Professional Documents
Culture Documents
204
جامعة الزرقاء
205
األربعاء 16محرم 1435هـ -الموافق 20تشرين الثاني 2013م
206
مقّد مة
اللغة وعاء الفكر ،وأداة االتصال ،ووسيلة التفاهم بين األفراد والجماعات،
وعن طريق اللغة يستطيع المرء أن ينقل أفكاره إلى غيره ،وبها يستطيع التعبير عن
مشاعره .وتواصلية اللغة ذكرها ابن جّني بقوله" :أّم ا حّد ها – اللغة – فإّنها أصوات
207
يعّبر بها كّل قوٍم عن أغراضهم"( .)1وقد ورد هذا المفهوم نفسه؛ أعني التواصلية
208
عند كثير من الباحثين القدماء والمحدثين(.)1
وتعريف ابن جني يتضمن أركان عملية التواصل من متحدث أو منشئ/
مرسل ،ورسالة ،وسامع أو متلٍق /مرسل إليه؛ فاألصوات ممّيزة بالسمع ،ووسيلة
السمع األذن ،ثّم وفاء اللغة بحاجة أصحابها في كل الظروف والمناسبات ،كما أّن
لها قدرة على األداء واالستمرار؛ وذلك بما لها من خصائص كامنة في عناصرها،
209
وبما لدى أصحابها من استعداد الستخدامها ،ومعرفة بالتصرف بها قوًال وتعليمًا،
وأخيرًا احتواؤها على كل ألوان األداء التداولي :في العلم ،واألدب ،والقانون،
والسياسة ،والصحافة ،وغيرها.
واالتصال اللغوي يتم بين األفراد بطريقين:
210
األولى :المستوى المنطوق ،ويكون بين مرسل ومرسل إليه ،فتنشأ عنه
مهارتا :التحدث واالستماع.
والثانية :المستوى المكتوب ،وهو ما ُيعرف بالنظام الكتابي ،ويتكون من
كاتب وقارئ ،فتنشأ عنها مهارتا :القراءة والكتابة.
214
عملية الفهم ،وعندما يختلف السياق؛ مّم ا يساعد على تفسير كثير من نتائج
المدخالت التي تظهر باختالف األفهام بين المتلقين(.)1
وفي تراثنا اللغوي والنحوي ما يؤكد اهتمام النحاة بالبعد التداولي للظاهرة
اللغوية ،وذلك من خالل إشارات كثيرة وردت هنا وهناك مبثوثة في بطون
215
الكتب( .)1كما أظهر كٌّل من عبد القاهر الجرجاني ،ورضي الدين اإلستراباذي عناية
كبيرة باالرتباط التداولي بين األسلوب – خبرًا كان أم إنشاًء – والمعنى البالغي،
ووظيفته التواصلية ،مع حرصهما الكبير ،والمتكرر على االهتمام بالمعاني،
واألغراض اإلبالغية المتوخاة من الخطاب .كذلك سلك األصوليون منهجًا تداوليًا
في تحليل الظواهر التي ال تعدو أن تكون أغراضًا ،وغايات تواصلية يسعى المتكلم
إلى تحقيقها.
216
وال ننسى السكاكي الذي لم يحصر ارتباط تعدد الوظيفة التداولية لألفعال
الطلبية في االستفهام ،فقد درس األمر ،والنهي ،والتمني ،والنداء ،وغيره.
أّم ا ابن خلدون فيعد الشخصية المثلى في دراسة التصور التداولي العربي ،فقد
نظر إلى الغاية من دراسة األدب ،ورأى أّن امتالك اللغة يجب أن يكون لغاية
220
ونحويين ،وبالغيين ،وأصوليين باألبعاد التداولية للخطاب(.)1
إّن تطبيق مفهوم التداولية على اللغة العربية سيسهم في إبراز األبعاد التداولية،
ورصد خصائصها ،وتفسير ظواهرها الخطابية التواصلية .واللغة العربية كغيرها
من اللغات تشتمل على طائفة من الصيغ ،واألدوات التي يستعملها المتكلم للداللة
على القوة اإلنجازية التي يريد تضمينها كالمه .وإ ذا ما ذهبنا نتتبع أساليب كثيرة في
221
العربية كاالستفهام ،والتعجب ،والنفي ،واإلثبات ،والحذف ،والزيادة ،بل الحركة
اإلعرابية في بعض األساليب ،فضًال عن النغمة الصوتية ،فإننا سنجد عالقة لهذه
األساليب اللغوية بمستعمليها ،وطرائق استخدامها ،والسياقات التي قيلت فيها ،وقد
جعلت الخطاب رسالة تواصلية ناجحة وواضحة.
223
البالغيين ،أو نّص ًا دينيا كخطبة الرسول -عليه السالم -التي ُح للت تحليال أقرب
224
إلى األسلوبية منها إلى التداولية( .)1أما دراسة األربعين النووية ،ودراسة خطب
225
بعض رجال السياسة لراضية بو بكري( ،)1فإنها قد وّظفت التداولية فيهما توظيفا
يتجاوز حدود التحليالت الشكلية ،والوصف الظاهري.
أما توظيف التداولية في قراءة التراث العربي تطبيقًا فعليًا إجرائيًا ،فإنني أزعم
أنني لم أقف على بحث كاف شاف في ذلك ،سوى الدراستين السابقتين ،وهما
رسالتان علميتان .وعليه فسأعمد إلى اعتماد التداولية في تحليل أمثلة ،وشواهد من
227
بهذا المعنى يهتم البحث بدراسة اللغة في االستعمال الحاضر ،بمعنى دراسة
اللغة في سياقاتها الواقعية ،ال في حدودها المعجمية ،أو تراكيبها النحوية المعيارية،
ندرس الكلمات ،والجمل كما نستعملها ،ونفهمها ،ونقصد بها في ظروف ومواقع
معّينة ،ال كما تصفها اللغة المعيارية ،وال كما تقترحها معاجم اللغة ،وال كما هي في
،2002ص.85
سلسلة عالم المعرفة ،الكويت،عدد ،287سنة 228
كتب النحو في بعض قواعدها العقلية االفتراضية التأويلية التي تحدث عنها ابن
خلدون سابقا.
229
تمهيد
نشطت الدراسات اللسانية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين
نشاطًا ملحوظًا ،وامتدت بعد ذلك امتدادًا كبيرًا ،نتج عنه تراكم كبير في مجال
الدراسات اللسانية .وظهر في هذا المجال مدارس ،وعلماء تعددت مناهجهم في
231
المدرسة التداولية الوظيفية.
فالمدرسة الوصفية البنيوية قامت على تحليل العمل اإلبداعي على أساس أّنه
آلة لتصنيع األشكال اللغوية القابلة للتفكيك ،ثّم إعادة التركيب والبناء ،فالّنص
اإلبداعي – في نظرهم – هو بمثابة رقعة الشطرنج ،قوامها المداخل المعجمية
المرموقة ،وفق القوانين البنيوية؛ بمعنى أّن مفهوم البنيوية يقوم على البنية
232ط.2005 ،1
في التراث اللساني العربي ،دار الطليعة ،بيروت،
والعالقات التي تقوم بين العناصر اللسانية قبل أن يقوم على كيانات معزولة(.)1
وواصلت البنيوية حّد ها الذي بلغ منتهاه في تحليل النص األدبي ،السّيما مع ظهور
التوجه الذي أعلى من قدر التحليل الوصفي ،وتشدد في تطبيق إجراءات المنهج
الشكلي.
160233وص.561
(?) انظر:ابن خلدون ،عبد الرحمن ،المقدمة ،ص 1
وأما التوليدية التحويلية فهي دراسة البنى والتراكيب اللغوية ،والكشف عن
البنية السطحية ( ،).S.Sوالبنية العميقة ( .).D.Sهذه النظرية التي نشرها
تشومسكي في كتابه التراكيب النحوية ،تعّد حاليًا من أكثر النظريات اللغوية انتشارًا
في الجامعات األمريكية واألوروبية.
234
ومن الجدير بالذكر أن تشومسكي طرح أفكارًا عّد ة في كتابه ،وطرح
تصوراته في مهام اللسانيات ،ومناهج البحث اللساني .ووجد في علم اللسانيات
الوصفي مناهج متطورة ،يمكن أن يفيد منها ،على أّنها نقطة انطالق للدرس
اللساني(.)1
236
المختلفة التي ُينجز ضمنها الخطاب ،والبحث عن العوامل التي تجعل من الخطاب
238
البحث النظر التفصيلي فيها ،فما ُك تب عنها كثير ،وتركيزي سينصب على الجانب
االستعمالي كما أشرت في المقّد مة.
التداولية لغًة
والملحوظة التي نخرج بها من هذا المعنى المعجمي لمادة "دول" هي :أّن
المعاجم العربية ال تكاد تخرج في دالالتها للجذر "دول" عن معاني التحول،
240
والتبّد ل ،واالنتقال من مكان إلى آخر ،ومن حالة إلى أخرى؛ وهذا يقتضي
بالضرورة وجود أكثر من طرف في حقل التحول هذا .وإ ذا ما ذهبنا نطبق هذا
المعنى على اللغة ،فإنها – اللغة – متحولة من حال المتكلم إلى حال أخرى لدى
السامع ،ثم هي متنقلة بين الناس ،يتداولونها بينهم .يقول طه عبد الرحمن في
242
ويدالن في استخدامهما التجريبي على معنى الحركة بين الفاعلين ،فيكون التداول
جامعًا بين اثنين هما :التواصل ،والتفاعل.
فالصيغة الصرفية التي جاء عليها المصطلح ( َتفاُع ل وَتفاُع لية) تفيد عند
الصرفيين معنى المشاركة بين طرفين ( المرسل ،والمرسل إليه ) ،مّم ا ينقل النص
من فردية المبدع إلى ثنائية التفاعل بين المرسل والمرسل إليه ،ويضفي عليه سمات
التداولية اصطالحًا:
245
والتفاعل معًا( .)1و"براجماتيزم" الذي يستخدم في مجال الفلسفة .ومن الترجمات
األخرى الذرائعية ،والنفعية ،والبراغماتية.
أما التداولية اصطالحًا فيصعب وضع تعريف شامل جامع لها؛ ألنها:
أوًال :لم تكن نشأتها لسانية خالصة ،بل كان للفلسفة دور ملحوظ في نشأتها
وتطورها ،كغيرها من المصطلحات التي نشأت في أحضان الفلسفة ،ثّم ما فتئت أن
246
شاعت في الدراسات اللسانية ،مثل السيميائية التي نشأت على يد الفيلسوف
األمريكي بيرس.
247
وثالثًا :إنها قد ال تنضوي تحت علم من العلوم التي لها عالقة باللغة ،على
الرغم من تداخلها مع هذه العلوم في بعض الجوانب .فهذه مجمل األسباب التي
249
وقد قام غير باحث بعمل إحصائي لتعريفات التداولية ،ومفاهميها ،منهم
نعمان بوقرة( .)1ويمكن هنا عرض بعض تعريفات التداولية التي وردت:
هي دراسة األسس التي نستطيع بها أن نعرف ِلَم تكون مجموعة من الجمل
شاذة تداوليًا أو تعد في الكالم المحال .وعلى الرغم من أن إيضاح الشذوذ في هذه
هي دراسة كل جوانب المعنى التي تهملها النظريات الداللية ،فإذا اقتصر علم
الداللة على دراسة األقوال التي تنطبق على شروط الصدق ،فإن التداولية تعنى بما
وراء ذلك مما ال تنطبق عليه هذه الشروط.
251
هي دراسة اللغة في االستعمال أو في التواصل؛ ألنها تشير إلى أن المعنى ليس
شيئًا متصًال بالكلمات وحدها ،وال يرتبط بالمتكلم وحده ،وال المتلقي وحده،
فصناعة المعنى تتمثل في تداول اللغة بين المتكلم /المرسل والمتلقي /المرسل إليه
في سياق محدد (مادي ،واجتماعي ،ولغوي) وصوًال إلى المعنى الكامن في كالم
ما.
252
هي العلم الذي يعنى بالشروط الالزمة ،لكي تكون األقوال اللغوية مقبولة،
وناجحة ،ومالئمة للموقف التواصلي الذي يتحدث فيه المتكلم.
255
المعاني ،كالعرفان باإلحسان وغيره ،وتنشأ لها دالالت جديدة في االستعمال تتجاوز
حدودها المعجمية ،فربما قصد بها المتكلم التهكم أو الضيق.
فالتداولية تعّد الضلع الثالث لمثلث يقوم ضلعه األول على النحو ،والثاني على
الداللة؛ إذ ينشغل النحو بعالقة العالمات بعضها ببعض؛ أي عالقة المفردات،
واألدوات ،والروابط في العبارة الواحدة ،والجملة ،والنص .أّم ا علم الداللة فيتناول
256سنة .2001
التواصل اللساني ،المجلد العاشر ،العددان ،2 ،1
تلك العالقات بما تشير إليه ،مثال ذلك كلمة (عسل) ،فقد تأخذ مواضع مختلفة ،مثل:
عسل النحل ،العسل فيه شفاء ،شراب العسل ،وغيره ،ومن ناحية المعنى تشير إلى
الصفاء ،والشفاء ،والمذاق الحلو.
257
ومن الناحية التداولية ،تكتسب المفردة دالالت متباينة ،وربما متناقضة،
كالمرح ،والوصف وغيره ،وذلك بحسب السياق المقامي في االستعمال الواقعي
اليومي.
259
بالنسبة لمعاني النص اإلبداعي .ويعني هذا أن اللغة ذات بعد لساني وظيفي ،وأنها
()1
ستة عناصر ،وست وظائف ،هي:
261
والقناة ووظيفتها حفاظية؛ أي الحفاظ على عملية التواصل واإلبالغ وعدم
انقطاعه.
ـ عنصر موضوعي يتمثل في غلبة كل وظيفة على نوع خاص من ألوان الرسائل.
ـ عنصر تواصلي بين المرسل ،والمتلقي يدّل على معرفة مشتركة بينهما.
263
نشأة التداولية
يعود استعمال مصطلح التداولية إلى الفيلسوف تشارلز موريس انطالقًا من
عنايته بتحديد اإلطار العام لعلم العالمات ،أو السيمائية من خالل تمييزه بين ثالثة
فروع ،هي:
267
جميعًا مهتمين بطريقة توصيل معنى اللغة اإلنسانية الطبيعية بإبالغ مرسل رسالة
إلى مرسل إليه يفسرها ،وهذا من صميم التداولية.
269
فلسفي للسانيات ،فقد كان هدفه تأسيس اختصاص فلسفي جديد هو فلسفة اللغة(.)1
تمثالت التداولية في اللغة والنحو
ظهر لدينا أن مبادئ التداولية الحديثة ماثلة في تراثنا اللغوي والنحوي ،ولو
بمصطلحات مختلفة ،وذلك من بداية طالئع الدرس اللساني ،وصوًال إلى النقاد
والبالغيين المتأخرين .كما وجدنا عند األصوليين اهتمامًا كبيرًا بأطراف العملية
270
التخاطبية أكثر من اهتمام اللغويين ،والنحويين ،والبالغيين ،وذلك بقدر ما يعود إلى
اهتمام كل فريق .فالنحويون صبوا اهتمامهم على وصف الطريقة األسلم للقول،
وأن يفهم المعنى العام للخطاب في جانبيه :الداللي والمعجمي .في حين انصب
اهتمام البالغيين على اإلنشاء والخبر ،وأضرب الخبر ،ومبدأ اإلفادة ،ومراعاة
الغرض ،وهذا هو الذي نشأت من أجله التداولية.
272
وهو اهلل تعالى ،والحكم وهو مضمون الخطاب للعباد المكلفين ،ثم المحكوم فيه وهو
الشأن المتعلق به الحكم ،وأخيرًا المحكوم عليه وهو المكلف ،مع مراعاة حال
المخاطب ،وسياق الموقف الذي قيل فيه.
هذا وتدرس التداولية اللغة عند استعمالها في طبقات مقامية مختلفة؛ أي
بوصفها كالمًا محددًا صادرًا عن مرسل محدد إلى مرسل إليه محدد .وتتأسس
274
النحوية ترفض هذا التركيب من ناحية المعنى ،لكن الواقع االستعمالي أو السياق
المقامي يأخذ به ،ومن ثّم يصبح مفهومًا ،ومتداوًال ،ومقبوًال.
وكذلك لو شاهدنا جنازة ُتحمل على األكتاف ،ويسأل سائٌل َ :م ْن المتوِّفي؟
فيجاب :فالن .فالمتداول كلمة المتوِّفي ،تعني اإلنسان أو الكائن الحي ،لكن
المنطوق اللغوي يخالف ذلك مخالفة كبيرة ،إذ المتوِّفي هو اهلل ،والمتوَّفى هو
275
اإلنسان ،ولو أجيب السائل – عند سؤاله َم ْن المتوّفى – بالقول :اهلل لقامت الدنيا ولم
تقعد على رأس المجيب ،ووقع ما لم تحمد عقباه.
ومثله قول أحدهم آلخر "ال عافاك اهلل" ليس المقصود الدعوة عليه بعدم
المعافاة ،بل الدعوة له ،لكن منطوق العبارة التداولي هو :ال عافاك اهلل ،في حين أن
منطوقها اللغوي غير ذلك ،ويفضي إلى الدعوة عليه.
277
أقيمت دورة رياضية بإشراف خبراء أكّفاء ← والصواب أكفاء.
كلما زاد عدد الطلبة كلما زاد عدد المدارس ← كلما ال تكرر.
279
من فهم اللغة في سياق ما يرتضيه علم النحو الذي يقتصر على دراسة العالقات بين
العالمات.
أما االستعمال المتجدد الذي يتجدد بمقاصد المتكلمين ،فهو غير ذلك ،فما
دامت الرسالة قد وصلت واضحة ومفهومة ،فال مجال للحكم على الكلمة أو الجملة
بالخطأ اللغوي أو النحوي ،فكل الجمل السابقة أخذت بعدًا تداوليًا شائعًا في المجتمع
280
بين مرسل ومرسل إليه ،بل إّن الخروج عن هذا المتداول خروج على أعراف
المجتمع اللغوية ،فيما يتخاطبون به .وفي هذا كله خطورة واضحة ،وموضع
الخطورة أن تسود جمل وعبارات على ألسنة الناطقين ،وتصبح شائعة مستساغة،
وبعد زمن تصبح وكأنها هي األصل على ما فيها من خطأ وتجاوز.
أّم ا الحذف فيعني أّي نقص في الجملة االسمية أو الفعلية ،وال يكون إال
لغرض في المعنى ،وتبقى الجملة معه تحمل معنًى يحسن السكون عليه ،ومثاله :إْن
282
سأل سائل قائًالَ :م ْن حضر؟ وأجيب :محمد ،فإّن كلمة (محمد) في سياقها المقامي
تحمل معنًى يحسن السكوت عليه؛ أي أنه مفهوم ،وقد حذف الفعل هنا لقصد
اإليجاز ،وهو من ثّم أمٌر متداول وشائع ،وكثير.
وقد اهتم العرب بالحذف ،لما له من دور في إغناء العربية ،ولما عليه
جرت عادة العرب من حذف الجملة ،والمفردات ،والحروف ،والحركات ،كما قّر ر
284
بالشيء عن الذي من حّقه أن يستعمل ،وأّنه لكثرة االستعمال صار مألوفًا في
أساليبهم معروفًا عند عامتهم(.)1
والحذف ال يكون إال إذا كان المخاطب عالمًا به ،فيعتمد المتكلم على بديهة
السامع في فهم المحذوف.
285
وإ ذا ذهبنا نتتبع األثر الداللي والتداولي ،فإننا نجده كثيرًا في كتاب اهلل
تعالى ،وحديث رسول اهلل وما هو متداول وشائع بين الناس ،ومنه:
كيف االمتحان؟ جيٌد ،وكلمة (جيد) في سياقها التداولي تحمل معنًى يحسن
السكوت عليه.
286
وكذلك عند زيارتنا لمريض ،نقول له :كيف صحتك؟ أو كيف أصبحت؟
فيقول :بخير ،أي أنا بخير ،أو صحتي بخير ،وكلمة (بخير) في سياقها تحمل معنًى
يحسن السكوت عليه.
ويقول آخر :حفظت القرآن الكريم ،فيقال له :نعم الحافظ والمحفوظ؛ أي نعم
الحافظ أنت ،ونعم المحفوظ القرآن.
287
فهذه الجمل وغيرها مّم ا ورد له بعٌد داللي وتداولي ،وله من األسرار ما ال
يخفى على الباحثين(.)1
290
عند سيبويه للعناية واالهتمام ( .)1وقد وضع النحاة الشروط الناظمة له ،وتحدثوا
عّم ا يجوز ،وما ال يجوز ،ووجوهه ،وأضربه ،نجد ذلك بالتفصيل في كتب النحو.
والتقديم والتأخير عند النحويين يتعلق بالبنية الداخلية المرتبطة بالمعنى في
ذهن المتكلم ،وهو الطرف األول في العملية التداولية ،فإذا ما نظرنا إلى الجمل
اآلتية:
291 2002م.
احترم أبي عمي.
292
وهذه جمل متداولة هي وأمثالها ،وهي جمل – ومن ثَّم – تقّد م فيها الفاعل
وجوبًا عند النحويين؛ لعدم وجود قرينة لفظية ( عالمة إعرابية ) تعّين أحدهما من
اآلخر.
ومن أمثلته المتداولة التي خرجت عن مقتضى قواعد النحويين ،وأصبح لها
سيرورتها في المجتمع قولهم:
293
عذبٌة أنت.
ممّز ق أنا.
294
بل نجد مثل هذه التعبيرات ،أو التراكيب في الشعر المعاصر ،في قول
الشاعر أبي القاسم الشابي في قصيدته :صلوات في هيكل الحب(:)1
ومعذورة أنت إْن أجهضت لي أملي ممـّز ق أنا ال جاه وال تـرف
296 1987م.
األصل النحوي الذي يوافق القياس اللغوي قولهم :أنت عذبٌة ،وأنا ممّز ق،
297
وأنت معذورة ( ،)1لكّن الشاعرين قّد ما الخبر على المبتدأ الضمير الذي له صدر
الكالم ،ليقينهما أّن لكل بنية تركيبية معناها ،ومقصدها ،وغايتها التداولية ،ولهذا
الرأي ما يسنده ،فقد نقل اإلستراباذي عن ابن الدهان قوله" :إذا حصلت الفائدة فأخبر
عن أي نكرة شئت؛ وذلك ألّن الغرض من الكالم إفادة المخاطب مضمون الكالم"(.)2
298
ويجعل عبد القاهر الجرجاني حصول الفائدة متوقفًا على مراعاة حال
299
المخاَطب ،وحال المخاِط ب يعّد ضابطًا مؤثرًا في توجيه كالم المتكلم(.)1
وتأسيسًا على هذا التحليل التداولي ،والفهم العميق لسياق المقام ،يرى عبد
القاهر الجرجاني "أّنه ال تكون البداية بالفعل كالبداية باالسم"( ،)2فقولنا :الشعب يريد،
غير قولنا يريد الشعب ،فالشعب فاعل تقّد م على فعله للعناية واالهتمام ،فأصل
14300وما بعدها.
فريد ،بهاء الدين محمد ،تبسيط التداولية ص -
الجملة :فعل +فاعل /وبالتقديم أصبحت الجملة فاعًال مقّد مًا لغرض العناية
واالهتمام +فعال ،وال شيء فيها من االسمية (م +خ).
والذي يبدو لي أن عبارة العناية واالهتمام التي جاءت على لسان القدماء
تتسم بالعمومية ،واألولى أن نقول :بأن التقديم والتأخير حصل ألسباب تداولية ،إذ
يركز المرسل على تقديم الجزء المجهول من الكالم عند المرسل إليه .فإذا كان
301
يعرف الفاعل ويجهل الفعل يقدم الفعل ،وقد يحذف الفاعل؛ ألنه معلوم .وهنا يكمن
الفرق بين التحليل التداولي والتحليل النحوي أو البالغي القديم.
وتظهر التداولية في أسلوب االختصاص الذي هو اسم ظاهر يأتي بعد ضمير
المتكلم أو المخاطب ،لبيان المراد منه ،كقولهم في المثال المتداول الشائع :نحن
العرب نكرم الضيف ،هكذا دون ضبط لكلمة العرب ،فلو ُنطقت بـ "العرَب أو
302
العرُب " فإّن المقصود منها هو االختصاص في العرف اللغوي المتداول والشائع.
وأزعم أن ال أحد يمكن أن يقول :نحن بنو الدنيا نتهافت عليها ،ونحن محامو الدفاع،
ونحن مبعوثو الجامعة إلى المؤتمر ،فكل من ينطق بهذه الجمل سواء أراد
االختصاص أم لم يرد فهو يريد بها االختصاص ،ويقول :نحن محامي الدفاع؛
ونحن مبعوثي الجامعة ،وهكذا ،فهي جمل ملفوظة في مقام خطابي ،وأّن هذا
303
الملفوظ يستلزم استعماًال لغويًا خاصًَا؛ أي قد تواضع عليه مستعملو اللغة ،وأن هذا
االستعمال يؤدي داللة معّينة وفق سياق مقامي معّين ،وعليه يكون:
مرسل +ملفوظ (سقطت حركته اإلعرابية) +مقام خطابي أو سياق مقامي +
مرسل إليه مؤَّثر عليه ← معًنى
305
منادى (شبيه بالمضاف أو نكرة مقصودة أو غير مقصودة) يأخذ حركة إعرابية
مختلفة ،ضمة أو فتحة أو سكون ال قيمة لها عند المتحدث +جملة الجواب ،بل في
حال جمع المذكر السالم ،والمثنى ،وجمع المؤنث السالمُ ،يقال :يا مزارعين ،ويا
طالبْي ن ،ويا مهندسات ،وفي هذا كّله تكون المعلومة أو المفهومة قد وصلت إلى
السامع ،وتمت عملية المحادثة أو التواصل.
307
الداللي ،فال يعقل أن يحذر الوالد ولده من الصالة أو الدراسة ،أو يرغبه بالسيارة في
موقف مقامي ال يدل على الترغيب ،بل التحذير من سيارة قادمة مسرعة ،ومن ثَّم
عليه أن ال يقطع الشارع.
ويظهر البعد التداولي في هذا األسلوب في األدوات اللسانية التي يلجأ إليها
المرسل .فباإلضافة إلى حذف الفعل ،وترك المفعول به ،وإ لى تكرار لفظ المفعول
308
به ،فإن هناك تنغيما خاّص ًا يصاحب نطق الكلمتين ،وهو الذي يفيد معنى التحذير أو
اإلغراء .وهو أمر ال نجده إال في المستوى المنطوق من الخطاب.
وكذلك الحديث عن (كم) بقسميها :االستفهامية والخبرية ،فقد وضع النحاة لكل
منهما شروطًا خاصة ،أظهرها أن كم االستفهامية يأتي االسم بعدها منصوبًا ،نحو:
كم كتابًا قرأت؟ والخبرية يكون االسم بعدها مجرورًا ،نحو :كم كتاٍب قرأت؟ لكن
309
المتكلم أو المتداول فيهما حذف الحركة اإلعرابية ،ومع هذا فإن المعنى مفهوم عند
طرفي العملية التواصلية ،لكن األغلب أّن كم االستفهامية هي النمط الشائع في
العرف االستعمالي التداولي .والمحاورة تمت بنجاح تام ،وبذلك تحقق التواصل.
والذي يبدو لي أْن ال دور للحركة اإلعرابية في الدرس التداولي ،تلك الحركة
التي بها يتم التفريق بين المعاني ،قال ابن فارس" :من العلوم الجليلة التي اختصت
311
منعوت ،وال تعجب من استفهام ،وال نعت من تأكيد"( .)1وقال أيضًا" :فإّن اإلعراب
هو الفارق بين المعاني أال ترى أّن القائل إذا قال" :ما أحسن زيدًا لم يفرق بين
التعجب واالستفهام والذم إال باإلعراب"(.)2
ففي اإلعراب تمّيز المعاني ،ويوقف على أغراض المتكلمين ،فلو قال قائل:
"ما أحسن زيد" غير معرب ،و "ضرب زيد عمر" غير معرب لم يوقف على مراده
313
فالذي سمح للغة التخاطب اليومي بإسقاط الحركات مع ضمان حصول الفائدة
التواصلية هو السياق أو المقام الذي أنتج فيه الخطاب ،فهو الذي أمن اللبس ،وهو ما
ال يمكن أن يحققه النص المكتوب؛ إذ يكون مقطوعا عن سياقه .فلو أسقطنا منه
الحركات اإلعرابية لتطّلب من المرسل وصف السياق بكالم طويل.
314
ويبدو كذلك أن قول قطرب قريب إلى حٍّد بعيد مما يتداوله الناس من جمل
وكلمات ال يعيرون اهتمامًا بها للحركة اإلعرابية ،إذ يرى قطرب أن ال قيمة للعامل في
األثر اإلعرابي على أواخر الكلم في التركيب الجملي ،وأّن هذه الحركات كانت بأثر
صوتي ،ويمكن أن تعلل تعليًال صوتيًا .يقول" :إّنما أعربت العرب كالمها؛ ألّن االسم
في حال الوقف يلزمه السكون للوقف ،فلو جعلوا وصله بالسكون أيضًا لكان يلزمه
315
اإلسكان في الوقف والوصل ،وكانوا يبطئون عند اإلدراج ،فلما وصلوا ،وأمكنهم
التحريك جعلوا التحريك معاقبًا لإلسكان؛ ليعتدل الكالم"(.)1
فاإلعراب ،إذًا ،هو الذي يكشف عن المعاني أو يفّر ق بينها على حّد تعبير عبد
القاهر الجرجاني ،ولكنه في المتداول ال يحمل هذه األهمية في المنطوق الشائع؛ ألّن
() 2
السياق المقامي يعّد مفهومًا تداوليًا راسخًا ،ومعيارًا محكمًا من معايير الحكم على
317
وأّم ا التنغيم فهو :مصطلح يدل على ارتفاع الصوت ،وانخفاضه أثناء الكالم،
وهذا االرتفاع واالنخفاض ال يكون إال لمعنى( ،)1ويكون مجاله في الجمل المنطوقة،
وال أثر له في كتب النحو العربي على مستوى التنظير؛ ألّن النحاة العرب اعتمدوا اللغة
المكتوبة عند التقعيد ،ولم يعتمدوا النطق.
ص /96صحراوي مسعود ،التداولية عند علماء أرمينكو ،المقاربة التداولية ،ترجمة سعيد علوش،
318
وتطبيقًا لما جاء في الدراسات اللغوية المعاصرة ،وبخاصة في الغرب ،فإن
للتنغيم وظيفة نحوية وداللية مهّم ة ،وال يكون – كما أسلفت – إال لمعنى ،ومن ثَّم يعّد
العنصر الرئيس في التمييز بين الجمل ،فالجملة "حضر خالد" جملة تقريرية خبرية إذا
نطقت بتنغيم مستٍو ،ولكنها جملة استفهامية إذا نطقت بتنغيم صاعد.
13319وما بعدها.
العرب دراسة تداولية لظاهرة األفعال الكالمية ،ص
وله حضور بارز في المستوى التداولي ،هب أّن ولدًا يقطع الشارع ،فتريد أن
تحذره ،فتقول له بصوت مرتفع وحاد :السّيارة ،لتنبيهه ويأخذ حذره ،وكثيرة هي
األساليب التي تدخل باب التنغيم كاالستفهام ،فمثًال لو رأيت طالبًا يقف منتظرًا حافلة
ليذهب إلى الجامعة ،وأنت تقود سيارتك ،وقد مررت به ،وعندما دخلت المحاضرة،
وجدته أمامك ،فتقول له :كيف وصلت؟ بتنغيم صوتي مرتفع ،أنت ال تسأله ،إّنما
تتعجب من سرعة وصوله ،على الرغم من أن تتابع الحدث يقضي بغير ذلك ،وقد ورد
320
منه في القرآن الكريم" :كيف تكفرون باهلل وكنتم أمواتًا"( ،)1فاهلل تعالى ال يسألهم وهو
العليم بحالهم ،إّنما يتعجب من كفرهم على الرغم من وجود اآليات الدالة على
وحدانيته.
وكذلك لو قال القاضي لمتهم :من أين حصلت على المخدر؟ هذا مجرد سؤال،
وليس الغرض منه أن يجيب المتهم من فالن أو عالن ،إنما الغرض هو محاولة اإليقاع
321
بهذا المتهم ،فإذا أجاب ،وقال :نعم ،فهو بذلك يؤكد على إجرامه ،وإ ذا أجاب بالنفي،
فإن هناك مالمح تظهر عليه توحي بالصواب ،وهذا ما أشار إليه أوستن ،وهو ما أطلق
322
عليه عمل التأثير بالقول( ،)1أي العمل المتحقق نتيجة قولنا شيئًا ما ،فالتنغيم في
اعتبارات كثيرة يكون الركيزة األولية في عملية التواصل في لغة الخطاب اليومي.
وإ ذا ما ذهبنا نتتبع أمثلة التداولية وتمثالتها في اللغة والنحو فإننا نجدها ماثلة في
كثير من األبواب التي تحتاج إلى مزيد من اإلحصاء أوًال ،والوصف ثانيا ،والتحليل
أخيرًا.
324
وهنا ال بّد من طرح سؤالين اثنين يشكالن استفزازًا لعقول الباحثين من أجل
البحث فيهما ،األول :هل يمكن أن تحل اللغة التداولية مكان اللغة المعيارية؟
والثاني :هل هناك – في التداولية – فرق بين الُعرف اللغوي السائد في لغة
الخطاب اليومي ،والقانون اللغوي الثابت؟.
326 .271
األفقي ) ،وفقا لتغير أحوال المتكلمين ،ووفقا للسياقات االجتماعية ،والثقافية التي
يعيش فيها المرسل والمرسل إليه.
327
الخاتمة
وإ ّن ثبوت المعنى الداللي للملفوظ عند النحاة واللغويين ال يمكن أن يثبت
للجملة أو للكالم حتى يكون له معنى يفهمه السامع ،وإ ال كان لغوًا ،وكّل اختالف في
330
التداولية ليست علمًا لسانيًا محضًا يقوم على تفسير البنى اللغوية ،ويتوقف عند
حدودها ،وأشكالها الظاهرة ،ولكنها علم جديد يبحث في األدوات التي يختارها
المرسل ،ليحقق أعلى درجات النجاح في تواصله مع المرسل إليه .ولذلك فإن أعلى
مقامات التداولية في التراث العربي المقولة الشهيرة التي مفادها أن " لكل مقام مقال
" ،وكذلك مقولة البالغيين " مطابقة الكالم لمقتضى الحال ".
-القرآن الكريم.
-اإلستراباذي ،محمد بن الحسن ،شرح الكافية ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط،3
1982م.
332
-بارتشت ،بريجتيه ،مناهج علم اللغة من هرمان باول إلى نعوم تشومسكي،
ترجمة سعيد بحيري ،مؤسسة المختار ،القاهرة ،ط2004 ،1م.
-بوقرة ،نعمان ،مدخل إلى التحليل اللساني للخطاب،دار الكتب الحديث ،إربد ،ط
،2سنة .2008
333
-بوقرة ،نعمان ،مالمح التفكير التداولي البياني عند األصوليين ،مجلة إسالمية
المعرفة ،السنة الرابعة عشرة ،العدد 2008 ،54م.
334
-الثامري ،عادل ،التداولية واللسانيات ،الموقع اإللكتروني:
.www.doroob.com
-الجرجاني ،عبد القاهر ،دالئل اإلعجاز ،تصحيح محمد عبده ومحمد الشنقيطي،
دار المعرفة ،بيروت1982 ،م.
-ابن جني ،أبو الفتح عثمان ،الخصائص ،تحقيق محمد علي النجار ،دار الهدى
للطباعة ،بيروت ،ط1952 ،2م.
336
-حناش ،محمد ،األساس المعرفي لمنظومة اإلبداع :مقاربة لسانية تداولية ،مجلة
التواصل اللساني ،المجلد العاشر ،العددان 2001 ،2 ،1م.
-ابن خلدون ،عبد الرحمن ،المقّد مة ،منشورات مؤسسة األعلمي ،بيروت ،ط،3
1982م.
337
-الزركشي ،بدر الدين بن محمد ،البرهان في علوم القرآن ،تحقيق محمد أبو
الفضل إبراهيم ،دار المعرفة ،بيروت ،ط.2
-الزمخشري ،جار اهلل محمود ،أساس البالغة ،دار الفكر ،عمان1979 ،م.
338
-ابن السراج ،أبو بكر محمد بن سهل ،األصول في النحو ،تحقيق عبد الحسين
الفتلي ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ،ط1985 ،1م.
-سيبويه ،أبو بشر عمرو بن قنبر ،الكتاب ،تحقيق عبد السالم هارون ،مكتبة
الخانجي ،ط1988 ،3م.
-الشابي ،أبو القاسم ،ديوان أبي القاسم ،دار العودة ،بيروت1972 ،م.
339فضل ،عاطف ،دراسات في الفكر اللغوي
(?) لمزيد من التفصيل في موضوع الحذف انظر: 1
-طه ،عبد الرحمن ،في أصول الحوار وتجديد علم الكالم ،المؤسسة الحديثة
للنشر ،الدار البيضاء1987 ،م.
340
-ابن عقيل ،شرح ابن عقيل ،بهاء الدين الحمداني المصري ،تحقيق محمد محي
الدين عبد الحميد ،دار الفكر.1979 ،
-عمايرة ،خليل ،في نحو اللغة وتراكيبها ،عالم المعرفة ،جدة ،ط1984 ،1م.
342
-فضل ،عاطف ،دراسات في الفكر اللغوي والنحوي ،دار ابن الجوزي ،عمان،
ط2003 ،1م.
-فضل ،عاطف ،مقّد مة في اللسانيات ،دار المسيرة ،عمان ،ط2011 ،1م.
-كريستين ،تمبل ،المخ البشري :مدخل إلى دراسة السيكولوجيا والسلوك،
ترجمة عاطف أحمد ،سلسلة عالم المعرفة ،الكويت،عدد 287 ،سنة 2002م.
343
-الشين ،عبد الفتاح ،التراكيب النحوية من الوجهة البالغية عند عبد القاهر
الجرجاني ،دار الفكر العربي ،القاهرة.
-المبرد ،أبو العباس محمد بن يزيد ،المقتضب ،تحقيق عبد الخالق عضيمة ،عالم
الكتب ،بيروت1963 ،م.
344
-مسعود ،صحراوي ،التداولية عند علماء العرب :دراسة تداولية لظاهرة
األفعال :دراسة تداولية لظاهرة الفعال الكالمية ،دار الطليعة،بيروت
-ابن منظور ،جمال الدين ،لسان العرب ،دار صادر ،بيروت.
-نحلة ،محمود ،آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر ،دار المعرفة الجامعية،
ط2002 ،1م.
345
-ابن هشام ،أبو محمد عبد اهلل ،مغني اللبيب ،تحقيق محمد محيي الدين عبد
الحميد ،دار إحياء التراث العربي.
التعليقات والمناقشات
346
يشير إلى خطورة القضية التي تحدث عنها د .فضل ،التي تكمن في أن يصبح
النمط التداولي ضابطًا للعرف اللغوي أو القاعدة اللغوية ،وإ ن حدث هذا سيصبح
السياق والمقام هما اللذان يحددان طبيعة اللغة التي تتكلم بها ،سواء قاربت أو خالفت
النمط اللغوي أو العرف اللغوي .ويتساءل :كيف يمكننا ضبط هذا النمط التداولي
بحيث يكون تحت مظلة العرف اللغوي أو القاعدة اللغوية؟
347
-رد الدكتور عاطف فضل
فيما يخص ضبط النمط التداولي يرّد :المعنى الداللي للملفوظ عند النحويين
واللغويين ال يمكن أن يثبت للجملة حتى يكون له معنى يفهمه السامع بين الُم رِس ل
والُم رَس ل إليه ،وهذا المعنى مشترٌك بينهما أو بين الناطقين كلهم؛ ألن فهمه هو هدف
348
العملية التواصلية كما قال ابن خلدون :قضية الفزلكة النحوية أو المنطق الرياضي
النحوي يجب أن نبتعد عنهما.
349
وذلك ألن المعنى هو المشترك بين المرسل والمستقبل؛ فإن فهم المستقبل
المعنى وفهم الرسالة بصرف النظر عن بعض التفصيالت النحوية واللغوية فقد تَّم
األمر.
ويرى أنه بإمكاننا تجاوز خطورة هذه القضية عن طريق تغيير المناهج
والتعاطي بالفهم والوعي والمران والتدريس الجيد وتجاوز األخطاء اللغوية.
350
351
352
األصول في النحو ،تحقيق عبد الحسين الفتلي ،مؤسسة
-ابن السراج ،أبو بكر محمد بن سهل353 ،
354
الرسالة ،بيروت ،ط1985 ،1م ،ج ،2ص355 .22
ابن جني ،الخصائص ،ج ،2ص356.382 -
تحقيق محمد أبو الفضل،عالم الكتب ،ط،1920 ،2
الفراء ،أبو زكريا ،يحيى بن زياد ،معاني القرآن357،
358
359 ج2ص.410 ،191 ،161
360
361
362
363
364