You are on page 1of 26

‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬جامعة زاين عاشور ابجللفة ـ اجلزائر ‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬ص ‪294-269‬‬

‫جملة العلوم القانونية و االجتماعية‬

‫‪Journal of legal and social studies‬‬


‫‪Issn: 2507-7333‬‬
‫‪Eissn: 2676-1742‬‬

‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي‬

‫وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫‪Bilingualism, diglossia, linguistic interference, and its relationship to some‬‬


‫‪cognitive skills‬‬

‫السعدية زروق*‬
‫جامعة عمار ثليجي االغواط(اجلزائر)‬
‫‪s.zaroug@lagh-univ.dz‬‬

‫اتريخ النشر‪2021/09/01 :‬‬ ‫اتريخ القبول‪2021/06/27 :‬‬ ‫اتريخ ارسال املقال‪2021/06/04 :‬‬

‫*املؤلف املرسل‬

‫‪269‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

:‫امللخص‬
‫الذي ينتج عنه‬، ‫هتدف هذه املقالة لعرض احد اكثر املظاهر اللغوية امهية وهو التفاعل بني اللغات‬
‫ما يسمى ابلثنائية اللغوية واالزدواجية اللغوية اليت تظهر كلغة بينية قد تعترب احياان مظهرا سلبيا هلذا‬
‫ وهو ما قد يصل اىل‬، ‫التفاعل بني اللغة الفصيحة والعامية او بني لغتني او اكثر خمتلفة االنظمة‬
‫ و نعرج على عالقتها ببعض املهارات املعرفية لديه‬،‫التداخل اللغوي لدى الطفل او املتعلم بصفة عامة‬
‫القراءة والكتابة) و عالقتها ببعض االضطراابت كاحلبسة‬، ‫واليت ابرزها اللغة والتعلم (الوعي الفونولوجي‬
. ‫ كما هنتم بعرض امهية التعليم الثنائي اللغة والتخطيط له وااثره االجيابية على املتعلم‬،‫والتأاتة‬
.‫ املهارات املعرفية‬،‫ التداخل اللغوي‬،‫ الثنائية اللغوية‬،‫ االزدواجية اللغوية‬: ‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract :

This article aims to present one of the most important linguistic aspects,
which is the interaction between languages. The latter results in what is known
as bilingualism. Bilingualism appears as an inter-language that may sometimes
be considered as a negative aspect of the interaction between the formal and
colloquial language or between two or more languages that have different
systems. This may lead to linguistic interference in the child or the learner in
general. We even go a step further on its relationship to some of his cognitive
skills, the most important of which are language and learning (phonological
awareness, reading and writing) and its relationship to some disorders such as
aphasia and stuttering. Moreover, we are interested in presenting the importance
of bilingual education, planning for it and its positive effects on the learner.
Keywords: bilingualism, diglossia, linguistic interference, cognitive skills

270 2021 ‫ السنة سبتمرب‬- ‫ العدد الثالث‬- ‫اجمللد السادس‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫مق ّدمة‪:‬‬
‫لعل اهم مامييز اجملتمعات املعاصرة هو تنوع هلجاهتا وتعدد لغاهتا ‪ ،‬وذلك امنا يعود اىل عوامل اجتماعية‬
‫واترخيية سامهت يف ذلك من بينها احلركات التجارية واالستعمارية والدينية‪ ،‬وهذه الظاهر هي من الظواهر الطبيعية‬
‫الحتكاك الشعوب والثقافات ‪ ،‬وهو ما ينتج عنه تواصل وتفاعل لغوي يؤدي اىل تداخل هذه اللغات واللهجات‬
‫الذي قد يصل اىل طغيان احداها على االخرى او اكتساهبما معا كنظامني رمزيني خمتلفي اجلذور او ما يسمى‬
‫االزدواجية اللغوية‪ ،‬او من جذر واحد او ما يسمى بثنائية اللغة ‪ ،‬وهذه التسميات قد يتحفظ عليها من طرف‬
‫بعض الباحثني الذين اختلفوا يف التسمية و الرتمجة ‪.‬‬
‫وهو ما يدفعنا اىل التساؤل حول ماهية هذين املفهومني والفرق بينهما ونقاط اختالف واتفاق العلماء والباحثني‬
‫حوهلما ‪ ،‬وعن املفاهيم املرتبطة هبما ‪.‬‬
‫كما نتساءل عن طبيعتهما وكيف يؤثر كل منهما يف الفرد معرفيا ولغواي ومتدرسا‪ ،‬ايضا نتساءل عن اخلصائص‬
‫والفوائد اليت متيز املزدوج لغواي عن االحادي ان وجدت‪ ،‬وعن مميزاته والصعوابت اليت قد ختلقها هذه االزدواجية‬
‫عند الفرد عموما وعند املتعلم على وجه خاص ‪.‬‬
‫وحناول عرض بعض الدراسات اليت تناولت هذه االاثر سلبا واجيااب ‪ ،‬وعالقتها ببعض االضطراابت املتعلقة ابللغة‬
‫والقدرات املعرفية عموما ‪.‬‬

‫‪-1‬ضبط املفاهيم ‪ :‬لعل اهم خطوة يف هذا البحث هي ضبط املفاهيم املتشاهبة للوقوف على جوانب ااالتفاق‬
‫واالختالف بينها ‪:‬‬

‫‪ 1-1‬تعريف اللغة‪ :‬لعل اهم التعاريف اللغوية على االطالق تعريف ابن املنظور يف كتابه لسان العرب والذي‬
‫مت ‪،‬أصلها لُغوةٌ''‪.‬و اللغو‬
‫ت‪ ،‬إذا تكلر ُ‬
‫كل قوم عن أغراضهم ‪ ،‬وهي فُعلة من لَغَ ْو ُ‬
‫يعرب هبا ر‬
‫يرى أبهنا‪ '':‬أصوات ر‬
‫حسبه هو ‪ ":‬ما كان من الكالم غري معقود عليه" أو هو "ما ال يُعتَد به " لتقلبه من حال إىل حال ‪( .‬حنفي ‪،‬‬
‫‪،1980‬ص‪.)71:‬‬

‫ويعرفها ابن جين(ت‪392.‬هـ) بقوله اهنا‪ " :‬أصوات يعرب هبا كل قوم عن أغراضهم"(ابن جين‪ ،‬اجلزء‪ ،1‬ص‪.)23‬‬

‫عرفها البعض أبهنا‪":‬نظام صويت لفظي اصطالحي هبدف االتصال املتبادل ‪ ،‬ميكن من خالله تعيني وتصنيف‬ ‫كما ر‬
‫مسرية لعمليات اإلنتاج ‪،‬‬
‫األحداث و األشياء‪ ،‬وهي متثل نظاما مشرتكا للتواصل الرمزي ‪ ،‬حتكمه قواعد موجهة و ر‬
‫الفهم ‪ ،‬والرتمجة الداللية‪ ،‬ويترصف ابملرونة و التعقيد"‪( .‬الزغول ‪ ،‬الزغول‪، 2003 ،‬ص‪.)222:‬‬

‫‪271‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫و عرفها" "تشومسكي" "‪"Noème Chomsky‬أهنا‪" :‬ملكة فطرية و عملية سيكولوجية نشطة يقوم هبا‬
‫الفرد بغرض فهم و تكوين وإنتاج مج ل حنوية"‪.‬ويستند يف ذلك على ثنائية ‪ :‬املقدرة ‪ compétence‬و األداء‬
‫‪، performance‬حيث متثل األوىل االستعدادات الفطرية اليت يولد الفرد مزودا هبا و اليت تؤهله فيما بعد‬
‫إلنتاج و فهم اللغة‪ ،‬وتتمثل الثانية يف األداء اللغوي الفعلي للفرد(علوان فادية ‪،2003،‬ص‪.)150:‬‬
‫وم ن خالل التعريف السابق نستنتج أن اللغة ملكة فطرية ذات خصائص نفسية دينامكية تستند على اجلملة‬
‫كوحدة أصلية لتحليل الرسالة اللغوية إىل معاين مفهومة‪.‬‬
‫يرى تشومسكي يف حتديده ملفهوم اللغة‪ ،‬ضرورة اإلشارة إىل القواعد النحوية والرتكيبات القواعدية‪ ،‬وأن املنطوق‬
‫ال يشرتط أن يكون ذا معىن‪ ،‬حبيث ميكن لإلنسان نطق كلمات ليس هلا لكن القواعد النحوية والرتكيبات جتعل‬
‫اجلمل املنطوقه ذات معىن ومضمون (شوال‪،‬دون اتريخ‪ ،‬ص ‪.)118‬‬
‫‪-1 -1‬مفهوم الفصيح ‪:‬‬
‫ورد يف القاموس احمليط من مادة) فصح الفصح والفصاحة البيان فصح فهو فصيح وفصح من فصحاء‬
‫وفصاح وفصح وفصيحة من فصاح وفصائح‪ ،‬واللرفظ الفصيح ما يدرك حسنه ابلسمع‪ ،‬وفصح األعجمي تكلرم‬
‫ابلعربية ( أابدي‪ ،‬دون اتريخ‪ ،‬ص ‪.)248‬‬
‫‪-2.1-‬مفهوم العامية ‪:‬‬
‫عفواي يف احلياة العامة‪ ،‬أي إنره ال يتقيرد ابلقواعد النحوية‬
‫العامية هي املستوى اللرغوي الذي يتخاطب به ً‬
‫والصرفية والداللية والصوتية اخلاصة ابللرغة الفصيحة‪.‬‬
‫فالعامية خالف الفصحى‪ ،‬وهي لغة العامة‪ ،‬والعامي يف الكالم هو غري الفصيح« (بن هادية ‪ ،‬بلحسني ‪،1991 ،‬‬
‫ص ‪.)64‬‬
‫ويقول إبن خلدون يف وصفها "‪ :‬وهي ملكة ممتزجة من امللكة األوىل اليت كانت للعرب ومن امللكة الثانية اليت‬
‫كانت للعجم ‪ ،‬فعلى مقدار ما يسمعونه من العجم ويربون عليه يبعدون عن امللكة األوىل"‪.‬‬
‫ويرى احلاج عبد الرمحان صاحل أن العامية العربية مل تساير الفصحى اذ يقول" ‪ :‬وهكذا أصبحت الفصحى لغة‬
‫خواص وأميتت اآلالف من األلفاظ والرتاكيب الفصيحة اليت نطق هبا فصحاء العرب أنفسهم ال لشيء إال‬
‫الستعمال العوام هلا واستغناء اخلاص عنها وهكذا تصبح اللغة لغة طبقة دون أخرى أو لغة أدب فقط‬
‫(هامشي‪،2006/2005،‬ص ‪.)70‬‬
‫نالحظ ان االتفاق كان ان العامية هي وليدة اختالط لغوي جعل املتكلم يستغين تدرجييا عن مكتسباته الفصيحة‬
‫وخصصها للكتابة فقط واالدب‪.‬‬

‫‪272‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫‪-3.1‬اللهجة‪:dialecte :‬‬
‫اللهجة ‪:‬جرس الكالم ويقال ‪:‬فالن‬ ‫لغة ‪:‬جاء يف لسان العرب ‪:‬واللر ْه َجةُ واللر َه َجة = طرف اللسان ‪.‬و ْ‬
‫اللهجةُ و َ‬
‫جة‪ ،‬واللر َه َج ِة اليت جبل عليها فاعتاد ونشأ عليها ‪.‬‬
‫فصيح الله ِ‬
‫ْ‬
‫اصطالحا ‪ :‬هي جمموعة من الصفات اللغوية اليت تنتمي إىل بيئة خاصة ويشرتك يف هذه الصفات مجيع أفراد‬
‫هذه البيئة‪ ،‬وبيئة اللهجة هي جزء من بيئة أوسع وأمشل تضم عدة هلجات‪.‬‬
‫اللهجة ‪:‬لغة اإلنسان اليت جبل عليها واعتادها ونشأ عليها وقد أطلقت اللهجة على اللسان أو طرفه فهو آلة‬
‫التحدث هبا ‪ ،‬وهي طريقة معينة يف االستعمال اللغوية توجد يف بيئة خاصة من بيئات اللغة الواحدة‪.‬‬
‫وتعرف أبهنا" العادات الكالمية جملموعة قليلة من جمموعة أكرب من الناس تتكلم لغة واحدة (أنيس ‪ 2003 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.)1‬‬
‫وللهجة تعريفات خمتلفة كما يراها الباحثون‪ :‬اذ يعرفها ‪ : J.B Marcelesi‬بقوله ‪ ":‬اللهجة هي نظام من‬
‫اإلشارات واألنظمة كباقي األنظمة األخرى مبا فيها اللغة ‪ ،‬إبمكاننا حتديد ميدان استعمال املصطلح حسب‬
‫العوامل اجلغرافية أو املستوى اللغوي أو البيئة االجتماعية"‪.‬‬
‫أما‪ Marcel Cohen‬فيقول ‪ :‬وحدة اللغة مطلقا ال وجود هلا‪ ،‬هبذا املفهوم حىت أفراد اجملتمع الذين ال‬
‫ميلكون إال لغة واحدة ال يستعملوهنا بنفس الطريقة يف كل املقامات‪.‬‬
‫ويقول عبد اجلليل مراتض ‪ :‬وحىت العامية العربية اليت فقدت جانبا من حماصنها النحوية والصرفية بفعل آاثر‬
‫العوامل الصوتية وعوامل أخرى مل تتغري بنيتها الوظيفية (هامشي‪ ،2006/2005،‬ص‪..)69‬‬
‫‪-4.1‬الثنائية اللغوية ‪: Diglossie‬‬
‫عند ترمجة مصطلحي الثنائية اللرغوية واالزدواجية اللرغوية قد جند أهنما حيمالن نفس املعىن فمصطلح‬
‫‪ DIGLOSSIA‬يتكون من سابقة يواننية ‪ ، DI‬معناها مثىن أو ثنائي أو مضاعف ‪GLOSS‬ومعناها لغة‪،‬‬
‫والحقة‪ IA‬للحالة فحاصل الرتمجة هوصفة او حالة مثناة ( الثنائية اللرغوية)‪ ،‬ومصطلح‪BILINGUALISM‬‬
‫يتكون من سابقة التينية ‪ BI‬معناها مثىن أو مضاعف و ‪ LINGUAL‬لغوي‪ ،‬والالحقة ‪ ISM‬لداللة على‬
‫السلوك املميز و احلالة‪ ،‬فحاصل الرتمجة سلوك لغوي مثىن ( الثنائية اللرغوية)‪ .‬وهو ما يظهر لنا أهنما داللة على‬
‫كل واحد منهما على معىن مغاير‪.‬‬
‫ويدل ر‬
‫معىن واحد لكن هذا غري صحيح‪ ،‬فهما مصطلحان خمتلفان‪ ،‬ر‬
‫لذا اختلف العلماء والباحثني حول تعريفهما ويعود السبب يف ذلك إىل الرتمجة‪ ،‬فهناك من يرى أ رن الثنائية‬
‫تعرف‬
‫‪ diglossie‬استعمال الفرد ملستويني لغويني من نظام واحد كاللغة العربية) الفصيح والعامي(‪،‬بينما ر‬
‫االزدواجية ‪ bilinguisme‬أبهنا استعمال نظامني لغويني خمتلفني كالعربية واألمازيغية يف اجلزائر‪ ،‬وهناك من‬
‫متاما أي ا رن الثنائية اللرغوية هي‪ bilinguisme‬وهو مصطلح يطلق على ظاهرة‬
‫الباحثني من يرى عكس ذلك ً‬

‫‪273‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫وتعرف أبهنا تنافس‬


‫معني‪ ،‬أما االزدواجية فهي‪ diglossie‬ر‬
‫استعمال لُغتني وتعايُشهما جنبًا إىل جنب يف جمتمع ر‬
‫منطني لغويني من نظام واحد ‪.‬والذي يعين حبسب وليم ‪ -‬مارسني‪ .‬تنافسا بني لغة أدبية مكتوبة ولغة عامية‬
‫مستقرا نسبيًا‪ ،‬يوجد فيه ابإلضافة إىل‬
‫ً‬ ‫لغواي‬
‫شائعة‪ ،‬أي بني الفصحى والعامية‪ ،‬أو حبسب شارل فرغسون وص ًفا ً‬
‫اللهجات املستعملة يف احملادثة العادية‪ ،‬منطا فوقيا عايل التشفري يستعمل يف معظم األغراض املكتوبة واألحاديث‬
‫الرمسية (املصري ‪،‬أبو حسن ‪ ، 2014 ،‬ص‪.)43‬‬
‫مما سبق نستنتج ان االختالف ظل قائما بني الباحثني حول املفهومني فمنهم من يرى ان االزدواجية اللغوية‬
‫هي وجود مستويني لغويني يف نظام لغوي واحد ‪ ،‬احدمها عامي للحديث واالخر فصيح للكتابة والتفكري والعلم ‪،‬‬
‫والبعض االخر يطلقه على وجود لغتني خمتلفيت النظام واحدة قومية واالخرى اجنبية ‪.‬‬
‫يف حبثنا هذا سنعتمد على املصطلح ‪ bilinguisme‬لالزدواجية اللرغوية و ‪ diglossie‬ملصطلح الثنائية‬
‫اللرغوية ‪ ،‬وفقا ملا شاع بني كثري من الباحثني‪...‬اخل ‪.‬لكن مايهمنا هو ااثرمها على الفرد اجيااب وسلبا وكيفية‬
‫التخطيط تربواي لالستفادة منهما ‪.‬‬

‫‪-5.1‬االزدواجية اللغوية‪le bilinguisme :‬‬

‫عرفها رينزو تيتون )‪ Renzo Titone(1974‬ابهنا‪ :‬قدرة الفرد على التعبري بلغة اثنية مع احرتام املفاهيم‬
‫والبىن اخلاصة هبذه اللغة وعدم شرحها بلغته االم ‪ .‬ومنه فالفرد املزدوج اللغة يعرب ابي من اللغتني دون اي مشاكل‬
‫حقيقية ومبخططيهما املختلفني دون اي خلط او مشاكل ‪.‬ودون اي خلل يف املرور بني ترميزي اللغتني اي يتمتع‬
‫بنظامني لغويني مستقلني ومتوازيني ‪. (Titone, 1974, p 11).‬‬
‫اما ‪ (1961) Marouzou‬فيعرفها على اهنا متيز الفرد او اجملتمع ومتكنهما من لغتني بشكل سهل دون اي‬
‫صعوبة يف احدى اللغتني على حساب االخرى ‪.‬اما )‪ Bloomfield (1958‬يرى اهنا حتكم الفرد يف اللغة‬
‫الثانية بسهولة مماثلة للتحكم يف لغته االم ‪.‬‬
‫يتقن الشكلني اللرغويني املختلفني‬
‫وهو ما يدعمه ميشال زكراي اذ يرى أن الشخص أو اجملتمع ثنائي اللرغة هو من ُ‬
‫ُ‬
‫بنفس الدرجة من االتقان (‪.‬ميشال زكراي‪ ، 1993 ،‬ص ‪.)53‬‬
‫يف حني انتقد )‪ W.F.Mackey(1956‬هذا النمط من التعاريف اليت تقارن بني اللغة الثانية واللغة االم‬
‫ورأى انه من الصعب حتديد درجة دقة التحكم بلغة اثنية‪ ،‬كما ان االفراد احادي اللغة ال يتحكمون هبا بنفس‬
‫الدرجة ومن املستحيل التحكم بشكل متساو بني لغتني ‪.‬ويرى انه مفهوم نسيب قابل للتطور وغري مطلق ‪.‬‬
‫)‪.(Titone, 1974, pp 11 12‬‬

‫‪274‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫وهو ما وافقه عليه غروسجني ‪ Francois Graosjean‬حني اعرتض على كون عدة ابحثني عرفوا مزدوج‬
‫اللغة على انه‪ :‬ذلك الذي يتحكم بشكل كلي يف لغتني او اكثر ‪ ،‬اذ يرى ان البحوث احلديثة اعتربت مزدوجي‬
‫اللغة اهنم الذين ميرون بني لغتني دون اخللط بينهما فالعديد من الناس يتقنون ويستخدمون بشكل منظم اكثر من‬
‫لغة دومنا احتياج التقان كفاءاهتا كلية وهو ما دعى الباحثني اىل اقرتاح تعريف جديد لالزدواجية‪(Grosjean, .‬‬
‫)‪1993, p 14‬‬
‫كما ان مكنامارا )‪ : Macnamara (1967‬اعترب ان مزدوج اللغة هو كل شخص يتحكم يف احد مهارات اللغة‬
‫االربعة ‪ :‬الفهم ‪ ،‬الكالم ‪ ،‬القراءة‪ ،‬الكتابة يف لغة اخرى غري لغته االم ‪( Hamers ; Blanc,1983,p 22) 1‬‬
‫ويرى تيتون انه ليس كل مستعمل للغتني هو مزدوج اللغة‪ ،‬فقد يستعمل احدهم لغة ما يف سياق ما مث يرتاجع‬
‫استعماله هلا حىت ختتفي‪ ،‬ايضا ال يرى ان استعمال اللغة الفصحى واللهجة ‪ dialecte‬ازدواجا لغواي حقيقيا‬
‫فهي ختضع لنفس العوامل النفسية والفكرية ‪. (Titone, 1974,p 13-14).‬‬

‫هذا ما يدفعنا اىل التساؤل عن االحباث االوىل هلذا املفهوم ونشأته ‪.‬‬

‫‪ -1.5.1‬نشأة االزدواجية و الثنائية اصطال حا‪:‬‬

‫اول حبــث منشــور عــن االزدواجيــة اللغويــة ســنة ‪1905‬مــن طــرف ماكــاير ‪ Macaer‬بعنــوان الــتعلم مــزدوج‬
‫اللغة يف بالد الغال ‪.(Titone ,1974,p 9) enseignement bilingue au pays de Galle‬‬
‫لكن يعتقد أن األملاين "كارل كرمباخر" كان أول من حتدث عن االزدواجية اللغوية عام ‪1902‬م ‪ ،‬لكن‬
‫الفرنسي "وليم مارسني" هو الذي وضع ابلفرنسية سنة ( ‪ ) 1930‬مصطلح الثنائية ‪ . La diglossia‬وظل هذا‬
‫املصطلح حمدود االنتشار حىت جاء اللساين األمريكي "شارل فرغسو ًن" فجعله شائعا ومتداوال كمفهوم يف‬
‫وعرفه أبن الصراع بني تنوعني للسان واحد ‪ ،‬أحدمها عايل‬
‫اللسانيات عام ‪1959‬م ‪ ،‬حني نقله إىل اإلجنليزية‪َ ،‬‬
‫التصنيف لكنه غري شائع واآلخر دون ذلك ولكنه عام وشائع‪ ،‬ومنذ ذلك التاريخ أصبحت االزدواجية جزءًا ال‬
‫يتجزأ من الدراسات اللغوية (املصري ‪،‬أبو حسن ‪ ، 2014 ،‬ص ص ‪.)47-46‬‬
‫وعرفه أيضا أبنه‪ :‬وضع مستقر نسبيا‪ ،‬توجد فيه ابإلضافة إىل اللهجات الرئيسية للغة لغة ختتلف عنها‪ ،‬وهي مقننة‬
‫بشكل متقن ‪.‬ويتفق مجيع اللغويني العرب مع فريغسون على أن العاميات العربية هي ليست لغات مستقلة عن‬
‫العربية الفصحى‪ ،‬وإمنا هلجات جغرافية أو اجتماعية أصاهبا شيء من التغيري) أو التحريف (يف بعض ألفاظها‬

‫للتوسع اطلع على ‪J –F- Hamers ; Michel Blanc : bilingualite et bilinguisme ,2eme ed,1983 ,Pierre‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪Mardaga ,Belgique .‬‬

‫‪275‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫وبنياهتا ودالالهتا‪ ،‬وأن الفصحى أغىن من العاميات يف مفرداهتا ومصطلحاهتا وتراكيبها‪ ،‬وأن قواعدها أكثر تطورا‬
‫وتقنينا وأوسع انتشارا جغرافيا‪(.‬العياشي‪ ، 2013 2012 ،‬ص ‪.)20‬‬

‫‪ -2.5.1‬أنواع االزدواجية اللغوية‪ :‬تظهر هذه االزدواجية يف جماالت كثرية ويف جوانب متعددة من جوانب‬
‫يرتتب عليه اختالف اشكاهلا ابختالف اجملاالت االجتماعية اليت تظهر فيها‪ ،.‬حيث نتج عن ذلك‬ ‫اجملتمع‪ ،‬مما ً‬
‫أنواع متعددة من هذه االزدواجية حسب أبعاد خمتلفة هي درجة اإلتقان‪ ،‬وطريقة التعلم‪ ،‬وكذا املهارات اللغوية‬
‫والثقافية وغريها‪:‬‬
‫*بعد اجلودة‪:‬‬
‫‪-‬استعمال لغتني مع حتريف بعض تراكيب ومفردات اللغة الثانية أتثرا ابللغة األم‪.‬‬
‫‪-‬التمكن من نظام لغتني ومفرداهتا ‪ ،‬لكن األداء اجليد يكون للغة واحدة‪.‬‬
‫‪-‬الـتمكن مـن أداء اللغتـني ‪ ،‬ولكـن ال يـتحكم بصـورة جيـدة ابلنظـام اللغـوي والرتكيـيب واالفـرادي إلحـدى‬
‫اللغتني‪.‬‬
‫‪-‬إكتساب قدر متساو من املفردات للغتني ‪ ،‬اذ ال جييد إحدامها فيستعملها معا‪ ،‬كأن حيسب بلغة ويغين‬
‫بلغة اثنية‪(.‬هامشي‪ ،2006/2005،‬ص‪.)15‬‬
‫*بعد الوسط االجتماعي الثقايف املعريف‪:‬‬

‫‪ -‬االزدواجية الفردية ‪:le bilinguisme individuel‬‬


‫يتعلق هذا النوع من الثنائية ابلفرد بشكل خاص‪ ،‬فإذا كان مدار احلديث الفرد ولغتيه‪ ،‬فان معىن ذلك‪،‬‬
‫احلديث عن الثنائية اللغوية الفردية ويف مثل هذه احلالة تتم دراسة الثنائية اللغوية كظاهرة فردية‪ ،‬وتسمى‬
‫ابلفردية ألهنا ختتص ابلفرد وتنسب إليه ‪( .‬كايد حممود‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪)80‬‬
‫يرى رينزو تيتون ان االزدواجية الفردية نشاط لغوي ‪ acivité linguistique‬ألن اللغة كنظام رمزي‬
‫تنتمي اىل منظومة اجتماعية يعرب عنها هبذا النشاط ‪(Titone ,1974,p 20).‬‬

‫‪-‬االزدواجية االجتماعية ‪: le bilinguisme social‬‬


‫هذا النوع يعىن بدراسة هذه الظاهرة كظاهرة عامة يف اجملتمع‪ ،‬تتناول هذه الدراسة العوامل اللغوية‬
‫املتصارعة داخل اجملتمع‪ ،‬و تفاعالهتا و أتثرياهتا يف ذلك اجملتمع‪ ،‬و هذا يتطلب دارسة اللغات املستخدمة‬
‫يف هذا اجملتمع‪ ،‬فندرس اللغة األقوى‪ ،‬و لغة األكثرية‪ ،‬و لغة األقلية‪ ،‬بغرض وضع سياسة انجحة يف‬
‫التعليم‪.‬‬

‫‪276‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫وهذه الثنائية تعين أن هناك لغتني مستخدمتني يف جمتمع ما‪ ،‬كما ال تعين ضرورة استخدام كل من‬
‫األفراد اجملتمع للغتني ‪ (.‬كايد‪ ،2002 ،‬ص ص‪.) 81-80‬‬
‫‪ -‬االزدواجية اللغوية الصناعية‪ le bilinguisme artificiel :‬تنشأ حني يكون الطفل املهاجر‬
‫جمربا على استعمال لغتني ليستطيع التواصل مع والديه من جهة ‪ ،‬ومع احمليط واجلريان من جهة اخرى ‪،‬‬
‫وهو ما قد يكون منبعا للضغوط واالضطراابت ‪. (sillamy ,2003 ,p40).‬‬
‫يرى هامرس وبالنك ‪ :Hamers et Blanc 1983‬انه ميكننا تقسيم االزدواجية اللغوية حسب ابعاد خرى مثل‪:‬‬
‫*بعد الكفاءة ‪:‬‬
‫_ ازدواجية متوازنة ‪ le bilinguisme é quilibré‬اي تساوي كفاءة الفرد يف اللغتني اي‬
‫التحكم فيهما بشكل جيد معا كنظامني ثقافيني خمتلفني انجتة عن اسباب قد تعود اىل عامل سن‬
‫االكتساب وظروفه ‪..‬‬

‫_ ازدواجية سيادية ‪ :le bilinguisme dominant‬اذ تسود احدامها عن االخرى وقد تؤثر‬
‫فيها ‪) Hamers , Blanc , 1983, pp 23-25).‬‬
‫*بعد العالقة بني اللغة والتفكري ‪:‬‬
‫_ازدواجية لغوية مركبة ‪ :composé‬اذ يكون لكل مدلول دالني من كل لغة منهما ‪(Hamers ,‬‬
‫)‪Blanc , 1983, pp 23-24‬‬
‫_ ازدواجية لغوية متناسقة ‪ :coordonné‬يكون لكل مدلول داال خمتلفا عن االخر يف كل لغة‬
‫منهما ‪.‬وقد جند ان الفرد يستخدم الرتكيب يف تعامله مع مفاهيم معينة واالتنسيق مع مفاهيم اخرى‬
‫)‪.)Hamers , Blanc, 1983 ; pp 23-24‬‬

‫* بعد زمن االكتساب ‪ :‬جند حسب كايب ثالثة أمناط ‪:‬‬


‫‪-‬اكتساب اللغتني معا ‪ :‬جنبا اىل جنب ‪.‬‬
‫‪-‬اكتساب تتابعي تلقائي ‪ :‬اي بعد اكتسابه لغته االوىل لكن بشكل تلقائي‬
‫‪ -‬االكتساب ابلدراسة املنظمة املقصودة ‪ :‬اي قصداي وبشكل منظم لكن بعد اكتسابه لغته االم (‬
‫سيجوان‪ ،‬مكايب‪1415 ،‬ه‪ ،‬ترمجة‪ :‬القعيد ‪ ،‬ص ص ‪.) 95.96‬‬
‫ومنه نستنتج ان االزدواجية قد تتأثر بعدة عوامل ختتلف ابختالفها ‪.‬وهذا ما يدفعنا اىل التساؤل عن ابرز هذه‬
‫العوامل ‪.‬‬

‫‪277‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫‪-3.5.1‬العوامل املؤثرة على االزدواجية‪:‬‬


‫صنف ماكي ‪Mackey‬مزدوجي اللغة حسب ‪ 6‬فئات كربى يقابلها عوامل هي‪:‬‬

‫‪-‬درجة االزدواجية ‪ :degré‬حسب عدد اللغات املتكلمة اي عدد اللغات املستعملة وبكفاءة و نقصد بدرجة‬
‫االزدواجية مستوى التحكم يف كل لغة مبستوايهتا النحوي الفونولوجي الداليل‪...‬يف قدرات الفهم واالنتاج (لفظيا‪،‬‬
‫كتابيا‪ ،‬تعبريا‪ ،‬فهما مسعيا ‪ )...‬فهو مهم جدا للحكم على درجة االزدواجية لديه ‪.‬‬
‫‪-‬منط اللغات املستعملة‪ :‬اي هل هي من نفس اجلذور ومتجاورة مثل االسبانية وااليطالية ام ال ‪.‬‬
‫‪-‬أتثري كل لغة على االخرى‪ :‬خاصة يف النطق وميز بني نوعني تداخل معجمي ‪influences lexicales‬‬
‫وتداخل بنيوي ‪ influences structurales /‬وهو ما يقابله عامل التداخل اللغوي ‪ l’interférence‬الذي‬
‫قد يقلق الباحثني واالولياء اذ يلجا الفرد اىل استخدام لغة ما للتحدث مث ينتقل اىل االخرى او يكتب لغة ما‬
‫حبروف لغة اخرى ‪.‬وهو يظهر يف االستعمال الشفهي اكثر منه يف الكتايب ‪.‬‬
‫‪-‬درجة اجلودة يف اللغتني ‪.‬‬
‫‪-‬التذبذب ‪ oscillation‬كأن يبدأ كالمه بلغة ما وينهيه أبخرى ‪.‬ويقابله عامل التناوب ‪altérnance‬يف‬
‫استعمال اللغتني بشكل سلس حسب ظروفه وحسب املتلقي وحىت حسب املواضيع والسياق ‪le contexte‬‬
‫املتكلم فيه اذ يسهل استعمال لغة عن اخرى يف كل جمال ‪.‬‬
‫‪-‬التوظيف االجتماعي ‪: fonction‬يف جمتمعات ثنائية ميكنه التحدث بلغة يف عمله ولغة اخرى مع االصدقاء‬
‫او الشارع كما حيدث ام يتكلم املهاجرون لغة البلد الذي يسكنونه يف حني حيدثون ابناءهم بلغتهم االم ‪.‬‬
‫)‪.(Titone, 1974,p 17-25‬‬

‫كما توجد عوامل اخرى جتعل الفرد خيتار لغة ما عن اخرى فتختلف ابختالف وظائف كل لغة كعامل مدة‬
‫التعلم ‪duree‬والتكرار ‪fréquence‬والسياق اللغوي‪ contexte‬والضغط االجتماعي ‪pression‬‬
‫‪ (sillamy ,2003 ,p39). social‬وهو ما يقودان اىل التحقق من العوامل اليت قد تدعم هذه االزدواجية‬
‫اجيااب ‪.‬‬

‫‪-4.5.1‬عوامل جناح االزدواجية اللغوية العائليه املتوازنة ‪:‬‬


‫حسب )‪ Susanne Mahlstedt (1996‬اهم عوامل جناح االزدواجية اللغوية يف العائلة هي‪:‬‬
‫‪ -‬ان يكون الوالدان مزدوجي اللغة حبد ذاهتماو يتمتعان بشخصية قوية‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تقوية اللغة الضعيفة ابعطائها وظيفية واضحة ‪.‬‬

‫‪278‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫‪ -‬حتديد وختطيط اسرتاتيجية والدية متماسكة واعطاء توازن يف طرح اللغتني ‪.‬‬
‫‪ -‬دعم اجيايب من احمليط حنو مزدوجي اللغة وعدم املبالغة يف الوقوف على الصعوابت الدقيقة ‪.‬‬
‫‪ -‬السعي اىل اكساب هوية متعددة الثقافات للمتلقي‪.‬‬
‫‪ -‬السفر اىل بلد اللغة االقل اكتسااب والتواصل مع اطفال اخرين يتكلمون اللغة االضعف‬
‫)‪(Geiger-jaillet, p3‬‬
‫ميكننا اضافة عامل السياق املنفصل لكل لغة‪ ،‬اذ من اخلطأ ان تنمو اللغتان يف سياق ثقايف واحد ينتج عنه هتميش‬
‫للغتني مما قد ينتج اتخرا معرفيا مقارنة أبحاديي اللغة ‪.) Hamers, Blanc, 1983, p25).‬‬

‫وعامل احمليط اللغوي‪ :‬ونعين ابحمليط اللغوي كل املؤثرات اللغوية اليت يتعرض هلا الطفل يف حياته ‪ ،‬ابتداء من‬
‫األسرة إىل املدرسة ‪ ،‬مرورا ابلروضة و الشارع‪ .‬واملؤسسات الرتبوية ( حضانة‪،‬روضة‪، )..‬مجاعة الرفاق ‪ ،‬وسائل‬
‫اإلعالم‪ ،‬املدرسة‪ ،‬املسجد (هامشي‪ ،2006/2005،‬ص‪.)23‬‬

‫‪-6.1‬التداخل اللغوي ‪: interference linguistique‬‬


‫يقـول أمحـد اجلنـدي "‪:‬تقتضـي نـواميس اللغـات أنـه مـىت انتشـرت اللغـة يف منـاطق واسـعة مـن األرض‪ ،‬وتكلـم هبـا‬
‫طوائف خمتلفة من الناس استحال عليها االحتفاظ بوحدهتا طويال و هذا انطبق على اللغة العربية عنـد انتشـارها‪،‬‬
‫فقـد انقسـمت إىل هلجـات‪ ،‬واختـذت كـل هلجـة منهجـا خاصـا حتـت أتثـري ظروفهـا اخلاصـة هبـا ‪ ،‬ورغـم ذلـك بقيـت‬
‫اللغة العربية لغة علم وثقافة (شوال‪،‬دون اتريخ‪ ،‬ص ‪.)119‬‬

‫فاللغة ليست ساكنة حبال من األحوال بل متغرية فعلى الرغم من أن تغريها قد يبدو بطيئا يف بعض األحيان ‪.‬‬
‫فاألصوات والرتاكيب والعناصر النحوية وصيغ الكلمات ومعانيها معرضة كلها للتغري او التحويل‪ .‬ابختالف سرعة‬
‫هذا التحول من لغة اىل اخرى وهذه هي سنة التطور اللغوي لدى كل أمة سواء تعلق ذلك اللغة املكتوبة او اللغة‬
‫املنطوقة (املعتوق ‪،1996‬ص ‪.) 50‬‬

‫ويؤيد وجهة نظر احلريصني أو املتخوفني من استعمال اللغة الثانية‪ ،‬ما يقوله كلوس(‪ )kloss.1969‬أب رن "‬
‫اللغات ال ميكن أن يرتك بعضها بعضاً وشأنه‪ ،‬فاللغة دائماً حتاول أن تزيح األخرى جغرافياً واقتصادايً"‪( .‬حتاملة‪،‬‬
‫دون اتريخ‪ ،‬ص‪.)101‬‬

‫‪ -1.6.1‬تعريف التداخل‪ :‬يصطلح على التداخل" ‪:‬نفوذ بعض العناصر اللغوية من لغة إىل لغة أخرى مع أتثري‬
‫الواحدة يف األخرى واملقصود هنا ابلعناصر اللغوية مكوانت اللغة من حروف وألفاظ وتراكيب ومعان وعبارات "‬
‫(اخلويل‪ ،2002 ،‬ص ‪ .)91‬وهو عبارة عن تطبيق نظام لغوي للغة ما أثناء الكتابة أو احملادثة بلغة اثنية‪.‬‬

‫‪279‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫يف حني يعرفه أوريل فينريش‪ " Uriel Weinreich‬أنه احنراف عن قواعد إحدى اللغتني اللتني يتحدث هبما‬
‫ثنائيو اللغة نتيجة لالتصال احلاصل بني اللغتني‪ (.‬شوال ‪،‬دون اتريخ‪ ،‬ص ‪.)120‬‬
‫كما يرى رينزو تيتون ان االحباث اثبتت ان اللغات تتداخل وتتغري وتتبادل التأثري وحيدث بينها ما يسمى‬
‫االستعارة ‪ empreint linguistique‬وان االزدواجية قد تظهر بعدة اشكال كتمكن الفرد من لغته االم‬
‫والتكلم بلغة اثنية دون اتقاهنا ‪ ،‬او التكلم بلغة اجنبية ظاهراي وهلجته احمللية سراي يف جمتمع ضيق مثل ما حيدث‬
‫عند الغجر والرببر –كما مساهم هو‪-‬يف املغرب ‪.‬‬

‫كما ان التداخل اللغوي ادى اىل ظهور لغات او اختفائها سواء كان هذا االزدواج جزئيا او كليا ‪ .‬وهو ما يسمى‬
‫االنتقال اللغوي ‪.la transition bilingue‬‬

‫اما االستعارة فتكون على درجات فتكون بسيطة ابستعارة كلمة ما دومنا تغيري لبنائها او داللتها ونطقها مثل‬
‫كلمات ‪ dancing / smoking/parking‬اليت اصبحت امساء يف الفرنسية وااليطالية يف حني ان‬
‫كلمات اخرى ال حتتفظ مبعانيها االصلية يف اللغة املستقبلة هلا فتتغري معانيها وبناها النحوية والصرفية ‪.‬‬
‫)‪(Titone, 1974,pp 14-16‬‬

‫ومنه فالتداخل له عالقة ابلكالم كظاهرة فردية غري دائمة للغة يظهر يف التواصل الشفهي العفوي اكثر منه يف‬
‫التواصل الكتايب ‪ ،‬اما االستعارة اللغوية فهي ظاهرة اجتماعية تتجاوز االستعمال الفردي لكوهنا اثبتة نسبيا‬
‫)‪(Titone ,1974,pp 25-26‬‬
‫‪-2.6.1‬انواع التداخل اللغوي‪:‬‬
‫‪-‬التداخل السليب‪ :‬حيدث هذا التداخل عندما حياول املتعلم أن يتكلم اللغة الثانية‪ ،‬فيستبدل بصورة ال شعورية‬
‫عناصر من لغته األم املتأصلة يف نفسه بعناصر من اللغة الثانية‪ ،‬فيتسبب هذا النوع يف كثري من الصعوابت اليت‬
‫يواجهها الطالب ‪.‬‬
‫‪-‬التداخل اإلجيايب‪ :‬حيدث هذا التداخل عندما حياول الطالب فهم ما يسمع من اللغة الثانية‪ ،‬وكلما ازداد‬
‫التشابه بني لغة الطالب األم واللغة الثانية اليت يتعلمها أصبح فهم اللغة الثانية أيسر (بناين‪ ،2015 ،‬ص‪.)108‬‬
‫‪-3.6.1‬مستوايت التداخل اللغوي‪:‬‬
‫‪-‬املستوى الصويت‪ :‬الذي يؤدي إىل ظهور هلجة أجنبية يف كالم املتعلم تبدو واضحة يف اختالف النرب والقافية‬
‫والتنغيم وأصوات الكالم‪.‬‬

‫‪280‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫‪-‬املستوى النحوي‪ :‬وقوع املتعلم يف أخطاء تتعلق بنظم الكالم أي ترتيب أجزاء اجلملة و يف استخدام‬
‫الضمائر‪ ،‬ويف استعمال عناصر التخصيص مثل أل التعريف )وأزمنة األفعال وحكم الكالم ( مثل اإلثبات‪،‬‬
‫والنفي‪ ،‬واالستفهام‪ ،‬والتعجب‪.‬‬
‫‪-‬املستوى املفردايت‪ :‬اقرتاض كلمات من اللغة األم ودجمها يف اللغة الثانية‪ ،‬وإذا كانت الكلمة مستخدمة يف‬
‫اللغتني ولكن مبعنيني خمتلفني‪ ،‬فقد يستخدمها املتعلم مبعناها يف لغته األم وهو يتحدث ابللغة الثانية‪.‬‬
‫‪-‬املستوى الداليل‪ :‬عندما تضم اللغتان األوىل والثانية كلمة واحدة‪ ،‬ولكنها تستعمل مبعنيني خمتلفني‪ ،‬فإن متعلم‬
‫اللغة الثانية قد مييل إىل فهم تلك الكلمة مبعناها يف لغته االوىل‪.‬‬
‫‪ -‬املستوى الكتايب‪ :‬التداخل يف مستواه الكتايب تداخل حيصل حلظة تشابه نظام الكتابة يف اللغة الثانية واللغة‬
‫األم حيث مييل املتعلم إىل كتابة نظام اللغة الثانية وفق ما يتلفظ به من أصوات يف نظام لغته األم‪ .‬مثل كتابة ث‬
‫اتء ابلنسبة للطفل املغريب (بناين‪ ،2015 ،‬ص ص ‪.)111-109‬‬
‫يف حني يرى ‪ Hamers et Blanc‬ان اخللط اللغوي ماهو اال مرحلة تدرجيية الكتساب االزدواجية اذ يقوم‬
‫هبا الطفل بشكل واع ابن النظامني اللغويني منفصلني وهذا يدل على انه اسرتاتيجية عادية للتعبري واستغالل لغتيه‬
‫يف التواصل ‪ ،‬وهو يظهر بشكل اكرب يف االمساء وأن الطفل عندما يوجه كالمه اىل راشد احادي اللغة فإن نسبة‬
‫اخللط تقل بشكل ارادي من الطفل ‪.‬‬
‫كما انه يتناقص مع التقدم يف العمر والتحكم يف اللغتني )‪.( Hamers ,Blanc,1976,pp98-99‬‬

‫‪-2‬عالقة االزدواجية اللغوية ببعض املفاهيم‪:‬‬

‫‪-1.2‬عالقة االزدواجية اللغوية ابلبىن العصبية وسن االكتساب‪:‬‬

‫اختلفت االراء حول البن ية العصبية ملزدوجي اللغة اال ان التكنولوجية املتطورة لتصوير الدماغ ااتحت لنا‬
‫االطالع على اليات اللغة عصبيا ويف هذا الصدد يشري ‪ Dalgalian 2000‬اىل ان ازدواجية الطفل ليست‬
‫اجلمع بني لغتني يف دماغه امنا بناء القدرات اللغوية ذات شقني نتيجة اللمرونة العصبية الدمغتهم حيث ميكنهم‬
‫تعلم اكثر من لغتني حىت سن ‪. 7‬‬

‫واثبتت جتارب ‪ Weikum‬ان الطفل ميكنه ان مييز بني اللغة الثانية ولغته االم انطالقا من ‪ 6‬اشهر اىل ‪ 18‬شهرا‬
‫‪.‬لترتاجع قدرته عند ‪ 5- 3‬سنوات خاصة اذا كان احمليط احادي اللغة على عكس احمليط متعدد اللغات (اغالل ‪،‬‬
‫بلخري ‪ ،2013،‬ص‪.) 250‬‬

‫‪281‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫كما اظهرت دراسة ‪ Lem2011‬اليت اهتمت ابلتمثالت الذهنية عند الراشد املزدوج اللغة ان املناطق العصبية‬
‫املنشطة للغة ‪ 1‬نفسها مع اللغة ‪ 2‬وان التصوير املغناطيسي اظهر ان منطقة بروكا هي من تنشط سواء تعلم اللغة‬
‫الثانية بشكل مبكر اومتأخر ‪ ،‬اال ان االنسان يف اول تعلمه للغة ‪ 2‬تنشط منطقة خمتلفة عن لغته االم مث تندجمان‬
‫واظهرت جتربة على ‪ 70‬فرنسيا تعلموا اللغة اهلندية مث متت املقارنه بني ‪ 10‬املتفوقني ‪ 10‬املتاخرين اظهرت الصور‬
‫ان القشرة السمعية اليسرى اكثر تطورا لدى اجملموعة االوىل (اغالل ‪ ،‬بلخري ‪ ،2013،‬ص‪) 251‬‬
‫كما ان دراسة ‪ Grosjean 1980‬اكدت عدم اختالف البنية التشرحيية للدماغ بينهما ‪(Grosjean ,‬‬
‫) ‪2003 ,p 25‬‬
‫يف حني عارضته دراسة ‪ 1978Walters et Zattore‬اليت اشارت اىل اختالف تكويين يف الفص السائد بني‬
‫احادي ومزدوجي اللغة ‪.‬‬
‫وأجرى ٌّ‬
‫كل من ألربت وأولفر( ‪ )Albert and Oliver,1978‬دراسة تتعلق ابألعصاب‪ ،‬وخلصا إىل أن‬
‫مزدوج اللغة يستعمل دماغه أكثر من أحادي اللغة‪ ،‬ومع حمدودية التجارب لكن تبني أن اجلزء املتعلق بوظائف‬
‫اللغة يف الدماغ عند أحادي اللغة ما زال على حاله‪ .‬وأجرى الباحثان مراجعة للعديد من الدراسات والبحوث‬
‫ملتعددي الل غات من ثالث لغات إىل ست وعشرين لغة‪ ،‬فوجدوا أن مناطق حمددة يف الدماغ قد تطورت بشكل‬
‫ملحوظ‪..‬‬
‫نستخلص من هذه الدراسة أن مناطق حمددة يف الدماغ تسيطر على اللغة‪ ،‬وهذه األجزاء ميكن أن تتغري وتتطور‬
‫مع اخلربة احلياتية‪( .‬حتاملة‪ ،‬دون اتريخ‪ ،‬ص‪.)103‬‬
‫اما عن سن االكتساب فقد قدمت الدراسة اليت قام هبا رونيات ‪ Ronjat 1913‬على طفله دليال عمليا‬
‫على امكانية تعليم الطفل لغتني بشكل متزامن ومبكر جدا وهو ما قد يصل به ال اىل تعلمهما فقط بل اتقاهنما اذ‬
‫يكون قادرا على الفصل بني النظامني اللغويني والرتمجة بينهما‪. 1‬‬
‫وقدم ‪ Penfield‬بنفيليد عامل االعصاب املعروف تفسريا فيسيولوجيا ملا مساه مبرحلة النمو احلرجة يف منو النسيج‬
‫العصيب للمخ ميكن ان يتم من خالهلا اكتساب شبه تلقائي النظمة عديدة من االشارات اللفظية عند ‪ 3‬و‪4‬‬
‫سنوات قبلها اليكون املخ انضجا متاما وال مران ابلقدر الكايف وابنتهائها تتالشى درجة املرونة مما جيعل تعلم نظام‬
‫جديد عملية غري مباشرة‪ ( .‬سيجوان‪ ،‬مكايب‪1415 ،‬ه‪ ،‬ترمجة‪ :‬القعيد ‪ ،‬ص‪.) 102‬‬

‫‪ 1‬للتوسع ميكنك االطالع على مرجع ‪Renzo Titone : le bilinguisme précoce ,1972 , p p 335 ;336 ; 57‬‬

‫‪282‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫ولعل نظرية التثبيت االنتقائي للمشابك العصبية تدعم هذا الطرح اذ ترى اهنا تضمر اذا مل تستثر يف العمر املناسب‬
‫‪ .‬وهو ما يتعلق ايضا بقدرة الطفل على انتاج االصوات اذ تتالشلى تدرجييا وتقتصر على االصوات اليت درهبا فقط‬
‫ويصعب عليه انتاج غريها ‪(Geiger, 2005 ,pp 85 ,86).‬‬
‫ويف مرجع اخر يرى بنفليد ان املرونة العصبية تستمر اىل غاية ‪ 9‬سنوات لتتضاءل تدرجييا بعدها لتصلب املناطق‬
‫الدماغية اخلاصة ابللغة ‪ ،‬اال ان بعض الدراسات تشري اىل ان هذا التضاؤل ال حيدث اال بعمر ‪ 21‬سنة ‪ ،‬ويرى‬
‫ماكاي ‪ Mackey‬ان هذا التناقض ظاهري فهناك فرق بني فقد االستعداد الشكلي ‪aptitude formelle‬و‬
‫فقد االستعداد الداليل ‪ aptitude sémantique‬اذ خيتلف زمن اكتساهبا فيما بينها ‪(Mackey, 1976 ,p‬‬
‫)‪391‬‬
‫وهو ماتبناه غروسجني‪ Grosjean‬اذ يرى انه ال حدود يف عمر اكتساهبا فاالزدواجية اللغوية ميكنها ان تعلم‬
‫للطفل منذ نشأته االوىل يف االسرة فيمكنه النمو مع لغتني او اكثر او من جريانه ومدرسته‪(Grosjean, . 1‬‬
‫)‪2018 ,p12‬‬
‫‪ -2.2‬االزدواجية اللغوية وتكوين املفاهيم‪:‬‬
‫تساءل العديد من الباحثني )‪Weinreich ،‬فرينيتش‪ ،‬يونغ ‪ 1986Young‬وآخرون( عن كيفية ختزين املفاهيم‬
‫لدى مزدوج‪ ،‬وهل ختتزن املفاهيم بطريقة منفصلة لكل لغة أم العكس‪.‬واعاد البعض ذلك اىل نوع االزدواجية ‪:‬‬
‫‪-‬فاإلزدواجي املتزن (املسيطر على لغتني معا) ميلك نظامني داللني منفصلني‪ ،‬وكل واحد له ارتباطات خاصة به‬
‫(بني الدال واملدلول)‪.‬وابلتايل خيتار ترتيب املفاهيم بطريقة تتفق مع اإلجبارية الداللية اخلاصة هبذه اللغة‪ ،‬بينما‬
‫جند االزدواجي املركب ميلك نظاما متحدا أو مندجما ال يسلك سلوك املتحدث األصلي يف أي من اللغتني‪ ،‬نظرا‬
‫لكون الوحدات الداللية متثل خليطا للنظاميني اللغويني‪،‬فيتكلم اللغة األم كاألصلي‪ ،‬لكنه يرجع إليها ايضا فيما‬
‫خيص الداللة عند حتدثه بلغة اثنية‪ ،‬ألنه يستعني بنظامها اللغوي والداليل عند التعبري ابللغة اثنية "‪.‬فهو ال ميلك‬
‫إال نظاما لغواي واحدا هو نظام لغته األم‪ ،‬و اللغة األخرى تستعمل عادة بواسطة الرتمجة‪.‬‬
‫وهذا يبني إحدى الصعوابت اليت يعاين منها االزدواجي غري املتزن‪ ،‬أي أن يرتجم عناصر لغة إىل أخرى‪ ،‬ويف العادة‬
‫من اللغة الثانية إىل اللغة األم‪ ،‬هذه الظاهرة منتشرة لدى األطفال املتمدرسني‪( .‬شعباين‪ ،2005/2004،‬ص‬
‫‪.)121‬‬

‫‪ 1‬للتوسع اكثر اطلع على مرجع ‪WILLIAM F. MACKEY Langues et linguistique, numéro spécial :‬‬
‫‪Département de langues, linguistique et traduction Faculté des lettres, Université Laval‬‬
‫)‪Québec (Québec‬‬
‫‪283‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬
‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫وحىت االزدواجي املتتابع )‪ (Subordonné‬له صعوبة يف تنظيم تصوراته الذهنية للمفاهيم املكتسبة و"لكي‬
‫يصف بلغة اثنية أحدااث معربا عنها بلغته األم‪ ،‬فإن ذلك يتطلب ترمجة ولو ضمنية على كل مستوايت البنية اللغوية‬
‫إىل التحقيق السمعي أو اخلطي للرتمجة يف اللغة الثانية" (شعباين‪ ،2005/2004،‬ص ‪.)121‬‬
‫ويرى ‪"Lambert 1967‬أن البنية الداللية للغة ما ميكن أن تؤثر يف التنظيم املعريف " ‪.‬كما يضيف ‪Hamers‬‬
‫و‪ Blanc‬يف كتاهبما» ‪" « bilingualité et bilinguisme‬يفرتض على ازدواجي اللغة تنظيم تصوراته‬
‫الذهنية حبيث يتم هذا التنظيم بتناسق العمليات املعرفية فيما بينها (من فهم‪ ،‬تذكر‪ ،‬إدراك‪ )...‬ومعاجلة املعلومات‬
‫واملفردات املكتسبة على مستوى الذاكرة الداللية‪( .‬شعباين‪ ،2005/2004،‬ص ‪.)126‬‬
‫‪-3.2‬االزدواجية اللغوية واللغة العربية‪:‬‬
‫من خصائص اللغة العربية جند أن املبىن الصريف اللغة العربية مبىن غري خطي حبيث يتم اإلشتقاق من اجلذر‬
‫الواحد حسب األوزان الصرفية املختلفة وهذا جيعل من الوعي الصريف عند الطفل العريب مهمة صعبة مقارنة‬
‫ابلطفل اإلجنليزي‪ ،‬فالنظام الصريف لإلجنليزية أكثر شفافية منه يف العربية‪ ،‬بينما جند العكس مع النظام اإلمالئي أي‬
‫األرتوغرايف ‪ ،‬وهلذا جند املتعلم للقراءة يف العربية يعتمد على املعاجلة الصوتية أكثر من املعاجلة الصرفية وهذا ما يؤثر‬
‫على السرعة يف القراءة فإذا اسرع يكون اعتماده على املعاجلة الصرفية أكرب ‪.‬‬
‫‪-‬كما جند صعوبة تتعلق أبشكال احلروف حسب موضعها يف الكلمة‪.‬‬
‫وتعترب اإلزدواجية اللغوية من أهم التحدايت اليت تواجه عملية اكتساب القراءة ابللغة العربية ألن اللغة اليت‬
‫يتحدث هبا ختتلف عن اللغة اليت يتعلمها يف املدرسة يف مبناها صوتيا ‪،‬صرفيا ‪،‬مفرداتيا ‪ ،‬حنوا وصرفا ‪.‬‬
‫‪-‬و تتعلق هذه الصعوابت أساسا ابلكتابة ألن الصوت الواحد يكتب أبكثر من شكل حسب موقعه يف الكلمة‪.‬‬
‫و حيدث العكس أثناء القراءة حبيث كل حرف له صوت واحد ‪ ،‬يؤكد بكداش أن "النظام األجبدي يف اللغة‬
‫العربية ميتاز ابلسهولة ألن احلرف الواحد يف هذه اللغة يلفظ على وجه العموم بطريقة واحدة "‬
‫وهذا طبعا عكس بعض اللغات مثل الفرنسية اليت يرمز لصوتني خمتلفني حبرف واحد مثل ‪ s‬فهو ينطق مرة ‪ s‬ومرة‬
‫أخرى ‪ z‬أو ‪ c‬مرة ينطق ‪ s‬ومرة‪ ، k‬وال يوجد يف العربية حروف مركبة لرتميز صوت معني مثل ‪ ch‬لصوت ش و‬
‫ابلنسبة للحركات نفس املالحظة فهي اثبتة على عكس الفرنسية صوت‪ O‬قد تكون كتابته ‪ o‬او ‪ au‬او ‪( .eau‬‬
‫قالب ‪ ،2013/2012،‬ص‪.) 152‬‬
‫فالكتابة العربية كتابة فونولوجية تقوم على التقابل بني الصوت اللغوي والعالمة املكتوبة أو احلركة ومنه فمعرفة‬
‫القراءة ابللغة العربية "تتطلب فقط تعلم قواعد التقابل املكتوب – املنطوق "‪ ،‬ابستثناء بعض احلاالت مثل الواو‬

‫‪284‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫والياء اللذان ينطقان كصامتني يف كلمات وصائتني يف كلمات اخرى‪ ،‬واأللف تكتب ممدودة ومقصورة لكنها‬
‫تنطق كمصوت واحد‪.‬‬
‫وتتميز اللغة العربية بوجود احركات احلروف (التشكيل) مما أعطى صفة الشفافية للغة العربية أما إذا غاب‬
‫التشكيل تصبح غري شفافة لكن تبقى ممكنة و‪-‬هذا ما مييز اللغة العربية عن اللغات األخرى‪ -‬لكن بشرط "ان‬
‫يعتمد القارئ على سياق الكالم وداللة السوابق واللواحق"‪.‬‬
‫اذا اكتساب قراءة الكلمات عملية سهلة نسبيا بفضل الكتابة املنظومة للغة العربية حبيث اعتربت " اللغة العربية‬
‫املشكولة منظومة ارتوغرافية شفافة أي هناك عالقة واضحة واثبتة نسبيا بني املبىن األرتوغرايف واملبىن الصويت"(‬
‫قالب ‪ ،2013/ 2012،‬ص‪.) 153‬‬
‫ومنه نتساءل هل عسر القراءة خيص بعض اللغات ‪ :‬ان عسرالقراءه مشكل عاملي يصيب ‪8‬ب‪ 100%‬من‬
‫االطفال املتمدرسني ‪ ،‬يف خمتلف اللغات ولكن اتثريها يكون اكرب يف اللغات غري الشفافه (أي عندما تكون‬
‫العالقة بني االصوات والعالمات املكتوبة غري مباشرة وغري متناسقة) اذ جند ان اللغة الفرنسية هبا نسبة كلمات غري‬
‫شفافة وعسر القراءة اكثر شيوعا يف اللغتني االجنليزية والفرنسية عنه يف االيطاليه االسبانية و االملانية اليت تعد‬
‫لغات شفافة أي ان هلا درجة كبرية من التطابق بني الصوت والرسم املتعلق به‪ ( .‬دميون‪ ، 2006،‬ص ‪.)164‬‬
‫مما سبق نتساءل عن ااثر االزدواجية اللغوية سلبا واجيااب على مكتسبيها ‪.‬‬
‫‪-3‬ااثر االزدواجية اللغوية‪:‬‬
‫لوحظ ان االزدواجية اللغوية يف اقاليم مثل الزاس وبريطانيا مل تؤثر سلبا اذ بقي املواطنون يستعملون ومرتبطون‬
‫بلغاهتم االصلية‪ ،‬ويف بعض البلدان مثل بلجيكا يف مرحلة ما قبل املدرسة يتعلم الطفل اللغات اليت تستعمل يف‬
‫منطقته وحميطه دون صعوبة ‪ ،‬رغم أن بعض الباحثني مثل بيشون ‪ E.Pichon‬يعتقدون ان االزدواجية اللغوية‬
‫قد جتعل الوظائف االساسية للغة تضطرب وجتعل من الطفل خاضعا لتأثري ثقافتني ‪ ،‬منوذجني خمتلفني من التفكري‪،‬‬
‫ونظا مني من العالقات بني الكلمات واملفاهيم ‪ ،‬واليت ال ميكنه تغطيتهما ومعاجلتهما بدقة ‪ .‬يف حني ان دراسات‬
‫)‪ (J.K.Bhatnagar ,M.Eiesenstein , D.A.Wagner 1980‬اظهرت–على العكس‪ -‬ان االطفال‬
‫مزدوجي اللغة ‪ les bilinguismes‬لديهم متيز ذهين على احادي اللغة ‪les monolinguismes‬‬
‫‪.(Sillamy, 2003, pp39.40).‬‬

‫وتعترب اللغة يف هذا اجلانب مرتكزاً أساسياً لتنمية شيت املهارات األخرى اليت يكتسبها الفرد‪،‬كما أن مجيع املهارات‬
‫اللغوية متداخلة ومتشابكة وأي مهارة يكتسبها الفرد تساعده علي اكتساب األخرى‪.‬‬

‫‪285‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫ويرى غروسجني ‪ 2003‬ان العديد من الدراسات االوىل اليت اجريت على االاثر االجيابية والسلبية لالزدواجية‬
‫اللغوية على النمو املعريف للطفل اىل غاية سنوات اخلمسينيات كانت اغلبها تؤكد االثر السليب لالزدواجية‪ :‬التاخر‬
‫الدراسي‪ ،‬قلة نسب الذكاء‪ ،‬اضطرابت نفسية‪ ،‬صرف غري صحيح‪ ،‬لغة متداخلة ‪...‬اخل اىل انه مؤخرا اثبتت‬
‫الدراسات االحدث االثر االجيايب هلا ‪ :‬ارتفاع نسب الذكاء مقارنة برفاقه احادي اللغة‪ ،‬حساسية اكثر للعالقات‬
‫الداللية بني الكلمات ‪ ،‬مرونة معرفية اكثر‪ ،‬وحساسية اجتماعية اكرب ‪...‬اخل ‪ .‬وامام هذا التضارب يف النتائج وقع‬
‫)‪( Grosjean ,1993, p p 27 28‬‬ ‫الباحثون واملربون واالابء يف حرية ‪1‬؟‬
‫وهنا يرى غروسجني اننا اذا عدان اىل حيثيات الدراسات جند اهنا طبقت يف بيئات خمتفة ومل تراع فيها بعض‬
‫العوامل الدخيلة كالوضع االجتماعي ‪-‬االقتصادي للعائلة والعمر واجلنس طرق التقييم ‪ ،‬الفئات املطبق عليها‬
‫‪...‬اخل فإن تلك الفروقات يف النتائج ستكون مربرة ‪.‬‬
‫يرى ‪ Lewis Balkan‬أنه حوايل عام ‪ 1920‬بدأت التساؤالت جبدية عن ااثر االزدواجية اللغوية‬
‫‪bilinguisme‬على النضج العقلي وعلى التكيف االجتماعي للفرد‪(Fitouri, 1983, p 85).‬‬
‫‪ -1.3‬أاثر االزدواجية على الوعي الفونولوجي‪:‬‬

‫يؤكد كل من )‪ Bernstein & Tiegerman (1993‬على أمهية أصوات حروف الكالم ابعتبارها املميزة‬
‫للكالم ولكل لغة‪ ،‬فاألصوات هي املادة اخلام للكالم لذا فهي النقطة املهمة اليت وجب تدريب الطفل عليها ‪ .‬اذ‬
‫من اكثر التفسريات شيوعاً للعسر القرائي ذلك الذي يرى أنه انتج عن عجز يف أوىل مستوايت اللغة وهو مستوى‬
‫التجهيز الفونولوجى(العايد ‪ ،‬مطر‪ ،‬دون اتريخ‪ ،‬ص‪.)3‬‬

‫وذهبت الدراسات حول الوعي ألفونولوجي اىل مالحظة أن بروز سريورات منو هذه القدرة عند الطفل تصنف‬
‫حسب ثالثة حماور ‪":‬الوحدات الفونولوجية اليت متثلها‪ ،‬العمليات املعرفية املستخدمة و السلوكات الفونولوجية‬
‫املعتمدة لدى الطفل يف معاجلته للغة ‪.‬و جند ان هذه مشرتكة و متداخلة فيما بينها كمجموعة من القدرات‬
‫املنظمة و اليت هلا اتثري على بعضها البعض" (ازداو ‪ ، 2012/2011،‬ص‪. )42‬‬
‫وكتساؤل منطقي عن عالقة هذا التجهيز ابالزدواجية جند يف هذا الصدد (‪ Swanson et al (2007‬قام‬
‫بدراسة عن الوعي الفونولوجى لدى األطفال ثنائيي اللغة(االسبانية واالجنليزية)‪،‬أظهرت نتائجها أن الكلمات‬
‫املعربة يف اللغة الثنائية تسهم بدرجة أفضل يف معرفة القراءة والكتابة وتنمية مهارات الوعى الفونولوجى (العايد ‪،‬‬
‫مطر‪ ،‬دون اتريخ‪ ،‬ص‪.)10‬‬

‫‪1‬للتوسع ميكنك االطالع على ‪Grosjean ,2018, pp 7-14 :‬‬

‫‪286‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫‪-2.3‬ااثر االزدواجية اللغوية على الذاكرة‪:‬‬


‫اختلفت التوجهات عن عالقة الذاكرة ابالزدواجية وظهر عموما توجهني االول يرى ان الذاكرة للغتني ذات‬
‫منوذج موحد ملفردات كل لغة يستعني مبشغل للربط بينها ويسمح برتمجة املعاين بني اللغتني والثاين يرى ان لكل‬
‫لغة نظلم ذاكرة منفصل يستعني مبشغل تبديلي بينهما واول من دعم فرضية التخزين املنفصل هو ‪Kolers 1963‬‬
‫ودعم هذا دراسات اكدت ان التداعي احلر للكلمات من نفس اللغة اسرع منه عند استعماله على لغتني وهو ما‬
‫يؤكد انفصال التخزين بينهما ‪.‬وفسر ‪ Magiste1979‬هذا التأخر بتوفر عدة احتماالت متناوبة للمزدوج لغواي‬
‫مما يؤخره يف اختاذ القرار واالستجابة ‪( Hamers ;Blanc ,1983,pp136-143) .‬‬
‫نالحظ هنا ان الرتكيز كان على الذاكرة الداللية ‪.‬‬
‫اما عن اثرها على الذاكرة العاملة فقد توصلت دراسة ‪Benoît Perriard 2015‬على ااثر االزدواجية اللغوية‬
‫على الذاكرة العاملة لدى عينة من الط لبة ‪ ،‬اذ كان التساؤل االول هل هناك فروق دالة بني الطلبة االحاجي اللغة‬
‫ومزدوجي اللغة يف الذاكرة العاملة ؟‬
‫والسؤال الثاين ‪ :‬أبي طريقة يؤثر تغيري اللغة على الذاكرة العاملة لدى مزدوجي اللغة؟‬
‫عند التطبيق متت مراعاة السن واملستوى االقتصادي –االجتماعي والرتبوي للعينات ‪ .‬كذلك الفرق بني االزدواجية‬
‫املبكرة اي قبل ‪ 10‬سنوات واملتاخرة و الفروق يف درجة استعمال اللغة الثانية وتوصلت النتائج اىل انعدام اي‬
‫فروق دالة يف االذاكرة العاملة ترجع للعوامل سابقة الذكر اال فيما خيص احادي وثنائي اللغة يف البيئات الفقرية‬
‫الذي كان الفرق لصاحل مزدوجي اللغة )‪( Benoît,2015 ,pp 165 166‬‬
‫‪--3.3‬عالقة ازدواجية اللغة ابلتااتة‪:‬‬
‫تتفق اغلب الدراسات على وجود عالقة بني التااتة وازدواجية اللغة فقد وجدت التااتة حسب بعض‬
‫الدراسات لدى احلاالت اليت تعرضت الكثر من لغة منذ الوالدة ‪ ،‬ويساند ‪ Seemman 1974‬و‬
‫‪S.B.Maisonny‬و ‪Pichon‬و ‪ Froeschels Metreux‬فكرة امكانية عالقة اللغة الثانية ابلتااتة ‪ ،‬وان‬
‫تعلم لغة اثنية يف سن مبكرة قد تعرض الطفل اىل تطوير التااتة لديه فيما بعد‪.‬‬
‫ويف دراسة ل ‪ 25‬حالة متاتئة قام هبا ‪S.B.Maisonny‬و ‪ Pichon‬تبني ان ‪14‬ب‪% 100‬من التااتة هلا‬
‫عالقة ابزدواجية اللغة‪ .‬اما ‪ Lebrun et Paradis‬فتوصال اىل ان اخللط بني نظامني لغويني ابمكانه ان يطور‬
‫التااتة عند االطفال الذين ميلكون استعدادا هلا ‪.‬‬
‫وتوكد نتائج دراسات معاصرة كدراسة ‪ 2000 Yeung et Cool‬يف مقارنة بني احادي ومزدوجي اللغة‬
‫ان التااتة سائدةعند الفئة الثانية ‪ ،‬خاصة منهم من بدا تعلم اللغة الثانية يف سن ‪ 3‬سنوات‪.‬‬

‫‪287‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫ويرى ‪ :Karniol‬انه ال جيب ان ن عرض الطفل اىل لغة اثنية مامل يكن قد حتكم يف لغته االوىل االم(وهو ما‬
‫يناقض دراسات عرضناها سابقا يف عنصر زمن االكتساب)‪.‬‬
‫لذا يعتقد ‪ Stall et Tottem 1995‬انه من الواجب عزل اللغة الثانية مؤقتا ابلنسبة لالطفال املعرضني للتااتة‬
‫املزمنة‪ (. bégaiement chronique‬قاضي‪ ،2008/2007 ،‬ص‪.)46‬‬
‫‪-4.3‬عالقة االزدواجية اللغوية ابحلبسة‪:‬‬
‫يف دراســة علــى احلبســيني املزدوجــي اللغــة لــوحظ علــيهم ظهــور امنــاط مــن احلبســة فبــالكالم وامنــاط م ـن الســلوك‬
‫اللغـوي بعـد الشـفاء منهــا ‪،‬فبعـد عمليـة جراحيـة دماغيــة اجريـت لثالثـي اللغـة لــوحظ ان احلبسـة الكالميـة حــدثت‬
‫عنده يف لغـة واحـدة دون اللغتـني االخـريني ولـوحظ علـى مـرض متعـدد اللغـات حـدوث انـواع متعـددة مـن احلبسـة اذ‬
‫نتج عن تلف يف منطقة بروكا لديه حبسة يف لغته االجنليزية لغتـه الثالثـة‪ ،‬وتلـف يف منطقـة فرينيكـي نـتج عنـه حبسـة‬
‫يف لغته العربية الرابعة ‪ ،‬وحبسة خفيفة يف لغته الثانية الفرنسية ‪ ،‬واللغة االوىل اهلنغارية ‪ ،‬يف مقابل ذلك لـوحظ علـى‬
‫اربعة صينيني ثالثي اللغة ان احلبسة الكالمية مشلت لغاهتم الثالث بدرجة واحدة ‪.‬‬
‫استخلص علماء االعصاب من حاالت احلبسة لدى ثنائي اللغـة ان وظـائف اللغـة يف اجلانـب االميـن اكثرمنهـا لـدى‬
‫احادي اللغة لكن دراسات مشلت عددا اكربمن املصـابني خلصـت اىل ان اجلانـب االيسـر مـن الـدماغ يسـيطر علـى‬
‫وظائف اللغة االوىل واللغات االخرى بنفس الدرجة ‪.‬‬
‫ظهر لدى متعـددي اللغـة امنـاط خمتلفـة مـن السـلوك اللغـوي بعـد الشـفاء فمـن ‪ 180‬مصـااب مـن ثنـائي اللغـة تبـني ان‬
‫‪ 20‬منهم شفوا من احلبسة يف اللغتني بدرجة واحدة و‪ 25‬منهم استعادوا لغتهم اليت تدربوا عليها اكثر مـن غريهـا و‬
‫‪ 26‬منهم استعادوا اللغة األم ‪.‬‬
‫ويف دراســة علــى ‪ 138‬مصــااب مــن متعــددي اللغــات لــوحظ ان لغــاهتم اصــيبت بدرجــة واحــدة مــن الضــعف وبعــد‬
‫الشفاء اسرتدوا قدراهتم اللغوية بدرجـة متشـاهبة‪ .‬وان االسـرتداد يكـون تراتبيـا فـال يسـرتد لغـة اال بعـد لغـة كليـة ‪ ،‬ومنـه‬
‫مثة عوامل تتعلق بدرجة استعادة اللغة ‪:‬كرتتيب تعلم اللغـة وكفاءتـه فيهـا واجتاهـه حنوهـا ومكـان االصـابة مـن الـدماغ‬
‫‪ (.‬العصيلي ‪ ، 2006،‬ص ص ‪.)325،326،326‬‬
‫كمـ ــا توصـ ــلت دراسـ ــة ‪ 2013 Köpke Barbara‬علـ ــى احلبسـ ــيني مزدوجـ ــي اللغـ ــة اىل ان الفـ ــروق بيـ ــنهم وبـ ــني‬
‫احلبس ــيني اح ــادي اللغ ــة تع ــود اساس ــا ‪ -‬لنك ــون ق ــادرين عل ــى تقي ــيم موض ــوعي لت ــاريخ امل ــرض‪ -‬اىل العم ــر وس ــياق‬
‫اكتســاب اللغــة وخصائصــها االجتماعيــة واهليكليــة ودرجــة االســتخدام هلــذه اللغــة ‪.‬واظهــرت االحبــاث يف علــم اللغــة‬
‫النفسي ان التعاملم ع لغتني او اكثر مينح الكثـري مـن اخلصـائص السـيما علـى مسـتوى االليـات املشـاركة يف الـتحكم‬

‫‪288‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫ابللغات وهو ما ينعكس على احلبسيني مزدوجي اللغـة مـن خـالل العديـد مـن االمنـاط املرتبطـة علـى االرجـح بتفاعـل‬
‫معقد بني العوامل اخلارجية املختلفة وتفاعل اليات التحكم )‪.( Köpke, 2013, p23.‬‬
‫‪-4‬أسس التعليم ثنائي اللغة‪:‬‬
‫‪ -1.4‬االستفادة من الدراسات السابقة‪ :‬يوجد ‪ 150‬حبثا منذ ‪ 1960‬اثبتت فوائد التعليم الثنائي للغة اذ‬
‫يوجد عالقة اجيابية بني تطور املهارات االكادميية يف اللغتني االوىل والثانية حىت يف اللغات املختلفة وهذا يثبت‬
‫انتقال املعرفة االكادميية واملفاهيمية خالل اللغات ‪.‬‬
‫لذا فاكثر الربامج الثنائية اللغة جناحا ه ي اليت هتدف اىل تطوير ثنائية اللغة والقراءة والكتابة فالتعليم الثنائي اللغة‬
‫ليس حبد ذاته املسؤول عن تدين التحصيل بل له اسباب عدة‪( .‬برور ‪ ،2005،‬ص ص ‪.)310-308‬‬
‫ويف نفس السياق يرى غروسجني‪ Grosjean‬ان الباحثني يف دراستهم املقارنه بني مزدوجي اللغة واحادييها امهلوا‬
‫االختالف التكويين واالسرتاتيجي لكل منهما اذ ان لغة املزدوج ال تعين لغة ‪ +1‬لغة ‪ ، 2‬بل تعين نظامني معرفيني‬
‫ولغويني منظمني ‪ ،‬واندى بضرورة عدم اعتبار الشخص مزدوج اللغة ككل ال يتجزأ ودراسته انطالقا من ذلك‬
‫وليس على اعتباره مجعا بني فردين احادي اللغة " )‪( Grosjean,2003, p25‬‬
‫وهــو مــا يؤكــده وليــام مــاكي ‪ W,Mackey‬ان تعلــيم اللغــة جيــب ان يــتم يف منظــور متكامــل ابعتبارهــا نظامــا غــري‬
‫قابل للتجزئة ال مستوايت مفككة مث نطلب من التلميذ تركيبها ‪.‬‬
‫وعــدم االقتصــار علــى احلـوار كــنمط خطــايب وحيــد وتعــدم جتاهــل الســرد والوصــف والتفســري والربهنــة كامنــاط خطابيــة‬
‫اخرى‪.‬‬
‫عــدم ربــط التعبــري احلــر التخيلــي بصــور جــاهزة وقوالــب معينــة تثــبط خيــال الطفــل ولغتــه وانطالقــه اللفظــي‪( .‬تــزرويت ‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ص ‪.)38-36‬‬
‫هلـذا فمهمـة املدرسـة األساسـية هـي اعتبـار اللغـة كوضـع" )‪ (code‬األسـاس فيـه هـو تعلـيم الطفـل ‪(le sous‬‬
‫)‪ ،code‬فعلى سبيل املثـال األطفـال الـذين جيـدون صـعوبة يف اسـرتجاع أو سـرد قصـة‪ ،‬هـذا راجـع إىل كـوهنم مل‬
‫يكتسـبوا ميكانيزمـات الصـياغة اللغويـة)‪ (mécanismes de la mise en mots‬اي اهنـم مل يكتسـبوا‬
‫خمتلـف الســريورات اللغويــة‪ ،‬وهــذا راجــع أساســا لعـدم إاتحــة الفرصــة للطفــل ملواجهــة مثــل هــذه املواقــف"‬
‫(شعباين‪ ،2005/2004،‬ص ‪.)119‬‬
‫‪-2.4‬استخدام اللغة االم يف تطوير اللغة الثانية‪:‬‬

‫دلت الدراسات على "أن إتقان الفرد للغته األوىل يسهل عليه تعلم اللغة الثانية‪ ،‬الكتسـابه خـربًة يف تعلـم اللغـة‬
‫بشكل عام‪ .‬لكـن تبـني أن األطفـال الـذين يتعلمـون اللغـة الثانيـة قبـل إتقـان اللغـة األوىل يعـانون مـن ض ٍ‬
‫ـعف يف اللغـة‬ ‫ٍ‬
‫األوىل واللغــة الثانيــة علــى السـواء‪ .‬وهلــذا فــإن تعلــيم اللغــة الثانيــة بعــد إتقــان األوىل يعتــرب قـراراً يف صــاحل اللغتــني يف ٍ‬
‫آن‬
‫واحد"‪ .‬رمبا يتعلق هذا ابلتعليم الثنائي املتأخر يف ضوء أتخر اساسي يف اللغة االوىل ‪.‬‬

‫‪289‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫وهذا ما يتضح فيما يسمى مبدا جراندمرد ‪ Grandmord principle‬وهو ما اعلنه رونيات ‪ 1913‬م‬
‫ويوصي فيه ان يتحدث كل فرد من االسرة اىل الطفل بلغة واحدة ليفرق بني النظامني اللغويني ويبقي استعماهلما‬
‫منفصال ( سيجوان‪ ،‬مكايب‪1415 ،‬ه‪ ،‬ترمجة‪ :‬القعيد ‪ ،‬ص‪.) 44‬‬
‫وأقرت دراسة هولندية عام ‪1991‬م الدور املهـم الـذي تقـوم بـه لغـة الطفـل األوىل يف تسـهيل دراسـة اللغـة اهلولنديـة‪.‬‬
‫فتم الرتكيز على ثقافة الطفل األصلية واستعمال املزيد من لغتـه األم خاصـة يف املراحـل األوىل(حتاملـة‪ ،‬دون اتريـخ‪ ،‬ص‬
‫ص ‪.)99،100‬‬
‫ومن وجهة نظر السلوكيني‪ ،‬فإن عادات اللغة األوىل تكون مساعداً الكتساب عادات اللغة الثانية‪ ،‬وهذا ما‬
‫يطلق عليه( ‪ )Positive Transfer‬كما أن تعلم اللغة الثانية يساعد يف التغلب على الفروق بني نظام اللغة‬
‫األوىل ونظام اللغة الثانية‪ .‬وقد صاغها روبرت الدو (‪ )Robert Lado, 1957‬صاحب كتاب " اللسانيات‬
‫عرب الثقافات" )‪ )Linguistics Across cultures‬ابآليت‪ :‬ميكن مقارنة لغة الدارس األوىل ابللغة الثانية اليت‬
‫يرغب يف تعلرمها‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه " املقابلة التحليلية ‪.)Contrastive analysis‬‬
‫وبني أ رن مفهومي املثري واالستجابة مها‬
‫أما تشومسكي(‪ )Chomsky,1959‬فطعن يف مفهوم العادة نفسه‪ .‬ر‬
‫ٍ‬
‫مفهومان أجوفان‪ .‬فنحن ال نستعمل اللغة استجابة ملث ٍري سلوكي ر‬
‫حمدد وواضح‪ .‬وإمنا ما يتعلرم ابلفعل هو قواعد‬
‫حتويلية تعطي القدرة للمتحدث على توليد أنواع يصعب حصرها من اجلمل اجلديدة ذات الطابع النحوي‪ ،‬يتعلمها‬
‫الفرد كمفاهيم متثل فئة بعينها تنتمي إليها هذه املفاهيم (حتاملة‪ ،‬دون اتريخ‪ ،‬ص‪.)108‬‬
‫ف اللهجة هي تنوع منتظم يف استعمال اللغة املنطوقة يرجع لعوامل اجتماعية وثقافية واالطفال الدين يتكلمون‬
‫هلجات خمتلفة ليسوا اقل قدرة على التعلم من االطفال االخرين‪.‬‬
‫وعلى معلميهم ان يكونوا اكثر تشجيعا للطفل على تعلم اللغة اذ تعطي اللهجات املختلفة للطفل طرقا بديلة‬
‫للتعبري عن احتياجاته وافكاره ‪ ،‬وال جبب على املعلم مهامجة اللهجة بل بتنمية اللغة الرمسية ‪.‬فاالطفال خمتلفي‬
‫اللهجات حيتاجون اىل معلم يتقبل وحيرتم هلجتهم وهذه عناصر تساعد على تنمية لغتهم ‪:‬‬
‫دمج االطفال يف متثيل القصص ولعب االدوار ودعوهتم للتحدث يف القاعة ‪.‬‬
‫منح الطفل كتبا تستخدم هلجات خمتلفة وتسجيل احلديث لعدد من االطفال ومقارنة الكلمات املستخدمة و‬
‫كالمهم ابللغة الرمسية والسماح هلم بقراءة ما كتبوه بلهجاهتم ‪.‬‬
‫‪ -‬احلصول على معلومات قدر االمكان عن خلفية الطفل اللغوية وان كان متحداث ام خجوال ‪.‬تفهم ان لثنائي‬
‫اللغة اخطاء حنوية ال يقع فيها احادي اللغة ‪.‬والوعي ابن متعلمي اللغة الثانية يفقدون بعض قدراهتم يف لغته‬
‫االم‪.‬فمن الطبيعي ان يستخدم الثنائي اللغتني معا يف احلديث العامي‪.‬‬

‫‪290‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫ومبنح الفرصة له للتحدث مع شخصيات خمتلفة ‪.‬فاللغة يتم تعلمها بشكل افضل يف موقف طبيعي وحقيقي‬
‫وداخل سياق اجتماعي ‪(.‬برور ‪ ،2005،‬ص ص ‪.)309-308‬وهو ماحييلنا اىل شرط اخر لنجاح التعلم الثنائي وهو‬
‫املوقف الطبيعي للتعلم ‪.‬‬
‫‪ -3.4‬التعلم احلي ‪ :‬يرى ماكي ‪ Mackey‬ان افضل وسط لتعلم اللغة الثانية هو الوسط الطبيعي كدالالت‬
‫اجتماعة عاطفية نفسية للمفردات واملعاين وليس كوضع يكون فيه التلميذ اتبعا للمحتوى واملعلم بل اىل اجملتمع‬
‫اللغوي اذ ان الوسط احلقيقي يعطي وسائل متعددة للطفل الكتساب اللغة على عكس النمط املصطنع الواحد‬
‫داخل املدرسة‪(Mackey,1976,p 386) ..‬‬
‫ومنه نستنتج ان ‪ :‬اللغة يف الوضع االجتماعي = داال‪ +‬عاطفة ‪ +‬معىن اجتماعي نفسي ‪.‬‬
‫اما اللغة يف الوضع الدراسي = داال لغواي معزوال عن سياقه ‪.‬‬
‫‪-4.4‬ضرورة التخطيط اللغوي احملكم‪ :‬الذي مثرته جعل اللغة القومية لغة للتدريس وهو ما ترتمجه التجارب‬
‫العاملية‪ ،‬فال صعوبة كتابة اللغة الياابنية أو الصينية أو الفيتنامية ‪ ،‬وال صغر حجم بعض الدول األوروبية وال فقر‬
‫بعض دول آسيا وال شح الرتاثيات يف اللغة الرتكية‪ ،‬وال موت اللغة العربية على مدى عشرين قران حال دون أن‬
‫تكون اللغة القومية هي لغة تدريس العلوم (بناين‪ ،2015 ،‬ص‪.)113‬‬
‫يهتم التخطيط اللغوي بقضااي لغوية متعددة منها التحدايت اليت تعيشها اللغة األم جراء هيمنة اللغة الثانية‪،‬‬
‫والتعدد اللغوي وأتثرياته على اكتساب نظام لغوي معني‪ ،‬واالزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية‪ ،‬وإبداء آراء تسهم يف‬
‫ترقية نظام اللغة‪ ،‬وحتد من التلوث والتهجني اللغوي‪ ،‬فيحصر الصعوابت ويشخص املشكالت ويقرتح البدائل‪.‬‬
‫(بناين‪ ،2015 ،‬ص‪.)112‬‬
‫وليكون التخطيط اللغوي فعاال يف مواجهة ازدواجية اللغة ينبغي أن يرتكز على خطة تربوية ‪،‬كما ميكن حتقيق‬
‫ختطيط لغوي فعال وفق معامل تقوم على ‪:‬‬
‫‪-‬دراسة الواقع اللغوي دراسة موضوعية و التخطيط لألجيال القادمة‪ ،‬وعلى املدى الطويل‪ ،‬وهلذا ميكن تصور‬
‫مالمح رجل الغد؛ ما هي هوية هذا الرجل‪ ،‬وما هو انتماؤه وترمجة التخطيط إىل برامج ومشروعات‪.‬‬
‫‪-‬مراعاة التغريات املتسارعة و االنفتاح على العامل بتنوع لغاته مع الرتكيز على اللغة األم على أهنا مواطنة وهوية‬
‫لسانية (بناين‪ ،2015 ،‬ص ص ‪.)118-117‬‬
‫ولعل من اهم االفكار االساسية يف اتريخ الرتبية احلديث افكار فيف ‪ Vives‬وروسو ‪ Rouseau‬و كالباريد‬
‫‪ Claparede‬وبياجيه ‪ Piaget‬هي ان املدرسة جيب ان تكون فعالة مع احلياة الواقعية وتعني التلميذ على‬
‫خوض خرباته الشخصية الواقعية لبناء تعلماته ( سيجوان‪ ،‬مكايب‪1415 ،‬ه‪ ،‬ترمجة‪ :‬القعيد ‪ ،‬ص‪.) 91‬‬

‫‪291‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫خامتة‪:‬‬
‫بعد االطالع على املفاهيم املتعلقة ابالزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية وما تعلق بنشأهتما وتطورمها يف االحباث‬
‫كمصطلحني مهمني وعالقهما ببعض القدرات املعرفية واالضطراابت املتعلقة هبا ايضا يعد التعريج على انواعها‬
‫وعواملها واتثرياهتا وصوال اىل متطلبات التعليم الثنائي الفعال االجيايب ميكننا القول وانطالقا من االطالع اليومي‬
‫واملالحظة العلمية العرض ية للمجتمع واملدرسة اجلزائريني أننا ابعد مان كون عن حتقيق االستفادة املثلى من تعدد‬
‫اللهجات واللغات اليت متيز هذا اجملتمع ‪ ،‬ومنه ميكننا ان نقرتح اضافة اىل ما سبق من احباث عليه من ابحثني‬
‫جزائريني أمثال‪ :‬خولة طالب ابراهيمي (‪ )1993‬وتعوينات علي (دون اتريخ) وهامشي حممد (‪)2006/2005‬‬
‫اجراء احباث اخرى حديثة واكثر مشولية ل‪:‬‬
‫‪-‬واقع االزدواجية يف اجلزائر ‪.‬‬
‫‪-‬واقع التعليم الثنائي يف اجلزائر ‪.‬‬
‫‪-‬أسس تطوير التعليم الثنائي يف اجلزائر ‪.‬‬
‫‪-‬عالقة االزدواجية والثنائية اللغويتني ببعض القدرات املعرفية وبعض االضطراابت اللغوية املعرفية ‪.‬‬
‫‪-‬أسس احلد من االاثر السلبية للثنائية اللغوية يف التعلم و االعالم والتدريس‪.‬‬
‫قائمة املراجع ‪:‬‬
‫‪ -1‬قائمة املراجع ابللغة العربية‪:‬‬
‫‪ -‬أابدي الفريوز (دون اتريخ) ‪ ":‬القاموس احمليط" ‪ ،‬دون طبعة ‪ ،‬بريوت ‪:‬دار اجليل‪.‬‬
‫‪ -‬ابن منظور أيب الفضل مجال الدين حممد بن مكرم‪ ":‬لسان العرب" ‪ ،‬مج‪ ، 2‬بريوت ‪ :‬دار صادر‪.‬‬
‫‪-‬ابن جين‪ ،‬اخلصائص‪ ،‬حققه حممد علي النجار‪ .‬اجلزء (‪ ،)1‬الطبعة الثانية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬أنيس إبراهيم (‪ :)2003‬يف اللهجات العربية‪ ،‬دون طبعة ‪،‬القاهرة‪ :‬مطبعة أبناء وهبة حسان‪.‬‬
‫‪-‬ازداو شفيقة( ‪ ":)2012/2011‬الوعي الفونولوجي وسريورات إكتساب القراءة عند الطفل دراسة طولية تتبعية من بداية السنة أوىل إبتدائي إىل‬
‫بداية الثانية إبتدائي"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم يف األرطوفونيا ‪ ،‬اشراف نواين حسني‪ .‬جامعة اجلزائر‪، 2‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪،‬قسم علم النفس وعلوم الرتبية واألرطوفونيا‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬اغالل فاطمة الزهراء‪ ،‬بلخري عمر (‪ ":)2013‬االزدواجية اللغوية من منظور العلوم العصبية املعرفية "‪ ،‬جملة اخلطاب‪ ،‬العدد ‪ 14‬عدد خاص أبعمال‬
‫امللتقى الدويل االول حول واقع البحوث املعرفية وحتليل اخلطاب اايم ‪ 13-11‬مارس ‪ ، 2013‬خمرب حتليل اخلطاب‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪،‬تيزي وزو‬
‫‪:‬اجلزائر‪ [.‬ص ص ‪. ] 260 -247‬‬
‫‪ -‬بوترعة عبد احلميد (سبتمرب ‪":)2018‬واقع الصحافة اجلزائرية املكتوبة يف ظل التعددية اللغوية "اخلرب اليومي والشروق اليومي واجلديد اليومي مناذجا"‬
‫جملة الدراسات والبحوث االجتماعية ‪ ،‬العدد ‪ ،08‬اجلزائر ‪:‬جامعة الوادي‪[ .‬ص ص ‪.]214-199‬‬

‫‪ -‬حتاملة موسى رشيد (دون اتريخ)‪ ":‬نظرايت اكتساب اللغة الثانية وتطبيقاهتا الرتبوية(القسم األول)" ديب‪ :‬كلية الدراسات العربية واإلسالمية‪-‬‬
‫[ص ص ‪ .]130-93‬تكم اسرتجاعها بتاريخ ‪ 2019/09/12‬الساعة ‪ 14.01‬من املوقع التايل‪:‬‬
‫‪www.majma.org.jo/G05/05/04/069_files/‬نظرايت‪20%‬اكتساب‪20%‬اللغة‪20%‬الثانية‪20%‬وتطب‬

‫‪292‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

‫‪-‬اخلويل حممد علي (‪ ":)2002‬احلياة مع لغتني‪ ،‬الثنائية اللرغوية"‪ ،‬طبعة‪ ،‬األردن‪ :‬دار الفالح للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬رافع النصري الزغول‪ ،‬عماد عبد احلميد الزغول (‪ " : )2003‬علـم النفس املـعريف"‪ ،‬طبعة ‪ ،01‬عمان‪ ،‬األردن‪ :‬دار الشروق‪.‬‬
‫‪-‬العايد‪ .‬واصف حممد سالمة‪ ،‬مطرعبد الفتاح رجب علي( دون اتريخ) ‪ " :‬فعالية برانمج ابستخدام احلاسوب يف تنمية الوعي الفونولوجي وأثره على‬
‫الذاكرة العاملة واملهارات اللغوية لدى ذوي صعوابت تعلم القراءة‪ ،‬جامعيت األزهر و الطائف" ‪ ،‬السعودية‪.‬‬
‫‪-‬العتوم‪ ،‬عدانن يوسف (‪ ":)2004‬علم النفس املعريف" ‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار املسرية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ -‬العصيلي عبد العزيز بن ابراهيم(‪:" )2006‬علم اللغة النفسي"‪ ،‬الرايض‪ :‬مكتبة امللك فهد‪.‬‬
‫‪ -‬العياشي العريب( ‪ " :)2013/2012‬لغة الطفل العريب واملنظومة اللغوية يف جمتمع املعرفة‪-‬اجلزائر منوذجا‪، "-‬رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة مولود معمري‪،‬‬
‫تيزي وزو‪.‬‬
‫‪-‬املعتوق حممد امحد (‪ ":)1996‬احلصيلة اللغوية مهاراهتا اكتساهبا" دون طبعة ‪ ،‬الكويت‪ :‬عامل املعرفة ‪.‬‬
‫‪-‬برور جو آن) ‪": (2005‬تربية وتعليم الطفولة املبكرة "‪،‬ترمجة‪ :‬الزريقات عبد هللا فرج ‪،‬نصر سهى امحد‪ ،‬ط ‪ ، 1‬االرن‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪-‬بناين أمحد (‪ ":)2015‬االزدواجية اللغوية يف الواقع اللغوي اجلزائري وفعالية التخطيط اللغوي يف مواجهتها "‪ ،‬جملة إشكاالت‪،‬العدد الثامن ‪/‬ديسمرب‪،‬‬
‫دورية نصف سنوية حم ركمة‪ ،‬معهد اآلداب واللغات ‪ ،‬اجلزائر ‪ :‬ابملركز اجلامعي لتامنغست [ ص ص ‪].123-100‬‬
‫‪-‬تزرويت حفيظة(‪ : )2014‬كفاءة التعبري الكتايب لدى تالميذ املرحلة االوىل من التعليم ‪ ،‬ط‪ 1‬اجلزائر‪ :‬دار هومة ‪.‬‬
‫‪-‬حنفي بن عيسى (‪ " :)1980‬حماضرات يف علم النفس اللغوي" ‪ ،‬طبعة ‪ ،02‬اجلزائر ‪:‬الشركة الوطنية للنشر‪.‬‬
‫‪-‬دميون اين (‪ ،) 2006‬اجاابت على اسئلتكم يف الديسليكسيا (اضطراابت اللغة يف االطفال) ‪ ،‬ترمجة ‪ :‬صادق ايناس ‪ ،‬الراعي مليس ‪ ،‬طبعة ‪،1‬‬
‫القاهرة‪ :‬اجمللس االعلى للثقافة‪.‬‬
‫‪-‬سيجوان ميجل‪ ،‬مكايب ف وليم (‪ 1415‬ه) ‪ ":‬التعليم وثنائية اللغة "‪ ،‬ترمجه ‪ :‬القعيد ابراهيم بن محد ‪ ،‬جماهد حممد عاطف ‪ ،‬ط‪ ، 1‬الرايض ‪،‬‬
‫السعودية‪ :‬عمادة شؤون املكتبات ‪.‬‬
‫‪-‬شعباين مليكة (‪":)2005/2004‬دور تدريس الفهم الشفهي يف تطوير مفاهيم اللغة الفرنسية لدى تالميذ السنة السادسة من التعليم األساسي"‪،‬‬
‫رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف علم النفس اللغوي املعريف‪ ،‬اشراف‪:‬بدرينة حممد العريب جامعة اجلزائر‪، 2‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪،‬قسم‬
‫علم النفس وعلوم الرتبية واألرطوفونيا‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬شوال نصرية‪( :‬دون اتريخ) ‪":‬عالقة التداخل اللغوي ابلنمو النفسي اللساين عند الطفل"‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي– الشلف ‪ ،‬دون اسم جملة ‪،‬‬
‫اجلزائر ‪[.‬ص ص ‪. ]128-116‬‬
‫‪-‬عباس املصري وعماد أبو حسن (‪1436/2014‬ه)‪" :‬االزدواجية اللغوية يف اللغة العربية "‪ ،‬جملة اجملمع‪،‬دون عدد‪ ،‬دون مكان نشر [ص ص ‪-37‬‬
‫‪.] 76‬‬
‫‪-‬علي بن هادية وبلحسني البليش اجلياليل بن احلاج حيي‪ ،‬القاموس اجلديد للطالب‪ ،‬ط‪ ، 1‬املؤسسة الوطنية للكتاب ‪،‬اجلزائر‪1991 .‬‬
‫‪-‬قاضي مجيلة ( ‪ ":) 2008/2007‬العوامل املؤثرة سلبا على التكفل االرطوفوين ابملتاتئ" ‪ ،‬اشراف زالل نصرية جامعة اجلزائر‪، 2‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪،‬قسم علم النفس وعلوم الرتبية واألرطوفونيا‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬ڤالب صليحة زوجة قزادري (‪ ": )2013/2012‬عسر القراءة يف الوسط العيادي املدرسي اجلزائري تناول معريف لساين يف التعريف والتشخيص‬
‫والتدريب من خالل تعيري اختبار تقييم القراءة واقرتاح برانمج للفحص والتدريب على القراءة " أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم يف األرطوفونيا‬
‫إشراف‪ :‬رابح قدوري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪، 2‬كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية قسم علم النفس و علوم الرتبية و األرطوفونيا ‪،‬اجلزائر‪.‬‬

‫‪-‬كايد حممود إبراهيم (‪ 1422 /2002‬ه) ‪" :‬العربية الفصحى بني االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية" ‪ ،‬اجمللة العلمية‪ ،‬جملد ‪ ، 3‬العدد األول ‪:‬‬
‫جامعة امللك فيصل‪.‬‬
‫‪-‬ميشال زكراي (‪ ":)1993‬قضااي ألسنية تطبيقية دراسات لغوية اجتماعية مع مقاربة تُراثية"‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان ‪:‬دار العلوم للماليني‪.‬‬

‫‪293‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫السعدية زروق‬ ‫االزدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والتداخل اللغوي وعالقتها ببعض املهارات املعرفية‬

،" ‫'احمليط اللغوي و أثره يف اكتساب الطفل اللغة العربية الفصحى دراسة وصفية حتليلية للواقع اللغوي مبنطقة البويرة‬: ) 2006/2005( ‫هامشي حممد‬-
،‫ جامعة اجلزائر‬،‫ قسم اللغة العربية وآداهبا‬، ‫كلية اآلداب واللغات‬، ‫احلواس مسعودي‬: ‫اشراف‬: ‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف اللغة العربية‬
.‫اجلزائر‬
‫ ماجستري علم النفس اللغوي و‬،" ‫" اكتساب النظام الفونولوجي لدى االصم احلامل للزرع القوقعي دراسة حاالت‬،)2011/2010( ‫وطواط وسيلة‬-
.‫ اجلزائر‬،‫قسم علم النفس وعلوم الرتبية واألرطوفونيا‬، ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬، 2‫ جامعة اجلزائر‬،‫املعريف اشراف بوسبتة ميينه‬
:‫قائمة املراجع ابللغة االجنبية‬-2
-Barbara Köpke Bilinguisme et aphasie Article · March 2013 University of Toulouse,
Toulouse, France: This publication at:https://www.researchgate.net/publication/259952727
-Benoît Perriard(2015) , "L’effet du bilinguisme sur la mémoire de travail : comparaisons
avec des monolingues et étude du changement de langue dans des tâches d’empan
complexe",Thèse de doctorat présentée à la Faculté des Lettres de l'Université de Fribourg ,
Suisse, Sous la direction de Valérie Camos.
-Fitouri Chadly (1983), biculturalisme , bilinguisme et education , Paris : Delachaux et
Niestlé .
-Geiger-Jaillet Anemone (2005) ,le bilinguisme pour grandir :naitre bilingue ou le devenir
par l’école » ,2 éme édition ,Paris ,France : Harmattan.
-Geiger-jaillet,A (sans date) , facteurs d’échec et de réussit dans le bilinguisme précoce et leur
mise en œuvre actuelle , espe , strasbourg .
-Grosjean François (1993),"le bilinguisme et biculturalisme :théoriés et pratiques
professionnelles", acte du 2eme colloque (17 ;18 septembre ,1992) d’orthophonie /logopédie,
France : Neuchatel .] pp 13-41 [.
-Grosjean François (2003),"le bilinguisme et biculturalisme :éssai de définition", acte de la
journée d’étude : le bilinguisme aujourd’hui et demain , s d : Benoit virole et Madame
Gorouben, France : CTNERHI .
-Grosjean François (2018), "etre bilingue aujourd’hui", revue Française de linguistique
appliquée, 2 eme vol , France : pub :linguistique ]pp 7-14 [.
-Hamers Josiane F , Blanc Michel( 1983) : "bilingualité et bilinguisme" , 2eme édition,
Bruxelles , Belgique : Pierre Mardaga.
- Mackey William Francis (1976) " bilinguisme et contact des langues" , Paris ,
France :Klincksieck.
-Selamy Norbert (2003) : Dictionnaire de psychologie , Paris : Larousse-VUEF.
-Titone Renzo (1974) , « le bilinguisme précoce », traduit de l italien :Gustavo Soto,
Belgique : Charle Dessart .

294 2021 ‫ السنة سبتمرب‬- ‫ العدد الثالث‬- ‫اجمللد السادس‬

You might also like