Professional Documents
Culture Documents
هذا التشاكل التكويين جعل من املمكن -حسب ستيفن أوملان -أن يتناول التحليل األسلويب
الت درج ذات ه لعلم اللغ ة" ،ف إذا حص ر التحلي ل اللغ وي يف الص وت واملعجم والنح و ،أمكن للتحلي ل
األسلويب أن يندرج على نفس النمط وعندئذ نبدأ من علم أسلوب صويت ويبحث يف احملاكاة الصوتية
وغريه ا من الظ واهر من الوجه ة التعبريي ة ،وعلم أس لوب معجمي للبحث يف الوس ائل التعبريي ة
للكلمات وحاالت الرتادف واإلهبام والتضاد والتجريد والتحديد والغرابة واأللفة وحتليل الصور على
نفس املستوى ،وعلم أسلوب اجلمل ليخترب تعبريية الرتاكيب النحوية" غري أن هذا الوضوح التعريفي
ال يعين أن األسلوبية انبثقت يف سالسة ودون ضجيج ،بل إهنا متعددة املشارب والتفرعات مبا أغناها،
وميكن أن نذكر يف إجياز:
أ -أسلوبية بايل:
ال ذي قس م اخلط اب إىل :م ا ه و حام ل لذات ه غ ري مش حون وم ا ه و حام ل للعواط ف
واالنفعاالت" وتكون مهمة األسلوبية تتبع "بصمات الشحن يف اخلطاب عامة" ،أي اجلانب العاطفي
للظ اهرة اللغوية والكثافة الشعورية اليت يشحن هبا املتكلم خطابه ،لذلك حدد بايل حق ل األسلوبية
بظ واهر تعب ري الكالم وفع ل ظ واهر الكالم على احلساس ية ،ول ذلك "فهي تنكش ف أوال وبال ذات يف
اللغ ة الش ائعة التلقائي ة قب ل أن ت ربز يف الكالم الف ين" ،غ ري أن ه ذا احلص ر س رعان م ا هج ر لص احل
اخلطاب الفين عامة واألديب خاصة.
ب-أسلوبية سبتزر:
اختذ س بتزر من مفه وم االنزي اح "مقياس ا لتحدي د اخلاص ية األس لوبية عموم ا ومس بارا لتق دير
كثافة عمقها ودرجة جناعتها ،مث يتدرج يف منهج استقرائي يصل به إىل املطابقة بني مجلة من التعابري
وما يسميه بالعبقرية اخلالقة لدى األديب .ويرى سبتزر أن األسلوبية حتلل استخدام العناصر اليت متدنا
ميكن من كش ف ذل ك االس تخدام ه و االحنراف األس لويب الف ردي ،وم ا ينتج من هبا اللغ ة ،وأن م ا ّ
انزياح عن االستعمال العادي".
إن ما ميكن فهمه من منظور سبتزر لالنزياح إجرائيا هو تتبع اخلطوات التالية:
-اكتشاف االنزياح األسلويب بالنسبة لالستعمال الوسطي
-تقدير هذا االنزياح ووصف معناه التعبريي
-التوفيق بني هذا االكتشاف وبني أسلوب العمل العام.
ويف استعراض ه لالجتاه ات األس لوبية ،خص ص بي ار غ ريو الفص ل الراب ع من كتاب ه األس لوبية ( La
)Stylistiqueلألسلوبية التكوينية أو أسلوبية الفرد ،وضّم نه –خصوصا -مبادئ هذا االجتاه وهي:
-النقد نابع من العمل ،أكرر-يقول سبتزر –أن األسلوبية جيب أن تأخذ منطلقها من العمل
وليس من وجهة نظر مسبقة خارجية عنه.
3
-كل عمل هو عبارة عن ك ّل ،ويف داخله روح مبدعه اليت تشكل مبدأ التماسك الداخلي
للعمل.
-ك ل جزئي ة جيب أن متكنن ا من النف اذ إىل وسط العم ل باعتب اره كال وأي جزئية فيه م ربرة
ومندجمة.
-ندخل إىل العمل بواسطة احلدس.
-العمل من خالل إعادة بنائه ودجمه يف جمموع.
-هذه الدراسة هي أسلوبية تأخذ نقطة انطالقها من مسة لغوية.
-الس مة اخلاص ة هي انزي اح أس لويب ف ردي ،طريق ة للكالم خاص ة وت نزاح عن االس تعمال
العادي ،كل انزياح عن القاعدة يعكس انزياحا ما يف ميدان آخر.
-األسلوبية جيب أن تكون نقدا متعاطفا.
إن الطريق ة ال يت يواج ه هبا األديب الع امل تص بح هي الطريق ة ال يت يب دل هبا األديب الع امل"،
وبأسلوب معاجلة أكثر منهجية طور باحثون أملان أفكار سبتزر ،باعتماد "احلافز والكلمات" واملوازاة
بني الس مات األس لوبية وعناص ر املض مون ،وطبقه ا س بتزر باستقص اء ورود أفك ار رئيس ية مت واترة
والربط بينها وبني فلسفة الكاتب.
إن ما مييز االجتاه األسلويب املثايل هو اعتباره اللغة األدبية انزياحا ذا بعدين مجايل ونفسي ،فقد
أدخل ليو سبتزر مفهوم االنزياح إىل الدراسة األسلوبية ،وأراد أن يفسر به خصوصيات األسلوب،
ولكن ه س عى بع د ذل ك إىل تتب ع األص ل ال روحي والس يكولوجي لتل ك اخلص ائص ،متام ا مثلم ا وج د
مصطلح االنزياح لتسمية بعض األشكال اللغوية الشاردة.
ج-أسلوبية ريفاتري:
من منظور تواصلي ،يقوم هذا االجتاه على تعريف خاص لألسلوب وفهم خاص أيضا للعالقة
بني املرس ل واملتلقي .فاألس لوب عند ريف اتري "إبراز يف رض على انتباه الق ارئ بعض عناص ر السلسلة
التعبريية" ،ومنه أن األسلوب ليس واقعا بالكلية يف النص ،ولكنه موجود يف سياق تفاعل القارئ مع
النص.
إن أمهي ة دور املتلقي ليس ت مفروض ة من خ ارج بق در م ا هي اختي ار اس رتاتيجي للمرس ل
ال ذي يري د ف رض طريق ة معين ة لتفكي ك رس الته من قب ل الق ارئ ،و ل ذا ف إن الرس الة يف اجلزء األهم
مرتبطة بالوهم املتولد لدى القارئ وهو يلتقط املؤشرات األسلوبية اليت ش ّف ر هبا املرسل رسالته .وهبذا
االعتبار يستبعد ريفاتري التحليل اللساين الذي لن يفرق يف عمله بني املؤشر األسلويب والواقعة اللسانية
البحتة ،زيادة على أن املعيار اللساين غري قار ومتباين من مدرسة إىل أخرى ،ومن حقبة إىل أخرى،
لذلك اقرتح ريفاتري فكرة السياق (الداخلي) قاعدة يتم االنزياح بالنسبة إليها.
4
ت وفر السلس لة التواص لية (مرس ل /رس الة /متلقي) أرض ية يب ين عليه ا ريف اتري نظرت ه إىل
خصوصية الرسالة األدبية ،إذ لكل عنصر منها اسرتاتيجيته:
-فاملرسل ليس لديه إمكانات املتكلم (إمكانات إضافية للتأثري) فيلجأ إىل اإلحلاح بإجراءات أسلوبية
ي وفر هلا حدا أقصى من الفعالية ،ويكون وعيه مزدوجا ،من ناحية بعملية التشفري ومن ناحية أخرى
بطريقة التفكيك نفسها احملتملة "وهذه املراقبة هي ما مييز الكتابة الأدبية عن الكتابة العادية".
-ومن ناحي ة الرس الة ال يت تس تمر مادي ا من خالل الكتاب ة ،تبقى النم اذج املعروض ة للتفكي ك ،لكن
املرجعية اللسانية للمفكك غري ثابتة ،ويف هذه النقطة يفرتق اللساين عن األسلويب ،فاللساين يبحث
عن بن اء وض ع س الف للغ ة ،بينم ا حياول األس لويب إع ادة بن اء األث ر ال ذي ك ان ألس لوب النص زمن
كتابته.
-أما من ناحية املتلقي ،فهو هدف خمتار بوعي من قبل املش ّف ر ،واإلجراء األسلويب متعلق بإدراكه له
وإال تش وه النص .إن ردة فع ل الق ارئ تص بح أداة للتحلي ل رغم ذاتيته ا ولكن ريف اتري يع د ل ذلك
حماذيره من خالل فرضية القارئ النموذجي.
تقوم نظرة ريفاتري إىل األسلوب باعتباره إبرازا ( )Mise en reliefعلى ثالثة معايري:
القارئ النموذجي /والسياق /والتضافر األسلويب.
ومتارس هذه املعايري رقابة متبادلة فيصحح بعضها بعضا ،إذ إن معيار القارئ النموذجي مهما سعى
إىل املوض وعية فه و حمك وم ب الوعي اللس اين لك ل ق ارئ ،زي ادة على تن وع الق راء واختالف اجتاه اهتم
وميلهم إىل التف تيت يف املالحظ ة ،ول ذلك فإن ه غالب ا م ا ت رتكب أخط اء باإلض افة أو احلذف .وملراقب ة
هذه الثغرات طرح ريفاتري معيار السياق ،حىت يكون كل ملمح أسلويب يالحظه القارئ مرتبطا خبلفية
دائمة وحىت يتّم تفادي خطأ اإلضافة أو احلذف .وال شك أن هلذا املعيار أمهية بالغة إذا قورن مبعيار
قار كمعيار اللسان الذي يعدد ريفاتري عيوبه إلبراز إجيابيات السياق:
فانطالق ا من املعي ار اللس اين ،ميكن أن يع د أس لوبا ك ل م ا يفض ل من السلس لة املنطوق ة بع د
حذف ما أمكن وصفه بالتحليل اللساين ،وهذا غري صحيح ،فاملادة البانية احملايدة يف سياق قد تشتغل
أسلوبيا يف سياق آخر ،وهو ما ال يفسّره املعيار الثابت.
إن املعي ار اللس اين غ ري مالئم ألن الق راء (و ك ذا املؤلفني) ال يقيم ون أحك امهم على معي ار
مثايل ،ولكن على تصور شخصي ملا هو معيار ،وهذا املعيار "حىت لو كان ضروريا تأويليا ،فإنه غري
قابل لالستخدام استكشافيا" .هبذا تربز فكرة السياق كمعيار مثمر ،إذ إنه يقدم اإلجابة الوافية عما
ط رح من إش كاالت ،فيفهم ملاذا يك ون إج راء أس لوبيا ت ارة وغ ري ذل ك ت ارة أخ رى ،وملاذا يس تعيد
إجراء مستهلك ( )uséقيمته األسلوبية ،كما ينسجم هذا املعيار مع الطبيعة احلركية للتشفري اللساين
واختالف مرجعي ات الق راء .وخالل الق راءة يتح دّد الس ياق ال راهن ب القراءة الس ابقة ،فه و يالح ق
5
الق ارئ ،ويظه ر دورا مزدوج ا ،فه و من ناحي ة ينتج اإلج راء األس لويب بالنس بة إلي ه ،وباحتادمها ق د
يكونان سياقا إلجراء جديد.
إن التحليل األسلويب ينصب على التغيريات اليت متيز املتوالية اللغوية ،والتغيري يفرتض منوذجا
يتم بالنس بة إلي ه وه و م ا أمساه جاكبس ون التوق ع املكب وت .ويف حني يعت ربه ه ذا األخ ري انزياح ا عن
املعيار ،يصر ريفاتري على كونه انزياحا عن السياق :فاملنبه األسلويب يستند إىل عناصر التوقعية الدنيا
(املش فرة داخ ل مك ون واح د أو أك ثر) واملكون ات اجملاورة تش كل الس ياق ،والس ياق يتم يز هن ا عن
املعيار مبالءمته التلقائية ،فيتغري مع كل تأثري أسلويب .ومن هذه القابلية للتغري املستمر للسياق يستنتج
ريفاتري ملاذا ال يتطابق انزياح ما -بالضرورة -مع األسلوب.
حيدث االنزياح –عند ريفاتري -حني تطور الوظيفة األسلوبية املتتالية يف اجتاه االحتم ال األدىن
أو االحتمال األعلى وذلك بتقوية منوذج السياق (قبل أن خيرق) ،واألثر املرتتب هو التوقع املكبوت،
حيث يتزاي د التوق ع بتزاي د عنص ر التوقعي ة األعلى ،واالنزي اح ه و خ رق ه ذا النم وذج بعناص ر ذات
توقعية دنيا ومن صورها:
-عبارات غريبة عن واقع اللغة
-عناصر ملقولة حنوية مغايرة ملا تسمح به بنية اجلملة
-اجملاورة بني عناصر يلغي بعضها بعضا
أم ا خبص وص املرجعي ة وتعالقه ا م ع االنزي اح عن د ريف اتري ،ف إن الوظيف ة األس لوبية تتغلب
باستمرار على الوظيفة املرجعية ،وحني تكون الرسالة حمايدة (غري مشحونة) تتعطل معرفة املرسل إليه،
دور املتلقي.
البنية األكثر بساطة َألن متثيل الواقع حينئذ يرتبط بانتباه املشّف ر وبفهمه وبالتايل تعطل ُ
أثر المنهج األسلوبي في النقد العربي المعاصر
عبد السالم املسدي :أصدر كتابا مهما بعنوان األسلوبية واألسلوب :حنو بديل ألسين يف نقد األدب،
وق د تن اول يف مقدم ة الكت اب حال ة النق د األديب الع ريب املعاص ر ووض عية األس لوبية في ه مث عالقته ا
باالجتاهات األخرى اليت تشرتك معها يف دراسة النص األديب.
فق د وقعت األس لوبية ش أن ك ل جدي د بني "اإلعج اب واالس تغراب" و"املناص رة واملن افرة" ،لكنه ا
متكنت من إثبات ذاهتا يف الفكر العريب الساعي إىل حداثة متوازنة بني أصالة تغار على مرياثها وجتديد
يطمح إىل مواكبة العصر.
ودليل هذا االنتشار كثرة األعمال املنجزة من منظورها نظريا وتطبيقيا ،رغم بعض االلتباسات النامجة
عن ج دة املوض وع ومنه ا حتدي د العلم وإجراءات ه .فالص لة بني األس لوبية واللس انيات كالص لة بني
الناشئ وسبب نشوئه ،إذ تفاعلت اللسانيات خاصة السوسريية مع النقد األديب فنتجت "قواعد علم
األسلوب".
6
أم ا عالق ة األس لوبية بالبنيوي ة فملتبس عن د الكث ريين ،ومن مث وجب توض يح جمال ك ل منهم ا:
فاألسلوبية تعاجل النص األديب انطالقا من مبادئ ذات مضامني معرفية حتتكم إليها مثلها مثل أي علم:
علم النفس ،علم االجتماع ،علم اجلمال ،فال تسرح نصا وال تؤوله إال من خالل مصادراهتا.
أم ا البنيوي ة فليس ت علم ا وال فن ا معرفي ا ب ل هي "فرض ية منهجي ة" تعت رب هوي ة الظ واهر متح ددة ال
جبواهرها وماهياهتا بل بالعالقة بني مكوناهتا وشبكة الروابط بينها.
وألن النص األديب كان موضوعا مفضال للبنيوية باعتبارها مصدرا خصبا للرؤى الشكلية التجريدية
إىل درجة االستعانة بأساليب املنطق الصوري ،فقد اجته بعض النقاد العرب إىل املزج بني ما هو بنيوي
شكلي وما هو لغوي مما أدى إىل التباس الّص وري باألسلويب.
وأخط ر االلتباس ات م ا ك ان يف النق د الع ريب بني األس لوبية والبالغ ة ،حيث ميكن أن ت ؤدي إىل نقض
العلم اجلدي د باعتب اره ب ديال متم يزا ل ه تص وراته النظري ة ومقوالت ه التص نيفية املختلف ة عن البالغ ة
ومصادراهتا وتقسيماهتا.
وألن أي علم ال يتميز ويستقل إال :مبوضوعه الذي مل يسبق إليه أو مبنهج لتناول موضوع مل يسبقه
علم إىل تناوله مبثل ذلك املنهج ،فإن األسلوبية من الصنف الثاين مثلها مثل اللسانيات.
فاللس انيات وفق ه اللغ ة علم ان يدرس ان نفس املادة وهي الظ اهرة اللغوي ة ،لكنهم ا خيتلف ان منهجي ا،
فوجب اختالف املوضوع واإلجراءات ومن مث يستقالن كل على حدة.
قّس م املسدي اجتاهات األسلوبية إىل:
-اجتاه عقالين حمض بدأ بشارل بايل :اعتقد أن القواعد األساسية لعلم األسلوب ترسخت وفق رؤية
وضعية صارمة خاصة يف أعمال تالميذه ماروزو وكراسو ،حيث استبعدوا العلوم اإلنسانية وتعاملوا
مع موضوع األسلوب بكل جتريد ،فتأسس تيار األسلوبية الوضعية.
-وكان رّد الفعل ما قام به ليو سبتزر من إفساح اجملال أمام االنطباع والذاتية ونسبية التعليل واستبعد
كل مظاهر وضعية البحث األسلويب .فانبثق تيار األسلوبية املثالية
أّد ى اجلدل بني التيارين إىل ثنائية املمارسة والتنظري خاصة بعدما عقد جاكبسون عالقة بني اللسانيات
والش عرية ومن مث بني اللس انيات واألدب .وهي الرؤي ة ال يت ت دّعمت بص دور نص وص الش كالنيني
الروس على يد تودوروف.
حتديد العلم وموضوعه
يتكون مصطلح األسلوبية من شقني :األسلوب ،وهو مدلول إنساين ذايت ومن مث نسيب ،بينما تشري
الالحق ة (ي ة) بالبع د العلمي والعقالين .ول ذلك تع رف بأهنا البحث عن اخلص ائص املوض وعية
لألسلوب.
7
تتحدد األسلوبية ببعدها اللساين الذي ينظر إىل اخلطاب متكونا من دوال ومدلوالت "،فهي البعد
اللساين لظاهرة األسلوب ،ألن جوهر األثر األديب يكمن خلف الصياغة اإلبالغية" وتأسيسا على هذا
يركز التفكري األسلويب على النص حصرا بعيدا عن السياق التارخيي أو النفسي.
إض افة إىل البع د اللس اين ،ي أيت البع د األديب والف ين عموم ا ليخص ص اإلبالغ ،فمن وظيف ة اإلخب ار يف
احلدث اللساين ،إىل الوظيفة اجلمالية يف احلدث األديب ،وتصبح األسلوبية هنا دراسة خلصائص اللغة
اليت حتول اخلطاب من اإلخبار إىل اجلمال .فاألدب يؤدي وظيفتني :إبالغ الداللة والتأثري االنفعايل يف
املتلقي.
واعتمادا على ثنائية دو سوسيؤ اللغة /الكالم ،حتدد نطاق األسلوبية فيما هو فردي أي الكالمّ .خلص
املسدي اجتاهات األسلوبية انطالقا من ثالث مصادرات:
مصادرة املخاِط ب :يتحدد األسلوب هنا بكونه كاشفا لنمط تفكري صاحبه كما قال بذلك بوفون،
مص ادرة اخلط اب :ميثله ا جاكبسون يف إط ار ب نيوي ،حيث هتيمن وظيف ة مجالي ة أو ش عرية على باقي
الوظائف املوجودة يف كل رسالة لغوية أو فنية ،وبناء عليه يكون األسلوب توافقا بني عملية االختيار
وعملي ة ال رتكيب في ؤدي إىل انس جام بني العالق ات االس تبدالية الغيابي ة يتح دد حاض رها بغائبه ا
والعالقات التوزيعية احلضورية ومتثل خطية اخلطاب دون عفوية وال اعتباط.
مصادرة املخاَطب :ميثلها ميشال ريفاتري ،وتعترب األسلوب قوة ضاغطة على املتلقي ،وتستعني بالقارئ
املخرب لتحديد الربوز األسلويب ليبلورها احمللل األسلويب كمكونات لألسلوب.
وضمن هذه املستويات الثالثة لألسلوب تربز فاعليتان متغلغلتان يف البحث األسلويب مها:
-االختي ار :ال ذي يس تغل إمكان ات اللغ ة من أص وات ومعجم حس ب املنظ ور األس لويب املتب ع ،مثالي ا
كان أو بنيويا.
-االنزياح :وهو احنراف عن املعيار باعتباره قانون اللغة املعتادة كما حدده جون كوهني ،وقد اختلف
يف حتديده بني متوسط إحصائي ،وفاعلية سياقية بنائية كما ذهب إليه ريفاتري.
ويف ع ام 1981ص در كت اب "خص ائص األس لوب يف الش وقيات" حملم د اهلادي الطرابلس ي ،حيث
رص د أث ر اإليق اع يف نص وص ش وقي من خالل الق وايف واجلن اس والطب اق واهتم خبص ائص املقابل ة
وأمهيتها يف النص .األسلوبية
ويف مس توى الدالل ة وق ف على الرم ز والتش بيه والتش خيص والتجري د وأن واع الص ور الش عرية ،وم ا
يعاب على الدراسة هو تفتيت النصوص والظواهر األسلوبية.
كما أجنز سعد مصلوح دراسة هامة بعنوان" :األسلوب دراسة لغوية إحصائية" حدد فيه األسلوب
بواسطة املؤشرات اإلحصائية ،مستخدما النسب بني الصفات واألفعال.
8
ومن أج ود م ا أل ف يف التط بيق األس لويب كت اب "الب ىن األس لوبية دراس ة يف أنش ودة املط ر للس ياب"
لص احبه حسن ن اظم ،حيث درس األسلوب وفق مستويات اخلطاب وفحص البىن املهيمنة متجاوزا
املخططات واجلداول اإلحصائية إىل مالحظة القيم اجلمالية فيها.
لقد تفادى الناقد التحليل التجزيئي من خالل رصد عالقات بني مستويات التحليل خاصة وقد ركز
على عنصر اجلمال الذي بدا عرب عدة وسائل ووصل إىل استخالص اخلصائص النفسية للسياب ،وتتبع
تشكيل القوايف وحركية اليت توّلدها ،مطبقا فرضية السياق األسلويب عند ريفاتري يف مستوى الداللة.