Professional Documents
Culture Documents
السعدية زروق*
جامعة عمار ثليجي االغواط(اجلزائر)
s.zaroug@lagh-univ.dz
اتريخ النشر2021/09/01 : اتريخ القبول2021/06/27 : اتريخ ارسال املقال2021/06/04 :
*املؤلف املرسل
:امللخص
الذي ينتج عنه، هتدف هذه املقالة لعرض احد اكثر املظاهر اللغوية امهية وهو التفاعل بني اللغات
ما يسمى ابلثنائية اللغوية واالزدواجية اللغوية اليت تظهر كلغة بينية قد تعترب احياان مظهرا سلبيا هلذا
وهو ما قد يصل اىل، التفاعل بني اللغة الفصيحة والعامية او بني لغتني او اكثر خمتلفة االنظمة
و نعرج على عالقتها ببعض املهارات املعرفية لديه،التداخل اللغوي لدى الطفل او املتعلم بصفة عامة
القراءة والكتابة) و عالقتها ببعض االضطراابت كاحلبسة، واليت ابرزها اللغة والتعلم (الوعي الفونولوجي
. كما هنتم بعرض امهية التعليم الثنائي اللغة والتخطيط له وااثره االجيابية على املتعلم،والتأاتة
. املهارات املعرفية، التداخل اللغوي، الثنائية اللغوية، االزدواجية اللغوية: الكلمات املفتاحية
Abstract :
This article aims to present one of the most important linguistic aspects,
which is the interaction between languages. The latter results in what is known
as bilingualism. Bilingualism appears as an inter-language that may sometimes
be considered as a negative aspect of the interaction between the formal and
colloquial language or between two or more languages that have different
systems. This may lead to linguistic interference in the child or the learner in
general. We even go a step further on its relationship to some of his cognitive
skills, the most important of which are language and learning (phonological
awareness, reading and writing) and its relationship to some disorders such as
aphasia and stuttering. Moreover, we are interested in presenting the importance
of bilingual education, planning for it and its positive effects on the learner.
Keywords: bilingualism, diglossia, linguistic interference, cognitive skills
مق ّدمة:
لعل اهم مامييز اجملتمعات املعاصرة هو تنوع هلجاهتا وتعدد لغاهتا ،وذلك امنا يعود اىل عوامل اجتماعية
واترخيية سامهت يف ذلك من بينها احلركات التجارية واالستعمارية والدينية ،وهذه الظاهر هي من الظواهر الطبيعية
الحتكاك الشعوب والثقافات ،وهو ما ينتج عنه تواصل وتفاعل لغوي يؤدي اىل تداخل هذه اللغات واللهجات
الذي قد يصل اىل طغيان احداها على االخرى او اكتساهبما معا كنظامني رمزيني خمتلفي اجلذور او ما يسمى
االزدواجية اللغوية ،او من جذر واحد او ما يسمى بثنائية اللغة ،وهذه التسميات قد يتحفظ عليها من طرف
بعض الباحثني الذين اختلفوا يف التسمية و الرتمجة .
وهو ما يدفعنا اىل التساؤل حول ماهية هذين املفهومني والفرق بينهما ونقاط اختالف واتفاق العلماء والباحثني
حوهلما ،وعن املفاهيم املرتبطة هبما .
كما نتساءل عن طبيعتهما وكيف يؤثر كل منهما يف الفرد معرفيا ولغواي ومتدرسا ،ايضا نتساءل عن اخلصائص
والفوائد اليت متيز املزدوج لغواي عن االحادي ان وجدت ،وعن مميزاته والصعوابت اليت قد ختلقها هذه االزدواجية
عند الفرد عموما وعند املتعلم على وجه خاص .
وحناول عرض بعض الدراسات اليت تناولت هذه االاثر سلبا واجيااب ،وعالقتها ببعض االضطراابت املتعلقة ابللغة
والقدرات املعرفية عموما .
-1ضبط املفاهيم :لعل اهم خطوة يف هذا البحث هي ضبط املفاهيم املتشاهبة للوقوف على جوانب ااالتفاق
واالختالف بينها :
1-1تعريف اللغة :لعل اهم التعاريف اللغوية على االطالق تعريف ابن املنظور يف كتابه لسان العرب والذي
مت ،أصلها لُغوةٌ''.و اللغو
ت ،إذا تكلر ُ
كل قوم عن أغراضهم ،وهي فُعلة من لَغَ ْو ُ
يعرب هبا ر
يرى أبهنا '':أصوات ر
حسبه هو ":ما كان من الكالم غري معقود عليه" أو هو "ما ال يُعتَد به " لتقلبه من حال إىل حال ( .حنفي ،
،1980ص.)71:
ويعرفها ابن جين(ت392.هـ) بقوله اهنا " :أصوات يعرب هبا كل قوم عن أغراضهم"(ابن جين ،اجلزء ،1ص.)23
عرفها البعض أبهنا":نظام صويت لفظي اصطالحي هبدف االتصال املتبادل ،ميكن من خالله تعيني وتصنيف كما ر
مسرية لعمليات اإلنتاج ،
األحداث و األشياء ،وهي متثل نظاما مشرتكا للتواصل الرمزي ،حتكمه قواعد موجهة و ر
الفهم ،والرتمجة الداللية ،ويترصف ابملرونة و التعقيد"( .الزغول ،الزغول، 2003 ،ص.)222:
و عرفها" "تشومسكي" ""Noème Chomskyأهنا" :ملكة فطرية و عملية سيكولوجية نشطة يقوم هبا
الفرد بغرض فهم و تكوين وإنتاج مج ل حنوية".ويستند يف ذلك على ثنائية :املقدرة compétenceو األداء
، performanceحيث متثل األوىل االستعدادات الفطرية اليت يولد الفرد مزودا هبا و اليت تؤهله فيما بعد
إلنتاج و فهم اللغة ،وتتمثل الثانية يف األداء اللغوي الفعلي للفرد(علوان فادية ،2003،ص.)150:
وم ن خالل التعريف السابق نستنتج أن اللغة ملكة فطرية ذات خصائص نفسية دينامكية تستند على اجلملة
كوحدة أصلية لتحليل الرسالة اللغوية إىل معاين مفهومة.
يرى تشومسكي يف حتديده ملفهوم اللغة ،ضرورة اإلشارة إىل القواعد النحوية والرتكيبات القواعدية ،وأن املنطوق
ال يشرتط أن يكون ذا معىن ،حبيث ميكن لإلنسان نطق كلمات ليس هلا لكن القواعد النحوية والرتكيبات جتعل
اجلمل املنطوقه ذات معىن ومضمون (شوال،دون اتريخ ،ص .)118
-1 -1مفهوم الفصيح :
ورد يف القاموس احمليط من مادة) فصح الفصح والفصاحة البيان فصح فهو فصيح وفصح من فصحاء
وفصاح وفصح وفصيحة من فصاح وفصائح ،واللرفظ الفصيح ما يدرك حسنه ابلسمع ،وفصح األعجمي تكلرم
ابلعربية ( أابدي ،دون اتريخ ،ص .)248
-2.1-مفهوم العامية :
عفواي يف احلياة العامة ،أي إنره ال يتقيرد ابلقواعد النحوية
العامية هي املستوى اللرغوي الذي يتخاطب به ً
والصرفية والداللية والصوتية اخلاصة ابللرغة الفصيحة.
فالعامية خالف الفصحى ،وهي لغة العامة ،والعامي يف الكالم هو غري الفصيح« (بن هادية ،بلحسني ،1991 ،
ص .)64
ويقول إبن خلدون يف وصفها " :وهي ملكة ممتزجة من امللكة األوىل اليت كانت للعرب ومن امللكة الثانية اليت
كانت للعجم ،فعلى مقدار ما يسمعونه من العجم ويربون عليه يبعدون عن امللكة األوىل".
ويرى احلاج عبد الرمحان صاحل أن العامية العربية مل تساير الفصحى اذ يقول" :وهكذا أصبحت الفصحى لغة
خواص وأميتت اآلالف من األلفاظ والرتاكيب الفصيحة اليت نطق هبا فصحاء العرب أنفسهم ال لشيء إال
الستعمال العوام هلا واستغناء اخلاص عنها وهكذا تصبح اللغة لغة طبقة دون أخرى أو لغة أدب فقط
(هامشي،2006/2005،ص .)70
نالحظ ان االتفاق كان ان العامية هي وليدة اختالط لغوي جعل املتكلم يستغين تدرجييا عن مكتسباته الفصيحة
وخصصها للكتابة فقط واالدب.
-3.1اللهجة:dialecte :
اللهجة :جرس الكالم ويقال :فالن لغة :جاء يف لسان العرب :واللر ْه َجةُ واللر َه َجة = طرف اللسان .و ْ
اللهجةُ و َ
جة ،واللر َه َج ِة اليت جبل عليها فاعتاد ونشأ عليها .
فصيح الله ِ
ْ
اصطالحا :هي جمموعة من الصفات اللغوية اليت تنتمي إىل بيئة خاصة ويشرتك يف هذه الصفات مجيع أفراد
هذه البيئة ،وبيئة اللهجة هي جزء من بيئة أوسع وأمشل تضم عدة هلجات.
اللهجة :لغة اإلنسان اليت جبل عليها واعتادها ونشأ عليها وقد أطلقت اللهجة على اللسان أو طرفه فهو آلة
التحدث هبا ،وهي طريقة معينة يف االستعمال اللغوية توجد يف بيئة خاصة من بيئات اللغة الواحدة.
وتعرف أبهنا" العادات الكالمية جملموعة قليلة من جمموعة أكرب من الناس تتكلم لغة واحدة (أنيس 2003 ،م ،ص
.)1
وللهجة تعريفات خمتلفة كما يراها الباحثون :اذ يعرفها : J.B Marcelesiبقوله ":اللهجة هي نظام من
اإلشارات واألنظمة كباقي األنظمة األخرى مبا فيها اللغة ،إبمكاننا حتديد ميدان استعمال املصطلح حسب
العوامل اجلغرافية أو املستوى اللغوي أو البيئة االجتماعية".
أما Marcel Cohenفيقول :وحدة اللغة مطلقا ال وجود هلا ،هبذا املفهوم حىت أفراد اجملتمع الذين ال
ميلكون إال لغة واحدة ال يستعملوهنا بنفس الطريقة يف كل املقامات.
ويقول عبد اجلليل مراتض :وحىت العامية العربية اليت فقدت جانبا من حماصنها النحوية والصرفية بفعل آاثر
العوامل الصوتية وعوامل أخرى مل تتغري بنيتها الوظيفية (هامشي ،2006/2005،ص..)69
-4.1الثنائية اللغوية : Diglossie
عند ترمجة مصطلحي الثنائية اللرغوية واالزدواجية اللرغوية قد جند أهنما حيمالن نفس املعىن فمصطلح
DIGLOSSIAيتكون من سابقة يواننية ، DIمعناها مثىن أو ثنائي أو مضاعف GLOSSومعناها لغة،
والحقة IAللحالة فحاصل الرتمجة هوصفة او حالة مثناة ( الثنائية اللرغوية) ،ومصطلحBILINGUALISM
يتكون من سابقة التينية BIمعناها مثىن أو مضاعف و LINGUALلغوي ،والالحقة ISMلداللة على
السلوك املميز و احلالة ،فحاصل الرتمجة سلوك لغوي مثىن ( الثنائية اللرغوية) .وهو ما يظهر لنا أهنما داللة على
كل واحد منهما على معىن مغاير.
ويدل ر
معىن واحد لكن هذا غري صحيح ،فهما مصطلحان خمتلفان ،ر
لذا اختلف العلماء والباحثني حول تعريفهما ويعود السبب يف ذلك إىل الرتمجة ،فهناك من يرى أ رن الثنائية
تعرف
diglossieاستعمال الفرد ملستويني لغويني من نظام واحد كاللغة العربية) الفصيح والعامي(،بينما ر
االزدواجية bilinguismeأبهنا استعمال نظامني لغويني خمتلفني كالعربية واألمازيغية يف اجلزائر ،وهناك من
متاما أي ا رن الثنائية اللرغوية هي bilinguismeوهو مصطلح يطلق على ظاهرة
الباحثني من يرى عكس ذلك ً
عرفها رينزو تيتون ) Renzo Titone(1974ابهنا :قدرة الفرد على التعبري بلغة اثنية مع احرتام املفاهيم
والبىن اخلاصة هبذه اللغة وعدم شرحها بلغته االم .ومنه فالفرد املزدوج اللغة يعرب ابي من اللغتني دون اي مشاكل
حقيقية ومبخططيهما املختلفني دون اي خلط او مشاكل .ودون اي خلل يف املرور بني ترميزي اللغتني اي يتمتع
بنظامني لغويني مستقلني ومتوازيني . (Titone, 1974, p 11).
اما (1961) Marouzouفيعرفها على اهنا متيز الفرد او اجملتمع ومتكنهما من لغتني بشكل سهل دون اي
صعوبة يف احدى اللغتني على حساب االخرى .اما ) Bloomfield (1958يرى اهنا حتكم الفرد يف اللغة
الثانية بسهولة مماثلة للتحكم يف لغته االم .
يتقن الشكلني اللرغويني املختلفني
وهو ما يدعمه ميشال زكراي اذ يرى أن الشخص أو اجملتمع ثنائي اللرغة هو من ُ
ُ
بنفس الدرجة من االتقان (.ميشال زكراي ، 1993 ،ص .)53
يف حني انتقد ) W.F.Mackey(1956هذا النمط من التعاريف اليت تقارن بني اللغة الثانية واللغة االم
ورأى انه من الصعب حتديد درجة دقة التحكم بلغة اثنية ،كما ان االفراد احادي اللغة ال يتحكمون هبا بنفس
الدرجة ومن املستحيل التحكم بشكل متساو بني لغتني .ويرى انه مفهوم نسيب قابل للتطور وغري مطلق .
).(Titone, 1974, pp 11 12
وهو ما وافقه عليه غروسجني Francois Graosjeanحني اعرتض على كون عدة ابحثني عرفوا مزدوج
اللغة على انه :ذلك الذي يتحكم بشكل كلي يف لغتني او اكثر ،اذ يرى ان البحوث احلديثة اعتربت مزدوجي
اللغة اهنم الذين ميرون بني لغتني دون اخللط بينهما فالعديد من الناس يتقنون ويستخدمون بشكل منظم اكثر من
لغة دومنا احتياج التقان كفاءاهتا كلية وهو ما دعى الباحثني اىل اقرتاح تعريف جديد لالزدواجية(Grosjean, .
)1993, p 14
كما ان مكنامارا ) : Macnamara (1967اعترب ان مزدوج اللغة هو كل شخص يتحكم يف احد مهارات اللغة
االربعة :الفهم ،الكالم ،القراءة ،الكتابة يف لغة اخرى غري لغته االم ( Hamers ; Blanc,1983,p 22) 1
ويرى تيتون انه ليس كل مستعمل للغتني هو مزدوج اللغة ،فقد يستعمل احدهم لغة ما يف سياق ما مث يرتاجع
استعماله هلا حىت ختتفي ،ايضا ال يرى ان استعمال اللغة الفصحى واللهجة dialecteازدواجا لغواي حقيقيا
فهي ختضع لنفس العوامل النفسية والفكرية . (Titone, 1974,p 13-14).
هذا ما يدفعنا اىل التساؤل عن االحباث االوىل هلذا املفهوم ونشأته .
اول حبــث منشــور عــن االزدواجيــة اللغويــة ســنة 1905مــن طــرف ماكــاير Macaerبعنــوان الــتعلم مــزدوج
اللغة يف بالد الغال .(Titone ,1974,p 9) enseignement bilingue au pays de Galle
لكن يعتقد أن األملاين "كارل كرمباخر" كان أول من حتدث عن االزدواجية اللغوية عام 1902م ،لكن
الفرنسي "وليم مارسني" هو الذي وضع ابلفرنسية سنة ( ) 1930مصطلح الثنائية . La diglossiaوظل هذا
املصطلح حمدود االنتشار حىت جاء اللساين األمريكي "شارل فرغسو ًن" فجعله شائعا ومتداوال كمفهوم يف
وعرفه أبن الصراع بني تنوعني للسان واحد ،أحدمها عايل
اللسانيات عام 1959م ،حني نقله إىل اإلجنليزيةَ ،
التصنيف لكنه غري شائع واآلخر دون ذلك ولكنه عام وشائع ،ومنذ ذلك التاريخ أصبحت االزدواجية جزءًا ال
يتجزأ من الدراسات اللغوية (املصري ،أبو حسن ، 2014 ،ص ص .)47-46
وعرفه أيضا أبنه :وضع مستقر نسبيا ،توجد فيه ابإلضافة إىل اللهجات الرئيسية للغة لغة ختتلف عنها ،وهي مقننة
بشكل متقن .ويتفق مجيع اللغويني العرب مع فريغسون على أن العاميات العربية هي ليست لغات مستقلة عن
العربية الفصحى ،وإمنا هلجات جغرافية أو اجتماعية أصاهبا شيء من التغيري) أو التحريف (يف بعض ألفاظها
للتوسع اطلع على J –F- Hamers ; Michel Blanc : bilingualite et bilinguisme ,2eme ed,1983 ,Pierre 1
وبنياهتا ودالالهتا ،وأن الفصحى أغىن من العاميات يف مفرداهتا ومصطلحاهتا وتراكيبها ،وأن قواعدها أكثر تطورا
وتقنينا وأوسع انتشارا جغرافيا(.العياشي ، 2013 2012 ،ص .)20
-2.5.1أنواع االزدواجية اللغوية :تظهر هذه االزدواجية يف جماالت كثرية ويف جوانب متعددة من جوانب
يرتتب عليه اختالف اشكاهلا ابختالف اجملاالت االجتماعية اليت تظهر فيها ،.حيث نتج عن ذلك اجملتمع ،مما ً
أنواع متعددة من هذه االزدواجية حسب أبعاد خمتلفة هي درجة اإلتقان ،وطريقة التعلم ،وكذا املهارات اللغوية
والثقافية وغريها:
*بعد اجلودة:
-استعمال لغتني مع حتريف بعض تراكيب ومفردات اللغة الثانية أتثرا ابللغة األم.
-التمكن من نظام لغتني ومفرداهتا ،لكن األداء اجليد يكون للغة واحدة.
-الـتمكن مـن أداء اللغتـني ،ولكـن ال يـتحكم بصـورة جيـدة ابلنظـام اللغـوي والرتكيـيب واالفـرادي إلحـدى
اللغتني.
-إكتساب قدر متساو من املفردات للغتني ،اذ ال جييد إحدامها فيستعملها معا ،كأن حيسب بلغة ويغين
بلغة اثنية(.هامشي ،2006/2005،ص.)15
*بعد الوسط االجتماعي الثقايف املعريف:
وهذه الثنائية تعين أن هناك لغتني مستخدمتني يف جمتمع ما ،كما ال تعين ضرورة استخدام كل من
األفراد اجملتمع للغتني (.كايد ،2002 ،ص ص.) 81-80
-االزدواجية اللغوية الصناعية le bilinguisme artificiel :تنشأ حني يكون الطفل املهاجر
جمربا على استعمال لغتني ليستطيع التواصل مع والديه من جهة ،ومع احمليط واجلريان من جهة اخرى ،
وهو ما قد يكون منبعا للضغوط واالضطراابت . (sillamy ,2003 ,p40).
يرى هامرس وبالنك :Hamers et Blanc 1983انه ميكننا تقسيم االزدواجية اللغوية حسب ابعاد خرى مثل:
*بعد الكفاءة :
_ ازدواجية متوازنة le bilinguisme é quilibréاي تساوي كفاءة الفرد يف اللغتني اي
التحكم فيهما بشكل جيد معا كنظامني ثقافيني خمتلفني انجتة عن اسباب قد تعود اىل عامل سن
االكتساب وظروفه ..
_ ازدواجية سيادية :le bilinguisme dominantاذ تسود احدامها عن االخرى وقد تؤثر
فيها ) Hamers , Blanc , 1983, pp 23-25).
*بعد العالقة بني اللغة والتفكري :
_ازدواجية لغوية مركبة :composéاذ يكون لكل مدلول دالني من كل لغة منهما (Hamers ,
)Blanc , 1983, pp 23-24
_ ازدواجية لغوية متناسقة :coordonnéيكون لكل مدلول داال خمتلفا عن االخر يف كل لغة
منهما .وقد جند ان الفرد يستخدم الرتكيب يف تعامله مع مفاهيم معينة واالتنسيق مع مفاهيم اخرى
).)Hamers , Blanc, 1983 ; pp 23-24
-درجة االزدواجية :degréحسب عدد اللغات املتكلمة اي عدد اللغات املستعملة وبكفاءة و نقصد بدرجة
االزدواجية مستوى التحكم يف كل لغة مبستوايهتا النحوي الفونولوجي الداليل...يف قدرات الفهم واالنتاج (لفظيا،
كتابيا ،تعبريا ،فهما مسعيا )...فهو مهم جدا للحكم على درجة االزدواجية لديه .
-منط اللغات املستعملة :اي هل هي من نفس اجلذور ومتجاورة مثل االسبانية وااليطالية ام ال .
-أتثري كل لغة على االخرى :خاصة يف النطق وميز بني نوعني تداخل معجمي influences lexicales
وتداخل بنيوي influences structurales /وهو ما يقابله عامل التداخل اللغوي l’interférenceالذي
قد يقلق الباحثني واالولياء اذ يلجا الفرد اىل استخدام لغة ما للتحدث مث ينتقل اىل االخرى او يكتب لغة ما
حبروف لغة اخرى .وهو يظهر يف االستعمال الشفهي اكثر منه يف الكتايب .
-درجة اجلودة يف اللغتني .
-التذبذب oscillationكأن يبدأ كالمه بلغة ما وينهيه أبخرى .ويقابله عامل التناوب altérnanceيف
استعمال اللغتني بشكل سلس حسب ظروفه وحسب املتلقي وحىت حسب املواضيع والسياق le contexte
املتكلم فيه اذ يسهل استعمال لغة عن اخرى يف كل جمال .
-التوظيف االجتماعي : fonctionيف جمتمعات ثنائية ميكنه التحدث بلغة يف عمله ولغة اخرى مع االصدقاء
او الشارع كما حيدث ام يتكلم املهاجرون لغة البلد الذي يسكنونه يف حني حيدثون ابناءهم بلغتهم االم .
).(Titone, 1974,p 17-25
كما توجد عوامل اخرى جتعل الفرد خيتار لغة ما عن اخرى فتختلف ابختالف وظائف كل لغة كعامل مدة
التعلم dureeوالتكرار fréquenceوالسياق اللغوي contexteوالضغط االجتماعي pression
(sillamy ,2003 ,p39). socialوهو ما يقودان اىل التحقق من العوامل اليت قد تدعم هذه االزدواجية
اجيااب .
-حتديد وختطيط اسرتاتيجية والدية متماسكة واعطاء توازن يف طرح اللغتني .
-دعم اجيايب من احمليط حنو مزدوجي اللغة وعدم املبالغة يف الوقوف على الصعوابت الدقيقة .
-السعي اىل اكساب هوية متعددة الثقافات للمتلقي.
-السفر اىل بلد اللغة االقل اكتسااب والتواصل مع اطفال اخرين يتكلمون اللغة االضعف
)(Geiger-jaillet, p3
ميكننا اضافة عامل السياق املنفصل لكل لغة ،اذ من اخلطأ ان تنمو اللغتان يف سياق ثقايف واحد ينتج عنه هتميش
للغتني مما قد ينتج اتخرا معرفيا مقارنة أبحاديي اللغة .) Hamers, Blanc, 1983, p25).
وعامل احمليط اللغوي :ونعين ابحمليط اللغوي كل املؤثرات اللغوية اليت يتعرض هلا الطفل يف حياته ،ابتداء من
األسرة إىل املدرسة ،مرورا ابلروضة و الشارع .واملؤسسات الرتبوية ( حضانة،روضة، )..مجاعة الرفاق ،وسائل
اإلعالم ،املدرسة ،املسجد (هامشي ،2006/2005،ص.)23
فاللغة ليست ساكنة حبال من األحوال بل متغرية فعلى الرغم من أن تغريها قد يبدو بطيئا يف بعض األحيان .
فاألصوات والرتاكيب والعناصر النحوية وصيغ الكلمات ومعانيها معرضة كلها للتغري او التحويل .ابختالف سرعة
هذا التحول من لغة اىل اخرى وهذه هي سنة التطور اللغوي لدى كل أمة سواء تعلق ذلك اللغة املكتوبة او اللغة
املنطوقة (املعتوق ،1996ص .) 50
ويؤيد وجهة نظر احلريصني أو املتخوفني من استعمال اللغة الثانية ،ما يقوله كلوس( )kloss.1969أب رن "
اللغات ال ميكن أن يرتك بعضها بعضاً وشأنه ،فاللغة دائماً حتاول أن تزيح األخرى جغرافياً واقتصادايً"( .حتاملة،
دون اتريخ ،ص.)101
-1.6.1تعريف التداخل :يصطلح على التداخل" :نفوذ بعض العناصر اللغوية من لغة إىل لغة أخرى مع أتثري
الواحدة يف األخرى واملقصود هنا ابلعناصر اللغوية مكوانت اللغة من حروف وألفاظ وتراكيب ومعان وعبارات "
(اخلويل ،2002 ،ص .)91وهو عبارة عن تطبيق نظام لغوي للغة ما أثناء الكتابة أو احملادثة بلغة اثنية.
يف حني يعرفه أوريل فينريش " Uriel Weinreichأنه احنراف عن قواعد إحدى اللغتني اللتني يتحدث هبما
ثنائيو اللغة نتيجة لالتصال احلاصل بني اللغتني (.شوال ،دون اتريخ ،ص .)120
كما يرى رينزو تيتون ان االحباث اثبتت ان اللغات تتداخل وتتغري وتتبادل التأثري وحيدث بينها ما يسمى
االستعارة empreint linguistiqueوان االزدواجية قد تظهر بعدة اشكال كتمكن الفرد من لغته االم
والتكلم بلغة اثنية دون اتقاهنا ،او التكلم بلغة اجنبية ظاهراي وهلجته احمللية سراي يف جمتمع ضيق مثل ما حيدث
عند الغجر والرببر –كما مساهم هو-يف املغرب .
كما ان التداخل اللغوي ادى اىل ظهور لغات او اختفائها سواء كان هذا االزدواج جزئيا او كليا .وهو ما يسمى
االنتقال اللغوي .la transition bilingue
اما االستعارة فتكون على درجات فتكون بسيطة ابستعارة كلمة ما دومنا تغيري لبنائها او داللتها ونطقها مثل
كلمات dancing / smoking/parkingاليت اصبحت امساء يف الفرنسية وااليطالية يف حني ان
كلمات اخرى ال حتتفظ مبعانيها االصلية يف اللغة املستقبلة هلا فتتغري معانيها وبناها النحوية والصرفية .
)(Titone, 1974,pp 14-16
ومنه فالتداخل له عالقة ابلكالم كظاهرة فردية غري دائمة للغة يظهر يف التواصل الشفهي العفوي اكثر منه يف
التواصل الكتايب ،اما االستعارة اللغوية فهي ظاهرة اجتماعية تتجاوز االستعمال الفردي لكوهنا اثبتة نسبيا
)(Titone ,1974,pp 25-26
-2.6.1انواع التداخل اللغوي:
-التداخل السليب :حيدث هذا التداخل عندما حياول املتعلم أن يتكلم اللغة الثانية ،فيستبدل بصورة ال شعورية
عناصر من لغته األم املتأصلة يف نفسه بعناصر من اللغة الثانية ،فيتسبب هذا النوع يف كثري من الصعوابت اليت
يواجهها الطالب .
-التداخل اإلجيايب :حيدث هذا التداخل عندما حياول الطالب فهم ما يسمع من اللغة الثانية ،وكلما ازداد
التشابه بني لغة الطالب األم واللغة الثانية اليت يتعلمها أصبح فهم اللغة الثانية أيسر (بناين ،2015 ،ص.)108
-3.6.1مستوايت التداخل اللغوي:
-املستوى الصويت :الذي يؤدي إىل ظهور هلجة أجنبية يف كالم املتعلم تبدو واضحة يف اختالف النرب والقافية
والتنغيم وأصوات الكالم.
-املستوى النحوي :وقوع املتعلم يف أخطاء تتعلق بنظم الكالم أي ترتيب أجزاء اجلملة و يف استخدام
الضمائر ،ويف استعمال عناصر التخصيص مثل أل التعريف )وأزمنة األفعال وحكم الكالم ( مثل اإلثبات،
والنفي ،واالستفهام ،والتعجب.
-املستوى املفردايت :اقرتاض كلمات من اللغة األم ودجمها يف اللغة الثانية ،وإذا كانت الكلمة مستخدمة يف
اللغتني ولكن مبعنيني خمتلفني ،فقد يستخدمها املتعلم مبعناها يف لغته األم وهو يتحدث ابللغة الثانية.
-املستوى الداليل :عندما تضم اللغتان األوىل والثانية كلمة واحدة ،ولكنها تستعمل مبعنيني خمتلفني ،فإن متعلم
اللغة الثانية قد مييل إىل فهم تلك الكلمة مبعناها يف لغته االوىل.
-املستوى الكتايب :التداخل يف مستواه الكتايب تداخل حيصل حلظة تشابه نظام الكتابة يف اللغة الثانية واللغة
األم حيث مييل املتعلم إىل كتابة نظام اللغة الثانية وفق ما يتلفظ به من أصوات يف نظام لغته األم .مثل كتابة ث
اتء ابلنسبة للطفل املغريب (بناين ،2015 ،ص ص .)111-109
يف حني يرى Hamers et Blancان اخللط اللغوي ماهو اال مرحلة تدرجيية الكتساب االزدواجية اذ يقوم
هبا الطفل بشكل واع ابن النظامني اللغويني منفصلني وهذا يدل على انه اسرتاتيجية عادية للتعبري واستغالل لغتيه
يف التواصل ،وهو يظهر بشكل اكرب يف االمساء وأن الطفل عندما يوجه كالمه اىل راشد احادي اللغة فإن نسبة
اخللط تقل بشكل ارادي من الطفل .
كما انه يتناقص مع التقدم يف العمر والتحكم يف اللغتني ).( Hamers ,Blanc,1976,pp98-99
اختلفت االراء حول البن ية العصبية ملزدوجي اللغة اال ان التكنولوجية املتطورة لتصوير الدماغ ااتحت لنا
االطالع على اليات اللغة عصبيا ويف هذا الصدد يشري Dalgalian 2000اىل ان ازدواجية الطفل ليست
اجلمع بني لغتني يف دماغه امنا بناء القدرات اللغوية ذات شقني نتيجة اللمرونة العصبية الدمغتهم حيث ميكنهم
تعلم اكثر من لغتني حىت سن . 7
واثبتت جتارب Weikumان الطفل ميكنه ان مييز بني اللغة الثانية ولغته االم انطالقا من 6اشهر اىل 18شهرا
.لترتاجع قدرته عند 5- 3سنوات خاصة اذا كان احمليط احادي اللغة على عكس احمليط متعدد اللغات (اغالل ،
بلخري ،2013،ص.) 250
كما اظهرت دراسة Lem2011اليت اهتمت ابلتمثالت الذهنية عند الراشد املزدوج اللغة ان املناطق العصبية
املنشطة للغة 1نفسها مع اللغة 2وان التصوير املغناطيسي اظهر ان منطقة بروكا هي من تنشط سواء تعلم اللغة
الثانية بشكل مبكر اومتأخر ،اال ان االنسان يف اول تعلمه للغة 2تنشط منطقة خمتلفة عن لغته االم مث تندجمان
واظهرت جتربة على 70فرنسيا تعلموا اللغة اهلندية مث متت املقارنه بني 10املتفوقني 10املتاخرين اظهرت الصور
ان القشرة السمعية اليسرى اكثر تطورا لدى اجملموعة االوىل (اغالل ،بلخري ،2013،ص) 251
كما ان دراسة Grosjean 1980اكدت عدم اختالف البنية التشرحيية للدماغ بينهما (Grosjean ,
) 2003 ,p 25
يف حني عارضته دراسة 1978Walters et Zattoreاليت اشارت اىل اختالف تكويين يف الفص السائد بني
احادي ومزدوجي اللغة .
وأجرى ٌّ
كل من ألربت وأولفر( )Albert and Oliver,1978دراسة تتعلق ابألعصاب ،وخلصا إىل أن
مزدوج اللغة يستعمل دماغه أكثر من أحادي اللغة ،ومع حمدودية التجارب لكن تبني أن اجلزء املتعلق بوظائف
اللغة يف الدماغ عند أحادي اللغة ما زال على حاله .وأجرى الباحثان مراجعة للعديد من الدراسات والبحوث
ملتعددي الل غات من ثالث لغات إىل ست وعشرين لغة ،فوجدوا أن مناطق حمددة يف الدماغ قد تطورت بشكل
ملحوظ..
نستخلص من هذه الدراسة أن مناطق حمددة يف الدماغ تسيطر على اللغة ،وهذه األجزاء ميكن أن تتغري وتتطور
مع اخلربة احلياتية( .حتاملة ،دون اتريخ ،ص.)103
اما عن سن االكتساب فقد قدمت الدراسة اليت قام هبا رونيات Ronjat 1913على طفله دليال عمليا
على امكانية تعليم الطفل لغتني بشكل متزامن ومبكر جدا وهو ما قد يصل به ال اىل تعلمهما فقط بل اتقاهنما اذ
يكون قادرا على الفصل بني النظامني اللغويني والرتمجة بينهما. 1
وقدم Penfieldبنفيليد عامل االعصاب املعروف تفسريا فيسيولوجيا ملا مساه مبرحلة النمو احلرجة يف منو النسيج
العصيب للمخ ميكن ان يتم من خالهلا اكتساب شبه تلقائي النظمة عديدة من االشارات اللفظية عند 3و4
سنوات قبلها اليكون املخ انضجا متاما وال مران ابلقدر الكايف وابنتهائها تتالشى درجة املرونة مما جيعل تعلم نظام
جديد عملية غري مباشرة ( .سيجوان ،مكايب1415 ،ه ،ترمجة :القعيد ،ص.) 102
1للتوسع ميكنك االطالع على مرجع Renzo Titone : le bilinguisme précoce ,1972 , p p 335 ;336 ; 57
ولعل نظرية التثبيت االنتقائي للمشابك العصبية تدعم هذا الطرح اذ ترى اهنا تضمر اذا مل تستثر يف العمر املناسب
.وهو ما يتعلق ايضا بقدرة الطفل على انتاج االصوات اذ تتالشلى تدرجييا وتقتصر على االصوات اليت درهبا فقط
ويصعب عليه انتاج غريها (Geiger, 2005 ,pp 85 ,86).
ويف مرجع اخر يرى بنفليد ان املرونة العصبية تستمر اىل غاية 9سنوات لتتضاءل تدرجييا بعدها لتصلب املناطق
الدماغية اخلاصة ابللغة ،اال ان بعض الدراسات تشري اىل ان هذا التضاؤل ال حيدث اال بعمر 21سنة ،ويرى
ماكاي Mackeyان هذا التناقض ظاهري فهناك فرق بني فقد االستعداد الشكلي aptitude formelleو
فقد االستعداد الداليل aptitude sémantiqueاذ خيتلف زمن اكتساهبا فيما بينها (Mackey, 1976 ,p
)391
وهو ماتبناه غروسجني Grosjeanاذ يرى انه ال حدود يف عمر اكتساهبا فاالزدواجية اللغوية ميكنها ان تعلم
للطفل منذ نشأته االوىل يف االسرة فيمكنه النمو مع لغتني او اكثر او من جريانه ومدرسته(Grosjean, . 1
)2018 ,p12
-2.2االزدواجية اللغوية وتكوين املفاهيم:
تساءل العديد من الباحثني )Weinreich ،فرينيتش ،يونغ 1986Youngوآخرون( عن كيفية ختزين املفاهيم
لدى مزدوج ،وهل ختتزن املفاهيم بطريقة منفصلة لكل لغة أم العكس.واعاد البعض ذلك اىل نوع االزدواجية :
-فاإلزدواجي املتزن (املسيطر على لغتني معا) ميلك نظامني داللني منفصلني ،وكل واحد له ارتباطات خاصة به
(بني الدال واملدلول).وابلتايل خيتار ترتيب املفاهيم بطريقة تتفق مع اإلجبارية الداللية اخلاصة هبذه اللغة ،بينما
جند االزدواجي املركب ميلك نظاما متحدا أو مندجما ال يسلك سلوك املتحدث األصلي يف أي من اللغتني ،نظرا
لكون الوحدات الداللية متثل خليطا للنظاميني اللغويني،فيتكلم اللغة األم كاألصلي ،لكنه يرجع إليها ايضا فيما
خيص الداللة عند حتدثه بلغة اثنية ،ألنه يستعني بنظامها اللغوي والداليل عند التعبري ابللغة اثنية ".فهو ال ميلك
إال نظاما لغواي واحدا هو نظام لغته األم ،و اللغة األخرى تستعمل عادة بواسطة الرتمجة.
وهذا يبني إحدى الصعوابت اليت يعاين منها االزدواجي غري املتزن ،أي أن يرتجم عناصر لغة إىل أخرى ،ويف العادة
من اللغة الثانية إىل اللغة األم ،هذه الظاهرة منتشرة لدى األطفال املتمدرسني( .شعباين ،2005/2004،ص
.)121
1للتوسع اكثر اطلع على مرجع WILLIAM F. MACKEY Langues et linguistique, numéro spécial :
Département de langues, linguistique et traduction Faculté des lettres, Université Laval
)Québec (Québec
283 اجمللد السادس -العدد الثالث -السنة سبتمرب 2021
السعدية زروق االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية
وحىت االزدواجي املتتابع ) (Subordonnéله صعوبة يف تنظيم تصوراته الذهنية للمفاهيم املكتسبة و"لكي
يصف بلغة اثنية أحدااث معربا عنها بلغته األم ،فإن ذلك يتطلب ترمجة ولو ضمنية على كل مستوايت البنية اللغوية
إىل التحقيق السمعي أو اخلطي للرتمجة يف اللغة الثانية" (شعباين ،2005/2004،ص .)121
ويرى "Lambert 1967أن البنية الداللية للغة ما ميكن أن تؤثر يف التنظيم املعريف " .كما يضيف Hamers
و Blancيف كتاهبما» " « bilingualité et bilinguismeيفرتض على ازدواجي اللغة تنظيم تصوراته
الذهنية حبيث يتم هذا التنظيم بتناسق العمليات املعرفية فيما بينها (من فهم ،تذكر ،إدراك )...ومعاجلة املعلومات
واملفردات املكتسبة على مستوى الذاكرة الداللية( .شعباين ،2005/2004،ص .)126
-3.2االزدواجية اللغوية واللغة العربية:
من خصائص اللغة العربية جند أن املبىن الصريف اللغة العربية مبىن غري خطي حبيث يتم اإلشتقاق من اجلذر
الواحد حسب األوزان الصرفية املختلفة وهذا جيعل من الوعي الصريف عند الطفل العريب مهمة صعبة مقارنة
ابلطفل اإلجنليزي ،فالنظام الصريف لإلجنليزية أكثر شفافية منه يف العربية ،بينما جند العكس مع النظام اإلمالئي أي
األرتوغرايف ،وهلذا جند املتعلم للقراءة يف العربية يعتمد على املعاجلة الصوتية أكثر من املعاجلة الصرفية وهذا ما يؤثر
على السرعة يف القراءة فإذا اسرع يكون اعتماده على املعاجلة الصرفية أكرب .
-كما جند صعوبة تتعلق أبشكال احلروف حسب موضعها يف الكلمة.
وتعترب اإلزدواجية اللغوية من أهم التحدايت اليت تواجه عملية اكتساب القراءة ابللغة العربية ألن اللغة اليت
يتحدث هبا ختتلف عن اللغة اليت يتعلمها يف املدرسة يف مبناها صوتيا ،صرفيا ،مفرداتيا ،حنوا وصرفا .
-و تتعلق هذه الصعوابت أساسا ابلكتابة ألن الصوت الواحد يكتب أبكثر من شكل حسب موقعه يف الكلمة.
و حيدث العكس أثناء القراءة حبيث كل حرف له صوت واحد ،يؤكد بكداش أن "النظام األجبدي يف اللغة
العربية ميتاز ابلسهولة ألن احلرف الواحد يف هذه اللغة يلفظ على وجه العموم بطريقة واحدة "
وهذا طبعا عكس بعض اللغات مثل الفرنسية اليت يرمز لصوتني خمتلفني حبرف واحد مثل sفهو ينطق مرة sومرة
أخرى zأو cمرة ينطق sومرة ، kوال يوجد يف العربية حروف مركبة لرتميز صوت معني مثل chلصوت ش و
ابلنسبة للحركات نفس املالحظة فهي اثبتة على عكس الفرنسية صوت Oقد تكون كتابته oاو auاو ( .eau
قالب ،2013/2012،ص.) 152
فالكتابة العربية كتابة فونولوجية تقوم على التقابل بني الصوت اللغوي والعالمة املكتوبة أو احلركة ومنه فمعرفة
القراءة ابللغة العربية "تتطلب فقط تعلم قواعد التقابل املكتوب – املنطوق " ،ابستثناء بعض احلاالت مثل الواو
والياء اللذان ينطقان كصامتني يف كلمات وصائتني يف كلمات اخرى ،واأللف تكتب ممدودة ومقصورة لكنها
تنطق كمصوت واحد.
وتتميز اللغة العربية بوجود احركات احلروف (التشكيل) مما أعطى صفة الشفافية للغة العربية أما إذا غاب
التشكيل تصبح غري شفافة لكن تبقى ممكنة و-هذا ما مييز اللغة العربية عن اللغات األخرى -لكن بشرط "ان
يعتمد القارئ على سياق الكالم وداللة السوابق واللواحق".
اذا اكتساب قراءة الكلمات عملية سهلة نسبيا بفضل الكتابة املنظومة للغة العربية حبيث اعتربت " اللغة العربية
املشكولة منظومة ارتوغرافية شفافة أي هناك عالقة واضحة واثبتة نسبيا بني املبىن األرتوغرايف واملبىن الصويت"(
قالب ،2013/ 2012،ص.) 153
ومنه نتساءل هل عسر القراءة خيص بعض اللغات :ان عسرالقراءه مشكل عاملي يصيب 8ب 100%من
االطفال املتمدرسني ،يف خمتلف اللغات ولكن اتثريها يكون اكرب يف اللغات غري الشفافه (أي عندما تكون
العالقة بني االصوات والعالمات املكتوبة غري مباشرة وغري متناسقة) اذ جند ان اللغة الفرنسية هبا نسبة كلمات غري
شفافة وعسر القراءة اكثر شيوعا يف اللغتني االجنليزية والفرنسية عنه يف االيطاليه االسبانية و االملانية اليت تعد
لغات شفافة أي ان هلا درجة كبرية من التطابق بني الصوت والرسم املتعلق به ( .دميون ، 2006،ص .)164
مما سبق نتساءل عن ااثر االزدواجية اللغوية سلبا واجيااب على مكتسبيها .
-3ااثر االزدواجية اللغوية:
لوحظ ان االزدواجية اللغوية يف اقاليم مثل الزاس وبريطانيا مل تؤثر سلبا اذ بقي املواطنون يستعملون ومرتبطون
بلغاهتم االصلية ،ويف بعض البلدان مثل بلجيكا يف مرحلة ما قبل املدرسة يتعلم الطفل اللغات اليت تستعمل يف
منطقته وحميطه دون صعوبة ،رغم أن بعض الباحثني مثل بيشون E.Pichonيعتقدون ان االزدواجية اللغوية
قد جتعل الوظائف االساسية للغة تضطرب وجتعل من الطفل خاضعا لتأثري ثقافتني ،منوذجني خمتلفني من التفكري،
ونظا مني من العالقات بني الكلمات واملفاهيم ،واليت ال ميكنه تغطيتهما ومعاجلتهما بدقة .يف حني ان دراسات
) (J.K.Bhatnagar ,M.Eiesenstein , D.A.Wagner 1980اظهرت–على العكس -ان االطفال
مزدوجي اللغة les bilinguismesلديهم متيز ذهين على احادي اللغة les monolinguismes
.(Sillamy, 2003, pp39.40).
وتعترب اللغة يف هذا اجلانب مرتكزاً أساسياً لتنمية شيت املهارات األخرى اليت يكتسبها الفرد،كما أن مجيع املهارات
اللغوية متداخلة ومتشابكة وأي مهارة يكتسبها الفرد تساعده علي اكتساب األخرى.
ويرى غروسجني 2003ان العديد من الدراسات االوىل اليت اجريت على االاثر االجيابية والسلبية لالزدواجية
اللغوية على النمو املعريف للطفل اىل غاية سنوات اخلمسينيات كانت اغلبها تؤكد االثر السليب لالزدواجية :التاخر
الدراسي ،قلة نسب الذكاء ،اضطرابت نفسية ،صرف غري صحيح ،لغة متداخلة ...اخل اىل انه مؤخرا اثبتت
الدراسات االحدث االثر االجيايب هلا :ارتفاع نسب الذكاء مقارنة برفاقه احادي اللغة ،حساسية اكثر للعالقات
الداللية بني الكلمات ،مرونة معرفية اكثر ،وحساسية اجتماعية اكرب ...اخل .وامام هذا التضارب يف النتائج وقع
)( Grosjean ,1993, p p 27 28 الباحثون واملربون واالابء يف حرية 1؟
وهنا يرى غروسجني اننا اذا عدان اىل حيثيات الدراسات جند اهنا طبقت يف بيئات خمتفة ومل تراع فيها بعض
العوامل الدخيلة كالوضع االجتماعي -االقتصادي للعائلة والعمر واجلنس طرق التقييم ،الفئات املطبق عليها
...اخل فإن تلك الفروقات يف النتائج ستكون مربرة .
يرى Lewis Balkanأنه حوايل عام 1920بدأت التساؤالت جبدية عن ااثر االزدواجية اللغوية
bilinguismeعلى النضج العقلي وعلى التكيف االجتماعي للفرد(Fitouri, 1983, p 85).
-1.3أاثر االزدواجية على الوعي الفونولوجي:
يؤكد كل من ) Bernstein & Tiegerman (1993على أمهية أصوات حروف الكالم ابعتبارها املميزة
للكالم ولكل لغة ،فاألصوات هي املادة اخلام للكالم لذا فهي النقطة املهمة اليت وجب تدريب الطفل عليها .اذ
من اكثر التفسريات شيوعاً للعسر القرائي ذلك الذي يرى أنه انتج عن عجز يف أوىل مستوايت اللغة وهو مستوى
التجهيز الفونولوجى(العايد ،مطر ،دون اتريخ ،ص.)3
وذهبت الدراسات حول الوعي ألفونولوجي اىل مالحظة أن بروز سريورات منو هذه القدرة عند الطفل تصنف
حسب ثالثة حماور ":الوحدات الفونولوجية اليت متثلها ،العمليات املعرفية املستخدمة و السلوكات الفونولوجية
املعتمدة لدى الطفل يف معاجلته للغة .و جند ان هذه مشرتكة و متداخلة فيما بينها كمجموعة من القدرات
املنظمة و اليت هلا اتثري على بعضها البعض" (ازداو ، 2012/2011،ص. )42
وكتساؤل منطقي عن عالقة هذا التجهيز ابالزدواجية جند يف هذا الصدد ( Swanson et al (2007قام
بدراسة عن الوعي الفونولوجى لدى األطفال ثنائيي اللغة(االسبانية واالجنليزية)،أظهرت نتائجها أن الكلمات
املعربة يف اللغة الثنائية تسهم بدرجة أفضل يف معرفة القراءة والكتابة وتنمية مهارات الوعى الفونولوجى (العايد ،
مطر ،دون اتريخ ،ص.)10
ويرى :Karniolانه ال جيب ان ن عرض الطفل اىل لغة اثنية مامل يكن قد حتكم يف لغته االوىل االم(وهو ما
يناقض دراسات عرضناها سابقا يف عنصر زمن االكتساب).
لذا يعتقد Stall et Tottem 1995انه من الواجب عزل اللغة الثانية مؤقتا ابلنسبة لالطفال املعرضني للتااتة
املزمنة (. bégaiement chroniqueقاضي ،2008/2007 ،ص.)46
-4.3عالقة االزدواجية اللغوية ابحلبسة:
يف دراســة علــى احلبســيني املزدوجــي اللغــة لــوحظ علــيهم ظهــور امنــاط مــن احلبســة فبــالكالم وامنــاط م ـن الســلوك
اللغـوي بعـد الشـفاء منهــا ،فبعـد عمليـة جراحيـة دماغيــة اجريـت لثالثـي اللغـة لــوحظ ان احلبسـة الكالميـة حــدثت
عنده يف لغـة واحـدة دون اللغتـني االخـريني ولـوحظ علـى مـرض متعـدد اللغـات حـدوث انـواع متعـددة مـن احلبسـة اذ
نتج عن تلف يف منطقة بروكا لديه حبسة يف لغته االجنليزية لغتـه الثالثـة ،وتلـف يف منطقـة فرينيكـي نـتج عنـه حبسـة
يف لغته العربية الرابعة ،وحبسة خفيفة يف لغته الثانية الفرنسية ،واللغة االوىل اهلنغارية ،يف مقابل ذلك لـوحظ علـى
اربعة صينيني ثالثي اللغة ان احلبسة الكالمية مشلت لغاهتم الثالث بدرجة واحدة .
استخلص علماء االعصاب من حاالت احلبسة لدى ثنائي اللغـة ان وظـائف اللغـة يف اجلانـب االميـن اكثرمنهـا لـدى
احادي اللغة لكن دراسات مشلت عددا اكربمن املصـابني خلصـت اىل ان اجلانـب االيسـر مـن الـدماغ يسـيطر علـى
وظائف اللغة االوىل واللغات االخرى بنفس الدرجة .
ظهر لدى متعـددي اللغـة امنـاط خمتلفـة مـن السـلوك اللغـوي بعـد الشـفاء فمـن 180مصـااب مـن ثنـائي اللغـة تبـني ان
20منهم شفوا من احلبسة يف اللغتني بدرجة واحدة و 25منهم استعادوا لغتهم اليت تدربوا عليها اكثر مـن غريهـا و
26منهم استعادوا اللغة األم .
ويف دراســة علــى 138مصــااب مــن متعــددي اللغــات لــوحظ ان لغــاهتم اصــيبت بدرجــة واحــدة مــن الضــعف وبعــد
الشفاء اسرتدوا قدراهتم اللغوية بدرجـة متشـاهبة .وان االسـرتداد يكـون تراتبيـا فـال يسـرتد لغـة اال بعـد لغـة كليـة ،ومنـه
مثة عوامل تتعلق بدرجة استعادة اللغة :كرتتيب تعلم اللغـة وكفاءتـه فيهـا واجتاهـه حنوهـا ومكـان االصـابة مـن الـدماغ
(.العصيلي ، 2006،ص ص .)325،326،326
كمـ ــا توصـ ــلت دراسـ ــة 2013 Köpke Barbaraعلـ ــى احلبسـ ــيني مزدوجـ ــي اللغـ ــة اىل ان الفـ ــروق بيـ ــنهم وبـ ــني
احلبس ــيني اح ــادي اللغ ــة تع ــود اساس ــا -لنك ــون ق ــادرين عل ــى تقي ــيم موض ــوعي لت ــاريخ امل ــرض -اىل العم ــر وس ــياق
اكتســاب اللغــة وخصائصــها االجتماعيــة واهليكليــة ودرجــة االســتخدام هلــذه اللغــة .واظهــرت االحبــاث يف علــم اللغــة
النفسي ان التعاملم ع لغتني او اكثر مينح الكثـري مـن اخلصـائص السـيما علـى مسـتوى االليـات املشـاركة يف الـتحكم
ابللغات وهو ما ينعكس على احلبسيني مزدوجي اللغـة مـن خـالل العديـد مـن االمنـاط املرتبطـة علـى االرجـح بتفاعـل
معقد بني العوامل اخلارجية املختلفة وتفاعل اليات التحكم ).( Köpke, 2013, p23.
-4أسس التعليم ثنائي اللغة:
-1.4االستفادة من الدراسات السابقة :يوجد 150حبثا منذ 1960اثبتت فوائد التعليم الثنائي للغة اذ
يوجد عالقة اجيابية بني تطور املهارات االكادميية يف اللغتني االوىل والثانية حىت يف اللغات املختلفة وهذا يثبت
انتقال املعرفة االكادميية واملفاهيمية خالل اللغات .
لذا فاكثر الربامج الثنائية اللغة جناحا ه ي اليت هتدف اىل تطوير ثنائية اللغة والقراءة والكتابة فالتعليم الثنائي اللغة
ليس حبد ذاته املسؤول عن تدين التحصيل بل له اسباب عدة( .برور ،2005،ص ص .)310-308
ويف نفس السياق يرى غروسجني Grosjeanان الباحثني يف دراستهم املقارنه بني مزدوجي اللغة واحادييها امهلوا
االختالف التكويين واالسرتاتيجي لكل منهما اذ ان لغة املزدوج ال تعين لغة +1لغة ، 2بل تعين نظامني معرفيني
ولغويني منظمني ،واندى بضرورة عدم اعتبار الشخص مزدوج اللغة ككل ال يتجزأ ودراسته انطالقا من ذلك
وليس على اعتباره مجعا بني فردين احادي اللغة " )( Grosjean,2003, p25
وهــو مــا يؤكــده وليــام مــاكي W,Mackeyان تعلــيم اللغــة جيــب ان يــتم يف منظــور متكامــل ابعتبارهــا نظامــا غــري
قابل للتجزئة ال مستوايت مفككة مث نطلب من التلميذ تركيبها .
وعــدم االقتصــار علــى احلـوار كــنمط خطــايب وحيــد وتعــدم جتاهــل الســرد والوصــف والتفســري والربهنــة كامنــاط خطابيــة
اخرى.
عــدم ربــط التعبــري احلــر التخيلــي بصــور جــاهزة وقوالــب معينــة تثــبط خيــال الطفــل ولغتــه وانطالقــه اللفظــي( .تــزرويت ،
،2014ص ص .)38-36
هلـذا فمهمـة املدرسـة األساسـية هـي اعتبـار اللغـة كوضـع" ) (codeاألسـاس فيـه هـو تعلـيم الطفـل (le sous
) ،codeفعلى سبيل املثـال األطفـال الـذين جيـدون صـعوبة يف اسـرتجاع أو سـرد قصـة ،هـذا راجـع إىل كـوهنم مل
يكتسـبوا ميكانيزمـات الصـياغة اللغويـة) (mécanismes de la mise en motsاي اهنـم مل يكتسـبوا
خمتلـف الســريورات اللغويــة ،وهــذا راجــع أساســا لعـدم إاتحــة الفرصــة للطفــل ملواجهــة مثــل هــذه املواقــف"
(شعباين ،2005/2004،ص .)119
-2.4استخدام اللغة االم يف تطوير اللغة الثانية:
دلت الدراسات على "أن إتقان الفرد للغته األوىل يسهل عليه تعلم اللغة الثانية ،الكتسـابه خـربًة يف تعلـم اللغـة
بشكل عام .لكـن تبـني أن األطفـال الـذين يتعلمـون اللغـة الثانيـة قبـل إتقـان اللغـة األوىل يعـانون مـن ض ٍ
ـعف يف اللغـة ٍ
األوىل واللغــة الثانيــة علــى السـواء .وهلــذا فــإن تعلــيم اللغــة الثانيــة بعــد إتقــان األوىل يعتــرب قـراراً يف صــاحل اللغتــني يف ٍ
آن
واحد" .رمبا يتعلق هذا ابلتعليم الثنائي املتأخر يف ضوء أتخر اساسي يف اللغة االوىل .
وهذا ما يتضح فيما يسمى مبدا جراندمرد Grandmord principleوهو ما اعلنه رونيات 1913م
ويوصي فيه ان يتحدث كل فرد من االسرة اىل الطفل بلغة واحدة ليفرق بني النظامني اللغويني ويبقي استعماهلما
منفصال ( سيجوان ،مكايب1415 ،ه ،ترمجة :القعيد ،ص.) 44
وأقرت دراسة هولندية عام 1991م الدور املهـم الـذي تقـوم بـه لغـة الطفـل األوىل يف تسـهيل دراسـة اللغـة اهلولنديـة.
فتم الرتكيز على ثقافة الطفل األصلية واستعمال املزيد من لغتـه األم خاصـة يف املراحـل األوىل(حتاملـة ،دون اتريـخ ،ص
ص .)99،100
ومن وجهة نظر السلوكيني ،فإن عادات اللغة األوىل تكون مساعداً الكتساب عادات اللغة الثانية ،وهذا ما
يطلق عليه( )Positive Transferكما أن تعلم اللغة الثانية يساعد يف التغلب على الفروق بني نظام اللغة
األوىل ونظام اللغة الثانية .وقد صاغها روبرت الدو ( )Robert Lado, 1957صاحب كتاب " اللسانيات
عرب الثقافات" ) )Linguistics Across culturesابآليت :ميكن مقارنة لغة الدارس األوىل ابللغة الثانية اليت
يرغب يف تعلرمها ،وهذا ما يطلق عليه " املقابلة التحليلية .)Contrastive analysis
وبني أ رن مفهومي املثري واالستجابة مها
أما تشومسكي( )Chomsky,1959فطعن يف مفهوم العادة نفسه .ر
ٍ
مفهومان أجوفان .فنحن ال نستعمل اللغة استجابة ملث ٍري سلوكي ر
حمدد وواضح .وإمنا ما يتعلرم ابلفعل هو قواعد
حتويلية تعطي القدرة للمتحدث على توليد أنواع يصعب حصرها من اجلمل اجلديدة ذات الطابع النحوي ،يتعلمها
الفرد كمفاهيم متثل فئة بعينها تنتمي إليها هذه املفاهيم (حتاملة ،دون اتريخ ،ص.)108
ف اللهجة هي تنوع منتظم يف استعمال اللغة املنطوقة يرجع لعوامل اجتماعية وثقافية واالطفال الدين يتكلمون
هلجات خمتلفة ليسوا اقل قدرة على التعلم من االطفال االخرين.
وعلى معلميهم ان يكونوا اكثر تشجيعا للطفل على تعلم اللغة اذ تعطي اللهجات املختلفة للطفل طرقا بديلة
للتعبري عن احتياجاته وافكاره ،وال جبب على املعلم مهامجة اللهجة بل بتنمية اللغة الرمسية .فاالطفال خمتلفي
اللهجات حيتاجون اىل معلم يتقبل وحيرتم هلجتهم وهذه عناصر تساعد على تنمية لغتهم :
دمج االطفال يف متثيل القصص ولعب االدوار ودعوهتم للتحدث يف القاعة .
منح الطفل كتبا تستخدم هلجات خمتلفة وتسجيل احلديث لعدد من االطفال ومقارنة الكلمات املستخدمة و
كالمهم ابللغة الرمسية والسماح هلم بقراءة ما كتبوه بلهجاهتم .
-احلصول على معلومات قدر االمكان عن خلفية الطفل اللغوية وان كان متحداث ام خجوال .تفهم ان لثنائي
اللغة اخطاء حنوية ال يقع فيها احادي اللغة .والوعي ابن متعلمي اللغة الثانية يفقدون بعض قدراهتم يف لغته
االم.فمن الطبيعي ان يستخدم الثنائي اللغتني معا يف احلديث العامي.
ومبنح الفرصة له للتحدث مع شخصيات خمتلفة .فاللغة يتم تعلمها بشكل افضل يف موقف طبيعي وحقيقي
وداخل سياق اجتماعي (.برور ،2005،ص ص .)309-308وهو ماحييلنا اىل شرط اخر لنجاح التعلم الثنائي وهو
املوقف الطبيعي للتعلم .
-3.4التعلم احلي :يرى ماكي Mackeyان افضل وسط لتعلم اللغة الثانية هو الوسط الطبيعي كدالالت
اجتماعة عاطفية نفسية للمفردات واملعاين وليس كوضع يكون فيه التلميذ اتبعا للمحتوى واملعلم بل اىل اجملتمع
اللغوي اذ ان الوسط احلقيقي يعطي وسائل متعددة للطفل الكتساب اللغة على عكس النمط املصطنع الواحد
داخل املدرسة(Mackey,1976,p 386) ..
ومنه نستنتج ان :اللغة يف الوضع االجتماعي = داال +عاطفة +معىن اجتماعي نفسي .
اما اللغة يف الوضع الدراسي = داال لغواي معزوال عن سياقه .
-4.4ضرورة التخطيط اللغوي احملكم :الذي مثرته جعل اللغة القومية لغة للتدريس وهو ما ترتمجه التجارب
العاملية ،فال صعوبة كتابة اللغة الياابنية أو الصينية أو الفيتنامية ،وال صغر حجم بعض الدول األوروبية وال فقر
بعض دول آسيا وال شح الرتاثيات يف اللغة الرتكية ،وال موت اللغة العربية على مدى عشرين قران حال دون أن
تكون اللغة القومية هي لغة تدريس العلوم (بناين ،2015 ،ص.)113
يهتم التخطيط اللغوي بقضااي لغوية متعددة منها التحدايت اليت تعيشها اللغة األم جراء هيمنة اللغة الثانية،
والتعدد اللغوي وأتثرياته على اكتساب نظام لغوي معني ،واالزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية ،وإبداء آراء تسهم يف
ترقية نظام اللغة ،وحتد من التلوث والتهجني اللغوي ،فيحصر الصعوابت ويشخص املشكالت ويقرتح البدائل.
(بناين ،2015 ،ص.)112
وليكون التخطيط اللغوي فعاال يف مواجهة ازدواجية اللغة ينبغي أن يرتكز على خطة تربوية ،كما ميكن حتقيق
ختطيط لغوي فعال وفق معامل تقوم على :
-دراسة الواقع اللغوي دراسة موضوعية و التخطيط لألجيال القادمة ،وعلى املدى الطويل ،وهلذا ميكن تصور
مالمح رجل الغد؛ ما هي هوية هذا الرجل ،وما هو انتماؤه وترمجة التخطيط إىل برامج ومشروعات.
-مراعاة التغريات املتسارعة و االنفتاح على العامل بتنوع لغاته مع الرتكيز على اللغة األم على أهنا مواطنة وهوية
لسانية (بناين ،2015 ،ص ص .)118-117
ولعل من اهم االفكار االساسية يف اتريخ الرتبية احلديث افكار فيف Vivesوروسو Rouseauو كالباريد
Claparedeوبياجيه Piagetهي ان املدرسة جيب ان تكون فعالة مع احلياة الواقعية وتعني التلميذ على
خوض خرباته الشخصية الواقعية لبناء تعلماته ( سيجوان ،مكايب1415 ،ه ،ترمجة :القعيد ،ص.) 91
خامتة:
بعد االطالع على املفاهيم املتعلقة ابالزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية وما تعلق بنشأهتما وتطورمها يف االحباث
كمصطلحني مهمني وعالقهما ببعض القدرات املعرفية واالضطراابت املتعلقة هبا ايضا يعد التعريج على انواعها
وعواملها واتثرياهتا وصوال اىل متطلبات التعليم الثنائي الفعال االجيايب ميكننا القول وانطالقا من االطالع اليومي
واملالحظة العلمية العرض ية للمجتمع واملدرسة اجلزائريني أننا ابعد مان كون عن حتقيق االستفادة املثلى من تعدد
اللهجات واللغات اليت متيز هذا اجملتمع ،ومنه ميكننا ان نقرتح اضافة اىل ما سبق من احباث عليه من ابحثني
جزائريني أمثال :خولة طالب ابراهيمي ( )1993وتعوينات علي (دون اتريخ) وهامشي حممد ()2006/2005
اجراء احباث اخرى حديثة واكثر مشولية ل:
-واقع االزدواجية يف اجلزائر .
-واقع التعليم الثنائي يف اجلزائر .
-أسس تطوير التعليم الثنائي يف اجلزائر .
-عالقة االزدواجية والثنائية اللغويتني ببعض القدرات املعرفية وبعض االضطراابت اللغوية املعرفية .
-أسس احلد من االاثر السلبية للثنائية اللغوية يف التعلم و االعالم والتدريس.
قائمة املراجع :
-1قائمة املراجع ابللغة العربية:
-أابدي الفريوز (دون اتريخ) ":القاموس احمليط" ،دون طبعة ،بريوت :دار اجليل.
-ابن منظور أيب الفضل مجال الدين حممد بن مكرم ":لسان العرب" ،مج ، 2بريوت :دار صادر.
-ابن جين ،اخلصائص ،حققه حممد علي النجار .اجلزء ( ،)1الطبعة الثانية ،بريوت.
-أنيس إبراهيم ( :)2003يف اللهجات العربية ،دون طبعة ،القاهرة :مطبعة أبناء وهبة حسان.
-ازداو شفيقة( ":)2012/2011الوعي الفونولوجي وسريورات إكتساب القراءة عند الطفل دراسة طولية تتبعية من بداية السنة أوىل إبتدائي إىل
بداية الثانية إبتدائي" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم يف األرطوفونيا ،اشراف نواين حسني .جامعة اجلزائر، 2كلية العلوم اإلنسانية
واالجتماعية،قسم علم النفس وعلوم الرتبية واألرطوفونيا ،اجلزائر.
-اغالل فاطمة الزهراء ،بلخري عمر ( ":)2013االزدواجية اللغوية من منظور العلوم العصبية املعرفية " ،جملة اخلطاب ،العدد 14عدد خاص أبعمال
امللتقى الدويل االول حول واقع البحوث املعرفية وحتليل اخلطاب اايم 13-11مارس ، 2013خمرب حتليل اخلطاب ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو
:اجلزائر [.ص ص . ] 260 -247
-بوترعة عبد احلميد (سبتمرب ":)2018واقع الصحافة اجلزائرية املكتوبة يف ظل التعددية اللغوية "اخلرب اليومي والشروق اليومي واجلديد اليومي مناذجا"
جملة الدراسات والبحوث االجتماعية ،العدد ،08اجلزائر :جامعة الوادي[ .ص ص .]214-199
-حتاملة موسى رشيد (دون اتريخ) ":نظرايت اكتساب اللغة الثانية وتطبيقاهتا الرتبوية(القسم األول)" ديب :كلية الدراسات العربية واإلسالمية-
[ص ص .]130-93تكم اسرتجاعها بتاريخ 2019/09/12الساعة 14.01من املوقع التايل:
www.majma.org.jo/G05/05/04/069_files/نظرايت20%اكتساب20%اللغة20%الثانية20%وتطب
-اخلويل حممد علي ( ":)2002احلياة مع لغتني ،الثنائية اللرغوية" ،طبعة ،األردن :دار الفالح للنشر والتوزيع.
-رافع النصري الزغول ،عماد عبد احلميد الزغول ( " : )2003علـم النفس املـعريف" ،طبعة ،01عمان ،األردن :دار الشروق.
-العايد .واصف حممد سالمة ،مطرعبد الفتاح رجب علي( دون اتريخ) " :فعالية برانمج ابستخدام احلاسوب يف تنمية الوعي الفونولوجي وأثره على
الذاكرة العاملة واملهارات اللغوية لدى ذوي صعوابت تعلم القراءة ،جامعيت األزهر و الطائف" ،السعودية.
-العتوم ،عدانن يوسف ( ":)2004علم النفس املعريف" ،دون طبعة ،دار املسرية للنشر والتوزيع ،عمان.
-العصيلي عبد العزيز بن ابراهيم(:" )2006علم اللغة النفسي" ،الرايض :مكتبة امللك فهد.
-العياشي العريب( " :)2013/2012لغة الطفل العريب واملنظومة اللغوية يف جمتمع املعرفة-اجلزائر منوذجا، "-رسالة ماجستري ،جامعة مولود معمري،
تيزي وزو.
-املعتوق حممد امحد ( ":)1996احلصيلة اللغوية مهاراهتا اكتساهبا" دون طبعة ،الكويت :عامل املعرفة .
-برور جو آن) ": (2005تربية وتعليم الطفولة املبكرة "،ترمجة :الزريقات عبد هللا فرج ،نصر سهى امحد ،ط ، 1االرن :دار الفكر.
-بناين أمحد ( ":)2015االزدواجية اللغوية يف الواقع اللغوي اجلزائري وفعالية التخطيط اللغوي يف مواجهتها " ،جملة إشكاالت،العدد الثامن /ديسمرب،
دورية نصف سنوية حم ركمة ،معهد اآلداب واللغات ،اجلزائر :ابملركز اجلامعي لتامنغست [ ص ص ].123-100
-تزرويت حفيظة( : )2014كفاءة التعبري الكتايب لدى تالميذ املرحلة االوىل من التعليم ،ط 1اجلزائر :دار هومة .
-حنفي بن عيسى ( " :)1980حماضرات يف علم النفس اللغوي" ،طبعة ،02اجلزائر :الشركة الوطنية للنشر.
-دميون اين ( ،) 2006اجاابت على اسئلتكم يف الديسليكسيا (اضطراابت اللغة يف االطفال) ،ترمجة :صادق ايناس ،الراعي مليس ،طبعة ،1
القاهرة :اجمللس االعلى للثقافة.
-سيجوان ميجل ،مكايب ف وليم ( 1415ه) ":التعليم وثنائية اللغة " ،ترمجه :القعيد ابراهيم بن محد ،جماهد حممد عاطف ،ط ، 1الرايض ،
السعودية :عمادة شؤون املكتبات .
-شعباين مليكة (":)2005/2004دور تدريس الفهم الشفهي يف تطوير مفاهيم اللغة الفرنسية لدى تالميذ السنة السادسة من التعليم األساسي"،
رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف علم النفس اللغوي املعريف ،اشراف:بدرينة حممد العريب جامعة اجلزائر، 2كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية،قسم
علم النفس وعلوم الرتبية واألرطوفونيا ،اجلزائر.
-شوال نصرية( :دون اتريخ) ":عالقة التداخل اللغوي ابلنمو النفسي اللساين عند الطفل" ،جامعة حسيبة بن بوعلي– الشلف ،دون اسم جملة ،
اجلزائر [.ص ص . ]128-116
-عباس املصري وعماد أبو حسن (1436/2014ه)" :االزدواجية اللغوية يف اللغة العربية " ،جملة اجملمع،دون عدد ،دون مكان نشر [ص ص -37
.] 76
-علي بن هادية وبلحسني البليش اجلياليل بن احلاج حيي ،القاموس اجلديد للطالب ،ط ، 1املؤسسة الوطنية للكتاب ،اجلزائر1991 .
-قاضي مجيلة ( ":) 2008/2007العوامل املؤثرة سلبا على التكفل االرطوفوين ابملتاتئ" ،اشراف زالل نصرية جامعة اجلزائر، 2كلية العلوم
اإلنسانية واالجتماعية،قسم علم النفس وعلوم الرتبية واألرطوفونيا ،اجلزائر.
-ڤالب صليحة زوجة قزادري ( ": )2013/2012عسر القراءة يف الوسط العيادي املدرسي اجلزائري تناول معريف لساين يف التعريف والتشخيص
والتدريب من خالل تعيري اختبار تقييم القراءة واقرتاح برانمج للفحص والتدريب على القراءة " أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم يف األرطوفونيا
إشراف :رابح قدوري ،جامعة اجلزائر، 2كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية قسم علم النفس و علوم الرتبية و األرطوفونيا ،اجلزائر.
-كايد حممود إبراهيم ( 1422 /2002ه) " :العربية الفصحى بني االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية" ،اجمللة العلمية ،جملد ، 3العدد األول :
جامعة امللك فيصل.
-ميشال زكراي ( ":)1993قضااي ألسنية تطبيقية دراسات لغوية اجتماعية مع مقاربة تُراثية" ،الطبعة األوىل ،بريوت ،لبنان :دار العلوم للماليني.
،" 'احمليط اللغوي و أثره يف اكتساب الطفل اللغة العربية الفصحى دراسة وصفية حتليلية للواقع اللغوي مبنطقة البويرة: ) 2006/2005( هامشي حممد-
، جامعة اجلزائر، قسم اللغة العربية وآداهبا، كلية اآلداب واللغات، احلواس مسعودي: اشراف: مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف اللغة العربية
.اجلزائر
ماجستري علم النفس اللغوي و،" " اكتساب النظام الفونولوجي لدى االصم احلامل للزرع القوقعي دراسة حاالت،)2011/2010( وطواط وسيلة-
. اجلزائر،قسم علم النفس وعلوم الرتبية واألرطوفونيا، كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية، 2 جامعة اجلزائر،املعريف اشراف بوسبتة ميينه
:قائمة املراجع ابللغة االجنبية-2
-Barbara Köpke Bilinguisme et aphasie Article · March 2013 University of Toulouse,
Toulouse, France: This publication at:https://www.researchgate.net/publication/259952727
-Benoît Perriard(2015) , "L’effet du bilinguisme sur la mémoire de travail : comparaisons
avec des monolingues et étude du changement de langue dans des tâches d’empan
complexe",Thèse de doctorat présentée à la Faculté des Lettres de l'Université de Fribourg ,
Suisse, Sous la direction de Valérie Camos.
-Fitouri Chadly (1983), biculturalisme , bilinguisme et education , Paris : Delachaux et
Niestlé .
-Geiger-Jaillet Anemone (2005) ,le bilinguisme pour grandir :naitre bilingue ou le devenir
par l’école » ,2 éme édition ,Paris ,France : Harmattan.
-Geiger-jaillet,A (sans date) , facteurs d’échec et de réussit dans le bilinguisme précoce et leur
mise en œuvre actuelle , espe , strasbourg .
-Grosjean François (1993),"le bilinguisme et biculturalisme :théoriés et pratiques
professionnelles", acte du 2eme colloque (17 ;18 septembre ,1992) d’orthophonie /logopédie,
France : Neuchatel .] pp 13-41 [.
-Grosjean François (2003),"le bilinguisme et biculturalisme :éssai de définition", acte de la
journée d’étude : le bilinguisme aujourd’hui et demain , s d : Benoit virole et Madame
Gorouben, France : CTNERHI .
-Grosjean François (2018), "etre bilingue aujourd’hui", revue Française de linguistique
appliquée, 2 eme vol , France : pub :linguistique ]pp 7-14 [.
-Hamers Josiane F , Blanc Michel( 1983) : "bilingualité et bilinguisme" , 2eme édition,
Bruxelles , Belgique : Pierre Mardaga.
- Mackey William Francis (1976) " bilinguisme et contact des langues" , Paris ,
France :Klincksieck.
-Selamy Norbert (2003) : Dictionnaire de psychologie , Paris : Larousse-VUEF.
-Titone Renzo (1974) , « le bilinguisme précoce », traduit de l italien :Gustavo Soto,
Belgique : Charle Dessart .