Professional Documents
Culture Documents
الاستلزام الحواري عند بول غرايس - المفهوم والمقومات
الاستلزام الحواري عند بول غرايس - المفهوم والمقومات
الملخص:
يدور موضوع المداخلة حول أحد أهم مقومات الدرس التداولي ،أال وهو االستلزام
الحواري ،الذي يعد من أبرز الظواهر التي تتميز بها اللغات الطبيعية ،يقوم على
فكرة جوهرية ،وهي أن جمل اللغة تدل -في أغلبها -على معان ظاهرية غير
مقصودة وأخرى ضمنية هي المرادة بالقصد ،تتحدد داللتها من خالل السياق ،فجمل
اللغات الطبيعية – حسب غرايس – في بعض المقامات ال تدل على محتواها
القضوي.
وتحاول هذه المداخلة الوقوف على كيفية تجاوز السامع المعنى الحرفي للعبارة
وانتقاله إلى المعنى الضمني ،وكيف يكون خرق وانتهاك مبادئ /قواعد التخاطب
باستخدام االستلزام الحواري عند غرايس ،و كذا بيان أهم مقوماته في العملية
التخاطبية.
من خالل ما سبق نطرح التساؤل التالي :ما مفهوم االستلزام الحواري ومقوماته
عند غرايس؟ ويمكن أن تتفرع عنه تساؤالت أخرى أهمها:
-ما خصائص االستلزام الحواري؟
-وما هي القواعد التي تضبط مسار الحوار؟
-إالم يفضي خرق القواعد؟ ،وماذا علينا أن نستحضر أثناء العملية التخاطبية؟
الكلمات المفتاحية :االستلزام الحواري ،المعنى المضمر ،االقتضاء ،قواعد التخاطب،
خرق القواعد.
مقدمة
22
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
إن المتتبع لعلوم اللغة يالحظ ذلك التدفق والتوالد للنظريات ،والعلوم التي ينصب جل
اهتمامها على اللغة ،وهذا التوالد جعل من اللغة حقال واسعا تسبح في فلكه أراء،
ومفاهيم اللغويين ،ومن بينها التداولية التي هي علم جديد للتواصل ،وتطورت في
السبعينات من القرن العشرين ،وقد ظهرت ردا على ما كان من قصور في المناهج
والنظريات اللسانية السابقة كالبنيوية ،والتوليدية التحويلية ...الخ هاته األخيرة التي
ركزت في دراستها على الجانب الشكلي للغة وعزلها عن سياقها الخارجي .
-كما تقوم التداولية المعاصرة على مفاهيم عملية إجرائية عديدة كثي ار ما يتداولها
الدارسون المعاصرون ،وهي :الفعل الكالمي ،متضمنات القول ،اإلشاريات،
واالستلزام الحواري ،الذي هو أساس مداخلتي.
اإلطار العام لنظرية االستلزام التخاطبي:
توطئة:
إن المشهد اللغوي والسيما ميدان الدراسات اللسانية ،قد نال إعجابا كبي ار خاصة في
العقود األخيرة ،إذ أصبحت العالقة بين المتكلم والمخاطب قائمة على الحوار
22
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
بهة ةةدف تحقية ةةق الفعالية ةةة القصة ةةوى لتبة ةةادل المعلومة ةةات ،ومفادهة ةةاكلنتكلم يمة ةةا يقتضة ةةيه
الغةةرم مةةن التواصةةل ،وقةةد قامةةت هةةذه النظريةةة علةةى افت ةرام مجموعةةة مةةن القواعةةد
الصةةادرة علةةى اعتبةةارات عقليةةة تجعةةل مةةن السةةلوك اللغةةوي فعةةال ناجحةةا ،وتسةةاعد علةةى
رص ة ة ة ةةد االس ة ة ة ةةتلزام التخ ة ة ة ةةاطبي باعتب ة ة ة ةةاره خرق ة ة ة ةةا مقص ة ة ة ةةودا لقاع ة ة ة ةةدة م ة ة ة ةةن القواع ة ة ة ةةد
1
إن ظاهرة االستلزام التخاطبي حديثة المعالجة يرجع البحث فيها إلةى محاضةرات التةي
ألقاها بول غرايس في جامعة هارفارد سةنة7891م بعنوان"المنطةق والتخاطةب" ،ومحاضةرات
سةةنة 7817م بعن ةوان"االفترام المسةةبق واالقتضةةاء التخةةاطبي" ،وينطلةةق بةةول غ ةرايس مةةن
فك ةرة أن جمةةل اللغةةة تةةدل فةةي أغلبهةةا علةةى معةةان ص ةريحة ،وأخةةرى ضةةمنية تتحةةدد داللتهةةا
داخل السياق الذي وردت يه هذه الظاهرة سماها غرايس االستلزام الحواريكنظرية التخاطب
2
أو االقتضاء theory of conversation
*كما يقترح غرايس تخطيا للعبةارات اللغويةة التةي تقةوم علةى أساسةها الحمولةة الدالليةة
3
للمعنى ،وتنقسم عنده إلى:
أوال :الوعاني الصريحة:وهو المدلول عليها بصيغة الجمل ذاتها ،وتشمل على:
ا -الوحت أ ا القي أ :وهةةي مجموعةةة معةةاني مفةةردات الجملةةة مضةةمنا بعضةةها إلةةى
بعض في عالقة إسناد.
ب -الق أ ا اإلنزاةيأأة :وهةةي القةةوة الدالليةةة المؤشةةر لهةةا بةةجدوات تضةةع الجملةةة صةةيغة
أسلوبية ما :كاالستفهام ،األمر ،النهي ،التوكيد....
ثانيةةا:الوعأأاني اليأأون ة :وهةةي المعةةاني التةةي ال تةةدل عليهةةا صةةفة الجملةةة بالضةةرورة ،
ولكن للسياق دخال في تحديدها ،والتوجه إليها ،وتشمل على :
ا-معأأا ع فرة أأة :وهةةي الداللةةة التةةي ت ةرتبط بالجملةةة ارتباطةةا أصةةيال وتالزمةةا فةةي مقةةام
معين مثل معنى االقتضاء.
22
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
ب -معا ع ح ارية :وهي التي تتولد طبقا للمقامات التي تنجز منه الجملة مثل الداللة
االستلزامية.
ويمكن التمثيل لتلك المستويات الداللية بالشكل التالي الذي يوضح الحمولة الداللية
للعبارات اللغوية للجملة التالية:
4
-هل إلى مرد من سبيل؟في شكل الوشزر ت ض حي اآلتي:
5
*كوا فرق أحود الوت كل بين ق تين ق ا إنزاةية حرة ة ،مق ا إنزاةية مستلزمة:
فاألولى مدلول عليها بطريقة مباشرة بصيغة العبارة ،أما الثانية تتولد عن األولى طبقا
لمقتضيات مقامات معينة.
مثال توضيحي:
22
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
22
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
يتطل ةةب منه ةةا أن تك ةةون ف ةةي مرحل ةةة وروده ةةا ،وفق ةةا للغ ةةرم المقب ةةول،أو اتج ةةاه تب ةةادل
7
الحديث الذي تخوضه
ثان ا :مبادئ االستلزام الح ار :
تمتلك العملية التخاطبية مجموعة من القواعد والمبادئ التي تساعد على نجاح
العملية التواصلية بين المتكلم والمستمع ،وهي :مبدأ التعاون ،مبدأ التجدب ،مبدأ
التواجه...
-1مبدأ التعام :ما كان يشغل غرايس هو :كيف يكون ممكنا أن يقول المتكلم شيئا
،ويعني شيئا آخر؟ ثم كيف يكون ممكنا أيضا أن يسمع المخاطب شيئا،ويفهم شيئا
آخر؟
وقد وجد حال لهذا اإلشكال يما سماه مبدأ التعاون cooperative principale
بين المتكلم والمخاطب.
أ -ق افأأد ممق مأأاد مبأأدأ التعأأام :يةةرى غ ةرايس أن كةةل عمليةةة تحةةاور بةةين طةةرفين
تحةةتكم إلةةى مجموعةةة مةةن الق ةوانين والقواعةةد والمبةةادئ العامةةة التةةي يحةةتكم إليهةةا طرفةةا
الخطاب ،وتكون هذه القةوانين محترمةة مةن قبةل طرفةي الخطةاب ،وتحةدد تلةك القةوانين
ما يجب أن يفعله المساهمون في الحدث اللغةوي بجقصةى طريةق تعةاوني عقلةي كةاف،
وأي خرق لتلك القوانين يةؤدي إلةى اخةتالل المعنةى ،وحةدد غةرايس هةذا المبةدأ ،وأطلةق
،8cooperativeالةةذي تتفةةرع عنةةه مجموعةةة مةةن عليةةه مبةةدأ التعةةاونprincipale
9
القواعد والمقوالت ،وهي تتمثل في أربع قواعد ،وهي:
*الكو ة(الكم) :quantityقدم قةدر المطلةوب مةن المعلومةات ،ال أكثةر وال أقةل"،خير
الك ةةالم م ةةا ق ةةل ودل" ،تتعل ةةق ه ةةذه القاع ةةدة بمق ةةدار المعلومة ةات وكمه ةةا ،ال بص ةةدقها أو
مالئمتها.
22
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
):quanlityكةةن صةةادقا،ال تقةةدم معلومةةات خاطئةةة ،أو معلوم ةات ال *الصأأدق(الك
تستطيع أن تبرهن على صحتها"،الصدق منجاة""،األمانة أفضل الطرق".
*الوالءمة :relationلتكن معلوماتةك ،ومسةاهماتك مالئمةة للحةوار ،فةال تخةرج عةن
الموضوع؛ ألن"لكل مقام مقال""،ولكل حادثة حديث".
*الطريقأأة :mannnerكةةن واضةةحا ومنظمةةا ،وتجنةةب الغمةةوم والرطانةةة ،وخاطةةب
الناس على قدر عقولهم ،وتخصصاتهم ،وخلفياتهم المعر ية.
ب -االنتقاداد التي مج ت ل ذ مبدأ :إن مبدأ التعاون،والقواعد المتولدة منه ال
تضبط إال الجانب التبليغي من التخاطب ،أما الجانب التهذيبي منه فقط أُسقط اعتباره
إسقاطا ،وال يفيد كثي ار في دفع هذا االعترام من أن يقال :إن غرايس قد أشار إلى
هذا الجانب في عبارته التي جاء فيها "هناك أنواع شتى لقواعد أخرى" جمالية
واجتماعية وأخالقية من قبيل "لتكن مؤدبا"،التي يتبعها عادة المتخاطبون في
أحاديثهم ،والتي قد تولد معاني غير متعارف عليها ،فعلى الرغم من ذكر غرايس
10
لجانب التهذيبي من المخاطبة ،فإنه لم يقيم له كبير الوزن ،وذلك ألسباب منها:
--7أنه لم يفرده بالذكر ،بل جمع إليه الجانب التجميلي ،والجانب االجتماعي،
بوصف هذه الجوانب جميعا ال تستجيب للغرم .
-2أنه لم يبين كيف يمكن وضع القواعد التهذيبية ،وال كيف يمكن أن نرتبها مع
القواعد التبليغية .
-3أنه لم يتفطن إلى أن الجانب التهذيبي قد يكون هو األصل في خروج العبارات
عن إفادة المعاني الحقيقةكالمباشرة .
-وكانت هاته االنتقادات سببا لظهور مبدأ التجدب.
-2مبدأ التودب:هو المبدأ التداولي الذي ينبني عليه التخاطب ،الذي أوردته"رمبين
الك ف" في مقالتها الشهيرة"منطق التودب" ،وصيغة هذا المبدأ هي" لتكن مؤدبا".
22
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
ويقتضي هذا المبدأ بجن يلتزم المتكلم والمخاطب في تعاونهما على تحقيق الغاية التي
من أجلها دخال في الكالم .
أ-ق افد مبدأ التودب :لقد فرعت الك ف على مبدأ التجدب القواعد التهذيبية الثالث
11
اآلتية:
*قافدا التعفف :ومقتضاها :ال تفرم نفسك على المخاطب.
*قافدا التشكك:ومقتضاها :لتجعل المخاطب يختار بنفسه .
*قافدا الت دد :ومقتضاها :لتظهر الود للمخاطب.
ب-النقد الو جه لوبدأ التودب:
12
كما انتقد هذا المبدأ ألسباب نوجزها يما يلي:
" -7تمامد في درجة الق ا":المالحظ أن قواعد التجدب تندرج في القوة ،فقاعدة
التشكك أقوى من قاعدة التعفف ،وقاعدة التودد أقوى من قاعدة التشكك ،ولما كانت
هذه القواعد تتفاوت قوة يما بينهما ،فإن القيام ببعضها قد يسقط العمل بالبعض
اآلخر ،فحين تصلح قاعدة التودد ،فقد ال تصلح قاعدة التشكك.
-2ال تعكس كل الشروط المطلوبة للتواصل .
-3مبدأ الت اجه مافتبار العول :ويقصد به مقابلة الوجه للوجه ،وهو مبدأ التداولي
الثالث الذي يضبط العملية التواصلية ،وقد ورد مضمون هذا المبدأ عند "برام
مل منس" في دراستهما المشتركة:كالكليات في االستعمال اللغوي=ظاهرة التجدب ،
وتتمثل صيغته في "لتصن مجه غيرك"
13
ويرتكز هذا المبدأ على مفهومين أساسين هما:
22
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
أ-ال جه:فهو عبارة عن ذات التي يدعيها المرء لنفسه ،والتي يريد أن تتحدد بها
قيمة االجتماعية ،ويقوم على ضربين:
*ال جه الدافع :فهو أن يريد المرء أن ال يعترم الغير سبيل أفعاله ،أو قل هو"إرادة
دفع االعترام".
*ال جه الزالب :فهو أن يريد المرء أن يعترف الغير بجفعاله ،أو قل هو"إرادة جلب
االعتراف".
ب-الت ديد :وهي من األقوال التي تنزل في التداوليات منزلة كأعمال ،ما يهدد الوجه
تهديدا ذاتيا ،وهي األقوال التي تعوق بطبيعتها إرادات المستمع أو المتكلم في دفع
االعترام ،وجلب االعتراف.
-1الخطط التخاطب ة الوتمرفة فلى مبدأ الت جه :وهي خطط تتحقق بواسطة صيغ
تعبيرية معلومة ،ويذكر لنا كبراون وكليفنسن منها خمسا يختار المتكلم منها ما يراه
14
مناسبا لقوله ذي الصيغة التهديدية ،وهذه الخطط الخمس هي:
-أن يتمتع المتكلم عن إيراد القول المهدد.
-أن يصرح بالقول المهدد من غير تعديل يخفف من جانبه التهديدي.
-أن يصرح بالقول المهدد مع تعديل يدفع عن المستمع اإلصرار بوجهه الدافع.
-أن يصرح بالقول المهدد مع تعديل يدفع عن المستمع اإلصرار بوجهه الجلب.
-أن يؤدي القول بطريق تاركا للمستمع أن يتخير أحد معانيه المحتملة.
15
-2استرات ز اد الخطاب في مبدأ ال جه:
وقد تم تصنيف هذه إلى خمس درجات،لتمثل في مجملها سلما تدرجات التجدب وهذه
األصناف الخمسة هي:
أ-االستراتيجيات الصريحة.
23
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
23
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
حسةةب غ أ ار س بخةةرق أحةةد مبةةادئ التعةةاون فةةي الح ةوار ،وهةةذا مةةا عبةةر عنهةةا غ ةرايس
باالسةةتلزام الحواريكعمليةةة الخأأرق*كوهةةو مسةةتوى مةةن مسةةتويات توليةةد الداللةةة ،حيةةث
يةةتمكن الم ةةتكلم عبة ةره مةةن تض ةةمين مجموع ةةة م ةةن المعةةاني ،ويق ةةوم المس ةةتمع باش ةةتقاقها
اعتمة ةةادا علة ةةى بعة ةةض الق ة ةرائن اللفظية ةةة والمقامية ةةة ،والمعة ةةارف المشة ةةتركة بة ةةين المة ةةتكلم
والمس ةةتمع ،19وق ةةد الح ةةظ غأأأ ار س أن بع ةةض األقة ةوال تبل ةةغ أكث ةةر مم ةةا ي ةةدل علي ةةه
مجموع الكلمات التي تكون الجملة
20
ج-أسبابه :ومن أسباب ظهور هذا المعنى المستلزم ما يلي:
أ-االحتراز عن التطويل ،واجتناب فضل الكالم وحشوه حتى ال يؤدي هذا إلى إتعةاب
طب في تحصيل المطلوب.
المخا َ
ب-االقتصاد في التعبير؛ أي اإليجاز واالختصار والدقة.
ج-اعتقاد المتكلم بةجن المخاطةب عةالم بةالمعنى المضةمر ،أو بإمكانةه أن يسةتدل عليةه
أو يستنبطه من فحوى الخطاب.
د-وهناك من يرى سبب ظهوره تتجلى في عجز اللغةات الطبيعيةة نفسةها ،ويفسةر هةذا
العج ةةز تعق ةةدها وغم ةةوم بع ةةض بنياته ةةا ،والتباس ةةها ال ةةداللي حت ةةى ف ةةي مق ةةام تواص ةةلي
عادي.
مثال:حوار بين األستاذين كأ وكب
أ-هل الطالب كج مستعد لمتابعة دراسته في الجامعة في قسم الفلسفة؟
ب-إن الطالب كج العب كرة ممتاز.
ن الحظ من هذا الحوار أن إجابةة األسةتاذ كب غيةر مالئمةة للسةؤال المطةروح مةن
قبل األستاذكأ وهو ما نتج عنه خرق للقاعدة .
22
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
كم ةةا مي ةةز غأأأ ار س ب ةةين االس ةةتلزام التخ ةةاطبي واالس ةةتلزام التقليديكاالص ةةطالحي ،
فة ةةاألول يعتمة ةةد علة ةةى افت ارضة ةةات المبة ةةدأ التعاوني،أمة ةةا الثة ةةاني الة ةةذي ي ة ةرتبط ببسة ةةاطة
اصطالحيا بمعاني كلمات معينة ،ىفمثال تحمل "لكن"استلزاما أي لفظ نحو:
أ-إنه يعيش وحيدا.
ب-ولكنه يتمتع بحياة اجتماعية نشيطة.
-ف ة ة "لكةةن" تتضةةمن هنةةا :بمةةا أنةةه يعةةيش وحيةةدا فةةال يتوقةةع أنةةه يتمتةةع بحيةةاة اجتماعيةةة
نشطة.21
د-شأأأرمال االسأأأتلزام الحأأأ ار :يشةةترط غأأأ ار س لتحقيةةق االسةةتلزام الح ةواري أن يجخ ةةذ
22
المتكلم بعين االعتبار المعطيات اآلتية:
-7المعنى الحرفي للكلمات المستعملة ،وتعريف العبارات اإلحالية.
-2السياق اللغوي وغير اللغوي للخطاب.
-3عناصر أحرى تتصل بالخلفية المعر ية.
-4يجةةب علةةى المسةةاهمين فةةي الح ةوار أن يكةةون علةةى علةةم بالمعطيةةات اآلنفةةة الةةذكر،
وأن يصدر أثناء عملية التحاور عن افترام المعطيات.
ه-خصأأا ا االسأأتلزام الح أ ار :ال جةةرم أن المةةتكلم ال يقةةوم بعمليةةة بنةةاء الكةةالم فةةي
عزلةةة تامةةة عةةن مخاطبةةه ؛بةةل علةةى ضةةوء معرفةةة مسةةبقة بشخصةةية هةةذا المخاطةةب،
ومقدرتةةه العمليةةة ،والمعر يةةة ،واالجتماعيةةة لمةةا فةةي ذلةةك مةةن أهميةةة قصةةوى فةةي بنةةاء
الفرض ةةيات التجولي ةةة الت ةةي يق ةةوم به ةةا المخاط ةةب مس ةةبقا ،فك ةةجن الم ةةتكلم كيبن ةةي معاني ةةه
ويسوقها إلى المخاطب يفترم يه مسبقا امتالكه آلليات منطقية طبيعية ،واستداللية
وقواع ةةد خطابي ةةة بالكي ةةة تمكن ةةه م ةةن إدراك م ةةا يتض ةةمنه الك ةةالم م ةةن مع ةةان مباشة ةرة ،
ويمكننةةا –عمومةةا-أن نقةةول عةةن لالسةةتلزام الح ةواري خصةةائص تمي ةزه عةةن غي ةره،ويمكن
23
أن نجملها يما يلي:
22
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
-7االستلزام قابل لإللغاء:ويحدث ذلك عادة بجن المتكلم يضيف قوال مةا مةن شةجنه أن
يسد الطريق أمام المخاطب ،وهو يتهيج للدخول في عمليةة التجويةل بغيةة الوقةوف علةى
المعاني الضمنية للعبارة ،كجن تقول قارئة لكاتب مثال :لم أق أر كةل كتبةك ،فقةد يسةتلزم
هذا الكالم أنها قرأت بعضها ،أما إذا قالت :الحقيقة أنني لم أق أر أي كتاب من كتبةك،
يكون بذلك ردها إلغاء؛ ألي استلزام.
-2االسأأتلزام ال قبأأل االنمصأأا فأأن الوحت أ ا الأأداللي :ونقصةةد بةةذلك أن االسةةتلزام
الح ةواري متصةةل بةةالمعنى الةةداللي لمةةا يقةةال ال بالصةةيغة اللغويةةة التةةي قيةةل بهةةا ،فةةال
ينقطع مع استبدال مفردات ،أو عبارات بجخرى ترادفها ،ولعل هذه الخاصية هي التةي
تميز االستلزام الحواري عن غيره من أنواع االستدالل التداولي ،ويتضح ذلك جليةا مةن
خالل الحوار الذي يدور بين أخوين:
أ-ال أريد أن تتسللي إلى غرفتي على هذا النحو
ب -أنا ال أتسلل ،ولكن أمشي على أطراف أصابعي خشية أن أحدث ضوضاء.
نالحةةظ أن الم ةراد مةةن الخطةةاب لةةم يتغيةةر ،وهةةو رفةةض دخةةول الغرفةةة خلسةةة ،إن عةةدم
الرض ةةاء ع ةةن ه ةةذا الس ةةلوك م ةةا ية ةزال قائم ةةا ،وه ةةو م ةةا يس ةةتلزمه عل ةةى ال ةةرغم م ةةن تغي ةةر
الصياغة في القول الثاني ،وتبدل المفردات.
-3استلزام متغير:تبعا الختالف السياقات المقاميةة ،فةالمعنى الواحةد يمكةن أن يةؤدي
إلى استلزامات مختلفة في سياقات مختلفة ،ولتوضيح األمر نسوق المثال اآلتي:
*إذا سجلت شخصا " كم عمرك"؟فهذا يستلزم مجموعة من الدالالت منها:
أ-اطلب العلم.
ب -توبيخ على نوع من السلوك ال ترضاه.
ج-حث المسؤول على اتخاذ ق ارره ،وأن يتحمل عواقب اختياراته.
22
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
فكان االستلزام كأ طلبا للعلم،واالستلزامكب إذا كان المسؤول شخصةا عمةره71سةنة فمةا
فوق ،واالستلزامكج حثا لهذا الشخص على تحمل المسؤولية .
-4وكن تقدير االستلزامكخاصأ ة التوميأل مالحسأبا :بمعنةى أننةا نسةتطيع الوصةول
إلةةى المعةةاني المسةةتلزمة بخطةوات محسةةوبة ،فلةةو وصةةفنا مةةثال رئيسةةة الةةوزراء بريطانيةةا
الس ةةابقةكمارغريت تاتش ةةرد بالمرأة الحديدي ةةة ،لوص ةةلنا للمعن ةةى المس ةةتلزم بس ةةهولة؛ ألنن ةةا
أردنا أن نضفي عليها بعض صفات الحديد كالصالبة ،والقوة.
-5فدم ال ضع ة:تترجم هذه السمة ببساطة بجن االسةتلزمات الخطابيةة ال تمثةل جةزءا
من المعنى الوضعي للعبارات اللغوية؛ ولكنها تستلزم سلمية في المعالجة بةين المعنةى
الحرفي والضمني ،وبين المظاهر الصدقية وغير الصدقية.
صم ا الق :
إن ظاهرة االستلزام الحواري من أهم المفاهيم التداولية ،فهي ظاهرة متغيرة مرتبطة
بلحظة الكالم وسياق الخطاب .أساسها المعنى المستلزم الضمني ،الذي يدركه
المشكل من معارف لسانية
ّ طب من خالل "الحقل الخلفي"كالمعرفة الخلفية المخا َ
وغير لسانية مشتركة بين المتكلمين،وكذا القدرات العقلية ،واالستدالالت ،فالمعنى
المستلزم معنى منفلت يصعب تحديده.
النتا ج الوت صل إلي ا :وصل البحث إلى جملة من النتائج نوجزها يما يلي:
-االستلزام الحواري يكشف عن الجانب اآلخر من التواصل ،الذي تجوز تسميته
ب"التواصل غير المعلن"كغير المباشر ،بدليل أن المتكلم يقول كالما،ويقصد
غيره،كما أن السامع يسمع كالما ،ويفهم منه غير ما سمع.
-المبادئ والمقوالت المحددة للمحاورة لدى غ ار س تتعالى عن الممارسات الحوارية
العادية ،فهي ال تخص محاورة بذاتها ،وال تعرف من المتكلم والمخاطب شيئا وال
صفة.
22
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
-عمل غرايس على جعل التخاطب يقوم على قواعد من شجنها ضبط العملية
التخاطبية ،وأي خرق ألي قاعدة من القواعد الفرعية،التي تندرج عن مبدأ التعاون
سوف يؤدي بالضرورة إلى االنتقال من المعنى الحرفي والظاهر للجملة إلى معنى
آخر مستلزم ضمنيا.
-إن ما اقترحه غ ار س بخصو ،مبدأ التعاون ،والقواعد المتفرعة عنه،يرتكز
باألساس على الجانب التبليغي في الخطاب إال أنه أغفل عليه ،ولم ينتبه له وهو
األساس في التحاور والتخاطب.
-سعى بول غ ار س إلى جعل نظريته المعروفة باالستلزام التخاطبي مكتملة ،إال أنها
هذه النظرية لم تسلم من النقد مما استلزم وجود بدائل ومكمالت لها من شجنها سد
ومأل الفراغ والنقص ،ومن بين الذين ساهموا في هذا "رمبين الك ف" في مبدأ
التجدب ،التي أولت جل اهتمامها للجانب التهذيبي الذي أغفله غرايس ،إال أن هذا
المبدأ لم يسلم هو اآلخر من النقد ،ليجتي مبدأ التواجه لة "برام م"ل منص " اللذان
تداركا الخطج والنقص الذي وقعت يه "الك ف" ،حيث رك از يه أصحابه على التهديد
الذي يعد األصل في القول.
الهوامش
- 1حافظ إسماعيل علوي ،التداولياتكعلم استعمال اللغة عالم الكتب الحديث ،أربد/أردن ،ط2174 ،7م،
.27،
- 2ليلى كادة ،ظاهرة االستلزام الحواري في التراث اللساني العربي.711، ،
-3ينظر :مسعود صحراوي ،التداولية عند علماء العرب ،دار الطليعة ،بيروت/الجزائر ،ط2111 ،7م.33، ،
-4المرجع نفسه.
ينظر:أحمد المتوكل ،آفاق جديدة في نظرية النحو الوظيفي ،دار الهالل العربية ،جامعة محمد الخامس"المملكة 5
22
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
- 7بهاء الدين محمد مزيد ،تبسيط التداولية ،شمس للنشر والتوزيع ،القاهرة ،ط2171 ،2م.41، ،
- 8ينظر:جورج يول ،التداولية.39، ،
-بهاء الدين محمد مزيد ،تبسيط التداولية.41، ، 9
-10طه عبد الرحمان ،اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ،دار البيضاء ،بيروت ،ط7889 ،7م.241، ،
-11المرجع نفسه.242- 241، ،
-12المرجع نفسه.243، ،
-13المرجع نفسه.244، ،
-المرجع نفسه. 14
-عبد الهادي بن ظافر الشهري ،استراتيجيات الخطابكمقاربة لغوية تداولية ،دار الكتب الوطنية، 15
.779
-ينظر :قويدر شنان،التداولية في الفكر األنجلو سكسوني "مجلة أكاديمية محكمة" ،جامعة الجزائر، 18
-بن عيسى أزرابيط ،اللسانيات واللغة العربية بين النظرية والتظبيقكمن تداوليات المعنى المضمر ،جامعة 20
-عياشي أدواردي ،االستلزام الحواري في التداول اللساني ،داراألمان ،الرباط ،ط7432 ،7ه2177/م، 22
.714،
-باسم خيري ،استرتيجيات الخطاب عند األمام عليكعليه السالم كمقاربة تداولية " ،مؤسسة علوم ونهج 23
البالغة" ،دار الكتب والوثائق العراقية ،ط7439 ،7ه2171/م ،711-714،،و ينظر :محمود محمد نحلة،
آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر.48- 39، ،
-7أحمد المتوكل ،آفاق جديدة في نظرية النحو الوظيفي ،دار الهالل العربية،
جامعة محمد الخامس"المملكة المغربية"،ط7883 ،7م.
22
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
22
ISSN:2602-8018 مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية
مجلد20 :عدد20 :السنة0202
22