You are on page 1of 8

‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 77‬جوان ‪0271‬‬ ‫التعليمية‬

‫ـانيات ‪ :‬من الجملة إلى النص – ّ‬ ‫ّ‬


‫اللس ـ ّ‬
‫مسوغات الانتقال ومسارات التطور‬

‫مـيل ـ ــود ب ـ ــوزغ ــادة‬


‫كلية اللغة العربية و آدابها واللغات الشرقية‬
‫جامعة الجزائر (‪)20‬‬
‫ملخص البحث‬
‫املسوغات اليت جعلت التفكري اللساين خيطو خطوات ‪ -‬بدل الوقوف عند اجلملة‬
‫يرصد هذا املقال جمموعة من ّ‬
‫كح ّد أقصى التحليل‪ -‬حنو التحليل الشامل للنصوص‪/‬اخلطابات ‪ ،‬ومعاجلتها كـ"وحدة معنوية" واحدة ‪ ،‬وإن تع ّددت‬
‫مجلها ومفاصلها ‪.‬‬
‫وهذه الدواعي تكمن يف كوننا حينما نتواصل إمنا نتواصل عرب نصوص‪ /‬خطابات ال عن طريق مجل معزولة عن‬
‫سياقاهتا‪ .‬و عليه فالوحدة األساسية اليت ينتهي عندها التحليل ليست اجلملة بل النص‪ .‬و منه فالنص ‪ /‬اخلطاب هو‬
‫الوحدة األساسية يف التحليل اللساين ‪ ،‬و يف العملية التواصلية‪.‬‬
‫كما يتتبّع املقال مراحل تطور هذا التفكري اللساين النصي الذي اصطلح عليه فيما بعد بـ ‪ :‬لسانيات النص‪ ،‬فيح ّدد‬
‫املراحل يف‪:‬‬
‫أ‪ -‬إرهاصات الظهور‪( :‬األمريكي زليج هاريس)‬
‫البدايات الفعلية لالنتقال‪ ( :‬طغت عليها التطبيقات على أزواج اجلمل)‬ ‫ب‪-‬‬
‫مرحلة التقعيد ‪ ( :‬اهلولندي فان دايك)‬ ‫ت‪-‬‬
‫مرحلة التطور والبحث عن االستقاللية‪ ( :‬األمريكي دي بوجراند)‪.‬‬ ‫ث‪-‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬اللسانيات ; اجلملة ; النص ; اخلطاب‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫ظل التفكري اللساين زمنا طويال عند حدود الكلمة مث اجلملة ‪ ،‬إىل أن ظهرت يف األفق بوادر تفكري جديد‪ ،‬يرى أن‬
‫حتليل الكلمة أو اجلملة مبعزل عن السياق العام قاصر على إيفاء النص حقه‪ ،‬و البد أن نتجاوز حدود الكلمة واجلملة إىل‬
‫فضاء أوسع هو النص بوصفه وحدة كربى للدراسة والتحليل‪ ،‬فظهر التحليل النصي عرب علم اصطلح عليه بـمصطلحات‬
‫لعل أنسبها‪ :‬لسانيات النص‪ ،‬العلم الذي " أفاد من حنو اجلملة ‪ ،‬مبىن ومعىن ‪ ،‬ومن الدراسات األسلوبية ‪ ،‬ومن‬
‫متنوعة ّ‬
‫املناهج واملعارف السابقة ‪ ،‬ولكنه أضاف إىل تلك املناهج ما يثبت نصية النص وبالغة اخلطاب ‪ ،‬من غري أن يقتصر على‬
‫‪1‬‬
‫مسوغات ظهور هذا االجتاه يف التفكري ؟ وما مراحل‬
‫ّ‬ ‫فما‬ ‫‪.‬‬ ‫جتزئ النص مث تقف عند األجزاء فقط"‬
‫املناهج اليت كانت ّ‬
‫تطوره ؟‬
‫ّ‬

‫ميلود بوزغادة‬ ‫‪Page 128‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 77‬جوان ‪0271‬‬ ‫التعليمية‬
‫مسوغات االنتقال من الجملة إلى النص‪:‬‬
‫‪ّ -1‬‬
‫ملحا‪ ،‬وأكثر من ضروري؛ نظرا لقصور املناهج التطبيقيّة‬ ‫ص كان أمرا ّ‬ ‫يبدو أ ّن جتاوز فضاء الكلمة واجلملة إىل النّ ّ‬
‫تفرد جبانب من جوانب النص‬ ‫كال منها ّ‬
‫السابقة عن احتواء النص من كافة زواياه دراسة وتفسريا‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن ّ‬ ‫ّ‬
‫توف ح ّقها من االهتمام‪ ،‬كما هو ّبّي يف قول (أمحد‬
‫املتعددة‪ ،‬إذ أغفلت جوانب هي من األمهّيّة مبكان‪ ،‬أو على األرجح مل ّ‬
‫م ّداس) ‪ " :‬لقد جاءت املناهج اجلديدة‪ ،‬ومل يأت معها ما جيعل النص مقدورا عليه من حيث التحليل الشمويل‪ .‬فإذا كان‬
‫تعرب حبال عن فحوى اخلطاب‪ ،‬ولذلك كان‬ ‫النص كال شامال؛ فإن جل الدراسات التطبيقية مل تصب منه إال أجزاء ال ّ‬
‫التفكري يف ما هو مماثل للنص اإلبداعي من املناهج احلداثية أمرا أكثر من ضروري‪ .‬وعلى هذا األساس؛ جاءت لسانيات‬
‫النص‪ /‬اخلطاب القائمة على عنصري التواصل والتماسك النصي‪ ،‬جامعة بّي املناهج النقدية احلديثة‪ ،‬على اعتبار اشرتاكها‬
‫يف العنصر اللّساينّ وتكاملها حبيث تصيب اخلطاب يف كلّيّته"‪.2‬‬
‫ص؛ ما ساقه (هاينه) صرحيا إذ‬ ‫مربرات لتجاوز اجلملة إىل النّ ّ‬
‫ومن مظاهر هذا القصور اليت ع ّدها كثري من العلماء ّ‬
‫قال‪ ":‬لقد انطلقت الدوافع النحوية الداخلية األوىل حنو توسيع فهم القواعد من مالحظة أن اجلمل املفردة الصحيحة حنويّا ال‬
‫يوضح ذلك مبثال]‪:‬‬‫تامة من الناحية االتصالية دائما‪ّ [.‬‬
‫تفسر بأيّة حال من األحوال على ّأّنا وحدات ّ‬‫ميكن أن ّ‬
‫(أ) ناقشا ‪ ...‬وضع العالقات الثنائية وح ّددا بذلك اجملاالت املمكنة للتعاون املستقبلي(صحيفة اليوم) ‪.‬‬
‫لكن صعوبات الفهم الناشئة عند تل ّقي تلك اجلملة املبتورة تزول إذا أكملت تلك املنطوقات جبمل‪ ،‬حت ّدد كنه عالقات‬
‫املتضمنة يف (أ)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإلحالة‬
‫(ب) التقى وزير الشؤون اخلارجية جلمهورية النمسا زميله اهلولندي يوم اخلميس يف الهاي للتباحث يف القضايا الدولية‬
‫الراهنة‪.‬‬
‫ناقشا ‪ ...‬وضع العالقات الثنائية وح ّددا بذلك اجملاالت املمكنة للتعاون املستقبلي‪.‬‬
‫خصصت بعض وسائل حنوية فيما يبدو لتحديد مثل تلك العالقات اإلحالية املتجاوزة حدود اجلملة ‪ ...‬؛ ومن مثّ‬ ‫فقد ّ‬
‫األقل ال تتّضح مبا فيه الكفاية) يف حّي انطلق اللغويّون من‬
‫فهي ال ميكن أن تتّضح يف مثال مجل مفردة مبتورة (أو على ّ‬
‫فعربوا عن ضرورة توسيع جمال علم اللغة ليتجاوز علم اللغة النظامي‬ ‫إدراكهم مبحدوديّة النماذج احلالية يف وصف اجلملة‪ّ ،‬‬
‫التقليدي إىل علم لغة النص أو علم لغة ملا بعد اجلملة (فرضيّة التّوسيع) "‪.3‬‬
‫ّ‬ ‫احملصور يف اجلملة‪ ،‬فيمت ّد علم لغة اجلملة‬
‫هذا ويرجع (فان دايك) هذه الطّفرة النّوعية إىل الثورة العلميّة اليت شهدهتا جماالت علمية متع ّددة ّأدت إىل بروز هذا‬
‫التخصصات إذ جاء يف كتابه‪(:‬علم النص‪ :‬مدخل‬ ‫ّ‬ ‫النوع من التفكري املنهجي الشمويل الذي يدرج يف حتليله بّي كثري من‬
‫متداخل االختصاصات)‪":‬وقد عرف من خالل علوم االجتماع قبل كل شيء منهج للبحث‪ ،‬هو منهج تحليل المحتوى‬
‫(‪ ،)Content Analysis‬الذي ميكن أن يندرج ضمن جمال علم للنص متداخل االختصاصات‪ .‬ويسري مثل ذلك‬
‫يسمى بعلم‬
‫يسمى بتحليل احملادثة أو احلوار يف الطب النفسي والعالج النفسي وعلم االجتماع (يف إطار ما ّ‬
‫أيضا على ما ّ‬
‫مرد نشوء علم جديد لتحليل‬
‫ويتبّي لنا من ذلك أن ّ‬
‫األجناس البشرية) ويف علم اللغة أيضا منذ وقت قريب‪[.‬يضيف معلّقا] ّ‬
‫معّي هو دراسة‬
‫تطورات حادثة يف ع ّدة فروع علميّة‪ ،‬ومن مثّ عرض ما نتج من تق ّدم يف ّاجتاه ّ‬
‫عام للنصوص يواكب ّ‬

‫ميلود بوزغادة‬ ‫‪Page 129‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 77‬جوان ‪0271‬‬ ‫التعليمية‬
‫االستعمال اللغوي واالتّصال دراسة متداخلة االختصاصات"‪ ،4‬فيه إشارة إىل أمهية البعد البيين يف حتليل النص‪ ،‬من حيث‬
‫االنفتاح على سياقات خمتلفة يف دراسة الظاهرة املعرفية‪.‬‬
‫األقل ليس فقط "فنّا" ‪،‬‬
‫كل علم آخر‪ ،‬ليس إذن‪ ،‬أو على ّ‬ ‫لعل هذا ما جعله يقول عن هذا العلم‪":‬فعلم النص‪ ،‬كما هو ّ‬ ‫ّ‬
‫ولكنّه أيضا ضرورة اجتماعيّة"‪5.‬بينما"يرى شارول [‪ ]Charoul‬أ ّن احلاجة إىل تأسيس حنو يتجاوز اجلملة ظهرت حينما‬
‫بدا أن النحو التوليدي غري قادر على معاجلة بعض الظواهر اللسانية مثل اإلضمار )‪ (Pronominalisation‬وحتويل‬
‫‪6‬‬
‫مسوغات االنتقال من‬
‫يتبّي أ ّن ّ‬
‫الصلة )‪ (La relativisation‬والتعريف )‪ . "(La définitivation‬ممّا مضى ّ‬
‫الجملة إلى النص منها ما هو‪:‬‬
‫عام ‪ ،‬غير مباشر‪ ،‬ويتمثل يف‪:‬‬
‫أ‪ّ /‬‬
‫تطورات يف علوم أخرى ليست لسانيات النص سليال هلا ‪ ،‬كعلم االجتماع‪ ،‬وعلم النفس اإلدراكي‪،‬‬ ‫‪ -‬ما حدث من ّ‬
‫وغريها من الفروع اليت تش ّكلت فيها ظواهر ومشكالت عوجلت بطرائق ومناهج أفاد منها هذ الوافد أو املولود اجلديد يف‬
‫تشكيل آليات وإجراءات البحث فيه‪.‬‬
‫ويتجسد هذا النّوع من‬
‫ّ‬ ‫خاص ‪ ،‬مباشر‪ :‬حيمل اجلينات نفسها ‪-‬أو يكاد‪ -‬اليت حيملها هذا العلم احلديث ‪،‬‬
‫ب‪ّ /‬‬
‫املربرات يف ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫قصور القواعد النحوية اجلملية‪ ،‬وعدم كفايتها لوصف اجلملة وتفسريها بدقّة ‪ ،‬واحتياجها إىل السياق لتفسري‬ ‫‪-‬‬
‫العملية االتصالية‪ ،‬ذلك " أن اجلملة ليست هي الوحدة القاعدية للتبادالت الكالمية واخلطابية‪ ،‬بل النص هو وحدة التبليغ‬
‫لنهتم بأنواع‬
‫والتبادل‪ .‬ويكتسب النص انسجامه وحصافته من خالل هذا التبادل والتفاعل‪ .‬وينبغي أن نتجاوز إطار اجلملة ّ‬
‫صي اليت حيدثها املتكلمون أثناء ممارستهم الكالمية"‪.7‬‬
‫النّسيج النّ ّ‬
‫مرده إىل أ ّن "اللّغة تواجهنا بداية يف نصوص"‪ 8‬وهو ما يؤّكد الطبيعة النصية ملمارساتنا التفاعلية‬
‫شك ّ‬ ‫وهذا ال ّ‬
‫واخلطابية‪.‬‬
‫قصور القواعد النحوية اجلملية عن وصف بعض الظواهر النحوية اليت تتجاوز اجلملة الواحدة‪ ،‬كاإلحالة‪ ،‬وحتويل‬ ‫‪-‬‬
‫مر مع (شارول) ومثال (هاينه) قبله‪.‬‬
‫الصلة‪ ،‬والتعريف وغريها كما ّ‬
‫الضمائر والروابط [عند جتاوزها حدود اجلملة‪ ]‬وأزمنة‬
‫مسوغات وحجج أخرى تدور يف مضمار اإلحالة‪" ،‬مثل ّ‬ ‫هناك ّ‬
‫الفعل ‪ ،‬ال ميكن دراستها والوقوف على كيفية أدائها لوظائفها ‪ ،‬إذا وقفنا بال ّدراسة عند حدود اجلملة‪ .‬بل ميكن الذهاب‬
‫يتم إالّ بالرجوع إىل مقام التل ّفظ (‬
‫أبعد من ذلك ‪ ،‬والقول بأن حتديد بعض هذه الوحدات (العناصر اإلشارية) ال ميكن أن ّ‬
‫‪ ، ) Le Contexte énonciatif‬أي الظروف احمليطة بإنتاج النص"‪.9‬‬
‫بيد أن هذه األسباب ( كمسألة تتابع اجلمل‪ ،‬وطول النص‪ ،‬واإلحاالت واإلضمار واحلذف واالستبدال‪ ،‬يف حال‬
‫جتاوزها حلدود اجلملة الواحدة؛ واليت تأكد أن حنو اجلملة مل يستطع أن ميدنا حوهلا بتفسريات شافية كافية‪ )...‬وما شاهبها‬
‫‪‬‬
‫كمسوغات لالنتقال من حنو اجلملة إىل حنو النص مل تكن حججا كافية هلذا االنتقال‪،‬ألّنا ال ترصد‬
‫ّ‬ ‫املطروحة‬ ‫من الوقائع‬
‫التمايز احلقيقي بّي مفهومي الجملة والنص‪ ،‬والذي ميكن أن يعتمد عليه كمربّر هلذا االنتقال‪ .‬لذلك ‪ ،‬ومن أجل صياغة‬

‫ميلود بوزغادة‬ ‫‪Page 130‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 77‬جوان ‪0271‬‬ ‫التعليمية‬
‫مربرات أكثر إقناعا‪ -‬ولعلّها أش ّد صالبة يف وجه النقد‪ -‬لتوسيع حقل النحو إىل النص جاءت حماولة ( إيوالدالنغ‪E. /‬‬
‫‪ ) Lang‬يف مقال له موسوم بـ‪Quand une Grammaire de texte est - elle plus adéquate (:‬‬
‫? ‪ )qu’une Grammaire de phrase‬لس ّد هذا الفراغ‪ ،‬حيث ورد عنه يف هذا الصدد‪" :‬سأع ّدد اآلن خصائص‬
‫ألين سأستعمل اجلملة عنصرا لتعداد هذه‬
‫ص) وتبدو يل مميّزة له باعتباره وحدة خمتلفة عن اجلملة؛ ّ‬
‫مرّكب لساينّ (أمسّيه ‪ :‬النّ ّ‬
‫اخلصائص‪:‬‬
‫تكونه‪ .‬وهذه الزيادة يف الداللة ترتبط‬
‫نص ( أو املعلومات اليت يقدمها ) هي أكرب من جمموع دالالت اجلمل اليت ّ‬
‫إ ّن داللة ّ‬
‫باخلصائص اآلتية‪:‬‬
‫أ) النص هو اإلطار الذي يزول داخله لبس اجلمل‪.‬‬
‫ب) النص حيتوي على افرتاضات أخرى‪ ،‬واقتضاءات أخرى‪ ،‬غري افرتاضات واقتضاءات اجلمل املكونة له‪.‬‬
‫ج) للنص إمكانات أخرى إلعادة الصياغة‪ ،‬غري اإلمكانيات اليت للجملة ( ينظر إمكانيات االختزال إىل حدود امللخص‬
‫األدىن )"‪.10‬‬
‫وهبذا استطاع ( النغ ) أن يرصد فعال مالمح ميتاز هباالنص عن الجملة‪ ،‬بعيدا عن مسألة التتابع اليت كانت سائدة ‪،‬‬
‫أهم ميزة للنص عن اجلملة عنده ‪ -‬وقد ظلّت حينا من ال ّدهر أكرب مرّكب‬ ‫لعل ّ‬
‫و اليت رآها هذا األخري غري حامسة‪ .‬و ّ‬
‫لساينّ ينتهي عنده التحليل‪ -‬أن جعلها عنصرا من عناصر وحدة لسانية أكرب هي النص ‪.‬‬
‫التطور من الجملة إلى النص‬
‫‪ -2‬مسارات ّ‬
‫ص مكتمل املعامل‪ ،‬بل ّ‬
‫مر يف تطوره مبراحل ميكن حصرها يف‬ ‫املسمى لسانيات النّ ّ‬
‫املعريف اجلديد ّ‬
‫ّ‬ ‫مل يولد هذا الفرع‬
‫التايل‪:‬‬
‫أ‪ /‬إرهاصات الظهور‪:‬‬
‫أشار(سعيد حسن بحيري) إىل " أن (دريسلر‪ ) Dressler‬يرى بأن اإلرهاصات األوىل ‪ -‬اليت تبلورت كأفكار‪-‬‬
‫لعلم لغة النص [لسانيات النص] مرجعها إىل العمل املبكر لـ‪(:‬قايل ‪ ) H.Weil‬عام (‪ ،)1887‬كما أشار إىل أن أكثر‬
‫من باحث يرى أن بداية البحث فيالنص – بشكل عام‪ -‬ترجع إىل الباحثة األمريكية (‪ )I.Nye‬يف رسالتها اليت قدمتها‬
‫للدكتوراه عام (‪.11")1912‬‬
‫يعلّق (سعيد بحيري ) على هذا فيقول‪ ":‬و هكذا ‪ ،‬فإ ّن مثّة دراسات سابقة على أعمال ( زليج هاريس‬
‫‪ )Z.Harris‬ميكن أن تع ّد ّ‬
‫حبق البدايات الفعلية يف حتليل اخلطاب ‪ ،‬هذه الدراسات ق ّدمت بعض األفكار النصية‬
‫اجلوهرية ‪ ،‬ولكنها كانت متناثرة وحمدودة بشكل ال يسمح بتتابعها بدقّة"‪.12‬‬
‫رغم أن (بحيري) يثبت وجود دراسات سابقة ألعمال (هاريس)‪ ،‬إال أنه يقول ّ‬
‫بتفرقها وحمدوديتها بشكل جيعلها ال‬
‫تنضبط‪ .‬ممّا يعين أنه يعرتف أن لـ‪(:‬هاريس) اليد الطوىل يف جتاوز "اجلملة" كوحدة ّ‬
‫قارة يف التناول والدراسة ‪ ،‬إىل ما هو أكرب‬
‫منها‪ ،‬وهو ما سنراه يف هذه املرحلة املوالية‪.‬‬
‫ب‪ /‬البداية الفعلية لالنتقال (الباكورة)‬

‫ميلود بوزغادة‬ ‫‪Page 131‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 77‬جوان ‪0271‬‬ ‫التعليمية‬
‫‪‬‬
‫وتنوع ‪ -‬حول من حاز فضل السبق يف هذه النقلة النوعية ‪،‬‬
‫يف هذه املرحلة‪ ،‬حيتدم االختالف – وهو اختالف تع ّدد ّ‬
‫بعد حقبة طال أمدها مع "اجلملة" كأقصى إطار للتحليل ‪ ،‬فنجد مثال ( فولف جانج هاينة من) و( ديتر فيهفيجر)‬
‫يصرحان أنه قد "ظهرت منذ النّصف الثاين للستّينات أوىل احملاوالت لالنتقال من التحليل املقصور على الجملة إىل حتليل‬
‫ّ‬
‫أزواج الجمل‪ ،‬وكان هلذا صلة على األقل مبفهوم اجلملة املسلّم به يف النحو التوليدي التحويلي‪ .‬فقد اجتهد (هايدولف‪/‬‬
‫‪ )1966 ، K.E.Heidolph‬يف استنباط قواعد العالقات السياقية للجمل يف حنو توليدي‪.‬كما كان ( إيزنربج ‪1968‬‬
‫يطور حنوا شامال للنص‪ ،‬وبذلك اتّسعت القواعد التوليدية املستخدمة يف النحو التوليدي إلنشاء اجلمل‪،‬‬
‫) أول من حاول أن ّ‬
‫لتشمل "قاعدة النص"‪.13"...‬‬
‫ومنه؛ يرى (هاينه) أن اللسانيات النصية ّ‬
‫مردها إىل عملية توسيع للنظرية التحويلية التوليدية لتصري قادرة على معاجلة‬
‫كل من (هايدولف) و(إيزنربج)‪.‬‬
‫النص باعتباره كالّ ‪ ،‬وقد كان ذلك على يد ّ‬
‫بيد أن كثريا من الدراسات تؤكد أ ّن "حنو النص [لسانيات النص] ولد من رحم البنيوية الوصفية‪ ،‬القائمة على حنو‬
‫اجلملة يف أمريكا"‪14‬مع بداية الستينيات‪ ،‬إذ " متثل حماولة (هاريس) من خالل مقاله"حتليل اخلطاب" [ ‪Analyse du‬‬
‫‪ ، ]Discours‬أوىل احملاوالت الصرحية اليت تكلمت عن وحدة أكرب من اجلملة‪ .‬ومسّاها دون متييز تارة النص (‪)Texte‬‬
‫‪15‬كما‬
‫اهتم بتوزيع العناصر اللغوية يف‬
‫ّ‬ ‫"‬ ‫وتارة الخطاب (‪ )Discours‬وتارة القول المتتابع (‪")énoncé Suivi‬‬
‫النصوص‪ ،‬والروابط ‪ ...‬بّي النص وسياقه االجتماعي"‪.16‬‬
‫ومن النصوص الواردة عنه يف هذا السياق‪ ":‬إ ّن تتابع اجلمل يف خطاب يش ّكل يف املقابل جماال حمبّذا ملناهج‬
‫سيب للعناصر داخل قول تتابع[ت] مجله مهما كان طوله"‪.17‬‬
‫اللّسانيّات الوصفيّة؛ أل ّن هذه األخرية هلا كموضوع التّوزيع النّ ّ‬
‫يود (هاريس) ههنا أن يثبت قدرة اللسانيات الوصفية يف معاجلة "قول متتابع" بغض النظر عن "طوله"‪ ،‬وهو هبذا قد‬
‫ّ‬
‫أصر على أن اجلملة هي أكرب وحدة للتحليل وأ ّن ما عداها إّمنا هو‬
‫خرق قاعدة أستاذه بلومفيلد (‪ ،)Bloomfield‬الذي ّ‬
‫هلا تبع‪.‬‬
‫بيد أن هذه اإلشراقة مل تدم طويال حينما حان وقت املمارسة والتطبيق فـ " على الرغم من عنوان مقال(هاريس) الواعد‬
‫(حتليل اخلطاب)‪ ،‬إال أّنا كانت خميّبة لآلمال؛ ألن العمل وفقا للتقاليد البولومفيدية أنتج طرقا شكلية لتحليل احلديث أو‬
‫الكتابة ‪18." ...‬وبذلك" بقي حتليله مجليّا"‪ 19.‬كسابقيه رغم إشارته إلمكانية توسيع التحليل‪.‬‬
‫هذا القصور و اإلخفاق على مستوى اإلجراء ‪ ،‬جعل(مازن الوعر) يعزو العمل احلقيقي لالنتقال من اجلملة إىل اخلطاب‬
‫– وإن نقد هذا التحليل بأنّه مل يكن لسانيا‪ ،‬كما أنه أدرجه يف اإلرهاصات ‪ -‬إىل ف‪ .‬ميتشال ( …‪ )F. M‬قائال‪:‬‬
‫"واحلقيقة أن اإلرهاصات الداللية يف حتليل اخلطاب جاءت على يد اللساين "ف‪ .‬ميتشال" يف مقالته "الشراء والبيع يف‬
‫قورنية "‪ .‬فقد ح ّدد يف هذه املقالة طبيعة السياق وعناصره ‪ ،‬كما ح ّدد املشاركّي املناسبّي يف هذا السياق"‪.20‬‬
‫ومع ذلك ال أحد يستطيع أن يقلّل من شأن (هاريس) ‪ ،‬فقد كان ّ‬
‫حبق الرائد يف هذه الوجهة املنهجية ‪ ،‬على األقل‬
‫ص" بأنّه املوضوع احلقيق ّي ألوجه‬
‫على مستوى التنظري‪ ،‬الذي يشهد له بأنه "من أوائل اللغويّي من حيث حتديده "النّ ّ‬
‫‪21‬‬
‫صيّة إىل اليوم‪.‬‬
‫ظل مرتكزا أساسيّا‪ ،‬له مكانته يف ال ّدراسات النّ ّ‬
‫ّ‬ ‫وبذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫غوي"‬
‫الوصف اللّ ّ‬

‫ميلود بوزغادة‬ ‫‪Page 132‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 77‬جوان ‪0271‬‬ ‫التعليمية‬
‫الحقيقي)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ج‪ /‬مرحلة التّقعيد (الـتّأسيس‬
‫عن هذه املرحلة احلامسة يقول صاحب إشكاالت النص‪ّ ":‬أما ّ‬
‫املؤسس احلقيقي لعلم اللغة النصي فهو اهلولندي (‬
‫‪22‬‬
‫االجتاه اجلديدآنذاك فقال‪ ":‬لقد توقفت القواعد‬
‫صرح بإمكانية التقعيد هلذه ّ‬
‫ّ‬ ‫الذي‬ ‫‪.‬‬ ‫فاندايك ‪")Van Dijk‬‬
‫واللسانيات التقليدية غالبا عند حدود وصف اجلمل ‪ ...‬وأما يف علم النص‪ ،‬فإننا نقوم خبطوة إىل األمام‪ ،‬ونستعمل وصف‬
‫اجلمل بوصفه أداة لوصف النصوص‪ ،‬وما دمنا سنتتبّع هنا املكونات املعتادة للقواعد‪ ،‬وسنستعمل النصوص املستخدمة بغية‬
‫وصف اجلمل‪ ،‬فإننا نستطيع أن نتكلم عن قواعد النص"‪.23‬‬
‫مستقل على يد فان دايك الذي‬
‫ّ‬ ‫املؤسسة البداية الفعلية لدراسة النّصيّة كعلم‬
‫فال غرو إذن ؛ إذا ع ّدت هذه االلتفاتة ّ‬
‫كل األبعاد‬
‫صيّة‪ ،‬ومظاهر التّماسك يف النص‪ ،‬ويأخذ بعّي االعتبار ّ‬
‫نصيّة تدرس البنية النّ ّ‬
‫كان " يسعى إلقامة لسانيّات ّ‬
‫البنيوية والسياقية والثقاقية"‪. 24‬‬
‫تصور متكامل حول حنو النص منذ (‪1972‬م )؛ حيث ظهر كتابه‪ :‬بعض مظاهر أحناء‬ ‫كما كان يهدف إىل " إقامة ّ‬
‫النص (‪ ، )Som Aspects of Text grammar‬و ظل كذلك حىت (‪ )1977‬مع كتابه ‪ :‬النص والسياق (‬
‫) ‪Text and context‬يف كتاباته األخرية‪ .‬حيث بدأ ينطلق من حتليل " سيكولساين للخطاب والنص رابطا بّي‬
‫الداللة والتداولية"‪.25‬‬
‫و هكذا تزايد االهتمام هبذا العلم ‪ ،‬وكثرت حوله الدراسات و التأليفات ‪ ،‬وظهر له ّرواد مقتدرون ‪ ،‬أمثال‪ :‬روبرت دي‬
‫بــوجراند ( ‪ ، ) Robert De Beaugrand‬و دريسلر ‪ ،‬هاليداي ( ‪ ، ) Halliday‬ج‪ .‬م‪ .‬آدم (‬
‫‪ ، )J.M.Adam‬جليسون ( ‪ ، ) Gleason‬هارفيج ( ‪ ، ) Harweg‬برينكر ( ‪، )Brinker‬‬
‫و فاينريش ( ‪... ، )Weinrich‬‬
‫التطور فاالستقالليّة‪:‬‬
‫د‪ /‬مرحلة ّ‬
‫املتخصصّي يف هذا العلم " غري أن الدراسات النصية مل تبلغ أوجها إال‬
‫ّ‬ ‫رغم ما أحدثه (فان دايك) ومن عاصره من‬
‫مع اللغوي األمريكي ( روبرت دي بوجراند) يف الثمانينيات من القرن العشرين‪ .‬ممّا ألّفه يف هذا اجملال‪ ،‬كتاب‪" :‬مدخل‬
‫إىل لسانيات النص" (‪ ،(1981) )Introductiona la Linguistique Textuelle‬و قد جاءت فيه إشادة‬
‫جبهود فان دايك يف هذا امليدان‪ .‬وكان قد ألّف قبل ذلك كتابا على جانب كبري من األمهية حيمل عنوان " النص واخلطاب‬
‫واإلجراء" (‪ .26")Text , Discourse and Process‬ومن مثّ تزايدت حركة التأليف بوترية متسارعة حول هذا‬
‫النوع من التحليل‪"،‬وتع ّد سنة (‪1984‬م) ‪ ...‬ذروة االهتمام بنحو النص وحتليل اخلطاب حيث بلغت األعمال املنشورة فيها‬
‫‪27‬‬
‫التوسع وصار للباحث العريب فيها نصيب سواء عن طريق‬
‫(‪ )298‬عمال" ‪ .‬إىل أن آلت إىل ما هي عليه من االنتشار و ّ‬
‫الرتاث العربيّكما فعل (سعد مصلوح) مع القصيدة‬ ‫الرتمجة كما فعل (سعيد حسن بحيري) ‪ ،‬أو عن طريق احلفر يف ّ‬
‫شاوش) وغريه يف أكثر من عمل ‪.‬‬ ‫تقصد (محمد ال ّ‬
‫نصيّة عربيّة‪-‬عربية كما ّ‬
‫اجلاهليّة‪ ،‬أو حماولة التّأسيس للسانيّات ّ‬
‫صيّة على كل‬
‫الشأن أكثر من أن حتصر يف الوقت احلايل ‪ ،‬فقد طغت ال ّدراسات النّ ّ‬‫هذا‪ ،‬وتبقى احملاوالت يف هذا ّ‬
‫خصصات ‪ ،‬حىت صارت علما متداخل االختصاصات ‪،‬‬
‫جل التّ ّ‬
‫وتطورها على ّ‬
‫خصصات ‪ ،‬ذلك ّأّنا اعتمدت يف نشأهتا ّ‬
‫التّ ّ‬

‫ميلود بوزغادة‬ ‫‪Page 133‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 77‬جوان ‪0271‬‬ ‫التعليمية‬
‫وتنوعا من حيث املنطلقات والكيفيات اليت تتناول من خالهلا النّصوص‪/‬اخلطابات ‪،‬‬ ‫االجتاهات ‪ ،‬فأنتج ذلك متايزا و ّ‬
‫متع ّدد ّ‬
‫الشامل بغية الوقوق على كيفيات حت ّقق النتاج‬ ‫وإن تقاربت األهداف والغايات ‪ ،‬واليت جيملها التّحليل الوايف و ّ‬
‫النصي‪/‬اخلطايب ‪ ،‬من حيث االتساق والصياغة‪ ،‬ومن حيث الفهم والتأويل‪ ،‬دون إغفال اجلماليات الفنية والقيم البالغية ‪،‬‬
‫لتحقيق تواصل أفضل جيمع بّي متانة النسج ووضوح املرام ‪.‬‬
‫الهوامش‬
‫‪‬‬
‫وحتول بالكلّية‪ ،‬أم هو توسيع‪ ،‬أم احتواء ‪ ،‬أم ماذا؟ فرأى هاينه وفيهقجر أنّه‪ ..." :‬ال ّ‬
‫مربر النفصال علم لغة النص عن‬ ‫اختلف الباحثون يف الذي حدث ‪ ،‬هل هو انفصال ّ‬
‫حد بعيد من عالقة تكامليّة بّي علمي النّص واجلملة‪ ،‬حيث‬
‫كل منهما مع اآلخر)‪ .‬إنّنا[ يضيفان] ننطلق إىل ّ‬
‫مربر لتطابق مباحثهما (مبفهوم تداخل ّ‬
‫علم لغة اجلملة‪ ،‬بل إنّه ال ّ‬
‫ص الشامل من جهة أخرى" ‪.‬هاينه مان‪،‬‬
‫صيّة من جهة‪ ،‬بل ميكن أن يستوعبها علم لغة النّ ّ‬
‫للدراسات اللّغويّة النّ ّ‬
‫جوهري ّ‬
‫ّ‬ ‫ينظر إىل حبوث علم لغة اجلملة على أ ّّنا شرط‬
‫فولفجانج ‪ ،‬وفيهقر‪ ،‬ديرت‪:‬مدخل إىل علم لغة النص‪ :‬ترمجة وتعليق ومتهيد‪ :‬سعيد حسن حبريي‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ، 2004 /1‬ص‪.06‬‬

‫مسوغ‬
‫وإما أن ترتقي إىل االحتواء‪ّ ،‬أما االنفصال واملقاطعة فمسألة مستبعدة وغري واردة ألنّه ال ّ‬
‫إذن ‪،‬عالقة لسانيات النص بلسانيات اجلملة ّإما أن تكون عالقة تكامل‪ّ ،‬‬
‫خباصة إذا علمنا أ ّن أحباث الدراسات اجلملية باتت قاعدة وشرطا جوهريّا تبلورت من خالله الدراسات النصية‪ ،‬بل واستصحبت كثريا من أدواهتا اإلجرائية ومصطلحاهتا‬ ‫هلا‪ّ ،‬‬
‫العلمية‪ ،‬كمسألة التوزيع ‪ ،‬والبنية السطحية والبنية العميقة‪ ،‬والروابط االتساقية‪... ،‬‬

‫‪ -1‬عبد الرمحن بودرع ‪ ،‬يف لسانيات النص وحتليل اخلطاب‪ :‬حنو قراءة لسانية يف البناء النصي للقرآن الكرمي ‪ ،‬حبث مقدم للمؤمتر الدويل لتطوير الدراسات القرآنية ‪ ،‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬وزارة التعليم العايل‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬كرسي القرآن وعلومه ‪ ،2013 /02 /16 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -2‬أمحد مداس‪ :‬لسانيات النص‪ :‬حنو منهج لتحليل اخلطاب الشعري‪ ،‬عامل الكتب احلديث‪ ،‬إربد‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.2009 /2‬‬
‫‪ -3‬هاينه مان‪ ،‬فولفجانج ‪ ،‬وفيهقر‪ ،‬ديرت‪:‬مدخل إىل علم اللغة النصي‪ :‬تر‪ :‬فاحل بن شبيب العجمي‪ ،‬السعودية ‪ ،‬النشر العلمي واملطابع‪،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫السعودية‪ ،‬د‪.‬ط ‪.1999 /1419 ،‬‬
‫‪ -4‬تون أ‪ .‬فان دايك‪ :‬علم النص‪ :‬مدخل متداخل االختصاصات‪ ،‬ترمجة وتعليق‪ :‬سعيد‪ ،‬حسن حبريي‪ ،‬دار القاهرة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.2001 /1‬‬
‫‪ -5‬املرجع نفسه ‪ :‬صص ‪.141 -140‬‬
‫‪ -6‬مفتاح بن عروس‪ :‬االتساق واالنسجام يف القرآن الكرمي‪ ،‬رسالة دكتوراه دولة يف لسانيات النص‪ ،‬قسم اللغة العربية وآداهبا‪ ،‬كلية اآلداب واللغات‪ ،‬جامعة اجلزائر‪/2007 ،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪.22‬‬
‫‪ -7‬خولة طالب اإلبراهيمي‪ :‬مبادئ يف اللسانيات‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪ 2006 /2‬ص‪.168‬‬
‫‪ -8‬كلماير وآخرون‪ :‬أساسيات علم لغة النص‪:‬مدخل إىل (فروضه ومناذجه وعالقاته وطرائقه ومباحثه)‪ ،‬ترمجة وتعليق‪ :‬حسن حبريي‪ ،‬سعيد‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪ ،2009 /1‬ص‪.51‬‬
‫احلواس مسعودي‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬معهد اللّغة العربيّة وآداهبا‪ ،‬سنة ‪:‬‬
‫صي‪ :‬دراسة يف ظاهرة العائد يف العربية‪ ،‬رسالة ماجستري يف اللّغة‪ ،‬بإشراف‪ّ :‬‬
‫* ينظر‪ :‬مفتاح بن عروس‪ :‬االتّساق النّ ّ‬
‫‪ ،1997-1996‬ص‪.02‬‬

‫‪Reboul (A) et Moeschler (J). Pragmatique du discours : de L’ interprétation de L’énoncé a -9‬‬


‫‪L’ interprétation du discour.paris : Armand Colin. 1998. Pp.12.13.‬‬
‫نقال عن ‪ :‬حممد األخضر الصبيحي‪ :‬مدخل إىل علم النص وجماالت تطبيقاته‪،‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪ ،‬لبنان‪ ،‬ومنشورات االختالف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪،2008/1‬صص‬
‫‪.66 -65‬‬

‫*ينظر‪ :‬الوقائع اليت عرضها (إيوالد النغ) يف رسالة له بعث هبا إىل (وولف ثومل)سنة ‪ ،1971‬لتبيّي بعض النّقاط تبعا لنقاشات بينهما سابقة‪ ،‬وقد ترمجها (مفتاح بن‬

‫عروس) يف مقال له (غري منشور) بعنوان‪" :‬مىت يكون حنو النّ ّ‬


‫ص أكثر مالءمة من حنو اجلملة " صص‪.5-1‬‬

‫‪ -11‬إيوالد النغ‪ :‬مىت يكون "حنو النص" أكثر مالءمة من" حنو اجلملة " ترمجة‪ :‬مفتاح بن عروس‪( :‬مقال غري منشور)‪ ،‬صص‪.6 -5‬‬
‫‪ -11‬ينظر‪ :‬سعيد حسن حبريي‪ :‬علم لغة النص‪ :‬املفاهيم واالجتاهات ‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬بريوت‪ ،‬والشركة املصرية العاملية للنشر ‪ -‬لوجنمان ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1997 /1‬‬
‫صص‪.18 -17‬‬

‫ميلود بوزغادة‬ ‫‪Page 134‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 77‬جوان ‪0271‬‬ ‫التعليمية‬
‫‪ -12‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.18‬‬
‫*كان األمر ليتّضح بشكل أكثر دقّة لو أفردت كل مدرسة ( الربيطانية ‪،‬األملانية األمريكية‪ ،‬الفرنسية‪ ،‬وغريها) ببحث خاص من حيث نشأة هذا العلم وتطوره‪.‬‬

‫عد‬ ‫** يالحظ من خالل هذا النص أن هناك تدرجا منطقيا من لسانيات الجملة إىل الثنائيات الجملية‪ ،‬ال إىل النص مباشرة ّ‬
‫كنص قد يطول ويصعب اختباره‪ .‬ومن مث ميكن ّ‬
‫مهدت للسانيات نصية باملعىن الواسع‪.‬‬
‫مرحلة الثنائيات مرحلة بّي املرحلتّي‪ ،‬ذلك ألنه مورست عليها أكثر التطبيقات اليت ّ‬

‫‪ -13‬هاينه مان‪ ،‬فولفجانج ‪ ،‬وفيهقر‪ ،‬ديرت‪:‬مدخل إىل علم اللغة النصي‪ :‬تر‪ :‬فاحل بن شبيب العجمي‪ ،‬السعودية ‪ ،‬النشر العلمي واملطابع‪،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫السعودية‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ، /1419 ،‬ص‪ ،1999‬ص‪.24‬‬
‫‪ -14‬طاهر ناعوس‪ ،‬بن حيي ‪ :‬حتليل اخلطاب القرآين يف ضوء لسانيات النص‪ :‬دراسة تطبيقية يف سورة البقرة‪ ،‬دار القدس العريب‪ ،‬وهران‪ ،‬د‪.‬ط‪ ، 2014 ،‬ص‪ .41‬وينظر‪:‬‬
‫ينظر‪ :‬سعيد حسن حبريي‪ :‬علم لغة النص‪ :‬املفاهيم واالجتاهات‪ ،‬صص‪.20-18‬‬
‫*ينظر‪ :‬طاهر ناعوس‪ ،‬بن حيي‪ :‬حتليل اخلطاب القرآين يف ضوء لسانيات النص‪ ،‬ص‪.41‬‬

‫‪ -15‬مفتاح بن عروس‪ :‬االتساق واالنسجام يف القرآن الكرمي‪ ،‬ص‪.06‬‬


‫املكية‪،‬دار قباء‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ، 2000 /1‬ج‪ /1‬ص‪.23‬‬ ‫‪ -16‬الفقي‪ ،‬صبحي إبراهيم‪ :‬علم اللغة النصي‪ ،‬بّي النظرية والتطبيق‪ :‬دراسة تطبيقية على ّ‬
‫السور ّ‬
‫‪.p11.Z. Harris ; Analyse du discours .Tr Francoise Dubois- Charlier. P11. -17‬‬
‫نقال عن‪ :‬مفتاح بن عروس‪ :‬االتساق واالنسجام يف القرآن‪ :‬ص‪. 7‬‬

‫‪Malcom Coulthard : An Introduction Discourse Anaiysis , Longman , London & New York, -18‬‬
‫‪1985.p3.‬‬
‫نقال عن‪ :‬بن حيي طاهر ناعوس‪ :‬حتليل اخلطاب القرآين ص‪.45‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -19‬مفتاح بن عروس‪:‬وجهة اخلطاب يف سورة"املومنون" مقال ضمن ملتقى علم النص‪،‬معهد اللغة العربية وآداهبا‪ ،‬جملة اللغة واألدب‪ ،‬جامعة‬
‫اجلزائر‪،‬العدد‪/17‬جانفي‪ ،2006‬هامش رقم ‪ ،80‬ص‪.164‬‬
‫‪ -21‬مازن الوعر‪ :‬نظرية حتليل اخلطاب‪ :‬النشأة والتطور والبناء‪ ،‬مقال مبجلة املوقف األديب‪ -‬جملة شهرية تصدر عن احتاد الكتاب العرب بدمشق‪ ،‬العدد ‪،370‬شباط‬
‫‪ ،2002‬ص‪.26‬‬
‫‪ -21‬ينظر‪ :‬هاينه مان‪ ،‬فولفجانج ‪ ،‬وفيهقر‪ ،‬ديرت‪ :‬مدخل إىل علم اللغة النصي‪ :‬ص‪.18‬‬
‫‪ -22‬مجعان بن عبد الكرمي‪ :‬إشكاالت النص‪ :‬دراسة لسانية نصية‪ ،‬النادي األديب ‪،‬الرياض‪،‬واملركز الثقايف العريب‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬بريوت‪،‬ط‪ ،2009/1‬ص‪.20‬‬
‫‪ -23‬تون‪.‬أ‪ .‬فان دايك ‪ ،‬النص بىن ووظائف‪ ،‬مدخل أويل إىل علم النص‪ ،‬تر‪ :‬منذر عياشي ‪ ،‬ضمن كتابه‪ :‬العالماتية وعلم النص‪ ،‬املركز الثقلفي العريب‪ ،‬بريوت‪،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫املغرب‪ ،‬ط‪ ، 2004/1‬ص‪.147‬‬
‫‪ -24‬سعيد يقطّي‪ ،‬انفتاح النص الروائي‪ :‬النص – السياق‪ ،‬املركز الثقايف العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬والدار البيضاء‪،‬ط‪ ،1989 /1‬ص‪.15‬‬
‫‪ -25‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.14‬‬
‫‪ -26‬حممد األخضر الصبيحي‪ :‬مدخل إىل علم النص وجماالت تطبيقاته‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪ ،‬لبنان‪ ،‬ومنشورات االختالف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪ ،2008/1‬ص‪.63‬‬
‫‪ -27‬حممد الشاوش‪ ،‬أصول حتليل اخلطاب يف النظرية النحوية العربية "تأسيس حنو النص"‪ ،‬سلسلة اللسانيات‪ ،‬اجمللد ‪ ،14‬جامعة منّوبة‪ ،‬تونس‪ ،‬واملؤسسة العربية للتوزيع‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪ ،2001 /1‬ص‪.77 -76‬‬

‫ميلود بوزغادة‬ ‫‪Page 135‬‬

You might also like