Professional Documents
Culture Documents
المصطلح القانوني بين اللغة العربية ولغة التخصصthe term law between arabic and the language of specialization
المصطلح القانوني بين اللغة العربية ولغة التخصصthe term law between arabic and the language of specialization
املؤلف املرسل.
697
مصطفى سالمي /العيد موفقي /نارة املختار
يعتبر املصطلح في كل علم من أهم املداخل التي تتناول موضوع العلم ،و لغة االختصاص هي
اجتماع متخصصين على جملة من املفردات تحكمها مرجعية خاصة وتحدد أصول دالالتها ومجال
استعمالها وبهذا تتميز هذه اللغة عن سائر اللغات من خالل خصوصية النظام املحدد للداللة وطريقة
التركيب أي شبكة العالقات التي تربط املفاهيم الخاصة فيها.
ويمتلك املصطلح خصوصية علمية مشتركة بين سائر الباحثين في املجموعة املحددة بينما
يضيق أو يتسع عند مجموعات باحثة أخرى ،ويرجع توسع مفاهيم املصطلح وتضيق دائرة استعماله
إلى السياق النص ي الذي يحدده البعد الوظيفي لتنقل املصطلح بين املجاالت املعرفية املختلفة والعمل
على تقريبها أكثر إلى مجال التخصص املستعمل فيه وتبسيطها ليسهم هذا املصطلح في إرساء تواصل
فعال بين املتخصصين.
إن املصطلح القانوني من أهم محددات لغة القانون ألنه يمثل تواضع املتخصصين في مجال
معرفي معين واتفاقهم على استعمال لفظ من األلفاظ الدالة على مدلول بعينه لم يكن يدل عليه من
قبل وذلك ملناسبة بين الداللة األولى والداللة االصطالحية وهنا ترتسم حدود العالقة بين العلوم
القانونية وعلم املفردات في اللغة العربية(املعجم).
كما ينطلق املصطلح القانوني كغيره من املصطلحات في العلوم املعرفية واالنسانية املختلفة
ويبحث أثناء ذلك عن األشكال اللغوية التي يناسبها ،فاملفهوم القانوني يمكن أن يتحقق بالشكل ذاته
من خالل املصطلح مهما كانت لغته والبحث في أنظمة املفاهيم وربطها باملصطلحات املحكمة الداللة
املعبرة عن شبكة العالقات القائمة بينها.
ونحن هنا ال نبحث بين لغات مختلفة فذلك ش يء أعم وله دراسات خاصة بينما نبحث عن
انتقال الداللة واملفهوم من لغة االختصاص (القانون) وما تحمله في املعاجم من مفاهيم ودالالت
أولوية توافق أو تخالف ما وضعت له عند أهل االختصاص من فقهاء وعلماء القانون والتشريعات.
-فما دور الحدود اللغوية في بناء املفاهيم القانونية؟
-وماهي حدود التداخل التي يرسمها املصطلح بين اللغة العربية واللغة املتخصصة
(القانونية)؟
-هل يعتبر املصطلح محددا رئيسا للغة التخصص؟
هذه الشكالية وما ينتج عنها من تساؤالت فرعية نحاول البحث عن إجابات لها في هذا املقال
معتمدين على املنهج الوصفي املقارن لوصف هذه الظاهرة بين نظام اللغة العربية ونظام اللغة
القانونية ولذلك سوف نتناول هذا البحث من خالل مبحثين األول نتكلم فيه على مفهوم اللغة
واملصطلح القانوني والثاني نتكلم فيه على إشكالية وضع املصطلح القانوني عند املشرع.
698
املصطلح القانوني بين اللغة العربية ولغة التخصص
فرعية من اللغة العامة ،وتتقاسم معها معظم الخصائص(حرية جرعوب ، 2019 ،اللغة
املتخصصة واملصطلح ،يوم التصفح ) www.aqlamalhind.com/?p=1392 2022/06/12
ولهذا فإن لغة االختصاص هي شكل لساني خاص له حدود ورموز نستعملها لحاجيات خاصة
وفي سياقات مالئمة بغية توصيل معلومات من طبيعة متخصصة في مستوىياتها العليا أو الدنيا ففي
أعلى مستوى يستعملها الخبراء األعلى تحصصافيما بينهم وفي أدنى مستوى تستعمل الخبار أو تعليم
غير املتخصصين بطريقة فعالة دون لبس (ماريا تيريزا كابري ،مرجع سابق ،ص.)98 :
إن اللغة هي وسيلة لحوار الثقافات والحضارة وتمثل عنصرا جوهريا في تكوين شخصيات
األمة ،وعليه فإن النص القانوني يستعمل لغته الخاصة أي اللغة القانونية ال اللغة العامة وعليه فإن
النص القانوني يستعمل لغته الخاصة اي اللغة القانونية ال اللغة العادية التي تتيح للناس الفهم،
ويقصد بلغة القانون لغة علم القانونوالقانون هو ما اصطلح عليه الخبراء بالقانون الوضعي أي ":
مجموعة من القواعد القانونية التي تكون النظام القانوني الذي يحكم حياة الجماعات .ومن املنظور
اللغوي التطبيقي تقوم لغة القانون على 3أنواع رئيسة:
-1اللغة القانونية األكاديمية :ويندرج فيها لغة املجاالت البحثية األكاديمية القانونية وكذلك
الكتب الخاصة بتدريس القانون.
-2لغة القضاء :ويشمل ذلك لغة األحكام التي تصدرها املحاكم والكتب التي تتناول القضايا
والتقارير القانونية.
-3لغة التشريع :وتتألف من الوثائق القانونية مثل القوانين التي يصدرها البرملان والوثائق
الدستورية والعقود واالتفاقيات واملعاهدات( شريفي عبد الواحد ،2010/2009 ،ص .)06
إن اللغة القانونية تحتاج إلى أسلوب واضح متين لشرح املضامين الواردة في النص القانوني
وليست قائمة على الكلمات دون سياق فالسياق له أهمية كبيرة في رسم حدود املصطلح وضبطه،
وبذلك يتطلب األمر اقصاء بعض الجوانب الشكلية حتى ال تخرج اللغة القانونية عن املعنى املراد
من املصطلح القانوني.
إذن فالهدف هو الوصول إلى مؤديات تخلو من اللبس كونها لغة خاصة تختلف عن اللغة
العامة (األدبية) (محمد عناني ،سنة ،1997ص ،)48التي تستخدم اللغة العاطفية وبذلك تخرج عن دائرة
النص املتخصص ،ويكمن االختالف بينهما في مظاهر عديدة مثل االتساق اللغوي أي ترابط األفكار
التي يعرضها النص املختص ،موضوعية الجمل ،البنية االصطالحية ،شأن االشتقاق الوارد على
النظم املصطلحية( أي املصطلحات التي املصطلح ،وكذلك النحت واملجاز والتوليد ،..كذلك األسلوبُ ،
هي أساس قيام لغة االختصاص).
700
املصطلح القانوني بين اللغة العربية ولغة التخصص
701
مصطفى سالمي /العيد موفقي /نارة املختار
ص ،)19 :فمدار مفهوم املصطلح موضوع الدراسة في علم املصطلح العام والخاص هو ":ذلك االسم
الذي يتموضع ضمن شبكة مفاهيم تعبر عن نظام متكامل يجعله يتسم بتطابق محكم مع مفهومه
ومع سائر املفاهيم من خالل العالئق التي تعبر عن نظام معرفي معين يجمع مفاهيم العلم املقصود
واللغة املقصودة.
كما أنه يعبر عن مجموعة من الكلمات من لغة متخصصة ( علمية أو تقنية)يستخدم
للتعبير بدقة عن مفاهيم وليدل على أشياء مادية محددة (حجازي محمد فهمي ،د ت ن ،ص )11 :فهو
عبارة عن جملة من املفردات املرتبطة بلغة شخصية او مجال معين قد يستقى بعضها من تراث
عريق وقد يفترض يعضها للداللة عن مرجع داللة محكمة (الواسطي سليمان ،1983 ،ص .)29
وبفضل املصطلح تهدق لغات االختصاص غلى تحقيق الدقة والداللة املباشرة بعيدا عن
اليحاء والعموم وهي سمات مميزة ملصطلحات العلمية والتقنية إذ ينبغي أن يكون املصطلح دقيقة
ومباشرة في داللتها بعيدا عن اللغز والغموض كما تكسب الكلمات التي تنتقل من لغة العامة إلى لغة
االختصاص استخداما جديدا ذو داللة خاصة ومحددة فتشحن بداللة اصطالحية بعيدة عن تلك
التي تحملها في االستعمال العام (حجازي محمد علي ،د ت ن ،ص،)14 :وبهذا يمكننا الوقوف على دقة لغة
االختصاص وملا استطعنا ضبط داللتها املباشرة وبهذا تكتس ي املفردات دالالت عديدة بعيدة عن
الدالالت املعتادة في التواصل العام.
إضافة إلى ذلك فإن املصطلحات املفردة متخصصة في أي علم تحدد نوعا منالتراكيب املميزة
وهي من الجانب القانوني تتسم بالوضوح وااللبساطة لخدمة هدف لغوي محدد وبهذا يكون االسلوب
الوظيفي هو املهيمن في بناء التراكيب الخاصة.
ومن سماته أيضا اليجاز على قدر املفهوم وبما يطابقه مباشرة وبأقل ألفاظ وبأقصر عبارة ممكنة
وهي دقيقة دقة مستمدة إلى املعيار العلمي الذي ال يحتمل فيها النص وال بعضه إال معنى واحدا
وتفسيرا واحدا (أحمد بناني ،2020،ص ،) 24دقة خالية من اللبس واملشترك الفظي وال تحمل الوهم
واالحتمال وتبتعد عن االستعارة والكناية وكل اسلوب غير مباشر فلغة النص القانوني وسبيلة لنقل
مضمون ما وليست شكال وال غاية في نفسها (مصطفى سامي املهدي ،د ت ن ،ص.)85 :
واألمر راجع إلى التخصص الن لكل تخصص لغة تميزه وأسلوب يحدده ولهذا اهتم اللغويون
خصوصا برسم معالم املصطلحات التقنية خاصة والتي تتميز بدالالت خاصة تحدد حيز الدالالت
العامة لكل مفردة في اللغة.
ولعل ذلك االهتمام راجع ألسبا وهي :
-1االنفجار العلمي الذي نواكبه
-2ظهور وسائل التواصل السريعة واملتطورة سرعت من شدة االحتكاك بين اللغات
والشعوب والخلفيات الفكرية املختلفة..
وقد فطن علماء اللغة العربية لضرورة رسم حدود التعريفات لكل علم وضرورة تميز
التعريفات بالشمولية والكمال (شامل مانع) شاكل للمكونات األساسية ومانع لدخول غيرها
من املكونات ،.وبذلك يمكن تحديد املصطلح وفق نمط خاص يميز العلم الذي ينتمي له هذا
املصطلح.
وكان املصطلح القانوني من جملة املصطلحات التي عرفت صعوبة في تحديدها الن
املادة العلمية القانونية بقدر اختالفها في التشريعات العاملية إال أن هناك تشابه إلى حد كبير
بينها وبالتالي كان النتقال املصطلحات بين اللغات وتحديد مفاهيمها العامة يعد إشكالية كبيرة
وما يزيد الشكال هو تداخل املصطلحات في اللغة الواحدة الشتمال املفردة الواحدة على
مجموعة من املفردات التي تشترك بينها في اللفظ عامة وبهذا يتحتم وجود معاجم مخصصة
لكل علم.
وللمصطلح دور كبير في تحديد سمات لغة االختصاص ،والجزء األساس ي في لغات
االختصاص هو مصطلحاتها املختلفة مع أن املصطلحات ال تشكل لغة إذ تحمل كل لغة
تخصصية خصائص صرفية ونحوية مستمدة من اللغة العامة أما الخصائص الصرفية
والنحوية فال تتكون إال في اللغة العامة .ويستخدم منها فقط ما يفي بحاجة التخصص.
فبفضل املصطلح تهدف لغات االختصاص إلى تحقيق الدقة والداللة املباشرة بعيدا
عن اليحاء والعموم وهي سمات مميزة للمصطلحات إذ ينبغي أن تكون مصطلحات دقيقة
ومباشرة في داللتها بعيدة عن الرمز والغموض.
كما تكتسب الكلمات التي تنتقل من لغة عامة إلى لغة االختصاص استخداما جديدا
ذو داللة خاصة ومحددة فتشحن بداللة اصطالحية بعيدة عن تلك التي تحملها في االستعمال
العام.
كما أن املصطلح يتوزع إلى نوع داخلي وآخر خارجي:
703
مصطفى سالمي /العيد موفقي /نارة املختار
-1االصطالح الداخلي :أي أحادي اللغة فهو يرتكز في شكله على املصطلحات املعجمية( نحو
بالغة فقه اللغة) وهي نتاج فكري ومعرفي له بعد تاريخي.
-2االصطالح الخارجي :اي متعدد اللغات ويستمد مادته األساسية من اللغات األجنبية عن
طريق الترجمة والتعريب.
الفرع الثاني :جهود توحيد املصطلحات القانونية ومعوقاته (تأصيل املصطلحات القانونية)
إن املصطلح بمفهومه الخاص وليد بيئة ثقافية معينة قد يكتسب داللة متفاوتة في انتقاله
من مجال إلى آخر في اللغة الواحد باعتباره مستخرجا من لفظ عام ذو دالالت مختلفة تصب في مفهوم
عام واحد وتكون داللته ثابتة النتمائه ملجال دون سواه مثلما هي املصطلحات القانونية غير أن
املصطلحات تندثر أحيانا بنقص تداولها واستعماالتها .واعتماد مرادفات لها أسها لفظا ( نطقا)
تختلف عنها نسبيا من حيث املعنى أو تكسب داللة جديدة في سياق نعين تفرضه سياقات أخرى
ضرورية.
ونقصد بتأصيل املصطلح هو إرجاع املصطلح لداللته الحصرية في سياقها التاريخي العرفي
املعين ،والتأصيل هو الوصل باألصل واألمر املهم أن املصطلح قبل كونه مطلبا لغويا فهو تعبير فكري
(فكرة) والتأصيل هو العلم الذي ينظر في أصول املعاني وأزمنتها وأطوارها التاريخية( ......طه عبد
الرحمن ،د ت ن ،ص ،)135-129 :
فالهدف األول هو البحث عن أصل الكلمة فهم السبب من وراء إطالق تسمية ما على مفهوم
معين (مصطلح) وهو البحث عن املعنى الحقيقي للكلمة وال تسعى لتعقب اختالف اللفظ وتغييراته
املتتالية من جذور الكلمة ملختلف اشتقاقاتها بل يشمل أيضا دراسة املعنى.
تشكل الصلة القائمة بين املدلول اللغوي واالصطالحي العامل األساس ي لتحقيق مفهوم دقيق
وهذا ما يسمح بربط املصطلحات بأصولها اللغوية ومجال تداولها دون إحداث قطيعة مع الثقافات
واللغات األخرى.
وفي شان املصطلحات القانونية نبحث أوال عن املصطلح ومعناه اللغوي مقارنة بين املعنى
اللغوي واملعنى االصطالحي للمصطلحات املشتقة منها واملعروف أن أغلب املصطلحات القانونية
مستمدة من الفقه أو ترجمة ذلك من اللغات األجنبية
املبحث الثاني :إشكالية وضع املصطلح القانوني عند املشرع
التشريع هو مجموعة من القواعد القانونية املكتوبة وامللزمة ويتميز النص القانوني عموما
والنص القضائي وغيره من أنواع بمصطلحات أصلية وأسلوب فريد يتراوح بين النص التشريعي
النصوص التي وصفها جيمار( ":)GEMAREيتميز النص القانوني بثالث سمات أنه معياري 5قنون
704
املصطلح القانوني بين اللغة العربية ولغة التخصص
حكم قضائي عقد -ويملك مصطلحات أصلية واسلوبا فريدا من نوعه تشريعي قضائي
( )Ge;qr.j.c. 2001.p.31-32-تعاقدي
ويخضع املصطلح القانوني ملجموعة من الضوابط واملعايير التي لو خرجنا عن إطارها لوقعنا
في الكالم العام املتداول إذ يتميز االصطالح القانوني بضوابط متعددة من أبرزها الدقة واليجاز
والداللة املباشرة كما ييجب أن يتميز بدرجة من التجريد فيبتعد عن الذاتية والصيغ الجمالية
(مصطفى الهاشمي ،2018 ،ص ، ) 6 :واهم ميزة هي ما يعرف بمقياس الداللة األحادية وهي تلك العالقة
التي تربط الدال بمدلول واحد وليس له مترادفات( .حلمي أسمهان ،2013 ،ص).3 :
املطلب األول :املصطلح والعوائق الثقافية
بما أن لكل علم مصطلحاته الخاصة التي تميزه عن غيره من العلوم فإن املصطلح القانوني أساس لغة
القانون ملا له من وظيفة مميزة فهو ال ينقل العلوم وما توصل اليه من حقل اختصاصه من معارف
موضوعية وحقيقية إذ أنه يشير إلى تسميات مكرسة ضمن جهاز مصطلحات محددة ملفاهيم أساسية
تخص ثقافة أمة أو قانونا معينا .
إن اللغة هي األداة لتواصل املجتمع 5املجموعة الواحدة -فهي مرآة عاكسة لثقافته املنتظمة
في مجموعة القوانين والتشريعات التي يدرسها القانوني في املجتمع والقانون هو ظاهرة محلية تخضع
ملبدأ املكان الخاص والذي يعتبر أحد أكثر املجاالت تخصصا بثقافة املجموعة في ذلك املكان
املخصص.
والقانون ظاهرة اجتماعية ولكل مجتمع ثقافة تميزه عن غيره وحدوده الجغرافية فهو محمل
بتلك الشحنات الثقافية املحلية.
وعند مراعات الجانب الثقافي للمصطلح القانوني يظهر ما يسمى بالتثاقف القانوني وبذلك
يكون املصطلح مؤشرا ثقافيا ال تقنيا من جهة وحضاريا تفاعليا من جهة أخرى وهنا يكون للثقافة دور
في تحديد وبناء ورسم حدود املصطلح
الفرع األول :التكوين اللغوي والبناء القانوني
إذا كان النص القانوني نظام من العالمات أو املواد القانونية يتشكل كذلك من مادة لغوية
ذات مستويات عديدة 5معجمية تركيبية داللية تداولية -إال أن هذه اللغة تختلف عن اللغة العادية
بوصفها لغة حاملة لقائمة مصطلحية تفارق بها اللغة العادية فهي لغة تتميز باستبعادها كل ماهو
إيحائي واعتمادها على كل ماهو متعين ظاهر ألنها لغة حكم وتشريع وتتميز أيضا :
-لغة اجتماعية تداولية النها تضبط سلوك األفراد وتتحكم وتنظم الروابط االجتماعية
705
مصطفى سالمي /العيد موفقي /نارة املختار
-لغة ت تسم بالعموم في الخطاب وبالتجريد في التعيين النها التوجه ملخاطبة شخص معين
وال تحدده بذاته وال تتناول واقعة معينة بل هي عامة مجردة محتكمة إلى شرائطها التي
يدل عليها نص القانون.
-لغة ملزمة للمخاطبين بها ( .حبيب ابراهيم خليلي ،سنة ،1983ص)121 :
وبهذا فان اللغة القانونية تختلف في معجمها ودالليتها عن اللغة العادية بل تعتمد على
سجالت مصطلحية خاصة بها.
وعليه فإن مما يجب االعتماد عليه بل يشترط في دارس القانون هو التكوين املتخصص في
املجال واملعرفة اللغوية النوعية واألكاديمية وذلك لبناء باحثين متمكنين في املجال القانوني واللغوي
معا وتأهيلهم للتعامل مع القوانين بناء ودراسة وتطبيقا.
وهذا ما يضمنه برامج التكوين املتخصصة أكاديميا بغرض ادراج الدراسة اللغوية واملعجمية
والداللية املتخصصة في امليدان إضافة غلى الدراسات في العلوم القانونية التي تتيح له الربط بين
املفاهيم القانونية والحصول على معرفة مهمة تؤهله لبناء وفهم وتحديد مجموعة املصطلحات لغويا
تركيبيا ودالليا..
الفرع الثاني :كفاءات واضع ودارس املصطلح القانوني
للدارس القانوني وواضع املصطلحات ال بد له من شرائط تقدره على أن يكون عارفا بالطرائق
والجراءات املعرفية لبناء املصطلح القانوني ولهذا يجب ـان يكون له خبرة في ممارسة املجال القانوني
ولهذا تتمثل هذه الكفاءات في :
-1الكفاءة اللسانية :وهي القدرة على املعرفة الدقيقة بالدوال النصية اللسانية والخراج نصية
للغة وهذه الدالالت التي تراعي القواعد البنائية في اللغة (كفاءة نحوية)( .عبد الحق العابد،
، 2006ص)05 :
-2الكفاءة املوسوعية :وهي القدرة علة معرفة السياقات العامة للنصوص واملصطلحات
وتموضعها داخل النص القانوني والتي تتأثر وتؤثر في املعتقدات ومجموعة القيم والقواعد
املنظمة لألفراد واألعراف (حبيب ابراهيم خليلي ،سنة ،1983ص.)15 :
-3الكفاءة املنطقية :وهي القدرة على تحديد األسباب وعالقاتها بالنتائج أة القدرة على تعيين
والتفريق بين شروط المكان وشروط الضرورة والتمييز بين العام والخاص واملطلق واملقيد
وووو..
-4الكفاءة التأويلية :التأويل هو تفعيل داللي لكل ما يمكن للنص قوله او فهمه منه ،وذلك
بالتفسير والتأويل ملجموعة املصطلحات بعد االصطدام بالنوازل واالستغالق الفهمي للنص.
706
املصطلح القانوني بين اللغة العربية ولغة التخصص
والتقييس (إيزو) والجمعية الفرنسية للتوحيد والتقييس (كروش نعيمة ،د ذ س النشر ،ص ،) 150ولذلك
اعتمدت معجم الشبكة األوربية للهجرة لغرض تنظيم مسائل الهجرة واللجوء وكذلك توحيد قواعد
التجارة الدولية بين فروع القانون املتقاربة والتي توجت بابرام اتفاقيات دولية متعددة .
ومن بين معوقات لتوحيد املصطلحات القانونية نجد:
-1غياب التنسيق بين املجامع اللغوية وذلك لغياب أساليب منهجية متفق عليها رغم العديد
من املقومات املشتركة التي تجمعها
-2غياب الرادة الفعلية وذلك بسبب الصراع بين التوجهات السياسية للمكون العربي .
-3اختالف مصادر القانون وبالتالي اختالف املركب الثقافي واللغوي والتاريخي.
-4تنوع فروع القانون وتعدد األنظمة القانونية.
-5تطور املصطلح بتطور مصادر املعرفة املختلفة واملعتمدة وهو ما ولد تفاوت في التناول
بين مستوى الدول العربية.
-6االنقطاع بين املعنى املتداول واملعنى القانوني للمصطلح .
خاتمة
وفي األخير نستنتج بعض الخالصات والنتائج واالقتراحات وهي ضوابط واجبة االلتزام يحتمها التطرق
في موضوع املصطلح القانوني ،نجملها في النقاط التالية:
• تحديد املفاهيم تحديدا دقيقا بغرض إيجاد مصطلحات دقيقة الداللة
• حصر البحث في ملفردات التي تعبر عن املفاهيم الدقيقة املنشودة
• بحث الحالة املعاصرة لنظم املفاهيم وتحديد عالقاتها القائمة و محاولة إيجاد مصطلحات
دالة مميزة لها
• محاولة الوصول إلى مصطلحات قانونية موحدة في إطار االتفاق عليها
• العمل على االستفادة من املعجم املهمل في اللغة لحصر الدالالت في مصطلحات دقيقة
وجديدة
• ربط الجانب الفكري من أجل تحديد داللة الكلمة في إطارها الداللي املباشر
• وجوب ولزوم رأي اللغويين ملعرفة املصطلح الصحيح واألقرب للدقة .
• دعم جهود املجامع اللغوية وتوحيدها للسعي إلى إنجاز معاجم متخصصة وتوجيهها وتعميمها
• تحديد املفاهيم تحديدا دقيقا يجمع بين املعيار اللغوي ومعيار لغة االختصاص
• حصر البحث في املفردات التي تعبر عن املفاهيم املنشودة
708
املصطلح القانوني بين اللغة العربية ولغة التخصص
• بحث الحالة املعاصرة لنظم املفاهيم وتحديد عالقاتها القائمة ومحاولة إيجاد مصطلحات
دالة مميزة
• استثمار معطيات الدرس اللساني في ترقية اجراءات وضع املصطلح وصناعة املعاجم
املتخصصة
• دعوة الباحثين الجامعيين لهذا النوع من الدراسة
• مراعاة الجوانب الصرفية والنحوية والداللية من طرف املتخصصين
• مراعاة اتفاق املصطلح اللساني العربي بين املدلول العلمي و اللغوي للمصطلح األجنبي .
املراجع
-1املؤلفات:
.1كابري ماريا تيريزا ،سنة ،2012املصطلحية النظرية واملنهجية والتطبيقات ،ترجمة محمد
امطوش ،عالم الكتب الحديث ، ،األردن.
.2محمد فهمي حجازي ،د ذ س النشر ،علم اللغة بين التراث واملناهج الحديثة ،دار غريب
للطباعة والنشر والتوزيع .اين بلد النشر
.3محمد عناني ،سنة ،1997الترجمة األدبية بين النظرية والتطبيق ،الشركة املصرية
العامليةللنشر ، ،القاهرة.
.4الواسطي سليمان،سنة 1983الترجمة العلمية ،بغداد.
.5حبيب ابراهيم خليلي ،سنة ،1983املدخل للعلوم القانونية ،الظرية العامة للقانون ،ديوان
املطبوعات الجامعية ،ط ،2الجزائر.
.6مصطفى سامي املهدي ،د ت ن ،مواصفات الكتب املترجمة ،منشورات مجلة املجمع العراقي
،العراق.
.7طه عبد الرحمن ،فقه الفلسفة ،ط ، 2املغرب الدار البيضاء ،املركز الثقافي العربي.
.8توفيق عبد الناصر ،سنة ، 1970الوجيز في القانون ،مطبعة السعادة ،القاهرة .
Ge;qr.j.c.52001-.Qpropos dejureling uistiaque et de trqndquction jurdiqe.nez .9
qpprqch.reve genirql de droit.31-2-
-2 .10األطروحات:
709
مصطفى سالمي /العيد موفقي /نارة املختار
.11حساين سهام ،ترجمة املصطلحات الجنائية ،ماجستير في الترجمة ،كلية اآلداب والغات،
وهران ،سنة 2010/2009
.12عبد الواحد شريفي ،ترجمة املصطلحات الجنائية جريمة القتل ،ماجيستير ،كلية اآلداب
اللغات والفنون ،جامعة وهران2010/2009 ،
-3املجالت العلمية
.13العابد عبد الحق ،سنة ،2006ترجمة النص القانوني بين كفاءة املترجم واكراهات
املصطلح ،مجلة املترجم ،ع 13الجزائر .
.1الهاشمي مصطفى ،سنة ،2018اشكالية االصطالح القانوني ،مجلة العلوم القانونية عدد
.02 / 09
.2حلمي أسمهان،سنة ، 2013خصائص املصطلحات القانونية ،مجلة جامعة الشارقة/1 ،
10ص3 :
.3بناني أحمد ،سنة ، 2020لغة االختصاص ودور علم املصطلح في مقاربتها ،مجلة اآلداب
واللغات.01/8 ،
-4املواقع االكترونية:
حرية جرعوب ،2019 ،اللغة املتخصصة واملصطلح ،مجلة االلكترونية أقالم الهند ،العدد
الثالث ،سنة ، 2019يوم التصفح 2022/06/12على الساعة 14:00على املوقع:
www.aqlamalhind.com/?p=1392
710