You are on page 1of 3

‫تلخيص املنهج التكاملي من مناهج البحث األديب‬

‫من كتاب البحث األديب للدكتور شوقي ضيف ص‪139‬ـ ص‪145‬‬

‫متهيد‪:‬‬

‫س بب ظه ور املنهج التك املي‪ :‬ه و قص ور منهج معني عن الوص ول للمطل وب يف البحث األديب س واء أك انت‬
‫الدراسة لألديب أم لألدب‪.‬‬
‫ِ‬
‫ويعتم د املنهج التك املي على س تة أن واع من املن اهج وهي‪( :‬املنهج الط بيعي ـ املنهج االجتم اعي ـ املنهج النفسي ـ‬
‫منهج الفلسفة اجلمالية ـ منهج الدراسات التأثرية ـ منهج الدراسات املوضوعية)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬املنهج الطبيعي‪ :‬واملقصود به دراسة البيئة احمليطة باألديب والطبائع املكانية والزمانية والسياسية واالقتصادية‬
‫واحلضارية‪ ،‬وال ميكن لألديب أن ينفك عن هذه املؤثرات‪ ،‬وليس هذا حمصورا يف دراسة األديب‪ ،‬بل ينبغي تطبيقه‬
‫على دراس ة األدب وتارخيه‪ ،‬فظ روف األم ة املختلف ة من الن واحي الس ابقة (سياس يا واقتص اديا‪ )...‬كله ا ت ؤثر يف‬
‫اخلط األديب‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬مالحظة تطور األدب اخلصب حني خرج من اجلزيرة‪ ،‬كما يالحظ تطوره مع اإلسالم‬
‫بشكل رائع‪ ،‬وميثل على ذلك بلون اهلجاء بتطور صوره وأساليبه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬املنهج االجتماعي‪ :‬يدعو الباحث لدراسة طبقات اجملتمع املتواجد يف ساحة األديب بشكل عميق‪ ،‬وما تؤثر‬
‫تلك الطبقات على األديب وعلى أدبه‪.‬‬
‫وكذلك يُعىن ببيان الطبقة اليت ينتمي إليها األديب‪ ،‬والتب ِ‬
‫ني من حالته املعيشية من ثراء وفقر‪ ،‬وتبيني الظروف احمللية‬
‫والعالق ات االجتماعي ة‪ ،‬وك ذلك النظ ر يف معتق دات األديب وم دى التزام ه هبا‪ ،‬وأن يع رف معتق دات جمتمع ه‬
‫وحميطه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬منهج البحوث النفسية‪ :‬وله خطر حبيث حتتم على الدارس العيش يف فكر األديب صباح مساء‪ ،‬لدراسة ما‬
‫إن كان األديب مريضا أو مهووسا بلون ما من األساطري واملوروثات‪ ،‬أو إن كان ذا نقص نفسي أو أسري وما‬
‫إىل ذلك مما يسهم بدور كبري بتفسري مظاهر فنه‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬منهج الفلسفة اجلمالية‪ :‬تضيء مقاييس اجلمال الفين يف أعمال األدباء مما يوسع اآلفاق لدى الباحث‪ ،‬مث‬
‫على الباحث النظر يف وظيفة الفن حتت جانبني؛ األول‪ :‬الكمال الفين‪ .‬والثاين‪ :‬أخالق اجملتمع واحلياة االجتماعية‪.‬‬
‫وهل اللذة وإشباع العاطفة واجلمال يف واحة منهما أم فيهما‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫خامس ا‪ :‬منهج الدراس ات التأثري ة‪ :‬يغ ذي ب ه ذائقت ه وينميه ا بك ثرة االطالع وت ذوق األدب‪ .‬وعلى الب احث أن‬
‫يدرب ذائقته األدبية لتكوين انطباعات سليمة عن األعمال الفنية اليت حيللها وهذا حيتاج إىل املران الطويل‪ ،‬وإىل‬
‫تنويع التدقيق يف اآلثار الفنية املتنوعة مما يكشف له حجبا رقيقة ال تنكشف لغريه ويف هذه املرحلة يصل الباحث‬
‫إىل التفض يل بني األدب الس امي وبني األدب املنح ط عن ه بدرج ة أو ب درجات فيص ري أبع َد عن االنغ رار ببعض‬
‫الصور السطحية أو املبتذلة‪ ،‬ومن يصل إىل هذه الذائقة هم قليلون‪.‬‬

‫يعمق صلة الباحث بالرتاث املاضي واإلحساس بقوة األصول الفنية املوروثة‪،‬‬
‫سادسا‪ :‬منهج الدراسات املوضوعية‪ّ :‬‬
‫وينحدر الباحث والناقد واألديب هنا مع األدب حيث احندر للوصول إىل ينبوعه‪ ،‬وال ميكن تكامل منهج الباحث‬
‫إال مبعرفة هذه األصول وما أصاهبا من تطور من زمن إىل زمن‪ ،‬وهذا ما ينفع الباحث حبيث يضم إىل خربته خربة‬
‫العصور املاضية‪ ،‬وحيتاج الباحث هاهنا إىل عدة أنواع من التحليالت املتصلة وهي‪( :‬التحليل اللغوي ــ النحوي ـ‬
‫البالغي)‪.‬‬

‫‪1‬ـ التحليل اللغوي‪ :‬يستعني بعدة مؤلفات مثل كتاب‪ :‬لسان العرب حيث يعطي املؤلف املعاين احلسية للكلمة مث‬
‫املعاين الذهنية‪ ،‬وكذا كتاب مفردات القرآن لألصفهاين‪.‬‬

‫‪2‬ـ التحليل النحوي‪ :‬يستعني على التحليل النحوي بكتاب سيبويه الذي فيه النحو واخلصائص التعبريية من الناحية‬
‫اجلمالية الدقيقة‪ ،‬وهذا ما يعرف بعلم املعاين الذي استطاع عبد القاهر اجلرجاين أن يقيم له علما خاصا امسه‪ :‬علم‬
‫املعاين‪ ،‬وهو أحد علوم البالغة الثالثة‪.‬‬

‫‪3‬ـ التحليل البالغي‪ :‬يتصل هذا التحليل بشكل خاص بالصور البيانية وفروعها الكثرية للنصوص األدبية‪ ،‬ليظهر‬
‫الباحث مواطن إبداع الشاعر أو األديب من مواضع التقفي والتقليد‪.‬‬

‫خامتة‪ :‬للحصول على دراسة أدبية متكاملة ال ميكن االكتفاء بنوع من هذه املناهج‪ ،‬بل جيب األخذ هبا مجيعا ‪-‬‬
‫ٍ‬
‫منارات هتديه السبيل‪ ،‬سواء كان الباحث شرقيا أم غربيا‪ ،‬إذ إن‬ ‫حسب رأي الكاتب‪ -‬لتكون بني عيين الباحث‬
‫قواعد هذا البحث قواعد واحدة وإن اختلفت اجلزئيات‪.‬‬

‫ـومن املالحظ أن الغرض عند العرب والغربيني قدميا وحديثا من البحث األديب شيئان مها التوضيح والتقومي‪ ،‬فلذا‬
‫على الباحث أن يستثمر هذه املناهج يف حبوثه اخلاصة‪ ،‬ويضيف من ذوقه وشخصيته ما جيعل القارئ يتمتع بعقله‬
‫وقلبه‪.‬‬

‫‪2‬‬
3

You might also like