‫النظرية الخليلية الحديثةلعبد الرحمان الحاج صالح وأهميتها في تحسين الطرح اللساني العربي‬

‫ط‪.‬د‪ /‬بوشموخة منى ‪ -‬د‪ .‬خالف مسعودة‬

‫النظرية اخلليلية احلديثة‬

‫لعبد الرحامن احلاج صاحل وأمهيهتا يف حتسني الطرح اللساين العريب‪.‬‬
‫‪Abdul Rahman Al-Haj Saleh's Modern Khalili Theory and its Importance in‬‬
‫‪Enhancing the Arabic Linguistic Perspective‬‬
‫ط‪.‬د‪ /‬بومشوخة مىن‬
‫ادلكتورة‪ /‬خالف مسعودة‬
‫قسم اللغة وألادب العربي‪ ،‬جامعة‪ :‬دمحم الصديق بن يحيى – جيجل(الجزائر)‬

‫مخبراللغة وتحليل الخطاب‪ ،‬جامعة جيجل‬

‫‪m.bouchemoukha@univ-jijel.dz‬‬

‫تاريخ إلايداع‪ 0202/10/29 :‬تاريخ القبول‪ 0203/21/22 :‬تاريخ النشر‪0203/20/31 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬

‫تعد النظرية الخليلية الحديثة نقلة نوعية شهدتها اللسانيات العربية الحديثة‪ ،‬وقراءة‬
‫جديدة للتراث العربي ؛ حيث سعى عبد الرحمان الحاج صالح في هذه النظرية إلى بعث القديم عبر‬
‫إحياء املكتسب‪ ،‬وهو جهد يعد امتدادا للنظرية النحوية القديمة‪.‬‬

‫يرجع سبب تسميتها بالخليلية إلى العالم النحوي الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي كان‬
‫له الفضل في إنشاء هذه النظرية‪ ،‬وقد أولى عبد الرحمان الحاج صالح في نظريته الحديثة أهمية‬
‫كبيرة إلى تحسين الطرح اللساني العربي وتوجيهه حسب ما يناسب اللغة والفكر من جهة‪ ،‬ومواكبة‬
‫املفاهيم اللسانية من جهة ثانية‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬النظرية اللغوية العرب ية‪ ،‬الخليل بن أحمد الفراهيدي‪ ،‬النظرية‬
‫الخليلية الحديثة‪ ،‬عبد الرحمان الحاج صالح‪ ،‬الطرح اللساني العربي‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬

‫‪The modern Khalili theory is a paradigm shift in modern Arab‬‬

‫‪linguistics, and a new reading of the Arab heritage .In this theory, Abd al-‬‬

‫ّ‬
‫‪6611‬‬ ‫‪ISSN 1112-914X‬‬ ‫املجلد‪ 31:‬العدد ‪ 20 :‬التاريخ ‪- 0203/20/31 :‬‬ ‫مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‬
 ‫النظرية الخليلية الحديثةلعبد الرحمان الحاج صالح وأهميتها في تحسين الطرح اللساني العربي‬
‫ط‪.‬د‪ /‬بوشموخة منى ‪ -‬د‪ .‬خالف مسعودة‬

‫‪Rahman al-Hajj Salih sought to resurrect the old by reviving the acquired,‬‬
‫‪an effort that is an extension of the old grammatical theory.‬‬

‫‪The reason for its name al-Khaliliyyah is due to the grammatical‬‬

‫‪scholar Khalil bin Ahmad al-Farahidi, who was credited with establishing‬‬
‫‪this theory, and Abd al-Rahman al-Hajj Salih has attached great importance‬‬
‫‪in his modern theory to improving the Arabic linguistic proposition and‬‬
‫‪directing it according to what suits language and thought on the one hand ,‬‬
‫‪and keeping pace with linguistic concepts on the one hand a second.‬‬

‫‪Key words: Arabic linguistic theory, Al-Khalil bin Ahmed Al-‬‬

‫‪Farahidi, modern Hebron theory, Abd al-Rahman al-Hajj Salih, Arabic‬‬
‫‪linguistic proposition.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تحسنا كبيرا في آلاونة ألاخيرة؛ وذلك ملا َ‬
‫لقيه من‬ ‫يعرف الدرس اللساني العربي الحديث ُّ‬
‫اهتمام بالغ من طرف الدارسين والباحثين في اللسانيات؛ الذين بذلوا جهودا كبيرة في فهم الدرس‬
‫اللساني العربي‪ ،‬وقاموا بأعمال ومشاريع لسانية قيمة تطمح إلى جعل الدرس اللساني العربي‬
‫مواكبا للدرس اللساني الغربي باالستفادة من البحوث واملعالجات اللغوية عبر العصور‪.‬‬

‫ومن هذه املشاريع اللسانية _التي قد ال يكون من باب التحيز القول أنها نظرية رائدة_‬
‫نجد النظرية الخليلية الحديثة التي أسسها العالمة (عبد الرحمان الحاج صالح) انطالقا من‬
‫قراءة تقويمية للتراث العربي ألاصيل الذي جاء به علماء العربية ألافذاذ أمثال (الخليل بن أحمد‬
‫الفراهيدي) (‪011‬ه‪071/‬ه) وتلميذه (سيبويه) (‪041‬ه‪011/‬ه) و(ابن جني) (‪233‬ه‪292/‬ه)‬
‫و(الرض ي الاسترابادي) (ت‪414‬ه)‪ ،‬وربطه بما توصلت إليه النظريات اللسانية الغربية في محاولة‬
‫للتأصيل لنظرية لغوية عربية محضة‪.‬‬

‫إن دقة مفاهيم النظرية الخليلية الحديثة‪ ،‬ومنهجها العلمي وشمولية طرحها جعلت منها‬
‫املرجع املعتمد في الكثير من الدراسات وألابحاث اللسانية التي جاءت بعدها‪ ،‬وأصبحت نتائج هذه‬
‫النظرية معتمدة في الكثير من املجاالت العلمية‪ ،‬كما سيتضح الحقا‪.‬‬

‫وهذا مايضعنا أمام إشكال رئيس مفاده ‪ :‬ما أهمية النظرية الخليلية الحديثة في تحسين‬
‫الطرح اللساني العربي الحديث؟‬
‫ّ‬
‫‪6611‬‬ ‫‪ISSN 1112-914X‬‬ ‫املجلد‪ 31:‬العدد ‪ 20 :‬التاريخ ‪- 0203/20/31 :‬‬ ‫مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‬
 ‫النظرية الخليلية الحديثةلعبد الرحمان الحاج صالح وأهميتها في تحسين الطرح اللساني العربي‬
‫ط‪.‬د‪ /‬بوشموخة منى ‪ -‬د‪ .‬خالف مسعودة‬

‫‪ -0‬التعريف بالنظرية الخليلية الحديثة ‪:‬‬

‫تعد "النظرية الخليلية" نظرية لسانية حديثة يتزعمها ألاب الروحي للسانيات العربية‬
‫العالمة (عبد الرحمن الحاج صالح) (‪0937‬م‪3107/‬م)‪ ،‬ظهرت خالل الربع ألاخير من القرن‬
‫العشرين‪ ،‬تختص بدراسة الفكر اللغوي العربي دراسة علمية اعتمادا على مجموعة خاصة من‬
‫‪1‬‬
‫املفاهيم واملصطلحات دون تعصب وال تبعية‪.‬‬

‫سعى رائدها من خالل تأسيسها وإرساء مبادئها إلى إعادة النظر في التراث اللغوي العربي‬
‫ألاصيل الذي تركه (الخليل بن أحمد الفراهيدي) و(سيبويه) وأتباعهما‪ ،‬وقد ذكر الدكتور (عبد‬
‫الرحمان الحاج صالح) الغاية من هذه النظرية بقوله‪<< :‬فالغاية من هذا البحث هو قبل كل ش يء‬
‫التعريف بهذه النزعة التي تصف نفسها بأنها امتداد منتقى لآلراء والنظريات التي أثبتها النحاة‬
‫العرب ألاولون وخاصة (الخليل بن أحمد الفراهيدي)‪ ،‬وفي الوقت نفسه مشاركة ومساهمة‬
‫‪2‬‬
‫للبحث اللساني في أحدث صورة‪ ،‬وخاصة البحث املتعلق بتكنلوجيا اللغة>>‬

‫تأسست "النظرية الخليلية الحديثة" فعليا عندما ناقش (عبد الرحمان‬

‫الحاج صالح) رسالة دكتوراه الدولة سنة (‪0979‬م) في جامعة السوربون بباريس تحت عنوان‪:‬‬
‫(علم اللسان العربي وعلم اللسان العام‪ ،‬دراسة تحليلية لنظرية املعرفة العلمية عند الخليل‬
‫‪Linguistique arabe et linguistique générale, essai de méthodologie‬وأتباعه‬
‫(‪depismologie duilmal‬‬

‫سميت النظرية اللغوية العربية التي يطمح (الحاج صالح) إلى إرسائها بالنظرية‬
‫الخليلية الحديثة نسبة إلى العالم اللغوي الرياض ي (الخليل بن أحمد الفراهيدي)‬
‫(‪011‬ه‪071/‬ه)‪ ‬وتشريفا له؛ الذي كان موسوعة عصره وأحد <<العقول الخصبة النادرة فهو ال‬
‫‪3‬‬ ‫ّ‬
‫يلم بعلم حتى يلتهمه التهاما؛ بل حتى يستوعبه ويتمثله وينفذ منه إلى ما يفتح به أبوابه املوصدة>>‬
‫برز في شتى العلوم أبرزها‪ :‬علم العروض والنحو والصرف والفقه والبالغة واملعجم والداللة‬
‫والرياضيات؛ وقد عكس فكره الرياض ي على أعماله الجليلة التي قدمها متمثلة في املنهج الذي‬
‫ّ‬
‫اعتمده خالل تأليفه ملعجم العين أول معجم في العربية وكذا دقته في الاستنباط‪ ،‬تلك الدقة التي‬
‫تذهل كل من يقف على وضعه لعروض الشعر‪ 4،‬وطريقة تأسيسه للنحو العربي على معطيات‬
‫علمية ال تحتمل الخطأ والنظام الصوتي العربي‪ ،‬يقول الدكتور (الحاج صالح) في هذا السياق‪:‬‬

‫ّ‬
‫‪6611‬‬ ‫‪ISSN 1112-914X‬‬ ‫املجلد‪ 31:‬العدد ‪ 20 :‬التاريخ ‪- 0203/20/31 :‬‬ ‫مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‬
 ‫النظرية الخليلية الحديثةلعبد الرحمان الحاج صالح وأهميتها في تحسين الطرح اللساني العربي‬
‫ط‪.‬د‪ /‬بوشموخة منى ‪ -‬د‪ .‬خالف مسعودة‬

‫<<فنحن مدينون له بجزء كبير مما أثبته العلماء املسلمون في علم ألاصوات والنظام الصوتي‬
‫‪5‬‬
‫العربي>>‬

‫أمض ى العالمة (عبد الرحمان الحاج صالح) فترة طويلة (مايقارب الثالثين سنة)‬
‫محاوال تقويم وتحليل الجهود وألاعمال اللغوية العربية التي قام بها كل من علماء اللغة العربية‬
‫ألافذاذ‪( :‬الخليل بن أحمد الفراهيدي) وتلميذه (سيبويه) ومن سار على نهجهما ك(ابن جني)‬
‫و(الرض ي الاسترابادي) وغيرهم وربطها وماتوصلت إليها اللسانيات الغربية‪.‬‬
‫كانت نتيجة الدراسات املعمقة التي قام بها (الحاج صالح) ّ‬
‫تكون فريق من الباحثين في‬
‫علوم اللسان‪ ،‬هدفهم مواصلة ما بدأه (الخليل) و(سيبويه) وأتباعهما؛ وذلك ملا تكتسيه من‬
‫أهمية بالغة في خدمة اللغة العربية من جهة‪ ،‬وإبراز قيمة هذه ألاعمال في خضم النظريات‬
‫‪6‬‬
‫واملناهج املتبعة لدراسة الظواهر اللغوية من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫تقوم النظرية الخليلية الحديثة في تفسيرها وإحيائها للتراث على معيارين أساسيين هما‪:‬‬

‫‪ّ -3‬أنه ال يفسر التراث إال التراث‪ ،‬فكتاب (سيبويه) ال يفسره إال كتاب (سيبويه) ‪ ،‬ومن‬
‫الخطأ أن نسقط على التراث مفاهيم وتصورات دخيلة تتجاهل خصوصياته النوعية؛‬
‫حيث ال يمكن أن نتجاوز هذا التراث بالعدول عنه إال أنه الركيزة التي يبنى عليها النحو‬
‫العربي‪.‬‬

‫‪ -0‬أن التراث العربي في العلوم إلانسانية عامة واللغوية خاصة ليس طبقة واحدة من‬
‫ألاصالة وإلابداع؛ فهناك تراث وتراث؛ فالتراث الذي تعلقت به النظرية الخليلية الحديثة هو‬
‫التراث اللغوي ألاصيل الذي تركه علماؤنا ألافذاذ‪.‬‬

‫‪ -3‬مميزات النظرية الخليلية ‪:‬‬

‫تمتاز "النظرية الخليلية الحديثة" بجملة من املزايا‪ ،‬يوضحها العالمة (الحاج صالح)‬
‫‪8‬‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫* املوضوعية العلمية‪ :‬فهي تعتمد على املشاهدة وهي بذلك علم محض وليست مجموعة‬
‫اختيارات تعسفية تفرض معيارا لغويا معينا وتهدر املعايير ألاخرى‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪6611‬‬ ‫‪ISSN 1112-914X‬‬ ‫املجلد‪ 31:‬العدد ‪ 20 :‬التاريخ ‪- 0203/20/31 :‬‬ ‫مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‬
 ‫النظرية الخليلية الحديثةلعبد الرحمان الحاج صالح وأهميتها في تحسين الطرح اللساني العربي‬
‫ط‪.‬د‪ /‬بوشموخة منى ‪ -‬د‪ .‬خالف مسعودة‬

‫*التمييز بين ماهو راجع إلى التغيير الزماني؛ أي التاريخ والتطور عبر الزمان‪ ،‬وبين ماهو‬
‫آني خاص بالنظام الداخلي للغة‪.‬‬

‫*اللجوء إلى الصياغة املنطقية والرياضية‪ ،‬وهذا من أهم ما تمتاز به العلوم إلانسانية‬
‫عن غيرها كاآلداب والفلسفة وكلما كانت النظريات في هذه العلوم التي تمتاز بها النظرية الخليلية‬
‫الحديثة‪.‬‬

‫‪ -2‬املفاهيم ألاساسية للنظرية الخليلية الحديثة ‪:‬‬

‫تأسست "النظرية الخليلية الحديثة" على مفاهيم رئيسة ّ‬
‫تعد أساسا لتحليل اللغة‬
‫والتعامل معها وكذا مضاهاتها للنظريات اللسانية ألاخرى‪ ،‬وقد حددها الدكتور (عبد الرحمن‬
‫الحاج صالح) بقوله‪<< :‬إعتمد العلماء العرب ‪ -‬وزعيمهم في ذلك الخليل‪ -‬على عدد من املفاهيم‬
‫واملبادئ لتحليل اللغة وأهمها ‪:‬‬

‫* مفهوم الاست قامة وما إليها‪ ،‬ومايترتب من ذلك التفريق املطلق بين ما يرجع إلى اللفظ‬
‫وبين ماهو خاص باملعنى‪.‬‬

‫* مفهوم الانفراد في التحليل من هذا املفهوم‪.‬‬

‫* مفهوما املوضع والعالمة العدمية‪.‬‬

‫* مفهوما اللفظة والعامل>>‪ ،9‬إضافة إلى وجود مفاهيم موزعة في مؤلفاته‪ ،‬سنشرحها‬
‫باختصار‪:‬‬

‫مفهوم الاستقامة وما إليها ‪:‬‬

‫أخذ (الحاج صالح) مفهوم الاستقامة من التراث النحوي العربيي‪ ،‬وبالتحديد من فكر‬
‫(سيبويه) الذي ميز على إثر (الخليل) بين السالمة الراجعة إلى اللفظ‪ ،‬وبين السالمة الراجعة إلى‬
‫املعنى بقوله في أول كتابه‪<< :‬وهذا باب الاستقامة من الكالم وإلاحالة؛ فمنه [أي الكالم] مستقيم‬
‫حسن ومح ال‪ ،‬ومستقيم كذب ومستقيم قبيح‪ ،‬وماهو محال كذب>> ‪ 10‬يفهم من هذا الكالم أن‬
‫الاستقامة هنا تعني صحة وسالمة الكالم‪ ،‬وترجع إلى سالمة في اللفظ والتركيب‪ ،‬وسالمة في املعنى‬
‫املراد نقله‪ ،‬وقد شرح (الحاج صالح) هذا التمييز كاآلتي‪:‬‬

‫ّ‬
‫‪6611‬‬ ‫‪ISSN 1112-914X‬‬ ‫املجلد‪ 31:‬العدد ‪ 20 :‬التاريخ ‪- 0203/20/31 :‬‬ ‫مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‬
 ‫النظرية الخليلية الحديثةلعبد الرحمان الحاج صالح وأهميتها في تحسين الطرح اللساني العربي‬
‫ط‪.‬د‪ /‬بوشموخة منى ‪ -‬د‪ .‬خالف مسعودة‬

‫مستقيم حسن= سليم في القياس والاستعمال‪.‬‬

‫مستقيم قبيح= خارج عن القياس وقليل في الاستعمال وهو غير لحن‪.‬‬

‫محال= قد يكون سليما في القياس والاستعمال لكنه غير سليم من حيث املعنى‪.‬‬

‫مفهوم الانفراد‪:‬‬

‫وهو مايسميه (عبد الرحمان الحاج صالح) بمبدأ الانفصال والابتداء‪.‬‬

‫يعرف الانفصال بأنه <<ماليس بعده ش يء>>‪ 11‬والابتداء <<ماليس قبله ش يء>>‪ ،12‬يقول‬
‫ّ‬
‫(عبد الرحمان الحاج صالح) في هذا الخصوص‪<< :‬فاالنفصال والابتداء يمكن الباحث من‬
‫استكشاف الحدود الحقيقية التي تحصل في الكالم؛ وبهذا ينطلق الباحث من اللفظ أوال وال‬
‫يحتاج إلى أن يفترض أي افتراض كما يفعله التوليديون وغيرهم عندما ينطلقون من الجملة قبل‬
‫تحديدها>>‪13‬؛ حيث الحظ النحاة أن بعض هذه النوى تقبل الزيادة يمينا ويسارا دون أن تفقد‬
‫وحدتها أو دون أن تخرج عن كونها لفظة‪ ،‬وقد سموا هذه الزيادة يمينا ويسارا "التمكن"‬
‫ّ‬
‫والحظوا أن هذا التمكن درجات <<فهناك اسم الجنس املتصرف وهو املتمكن ألامكن‪ ،‬ثم‬
‫‪14‬‬
‫املمنوع من الصرف فهو املتمكن غير ألامكن‪ ،‬ثم املبني فهو غير ألامكن وال أمكن>>‬

‫مفهوما املوضع والعالمة العدمية ‪:‬‬

‫من املعلوم أن لكل كلمة موضعا معينا في التركيب‪ ،‬واملقصود باملواضع التي تحتلها‬
‫الكلمات في التراكيب <<التحويالت التفريعية أي الانتقال من ألاصل إلى مختلف الفروع بالزيادة‬
‫التدريجية‪ ،‬وهذه الزيادة هي نفس التحويل>>‪15‬؛ وهذا ما يؤكد قول الدكتور (عبد الرحمن الحاج‬
‫صالح) ‪<< :‬إن املواضع التي تتعاقب عليها الكلم وتترتب فيها النواة (أي في الاسم مفردا بعمليات‬
‫ُ ّ‬ ‫ُ َّ‬
‫مثل هذه الزيادات‬ ‫الوصل (‪ )concaténation simple‬هي خانات تحدد بالزيادة التدريجية؛ إذ ت ِّ‬
‫التحويالت التفريعية التي يتم من خاللها الانتقال من ألاصل إلى مختلف الفروع أو العكس ُّ‬
‫(رد‬
‫‪16‬‬
‫الفروع إلى أصلها) >>‬

‫يعني (الحاج صالح) بالعالمة العدمية (‪ )expression zéro‬خلو املوضع من العنصر‬

‫<<وهي التي تختفي في موضع بمقابلتها لعالمة ظاهرة في موضع آخر؛ وذلك كجميع العالمات التي‬
‫‪17‬‬ ‫ّ‬
‫تميز الفروع عن أصولها>>‬
‫ّ‬
‫‪6611‬‬ ‫‪ISSN 1112-914X‬‬ ‫املجلد‪ 31:‬العدد ‪ 20 :‬التاريخ ‪- 0203/20/31 :‬‬ ‫مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‬
 ‫النظرية الخليلية الحديثةلعبد الرحمان الحاج صالح وأهميتها في تحسين الطرح اللساني العربي‬
‫ط‪.‬د‪ /‬بوشموخة منى ‪ -‬د‪ .‬خالف مسعودة‬

‫مفهوم اللفظة والعامل ‪:‬‬

‫يعرف (عبد الرحمن الحاج صالح) العامل بأنه‪<< :‬لفظة تضاف إلى ألاخرى تؤدي عمال‬
‫معينا>>‪18‬؛ أي أن لكل لفظة معناها وعملها الذي يختلف من لفظة إلى أخرى‪.‬‬

‫يرى (الحاج صالح) أن <<النحاة قد الحظوا أن الزوائد على اليمين تغير اللفظ واملعنى؛‬
‫بل تؤثر وتتحكم في بقية التركيب كالتأثير في أواخر الكلم (إلاعراب) >>‪.19‬‬

‫مفهوم الباب‪:‬‬

‫من املفاهيم التي عالجها (الحاج صالح) مفهوم الباب‪ ،‬وهو مفهوم يتعلق «باللفظ‬
‫واملعنى إفرادا وتركيبا في كل مستويات اللغة؛ فقد أطلق (سيبويه) هذا املفهوم‪ ،‬كما ّبين (الحاج‬
‫صالح) على املجموعات املرتبة من الحروف ألاصلية للكلمة الثالثية مثل‪( :‬ض‪.‬ر‪.‬ب) وغيرها‪،‬‬
‫وكذلك على مستوى أبنية الكلمة؛ أي أوزانها»‪ ،20‬أما من الناحية التركيبية فاملقصود بالباب هو أن‬
‫نورد القواعد والقوانين ضمن فئة معينة‪ ،‬كقولنا مثال‪ :‬باب أسماء ألافعال‪ ،‬ويعرف الباب أيضا‬
‫عند القدماء بأنه « يعادل املجموعة في الرياضيات‪ ،‬فالباب الذي ليس فيه عنصر أي املجموعة‬
‫الخالية كما يسميه املعاصرون‪ ،‬هو املهمل عند الخليل»‪ 21‬؛ وعليه فالباب هو املجموعة التي تضم‬
‫عناصر متشابهة تربط بينها عالقة محددة‪.‬‬

‫مفهوم املثال‪:‬‬

‫يربط (الحاج صالح) مفهوم املثال باملنطق الصوري الرياض ي؛ حيث يرى أن املثال هو‬
‫الحد الذي ترسم على منواله العناصر اللغوية‪ ،‬وهو حد إجرائي ترسم فيه جميع العمليات التي‬
‫يتولد بها العنصر اللغوي في واقع الخطاب‪ ،‬أو هو البنية التي تبنى عليها املفردة أو الكالم‪ ،22‬أي أن‬
‫املثال هو القالب الذي تتشكل على شاكلته الصيغ والجمل وغيرها ويمكن القول إن القاعدة‬
‫النحوية العربية مثال ألن الكالم يتركب وفقها‪.‬‬

‫مفهوم الوضع والاستعمال‪:‬‬

‫ّ‬
‫‪6616‬‬ ‫‪ISSN 1112-914X‬‬ ‫املجلد‪ 31:‬العدد ‪ 20 :‬التاريخ ‪- 0203/20/31 :‬‬ ‫مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‬
 ‫النظرية الخليلية الحديثةلعبد الرحمان الحاج صالح وأهميتها في تحسين الطرح اللساني العربي‬
‫ط‪.‬د‪ /‬بوشموخة منى ‪ -‬د‪ .‬خالف مسعودة‬

‫يرتبط مفهوما الوضع والاستعمال باللغة؛ حيث يقصد بالوضع‪ :‬ما تواضع واتفق عليه‬
‫جماعة ما بخصوص معنى معين؛ أي اتفاق جماعة ما على تسمية ش يء ما باسم معين‪،‬أما‬
‫الاستعمال فهو الطريقة والكيفية التي ينطق بها ما تم الاتفاق عليه (الوضع)‪ 23‬أو هو ألاداء‬
‫الكالمي وطريقة اختيار ألالفاظ واختيار السياقات املناسبة الستعمالها‪.‬‬

‫ألاصل والفرع‪:‬‬

‫من املفاهيم التي قامت عليها النظرية الخليلية الحديثة‪ :‬ألاصل والفرع؛ أما ألاصل فهو الجذع‬
‫الذي تتفرع عنه الفروع ألاخرى؛ فالفعل –مثال‪ -‬أصل‪ ،‬واملشتقات ألاخرى هي فروع تفرعت عنه‪،‬‬
‫فاألصل هو العنصر ألاول وألاساس الخام الذي يشتق منه ونقصد به النواة‪ 24،‬أما الفرع فهو‬
‫العنصر الثانوي الذي يمكن رده إلى أصل معين‪.‬‬

‫الحركة والسكون‪:‬‬

‫يرتبط مفهوم الحركة والسكون على هذا املفهوم بالصوتيات العربية‪ ،‬وهو ما ابتدعه‬
‫(الخليل بن أحمد الفراهيدي) عند وضعه لعلم العروض‪ ،‬الذي ينطلق أساسا من الحركة‬
‫والسكون؛ فالحركة « ليست فقط مصوتا بل هي الحركة العضوية ال هوائية التي تمكن من إحداث‬
‫الحرف»‪ ،25‬وهي عند (الحاج صالح) تعني الانتقال من مخرج إلى آخر‪26‬؛ أما السكون فهو الوقف‬
‫عكس الحركة وال يقتض ي مخرجا آخر‪.‬‬

‫‪ -4‬أهمية النظرية الخليلية الحديثة في تحسين الطرح اللساني العربي ‪:‬‬

‫تحتل "النظرية الخليلية الحديثة" مكانة هامة في البحث اللغوي العربي الحديث وتأخذ‬
‫قيمتها من كونها النظرية اللسانية العربية الوحيدة التي استطاع صاحبها أن يبعث روح الحداثة في‬
‫التراث النحوي ألاصيل؛ وذلك بعد مراجعته ملا كتب في القرون ألاربعة الهجرية ألاولى والذي اعتبره‬
‫النحو ألاصيل ثم أبرز قيمته العلمية ودقته البحثية مقارنة بما أورده الغرب من نظريات لسانية‬
‫حديثة‪ ،‬حتى يزيل الشك ويرد النقد الذي وجه لنظرية النحو العربي‪.‬‬

‫تكتس ي "النظرية الخليلية الحديثة" أهمية كبيرة وأثرا بالغا في تحسين الدراسات‬
‫اللسانية العربية الحديثة؛ فقد أضحت النظرية مرجعا هاما يعتمده الباحثون في حل العديد من‬
‫ّ‬
‫‪6611‬‬ ‫‪ISSN 1112-914X‬‬ ‫املجلد‪ 31:‬العدد ‪ 20 :‬التاريخ ‪- 0203/20/31 :‬‬ ‫مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‬
 ‫النظرية الخليلية الحديثةلعبد الرحمان الحاج صالح وأهميتها في تحسين الطرح اللساني العربي‬
‫ط‪.‬د‪ /‬بوشموخة منى ‪ -‬د‪ .‬خالف مسعودة‬

‫املشاكل والصعوبات اللغوية‪ ،‬وهذا ما يؤكده الدكتور (الحاج صالح) بقوله‪<< :‬وقد صارت‬
‫النظرية منذ ذلك الوقت العماد النظري اللغوي لعدة دراسات قام بها باحثون من مختلف آلافاق‬
‫العلمية وخاصة من مركز البحوث لترقية اللغة العربية بالجزائر من مهندسين في الحاسوبيات‬
‫وأساتذة في اللغة العربية وباحثين في أمراض الكالم وغيرهم>>‪27‬؛ أي أن "النظرية الخليلية‬
‫الحديثة" ولدقة مفاهيمها وأصالة طرحها وشموليتها باتت مرجعا وأساسا للكثير من ألابحاث‬
‫اللغوية في مختلف املجاالت كالتعليم والحوسبة والترجمة وغيرها؛ وهو ما يؤكد أن "النظرية‬
‫الخليلية" ترى بأن موضوع الدراسة العلمية للسان البشري هو املفتاح لعوملة اللغة العربية‬
‫وتحسين موقعها ومنسوبها وبالتالي إنعاش آمال وطموحات الباحثين العرب نحو تقديم إنتاجهم‬
‫‪28‬‬
‫باللغة العربية ضمن شروط الئقة من حيث مستوى النجاعة التبليغية والتواصلية‪.‬‬

‫لقد أسفرت الفكرة واملنهجية التي إعتمدها (عبد الرحمان الحاج صالح) في تأسيس‬
‫نظريته الخليلية عن تحفيز كثير من الباحثين في علم اللسان إلى إنجاز أعمال ومشاريع لغوية‬
‫كبيرة في مختلف امليادين كاللسانيات الحاسوبية التي ازدهرت في آلاونة ألاخيرة‪ ،‬والتي تجمع بين‬
‫علمي الحاسوب وعلم اللسان وتشمل عدة تطبيقات كالترجمة آلالية‪ ،‬وإلاصالح آلالي لألخطاء‬
‫املطبعية‪ ،‬وتعليم اللغات بالحاسوب‪ ،‬والعمل الوثائقي آلالي وتعليم اللغات لألصوات اللغوية وغير‬
‫ذلك؛ فالنظرية الخليلية بسطت املفاهيم النحوية واللغوية العربية وأعطتها طابعا علميا يساير‬
‫التقدم العلمي‪ ،‬وبذلك سهلت التعامل مع اللغة العربية وإدخالها إلى عالم الحاسوب‪.‬‬

‫يستشف الباحث في "النظرية الخليلية الحديثة" مختلف املشاريع اللغوية والبحوث‬

‫العلمية التي أسهمت في تحسين الطرح اللساني العربي والنهوض به ملواكبة تطورات العصر‪ ،‬ويعد‬
‫"مشروع الذخيرة اللغوية" الذي اقترحه الدكتور (عبد الرحمان الحاج صالح) ويعمل على‬
‫تطبيقه عدد من الباحثين أهم هذه املشاريع‪ ،‬هدفه إعداد بنك معلومات آلي لكل ما أنتجه اللسان‬
‫العربي وماهو بصدد إنتاجه وجعله تحت تصرف أي فرد في العالم العربي وخارجه‪ ،‬وكذا <<جمع‬
‫كل مفردات اللغة العربية الواردة في النصوص املخزنة قديما وحديثا‪ ،‬كي يستطيع الباحث معرفة‬
‫أي مفردة وأي اصطالح قد شاع اليوم في ميدان معين وأي مصطلح اليزال حبرا على ورق>>‪ ،29‬وقد‬
‫بدأ اهتمام (عبد الرحمان الحاج صالح) باملعاجم حين تساءل عن سبب عدم اهتمام الباحثين‬
‫العرب باللغة املستعملة في البالد العربية في مختلف املجاالت‪ ،‬وألامر الذي أثار فضوله هو‪ :‬ملاذا لم‬
‫يقلد العلماء العرب املحدثون اللغويين القدامى في اهتمامهم باللغة املستعملة في الحياة اليومية؟‬
‫وقد جمع القدامى أغلب كالم العرب من شعر ونثر وقصص ونوادر وخطب و غيرها من الكالم‬

‫ّ‬
‫‪6611‬‬ ‫‪ISSN 1112-914X‬‬ ‫املجلد‪ 31:‬العدد ‪ 20 :‬التاريخ ‪- 0203/20/31 :‬‬ ‫مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‬
 ‫النظرية الخليلية الحديثةلعبد الرحمان الحاج صالح وأهميتها في تحسين الطرح اللساني العربي‬
‫ط‪.‬د‪ /‬بوشموخة منى ‪ -‬د‪ .‬خالف مسعودة‬

‫املستعمل‪ ،‬كما أنهم لم يقلدوا العلماء الغربيين في مجال املعاجم –مع أن العرب اليوم مولعون‬
‫بتقليد الغرب في كل املجاالت‪ -‬ويعطي (عبد الرحمان الحاج صالح) <<مثاال بذخيرة اللغة‬
‫الفرنسية ‪ TRESORE DE LA LANGUE FRANCAISE‬التي تغطي ما استعمله الناطقون‬
‫بالفرنسية مدة قرنين من الزمن>>‪ 30‬لذلك دعا إلى الانطالق في جمع ما يتم إنتاجه باللغة العربية‬
‫في مختلف امليادين من شعر ومقاالت علمية وأدبية وروايات ودروس ومحاضرات مكتوبة أو‬
‫مسجلة صوتيا‪ ،‬وهو ما قال عنه إنه عمل كبير ال يمكن للفرد إنجازه منفردا مهما استغرق من‬
‫وقت؛ لذلك طلب أن تتظافر الجهود وتتشكل فرق البحث وينطلق العمل بشكل جماعي متناسق‪،‬‬
‫كما دعا إلى استعمال التكنولوجيات الحديثة من حواسيب وأجهزة تخزين وتسجيل وبرامجيات‬
‫‪31‬‬
‫مناسبة‪.‬‬

‫إن اهتمام (عبد الرحمان الحاج صالح) باملعاجم وتركيزه على جمع وتسجيل ما يتم‬
‫إ نتاجه باللغة العربية وحرصه على بناء بنك معرفي يضم ماليين النصوص العربية الحديثة‬
‫والقديمة واملصنفة حسب التخصص جعل اللغويين يعيدون النظر في التراث اللغوي ويلتفتون إلى‬
‫ما يتم إنتاجه باللغة العربية‪.‬‬

‫عمد الدكتور (عبد الرحمن الحاج صالح) إلى إنشاء "مشروع تكوين اختصاصيين في‬
‫علم املصطلحات والترجمة املتخصصة" هدفه <<سد فراغ مهول وخطير بالنسبة للوطن‬
‫نتصد له لعرقلة نموه العلمي والتكنولوجي‪ ،‬بل سببا في إيقاف هذا‬ ‫ّ‬ ‫العربي‪ ،‬وسيكون سببا إن لم‬
‫ثم أن يؤثر في املستوى الاقتصادي الثقافي لهذا الوطن‪ ،‬ويتمثل هذا الفراغ في عدم‬ ‫النمو‪ ،‬ومن ّ‬
‫أن نقل املصطلحات‬ ‫وجود مترجمين متخصصين في نقل العلوم والتكنولوجيا>>‪ 32‬؛ معنى ذلك ّ‬
‫بدقة وعلمية إلى لغات أخرى‪ ،‬وكذا ضبط املصطلحات العلمية واللسانية العربية مع مرادفاتها في‬
‫اللغات ألاجنبية املنقول منها وإليها عملية مهمة وذات فائدة عظيمة تتعدى املجال اللغوي إلى‬
‫املجال الثقافي والاقتصادي وغيرها؛ وهي عملية تحتاج إلى مترجمين متخصصين في علم املصطلح‬
‫تمكنهم من معرفة أصل املصطلحات واملجاالت التي تنتمي إليها‪.‬‬

‫أضحت مفاهيم "النظرية الخليلية الحديثة" املقتبسة من نظريات النحاة العرب ألاوائل‬
‫تستغل في الكثير من (امليادين التعليمية) ؛ من بينها (العامل النحوي) الذي يعد أساسا مهما في‬
‫تعليم النحو‪ ،‬فهو ذو وظيفة تعليمية‪ ،‬به تحدد العالمة إلاعرابية؛ فاملعلم حين يدرس املتعلم‬
‫الفعل والفاعل واملفعول به يعلمه حركات ها إلاعرابية وطريقة إعرابها بطريقة مبسطة‪ ،‬لكنه ال يشير‬
‫إلى العامل الذي كان سبب العالمة إلاعرابية‪ ،‬بينما يجب على املعلم معرفته تحسبا ألي سؤال‪،‬‬
‫ّ‬
‫‪6611‬‬ ‫‪ISSN 1112-914X‬‬ ‫املجلد‪ 31:‬العدد ‪ 20 :‬التاريخ ‪- 0203/20/31 :‬‬ ‫مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‬
 ‫النظرية الخليلية الحديثةلعبد الرحمان الحاج صالح وأهميتها في تحسين الطرح اللساني العربي‬
‫ط‪.‬د‪ /‬بوشموخة منى ‪ -‬د‪ .‬خالف مسعودة‬

‫وقد أعطى (الحاج صالح) مثاال حيا على أهمية العامل في تعليم النحو‪ :‬إذ يمكنك أن تخبر التلميذ‬
‫أن الباب ُيطرق‪ ،‬فيرد مباشرة‪ :‬من الطارق؟ تجيبه أنه املدير‪-‬مثال‪ -‬فيخبرك‪ :‬إذا املدير هو السبب‬
‫في طرق الباب؛ هذا يعني أن املتعلم يدرك جيدا الظاهرة‪ ،‬لكنه ال يعرف املصطلحات؛ وأنه يعلم‬
‫بوجود ا لعامل لكنه ال يعرف التسمية العلمية له‪.‬‬

‫تستثمر "النظرية الخليلية الحديثة" في امليدان التطبيقي؛ حيث نجد أن (عبد الرحمان‬
‫الحاج صالح) يهتم بالتعليم ويقدم الحلول املناسبة لتطويره نظرا ألهميته؛ فقد أشار إلى ضرورة‬
‫ضبط املصطلحات التربوية‪ 33‬واختيار املفردات املناسبة التي يتم إدراجها ضمن البرامج التعليمية‬
‫بما يتوافق وقدرة استيعاب املتعلمين‪ ،‬كما تحدث (عبد الرحمان الحاج صالح) عن املادة اللغوية‬
‫الت ي يجب تعليمها للمتلعلمين؛ ذلك أن الدراسات أكدت أن الطفل يتلقى في املرحلة الابتدائية‬
‫الكثير من املفردات التي ال يمكنه أن يحصر مفاهيمها وال أن يوظفها ويستعملها في الوضعيات التي‬
‫تعترضه لغرابتها وصعوبة فهمها أو كونها مفردات ال يتم تداولها في املجتمع‪.‬‬
‫ّ‬
‫ذلك أن لها أثرا بالغا في التقليل من صعوبات التعلم‪ ،‬يقول (الحاج صالح) ‪<< :‬تكتس ي‬
‫نظريات النحاة العرب ألاولين أهمية كبيرة جدا؛ وهذا من حيث إنها ماتزال ذات أهمية كبيرة من‬
‫الناحية العلمية؛ تستغل مفاهيمها في امليدان التطبيقي كالعالج آلالي للنصوص‪ ،‬وتركيب الكالم‬
‫الاصطناعي‪ ،‬وعالج املصابين بالحبسة وغير ذلك>>‪ 34‬؛ وذلك باعتماد النظام الصوتي الذي وضعه‬
‫(الخليل بن أحمد الفراهيدي) والتقليبات ال صوتية التي تجعل املتعلم يقف عند كل حرف‬
‫وينطقه نطقا صحيحا من مخرجه الحقيقي ويعطيه حقه‪.‬‬

‫تعطي "النظرية الخليلية الحديثة" ألاولوية للمنطوق (التعبير الشفهي) على املكتوب‬
‫(التعبير الكتابي) ؛ إذ تولي أهمية في تعليم اللغة العربية للمنطوق على حساب املكتوب‪35‬؛ وهو ما‬
‫يؤكده (الحاج صالح) بقوله‪<< :‬استعمال اللغة هو مشافهة قبل أن يكون كتابة وتحريرا؛ معنى‬
‫ذلك أن الكالم املنطوق هو ألاصل‪ ،‬أما لغة التحرير ففرع عليه؛ فاملنطوق وبالتالي املسموع هو‬
‫الذي يرجع إليه املتعلم باللغة الحية أوال وآخرا وال يقتصر أبدا على ما يقرأه من النصوص‬
‫‪36‬‬
‫املحررة>>‬

‫ترى "النظرية الخليلية الحديثة" أن ألاصل في التعليم أن يكون لهدف تطوير تدريس‬
‫ّ‬
‫اللغة العربية عامة وتحسين مستوى النحو العربي لدى املتعلمين وتبديد صعوبة تعلمه خاصة؛‬
‫فهذا الضعف جعل الكثيرين ينفرون من إلاقبال على أقسام اللغة العربية ويفضلون دراسة‬

‫ّ‬
‫‪6611‬‬ ‫‪ISSN 1112-914X‬‬ ‫املجلد‪ 31:‬العدد ‪ 20 :‬التاريخ ‪- 0203/20/31 :‬‬ ‫مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‬
 ‫النظرية الخليلية الحديثةلعبد الرحمان الحاج صالح وأهميتها في تحسين الطرح اللساني العربي‬
‫ط‪.‬د‪ /‬بوشموخة منى ‪ -‬د‪ .‬خالف مسعودة‬

‫تخصصات أخرى كالحقوق وغيرها‪ ،‬لعل السبب راجع إلى ماقاله (الحاج صالح) ‪<< :‬كيفية‬
‫استعمال الناس العربية في الجامعة والحياة اليومية ومدى مشاركة العاميات واللغات ألاجنبية‬
‫إياها في مختلف املستويات>>‪ 37‬عكس ماكانت ألامة العربية التي امتازت بالفصاحة والبالغة في‬
‫تعبيرها وتواصلها؛ حيث كانت <<النشأة ألاولى للدرس اللغوي العربي الذي كان منطلقها الرئيس ي‬
‫هو قراءة القرآن الكريم؛ فاملقرئ إذا قرأ عليه أن يخرج الحروف مخرجا فصيحا‪ ،‬ويكون مضطرا‬
‫إلى معرفة أحكام الهمزة (‪ )...‬ويعرف ضوابط إلادغام وإلاظهار وإلاقالب والغنة>>‪ 38‬؛ وعلى ذلك‬
‫ّ‬
‫ألف (الخليل) و(سيبويه) وأتباعهما نظريات في النحو العربي‪ ،‬حللها وبسطها (عبد الرحمان‬
‫ُ‬
‫الحاج صالح) لتسهل على املتعلم التعامل معها واستيعاب النحو؛ وبالتالي يتغلب على الصعوبات‬
‫التي تعتريه ويتحسن مستواه؛ أي أن (عبد الرحمان الحاج صالح) خدم اللغة العربية عامة‬
‫والطرح اللساني العربي الحديث خاصة من خالل تبسيطة وربطه بين املفاهيم النحوية العربية‬
‫القديمة وما ورد من نظريات لسانية حديثة وتقديم نتائجها في شكل نظرية علمية دقيقة وشاملة‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫من خالل هذه الرحلة البحثية عن أهمية النظرية الخليلية الحديثة لعبد الرحمن‬
‫الحاج صالح في تحسين الطرح اللساني العربي الحديث‪ ،‬فإن أهم النتائج املتوصل إليها هي‪:‬‬

‫‪" ‬النظرية الخليلية الحديثة" ل(عبد الرحمن الحاج صالح) نقلة نوعية وإعادة تقويم‬
‫للتراث اللغوي العربي وفق ماتوصلت إليه اللسانيات الغربية‪.‬‬
‫‪ ‬رجع (عبد الرحمان الحاج صالح) إلى ما كتب في القرون ألاربع الهجرية ألاولى في النحو‬
‫وهو ما يعتبره النحو ألاصيل‪ ،‬ثم ربطه بما ظهر من نظريات لسانية غربية‪ ،‬ليخرج للعالم‬
‫العربي بنظريته الخليلية التي أضحت مرجعا للكثير من ألابحاث التي تبعتها‪.‬‬
‫‪ ‬املفاهيم ألاساسية للنظرية الخليلية هي‪ :‬مفهوم الاستقامة وما إليها‪ ،‬مفهوم إلانفراد في‬
‫التحليل‪ ،‬مفهوما املوضع والعالمة العدمية‪ ،‬مفهوم اللفظة والعامل‪ ،‬مفهوما ألاصل‬
‫والفرع‪ ،‬مفهوم الباب‪ ،‬مفهوما الحركة والسكون‪ ،‬مفهوم املثال‪.‬‬
‫‪ ‬أسهمت "النظرية الخليلية الحديثة" في تحسين الطرح اللساني العربي الحديث من‬
‫خالل تييسر املفاهيم وتقريبها من ذهن املتلقي العربي‪.‬‬
‫‪ ‬إن للنظرية الخليلية الحديثة فضال كبيرا على الكثير من املجاالت العلمية كالترجمة‬
‫وعلم الحاسوب واملعجم والتعليمية‪ ،‬وقد ساعدت مفاهيم هذه النظرية في تسهيل‬
‫اكتساب املهارات اللغوية كاملنطوق واملكتوب والنحو وغيرها‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪6611‬‬ ‫‪ISSN 1112-914X‬‬ ‫املجلد‪ 31:‬العدد ‪ 20 :‬التاريخ ‪- 0203/20/31 :‬‬ ‫مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‬
 ‫النظرية الخليلية الحديثةلعبد الرحمان الحاج صالح وأهميتها في تحسين الطرح اللساني العربي‬
‫ط‪.‬د‪ /‬بوشموخة منى ‪ -‬د‪ .‬خالف مسعودة‬

‫‪ ‬ركز (عبد الرحمان الحاج صالح) في نظريته على ميدان التعليم‪ّ ،‬‬
‫وبين للغويين أنه البد‬
‫من اختيار املعجم املناسب لكل مرحلة تعليمية حتى يتمكن املتعلمون من استيعاب‬
‫وتوظيف املفردات في حياتهم‪.‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬

‫‪ ‬عبد الرحمن الحاج صالح‪ :‬ولد سنة ‪ 3001‬بوهران‪ ،‬درس في مصر وبوردو وباريس‪ ،‬تحصل على التبريز بباريس‬
‫وعلى دكتوراه الدولة في السوربون سنة ‪ ،3010‬صاحب فكرة مشروع الذخيرة اللغوية‪ ،‬له عدة مؤلفات ‪ :‬املفاهيم‬
‫ألاساسية للنظرية الخليلية بحوث ودراسات في اللسانيات العربية ‪،‬البنى التركيبية‪ ،‬بحوث في علوم اللسان‪،‬‬
‫السماع العلمي عند العرب ومفهوم الفصاحة‪ ،‬توفي في ‪ 1‬مارس‪.0231‬‬

‫‪ 1‬التواتي بن التواتي‪ :‬املدارس اللسانية في العصر الحديث ومناهجها في البحث‪ ،‬دار الوعي للنشر والتوزيع‪ ،‬رويبة‬
‫الجزائر‪ ،‬ط‪3311 ،0‬ه‪0230/‬م‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ . 2‬عبد الرحمن الحاج صالح‪ :‬بحوث ودراسات في اللسانيات العربية ‪،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دط‪0230 ،‬م‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫ص‪.025‬‬
‫‪ ‬الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري ‪ :‬عالم رياض ي ولد سنة ‪322‬ه‪ ،‬منشؤه ومرباه وحياته في البصرة‪ ،‬برع في‬
‫علم العروض والنحو وفقه اللغة والعلوم الرياضية‪ ،‬صاحب معجم العين اول معجم صوتي في العربية‪ ،‬توفي سنة‬
‫‪311‬ه‬
‫‪ 3‬شوقي ضيف‪ :‬املدارس النحوية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.12‬‬
‫‪ 4‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ 5‬عبد الرحمن الحاج صالح ‪ :‬بحوث ودراسات في اللسانيات العربية‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪025‬‬
‫‪ 6‬عبد الرحمن الحاج صالح ‪:‬النظرية الخليلية الحديثة ‪ -‬مفاهيمها ألاساسية‪ -‬كراسات املركز‪ ،‬بوزريعة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،0221‬ص‪.33‬‬
‫‪ 7‬دمحم صاري‪ :‬محاضرة املفاهيم ألاساسية للنظرية الخليلية‪ ،‬قسم اللغة العربية وآدابها‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ 8‬عبد الرحمن الحاج صالح‪ :‬بحوث ودراسات في اللسانيات العربية‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.321‬‬
‫‪ 9‬فتيحة عويقب‪ :‬النظرية الخليلية الحديثة بين ألاصالة واملعاصرة‪ ،‬مجلة التعليمية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،3‬العدد‬
‫‪ ،33‬جوان ‪ ،0231‬ص‪001‬‬
‫‪ 10‬عبد الرحمن الحاج صالح ‪:‬النظرية الخليلية الحديثة مفاهيمها ألاساسية‪ ،‬ص‪12‬‬
‫‪ 11‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪13‬‬
‫‪ 12‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.15‬‬
‫‪ 13‬فتيحة عويقب‪ :‬النظرية الخليلية الحديثة بين ألاصالة واملعاصرة‪ ،‬ص‪001‬‬

‫ّ‬
‫‪6611‬‬ ‫‪ISSN 1112-914X‬‬ ‫املجلد‪ 31:‬العدد ‪ 20 :‬التاريخ ‪- 0203/20/31 :‬‬ ‫مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‬
 ‫النظرية الخليلية الحديثةلعبد الرحمان الحاج صالح وأهميتها في تحسين الطرح اللساني العربي‬
‫ط‪.‬د‪ /‬بوشموخة منى ‪ -‬د‪ .‬خالف مسعودة‬

‫‪ 14‬سيبويه ‪ :‬الكتاب‪ ،‬تح‪ :‬عبد السالم دمحم هارون‪ ،‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،0‬‬
‫القاهرة‪ ،3011 ،‬ص‪01،02‬‬
‫‪ 15‬فتيحة عويقب ‪:‬النظرية الخليلية الحديثة بين ألاصالة واملعاصرة‪ ،‬ص‪003‬‬
‫‪ 16‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪003‬‬
‫‪ 17‬عبد الرحمن الحاج صالح ‪ :‬بحوث ودراسات في اللسانيات العربية ‪،‬ج‪، 3‬ص‪030‬‬
‫‪ 18‬فتيحة عويقب‪ :‬النظرية الخليلية الحديثة بين ألاصالة واملعاصرة‪ ،‬ص‪003‬‬
‫‪ 19‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪005‬‬
‫‪20‬بشير إبرير‪ :‬أصالة الخطاب في اللسانيات الحديثة‪ ،‬مجلة العلوم إلانسانية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪0221 ،1‬م‪ ،‬ص‪1‬‬
‫‪21‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪1‬‬
‫‪22‬عبد الرحمن الحاج صالح‪ ،‬بحوث ودراسات في اللسانيات الحديثة‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.130‬‬
‫‪23‬بشير إبرير‪ :‬أصالة الخطاب في اللسانيات الحديثة‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪24‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪25‬عبد الرحمن الحاج صالح‪ :‬بحوث ودراسات في اللسانيات العربية الحديثة‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.310‬‬
‫‪26‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.310‬‬
‫‪ 27‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪005‬‬
‫‪ 28‬عبد الرحمن الحاج صالح‪ :‬النظرية الخليلية الحديثة ‪ -‬مفاهيمها ألاساسية‪ ،-‬ص‪33‬‬
‫‪ 29‬عبد الرحمن الحاج صالح‪ :‬مشروع الذخيرة اللغوية العربية وأبعاده العلمية والتطبيقية‪ ،‬مجلة آلاداب‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد ‪3331 ،1‬ه‪ ،3001/‬ص‪31‬‬
‫‪ 30‬الشريف بوشحدان‪ :‬ألاستاذ عبد الرحمن الحاج صالح وجهوده العلمية في ترقية استعمال اللغة العربية‪ ،‬مجلة‬
‫كلية آلاداب والعلوم إلانسانية والاجتماعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬جوان ‪ ،0232‬ص‪.15‬‬
‫‪ 31‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.10‬‬
‫‪ 32‬عبد الرحمن الحاج صالح ‪ :‬بحوث ودراسات في اللسانيات العربية‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪020‬‬
‫‪ 33‬خيرة بلجياللي‪ :‬إسهامات عبد الرحمن الحاج صالح في ترقية اللغة العربية‪ ،‬مجلة حوليات التراث‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫العدد ‪ ،0231 ،31‬ص‪.25‬‬
‫‪ 34‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.032‬‬
‫‪ 35‬سمير معزوزن‪ :‬ديداكتيك النظرية الخليلية الحديثة –كتاب السنة ألاولى من التعليم الثانوي جذع مشترك آداب‬
‫انموذجا‪ ،-‬مجلة املمارسات اللغوية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،32‬العدد‪ ،3‬مارس ‪ ،0230‬ص ‪.31-33‬‬
‫‪ 36‬املرجع نفسه‪ :‬ص ‪.31‬‬
‫‪ 37‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.020‬‬
‫‪ 38‬صفية مطهري‪ :‬أهمية النظرية الخليلية في الدرس اللساني العربي الحديث‪ ،‬مجلة التراث العربي‪ ،‬دمشق‪ ،‬العدد‬
‫‪3312 ،332‬ه‪0220/‬م‪ ،‬ص‪.53‬‬

‫ّ‬
‫‪6611‬‬ ‫‪ISSN 1112-914X‬‬ ‫املجلد‪ 31:‬العدد ‪ 20 :‬التاريخ ‪- 0203/20/31 :‬‬ ‫مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‬
 ‫النظرية الخليلية الحديثةلعبد الرحمان الحاج صالح وأهميتها في تحسين الطرح اللساني العربي‬
‫ط‪.‬د‪ /‬بوشموخة منى ‪ -‬د‪ .‬خالف مسعودة‬

‫قائمة املصادر واملراجع‪:‬‬

‫‪ )3‬بشير إبرير‪ :‬أصالة الخطاب في اللسانيات الحديثة‪ ،‬مجلة العلوم إلانسانية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪0221 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ )0‬التواتي بن التواتي‪ :‬املدارس اللسانية في العصر الحديث ومناهجها في البحث‪ ،‬دار الوعي للنشر والتوزيع‪ ،‬رويبة‬
‫الجزائر‪ ،‬ط‪3311 ،0‬ه‪0230/‬م‪.‬‬
‫‪ )1‬خيرة بلجياللي ‪ :‬إسهامات عبد الرحمن الحاج صالح في ترقية اللغة العربية‪ ،‬مجلة حوليات التراث‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫العدد ‪.0231 ،31‬‬
‫‪ )3‬سمير معزوزن‪ :‬ديداكتيك النظرية الخليلية الحديثة –كتاب السنة ألاولى من التعليم الثانوي جذع مشترك‬
‫آداب انموذجا‪ ،-‬مجلة املمارسات اللغوية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،32‬العدد‪ ،3‬مارس ‪.0230‬‬
‫‪ )1‬سيبويه ‪ :‬الكتاب‪ ،‬تح‪ :‬عبد السالم دمحم هارون‪ ،‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،0‬‬
‫القاهرة‪.3011 ،‬‬
‫‪ )2‬الشريف بوشحدان‪ :‬ألاستاذ عبد الرحمن الحاج صالح وجهوده العلمية في ترقية استعمال اللغة العربية‪،‬‬
‫مجلة كلية آلاداب والعلوم إلانسانية والاجتماعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬جوان ‪.0232‬‬
‫‪ )1‬شوقي ضيف‪ :‬املدارس النحوية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ )5‬صفية مطهري‪ :‬اهمية النظرية الخليلية في الدرس اللساني العربي الحديث‪ ،‬مجلة التراث العربي‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫العدد ‪3312 ،332‬ه‪0220/‬م‪.‬‬
‫‪ )0‬عبد الرحمن الحاج صالح ‪ :‬مشروع الذخيرة اللغوية العربية وأبعاده العلمية والتطبيقية‪ ،‬مجلة آلاداب‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد ‪3331 ،1‬ه‪.3001/‬‬
‫‪ )32‬عبد الرحمن الحاج صالح‪ :‬النظرية الخليلية الحديثة ‪ -‬مفاهيمها ألاساسية‪ -‬كراسات املركز‪ ،‬بوزريعة‪،‬‬
‫الجزائر‪.0221 ،‬‬
‫‪ )33‬عبد الرحمن الحاج صالح‪ :‬بحوث ودراسات في اللسانيات العربية ‪،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دط‪0230 ،‬م‪،‬ج‪3‬‬
‫‪ )30‬فتيحة عويقب‪ :‬النظرية الخليلية الحديثة بين ألاصالة واملعاصرة‪ ،‬مجلة التعليمية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬املجلد ‪ ،3‬العدد‬
‫‪ ،33‬جوان ‪.0231‬‬
‫‪ )31‬دمحم صاري‪ :‬محاضرة املفاهيم ألاساسية للنظرية الخليلية‪ ،‬قسم اللغة العربية وآدابها‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫ّ‬
‫‪6611‬‬ ‫‪ISSN 1112-914X‬‬ ‫املجلد‪ 31:‬العدد ‪ 20 :‬التاريخ ‪- 0203/20/31 :‬‬ ‫مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‬