة فـي دراسـ ِة اللغـة الطبيعيّـة دراسـةً علميّةًـ ممنهجـة و هذه الطريقـة تسـتعمل فـي تسـمية‬
‫علوم مختلفـة‪ ،‬كالصـوتيات و السـيميائيات و الرياضيات‪...‬بإضافـة الالحقـة "يات" للداللـة علـى العلـم‪،‬‬
‫ففي االنجليزية ‪-‬مثال‪ -‬تٌضاف الالحقة (‪) s‬التي نجدها في‪ ) )Linguistics :‬اللسانيات‪.‬‬

‫‪ ‬و (‪ ) Phonetics‬الصوتيات‪.‬‬

‫‪‬و(‪ )Pragmatics‬التداوليات‪.‬‬
‫‪ ‬ويحاول هذا العلم اإلجابة عن أسئلة حول اللغة مثل‪ :‬كيف تتغير اللغات ولماذا يكون للمفردات معان معيَّنة؟ ويبحث علماء اللغة في‬
‫اللغات التي يتكلّمونها وتلك التي ال يتكلّمونها على حد سواء‪.‬‬

‫‪ ‬وعندما يدرس علماء اللغة لغة حديثة فإنهم يحللون كالم واحد أو أكثر من المتحدثين األصليّين بتلك ال‪/‬لغة‪ ،‬ويطلقون علي مثل هذا‬
‫الشخص ُم ْخبرًا لغويًا (راوية)‪.‬‬

‫‪ ‬إن كثي ًرا من اللغات ليست لها أنظمة كتابية‪ ،‬ول‪/‬ذا يتجه علماء اللغة في الغالب إلى استخدام رموز تس ّمى ا‪/‬أللفباء الصوتية لتدوين‬
‫األصوات الكال ّمية للمخبر اللغوي‪ .‬كما يدرس علماء ال‪/‬لغة أيضا اللغات الميتة لتتبُّع نشوء اللغات الحديثة‪.‬‬
‫‪‬يقوم علماء اللغ‪/‬ة بجم‪/‬ع الم‪/‬ادة اللغوية وتك‪/‬وين النظريات واختبارها‪ ،‬ومن ثم يتوصلون إلى حقائق حول‬
‫اللغة‪ .‬ويعتقد هؤالء االختصاصيُّون أنهم اليعرفون سوى القليل ج ًدا حتى عن أكثر اللغات المألوفة لديه‪/‬م‪،‬‬
‫ويحدوهم األمل في تدوين ودراسة اللغ‪/‬ات غير المألوفة قبل انقراضها‪ .‬وهناك م‪/‬جاالن رئيسيّان لعلم اللغة‬
‫هم‪/‬ا علم اللغة الوصفي وعلم اللغة المقارن‪.‬‬

‫‪‬م‪/‬نه‪/‬ج اللسانيات وصفي‪ ،‬تجريبي واستداللي في اآلن ذاته‪ ،‬فهو ينطلق من الظاهرة اللغوية إلى استنباط‬
‫المع‪/‬ايير التي تنظمها وتضبطها‪ ،‬وال يقف من اللغة موقفا ً قبليا ً ينطلق من م‪/‬عيار سابق على الظاهرة‬
‫اللغوية‪ .‬ويقوم المنهج الوصفي على الوصف والم‪/‬عاينة ثم االختبار والتصنيف والتبويب واالستقراء‬
‫والتحليل اإلحصائي وصوالً إلى استنباط القوانين التي تنظم الظاهرة‪ ،‬الجئا ً إلى استعمال ال ُمثُل واألنماط‬
‫الرياضية في نظم هذه القوانين‪ ،‬ثم يقوم بتعليلها ليك ّون م‪/‬نها نظرية لسانية عام‪/‬ةً فع‪/‬الة قابلة للتطور‪.‬‬
‫‪ ‬واللسانيات ‪ -‬بهذا الفهم ‪ -‬علم حديث أرسى أسسه في مطلع القرن العشرين فردينان دي سوسور ‪F.de‬‬
‫‪ Saussure‬عندما ألقى «م‪/‬حاضرات في اللسانيات العامة» ‪Cours de linguistique générale‬‬
‫‪َّ ‬حدد إشكالية المسألة اللسانية‪ ،‬بع‪/‬د أن اتخذ موقفا ً نقديا ً من تصورات من سبقه من اللغويين المتقدمين الذين‬
‫انطلقت دراساته‪/‬م للغة من وظيفة رئيسية هي الحفاظ على النصوص المقدسة‪ ،‬أو من اللغويين‬
‫المتأخرين‪ ،‬خصوصا ً في القرن التاسع عشر‪ ،‬الذين نظروا إلى اللغة على أنها آلية تاريخية‪ ،‬من غير أن‬
‫ينظروا إليها من حيث وظيفته‪/‬ا التواصلية داخل المجتمع اإلنساني‪ .‬وقد أدت «محاضرات» سوسور إلى‬
‫تحول جع‪َ /‬ل دراسة اللغة «بذاتها ولذاتها» الوظيفة األهم في اللسانيات‪ ،‬حيث يتقدم الداخلي (ذات اللغة)‬
‫ٍ‬
‫على الخارجي (المجتمع والدين والثقافة والسياسة واالقتصاد والفلسفة)‪.‬‬
‫‪‬حدد سوسور وظائف اللسانيات على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪‬ـ توصيف اللغات والتأريخ لها‪.‬‬

‫‪‬ـ البحث عن القوى الموجودة في اللغات ك‪/‬افةً بطريقة شم‪/‬ولية‪ ،‬ثم استخالص القوانين العامة التي يمك‪/‬ن أن‬
‫تُ َر َّد إليه‪/‬ا كلُّ ظواهر اللغات‪.‬‬

‫‪‬ـ دراسة اللغة في ذاتها ولذاتها‪.‬‬


‫ما فائدة اللسانيات؟‬
‫الفرق بين اللسانيات وعلوم اللغة األخرى‪:‬‬

‫أن اللسانيات تتصف باالستقالل‪ ,‬وهذا مظهر من مظاهر علميتِها على حين أن النحو يتصل بالفلسفة والمنطق‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تهتم اللسانيات باللغة المنطوقة قبل المكتوبة ‪ ,‬على حين أن علوم اللغة التقليدية فعلت العكس‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تعنى اللسانيات باللهجات وال تفضل الفصحى على غيرها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تسعى اللسانيات الى بناء نظرية لسانية لها صفة العموم إذ يمكن على أساسها دراسة جميع اللغات االنسانية‬ ‫‪.4‬‬
‫ووصفها‪.‬‬
‫ال تقيم اللسانيات وزنا للفروق بين اللغات البدائية واللغات المتحضرة ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫تدرس اللسانيات اللغة في كليتها وعلى صعيد واحد ضمن تسلسل متدرج من األصوات الى الداللة مرورا بالجوانب‬ ‫‪.6‬‬
‫الصرفية والنحوية‪.‬‬
‫‪‬ترجع بداية اللسانيات بوصفها علما ُ حديثا ً إلى القرن التاسع عشر‪ ،‬ألنه شه‪/‬د ثالثة منع‪/‬طفات ك‪/‬برى في‬
‫مسيرة هذا العلم ‪ ,‬هي اكتشاف اللغة السنسكريتية ‪ ،‬وظهور القواعد المقارنة ‪ ،‬ونشوء علم اللغة التاريخي‪.‬‬
‫‪‬أما اكتشاف السنسكريتية فقد ت َّم بصورة جليَّة على يد وليام جونز عام ‪1786‬م – وكان قاضيا في كالكتا –‬
‫حين أعلن أمام الجمعية اآلسيوية في البنغال عن أهم‪/‬ية هذه اللغة للبحوث اللغوية األوربية يقول جونز ‪:‬‬
‫إن للغة السنسكريتية مه‪/‬ما كان قدمها بنية رائعة أكمل من اإلغريقية وأغنى م‪/‬ن الالتينية ‪ ،‬وهي تن ُّم عن‬‫( َّ‬
‫ثقافة أرقى م‪/‬ن ثقافة هاتين اللغتين ز لكنَّها مع ذلك تتصل بها بصلة وثيقة م‪/‬ن القرابة سوا ًء من ناحية‬
‫ي لغوي بعد تفحّصه‬ ‫الصيغ النحوية حتى ال يمكننا أن نعزو هذه القرابة إلى مجرَّد الصدفة ‪ .‬وال يسع أ ّ‬
‫هذه اللغات الثالث إال أن يعترف بأنها من أصل م‪/‬شترك زال م‪/‬ن الوجود ) ‪.‬‬
‫‪‬والجديد في هذا الموضوع حقّا ً هو استخدام اللغة السنسكريتية أساسا ً للمقارنة ضمن اللغات الهندية‬
‫األوربية ‪ .‬وهكذا صار هذا االكتشاف م‪/‬ادة لتطبيق أسلوب المقارنة‪.‬‬
‫‪‬وأشهر من طبّق األسلوب المقارن في الدراسات اللغوية في تلك الفترة شليجل ( ت ‪ 1829‬م ) الذي درس‬
‫الحضارة الهندية ‪ ،‬وأسهم في تصنيف اللغ‪/‬ات ‪ ،‬ونبَّه على صالت التشابه الكثيرة التي تربط اللغات‬
‫األوربية والهندية واآلرية بعضها ببعض‪.‬‬
‫‪‬لق‪/‬د ظ َّل بوب يبح‪/‬ث ف‪/‬ي مجال المقارن‪/‬ة نص‪/‬ف قرن م‪/‬ن الزم‪/‬ن بع‪/‬د أ‪/‬ن درس مجموع‪/‬ة م‪/‬ن اللغات كالفارسـية‬
‫والعربيــة والعبريــة والســنسكريتية وعدداً آخ‪/‬ر م‪/‬ن اللغات األوربية‪( .‬وكان الهدف األس‪/‬اسي م‪/‬ن القواع‪/‬د‬
‫المقارن‪/‬ة إثبات القراب‪/‬ة بي‪/‬ن اللغات وه‪/‬ي ال تس‪/‬عى إل‪/‬ى تتبُّع تاريخه‪/‬ا خطوة خطوة ‪ ،‬ب‪/‬ل تعتم‪/‬د طريق‪/‬ة الموازن‪/‬ة‬
‫الدقيق‪/‬ة الص‪/‬ارمة ‪ ،‬وتنته‪/‬ي م‪/‬ن عمله‪/‬ا أ‪/‬و تس‪/‬تنفد طاقته‪/‬ا إذا أثبت‪/‬ت أ َّن التشاب‪/‬ه بي‪/‬ن أشكال لغتي‪/‬ن ال يمك‪/‬ن أ‪/‬ن‬
‫يكون م‪//‬ن قبي‪//‬ل المص‪//‬ادفة ‪ ،‬وبالتال‪//‬ي الب َّد أ‪//‬ن تكون اللغتان قريبتي‪//‬ن م‪//‬ن الناحي‪//‬ة التوليدي‪//‬ة ‪ .‬إم‪//‬ا أ‪//‬ن تكون‬
‫إحداهم‪/‬ا منحدرة م‪/‬ن األخرى وإم‪/‬ا أ‪/‬ن تنحدرا معا ً م‪/‬ن أص‪/‬ل مشترك) ‪ .‬والب ّد م‪/‬ن اإلشارة هن‪/‬ا إل‪/‬ى بع‪/‬ض‬
‫اللغويين الذي ينتمون إلى مدرسة بوب ‪ ،‬وال سيّما ماكس مولر وجورج كورتيوس ‪ ،‬وأوغست شليشر‪.‬‬
‫األب الحقيقي للسانيات (دوسوسير)‬
‫‪‬ألنه و ّ‬
‫ضح اختصاصها ومناهجها وحدودها‪.‬‬

‫‪ ‬وأثرى الدراسات اإلنسانية بالك‪/‬ثير من األفك‪/‬ار اللغوية الرائدة حتى صارت اللسانيات باعثا لنهضة علمية‬
‫تولّد منها علوم ومناهج جديدة‪.‬‬
‫‪‬يكفي أن نشير هنا إلى ما امتاز به عم‪/‬ل دوسوسير من تنظير عميق سعى إلى وضع األسس المنهجية‬
‫للتحليل اللغوي‪ ،‬ومن تركيز على وصف اللغات اإلنسانية للوصول إلى الكليات المشتركة بين اللغات‪،‬‬
‫ومن بحث عن العوامل المؤثرة في النشاط اللغوي كالعوامل النفسية واالجتماعية والجغ‪/‬رافية‪ ،‬ومن‬
‫اقتصار على المناهج اللغوية في درس اللغة ونبذ كل ما هو دخيل عليها‪.‬‬
‫‪ ‬اشتهر بكتاب لم يكتبه هو ( محاضرات في األلسنية العامة )‪ .‬فقد قام اثنان من تالميذه في جنيف بإعداد‬
‫هذا الكتاب معتمدين في ذلك على أمليات سجلها زمالؤهم ‪ .‬والتلميذان هما (بالي) و (سيشه‪/‬ي ) ‪ .‬وصدر‬
‫عام ‪1916‬م بعد وفاة المؤلف بثالث سنوات‪.‬‬
‫‪ ‬يقع الكتاب في مقدمة وخمسة أجزاء (أبواب) ‪ ،‬وهو في مئتين وسبعين صفحة من القطع الصغير‪ .‬المقدمة‪:‬‬
‫‪ ‬يتناول دوسوسير قضايا عامة تتعلق بتاريخ اللسانيات ومادتها وعناصر اللغة ومبادئ علم األصوات‬
‫ومفهوم الفونيم (‪. )Phoneme‬‬
‫‪ ‬الجزء األول‪ :‬يتناول طبيعة العالمة أو الرمز اللغوي (‪ ) Sign‬واللسانيات السكونية والتطورية‪.‬‬
‫‪‬الجزء الثاني‪ :‬يبحث دوسوسير اللسانيات التزامنية (الوصفية) والقواعد وفروعها‪.‬‬
‫‪‬الجزء الثالث‪ :‬درس اللسانيات التز ّمنية ( التاريخية) والتغيرات الصوتية والتأثيل (‪)Etymology‬‬
‫‪‬الجزء الرابع‪ :‬فيتناول فيه دوسوسير اللسانيات الجغرافية وتنوع اللغات وبواعث التنوع الجغرافي وانتشار‬
‫الموجات اللغوية‪.‬‬
‫‪ ‬الجزء الخامس‪ :‬واألخير مسائل في اللسانيات االستعادية ( التاريخية المتجهة إلى األقدم) وقضايا اللغة‬
‫األكثر قدما ً وشهادة اللغة على األنثروبولوجية وما قبل التاريخ‪.‬‬
‫مناهج اللسانيات وقطاعاتها‪:‬‬
‫‪‬المنهج المقارن‪.‬‬

‫‪‬المنهج التاريخي‪.‬‬

‫‪‬المنهج الوصفي‪.‬‬

‫‪‬المنهج التقابلي‪.‬‬
‫المنهج المقارن‬
‫يختص بدراسة العالقات التاريخية بين لغتين أو أكثر ضمن أسرة لغوية واحدة ‪ .‬ومن المعروف أن‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫اللغويين في القرن التاسع عشر توصلوا إلى تقسيم اللغات إلى مجموعات أو أسر م‪/‬عينة يض ُّم كل منها‬
‫فروعا ً متع ّددة ‪ .‬وأه ّم هذه المجموعات الكبرى هو المجموعة الهندية األوربية والمجموعة السامية‬
‫الحامية‪.‬‬
‫‪‬أما المجموعة الهندية األوربية فتضم عدداً كبيراً م‪/‬ن اللغات الممتدة من اله‪/‬ند إلى أوربة‪ .‬ولهذه المجموعة‬
‫فروع متع‪ّ /‬ددة كالفرع اله‪/‬ندي والفرع اإليراني والفرع السالفي والفرع الجرماني والفرع الروماني‪ .‬كذلك‬
‫تض ّم المجموعة السامية الحامية فروعا ً متع ّد دة كالفرع األكادي والفرع الكنعاني والفرع اآلرامي والفرع‬
‫العربي الجنوبي والفرع الحبشي والفرع الم‪/‬صري القديم والفرع البربري والفرع الك‪/‬وشي‪.‬‬
‫‪‬وق‪/‬د أدى تطور الدرس المقارن ف‪/‬ي المجموعتي‪/‬ن الس‪/‬ابقتين وفروعهم‪/‬ا الكثيرة إل‪/‬ى نشوء م‪/‬ا عرف بعل‪/‬م اللغ‪/‬ة‬

‫المقارن الذي يمتاز بقواع‪/‬د معين‪/‬ة وطرق خاص‪/‬ة‪ .‬كم‪/‬ا أدى التخص‪/‬ص ف‪/‬ي مقارن‪/‬ة فرع م‪/‬ن فروع إحدى هاتي‪/‬ن‬

‫المجموعتي‪/‬ن إل‪/‬ى نشوء عل‪/‬م خاص ب‪/‬ه كعل‪/‬م اللغات الجرماني‪/‬ة المقارن وعل‪/‬م اللغات الروماني‪/‬ة المقارن وعل‪/‬م‬

‫اللغات الس‪/‬الفية المقارن ‪ .‬وهكذا يت‪/‬بين أ‪/‬ن دراس‪/‬ة العالقات التاريخي‪/‬ة ف‪/‬ي أ‪/‬ي مجال كاألص‪/‬وات والص‪/‬رف‬

‫والنح‪/‬و والمعج‪/‬م بي‪/‬ن لغ‪/‬ة وأخرى ضم‪/‬ن أس‪/‬رة لغوي‪/‬ة واحدة او فرع معيّ‪/‬ن م‪/‬ن فروعه‪/‬ا ه‪/‬ي الت‪/‬ي ش ّكل‪/‬ت بع‪/‬د‬

‫تكاثر البحوث ووضوح األسس ما عرف بعلم اللغة المقارن (‪.)Comparative linguistics‬‬
‫المنهج التاريخي‬
‫‪ ‬يخت ّ‬
‫صـ بدراسـة التطور اللغوي عـبر الزمـن مـن خالل الوقوف علـى التطور االجتماعـي والثقافـي والعلمـي وكـل المعطيات المؤثرة‬
‫في اللغة ‪ .‬فالبحوث التي‪ /‬ترص‪/‬د توزع اللغة وانتشارها وتح ّولها إلى لهجات ‪ ،‬أ‪/‬و التي تق‪/‬ف عل‪/‬ى تح ّول اللغة الرسمية ( أو الفص‪/‬حى‬
‫) إل‪/‬ى لغ‪/‬ة عالمي‪/‬ة نتيج‪/‬ة الحروب والتو ‪ّ/‬س ع الس‪/‬ياسي ‪ ،‬أ‪/‬و الت‪/‬ي ت‪/‬بين كيفي‪/‬ة تحول اللهج‪/‬ة إل‪/‬ى لغ‪/‬ة عام‪/‬ة مشترك‪/‬ة‪ ،‬تنضوي جميعه‪/‬ا‬
‫تح‪/‬ت ما ُدع‪/‬ي بعل‪/‬م اللغ‪/‬ة التاريخي ‪ .‬كذل‪/‬ك تنضوي الدراس‪/‬ات القطاعي‪/‬ة المتخص‪/‬صة تح‪/‬ت هذا العل‪/‬م ‪ ،‬كدراس‪/‬ة تط ّور األص‪/‬وات ف‪/‬ي‬
‫اللغ‪/‬ة المعين‪/‬ة ع‪/‬بر الزم‪/‬ن ‪ ،‬أ‪/‬و دراس‪/‬ة تط ّور باب نحوب أ‪/‬و أس‪/‬لوب نحوي كاالس‪/‬تفهام أ‪/‬و الجمل‪/‬ة الفعلي‪/‬ة‪ ،‬أ‪/‬و دراس‪/‬ة تطور بناء أ‪/‬و‬
‫ص‪/‬يغة ص‪/‬رفية م‪/‬ن عص‪/‬ر إل‪/‬ى عص‪/‬ر ‪ ،‬أ‪/‬و دراس‪/‬ة تطور معان‪/‬ي الكلمات م‪/‬ن أقدم النص‪/‬وص إل‪/‬ى أحثها‪ .‬فالمنه‪/‬ج التاريخ‪/‬ي إذن ه‪/‬و‬
‫وس‪/‬يلة لتأري‪/‬خ اللغ‪/‬ة وظواهره‪/‬ا ورص‪/‬د حياته‪/‬ا م‪/‬ن عص‪/‬ر إل‪/‬ى آخ‪/‬ر ‪ ،‬وبيان مس‪/‬ار م‪/‬ا يطرأ عليه‪/‬ا م‪/‬ن تط ّور‪ .‬وق‪/‬د أطل‪/‬ق عل‪/‬ى‬
‫الدراسات التي نحت هذا المنحى بوسائل علمية خاصة مصطلح علم اللغة التاريخي (‪.)Historical Linguistics‬‬
‫المنهج الوصفي‬
‫‪‬يتناول بالدرس العلمـي كـل الظواهـر اللغويـة بعـد تحديـد مجالهـا وزمنهـا وبيئتها‪ .‬فال ب ّد هن‪/‬ا م‪/‬ن تحدي‪/‬د المجال كأ‪/‬ن يكون‬
‫لغ‪/‬ة فص‪/‬حى أ‪/‬و لهج‪/‬ة أ‪/‬و مس‪/‬توى معين‪/‬ا م‪/‬ن مس‪/‬تويات االس‪/‬تعمال كمس‪/‬توى الشع‪/‬ر أ‪/‬و مس‪/‬توى اإلعالم أ‪/‬و الص‪/‬حافة ‪،‬‬
‫وتحدي‪/‬د الزم‪/‬ن أل ّن‪ /‬المنه‪/‬ج الوص‪/‬في يفترض أ‪/‬ن هناك (س‪/‬كونا ً) ضم‪/‬ن مرحل‪/‬ة زمني‪/‬ة محددة فيدرس الظواه‪/‬ر اللغوي‪/‬ة ف‪/‬ي‬
‫المرحل‪/‬ة الزمني‪/‬ة المقص‪/‬ودة م‪/‬ن غي‪/‬ر التفات إل‪/‬ى ارتباطه‪/‬ا بغيره‪/‬ا ع‪/‬بر الزمن‪ .‬كذل‪/‬ك يحدد المنه‪/‬ج الوص‪/‬في البيئ‪/‬ة الت‪/‬ي‬
‫تنتم‪/‬ي إليه‪/‬ا الظواه‪/‬ر المدروس‪/‬ة‪ ،‬وهدف‪/‬ه م‪/‬ن ذل‪/‬ك كل‪/‬ه أ‪/‬ن يكون البح‪/‬ث مح ّددا وخاص‪/‬ا بقطاع م‪/‬ن اللغ‪/‬ة حت‪/‬ى تكون النتائ‪/‬ج‬
‫ص‪/‬حيحة ودقيق‪/‬ة قدر اإلمكان‪ .‬والمنه‪/‬ج الوص‪/‬في ينب‪/‬ذ أ ‪ّ/‬‬
‫ي موق‪/‬ف معياري ينطل‪/‬ق م‪/‬ن الخط‪/‬أ والص‪/‬واب ‪ ،‬ألن‪/‬ه يفرّق بي‪/‬ن م‪/‬ا‬
‫ه‪/‬و علم‪/‬ي وم‪/‬ا ه‪/‬و تعليم‪/‬ي ‪ .‬فالدرس العلم‪/‬ي يتوس‪/‬ل بالمنه‪/‬ج الوص‪/‬في أس‪/‬اسا ‪ ،‬عل‪/‬ى حي‪/‬ن ان الدرس التعليم‪/‬ي ه‪/‬و الذي‬
‫يحتكم دوما ً إلى قواعد الخطأ والصواب‪.‬‬
‫المنهج التقابلي‬
‫‪–‬وهو أحدث الم‪/‬ناهج اللسانية –‬

‫‪‬ويتناول لغ‪/‬تي‪/‬ن أ‪/‬و لهجتي‪/‬ن أ‪/‬و مس‪/‬تويين م‪/‬ن الكالم بالدرس العلم‪/‬ي للوص‪/‬ول إل‪/‬ى الفروق الموضوعي‪/‬ة بي‪/‬ن‬
‫الطرفي‪/‬ن اللذي‪/‬ن تبن‪/‬ى عليهم‪/‬ا الدراس‪/‬ة ‪ .‬وق‪/‬د نش‪/‬أ هذا المنه‪/‬ج أص‪/‬الً م‪/‬ن م‪/‬حاول‪/‬ة التغلّ‪/‬ب عل‪/‬ى ص‪/‬عوبة تعلي‪/‬م‬
‫اللغات لغي‪/‬ر أبنائه‪/‬ا ‪ ،‬ولذل‪/‬ك ال يشترط في‪/‬ه أ‪/‬ن يكون خاص‪/‬ا ً بدراس‪/‬ة اللغات الت‪/‬ي تنتن‪/‬ي إل‪/‬ى أس‪/‬رة لغوي‪/‬ة‬
‫واحدة ‪ .‬فالدراس‪/‬ة الت‪/‬ي تقاب‪/‬ل بي‪/‬ن خص‪/‬ائص الجمل‪/‬ة ف‪/‬ي اإلنكليزي‪/‬ة م‪/‬ن جه‪/‬ة والعربي‪/‬ة الفص‪/‬حى م‪/‬ن جه‪/‬ة‬
‫أخرى تع ُّد دراسة تقابلية‪.‬‬
‫قطاعات‪/‬مستويات الدرس اللساني‬
‫‪ ‬قطاعات الدرس اللساني تشمل الظواهر اللغوية كافة‪ ،‬من األصوات ‪ ،‬والصرف والنحو والداللة‪.‬‬

‫‪ ‬فالتحليل اللساني يبدأ باألصوات ألنها العناصر األولى التي تشكل الكلم‪/‬ات أو الوحدات‪ /‬الدالة ‪ ،‬ثم ينظر‬
‫في بناء الكلم‪/‬ة من حيث الشكل والوظيفة ‪ ،‬ويتق ّدم بع‪/‬د ذلك إلى تركيب الك‪/‬لم‪/‬ات في جمل إسنادية فيبين‬
‫قواعده وم‪/‬عانيه النحوية ‪ .‬وينتهي عند درس المعنى المتحصّل م‪/‬ن مع‪/‬اني الكلمات م‪/‬عجميا ً وسياقيا ً من‬
‫خالل تضافر القطاعات اللغوية والم‪/‬عطيات االجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫‪‬فالقطاع اللغوي هو جانب من جوانب الك‪/‬الم الذي يراد تحليله وبيان معناه‪.‬‬
‫‪ ‬قطاع األصوات ويشمل وصف األصوات وقواعد تشكيلها ‪ ،‬أي ما ينضوي تحت مصطلحي (‪ )Phonetic‬و‬
‫(‪. )Phonology‬‬

‫‪ ‬قطاع الصرف ‪ ،‬أي ما يدخل ضمن مصطلح (‪.)Morphology‬‬


‫‪ ‬قطاع التركيب أو النحو ‪ ،‬أي ما يتصل بتركيب الجملة (‪ ، )Syntax‬أو (‪.)Grammar‬‬
‫‪ ‬قطاع الداللة ‪ ،‬أي ما يتعلق بمعاني الكلمات معجميا ً ‪ ،‬وما يلحق به من مجاالت علمية وتطبيقية كالمصطلح والمعجم مما‬
‫يضمه مصطلح (‪.)Semantic‬‬
‫‪ ‬والقطاع الدرسي مماثل عندنا لمصطلح " مستوى" (‪ )Level‬المستعمل في التحليل اللساني للداللة على العناصر الالزمة‬
‫إلجراء التحليل صوتيا ُ و صرفيا ً ونحويا ً ودالليا ً‪.‬‬
‫ما مستويات الدرس اللساني؟‬
‫فروع اللسانيات ومصطلحاتها ‪:‬‬
‫‪‬تجم‪/‬ع الدراسات الحديثة على أن اللسانيات‪ /‬أو " علم اللغة " (‪ )linguistics‬علم كلّي يشمل كل دراسة‬
‫للظواهر اللغوية وم‪/‬ايتصل بها من مناحي االتصال بالع‪/‬لوم األخرى على اختالفها‪ .‬وتقسم العلوم الداخلة‬
‫في اللسانيات عادة إلى قسمين كبيرين هما ‪:‬‬
‫‪‬اللسانيات‪ /‬النظرية (‪.)Theoretical Linguistics‬‬

‫‪‬اللسانيات التطبيقية (‪)Applied Linguistics‬‬


‫‪‬تضم اللسانيات النظرية علوم اللغة التي تعنى بالظواهر اللغوية وحدها ‪ ،‬ك‪/‬علم األصوات وعلم الصرف‬

‫وعلم النحو أو التركيب وعلم الداللة ‪.‬‬

‫‪‬أما اللسانيات التطبيقية فتض ُّم العلوم التي تطبق الدرس اللساني النظري ‪ ،‬كتعليم اللغات القومية‬

‫واألجنبية ‪ ،‬وصناعة المعاجم (‪ ، )Lexicography‬والترجمة ‪ ،‬وأمراض الكالم ‪ ،‬ومختبرات اللغة‬


‫مصطلحات اللسانيات‬
‫‪ .‬اللسانيات تع‪/‬اني أساسا ً ما تع‪/‬انيه العلوم المقترضة من مشك‪/‬الت تتصل بوضع ثمرات الدرس األجنبي‬

‫في متناول الباحثين العرب من حيث اللغة واألسلوب والطرق المنهجية ‪ ،‬وبمتابع‪/‬ة التطور العلمي السريع‬

‫حتى يبقى االتصال بين الدرسين األجنبي والع‪/‬ربي مستمراً دون انقطاع ‪ ،‬وبتكييف الم‪/‬عطيات العلمية‬

‫والم‪/‬عرفية األجنبية لتتن ّزل في الواقع والحضاري الراهن لدينا‪.‬‬


‫‪ ‬ناقشي إشكالية المصطلح في اللسانيات وقدمي مقترحاتك لحل هذه اإلشكالية‪...‬‬
‫مشكالت عامة‪:‬‬
‫‪‬تح ّك م الوضع الفردي االجتهادي وتحول المصطلح إلى مصطلح ضيّق المجال‪.‬‬
‫‪‬عدم االتفاق على منهجية محدّدة حين وضع المصطلح ‪ ،‬وإن كان الوضع فرديا ً‪.‬‬
‫‪ ‬غياب فعالية جهات النسيق العربية كمكتب تنسيق التعريب في الرباط الذي لم ينجح في تأسيس شعب‬
‫قطرية على امتداد الوطن العربي إليجاد آللية الالزمة لالتصال والتنسيق‪.‬‬
‫‪‬تعدد مصادر العلوم المقترضة وتنافرها أحيانا ً بسبب وجود نفوذ ثقافي وعلمي معيّن في هذا القطر‬
‫ونفوذ آخر في ذاك‪.‬‬
‫‪ ‬تراجع االهتمام العام والرسمي بقضية التعريب في معظم األقطار العربية ‪ ،‬والمصطلح جزء من هذه‬
‫القضية‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة نشر المصطلح وإيصاله إلى األقطار العربية بسبب التجزئة والقيود المفروضة على التبادل‬
‫العلمي والثقافي بين قطر وآخر على الرغم من االتفاقات الشكلية‪.‬‬
‫مشكالت تخصُّ المصطلح اللساني وحده‪:‬‬
‫‪‬ك‪/‬ثرة المصطلحات المتداولة في الك‪/‬تب والدوريات والمؤتمرات اللسانية وتداخله‪/‬ا مما يحدث بلبلة وتشتتا‪.‬‬
‫‪‬اتصاف الم‪/‬صطلحات اللسانية – بسبب طبيعتها اللغوية والثقافية – بالكثير م‪/‬ن الخصائص األجنبية التي‬
‫تناقض مواضعاتنا اللغوية والثقافية م‪/‬ما يزيد من االختالف حولها‪.‬‬
‫‪‬اضطراب داللة المصطلحات اللسانية بسب استع‪/‬مالها في الدراسات المختلفة وال سيم‪/‬ا في الدوريات‬
‫استع‪/‬ماال م‪/‬رخصا ال يراعي حدودها المتعارف عليها عند أهل االختصاص‪.‬‬
‫‪‬اتساع المجاالت تنتم‪/‬ي إليها المصطلحات اللسانية ‪ ،‬وما يفترضه من تعدد واختالف وبعد عن مركز‬
‫االختصاص في اللغة‪.‬‬
‫‪ ‬حداثة المصطلحات اللسانية اسا على المصطلح العلمي الذي صار له قدم نسبي وشيوع مقبول‪.‬‬
‫مقترحات وحلول‪:‬‬
‫‪ ‬الكف عن محاوالت التسابق على وضع المصطلحات لما له مصطلح معروف منتشر‪.‬‬
‫‪‬استع‪/‬مال الشائع من المصطلحات وإن كان يشك‪/‬و نقصا ً او قصوراً حتى يتم االتفاق على بديل مناسب‪.‬‬
‫‪‬قبول م‪/‬ا يصدر عن اله‪/‬يئات الجماعية كالمجامع اللغوية وبثّه في الدراسات واستع‪/‬ماله في الترجمات ‪.‬‬
‫‪‬دفع الجامع‪/‬ات‪ /‬وم‪/‬راكز البحوث ودور النشر إلى تبنّي المصطلحات الشائعة‪ ،‬وإيجاد شكل من أشكال‬
‫الرقابة المصطلحية‪.‬‬
‫‪‬المبادرة إلى إنشاء جمعية علمية تع‪/‬نى بالمصطلح اللساني على المستوى القومي‪.‬‬
‫‪‬وال ب ّد مع دعوتنا الملحاح إلى بذل الجهد وإن كان فرديا ً ‪ ،‬من ان تكون الحلول جماعية‪ّ ،‬‬
‫ألن الزمن زمن‬
‫المؤسسات‪ /‬والمراكز والهيئات ذوات اإلم‪/‬كانات الكبرى‪.‬‬
‫تدريبات‪:‬‬
‫عرفي اللسانيات؟‬ ‫•‬
‫متى نشأت اللسانيات؟‬ ‫•‬
‫ما مناهج الدرس اللساني؟‬ ‫•‬
‫ما مستويات التحليل اللغوي؟‬ ‫•‬
‫ما فروع اللسانيات؟‬ ‫•‬
‫ما المشكالت التي تعاني منها مصطلحات اللسانيات؟ ق ّدمي حلول مقترحة‪.‬‬ ‫•‬

You might also like