Professional Documents
Culture Documents
متهيد:
س بب ظه ور املنهج التك املي :ه و قص ور منهج معني عن الوص ول للمطل وب يف البحث األديب س واء أك انت
الدراسة لألديب أم لألدب.
ِ
ويعتم د املنهج التك املي على س تة أن واع من املن اهج وهي( :املنهج الط بيعي ـ املنهج االجتم اعي ـ املنهج النفسي ـ
منهج الفلسفة اجلمالية ـ منهج الدراسات التأثرية ـ منهج الدراسات املوضوعية).
أوال :املنهج الطبيعي :واملقصود به دراسة البيئة احمليطة باألديب والطبائع املكانية والزمانية والسياسية واالقتصادية
واحلضارية ،وال ميكن لألديب أن ينفك عن هذه املؤثرات ،وليس هذا حمصورا يف دراسة األديب ،بل ينبغي تطبيقه
على دراس ة األدب وتارخيه ،فظ روف األم ة املختلف ة من الن واحي الس ابقة (سياس يا واقتص اديا )...كله ا ت ؤثر يف
اخلط األديب ،ومثال ذلك :مالحظة تطور األدب اخلصب حني خرج من اجلزيرة ،كما يالحظ تطوره مع اإلسالم
بشكل رائع ،وميثل على ذلك بلون اهلجاء بتطور صوره وأساليبه.
ثانيا :املنهج االجتماعي :يدعو الباحث لدراسة طبقات اجملتمع املتواجد يف ساحة األديب بشكل عميق ،وما تؤثر
تلك الطبقات على األديب وعلى أدبه.
وكذلك يُعىن ببيان الطبقة اليت ينتمي إليها األديب ،والتب ِ
ني من حالته املعيشية من ثراء وفقر ،وتبيني الظروف احمللية
والعالق ات االجتماعي ة ،وك ذلك النظ ر يف معتق دات األديب وم دى التزام ه هبا ،وأن يع رف معتق دات جمتمع ه
وحميطه.
ثالثا :منهج البحوث النفسية :وله خطر حبيث حتتم على الدارس العيش يف فكر األديب صباح مساء ،لدراسة ما
إن كان األديب مريضا أو مهووسا بلون ما من األساطري واملوروثات ،أو إن كان ذا نقص نفسي أو أسري وما
إىل ذلك مما يسهم بدور كبري بتفسري مظاهر فنه.
رابعا :منهج الفلسفة اجلمالية :تضيء مقاييس اجلمال الفين يف أعمال األدباء مما يوسع اآلفاق لدى الباحث ،مث
على الباحث النظر يف وظيفة الفن حتت جانبني؛ األول :الكمال الفين .والثاين :أخالق اجملتمع واحلياة االجتماعية.
وهل اللذة وإشباع العاطفة واجلمال يف واحة منهما أم فيهما.
1
خامس ا :منهج الدراس ات التأثري ة :يغ ذي ب ه ذائقت ه وينميه ا بك ثرة االطالع وت ذوق األدب .وعلى الب احث أن
يدرب ذائقته األدبية لتكوين انطباعات سليمة عن األعمال الفنية اليت حيللها وهذا حيتاج إىل املران الطويل ،وإىل
تنويع التدقيق يف اآلثار الفنية املتنوعة مما يكشف له حجبا رقيقة ال تنكشف لغريه ويف هذه املرحلة يصل الباحث
إىل التفض يل بني األدب الس امي وبني األدب املنح ط عن ه بدرج ة أو ب درجات فيص ري أبع َد عن االنغ رار ببعض
الصور السطحية أو املبتذلة ،ومن يصل إىل هذه الذائقة هم قليلون.
يعمق صلة الباحث بالرتاث املاضي واإلحساس بقوة األصول الفنية املوروثة،
سادسا :منهج الدراسات املوضوعيةّ :
وينحدر الباحث والناقد واألديب هنا مع األدب حيث احندر للوصول إىل ينبوعه ،وال ميكن تكامل منهج الباحث
إال مبعرفة هذه األصول وما أصاهبا من تطور من زمن إىل زمن ،وهذا ما ينفع الباحث حبيث يضم إىل خربته خربة
العصور املاضية ،وحيتاج الباحث هاهنا إىل عدة أنواع من التحليالت املتصلة وهي( :التحليل اللغوي ــ النحوي ـ
البالغي).
1ـ التحليل اللغوي :يستعني بعدة مؤلفات مثل كتاب :لسان العرب حيث يعطي املؤلف املعاين احلسية للكلمة مث
املعاين الذهنية ،وكذا كتاب مفردات القرآن لألصفهاين.
2ـ التحليل النحوي :يستعني على التحليل النحوي بكتاب سيبويه الذي فيه النحو واخلصائص التعبريية من الناحية
اجلمالية الدقيقة ،وهذا ما يعرف بعلم املعاين الذي استطاع عبد القاهر اجلرجاين أن يقيم له علما خاصا امسه :علم
املعاين ،وهو أحد علوم البالغة الثالثة.
3ـ التحليل البالغي :يتصل هذا التحليل بشكل خاص بالصور البيانية وفروعها الكثرية للنصوص األدبية ،ليظهر
الباحث مواطن إبداع الشاعر أو األديب من مواضع التقفي والتقليد.
خامتة :للحصول على دراسة أدبية متكاملة ال ميكن االكتفاء بنوع من هذه املناهج ،بل جيب األخذ هبا مجيعا -
ٍ
منارات هتديه السبيل ،سواء كان الباحث شرقيا أم غربيا ،إذ إن حسب رأي الكاتب -لتكون بني عيين الباحث
قواعد هذا البحث قواعد واحدة وإن اختلفت اجلزئيات.
ـومن املالحظ أن الغرض عند العرب والغربيني قدميا وحديثا من البحث األديب شيئان مها التوضيح والتقومي ،فلذا
على الباحث أن يستثمر هذه املناهج يف حبوثه اخلاصة ،ويضيف من ذوقه وشخصيته ما جيعل القارئ يتمتع بعقله
وقلبه.
2
3