Professional Documents
Culture Documents
الكفاية التواصلية بين تعددية النماذج وتناص الدلالة في كتاب القدرة التواصلية
الكفاية التواصلية بين تعددية النماذج وتناص الدلالة في كتاب القدرة التواصلية
((( ثمة جدل دائر بين الباحثين العرب في استخدام االتصال والتواصل ،فمنهم من يفرق بينهما وزن ًا
وداللة ومنهم من يعدهما مترادفين من باب أن ال مشاحة في االصطالع ،أ ّما من جهة الباحث فاألصح
عنده هو الكفاية التواصلية ،وذلك أن الفعل اتصل من الوزن الثامن يفيد التواصل من جهة واحدة
(كقولي اتصلت بوالدتي فأنا المتصل وهي المستقبل السلبي إلى حد ما أو على األقل فإن المشاركة
غير متساوية) بينما يعني الفعل تواصل من الوزن السادس عملية اتصال مشتركة بين طرفين (كما في
قولنا تقابل الرجالن فاالثنان لديهما نية المقابلة المشتركة) وهي ما تعبر عنه تمام ًا الكفاية التواصلية.
174
بثنائ ّية الكفاية واألداء حين دعا إلى اعتبار وجهة النظر التواصل ّية في اللسانيات التطبيقي،
المتكلم بأنظمة اللغة ،واألداء واالستخدام الفعلي للغة في باعتبار ّ
أن الكفاية تعني معرفة ُ
مواقف ملموسة .وشكَّل إدخال الكفاية التواصل ّية إلى مجال تعلم اللغات األجنب ّية ثورة
ينصب على أشكال
ّ جديدة في سبعينيات القرن الماضي حين بدأ اهتمام مدرسي اللغة
التواصل البشري بشكليه الشفهي والكتابي عبر التفاعالت االجتماع ّية بعد أن كان ينظر
إلى اللغة على أنّها مجموعة من التراكيب النحو ّية والصرف ّية والنطق ّية.
وقد عرف ( )Hymes, 1966, 1967الكفاية التواصل ّية بقوله «إنّها قدرة الشخص
على استعمال اللغة في سياق تواصلي ألداء أغراض تواصل ّية مع ّينة أو المعرفة الضرورية
الستعمال اللغة في سياق اجتماعي بوصفها هد ًفا للتواصل اللغوي» ،وهي عنده كذلك
الحال :ما يحتاج المتحدث إلى معرفته للتواصل بشكل ف ّعال في بيئات ذات سياقات
مهمة ،وهي عنده ما يمكّن أحد أعضاء المجتمع من معرفة متى يتحدّ ث ومتى
ثقاف ّية ّ
الرمز الذي يجب استخدامه ومتى وأين ولمن؟ ويؤمن Hymes
يلزم الصمت ،وما ّ
قادرا
بضرورة امتالك الشخص للقواعد اللغو ّية واالجتماع ّية والثقاف ّية التي تجعله ً
على استعمال اللغة وتوظيفها في سياقات تواصل ّية حقيقية .أي أنّها قدرة المتع ّلم على
استخدام اللغة للتواصل بنجاح.
وعرفها ( )Canale and Swain, 1980بأنّها النّظم األساس ّية لمعرفة المفردات
ّ
والمهارات في استخدام األعراف اللغو ّية االجتماع ّية للغة معينة ،وهي عندهما كفاية
تتكون من أربعة مجاالت ،هي :الكلمات والقواعد ،والمالءمة ،والتماسك والترابط،
واستخدام استراتيجيات التواصل.
عرفها ( )Canale, 1983بتبادل المعلومات والتفاوض بشأنها بين شخصين
فيما ّ
على األقل من خالل استخدام الرموز اللفظ ّية وغير اللفظ ّية ،والوسائط الشفو ّية المكتوبة/
المرئية ،في عمليات الفهم واإلفهام ».
175
عرفاها بقولهما هي معرفة أنماط التواصل
أ ّما ( )Cooley & Roach, 1984فقد ّ
الف ّعالة والمناسبة والقدرة على استخدام تلك المعرفة وتكييفها في سياقات مختلفة.
عرفها بقوله :القدرة على خلق المعاني من خالل
أ ّما ( )Candlin, 1986فقد ّ
استكشاف اإلمكانات الكامنة في اللغة ،أي لغة للتعديل المستمر استجاب ًة للتغيير،
والتفاوض على قيمة النقل واإليصال بدالً من التوافق من أجل الوصول م ًعا لِهياكل
لحل مشاكل معرف ّية منظمة مع مجموعة من اإلجراءات من أجل تكييف هذه المعرفة ّ
التواصل الجديدة التي ليس لها حلول جاهزة.
وعرفت ) )Widdowson, 1978الكفاية التواصل ّية بالقدرة على العمل في بيئة
ّ
تواصل ّيـة حقيقية ـ أي في تبادل ديناميكي إذ يجب أن تـتك ّيـف الكفاية اللغو ّية مع
المدخالت المعلومات ّيـة اإلجمال ّيـة ،اللغو ّيـة وغير اللغو ّيـة ،من شخص أو أكـثر من
المحاورينِّ .
ولخصت خصائص الكفاية التواصل ّية على النحو التالي:
.1الكفاية التواصل ّية هي أساس معنى التفاوض بين األشخاص الذين يستخدمون
نفس الترميز.
.2الكفاية التواصل ّية تتأ ّلف من الكالم المنطوق والمكتوب شكل اللغة.
.3تسعى الكفاية التواصل ّية إلى فهم قدرة الفرد على نقل المعنى بشكل ف ّعال
ضمن سياقات معينة.
.4يجب توضيح الفرق بين الكفاية واألداء بوضوح.
.5تعتمد الكفاية التواصل ّية على جميع األفراد المنغمسين.
عرف مركز معايير اللغة الكند ّية الكفاية التواصل ّية بالقدرة على التفاعل
فيما ّ
متنوعة من السياقات والمواقف
والتعبير وتفسير المعنى وخلق الخطاب في مجموعة ّ
االجتماعية.)PawlikowskaSmith, 2002: 26).
176
ويشير مصطلح الكفاية التواصل ّية إلى المعرفة الضمن ّية للغة ،والقدرة على
استخدامها بفعال ّية .وبكلمات أخرى القدرة على استخدام اللغة بشكل واضح ومناسب
لتحقيق أغراض التواصل .ويمكنني تعريفها بالقول بأنّها القدرة على استخدام اللغة
والتواصل بها بطريقة مناسبة ومقبولة ثقاف ًيا إلنجاز معنى ما ،وإنجاز المهام االجتماع ّية
بكفاءة وطالقـة من خالل التفاعالت االجتماع ّيـة .وهي بكلمات أخرى مزيج من
المعرفة اللغو ّية والجوانب األخرى الستخدام اللغة مع مهارات أساس ّيـة أخرى
للتواصل.
ويؤكد ( )Berns, 1990على ّ
أن تعريف الكفاية التواصل ّية المناسبة للمتعلمين
يتط ّلب فهم السياقات االجتماع ّية والثقاف ّية الستخدام اللغة .باإلضافة إلى ذلكّ ،
فإن
اختيار منهج ّية مناسبة لتحقيق الكفاية التواصلية يتط ّلب فهم االختالفات االجتماع ّية
والثقاف ّية في أنماط التع ّلم .ومن األفضل االبتكار في المناهج الدراس ّية من خالل تطوير
مما يعني ّ
أن الهوية المواد المحل ّية التي تعتمد بدورها على مشاركة معلمي الصفوفّ .
الفردية والسلوك االجتماعي لألفراد (المجتمع) ُيحدّ د أشكال اللغة واستخداماتها.
ولكي نكون أكثر واقع ّية وتطبي ًقا ال بد من الوقوف على ما يعنيه التواصل
بنجاح وفعال ّية أو كل تلك الكلمات المترادفة؟ جاء في كتاب Communication in
the Real Worldعلى الرغم من حقيقة أنّه لن يتم تطبيق كل المبادئ التوجيهية أو
تعريفات الكفاية في جميع المواقف ،فقد حدّ دت جمعية التواصل الوطن ّية ()NCA
العديد من جوانب الكفاية المتعلقة بالتواصل /إذ كان التركيز األساسي على الكفايات
المتعلقة بالتحدث واالستماع ،من باب أن كفاية التواصل في هذه المجاالت ستُساعد
األشخاص في السياقات األكاديمية والمهنية والتعليمية في الكليات والجامعات
على تطوير المناهج واستراتيجيات التدريس إلعداد الطلبة ،لقد حدّ دت NCAما
يجب أن يكون الطلبة قادرين على القيام به فيما يتع ّلق بكفاءات التحدث واالستماع
177
بحلول الوقت الذي يتخرجون فيه من الجامعة وهو الحدّ األدنى الذي يمكن أن يقوم
به متحدّ ث اللغة األصلي:
· ذكر األفكار بوضوح.
· التواصل بشكل أخالقي.
التعرف على الوقت المناسب للتواصل.
· ّ
· تحديد أهداف التواصل الخاصة به.
· تحديد الوسيلة األنسب واألكثر فعال ّية للتواصل.
· إظهار المصداق ّية.
· تحديد وإدارة سوء التفاهم.
· إدارة الصراع.
· انفتاح الذهن بشأن وجهة نظر اآلخرين.
· االستماع بتمعن.
نموذجا له على
ً وقد أكّد ( )Hymes, 1974ذلك في تحليله للكالم إذ وضع
النحو قائلاً :إنّه من أجل التحدّ ث بلغة ما بشكل صحيح ،ال يحتاج المرء فقط إلى تع ّلم
أيضا إلى السياق الذي تستخدم فيه الكلمات والجمل.
مفردات وقواعد اللغة بل يحتاج ً
وهذا النموذج يبين ذلك مبينًا على الجوانب التالية:
ـ اإلعداد والمشهد ـ يشير اإلعداد إلى الوقت والمكان بينما يصف المشهد بيئة
الوضع أو الحالة.
ـ المشاركون ـ يشير إلى من يشارك في الكالم بما في ذلك المتك ّلم والجمهور.
ـ النهايات ـ الغرض من الخطاب وأهدافه مع نتائج الخطاب.
ـ تسلسل األحداث ـ ترتيب األحداث التي وقعت في أثناء الخطاب.
178
ـ المفتاح ،النبرة العا ّمة أو طريقة الخطاب.
ـ اآلالت ـ شكل وأسلوب الخطاب الذي ُيلقى.
ـ القواعد ـ تحدّ د ما هو مقبول اجتماع ًيا في الحدث.
ـ النوع ـ نوع النص /الخطاب الذي ُيلقى)Hymes, 1974( .
وتؤكد التعريفات السابقة جميعها على أهمية المكونات اآلتية في اكتساب الكفاية
التواصلية:
-الكفاية اللغوية التي تقوم على المفردات والقواعد (أي الكلمات استخدم
وكيف أضمها مع ًا لتشكل جملة مفيدة)
-الكفاية اللغوية االجتماعية :المالءمة والمناسبة (وتتلخص في منزلتي الفهم
واإلفهام).
-الكفاية الخطابية :وتتلخص في مصطلحي السبك والحبك.
-الكفاية االستراتيجية :وتتمثل في االستخدام المناسب الستراتيجيات التواصل.
ولعل الكفاية اللغوية االجتماعية تعد أصعب الكفايات اكتسا ًبا التساع مجاالتها
وتعدد مجاالتها وصعوبة حصرها ،ومنها اختيار الكلمة المناسبة في المكان المناسب.
فهذه بعض الكفايات المطلوبة للتواصل لكنّها تو ّفر لك أرض ّية صلبة للبدء في
وثمة نماذج متعدّ دة للكفاية التواصل ّية تشيع
التفكير ما تعنيه تعريفات الكفاية التواصليةّ .
في أدبيات تعليم اللغات األجنب ّية ،سأحاول استعرض أبرزها في هذا التقديم ،ومنها:
.1نموذج Hymesمن 1972 - 1967
.2نموذج 1980 Canale and Swain
.3نموذج 1983 Canale
179
.4نموذج 1995 Celce-Murcia, Dornyei, and Thurrell’s model
.5نموذج 1990 Bachman
.6نموذج 1996 Bachman & Palmer
.7نموذج Littlewood’s
.8نموذج مركز معايير اللغة الكندية
.9نموذج اإلطار األوروبي المشترك (.)CEFR
.10نموذج معايير الجاهزية العالمية لتعلم اللغات التابعة للمجلس األمريكي
(:)ACTFL
§ نموذج Hymesمن 1972 - 1967
أن أهداف تع ّلم اللغات
قامت مبادئ الكفاية التواصل ّية لدى الباحثين على اعتبار ّ
األجنب ّية هو التواصل باللغة الهدف ،على الرغم من ذلك تجد ّ
أن معظم دورات اللغات
شك ّ
أن النتائج ستكون غير األجنب ّية كانت تركز على المفردات والقواعد فقط ،وال ّ
تحول تركيز
متناسبة مع األهداف المرجوة من التعلم ،وبفضل التوجيهات الحديثة ّ
اللغات األجنبية واهتمامها من تدريس المفردات والقواعد إلى مهارات التواصل ،فعاد
التوزان بين الكفاية اللغو ّية والكفاية التواصل ّية .من هنا كانت البداية لدى Hymesالذي
أكّد على المعرفة الوظيف ّية البديهية للغة ،والتحكم في مبادئ استخدامها .ولم ينظر
للموضوع نظرة تشومسكي في القواعد النحوية بل قدم نظريته بناء على انتقاد نظرية
تشومسكي مؤكدً ا على ّ
أن الطفل العادي ال يكتسب القواعد النحو ّية فحسب ،بل ينتجها
حسب الحاجة واالقتضاء .فهو بهذه الحالة يكتسب كذلك الحال كفاية متى يتكلم ،ومتى
يصمت ،وماذا يتحدث ،ومع من؟ ومتى؟ وأين؟ وبأي طريقة؟ باختصار ،يصبح الطفل
قادرا على إنجاز مجموعة من أفعال الكالم ،والمشاركة في أحداث الكالم ،وتقييم
ً
إنجازات اآلخرين .فهي بالنهاية معادلة ما بين الكفاية اللغو ّية أو القواعد ّية والكفاية
180
التواصل ّية ،فالمتحدث المثالي الذي جاء به تشومسكي ليس هو الصورة الممثلة للغة
لذلك أكّد هيمز على العوامل غير المعرف ّية كالداوافع والعوامل العاطفية مقارنًا بين
األطفال العاديين والمحرومين .وعدّ Hymesنظرية تشومسكي مثالية ال ترتقي إلى
التطبيق الكامل على أرض الواقع .ونظر ًا ّ
ألن Hymesكان لغو ًيا أنثروبولوج ًيا فقد كان
مهتما بالتعبير داخل مجتمعات الكالم والتفاعل بين األعراف االجتماعية والتواصل.
ً
بالنسبة إلى ،Hymesكان التواصل أكثر من مجرد إتقان للمتحدثين للقواعد ،بل كيف
مما يقال ،بمعنى آخر ،يجب أن يتمتع المتحدثون بأكثر من مجرد
ُيقال شيء وهو جزء ّ
أي موقف معين .ويقرر
الكفاية اللغوية من أجل التواصل بنجاح وبشكل مناسب في ّ
ّ :Hymes
بكل بساطة ال وجود للمتحدّ ث ـ المستمع المثاليّ ،
ألن مجتمع الكالم
المتجانس تما ًما هو ببساطة غير موجود .اللغة المستخدمة للتواصل في المجتمع مليئة
بالتنوع.
والكفاية التواصل ّية بناء على ذلك ال تقلل إطال ًقا من الكفاية القواعد ّية بل تعدّ ها
أحد مكونات هذه الكفاية .ونظر Hymesإلى الكفاية التواصل ّية من زاوية :ما هو ممكن
رسم ًيا ،وما هو عملي ،وما هو المعنى االجتماعي أو القيمة االجتماع ّية لخطاب مع ّين،
وما يحدث بالفعل.
ويؤمن (ّ )Hymes, 1974
بأن الشخص الذي يكتسب كفاية تواصل ّية فإنه يكتسب
المعرفة والقدرة على استخدام اللغة فيما يتع ّلق بدوائر متداخلة تتطور ً
أيضا كنظام
مصفوفة عندما يصبح متعلم اللغة على دراية بأنظمة اللغة المعنية .هذه الدوائر
المتداخلة هي معايير تتع ّلق بما إذا كان هناك شيء ما:
ـ ممكن رسم ًيا بحكم القواعد.
ـ قابليته من حيث التنفيذ.
ـ مناسبته من حيث السياق.
181
ويعني هذا في نهاية المطاف أن الدورات الدراسية التي تستهدف تطوير الكفاية
لدى الدارسين يجب أن ال تقتصر على المحتوى اللغوي أو أن ال تستهدف تطوير الكفاية
اللغوية فقط بل يجب أن تمتد إلى تطوير وتنمية الكفاية التواصلية ككل .وبالتالي يجب
أيضا.
على المتعلم استخدام اللغة ليس فقط بشكل صحيح بل بشكل مناسب ً
§ نموذج )Canale and Swain (1980, 1981
طور ( )Canale and Swain, 1980نظريتهما في الكفاية التواصل ّية على أساس
عمل هايمز .تم اقتراح إطارهم األولي في عام 1980وشمل ثالثة مكونات رئيسة:
الكفاية التواصلية
الكفاية اللغو ّية االجتماع ّية الكفاية اللغو ّية االجتماع ّية الكفاية القواعد ّية
-الكفاية القواعد ّية أو اللغو ّية ،وتشير إلى القدرة على استخدام اللغة بشكل
صحيح ،ومدى تع ّلم الشخص لميزات وقواعد اللغة .وهذا يشمل المفردات والنطق
وتكوين الجمل .وتساءل ما مدى فهم المتع ّلم لقواعد اللغة؟ ُي ّ
سمي المعلمون هذه
الدقة في استخدام اللغة .وعليه تهتم الكفاية القواعد ّية بإتقان الكود اللغوي (الشفهي
يتضمن معرفة المفردات باإلضافة إلى معرفة القواعد الصرف ّية
ّ أو غير اللفظي) الذي
والنحو ّية والدالل ّية والصوت ّية والتهجئة .هذه الكفاية تمكن المتحدث من استخدام
المعرفة والمهارات الالزمة للفهم واإلفهام.
183
-الكفاية اللغو ّية االجتماع ّية ،وتشير إلى قدرة المتع ّلم على استخدام اللغة
بشكل صحيح في مواقف اجتماع ّية محددة ـ على سبيل المثال ،استخدام أشكال
اللغة المناسبة في مقابلة عمل .تعتمد الكفاية اللغوية االجتماعية على عوامل مثل حالة
بعضا ،والغرض من التفاعل ،وتوقعات المتواصلين .وما مدى
المتحدثين مع بعضهم ً
قبول الشخص اجتماع ًيا للغة المستخدمة في بيئات مختلفة؟ هذه الكفاية تدور حول
المالءمة في استخدام اللغة.
-الكفاية الخطاب ّية ،وتشير إلى قدرة المتع ّلم على استخدام اللغة الجديدة في
الخطاب المنطوق والمكتوب ،ومدى قدرة الشخص على الجمع بين األشكال والمعاني
النحو ّية إليجاد طرق مختلفة للتحدث أو الكتابة .ومدى قدرة الطالب على الجمع بين
عناصر اللغة للتحدّ ث أو الكتابة باللغة المتعلمة؟ غال ًبا ما ُيسمي المعلمون هذه القدرة
يتم بها الجمع
بطالقة الطالب .والكفاية الخطاب ّية هي إتقان القواعد التي تحدّ د الطرق التي ّ
ويتم
بين األشكال والمعاني لتحقيق وحدة ذات مغزى للنصوص المنطوقة أو المكتوبةّ .
تمكين وحدة النص من خالل التماسك في الشكل والترابط في المعنى .ويتحقق التماسك
من خالل استخدام أدوات التماسك (مثل الضمائر ،واالقتران ،والمرادفات ،والهياكل
المتوازية ،إلخ) التي تساعد على ربط الجمل واأللفاظ الفردية بالهيكل الكلي .إن وسائل
تحقيق االتساق ،على سبيل المثال التكرار ،والتقدم ،ومالءمة األفكار وما إلى ذلك.
-الكفاية االستراتيجية ،التمكن من تنظيم المعنى ،أي إنشاء عالقة منطق ّية بين
مجموعات الكالم ،وتشير إلى إستراتيجيات التواصل الف ّعال عندما تثبت مفردات
المتعلم أنّها غير مالئمة للوظيفة ،واستخدامه الستراتيجيات التعلم المفيدة .الكفاية
االستراتيجية هي كيفية استخدام الشخص لكل من األشكال اللفظية والتواصل غير اللفظي
للتعويض عن نقص المعرفـة في الكفايات الثالث األخرى .هل يستطيع المتع ّلم إيجاد
طرق لتعويض نقاط الضعف؟ إذا كان األمر كذلكّ ،
فإن المتعلم لديه فعالية تواصل ّية.
184
ولعله يكون النموذج األشهر المتداول للكفاية التواصلية في مجال تعليمية
اللغات األجنبية ولعله كذلك الحال النموذج األكثر تأثير ًا في نماذج الكفاية التواصلية
األخرى .وله يعود الفضل في القفزة النوعية التي شهدها مجال تعليمية اللغات األجنبية
في تحولها من االهتمام بالكفاية اللغوية إلى الكفاية االتصالية التي تعد أعم وأشمل من
الكفاية اللغوية.
§ نموذج 1990 Bachman
وقدم أستاذ اللسانيات التطبيقية في جامعة كاليفونيا ( )Bachman, 1990نموذجه
الخاص في الكفاية التواصلية ،وقد وضعه على النحو اآلتي:
§ الكفاية الخطاب ّيـة؛ وتشير إلى القدرة على تفسير سلسلة من الجمل والسياق
األكبر وكيف يكون كاف ًيا لبناء امتدادات أطول من اللغة بحيث تشكل األجزاء ك ً
ال
متماسكًا.
§ الكفاية اللغو ّية؛ وتعني التمكن من الكود اللغوي ،والقدرة على استخدام
القواعد ،وبناء الجملة ،ومفردات اللغة.
188
§ الكفاية الفعل ّية؛ وتعني القدرة على اختيار فعل الكالم أو معرفة وظائف اللغة (مثل
التعبير عن المشاعر واكتشافها ،واإلقناع ،وطلب المعلومات وتقديمها ،والشكوى،
والتحية ،والمغادرة ،وما إلى ذلك) ومعرفة مجموعات أفعال الكالم.
§ الكفاية االجتماع ّية والثقاف ّية؛ وتشير إلى فهم السياق االجتماعي الذي يحدث
فيه التواصل ،بما في ذلك عالقات لعب األدوار والمعلومات المشتركة للمشاركين
والغرض التواصلي لتفاعلهم.
§ الكفاية االستراتيج ّية؛ وتشير إلى استراتيجيات المواجهة التي يستخدمها
المتصلون لبدء التواصل وإنهائه وصيانته وإصالحه وإعادة توجيهه( .انظر لمزيد من
التفاصيل في )Richards, 2001
· نموذج Littlewood
وبعد دراسة مستفيضة ونقاش واسع لنماذج الكفاية التواصل ّية ،يقترح (2004
((Littlewood,خمسة جوانب للكفاية التواصلية باعتبارها الهدف النهائي الكتساب
اللغة الثان ّية .على الرغم من أنّه ال يدعي بالضرورة أنّه مختلف عن النماذج األخرى ،إال
ّ
أن تفسيره يعرض بعض السمات المميزة:
التواصل :يستخدم الطلبة كفاياتهم اللغو ّية لفهم الكلمات واختيارها وجمعها
م ًعا ،سواء أكانوا يشاركون في التفاعل أو التفسير أو تقديم المعلومات .ويستخدمون
كفاياتهم في الخطاب لتفسير وبناء مسافات أطول من اللغة .كما تمكنهم كفاياتهم
اللغو ّية االجتماع ّية من فهم الطرق التي تناسب اللغة السياق والمتحدثين ،وتمكنهم
كفاياتهم االستراتيج ّية من التعرف على أعطال التواصل وإدارتها.
يطور الطلبة الكفاية اللغو ّية االجتماع ّية عندما يدركون دور العناصر
الثقافاتّ :
يطورون كفاية الخطاب ألنّهم يزيدون معرفتهم بالتوقعات
ّ الثقاف ّية في التواصل .إنّهم
والمعايير الثقاف ّية لهيكل الخطاب ،والكفاية االستراتيجية إذ يتع ّلمون طر ًقا مناسبة ثقاف ًيا
فهما لوجهات النظر
يطور الطلبة هذه الكفايات يكتسبون ً
إلدارة أعطال التواصل .بينما ّ
والممارسات الثقاف ّية.
195
الروابط :يط ّبق الطلبة كفاياتهم اللغو ّية والخطاب ّية للوصول إلى معرفة مجال
المحتوى المتوفرة باللغة التي يدرسونها ،وفي أثناء سعيهم وراء هذه المعرفة يواجهون
فرصا لزيادة كفاياتهم اللغو ّية والخطاب ّية .وتزداد كفاياتهم اللغو ّية االجتماع ّية عندما
ً
أخيرا ،يطبق الطلبة
يتم التعبير عنها في اللغةً .
يتعرفون على وجهات النظر المميزة التي ّ
كفاياتهم االستراتيج ّية لمساعدة أنفسهم في فهم مواد المحتوى الصعبة.
المقارنات :إجراء مقارنات بين اللغة أو الثقافة المدروسة واللغة أو الثقافة
الخاصة بهم يشجع الطلبة على التفكير بنشاط في االختالفات اللغو ّية واللغو ّية
ّ
االجتماع ّية والخطاب ّية بينهم .للقيام بذلك ،يعتمدون على كفاياتهم اللغو ّية واللغو ّية
االجتماع ّية والخطاب ّية ويصبحون على دراية بها.
المجتمعات :من أجل استخدام اللغة داخل وخارج بيئة المدرسة ،يعتمد الطلبة
على جميع مجاالت الكفاية األربعة .وتمكن الكفاية التواصل ّية الطلبة من استخدام
اللغات للتمتّع الشخصي واإلثراء.
مكونات الكفاية التواصل ّية يجب أن تظهر جل ًيا في تدريس
أن ّوخالصة األمر ّ
المط ّبقة في تدريس
اللغة األجنب ّية أو الثان ّية عبر المناهج المستخدمة وطرائق التدريس ُ
يتم بلوغ الكفاية التواصل ّية إذا انغمس متع ّلم اللغة الثان ّية في ثقافة
اللغة الثان ّية .وعاد ًة ما ّ
لغة البلد المستهدف .وستبقى أداة مطواعة ومساعدة في تحقيق أكبر قدر من الكفاية
يتم فيها تعليم اللغة األجنب ّية في غير بيئتها .ويبقى
التواصل ّية حتى في الحاالت التي ّ
السؤال كيف السبيل إلى ذلك؟
دور المعلم
األول هو
الرئيسة للمعلمين في الفصول التواصليةّ .
هناك نوعان من األدوار ّ
المعلمين واألنشطة المختلفة عبر خلق بيئة تسهيل عملية التع ّلم بين الطلبة وبين ُ
تفاعل ّية عبر التركيز على استخدام اللغة وليس دراسة اللغة .والثاني هو الدور التقليدي
في عملية التع ّلم الذي يقوم على التلقين والشرح واإلمالء ،وال ريب أن األول هو
مناط المذهب التواصلي ،وينبغي على المع ّلمين فيه التحدث بشكل أقل ،ويستمعون
فرصا للطلبة لوضعهم في سياق من خالل أنشطة مثل
أكثر إنّها استراتيج ّية توفر ً
الشرح والكتابة وإعطاء األمثلة ّ
ألن المدرس يتحمل مسؤولية تحديد المواقف التي
من المحتمل أن تحقق التواصل .فالطلبة يتعلمون التواصل عبر التواصل .وقد اقترح
( )Richards and Rodgers, 2001ثالثة أدوار رئيسة في المذهب التواصلين وهي:
-محلل للحاجات :أي تحديد احتياجات اللغة للمتعلمين واالستجابة لها.
-مستشارُ ،يتوقع منه تمثيل عملية التواصل وتوفير التغذية الراجعة.
-مدير عمليات ،من المتوقع أن يعمل المع ّلم كمدير للمجموعة في أثناء
األنشطة التواصل ّية ،يراقب المعلم الطلبة ويديرهم وينصحهم ولكنّه ال يتدخل أبدً ا
204
إال في الوقت المناسب للتصحيح .وهو ما أكّده (ّ )Breen and Candlin, 1980
بأن
للمع ّلم دورين رئيسين :الدور ّ
األول هو تسهيل عملية االتصال بين جميع المشاركين
في الفصل ،وبين هؤالء المشاركين واألنشطة والنصوص المختلفة .والدور الثاني هو
العمل كمشارك مستقل داخل مجموعة التع ّلم والتعليم .يرتبط الدور األخير ارتبا ًطا
وثي ًقا بأهداف الدور ّ
األول وينشأ عنه.
-العمل الجماعي والثنائي :يتم ّثل الدور الرئيس للمعلم في الفصل الدراسي في
المذهب االتصالي في أن يكون الميسر ،ومن هنا ياتي دور الهمل الثنائي والجماعي ،إذ
تزيد أنشطة العمل الجماعي والثنائي من التفاعل بين المتع ّلمين وتوفر ً
فرصا للعالقات
التعاون ّية بينهم .عالوة على ذلك ،يسمح العمل الجماعي للمتعلمين بالتحكم في
تجاربهم الخاصة .كما أنّه يساعد المتع ّلمين على التعاون مع أصدقائهم .يجب على
المع ّلمين توفير األنشطة لتقديم مواقف حقيق ّية في الفصل الدراسي .بهذه الطريقة،
ويحسن العمل الجماعي جودة
ّ يكتسب المتع ّلمون ثقة أكبر في استخدام اللغة الهدف
حديث الطلبة من خالل زيادة فرص ممارسة اللغة.
-تقديم مدخالت يومية وأنشطة متمركزة على المتعلم عبر استراتيجيات مختلفة
كفجوة المعلومات وغيرها.
-الطالقة تأتي قبل الدقة.
األول هو التواصل. -ربط جميع هذه المهارات ببعضها ارتبا ًطا وثي ًقا ّ
ألن هدفها ّ
-توفير التغذية الراجعة وتصحيح األخطاء :يعتقد كثير من اللغويين أن تصحيح
األخطاء وسيلة من وسائل تطوير الكفاية التواصلية ،إذ ُيعتقد أن األخطاء جزء طبيعي
من عملية التعلم ،ويتعين على المع ّلم اآلن تطوير ميل إيجابي تجاه األخطاء .تعدُّ
مؤشرا على تطور لغة المتع ّلم .يمكن للمدرس االعتماد على هذه األخطاء لتحديد
ً
205
مستوى المتع ّلمين وتصميم أنشطة تواصل مناسبة وف ًقا لذلك ،وهناك أنواع مختلفة من
التغذية الراجعة ،منها ما يلي:
-التصحيح الصريح والمباشر.
-التصحيح غير المباشر(الجماعي).
-إعادة الصياغة.
-طلب التوضيح.
-ردود الفعل.
-االستنتاج.
-التكرار.
-الترجمة.
§ االهتمام باستراتيجيات التواصل في اكتساب اللغة الثان ّية
ّ
إن االفتقار إلى الكفاية اللغو ّية يكون غالبا بسبب مشكالت في التواصل الناتجة
عن انخفاض مستوى القدرة على التحدث ويعود ذلك إلى عدم تطبيق استراتيجيات
التواصل التي يمكن للمتع ّلمين استخدامها ّ
لحل مشاكل التواصل من أجل نقل المعنى.
وتشمل هذه االستراتيجيات :إعادة الصياغة واالستبدال ،وصياغة كلمات جديدة،
وطلب التوضيح وغيرها.
§ تعظيم استخدام اللغة الهدف في الفصل الدراسي («:)»TTT vs. STT
يشير االختصـار األول إلى Teacher Time Talkingفي مقابـل االختصـار الثـاني
،Student Time Talkingأي وقت كالم المعلم في مقابل وقت حديث المتع ّلم،
وهو موضوع إشكالي ومعقد في مجال تعليم العربية عمو ًما والناطقين بغير العرب ّية
على وجه الخصوص ،من حيث الصورة المثال ّية لفلسفة توزيع الوقت في الفصل
206
ال في ّ
أن فصول اللغة يجب أن تكون فرصة إلنتاج الدراسي ،وهل يؤمن الكل فع ً
ال يؤمن الكل ّ
بأن الشرح الطويل ال الطلبة وليس لشرح األستاذ فحسب؟ وهل فع ً
يساهم في تنمية الكفاية اللغو ّية للمتع ّلم بشقيها الطالقة والدقة؟ آمل ذلك! (أبو
وخصصت
ّ عمشة )2020 ،ومن المؤكد في المذهب التواصلي أنّه كلما وفرت
الصف للمتع ّلمين بوصفهم مفاوضين للحصول على المعنى تعاظمت الكفاية
وقت ّ
التواصلية للدارسين.
§ مراعاة العوامل العاطفية للتعلم وتقديرها :تُعدّ الدافع ّية أحد العوامل المؤثرة
الرئيسة التي تؤ ّثر على اكتساب اللغة الثان ّية .وهي العملية التي تبدأ وتوجه وتحافظ
على السلوكيات الموجهة نحو الهدف .وهو ما يدفع اإلنسان إلى التصرف ،سواء
أكان للحصول على كوب من الماء لتقليل العطش أو قراءة كتاب الكتساب المعرفة،
وتشمل القوى البيولوج ّية والعاطفية واالجتماع ّية والمعرف ّية التي تنشط السلوك .في
كثيرا ما يستخدم مصطلح «الدافعية» لوصف سبب قيام الشخص
االستخدام اليوميً ،
مما يجب أن يؤخذ بعين االعتبار
القوة الدافعة وراء أفعال اإلنسان .وهو ّ
بشيء ما .إنّها ّ
ناهيك عن القلق اللغوي الذي ُيعدّ تجربة عاطفية وحالة قلق تصف التوتر والقلق
والشك الذاتي قد تصيب المتع ّلمين عند تع ّلم لغة ثانية .إنّه يعني الشعور بالقلق أو
الخوف عند استخدام لغة أجنب ّية أو تعلمها .على سبيل المثال ،إذا كان شخص أمريكي
يتع ّلم اللغة العرب ّية ،فقد يشعر بالتوتر أو عدم االرتياح عند التحدّ ث باللغة العرب ّية إلى
متحدّ ث باللغة العرب ّية أو كتابة خطاب شكوى باللغة العرب ّيةّ .
إن تعليم اللغة يجب أن
المكون االنفعالي في
ّ يكون في بيئة صديقة للتعلم أي بعيدً ا عن الضغوطات إذ يكون
أدنى مستوياته ليتمكن الدارسون من تحقيق أفضل المخرجات .وهذا ما أكّده كراشن
في إحدى نظرياته.
207
المنهج
§ النصوص األصيلة في مقابل النصوص المفبركة :يعرف النص األصيل في أبسط
حاالته بالنص الذي تمت كتابته ونشره للجمهور أبناء اللغة من كتب وأبحاث وأخبار
ومقاالت المجالت ،ومنشورات المدونات والروايات واإلعالنات والمحادثات
والمناقشات المأخوذة كمقتطفات أو ككل من اإلذاعة العا ّمة والتلفزيون ،والمحادثات
ألي غرض غير
الهاتف ّية الواقع ّية ،والرسائل المتبق ّية على أجهزة الرد ،أو البريد الصوتي ّ
التدريس إلخ .وهي نصوص تمت كتابتها ألغراض «العالم الحقيقي» لتنمية المعرفة
وللترفيه أو اإلعالم أو الشرح أو اإلرشاد أو التوثيق أو اإلقناع إلخ .وهي من الممارسات
التعليم ّية التي يشجعها تدريس اللغة التواصلي ناهيك عن األطر المرجع ّية العالم ّية .وتم
تبني هذه النصوص األصل ّية لمجموعة من االعتبارات منها أنّها تحتوي على لغة أصلية
وتعكس استخدام لغة العالم الحقيقي ،أي أنها تقدم للدارسين لغة حقيقية في أنواع
السياقات التي تحدث فيها بشكل طبيعي .عالوة على ذلك ،فهي ترتبط ارتبا ًطا وثي ًقا
باحتياجات المتع ّلمين ،وبالتالي توفر راب ًطا بين الفصل الدراسي واحتياجات الطلبة
أيضا اتباع نهج أكثر إبدا ًعا في
في العالم الحقيقي .كما يدعم استخدام المواد األصلية ً
التدريس؛ أي أن استخدامه يسمح للمعلمين بتطوير إمكاناتهم الكاملة وتصميم األنشطة
والمهام التي تتناسب بشكل أفضل مع أساليب التدريس وأنماط التعلم لطالبهم.
والمدخالت يجب أن تكون غنية :فمعروف أن ابن اللغة لغته يكتسب عبر ّ
تعرضه
لمجموعة كبيرة من أنماط اللغة والمقاطع والعبارات في سياقات ومواقف عديدة على
التعرض الغني للغة في النهاية إلى تخزين اللغة في
مما يتيح له هذا ّ
مدار سنوات عديدة ّ
دماغه إذ يمكنه استردادها والوصول إليها كأجزاء كاملة وقت الحاجة .وغني عن القول،
ال توجد طريقة يمكننا من خاللها تكرار هذه المدخالت الثرية في حجرة الدراسة في
تعلم اللغة الثانية في وقت قصير مهما طالت أوقات برامج اللغة األجنب ّية من أجل تطوير
208
مهارات لغو ّية تشبه اللغة األم (الكفاية التواصلية) .لذلك ،يجب التأكيد على أن تكون
المدخالت المقدمة غنية قدر اإلمكان.
كما يجب أن تكون المدخالت ذات مغزى ،ومفهومة ،ومفصلة :المدخالت
الرغم من عدم
المفهومة هي المدخالت اللغو ّية التي يمكن أن يفهمها المستمعون على ّ
فهمهم ّ
لكل الكلمات والتراكيب الموجودة فيها ضمن قاعدة ( .)i + 1ويوصف بأنّه
مستوى أعلى من مستوى المتع ّلمين بقليل إذا كان من الممكن فهمه فقط .وف ًقا لنظرية
كراشين في اكتساب اللغةّ ،
فإن إعطاء المتعلمين هذا النوع من المدخالت يساعدهم
على اكتساب اللغة بشكل طبيعي.
§ المهام سبيال لتنمية الكفاية التواصل ّية :يم ّثل التدريس عبر المهام إحدى
االستراتيجيات الف ّعالة في تنمية الكفاية التواصل ّية ،وتعرف بعمل يتم القيام به لنفسه أو
لآلخرين ،بحرية أو مقابل مكافأة ما .ومن أمثلة المهام :حجز موعد عند الطبيب ،ملء
استمارة ،شراء حذاء ،حجز مقعد طيران ،استعارة كتاب مكتبة ،إجراء اختبار قيادة،
إجراء حجز في فندق ،كتابة شيك ،البحث عن مكان ،مساعدة شخص ما عبر الطريق.
بعبارة أخرىُ ،يقصد بكلمة «المهمة» مئات األشياء التي يقوم بها الناس في الحياة
اليوم ّية وفي العمل وفي البيت وما بينها.
§ تعزيز التعلم بالعمل والممارسة :على الرغم من كون التعليم بالعمل يقدّ م على
أنّه مذهب أو اتجاه منفصل إال أنه يعد جز ًءا من التدريس عبر المهام ،ويقوم على فكرة
أن تكتسب المعرفة الجديدة بشكل أفضل وتترسخ في الذاكرة طويلة المدى ،ويسهل
استرجاعها ،إذا كانت مرتبطة بأحداث وأنشطة العالم الحقيقي أي تقوم على االنخراط
بها وممارستها .فالمتع ّلمون بحاجة إلى إنتاج لغة نشطة ف ّعالة يوم ّية حقيق ّية بهذه الطريقة
فقط يمكنهم تجربة قواعد جديدة وتعديلها وف ًقا لذلك حتى تصبح المعرفة اللغو ّية
للمتعلم تلقائية.
209
دور المتعلم
الرئيس في المذهب التواصلي هو أن يبدأ المتع َلمون في اكتساب
إن الهدف ّ
لغة ثانية في سياق اجتماعي حتى يتمكنوا من فهم اللغة ثم إنتاجها .في هذه الطريقة.
مفاوضا
ً فالمتع ّلم هو المفاوض بينه وبين عملية التعلم وموضوع التعلم .ومن ثم يصبح
بين عمليات التع ّلم الخاصة به ،وبين التفاعالت مع زمالئه في الفصل وبين األنشطة
التي يتم تطويرها داخل الفصل ،بمعنى آخر ،يجب أن يساهم المتع ّلم في التفاعالت
الصف ّية بقدر ما يكتسب من اللغة في الفصل ،ويتع ّلم بطريقة مستقلة! كما يجب أن
يكون متعاونًا في عملية التع ّلم ).)Breen and Candlin, 1980
رئيسا في تع ّلم اللغة الثان ّية وفق المذهب التواصلي إذ يلعب المتع ّلمون ً
دورا ً
يمكن أن يكتسبوا عندما ينخرطون في مهام تواصل ّية ذات مغزى داخل الفصل الدراسي.
ومن أفضل األساليب لتحقيق ذلك الخلق باللغة «من خالل التجربة والخطأ» ،وكلما
تراجعت سلطة المع ّلم في فصول اللغة ّ
تطورت الكفاية االتصال ّية للمتعلمين .ويشكل
التفاعل الطبيعي بين المتع ّلمين ومع ّلمهم من جهة وبين المتع ّلمين أنفسهم من جهة ثان ّية
وبين المتع ّلمين والمحتوى من جهة ثالثة أساس اكتساب الكفاية التواصل ّية وتطويرها
عبر بناء المعنى والتفاعل مع اآلخرين في سياقات طبيع ّية أصيلة.
النتائج والتوصيات:
استعرضت الدراسة طائفة كبيرة من تعريفات الكفاية التواصلية من زوايا
مختلفة ساهمت في تشكيل رؤية شمولية لها سوف تنعكس بالضرورة على ممارسات
معلمي الللغات األجنبية التي ستلقي بظاللها بدورها على الدارسين وصقل كفاياتهم
التواصلية .كما استعرضت الدراسة ولعلها ألول مرة مجموعة كبيرة من النماذج
المختلفة والمتعددة والمتنوعة للكفاية التواصلية عبر متصل تاريخي منذ نشأتها إلى
الوقت الراهن مبرزة ما اتفقت فيه وما اختلفت ،وكيف كملت بعضها بعض ًا.
210
وكانت هذه التعريفات والنماذج المختلفة للكفاية التواصلية بوابة الدخول
القتراح مجموعة من الخطوات اإلجرائية في تعليمية العربية للناطقين بغيرها اتصالي ًا
عبر محاور ثالثة ،هي المعلم والمتعلم والمنهج الدراسي .وقد غطت بمجملها
مجموعة كبيرة من القضايا ذات الصلة التي تسهم في صقل الكفاية التواصلية وتنميتها
تنمية فعالة.
211
المصادر والمراجع
في فصول تعليم العربيةTTT vs. STT توظيف استراتيجة.)2020( خالد، أبو عمشة-
https://daleel-ar.com/home/mod/forum/discuss.php?d=102 ،للناطقين بغيرها
اإلطار المرجعي األوروبي المشترك لتعلم اللغات وتعليمها.)2016( مجموعة من الخبراء-
. منشورات جامعة أم القرىن المملكة العربية السعودية، عبد الناصر صبير: ترجمة،وتقييمها
، المجلة العربية للدراسات اللغوية، تعليم اللغة العربية اتصاليا.)2003( رشدي، طعيمة-
. الخرطوم،20 العدد
- (Hymes, Dell. Foundations of Sociolinguistics: An Ethnographic Ap-
proach. Philadelphia: U of Pennsylvania P, 1974.)
- ACTFL (1996). World-Readiness Standards for Learning Languages:
https://www.actfl.org/resources/world-readiness-standards-learning-
languages
- Canale, M. (1983). From communicative competence to communicative
language pedagogy. In J. Richards & R. Schmidt (Eds.), Language and
communication (pp. 2-27). London: London Group Ltd.
- Canale, Michael, and Merrill Swain. “Theoretical Bases of Communica-
tive Approaches To Second Language Teaching And Testing.” Applied
Linguistics, I, no. 1, 1 Mar. 1980, pp. 1-47, doi:10.1093/applin/i.1.1
- Candlin, C. (1986). Explaining communicative competence limits of test-
ability. Paper presented at the Toward communicative competence test-
ing: Proceedings of the second TOEFL invitational conference.
- Chomsky, Noam. Aspects of the Theory of Syntax. MIT, 1965.
212
- Communication in the Real World: An Introduction to Communication
Studies 2013 University of Minnesota Libraries Publishing through the
eLearning Support Initiative.
- Fauziati, Endang (2015). A State of the Art of Communicative Compe-
tence Theory, Ahmad Dahlan Journal of English Studies (ADJES) Vol.
2, Issue 2,
- Halliday, M.A.K. 1978. “An interpretation of the functional relationship
between language and social structure.
- Hymes, Dell H. “On Communicative Competence.” Sociolinguistics: Se-
lected Readings, edited by John Bernard Pride and Janet Holmes, Pen-
guin, 1985, pp. 269-293.
- Littlewood, W. (1981). Communicative language teaching. Cambridge
University Press.
- Nunan, D. (1991). Communicative tasks and the language curriculum.
TESOL Quarterly, 25(2), 279-295. https://doi.org/10.2307/3587464
- Pawlikowska-Smith, G. (2002). Canadian language benchmarks theoreti-
cal framework [Electronic version]. Canada: Centre for Canadian lan-
guage benchmarks, 1-108.
- Richards, J. C. (2001). The language teaching matrix. Cambridge: Cam-
bridge University Press
- Widdowson, H. G. (1978). Teaching Language as Communication. Ox-
ford: Oxford University Press.
- Widdowson, H.G. (1978). Teaching language as Communication. Lon-
don: Oxford University Press.
- WORLD-READINESS STANDARDS FOR LEARNING LANGUAGES:
https://www.actfl.org/sites/default/files/publications/standards/World-
ReadinessStandardsforLearningLanguages.pdf
3
القدرة التواصلية
وتطبيقاتها في تدريس اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها
قضايا وإشكاالت
تأليف
تحرير
األستاذ الدكتور امحمد اسماعيلي علوي
تصدير
الدكتور عالل الزهواني
2021