Professional Documents
Culture Documents
مكونات التحرير الإداري
مكونات التحرير الإداري
مكونات التحرير الإداري
-1اللغة اإلدارية: إن كل شكل من هذه األشكال من التواصل ،يقتضي بناء لغويا وصنفا من الخطاب
يمثله في هذا الشكل من التواصل .فالتواصل النازل يستلزم أجناسا في الكتابة اإلدارية خاصة
يقصد بها تلك اللغة المستعملة في المرفق العمومي ،والتي تهدف إلى تنظيم العالقة بين به ،وتتمثل غالبا أشكال المراسلة بين الرئيس والمرؤوس والقائمة على تلقي التعليمات ،ويتخذ
المصلحة العامة والمصلحة الخاصة للمجتمع ،وغالبا ما توصف هذه اللغة بكونها لغة مكتوبة، لذلك صيغا أمرية لتبليغ خطابه.
تعتمد على الوثيقة المكتوبة للتعبير عن إرادتها ومقاصدها في الخطاب .وتستعمل لذلك لغة أما التواصل الصاعد فيستلزم أشكاال أخرى لبلوغ هدفه ،ويكون من المرؤوس إلى سلطة
معيارية تميزها عن اللغة العادية ،تهدف بها إلى تطبيق القانون .فمرسلها يتحدث بصفته رئاسية أعلى ،ويتخذ شكل تقارير ومحاضر وشكايات واقتراحات ،...وينسحب األمر كذلك على
شخصا معنويا يعبر عن اإلرادة العامة للمجتمع والدولة ومجالها هو تطبيق القانون ،وهدفها التواصل الندي الذي يكون بين أشخاص معنويين من نفس المستوى.
هو الحفاظ على النظام المجتمعي من خالل الحفاظ على النظام العام .لذلك فاللغة التي تعتمدها إن التطابق بين شكل التواصل اإلداري وشكل اللغة الالزمة له ،هو ما نجده مثال في التطابق
بين المعاني القانونية للشرطة اإلدارية والتي تحدد في المنع واإلذن واألمر ،ويتخذ لذلك أشكاال من
تعكس هذا التصور المصاحب لطبيعة مرسلها والهدف من خطابه والوسائل اللغوية المساعدة
الخطاب موازية لكل معنى من هذه المعاني .فالمنع يوازيه في اللغة اإلدارية قرار سحب الرخصة في
له على ذلك.
البناء ،واإلذن يوازيه قرار رخصة البناء ،واألمر يوازيه قرار اإلغالق.
فكونها تعبر عن المؤسسة المرسلة فهي تستلزم هيكال تنظيميا إلتمام مهمتها ،لهذا إن كل شكل من هذه األشكال من القرارات اإلدارية يستلزم بناء نصيا خاصا به ،وتراكيب
فخطابها يأخذ مسالك تعكس الهرمية التسلسلية التي تطبع أعمالها والتي تتمثل في :التواصل لغوية تمثله ،ودالالت لغوية تستجيب لمضمونه ،وال يعني أن هذه األشكال من القرارات مستقلة عن
النازل ،أي من القمة إلى القاعدة ،التواصل الصاعد ،أي من القاعدة إلى القمة ،ثم التواصل بعضها ،بل إن العناصر المشتركة بينها كثيرة وما يميز الواحدة منها عن األخرى هو النسقية اللغوية
األفقي ،أي المخاطبة الندية بين المؤسسات من نفس المستوى والهرمية. الممثلة لها ،باعتبارها حلقة في سلسلة كبرى للكتابة اإلدارية لقرارات الشرطة اإلدارية.
-2القواعد النحوية وقواعد اإلمالء: -3عالمات الرتقيم:
ال بد من مراعاة عالمات الترقيم التي وضعت لتمييز أجزاء الكالم المكتوب بعضه عن بعض
إن معرفة اللغة وقواعدها ومعرفة طريقة تحرير المراسالت بكافة صورها وأنواعها لتسهيل فهمه وإدراكه ،ومن أمثلة ذلك:
يكسب الكاتب قوة في التبليغ والتحليل واإلقناع ،كما أنه كلما اتسع معجم الكاتب في اللغة كلما -1النقطة ( :).الغاية منها وقوف القارئ وسكوته سكوتا أطول من الفاصلة المنقوطة إشعارا
ساعده ذلك في اختيار الكلمات واأللفاظ المناسبة واألغراض المختلفة ،ولكن بشرط أن تكون بأن الجملة ،أو الجمل قد تم معناها ،ويستحسن أن ينتقل القارئ إلى سطر جديد إذا أراد أن يستمر في
هذه األلفاظ مفهومة. الكتابة ،وتستعمل في الحاالت التالية:
إن معرفة القواعد النحوية ضروري وأساسي في التحرير اإلداري ،وإهمالها ينتج عنه عند الوقوف في نهاية جملة كاملة المعنى ،واستقلت عما بعدها؛
الغموض وسوء الفهم ،فالنحو يعتمد على أصول وقواعد كثيرة ،ومعرفة هذه األصول عند نهاية الكالم للداللة على أنه انتهى.
والقواعد شيء أساسي في صياغة الجمل وسالمة تركيبها ،في حين أن الجهل بها يؤثر سلبا -2الفاصلة ( :)،الغرض منها أن يسكت القارئ سكوتا قصيرا لتمييز بعض أجزاء الكالم عن
على صحة وسالمة التركيب. بعض ،وتستعمل في الحاالت التالية:
يتعين على كاتب المراسالت تجنب األخطاء النحوية التي يخطئ فيها كثير من بين الجمل القصيرة المترابطة المعاني التي يتكون من مجموعها كالم تام الفائدة ،مثل (قد
اشترى الرجل منك الجوهر ،وحمله إلينا ،وأخذ الثمن ولم يوصله إليك).
المحررين ،كذلك يتعين عليه تجنب األخطاء اإلمالئية ،واإلمالء فرع من فروع اللغة ال بد
بين المفردات التي تفصل مجمال ،مثل (فليس بيني وبينك إال كتاب هللا ،وسنة رسوله ،ووصية
من فهمها والعناية بها في مختلف الكتابات. عمر لألشعري).
احترام قواعد النحو والصرف التي هي عامل أساسي لمعرفة أساليب الكالم وطريقة بين أنواع الشيء وأقسامه ،مثل (فصول السنة أربعة :الصيف ،الخريف ،الشتاء ،الربيع)
صياغة تلك األساليب ومعرفة سالمة التركيب وسالمة اإلشتقاق من الناحية الصرفية وأيضا بعد النداء ،مثل (يا بني ،قم للصالة)
احترام القواعد اإلمالئية يعطي للمراسالت صورة صحيحة لما يجب أن تكون عليه من
الناحية اللغوية التي غالبا ما يغلب فيها الخطأ ويكثر فيها قلة الصواب.
اللغة هي أبرز مظهر من مظاهر الثقافة ،فهي تمثل ذاكرة لألمة، الكتابة في اللغة :هي مصدر لفعل كتب وتعني الخط ،وقد تطلق كذلك على العلم ،لقوله تعالى "أم عندهم
الغيب فهم يكتبون" ،أي يعلمون .كما وردت في لسان العرب" :كتب الشيء يكتبه كتابة وكتبه أي خطه ،وعرفها
ومستودع تراثها وقيمها ،فهي أداة للتواصل بين الماضي والحاضر ،فال ثقافة البعض بقوله "الكتابة في اللغة مصدر كتب يكتبُ ِكتْبا ,و ِكتابةُ وم ْكت َبة و ِكت َبة فهو كاتبُ .ومعناها الجمع ،ومن ثم
قومية بدون لغة قومية ،كما تعد اللغة مصدرا من مصادر االستمتاع بالجمال سمي الخط كتابة لجمع الحروف بعضها إلى بعض.
أما الكتابة في االصطالح :فيمكن تعريفها بكونها" :القدرة على االتصال اللغوي الكتابي ،أو نقل الفكرة أو
األدبي ووسيلة لتنمية الذوق ودعم قيم الجمال ،فاإلنسان يشعر بالمتعة حينما الرسالة من الكاتب إلى القارئ عن طريق النظام الرمزي المكتوب أو المتفق عليه بين أبناء اللغة" ،كما عرفها
يقرأ قصة معينة أو شعرا رائعا ،يبعث فيه راحة نفسية وسعادة داخلية ،فإذا البعض بكونها" :إعادة ترميز اللغة المنطوقة في شكل خطي على الورق ،من خالل أشكال ترتبط ببعضها وفق
نظام معروف اصطلح عليه أصحاب اللغة في وقت ما ،بحيث يعد شكل من هذه األشكال مقابال لصوت لغوي يدل
كانت فنون اللغة العربية تتمثل في أوال في االستماع وثانيا في التحدث وثالثا عليه ،وذلك بغرض نقل أفكار الكاتب وآرائه ومشاعره إلى اآلخرين ،بوصفهم الطرف األخر لعملية االتصال".
في القراءة ،فإن الكتابة تعد رابع هذه الفنون ليس ألنها أقلها أهمية بل ألنها يتضح إذن من خالل هذه التعاريف أن الكتابة هي إحدى مهارات اللغة ،وهي عبارة عن عملية عقلية يقوم
من خاللها الكاتب بتوليد األفكار وصياغتها وتنظيمها ثم وضعها بالصورة النهائية على الورق.
تؤسس على فنون اللغة األخرى ،فهذه الفنون تمثل روافد تستقي منها الكتابة ويستمد المفهوم االصطالحي للكتابة تعريفه من خالل االتصال بالكلمة المكتوبة التي تتطلب:
مادتها وأفكارها. دقة في التعبير.
عرض لألفكار.
كفاءة لغوية من الكاتب لكي تكون كتابته ذات تأثير وأهمية.