You are on page 1of 14

‫‪ISSN : 2353-046‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات األدبية واللغوية‬

‫‪EISSN : 2600-6421‬‬ ‫المجلد‪ ، 5‬العدد‪) ،12‬ديسمبر ‪(2017‬‬

‫نشأة نظرية النحو الوظيفي في ِظل النظريات الوظيفية اللسانية‬


‫الحديثة‬

‫الستاذ‪ :‬بن عياش نجيب‬


‫جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية‬

‫ملخص البحث‪:‬‬
‫يعالج هذا البحث نظرية النحو الوظيفي نشأتها ومبادئها بغية الوصول إلى تحديد‬
‫ّ‬
‫اللسانية الحديثة‪ ،‬وقد جذب البحث‬ ‫موضوعها وأهدافها ومكانتها في النظريات واملناهج‬
‫ّ‬ ‫اللغويين وتوقف عند أعمال َّ‬ ‫ُّ‬
‫الدارسين وانتفع بقدر كبير اللسانيات الحديثة‪،‬‬ ‫أنظار‬
‫َّ‬
‫وبخاصة االتجاه الوظيفي وانتهى األمر إلى أن مباحث نظرية النحو الوظيفي تحقق فهم‬
‫ّ‬ ‫التراث العربي القديم ّ‬
‫وتحدد التعبيروالتواصل اللغوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املفتاحية‪ :‬النحو‪ ،‬اللسانيات‪ ،‬الوظيفي‪ ،‬القضايا‪ ،‬الكفاءة‪ ،‬التفسير‪،‬‬ ‫الكلمات‬
‫ّ‬
‫النظرية‪ ،‬البنيوية‪.‬‬

‫‪Abstract :‬‬
‫‪This researche treat the theory of functional syntax its origins and‬‬
‫‪principales in order to determinate its subject , objectives and its‬‬
‫‪position in theories and modern linguistic curricula the search‬‬
‫‪attracte the attention of linguists and rest on the works of sckolars‬‬
‫‪and much binifit modern linguistics especially functional trend ,it‬‬
‫‪concluded that the study of functional syntax theory achieves to‬‬
‫‪understanding the anancientarab heritage and its determinate the‬‬
‫‪linguistic expression and communication.‬‬
‫ّ‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫وفقا ألغراض متنوعة واهتمامات‬‫متعددة ً‬
‫قام اللسانيون بد اسة اللغة من جوانب ّ‬
‫ر‬
‫ّ‬
‫لسانية متباينة كالنظرية البنيوية‪،‬‬ ‫مختلفة‪ ،‬فنتج عن ذلك ظهور نظريات ومناهج‬
‫النظرية التوليدية التحويلية‪ ،‬النظرية التوزيعية‪ ،‬النظرية الوظيفية ‪ ، ...‬ويرجع هذا‬
‫االختالف بين املدارس اللسانية إلى االختالف في املبادئ واألسس والقواعد واملناهج التي‬
‫ينبغي أن تتحقق في البحث العلمي اللساني‪ ،‬وقد أدى هذا االختالف إلى توسيع مجال‬

‫‪134‬‬
‫‪ISSN : 2353-046‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات األدبية واللغوية‬
‫‪EISSN : 2600-6421‬‬ ‫المجلد‪ ، 5‬العدد‪) ،12‬ديسمبر ‪(2017‬‬
‫مر العصور‪ ،‬ثم َّ‬
‫إن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وفتح آفاق جديدة للدراسات اللغوية على ِ‬‫الرؤية في الدرس اللساني‪ِ ّ ،‬‬
‫هذا االختالف لم يرسمه اللسانيون بأنفسهم بل فرضته نظريات لسانية ّ‬
‫متعددة تقوم‬
‫على مبدأ اختيار اللساني للحدود التي تشتغل فيها اللسانيات ونظرته إلى طبيعة العلم‪،‬‬
‫ّ‬
‫وتحديده نوع املادة اللغوية والوسائل التي تجمع بها املادة واملناهج التي تحلل بها‪ ،‬وكل‬
‫هذا يعود مرجعه إلى عامل رئيس ي وهو‪ :‬اختالف األسس املنهجية لكل نظرية‪.‬‬
‫أن بعض اللغويين العرب املحدثين طبقوا بعض‬ ‫ومهما يكن هذا االختالف‪ ،‬فإن ما يعنينا ّ‬
‫هذه النظريات على اللغة العربية‪ .‬حيث حاول ميشال زكرياء وعبد القادر الفاس ي الفهري‬
‫تطبيق النظرية التوليدية التحويلية لـ نوام تشومسكي كما حاول مازن الوعر تطبيق‬
‫نظرية الداللة التصنيفية لـ (ولتركوك) في حين طبق أحمد املتوكل نظرية النحو الوظيفي‬
‫لـ( سيمون ديك) على اللغة العربية‪ ،‬باعتبارها تهدف إلى دراسة التراث معيدة قراءته‬
‫وتأويله في ضوء النظريات اللسانية الحديثة‪.‬‬
‫وسنتناول في هذا املقال نشأة نظرية النحو الوظيفي في ِظل النظريات الوظيفية اللسانية‬
‫ً‬
‫أمال في أن ّ‬
‫نقدم للقارئ العربي نشأة هذه النظرية‪ ،‬مفهومها‪ ،‬مبادئها‪ ،‬وبعض‬ ‫الحديثة‬
‫نماذجها‪.‬‬
‫‪ ­ 1‬نشأة نظرية النحو الوظيفي‪:‬‬
‫البداية تكون مع الحقبة الزمنية التاريخية لنظرية النحو الوظيفي كنظرية غربية‬
‫ترجع أصولها األولى إلى مدينة أمستردام الهولندية والتي أرس ى أسسها وقواعدها العالم‬
‫اللغوي "سيمون ديك"‪ ،‬وذلك من خالل أبحاث ّ‬ ‫ّ‬
‫متعددة كانت بمثابة نقطة وضع بها‬
‫اإلطار العام النظري واملنهجي لهذه النظرية التي عرفت ً‬
‫رواجا ً‬
‫كبيرا لدى أتباعه الذين‬
‫ّ‬ ‫أجروا د اسات ّ‬
‫متعددة ّ‬
‫طبقت على مختلف اللغات الهولندية واالنجليزية والفرنسية‬ ‫ر‬
‫ّ‬
‫والعربية ‪ ...‬وهذا ما جعلها تأخذ مكانة علمية متميزة بين النظريات اللسانية الحديثة‬
‫عامة‪ ،‬والنظريات النحوية خاصة‪.‬‬
‫رواجا ً‬
‫كبيرا وأقيمت لها محافل دولية أوربية‪،‬‬ ‫نظرا لهذا عرفت نظرية النحو الوظيفي ً‬ ‫ً‬
‫وكانت البداية األولى لهذه النظرية مع مبدأين أساسيين؛ هما‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫أوال‪ :‬االنتقادات التي ّ‬
‫وجهه "سيمون ديك" سنة ‪1968‬م للتحليل الذي قدمه النموذج‬
‫املعيار للبنيات العطفية‪ ،‬وهو انتقاد كشف لنا قصور هذا النموذج في تحليله لبعض‬
‫ً‬ ‫تجاوزا لهذا القصور ق َّدم ديك سنة ‪1978‬م و‪1989‬م ً‬ ‫ً‬
‫طرحا بديال‬ ‫أنماط الجمل‪ ،‬لكن‬

‫‪135‬‬
‫‪ISSN : 2353-046‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات األدبية واللغوية‬
‫‪EISSN : 2600-6421‬‬ ‫المجلد‪ ، 5‬العدد‪) ،12‬ديسمبر ‪(2017‬‬
‫ّ‬
‫يتمثل في اإلجابات على أهم األسئلة اللغوية املعاصرة‪ ،‬وكذا تقديم تحليل كاف أفرزت‬
‫نتائج؛ أهمها‪:‬‬
‫ّ‬
‫­ تتحدد وظيفة اللغة في النحو الوظيفي عن طريق التفاعل االجتماعي أي التواصل بين‬
‫أفراد املجتمع البشري‪.‬‬
‫َّ‬
‫أن القدرة ال يمكن تحديدها إال في إطار تواصلي‪ ،‬في حين ّ‬ ‫­ يرى النحو الوظيفي ّ‬
‫أن القدرة‬
‫ّ‬
‫التواصلية هي قدرة املتكلم على التفاعل االجتماعي وإنجاز نسق االستعمال اللغوي‪.‬‬
‫ّ‬
‫­ يتم االكتساب اللغوي عبر سلسلة من االكتشافات التي يقوم بها الطفل‪ ،‬والتي يهدف‬
‫من خاللها إلى تأسيس نسق لغته األم‪.‬‬
‫­ يقوم النحو الوظيفي بدراسة التركيب والداللة من منظور تداولي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ثانيا‪ّ :‬‬
‫ً‬
‫تتحدد خصائص العبارات اللغوية بالربط بين املفردات أو بين الجمل‪ ،‬وعلى هذا‬
‫ً‬ ‫فإن الوظائف ّ‬ ‫األساس ّ‬
‫الداللية‪ ،‬التركيبية والتداولية يمكن مقاربتها انطالقا من املقوالت‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫الشجرية كاملركب االسمي أو املركب الفعلي‪ ،‬الذي ال يرد إال في بعض اللغات‪ ،‬ولهذا أصبح‬
‫ّ‬
‫التمثيل التحتي للعبارات اللغوية في هذه املقاربة بنية وظيفية ال ترتيب فيها‪ ،‬تنقلها إلى‬
‫ّ‬
‫بنية سطحية مرتبة‪.1‬‬
‫‪ ­ 2‬تعريف النحو الوظيفي‪:‬‬
‫لقد حاولنا من خالل دراستنا لكتب أحمد املتوكل إيجاد تعريف عام وشامل للنحو‬
‫ّ‬
‫الوظيفي إال أننا اكتفينا ببعض التعاريف التي جاء بها بعض الدارسين والباحثين في هذا‬
‫ّ‬
‫املجال أمثال الدكتور عبد الرحمان الجندي الذي يرى بأن املتوكل ركز في أبحاثه‬
‫ودراساته على "إبراز التفاعل القائم بين الخصائص البنوية للعبارات اللغوية واألغراض‬
‫التواصلية التي تستعمل هذه العبارات وسيلة لبلوغها"‪ .2‬يسعى النحو الوظيفي من‬
‫خالل هذا إلى تحقيق الهدف التواصلي‪ ،‬ويقول في موقف آخر أن النحو الوظيفي "يربط‬
‫ُّ‬
‫الل ّ‬
‫غوية للجمل والظروف املقامية التي تنجز فيها"‪.3‬‬ ‫بين البنية‬
‫ّ‬
‫من خالل هذين التعريفين نجد أن محمد مليطان جمع النحو الوظيفي في جملة واحدة‬
‫إذ يقول‪:‬‬
‫ُّ‬
‫"هو نحو يعد خصائص اللسان الطبيعي الصورية التركيبية والصرفية والصوتية‬
‫َّ‬
‫مقومات غير مستقلة عن الداللة والتداول وال يتم وصفها وتفسيرها إال باللجوء إلى‬
‫عوامل داللية وتداولية"‪ .4‬هذا يعني أن النحو الوظيفي ال يكتفي بالخصائص التركيبية‬

‫‪136‬‬
‫‪ISSN : 2353-046‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات األدبية واللغوية‬
‫‪EISSN : 2600-6421‬‬ ‫المجلد‪ ، 5‬العدد‪) ،12‬ديسمبر ‪(2017‬‬
‫ّ‬ ‫والصرفية والصوتية بل تجاوز ذلك إلى الداللة والتداول ّ‬
‫ألن الجانب التداولي ما هو إال‬
‫نتاج عالقة ربط البنية باملقام الذي أنجزت فيه‪.‬‬
‫‪ -3‬املبادئ العامة لنظرية النحو الوظيفي‪:‬‬
‫تقوم نظرية النحو الوظيفي على مبادئ‪ ،‬ذكرها "املتوكل" في مقدمات مؤلفاته أهمها‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1-3‬وظيفة اللغات الطبيعية الساسية هي التواصل بين املجتمعات البشرية‪:‬‬
‫بعد النقاش الذي دار ­ في السبعينات ­ بين تشومسكي وفالسفة اللغة العادية ذهب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تشومسكي إلى أن وظيفة اللغة هي وظيفة التعبير عن الفكر‪ ،‬أما اللغويون الوظيفيون‬
‫ُّ‬
‫جمعوا على أن للغة وظيفة أساسية هي وظيفة التواصل واستدلوا على ذلك بما يلي‪:5‬‬
‫ُ‬ ‫أ ­ إن الوظائف الست‪ 6‬التي َّ‬
‫قدمها رومان جاكبسون ليس شرط أن تجمع في الخطاب‬
‫ً‬
‫الواحد‪ ،‬بل هي مقيدة بأنماط الخطاب وحسب طبيعته‪ ،‬فمثال الوظيفتان الشعرية‬
‫وامليتالغوية تظهران فقط في الخطاب الشعري والخطاب العلمي وهكذا‪.‬‬
‫ب ­ إذا ظهرت وظيفة غير الوظيفة التواصلية في نمط خطابي معين يؤدي هذا إلى خرق‬
‫ً‬
‫بعض مميزات الواقع الذي نعيشه؛ فمثال الجملة‪:‬‬
‫­ قابلت صديقي في ليلة حمراء‪.‬‬
‫تم في هذه الجملة خلق عالم إحالي غير عالم الواقع‪ ،‬وهو وصف (ليلة حمراء)‪ ،‬كون‬ ‫َّ‬
‫أن الليلة في األصل سوداء‪.‬‬
‫ً‬
‫ج ­ عملية التواصل تقتض ي ثالثة عناصر أساسية‪ :‬متكلم ومخاطب وخطابا كما يوضحه‬
‫الرسم اآلتي‪:‬‬
‫مخاطب‬ ‫خطاب‬ ‫متكلم‬
‫يقول املتوكل‪" :‬تكون عملية التواصل ناجحة إذا خال الخطاب من كل ما يمكن أن يحول‬
‫بين املخاطب وبين تأويله وهو ما يسعى املتكلم في تحقيقه (في حالة التواصل العادي)"‪.7‬‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬
‫وكذلك الخطاب ال يتم إال عن طريق وجود متكلم ومخاطب‪ ،‬والتي تعرف بدارة الكالم‬
‫التي اعتمدها سوسير في كتابه "محاضرا ت في اللسانيات العامة"‪ ،‬واملمثل لها بالرسم‬
‫اآلتي‪:8‬‬

‫وهذه الدارة تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ISSN : 2353-046‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات األدبية واللغوية‬
‫‪EISSN : 2600-6421‬‬ ‫المجلد‪ ، 5‬العدد‪) ،12‬ديسمبر ‪(2017‬‬
‫سمع‬ ‫نطق‬

‫ص ت‬ ‫ت = ُّ‬
‫تصور‬ ‫ت‬ ‫ص‬

‫نطق‬ ‫ص = صورة سمعية‬ ‫سمع‬

‫ُّ‬
‫د ­ وظائف اللغة عند هاليدي ثالث‪9‬؛ هي‪ :‬الوظيفة التمثيلية‪ ،‬الوظيفة التعالقية‪،‬‬
‫النصية‪.‬‬‫الوظيفة ّ‬
‫هذه الوظائف مستقلة تؤدي كلها إلى وظيفة واحدة هي وظيفة التواصل‪ ،‬ال يتم هذا‬
‫كل ُُ متكامل (كل وظيفة تكمل‬ ‫اختل أحد هذه العناصر الثالثة‪ ،‬أي هو ُ‬ ‫ّ‬ ‫التواصل إذا‬
‫األخرى)‪.‬‬
‫هـ ­ لقد دعم سيمون ديك ما جاء به جاكبسون وهاليدي على أن "التواصل عملية ذات‬
‫أبعاد مختلفة‪ُ :‬بعد عالقي ُوبعد توجيهي ُوبعد إخباري ُوبعد تعبيري ُوبعد استثاري تتكامل‬
‫كلها لتأدية وظيفة التواصل"‪ ،10‬وهذا التواصل نشاط اجتماعي يتمكن بواسطته‬
‫املتكلمين من تبادل معلوماتهما التداولية‪ ،‬وذلك إما بالنظر إلى العالقة القائمة بين‬
‫َ‬
‫املتكلم واملخاطب ويسمى بالتواصل العالقي‪ ،‬أو بالنظر إلى فحوى الخطاب وهذا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التواصل تواصل توجيهي فيكون الفعل املطلوب إما عمال (تواصل أمري) أو قوال (تواصل‬
‫استفهامي) أو اإلخبار عن ش يء (تواصل إخباري) أو التعبير عن إحساس (تواصل‬
‫تعبيري) أو استثارة إحساس (تواصل استثاري) ‪.11‬‬
‫ً‬ ‫‪ ­ 2 ­ 3‬موضوع َّ‬
‫الدرس اللساني هو وصف القدرة التواصلية‪ :‬انطالقا من موضوع‬
‫ُّ ُّ‬ ‫ّ‬
‫تصور اللغويين الوظيفيين‬ ‫البحث اللساني سنبين التشابه واالختالف بين تصورين؛ هما‪:‬‬
‫ّ‬
‫املتكلم ­ َّ‬ ‫ُّ‬
‫السامع‬ ‫وتصور اللغويين غير الوظيفيين‪ ،‬فاالتفاق حاصل في وصف ومعرفة‬
‫للغته‪َّ ،‬أما االختالف يتمثل فيما يلي‪:12‬‬
‫ُّ ُّ‬
‫تصور اللغويين غير الوظيفيين املشتغلين في إطار النظرية التوليدية التحويلية‬ ‫أ­‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫التشومسكية‪ ،‬على أن القدرة اللغوية تنحصر في قدرتان‪ :‬قدرة نحوية وقدرة تداولية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫موضوعا ّ‬
‫ً‬ ‫على أساس َّ‬
‫للدرس اللغوي‪َّ ،‬أما القدرة‬ ‫أن القدرة األولى وحدها يمكن أن تتخذ‬
‫َّ‬
‫الثانية فهي مستقلة عن القدرة األولى‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫‪ISSN : 2353-046‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات األدبية واللغوية‬
‫‪EISSN : 2600-6421‬‬ ‫المجلد‪ ، 5‬العدد‪) ،12‬ديسمبر ‪(2017‬‬
‫ُّ‬ ‫ينص على َّ‬ ‫اللغويين الوظيفيين التداوليين ُّ‬ ‫ّ ّ‬
‫أن موضوع الوصف اللغوي‪،‬‬ ‫ب ­ تصور‬
‫يتضمن الجوانب الصورية (الداللة والصوت والتركيب والصرف) والجوانب الوظيفية‬ ‫ّ‬
‫ُّ‬
‫التي تتعلق بوظيفة التواصل التي تؤديها اللغة داخل املجتمع البشري وبعبارة أخرى‬
‫الربط بين الخصائص البنيوية للغة والظروف املقامية التي تنجز فيها‪ ،‬أي يجمع بين‬ ‫َّ‬
‫القدرة النحوية والقدرة التداولية‪ ،‬في إطار ما يسمى القدرة التواصلية الواحدة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪ 3-3‬اكتساب اللغة‪:‬‬
‫يولد الطفل على مجموعة من املبادئ العامة منها مبدأ تبعية القواعد التركيبية للبنية‬
‫لغوية وال يكتفي بهذا بل‬ ‫التي يجعله يكتسب لغة القوم الذي يعيش فيه أي قدرة ّ‬
‫يتجاوزها إلى القدرة على التواصل مع محيطه االجتماعي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫نظرا لهذا َّ‬‫ً‬
‫قسم املتوكل الكلية اللغوية إلى نسقين مترابطين؛ هما‪ :‬نسق اللغة ونسق‬
‫االستعمال‪.13‬‬
‫َّ‬
‫األول يكتسب فيه الطفل قواعد لغته‪ ،‬أما الثاني يحكم استعمال هذه القواعد في‬ ‫َّ‬
‫مقامات التواصل ‪.‬‬
‫‪ 4-3‬النحو الوظيفي نظرية للتركيب والداللة منظورا إليهما من وجهة نظرتداولية أي‬
‫يدرس التركيب والداللة في إطارالتداول‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ذهب فالسفة اللغة العادية واللغويون والوظيفيون في دراستهم للغات الطبيعية من‬
‫ُّ‬ ‫أن الوظيفة التواصلية ّ‬ ‫مبدأ َّ‬
‫تحدد بنية اللغة‪ ،‬ولتوضيح وجوب مالءمة بنية األداة‬
‫أن جميع الحضارات‬ ‫استدل (سيمون ديك) بهذا املثال الذي ينص على َّ‬ ‫َّ‬ ‫لوظيفتها‬
‫اإلنسانية واجهت مشكل نقل املاء من مكان إلى مكان‪ ،‬فاضطرت إلى صنع أدوات معينة‬
‫حل إشكال نقل املاء‪.‬‬ ‫لحل هذا املشكل‪ ،‬وهذه األدوات هدفها هو ّ‬ ‫ّ‬
‫َّ ُّ‬
‫أن اللغات الطبيعية باعتبارها وسائل للتواصل‪،‬‬ ‫من خالل هذا املثال يمكن القول‬
‫ّ‬ ‫إال َّ‬ ‫ّ َّ‬ ‫ّ‬
‫أن هذه الخصائص هي التي تمكنها من تأدية‬ ‫وبالرغم من اختالفها في خصائص معينة‬
‫هذه الوظيفة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫لقد اعتبر املتوكل بعض اللغويين الذين ّ‬
‫يقرون ارتباط البنية بالوظيفة فهمهم فهم‬
‫كل غرض تواصلي ّ‬
‫وكل‬ ‫مباشرا بين ّ‬ ‫ً‬ ‫أن ثمة ً‬
‫تالزما‬ ‫ألن مفاد هذا الفهم ّ‬ ‫ساذج؛ ملاذا؟ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خاصية من الخصائص البنيوية‪ ،‬وهذا الخطأ الشائع أدى ببعض الباحثين أمثال‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫(نيومبير) إلى ّ‬
‫تحدي بعض الوظيفيين أن يأتوا بتفسير وظيفي لبعض الظواهر اللغوية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫فرد عليهم (سيمون ديك) على َّ‬ ‫َّ‬
‫أن "التفسير الوظيفي للظواهر اللغوية ال يقوم على‬

‫‪139‬‬
‫‪ISSN : 2353-046‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات األدبية واللغوية‬
‫‪EISSN : 2600-6421‬‬ ‫المجلد‪ ، 5‬العدد‪) ،12‬ديسمبر ‪(2017‬‬
‫فرضية الترابط البسيط بين الصورة والوظيفة‪ ،‬بل يقوم بالعكس من ذلك‪ ،‬على شبكة‬
‫كل منها على حدة‪ ،‬إلى‬ ‫من املتطلبات والقيود املتفاعلة فيما بينها‪ ،‬والتي تؤول إذا أخذ ّ‬
‫مبدأ وظيفي"‪.14‬‬
‫تعد الوظائف الداللية‪ ،‬التركيبية والتداولية مفاهيم أولى ال وظائف مشتقة‬ ‫‪ُّ ­ 5 – 3‬‬
‫من بنى تركيبية َّ‬
‫محد َدة‪:‬‬
‫أن ثمة ظواهر نحوية ال يمكن‬ ‫الدراسات منها (النحو العالقي)‪َّ ،‬‬ ‫لقد ّبينت الكثير من ّ‬
‫اعتبرت الوظائف الداللية ­ التداولية مفاهيم أولى‪ ،‬في حين َّ‬ ‫إال إذا ُ‬ ‫َّ‬
‫أن النحو‬ ‫وصفها‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫الوظيفي يعتبر هذه الوظائف غير مرتبة خالفا ملا هو عند التوليديين ما يسمى بالبنية‬
‫العميقة‪ ،‬ولتوضيح الفرق بينهما نأخذ الجملة اآلتية‪:‬‬
‫عمر إلتقى ليلى‪.‬‬ ‫­ ُ‬
‫هذه الجملة في النحو الوظيفي‪ ،‬تنتج عن تطبيق "قواعد املوقعة" التي تكون فيها البنية‬
‫الوظيفية غير املرتبة كما هو الحال في البناء اآلتي‪:‬‬
‫ُ‬
‫مض إلتقى ف (س‪ 1‬ليلى (س‪ ))1‬منف فا مح (س‪ :2‬عمر (س‪ ))2‬متق مف بؤ مقا‪.‬‬
‫أن موقع (س‪ )1‬جاء جاء بعد الفعل (إلتقى)‪ ،‬وموقع (س‪ )2‬جاء في‬ ‫من خالل هذا نالحظ َّ‬
‫صدر الجمل على أساس وظيفته التداولية (بؤرة مقابلة)‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫اللساني‪ :‬يهدف البحث اللغوي إلى تحقيق ثالثة أنواع من الكفايات؛‬ ‫‪ ­ 6 ­ 3‬هدف البحث ِ‬
‫وهي‪:15‬‬
‫النمطية إلى أن ينطبق على أكبر عدد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ­ 1 ­ 6 ­ 3‬الكفاية النمطية‪ :‬يسعى مبدأ الكفاية‬
‫ُّ‬
‫ممكن من اللغات الطبيعية‪ ،‬وذلك بالبحث على القواسم والخصائص املشتركة بين‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬
‫اللغات الطبيعية‪ ،‬انطالقا من خصائصها الداللية والتداولية‪ ،‬في حين جاءت اللسانيات‬
‫التنميطية بمفهوم النمط‪ ،‬مكان مفهوم النحو الكلي املعروف في النحو التوليدي‪.‬‬
‫أن نظرية النحو الوظيفي يجب "أن تكون قادرة على بناء أنحاء للغات‬ ‫ذهب ديك إلى َّ‬
‫ُّ‬
‫ذات أنماط متباينة‪ ،‬وعلى إبراز ما يؤالف وما يخالف بين هذه اللغات‪ ،‬وتستوجب‬
‫عدة‬‫إنطالقا من معالجتها ملُعطيات مستمدة من َّ‬ ‫ً‬ ‫النمطية أن ّ‬
‫تطور النظرية‬ ‫ّ‬ ‫الكفاية‬
‫لغات‪ ،‬وأن تختبر انطباقية فرضياتها على معطيات نابعة من لغات أخرى"‪.16‬‬
‫موحدة وتسقط على جميعها‪.‬‬ ‫عدة لغات وجعلها َّ‬ ‫هذا يعني وضع قوانين مستمدة من ّ‬
‫أن نظرية النحو الوظيفي يجب أن تتسم بسمتين ­ تبدوان‬ ‫في حين يذهب املتوكل إلى َّ‬
‫ّ‬
‫متضادتين ­ في ذات الوقت؛ وهما‪" :‬التجريد" و"امللموسية"‪ ،‬واشترط في النظرية اللغوية‬

‫‪140‬‬
‫‪ISSN : 2353-046‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات األدبية واللغوية‬
‫‪EISSN : 2600-6421‬‬ ‫المجلد‪ ، 5‬العدد‪) ،12‬ديسمبر ‪(2017‬‬
‫نمطيا‪ ،‬وفي نفس الوقت‬ ‫أن ترقى إلى درجة معقولة من التجريد لتطبق على لغات متباينة ً‬
‫ُّ‬
‫تكون أقرب من الوقائع اللغوية امللموسة‪ ،‬كما تتحقق في أي لغة‪ ،‬فإذا نظرنا إلى الوقائع‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫معينة نجد َّأنه من العسير انطباقها على لغات أخرى‪َّ ،‬أما إذا كانت موغلة‬ ‫غوية للغات ّ‬ ‫الل ّ‬
‫اللغوية كما تتحقق في لغات ّ‬ ‫ُّ‬
‫معينة‪.‬‬ ‫في التجريد تصبح عاجزة عن رصد الوقائع‬
‫ّ‬
‫النفسية إلى‬ ‫النفسية‪ :‬ذهب املتوكل في سعيه إلى تحقيق الكفاية‬ ‫ّ‬ ‫‪ ­ 2 ­ 6 ­ 3‬الكفاية‬
‫نحوية تقوم على حركات الذهن‪ ،‬ولتحقيق هذا يجب‪:17‬‬ ‫اقتراح نماذج ّ‬
‫أوال‪ :‬أن يصاغ على أساس َّ‬ ‫ً‬
‫أن عملية التواصل تقوم على شقين؛ هما‪:‬‬
‫ّ‬
‫­ شق إنتاج املتكلم للخطاب‪.‬‬
‫­ شق تحليل املخاطب له وتأويله‪.‬‬
‫ّ‬
‫أن إنتاج الخطاب ينطلق من القصد إلى النطق عبر الصياغة؛ أي‪:‬‬ ‫مفاد هذا َّ‬
‫نطق‬ ‫صياغة‬‫ّ‬ ‫قصد‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫هذا يعني‪ ،‬أن العبارة اللغوية تنتقل من البنية التحتية (التداولية ­ الداللية) إلى بنية‬
‫ّ‬
‫العملية‪.‬‬ ‫صرفية ­ تركيبية‪ ،‬وفي حالة التأويل تعكس‬ ‫ّ‬
‫مثال‪َّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫ألنه‬ ‫النفسية كالقواعد التحويلية‬ ‫ثانيا‪ :‬إقصاء القواعد التي شكك في عدم واقعيته‬
‫املتكلم حين ينتج الخطاب أو املخاطب الذي ّ‬ ‫ّ‬
‫يؤولها‪،‬‬ ‫ال يطبق أي عملية ذهنية يقوم بها‬
‫ّ‬
‫النفسية‪.‬‬ ‫أي ال يستجيب ملبدإ الواقعة‬
‫‪ ­ 3 ­ 6 ­ 3‬الكفاية التداولية‪ :‬تتحقق الكفاية التداولية في النحو الوظيفي حسب ديك‬
‫الل ّ‬ ‫ُّ‬
‫غوية املرتبطة بكيفية استعمال هذه‬ ‫إذا استطاع أن يستكشف خصائص العبارات‬
‫العبارات وأن يتم هذا االستكشاف في إطار عالقة هذه الخصائص بالقواعد واملبادئ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫غوية على‬ ‫الل َّ‬ ‫التي تحكم التواصل اللغوي‪ ،‬يعني هذا َّأنه يجب أال نتعامل مع العبارات‬
‫أساس َّأنها موضوعات منعزلة‪ ،‬بل على أساس َّأنها وسائل يستخدمها املتكلم إلبالغ معنى‬
‫تحدده الوسائط األساسية ملوقف‬ ‫تحدده العبا ات السابقة وموقف ّ‬ ‫معين في إطار سياق ّ‬ ‫َّ‬
‫ر‬
‫املتخاطب"‪.18‬‬
‫أن التداول يبحث عن كيفية استعمال خصائص العبارات‬ ‫يفهم من خالل هذا َّ‬
‫َّ‬ ‫الل َّ‬ ‫ُّ‬
‫غوية وال يتم هذا إال عن طريق معرفة العالقة بين هذه الخصائص والقواعد واملبادئ‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫غوية‬‫الل َّ‬ ‫التي تحكم هذا التواصل اللغوي‪ .‬هذا يعني َّأننا ال يمكن لنا التعامل مع العبارات‬
‫بمعزل أو بعزلها عن األغراض اإلبالغية التي تؤديها أثناء تأدية عملية الكالم‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ISSN : 2353-046‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات األدبية واللغوية‬
‫‪EISSN : 2600-6421‬‬ ‫المجلد‪ ، 5‬العدد‪) ،12‬ديسمبر ‪(2017‬‬
‫أن خصائص‬ ‫في حين ذهب املتوكل من خالل تعريف ديك للكفاية التداولية إلى َّ‬
‫الل َّ‬ ‫ُّ‬
‫غوية نوعان؛ وهما‪:‬‬ ‫العبارات‬
‫­خصائص ترتبط بسياق االستعمال‪.‬‬
‫­ خصائص مستقلة عن االستعمال‪.‬‬
‫ومن هذه الخصائص نجد‪ :‬الخصائص الوجهية والخصائص اإلنجازية والوظائف‬
‫التداولية‪.‬‬
‫ُّ‬
‫تعد العبارات الل َّ‬ ‫ً‬
‫أوال‪ُّ :‬‬
‫غوية من الوسائل التي يستخدمها املتكلم لتبليغ أغراضه‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬
‫تخص‬ ‫ثانيا‪ :‬ملعرفة الخصائص املرتبطة باالستعمال يجب معرفة اللغة ومعارف أخرى‬
‫مواقف َّ‬
‫معينة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫الل َّ‬ ‫ً‬
‫غوية في إطار خطاب متكامل (حوار‪ ،‬سرد ‪...‬الخ)‪.19‬‬ ‫ثالثا‪ :‬يتم إنتاج العبارات‬
‫ّ‬ ‫إن ّ‬ ‫الحاسوبية‪َّ :‬‬
‫َّ‬
‫الجيد والجديد في املجال اللساني هو بناء حاسوب‪،‬‬ ‫‪ ­ 4 ­ 6 ­ 3‬الكفاية‬
‫ُّ‬
‫يضبط اللغة بمولدات جديدة مما يسهل عملية البحث وهو ما تحقق في نظرية النحو‬
‫تم برمجته داخل الحاسوب‪ .‬والبرمجة ­ حسب املتوكل ­ يعني تحصيل‬ ‫الوظيفي‪ ،‬إذ َّ‬
‫فائدتين أساسيتين؛ هما‪ :‬فائدة نظرية وفائدة تطبيقية‪.20‬‬
‫األولى تكمن فائدتها في ضرورة صياغة مبادئها وقواعدها وتمثيالتها صياغة تجمع بين‬
‫الدقة والوضوح‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫الثانية تكمن فائدتها في إعداد تطبيقات تستفيد منها النظرية كالترجمة (اآلنية أو‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫البشرية أو اآللية) مثال‪.‬‬
‫ولتحقيق هاتين الفائدتين شرع مؤسسو النحو الوظيفي في برمجة هذه النظرية في‬
‫عدة محاوالت؛ منها‪:21‬‬ ‫الحاسوب فظهرت ّ‬
‫ُّ‬
‫­ كوي سنة (‪ )1979‬جاء لتزويد الحاسوب اللغوي‪.‬‬
‫­ كونوللي سنة (‪ )1986‬وضع معجم وظيفي محوسب‪.‬‬
‫استنادا إلى النحو الوظيفي يفترض‬ ‫ً‬ ‫­ سيمون ديك سنة (‪ )1989‬وضع نموذج حاسوبي‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫تواصلية‬ ‫فيه "أن يحاكي اإلنجاز الفعلي والطبيعي ملستعمل اللغة الطبيعية في ظروف‬
‫ً‬
‫وواقعيا"‪.22‬‬ ‫ً‬
‫نفسيا‬ ‫عادية‪ ،‬كما يحاكي ما يستبطنه من قدرات بطريقة كافية‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫والواقعية‬ ‫َّ‬
‫النفسية‬ ‫من خالل هذا جعل ديك النموذج الحاسوبي مرتبط بالحالة‬
‫للمتكلم واملخاطب‪ ،‬لتحقيق تواصل فعلي‪ ،‬وإذا أردنا التأكد من صحة نظرية ما‪ ،‬يجب‬
‫علينا وضعها داخل الحاسوب وتطبيق نماذج مختلفة عليها‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫‪ISSN : 2353-046‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات األدبية واللغوية‬
‫‪EISSN : 2600-6421‬‬ ‫المجلد‪ ، 5‬العدد‪) ،12‬ديسمبر ‪(2017‬‬

‫‪ ­ 4‬نماذج النحو الوظيفي‪:‬‬


‫تطورا من حيث بناء الجهاز الواصف وصياغته‬ ‫لقد عرفت نظرية النحو الوظيفي ً‬
‫وإقامة التواصل‪ ،‬وهذا التطور أفرز نماذج ثالثة؛ هي‪:23‬‬
‫‪ ­ 1 ­ 4‬نموذج ما قبل املعيارأو النموذج النواة (ديك ‪:)1978‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫يعد أول نموذج نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬خصص الشتقاق العبارة اللغوية حسب ترتيبها‬
‫أربعة ّ‬
‫مكونات هي‪:‬‬
‫‪ ­ 1 ­ 1 ­ 4‬الخزينة‪ :‬تتكون من عنصرين؛ هما‪ :‬املعجم الذي يهتم بمفردات األصول‬
‫وقواعد التعبير الذي يهتم بمفردات الفروع‪ ،‬من خالل هذين العنصرين تتشكل البنية‬
‫ً‬
‫التحتية وهذه األخيرة تشكل حمال‪.‬‬
‫‪ ­ 2 ­ 1 ­ 4‬قواعد إسناد الوظائف‪ :‬ينقل الحمل إلى بنية وظيفية عن طريق إسناد‬
‫وظيفتي الفاعل واملفعول ثم وظيفتي املحور والبؤرة‪.‬‬
‫‪ ­ 3 ­ 1 ­ 4‬قواعد التعبير‪ :‬وهي مجموعة القواعد املسؤولة في تحديد الخصائص‬
‫الصرفية التركيبية‪.‬‬
‫‪ ­ 4 ­ 1 ­ 4‬قواعد صوتية‪ :‬تنقل القواعد السابقة بواسطة القواعد الصوتية إلى تأويل‬
‫ّ‬
‫صوتي للعبارة اللغوية‪.‬‬
‫ً‬
‫قصورا‬ ‫‪ ­ 2 ­ 4‬النموذج املعيار (ديك ‪ :)1989‬عرف النحو الوظيفي في النموذج ّ‬
‫األول‬
‫الدرس وتكوين الجهاز الواصف وطبيعة التمثيل‬ ‫كبيرا خاصة فيما يتعلق بموضوع ّ‬ ‫ً‬
‫أن التواصل ال‬ ‫التحتي للخصائص الداللية والتداولية‪ ،‬جاء النموذج املعيار الذي يرى ّ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫يتم إال بواسطة املعرفة اللغوية فحسب بل بواسطة تفاعل هذه املعرفة بمعارف أخرى‪،‬‬
‫أن القدرة التواصلية تتكون من خمس ملكات؛ هي‪ :‬امللكة املعرفية‪ ،‬املنطقية‪،‬‬ ‫على أساس َّ‬
‫ّ‬
‫االجتماعية‪ ،‬اإلدراكية‪ ،‬اللغوية‪ .‬وهذه امللكات تمثلها خمس قوالب تتفاعل فيما بينها‬
‫ّ‬
‫لتشكل نموذج مستعمل اللغة الطبيعية‪ ،‬أضاف إليها املتوكل ملكة سادسة؛ وهي امللكة‬
‫يوضح هذا النموذج‪.24‬‬‫الشعرية‪ .‬وهذا الشكل ّ‬ ‫ّ‬

‫القالب المعرفي‬ ‫القالب‬


‫المنطقي‬

‫القالب النحوي‬

‫‪143‬‬
‫‪ISSN : 2353-046‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات األدبية واللغوية‬
‫‪EISSN : 2600-6421‬‬ ‫المجلد‪ ، 5‬العدد‪) ،12‬ديسمبر ‪(2017‬‬

‫القالب المنطقي‬
‫القالب الشعري‬ ‫القالب اإلدراكي‬

‫من خالل هذا النموذج يتكفل كل قالب من هذه القوالب بتحديد الوظيفة التي‬
‫يؤديها؛ وهي‪:25‬‬
‫ّ‬
‫­ القالب النحوي‪ :‬يتكفل بإنتاج العبارات اللغوية وتأويلها‪ ،‬وتتم هذه العملية عبر‬
‫مكونية وتحديد صورتها‬ ‫القوالب الفرعية واملتمثلة في بناء البنية التحتية‪ ،‬ونقلها إلى بنية ّ‬
‫الصوتية‪.‬‬
‫­ القالب املنطقي‪ :‬يتكون من خمسة قوالب فرعية؛ هي‪ :‬قالب الحدود‪ ،‬قالب املحموالت‪،‬‬
‫قالب الحمول‪ ،‬قالب القضايا‪ ،‬القالب اإلنجازي‪ ،‬أضاف املتوكل قالب آخر سماه القالب‬
‫النص ي‪ ،‬يقوم بمهمة اشتقاق بنيات تحتية من البنية التحتية املحددة في إطار القالب‬
‫النحوي عن طريق قواعد استدالل‪.‬‬
‫­ القالب املعرفي‪ :‬يقوم بتخزين املعارف التي ترد عليه من القوالب األخرى وتنظيمها‬
‫الستعمالها أثناء الحاجة‪.‬‬
‫­ القالب االجتماعي‪ :‬يقوم بتحديد الكيفية التي يجب أن يتم بها التواصل بالنظر إلى‬
‫الخلفيات االجتماعية التي تكتنفه‪.‬‬
‫­ القالب اإلدراكي‪ :‬يتكفل باشتقاق معارف من املدرك الحس ي وتخزينها في القالب املعرفي‬
‫ّ‬
‫قصد استعمالها‪ ،‬بهدف إنتاج وتأويل العبارات اللغوية‪.‬‬
‫ّ‬
‫­ القالب الشعري‪ :‬يتكفل برصد امللكة الشعرية لدى مستعملي اللغة الطبيعية التي‬
‫تمكنهم من إنتاج وفهم الخطاب الشعري أو الفني‪.‬‬
‫ً‬
‫وانطالقا من هذه الوظائف‪ ،‬قسمت هذه القوالب إلى فئتين‪ :26‬قوالب آالت وقوالب‬
‫مخازن‪.‬‬
‫األولى‪ :‬تضم القالب النحوي والقالب املنطقي والقالب الشعري‪ ،‬مهمتهما إنتاج العبارات‬
‫ّ‬
‫اللغوية وتأويلها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تضم القالب املعرفي والقالب اإلدراكي والقالب االجتماعي‪ ،‬تقوم بإمداد القوالب‬
‫اآلالت بما تحتاجه من معلومات بحسب نمط الخطاب‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫‪ISSN : 2353-046‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات األدبية واللغوية‬
‫‪EISSN : 2600-6421‬‬ ‫المجلد‪ ، 5‬العدد‪) ،12‬ديسمبر ‪(2017‬‬
‫‪ ­ 3 ­ 4‬نموذج نحو الطبقات القالبي (املتوكل ‪ :)2003‬ظهر هذا النموذج بعد ثبوت‬
‫مرت‬ ‫صحة فرضية التماثل البنيوي بين مختلف أقسام الخطاب‪ ،‬والتي أفرزت نتائج َّ‬
‫بثالث مراحل؛ هي‪:‬‬
‫ً‬
‫­ أوال‪ :‬اقترح رايكوف (‪ )1992‬بنية تتضمن ثالث طبقات‪ :‬تأطيرية‪ ،‬تسويرية‪ ،‬وصفية‪.‬‬
‫وبنية حمل الجملة ‪ /‬املركب االسمي؛ توضح ذلك‪.‬‬
‫[[ تأطير [ تسوير [ وصف [رأس] وصف ] تسوير] تأطير ]]‬
‫ثانيا‪ :‬توصل املتوكل (‪ )2003‬إلى توسيع حمل الجملة بإضافة طبقة رابعة وهي السمات‬ ‫­ ً‬
‫الوجهية‪ .‬كما يفاد من بنية القضية ‪ /‬املركب االسمي اآلتي‪:‬‬
‫[[ وجه [ تأطير [ تسوير [ وصف [رأس] وصف ] تسوير] تأطير ] وجه ]]‬
‫ً‬
‫­ ثالثا‪ :‬توصل املتوكل بعد البحث املعمق إلى نص متكامل اصطلح عليه اسم "بنية‬
‫الخطاب النموذج"‪ ،‬وبهذا أصبحت بنية الخطاب التحتية تتكون من ثالث مسويات؛ هي‪:‬‬
‫املستوى البالغي واملستوى العالقي واملستوى الداللي‪ ،‬وكل مستوى من هذه املستويات‬
‫يتكون من ثالث طبقات‪ ،‬حيث يتضمن املستوى البالغي طبقة الفضاء الخطابي‪ ،‬طبقة‬
‫النمط الخطابي‪ ،‬طبقة األسلوب الخطابي‪ ،‬ويتضمن املستوى العالقي طبقة االسترعاء‪،‬‬
‫الوجه‪ ،‬واملستوى الداللي يتضمن طبقة تأطيرية‪ ،‬طبقة تسويرية‪،‬‬ ‫طبقة اإلنجاز‪ ،‬طبقة َ‬
‫طبقة وصفية‪.27‬‬
‫‪ ­ 4 ­ 4‬نموذج نحو الخطاب الوظيفي‪ :‬لقد أجرى كل من هنخفلد ومكنزي (‪ )2008‬بعض‬
‫ً‬
‫خطابيا‬ ‫التعديالت‪ ،‬إذ جاؤو بما يسمى بالنحو الوظيفي الخطابي‪ ،‬وهو « نحو َّ‬
‫موجه‬
‫ّ‬
‫اللغوية"‪.28‬‬ ‫يستمد مشروعيته من لجوء املتكلم إلى استعمال وحدات أقل من العبارة‬
‫مركبا أو جملة أو نصاً‬ ‫هذا يعني َّأنه يهتم بالوحدات الخطابية ًّأيا كان شكلها‪ ،‬كلمة أو ً‬
‫حورا ‪ ...‬وكذلك يقوم بتفسير األفعال الخطابية من زاوية وظيفية‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫أن نحو الخطاب الوظيفي يعتمد على أربع‬ ‫عرضا (‪َّ )2005‬بين فيه َّ‬
‫في حين أورد املتوكل ً‬
‫ّ‬
‫واملكون‬ ‫ّ‬
‫واملكون النحوي واملكون اإلصاتي‬ ‫مكونات؛ هي‪ّ :‬‬
‫املكون املفهومي أو املعرفي‬ ‫ّ‬
‫السياقي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫يقوم ّ‬
‫املكون املفهومي برصد كل املعارف اللغوية وغير اللغوية املتوافرة لدى منتج‬
‫بمكوناته الثالثة (الصياغة‪ ،‬الصرفي ­ التركيبي‪،‬‬ ‫املكون النحوي ّ‬ ‫ّ‬ ‫الخطاب‪ ،‬ويضطلع‬
‫الفونولوجي)‪ ،‬إلى تحديد املستوى العالقي (أو التداولي) واملستوى الداللي (أو التمثيلي)‬
‫املكون اإلصاتي بتحقيق املستوى البنيوي بنطق الخطاب في‬ ‫واملستوى البنيوي‪ ،‬ويقوم ّ‬

‫‪145‬‬
‫‪ISSN : 2353-046‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات األدبية واللغوية‬
‫‪EISSN : 2600-6421‬‬ ‫المجلد‪ ، 5‬العدد‪) ،12‬ديسمبر ‪(2017‬‬
‫ّ‬
‫شكل عبارة لغوية محققة أي ذو طبيعة مسموعة‪ ،‬وطبيعة غير مسموعة (خطية أو‬
‫ّ‬
‫إشارية) إذا كان الخطاب غير منطوق‪َّ .‬أما املكون السياقي يقوم برصد وتخزين املعلومات‬
‫بشقيه املقامي واملقالي‪ ،‬وإمداد ّ‬
‫املكونات األخرى بها عند الحاجة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املأخوذة من السياق‬
‫أي يربط بين املكونات الثالثة األخرى‪.29‬‬
‫لقد انطلق نحو الخطاب الوظيفي في إنتاج الفعل الخطابي من املستوى العالقي املمثل‬
‫للمعلومات التداولية في مستواه الفونولوجي ثم ينتقل بعد ذلك ليمثل املعلومات‬
‫التداولية في املستوى التمثيلي‪.‬‬
‫أن نحو الخطاب الوظيفي يهتم بتفسير كيفية إنتاج املتكلم لألفعال‬ ‫يفهم من هذا َّ‬
‫ً‬
‫وظيفيا أي ما ينتجه ويتواصل به مع اآلخرين‪.‬‬ ‫ً‬
‫تفسيرا‬ ‫الخطابية‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫وبعد هذه املعالجة حول نشأة ومفهوم ومبادئ نظرية النحو الوظيفي يتضح لنا َّ‬
‫أن‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫هذه النظرية خطت خطوة كبيرة انطالقا من النظريات اللسانية األخرى للخروج بنحو‬
‫ُّ‬
‫اللغة العربية وقضاياها بكفاءة ّ‬
‫علمية محكمة‪.‬‬ ‫عربي وظيفي يساير روح العصر ويخدم‬

‫قائمة الهوامش ‪:‬‬


‫‪ ­ 1‬ينظر‪ :‬يحيى بعيطيش‪ ،‬نحو نظرية وظيفية للنحو العربي‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪( ،‬مخطوط)‪،2006 ،‬‬
‫ص‪.69‬‬
‫‪ ­ 2‬طه الجندي‪ ،‬البعد التداولي في النحو الوظيفي‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬قسم النحو والصرف والعروض‪ ،‬مجلة كلية دار‬
‫العلوم الشهرية‪ ،‬عدد ‪ ،27‬ص‪.7‬‬
‫‪ ­ 3‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫‪ ­ 4‬محمد الحسين مليطان‪ ،‬نظرية النحو الوظيفي (السس والنماذج واملفاهيم)‪ ،‬دار األمان‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪،2014 ،1‬‬
‫ص‪.145 ­ 144‬‬
‫‪ ­ 5‬ينظر‪ :‬أحمد املتوكل‪ ،‬اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬منشورات عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪ ،1989 ،1‬ص‪.54‬‬
‫َّ‬
‫‪ ­ 6‬الوظائف الست هي‪ :‬الوظيفة املرجعية‪ ،‬الوظيفة التعبيرية‪ ،‬الوظيفة التأثيرية‪ ،‬الوظيفة الشعرية‪ ،‬الوظيفة اللغوية‬
‫(بفتح الالم)‪ ،‬الوظيفة امليتالغوية‪.‬‬
‫‪ ­ 7‬أحمد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي الصول واالمتداد‪ ،‬مكتبة دار األمان ­ ‪ ،4‬ساحة املامونية‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص ‪.28‬‬ ‫ّ‬
‫‪8) Ferdinand de Saussure, cours de linguistique générale, EN. R.G. édition. talantikit Bejaia¸2002¸ p18.‬‬
‫‪ ­ 9‬ينظر‪ :‬أحمد املتوكل‪ ،‬اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ ­ 10‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪ ­ 11‬ينظر‪ :‬أحمد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي في الفكراللغوي العربي (الصول واالمتداد)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫ّ‬
‫اللغوي العربي القديم إلى النحو الوظيفي)‪ّ ،‬‬ ‫ُّ‬
‫الرباط‪،‬‬ ‫‪ ­ 12‬ينظر‪ :‬نعيمة الزهري‪ ،‬التعجب في اللغة العربية (من الفكر‬
‫املغرب‪ ،‬ط‪ ،2014 ،1‬ص‪.136‬‬

‫‪146‬‬
‫‪ISSN : 2353-046‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات األدبية واللغوية‬
‫‪EISSN : 2600-6421‬‬ ‫المجلد‪ ، 5‬العدد‪) ،12‬ديسمبر ‪(2017‬‬
‫‪­ 13‬ينظر‪:‬أحمد املتوكل‪،‬املنحى الوظيفي في الفكراللغوي العربي (الصول واالمتداد)‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪36 ­ 35‬‬
‫‪ ­ 14‬أحمد املتوكل‪ :‬اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫ّ‬
‫‪ ­ 15‬ينظر‪ :‬أحمد املتوكل‪ ،‬دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬املغرب‪ ،‬ط‪ ،1986 ،1‬ص ‪.26‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫‪ ­ 16‬نعيمة الزهري‪ ،‬التعجب في اللغة العربية (من الفكراللغوي العربي القديم إلى النحو الوظيفي)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬‬
‫ص‪.142 ­ 141‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ­ 17‬ينظر‪ :‬أحمد املتوكل‪ ،‬قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬د ط‪ ،1995 ،‬ص‪.20‬‬ ‫دار األمان‪ّ ،‬‬
‫‪ ­ 18‬أحمد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي في الفكراللغوي العربي (الصول واالمتداد)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ ­ 19‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ­ 20‬ينظر‪ :‬أحمد املتوكل‪ ،‬قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪،‬‬
‫مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.57 ­ 56‬‬
‫‪ ­ 21‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫‪ ­ 22‬نعيمة الزهري‪ :‬التعجب في اللغة العربية (من الفكراللغوي العربي القديم إلى النحو الوظيفي)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬‬
‫ص‪.143‬‬
‫‪ ­ 23‬ينظر‪ :‬أحمد املتوكل‪ ،‬التركيبات الوظيفية (قضايا ومقاربات)‪ ،‬مكتبة دار األمان‪ ،‬املغرب‪ ،‬ط‪ ،2005 ،1‬ص‪­ 54‬‬
‫ص‪.55‬‬
‫‪ ­ 24‬ينظر‪ :‬أحمد املتوكل‪ ،‬قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪،‬‬
‫مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.23 ­ 22‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 25‬ينظر‪ّ :‬‬
‫عز الدين البوشيخي‪ ،‬التواصل اللغوي (مقاربة لسانية وظيفية)‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،2012 ،1‬ص ‪.101‬‬
‫‪ ­ 26‬ينظر‪ :‬أحمد املتوكل‪ ،‬قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪،‬‬
‫مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ ­ 27‬ينظر‪:‬أحمد املتوكل‪،‬املنحى الوظيفي في الفكراللغوي العربي (الصول واالمتداد)‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪81 ­ 77‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 28‬ينظر‪ّ :‬‬
‫عز الدين البوشيخي‪ ،‬التواصل اللغوي (مقاربة لسانية وظيفية)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.126‬‬
‫‪ ­ 29‬ينظر‪ :‬أحمد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي في الفكراللغوي العربي (الصول واالمتداد)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.86 ­ 83‬‬

‫‪147‬‬

You might also like