Professional Documents
Culture Documents
مؤلف كتاب "علم الداللة" هو أحمد مختار عمر ،ولد عام ١٩٣٣في القاهرة ،هو
معجمي ولغوي مصري ،كان أستاذًا سابقًا للغة العربية في كلية دار العلوم في
جامعة القاهرة ،وله العديد من المؤلفات المهمة ،منها علم الداللة ،واللغة واللون،
وتاريخ اللغة العربية ،وغيرها.
سا بكلية دار العلوم جامعة القاهرة ،وغيرها من الكليات عمل معيدًا ثم مدر ً
والجامعات في الوطن العربي.
وعضوا في هيئة معجم البابطين
ً مستشارا للجنة المعجم العربي األساسي،
ً كان
للشعراء العرب المعاصرين.
حصل على جائزة التحقيق العلمي ،ومجمع اللغة العربية في تحقيق النصوص،
وجائزة في الدراسات اللغوية.
توفي في القاهرة عام ٢٠٠٣
الباب األول:
الفصل األول والثاني – أصايل
الفصل الثالث والرابع – إشراق
الفصل الخامس – أصايل
أهتم علم الداللة بدراسة الرموز وانظمتها حتى ماكان منها خارج نطاق اللغة ولكنه
ركز على اللغة من بين أنظمة الرموز بإعتبارها ذات اهمية خاصة بالنسبة لإلنسان،
أما الرمز قد عرفه البعض بأنه :مثير بديل يستدعي لنفسه نفس اإلستجابة التي قد
يستدعيها شيء آخر عند حضوره.
لذلك قيل إن الكلمات رموز ألنها تمثل شيئًا غير نفسها وعرفت اللغة بأنها نظام من
الرموز الصوتية المعرفية.
وهناك رموز لغوية و غير لغوية ،الغير لغوية مثل سماع الجرس في تجربة
(بافلوف) فالجرس قد استدعى شيئًا غير نفسه بدليل ان الكلب حين يسمع الجرس
اليتوجه إليه ولكن الى مكان الطعام ،اما الرمز اللغوي تجربة سائق السيارة
والعائق (شخص يقود السيارة فيجد امامه الفتة مكتوبًا عليها الطريق مغلق ،
فيستدير بمجرد رؤيته ويعود إذًا الالفتة استدعت شيئًا غير نفسها وهي بديل استدعى
لنفسه نفس االستجابة التي قد تستدعيها رؤية العائق)
وقد تكلم أرسطو مثال عن الفرق بين الصوت والمعنى ،وميز بين أمور ثالثة هي:
-1األشياء في العالم الخارجي.
-2التصورات = المعاني.
-3األصوات = الرموز او الكلمات.
كان تمييزه بين الكالم الخارجي والكالم الموجود في العقل األساس لمعظم نظريات
المعنى في العالم الغربي خالل العصور الوسطى.
ولم يكن الهنود أقل اهتما ًما بمباحث الداللة من اليونان ،فقد عالجوا كثير من
المباحث التي ترتبط بفهم طبيعة المفردات والجمل ،ومن الموضوعات التي
ناقشوها:
-1نشأة اللغة :اختلفت فيها وجهات نظرهم بين اعتبار اللغة قديمة وهبه إلهية
وليست من صنع البشر ،واعتبارها من إختراع االنسان ونتائج نشاطه الفكري .
-2العالقة بين اللفظ و المعنى :جذب هذا الموضوع الهنود قبل ان يجذب اليونانيين
وقد تعددت حوله اآلراء .
-3أنواع الدالالت للكلمة :صرح النحاة الهنود بوجود أربعة أقسام للدالالت تبعا
لعدد األصناف الموجودة في الكون ،هذه األقسام هي:
-قسم يدل على مدلول عام او شامل ( رجل ).
-قسم يدل على كيفية ( طويل ).
-قسم يدل على حدث ( جاء ).
قسم يدل على ذات (محمد).
كان البحث في دالالت الكلمات من اهم مالفت اللغويين العرب وأثار إهتمامهم ،
وتعد األعمال اللغوية المبكرة عند العرب من مباحث علم الداللة مثل :تسجيل معاني
الغريب في القرآن الكريم ومثل الحديث عن مجاز القرآن .
#تنوعت اهتمامات العرب بعد ذلك فغطت جوانب كثيرة من الدراسة الداللية :
-1اهتمام اللغويين التي تمثلت في محاولة ابن فارس الرائدة في معجمة(المقاييس).
-2محاولة الزمخشري الناجحة في معجمة(اساس البالغة) التفرقة بين المعاني
الحقيقية و المجازية.
وطبقا ً لما قاله Nidaفإن أي امتداد من الكالم من مستوى المورفيم -بل مما
دون هذا المستوى ـ إلى الكالم المنطوق كله يمكن أن يتحدث عنه من جانبين :إما
كوحدة معجمية Lexical unitأو كوحدة داللية . Semantic unitفحينما يكون
التركيز على صيغة معنية يكون المرء متحدثا ً عن وحدة معجمية ،ولكن حينما
يكون
التركيز على معنى هذه الصيغة يمكن للمرء أن يستعمل ما يسمى بالوحدة الداللية
وقد قسم Nidaالوحدة الداللية إلى أربعة أقسام رئيسية هي
- 1الكلمة المفردة
٢ـ أكبر من كلة ( تركيب ) .
3ـ أصغر من كلمة ( مورفيم متصل ) .
4ـ أصغر من مورفيم ( صوت مفرد ) .
ويمكن التمثيل لها بالشكل اآلتي بعد إضافة وحدة الجملة كذلك :
الجملة
الكلمة
المورفيم المتصل
الصوت المفرد
أصغر
وتعد الكلمة المفردة أهم الوحدات الداللية ألنها تشكل أهم مستوى أساسي
للوحدات الداللية حتى اعتبرها بعضهم الوحدة الداللية الصغرى .
أما الوحدات الداللية األكثر شمولية وهي المتركبة من وحدات على مستوى
الكلمة فنعني بها تلك العبارات التي ال يفهم معناها الكلي بمجرد فهـم معانـي
مفرداتها وضم هذه المعاني بعضها إلى بعض .وفي هذه الحالة يوصف المعنى بأنه
تعبيري. idiomatic
ويدخل تحت هذه الوحدة األنواع الثالثة اآلتية :
أ ـ التعبير idiom
ب ـ التركيب الموحد unitary complex
حـ ـ المركب Compositeأو التعبير المركب .composite expressionفمثال
النوع
األول كل التعبيرات المكونة من تجمع من الكلمات يملك معاني حرفية ومعنى
غير حرفي مثل التعبير العربي :ضرب كفا بكف الذي يحمل معنى « تحير»
والتعبير اإلنجليزي Spill the beans :التي تعنى « يوضح ،أو يكشف » .
أما التركيب الموحد فهو غير الكلمة المركبة Complex wordالتي يعنى بها
الكلمة المكونة من مورفيم حر باإلضافة إلى مورفيم متصل أو أكثر ،أو المكونة
من
مورفيمين متصلين أو أكثر ( . )1وقد عرف Nidaالتركيب الموحد بأنه ما يتكون
من
اثنين أو أكثر من الصيغ الحرة ،أو ما يتكون من مجموعة كلمات يتصرف تجمعها
ككل بطريقة مختلفة عن الطبقة الداللية للكلمة الرئيسية . head word :
ومثال ذلك ( pine apple :أناناس ) فهو ليس نوعا ً من التفاح .ومثلـه
البيت األبيض White House :الذي ال يشير إلى مبنى ،ولكن إلى مؤسسة
سياسية .وعلى هذا فحين يصنف دالليا ال يمكن وضعه مع الكلمات التي تدل على
اإلقامة مثل فيال ـ كوخ ـ بيت ـ قصر . .ولكن يجب أن يوضع ضمن المجال الذي
يتعلق بالمؤسسات الحكومية مثل Supreme Court Senate House
وأما المركبات ،أو التعبيرات المركبة فتختلف عن التركيبات الموحدة في أن
،
...
الكلمة الرئيسية فيها ما تزال تنتمي إلى نفس مجالها الداللي مثـل Field work
ومثل . house-boat
ا
وأما الجملة فيعتبرها بعض اللغويين من أهم وحدات المعنى ،بل ويعتبرها
بعضهم أهم من الكلمة نفسها .وعند هؤالء ال يوجد معنى منفصل للكلمة ،
وإنما معناها في الجملة التي ترد فيها .فإذا قلت إن كلمة أو عبارة تحمل معنى ،
فهذا يعني أن هناك جمالً تقع فيها الكلمة أو العبارة ،وهذه الجمل تحمل معنى .
أما الوحدة الداللية التي تعد أقل من كلمة فتتمثل في المورفيم المتصـل()1
ويشمل ذلك السوابق واللواحق .فاألولى مثل أحرف المضارعة ـ السين للداللة
على االستقبال re -في ) . reestablish remark (3والثانية مثل الضمائر
المتصلة
ومثل الالحقة -lyکا في friendly :و nessفي darkness :
أما الوحدة الداللية التي تعد أقل من مورفيم فمثل داللة الضمة على المتكلم
والفتحة على المخاطب والكسرة على المخاطبة في الضمائر :كتبت ـ كتبت ـ كتبت
ومثل داللة الضمة على البداوة والكسرة على الحضارة في اللغة العربية .فإذا
رويت
لنا كلمة بروايتين ،إحداها تشتمل على ضم في موضع معين من هذه الكلمة ،
والرواية األخرى تتضمن الكسر في نفس الموضع من الكلمة رجحنا أن الصيغة
المشتملة على الضم تنتمي إلى البيئة البدوية وأن المشتملة على الكسر تنتمي إلى
البيئة
الحضارية .ومن
أمثلة ذلك في اللهجات الحديثة ( :زهق ) التي تنطق بضمتين أو
بكسرتين ،و ( صغر ) و ( صبر ) .ومن اللهجات القديمة « :أسـوة » التـي
تنطق بضم الهمزة وبكسرها ،وبها قريء في القرآن الكريم ،وكذلك « قدوة »
بضم القاف وكسرها وهما روايتان ذكرتها المعاجم العربية .يقول الدكتـور
إبراهيم أنيس « :مالت القبائل البدوية بوجه عام إلى مقياس اللين الخلفي المسمى
بالضمة ألنه مظهر من مظاهر الخشونة البدوية .فحيث كسرت القبائل المستحضرة
وجدنا القبائل البدوية تضم .والكسر والضم من الناحية الصوتية متشابهان ألنها
من أصوات اللين الضيقة »
ومثل هذا يقال عن ميل البداوة إلى األصـوات الشديدة ،والحضارة إلى
األصوات الرخوة مثل فاضت نفسـه ( صـوت شديد ) وفاظـت نفسـه ( صـوت
رخو ) ،وميل البداوة إلى األصوات المجهورة والحضارة إلى األصوات المهموسة
،
كقراءة ابن مسعود « عتى حين » في « حتى حين »()1
وفي اللغة اإلنجليزية وبعض اللغات األخرى قد ترتبط العلة األمامية العالية
( الكسرة ) بمعنى النوعية الصغيرة وترتبط العلة الخلفية العالية ( الضمـة ) بمعنى
الضخامة
أمثلة ذلك clunkو ( clinkاألول مرتبط بمعنى الطقطقة والثاني
.ومن
بمعنى الطنين ) وكذلك كلمتا tipو bitاالنجليزيتان ،وكلمة petitالفرنسية()٢
.
عرفت مدرسة لندن بما سمي بالمنهج السياقي أو المنهج العلمي ،وكان زعيم هذا
هذا االتجاه فيرث الذي وضع تأكيدا على الوظيفة االجتماعية للغة ،كما ضم االتجاه
أسماء مثل Halliday :و Mc Intoshو sinclairو ، mitcheIIوعد ليونز أحد
التطورين الهامين المرتبطين بفيرت (( نظرية السياقية للمعنى )) .
ومعنى الكلمة عند أصحاب هذه النظرية هو (( استعمالها في اللغة )) ولهذا يصرح
فيرث بأنه المعنى ال ينكشف إال من خالل تسييق الوحدة اللغوية ،أي وضعها في
سياقات مختلفة ويقول أصحاب هذه النظرية في شرح وجهة نظرهم (:معظم
الواحدات الداللية تقع في مجاورة وحدات أخرى ،وإن معاني هذه الواحدات ال
يمكن وصفها أو تحديد إال بمالحظة الواحدات األخرى التي تقع مجاورة لها ) ،ومن
اجل تركيزهم على سياقات اللغوية التي ترد فيها الكلمة وأهمية البحث عن
ارتباطات الكلمة بالكلمات اآلخرى نفوا أن يكون الطريق إلى معنى الكلمة هو رؤية
إليه .
وعلى هذا فدارسة معاني الكلمات تتطلب تحليال للسياقات والمواقف التي ترد فيها،
حتى ماكان منها غير لغوي ،ومعنى الكلمة وعلى هذا يتعدل تبعا لتعدد السياقات
التي تقع فيها ،أو بعبارة أخرى تبعا لتوزعها اللغوي .
أما السياق اللغوي فيمكن التمثيل له بكلمة goodاالنجليزيه (ومثلها كلمة حسن
العربية أو زين العامية) التي تقع في سياقات لغوية متنوعة وصفا لـ:
-١أشخاص :رجل -ولد.
-٢أشياء مؤقتة :وقت -يوم -رحلة.
-٣مقادير :ملح -دقيق -هواء -ماء.
فإذا وردت في سياق لغوي مع كلمة ((رجل)) كانت تعني الناحية الخلفية ،وإذا
وردت وصفا لطبيب مثال كانت تعني التفوق في األداء (وليس الناحية األخالقية).
وأما السياق العاطفي فيحدد درجة القوة والضعف في االنفعال ،مما يقتضي تأكيدا أو
مبالغة أو اعتداال ،فكلمة Loveاالنجليزية غير كلمة likeرغم اشتراكهما في أصل
المعنى وهو الحب وكلمة يكره العربية غير كلمة يبغض رغم اشتراكهما في أصل
المعنى كذلك.
أما السياق الثقافي فيقتضي تحديد المحيط الثقافي او االجتماعي الذي يمكن أن
تستخدم فيه الكلمة فكلمة مثل looking glassتعتبر في بريطانيا عالمة على
الطبقة االجتماعية العليا بالنسبة لكلمة mirrorوكذلك كلمة richبالنسبة لكلمة
wealthyوكلمة (عقيلته) تعد في العربية المعاصرة عالمة على الطبقة االجتماعية
المتميزة بالنسبة لكلمة ((زوجته )) مثال .
ولم تكن االنثروبولوجيا وحدها التي ايدت االتجاه السياقي ،فقد جاء التأييد كذلك من
جانب الفلسفة ،فقد أيد الفيلسوف Wittgensteinفي كتابه (الذي نشره عام ١٩٥٣
بعد وفاة مؤلفه) كون معنى الكلمة هو استعمالها في اللغة ويقوب برتراند راسل
((الكلمة تحمل معنى غامضا لدرجة ما ولكن معنى يكتشف فقط عن طريق
مالحظته استعماله االستعمالي يأتي أوال ،وحيث يتقطر المعنى عنه .
وكذلك جاء لتأييد من علم النفس حيث أيد كثير من علماء النفس النظرة السياقية أو
القرينة.
كما أن اللغويين من اعتبر المنهج السياقي خطوة تمهيديه للمنهج التحليلي ومن
هؤالء uiimannالذي صرح بأن ((المعجمي يجب أوال أن يالحظ كل كلمة في
سياقها (كما ترد في الحديث أو النص المكتوب) بمعنى أننا يجب أن ندرسها في
واقع عملي (أي في كالم) ثم نستخلص من هذه األحداث الواقعية العامل المشترك
العام ونسجله وعلى أنه المعنى للكلمة.
ولهذا فان أولمان كان حريصا عل التنبيه على ان المنهجين التحليلي والسياقي ليسا
متضاربين كال مع األخر ،وانما يمثالن خطوتين متتالين في نفس االتجاه.
ولعل أهم ميزات يتمتع بها المنهج السياقي:
-1أنه على حد تعبير أولمان يجعل المعنى سهل االنقياد للمالحظة والتحليل
الموضوعي ،وعلى حد تعبير فيرث أنه يبعد عن فحص الحاالت العقلية الداخلية
التي تعد لغزا مهما حاولنا تفسيرها ،لم ويعالج الكلمات باعتبارها أحداثا وأفعاال
وعادات تقبل الموضوعية والمالحظة في حياة الجماعة المحيطة بنا.
-2أنه لم يخرج في تحليله اللغوي عن دائرة اللغة ،وبذا نجا من النقد الموجه الى
جميع المناهج السابقة (االشاري – التصوري – السلوكي ) ,وهو النقد الذي عبر
عنه عقلة بقوله ((مشكلة اتجاهات أوجدن وريتشاردز وبلومفيلد في دراسة المعنى
أن كال منهم حاول شرح السيمانتيك على ضوء متطلبات عملية أخرى )) ,وقوله
((ان البحث عن تفسير للظاهرة اللغوية خارج اطار اللغة يشبه البحث عن منفذ
للخروج من حجرة ليس لها نوافذ وال أبواب ,المطلوب منا أن نقنع بتقص ما هو
داخل الحجرة أي أن ندرس العالقات داخل اللغة )).
ومع هذا فقد وجهت عدة اعتراضات على هذه النظرية ،منها:
أن فيرث لم يقدم نظرية شاملة للتركيب اللغوي ،واكتفى فقط بتقديم نظرية •
للسيمانتيك مع أم المعنى يجب أن يعتبر مركبا من العالقات السياقية ،ومن األصوات
والنحو المعجم والسيمانتيك .
لم يكن فيرث محددا في استخدامه للمصطلح السياق مع أهميته ،كما كان •
حديثه عن الموقف غامضا غير واضح.
ان هذا المنهج ال يفيد من تصادفه كلمة ما عجز السياق عن إيضاح •
معناها،فلن يفيد الباحث الذي يريد أن يتتبع استعماالت الكلمة ,واستخداماتها العلمية
في التعبيرات المختلفة .
وقد وسع بعضهم مفهوم الحقل الداللي ليشمل األنواع األتية :
1ـ الكليات المترادفة والكلمات المتضادة .وقد كان A. Jollesأول من اعتبر
ألفاظ المترادف والتضاد من الحقول الداللية .
٢ـ األوزان االشتقاقية ،وأطلق عليها اسم الحقـول الـداللية الصرفية .
3ـ أجزاء الكالم وتصنيفاتها النحوية .
4ـ الحقول السنتجاتية وتشمـل مجموعـات
الكليات التي تترابط عن طريق االستعمال ،ولكنها ال تقع أبدأ في نفس الموقع
النحوي .وقد كان W. Porzigأول من درس هذه الحقول ،وذلك حين وجـه
اهتمامه إلى كليات مثل :
كلب -نباح .
فرس -صهيل .
زهر ـ تفتح .
طعام -يقدم .
يمشي -قدم .
ويقسم بعضهم العالقات بين كليات الحقل السنتجاتي إلى نوعين :
أ ـ الوقوع المشترك .
ب ـ التنافر .
- ٢نظرة تاريخية
مـال التركيببيون األمريكيون المتأثرون ببلومفيلد إلى تجاهـل دراسـة
المعجم ،ألنه ـ في نظرهم ـ يعالج مفردات توصف بأنها غير تركيبية ،أو ـ على
األقل ـ يبدو التسيب في تركيبيتها
وحتى النحاة التوليديون التحويليون المبكرون اعتبروا المعجـم جزءا ً من
النحو ،وأعطوا أهمية ضئيلة لمعاني الكلمات والجمل .
ولكن بدأ اهتمام التركيبيين بدراسة المعجم منذ استنبط السيمانتيك التركيبي
فكرة الحقل الداللي أو الحقل المعجمي ؛ باعتبار أن هذه الفكرة تعطي مفردات
اللغة شكالً تركيبيا ً .فكالت كل لغة ـ طبقا ً لهذه الفكرة ـ تصنف في مجموعات
-
-
ينتمي كل منها إلى حقل داللي معين .وعناصر كل حقل يحـدد كل منهـا معنى
اآلخر ،ويستمد قيمته من مركزه داخل النظام
ولم تتبلور فكرة الحقول الداللية إال في العشرينات والثالثينات من هذالقرن على
أيدي علماء سويسريين وألمان
-٢طريقة تحديد المعنى وتوضيحة ببيان خصائص الشي المعرف ،او بوضع
تعريف له .
مثال على ذلك تعريف العدسة بأنها (قطعة من الزجاج او المادة الشفافة محصورة
بين سطحين معينين ،عن طريقها يتجمع الشعاع الضوئي او يتفرق ) فقد عرفت
العدسة اوال بأنها قطعة زجاج او مادة شفافة ،ثم ميزت عن سائر القطع المماثلة
ببيان شكلها واستعمالها .
٣ـ كما ان من الممكن تعريف الشيء بذكر افراده ،وهذه الطريقة سهلة جدا حين
يكون للشيء فرد واحد مثل التوابل والحيوانات المفترسة
واهم ماتتميز به هذه الطريقة أنها تحدد بدقة مجاالت استعمال الكلمة ،ولذا فإنها
تستخدم عادة في الوثائق القانونية حين يكون مجال التطبيق للكلمة واجب الوضوح ،
فكلمة ( األقرباء المتالصقون ) قد تثير جدال وبخاصة في مجاالت اإلرث والنفقة
والزواج وااللتزام ..ولذا فإ ن القوانين التي تستعمل هذه الكلمة تحدد المراد كأن
تقول :األم -األب -االبن -البنت -االخ -االخت )
الباب الثالث:
الفصل األول – لؤلؤة
الفصل الثاني – أريام
الفصل الثالث – لؤلؤة
-٢ما أذا كان المعنيين متضادين أو ال .فاألول مثل قولهم ( البثر )للعطاء الكثير أو
القليل ،وفرع في الجبل اذا صعد وانحدر ،وجلل للكبير والصغير ،وجون لألسود
واألبيض .
-٣ما إذا كان المعنيان متوزعين بين لهجتين ،أو مستعملين في لهجة واحدة ،
فاألول مثل كلمة السرحان التي تعني األسد في لهجة هذيل والذئب عند عامة العرب
،والسليط التي تعني عند أهل اليمن دهن السمسم ،والزيت عند عامة العرب.
بتحليل كلمات المشترك اللفظي التي وردت في كتاب (المجد) لكراع يتبين أن
أسباب المشترك اللفظي كثيرة منها:
-١االسباب الداخلية
فهو ينقسم إلى -١ /تغير في النطق -٢تغير في المعنى
-٢االسباب الخارجية :وهي اختالف البيئة .
التأليف باالضداد
من ألف باالضداد عدة علماء ومن ضمنهم ..
-١ابن االنباري( )٣٢٨هـ
-٢االصمعي ()٢١٦هـ
-٣ابو حاتم ()٢٥٥هـ
-٤ابن السكيت( )٢٤٤هـ
-٥قطرب ()٢٠٦هـ
والكثير غيرهم من العلماء
االضداد بين المثبتين والمنكرين :اختلف العلماء في وجود هذا النوع ف منهم من
انكره ومنهم من اثبته
احد شيوخ ابن سيده ( انكره)
االضداد بين المضيقين والموسعين:يتفاوتون بها من حيث المبالغه منهم من بالغ في
التوسيع ومنهم من بالغ في التضييق .
اما المبالغين في التضييق اغلبهم من المحدثين
المبالغين في التوسيع ف منهم ابن االنباري وابو حاتم وقطرب
وقد اختلف اللغويون العرب القدماء اختالفًا واس ًعا في إثبات هذه الظاهرة أو إنكار
وجودها في اللغة العربية :
أ -ففريق أثبت وجود الظاهرة ،واجتح لوجودها ومنهم األصفهاني الذي كان يرى أن
الترادف الحقيقي هو مايوجد في اللهجة الواحدة ،أما ماكان من لهجتين فليس من
الترادف
ب -وهناك فريق آخر كان ينكر الترادف ،وعلى رأسهم ثعلب.
الباب الرابع:
تغير المعنى:
في القرن التاسع عشر حاول العلماء تقعيد التغيرات التي تحدث للمعنى ،وتصنيفها
على أسس منطقية ،ومن أهم ما شغل علماء اللغة موضوع تغير المعنى ،وصور
هذا التغير وأسباب حدوثه.
إن تغير المعنى بسبب تطور اللغة عبر الزمن ،واكتسابها معنى آخر ،وتغير المعنى
هو تغير الكلمات لمعانيها ،وهو يمس جانب اللفظ بصورة أساسية.
ً
أوال :أسباب تغير المعنى:
- ١ظهور الحاجة ،مثل أن يلجأ أبناء اللغة إلى األلفاظ القديمة ذات دالالت مندثرة،
فيحيون بعضها ويطلقونه على مستحدثاتهم.
لمعان حديثة ولذا يتغير المعنى.
ٍ بمعنى استعمال ألفا ً
ظا قديمة
ومثّل إبراهيم أنيس لذلك بكلمات وهي "المدفع والدبابة والسيارة وغيرها"
وتتم عن طريق الهيئات والمجامع اللغوية ،أو األدباء والكُتّاب والشعراء.
- ٢التطور االجتماعي والثقافي ،مثل اتفاق مجموعة فرعية ذات ثقافة مختلفة على
استخدام ألفاظ معينة في دالالت تحددها ،تتماشى مع األشياء والتجارب والمفاهيم
المالئمة لمهنها أو ثقافتها ،وقد يؤدي هذا إلى نشوء لغة خاصة.
ومثل االستمرار في استخدام اللفظ ذي المدلول القديم وإطالقه على مدلول حديث
لإلحساس باستمرار الوظيفة رغم االختالف في الشكل.
أشرحه* مثل كلمة سفينة ،هي كلمة قديمة لكن شكل السفن قدي ًما يختلف عن شكلها
حديثًا ،من حيث اختالف الحجم والتركيب والخواص وغيرها.
- ٣المشاعر العاطفية والنفسية ،مثل تنهى بعض اللغات عن استخدام بعض الكلمات
لما لها من إيحاءات مكروهة ،ويعرف بـ "الالمساس"
وهو اليغير المعنى ولكن المصطلح البديل قد يكون له معنى قديم ،مما يؤدي إلى
تغير داللة اللفظ.
- ٤االنحراف اللغوي ،قد ينحرف معنى الكلمة إلى معنى قريب أو مشابه له ،نتيجة
سوء الفهم أو االلتباس أو الغموض ،ويعد هذا من باب المجاز.
مثل االنحراف اللغوي عند األطفال ،قد يطلق الطفل على الكنبة سرير ،ويخلط بين
أنواع الطيور فالحمامة يسميها عصفور.
- ٥االنتقال المجازي ،عادة ً يتم بدون قصد وبهدف سد فجوة معجمية ،مثل قولنا
ً
رجال وعينًا حقيقية. رجل الكرسي ،وعين اإلبرة هي ليست
وقد يشيع االستعمال المجازي فيصبح للفظ معنيان.
ثانيًا :أشكال تغير المعنى ،هناك أشكال متعددة لتغير المعنى منها:
- ١توسيع المعنى ،يكون عند االنتقال من معنى خاص إلى عام ،بمعنى أنه يصبح
استعمال الكلمة أوسع من قبل.
مثل كلمة تفاحة قد يطلقها الطفل على كل شيء مستدير ويشبه التفاحة ،مثل البرتقالة
والكُرة.
- ٢تضييق المعنى ،هو تحديد معاني الكلمات وتقليلها ،مثل كلمة "حرامي" هي في
األصل نسبةً إلى الحرام ،ثم تخصصت داللتها واستعملت بمعنى اللص.
- ٣نقل المعنى ،االنتقال يكون عندما يتعادل المعنيان أو إذا كانا اليختلفان من جهة
العموم والخصوص ،وهذا النوع عكس النوعين السابقين ويتم بصورة قصدية
لغرض أدبي غالبًا ،ومن أمثلته ،كلمة "شنب" كانت تعني في القديم جمال الثغر
وصفاء األسنان ،وفي االستعمال الحديث بمعنى الشارب.
هناك مشكلة أساسية في عملية الترجمة بين اللغتين وهي محاولة إيجاد لفظ ما في
لغة ما مطابق للفظ اخر في اللغة أخرى ,وهذا يفترض من البداية تطابق اللغتين في
التصنيف وفي الخليفات الثقافية واالجتماعية وفي مجازاتها واستخدامها اللغوية ,
وفي اخليتها وتصوراتها ,وهو ال يتحقق ومن المستحيل تحققه مطلقا ,واختلف
اللغوين المحدثون في هذا مع ارسطوا الذي يرى ان المعاني تتقابل تماما من لغة
الى لغة ,بمعنى ان أي كلمة باللغة يمكن ان نجد لها مرادفها مطابقا في اللغة
األخرى ,فاذا كان االختالف موجود بين الفرد والفرد من أبناء نفس اللغة ,بل بين
الفرد ونفسه من موقف الى موقف ومن حالة الى حالة فانه موجود والشك بين
اللهجة واللهجة وبين اللغة واللغة .
ويتفرع عن هذه المشكلة األساسية مشكالت جزئية او تطبيقه كثيرة نرى أن من
أهمها ما يأتي:
اختالف المجال الداللي للفظين يبدوان مترادفين في اللغة. -1
اختالف التوزيع السياقي لكلمتين تبدوان في اللغتين. -2
االستخدامات المجازية. -3
اختالف التصنيفات الجزئية. -4
التلطف ي التعبير واالمساس. -5
اإليحاء والجرس الصوتي. -6