Professional Documents
Culture Documents
2021 1
بوي
فقه التّواصل ال ّن ّ
تداولية لحديث "إناء اللّبن
ّ "مقاربة
Jurisprudence of Prophetic Communication
"A pragmatic approach to the hadith of "the bowl of mlik
1
د .خالد حميدات
جامعة لونيسي $علي :البليدة ( 02الجزائر) ،مخبر اللغة العربية $وآدابها
البريد اإللكترونيek.hamidat@univ-blida2.dz :
الملخص
لتمي زه في المض مون
رآني ،نظ را ّ
وي أرقى أن واع الخطاب ات بع د الخط اب الق ّ النب ّ
يع ّد الخط اب ّ
وأخالقي ة،
ّ تربوي ة،
ّ واألس لوب والحج اج واإلقن اع ،وتف رده في الفص احة والبالغ ة ،واس تئثاره ٍ
بقيم ّ
الرئيس ّية في أن واع الخط اب
اعلي ،تض ّمن األس س ّ
ّ وعقلي ة ،وه و خط اب تف
ّ وعلمي ة،
ّ واجتماعي ة،
ّ
متنوعة؛
خطابي ة ّ
ّ إستراتيجيات
ّ النقاش ،المناظرة) ،إضافة إلى ما احتواه من
المشهورة (الحوار ،الجدلّ ،
السياق ومقامات الكالم ،توجيها ،وتلميحا ،وتضامنا ،وإ قناعا.
تنوعت وفقا ألحوال ّلفظيةّ ،
لفظية وغير ّّ
تراتيجياته
ّ تداولي ة إلى التّمي يز بين إس
ّ وي ق راءة
النب ّ
ويه دف ه ذا البحث من خالل ق راءة الخط اب ّ
بوي.
الن ّ
آلياتها ،واإلسهام في بناء فقه التّواصل ّ
عرف على بعض ّ المختلفة ،والتّ ّ
لغوي.
ّ خطابية ،تواصل
ّ إستراتيجية
ّ نبوي،
ّ المفتاحية : :خطاب
ّ الكلمات
1
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
Abstract:
The Prophetic discourse is considered the highest type of discourse after the Qur’anic
discourse, due to its distinction in content, style, argumentation and persuasion, its uniqueness
in eloquence and eloquence, and its appropriation of educational, moral, social, scientific, and
intellectual values. debate, debate), in addition to its various discursive strategies; Verbal and
non-verbal, varied according to the conditions of the context and the positions of speech,
direction, hint, solidarity, and persuasion.
This research aims, through a pragmatic reading of the prophetic discourse, to distinguish
between its various strategies, identify some of its mechanisms, and contribute to building the
jurisprudence of prophetic communication.
Keywords: Prophetic discourse, rhetorical strategy, linguistic communication.
.1مقدمة:
والسالم -ألسنةَ العرب وأساليبهم في الكالم ،وجمع من الكالم رونق
الصالة ّ
بي-عليه ّ الن ّ
ف ّ لقد َع َر َ
الحض ارة وجزال ة الب داوة ،في لف ظ ناص ع ،ومع ان ص حاح ،وعب ارات مض يئة ،ال تكلّ ف فيه ا ،وه و
وي ّنب ه الوعي واإلدراك ،ويؤثّر في
الضمير ،ويوقظ العقل ،ويالمس اإلحساسُ ،ويهز ّ
يخاطب الوجدانّ ،
قلوبهم(.)1
ق وتخشع ُ ويطيب نفوسهم ،حتّى ّإنها لتُذرف دموعهمِ ،
وتر ّ ّ طبين،
قلوب المخا َ
ري يمكن
والس الم -تعت بر أعلى نم وذج بش ّ
الص الة ّبي -علي ه ّ الن ّ
أن لغ ة ّ
وال يختل ف اثن ان في ّ
هاما لمختلف العلوم ،وهو يحمل من المفاهيم والفوائد ما يغني
وأن خطابه يش ّكل مصدرا ّ
االستفادة منهّ ،
أن دراسته والتّنقيب في ه يفض يان إلى علم غزير ،يح ّل
ك في ّ
الب احث عن غ يره من الخطاب ات ،وال ش ّ
مشاكل عويصة ،ويفتح أبوابا كثيرة ،استغلقت في عصرنا الّذي نعيشه ،وذلك في جميع مجاالت الحياة،
تعليمي يحقّ ق الغاي ات
ّ الدق ة ،ويص ل بن ا إلى نت ائج أفض ل .وه و ك ذلك "خط اب
يقربنا من ّ وه و م ا س ّ
اختص من بين أن واع الخط اب بجمع ه بين التّعليم واإلقن اع واإلمت اع تحت
ّ بييني ة ،وق د
ريعية والتّ ّ
التّش ّ
ِمظلّة التّبليغ"(.)2
والسالم -وأفعاله وما
الصالة ّ
بي -عليه ّالن ّ
الصحابة -رضوان اهلل عليهم -برواية أقوال ّوقد اعتنى ّ
الن بي -عليه الص الة والس المِ -
نفس ه لهم، تحفيز ّ ومق ّل ،ولع ّل سبب عنايتهم هذه
ّ ّ ُ أقره ،فكانوا بين ُمكثر ُ
ّ
نض$ر
وسلم -يق$$و ّل ّ
ّ فقد روى أب و داود عن زي د بن ث ابت ّأن ه ق ال" :سمعت رسول اهلل -صلّى اهلل عليه
الرس ول -ص لّى اهلل علي ه وس لّم -وفصاحته ،مجلّ ة الفيصل ،دار الفيصل
() ينظ ر :محم ود مصطفى األعصر ،بالغة ّ
1
2
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
ِ
حام$ل فق$ه ب
ور ّ ِ
ب حام$ل فق$ه إلى من ه$و أفق$ه من$هُ ،
اهلل امرًأ سمع م ّن$ا ح$ديثا فحفظ$ه حتّى يبلّغ$ه ،ف ُ$ر ّ
ليس بفقيه"(.)1
والس الم -ويروونه شفاها ،وق ّل منهم الص الة ّ الن بي -عليه ّ وكان أكثرهم يحفظون ما يسمعون من ّ
الن اس كانوا يعيبون على من يفعل ألن ّ وربما كان من يعرف الكتابة منهم ُيحجم عنها؛ ّ من كان يكتبّ ،
ب بن َع ٍ عبد ِ
اهلل ِ الحق معهم ،ودليل ذلك ما رواه أبو داوود عن عن ِ
كنت َأكتُ ُ مرو ،قالُ " : ّ ذلك ،ولم يكن
ب ك$َّ $ليش ،وق$$الواَ :أتكتُ َُه ،ف َن َهتْ ِني قُ َ$ر ٌ
ُأري$ُ $د ِح ْفظ ُ
اهلل صلَّى اهللُ عليه وسلَّمِ ،رسول ِِ َأسم ُع ُه ِمن ٍ
كل شيء َ َّ
$اب، ت عن ِ
الكتِ $ فَأمس ْك ُ والرضا؟،الغضب ِّ ِ شٌر َيتكلَّ ُم في شيء تَسمع ُه ورسو ُل ِ
اهلل صلَّى اهللُ عليه وسلَّم َب َ ٍ
َ َُ
فَأومَ$$أ بُأص$ُ $ب ِع ِه إلى في$$ه ،فق$$ال :اكتُ ْب؛ فوالَّذي ن ْفس$$ي ت ذل َ $ك لرسِ ِ $
$ول اهلل ص $لَّى اهللُ علي$$ه وس $لَّمْ ، ف َ $ذ َك ْر ُ
بيد ِه ،ما َي ْخ ُر ُج منه إاَّل ٌّ
حق"(. )2 ِ
شفهي خطاب ِ
وغيرهم الص حابة
والس الم -لمن حوله من ّ
الص الة ّ
بي -عليه ّ
ّ ٌ الن ّ
فإن خطاب ّ ولهذاّ ،
الرسائل الّتي بعثها إلى ملوك األرض
ويستثنى من ذلك تلك ّ
كتابياُ ، كلُّهّ ،
لكنه بعد أن ُد ّون أصبح خطابا ّ
يعرض فيها عليهم اإلسالم ،أو ُيجري هدنة معهم.
ُ وقادة األمم وال ّشعوب والقبائل في عصره،
أن اهلل مثلما
بوي وتدوينه ،لكن يكفينا أن نعلم ّ
الن ّ
ولسنا هنا في مقام التّأريخ لمراحل رواية الحديث ّ
سخر رجاال
األول ،فقد ّالزمن ّ
طري ا كما كان في ّ
غض ا ّسخر صدورا واعية لكتابه الكريم ،حفظته لنا ّ ّ
ذهبهم
والس الم -وفض حوا أم ر من ك ذب علي ه ،وك ان م ُ
الص الة ّ
الن بي -علي ه ّ
عظام ا ن افحوا عن س ّنة ّ
وضعفوا ما ضعف ،ولم تأخذهم
ّ صح منها،
حري والحيطة والحذر في قَبول األحاديث ،فأجازوا ما ّ التّ ّ
أمة اإلسالم.
غير ّ
أمةٌ ُ
هوادة أو استكانة في ذلك ،فأوصلوا لنا تراثا ّقيما لم تحزه ّ
وتتمثّل المشكلة األساسية لهذا البحث في األسئلة اآلتية:
بإستراتيجيات الخطاب؟
ّ ما المقصود
والس الم -في
الص الة ّ
بي -علي ه ّ
الن ّ
تراتيجيات الخط اب الّ تي اس تخدمها ّ
ّ آلي ات إس
أهم ّم ا هي ّ
حواره مع أبي هريرة –رضي اهلل عنه -في حديث اللّبن.
والس الم -وبن اء فق ه
الص الة ّ
بي –علي ه ّ
الن ّ
داولي في فهم خطاب ات ّ
ّ ه ل يس اعد تط بيق المنهج التّ
التّواصل لديه؟
وقد سعى هذا البحث إلى اإلجابة عن هذه األسئلة ،انطالقا من معالجة اآلتي:
للنشر
عودية ،مكتبة المعارف ّ
الس ّالرياض ّجستاني ،طّ ،01
ّ الس
صحيح وضعيف سنن أبي داود لإلمام سليمان بن األشعث ّ
والتّوزيع1419 ،هـ1998 /م ،ج ،02ص ،411رقم.3660 :
)(2المصدر نفسه ،ج ،02ص ،408رقم.3646 :
3
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
ستراتيجية الخطاب.
ّ مفهوم الخطاب وإ
إستراتيجيات الخطاب.
ّ أنواع
بوي في حديث اللّبن الّذي رواه أبو هريرة رضي اهلل عنه.
الن ّ
إستراتيجيات الخطاب ّ
ّ
إستراتيجيات الخطاب:
ّ .2
الخطاب: 1.2
إستراتيجية الخطاب ،نشير -في عجالة -إلى مصطلح (الخطاب) ،الّ ذي ّ قبل أن نأتي إلى تعريف
الدراس ات ،وتع ّددت
يع ّد من أك ثر المص طلحات ش يوعا ،وه و واح د من المف اهيم الحديث ة الّ تي اختلفت ّ
اآلراء في تحدي دها ،وه و مفه وم عص ّي عن التّحدي د" ،غ ُير متّف ق علي ه"( ،)1تتنازع ه العدي د من
النفس ،والعل ومانيات ،وعلم االجتم اع ،وعلم ّ المعرفي ة؛ كاللّس ّ
ّ ظري ات والحق ول
والن ّ
خصص ات ّ التّ ّ
األدبي ،والفلسفة...
ّ والنقد
ياسية ،واإلعالم والتّواصلّ ،
الس ّّ
كتابي ة،
كالمي ة أو ّ
ّ قصدية،
ّ تواصلية
ّ بأن ه وحدة
ويمكننا تعريف الخطاب -في إطار ما يخدم بحثناّ -
افي، ِ
اعي أو ثق ّ
لي اجتم ّ نص ا ك امال ،وس يلتُها اللّغ ةُ ،ينش ئها مخ اطب في س ياق تواص ّ
ق د تك ون جمل ة أو ّ
ويتحدد نوع
ّ طب ،أو إقناعه ،أو إفهامه ،أو التّأثير فيه،كتابيا ،يهدف من خاللها إلى إفادة مخا َ
شفويا أو ّ
ّ
اطب في الخط اب من خالل المواق ف الّ تي يلقى فيه ا ،وطبيع ة األس اليب والطّ رق الّ تي يس تعملها المخ ِ
ُ
علميا...إلخ.
اجتماعيا ،أو ّ
ّ سياسيا ،أو
ّ تربويا ،أو
ّ دينيا ،أو
تواصله ،فيكون خطابا ّ
حجم ه ،فقد يرد جملة ،أو مجموعة من الجمل ،أو
بيعي ة من حيث ُط ّ ويختلف الخطاب في اللّغات ال ّ
حجاجي ا ،أو ّفنّي ا ،أو
ّ وصفيا ،أو
ّ سرديا ،أو
ّ نصا متكامال ،كما قد يختلف من حيث نمطُ ه ،فيكون خطابا
ّ
()2
الخطابية المعروفة .
ّ علميا ،إلى غير ذلك من األنماط
ّ
العربي ة إلى إطالق ه على لف ظ القرآن الكريم والحديث
ّ وترج ع أص الة مصطلح الخط اب في الثّقاف ة
نص ا م ّدونا ثابت ا
فع ال ،وليس ّ
تفاعلي ا في ح دث ّ
ّ الش ريف ،فق د اعت بره علم اء أص ول ال ّدين ق وال
وي ّالنب ّ
ّ
لغوي
ّ رعي ،فالخطاب في لفظه شك ٌل
الخطاب ال ّش ّ
َ والسّنة:
رعية من الكتاب ّ
فقط ،فأطلقوا على األدلّة ال ّش ّ
المدون(.)3
ّ كنص الكتاب أو األثر
نصاّ ،تواصلي ،فإن اجتُزئ من سياقه ،صار ّ
ّ تفاعلي أو
ّ في سياق
العام ة
رية ّ ربي ،مجلّ ة فص ول ،الهيئ ة المص ّ
األدبي في الخليج الع ّ
ّ النقد
رحي في ّ
نوري ة ص الح ،الخط اب المس ّ
ّ )(1ف وزي
للكتاب ،مصر ،المجلّد ،16 :العدد1997 ،03 :م ،ص.189
الرباط ،المغرب ،دار األمان1431 ،هـ2010 /م،
العربي ة ،طّ ،01
ّ )(2ينظر :أحمد المتو ّك ل ،الخطاب وخصائص اللّغة
ص.21
تطبيقي ة آلس اليب التّ أثير واإلقن اع
ّ نظري ة أح داث اللّغ ة :دراس ة
ّ )(3ينظ ر :محم ود ع ّكاش ة ،تحلي ل الخط اب في ض وء
النشر للجامعات1435 ،هـ2014 /م ،ص سوي في القرآن الكريم ،ط ،01القاهرة ،مصر ،دار ّالن ّالحجاجي في الخطاب ّ
ّ
.18 ،17
4
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
5
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
6
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
7
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
ري (المت وفّى794 :هـ) ،تش نيف المس امع بجم ع الجوام ع، )(2ب در ال ّدين ،محم د بن به ادر بن عب د اهلل َّ ِ
الز ْر َكش ِّي المص ّ ّ
العلمي ة2013 ،م ،ج ،01صّ الكتب دار ان، لبن يروت، ب ،01 ط حيم، رّ ال د عب بن ر عم بن يني
ّ الحس تحقي ق :أب و عم رو
.226
يوطي (المتوفّى911 :هـ) ،المزهر في علوم اللّغة وأنواعها ،تحقيق :فؤاد
ّ الس
الدين ّ
الرحمان بن أبي بكر جالل ّ
()عبد ّ
3
العلمية1418 ،هـ1998 /م ،ج .01ص.286 ّ علي منصور ،ط ،01بيروت ،لبنان ،دار الكتب
انيات :المج ال والوظيف ة والمنهج ،ط ،02إرب د ،األردن ،ع الم الكتب الح ديث1429 ،هـ/
() س مير ش ريف اس تيتيه ،اللّس ّ
4
2008م ،ص.700
)(5المرجع نفسه ،ص.700
)(6ينظر :منصور جودي ،مرجع سابق ،ص.72
8
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
9
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
السياق:
مكونات ّ
ّ -
والس الم-
الص الة ّ
بي -عليه ّ
الن ّ
طعام ،واستضافة ّ
-موضوع الخطاب :جوع أبي هريرة ،وطلبه لل ّ
الصفة في بيته.
له وألهل ّ
الصفّة.
والسالم ،أهل ّ
الصالة ّ
بي عليه ّ
الن ّ
-الحضور :راوي الحديث :أبو هريرة رضي اهلل عنهّ ،
المنورة.
-المكان :المدينة ّ
ولكن ه ك ان بع د إس الم أبي هري رة-رض ي اهلل عن ه -وقدوم ه إلى
الزم$ان :لم ُي ذكر في الح ديثّ ،
ّ -
()1
إن زمن الخطاب كان ما بين سنةالمدينة ،وقد "أسلم عام خيبر ،...وقدم المدينة في سنة سبع ، "...أي ّ
والسالم.
الصالة ّ
بي عليه ّ
الن ّ
( 629م) والسنة ( 632م) الّتي توفّي فيها ّ
-مالبسات الخطاب:
الغني والفقير .ويذكر الحديث حال
ّ لقد فاضل اهلل -تعالى -بحكمته وعلمه بين عباده ،فجعل منهم
والس الم -وح ال ص حابته رض وان اهلل عليهم ،وم ا ك انوا علي ه من ش ظف العيش
الص الة ّ
بي -علي ه ّالن ّ
ّ
أحد المهاجرين إلى المدينة القادمين منوصعوبته .ورواي الحديث أبو هريرة -رضي اهلل عنه -هو َ
الص فّة( ،)3ذا حاج ة وفاق ة ،وك ان يص يبه ()2
(دوس) ،وال أه ل ل ه فيه ا وال عش يرة ،وق د ك ان من أه ل ّ
الناس به ،فيلصق كبده باألرض ،أو يضع الحجر على بطنه ليحفّ ف
الجوع ال ّشديد ،ويستحيي أن يخبر ّ
()4
الصحابة الّذي يخرجون منه،
عرض به تعريضا ،حين قعد في طريق ّ من جوعه .و َذكر ّأنه ذات يوم ّ
طعام ،ويغني نفسه عن المسأله،
وسألهم عن آية من كتاب اهلل ،لعلّهم يعرفون ما به ،فينال شيئا من ال ّ
ص لَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم... ،فجع ل المس لمون يوص لون إليه ا َم ا اس تطاعوا من خ ير" .جم ال ال ّدين أب و الف رج عب د َّ ِ
الله َ
والنشر، طباعة ّ الجوزي (المتوفى597 :هـ) ،تلبيس إبليس ،ط ،01بيروت ،لبنان ،دار الفكر لل ّ ّ محمد
علي بن ّالرحمان بن ّ ّ
1421هـ2001 /م ،ص.146
نيَ ..." :وفَاِئ َدة ش ّد اْلحج ر على اْلَبطن المس اعدةُ على ااِل ْعتِ َدال واالنتص اب على اْلقي ام َأو اْل َم ْن ع من َكثْ َرة
() ق ال العي ّ
4
الضعف أقلَ ،أو بم ا سدت طرف األمعاء فَيكون ِ َِّ ِ َّ ُّ
ْ الت َحلل من اْلغ َذاء الذي في اْلَبطن ل َكونهَ ا ح َج َارة رقاق اً تعدل اْلَبطنَ ،و ُر َ
يمأَل َج وف ْابن آدم ِإاَّل التَُّراب" .أبوالنفس وإ لقامها اْلحجرَ ،واَل ْ تقليل حرارة اْل ُجوع ببرودة اْلحجرَ ،أو اِإْل َش َارة ِإلَى كسر َّ
العيني (المتوفّى855 :هـ) ،عمدة القاري
ّ الدين
الحنفي بدر ّ
ّ الغيتابي
ّ محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسينّ
العربي2010 ،م ،ج ،23ص.59ّ البخاري ،دط ،بيروت ،لبنان ،دار إحياء التّراث
ّ شرح صحيح
10
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
11
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
(الن داء)
لغوي ا ،ه و ّ
امنيا ّوالس المَ " :-ي ا ََأب ا ِه ٍّر" ،وهن ا اس تعمل فعال تض ّ
الص الة ّ
ثم ق ال ل ه -علي ه ّ
ّ
محب ة وألف ة ،واس تعمل الكني ة (أب ا ه ّر) ،ولع ّل
ب التّرخيم ،من خالل أداة ن داء الق ريب (ي ا) ،وه و ق رب ّ
مم ا ج اء في
ويس تد ّل على ذل ك ّودد والتّلطّ ف ،أو هي للتّك ريم والتّق ديرُ ،
الغاي ة من ذل ك إظه ار التّ ّ
رمذي "عن عبد اهلل بن رافع قال :قلت ألبي هريرة :لم ُكّنيت أبا هريرة؟ ،قال ّ األو ِل :عند التّ
الحديثينّ ،
مني؟ ،قلت :بلى واهلل ّإني ألهاب ك ،ق ال :كنت أرعى غنم أهلي ،وك انت لي هري رة ص غيرة، أم ا تَ ْف ُرق ّ
فكن وني أب ا هري رة" (،)1
النه ار ذهبت به ا معي ،فلعبت به اّ ،
فكنت أض عها باللّي ل في ش جرة ،ف إذا ك ان ّ
كنونِي أبا هريرةَ،
نفس ه كان يقول" :ال تُ ُّ
أن أبا هريرة َ العسقالني من ّ
ّ والثّاني :هو ما جاء عند ابن حجر
الن داء - ()2
اُألن ثى" .وهذا ّ خير منْ وآل ه وسلَّ َمَّ -
عليه ِ فإن رسو َل ِ
اهلل -صلَّى اهلل ِ َّ
كر ٌ هر ،وال ّذ ُ
كناني أبا ٍّ ُ
توجيهي ليلفت انتباهه إلى ما سيقول.
ّ أيضا -هو فعل
توجيهي ،فقال "الحق"؛ وأراد بذلك أن يتبعه
ّ والس الم -األمر كفعل
الصالة ّ
النبي -عليه ّ ثم استعمل ّ
ّ
كنبي ،وسلطته
ّ والسالم -سلطتان ،سلطته
الصالة ّ
بي -عليه ّ للن ّ
أن ّ ومسوغ استعمال هذا الفعل ّ
ّ إلى بيته،
للب اه وألجابه،
الص حابة هذا الفعل ّ
على أبي هريرة الّذي يشعر بالجوع ،ولو استعمل معه أي رجل من ّ
والس الم؛ إذ ّإن ه اس تتبع أب ا هري رة إلى بيت ه ،وه و ال يعلم إن ك ان في ه
الص الة ّ
ويظه ر هن ا كرم ه علي ه ّ
والس الم -إلى بيته استأذن ألبي هريرة من أهله ،ثم أذن له الص الة ّ طعام يكفيهما .وعندما دخل -عليه ّ
توجيهي ة ،وال ن دري كي ف ك ان ه ذا االس تئذان ،وم ا
ّ تراتيجية
ّ تئذانه في الح الين ،يع ّد إس
بال ّدخول ،واس ُ
اآللية المستعملة فيه ،فقد يكون باإلشارة ،وقد يكون بالكالم ،أو هما معا.
ّ
توجيهي
ّ لغوي
ّ والسالم -في بيته لبنا في قَ َدح ،استعمل االستفهام كفعل الصالة ّوحينما وجد -عليه ّ
ك فُالَ ٌن َْأو فُالََن ةُ" ،ولع ّل الحكمة "م ْن َْأي َن َه َذا اللََّب ُن؟" ،فقيل لهْ :
"َأه َداهُ لَ َ ليعلم مصدره ،وصاحبه ،فقالِ :
الصدقة( ،)3ولهذا قال أبو هريرة الهدية وال يقبل ّألنه كان يقبل ّ هدية؛ ّمن ذلك أن يعلم إن كان صدقة أم ّ
ال والَ علَى ٍ ِ الص فَّ ِة ْ
َأح دِ ،إ َذا َأتَتْ هُ
َ َأه ٍل َوالَ َم ٍ َ َ
ون ِإلَى ْ
اف اِإل ْس الَم ،الَ َي ُْأو َ
َأض َي ُ َأه ُل ُّ
في الح ديثَ ... :و ْ
العلمي ة1415 ،هـ1995 /م ،ج ّ محمد معوض ،ط ،01بيروت ،لبنان ،دار الكتب تحقيق :عادل أحمد عبد الموجود وعلي ّ
،07ص.354
َّة ،ج ،03ص ،155رقم ،2576 :عن أبي هريرة -رضي ول اله ِدي ِاب قَُب ِ
َ البخاري ،مصدر سابقَ ،ب ُ ّ )(3جاء في :صحيح
عن هِ َ : كان َرسو ُل اللَّ ِه -صلَّى اهللُ عليه وسلَّ َم -إ َذا ُأتِ َي ب َ
ط َع ٍام َسَأ َل ْ
ال
ص َدقَةٌ ،قَ َ
قيلَ :
فإن َ أهدَّيةٌ ْأم َ
ص َدقَةٌ؟ ْ اهلل عنه -قالَ " :
ب َبي ِد ِه صلَّى اهللُ عليه وسلَّ َم ،فأ َك َل معهُ ْم". ِ ِ
ألص َحابِهُ :كلُوا ،ولَ ْم َيْأ ُك ْل ،وإ ْن قي َلَ :هدَّيةٌَ ،
ض َر َ ْ
12
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
الم ْس ِج ِد ،ج ،01ص ،96رقم ،442 :عن أبي هريرة )(1جاء في :صحيح البخاري ،مصدر سابق ،باب َن وِم ِّ ِ ِ
الر َج ال في َ َ ُ ْ ّ
ِ ِ ِ اب ُّ ِ ت س ْب ِع ِ
اء ،قَ ْد َرَبطُ وا الص فَّة َم ا م ْنهُ ْم َر ُج ٌل َعلَْي ه ِر َد ٌ
اءِ ،إ َّما ِإ َز ٌار َوِإ َّما ك َس ٌ َأص َح ِ
ين م ْن ْ -رضي اهلل عنه -قال" :لَقَ ْد َر َْأي ُ َ َ
ف السَّاقَْي ِن ،و ِم ْنها ما يْبلُغُ ال َكعب ْي ِن ،فَي ْجمعه بِي ِد ِهَ ،كر ِ ِ ِ ِفي ْ ِ
َأن تَُرى َع ْو َرتُهُ". اهَيةَ ْ َ َ َُُ َ َْ َ َ َ َ َأعَناق ِه ْم ،فَم ْنهَا َما َيْبلُغُ ن ْ
ص َ
13
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
()1
ثم نظ ر إلى أبي هري رة والس الم -الق دح و"ق د بقيت في ه فض لة من اللّبن" ّ ،
الص الة ّ
أخ ذ -علي ه ّ
لفظي تين ،ولع ّل غايته أن
غير ّوتلميحيتانُ ،
ّ تضامنيتان
ّ آليتان
النظرة ،وهذه االبتسامة هما ّ
متبسما ،وهذه ّ
ّ
والسالم -مثلما
الصالة ّ
فكأنه -عليه ّ وأما تلميحاّ ،
والود له ،هذا تضامناّ ،
ّ والرحمة والعطف
الحب ّ
ّ يظهر
ردة
تعجب ه من أن يكفي ه ذا اللّبن ك ّل ه ؤالء الق وم ،ف أراد أن ي راقب ّ
ع رف الج وع في وجه ه ،ع رف ّ
والس الم
الص الة ّ
متبسما ،وقد كان عليه ّ ويعيش أجواءها بنفسه ،فنظر إليه ّ ُ فعله وهو يرى هذه المعجزة،
()2
والس الم -أب ا
الص الة ّ
ثم ن ادى -علي ه ّ
يمن اهلل -تع الى -علي ه بمعج زة من المعج زات ّ . يف رح حينم ا ّ
ت" ،ولم يذكر من كان معهم في البيت ،ويحتمل ثم قال له"َ :ب ِق ُ
يت ََأن ا َو َْأن َ ِ
"َأب ا ه ٍّر"ّ ،
مرة رابعةَ :
هريرة ّ
والس الم-
الص الة ّ
بي -عليه ّ
الن ّ
الصفة قد خرجوا ،أو ّأنهم قد نالوا كفايتهم ،ولم يبق إاّل نصيب ّ
أن أهل ّّ
وأبي هريرة.
تراتيجية التّض امنية ،ولعلّ ه
ّ الس ابقة اإلس
الخبري ة ّ
ّ والس الم -في الجمل ة
الص الة ّ
وق د اس تعمل -علي ه ّ
وأن ه ذو
الص فّةّ ،
تمي زه عن باقي أهل ّ الض ميرين (أنا) و(أنت) أن يظهر ألبي هريرة ّ
أراد بالعطف بين ّ
ص بأن يبقى ويشرب معه. مكانة عنده ،إذ ّإنه ُخ ّ
أن قدح اللّبن الّذي من المفترض أاّل
ليبين ألبي هريرة ّ
تلميحيةّ ،
ّ إستراتيجية
ّ وربما استعمل في قوله ّ
الص فّة ،وهم كثُ ر ،ولم يب ق إاّل أن ا وأنت،
يكفي ثالث ة رج ال أو أربع ة ،ق د ش رب من ه نف ر من أه ل ّ
أن م ا رآه ه و معج زة من وربم ا في ذل ك تلميح ألبي هري رة إلى ّوس يكفينا ونش رب من ه مثلم ا ش ربواّ ،
والسالم.
الصالة ّ نبيه عليه ّ
المعجزات الّتي حبا اهلل بها ّ
ول اللَّ ِه" ،و"هذه
ت َي ا َر ُس َ
"ص َد ْق َ
يتعجب ،أو يكثر األسئلةَ :
تأدبا منه ،من دون أن ّ ثم قال أبو هريرة ّ ّ
()3
والس الم -مس تعمال فعلين الص الة ّ بي -علي ه ّالن ّ
ثم ق ال ل ه ّ
الجمل ة والّ تي قبله ا من ب اب الزم الخ بر" ّ ،
الش رب ،ويظهر مبدأ
ب" ،أراد بهما اإلشارة إلى استحباب الجلوس عند ّ
اش َر ْ
توجيهيين" :ا ْق ُع ْد فَ ْ
ّ أمريين
والس الم -لم يطلب من أبي هريرة أن يبقي
الص الة ّ
بي -عليه ّالن ّ
إن ّالسابق؛ إذ ّ
جليا في الخطاب ّ أدب ّ التّ ّ
له شيئا من اللّبن.
14
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
غوي
والس الم -الفعل اللّ ّ
الص الة ّ
بي -عليه ّ
الن ّ
كرر ّ
ثم ّفقعد أبو هريرة -رضي اهلل عنه -وشربّ ،
وشدة
"لم ا علم من مزيد حاجتهّ ،
المرة للتّضامن ،وذلك ّ
مرة ثانية وثالثة ،ولعلّ ه استعمله هذه ّ
(اشرب) ّ
بي ص لّى اهلل علي ه وس لّم ،ف أمره ب ذلك ليس توفي ْإرب ه،
للن ّ
ربم ا ي ترك بعض حاجت ه ،ليبقي ّ
وألن ه ّ
فاقت هّ ،
للضيف إلى ثالثة،
المضيف يقول نحو ذلك ّ أن ُ الضيافة ّ
كرر ذلك مرارا ،والمذكور في أدب ّ وظاهر ّأنه ّ
ٌ
()1
ي من اللّبن ال ض رر ،وال ح رج في ه ،ودلي ل ذل ك أن ال ِّر ّ
ال يجاوزه ا" ،وفي ه ذا التّك رار دالل ة على ّ
هم ب ارك لن ا
والس الم -في ح ديث آخ ر..." :إذا أك ل أح دكم طعام ا ،فليق ل :اللّ ّ
الص الة ّ بي -علي ه ّالن ّ
ق ول ّ
فإن ه ليس شيء يجزئ هم بارك لنا فيه ،وزدنا منه؛ ّ
فيه ،وأطعمنا خيرا منه ،وإ ذا ُس قي لبنا ،فليقل :اللّ ّ
من الطّعام وال ّشراب إاّل اللّبن" .وفي الثّالثة قال أبو هريرة–رضي اهلل عنه" :-الَ َوالَِّذي َب َعثَ َ
ك بِ َ
()2
الح ِّ
ق،
النفي بـ (ال) ،وأس لوب
آلي ات هيّ :
اإلقناعي ة من خالل ثالث ّ
ّ تراتيجية
ّ َم ا َأ ِج ُد لَ هُ َم ْس لَ ًكا" ،فاستعمل اإلس
ألن ه قض ى
الش رب إاّل ّ
والس المّ -أن ه م ا توقّ ف عن ّ
الص الة ّ
بي -علي ه ّ
للن ّ
والنفي بـ (م ا) ،ليثبت ّ القس مّ ،
الحجاجي اآلتي:
ّ السلّم
وطره ،وليس استحياء أو خجال ،ويمكننا تمثيل هذه االحتجاج في ّ
رقم.3730 :
15
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
والس الم -بلس ان م بين ،وفص احة مثلى ،فآت اه جوام ع الكلم، الص الة ّ نبي ه -علي ه ّخص اهلل تع الى ّ
لق د ّ
ممي ز ،وانتق اء
وب دائع الحكم ،وجع ل ل ه الق درة على تبلي غ المع اني الكث يرة في األلف اظ القليل ة ،في نظ ام ّ
واصلي .لذا ،كانت خطاباته
ّ والسياق التّ
طبين ّإلستراتيجيات الخطاب ،مع ما يناسب أحوال المخا َ
ّ مناسب
عليمية ذات إفهام وتأثير في من حوله .وقد كانت العالقة بينه وبين أفراد مجتمعه
ربوية والتّ ّ
عوية والتّ ّ
الد ّ
ّ
وي ّنب ه
النظرُ ،
والرسم ،ليلفت ّ
يصور كالمه باإلشارة والحركة ّ
ّ تفاعلي ة ،ذات تأثّر وتأثير ،وكان
ّ عالقة
الغافل ،ويعين على الحفظ والتّذ ّكر.
والس الم -يحتاج إلى عزم شديد ،وقد سعينا من خالل تحليل
الص الة ّ
بي –عليه ّ
الن ّ
إن دراسة خطابات ّ
وّ
بوي ،واعتمدنا في ذلك على المنهج
الن ّ
إستراتيجيات الخطاب ّ
ّ آلي ات
تعرف ّ
واحد من هذه الخطابات إلى ّ
توص لنا من خالل
ّ عملية ،تُم ّكن من دراسة اللّغة حال االستعمال ،وقد
داولي ،وما يوفّره من إجراءات ّ
التّ ّ
النتائج اآلتية:
البحث إلى ّ
واصلية.
ّ ومميزاتها التّ
ّ داولي قادر على معالجة الخطابات ،واستجالء خصائصها
المنهج التّ ّ
اإلستراتيجية
ّ هام في تحديد نوع واصلي هو ما يجعل من الخطاب خطابا ،وله دور ّ
ّ الس ياق التّ
ّ
عرف على أهدافه. الخطابية ،وفي فهم مقاصد الخطاب ،والتّ ّ ّ
االجتماعي ة
ّ الق درة على اإلقن اع ،والتّ أثير ،والتّب ادل ،والتّفاع ل ،وإ ثب ات ال ّذات ،وبن اء العالق ات
إستراتيجيات الخطاب.
ّ المرجوة من تعلّم
ّ األساسية
ّ والحفاظ عليها ،هي من بين الغايات
الخطابي ةَ تراتيجي ِ
ات والس الم -اإلس
ّ ّ الص الة ّ بي -علي ه ّ الن ّداولي عن اس تعمال ّ
ّ كش ف التّحلي ل التّ
آلياتها ِ
وتنويع ه بينها ،موظّفا ّ واإلقناعي ة،
ّ لميحي ة
ضامنية والتّ ّ
ّ وجيهي ة والتّ
ّ األربع في خطاباته؛ التّ
واصلية.
ّ والبالغية وبراعته التّ
ّ غوية
فظية ،وك َشف عن قدرته اللّ ّ فظية وغير اللّ ّ اللّ ّ
بي عليه
الن ّ
اإلستراتيجيات استعماال في خطابات ّ
ّ واإلقناعي ة هما أكثر
ّ وجيهي ة
ّ اإلستراتيجيتان التّ
ّ
والسالم.
الصالة ّّ
والس الم :-الحوار ،التّكرار ،تهيئة ذهن
الص الة ّ
بي -عليه ّ
الن ّ
فظي لدى ّ
من أساليب التّواصل اللّ ّ
الص وت ،وإ تاحة الفرصة
الفع ال ،ووض وح الكالم ،واعتدال ّ
المتلقّي الستقبال الخطاب ،اإللقاء ّ
للمستمعين لمتابعة الكالم ،واإلنصات إليهم.
تراتيجيات تواص ّلية ُمحكم ة يمكن التّع ّرف عليه ا ،واس تنباطها ،وجعله ا
ّ وي ل ه إس
النب ّ
الخط اب ّ
هتم بتط وير التّواص ل
تعليمي ة ت ّ
ّ وي ،ويمكن االس تفادة منه ا في بن اء ب رامج
منهج ا للتّواص ل اللّغ ّ
غوي.
اللّ ّ
بوي ،وهذا يحتاج إلى مجلّ دات ومجلّ دات وإ لى
الن ّ
بإستراتيجيات الخطاب ّ
ّ الص عب اإلحاطة
من ّ
تدوين سيرته وأقواله وأفعاله في معظمها مثلما سنوات من العمل ،كيف ال؟ ولم يعرف عن ٍ
أحد
ُ ُ
16
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
17
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
18
Issn:2437-0967 مجلة اللغة الوظيفية المجلد،8العدد
2021 1
19