You are on page 1of 17

‫اللسانيات التداولية و تحليلي الخطاب‬

‫‪ .‬مقدمة‬

‫لقد شهدت الساحة األدبية والنقدية في العقود األخيرة األربعة نقلة نوعية تجاوزت الدراسات السابقة التي‬
‫عكفت على مقاربة النصوص بعيدا عن سياقاتها الخارجية التي أنتجتها‪ ،‬ونظرت الى الجملة على أنها‬
‫مجرد كلمات؛ ففصلتها عن وظيفتها‪ ،‬إذ نظر إليها من تبنوا الطرح الجديد على أنها فعل لغوي وموقف‬
‫إزاء‬

‫حدث معين‪ ،‬ونقل لتجارب طرفي العملية التواصلية من المتكلم وقصده والمخاطب‪ ،‬ومدى استجابته‬
‫وإ دراكه للرسالة والسياق‪.‬‬

‫فكانت جديرة أن يطلق عليها‪ :‬مصطلح التداولية " ‪ ," pragmatics‬والتي تعني في أبسط مفاهيمها دراسة‬
‫اللغة أثناء االستعمال‪ ،‬وترجع البدايات األولى للدرس التداولي إلى أعمال "بيرس"الالفلسفية والسيميائية‪،‬‬
‫حيث قام ببناء نظرية عامة للعالمات وجعل من العالمة أساسا للنشاط السيميائي‪ ،‬ورأى أن للعالمة‬
‫اللسانية عالقة بظروف استعمالها ومحيطها الذي أنتجت فيه‪ ،‬والباحث المتتبع للدرس العربي القديم يجد‬
‫امتدادا للدرس التداولي‪ ،‬فنجد أن النحاة اعتمدوا في تقعيداتهم وتوجيهاتهم النحوية على جميع عناصر‬
‫العملية التواصلية وأولوا اهتماما كبيرا‪ ،‬بطرفيها (المخاِط ب والمخاطب)و شكل حضورهما ضرورة في‬
‫التعامل مع مسائلهم النحوية وكذا اهتمامهم بالسياق اللغوي والحال) الموقف) ولم يغّيب البالغيون عناصر‬
‫التواصل حينما ذهبوا إلى تفسير الظواهر اللغوية واآلليات التي يعتمد عليها المتكلم (البليغ) للتأثير على‬
‫المتلقي‪ .‬و منه‬

‫إن هذا التقارب بين الدراسات الغربية الحديثة والدراسات العربية كان دافعا للقيام بهذا البحث ومحاولة‬
‫الكشف عن أهم القضايا واألفكار مع محاولة تسليط الضوء على تخريجات وتنظيرات علماء العرب التي‬
‫حملت في طياتها أبعادا وأفكارا تداولية وهو األمر الذي يدفع بنا إلى‬

‫التساؤالت االتية‪:‬‬

‫ما اللسانيات التداولية و الخطاب ؟ وما أهميتها؟‬

‫فيم تتجسد آليات التحليل التداولي للخطاب‬


‫الفصل االول ‪:‬اللسانيات التداولية‬

‫‪ .‬المبحث االول ‪:‬التداولية و عالقتها بالعلوم االخرى‬

‫‪ .‬المطلب االول ‪ :‬التداولية مفاهيم و اصول‬

‫أوال مفهوم التداولية‪ :‬تشير مادة )د‪ ،‬و‪ ،‬ل( في المعجم العربي بفتح الدال أو بضمها إلى معنى جامع هو‬
‫االنتقال من حال إلى حال فيقال‪ :‬تداولنا األمر أي أخذناه بالتنقل‪ ،‬وتداولت األيام دارت وتنقلت وتداولته‬
‫األيادي أي تناقلته هذه مرة وهذه مرة) ‪ ،(2‬وهكذا يتحقق معنى )االنتقال( في استعماالت الجذر )د‪ ،‬و‪ ،‬ل(‬
‫ويشير المعنى اللغوي إلى تداول اللغة بين المتكلم والمخاطب‪.‬‬

‫أما التداولية في االصطالح فقد ُع رفت تعريفات كثيرة لكنها متقاربة ال تختلف كثي ا ر كما هو الحال‬
‫عند تعريف النص أو الخطاب‪ ،‬من تلك التعريفات‪:‬‬

‫إن التداولية جانب من جوانب اللغة يهتم بمالمح استعمالها‪) :‬نفسية المتكلمين‪ ،‬رد فعل المستمعين‬ ‫‪‬‬
‫الطابع االجتماعي للخطاب‪ ،‬موضوع الخطاب( بمقابل الجانب التركيبي‪ :‬الميزات الشكلية لألبنية‬
‫‪1‬‬
‫اللغوية( والداللي (العالقة بين الوحدات اللسانية والعالم)‬
‫التداولية هي د راسة العوامل التي تؤثر في كيفية اختيار الشخص للغة ثم ينتقل تأثير هذا االختيار‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫إلى اآلخرين عن طريق التواصل والتفاعل بين المرسل والمتلقي‬
‫‪3‬‬
‫التداولية هي د راسة أفعال الكالم‬ ‫‪‬‬
‫إن التداولية ليست علما محضا بالمعنى التقليدي يكتفي بالوصف والتفسير‪ ،‬وإ نما هي علم جديد‬ ‫‪‬‬
‫‪4‬‬
‫للتواصل يدرس الظواهر اللغوية في مجال االستعمال‬

‫التداولية هي المبحث الذي يدرس استخدام اللغة والسمات المميزة التي تؤسس وجهته الخطابية داخل‬
‫صلب‬

‫‪ 1‬يسمينة عبد السالم‪ ،‬نظرية األفعال الكالمية في ظل جهود أوستين‪ ،‬مجلة المحبر‪ ،‬العدد العاشر‪ 2011 ،‬م‪ ،‬جامعة بسكرة الج ا زئر (‬
‫‪.‬ص ‪99‬‬
‫‪ 2‬نقس المقال ‪ .‬ص ‪100‬‬
‫‪ 3‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪103‬‬
‫‪ .4‬مسعود صح ا روي‪ ،‬التداولية عند العلماء العرب‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪1‬‬
‫اللغة‬

‫التداولية هي ذلك المجال الذي يركز مقارباته على الشروط الالزمة لكي تكون األقوال اللغوية‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫مقبولة وناجحة ومالئمة في الموقف التواصلي الذي يتحدث فيه المتكلم‪.‬‬
‫التداولية هي دراسة المعنى التواصلي أو معنى المرسل‪ ،‬في كيفية قدرته على إفهام المرسل إليه‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫بدرجة تتجاوز معنى مقاله‬
‫التداولية فرع من علم اللغة يبحث في كيفية اكتشاف السامع مقاصد المتكلم أو هو دراسة معنى‬ ‫‪‬‬
‫المتكلم‪ 4‬تشابهت مفاهيم التداولية عند الدارسين إلى حد كبير‪ ،‬وتكررت في تعريفهم لها مفردات‬
‫بعينها مما يؤكد إجماعهم على المفهوم من غير اختالف يذكر‪ ،‬وعليه فإن سمات التداولية من‬
‫خالل تلك المفاهيم تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫تهتم التداولية بثالثة أركان أساسية في التداول الكالمي‪ :‬المرسل والمتلقي‪ ،‬المقام‪ ،‬االستعمال‬ ‫‪‬‬
‫العادي )العفوي( للكالم‪.‬‬
‫فهم المعايير التي توجه المنتج‪ ،‬وما االستراتيجيات التي يستخدمها في عملية اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫معرفة المرسل والمتلقي والسياق المحدد الذي يرتبط بإنتاج وفهم الخطاب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن المعنى ال يكمن في الكلمات وحدها‪ ،‬وال يرتبط بالمنتج وحده‪ ،‬وال المتلقي وحده‪ ،‬إنما يكمن في‬ ‫‪‬‬
‫الفعل التداولي بين المنتج والمتلقي في سياق محدد‪.‬‬

‫ننتهي إلى أن التداولية تجمع بين كل أط ا رف الحدث اللغوي لتصل إلى المعنى‪ ،‬فتبدأ بأفعال اللغة ثم‬
‫تنتقل إلى المتكلم وقصده وثقافته وشخصيته وكذلك المستمع‪ ،‬وتضيف المعرفة المشتركة بينهما وعالقتهما‬
‫االجتماعية‪ ،‬وأخيرا ظروف إنتاج الخطاب المقامية كلها بما في ذلك الزمن والمكان‪ ،‬لتكون المحصلة‬
‫‪5‬‬
‫النهائية فهم اللغة ودراستها في االستعمال أو التواصل‪.‬‬

‫‪ 1‬أحمد المتوكل‪ ،‬قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي‪ ،‬دار األمان‪ ،‬الرباط‪( ،‬‬
‫‪ 1995 .‬م ص ‪19‬‬
‫‪ 1991 . 2‬م‪ ،‬ص ‪ (1 ، 25‬صالح فضل‪ ،‬بالغة الخطاب وعلم النص‪ ،‬لونجمان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪( 1‬‬
‫‪ 2001 . 3‬م‪ ،‬ص ‪ (5 ، 22‬عبد الهادي الشهري‪ ،‬است ا رتيجيات الخطاب مقاربة لغوية تداولية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتاب الجديد‪ ،‬ط ‪( 1‬‬
‫‪ (1 . 4‬محمود أحمد نحلة‪ ،‬آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر‪ ،‬ص ‪( 1‬‬
‫‪ 2001 . 5‬م‪ ،‬ص ‪ (1 ، 120‬عبد الحميد مصطفى‪ ،‬د ا رسات في اللسانيات العربية‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬عمان‪ ،‬ط ‪( 1‬‬
‫وعليه فإن المنهج التداولي هو مستوى تصنيف إج ا رئي في الد راسات اللغوية يتجاوز المستوى الداللي‬
‫ويبحث في عالقة العالمات اللغوية بمؤوليها‪ ،‬مما يبرز أهمية دراسة اللغة عند استعمالها‪ ،‬وبالتالي فإنه‬
‫‪1‬‬
‫ُيعنى دراسة مقاصد المرِس ل وكيفية تبليغها وكيفية توظيف المرِس ل للمستويات اللغوية في سياق معين‬

‫التعریف اإلصطالحي للتداولیة‪:‬‬

‫في منظورنا هو ‪ la pragmatique‬إن أقرب حقل معرفي إلى التداولیة اللسانیات" وٕا ذا كان األمر كذلك‬
‫فإنه من المشروع البحث في صلة هذا العلم التواصلي الجدید‪ ،‬باللسانیات وبغیر اللسانیات من الحقول‬
‫المعرفیة األخرى‪ ،‬إما ألنها قریبة منه أو ألنه یشترك معها في بعض األسس العلمیة‪ ،‬نظریة كانت أو إج ا‬
‫رئیة‪ ،‬وذلك قبل وضع تعریف للتداولیة‪ ،‬أو تحدید مفهومها‪ ،‬ومن ثم نرى أنه من الالئق التساؤل عن‬
‫المعیار الذي یصلح أن یكون ضابطا في تحدید " مفهوم التداولیة" فعلى أي معیار نحدد هذا المفهوم؟ هل‬
‫نحدده بناء على معیار البنیة اللغویة؟ إن هذا الصنیع‪ ،‬یجعلها مساویة للسانیات البنیویة‪ ،‬فال یكون أي فرق‬
‫بینهما‪ ،‬ولیس هذا هو ما تقدمه البحوث التداولیة! هل نحدده على معیار االستعمال اللغوي وحده؟ إن‬
‫تحدیده على الضابط فیه‪ ،‬إق ا رر بأن ال صلة تذكر بینه وبین البنیة اللغویة‪ ،‬وهو ما یخالف أیضا النتائج‬
‫التي انتهت إلیها آخر األبحاث والد ا رسات التداولیة‪ ،‬هل نحدده بناء على تعالق البنیة اللغویة بمجال‬
‫استعمالها؟ إن هذا الصنیع یبدو مبر ا ر لكنه – إذا ذكر إجماال دون تفصیل‪ -‬قد ُیغفل بعض الِص الت ال ا‬
‫ربطة بین العلوم المتشابكة والمتكاملة مفاهیمیا‪ ،‬خاصة مجاالت‪ :‬الفلسفة والتداولیات اللغویة وعلم النفس‬
‫‪2‬‬
‫المعرفي وعلوم االتصال‬

‫فالتداولیة لیست علما لغویا محضا‪ ،‬بالمعنى التقلیدي‪ ،‬علما یكتفي بوصف وتفسیر‪ ،‬ولكنها علم جدید‬
‫للتواصل‪ ،‬یدرس الظواهر اللغویة في مجال االستعمال‪ ،‬ویدمج‪ ،‬ومن ثم مشاریع معرفیة متعددة في دراسة‬
‫ظاهرة " التواصل اللغوي وتفسیره"‪ ،‬وعلیه فإن الحدیث عن " التداولیة" وعن شبكتها المفاهیمیة یقتضي‬
‫اإلشارة إلى العالقات القائمة بینها وبین الحقول المختلفة‪ ،‬ألنها تشي بانتمائها إلى حقول مفاهیمیة‬

‫تضم مستویات متداخلة‪ ،‬كالبنیة اللغویة‪ ،‬وقواعد التخاطب‪ ،‬واالستدالالت التداولیة‪ ،‬والعملیات الذهنیة‬
‫المتحكمة في اإلنتاج والفهم اللغویین‪ ،‬وعالقة البنیة اللغویة بظروف االستعمال‪ ...‬الخ‪ ،‬فنحن نرى أن‬

‫‪ ). 1‬المرِس ل وكيفية تبليغها وكيفية توظيف المرِس ل للمستويات اللغوية في سياق معين) ‪2‬‬
‫‪ 1- 2‬حافظ اسماعیلي علوي‪ :‬التداولیات علم استعمال اللغة‪ ،‬عالم الكتب الحدیث – إربد‪ -‬األردن‪ ،‬ط ‪1‬‬
‫‪ 2010 .‬م‪ ،‬ص‬
‫التداولیة تمثل حلقة وصل هامة بین حقول معرفیة عدیدة منها‪ :‬الفلسفة التحلیلیة‪ ،‬ممثلة في" نظریة المالئمة‬
‫‪1‬‬
‫على الخصوص‪ ،‬ومنها اللسانیات بطبیعة الحال‬

‫ومن جملة التعریفات التي قدمت للتداولیة – وبعد تفحص للعدید منها‪ -‬ارتأیناتبني تلك التي ترتبط‬
‫بموضوعها ووظیفتها‪:‬إنه تخصص لساني یدرس كیفیة استخدام الناس لألدلة‬

‫یقول دالش ‪ :‬اللغویة‪ ،‬في صلب أحادیثهم وخطاباتهم‪ ،‬كما یعني من جهة أخرى بكیفیة تأویلهم لتلك‬
‫الخطابات واألحادیث‪.2‬‬

‫ونجد أیضا تعریفا عند آن ماري دییر كالتالي‪ :‬التداولیة هي " د ا رسة استعمال اللغة في (‪François‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ )Récanati‬ریكاناتي الخطاب‪ ،‬شاهدة في ذلك على مقدرتها الخطابیة"‬

‫كما نجد أیضا التداولیة هي‪ ":‬د ا رسة للغة بوصفها ظاهرة خطابیة‪ ،‬وتواصلیة واجتماعیة‪ ،‬في نفس‬
‫الوقت"‬
‫‪4‬‬
‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬یمكننا القول كذلك بأن اللسانیات التداولیة إنما هي لسانیاتالحوار‪ ،‬أو الملكة التبلیغیة‬

‫وعلى الرغم من اختالف وجهات النظر بین الدارسین حول" التداولیة"‪ ،‬وتساؤالتهم عن القیمة العلمیة‬
‫للبحوث التداولیة وتشكیكهم في جدواها‪ ....‬فإن معظمهم یقر بأن قضیة التداولیة هي " إیجاد" القوانین‬
‫الكلیة لالستعمال اللغوي والتعر ف على القدرات اإلنسانیة للتواصل اللغوي‪ ،‬وتصیر" التداولیة"‪ ،‬من ثم‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫جدیرة بأن تسمى‪ ":‬علم االستعماالللغوي"‬

‫‪ -‬مفاهيم التداولية عند العرب المحدثين‪:‬‬

‫تعددت التسميات العربية المقابلة للمصطلح األجنبي ‪ PRAGMATICS‬فقيل البراغماتية‪ ،‬والبراغماتيك‪،‬‬


‫والبراجماتية‪ ،‬والبراجماتيك‪ ،‬وليس بين هذه االصطالحات فرق بعدِه ا نقال حرفيا للكلمة األجنبية‪ ،‬وقيل‪:‬‬

‫‪ 1‬مسعود صح ا روي‪ :‬التداولیة عند العلماء العرب‪ ،‬دراسة تداولیة لظاهرة " األفعال الكالمیة" في‬
‫‪2005 .‬م‪ ،‬ص ‪ ، 17‬التراث اللساني العربي‪ ،‬دار الطلیعة‪ ،‬بیروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪1‬‬

‫‪ 2‬الجیاللي دالش‪ :‬مدخل إلى اللسانیات التداولیة لطلبة معاهد اللغة العربیة وآدابها‪ ،‬تر‪ :‬محمدیحیاتن‪ ،‬دیوان المطبوعات الجامعیة‪ ،‬الج ا زئر‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪1‬‬
‫‪ 3‬فیلیب بالنشیه‪ :‬التداولیة من أوستین إلى غوفمان‪ ،‬تر‪ :‬صابر الحباشة‪ ،‬دار الحوار للنشر‬
‫‪ 2007 .‬م‪ ،‬ص ‪ ، 19‬والتوزیع‪ ،‬الالذقیة‪ ،‬سوریة‪ ،‬ط ‪1‬‬
‫‪ - . 4‬الجیاللي دالش‪ :‬مدخل إلى اللسانیات التداولیة لطلبة معاهد اللغة العربیة وآدابها‪ ،‬ص ‪1‬‬
‫‪ - 5‬مسعود صح ا روي‪ :‬التداولیة عند العلماء العرب‪ ،‬دراسة تداولیة لظاهرة " أفعال كالمیة"‪،‬ص ‪18_17‬‬
‫التداولية‪ ،‬و المقامية‪ ،‬والوظيفية‪ ،‬والسياقية‪ ،‬والذرائعية‪ ،‬و النفعية ‪...‬ولكن مصطلح التداولية الذي استخدمه‬
‫أحمد المتوكل ‪...‬هو الذي صار مهيمنا على استعماالت الدارسين" ‪" . 14‬ويعود الفضل في ذلك إلى‬
‫الباحث والفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن‪ ،‬عندما استعمله عام ‪ 1970‬م أي بعد حوالي اثنتين وثالثين‬
‫سنة من أول تعريف وضع لها في الغرب على يد موريس سنة ‪ 1938‬م‪ ،‬في مؤلفه الشهير‬
‫‪1‬‬
‫‪ FOUNDATION S OF THE THEORY OF SIGN‬حيث عد التداولية جزءا من السيميائية"‬

‫سارع الباحثون العرب المحدثون إلى نقل وترجمة ما جادت به قرائح الغرب في المجال التداولي اللساني‪،‬‬
‫وأقول اللساني ألن تركيزهم كان منصبا على كل ما يتعلق بالتداولية كمنهج لساني حديث‪ ،‬يروم سد‬
‫الثغرات التي ظهرت في المناهج المتقدمة‪ ،‬مقصيا ما تعلق منها بالمذهب الذرائعي النفعي الذي كان سائدا‬
‫آنذاك في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وبعبارة أدق حاولوا س ل التداولية اللسانية من بقية التداوليات‪،‬‬
‫والتي نشأت‬

‫كلها في أحضان الفلسفة‪ ،‬والمتأمل لكتاباتهم في الدرس اللساني يجدها قد صارت تشتمل على خمسة‬
‫مستويات بدل أربعة في القديم وهي ‪ :‬المستوى الصوتي ‪ ،‬ثم المستوى الصرفي‪ ،‬ثم المستوى النحوي ‪ ،‬ثم‬
‫المستوى الداللي‪ ،‬ثم المستوى التداولي‪ ،‬وذلك طبعا إذا تسامحنا في إطالق كلمة مستوى على الجانب‬
‫التداولي‪ ،‬ألن المستوى "هو مجموعة من وحدات المستوى السابق ‪ ،‬أو مرِك بة لوحدات المس مرك توى‬
‫التالي‪ 2‬؛ والتداولية ليست كذلك كما مر معنا سابقا ‪.‬‬

‫‪ .‬المطلب الثاني‪ .‬نشأة التداولية و تطورها ‪.‬‬

‫تشكل التداولیة درسا جدیدا وغزی ا ر لم یمتلك بعد حدودا واضحة‪ ،‬انبثق من التفكیر الفلسفي في اللغة‪،‬‬
‫بید أنه سرعان ما تجاوزه لیعمل على صقل أدوات تحلیلیة‪ ،‬وبخاصة التداولیة اللسانیة موضوع حدیثنا‪،‬‬
‫ومدار بحثنا في " مفتاح العلوم"‪.‬‬

‫‪ 1‬خليفة بوجادي‪ :‬خصائص التركيب اللغوي في "بوابات النور " للشاعر الجزائري عبد القادر بن محمد القاض ي ‪ -‬دراسة في الوظيفة التداولية ‪-‬‬
‫بحث مقدم لنيل شهادة الدكتوراه في اللغويات‪ 2006 ،‬م‪،‬ص‪32‬‬
‫‪ 2‬مصطفى حركات ‪ :‬الصوتيات والفونولوجيا ‪ ،‬دار اآلفاق ‪ ،‬األبيار ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪80‬‬
‫إن اللسانیات التداولیة اسم جدید لطریقة قدیمة في التفكیر‪ ،‬بدأت على ید "سقراط"‪ ،‬ثم تبعه " أرسطو"‪،‬‬
‫والرواقیون من بعده‪ ،‬بید أنها لم تظهر إلى الوجود‪ ،‬باعتبارها نظریة للفلسفة إال على ید " باركلي"‪ ،‬تغذیها‬
‫طائفة من العلوم‪ ،‬على أ رسها " الفلسفة‪ ،‬واللسانیات‪ ،‬واألنتربولوجیا‪ ،‬وعلم النفس‪ ،‬وعلم االجتماع"‪.3‬‬

‫یعترف(كارناب) التداولیة درس غريز وجدید‪ ،‬بل إنها قاعدة اللسانیات‪ ،‬تحاول البحث عن حل العدید من‬
‫األسئلة المطروحة في البحث العلمي‪ ،‬التي لم تجب علیها مناهج أخرى‪ ،‬و‪-‬حسب رأي لیتش‪ -‬أنها عملت‬
‫على حل بعض المشكالت من وجهة نظر المرسل والمرسل إلیه‪ ،‬كالهما یحاوالن الوصول إلى مقصد‬
‫معین واضح‪.2‬‬

‫التداولیة لم تصبح مجاال یعتد به في الدرس اللغوي المعاصر‪ ،‬إال في العقد السابع من القرن العشرین‪ ،‬بعد‬
‫أن قام على تطویرها ثالثة من فالسفة اللغة المنتمین وسیرل ‪ J.L.Austin،‬إلى الت ا رث الفلسفي‬
‫لجامعة أكسفورد‪ ،‬هم‪ :‬أوستین مع أن سیرل وج ا ریس أنما تعلیمهما في ) ‪ Hp Grice‬وج ا ریس‬
‫‪ ،J.R.Searle natural‬كالیفورنیا)‪ ،‬وقد كان هؤالء الثالثة من مدرسة فلسفة اللغة الطبیعیة‬

‫وكانت بدایة تطور اللسانیات التداولیة بنظریة أفعال الكالم التي ظهرت مع ‪ language،‬جون أوستین‪،‬‬
‫وتطورت على ید " جون سیرل" وبعض فالسفة اللغة من بعده‪ ،‬لتظهر بعدها جملة من المفاهیم‪،‬‬
‫والنظریات التي تشكل مجتمعة ما یعرف باللسانیات التداولیة‪(،‬أفعال الكالم‪ ،‬واالستلزام التخاطبي‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫واإلشاریات‪ ،‬والحجاج‪ ،‬والقصدیة ‪)...‬‬

‫والحق أن " جون أوستین" حینما ألقى محاض ا رت ویلیام جیمس عام ‪ 1955‬م‪ ،‬لم یكن یهدف إلى‬
‫وضع اختصاص جدید للسانیات‪ ،‬أو فرع جدید لها‪ ،‬وٕا نما كان یرمي إلى وضع اختصاص فلسفي جدید‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫هو (فلسفة اللغة)‪ ،‬بید أن تلك المحاض ا رت صارت فیما بعد بوتقة للسانیات التداولية‬

‫وانطلق أوستین من مالحظة بسیطة‪ ،‬مفادها أن كثی ا ر من الجمل التي ال یمكن أن نحكم علیها بالصدق‬
‫أو الكذب‪ ":‬ال تستعمل لوصف الواقع بل لتغییره فهي ال تقول شیئا عن حالة الكون ال ا رهنة‪ ،‬إنما تغیرها‬

‫‪ 2- 3‬نعمان بوقرة‪ :‬اللسانیات العامة اتجاهاتها وقضایاها ال ا رهنة‪ ،‬علم المكتبة الحدیثة‪ ،‬إربد‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ 1430 .‬ه ‪ 2009 -‬م‪ ،‬ص ‪ ، 163‬ط‬
‫‪ 2‬ینظر‪ :‬عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ ،‬استراتیجیات الخطاب مقاربة لغویة تداولیة‪ ،‬دار الكتاب‬
‫‪2000 -24.‬م‪ ،‬ص ‪ ، 23‬الجدید‪ ،‬بیروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪1‬‬
‫‪ 3‬ینظر‪ :‬محمود أحمد نحلة‪ ،‬آفاق جدیدة في البحث اللغوي المعاصر‪ ،‬دار المعرفة الجامعیة‪ ،‬اإلسكندریة‪ ،‬د‪ .‬ط‪ 2002 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .9‬وبادیس لهویمل‪:‬‬
‫التداولیة والبالغة العربیة‪ ،‬مجلة المخبر‪ ،‬العدد السابع‪ 2011 ،‬م‪ ،‬جامعة محمد خیضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص ‪160‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫أو تسعى إلى تغییرها" فجملة من قبیل‪ :‬آمرك بالصمت ال تصف واقعا‪ ،‬بل تسعى لتغییر حالة الضجیج‬
‫إلى الصمت‪.1‬‬

‫الجمل إلى‪ :‬جمل ‪ " Austine‬وبناء على هذه المالحظات قسم " أوستین وصفیة‪ ،‬یمكن الحكم علیها‬
‫بالصدق أو الكذب‪ ،‬وجمل إنشائیة‪ ،‬ال ینطبق علیها ذلك الحكم‪ ،‬وتقابل في الثقافة اللغویة العربیة الجمل‬
‫الخبریة‪ ،‬والجمل اإلنشائیة‪ ،‬مثلما نجدهاعند علماء النحو والبالغة وكذا علماء التفسیر وأصول الفقه في‬
‫أبحاثهم‪.2‬‬

‫ويتمثل اإلسهام الثاني لسیرل في تحدیده للشروط التي بمقتضاها ُیكِلُل عمل متضمن في القول بالنجاح‪.‬‬
‫فیمیز بین القواعد التحضیریة ذات الصلة بمقام التواصل یتحدث المتخاطبون اللغة نفسها‪ ،‬ویتحدثون"‬
‫بنزاهة ‪...‬إلخ)‪ ،‬وقاعدة المحتوى القضوي یقتضي الوعد من القائل أن یسند إلى نفسه إنجاز عمل في‬
‫المستقبل)‪ ،‬والقواعد األولیة المتعلقة باعتقادات تمثل خلفیة ( یتمنى من تلفظ بأمر أن ینَج َز العمُل الذي أمر‬
‫به‪ ،)...‬وقاعدة الن ا زهة ذات الصلة بالحالة الذهنیة للقائل ( ینبغي علیه أن یكون عند اإلثبات أو الوعد‬
‫نزیها)‪ ،‬والقاعدة الجوهریة التي تحدد نوع التعهد الذي قدمه أحد المتخاطبین (یقتضي الوعد أو التقریر‬
‫الت ا زم القائل بخصوص مقاصده أو اعتقاداته) وقواعد المقصد والمواضعة التي تحدد مقاصد المتكلم‬
‫والكیفیة التي ینفذ بها هذه المقاصد بفضل المواضعات اللغوية ومكن هذا التحدید سیرل من تقدیم تصنیف‬
‫جدید لألعمال اللغوية ‪. 3‬‬

‫تعریفات وخلفیات‪:‬‬

‫دراسة المعنى الذي یقصده المتكلم‪ :‬د ا رسة المعنى كما یوصله المتكلم‪ ،‬أو الكاتب ویفسره‬ ‫‪.1‬‬
‫المستمع ( أو القارئ) لذا فإنها مرتبطة بتحلیل ما یعنیه الناس بألفاظهم أكثر من ارتباطها بما‬
‫یمكن أن تعنیه كلم التداولیة هي دراسة المعنى السیاقي‪ :‬یتضمن میدان الدراسة هذا بالضرورة‬
‫التداولیة هي دراسة المعنى السیاقي‪ :‬یتضمن میدان الدراسة هذا بالضرورة تفسیر ما یعنیه الناس‬ ‫‪.2‬‬
‫في سیاق معین وكیفیة تأثیر السیاق في ما یقال‪ ،‬كما یتطلب أیضا التمعن في اآللیة التي ینظم من‬
‫خاللها المتكلمون ما یریدون قوله وفقا لهویة الذي یتكلمون إلیه‪ ،‬وأین‪ ،‬ومتى‪ ،‬وتحت أیة ظروف‪.‬‬

‫‪ 1‬آن روبول جاك موشالر‪ :‬التداولیة الیوم علم جدید في التواصل‪ ،‬تر‪ :‬سیف الدین دغفوس‪ ،‬محمد الشیباني‪ ،‬المنظمة العربیة دار الطلیعة‪ ،‬بیروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬ط ‪ ،1‬یولیو ‪ 2003‬م‪ ،‬ص‬
‫‪ . 2‬بادیس لهویمل‪ :‬التداولیة والبالغة العربیة‪ ،‬ص ‪160‬‬
‫‪ 3‬آن روبول جاك موشالر‪ :‬التداولیة الیوم علم جدید في التواصل‪ ،‬ص ‪74‬‬
‫د ا رسة كیفیة ایصال أكثر مما یقال‪ :‬یدرس هذا المنهاج أیضا الكیفیة التي یصوغ من خاللها‬ ‫‪.3‬‬
‫المستمعون استدالالت حول ما یقال‪ ،‬للوصول إلى تفسیر المعنى الذي یقصده المتكلم‪ ،‬ویبحث نوع‬
‫الدراسة هذا في كیفیة إد ا رك قدر كبیر مما لم یتم قوله على أنه جزء مما یتم ایصاله‪ ،‬بإمكاننا‬
‫‪1‬‬
‫القول أنه دراسة المعنى الغير ‪invisible meaning.‬‬
‫دراسة التعبیر عن التباعد النسبي‪ :‬یثیر هذا المنظار التساؤل حول ما یمكن أن یحدد ما یقال وما‬ ‫‪.4‬‬
‫لم یتم قوله‪ .‬ویرتبط الجواب الرئیس بمفهوم التباعد ینطوي القرب المادي أو االجتماعي أو‬
‫المفاهیمي على خبرة ‪ distance.‬مشتركة‪ ،‬حیث یحدد المتكلمون مقدار ما یحتاجون قوله بناء‬
‫‪2‬‬
‫على اافتراض قرب المستمع او بعده‬

‫(دال شك أن الدرس التداولي يدرس المنجز اللغوي في إطار التواصل وليس بمعزل عنه‪ ،‬ألن اللغة ال‬
‫تؤدي وظائفها اال فيه‪ ،‬فليست وظائف مجردة‪ ،‬وبما أن الكالم يحدث في سياقات اجتماعية فمن المهم‬
‫معرفة تأثير هذه السياقات على نظام الخطاب المنجز‪ ،‬ومراعاة السياق ودراسته من جانب‪ ،‬أو تحليله في‬
‫ذهن المرسل من جانب آخر‪ ،‬وذلك ليس باألمر اليسير ألهميته ودقته‪ " ،‬لذلك يعتقد كارناب أن التداولية‬
‫هي قاعدة اللسانيات‪).‬‬

‫و من األسئلة التي يثيرها الباحثون في هذا المجال ويحاولون اإلجابة عنها هي‪ :‬ماذا نصنع حين نتكلم؟‬
‫ماذا نقول بالضبط حين نتكلم؟ لماذا نطلب من اآلخر أن يمدنا بذلك رغم قدرتنا عليه؟ من يتكلم إذن؟ إلى‬

‫من نتكلم؟ من يتكلم ومع من؟ ألجل من نتكلم؟ ماذا يعني العهد؟ هل يمكننا تحقيق القصد؟‬

‫لمبحث الثاني ‪ :‬التداولية في الفكر العربي ‪.‬‬

‫ویجدر في بحثنا هذا أن نشیر على الفكر العربي التداولي وذلك من باب اإلنصاف والوالء على األعمال‬
‫العربیة القدیمة التي تمثل قاعدة لنا العرب في البحث‪ .‬فلو تأملنا الت ا رث العربي القدیم لوجدنا أنهم كانوا‬
‫یتمیزون بفكر تداولي‪ ،‬حیث أن جل مبادئ التداولیة الحدیثة حاضرة في ت ا رثنا العربي‪ ،‬ولو‬

‫‪ 1‬ينظر ‪ :‬جورج يول ‪ ،‬التداولية ‪ ، pragmatics‬تر ‪ :‬قصي العتابي ‪ ،‬الدار العربية ناشرون ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ، 2010 _ 1431 ،‬ص ‪19‬‬
‫‪ 2‬ينظر المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪20‬‬
‫بمصطلحات مغایرة أحیانا أو غیر منضبطة أحیانا أخرى وذلك من بدایة طالئع الدرس اللغوي مع سیبویه‬
‫‪1‬‬
‫وصوال إلى النقاد والبالغیین المتأخرین"‬

‫" وعن أسبقیة العرب لمعرفة أصول هذا االتجاه یقول (سدیرتي)‪ ":‬إن النحاة والفالسفة المسلمین‪،‬‬
‫والبالغیین والمفكرین مارسوا المنهج التداولي قبل أن یضیع صیته بصفته فلسفة وعلما‪ ،‬رؤیة واتجاها‬
‫‪2‬‬
‫أمریكیا وأ وروبیا‪ ،‬فقد وظف المنهج التداولي بوعي في تحلیل الظواهر والعالقات المتنوعة‬

‫فالعر ب هم السباقون في ممارسة المنهج التداولي قبل ظهوره كمنهج لألمریكیین واألوروبیین‪ ،‬فجل‬
‫مبادئ التداولیة تجدها مبثوثة في الفكر العربي األصیل‪.‬‬

‫"‪ ...‬فدراسة اللغة في الت ا رث العربي‪ ،‬میزتها بعض السمات التي هي من أهم المبادئ التداولیة‬
‫الحدیثة‪ ،‬فقد تناول الدارسون مثال‪:‬‬

‫أن التكلم یتم لغایات وأهداف أو إشباع حاجات أو الحصول على فائدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تستعمل اللغة ألغ ا رض والمآرب ذاتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬یضفي المتحاورون على الملفوظات دالالت أخرى غیر ظاهرة"‬

‫مثال ذلك‪ :‬االستعارات والتشبیهات والكنایات‪ ،‬حیث یتلفظ المتكلم بألفاظ ویقصد معاني خفیة غیر الظاهر‬
‫ة لتلك األلفاظ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫"ال تغفل البالغة العربیة ذلك بل إنها تعتمد مبدأ ( لكل مقام مقال)‬

‫المطلب االول ‪ :‬مصادر العلوم التي تبلورة منها التداولية‬

‫المطلب الثاتي ‪ :‬القضايا األساسية لتداولية‬

‫تشكل التداولية درسا جديدا لم يمتلك بعد حدودا واضحة‪ ،‬انبثقت من التفكير الفلسفي في اللغة‪ ،‬وهي اسم‬
‫جديد لطريقة قديمة بدأت على "يد سقراط" ثم تبعه "أرسطو" والرواقيون عن بعده‪ ،‬بيد أنها لم تظهر إلى‬

‫‪ . 1‬نواري سعودي أبو زید‪ :‬في تداولیة الخطاب األدبي‪ ،‬المبادئ واإلجراءات‪ ،‬بیت الحكمة‪ ،‬العلمة‪ 2009 -32.،‬م‪ ،‬ص ‪ ، 31‬الج ا زئر‪ ،‬ط ‪1‬‬

‫‪ 2‬خلیفة بوجادي‪ :‬في اللسانیات التداولیة مع محاولة تأصیلیة للدرس العربي القدیم‪ ،‬ص ‪114‬‬
‫‪ - 1 -114. 3‬خلیفة بوجادي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪113‬‬
‫‪ - 2 .4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪114‬‬
‫الوجود باعتبارها نظرية للفلسفة إال على يد "باركلي" تغديها طائفة من العلوم على رأسها‪ :‬الفلسفة "‬
‫‪phelosophi‬‬

‫أهم المصادر في التداولية‪:‬‬

‫‪ .1‬أهم نظريات الحجاج في التقاليد العربية من أرسطو إلى اليوم‪ :‬حمادي صمود وآخرون‬

‫‪ . 2‬كتاب عبد الهادي بن ظافر الشهري ‪ -‬استراتيجيات الخطاب‪ :‬مقاربة لغوية تداولية ‪ -‬دار الكتاب‬
‫الجديد المتحدة ‪2004 -‬‬

‫‪ .3‬األسس االبستيمولوجية والتداولية للنظر النحوي عند سيبويه‪ :‬إدريس مقبول‬

‫‪ .4‬أصول تحليل الخطاب في النظرية النحوية العربية ‪ ،‬تأسيس (نحو النص) محمد الشاوش جامعة‬
‫منوبة ‪ ،‬المؤسسة العربية للتوزيع‪2001 ،‬‬

‫‪ .5‬آفاق جديدة في البحث اللغوي ‪ :‬د‪.‬محمود أحمد نحلة‬

‫‪ .6‬بالغة الخطاب وعلم النص ‪ :‬صالح فضل‬

‫‪ .7‬البنية والوظيفة‪ :‬أحمد المتوكل‬

‫‪ .8‬التداولية اليوم علم جديد في التواصل‪ :‬آن روبول‬

‫التداولية عند العلماء العرب ‪ :‬مسعود صحراوي ‪.‬‬

‫‪ .10‬التداولية من أوستن إلى غوفمان‪ :‬بالنشيه‬

‫‪ .11‬صابر الحباشة ـ التداولية والحجاج‬

‫‪ .12‬الحجاج في البالغة المعاصرة‪ :‬د‪.‬محمد األمين الطلبة‬

‫‪ .13‬الحجاج في القرآن من خالل أهم خصائصه األسلوبية‪ :‬عبد اهلل صوله‬

‫‪ .14‬الحجاج في اللغة‪ :‬أبو بكر العزاوي‬


‫‪ .15‬دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي‪ :‬أحمد المتوكل‬

‫‪ .16‬الداللة السياقية عند اللغويين ‪ :‬عواطف المصطفى‬

‫‪ .17‬الشرط واإلنشاء النحوي للكون‪ :‬محمد صالح الدين تونس ‪2002‬‬

‫‪ .18‬شهادة الكفاءة في البحث‪ :‬تعريب كتاب أوستن‪ :‬محمد المنصوري‬

‫‪ .19‬علم التخاطب اإلسالمي‪ :‬د‪.‬محمد يونس‬

‫‪ .20‬علم النص‪ ،‬مدخل متداخل االختصاصات‪ :‬فان دايك‪ ،‬تج‪ :‬بحيري‬

‫‪ .21‬الفلسفة واللغة‪ :‬الزواوي بغورة‬

‫‪ .22‬في فلسفة اللغة‪ :‬محمود فهمي زيدان‬

‫‪ .23‬قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية‪ :‬أحمد المتوكل‬

‫‪ .24‬قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية(البنية التحتية)‪ :‬أحمد المتوكل‬

‫‪ .25‬المدارس اللسانية المعاصرة‪ :‬د‪.‬نعمان بوقرة‬

‫‪ .26‬مدخل إلى اللسانيات‪ :‬د‪.‬محمد يونس علي‬

‫‪ . 27‬مدخل إلى اللسانيات التداولية‪ :‬الجياللي دالش‪ ،‬ترجمة‪:‬محمد يحياتن(ديوان المطبوعات الجامعية –‬
‫الجزائر ‪1992‬‬

‫‪ .28‬مدخل إلى علم النص‪ :‬محمد األخضر الصبيحي‬

‫‪ .29‬المصطلحات المفاتيح لتحليل الخطاب‪ :‬دومنيك مانقونو‬

‫‪ .30‬المعنى والترجمة ‪ :‬يوئيل عزيز‬

‫‪ .31‬المقاربة التداولية‪ :‬فرانسواز أرمينكو‬

‫‪ .32‬مقدمة في علمي الداللة والتخاطب‪ :‬د‪.‬محمد يونس علي‬

‫‪ .33‬الملفوظية‪ :‬جان سيرفوني‬


‫‪ .34‬نسيج النص‪ :‬األزهر الزناد‬

‫‪ . 35‬النص والسياق ‪:‬استقصاء البحث في الخطاب الداللي والتداولي‪ :‬فان دايك تج‪:‬عبد القادر قنيني‬

‫‪ .36‬نظرية أفعال الكالم‪ :‬جون أوستين‪ ،‬تج‪ :‬عبد القادر قنيني‬

‫‪ .37‬النظرية القصدية في المعنى عند جرايس‪ :‬صالح إسماعيل‬

‫‪ .38‬نظرية المعرفة المعاصرة‪ :‬د‪.‬صالح إسماعيل‬

‫‪ .39‬نظرية المعنى في فلسفة بول جرايس‪ :‬د‪.‬صالح إسماعيل‬

‫‪ .40‬نظرية جون سيرل في القصدية‪ :‬صالح إسماعيل‬

‫‪ .41‬الوظائف التداولية في اللغة العربية ‪ .‬د‪ .‬أحمد المتوكل‬

‫‪ . 42‬في اللسانيات التداولية؛ مع محاوزلة تأصيلية في الدرس العربي القديم‪ :‬د‪.‬خليفة بوجادي‬

‫‪ .43‬األفعال اإلنجازية في العربية المعاصرة‪ :‬د‪.‬علي محمود حجي الصراف‬

‫‪ .44‬التداولية والسرد‪ :‬جون ‪ .‬ك‪ .‬آدامز ‪ :‬تج‪ :‬د‪.‬خالد سهر‬

‫‪ .45‬تحليل الخطاب ‪ :‬ج‪ .‬ب‪ .‬براون ‪ ،‬وج‪.‬يول‪ :‬ترجمة‪ :‬د‪.‬محمد الزليطني ود‪.‬منبر التريكي‬

‫‪ .46‬التحليل اللغوي عند مدرسة أكسفورد‪ :‬صالح إسماعيل‬

‫‪.47‬اإلطار التداولي في اللسانيات المعاصرة ‪ /‬عبد اإلله بوغابة‪ ،‬بشرى العروصي‪2006 ,‬‬

‫‪.48‬التداولية ومنزلتها في النقد الحديث والمعاصر‬

‫‪ 50‬التداولية بين يدي الترجمة‬

‫‪ 52‬التداولية ترجمة ‪ُ :‬و َّبـا محمد‬

‫‪. 53‬التداولية وتنوع مرجعيات الخطاب‬

‫مقاالت ودراسات وبحوث‬


‫‪ .1‬البراغماتية ؛المعنى في السياق‪ ،‬جيفري ليتش‬

‫‪ .2‬التداولية بين المنهج والطريقة ‪ ،‬أ‪.‬رخرور أمحمد‬

‫‪ .3‬التداولية دراسة في المنهج‪ :‬وائل حمدوش‬

‫‪ .4‬التداولية‪ :‬ترجمة ‪:‬د‪.‬كاميليا صبحي ‪ ،‬مجلة األلسن للترجمة‪ ،‬الموسوعة الفرنسية‬

‫‪ .5‬التداولية؛ محاولة لضبط الدرس اللساني تجريبيًا‪ :‬فالح حسن‪ ،‬مجلة أقالم ‪ ،‬ع‪.5‬‬

‫‪ . 6‬تقديم عام لالتجاه البراغماتي؛ محمد صالح الدين الشريف (ضمن أهم المدارس اللسانية ‪ :‬عبد القادر‬
‫المهيري وآخرون)‪.‬‬

‫‪ .7‬عن التداولية‪ ،‬خولة اإلبراهيمي ‪ ،‬مجلة التبيين‪ -‬الجزائر‬

‫‪ . 8‬في التداولية؛ إشكالية المصطلح بين المفهوم والترجمة والتعريب‪ :‬د‪.‬عيد بلبع‪ ،‬مجلة أقالم‪ ،‬ع‪.5‬السنة‬
‫األولى‬

‫‪ . 9‬اللغة ودالالتها‪ ،‬تقريب تداولي للمصطلح البالغي (مقال)‪ ،‬محمد سويرتي مجلة عالم الفكر‪ ،‬المجلس‬
‫الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬دولة الكويت‪ ،‬مجـ ‪ ،28‬ع‪، 3‬يناير‪ /‬مارس ‪.2000‬‬

‫‪ .10‬التداولية امتداد شرعي للسيميائية‪ :‬أ‪.‬عبد الحكيم سحالية‪ ،‬الملتقى الدولي الخامس (السيمياء والنص‬
‫األدبي‬

‫‪ . 11‬تصنيف األغراض التكلمية عند سورل‪ :‬عبد الرحيم الحلوي‪ ،‬مجلة دراسات ؛ تصدر عن كلية اآلداب‬
‫والعلوم اإلنسانية جامعة ابن زهر‪ -‬أكادير – المغرب‪ ،‬ع‪.1991 ،5‬‬

‫‪ .12‬تعديل القوة اإلنجازية ‪ ،‬محمد العبد‬

‫‪ .13‬نظرية األفعال الكالمية‪ :‬عادل فاخوري‪(.‬ضمن الموسوعة الفلسفية)‬

‫‪ •.14‬نظرية أفعال الكالم محمد حسن عبد العزيز‬

‫‪.15‬المفاهيم التداولية و أثرها في اللسانيين العرب تمام حسان نموذجًا د‪ .‬فهد اللهيبي جامعة جازان‬
‫المملكة العربية السعودية‬
‫كتب‬

‫‪ .1‬العقل واللغة والمجتمع‪ ،‬جون سيرل ‪:‬‬

‫‪ .2‬عندما نتواصل نغير‪ ،‬مقاربة تداولية معرفية آلليات التواصل والحجاج‪ ،‬د‪.‬عبد السالم عشير‪.‬‬

‫‪ . 3‬الفلسفة والبالغة‪ ،‬مقاربة حجاجية للخطاب الفلسفي‪ :‬د‪.‬عمارة ناصر‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪-‬‬
‫بيروت‪ ،‬ومنشورات االختالف‪،‬ط‪.2009 ،1‬‬

‫‪ .4‬في أصول الحوار وتجديد علم الكالم ‪،‬د‪ .‬طه عبد الرحمن؛ المركز الثقافي العربي‪ -‬المغرب‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫‪.2007‬‬

‫‪ .5‬كيف نفعل األشياء بالكلمات‪ :‬تر‪ :‬المنصوري‬

‫‪ . 6‬نظرية األفعال الكالمية بين فالسفة اللغة المعاصرين والبالغيين العرب‪ ،‬مطبوعات الجامعة‪-‬الكويت ‪،‬‬
‫‪1994‬‬

‫‪ .7‬المشيرات المقامية في اللغة العربية ‪ :‬نرجس باديس‪ ،‬مركز النشر الجامعي‪.2009 ،‬‬

‫رسائل غير مطبوعة‬

‫‪ - 1‬القصد ودوره في تفسير النص‪ ،‬رسالة دكتوراه (غير مطبوعة) من جامعة القاهرة للباحث‪ :‬صالح‬
‫الدين شعبان عبد العاطي ‪ ،‬بإشراف‪ :‬أ‪.‬د‪.‬محمد حماسة عبد اللطيف‪2009 ،‬م‪.‬‬

‫‪.9‬علم الداللة ‪ :‬السمانتيكية والبراجماتية في اللغة العربية ‪ /‬شاهر الحسن‬

‫‪10‬التداولية ل‪:‬فرناند هالين‬

‫التداولية_من_أوستن_إلى_غوفمان‬

‫جون أوستين نظرية أفعال الكالم العامة كيف ننجز األشياء بالكالم‬

‫‪ 13‬التداولية والشعر‬

‫بحوث ودراسات ومقاالت‪:‬‬


‫‪ .1‬التواصل الفلسفي والمجال التداولي‪ :‬ناصيف تصار‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‬

‫‪ . 2‬في الخطاب التداولي؛ صورة المغرب في المجلة األلمانية‪ :‬سعيد علوش‪ ،‬مجلة العرب والفكر العالمي‬

‫‪ .3‬االقتضاء في التداول اللساني‪ :‬عادل فاخوري‪ ،‬مجلة عالم الفكر‬

‫‪ .4‬البراغماتية؛ ألي شيء تصلح األفكار‪ :‬جون فالانسوا دورتييه ‪ ،‬مجلة نوافذ‬

‫‪ . 5‬التصور التداولي للخطاب اللساني عند ابن خلدون‪ :‬قراءة في المفاهيم والمنطلقات‪ :‬نعمان بوقرة‪ ،‬مجلة‬
‫الرافد‬

‫‪ .6‬الخطاب السردي الجديد؛ مرجعيات التداول اللساني‪ :‬محمد دخاي‪ ،‬مجلة الرافد‬

‫‪ . 7‬عالقة الضمير الغائب بمفسره؛ بيت التبعية في المنوال النحوي والتسلط في المنوال التداولي العرفاني‪:‬‬
‫نرجس باديس‪ ،‬حوليات الجامعة التونسية‬

‫‪ .8‬تداولية الخطاب المسرحي (مسرحية عصفور من الشرق) لتوفيق الحكيم أنموذجًا‪ :‬فطومة الحمادي‪،‬‬
‫مجلة الحياة الثقافية‬

‫‪ . 9‬سياسة القول ونجاعة الخطاب عند العرب؛ في ضوء التداولية ‪ :‬مراد بن عياد‪ ،‬مجلة القلم‬

‫‪ .10‬اللسانيات والتداولية‪ :‬جون سيرفوني‪ ،‬ترجمة ‪ :‬حمو الحاج ذهبية‪ ،‬مجلة التبيين‬

‫‪ .11‬الشعريات والتداولية؛ مقاربة في المفاهيم واألقانيم‪ ،‬جمالية التلقي‪ :‬حفناوي بعلي‬

‫‪ .12‬الوظائف التداولية والحجاجية لالستشهاد من خالل بعض أعمال الصحافة الجزائرية المكتوبة‪ :‬عمر‬
‫بلخير‪ ،‬مجلة التبيين‬

‫‪ . 13‬المتكلم وتداوليات الحوار؛ قراءة تحليلية نقدية‪ :‬عبد الحكيم فرحات‪ ،‬مجلة الجامعة األسمرية‬

‫‪ 14‬أشكال التواصل في التراث البالغي العربي في ضوء اللسانيات التداولية‬

‫‪ .15‬المرجعية اللغوية في النظرية التداولية‬

‫في اللغة اإلنجليزية‬


Pragmatics: Implicature, Presupposition, and Logical Form:Gerald Gazdar .1

Pragmatics: George Yule .2

A Glossary of Semantics and Pragmatics: Alan Cruse .3

Speech Act Theory and Pragmatics: John R. Searle .4

Principles of Pragmatics: Geoffry Leech .5

Pragmatics: Stephen C. Levinson .6

How to do things with words: J. Austin .7

Speech Acts: J. Seale .8

You might also like