You are on page 1of 19

‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬

‫‪2021 1‬‬

‫بوي‬
‫فقه التّواصل ال ّن ّ‬
‫تداولية لحديث "إناء اللّبن‬
‫ّ‬ ‫"مقاربة‬
‫‪Jurisprudence of Prophetic Communication‬‬
‫‪"A pragmatic approach to the hadith of "the bowl of mlik‬‬
‫‪1‬‬
‫د‪ .‬خالد حميدات‬
‫جامعة لونيسي‪ $‬علي‪ :‬البليدة ‪( 02‬الجزائر)‪ ،‬مخبر اللغة العربية‪ $‬وآدابها‬
‫البريد اإللكتروني‪ek.hamidat@univ-blida2.dz :‬‬

‫ط‪.‬د‪ .‬مقدم صدام حسين‬


‫جامعة تيسمسيلت (الجزائر)‪ ،‬مخبر الدراسات النقدية واألدبية المعاصرة‬
‫البريد اإللكتروني‪Seddamletters@gmail.com :‬‬

‫تاريخ النشر‪../../..:‬‬ ‫تاريخ القبول‪../../..:‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪../../..:‬‬

‫الملخص‬
‫لتمي زه في المض مون‬
‫رآني‪ ،‬نظ را ّ‬
‫وي أرقى أن واع الخطاب ات بع د الخط اب الق ّ‬ ‫النب ّ‬
‫يع ّد الخط اب ّ‬
‫وأخالقي ة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تربوي ة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫واألس لوب والحج اج واإلقن اع‪ ،‬وتف رده في الفص احة والبالغ ة‪ ،‬واس تئثاره ٍ‬
‫بقيم‬ ‫ّ‬
‫الرئيس ّية في أن واع الخط اب‬
‫اعلي‪ ،‬تض ّمن األس س ّ‬
‫ّ‬ ‫وعقلي ة‪ ،‬وه و خط اب تف‬
‫ّ‬ ‫وعلمي ة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫واجتماعي ة‪،‬‬
‫ّ‬
‫متنوعة؛‬
‫خطابي ة ّ‬
‫ّ‬ ‫إستراتيجيات‬
‫ّ‬ ‫النقاش‪ ،‬المناظرة)‪ ،‬إضافة إلى ما احتواه من‬
‫المشهورة (الحوار‪ ،‬الجدل‪ّ ،‬‬
‫السياق ومقامات الكالم‪ ،‬توجيها‪ ،‬وتلميحا‪ ،‬وتضامنا‪ ،‬وإ قناعا‪.‬‬
‫تنوعت وفقا ألحوال ّ‬‫لفظية‪ّ ،‬‬
‫لفظية وغير ّ‬‫ّ‬
‫تراتيجياته‬
‫ّ‬ ‫تداولي ة إلى التّمي يز بين إس‬
‫ّ‬ ‫وي ق راءة‬
‫النب ّ‬
‫ويه دف ه ذا البحث من خالل ق راءة الخط اب ّ‬
‫بوي‪.‬‬
‫الن ّ‬
‫آلياتها‪ ،‬واإلسهام في بناء فقه التّواصل ّ‬
‫عرف على بعض ّ‬ ‫المختلفة‪ ،‬والتّ ّ‬
‫لغوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خطابية‪ ،‬تواصل‬
‫ّ‬ ‫إستراتيجية‬
‫ّ‬ ‫نبوي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المفتاحية‪ : :‬خطاب‬
‫ّ‬ ‫الكلمات‬

‫المؤلف المرسل‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪The Prophetic discourse is considered the highest type of discourse after the Qur’anic‬‬
‫‪discourse, due to its distinction in content, style, argumentation and persuasion, its uniqueness‬‬
‫‪in eloquence and eloquence, and its appropriation of educational, moral, social, scientific, and‬‬
‫‪intellectual values. debate, debate), in addition to its various discursive strategies; Verbal and‬‬
‫‪non-verbal, varied according to the conditions of the context and the positions of speech,‬‬
‫‪direction, hint, solidarity, and persuasion.‬‬
‫‪This research aims, through a pragmatic reading of the prophetic discourse, to distinguish‬‬
‫‪between its various strategies, identify some of its mechanisms, and contribute to building the‬‬
‫‪jurisprudence of prophetic communication.‬‬
‫‪Keywords: Prophetic discourse, rhetorical strategy, linguistic communication.‬‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫والسالم‪ -‬ألسنةَ العرب وأساليبهم في الكالم‪ ،‬وجمع من الكالم رونق‬
‫الصالة ّ‬
‫بي‪-‬عليه ّ‬ ‫الن ّ‬
‫ف ّ‬ ‫لقد َع َر َ‬
‫الحض ارة وجزال ة الب داوة‪ ،‬في لف ظ ناص ع‪ ،‬ومع ان ص حاح‪ ،‬وعب ارات مض يئة‪ ،‬ال تكلّ ف فيه ا‪ ،‬وه و‬
‫وي ّنب ه الوعي واإلدراك‪ ،‬ويؤثّر في‬
‫الضمير‪ ،‬ويوقظ العقل‪ ،‬ويالمس اإلحساس‪ُ ،‬‬‫ويهز ّ‬
‫يخاطب الوجدان‪ّ ،‬‬
‫قلوبهم(‪.)1‬‬
‫ق وتخشع ُ‬ ‫ويطيب نفوسهم‪ ،‬حتّى ّإنها لتُذرف دموعهم‪ِ ،‬‬
‫وتر ّ‬ ‫ّ‬ ‫طبين‪،‬‬
‫قلوب المخا َ‬
‫ري يمكن‬
‫والس الم‪ -‬تعت بر أعلى نم وذج بش ّ‬
‫الص الة ّ‬‫بي ‪-‬علي ه ّ‬ ‫الن ّ‬
‫أن لغ ة ّ‬
‫وال يختل ف اثن ان في ّ‬
‫هاما لمختلف العلوم‪ ،‬وهو يحمل من المفاهيم والفوائد ما يغني‬
‫وأن خطابه يش ّكل مصدرا ّ‬
‫االستفادة منه‪ّ ،‬‬
‫أن دراسته والتّنقيب في ه يفض يان إلى علم غزير‪ ،‬يح ّل‬
‫ك في ّ‬
‫الب احث عن غ يره من الخطاب ات‪ ،‬وال ش ّ‬
‫مشاكل عويصة‪ ،‬ويفتح أبوابا كثيرة‪ ،‬استغلقت في عصرنا الّذي نعيشه‪ ،‬وذلك في جميع مجاالت الحياة‪،‬‬
‫تعليمي يحقّ ق الغاي ات‬
‫ّ‬ ‫الدق ة‪ ،‬ويص ل بن ا إلى نت ائج أفض ل‪ .‬وه و ك ذلك "خط اب‬
‫يقربنا من ّ‬ ‫وه و م ا س ّ‬
‫اختص من بين أن واع الخط اب بجمع ه بين التّعليم واإلقن اع واإلمت اع تحت‬
‫ّ‬ ‫بييني ة‪ ،‬وق د‬
‫ريعية والتّ ّ‬
‫التّش ّ‬
‫ِمظلّة التّبليغ"(‪.)2‬‬
‫والسالم‪ -‬وأفعاله وما‬
‫الصالة ّ‬
‫بي ‪-‬عليه ّ‬‫الن ّ‬
‫الصحابة ‪-‬رضوان اهلل عليهم‪ -‬برواية أقوال ّ‬‫وقد اعتنى ّ‬
‫الن بي ‪-‬عليه الص الة والس الم‪ِ -‬‬
‫نفس ه لهم‪،‬‬ ‫تحفيز ّ‬ ‫ومق ّل‪ ،‬ولع ّل سبب عنايتهم هذه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫أقره‪ ،‬فكانوا بين ُمكثر ُ‬
‫ّ‬
‫نض‪$‬ر‬
‫وسلم‪ -‬يق‪$$‬و ّل ّ‬
‫ّ‬ ‫فقد روى أب و داود عن زي د بن ث ابت ّأن ه ق ال‪" :‬سمعت رسول اهلل ‪-‬صلّى اهلل عليه‬

‫الرس ول ‪-‬ص لّى اهلل علي ه وس لّم‪ -‬وفصاحته‪ ،‬مجلّ ة الفيصل‪ ،‬دار الفيصل‬
‫() ينظ ر‪ :‬محم ود مصطفى األعصر‪ ،‬بالغة ّ‬
‫‪1‬‬

‫عودية‪ ،‬العدد‪ ،165 :‬ربيع األو ّل ‪1411‬هـ‪ /‬أكتوبر ‪1990‬م‪ ،‬ص‪.42‬‬‫الس ّ‬


‫الرياض‪ّ ،‬‬‫قافية‪ّ ،‬‬
‫الثّ ّ‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة‬
‫ّ‬ ‫بوي‪ ،‬مجلّ ة جامعة دمش ق لآلداب و العلوم‬
‫الن ّ‬
‫اإليحائي في الخطاب ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ )(2‬هند سحلول‪ ،‬مالمح األسلوب‬
‫دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬المجلّد‪ :33 :‬العدد‪2017 ،01 :‬م‪ ،‬ص‪.63‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫ِ‬
‫حام‪$‬ل فق‪$‬ه‬ ‫ب‬
‫ور ّ‬ ‫ِ‬
‫ب حام‪$‬ل فق‪$‬ه إلى من ه‪$‬و أفق‪$‬ه من‪$‬ه‪ُ ،‬‬
‫اهلل امرًأ سمع م ّن‪$‬ا ح‪$‬ديثا فحفظ‪$‬ه حتّى يبلّغ‪$‬ه‪ ،‬ف ُ‪$‬ر ّ‬
‫ليس بفقيه"(‪.)1‬‬
‫والس الم‪ -‬ويروونه شفاها‪ ،‬وق ّل منهم‬ ‫الص الة ّ‬ ‫الن بي ‪-‬عليه ّ‬ ‫وكان أكثرهم يحفظون ما يسمعون من ّ‬
‫الن اس كانوا يعيبون على من يفعل‬ ‫ألن ّ‬ ‫وربما كان من يعرف الكتابة منهم ُيحجم عنها؛ ّ‬ ‫من كان يكتب‪ّ ،‬‬
‫ب‬ ‫بن َع ٍ‬ ‫عبد ِ‬
‫اهلل ِ‬ ‫الحق معهم‪ ،‬ودليل ذلك ما رواه أبو داوود عن عن ِ‬
‫كنت َأكتُ ُ‬ ‫مرو‪ ،‬قال‪ُ " :‬‬ ‫ّ‬ ‫ذلك‪ ،‬ولم يكن‬
‫ب ك‪$َّ $‬ل‬‫يش‪ ،‬وق‪$$‬الوا‪َ :‬أتكتُ ُ‬‫َه‪ ،‬ف َن َهتْ ِني قُ َ‪$‬ر ٌ‬
‫ُأري‪$ُ $‬د ِح ْفظ ُ‬
‫اهلل صلَّى اهللُ عليه وسلَّم‪ِ ،‬‬‫رسول ِ‬‫ِ‬ ‫َأسم ُع ُه ِمن‬ ‫ٍ‬
‫كل شيء َ‬ ‫َّ‬
‫‪$‬اب‪،‬‬ ‫ت عن ِ‬
‫الكت‪ِ $‬‬ ‫فَأمس ْك ُ‬ ‫والرضا؟‪،‬‬‫الغضب ِّ‬ ‫ِ‬ ‫شٌر َيتكلَّ ُم في‬ ‫شيء تَسمع ُه ورسو ُل ِ‬
‫اهلل صلَّى اهللُ عليه وسلَّم َب َ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َُ‬
‫فَأوم‪َ$$‬أ بُأص‪$ُ $‬ب ِع ِه إلى في‪$$‬ه‪ ،‬فق‪$$‬ال‪ :‬اكتُ ْب؛ فوالَّذي ن ْفس‪$$‬ي‬ ‫ت ذل ‪َ $‬ك لرس‪ِ ِ $‬‬
‫‪$‬ول اهلل ص ‪$‬لَّى اهللُ علي‪$$‬ه وس ‪$‬لَّم‪ْ ،‬‬ ‫ف ‪َ $‬ذ َك ْر ُ‬
‫بيد ِه‪ ،‬ما َي ْخ ُر ُج منه إاَّل ٌّ‬
‫حق"(‪. )2‬‬ ‫ِ‬
‫شفهي‬ ‫خطاب‬ ‫ِ‬
‫وغيرهم‬ ‫الص حابة‬
‫والس الم‪ -‬لمن حوله من ّ‬
‫الص الة ّ‬
‫بي ‪-‬عليه ّ‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫الن ّ‬
‫فإن خطاب ّ‬ ‫ولهذا‪ّ ،‬‬
‫الرسائل الّتي بعثها إلى ملوك األرض‬
‫ويستثنى من ذلك تلك ّ‬
‫كتابيا‪ُ ،‬‬ ‫كلُّه‪ّ ،‬‬
‫لكنه بعد أن ُد ّون أصبح خطابا ّ‬
‫يعرض فيها عليهم اإلسالم‪ ،‬أو ُيجري هدنة معهم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وقادة األمم وال ّشعوب والقبائل في عصره‪،‬‬
‫أن اهلل مثلما‬
‫بوي وتدوينه‪ ،‬لكن يكفينا أن نعلم ّ‬
‫الن ّ‬
‫ولسنا هنا في مقام التّأريخ لمراحل رواية الحديث ّ‬
‫سخر رجاال‬
‫األول‪ ،‬فقد ّ‬‫الزمن ّ‬
‫طري ا كما كان في ّ‬
‫غض ا ّ‬‫سخر صدورا واعية لكتابه الكريم‪ ،‬حفظته لنا ّ‬ ‫ّ‬
‫ذهبهم‬
‫والس الم‪ -‬وفض حوا أم ر من ك ذب علي ه‪ ،‬وك ان م ُ‬
‫الص الة ّ‬
‫الن بي ‪-‬علي ه ّ‬
‫عظام ا ن افحوا عن س ّنة ّ‬
‫وضعفوا ما ضعف‪ ،‬ولم تأخذهم‬
‫ّ‬ ‫صح منها‪،‬‬
‫حري والحيطة والحذر في قَبول األحاديث‪ ،‬فأجازوا ما ّ‬ ‫التّ ّ‬
‫أمة اإلسالم‪.‬‬
‫غير ّ‬
‫أمةٌ ُ‬
‫هوادة أو استكانة في ذلك‪ ،‬فأوصلوا لنا تراثا ّقيما لم تحزه ّ‬
‫وتتمثّل المشكلة األساسية لهذا البحث في األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫بإستراتيجيات الخطاب؟‬
‫ّ‬ ‫ما المقصود‬ ‫‪‬‬
‫والس الم‪ -‬في‬
‫الص الة ّ‬
‫بي ‪-‬علي ه ّ‬
‫الن ّ‬
‫تراتيجيات الخط اب الّ تي اس تخدمها ّ‬
‫ّ‬ ‫آلي ات إس‬
‫أهم ّ‬‫م ا هي ّ‬ ‫‪‬‬
‫حواره مع أبي هريرة –رضي اهلل عنه‪ -‬في حديث اللّبن‪.‬‬
‫والس الم‪ -‬وبن اء فق ه‬
‫الص الة ّ‬
‫بي –علي ه ّ‬
‫الن ّ‬
‫داولي في فهم خطاب ات ّ‬
‫ّ‬ ‫ه ل يس اعد تط بيق المنهج التّ‬ ‫‪‬‬
‫التّواصل لديه؟‬
‫وقد سعى هذا البحث إلى اإلجابة عن هذه األسئلة‪ ،‬انطالقا من معالجة اآلتي‪:‬‬

‫اني (المت وفى‪1420 :‬هـ)‪،‬‬


‫قودري األلب ّ‬
‫ّ‬ ‫محم د ناص ر ال ّدين‪ ،‬بن الح اج ن وح بن نج اتي بن آدم‪ ،‬األش‬
‫() أب و عب د ال ّرحمن ّ‬
‫‪1‬‬

‫للنشر‬
‫عودية‪ ،‬مكتبة المعارف ّ‬
‫الس ّ‬‫الرياض ّ‬‫جستاني‪ ،‬ط‪ّ ،01‬‬
‫ّ‬ ‫الس‬
‫صحيح وضعيف سنن أبي داود لإلمام سليمان بن األشعث ّ‬
‫والتّوزيع‪1419 ،‬هـ‪1998 /‬م‪ ،‬ج‪ ،02‬ص‪ ،411‬رقم‪.3660 :‬‬
‫‪ )(2‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،02‬ص‪ ،408‬رقم‪.3646 :‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫ستراتيجية الخطاب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مفهوم الخطاب وإ‬ ‫‪‬‬
‫إستراتيجيات الخطاب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أنواع‬ ‫‪‬‬
‫بوي في حديث اللّبن الّذي رواه أبو هريرة رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫الن ّ‬
‫إستراتيجيات الخطاب ّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫إستراتيجيات الخطاب‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪.2‬‬
‫الخطاب‪:‬‬ ‫‪1.2‬‬
‫إستراتيجية الخطاب‪ ،‬نشير ‪-‬في عجالة‪ -‬إلى مصطلح (الخطاب)‪ ،‬الّ ذي‬ ‫ّ‬ ‫قبل أن نأتي إلى تعريف‬
‫الدراس ات‪ ،‬وتع ّددت‬
‫يع ّد من أك ثر المص طلحات ش يوعا‪ ،‬وه و واح د من المف اهيم الحديث ة الّ تي اختلفت ّ‬
‫اآلراء في تحدي دها‪ ،‬وه و مفه وم عص ّي عن التّحدي د‪" ،‬غ ُير متّف ق علي ه"(‪ ،)1‬تتنازع ه العدي د من‬
‫النفس‪ ،‬والعل وم‬‫انيات‪ ،‬وعلم االجتم اع‪ ،‬وعلم ّ‬ ‫المعرفي ة؛ كاللّس ّ‬
‫ّ‬ ‫ظري ات والحق ول‬
‫والن ّ‬
‫خصص ات ّ‬ ‫التّ ّ‬
‫األدبي‪ ،‬والفلسفة‪...‬‬
‫ّ‬ ‫والنقد‬
‫ياسية‪ ،‬واإلعالم والتّواصل‪ّ ،‬‬
‫الس ّ‬‫ّ‬
‫كتابي ة‪،‬‬
‫كالمي ة أو ّ‬
‫ّ‬ ‫قصدية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تواصلية‬
‫ّ‬ ‫بأن ه وحدة‬
‫ويمكننا تعريف الخطاب ‪-‬في إطار ما يخدم بحثنا‪ّ -‬‬
‫افي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اعي أو ثق ّ‬
‫لي اجتم ّ‬ ‫نص ا ك امال‪ ،‬وس يلتُها اللّغ ة‪ُ ،‬ينش ئها مخ اطب في س ياق تواص ّ‬
‫ق د تك ون جمل ة أو ّ‬
‫ويتحدد نوع‬
‫ّ‬ ‫طب‪ ،‬أو إقناعه‪ ،‬أو إفهامه‪ ،‬أو التّأثير فيه‪،‬‬‫كتابيا‪ ،‬يهدف من خاللها إلى إفادة مخا َ‬
‫شفويا أو ّ‬
‫ّ‬
‫اطب في‬ ‫الخط اب من خالل المواق ف الّ تي يلقى فيه ا‪ ،‬وطبيع ة األس اليب والطّ رق الّ تي يس تعملها المخ ِ‬
‫ُ‬
‫علميا‪...‬إلخ‪.‬‬
‫اجتماعيا‪ ،‬أو ّ‬
‫ّ‬ ‫سياسيا‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫تربويا‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫دينيا‪ ،‬أو‬
‫تواصله‪ ،‬فيكون خطابا ّ‬
‫حجم ه‪ ،‬فقد يرد جملة‪ ،‬أو مجموعة من الجمل‪ ،‬أو‬
‫بيعي ة من حيث ُ‬‫ط ّ‬ ‫ويختلف الخطاب في اللّغات ال ّ‬
‫حجاجي ا‪ ،‬أو ّفنّي ا‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫وصفيا‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫سرديا‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫نصا متكامال‪ ،‬كما قد يختلف من حيث نمطُ ه‪ ،‬فيكون خطابا‬
‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫الخطابية المعروفة ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫علميا‪ ،‬إلى غير ذلك من األنماط‬
‫ّ‬
‫العربي ة إلى إطالق ه على لف ظ القرآن الكريم والحديث‬
‫ّ‬ ‫وترج ع أص الة مصطلح الخط اب في الثّقاف ة‬
‫نص ا م ّدونا ثابت ا‬
‫فع ال‪ ،‬وليس ّ‬
‫تفاعلي ا في ح دث ّ‬
‫ّ‬ ‫الش ريف‪ ،‬فق د اعت بره علم اء أص ول ال ّدين ق وال‬
‫وي ّ‬‫النب ّ‬
‫ّ‬
‫لغوي‬
‫ّ‬ ‫رعي‪ ،‬فالخطاب في لفظه شك ٌل‬
‫الخطاب ال ّش ّ‬
‫َ‬ ‫والسّنة‪:‬‬
‫رعية من الكتاب ّ‬
‫فقط‪ ،‬فأطلقوا على األدلّة ال ّش ّ‬
‫المدون(‪.)3‬‬
‫ّ‬ ‫كنص الكتاب أو األثر‬
‫نصا‪ّ ،‬‬‫تواصلي‪ ،‬فإن اجتُزئ من سياقه‪ ،‬صار ّ‬
‫ّ‬ ‫تفاعلي أو‬
‫ّ‬ ‫في سياق‬

‫العام ة‬
‫رية ّ‬ ‫ربي‪ ،‬مجلّ ة فص ول‪ ،‬الهيئ ة المص ّ‬
‫األدبي في الخليج الع ّ‬
‫ّ‬ ‫النقد‬
‫رحي في ّ‬
‫نوري ة ص الح‪ ،‬الخط اب المس ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ )(1‬ف وزي‬
‫للكتاب‪ ،‬مصر‪ ،‬المجلّد‪ ،16 :‬العدد‪1997 ،03 :‬م‪ ،‬ص‪.189‬‬
‫الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،‬دار األمان‪1431 ،‬هـ‪2010 /‬م‪،‬‬
‫العربي ة‪ ،‬ط‪ّ ،01‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )(2‬ينظر‪ :‬أحمد المتو ّك ل‪ ،‬الخطاب وخصائص اللّغة‬
‫ص‪.21‬‬
‫تطبيقي ة آلس اليب التّ أثير واإلقن اع‬
‫ّ‬ ‫نظري ة أح داث اللّغ ة‪ :‬دراس ة‬
‫ّ‬ ‫‪ )(3‬ينظ ر‪ :‬محم ود ع ّكاش ة‪ ،‬تحلي ل الخط اب في ض وء‬
‫النشر للجامعات‪1435 ،‬هـ‪2014 /‬م‪ ،‬ص‬ ‫سوي في القرآن الكريم‪ ،‬ط‪ ،01‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬دار ّ‬‫الن ّ‬‫الحجاجي في الخطاب ّ‬
‫ّ‬
‫‪.18 ،17‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫سياقية‪ ،‬لها سمات غير‬


‫ّ‬ ‫أساسية ال يقوم الخطاب‪ ،‬وال يتبلور إاّل بها‪ ،‬وهي "عناصر‬
‫ّ‬ ‫وثمة عناصر‬‫ّ‬
‫ِ‬ ‫(‪)1‬‬
‫الس ياق" ‪ ،‬وهي‪ :‬المخ اطب‪ ،‬والمخ اطب‪ ،‬والخط اب‪ ،‬و"العناص ر‬‫داوليا في ّ‬
‫ّ‬ ‫ألنه ا تج ري ت‬
‫ثابت ة؛ ّ‬
‫العام ة‪،...‬‬
‫االجتماعي ة ّ‬
‫ّ‬ ‫المش تركة‪ ،‬مث ل العالق ة بين ط رفي الخط اب‪ ،‬والمعرف ة المش تركة‪ ،‬والظّ روف‬
‫عملية التّواصل"(‪.)2‬‬
‫والقيود الّتي تؤطّر ّ‬
‫إستراتيجية الخطاب‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 2.2‬مفهوم‬
‫تنو ِع في الخطاب نفسه‪ ،‬حينما ينتجه المرسل‪،‬‬
‫الس ياق‪ ،‬وعناصر تشكيل الخطاب إلى ّ‬
‫تنوع ّ‬
‫يؤدي ّ‬
‫ّ‬
‫لعملي ة حدثت عبر‬
‫ّ‬ ‫نوع نتيجة‬
‫أن هذا التّ ّ‬
‫لغوي ا‪ .‬ويغدو واضحا ّ‬
‫تنوعا في أشكال الخطابات ّ‬
‫"مم ا يستتبع ّ‬
‫ّ‬
‫إستراتيجية الخطاب"(‪.)3‬‬
‫ّ‬ ‫بأنها‬
‫العملية توسم ّ‬
‫ّ‬ ‫غوي‪ ،‬وهذه‬
‫ياقي والتّش ّكل اللّ ّ‬
‫الس ّ‬‫نوع ّ‬
‫ممتد بين التّ ّ‬
‫مساق ّ‬
‫اإلستراتيجية والخطاب‪ .‬ولكي نصل‬
‫ّ‬ ‫(إستراتيجية الخطاب) من مصطلحين‪ ،‬هما‬
‫ّ‬ ‫ويتألّف مصطلح‬
‫(اإلستراتيجية)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العام‬
‫نعرف المفهوم ّ‬ ‫الخاص (الخطاب)‪ ،‬وبقي أن ّ‬
‫ّ‬ ‫عرفنا المفهوم‬
‫إلى تحديد مفهومه قد ّ‬
‫ظ روف المحيط ة بالخط اب‪ ،‬والعقب ات والعوائ ق الّ تي تعترض ه‪،‬‬
‫تراتيجيات ب اختالف ال ّ‬
‫ّ‬ ‫تختل ف اإلس‬
‫هني ة للمتخاطبين‪ ،‬وطبيعة العالقة بينهم‪ ،‬لذا‬
‫غيرات الّتي تطرأ على عناصره‪ ،‬واختالف القدرات ال ّذ ّ‬ ‫والتّ ّ‬
‫بكيفي ات منظّم ة‬
‫تراتيجية المناس بة‪ ،‬و"اس تعمال اللّغ ة ّ‬
‫ّ‬ ‫يح اول المرس ل دائم ا التّنوي ع في اختي ار اإلس‬
‫(‪)4‬‬
‫"أن‬
‫فع اال غير مكلّ ف‪ ،‬وهذا يعني ّ‬
‫واصلي‪ ،‬منتهجا في ذلك أسلوبا ّ‬
‫ّ‬ ‫للسياق التّ‬
‫ومتناسقة" ‪ ،‬لتكون مناسبة ّ‬
‫وشعورية"(‪.)5‬‬
‫ّ‬ ‫مستمرة‬
‫ّ‬ ‫الخطاب المنجز يكون خطابا مخطّطا له‪ ،‬بصفة‬
‫تراتيجية الخط اب المناس بة‪ ،‬ينبغي أن يمتل ك كفاي ة تواص ّلية تف وق‬
‫ّ‬ ‫وليتم ّكن المرس ل من اختي ار إس‬
‫غوي ة تص ف م ا يس تطيع أن يفعل ه‬ ‫إن "الق وانين اللّ ّ‬
‫الس ياق؛ إذ ّ‬
‫يتكي ف م ع ّ‬ ‫غوي ة‪ ،‬تجعل ه ّ‬
‫كفايت ه اللّ ّ‬
‫فإنه ا تص ف م ا ُيستحس ن فعل ه‪ .‬وتتعام ل‬ ‫أم ا ق وانين التّواص ل‪ّ ،‬‬
‫معين ة‪ّ ،‬‬
‫المرس ل‪/‬المرس ل إلي ه في لغ ة ّ‬
‫بادلي ة"(‪ .)6‬ولتفعي ل‬
‫لوكيات التّواص ّلية التّ ّ‬
‫الس ّ‬‫عملي ة اختي ار أفض ل الوس ائل ت أثيرا من ّ‬
‫تراتيجيات م ع ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلس‬

‫تداولي ة)‪ ،‬ط‪ ،01‬بنغ ازي‪ ،‬ليبي ا‪ ،‬دار الكت اب‬


‫ّ‬ ‫لغوي ة‬
‫تراتيجيات الخط اب (مقارب ة ّ‬
‫ّ‬ ‫هري‪ ،‬اس‬
‫الش ّ‬
‫‪ )(1‬عب د اله ادي بن ظ افر ّ‬
‫الجديد المتّحدة‪2004 ،‬م‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ )(2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ )(3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ )(4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪ )(5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫ومي‪،‬‬
‫داولي ة‪ ،‬ترجم ة‪ :‬س عيد عل وش‪ ،‬مرك ز اإلنم اء الق ّ‬
‫الش هري‪ ،‬ص‪ ،59‬نقال عن‪ :‬فرانس وا أرمينك و‪ ،‬المقارب ة التّ ّ‬
‫‪ّ )(6‬‬
‫الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،‬دط‪ ،1986 ،‬ص‪.07‬‬
‫ّ‬

‫‪5‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫ط ة‪ ،‬طريقة‪ ،‬ينتهجها المرسل ليحقّ ق أهدافه من خالل‬


‫آلي ة‪ ،‬منهج‪ ،‬خ ّ‬
‫بد من وضع ّ‬ ‫واصلية ال ّ‬
‫ّ‬ ‫الكفاية التّ‬
‫اجتماعية(‪.)1‬‬
‫ّ‬ ‫نفسية‪ ،‬أو‬
‫علمية‪ ،‬أو ّ‬
‫إستراتيجيات ّ‬
‫ّ‬ ‫خطابه‪ ،‬مستعينا في ذلك ‪-‬مع اللّغة‪ -‬بك ّل ما يمكنه من‬
‫الخطابي ة المناسبة َم َر ُّده‬
‫ّ‬ ‫لإلستراتيجيات‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫واختيارهم‬ ‫الناس في قدرتهم على إنجاز خطاباتهم‬ ‫وتفاوت ّ‬
‫واصلية‪ ،‬ويتّضح ذلك "عند قصور البعض في التّعبير عن قصده‪ ،‬أو دون تحقيق‬ ‫ّ‬ ‫إلى تفاوت كفاياتهم التّ‬
‫السياق أو تشابه"(‪.)2‬‬
‫أهدافه؛ فقد يخفق أحدهم في حين ُيوفّق غيره مع تماثل في بعض عناصر ّ‬
‫اق الكث يرين إلى محاول ة تحس ين كف ايتهم التّواص ّلية‪ ،‬من خالل التّعلّم والم ران‬
‫وق د دف ع ه ذا اإلخف ُ‬
‫متنوع ة‪ ،‬إيمان ا منهم بض رورة ذل ك في تحقي ق أه دافهم‬
‫اجتماعي ة ّ‬
‫ّ‬ ‫واالس تعمال المكثّ ف للّغ ة في مواق ف‬
‫سوي"(‪.)3‬‬
‫ّ‬ ‫إبداعيا يمارسه ك ّل إنسان‬
‫ّ‬ ‫اإلستراتيجية عمال‬
‫ّ‬ ‫"تعد‬
‫وغاياتهم‪ ،‬لذا ّ‬
‫الن اس ال يعتم د على‬
‫إن التّواص ل بين ّ‬
‫وألن الخط اب ال يتجلّى دون اس تعمال العالم ات المناس بة‪ ،‬ف ّ‬
‫ّ‬
‫فظي ة‪ ،‬الّ تي قد تجعل الخطاب‬
‫بيعي ة وحدها‪ ،‬وإ ّنما يحتاج إلى استعمال بعض العالمات غير اللّ ّ‬
‫ط ّ‬‫اللّغة ال ّ‬
‫المتأدب أو العدواني‪ ،‬وغير ذلك من األوصاف(‪.)4‬‬
‫ّ‬ ‫السلوك‬
‫بأنه نوع من ّ‬‫يوصف ّ‬
‫فن يستعمله المرس ل‪ ،‬وطريق ةٌ يتّخذها عند إنت اج‬
‫بأنه ا‪ّ :‬‬
‫إستراتيجية الخطاب ّ‬
‫ّ‬ ‫وعليه يمكنن ا تعريف‬
‫خطابه‪ ،‬يسعى من خاللها إلى التّعبير عن مقاصده‪ ،‬وتحقيق أهدافه‪ ،‬والتّ أثير في غيره‪ ،‬موظّفا في ذلك‬
‫الس ياق وعناص ره المختلف ة‪ ،‬واللّغ ة‬
‫فظي‪ ،‬مراعي ا ّ‬
‫فظي وغ ير اللّ ّ‬
‫م ا ُيت اح ل ه من أس اليب التّواص ل اللّ ّ‬
‫وردة فعله‪ ،‬ومختلف العوائق والعقبات الّتي قد تعترضه‪.‬‬
‫بيعية المستعملة‪ ،‬وطبيعة المتلقّي وأحواله‪ّ ،‬‬
‫ط ّ‬ ‫ال ّ‬
‫إستراتيجيات الخطاب‪ ،‬هي(‪:)5‬‬
‫ّ‬ ‫ثمة ثالثة معايير تُص ّنف حسبها‬ ‫فإن ّ‬
‫وعموما ّ‬
‫تفرعت‬
‫أخالقي‪ :‬يمثّ ل العالقة بين طرفي الخطاب (المرسل والمرسل إليه)‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫اجتماعي‬
‫ّ‬ ‫‪01‬ـ معيار‬
‫وجيهية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ضامنية والتّ‬
‫ّ‬ ‫اإلستراتيجيتان التّ‬
‫ّ‬ ‫عنه‬
‫يعب ر عن‬
‫داللي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫لغوي‪ :‬وهو معيار شكل الخطاب‪ ،‬واللّغة المستعملة فيه‪ ،‬وهو معيار‬ ‫ّ‬ ‫‪02‬ـ معيار‬
‫لميحية‪.‬‬
‫اإلستراتيجية التّ ّ‬ ‫وتأسست عليه‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫لميحية‪ّ ،‬‬
‫الداللة المباشرة‪ ،‬أو التّ ّ‬
‫المخاطب‪ ،‬تُستعمل فيه ّ‬ ‫مقاصد‬
‫اإلقناعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإلستراتيجية‬
‫ّ‬ ‫وتأسست عليه‬
‫‪03‬ـ معيار هدف الخطاب‪ :‬غايته التّأثير في المتلقّي‪ّ .‬‬
‫بإستراتيجيات الخطاب وتحديد‬
‫ّ‬ ‫اهتمت‬
‫والدراسات لدى العرب والغرب الّ تي ّ‬ ‫وقد كثرت البحوث ّ‬
‫هري)‬
‫الش ّ‬
‫أنواعه ا تبع ا للمج ال الّ ذي ت رد في ه‪ ،‬ولع ّل العم ل الطّّيب الّ ذي ق ام ب ه (عب د اله ادي بن ظ افر ّ‬

‫تطبيقي ة‪ -‬مجلّ ة بح وث كلّّي ة‬


‫ّ‬ ‫اإلعالني وبالغت ه ‪-‬نم اذج‬
‫ّ‬ ‫تراتيجيات الخط اب‬
‫ّ‬ ‫محم د نوف ل‪ ،‬التّواص ل وإ س‬
‫() ينظ ر‪ :‬وداد ّ‬
‫‪1‬‬

‫اآلداب‪ ،‬كلّية التّربية‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.79،80‬‬


‫‪ )(2‬ال ّشهري‪ ،‬مرجع سابق‪.61 ،‬‬
‫‪ )(3‬المرجع نفسه‪.62 ،‬‬
‫‪ )(4‬ينظر‪ :‬المرجع نفسه‪.56 ،55 ،‬‬
‫‪ )(5‬ينظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.87،88‬‬

‫‪6‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫تراتيجيات عارض ا ّإياه ا في أربع ة‬


‫ّ‬ ‫والرج وع إلي ه؛ إذ ق د ق ام بتجمي ع ه ذه اإلس‬
‫يحس ن االعتم اد علي ه‪ّ ،‬‬
‫ُ‬
‫تراتيجية‬
‫ّ‬ ‫لميحي ة‪ ،‬اإلس‬
‫تراتيجية التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫وجيهي ة‪ ،‬اإلس‬
‫ّ‬ ‫تراتيجية التّ‬
‫ّ‬ ‫امنية‪ ،‬اإلس‬
‫تراتيجية التّض ّ‬
‫ّ‬ ‫أن واع هي‪ :‬اإلس‬
‫اإلقناعية‪.‬‬
‫ّ‬
‫إستراتيجيات الخطاب‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .3‬أنواع‬
‫ضامنية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اإلستراتيجية التّ‬
‫ّ‬ ‫‪1.3‬‬
‫لوكیة‪ ،‬توظَّف ض من المواق ف‬
‫حركی ة س ّ‬
‫ّ‬ ‫خطابی ة‬
‫ّ‬ ‫"آلی ة‬
‫بأنه ا ّ‬
‫امنية ّ‬
‫تراتيجية التّض ّ‬
‫ّ‬ ‫يمكن تعري ف اإلس‬
‫التّواص ّلیة؛ تق وم على المواءم ة‪ ،‬واالنس جام‪ ،‬واأللف ة‪ ،‬وته دف إلى توطید وتث بیت عالق ة م ع ط رف م ا‬
‫يجس د بها درجة عالقته بالمرسل إليه‬‫اإلستراتيجية "الّ تي يحاول المرسل أن ّ‬
‫ّ‬ ‫لغرض ما"(‪ .)1‬وهي كذلك‬
‫يعب ر عن م دى احترام ه له ا‪ ،‬ورغبت ه في المحافظ ة عليه ا‪ ،‬أو تطويره ا‪ ،‬بإزال ة مع الم‬
‫ونوعه ا‪ ،‬وأن ّ‬
‫َ‬
‫قرب من المرسل إليه وتقريبه"(‪.)2‬‬ ‫الفروق بينهما‪ .‬وإ جماالً هي محاولة التّ ّ‬
‫االجتماعي ة بين‬
‫ّ‬ ‫والتّق ّرب من المرس ل إلي ه وتقريب ه يعتم دان باألس اس على إلغ اء المس افات‬
‫مم ا يسمح‬
‫وتهذيب ه‪ّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ب في الخطاب‬ ‫أد ُ‬
‫الس لطة‪ ،‬ليح ّل مكانه عامل آخر هو التّ ّ‬
‫المتخاطبين‪ ،‬وإ بعاد عامل ّ‬
‫أن‬
‫ق فيه ا ش رطُ (اإلخالص) الّ ذي "يجع ل المرس ل إلي ه يش عر ّ‬‫بإقام ة عالق ة تفاع ل على نح و م ا‪ُ ،‬يحقّ َ‬
‫منفعية"(‪.)3‬‬
‫ّ‬ ‫دوافع أو أغراض‬
‫َ‬ ‫أي‬
‫طبيعيا خاليا من ّ‬
‫ّ‬ ‫المرسل يميل إليه ميال‬
‫وجيهية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اإلستراتيجية التّ‬
‫ّ‬ ‫‪2.3‬‬
‫وجيهي ة إلى ف رض‬
‫ّ‬ ‫تراتيجية التّ‬
‫ّ‬ ‫امنية‪ ،‬يس عى المرس ل من خالل اإلس‬
‫تراتيجية التّض ّ‬
‫ّ‬ ‫بخالف اإلس‬
‫وص اية وقي ٍد على المرس ل إلي ه‪ ،‬بش كل أو ب آخر‪ ،‬أو ممارس ة س لطة علي ه‪ ،‬بتوجيه ه إلى م ا ينفع ه‪ ،‬أو‬
‫عاملي‪،‬‬ ‫السياق غير مناسب للخطابات المرنة‪ ،‬والتّ ِ‬
‫أدب التّ‬ ‫يضره‪ ،‬ويستعمل ذلك حينما يكون ّ‬
‫ّ‬ ‫عما ّ‬
‫صرفه ّ‬
‫تمرارية الخط اب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ألن المرس ل يس عى دائم ا إلى الحف اظ على اس‬
‫ام ة علي ه؛ ّ‬
‫الس يطرة التّ ّ‬
‫وال يع ني ذل ك ّ‬
‫وتحقيق الهدف منه‪ ،‬والحفاظ على عالقته مع المرسل إليه‪.‬‬
‫لميحية‪:‬‬
‫اإلستراتيجية التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪3.3‬‬
‫تراتيجية غ ير مباش رة‪ ،‬يبلّ غ المرس ل من خالله ا‬
‫ّ‬ ‫بأنه ا إس‬
‫لميحي ة ّ‬
‫تراتيجية التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ويمكن تعري ف اإلس‬
‫خطاب ه تلميح ا دون تص ريح‪ ،‬لغاي ة من الغاي ات‪ ،‬تتعلّ ق ب ه‪ ،‬أو بالمرس ل إلي ه‪ ،‬أو ب الظّروف المحيط ة‬
‫الس ياق‪،‬‬
‫ؤدي المقص ود‪ .‬ويعتم د في ذل ك على عناص ر ّ‬
‫رفي لن ي ّ‬
‫أن المع نى الح ّ‬
‫بالخط اب‪ ،‬حينم ا يعلم ّ‬

‫‪ )(1‬براهيمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35‬‬


‫هري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.257‬‬
‫() ال ّش ّ‬
‫‪2‬‬

‫‪ )(3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.258‬‬

‫‪7‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫لي‪ ،‬واس تنباط مختل ف ال ّدالالت والمقاص د الّ تي‬


‫وعلى ق درة المرس ل إلي ه على تحلي ل الموق ف التّواص ّ‬
‫يحملها الخطاب‪.‬‬
‫تراتيجية‪ -‬ليس المع نى الموج ود في الخط اب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أن المع نى المقص ود ‪-‬في ظ ّل ه ذه اإلس‬
‫وه ذا يع ني ّ‬
‫الدالة على قصد المرسل‪.‬‬
‫السياق‪ ،‬والقرائن ّ‬‫وإ ّنما هو المعنى الّذي يمكن إدراكه من خالل ّ‬
‫تواصلية‪ ،‬وقد‬
‫ّ‬ ‫سياقية"(‪ ،)1‬وغايات‬
‫ّ‬ ‫ولجوء المرسل إليه إلى التّلميح في خطابه يكون "استجابة لدواع‬
‫بكي)‬
‫(الس ّ‬
‫علماء العرب القدامى حين كالمهم عن العدول من الحقيقة إلى المجاز؛ منهم اإلمام ّ‬
‫ُ‬ ‫أدرك ذلك‬
‫أن هذا العدول يكون ألغراض‪ ،‬منها‪" :‬ثقل الحقيقة‪ ،‬أو بشاعتها‪ ،‬أو جهلها‪ ،‬أو بالغته ‪-‬أي‬ ‫الّ ذي رأى ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫أن من أغراض العدول إلى المجاز‬ ‫يوطي) الّ ذي رأى ّ‬
‫ّ‬ ‫(الس‬
‫ّ‬ ‫ومنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫المجاز‪ -‬أو شهرته‪ ،‬أو غير ذلك"‬
‫الش يء الّ ذي ه و المج از ال يفي د العلم‬ ‫التّلطّ ف؛ إذ يق ول‪" :‬ف التّعبير بالحقيق ة يفي د ِ‬
‫العلم‪ ،‬والتّعب ير بل وازم ّ‬
‫نفسانية‪ ،‬فكان المجاز آكد وألطف"(‪.)3‬‬
‫ّ‬ ‫بالتّمام‪ ،‬فيحصل على دغدغة‬
‫اإلقناعية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اإلستراتيجية‬
‫ّ‬ ‫‪4.3‬‬
‫بالنفع‪ ،‬تتفاوت‬
‫خطابي ة تعود عليه ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلستراتيجية إلى تحقيق أهداف‬
‫ّ‬ ‫يرمي المرسل من استعمال هذه‬
‫يتبني‬
‫أهمّيتها‪ ،‬حسب نوع الخطاب‪ ،‬والمجال الّ ذي يرد فيه‪ ،‬كالتّأثير في المرسل إليه‪ ،‬وجعله ّ‬
‫من حيث ّ‬
‫رأيا أو معتقدا أو فكرة ما‪ ،‬ويتخلّى عن أخرى‪ ،‬أو دفعه إلى فعل شيء‪ ،‬والتّخلّي عن آخر‪ ،‬و "تبصيره‬
‫الرأي أو الفكرة‪،‬‬
‫"بمجرد اعتق اد الطّ رف اآلخ ر بص حة ّ‬
‫ّ‬ ‫بالرأي الّ ذي يوص له إلي ه"(‪ .)4‬ويحص ل االقن اع‬
‫ّ‬
‫(‪)5‬‬
‫بالض رورة" ‪ ،‬فال يتحقّ ق اإلقناع ما لم يتحقّ ق‬
‫ّ‬ ‫حتّى وإ ن لم ُيترجم عمله إلى سلوك يترتّب عليه اقتناعه‬
‫االقتناع‪.‬‬
‫تراتيجية‬
‫ّ‬ ‫ويعتم د اإلقن اع على الحج اج بوص فه أداة ووس يلة لتحقي ق أه داف الخط اب‪ ،‬فالحج اج إس‬
‫(‪)6‬‬
‫ماس ة إلى الحجاج والجدل‪ ،‬في‬
‫تتأسس تبعا لسياق الخطاب ‪ ،‬وقد كانت حاجة اإلنسان منذ القدم ّ‬
‫لغوية ّ‬
‫ّ‬

‫هري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.370‬‬ ‫() ال ّش ّ‬


‫‪1‬‬

‫ري (المت وفّى‪794 :‬هـ)‪ ،‬تش نيف المس امع بجم ع الجوام ع‪،‬‬ ‫‪ )(2‬ب در ال ّدين‪ ،‬محم د بن به ادر‪ ‬بن عب د اهلل َّ ِ‬
‫الز ْر َكش ِّي المص ّ‬ ‫ّ‬
‫العلمي ة‪2013 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،01‬ص‬‫ّ‬ ‫الكتب‬ ‫دار‬ ‫ان‪،‬‬ ‫لبن‬ ‫يروت‪،‬‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬‫‪01‬‬ ‫ط‬ ‫حيم‪،‬‬ ‫ر‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫عب‬ ‫بن‬ ‫ر‬ ‫عم‬ ‫بن‬ ‫يني‬
‫ّ‬ ‫الحس‬ ‫تحقي ق‪ :‬أب و عم رو‬
‫‪.226‬‬
‫يوطي (المتوفّى‪911 :‬هـ)‪ ،‬المزهر في علوم اللّغة وأنواعها‪ ،‬تحقيق‪ :‬فؤاد‬
‫ّ‬ ‫الس‬
‫الدين ّ‬
‫الرحمان بن أبي بكر جالل ّ‬
‫()عبد ّ‬
‫‪3‬‬

‫العلمية‪1418 ،‬هـ‪1998 /‬م‪ ،‬ج‪ .01‬ص‪.286‬‬ ‫ّ‬ ‫علي منصور‪ ،‬ط‪ ،01‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الكتب‬
‫انيات‪ :‬المج ال والوظيف ة والمنهج‪ ،‬ط‪ ،02‬إرب د‪ ،‬األردن‪ ،‬ع الم الكتب الح ديث‪1429 ،‬هـ‪/‬‬
‫() س مير ش ريف اس تيتيه‪ ،‬اللّس ّ‬
‫‪4‬‬

‫‪2008‬م‪ ،‬ص‪.700‬‬
‫‪ )(5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.700‬‬
‫‪ )(6‬ينظر‪ :‬منصور جودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72‬‬

‫‪8‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫جية في اإلنس ان‪ ،‬ق ال اهلل ‪-‬تع الى‪:-‬‬


‫ق‪ ،‬أو في بط ره‪ ،‬وه و طبيع ة وس ّ‬ ‫إق رار الح ّ‬
‫ش ْي ٍء‪َ  ‬ج َداًل ﴾ ]الكهف‪.[54 :‬‬
‫ان‪َ ‬أ ْكثََر‪َ  ‬‬
‫س ُ‬‫ان‪ ‬اِإْل ْن َ‬
‫﴿ َو َك َ‬
‫بوي في حديث اللّبن‪:‬‬ ‫إستراتيجات الخطاب ال ّن ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪.4‬‬
‫الحديث‪:‬‬
‫َأن ََأبا ُهَر ْي‪$َ $‬رةَ‪،‬‬ ‫اه ٌد‪َّ ،‬‬ ‫يث‪ -‬ح َّدثََنا عمر ْب ُن َذٍّر‪ ،‬ح َّدثََنا مج ِ‬ ‫ف َه َذا الح ِد ِ‬ ‫"ح َّدثَِني َأبو ُنع ْيٍم ‪ِ -‬ب َن ْح ٍو ِم ْن ِنص ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫َأَلش ‪ُّ $‬د‬
‫ت ُ‬ ‫‪$‬وع‪َ ،‬وِإ ْن ُك ْن ُ‬ ‫الج‪ِ $‬‬ ‫َأَلعتَ ِم‪$ُ $‬د ِب َك ِب‪$ِ $‬دي علَى اَألر ِ ِ‬ ‫َان َيقُ‪$$‬و ُل‪َ :‬أللَّ ِه الَِّذي الَ ِإ َ‬
‫لَه ِإاَّل ُه‪$َ $‬و‪ِ ،‬إ ْن ُك ْن ُ‬
‫ض م َن ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت ْ‬ ‫ك َ‬
‫‪$$‬ر‪،‬‬ ‫َر َُأب‪$$‬و َب ْك ٍ‬‫‪$$‬ه‪ ،‬فَم َّ‬ ‫‪$$‬ون ِم ْن ُ‬
‫يق ِه ُم الَِّذي َي ْخ ُر ُج َ‬ ‫َر ِ‬ ‫ت َي ْومًا َعلَى ط ِ‬ ‫َد ُ‬
‫قَد قَع ْ‬
‫‪$$‬وع‪َ ،‬ولَ ْ‬ ‫الج ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الحجَ َر َعلَى َب ْطني م َن ُ‬ ‫َ‬
‫ش ِبع ِني‪ ،‬فَم َّر ولَم ي ْفع ْل‪ ،‬ثَُّم مَّر ِبي عمر‪ ،‬فَس‪َ$‬أْلتُ ُه ع ْن آي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فَسَأْلتُ ُه ع ْن آي ٍة ِم ْن ِكتَ ِ ِ‬
‫َة‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ‬ ‫اب اللَّه‪َ ،‬ما َ‬
‫سَأْلتُ ُه ِإاَّل ل ُي ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫س ‪$‬لَّ َم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ش ‪ِ $‬ب َع ِني‪ ،‬فَم َّ‬
‫س ‪َ$‬أْلتُ ُه ِإاَّل ِل ُي ْ‬ ‫ِم ْن ِك ِ ِ‬
‫ص ‪$‬لَّى اهللُ َعلَ ْي‪$$‬ه َو َ‬ ‫َر ِبي َُأب‪$$‬و القَاس ‪$‬م َ‬ ‫َل‪ ،‬ثَُّم م َّ‬‫َر َفلَ ْم َي ْفع ْ‬ ‫تَاب اللَّه‪ ،‬مَا َ‬
‫س‪$‬و َل‬ ‫‪$‬ك يَا َر ُ‬ ‫ت‪ :‬لَب َّْي‪َ $‬‬‫قَال‪« :‬يَا َأبَا ِه‪$ٍّ $‬ر» ُق ْل ُ‬‫ف مَا ِفي َن ْف ِس‪$‬ي َومَا ِفي َو ْج ِهي‪ ،‬ثَُّم َ‬ ‫َر َ‬ ‫س‪$‬م ِح َ ِ‬
‫ين َرآني‪َ ،‬وع َ‬ ‫فَتََب َّ َ‬
‫قَد ٍح‪ ،‬فَقَا َل‪ِ :‬‬ ‫فَد َخ َل‪ ،‬فَ َوجَ َد لَ َبنًا ِفي َ‬ ‫استَْأ َذ َن‪ ،‬فَ َِأذ َن ِلي‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫«م ْن‬ ‫ضى فَتَِب ْعتُ ُه‪ ،‬فَ َد َخ َل‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ق» َو َم َ‬ ‫اللَّه‪ ،‬قَا َل‪َ :‬‬
‫«الح ْ‬
‫ق‬‫قَال‪« :‬الحَ ْ‬ ‫س‪$‬و َل اللَّ ِه‪َ ،‬‬ ‫ت‪َ :‬لب َّْي َك َيا َر ُ‬ ‫«َأبا ِهٍّر» ُق ْل ُ‬‫ال‪َ :‬‬ ‫َأه َداهُ َل َك فُالَ ٌن َْأو فُالَ َنةُ‪َ ،‬ق َ‬ ‫َْأي َن َه َذا اللَّ َب ُن؟» قَالُوا‪ْ :‬‬
‫َال َوالَ َعلَى‬ ‫َأه‪$ٍ $‬ل َوالَ م ٍ‬ ‫ون ِإلَى ْ‬ ‫َْأو َ‬ ‫اف اِإل ِ‬
‫س‪$‬الَم‪ ،‬الَ ي ُ‬ ‫ْ‬ ‫الص‪$‬فَّ ِة ْ‬
‫َأض‪َ $‬ي ُ‬ ‫َأه‪ُ $‬ل ُّ‬ ‫الصفَّ ِة فَ ْاد ُع ُه ْم ِلي» قَا َل‪َ :‬و ْ‬ ‫َأه ِل ُّ‬ ‫ِإلَى ْ‬
‫اب ِم ْنهَا‬ ‫َأص‪َ $‬‬ ‫س‪َ $‬ل ِإلَ ْي ِه ْم َو َ‬
‫ش‪ْ $‬يًئا‪ ،‬وِإ َذا َأتَتْ ُ ِ‬
‫‪$‬ه َهد َّي ٌة َْأر َ‬ ‫َ‬ ‫َاو ْل ِم ْنهَا َ‬ ‫ص‪َ $‬دقَ ٌة َب َع َث ِبهَا ِإلَ ْي ِه ْم َولَ ْم َيتَن َ‬‫‪$‬ه َ‬‫َأح ٍد‪ِ ،‬إ َذا َأتَتْ‪ُ $‬‬
‫َ‬
‫يب ِم ْن هَ َذا‬ ‫ق َأنَا ْ ِ‬
‫َأن ُأص‪َ $‬‬ ‫ت َأحَ ُّ‬ ‫الص‪$‬فَّ ِة‪ُ ،‬ك ْن ُ‬
‫َأه ِ‪$‬ل ُّ‬ ‫ت‪َ :‬ومَا هَ َذا اللَّ َب ُن ِفي ْ‬ ‫اء ِني َذِل َك‪ ،‬فَ ُق ْل ُ‬
‫س َ‬ ‫يها‪ ،‬فَ َ‬
‫ِ‬
‫ش َر َك ُه ْ‪$‬م ف َ‬
‫َوَأ ْ‬
‫َأن َي ْبلُ َغ ِني ِم ْن هَ َذا اللَّ َب ِن‪َ ،‬ولَ ْم‬
‫س‪$‬ى ْ‬ ‫ُأعطي ِه ْم‪َ ،‬ومَا َع َ‬
‫ت َأنَا ْ ِ‬ ‫َر ِني‪ ،‬فَ ُك ْن ُ‬
‫اء َأم َ‬ ‫اللَّ َب ِن َ‬
‫ش ْر َب ًة َأتَقَ َّوى ِب َها‪ ،‬فَِإ َذا جَ َ‬
‫س ‪$‬لَّ َم ُب‪$$‬دٌّ‪ ،‬فََأتَ ْيتُ ُه ْم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َة اللَّ ِه و َ ِ‬ ‫ط اع ِ‬ ‫َي ُك ْن ِم ْن َ‬
‫اس ‪$‬تَْأ َذ ُنوا‬
‫فَد َع ْوتُ ُه ْم‪ ،‬فََأقَْبلُوا‪َ ،‬ف ْ‬ ‫ص ‪$‬لَّى اهللُ َعلَ ْي‪$$‬ه َو َ‬ ‫س ‪$‬وِله َ‬ ‫طاعَة َر ُ‬ ‫َ‬
‫قَال‪ُ « :‬خ‪ْ $$‬ذ‬‫ول اللَّ ِه‪َ ،‬‬ ‫س‪َ $ $‬‬
‫‪$‬ك يَا َر ُ‬ ‫الب ْي ِت‪ ،‬قَا َل‪« :‬يَا َأبَا ِه‪$ٍّ $‬ر» ُق ْل ُ‬
‫ت‪ :‬لَب َّْي‪َ $‬‬ ‫ِ‬
‫س‪ُ $ $‬ه ْم م َن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فََأذ َن لَ ُه ْم‪َ ،‬وَأخَ ُذوا‪َ $‬م َجال َ‬
‫ُأع ِطي‪$ِ $‬ه‬ ‫َر ُّد َعلَ َّي َ‬
‫القَد َح‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ب َحتَّى َي ْر َوى‪ ،‬ثَُّم ي ُ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫الر ُج َل فَ َي ْ‬
‫يه َّ‬ ‫ُأع ِط ِ‬‫ت ْ‬ ‫ْت القَ َد َح‪ ،‬فَ َج َع ْل ُ‬ ‫َأع ِط ِه ْم»‪ ،‬قَا َل‪ :‬فَ َ‬
‫َأخذ ُ‬ ‫فَ ْ‬
‫ت‬‫القَد َح‪َ ،‬حتَّى ا ْنتَ َه ْي ُ‬
‫َر ُّد َعلَ َّي َ‬ ‫َر َوى‪ ،‬ثَُّم ي ُ‬‫ب َحتَّى ي ْ‬ ‫ش‪َ$‬ر ُ‬ ‫َر ُّد َعلَ َّي َ‬
‫القَد َح فَ َي ْ‬ ‫ب َحتَّى َي ْر َوى‪ ،‬ثَُّم ي ُ‬ ‫شَر ُ‬‫الر ُج َل فَ َي ْ‬
‫َّ‬
‫ِِ‬ ‫القَو ُم ُكلُّ ُه ْم‪ ،‬فََأخَ َذ َ‬ ‫س ‪$‬لَّ َم‪َ -‬و ْ‬ ‫ِ‬
‫َر ِإلَ َّي‬‫ض ‪َ $‬ع ُه َعلَى يَده‪ ،‬فَ َنظ َ‬ ‫القَد َح فَ َو َ‬ ‫ي ْ‬ ‫قَد َر ِو َ‬ ‫‪-‬ص ‪$‬لَّى اهللُ َعلَ ْي‪$$‬ه َو َ‬
‫الن ِب ِّي َ‬ ‫ِإلَى َّ‬
‫ول اللَّ ِه‪،‬‬ ‫س‪َ $‬‬ ‫ْت َيا َر ُ‬
‫ص َدق َ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫«ب ِق ُ‬
‫يت َأَنا َوَأ ْن َت»‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫ت‪ :‬لَب َّْي َك يا رس َ ِ‬
‫ول اللَّه‪ ،‬قَا َل‪َ :‬‬ ‫َ َ ُ‬ ‫«َأبا ِهٍّر» ُق ْل ُ‬
‫س َم‪ ،‬فَقَا َل‪َ :‬‬ ‫فَتََب َّ‬
‫ت‪:‬‬ ‫«اش‪َ $‬ر ْب»‪َ ،‬حتَّى ُق ْل ُ‬ ‫ت‪َ ،‬فمَا َزا َل َيقُ‪$$‬و ُل‪ْ :‬‬ ‫ش‪ِ $‬ر ْب ُ‬
‫«اش‪َ $‬ر ْب» َف َ‬
‫ت‪َ ،‬فقَا َل‪ْ :‬‬ ‫ش ِر ْب ُ‬
‫ت فَ َ‬ ‫ش َر ْب»‪ ،‬فَقَ َع ْد ُ‬
‫ْع ْد َفا ْ‬
‫ال‪« :‬اق ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش‪ِ $‬ر َب‬ ‫س‪َّ $‬مى َو َ‬‫القَد َح‪ ،‬فَ َحم‪$َ $‬د اللَّ َه َو َ‬
‫ط ْيتُ ُ‪$‬ه َ‬ ‫«فََأر ِني»‪ ،‬فَ ْ‬
‫َأع َ‬ ‫ِ‬ ‫قَال‪:‬‬
‫س‪$‬لَ ًكا‪َ ،‬‬‫لَه َم ْ‬
‫َأج‪ُ $‬د ُ‬ ‫الحقِّ‪ ،‬مَا ِ‬ ‫الَ َوالَّذي َب َعثَ َك ِب َ‬
‫ضلَ َة"(‪.)1‬‬ ‫الفَ ْ‬

‫الص حيح المختصر من أمور رسول اهلل ‪-‬ص لّى اهلل‬


‫الجعفي‪ ،‬الجامع المسند ّ‬
‫ّ‬ ‫البخاري‬
‫ّ‬ ‫محمد بن إسماعيل أبو عبد اهلل‬
‫() ّ‬
‫‪1‬‬

‫الناصر‪ ،‬ط‪ ،01‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار طوق‬‫محم د زهير بن ناصر ّ‬


‫البخاري‪ ،‬تحقيق‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫وأيامه‪ :‬صحيح‬ ‫عليه وس لّم‪ -‬وسننه ّ‬
‫النجاة‪1422 ،‬هـ‪2002 /‬م‪ ،‬ج‪ ،08‬ص‪ ،96‬رقم‪.6452 :‬‬ ‫ّ‬

‫‪9‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫السياق‪:‬‬
‫مكونات ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫والس الم‪-‬‬
‫الص الة ّ‬
‫بي ‪-‬عليه ّ‬
‫الن ّ‬
‫طعام‪ ،‬واستضافة ّ‬
‫‪ -‬موضوع الخطاب‪ :‬جوع أبي هريرة‪ ،‬وطلبه لل ّ‬
‫الصفة في بيته‪.‬‬
‫له وألهل ّ‬
‫الصفّة‪.‬‬
‫والسالم‪ ،‬أهل ّ‬
‫الصالة ّ‬
‫بي عليه ّ‬
‫الن ّ‬
‫‪ -‬الحضور‪ :‬راوي الحديث‪ :‬أبو هريرة رضي اهلل عنه‪ّ ،‬‬
‫المنورة‪.‬‬
‫‪ -‬المكان‪ :‬المدينة ّ‬
‫ولكن ه ك ان بع د إس الم أبي هري رة‪-‬رض ي اهلل عن ه‪ -‬وقدوم ه إلى‬
‫الزم‪$‬ان‪ :‬لم ُي ذكر في الح ديث‪ّ ،‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫(‪)1‬‬
‫إن زمن الخطاب كان ما بين سنة‬‫المدينة‪ ،‬وقد "أسلم عام خيبر‪ ،...‬وقدم المدينة في سنة سبع‪ ، "...‬أي ّ‬
‫والسالم‪.‬‬
‫الصالة ّ‬
‫بي عليه ّ‬
‫الن ّ‬
‫(‪ 629‬م) والسنة (‪ 632‬م) الّتي توفّي فيها ّ‬
‫‪ -‬مالبسات الخطاب‪:‬‬
‫الغني والفقير‪ .‬ويذكر الحديث حال‬
‫ّ‬ ‫لقد فاضل اهلل ‪-‬تعالى‪ -‬بحكمته وعلمه بين عباده‪ ،‬فجعل منهم‬
‫والس الم‪ -‬وح ال ص حابته رض وان اهلل عليهم‪ ،‬وم ا ك انوا علي ه من ش ظف العيش‬
‫الص الة ّ‬
‫بي ‪-‬علي ه ّ‬‫الن ّ‬
‫ّ‬
‫أحد المهاجرين إلى المدينة القادمين من‬‫وصعوبته‪ .‬ورواي الحديث أبو هريرة ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬هو َ‬
‫الص فّة(‪ ،)3‬ذا حاج ة وفاق ة‪ ،‬وك ان يص يبه‬ ‫(‪)2‬‬
‫(دوس)‪ ،‬وال أه ل ل ه فيه ا وال عش يرة ‪ ،‬وق د ك ان من أه ل ّ‬
‫الناس به‪ ،‬فيلصق كبده باألرض‪ ،‬أو يضع الحجر على بطنه ليحفّ ف‬
‫الجوع ال ّشديد‪ ،‬ويستحيي أن يخبر ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫الصحابة الّذي يخرجون منه‪،‬‬
‫عرض به تعريضا‪ ،‬حين قعد في طريق ّ‬ ‫من جوعه ‪ .‬و َذكر ّأنه ذات يوم ّ‬
‫طعام‪ ،‬ويغني نفسه عن المسأله‪،‬‬
‫وسألهم عن آية من كتاب اهلل‪ ،‬لعلّهم يعرفون ما به‪ ،‬فينال شيئا من ال ّ‬

‫الرسول ص لّى اهلل عليه وس لّم‪ ،‬دط‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬


‫رب ه‪ ،‬صور من سير رجال حول ّ‬
‫محم د كمال بن عبد ّ‬
‫() علي بن ّ‬
‫‪1‬‬

‫العلمية‪2003 ،‬م‪ ،‬ص‪.258‬‬


‫ّ‬ ‫دار الكتب‬
‫صوتية قام بتفريغها‬
‫ّ‬ ‫البخاري‪ ،‬دروس‬
‫ّ‬ ‫الرقاق من صحيح‬
‫المغامسي‪ ،‬شرح كتاب ّ‬
‫ّ‬ ‫عواد بن صالح‬
‫() أبو هاشم صالح بن ّ‬
‫‪2‬‬

‫الراب ط‪ ،https://al-maktaba.org/book/32415/29#p14 :‬ت اريخ‬ ‫المية‪ ،‬ال ّدرس‪ّ ،03 :‬‬


‫ّ‬ ‫الش بكة اإلس‬
‫موق ع ّ‬
‫االطّالع‪2020 /10 /01 :‬م‪.‬‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ،‬وما لهم أهل وال مال‪ ،‬فبنيت لهم ص ّفة ِفي مسجد َر ُس ول‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫() "كانوا فقراء يقدمون َعلَى َر ُسول الله َ‬
‫‪3‬‬

‫ص لَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم‪... ،‬فجع ل المس لمون يوص لون إليه ا َم ا اس تطاعوا من خ ير"‪ .‬جم ال ال ّدين أب و الف رج عب د‬ ‫َّ ِ‬
‫الله َ‬
‫والنشر‪،‬‬ ‫طباعة ّ‬ ‫الجوزي (المتوفى‪597 :‬هـ)‪ ،‬تلبيس إبليس‪ ،‬ط‪ ،01‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الفكر لل ّ‬ ‫ّ‬ ‫محمد‬
‫علي بن ّ‬‫الرحمان بن ّ‬ ‫ّ‬
‫‪1421‬هـ‪2001 /‬م‪ ،‬ص‪.146‬‬
‫ني‪َ ..." :‬وفَاِئ َدة ش ّد اْلحج ر على اْلَبطن المس اعدةُ على ااِل ْعتِ َدال واالنتص اب على اْلقي ام َأو اْل َم ْن ع من َكثْ َرة‬
‫() ق ال العي ّ‬
‫‪4‬‬

‫الضعف أقل‪َ ،‬أو‬ ‫بم ا سدت طرف األمعاء فَيكون‬ ‫ِ‬ ‫َِّ ِ‬ ‫َّ ُّ‬
‫ْ‬ ‫الت َحلل من اْلغ َذاء الذي في اْلَبطن ل َكونهَ ا ح َج َارة رقاق اً تعدل اْلَبطن‪َ ،‬و ُر َ‬
‫يمأَل َج وف ْابن آدم ِإاَّل التَُّراب"‪ .‬أبو‬‫النفس وإ لقامها اْلحجر‪َ ،‬واَل ْ‬ ‫تقليل حرارة اْل ُجوع ببرودة اْلحجر‪َ ،‬أو اِإْل َش َارة ِإلَى كسر َّ‬
‫العيني (المتوفّى‪855 :‬هـ)‪ ،‬عمدة القاري‬
‫ّ‬ ‫الدين‬
‫الحنفي بدر ّ‬
‫ّ‬ ‫الغيتابي‬
‫ّ‬ ‫محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين‬‫ّ‬
‫العربي‪2010 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،23‬ص‪.59‬‬‫ّ‬ ‫البخاري‪ ،‬دط‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار إحياء التّراث‬
‫ّ‬ ‫شرح صحيح‬

‫‪10‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫والس الم‪ -‬وع رف م ا ب ه‪،‬‬


‫الص الة ّ‬
‫بي ‪-‬علي ه ّ‬
‫الن ّ‬
‫لكن أح دا لم ينتب ه ل ه‪ ،‬إلى أن م ّر ّ‬
‫ويحف ظ م اء وجه ه‪ّ ،‬‬
‫وقضى حاجته‪.‬‬
‫والسالم‪ :‬إكرام ضيوفه‪ ،‬تعليم أبي هريرة ‪-‬رضي اهلل‬
‫ّ‬ ‫الصالة‬
‫بي عليه ّ‬ ‫واصلي عند ال ّن ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬الهدف التّ‬
‫بيان نعم اهلل تعالى‪.‬‬
‫الصبر واإليثار‪ُ ،‬‬
‫عنه‪ّ -‬‬
‫والس الم‪-‬‬
‫الصالة ّ‬
‫بي ‪-‬عليه ّ‬‫بالن ّ‬
‫واصلي عند أبي هريرة رضي اهلل عنه‪ :‬توطيد عالقته ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬الهدف التّ‬
‫بي عليه‬
‫الن ّ‬
‫عز وج ّل‪ ،‬طلب العلم واالستفادة من أخالق ّ‬
‫من خالل طاعته وامتثال أوامره‪ ،‬نيل رضا اهلل ّ‬
‫والسالم‪ ،‬الحصول على طعام يقيم به صلبه‪.‬‬
‫الصالة ّ‬
‫ّ‬
‫السابق‪:‬‬
‫إستراتيجيات الخطاب في الحديث ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫تراتيجيات الّ تي‬
‫ّ‬ ‫نمر على بعض اإلس‬ ‫بوي ة‪ ،‬وس ّ‬
‫الن ّ‬
‫تراتيجيات الخط اب ّ‬ ‫ّ‬ ‫س يكون تركيزن ا على إس‬
‫استعملها أبو هريرة رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫َأَلعتَ ِم ُد بِ َكبِ ِدي علَى اَألر ِ ِ‬ ‫"َأللَّ ِه الَِّذي الَ ِإلَ هَ ِإاَّل ُه َو‪ِ ،‬إ ْن ُك ْن ُ‬
‫َأَلش ُّد َ‬
‫الح َج َر‬ ‫ت ُ‬ ‫وع‪َ ،‬وِإ ْن ُك ْن ُ‬
‫الج ِ‬
‫ض م َن ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت ْ‬
‫أن الجوع ال ّشديد كان يبلغ به إلى أن يلصق‬ ‫علَى ب ْ ِ ِ‬
‫وع"‪ .‬أقسم أبو هريرة ‪-‬رضي اهلل عنه‪ّ -‬‬ ‫الج ِ‬ ‫طني م َن ُ‬ ‫َ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫الص حابة الّ ذي يخرج ون‬ ‫كب ده ب األرض‪ ،‬أو يش ّد الحج ر على بطنه ‪ ،‬وق د جلس ذات م ّرة في طري ق ّ‬
‫لفظية‪ ،‬وهو تعريض منه‪ ،‬أراد به لفت انتباههم إلى حاله‪ .‬وحينما‬
‫تلميحية غير ّ‬
‫ّ‬ ‫آلية‬
‫يعد ّ‬
‫منه‪ ،‬وفعلُه هذا ّ‬
‫لغوي ة‪ ،‬وهي االستفهام‪ ،‬فسأل‬
‫تلميحية ّ‬
‫ّ‬ ‫آلية‬
‫عمر ‪-‬رضي اهلل عنهما‪ -‬استعمل ّ‬
‫مر به أبو بكر‪ ،‬ومن بعده ُ‬ ‫ّ‬
‫كليهما عن آية من آيات اهلل‪ ،‬ولم يكن هدفه الحصو َل على المعلومة‪ ،‬بقدر ما كان هدفه أن يطعماه شيئا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تراتيجيتين لم‬
‫ّ‬ ‫"م ا َس َأْلتُهُ ِإاَّل لُي ْش بِ َعني"‪ّ ،‬‬
‫لكن ه اتين اإلس‬ ‫ُيقيم ص لبه‪ ،‬وق د ص ّرح ب ذلك في الح ديث‪ ،‬فق ال‪َ :‬‬
‫مرا ولم يطعماه‪.‬‬
‫حابيين الجليلين ّ‬
‫الص ّ‬
‫ألن ّ‬‫تنجحا؛ ّ‬
‫آلي ة‬
‫فتبس م حين رآه‪ ،‬وفعلُ ه هذا ّ‬
‫والس الم‪ّ ،‬‬
‫الص الة ّ‬‫بي عليه ّ‬ ‫الن ّ‬
‫مر به ّ‬
‫وبقي على حال ه تل ك‪ ،‬إلى أن ّ‬
‫والمحب ة بين ه وبين أبي هري رة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لفظي ة‪ ،‬له ا مس ّوغات عظيم ة‪ ،‬من بينه ا‪ :‬توطي د العالق ة‬
‫امنية غ ير ّ‬
‫تض ّ‬
‫الرغب ة في مس اعدته من خالل التّواض ع والتّق رب من ه‪ ،‬وتأس يس‬‫والرحم ة ب ه‪ ،‬وإب راز ّ‬
‫الش فقة ّ‬
‫وإ ظه ار ّ‬
‫أدب)‪ ،‬من أجل كسب الوالء‬ ‫السلطة‪ ،‬ليح ّل مكانه عامل آخر هو (التّ ّ‬
‫نموذج القدوة الحسنة‪ ،‬وإبعاد عامل ّ‬
‫والمحبة‪.‬‬
‫ّ‬
‫لفظية‪ ،‬أظهر من خاللها ّأنه قد‬ ‫تلميحية غير ّ‬ ‫ّ‬ ‫آلية‬
‫والسالم‪ -‬هي كذلك ّ‬
‫الصالة ّ‬
‫بي ‪-‬عليه ّ‬
‫الن ّ‬
‫وابتسامة ّ‬
‫ف َما ِفي َن ْف ِسي َو َما ِفي َو ْج ِهي"‪.‬‬
‫الناس‪ ،‬ودليل ذلك قوله‪"َ :‬و َع َر َ‬
‫علم سبب وقوف أبي هريرة في طريق ّ‬

‫طار على‬ ‫محمد صدقي الع ّ‬ ‫‪ )(1‬قوله ِ‬


‫الجر منه"‪ .‬تعليق ّ‬
‫قسم ُحذف حرف ّ‬ ‫المد‪ ،‬قال ‪ٌ :‬‬ ‫بالنصب بدون ّ‬ ‫العيني ّ‬
‫ّ‬ ‫(أهلل‪ ،)...‬و"عند‬
‫ش‬‫ان َع ْي ُ‬
‫ف َك َ‬‫اب‪َ :‬ك ْي َ‬
‫الرق ائق‪َ ،‬ب ٌ‬
‫اري‪ ،‬ط‪ ،01‬ب يروت‪ ،‬لبن ان‪ ،‬دار الفك ر‪1994 ،‬م‪ ،‬كت اب ّ‬ ‫اري‪ ،‬ص حيح البخ ّ‬ ‫أح اديث البخ ّ‬
‫الد ْنَيا‪ ،‬ص ‪.1628‬‬‫َأص َحابِ ِه‪ ،‬وتَ َخلِّي ِه ْم ِم َن ُّ‬ ‫ِ َّ‬ ‫النبِ ِّي َّ‬
‫صلى اهللُ َعلَْيه َو َسل َم َو ْ‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫َ‬

‫‪11‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫(الن داء)‬
‫لغوي ا‪ ،‬ه و ّ‬
‫امنيا ّ‬‫والس الم‪َ " :-‬ي ا ََأب ا ِه ٍّر"‪ ،‬وهن ا اس تعمل فعال تض ّ‬
‫الص الة ّ‬
‫ثم ق ال ل ه ‪-‬علي ه ّ‬
‫ّ‬
‫محب ة وألف ة‪ ،‬واس تعمل الكني ة (أب ا ه ّر)‪ ،‬ولع ّل‬
‫ب التّرخيم‪ ،‬من خالل أداة ن داء الق ريب (ي ا)‪ ،‬وه و ق رب ّ‬
‫مم ا ج اء في‬
‫ويس تد ّل على ذل ك ّ‬‫ودد والتّلطّ ف‪ ،‬أو هي للتّك ريم والتّق دير‪ُ ،‬‬
‫الغاي ة من ذل ك إظه ار التّ ّ‬
‫رمذي "عن عبد اهلل بن رافع قال‪ :‬قلت ألبي هريرة‪ :‬لم ُكّنيت أبا هريرة؟‪ ،‬قال‬ ‫ّ‬ ‫األو ِل‪ :‬عند التّ‬
‫الحديثين‪ّ ،‬‬
‫مني؟‪ ،‬قلت‪ :‬بلى واهلل ّإني ألهاب ك‪ ،‬ق ال‪ :‬كنت أرعى غنم أهلي‪ ،‬وك انت لي هري رة ص غيرة‪،‬‬ ‫أم ا تَ ْف ُرق ّ‬
‫فكن وني أب ا هري رة" (‪،)1‬‬
‫النه ار ذهبت به ا معي‪ ،‬فلعبت به ا‪ّ ،‬‬
‫فكنت أض عها باللّي ل في ش جرة‪ ،‬ف إذا ك ان ّ‬
‫كنونِي أبا هريرةَ‪،‬‬
‫نفس ه كان يقول‪" :‬ال تُ ُّ‬
‫أن أبا هريرة َ‬ ‫العسقالني من ّ‬
‫ّ‬ ‫والثّاني‪ :‬هو ما جاء عند ابن حجر‬
‫الن داء ‪-‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫اُألن ثى" ‪ .‬وهذا ّ‬ ‫خير‪ ‬من‪ْ  ‬‬ ‫وآل ه وسلَّ َم‪َّ -‬‬
‫عليه ِ‬ ‫فإن رسو َل ِ‬
‫اهلل ‪-‬صلَّى اهلل ِ‬ ‫َّ‬
‫كر ٌ‬ ‫هر‪ ،‬وال ّذ ُ‬
‫كناني أبا ٍّ‬ ‫ُ‬
‫توجيهي ليلفت انتباهه إلى ما سيقول‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أيضا‪ -‬هو فعل‬
‫توجيهي‪ ،‬فقال "الحق"؛ وأراد بذلك أن يتبعه‬
‫ّ‬ ‫والس الم‪ -‬األمر كفعل‬
‫الصالة ّ‬
‫النبي ‪-‬عليه ّ‬ ‫ثم استعمل ّ‬
‫ّ‬
‫كنبي‪ ،‬وسلطته‬
‫ّ‬ ‫والسالم‪ -‬سلطتان‪ ،‬سلطته‬
‫الصالة ّ‬
‫بي ‪-‬عليه ّ‬ ‫للن ّ‬
‫أن ّ‬ ‫ومسوغ استعمال هذا الفعل ّ‬
‫ّ‬ ‫إلى بيته‪،‬‬
‫للب اه وألجابه‪،‬‬
‫الص حابة هذا الفعل ّ‬
‫على أبي هريرة الّذي يشعر بالجوع‪ ،‬ولو استعمل معه أي رجل من ّ‬
‫والس الم؛ إذ ّإن ه اس تتبع أب ا هري رة إلى بيت ه‪ ،‬وه و ال يعلم إن ك ان في ه‬
‫الص الة ّ‬
‫ويظه ر هن ا كرم ه علي ه ّ‬
‫والس الم‪ -‬إلى بيته استأذن ألبي هريرة من أهله‪ ،‬ثم أذن له‬ ‫الص الة ّ‬ ‫طعام يكفيهما‪ .‬وعندما دخل ‪-‬عليه ّ‬
‫توجيهي ة‪ ،‬وال ن دري كي ف ك ان ه ذا االس تئذان‪ ،‬وم ا‬
‫ّ‬ ‫تراتيجية‬
‫ّ‬ ‫تئذانه في الح الين‪ ،‬يع ّد إس‬
‫بال ّدخول‪ ،‬واس ُ‬
‫اآللية المستعملة فيه‪ ،‬فقد يكون باإلشارة‪ ،‬وقد يكون بالكالم‪ ،‬أو هما معا‪.‬‬
‫ّ‬
‫توجيهي‬
‫ّ‬ ‫لغوي‬
‫ّ‬ ‫والسالم‪ -‬في بيته لبنا في قَ َدح‪ ،‬استعمل االستفهام كفعل‬ ‫الصالة ّ‬‫وحينما وجد ‪-‬عليه ّ‬
‫ك فُالَ ٌن َْأو فُالََن ةُ"‪ ،‬ولع ّل الحكمة‬ ‫"م ْن َْأي َن َه َذا اللََّب ُن؟"‪ ،‬فقيل له‪ْ :‬‬
‫"َأه َداهُ لَ َ‬ ‫ليعلم مصدره‪ ،‬وصاحبه‪ ،‬فقال‪ِ :‬‬
‫الصدقة(‪ ،)3‬ولهذا قال أبو هريرة‬ ‫الهدية وال يقبل ّ‬‫ألنه كان يقبل ّ‬ ‫هدية؛ ّ‬‫من ذلك أن يعلم إن كان صدقة أم ّ‬
‫ال والَ علَى ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الص فَّ ِة ْ‬
‫َأح د‪ِ ،‬إ َذا َأتَتْ هُ‬
‫َ‬ ‫َأه ٍل َوالَ َم ٍ َ َ‬
‫ون ِإلَى ْ‬
‫اف اِإل ْس الَم‪ ،‬الَ َي ُْأو َ‬
‫َأض َي ُ‬ ‫َأه ُل ُّ‬
‫في الح ديث‪َ ... :‬و ْ‬

‫للنش ر والتّوزي ع‪1420 ،‬هـ‪/‬‬


‫عودية‪ ،‬مكتبة المع ارف ّ‬
‫الس ّ‬‫الري اض‪ّ ،‬‬
‫ذي‪ ،‬ط‪ّ ،01‬‬
‫اني‪ ،‬ص حيح وض عيف سنن التّرم ّ‬
‫() األلب ّ‬
‫‪1‬‬

‫‪2000‬م‪ ،‬باب في فضل م ّكة‪ ،‬ج‪ ،08‬ص‪ ،340‬برقم‪.3480 :‬‬


‫الص حابة‪،‬‬
‫العسقالني (المتوفى‪852 :‬هـ)‪ ،‬اإلصابة في تمييز ّ‬ ‫ّ‬ ‫محم د بن أحمد بن حجر‬ ‫علي بن ّ‬ ‫() أبو الفضل أحمد بن ّ‬
‫‪2‬‬

‫العلمي ة‪1415 ،‬هـ‪1995 /‬م‪ ،‬ج‬ ‫ّ‬ ‫محمد معوض‪ ،‬ط‪ ،01‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الكتب‬ ‫تحقيق‪ :‬عادل أحمد عبد الموجود وعلي ّ‬
‫‪ ،07‬ص‪.354‬‬
‫َّة‪ ،‬ج‪ ،03‬ص‪ ،155‬رقم‪ ،2576 :‬عن أبي هريرة ‪-‬رضي‬ ‫ول اله ِدي ِ‬‫اب قَُب ِ‬
‫َ‬ ‫البخاري‪ ،‬مصدر سابق‪َ ،‬ب ُ‬ ‫ّ‬ ‫‪ )(3‬جاء في‪ :‬صحيح‬
‫عن ه‪ِ َ :‬‬ ‫كان َرسو ُل اللَّ ِه ‪-‬صلَّى اهللُ عليه وسلَّ َم‪ -‬إ َذا ُأتِ َي ب َ‬
‫ط َع ٍام َسَأ َل ْ‬
‫ال‬
‫ص َدقَةٌ‪ ،‬قَ َ‬
‫قيل‪َ :‬‬
‫فإن َ‬ ‫أهدَّيةٌ ْأم َ‬
‫ص َدقَةٌ؟ ْ‬ ‫اهلل عنه‪ -‬قال‪َ " :‬‬
‫ب َبي ِد ِه صلَّى اهللُ عليه وسلَّ َم‪ ،‬فأ َك َل معهُ ْم"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألص َحابِه‪ُ :‬كلُوا‪ ،‬ولَ ْم َيْأ ُك ْل‪ ،‬وإ ْن قي َل‪َ :‬هدَّيةٌ‪َ ،‬‬
‫ض َر َ‬ ‫ْ‬

‫‪12‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫اب ِم ْنهَ ا‪َ ،‬و ْ‬


‫َأش َر َكهُ ْم‬ ‫َأص َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث بِهَ ا ِإلَْي ِه ْم‪َ ،‬ولَ ْم َيتََن َاو ْل م ْنهَ ا َش ْيًئا‪َ ،‬وِإ َذا َأتَتْ هُ َهدَّيةٌ‪َْ ،‬أر َس َل ِإلَْي ِه ْم‪َ ،‬و َ‬
‫ص َدقَةٌ َب َع َ‬
‫َ‬
‫ِفيهَا‪."...‬‬
‫مرة‬
‫والن داء بالتّرخيم ّ‬
‫هر"‪ ،‬فاستعمل به دف التّض امن الكني ةَ ّ‬ ‫والس الم‪" :-‬أب ا ّ‬
‫الص الة ّ‬
‫ثم ق ال ‪-‬علي ه ّ‬ ‫ّ‬
‫ودد والتّلطّ ف‪ ،‬وه و ك ذلك فع ل‬ ‫أخ رى‪ ،‬لكن ه ذه الم ّرة من دون أداة‪ ،‬ولع ّل ذل ك زي ادة من ه في التّ ّ‬
‫الص فَّ ِة فَ ْاد ُعهُ ْم ِلي"‪ ،‬فاستعمل األمر‬
‫َأه ِل ُّ‬
‫"الح ْق ِإلَى ْ‬
‫ثم قال له‪َ :‬‬‫توجيهي‪ ،‬ليلفت انتباهه إلى ما سيقول‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫إلي‪،‬‬
‫الص فة وأخبرهم أن يأتوا ّ‬ ‫توجيهي في قوله‪( :‬الحق)‪ ،‬و‪( :‬ادعهم)؛ أي انطلق إلى أهل ّ‬ ‫ّ‬ ‫لغوي‬
‫ّ‬ ‫كفعل‬
‫بأنه يبارك في الطّعام إذا َكثًر ط اعموه‪،‬‬ ‫ظنه باهلل تعالى‪ّ ،‬‬ ‫ليشربوا معنا اللّبن‪ ،‬وفي قوله داللة على حسن ّ‬
‫الص فّة يزيد عن‬‫أن عدد أهل ّ‬ ‫ألن ه يعلم ّ‬ ‫ولكن هذا األمر ساء أبا هريرة رضي اهلل عنه؛ ّ‬ ‫ّ‬ ‫وإ ن كان قليال‪.‬‬
‫الصفَّ ِة؟"‪،‬‬
‫َأه ِل ُّ‬‫السبعين ‪ ،‬لذا تساءل في نفسه‪"َ :‬و َما َه َذا اللََّب ُن ِفي ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫ّ‬
‫الص الة‬
‫بي ‪-‬علي ه ّ‬ ‫الن ّ‬
‫وأن ه ك ان م ع ّ‬ ‫وألن اللّبن إذ ذاك قلي ٌل‪ ،‬وأب و هري رة في حاج ة ش ديدة إلي ه‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫َأم َرنِي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ق ََأن ا ْ ِ‬
‫يب م ْن َه َذا اللَب ِن َش ْرَبةً َأتَقَ َّوى بِهَ ا‪ ،‬فَ ِإ َذا َج َ‬
‫اء َ‬ ‫َأن ُأص َ‬ ‫َأح ُّ‬
‫ت َ‬ ‫والس الم"‪ ،‬ق ال في نفس ه‪ُ " :‬ك ْن ُ‬ ‫ّ‬
‫َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫والس الم‪-‬‬
‫الص الة ّ‬ ‫بي ‪-‬علي ه ّ‬ ‫الن ّ‬ ‫وألن س لطة ّ‬ ‫َأن َيْبلُ َغني م ْن َه َذا اللَب ِن؟"‪ّ ،‬‬ ‫ُأع ِطي ِه ْم‪َ ،‬و َم ا َع َس ى ْ‬
‫ت ََأن ا ْ‬
‫فَ ُك ْن ُ‬
‫على أبي هريرة ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬كانت أقوى من سلطة الجوع‪ ،‬فقد امتثل ألمره‪ ،‬ولم يجد من طاعته‬
‫الصفّة ودعاهم‪.‬‬
‫بدا‪ ،‬فأتى أهل ّ‬ ‫ّ‬
‫َأخ ُذوا َم َج ِال َس هُ ْم‬
‫"اس تَْأ َذُنوا فَ َِأذ َن لَهُ ْم‪َ ،‬و َ‬
‫والس الم‪ْ -‬‬
‫الص الة ّ‬ ‫بي ‪-‬عليه ّ‬ ‫الن ّ‬
‫الص فة إلى ّ‬
‫وحينما أقبل أهل ّ‬
‫تلميحي ة‪ ،‬ت د ّل على م دى‬ ‫ّ‬ ‫آلي ة‬ ‫أدب‪ ،‬وه و ك ذلك ّ‬ ‫يميزه ا مب دأ التّ ّ‬
‫امنية‪ّ ،‬‬ ‫الب ْي ِت"‪ ،‬وفعلهم ه ذا ّ‬
‫آلي ة تض ّ‬ ‫م َن َ‬
‫ِ‬
‫وأنهم يرون الفضل له عليهم‪.‬‬ ‫والسالم‪ّ ،‬‬
‫الصالة ّ‬‫بي عليه ّ‬‫للن ّ‬
‫احترامهم وتعظيمهم ّ‬
‫ثم‬
‫وددا ولفت ا النتباه ه لم ا س يأمره ب ه‪ّ ،‬‬
‫والس الم‪ -‬أب ا هري رة م ّرة ثالث ة ت ّ‬
‫الص الة ّ‬ ‫ثم ن ادى ‪-‬علي ه ّ‬
‫ّ‬
‫"خ ْذ‪ ،‬فَ ْ ِ‬
‫َأعط ِه ْم"؛ أي خ ذ اإلن اء‪ ،‬واس ق أه ل ّ‬
‫الص فّة واح دا واح دا‪،‬‬ ‫ويين أم ريين‪ ،‬فق ال‪ُ :‬‬
‫اس تعمل فعلين لغ ّ‬
‫يتعجب أب و هري رة‬ ‫النفس في أحل ك األوق ات‪ .‬فلَ ْم ّ‬ ‫الص بر واإليث ار على ّ‬
‫ولع ّل اله دف من ذل ك أن ُيعلّم ه ّ‬
‫والس الم‪ ،‬ولم يس أله ‪-‬مثلم ا س أل نفس ه س ابقا‪"َ :-‬و َم ا َه َذا اللََّب ُن ِفي ْ‬
‫َأه ِل‬ ‫الص الة ّ‬
‫بي علي ه ّ‬‫الن ّ‬
‫من أم ر ّ‬
‫تأدبا منه وطاعة وصبرا‪ ،‬فكان‬ ‫شدة جوعه‪ ،-‬وذلك ّ‬ ‫الرغم من ّ‬‫يتضجر ‪-‬على ّ‬‫ّ‬ ‫يتسخط أو‬
‫ّ‬ ‫الصفَّ ِة؟"‪ ،‬ولم‬
‫ُّ‬
‫الرض ا‪ ،‬حتّى ارت ووا‬ ‫وكأن ه ُمض يفهم‪ ،‬دون اش مئزاز‪ ،‬أو ك بر‪ ،‬أو إظه ار لع دم ّ‬ ‫يس قيهم واح دا واح دا‪ّ ،‬‬
‫والسالم‪.‬‬
‫الصالة ّ‬
‫بي عليه ّ‬
‫الن ّ‬
‫ثم سلّم القدح إلى ّ‬
‫جميعا‪ّ ،‬‬

‫الم ْس ِج ِد‪ ،‬ج‪ ،01‬ص‪ ،96‬رقم‪ ،442 :‬عن أبي هريرة‬ ‫‪ )(1‬جاء في‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬باب َن وِم ِّ ِ ِ‬
‫الر َج ال في َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب ُّ ِ‬ ‫ت س ْب ِع ِ‬
‫اء‪ ،‬قَ ْد َرَبطُ وا‬ ‫الص فَّة َم ا م ْنهُ ْم َر ُج ٌل َعلَْي ه ِر َد ٌ‬
‫اء‪ِ ،‬إ َّما ِإ َز ٌار َوِإ َّما ك َس ٌ‬ ‫َأص َح ِ‬
‫ين م ْن ْ‬ ‫‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬قال‪" :‬لَقَ ْد َر َْأي ُ َ َ‬
‫ف السَّاقَْي ِن‪ ،‬و ِم ْنها ما يْبلُغُ ال َكعب ْي ِن‪ ،‬فَي ْجمعه بِي ِد ِه‪َ ،‬كر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِفي ْ ِ‬
‫َأن تَُرى َع ْو َرتُهُ"‪.‬‬ ‫اهَيةَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َُُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َأعَناق ِه ْم‪ ،‬فَم ْنهَا َما َيْبلُغُ ن ْ‬
‫ص َ‬

‫‪13‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ثم نظ ر إلى أبي هري رة‬ ‫والس الم‪ -‬الق دح و"ق د بقيت في ه فض لة من اللّبن" ‪ّ ،‬‬
‫الص الة ّ‬
‫أخ ذ ‪-‬علي ه ّ‬
‫لفظي تين‪ ،‬ولع ّل غايته أن‬
‫غير ّ‬‫وتلميحيتان‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫تضامنيتان‬
‫ّ‬ ‫آليتان‬
‫النظرة‪ ،‬وهذه االبتسامة هما ّ‬
‫متبسما‪ ،‬وهذه ّ‬
‫ّ‬
‫والسالم‪ -‬مثلما‬
‫الصالة ّ‬
‫فكأنه ‪-‬عليه ّ‬ ‫وأما تلميحا‪ّ ،‬‬
‫والود له‪ ،‬هذا تضامنا‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫والرحمة والعطف‬
‫الحب ّ‬
‫ّ‬ ‫يظهر‬
‫ردة‬
‫تعجب ه من أن يكفي ه ذا اللّبن ك ّل ه ؤالء الق وم‪ ،‬ف أراد أن ي راقب ّ‬
‫ع رف الج وع في وجه ه‪ ،‬ع رف ّ‬
‫والس الم‬
‫الص الة ّ‬
‫متبسما‪ ،‬وقد كان عليه ّ‬ ‫ويعيش أجواءها بنفسه‪ ،‬فنظر إليه ّ‬ ‫ُ‬ ‫فعله وهو يرى هذه المعجزة‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والس الم‪ -‬أب ا‬
‫الص الة ّ‬
‫ثم ن ادى ‪-‬علي ه ّ‬
‫يمن اهلل ‪-‬تع الى‪ -‬علي ه بمعج زة من المعج زات ‪ّ .‬‬ ‫يف رح حينم ا ّ‬
‫ت"‪ ،‬ولم يذكر من كان معهم في البيت‪ ،‬ويحتمل‬ ‫ثم قال له‪"َ :‬ب ِق ُ‬
‫يت ََأن ا َو َْأن َ‬ ‫ِ‬
‫"َأب ا ه ٍّر"‪ّ ،‬‬
‫مرة رابعة‪َ :‬‬
‫هريرة ّ‬
‫والس الم‪-‬‬
‫الص الة ّ‬
‫بي ‪-‬عليه ّ‬
‫الن ّ‬
‫الصفة قد خرجوا‪ ،‬أو ّأنهم قد نالوا كفايتهم‪ ،‬ولم يبق إاّل نصيب ّ‬
‫أن أهل ّ‬‫ّ‬
‫وأبي هريرة‪.‬‬
‫تراتيجية التّض امنية‪ ،‬ولعلّ ه‬
‫ّ‬ ‫الس ابقة اإلس‬
‫الخبري ة ّ‬
‫ّ‬ ‫والس الم‪ -‬في الجمل ة‬
‫الص الة ّ‬
‫وق د اس تعمل ‪-‬علي ه ّ‬
‫وأن ه ذو‬
‫الص فّة‪ّ ،‬‬
‫تمي زه عن باقي أهل ّ‬ ‫الض ميرين (أنا) و(أنت) أن يظهر ألبي هريرة ّ‬
‫أراد بالعطف بين ّ‬
‫ص بأن يبقى ويشرب معه‪.‬‬ ‫مكانة عنده‪ ،‬إذ ّإنه ُخ ّ‬
‫أن قدح اللّبن الّذي من المفترض أاّل‬
‫ليبين ألبي هريرة ّ‬
‫تلميحية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫إستراتيجية‬
‫ّ‬ ‫وربما استعمل في قوله‬ ‫ّ‬
‫الص فّة‪ ،‬وهم كثُ ر‪ ،‬ولم يب ق إاّل أن ا وأنت‪،‬‬
‫يكفي ثالث ة رج ال أو أربع ة‪ ،‬ق د ش رب من ه نف ر من أه ل ّ‬
‫أن م ا رآه ه و معج زة من‬ ‫وربم ا في ذل ك تلميح ألبي هري رة إلى ّ‬‫وس يكفينا ونش رب من ه مثلم ا ش ربوا‪ّ ،‬‬
‫والسالم‪.‬‬
‫الصالة ّ‬ ‫نبيه عليه ّ‬
‫المعجزات الّتي حبا اهلل بها ّ‬
‫ول اللَّ ِه"‪ ،‬و"هذه‬
‫ت َي ا َر ُس َ‬
‫"ص َد ْق َ‬
‫يتعجب‪ ،‬أو يكثر األسئلة‪َ :‬‬
‫تأدبا منه‪ ،‬من دون أن ّ‬ ‫ثم قال أبو هريرة ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫والس الم‪ -‬مس تعمال فعلين‬ ‫الص الة ّ‬ ‫بي ‪-‬علي ه ّ‬‫الن ّ‬
‫ثم ق ال ل ه ّ‬
‫الجمل ة والّ تي قبله ا من ب اب الزم الخ بر" ‪ّ ،‬‬
‫الش رب‪ ،‬ويظهر مبدأ‬
‫ب"‪ ،‬أراد بهما اإلشارة إلى استحباب الجلوس عند ّ‬
‫اش َر ْ‬
‫توجيهيين‪" :‬ا ْق ُع ْد فَ ْ‬
‫ّ‬ ‫أمريين‬
‫والس الم‪ -‬لم يطلب من أبي هريرة أن يبقي‬
‫الص الة ّ‬
‫بي ‪-‬عليه ّ‬‫الن ّ‬
‫إن ّ‬‫السابق؛ إذ ّ‬
‫جليا في الخطاب ّ‬ ‫أدب ّ‬ ‫التّ ّ‬
‫له شيئا من اللّبن‪.‬‬

‫افعي (المت وفّى‪1057 :‬هـ)‪ ،‬دلي ل الف الحين لط رق‬


‫الش ّ‬‫يقي ّ‬
‫الص ّد ّ‬
‫ري ّ‬‫محم د بن عالّن بن إب راهيم البك ّ‬
‫علي بن ّ‬
‫محم د ّ‬
‫ّ‬ ‫‪)(1‬‬
‫الصالحين‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪2018 ،05‬م‪ ،‬ج‪ ،02‬ص ‪.371‬‬ ‫رياض ّ‬
‫ثم دعا‬ ‫يدعو‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫ثم قام فدعا ما شاء اهللُ أن‬ ‫طويل الّ ذي رواه اإلمام أحمد رحمه اهلل‪ ،‬وفيه "‪َّ ...‬‬ ‫‪ )(2‬مصداق ذلك الحديث ال ّ‬
‫اهلل ‪-‬صلَّى اهللُ عليه‬ ‫فضحك رسو ُل ِ‬‫ِ‬ ‫وعاء‪ ‬إاَّل ملئوه وبقي مثلُ ه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الجيش بأوعيتِهم‪ ،‬فأمرهم أن يحتثوا‪ ،‬فما بقي في‬
‫الجيش‪ٌ  ‬‬ ‫َ‬
‫مؤمن بهما إاَّل َح َج ْ‬
‫بت‬ ‫عبد‬ ‫أشهد أن ال إله إاَّل اهلل وأنِّي رسو ُل ِ‬
‫اهلل‪ ،‬ال يلقَى اهللَ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫وعلى ِآله وسلَّم‪ -‬حتَّى بدت نوا ِج ُذه فقال‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مم ا ليس في‬ ‫الص حيح المس ند ّ‬
‫وادعي (المت وفّى‪1422 :‬هـ)‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫وم القيام ِة"‪( .‬أب و عب د ال ّرحمن مقب ل بن ه ادي ال‬ ‫عن ه َّ‬
‫الن َار ي َ‬
‫الصحيحين‪ ،‬ط‪ ،04‬صنعاء‪ ،‬اليمن‪ ،‬دار اآلثار‪1428 ،‬هـ‪2007 /‬م‪ ،‬ج‪ ،02‬ص‪ ،293‬رقم‪.)1242 :‬‬‫ّ‬
‫افعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص‪.371‬‬‫يقي ال ّش ّ‬
‫الص ّد ّ‬
‫محمد بن عاّل ن ّ‬
‫() ّ‬
‫‪3‬‬

‫‪14‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫غوي‬
‫والس الم‪ -‬الفعل اللّ ّ‬
‫الص الة ّ‬
‫بي ‪-‬عليه ّ‬
‫الن ّ‬
‫كرر ّ‬
‫ثم ّ‬‫فقعد أبو هريرة ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬وشرب‪ّ ،‬‬
‫وشدة‬
‫"لم ا علم من مزيد حاجته‪ّ ،‬‬
‫المرة للتّضامن‪ ،‬وذلك ّ‬
‫مرة ثانية وثالثة‪ ،‬ولعلّ ه استعمله هذه ّ‬
‫(اشرب) ّ‬
‫بي ص لّى اهلل علي ه وس لّم‪ ،‬ف أمره ب ذلك ليس توفي ْإرب ه‪،‬‬
‫للن ّ‬
‫ربم ا ي ترك بعض حاجت ه‪ ،‬ليبقي ّ‬
‫وألن ه ّ‬
‫فاقت ه‪ّ ،‬‬
‫للضيف إلى ثالثة‪،‬‬
‫المضيف يقول نحو ذلك ّ‬ ‫أن ُ‬ ‫الضيافة ّ‬
‫كرر ذلك مرارا‪ ،‬والمذكور في أدب ّ‬ ‫وظاهر ّأنه ّ‬
‫ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫ي من اللّبن ال ض رر‪ ،‬وال ح رج في ه‪ ،‬ودلي ل ذل ك‬ ‫أن ال ِّر ّ‬
‫ال يجاوزه ا" ‪ ،‬وفي ه ذا التّك رار دالل ة على ّ‬
‫هم ب ارك لن ا‬
‫والس الم‪ -‬في ح ديث آخ ر‪..." :‬إذا أك ل أح دكم طعام ا‪ ،‬فليق ل‪ :‬اللّ ّ‬
‫الص الة ّ‬ ‫بي ‪-‬علي ه ّ‬‫الن ّ‬
‫ق ول ّ‬
‫فإن ه ليس شيء يجزئ‬ ‫هم بارك لنا فيه‪ ،‬وزدنا منه؛ ّ‬
‫فيه‪ ،‬وأطعمنا خيرا منه‪ ،‬وإ ذا ُس قي لبنا‪ ،‬فليقل‪ :‬اللّ ّ‬
‫من الطّعام وال ّشراب إاّل اللّبن" ‪ .‬وفي الثّالثة قال أبو هريرة–رضي اهلل عنه‪" :-‬الَ َوالَِّذي َب َعثَ َ‬
‫ك بِ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫الح ِّ‬
‫ق‪،‬‬
‫النفي بـ (ال)‪ ،‬وأس لوب‬
‫آلي ات هي‪ّ :‬‬
‫اإلقناعي ة من خالل ثالث ّ‬
‫ّ‬ ‫تراتيجية‬
‫ّ‬ ‫َم ا َأ ِج ُد لَ هُ َم ْس لَ ًكا"‪ ،‬فاستعمل اإلس‬
‫ألن ه قض ى‬
‫الش رب إاّل ّ‬
‫والس الم‪ّ -‬أن ه م ا توقّ ف عن ّ‬
‫الص الة ّ‬
‫بي ‪-‬علي ه ّ‬
‫للن ّ‬
‫والنفي بـ (م ا)‪ ،‬ليثبت ّ‬ ‫القس م‪ّ ،‬‬
‫الحجاجي اآلتي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫السلّم‬
‫وطره‪ ،‬وليس استحياء أو خجال‪ ،‬ويمكننا تمثيل هذه االحتجاج في ّ‬

‫توجيهي ا آخ ر‪ ،‬فق ال‪" :‬ف أرني"؛ أي س لّمني الق دح‪،‬‬


‫ّ‬ ‫لغوي ا‬
‫والس الم‪ -‬فعال ّ‬
‫الص الة ّ‬
‫ثم اس تعمل ‪-‬علي ه ّ‬
‫ّ‬
‫وكأن ه أراد القول‪ :‬ما‬
‫بحج ة أبي هريرة‪ّ ،‬‬ ‫ولع ّل استعمال حرف العطف (الفاء)؛ فيه داللة على اقتناعه ّ‬
‫وسمى‪ ،‬وشرب الفضلة‪،‬‬ ‫والس الم‪ -‬اهللَ‪ّ ،‬‬
‫الص الة ّ‬
‫ثم حمد ‪-‬عليه ّ‬ ‫دمت قد اكتفيت‪ ،‬فأرني القدح ألشرب‪ّ .‬‬
‫أن ه ذه المعج زة هي من عن د اهلل تع الى‪ ،‬فه و وح ده ل ه الحم د من قب ل ومن بع د‪،‬‬
‫وفي ذل ك إش ارة إلى ّ‬
‫تضامنية‪ ،‬فيها داللة على تواضعه؛ إذ ّإن ه لم يأنف أن يشرب بعد فقراء‬
‫ّ‬ ‫آلي ة‬
‫وأم ا شربه للفضلة‪ ،‬فهو ّ‬‫ّ‬
‫وأن اإليث ار من‬
‫الن اس أكال أو ش ربا‪ّ ،‬‬
‫أن ص احب ال بيت وخادم ه يكون ان آخ ر ّ‬ ‫المؤم نين‪ ،‬ودالل ة على ّ‬
‫أشرف األخالق‪.‬‬
‫‪ .5‬خاتمة‪:‬‬

‫‪ )(1‬المرجع نفسه‪ ،‬ج‪ ،02‬ص‪.371‬‬


‫تاني‪ ،‬مص در س ابق‪ ،‬ج‪ ،02‬ص‪،432‬‬
‫السجس ّ‬
‫اني‪ ،‬ص حيح وض عيف س نن أبي داود لإلم ام س ليمان بن األش عث ّ‬
‫() األلب ّ‬
‫‪2‬‬

‫رقم‪.3730 :‬‬

‫‪15‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫والس الم‪ -‬بلس ان م بين‪ ،‬وفص احة مثلى‪ ،‬فآت اه جوام ع الكلم‪،‬‬ ‫الص الة ّ‬ ‫نبي ه ‪-‬علي ه ّ‬‫خص اهلل تع الى ّ‬
‫لق د ّ‬
‫ممي ز‪ ،‬وانتق اء‬
‫وب دائع الحكم‪ ،‬وجع ل ل ه الق درة على تبلي غ المع اني الكث يرة في األلف اظ القليل ة‪ ،‬في نظ ام ّ‬
‫واصلي‪ .‬لذا‪ ،‬كانت خطاباته‬
‫ّ‬ ‫والسياق التّ‬
‫طبين ّ‬‫إلستراتيجيات الخطاب‪ ،‬مع ما يناسب أحوال المخا َ‬
‫ّ‬ ‫مناسب‬
‫عليمية ذات إفهام وتأثير في من حوله‪ .‬وقد كانت العالقة بينه وبين أفراد مجتمعه‬
‫ربوية والتّ ّ‬
‫عوية والتّ ّ‬
‫الد ّ‬
‫ّ‬
‫وي ّنب ه‬
‫النظر‪ُ ،‬‬
‫والرسم‪ ،‬ليلفت ّ‬
‫يصور كالمه باإلشارة والحركة ّ‬
‫ّ‬ ‫تفاعلي ة‪ ،‬ذات تأثّر وتأثير‪ ،‬وكان‬
‫ّ‬ ‫عالقة‬
‫الغافل‪ ،‬ويعين على الحفظ والتّذ ّكر‪.‬‬
‫والس الم‪ -‬يحتاج إلى عزم شديد‪ ،‬وقد سعينا من خالل تحليل‬
‫الص الة ّ‬
‫بي –عليه ّ‬
‫الن ّ‬
‫إن دراسة خطابات ّ‬
‫وّ‬
‫بوي‪ ،‬واعتمدنا في ذلك على المنهج‬
‫الن ّ‬
‫إستراتيجيات الخطاب ّ‬
‫ّ‬ ‫آلي ات‬
‫تعرف ّ‬
‫واحد من هذه الخطابات إلى ّ‬
‫توص لنا من خالل‬
‫ّ‬ ‫عملية‪ ،‬تُم ّكن من دراسة اللّغة حال االستعمال‪ ،‬وقد‬
‫داولي‪ ،‬وما يوفّره من إجراءات ّ‬
‫التّ ّ‬
‫النتائج اآلتية‪:‬‬
‫البحث إلى ّ‬
‫واصلية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ومميزاتها التّ‬
‫ّ‬ ‫داولي قادر على معالجة الخطابات‪ ،‬واستجالء خصائصها‬
‫المنهج التّ ّ‬ ‫‪‬‬
‫اإلستراتيجية‬
‫ّ‬ ‫هام في تحديد نوع‬ ‫واصلي هو ما يجعل من الخطاب خطابا‪ ،‬وله دور ّ‬
‫ّ‬ ‫الس ياق التّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫عرف على أهدافه‪.‬‬ ‫الخطابية‪ ،‬وفي فهم مقاصد الخطاب‪ ،‬والتّ ّ‬ ‫ّ‬
‫االجتماعي ة‬
‫ّ‬ ‫الق درة على اإلقن اع‪ ،‬والتّ أثير‪ ،‬والتّب ادل‪ ،‬والتّفاع ل‪ ،‬وإ ثب ات ال ّذات‪ ،‬وبن اء العالق ات‬ ‫‪‬‬
‫إستراتيجيات الخطاب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المرجوة من تعلّم‬
‫ّ‬ ‫األساسية‬
‫ّ‬ ‫والحفاظ عليها‪ ،‬هي من بين الغايات‬
‫الخطابي ةَ‬ ‫تراتيجي ِ‬
‫ات‬ ‫والس الم‪ -‬اإلس‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الص الة ّ‬ ‫بي ‪-‬علي ه ّ‬ ‫الن ّ‬‫داولي عن اس تعمال ّ‬
‫ّ‬ ‫كش ف التّحلي ل التّ‬ ‫‪‬‬
‫آلياتها‬ ‫ِ‬
‫وتنويع ه بينها‪ ،‬موظّفا ّ‬ ‫واإلقناعي ة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لميحي ة‬
‫ضامنية والتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫وجيهي ة والتّ‬
‫ّ‬ ‫األربع في خطاباته؛ التّ‬
‫واصلية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والبالغية وبراعته التّ‬
‫ّ‬ ‫غوية‬
‫فظية‪ ،‬وك َشف عن قدرته اللّ ّ‬ ‫فظية وغير اللّ ّ‬ ‫اللّ ّ‬
‫بي عليه‬
‫الن ّ‬
‫اإلستراتيجيات استعماال في خطابات ّ‬
‫ّ‬ ‫واإلقناعي ة هما أكثر‬
‫ّ‬ ‫وجيهي ة‬
‫ّ‬ ‫اإلستراتيجيتان التّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫والسالم‪.‬‬
‫الصالة ّ‬‫ّ‬
‫والس الم‪ :-‬الحوار‪ ،‬التّكرار‪ ،‬تهيئة ذهن‬
‫الص الة ّ‬
‫بي ‪-‬عليه ّ‬
‫الن ّ‬
‫فظي لدى ّ‬
‫من أساليب التّواصل اللّ ّ‬ ‫‪‬‬
‫الص وت‪ ،‬وإ تاحة الفرصة‬
‫الفع ال‪ ،‬ووض وح الكالم‪ ،‬واعتدال ّ‬
‫المتلقّي الستقبال الخطاب‪ ،‬اإللقاء ّ‬
‫للمستمعين لمتابعة الكالم‪ ،‬واإلنصات إليهم‪.‬‬
‫تراتيجيات تواص ّلية ُمحكم ة يمكن التّع ّرف عليه ا‪ ،‬واس تنباطها‪ ،‬وجعله ا‬
‫ّ‬ ‫وي ل ه إس‬
‫النب ّ‬
‫الخط اب ّ‬ ‫‪‬‬
‫هتم بتط وير التّواص ل‬
‫تعليمي ة ت ّ‬
‫ّ‬ ‫وي‪ ،‬ويمكن االس تفادة منه ا في بن اء ب رامج‬
‫منهج ا للتّواص ل اللّغ ّ‬
‫غوي‪.‬‬
‫اللّ ّ‬
‫بوي‪ ،‬وهذا يحتاج إلى مجلّ دات ومجلّ دات وإ لى‬
‫الن ّ‬
‫بإستراتيجيات الخطاب ّ‬
‫ّ‬ ‫الص عب اإلحاطة‬
‫من ّ‬ ‫‪‬‬
‫تدوين سيرته وأقواله وأفعاله في معظمها مثلما‬ ‫سنوات من العمل‪ ،‬كيف ال؟ ولم يعرف عن ٍ‬
‫أحد‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫‪16‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫وي م ا زال يحت اج إلى‬ ‫النب ّ‬


‫إن تحلي ل الخط اب ّ‬ ‫والس الم‪ ،‬ل ذا‪ ،‬ف ّ‬
‫الص الة ّ‬
‫بي علي ه ّ‬
‫الن ّ‬
‫ُع رف عن ّ‬
‫الرجوع إلي ه نس تخرج في ك ّل م ّرة‬ ‫والدراس ة‪ ،‬وه و معين ال ينض ب‪ ،‬وإ ّنن ا ب ّ‬
‫الكث ير من البحث ّ‬
‫والعلمي ة‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي ة‬
‫ّ‬ ‫فائ دة جليل ة‪ ،‬ومعلوم ة بديع ة‪ ،‬ننطل ق منه ا نح و فض اء أوس ع في حياتن ا‬
‫والعملية‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ .6‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫العسقالني (المتوفى‪852 :‬هـ)‪ ،‬اإلصابة‬
‫ّ‬ ‫محم د بن أحمد بن حجر‬
‫علي بن ّ‬
‫أبو الفضل أحمد بن ّ‬ ‫‪-‬‬
‫محم د مع وض‪ ،‬ط‪ ،01‬ب يروت‪،‬‬
‫الص حابة‪ ،‬تحقي ق‪ :‬ع ادل أحم د عب د الموج ود وعلي ّ‬
‫في تمي يز ّ‬
‫العلمية‪1415 ،‬هـ‪1995 /‬م‪ ،‬ج‪.07‬‬ ‫ّ‬ ‫لبنان‪ ،‬دار الكتب‬
‫اني‬
‫قودري األلب ّ‬
‫ّ‬ ‫محم د ناص ر ال ّدين‪ ،‬بن الح اج ن وح بن نج اتي بن آدم‪ ،‬األش‬
‫أب و عب د ال ّرحمن ّ‬ ‫‪-‬‬
‫جستاني‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الس‬
‫(المتوفى‪1420 :‬هـ)‪ ،‬ص حيح وضعيف س نن أبي داود لإلم ام س ليمان بن األش عث ّ‬
‫للنشر والتّوزيع‪1419 ،‬هـ‪1998 /‬م‪ ،‬ج‪.02‬‬ ‫عودية‪ ،‬مكتبة المعارف ّ‬
‫الس ّ‬‫الرياض ّ‬
‫ط‪ّ ،01‬‬
‫للنش ر‬
‫عودية‪ ،‬مكتب ة المع ارف ّ‬
‫الس ّ‬‫الري اض‪ّ ،‬‬
‫ذي‪ ،‬ط‪ّ ،01‬‬ ‫اني‪ ،‬ص حيح وض عيف س نن التّرم ّ‬
‫األلب ّ‬ ‫‪-‬‬
‫والتّوزيع‪1420 ،‬هـ‪2000 /‬م‪ ،‬باب في فضل م ّكة‪ ،‬ج‪.08‬‬
‫مم ا ليس في‬
‫الص حيح المس ند ّ‬
‫الوادعي (المت وفّى‪1422 :‬هـ)‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الرحمن مقب ل بن ه ادي‬
‫أب و عب د ّ‬ ‫‪-‬‬
‫الصحيحين‪ ،‬ط‪ ،04‬صنعاء‪ ،‬اليمن‪ ،‬دار اآلثار‪1428 ،‬هـ‪2007 /‬م‪ ،‬ج‪.02‬‬
‫ّ‬
‫ني‬
‫الحنفي ب در ال ّدين العي ّ‬
‫ّ‬ ‫ابي‬
‫محم د محم ود بن أحم د بن موس ى بن أحم د بن حس ين الغيت ّ‬
‫أب و ّ‬ ‫‪-‬‬
‫اري‪ ،‬دط‪ ،‬ب يروت‪ ،‬لبن ان‪ ،‬دار إحي اء‬
‫(المت وفّى‪855 :‬هـ)‪ ،‬عم دة الق اري ش رح ص حيح البخ ّ‬
‫العربي‪2010 ،‬م‪ ،‬ج‪.23‬‬
‫ّ‬ ‫التّراث‬
‫الرب اط‪ ،‬المغ رب‪ ،‬دار األم ان‪،‬‬
‫العربي ة‪ ،‬ط‪ّ ،01‬‬
‫ّ‬ ‫أحم د المتو ّك ل‪ ،‬الخط اب وخص ائص اللّغ ة‬ ‫‪-‬‬
‫‪1431‬هـ‪2010 /‬م‪.‬‬
‫المصري (المتوفّى‪794 :‬هـ)‪ ،‬تشنيف المسامع‬
‫ّ‬ ‫الز ْر َك ِش ِّي‬
‫محمد بن بهادر‪ ‬بن عبد اهلل َّ‬
‫الدين‪ّ ،‬‬
‫بدر ّ‬ ‫‪-‬‬
‫يني بن عم ر بن عب د ال ّرحيم‪ ،‬ط ‪ ،01‬ب يروت‪ ،‬لبن ان‪،‬‬ ‫بجم ع الجوام ع‪ ،‬تحقي ق‪ :‬أب و عم رو الحس ّ‬
‫العلمية‪2013 ،‬م‪ ،‬ج‪.01‬‬
‫ّ‬ ‫دار الكتب‬
‫وزي (المت وفى‪597 :‬هـ)‪ ،‬تل بيس‬
‫محم د الج ّ‬
‫علي بن ّ‬
‫الرحم ان بن ّ‬ ‫جم ال ال ّدين أب و الف رج عب د ّ‬ ‫‪-‬‬
‫والنشر‪1421 ،‬هـ‪2001 /‬م‪.‬‬
‫إبليس‪ ،‬ط‪ ،01‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الفكر للطّباعة ّ‬
‫عم ان‪ ،‬األردن‪ ،‬مرك ز‬
‫حم دي منص ور ج ودي‪ ،‬الحج اج في كليل ة و دمن ة البن المقفّ ع‪ ،‬ط‪ّ ،01‬‬ ‫‪-‬‬
‫األكاديمي‪2018 ،‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الكتاب‬

‫‪17‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫سانيات‪ :‬المجال والوظيفة والمنهج‪ ،‬ط‪ ،02‬إربد‪ ،‬األردن‪ ،‬عالم الكتب‬


‫سمير شريف استيتيه‪ ،‬اللّ ّ‬ ‫‪-‬‬
‫الحديث‪1429 ،‬هـ‪2008/‬م‪.‬‬
‫يوطي (المت وفّى‪911 :‬هـ)‪ ،‬المزه ر في عل وم اللّغ ة‬
‫ّ‬ ‫الس‬
‫الرحم ان بن أبي بك ر جالل ال ّدين ّ‬
‫عب د ّ‬ ‫‪-‬‬
‫العلمي ة‪1418 ،‬هـ‪/‬‬
‫ّ‬ ‫وأنواعه ا‪ ،‬تحقي ق‪ :‬ف ؤاد علي منص ور‪ ،‬ط‪ ،01‬ب يروت‪ ،‬لبن ان‪ ،‬دار الكتب‬
‫‪1998‬م‪ ،‬ج‪.01‬‬
‫تداولي ة)‪ ،‬ط‪ ،01‬بنغازي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لغوي ة‬
‫استراتيجيات الخطاب (مقاربة ّ‬
‫ّ‬ ‫هري‪،‬‬
‫الش ّ‬
‫عبد الهادي بن ظافر ّ‬ ‫‪-‬‬
‫ليبيا‪ ،‬دار الكتاب الجديد المتّحدة‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫الرسول ص لّى اهلل عليه وس لّم‪،‬‬
‫رب ه‪ ،‬صور من سير رجال حول ّ‬
‫محم د كمال بن عبد ّ‬‫علي بن ّ‬ ‫‪-‬‬
‫العلمية‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫دط‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الكتب‬
‫الصحيح المختصر من أمور رسول اهلل‬
‫البخاري‪ ،‬الجامع المسند ّ‬
‫ّ‬ ‫محمد بن إسماعيل أبو عبد اهلل‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫محم د زه ير بن ناص ر‬
‫اري‪ ،‬تحقي ق‪ّ :‬‬
‫وأيام ه‪ :‬ص حيح البخ ّ‬
‫‪-‬ص لّى اهلل علي ه وس لّم‪ -‬وس ننه ّ‬
‫النجاة‪1422 ،‬هـ‪2002 /‬م‪ ،‬ج‪ ،01‬ج‪ ،03‬ج‪.08‬‬
‫الناصر‪ ،‬ط‪ ،01‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار طوق ّ‬
‫ّ‬
‫الص حيح المختص ر من أم ور رس ول اهلل ‪-‬ص لّى اهلل علي ه وس لّم‪-‬‬
‫اري ‪ ،‬الج امع المس ند ّ‬
‫البخ ّ‬ ‫‪-‬‬
‫ط ار‪ ،‬ط‪ ،01‬ب يروت‪ ،‬لبن ان‪ ،‬دار‬ ‫محم د ص دقي الع ّ‬
‫اري‪ ،‬تحقي ق‪ّ :‬‬
‫وأيام ه‪ :‬ص حيح البخ ّ‬
‫وس ننه ّ‬
‫الفكر‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫افعي (المتوفّى‪1057 :‬هـ)‪ ،‬دلي ل‬
‫يقي ال ّش ّ‬
‫الص ّد ّ‬
‫البكري ّ‬
‫ّ‬ ‫محمد بن عالّن بن إبراهيم‬
‫علي بن ّ‬
‫محمد ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫الصالحين‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪2018 ،05‬م‪ ،‬ج‪.02‬‬‫الفالحين لطرق رياض ّ‬
‫تطبيقي ة آلساليب التّأثير‬
‫ّ‬ ‫نظري ة أحداث اللّغة‪ :‬دراسة‬
‫ّ‬ ‫محمود ع ّكاشة‪ ،‬تحليل الخطاب في ضوء‬ ‫‪-‬‬
‫النش ر‬
‫وي في الق رآن الك ريم‪ ،‬ط‪ ،01‬الق اهرة‪ ،‬مص ر‪ ،‬دار ّ‬ ‫النس ّ‬
‫اجي في الخط اب ّ‬
‫واإلقن اع الحج ّ‬
‫للجامعات‪1435 ،‬هـ‪2014 /‬م‪.‬‬
‫المجاّل ت‪:‬‬
‫داولي ة‪،‬‬
‫امنية في "رواي ة الثّالث ة"‪ :‬دراس ة في الوظ ائف التّ ّ‬
‫تراتيجية التّض ّ‬
‫ّ‬ ‫إب راهيم ب راهيمي‪ ،‬اإلس‬ ‫‪-‬‬
‫واإلنسانية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪1945‬م‪ ،‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي ة‬
‫ّ‬ ‫حولي ات جامعة قالمة للعلوم‬
‫ّ‬
‫العدد‪ ،07 :‬جوان ‪2013‬م‪.‬‬
‫ربي‪ ،‬مجلّ ة فص ول‪،‬‬
‫األدبي في الخليج الع ّ‬
‫ّ‬ ‫النق د‬
‫رحي في ّ‬
‫نوري ة ص الح‪ ،‬الخط اب المس ّ‬
‫ّ‬ ‫ف وزي‬ ‫‪-‬‬
‫العامة للكتاب‪ ،‬مصر‪ ،‬المجلّد‪ ،16 :‬العدد‪1997 ،03 :‬م‪.‬‬
‫المصرية ّ‬
‫ّ‬ ‫الهيئة‬
‫الرس ول ‪-‬ص لّى اهلل عليه وس لّم‪ -‬وفصاحته‪ ،‬مجلّ ة الفيصل‪،‬‬
‫محمود مصطفى األعصر‪ ،‬بالغة ّ‬ ‫‪-‬‬
‫عودية‪ ،‬العدد‪ ،165 :‬ربيع األو ّل ‪1411‬هـ‪ /‬أكتوبر ‪1990‬م‪.‬‬
‫الس ّ‬
‫الرياض‪ّ ،‬‬
‫قافية‪ّ ،‬‬
‫دار الفيصل الثّ ّ‬

‫‪18‬‬
‫‪Issn:2437-0967‬‬ ‫مجلة اللغة الوظيفية‬ ‫المجلد‪،8‬العدد‬
‫‪2021 1‬‬

‫وي‪ ،‬مجلّ ة جامع ة دمش ق لآلداب و‬


‫النب ّ‬
‫ائي في الخط اب ّ‬
‫هن د س حلول‪ ،‬مالمح األس لوب اإليح ّ‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬المجلّد‪ :33 :‬العدد‪2017 ،01 :‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العلوم‬
‫تطبيقي ة‪ ،‬مجلّ ة‬
‫ّ‬ ‫اإلعالني وبالغت ه‪ :‬نم اذج‬
‫ّ‬ ‫تراتيجيات الخط اب‬
‫ّ‬ ‫محم د نوف ل‪ ،‬التّواص ل وإ س‬
‫وداد ّ‬ ‫‪-‬‬
‫وفي ة‪ ،‬كلّي ة التّربي ة‪ ،‬مص ر‪ ،‬المجلّ د‪ ،24 :‬الع دد‪ ،93 :‬نيس ان‬
‫المن ّ‬
‫بح وث كلّّي ة اآلداب‪ ،‬جامع ة ّ‬
‫‪2013‬م‪.‬‬
‫مواقع األنترنت‪:‬‬
‫اري‪،‬‬
‫الرق اق من ص حيح البخ ّ‬
‫أب و هاش م ص الح بن ع ّواد بن ص الح المغامس ّي‪ ،‬ش رح كت اب ّ‬ ‫‪-‬‬
‫الراب ط‪https://al- :‬‬
‫المية‪ ،‬ال ّدرس‪ّ ،03 :‬‬
‫الش بكة اإلس ّ‬
‫وتية ق ام بتفريغه ا موق ع ّ‬
‫دروس ص ّ‬
‫‪ ،maktaba.org/book/32415/29#p14‬تاريخ االطّالع‪2020 /10 /01 :‬م‪.‬‬

‫‪19‬‬

You might also like