You are on page 1of 18

‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬

‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫االستلزام الحواري عند بول غرايس‬


‫‪ -‬المفهوم والمقومات –‬
‫د‪ .‬سليم حمدان‬ ‫الطالبة‪ :‬سمية عامر‬

‫الملخص‪:‬‬
‫يدور موضوع المداخلة حول أحد أهم مقومات الدرس التداولي ‪،‬أال وهو االستلزام‬
‫الحواري‪ ،‬الذي يعد من أبرز الظواهر التي تتميز بها اللغات الطبيعية‪ ،‬يقوم على‬
‫فكرة جوهرية‪ ،‬وهي أن جمل اللغة تدل ‪ -‬في أغلبها ‪ -‬على معان ظاهرية غير‬
‫مقصودة وأخرى ضمنية هي المرادة بالقصد‪ ،‬تتحدد داللتها من خالل السياق‪ ،‬فجمل‬
‫اللغات الطبيعية – حسب غرايس – في بعض المقامات ال تدل على محتواها‬
‫القضوي‪.‬‬
‫وتحاول هذه المداخلة الوقوف على كيفية تجاوز السامع المعنى الحرفي للعبارة‬
‫وانتقاله إلى المعنى الضمني‪ ،‬وكيف يكون خرق وانتهاك مبادئ‪ /‬قواعد التخاطب‬
‫باستخدام االستلزام الحواري عند غرايس‪ ،‬و كذا بيان أهم مقوماته في العملية‬
‫التخاطبية‪.‬‬
‫من خالل ما سبق نطرح التساؤل التالي‪ :‬ما مفهوم االستلزام الحواري ومقوماته‬
‫عند غرايس؟ ويمكن أن تتفرع عنه تساؤالت أخرى أهمها‪:‬‬
‫‪-‬ما خصائص االستلزام الحواري؟‬
‫‪ -‬وما هي القواعد التي تضبط مسار الحوار؟‬
‫‪ -‬إالم يفضي خرق القواعد؟‪ ،‬وماذا علينا أن نستحضر أثناء العملية التخاطبية؟‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬االستلزام الحواري‪ ،‬المعنى المضمر‪ ،‬االقتضاء‪ ،‬قواعد التخاطب‪،‬‬
‫خرق القواعد‪.‬‬
‫مقدمة‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫إن المتتبع لعلوم اللغة يالحظ ذلك التدفق والتوالد للنظريات‪ ،‬والعلوم التي ينصب جل‬
‫اهتمامها على اللغة‪ ،‬وهذا التوالد جعل من اللغة حقال واسعا تسبح في فلكه أراء‪،‬‬
‫ومفاهيم اللغويين‪ ،‬ومن بينها التداولية التي هي علم جديد للتواصل‪ ،‬وتطورت في‬
‫السبعينات من القرن العشرين‪ ،‬وقد ظهرت ردا على ما كان من قصور في المناهج‬
‫والنظريات اللسانية السابقة كالبنيوية‪ ،‬والتوليدية التحويلية ‪...‬الخ هاته األخيرة التي‬
‫ركزت في دراستها على الجانب الشكلي للغة وعزلها عن سياقها الخارجي ‪.‬‬
‫‪-‬كما تقوم التداولية المعاصرة على مفاهيم عملية إجرائية عديدة كثي ار ما يتداولها‬
‫الدارسون المعاصرون‪ ،‬وهي‪ :‬الفعل الكالمي‪ ،‬متضمنات القول‪ ،‬اإلشاريات‪،‬‬
‫واالستلزام الحواري‪ ،‬الذي هو أساس مداخلتي‪.‬‬
‫اإلطار العام لنظرية االستلزام التخاطبي‪:‬‬
‫توطئة‪:‬‬
‫إن المشهد اللغوي والسيما ميدان الدراسات اللسانية‪ ،‬قد نال إعجابا كبي ار خاصة في‬
‫العقود األخيرة‪ ،‬إذ أصبحت العالقة بين المتكلم والمخاطب قائمة على الحوار‬

‫والتواصل‪ ،‬فالخطاب ال يكون إال لدو ٍاع ومقاصد تحكمها أ ٌ‬


‫ُطر زمانية ومكانية‬
‫‪،‬وشروط سياقية‪ ،‬كما تعد قواعد التخاطب المتمثلة في االستلزام الحواري‪ ،‬من‬
‫المباحث المهمة في الدراسات اللسانية التداولية‪ ،‬لما تكشف عنه هذه اآللية من‬
‫دالالت تعبيرية تؤديها األلفاظ عندما تآلف في عالقات مع بعضها ألجل الكشف‬
‫عن التواصل بين أطراف الخطاب‪ ،‬فهاته من آليات إنتاج الخطاب؛ ألنها تقدم مقدرة‬
‫تخدم المخاطب في إيصال أكبر قدر ممكن من المعلومات‪ ،‬قد ال تستطيع إيصالها‬
‫العبارات المستعملة‪.‬‬
‫أوال‪-‬النشأأأوا مالوم أأأ م‪ :‬نظري ةةة االس ةةتلزام التخ ةةاطبي ه ةةي خاص ةةة بكيفي ةةة االس ةةتعمال‬
‫اللغوي أرسى دعائمها غرايس‪ ،gris‬وأقامها على مبدأ عام يقضي بتعاون المتخةاطبين‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫بهة ةةدف تحقية ةةق الفعالية ةةة القصة ةةوى لتبة ةةادل المعلومة ةةات‪ ،‬ومفادهة ةةاكلنتكلم يمة ةةا يقتضة ةةيه‬
‫الغةةرم مةةن التواصةةل ‪ ،‬وقةةد قامةةت هةةذه النظريةةة علةةى افت ةرام مجموعةةة مةةن القواعةةد‬
‫الصةةادرة علةةى اعتبةةارات عقليةةة تجعةةل مةةن السةةلوك اللغةةوي فعةةال ناجحةةا‪ ،‬وتسةةاعد علةةى‬
‫رص ة ة ة ةةد االس ة ة ة ةةتلزام التخ ة ة ة ةةاطبي باعتب ة ة ة ةةاره خرق ة ة ة ةةا مقص ة ة ة ةةودا لقاع ة ة ة ةةدة م ة ة ة ةةن القواع ة ة ة ةةد‬
‫‪1‬‬

‫إن ظاهرة االستلزام التخاطبي حديثة المعالجة يرجع البحث فيها إلةى محاضةرات التةي‬
‫ألقاها بول غرايس في جامعة هارفارد سةنة‪7891‬م بعنوان"المنطةق والتخاطةب"‪ ،‬ومحاضةرات‬
‫سةةنة ‪ 7817‬م بعن ةوان"االفترام المسةةبق واالقتضةةاء التخةةاطبي"‪ ،‬وينطلةةق بةةول غ ةرايس مةةن‬
‫فك ةرة أن جمةةل اللغةةة تةةدل فةةي أغلبهةةا علةةى معةةان ص ةريحة ‪ ،‬وأخةةرى ضةةمنية تتحةةدد داللتهةةا‬
‫داخل السياق الذي وردت يه هذه الظاهرة سماها غرايس االستلزام الحواريكنظرية التخاطب‬
‫‪2‬‬
‫أو االقتضاء ‪theory of conversation‬‬
‫*كما يقترح غرايس تخطيا للعبةارات اللغويةة التةي تقةوم علةى أساسةها الحمولةة الدالليةة‬
‫‪3‬‬
‫للمعنى‪ ،‬وتنقسم عنده إلى‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الوعاني الصريحة‪:‬وهو المدلول عليها بصيغة الجمل ذاتها‪ ،‬وتشمل على‪:‬‬
‫ا‪ -‬الوحت أ ا القي أ ‪ :‬وهةةي مجموعةةة معةةاني مفةةردات الجملةةة مضةةمنا بعضةةها إلةةى‬
‫بعض في عالقة إسناد‪.‬‬
‫ب‪ -‬الق أ ا اإلنزاةيأأة‪ :‬وهةةي القةةوة الدالليةةة المؤشةةر لهةةا بةةجدوات تضةةع الجملةةة صةةيغة‬
‫أسلوبية ما ‪ :‬كاالستفهام‪ ،‬األمر‪ ،‬النهي‪ ،‬التوكيد‪....‬‬
‫ثانيةةا‪:‬الوعأأاني اليأأون ة‪ :‬وهةةي المعةةاني التةةي ال تةةدل عليهةةا صةةفة الجملةةة بالضةةرورة ‪،‬‬
‫ولكن للسياق دخال في تحديدها‪ ،‬والتوجه إليها‪ ،‬وتشمل على ‪:‬‬
‫ا‪-‬معأأا ع فرة أأة‪ :‬وهةةي الداللةةة التةةي ت ةرتبط بالجملةةة ارتباطةةا أصةةيال وتالزمةةا فةةي مقةةام‬
‫معين مثل معنى االقتضاء‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫ب‪ -‬معا ع ح ارية‪ :‬وهي التي تتولد طبقا للمقامات التي تنجز منه الجملة مثل الداللة‬
‫االستلزامية‪.‬‬
‫ويمكن التمثيل لتلك المستويات الداللية بالشكل التالي الذي يوضح الحمولة الداللية‬
‫للعبارات اللغوية للجملة التالية‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-‬هل إلى مرد من سبيل؟في شكل الوشزر ت ض حي اآلتي‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫*كوا فرق أحود الوت كل بين ق تين ق ا إنزاةية حرة ة‪ ،‬مق ا إنزاةية مستلزمة‪:‬‬
‫فاألولى مدلول عليها بطريقة مباشرة بصيغة العبارة‪ ،‬أما الثانية تتولد عن األولى طبقا‬
‫لمقتضيات مقامات معينة‪.‬‬
‫مثال توضيحي‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫‪-7‬من في هذا البيت؟‬


‫‪-2‬هل تصاحبني إلى المسرح؟‬
‫تنحصر حمولةك‪ 7‬اإلنجازية في مجرد قوتها اإلنجازية الحر يةكالسؤال في حين‬
‫أنك‪ 2‬تحمل إضافة إلىك سؤال قوة إنجازية مستلزمة مقاميا يمكن اعتبارها كالتماسا‬
‫*فالفرق بينهما إذن يكمن في‪:‬‬
‫أ‪-‬تظل القوة اإلنجازية الحر ية مالزمة للعبارة اللغوية في مختلف المقامات التي‬
‫يمكن أن ترد فيها‪ ،‬أما القوة اإلنجارية المستلزمة فهي مرتبطة بطبقات مقامية معينة‪.‬‬
‫ب‪-‬تجخذ القوة المستلزمة ‪ -‬نتيجة للخاصيةكأ ‪ -‬وضعا ثانويا بالنظر إلى القوة‬
‫الحر ية‪.‬‬
‫‪ -‬كما ميز غرايس بين المعنى الطبيعي والمعنى غير الطبيعي‪،‬فاألول هو المعنى‬
‫الذي تملكه األشياء في الطبيعة ‪،‬فالدخان للداللة على النار‪ ،‬وهو أيضا ملزم ‪،‬فهو‬
‫يلزم المتكلم بحقيقة واقعة معينة‪ ،‬أما الثاني تجسده كلماتنا وعباراتنا وبعض أفعالنا‪،‬‬
‫وإيماءاتنا‪ ،‬فهو يعتمد على القصد‪ intention‬أو االصطالح‪، convention‬فهو‬
‫منبثق من المعنى الطبيعي‪ ،‬ويمكن مالحظته ذلك على حاالت خاصة للمعنى‬
‫الطبيعي مثل‪:‬األنين فهو عالمة طبيعية لأللم يصدر من المرء بصورة ال إرادية ‪،‬‬
‫ويقود المالحظ على االعتقاد بجن الشخص الذي يئن يتجلم‪ ،‬وهذا المعنى ال يلزم‬
‫المتكلم على فعل شيء ما‪.‬‬
‫وكمةا تقةوم نظريةة التخاطبيةة علةى مبةدأ التعةاون‪،cooperativeprinciple‬الةذي قدمةه‬
‫بول غرايس سةنة ‪7811‬م ركيةزة أساسةية مةن الركةائز التةي تقةوم عليهةا التداوليةة‪ ،‬وأداة‬
‫مهمة من أدواتها‪ ،‬وهذا المبةدأ يصةف مةا ينبغةي أن يكةون‪ ،‬ال مةا هةو كةائن بالفعةل فةي‬
‫وعرف‪:‬كاجعةل مسةاهمتك فةي المحادثةة كمةا‬
‫مجمل الحةوارات‪ ،‬والتفةاعالت اإلنسةانية ‪ُ ،‬‬
‫‪6‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫يتطل ةةب منه ةةا أن تك ةةون ف ةةي مرحل ةةة وروده ةةا‪ ،‬وفق ةةا للغ ةةرم المقب ةةول‪،‬أو اتج ةةاه تب ةةادل‬
‫‪7‬‬
‫الحديث الذي تخوضه‬
‫ثان ا‪ :‬مبادئ االستلزام الح ار ‪:‬‬
‫تمتلك العملية التخاطبية مجموعة من القواعد والمبادئ التي تساعد على نجاح‬
‫العملية التواصلية بين المتكلم والمستمع‪ ،‬وهي‪ :‬مبدأ التعاون‪ ،‬مبدأ التجدب‪ ،‬مبدأ‬
‫التواجه‪...‬‬
‫‪-1‬مبدأ التعام ‪ :‬ما كان يشغل غرايس هو‪ :‬كيف يكون ممكنا أن يقول المتكلم شيئا‬
‫‪ ،‬ويعني شيئا آخر؟ ثم كيف يكون ممكنا أيضا أن يسمع المخاطب شيئا‪،‬ويفهم شيئا‬
‫آخر؟‬
‫وقد وجد حال لهذا اإلشكال يما سماه مبدأ التعاون ‪cooperative principale‬‬
‫بين المتكلم والمخاطب‪.‬‬
‫أ‪ -‬ق افأأد ممق مأأاد مبأأدأ التعأأام ‪ :‬يةةرى غ ةرايس أن كةةل عمليةةة تحةةاور بةةين طةةرفين‬
‫تحةةتكم إلةةى مجموعةةة مةةن الق ةوانين والقواعةةد والمبةةادئ العامةةة التةةي يحةةتكم إليهةةا طرفةةا‬
‫الخطاب‪ ،‬وتكون هذه القةوانين محترمةة مةن قبةل طرفةي الخطةاب‪ ،‬وتحةدد تلةك القةوانين‬
‫ما يجب أن يفعله المساهمون في الحدث اللغةوي بجقصةى طريةق تعةاوني عقلةي كةاف‪،‬‬
‫وأي خرق لتلك القوانين يةؤدي إلةى اخةتالل المعنةى‪ ،‬وحةدد غةرايس هةذا المبةدأ‪ ،‬وأطلةق‬
‫‪ ،8cooperative‬الةةذي تتفةةرع عنةةه مجموعةةة مةةن‬ ‫عليةةه مبةةدأ التعةةاون‪principale‬‬
‫‪9‬‬
‫القواعد والمقوالت‪ ،‬وهي تتمثل في أربع قواعد‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫*الكو ة(الكم)‪ :quantity‬قدم قةدر المطلةوب مةن المعلومةات‪ ،‬ال أكثةر وال أقةل‪"،‬خير‬
‫الك ةةالم م ةةا ق ةةل ودل"‪ ،‬تتعل ةةق ه ةةذه القاع ةةدة بمق ةةدار المعلومة ةات وكمه ةةا‪ ،‬ال بص ةةدقها أو‬
‫مالئمتها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫)‪:quanlity‬كةةن صةةادقا‪،‬ال تقةةدم معلومةةات خاطئةةة‪ ،‬أو معلوم ةات ال‬ ‫*الصأأدق(الك‬
‫تستطيع أن تبرهن على صحتها‪"،‬الصدق منجاة"‪"،‬األمانة أفضل الطرق"‪.‬‬
‫*الوالءمة‪ :relation‬لتكن معلوماتةك‪ ،‬ومسةاهماتك مالئمةة للحةوار‪ ،‬فةال تخةرج عةن‬
‫الموضوع؛ ألن"لكل مقام مقال"‪"،‬ولكل حادثة حديث"‪.‬‬
‫*الطريقأأة‪ :mannner‬كةةن واضةةحا ومنظمةةا‪ ،‬وتجنةةب الغمةةوم والرطانةةة‪ ،‬وخاطةةب‬
‫الناس على قدر عقولهم‪ ،‬وتخصصاتهم‪ ،‬وخلفياتهم المعر ية‪.‬‬
‫ب‪ -‬االنتقاداد التي مج ت ل ذ مبدأ‪ :‬إن مبدأ التعاون‪،‬والقواعد المتولدة منه ال‬
‫تضبط إال الجانب التبليغي من التخاطب‪ ،‬أما الجانب التهذيبي منه فقط أُسقط اعتباره‬
‫إسقاطا‪ ،‬وال يفيد كثي ار في دفع هذا االعترام من أن يقال‪ :‬إن غرايس قد أشار إلى‬
‫هذا الجانب في عبارته التي جاء فيها "هناك أنواع شتى لقواعد أخرى" جمالية‬
‫واجتماعية وأخالقية من قبيل "لتكن مؤدبا"‪،‬التي يتبعها عادة المتخاطبون في‬
‫أحاديثهم ‪،‬والتي قد تولد معاني غير متعارف عليها ‪،‬فعلى الرغم من ذكر غرايس‬
‫‪10‬‬
‫لجانب التهذيبي من المخاطبة ‪،‬فإنه لم يقيم له كبير الوزن‪ ،‬وذلك ألسباب منها‪:‬‬
‫‪--7‬أنه لم يفرده بالذكر‪ ،‬بل جمع إليه الجانب التجميلي‪ ،‬والجانب االجتماعي‪،‬‬
‫بوصف هذه الجوانب جميعا ال تستجيب للغرم ‪.‬‬
‫‪-2‬أنه لم يبين كيف يمكن وضع القواعد التهذيبية‪ ،‬وال كيف يمكن أن نرتبها مع‬
‫القواعد التبليغية ‪.‬‬
‫‪-3‬أنه لم يتفطن إلى أن الجانب التهذيبي قد يكون هو األصل في خروج العبارات‬
‫عن إفادة المعاني الحقيقةكالمباشرة ‪.‬‬
‫‪-‬وكانت هاته االنتقادات سببا لظهور مبدأ التجدب‪.‬‬
‫‪-2‬مبدأ التودب‪:‬هو المبدأ التداولي الذي ينبني عليه التخاطب‪ ،‬الذي أوردته"رمبين‬
‫الك ف" في مقالتها الشهيرة"منطق التودب"‪ ،‬وصيغة هذا المبدأ هي" لتكن مؤدبا"‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫ويقتضي هذا المبدأ بجن يلتزم المتكلم والمخاطب في تعاونهما على تحقيق الغاية التي‬
‫من أجلها دخال في الكالم ‪.‬‬
‫أ‪-‬ق افد مبدأ التودب‪ :‬لقد فرعت الك ف على مبدأ التجدب القواعد التهذيبية الثالث‬
‫‪11‬‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫*قافدا التعفف‪ :‬ومقتضاها‪ :‬ال تفرم نفسك على المخاطب‪.‬‬
‫*قافدا التشكك‪:‬ومقتضاها‪ :‬لتجعل المخاطب يختار بنفسه ‪.‬‬
‫*قافدا الت دد‪ :‬ومقتضاها‪ :‬لتظهر الود للمخاطب‪.‬‬
‫ب‪-‬النقد الو جه لوبدأ التودب‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫كما انتقد هذا المبدأ ألسباب نوجزها يما يلي‪:‬‬
‫‪ " -7‬تمامد في درجة الق ا"‪:‬المالحظ أن قواعد التجدب تندرج في القوة‪ ،‬فقاعدة‬
‫التشكك أقوى من قاعدة التعفف‪ ،‬وقاعدة التودد أقوى من قاعدة التشكك‪ ،‬ولما كانت‬
‫هذه القواعد تتفاوت قوة يما بينهما‪ ،‬فإن القيام ببعضها قد يسقط العمل بالبعض‬
‫اآلخر‪ ،‬فحين تصلح قاعدة التودد‪ ،‬فقد ال تصلح قاعدة التشكك‪.‬‬
‫‪-2‬ال تعكس كل الشروط المطلوبة للتواصل ‪.‬‬

‫‪-3‬إهمال"الك ف" للوظيفة العملية واالصطالحية في قواعدها‪.‬‬

‫‪-3‬مبدأ الت اجه مافتبار العول‪ :‬ويقصد به مقابلة الوجه للوجه‪ ،‬وهو مبدأ التداولي‬
‫الثالث الذي يضبط العملية التواصلية‪ ،‬وقد ورد مضمون هذا المبدأ عند "برام‬
‫مل منس" في دراستهما المشتركة‪:‬كالكليات في االستعمال اللغوي=ظاهرة التجدب ‪،‬‬
‫وتتمثل صيغته في "لتصن مجه غيرك"‬
‫‪13‬‬
‫ويرتكز هذا المبدأ على مفهومين أساسين هما‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫أ‪-‬ال جه‪:‬فهو عبارة عن ذات التي يدعيها المرء لنفسه‪ ،‬والتي يريد أن تتحدد بها‬
‫قيمة االجتماعية‪ ،‬ويقوم على ضربين‪:‬‬

‫*ال جه الدافع‪ :‬فهو أن يريد المرء أن ال يعترم الغير سبيل أفعاله‪ ،‬أو قل هو"إرادة‬
‫دفع االعترام"‪.‬‬

‫*ال جه الزالب‪ :‬فهو أن يريد المرء أن يعترف الغير بجفعاله‪ ،‬أو قل هو"إرادة جلب‬
‫االعتراف"‪.‬‬

‫ب‪-‬الت ديد‪ :‬وهي من األقوال التي تنزل في التداوليات منزلة كأعمال ‪ ،‬ما يهدد الوجه‬
‫تهديدا ذاتيا‪ ،‬وهي األقوال التي تعوق بطبيعتها إرادات المستمع أو المتكلم في دفع‬
‫االعترام‪ ،‬وجلب االعتراف‪.‬‬

‫‪-1‬الخطط التخاطب ة الوتمرفة فلى مبدأ الت جه‪ :‬وهي خطط تتحقق بواسطة صيغ‬
‫تعبيرية معلومة‪ ،‬ويذكر لنا كبراون وكليفنسن منها خمسا يختار المتكلم منها ما يراه‬
‫‪14‬‬
‫مناسبا لقوله ذي الصيغة التهديدية‪ ،‬وهذه الخطط الخمس هي‪:‬‬
‫‪-‬أن يتمتع المتكلم عن إيراد القول المهدد‪.‬‬
‫‪-‬أن يصرح بالقول المهدد من غير تعديل يخفف من جانبه التهديدي‪.‬‬
‫‪ -‬أن يصرح بالقول المهدد مع تعديل يدفع عن المستمع اإلصرار بوجهه الدافع‪.‬‬
‫‪ -‬أن يصرح بالقول المهدد مع تعديل يدفع عن المستمع اإلصرار بوجهه الجلب‪.‬‬
‫‪-‬أن يؤدي القول بطريق تاركا للمستمع أن يتخير أحد معانيه المحتملة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪-2‬استرات ز اد الخطاب في مبدأ ال جه‪:‬‬
‫وقد تم تصنيف هذه إلى خمس درجات‪،‬لتمثل في مجملها سلما تدرجات التجدب وهذه‬
‫األصناف الخمسة هي‪:‬‬
‫أ‪-‬االستراتيجيات الصريحة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫ب‪ -‬االستراتيجيات التجدب اإليجابي‪.‬‬


‫ج‪ -‬االستراتيجيات السلبي‪.‬‬
‫د‪ -‬االستراتيجيات التلميح‪.‬‬
‫ه‪ -‬االستراتيجيات الصمت‪.‬‬
‫‪-3‬نقد مبدأ الت اجه‪ :‬لم يسلم هذا المبدأ كغيره من المبادئ السابقة من انتقادات‪،‬‬
‫وعلى الرغم من محاوالت"نبل ب برام "م"ست من ل مينص " لتدارك النقص الوارد في‬
‫‪16‬‬
‫مبدأ التجدب‪ ،‬وكانت قصوره متعددة نذكر منها‪:‬‬
‫*إنزال وصف التهديد على جميع األقوال‪ ،‬حيث تصبح كلها حاملة لصفة التهديد‪.‬‬
‫*تضييق مجال العمل المقوم للتهذيب وحصره في وظيفة التقليل من تهديد األقوال‬
‫ب‪-‬ال أدف مأأن دراسأأته‪ :‬إن الهةدف والغايةةة المرجةوة مةةن هةذه القواعةةد التخاطبيةة‪ ،‬هةةو‬
‫تحقيق الفعالية القصوى لتبادل المعلومةات بةين أطةراف المحةاورة ؛ أي تحقيةق تواصةل‬
‫مثةةالي‪ ،‬وشةةفاف‪ ،‬ويتجةةاوز مجالهةةا التبةةادل الكالمةةي إلةةى مختلةةف المعةةامالت األخةةرى‬
‫كتقةةديم المسةةاعدة علةةى سةةبيل المثةةال‪ ،‬إذن فاالسةةتلزام هةةو قضةةية معبةةر عنهةةا ضةةمنيا‬
‫بواسة ةةطة ملفة ةةوظ دون أن يسة ةةتلزمها منطقية ةةا‪ ،‬وأيضة ةةا تنظة ةةيم عملية ةةة التخاطة ةةب‪ ،‬التة ةةي‬
‫يصورها على شةكل لعبةة‪ ،‬ومةا مةن لعبةة إال ولهةا قواعةد يفتةرم أن تكةون محترمةة‪،17‬‬
‫وأن تن ةةزل منزل ةةة الضة ةوابط الت ةةي تض ةةمن لك ةةل مخاطب ةةة والمخاط ةةب مع ةةاني صة ةريحة‬
‫وحقيقية‪ ،‬وتضبط التخاطب المثالي والصريح بين المتحاورين باعتبارهما ملتزمين أبةدا‬
‫بمبةةدأ التعةةاون المنصةةو‪ ،‬عليةةه‪ ،‬إال أن المتخةةاطبين قةةد يخالفةةان بعةةض هةةذه الظ ةواهر‬
‫الصة ةريحة‪ ،18‬واإلخ ةةالل به ةةذه القاع ةةدة أو تل ةةك وج ةةب عل ةةى اآلخ ةةر أن يص ةةرف ك ةةالم‬
‫محةةاوره عةةن ظةةاهره إلةةى معنةةى خفةةي يقتضةةيه المقةةام‪ ،‬وهةةذا المعنةةى المصةةروف إليةةه‬
‫يحص ةةل بطري ةةق االس ةةتدالل م ةةن المعن ةةى الظ ةةاهر وم ةةن القة ةرائن؛ أي إن االنتق ةةال م ةةن‬
‫المعن ةةى الصة ةريح إل ةةى المعن ةةى المس ةةتلزم كالمض ةةمر‪ ،‬الض ةةمني‪ ،‬غي ةةر صة ةريح‪ ...‬ي ةةتم‬

‫‪23‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫حسةةب غ أ ار س بخةةرق أحةةد مبةةادئ التعةةاون فةةي الح ةوار‪ ،‬وهةةذا مةةا عبةةر عنهةةا غ ةرايس‬
‫باالسةةتلزام الحواريكعمليةةة الخأأرق*كوهةةو مسةةتوى مةةن مسةةتويات توليةةد الداللةةة‪ ،‬حيةةث‬
‫يةةتمكن الم ةةتكلم عبة ةره مةةن تض ةةمين مجموع ةةة م ةةن المعةةاني‪ ،‬ويق ةةوم المس ةةتمع باش ةةتقاقها‬
‫اعتمة ةةادا علة ةةى بعة ةةض الق ة ةرائن اللفظية ةةة والمقامية ةةة‪ ،‬والمعة ةةارف المشة ةةتركة بة ةةين المة ةةتكلم‬
‫والمس ةةتمع ‪ ،19‬وق ةةد الح ةةظ غأأأ ار س أن بع ةةض األقة ةوال تبل ةةغ أكث ةةر مم ةةا ي ةةدل علي ةةه‬
‫مجموع الكلمات التي تكون الجملة‬
‫‪20‬‬
‫ج‪-‬أسبابه‪ :‬ومن أسباب ظهور هذا المعنى المستلزم ما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬االحتراز عن التطويل‪ ،‬واجتناب فضل الكالم وحشوه حتى ال يؤدي هذا إلى إتعةاب‬
‫طب في تحصيل المطلوب‪.‬‬
‫المخا َ‬
‫ب‪-‬االقتصاد في التعبير؛ أي اإليجاز واالختصار والدقة‪.‬‬
‫ج‪-‬اعتقاد المتكلم بةجن المخاطةب عةالم بةالمعنى المضةمر‪ ،‬أو بإمكانةه أن يسةتدل عليةه‬
‫أو يستنبطه من فحوى الخطاب‪.‬‬
‫د‪-‬وهناك من يرى سبب ظهوره تتجلى في عجز اللغةات الطبيعيةة نفسةها‪ ،‬ويفسةر هةذا‬
‫العج ةةز تعق ةةدها وغم ةةوم بع ةةض بنياته ةةا‪ ،‬والتباس ةةها ال ةةداللي حت ةةى ف ةةي مق ةةام تواص ةةلي‬
‫عادي‪.‬‬
‫مثال‪:‬حوار بين األستاذين كأ وكب‬
‫أ‪-‬هل الطالب كج مستعد لمتابعة دراسته في الجامعة في قسم الفلسفة؟‬
‫ب‪-‬إن الطالب كج العب كرة ممتاز‪.‬‬
‫ن الحظ من هذا الحوار أن إجابةة األسةتاذ كب غيةر مالئمةة للسةؤال المطةروح مةن‬
‫قبل األستاذكأ وهو ما نتج عنه خرق للقاعدة ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫كم ةةا مي ةةز غأأأ ار س ب ةةين االس ةةتلزام التخ ةةاطبي واالس ةةتلزام التقليديكاالص ةةطالحي ‪،‬‬
‫فة ةةاألول يعتمة ةةد علة ةةى افت ارضة ةةات المبة ةةدأ التعاوني‪،‬أمة ةةا الثة ةةاني الة ةةذي ي ة ةرتبط ببسة ةةاطة‬
‫اصطالحيا بمعاني كلمات معينة‪ ،‬ىفمثال تحمل "لكن"استلزاما أي لفظ نحو‪:‬‬
‫أ‪-‬إنه يعيش وحيدا‪.‬‬
‫ب‪-‬ولكنه يتمتع بحياة اجتماعية نشيطة‪.‬‬
‫‪-‬ف ة ة "لكةةن" تتضةةمن هنةةا ‪:‬بمةةا أنةةه يعةةيش وحيةةدا فةةال يتوقةةع أنةةه يتمتةةع بحيةةاة اجتماعيةةة‬
‫نشطة‪.21‬‬
‫د‪-‬شأأأرمال االسأأأتلزام الحأأأ ار ‪ :‬يشةةترط غأأأ ار س لتحقيةةق االسةةتلزام الح ةواري أن يجخ ةةذ‬
‫‪22‬‬
‫المتكلم بعين االعتبار المعطيات اآلتية‪:‬‬
‫‪-7‬المعنى الحرفي للكلمات المستعملة‪ ،‬وتعريف العبارات اإلحالية‪.‬‬
‫‪-2‬السياق اللغوي وغير اللغوي للخطاب‪.‬‬
‫‪-3‬عناصر أحرى تتصل بالخلفية المعر ية‪.‬‬
‫‪-4‬يجةةب علةةى المسةةاهمين فةةي الح ةوار أن يكةةون علةةى علةةم بالمعطيةةات اآلنفةةة الةةذكر‪،‬‬
‫وأن يصدر أثناء عملية التحاور عن افترام المعطيات‪.‬‬
‫ه‪-‬خصأأا ا االسأأتلزام الح أ ار ‪:‬ال جةةرم أن المةةتكلم ال يقةةوم بعمليةةة بنةةاء الكةةالم فةةي‬
‫عزلةةة تامةةة عةةن مخاطبةةه ؛بةةل علةةى ضةةوء معرفةةة مسةةبقة بشخصةةية هةةذا المخاطةةب‪،‬‬
‫ومقدرتةةه العمليةةة‪ ،‬والمعر يةةة ‪ ،‬واالجتماعيةةة لمةةا فةةي ذلةةك مةةن أهميةةة قصةةوى فةةي بنةةاء‬
‫الفرض ةةيات التجولي ةةة الت ةةي يق ةةوم به ةةا المخاط ةةب مس ةةبقا ‪ ،‬فك ةةجن الم ةةتكلم كيبن ةةي معاني ةةه‬
‫ويسوقها إلى المخاطب يفترم يه مسبقا امتالكه آلليات منطقية طبيعية‪ ،‬واستداللية‬
‫وقواع ةةد خطابي ةةة بالكي ةةة تمكن ةةه م ةةن إدراك م ةةا يتض ةةمنه الك ةةالم م ةةن مع ةةان مباشة ةرة ‪،‬‬
‫ويمكننةةا –عمومةةا‪-‬أن نقةةول عةةن لالسةةتلزام الح ةواري خصةةائص تمي ةزه عةةن غي ةره‪،‬ويمكن‬
‫‪23‬‬
‫أن نجملها يما يلي‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫‪-7‬االستلزام قابل لإللغاء‪:‬ويحدث ذلك عادة بجن المتكلم يضيف قوال مةا مةن شةجنه أن‬
‫يسد الطريق أمام المخاطب‪ ،‬وهو يتهيج للدخول في عمليةة التجويةل بغيةة الوقةوف علةى‬
‫المعاني الضمنية للعبارة‪ ،‬كجن تقول قارئة لكاتب مثال‪ :‬لم أق أر كةل كتبةك ‪ ،‬فقةد يسةتلزم‬
‫هذا الكالم أنها قرأت بعضها‪ ،‬أما إذا قالت ‪:‬الحقيقة أنني لم أق أر أي كتاب من كتبةك‪،‬‬
‫يكون بذلك ردها إلغاء؛ ألي استلزام‪.‬‬
‫‪-2‬االسأأتلزام ال قبأأل االنمصأأا فأأن الوحت أ ا الأأداللي‪ :‬ونقصةةد بةةذلك أن االسةةتلزام‬
‫الح ةواري متصةةل بةةالمعنى الةةداللي لمةةا يقةةال ال بالصةةيغة اللغويةةة التةةي قيةةل بهةةا‪ ،‬فةةال‬
‫ينقطع مع استبدال مفردات‪ ،‬أو عبارات بجخرى ترادفها‪ ،‬ولعل هذه الخاصية هي التةي‬
‫تميز االستلزام الحواري عن غيره من أنواع االستدالل التداولي‪ ،‬ويتضح ذلك جليةا مةن‬
‫خالل الحوار الذي يدور بين أخوين‪:‬‬
‫أ‪-‬ال أريد أن تتسللي إلى غرفتي على هذا النحو‬
‫ب‪ -‬أنا ال أتسلل‪ ،‬ولكن أمشي على أطراف أصابعي خشية أن أحدث ضوضاء‪.‬‬
‫نالحةةظ أن الم ةراد مةةن الخطةةاب لةةم يتغيةةر‪ ،‬وهةةو رفةةض دخةةول الغرفةةة خلسةةة‪ ،‬إن عةةدم‬
‫الرض ةةاء ع ةةن ه ةةذا الس ةةلوك م ةةا ية ةزال قائم ةةا‪ ،‬وه ةةو م ةةا يس ةةتلزمه عل ةةى ال ةةرغم م ةةن تغي ةةر‬
‫الصياغة في القول الثاني‪ ،‬وتبدل المفردات‪.‬‬
‫‪-3‬استلزام متغير‪:‬تبعا الختالف السياقات المقاميةة‪ ،‬فةالمعنى الواحةد يمكةن أن يةؤدي‬
‫إلى استلزامات مختلفة في سياقات مختلفة‪ ،‬ولتوضيح األمر نسوق المثال اآلتي‪:‬‬
‫*إذا سجلت شخصا " كم عمرك"؟فهذا يستلزم مجموعة من الدالالت منها‪:‬‬
‫أ‪-‬اطلب العلم‪.‬‬
‫ب‪ -‬توبيخ على نوع من السلوك ال ترضاه‪.‬‬
‫ج‪-‬حث المسؤول على اتخاذ ق ارره ‪ ،‬وأن يتحمل عواقب اختياراته‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫فكان االستلزام كأ طلبا للعلم‪،‬واالستلزامكب إذا كان المسؤول شخصةا عمةره‪71‬سةنة فمةا‬
‫فوق‪ ،‬واالستلزامكج حثا لهذا الشخص على تحمل المسؤولية ‪.‬‬
‫‪ -4‬وكن تقدير االستلزامكخاصأ ة التوميأل مالحسأبا ‪ :‬بمعنةى أننةا نسةتطيع الوصةول‬
‫إلةةى المعةةاني المسةةتلزمة بخطةوات محسةةوبة‪ ،‬فلةةو وصةةفنا مةةثال رئيسةةة الةةوزراء بريطانيةةا‬
‫الس ةةابقةكمارغريت تاتش ةةرد بالمرأة الحديدي ةةة‪ ،‬لوص ةةلنا للمعن ةةى المس ةةتلزم بس ةةهولة؛ ألنن ةةا‬
‫أردنا أن نضفي عليها بعض صفات الحديد كالصالبة‪ ،‬والقوة‪.‬‬
‫‪-5‬فدم ال ضع ة‪:‬تترجم هذه السمة ببساطة بجن االسةتلزمات الخطابيةة ال تمثةل جةزءا‬
‫من المعنى الوضعي للعبارات اللغوية؛ ولكنها تستلزم سلمية في المعالجة بةين المعنةى‬
‫الحرفي والضمني‪ ،‬وبين المظاهر الصدقية وغير الصدقية‪.‬‬
‫صم ا الق ‪:‬‬
‫إن ظاهرة االستلزام الحواري من أهم المفاهيم التداولية‪ ،‬فهي ظاهرة متغيرة مرتبطة‬
‫بلحظة الكالم وسياق الخطاب‪ .‬أساسها المعنى المستلزم الضمني‪ ،‬الذي يدركه‬
‫المشكل من معارف لسانية‬
‫ّ‬ ‫طب من خالل "الحقل الخلفي"كالمعرفة الخلفية‬ ‫المخا َ‬
‫وغير لسانية مشتركة بين المتكلمين‪،‬وكذا القدرات العقلية‪ ،‬واالستدالالت‪ ،‬فالمعنى‬
‫المستلزم معنى منفلت يصعب تحديده‪.‬‬
‫النتا ج الوت صل إلي ا‪ :‬وصل البحث إلى جملة من النتائج نوجزها يما يلي‪:‬‬
‫‪-‬االستلزام الحواري يكشف عن الجانب اآلخر من التواصل‪ ،‬الذي تجوز تسميته‬
‫ب"التواصل غير المعلن"كغير المباشر ‪ ،‬بدليل أن المتكلم يقول كالما‪،‬ويقصد‬
‫غيره‪،‬كما أن السامع يسمع كالما‪ ،‬ويفهم منه غير ما سمع‪.‬‬
‫‪-‬المبادئ والمقوالت المحددة للمحاورة لدى غ ار س تتعالى عن الممارسات الحوارية‬
‫العادية‪ ،‬فهي ال تخص محاورة بذاتها‪ ،‬وال تعرف من المتكلم والمخاطب شيئا وال‬
‫صفة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫‪-‬عمل غرايس على جعل التخاطب يقوم على قواعد من شجنها ضبط العملية‬
‫التخاطبية ‪ ،‬وأي خرق ألي قاعدة من القواعد الفرعية‪،‬التي تندرج عن مبدأ التعاون‬
‫سوف يؤدي بالضرورة إلى االنتقال من المعنى الحرفي والظاهر للجملة إلى معنى‬
‫آخر مستلزم ضمنيا‪.‬‬
‫‪-‬إن ما اقترحه غ ار س بخصو‪ ،‬مبدأ التعاون‪ ،‬والقواعد المتفرعة عنه‪،‬يرتكز‬
‫باألساس على الجانب التبليغي في الخطاب إال أنه أغفل عليه‪ ،‬ولم ينتبه له وهو‬
‫األساس في التحاور والتخاطب‪.‬‬
‫‪-‬سعى بول غ ار س إلى جعل نظريته المعروفة باالستلزام التخاطبي مكتملة‪ ،‬إال أنها‬
‫هذه النظرية لم تسلم من النقد مما استلزم وجود بدائل ومكمالت لها من شجنها سد‬
‫ومأل الفراغ والنقص‪ ،‬ومن بين الذين ساهموا في هذا "رمبين الك ف" في مبدأ‬
‫التجدب‪ ،‬التي أولت جل اهتمامها للجانب التهذيبي الذي أغفله غرايس‪ ،‬إال أن هذا‬
‫المبدأ لم يسلم هو اآلخر من النقد‪ ،‬ليجتي مبدأ التواجه لة "برام م"ل منص " اللذان‬
‫تداركا الخطج والنقص الذي وقعت يه "الك ف"‪ ،‬حيث رك از يه أصحابه على التهديد‬
‫الذي يعد األصل في القول‪.‬‬
‫الهوامش‬

‫‪ - 1‬حافظ إسماعيل علوي‪ ،‬التداولياتكعلم استعمال اللغة عالم الكتب الحديث‪ ،‬أربد‪/‬أردن‪ ،‬ط‪2174 ،7‬م‪،‬‬
‫‪.27،‬‬
‫‪ - 2‬ليلى كادة‪ ،‬ظاهرة االستلزام الحواري في التراث اللساني العربي‪.711، ،‬‬
‫‪-3‬ينظر‪ :‬مسعود صحراوي‪ ،‬التداولية عند علماء العرب‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪/‬الجزائر‪ ،‬ط‪2111 ،7‬م‪.33، ،‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫ينظر‪:‬أحمد المتوكل‪ ،‬آفاق جديدة في نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬دار الهالل العربية‪ ،‬جامعة محمد الخامس"المملكة‬ ‫‪5‬‬

‫المغربية"‪ ،‬ط‪7883 ،7‬م‪.23-27، ،‬‬


‫‪- 6‬ينظر‪:‬ليلى كادة‪ ،‬المكون التداولي في النظرية اللسانية العربية ظاهرة االستلزام التخاطبي أنموذجا‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في علوم اللسان العربي‪ ،‬إشراف د‪ :‬بلقاسم دفة‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪،‬‬
‫دت‪.89-81، ،‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫‪ - 7‬بهاء الدين محمد مزيد‪ ،‬تبسيط التداولية‪ ،‬شمس للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪2171 ،2‬م‪.41، ،‬‬
‫‪- 8‬ينظر‪:‬جورج يول‪ ،‬التداولية‪.39، ،‬‬
‫‪ -‬بهاء الدين محمد مزيد‪ ،‬تبسيط التداولية‪.41، ،‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ -10‬طه عبد الرحمان‪ ،‬اللسان والميزان أو التكوثر العقلي‪ ،‬دار البيضاء‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪7889 ،7‬م‪.241، ،‬‬
‫‪ -11‬المرجع نفسه‪.242- 241، ،‬‬
‫‪ -12‬المرجع نفسه‪.243، ،‬‬
‫‪ -13‬المرجع نفسه‪.244، ،‬‬
‫‪-‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪-‬عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ ،‬استراتيجيات الخطابكمقاربة لغوية تداولية ‪ ،‬دار الكتب الوطنية‪،‬‬ ‫‪15‬‬

‫بنغازي‪/‬ليبيا‪ ،‬ط‪2114 ،7‬م‪711، ،‬‬


‫‪ -16‬هاجر معلول‪ ،‬االستلزام التخاطبي في القصص القرآني‪-‬سورة الكهف أنموذجا‪ ،-‬شهادة الماستر في اللغة‬
‫واألدب العربي‪ ،‬تخصص‪:‬علوم اللسان‪ ،‬من إشراف الدكتور‪ :‬سليم حمدان‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‬
‫بالوادي‪7431،‬ه‪2173/‬م‪.29، ،‬‬
‫‪ -‬ليلى كادة‪ ،‬المكون التداولي في النظرية اللسانية العربية ظاهرة االستلزام التخاطبي أنموذجا‪-771، ،‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪.779‬‬
‫‪-‬ينظر‪ :‬قويدر شنان‪،‬التداولية في الفكر األنجلو سكسوني "مجلة أكاديمية محكمة"‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬ ‫‪18‬‬

‫العدد‪ ،71‬جانفي ‪2113‬م‪.21، ،‬‬


‫*الخرق‪ :‬وقد ترجم هذا المصطلح بعدة ترجمات نذكر منهاكانتهاك‪ ،‬عدم االحترام‪ ،‬عدم المراقبة‪ ،‬حزم‬
‫القواعد‪. ...‬‬
‫‪-‬ليلى كادة‪ ،‬المكون التداولي في النظرية اللسانية العربية ظاهرة االستلزام التخاطبي أنموذجا‪.779، ،‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪-‬بن عيسى أزرابيط‪ ،‬اللسانيات واللغة العربية بين النظرية والتظبيقكمن تداوليات المعنى المضمر ‪ ،‬جامعة‬ ‫‪20‬‬

‫المولى إسماعيل مكناس‪"،‬سلسة الندوات"‪،‬عدد‪7882 ،4‬م‪.11، ،‬‬


‫‪ -‬قويدر شنان‪ ،‬التداولية في الفكر األنجلو سكسوني‪.27، ،‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪ -‬عياشي أدواردي‪ ،‬االستلزام الحواري في التداول اللساني‪ ،‬داراألمان‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪7432 ،7‬ه‪2177/‬م‪،‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪.714،‬‬
‫‪ -‬باسم خيري‪ ،‬استرتيجيات الخطاب عند األمام عليكعليه السالم كمقاربة تداولية ‪" ،‬مؤسسة علوم ونهج‬ ‫‪23‬‬

‫البالغة"‪ ،‬دار الكتب والوثائق العراقية‪ ،‬ط‪7439 ،7‬ه‪2171/‬م‪ ،711-714،،‬و ينظر‪ :‬محمود محمد نحلة‪،‬‬
‫آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر‪.48- 39، ،‬‬

‫قا وة الوصادر مالوراجع‬

‫‪ -7‬أحمد المتوكل‪ ،‬آفاق جديدة في نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬دار الهالل العربية‪،‬‬
‫جامعة محمد الخامس"المملكة المغربية"‪،‬ط‪7883 ،7‬م‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫‪-2‬باسم خيري‪ ،‬استرتيجيات الخطاب عند األمام عليكعليه السالم كمقاربة‬


‫تداولية ‪"،‬مؤسسة علوم ونهج البالغة"‪ ،‬دار الكتب والوثائق العراقية‪ ،‬ط‪،7‬‬
‫‪7439‬ه‪2171/‬م‬
‫‪-3‬بهاء الدين محمد مزيد‪ ،‬تبسيط التداولية‪ ،‬شمس للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪2171‬م‪.‬‬
‫‪-4‬جورج يول‪ ،‬التداولية‪ ،‬تر‪:‬قصي العتابي‪ ،‬دار العربية واألمان للعلوم ناشرون‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬ط‪7431 ،7‬ه‪2171/‬م ‪.‬‬
‫‪-1‬حافظ إسماعيل علوي‪،‬التداولياتكعلم استعمال اللغة عالم الكتب‬
‫الحديث‪،‬أربد‪/‬أردن‪،‬ط‪2174 ،7‬م‪.‬‬
‫‪-3‬حجر نورما وحيدة‪ ،‬االستلزام الحواري في سورة البقرة في القرآن الكريمكدراسة‬
‫تحليلية تداولية ‪ ،‬بحث مقدم إلكمال بعض شروط إلجتياز للحصول على درجة‬
‫السرجانا في شعبة اللغة العربية وآدابها ‪ ،‬من إشراف الدكتور‪ :‬أندس نور هادي‪،‬‬
‫جامعة موالنا مالك إبراهيم اإلسالمية الحكومية ماالنج‪2171 ،‬م‪.‬‬
‫‪-1‬طه عبد الرحمان‪ ،‬اللسان والميزان أو التكوثر العقلي‪ ،‬دار البيضاء‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،7‬‬
‫‪7889‬م‪.‬‬
‫‪-9‬عياشي أدواردي‪ ،‬االستلزام الحواري في التداول اللساني‪ ،‬دار األمان‪،‬‬
‫الجزائر‪/‬الرباط‪ ،‬ط‪7432 ،7‬ه‪2177/‬م‬
‫‪-8‬بن عيسى أزرابيط‪ ،‬اللسانيات واللغة العربية بين النظرية والتطبيقكمن تداوليات‬
‫المعنى المضمر ‪ ،‬جامعة المولى إسماعيل مكناس‪"،‬سلسة الندوات"‪،‬عدد‪7882 ،4‬م‪.‬‬
‫‪-71‬قويدر شنان‪ ،‬التداولية في الفكر األنجلوسكسوني‪" ،‬مجلة أكاديمية محكمة"‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬العدد‪ ،71‬جانفي ‪2113‬م‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN:2602-8018‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫مجلد‪20 :‬عدد‪20 :‬السنة‪0202‬‬

‫‪-77‬ليلى كادة‪ ،‬المكون التداولي في النظرية اللسانية العربية ظاهرة االستلزام‬


‫التخاطبي أنموذجا‪ ،‬شهادة دكتوراه العلوم في علوم اللسان العربي‪ ،‬إشراف الدكتور‪:‬‬
‫بلقاسم دفة‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬دت‬
‫‪-72‬ليلى كادة‪ ،‬ظاهرة االستلزام الحواري في التراث اللساني العربي‪.‬‬
‫‪ -73‬محمود محمد نحلة‪،‬آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪ ،‬دب‪ ،‬دط‪2112 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -74‬مسعود صحراوي‪ ،‬التداولية عند علماء العرب‪ ،‬دار الطليعة‪،‬‬
‫بيروت‪/‬الجزائر‪،‬ط‪2111 ،7‬م‪.‬‬
‫‪-71‬هاجر معلول‪ ،‬االستلزام التخاطبي في القصص القرآني‪-‬سورة الكهف أنموذجا‪،-‬‬
‫شهادة الماستر في اللغة واألدب العربي‪ ،‬تخصص‪:‬علوم اللسان‪ ،‬من إشراف‬
‫الدكتور‪:‬سليم حمدان‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي‪7431،‬ه‪2173/‬م‬
‫‪-73‬عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ ،‬استراتيجيات الخطابكمقاربة لغوية تداولية ‪ ،‬دار‬
‫الكتب الوطنية‪ ،‬بنغازي‪/‬ليبيا‪ ،‬ط‪2114 ،7‬م‪.‬‬

‫‪22‬‬

You might also like