You are on page 1of 13

‫‪Journal of Languages & Translation‬‬ ‫‪Vol 01‬‬ ‫‪Issue 02‬‬

‫أزمة ترجمة املصطلح العلمي إلى العربية بين الوضع واالستعمال‬


‫‪Crisis of Translating Scientific Terms into Arabic Between‬‬
‫‪Terms Creation and Use‬‬
‫د‪ .‬عبد القادر رسول‬
‫جامعة يحي فارس املدية ‪-‬الجزائر‬
‫‪rassoul-translation@hotmail.com‬‬

‫‪Received 01/06/2021‬‬ ‫‪Accepted 09/06/2021‬‬ ‫‪Published 10/07/2021‬‬


‫ملخص‪:‬‬
‫يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل أزمة املصطلح العربي وانعكاساته على عمل املترجم باعتباره من أول املعنيين‬
‫بهذه األزمة فنحاول فيه بعد عرض األزمة وأسبابها وتحديد موقع املصطلح من مجاالت التخصص ولغتها أن نجد‬
‫السبيل التي ينبغي للمترجم أن يسلكه ا من أجل ترجمة املصطلحات األجنبية إلى العربية في ظل التشتت املصطلحي‬
‫الذي تشهده الساحة العربية وفي ظل غياب التوحيد الحقيقي بين مختلف الجهات املعنية بصناعة املصطلح‬
‫وتداوله‪ ،‬فمسؤولية املترجم هنا تصبح مسؤولية مضاعفة ألنه يجب عليه أن ينتبه كثيرا للمقابالت املوجودة‬
‫واملستعملة من قبل املتكلمين حتى وإن كانت ال تستجيب ملتطلبات الصياغة املصطلحية في اللغة واملقابالت التي‬
‫يقترحها أهل االختصاص في صناعة املصطلح مثل املجامع اللغوية ومكتب تنسيق التعريب وال ينس ى التداخل الكبير‬
‫املوجود على مستوى االستعمال واختالف هذا االستعمال عند مختلف رراحح املتكلمين ‪ ،‬فاملفاهيم العلمية تبقى‬
‫واحدة مهما تعددت املصطلحات املعبرة عنها لكن هذا التعدد الذي يقابل املفهوم العلمي يؤثر كثيرا على تلقى‬
‫امل علومة العلمية الححيحة وتداولها ويؤثر على العملية التواصلية باختالف فاات املتكلمين واستعمالهم‬
‫للمصطلحات العلمية وهذا بدوره يؤثر على عمل املترجم ويحتم عليه أن يوفق عند الترجمة بين متطلبات وضع‬
‫املصطلح وحقيقة استعماله‪ ،‬وللحد من هذه األزمة ن شدد في نهاية البحث على ضرورة السير نحو تعريب مختلف‬
‫القطاعات وتوحيد جهود التعريب هذه كلها في مؤسسة واحدة بحيث يكون عملها مرجعا للمختصين في اللغة ومرجعا‬
‫للمترجمين وساحر مستخدمي اللغة‪.‬‬
‫الكلمات الدالة‪ :‬أزمة‪ ،‬مصطلح‪ ،‬ترجمة‪ ،‬وضع‪ ،‬توحيد‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This paper presents a study and analysis of the Arabic terms crisis as well as its impacts on‬‬
‫‪the translator work, since this later is one of the first concerned by the crisis . It sheds light,‬‬
‫‪after explaining the crisis and its causes, on the choices to take by the translator in order to‬‬
‫‪translate the foreign terms into Arabic language in the midst of Arabic terms disunion and‬‬
‫‪absence of real standardization between the different parties concerned with terms creation‬‬
‫‪and use. In this context, the translator will have a double responsibility, he has to take into‬‬
‫‪consideration the existing correspondences used by speakers , even if they don’t respect the‬‬
‫‪conditions of terms creation, and the proposed terms by specialists in terminology such as the‬‬
‫‪academies of Arabic language and the arabization coordination office. He must take into‬‬
‫‪account the difference of terms use among the different groups of speakers. In fact, the‬‬
‫‪scientific concepts remain the same in spite of the multiplicity of the used terms, but this‬‬
‫‪multiplicity affects the reception and use of the true scientific information. It also affects the‬‬

‫‪142‬‬ ‫عبد القادر رسول‬


‫‪Journal of Languages & Translation‬‬ ‫‪Vol 01‬‬ ‫‪Issue 02‬‬

‫‪communication operation in case of different groups of speakers using different terms , and‬‬
‫‪has an impact on the translator work which must take into consideration the conditions of‬‬
‫‪terms creation and the reality of terms use. At the end of this paper and in order to put an end‬‬
‫‪to this crisis we emphasize on the necessity of arabization of all sectors by unifying all‬‬
‫‪efforts in one organism to be a reference for language specialists, translators and all speakers.‬‬
‫‪Keywords: Crisis, terms, translation, creation, standardization.‬‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر الشعوب العربية اليوم رعوبا مستهلكة للكثير من مبتكرات ومنتجات الدول املتطورة في‬
‫رتى املجاالت العلمية والتقنية وحتى األدبية والفنية‪ ،‬وتلعب الترجمة دورا رحيسيا من أجل الربط‬
‫بين هذين العاملين وإنجاح العملية التواصلية من خالل تجند الكثير من املترجمين والتراجمة لهذه‬
‫املهمة‪ ،‬لكنهم في مهمتهم هذه يجدون أنفسهم أمام تحديات كبيرة من وجهة النظر اللغوية والترجمية‬
‫على حد السواء ألن املصطلحات التي يقبلون على ترجمتها يكون كثير منها قد دخل حيز االستعمال‬
‫وجرى على ألسن الناس بأركال مختلفة منها ما يتناسب مع متطلبات اللغة وصياغة املصطلحات‬
‫الجديدة فيها ومنها ما ال يتناسب معها لكنه اكتسب قوة باالستعمال وبشيوعه عند متكلمي اللغة‪،‬‬
‫وهذا يجعل املترجم يمعن النظر كثيرا قبل أي نقل للمصطلح األجنبي وقبل أي قرار يتخذه ألنه يجب‬
‫أن يأخذ بعين االعتبار عند عملية الترجمة املقابالت املوجودة واملستعملة من قبل املتكلمين‬
‫واملقابالت املقترحة من قبل املتخصصين في اللغة والصناعة املصطلحية وال ينس ى أبدا التداخل‬
‫الكبير املوجود على مستوى استعمال املصطلحات واختالف هذا االستعمال عند مختلف رراحح‬
‫متكلمي اللغة‪ ،‬لهذا ُح ّق لنا أن نتساءل عن أسباب هذه األزمة وسبل الخروج منها‪ ،‬وأن نبحث عن‬
‫الخيارات التي ينبغي للمترجم أن يتخذها لكي تنجح عملية ترجمة املصطلحات إلى العربية ُوت َبلغ‬
‫املفاهيم التي تحملها على نحو ال يحدث فيه تداخل واختالف على مستوى املفهوم مثلما هو واقع‬
‫وتدل عليه‪ ،‬لكن وقبل أن نخوض في كل هذا ال بد أن‬ ‫على مستوى الشكل أو التسمية التي تحمله ّ‬
‫نحدد أوال ما نقصد باملصطلح ّ‬
‫ونبين موقعه من اللغة والترجمة‪.‬‬
‫‪ .2‬تعريف املصطلح‪:‬‬
‫يعرف مصطفى الشهابي االصطالح الذي يعتبر مصدرا للفعل اصطلح الذي أخذنا منه كلمة‬
‫مصطلح بقوله‪" :‬هو اتفاق طاحفة مخصوصة على أمر مخصوص" (الشهابي‪ ،)5 ،1965 ،‬ويعرفه‬
‫الجرجاني بقوله "عبارة عن اتفاق قوم على تسمية الش يء باسم ما ينقل عن موضعه األول"‬
‫(الجرجاني‪ ،)17- 16 ،1971 ،‬ويحدد شحادة الخوري طبيعة هؤالء القوم الذين يتفقون ويحصرهم‬
‫في فاة العلماء واملنشغلين بالعلوم إذ يقول‪" :‬االصطالح اتفاق العلماء واملشتغلين بعلم من العلوم‬
‫على إعطاء كلمة ما داللة جديدة فتصبح دالة على مدلول جديد وتدعى مصطلحا" (الخوري‪،‬‬

‫‪143‬‬ ‫عبد القادر رسول‬


‫‪Journal of Languages & Translation‬‬ ‫‪Vol 01‬‬ ‫‪Issue 02‬‬

‫‪ ،) 61 ،2003‬وتحدد لوم مجال ارتغال املصطلحات فتقول إن "املصطلحات عبارة عن وحدات‬


‫معجمية خاصة بمجال تخصص معين‪ ،‬أي مجال مـن مجاالت املعرفـة اإلنسانية غالبا ما يرتبـط‬
‫بنشاط اجتماعـي و منهي" (‪ ،) L'Homme, 2004, 22‬وتؤكد تيريزا كابري هذا أيضا حينما تقول إن‬
‫"املصطلحات وحدات أساسية للمصطلحية تسمي املفاهيم الخاصة بكل مجال من مجاالت‬
‫التخصص"( ‪ ،) Cabré, 1998, 149‬فاملصطلحات تهتم باملفاهيم التي تظهر في ميادين التخصص‬
‫املختلفة من هندسة وطب وعمران وبياة وغيرها من التخصصات األخرى ّ‬
‫وتدل عليها بمنحها تسمية‬
‫في ركل كلمة أو عبارة أو رمز يكون عند أهل االختصاص اتفاق على أنها تقابل مفاهيمها وال تلتبس‬
‫بألفاظ اللغة العامة عند استعمالها‪ ،‬ومنه فإن املصطلح يختلف عن الكلمات التي ال يشترط فيها‬
‫اتفاق خاص وال متخصصون أو علماء يستعملونها ألغراض خاصة وال ميادين تخصص معينة‬
‫واضحة املعالم‪.‬‬
‫‪ .3‬موقع املصطلح من اللغة‪:‬‬
‫يشبه املصطلح في تكوينه الدليل اللغوي فاملصطلح يتكـون مـن التسـمية واملفهـوم ويقابـل هـذا‬
‫وجهـي الــدليل اللغــوي وهمــا الــدال واملــدلول‪ ،‬لكننـا نجــد أن العالقــة بــين التســمية واملفهــوم معللــة‬
‫مقارنة مع االعتباطية التي نجدها بين الدال واملدلول‪ ،‬فال يوجد تفسير ملاذا يلتصق هذا الدال بذاك‬
‫املدلول‪ ،‬لكن املصطلحات يسبقها اتفاق رجال التخصص على التسمية التي يطلقونها على املفهـوم‬
‫الــذي يطــرأ عنــدهم‪ ،‬ففعــل التســمية يحــدث عــن "وعــي علمــي مســبق بــاملفهوم ويتــرجم هــذا الــوعي‬
‫باعتماد خاصية من خاصيات املفهـوم أو مـا يـرتبط بـه كـربط التسـمية بشـكل املفهـوم أو جمـه أو‬
‫لونــه أو حركتـ ــه أو مكانـ ــه أو تموض ــعه أو عــدده أو مس ــتحدثه مكتش ــفا ك ــان أو مبتك ــرا" (م ص ‪،‬‬
‫‪ ،) 68 ،2007‬وعليه فإننا مع املصطلح ننتقل من مستوى االتفاق العام في اللغة الذي يمس الكلمات‬
‫ومعانيها إلى مستوى االتفاق الخاص الذي ُيعنى باملصطلحات ومفاهيمها‪ ،‬فهذه تيريزا كابري (‪،1998‬‬
‫‪ ) 149‬تـرى أن الوحـدات والقواعـد التـي يعرفهـا كـل متكلمـي اللغـة أو أغلـ هم تشـكل مـا نسـميه اللغـة‬
‫العام ــة‪ ،‬وه ــذه الوحـ ــدات ه ــي مـ ــا نس ــميه بالكلمـ ــات أو األلف ــاظ التـ ــي يعرفه ــا متكلمـ ــو اللغ ــة كلهـ ــم‬
‫ويتواصلون بها فهي ال تنتمي إلى مجال معين دون آخر‪ ،‬وبمفهوم املخالفة فإن الوحدات التي تكون‬
‫مح ــل اتف ــاق خ ــاص تش ــكل م ــا نس ــميه اللغ ــة املتخصص ــة‪ ،‬وعلي ــه ف ــإن املص ــطلح ينتم ــي إل ــى اللغ ــة‬
‫املتخصصة ويتعامل مع مفاهيم ثابتة داخل ميدان التخصص املقصود وال نجده في اللغة العامة‪.‬‬

‫‪ .4‬اللغة املتخصصة‪:‬‬
‫يعرف غاليسون و كوست اللغة املتخصصة بقوله‪:‬‬

‫‪144‬‬ ‫عبد القادر رسول‬


‫‪Journal of Languages & Translation‬‬ ‫‪Vol 01‬‬ ‫‪Issue 02‬‬

‫‪« Les langues de spécialité (ou langues spécialisées) : expression générique‬‬


‫‪pour désigner les langues utilisées dans des situations de communication‬‬
‫‪(orales ou écrites) qui impliquent la transformation d’une information‬‬
‫(‪relevant d’un champ d’expérience particulier. »)511 ،1976‬‬
‫أي إن "لغـات التخصـص (أو اللغـات املتخصصــة) تعبيـر عـام يـراد منــه تعيـين اللغـات املسـتعملة فــي‬
‫مواقف تواصلية (كتابية أو رـفوية) تخـتص بنقـل معلومـات تنتمـي إلـى حقـل تجربـة خـاص"‪ ،‬وهـذا‬
‫يعني أن اللغة املتخصصة ما هي إال اللغة العامة في حـاالت اسـتعمال خاصـة فالنسـق اللسـاني يبقـى‬
‫نفسه وما يتغير هو االنتقال من مستوى االستعمال العام الذي يقع في داحرة اللغة العامة املشـتركة‬
‫والذي يتفق فيه كل متكلمي اللغة إلى مستوى استعمال خاص تش ترك فيه فاة محددة من متلكمي‬
‫اللغـة فقـط وهـم أهـل االختصـاص‪ ،‬ويسـتند هـذا االسـتعمال الخـاص الـذي يتفـر عـن اللغـة العامـة‬
‫املعبرة عن املفاهيم التي توجد في ميـدان معـين مـن ميـادين املعرفـة‪ ،‬فهـذا جـورج‬ ‫على املصطلحات ّ‬
‫مونان (‪ ) 119 ،1998‬يرى أنه ال توجد لغة متخصصة وإنما هنـاك اسـتعماالت خاصـة داخـل اللغـة‬
‫العامة املشتركة بين كل املتكلمين ويضرب لذلك مثاال بلغة القانون التي يرى أن ما يميزها عن اللغة‬
‫العامة هو املفردات والصيغ التركيبية الخاصة التـي نجـدها فـي االسـتعماالت القانونيـة دون غيرهـا‪،‬‬
‫ومنه فاملصطلحات تعتبر عنصرا أساسيا في لغات التخ صص ال يمكن أن تظهر بدونه‪ ،‬فهذا محمود‬
‫فهمـي جــازي يقــول إن "املصــطلحات جــزء مــن لغــات التخصـص وهــي جــزء أسا ـ ي فــي كــل لغــات‬
‫التخصص املختلفة سواء أكانت في املجال العلمي أو املجال املنهي" ( جازي‪ ،‬ب ت‪،) 14 ،‬فكلما ظهر‬
‫أمامنــا معم ــار مص ــطلحي مع ــين كنــا بص ــدد لغ ــة خاص ــة ال ب ــد لهــا م ــن أهله ــا املتخصص ــين ليفك ــوا‬
‫مفاهيمهـا‪ ،‬وإن انعـدموا البــد مـن اإلحاطـة بمجــال التخصـص الــذي ينـدرج فيـه املصــطلح كـي نــدرك‬
‫مفهومه‪ ،‬لكن أول ظهور للمصطلحات يتبع داحما األمم املنتجة واملتقدمة علميا وينتقل فيما بعد إلى‬
‫األمم األخرى عن طريق الترجمة‪.‬‬
‫‪ .5‬ترجمة املصطلح‪:‬‬
‫ال بـد ملــن يبتغــي ترجمــة املصــطلحات ونقصــد بــذلك النصــوص املتخصصــة التــي ينتجهــا أهــل‬
‫االختصـاص فـي مجـال معــين مـن مجـاالت التخصــص أن يجمـع بـين امللكـة اللغويــة فـي اللغـة املنقولــة‬
‫واملنقول إليها وبين قدر مهم من املعارف في مجال التخصص الذي يترجمه‪ ،‬فإما أن يكون متخصصا‬
‫تحــول إل ــى الترجمــة بع ــد تكــوين يتلق ــاه ف ــي الترجمــة وطرقه ــا وإمــا أن يك ــون مترجمــا تش ــبع باملع ــارف‬
‫املتخصصة من خالل البحث والتوثيق في مجال التخصص املقصود‪ ،‬ولسنا هنا فـي مقـام الحـديث‬
‫عن وجوب تخصص املترجم من عدمه ألننا نفترض في من يقوم بعمل الترجمة املتخصصة أن يكون‬
‫عاملا بمجال التخصص ومتقنا للغة املنقولة واملنقول إليها‪ ،‬لكن املترجم عنـد ترجمتـه ملصـطلحات‬
‫العلوم ومجاالت التخصص إلى العربية يجد نفسه محتارا أمام الخيارات املصطلحية التي يجب أن‬

‫‪145‬‬ ‫عبد القادر رسول‬


‫‪Journal of Languages & Translation‬‬ ‫‪Vol 01‬‬ ‫‪Issue 02‬‬

‫يتخذها‪ ،‬فساحة املصطلح العربي تعج باالقتراحات املصطلحية الفردية واملؤسساتية التي نستطيع‬
‫معها أن نقول أننا في وسط أزمة مصطلحية حقيقية وليس املترجم بمنأى عن انعكاساتها وسلبياتها‬
‫فهـو أول املعنيـين بهـا وال بــد لـه أن يـدرك أصــل وأسـباب األزمـة كــي يجـد ملـا يترجمــه سـبيال إلـى الفهــم‬
‫وتبليغ املضمون واملفهوم‪.‬‬
‫‪ .6‬أصل أزمة املصطلح العلمي‪:‬‬
‫إن نحن أمعنا النظر في ما لدينا من مص طلحات في العلوم كلها سيظهر بسهولة أن املشكل‬
‫يكمن في وضع املصطلح واختالف الواضعين وعدم اتفاقهم على منهج موحد في إنتاج املصطلحات‬
‫وتسمية املفاهيم املستجدة‪ ،‬إذ يتحدث صالح بلعيد (‪ ) 77- 75 ،2003‬عن هذه األزمة فيقول إنه‬
‫تتنازعها ثالث اتجاهات يدعو فيها كل فريق إلى منهجه والعمل وبه‪ ،‬فالفريق األول يرى ضرورة‬
‫استعمال املصطلح التراثي وتوظيفه في صنع املصطلح‪ ،‬ويقصد باملصطلح التراثي املصطلحات التي‬
‫استعملها العرب للتعبير عن مضامين العلوم في الزمن املاض ي‪ ،‬فالتراث يعني "كل ما وصل إلينا من‬
‫املاض ي البعيد" (وتار‪ ،)21 ،2002 ،‬وهذا يجعل العربية بالنسبة لهم قادرة على مواكبة كل‬
‫التطورات وصنع املصطلح الالزم لها‪ ،‬ويدخل من جملة هؤالء أولاك الدعاة إلى صفاء اللغة الذين ال‬
‫يجيزون الكالم إال إذا تكلم به العرب األقحاح في زمن الفصاحة‪ ،‬وأزمة املصطلح عندهم تتلخص في‬
‫عدم تمثل وساحل التراث بكل ما تملكه العربية من خصاحص‪ ،‬ويرى الفريق الثاني أن العربية غير‬
‫قادرة على مجابهة التطور السريع من خالل تمثل وساحل التراث لهذا يدعو إلى التعريب و الترجمة‬
‫من أجل وضع املصطلح العلمي لقدرتهما على إيجاد الحل السريع لصناعة املصطلح فهو يرى أن‬
‫العرب عملوا بالتعريب قديما وصاغوا الكلمات املعربة وفق األوزان الصرفية العربية ولم يتحرجوا‬
‫من ذلك‪ ،‬ومن رواد هذا املذهب الشيخ عبد القادر املغربي (‪ ) 23- 22 ،1947‬الذي يرى أن تنمية‬
‫العربية يجب أن تمر من هذا الباب أوال‪ ،‬وأزمة املصطلح عند هذا الفريق هي عدم تمثل التعريب‬
‫والترجمة في أوجههما الحقيقية‪ ،‬ويحاول الفريق الثالث التوفيق بين الفريقين األولين من خالل‬
‫إقراره باستعمال وساحل التوليد الداخلية التي تتوفر عليها اللغة العربية لكن مع ضرورة إيجاد‬
‫وساحل أخرى تمكن من استقبال وتمثل املصطلحات الجديدة الوافدة من اللغات األجنبية إلى‬
‫العربية‪ ،‬ويؤكد هذا االتجاه األخير أن األزمة الحقيقية ليست في وضع املصطلح وإنما في نشره‬
‫وتوحيده واستعماله‪ ،‬فطرق التوليد الداخلية للغة صحيح أنها تأتي بالكثير من الحلول إليجاد‬
‫املصطلح لكن التعريب ال يعيب العربية في ش يء بل يزيدها مرونة وقوة في التعبير إذا ما أحسن‬
‫استعماله‪ ،‬لذا نجد توفيق محمد راهين يقول إن "التعريب ال يعيب العربية والعرب‪ ،‬بل على‬
‫العكس يشهد لها باملرونة ولهم بارتقاء األفكار ويبعدهم عن الجمود بأن أضافوا للغتهم مفردات‬

‫‪146‬‬ ‫عبد القادر رسول‬


‫‪Journal of Languages & Translation‬‬ ‫‪Vol 01‬‬ ‫‪Issue 02‬‬

‫احتاجوا إليها‪ ،‬كمـا اقترضت غيـر العربية مـن العربية وتلك سنـة اللغات اقتـراض وتعاون" (راهين‪،‬‬
‫‪.)148 ،2001‬‬
‫يضاف إلى هذه املناهج املختلفة في وضع املصطلح اختالف الجهات الواضعة وعدم توحيد الجهود في‬
‫جهة واحدة إذ نجد جهودا فردية يذكر شحادة الخوري (‪ ) 7 ،2004‬بعضا منها ويثني عليها مثل‬
‫معجم العلوم الطبية والطبيعية للدكتور محمد ررف ومعجم أسماء النبات للدكتور أحمد عيس ى‬
‫ومعجم األلفاظ الزراعية لألمير مصطفى الشهابي واملعجم العسكري ومعجم كالرفيل الطبي‬
‫واملعاجم الصادرة عن مكتبة لبنان‪ ،‬وهناك جهود جماعية من قبل املجامع اللغوية السيما مجمع‬
‫اللغة العربية بدمشق واملجمع العلمي العراقي ببغداد ومجمع اللغة العربية بالقاهرة ومجمع اللغة‬
‫العربية األردني بعمان واملجمع العلمي اللغوي السعودي واملجمع الجزاحري للغة العربية واملكتب‬
‫الداحم لتنسيق التعريب في الوطن العربي بالرباط‪ ،‬لكن التنسيق والتعاون بين هؤالء األفراد وهذه‬
‫الهياات غير موجود مما يجعلها تبحث في امليادين نفسها وتخرج باقتراحات مصط لحية منها ما‬
‫يتشابه ويتطابق ومنها ما يختلف ويتشتت‪ ،‬وهذا ما جعل البعض مثل يوسف عبد هللا (‪- 22 ،2013‬‬
‫‪ ) 23‬ينادي بضرورة دمج هذه املؤسسات في مؤسسة واحدة تهتم باملصطلح وتوحيده ونشره أو أن‬
‫تتقاسم املهام بحيث ال تتداخل بعضها ببعض من خالل اختصاص كل جهة بميدان معين‪ ،‬ويضاف‬
‫إلى هذا افتقار هذه املؤسسات إلى سلطة حقيقية في فرض ما تنتجه من مصطلحات على مستوى‬
‫البلد الذي توجد فيه املؤسسة وفي غيره من البلدان األخرى‪ ،‬ألن العمل املصطلحي مستقل في‬
‫الغالب عن باقي املؤسسات الحكومية التي يمكن لها أن تفرضه وتجعل العمل به الزما‪ ،‬وهذا في‬
‫حقيقة األمر ال بد له من إرادة سياسية وتخطيط استراتيجي على املدى القريب والبعيد وهو ما جعل‬
‫َ‬
‫خليفة عبد الكريم (‪ )244 ،1987‬يقول إن "قضية التعريب قضية ت ّتصل من حيث األساس باإلرادة‬
‫السياسية للدولة‪ ،‬وبقرار سيا ي تتخذه الدولة في أعلى مؤسسات السلطة "‪ ،‬فال يعقل أن يكون‬
‫التدريس مثال في ميادين التخصص في املشرق العربي باللغة اإلنجليزية وفي املغرب العربي باللغة‬
‫الفرنسية ثم نأتي بعد هذا ونطالب الباحثين بأن يكتبوا بحوثهم بالعربية أو أن يبتكروا ملا يستجد‬
‫من مفاهيم تسميات عربية سليمة تستجيب لقواعد اللغة العربية‪ ،‬كما ال يعقل أن تعمل‬
‫املؤسسات املصطلحية جاهدة إليجاد تسميات ملفاهيم العلوم ثم نتركها حبيسة الكتب واملعاجم‬
‫محتشمة االستعمال والتداول‪ ،‬فالذي يجعل من اللغة لغة حية وناقلة للعلوم واملعارف هو تداولها‬
‫واستعمالها‪.‬‬
‫يضاف إلى هذا مشكل اختصاص القاحمين على صناعة املصطلح فغالبا ما نجد أهل االختصاص‬
‫العلمي ورجال الححافة هم من يبادر بوضع املصطلح العربي املقابل للمصطلح األجنبي ألنهم أول‬
‫املصطدمين به وأول املعنيين باستعماله والعمل به‪ ،‬فنجدهم ال يحترمون ما تقتضيه اللغة‬

‫‪147‬‬ ‫عبد القادر رسول‬


‫‪Journal of Languages & Translation‬‬ ‫‪Vol 01‬‬ ‫‪Issue 02‬‬

‫وقواعدها مثل البدء بالبحث عن كلمة عربية مستعملة قبل اللجوء إلى أي خيار آخر‪ ،‬وهذا ما جعل‬
‫املنظمة الدولية للتوحيد املعياري تنادي بإرراك ثالث فاات من املتخصصين لصنع املصطلح هم‬
‫املتخصصون في املجال العلمي و املتخصصون في اللغة واملتخصصون في املصطلح (القاسمي‪،‬‬
‫‪.)79 ،1989‬‬
‫وتظهر معالم هذه مبادرات رجال التخصص والححافة في بصمة اللغة األجنبية في املصطلح العربي‬
‫الذي يصنعونه‪ ،‬فمن تلقى منهم تكوينه باإلنجليزية كثيرا ما ينسخ ويقترض من هذه اللغة ومن تلقى‬
‫تكوينه بالفرنسية يفعل الش يء نفسه‪ ،‬وهذا يؤزم مسالة املصطلح العلمي العربي أكثر فأكثر‬
‫ويبعدها عن التوحيد املرجو‪.‬‬
‫وإن كانت مبادرة أهل االختصاص العلمي ورجال الححافة الذين نعتبرهم من غير املؤهلين لغويا هي‬
‫الســباقة فــذلك راج ــع لتخلــف وت ــأخر املؤسســات املص ــطلحية فــي معالج ــة مــا يس ــتجد فــي الس ــاحة‬
‫العلمي ــة‪ ،‬و يعـ ــزو شـ ــحادة الخـ ــوري (‪ ) 69 ،2001‬هـ ــذا التـ ــأخر إلـ ــى عـ ــدم وجـ ــود جهـ ــة تعنـ ــى بتتبـ ــع‬
‫املصطلحات العلمية املستجدة ضمن جدول زمني محدد‪ ،‬مما يترك املجـال مفتوحـا أمـام كثيـر مـن‬
‫الفاات غير املؤهلة لوضع املصطلح العلمي‪ ،‬وحتى إن كانت مؤهلة في مطلب من مطالب وضعه فإنه‬
‫تنقصها مطالب أخرى‪ ،‬فالححفي الذي يجتهد في صـنع مصـطلح عربـي مقابـل لنظيـره األجنبـي لـيس‬
‫أهال لهذه الصنعة حتى وإن توفرت عنده ملكة اللغة ألنه بعيد عن مجال التخصص وعن الصناعة‬
‫املصطلحية في الوقت نفسه‪ ،‬وهو بتدخله في ظل الفـرا والتـأخر املصـطلحي إنمـا يفـاقم مـن األزمـة‬
‫ويزيدها توترا‪ ،‬ألنه قد يطرح مصطلحات غير مالحمة للتداول وقد يجري استعمالها ويعمل بها أفراد‬
‫ومؤسسات‪ ،‬وهذا يشكل ج هة إضعاف ألي مصطلح مالحم قد يقترحه املؤهلون لذلك في املستقبل‪،‬‬
‫ألن هذا األخير سيجد نفسه في حالة منافسة مع مصطلحات قد اكتسبت قوة باالستعمال والتداول‬
‫فإما أن يهزمها أو تهزمه ولنا في الححيح املهجور والخطأ الشائع خير مثال ودليل‪.‬‬
‫‪ .7‬موقف املترجم من أزمة املصطلح‪:‬‬
‫تصبح مسؤولية املترجم في ظـل هـذه األزمـة والفوضـ ى املصـطلحية مسـؤولية مضـاعفة‪ ،‬وهـذا‬
‫على فرض أن املترجم يملك امللكة اللغوية واملعارف املتخصصة الالزمة وتكوينه يؤهله ألن يكون من‬
‫صــنا املصــطلح ألنــه ال يمكنــه أن ينجــز عمــل الترجم ــة أصــال إن لــم يتــوفر فيــه كــل ذلــك‪ ،‬فتع ــدد‬
‫املصطلحات املقترحة واملتداولة ال بد أن يقابلـه تعـدد فـي املسـتعملين وانقسـام فـي صـفوفهم‪ ،‬وال بـد‬
‫للمترجم أن يبلغ املفاهيم على اختالف فاات املتلقين وخلفياتهم‪ ،‬وإن له كذلك واجبا والتزاما اتجاه‬
‫اللغة وإحيائها‪ ،‬ويمكن على العموم أن يتدخل املترجم في حالتين اثنتين وهما‪ :‬حالة الفرا املصطلحي‬
‫وهنـا يكــون املفهــوم حــديثا فــي اللغــة املنقــول إليهـا‪ ،‬وحالــة التعــدد والتشــتت املصــطلحي وهنــا يكــون‬
‫املفهوم قد قطع أرواطا في اللغة املنقول إليها تحت غطاء العديد من التسميات‪.‬‬

‫‪148‬‬ ‫عبد القادر رسول‬


‫‪Journal of Languages & Translation‬‬ ‫‪Vol 01‬‬ ‫‪Issue 02‬‬

‫في الحالة األولى ال بد للمترجم أن يسلك سلوك واضع املصطلحات نظرا لتأخر الجهات املؤهلة‬
‫عن وضعه وإراعته‪ ،‬وخير مررد له في ذلك ما اقترحته املجامع اللغوية‪ ،‬وأهم ما أوصت به نورده‬
‫هنا ملخصا على لسان صالح بلعيد (‪:)84- 2003،83‬‬
‫‪ -‬وضع املقابل بعد الرجو إلى املعاجم ال قديمة و الحديثة وإلى كتب التراث واملعاجم األجنبية‬
‫ومعاجم املصطلحات العلمية الحديثة العربية واألجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬ال يشترط في وضع املصطلح ان يستوعب كل دقاحق املعنى‪.‬‬
‫‪ -‬رفض الترادف في املصطلحات العلمية‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب االصطالح بلفظ واحد ملدلوالت علمية مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬التحرز من استعمال عدة مصطلحات ملدلول واحد‪.‬‬
‫‪ -‬الترجمة الداللية املباررة واستخدام املجاز‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة التناسق بين املصطلح العربي واألجنبي‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تعذر إيجاد مصطلح عربي يلجأ إلى التعريب‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الداللة العلمية للمصطلحات املتقاربة وعدم تقييدها‪.‬‬
‫‪ -‬توخي وضوح الداللة وتجنب اإلبهام‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة صالة الترابط االرتقاقي والتصريفي واملعنوي بين املصطلحات‪.‬‬
‫‪ -‬العودة إلى التراث واستعمال ما وضع من مصطلحات علمية مهجورة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة وجود مناسبة أو مشابهة بين مدلول اللفظ اللغوي ومدلوله االصطالحي‪.‬‬
‫‪ -‬تقدم الكلمة الخاضعة لالرتقاق على التي يصعب االرتقاق منها‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم الكلمة الكثيرة الدوران على الكلمة النادرة والكلمة املنسجمة الحروف على املتنافرة‪.‬‬
‫‪ -‬تفضيل الكلمات العربية الفصيحة على الكلمات املعربة‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب استخدام العامية خاصة املحلية أو اإلقليمية‪.‬‬
‫‪ -‬االلتجاء إلى النحت عند الضرورة القصوى‪.‬‬
‫‪ -‬املرونة في اختيار املصطلح العربي البعيد عن إثارة اللبس‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال املصطلح األجنبي لضرورات قاهرة أو في املصطلح النزر‪.‬‬
‫ولكـي يطبـق املتـرجم هـذه التوصـيات ويعمـل بهـا ال بـد أن يكـون عاملـا بطـرق وضـع املصـطلح فـي اللغـة‬
‫العربية وأولوية كل طريقة على األخرى‪.‬‬

‫‪ .8‬طرق وضع املصطلح في العربية‪:‬‬

‫‪149‬‬ ‫عبد القادر رسول‬


‫‪Journal of Languages & Translation‬‬ ‫‪Vol 01‬‬ ‫‪Issue 02‬‬

‫يقترح الدكتور ممدوح خسارة (‪ ) 14 ،2008‬اعتمادا على منطق اللغة ومنهجها ثالثة طرق لوضع‬
‫املصطلح في العربية هي حسبما أورده من ترتيب‪ :‬الترجمة والتوليد واالقتراض‪ ،‬ويقابل هذا ما نجده‬
‫عنـد شـحادة الخــوري (‪ ) 2 ،2004‬الـذي يقـول إن هنــاك طـريقتين لوضـع املصــطلح فـي العربيـة همــا‪:‬‬
‫الترجمـة والتوليــد‪ ،‬ويــدخل االقتــراض أو مــا يســميه بالتعريــب فــي بــاب التوليــد عنــده‪ ،‬لكــن ممــدوح‬
‫خسارة يعترض على أن يكون االقتراض توليدا فهو يرى أن "التوليد يعني أن الكلمة املولدة قد نسلت‬
‫من كلمة عربية أسبق منها في الوضع" (‪ )45 ،2008‬لهذا يعتبره أسلوبا مستقال عن األسلوبين األولين‪.‬‬
‫‪ .1 .8‬الترجمة‪:‬‬
‫يقول ممدوح خسارة أن الترجمة في وضع املصطلح تعني "إعطاء الكلمات األجنبية مقابلها‬
‫العربي املوضو من قبل" (‪ ،) 17 ،2008‬ويوضح شحادة الخوري هذا أكثر حينما يقول إن الترجمة‬
‫تعني "نقل اللفظ األعجمي بمعناه إ لى ما يقابله في اللغة العربية‪ ،‬و في هذه الحالة ال نبتد وال نولد‬
‫لفظا جديدا بل نستفيد من األلفاظ العربية املوجودة للداللة على معان أو ذوات جديدة سدا‬
‫لحاجة داللية إزاء األلفاظ األجنبية" (الخوري‪ ،) 3 ،2004 ،‬فالترجمة يراد بها هنا البحث عن مقابل‬
‫للمصطلح األجنبي فيما هو متوفر عندنا من كلمات اللغة املستعملة فإن لم نجد لفظا يقابله‬
‫واقترحنا له لفظا جديدا لم يكن يستعمل من قبل لهذه اللفظة األجنبية نكون بصدد التوليد‪،‬‬
‫ويمكن أن نجد الكلمات املقابلة حسبما يوضحه ممدوح خسارة (‪ ) 25- 2008،17‬في املعجمات‬
‫العربية العامة وفي كتب ا للغة وفي كتب التراث العلمي وفي اللهجة العامية‪ ،‬وتقابل هذه النقطة ما‬
‫أوصت به مجامع اللغة أعاله في أول توصية‪.‬‬

‫‪ .2 .8‬التوليد‪:‬‬
‫سـنعرض التوليـد وسـنراه مثلمـا رآه ممـدوح خسـارة علــى أنـه "تحصـيل كلمـة مـن كلمـة أخــرى‬
‫أسبق منها وضعا" (‪ ) 42 ،2008‬وبهـذا يشـتمل التوليـد حسـب املؤلـف نسـفه علـى االرـتقاق بأنواعـه‬
‫وعلــى املجــاز بفروعــه مــن مرســل وإســتعارة وإحيــاء (‪ ،) 14 ،2008‬فاالرــتقاق يعرفــه أحمــد عيس ـ ي‬
‫بقوله‪" :‬واالرتقاق في االصـطالح هـو أن تأخـذ مـن أصـل فرعـا يوافقـه فـي الحـروف وتجعلـه داال علـى‬
‫معنـى يوافـق معنـاه" (عيسـ ى‪ ،) 114 ،1923 ،‬واالرــتقاق عنـد ابـن جنـي (ب ت‪ )134- 133 ،‬نوعــان‪،‬‬
‫ارتقاق أكبر و ارتقاق أصغر‪ ،‬أمـا األكبـر فيكــون فيـه بيــن الكلمتـين األصـلية واملشـتقة تناسـب فـي‬
‫اللفظ واملعنى دون االتفاق بينهما في ترتيب الحروف األصلية‪ ،‬وأما األصغر فهو انتزا كلمة من كلمة‬
‫أخــرى بتغيي ــر فـ ــي الص ــيغة م ــع تشابـ ــه بينهم ــا ف ــي املعن ــى و اتف ــاق ف ــي األح ــرف األصليـ ــة وفـ ــي ترتي ه ــا‬
‫(القاســمي‪ ،‬ب ت‪ ،) 98 ،‬ويعتبــر االرــتقاق وســيلة فعالــة ف ــي صــنع املصــطلحات والكلمــات فــي اللغ ــة‬
‫وجعلهـا تتوالــد مــن بعضــها بعــض‪ ،‬كمــا أنهــا وسـيلة تخــدم مســتعملي اللغــة كــونهم ال يخرجــون عــن‬

‫‪150‬‬ ‫عبد القادر رسول‬


‫‪Journal of Languages & Translation‬‬ ‫‪Vol 01‬‬ ‫‪Issue 02‬‬

‫الكلمات املستعملة فـي لغـتهم فـالنواة األولـى التـي تتولـد منهـا الكلمـات واملعـاني معلومـة عنـدهم وهـذا‬
‫يجعل الوصول إلى معانيها ومفاهيمها أمرا يسيرا‪.‬‬
‫أما املجاز فهو كما يعرفه محمود خسـارة "كلمـة مسـتعملة فـي غيـر معناهـا األصـلي لعالقـة مـع وجـود‬
‫قرينة مانعة من إرادة املعنى األصلي" (‪ ،)133 ،2008‬فمع املجاز نبقى داحما في إطار اللغة ومفرداتها‬
‫لكن مع تغير في املعنى في اللغة العامـة وفـي املفهـوم فـي اللغـة املتخصصـة‪ ،‬لكـن البقـاء فـي إطـار اللغـة‬
‫الواحدة يقدم نقاط الرسو الالزمة الستخراج املعنـى واملفهـوم علـى اعتبـار وجـود عالقـة داحمـة بـين‬
‫االستعمال السابق للكلمة واالستعمال الجديد لها‪.‬‬
‫‪ .3 .8‬االقتراض‪:‬‬
‫يتفق كل الدارسين واللغويين على أن يجعلوا االقتراض أو ما يسميه بعضهم بالتعريب آخـر‬
‫طريقة في وضع املصطلح وآخـر أسـلوب يلجـأ إليـه فـي الترجمـة‪ ،‬فهـذا ممـدوح خسـارة (‪)143 ،2008‬‬
‫يقول إنه الطريقة األخيرة التي يلجأ إليها بعد عجز الطرق األخرى كلها‪ ،‬ويقصد باالقتراض أن تأخذ‬
‫العربيـة كلمــات أو مصـطلحات م ــن اللغــات األجنبيــة‪ ،‬وهـو مثلمــا يوضـحه ممــدوح خســارة (‪،2000‬‬
‫‪ ) 922- 920‬نوعان‪ :‬املعرب ويقصد به الكلمات األجنبيـة التـي دخلـت العربيـة وخضـعت للخصـاحص‬
‫الصرفية والصوتية الخاصة بالكلمة العربية‪ ،‬والدخيل الذي يقصد به الكلمات التي دخلت العربية‬
‫ولم تخضع ملقاييسها وخصاحصها السيما الصرفية منها‪.‬‬
‫نالحــظ أن ترتيــب هــذه الطــرق فــي وضــع املص ــطلح يتفــق مــع مــا أوصــت بــه املجــامع اللغوي ــة‬
‫واملؤسسات املصطلحية إذ نجدها تبدأ بالبحث فيما لدينا من كلمات وألفاظ مستعملة ثم تمر إلـى‬
‫توليد لفظ جديد من خالل وساحل التوليد التي تتوفر عليها اللغة من ارتقاق ومجاز ‪ ،‬وتنتهي بالحل‬
‫األخير وهو االقتراض الذي يعد حال من خارج اللغة‪.‬‬
‫وعليـه فـإن املتـرجم فـي الحالــة األولـى يقـوم بعمـل املصـطلحي ويضــع للمفهـوم الـذي بـين يديــه‬
‫تسمية ثم يطرحها في نصه املترجم وهـو علـى الـرغم مـن أنـه يحـاول تبليـغ مـا بـين يديـه مـن مضـامين‬
‫علمية إال أنه بعمله ذاك يساهم في التشتت املصطلحي املوجود‪ ،‬لكن سلوكه صحيح في هذه الحالة‬
‫ألنه ال يمكن أن ينتظر حتى تتحرك الجهات املؤهلة لوضع املصطلحي وينتظر إراعتها له كي يستعمل‬
‫مـا تو ـ ي بـه‪ ،‬فعمـل املتــرجم عمـل آنـي يتطلـب اسـتجابة فوريــة لضـرورات التواصـل والتبليـغ‪ ،‬لهــذا‬
‫وجب علينا أن نوجه املترجم إلى ما سبق من طرق وضع بحسب األولوية املمنوحـة لكـل طريقـة وإلـى‬
‫توصيات وضع املصطلح السابقة لكي يطـرح فـي ظـل هـذا الشـتات مصـطلحات مقبولـة وسـليمة مـن‬
‫الناحيـة اللغويــة ومـن ناحيــة التعبيــر عـن املفهــوم أي مـن ناحيــة اإلملــام بالتخصـص‪ ،‬ألن مــا يضــعه‬

‫‪151‬‬ ‫عبد القادر رسول‬


‫‪Journal of Languages & Translation‬‬ ‫‪Vol 01‬‬ ‫‪Issue 02‬‬

‫ويترجمه قد يكتب له االستعمال والتفوق على كل اقتراح الحق وتكون له أيضا القوة الالزمة ملنافسة‬
‫ما تطرحه الجهات غير املؤهلة من مقابالت ال تستجيب للمعايير الالزمة لصنع املصطلح‪.‬‬
‫أما في الحالة الثانية التي يتعدد فيها املصطلح فإن عمل املترجم سيكون راحكا ألن املتلقي قد‬
‫سبق ودخل في حلقة التواصل وألصق باملفاهيم العلمية تسميات مختلفة‪ ،‬لهذا وجب على املترجم‬
‫أن ينظر إلى ما هو موجود في الساحة من مصطلحات وينظر ما يستجيب منها لطرق وضع املصطلح‬
‫وللمعايير التي اقترحتها املؤسسات املصطلحية‪ ،‬فإن وجد مصطلحا مناسبا يستجيب لتلك املعايير‬
‫فضــله علــى املصــطلح املن ــافس لــه لكــن دون أن ينسـ ـ ى فاــة املتلقــين التــي ل ــم تتطلــع علــى املص ــطلح‬
‫املناسب فيهيء املصطلح الذي يستعمله داخل نصه من خالل الشرح بما هو موجود من تسميات‬
‫متداولة وبما تتيحه اللغة من طرق تهياة ممكنة من خالل جمل اعتراضية رارحة وحواش من دون‬
‫أن يطغى الشرح علـى املصـطلح الـذي نريـد تهيوتـه وإلصـاق املفهـوم العلمـي بـه‪ ،‬وال يعمـل بهـذا فـي كـل‬
‫النص الذي يترجمه إنما يعمل به عند أول ظهور للمصـطلح وبعـدها يسـتعمل املصـطلح وحيـدا ألنـه‬
‫سبق وأن هيئ له في نصه الذي يترجمه‪.‬‬
‫لكن قد يسأل ساحل فيقول وإن كان كثير من املصط لحات املوجودة تستجيب للمعايير املطلوبة فما‬
‫العمل؟ هنا يقوم املترجم باختيار املصطلح حسب األولويات التي حددتها التوصـيات الصـادرة عـن‬
‫املؤسسات املصطلحية وحسب ترتيب طرق وضع املصطلح السابقة‪ ،‬وال بد للمترجم أن يطلع عليها‪،‬‬
‫إن لـم يكـن قـد اطلـع عليهـا خـالل تكوينـه الترجمـ ي‪ ،‬فـال يلجـأ مـثال لالقتـراض أو التعريـب إال فـي حــال‬
‫الضرورة القصوى ويبحث أول ما يبحث فيما هو مستعمل من كلمات ومصطلحات اللغـة ويفضـل‬
‫الكلمـات التـي يسـهل االرـتقاق منهـا علـى الكلمــات صـعبة االرـتقاق‪ ،‬ويرجـع علـى العمـوم إلـى رــروط‬
‫وضع املصطلح ويطبقها‪ ،‬لكنه يضـع داحمـا نصـب عينيـه أن هنـاك فاـة مـن املتلقـين قـد اطلعـت علـى‬
‫هـذا املصـطلح دون ذاك لـذلك يلجــأ إلـى التهياـة الالزمـة للمصــطلح مثلمـا سـبق ذكـره‪ ،‬وإن اعتبــر أن‬
‫املصطلح الذي يترجم به قد را وانتشر جاز له أن يورده وحيدا بال تهياة‪ ،‬وللمترجم واجب اتجاه‬
‫اللغــة وإحيائهــا فــإن تس ــاوت املصــطلحات املوجــودة فــي درج ــة الشــيو واالســتعمال وجــب علي ــه أن‬
‫يسـتعمل مــا يخـدم لغتــه وينميهــا‪ ،‬لكـن هــذا يبقــى مجـرد حــل مؤقــت وال بـد مــن حــل آخـر أكثــر قــوة‬
‫ورمولية‪.‬‬
‫‪ .9‬اقتراح لحل أزمة املصطلح‪:‬‬
‫إن الحل الالزم ألزمة املصطلح أمام الفوض ى الكبيرة التي يشهدها هو تعريب مختلف القطاعات‬
‫في الدول العربية على نحو يكون فيه التدريس والطب بالعربية وتستعمل كل النشاطات العربية لغة‬
‫لهــا‪ ،‬فــال إنجليزيــة وال فرنســية‪ ،‬ألن اســتعمال اللغــة الوطنيــة‪ ،‬بــل لغــة األمــة‪ ،‬مــن عالمــات الســيادة‬
‫واالسـ ــتقالل الحقيقـ ــي‪ ،‬ويكـ ــون التعريـ ــب بتوحيـ ــد ك ـ ــل الجهـ ــود الفرديـ ــة والجماعيـ ــة فـ ــي مؤسس ـ ــة‬
‫‪152‬‬ ‫عبد القادر رسول‬
‫‪Journal of Languages & Translation‬‬ ‫‪Vol 01‬‬ ‫‪Issue 02‬‬

‫مصطلحية واحدة تعنى بتتبع املصطلح العلمي وترجمته عند أول ظهور ملفهومه‪ ،‬على نحو تعمل فيه‬
‫هذه املؤسسة بالتنسيق مع الجهات الحكومية ملختلف البلدان العربية من خالل مؤسسات فرعية‬
‫تابعة لها في كل دولة‪ ،‬ويكـون العمـل بمـا تو ـ ي بـه هـذه املؤسسـة إلزاميـا‪ ،‬وخيـر مثـال علـى ذلـك هـو‬
‫تعريـب القضـاء فـي الجزاحـر وانتشـار مصـطلحاته لـدى املتخصـص وحتـى غيـر املتخصـص بفضـل مـا‬
‫تصدره الجهات الرسمية من قوانين منظمـة للقضـاء باللغـة العربيـة وعمـل كـل أجهزتـه بهـذه اللغـة‪،‬‬
‫فالتعريب سيكون حافزا قويا لترجمة املصطلحات األجنبية ووضع تسميات للمفـاهيم الجديـدة فـي‬
‫حــين ظهورهــا‪ ،‬ومــع التعريــب ســينقص االرتجــال فــي مجــال صــنع املصــطلح ألنــه سيضــطلع حقيق ــة‬
‫بوظيفته التواصلية من خالل االستعمال الشامل له‪ ،‬لكن ال بد من مؤسسة وحيدة تعنى بذلك حتى‬
‫وإن جعلت لها فروعا في كل قطر من األقطار العربية وال بد من اإلرادة السياسية الحقيقية في جعل‬
‫العربيـة لغــة كــل ش ـ يء فــي هــذه األقطــار العربيــة‪ .‬وإن تــم هــذا فلــن يتــردد بعــده متــرجم وال كاتــب أي‬
‫مصطلح يختار ألن مهمة االختيار هذه ستوكل إلى مؤسسة مؤهلة ال يشك في خياراتها أحد وستعمد‬
‫ُ َ‬
‫الدول املنظمة على نشر قراراتها للمترجمين وغيرهم من مستعملي اللغة‪.‬‬
‫‪ .10‬خاتمة‬
‫نخلص في األخير إلى القول إن املفاهيم العلمية تبقى واحدة مهما تعددت التسميات التي تمـنح لهـا‪،‬‬
‫فــالعلوم ومضــامينها ال تتغي ــر بتغيــر التســميات الت ــي تمــنح له ــا لكــن الوصــول إل ــى املعلومــة العلمي ــة‬
‫الح حيحة التي ال يشوبها لبس وال غموض هو الذي يتأثر بتعدد التسميات التي تمنح لها‪ ،‬لهذا وجب‬
‫تنســيق كــل الجهــود وتوحي ــدها فــي جهــة واح ــدة فتكــون تســميات العل ــوم ومضــامينها موحــدة مث ــل‬
‫مفاهيمها وتحقق املصطلحات وظيفتها التواصلية تحقيقا فعليا‪ ،‬ولكي يكون عمل هذه الجهة آنيا ال‬
‫يفوتـه مفهــوم وال مصــطلح وجــب الســير نحــو تعريــب كـل القطاعــات فــي بلــداننا العربيــة‪ ،‬والبــدء فــي‬
‫التأليف وإنتاج املعرفة باللغة العربية‪.‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫أبـو الفتـح عثمـان بن جنـي (ب ت)‪ ،‬الخصـاحـص‪ ،‬دار الكتـب املصـرية‪ ،‬ج ‪ ،2‬القاهـرة‪.‬‬
‫أحمد عيس ى (‪ ،)1923‬التهذيب في أصول التعريب‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة مصر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫األمير مصطفى الشهابي (‪ ،) 1965‬املصطلحات العلمية في العربية في القديم والحديث‪ ،‬ط‪ ،2‬معهد‬
‫الدراسات العربية العالية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫توفيق محمد راهين (‪ ،) 2001‬عوامل تنمية اللغة العربية‪ ،‬مكتبة وهبية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫الجرجاني علي بن محمد (‪ ،) 1971‬التعـريفات‪ ،‬الدار التونسية للنشر‪ ،‬تونـس‪.‬‬
‫خليفة عبد الكريم (‪ ،(1987‬اللغة العربية والتعريب في العصر الحديث‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات مجمع‬
‫اللغة العربية‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪153‬‬ ‫عبد القادر رسول‬
‫‪Journal of Languages & Translation‬‬ ‫‪Vol 01‬‬ ‫‪Issue 02‬‬

‫شحادة الخوري (‪ ،) 2001‬دراسـات في الترجمـة و التعريب واملصطلـح‪ ،‬دار الطليعـة‪ ،‬تونس‪.‬‬


‫شحادة الخوري (‪" ،) 2004‬نحو منهجية موحدة لوضع املصطلح"‪ ،‬املؤتمر الثالث ملجمع اللغة‬
‫العربية بدمشق بعنوان قضايا املصطلح العلمي‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫صالح بلعيد (‪" ،) 2003‬مشكل املصطلح العلمي في الوضع أم االستعمال"‪ ،‬مجلة اللسانيات‪ ،‬مجلد‬
‫‪ ،8‬عدد ‪.1‬‬
‫عبد القادر املغربي (‪ ،) 1947‬االرتقاق والتعريب‪ ،‬مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫علي القاسمي (‪" ،) 1989‬إركالية توحيد املصطلح العربي بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬مجلة اللسان‬
‫العربي‪ ،‬العدد ‪ ،32‬الرباط‪.‬‬
‫علي القاسمي (ب ت)‪ ،‬املصطلحيـة‪ ،‬مقدمـة في علم املصطلـح‪ ،‬دار الحـرية للطباعـة‪ ،‬بغـداد‪.‬‬
‫محمد رياض وتار (‪ ،) 2002‬توظيف التراث في الرواية العربية املعاصرة‪ ،‬دراسة منشورات إتحاد‬
‫الكتاب العرب‪ ،‬سوريا‪.‬‬
‫ممدوح محمد خسارة (‪ ،) 2008‬علم املصطلح وطراحق وضع املصطلحات في العربية‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫دمشق‪.‬‬
‫ممدوح محمد خسارة (‪ ،) 2000‬املعرب والدخيل في املجالت املتخصصة‪ ،‬مجلة مجمع اللغة العربية‬
‫بدمشق‪ ،‬مجلد ‪ 74‬جزء ‪ ،4‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫منظمة الححة العاملية (‪ ،) 2007‬علم املصطلح لطلبة كليات الطب والعلوم الححية‪ ،‬أكاديميا‬
‫إنترنشيونال‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫يوسف عبد هللا الجوارنة (‪" ،) 2013‬أزمة توحيد املصطلحات العلمية العربية"‪ ،‬مجلة الجامعة‬
‫اإلسالمية للبحوث اإلنسانية‪ ،‬مجلد ‪ ،21‬عدد ‪ ،2‬األردن‪.‬‬
‫‪Cabré M.T (1998), La terminologie théorie, méthodes et applications,‬‬
‫‪Traduit du catalan et adapté par Monique C. Cormier et John Humbley, Les‬‬
‫‪presses de l’université d’Ottawa, Armand Colin. Paris.‬‬

‫‪Galisson. R et Coste. D (1976), Dictionnaire de didactique des langues,‬‬


‫‪Hachette, Paris.‬‬

‫‪L'Homme, M-C (2004), La terminologie: principes et techniques, Les presses‬‬


‫‪de l'université de Montréal, Canada.‬‬

‫‪154‬‬ ‫عبد القادر رسول‬

You might also like