Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
الحمد هلل القائل «الرحمن علم القرآن خلق اإلنسان علمه البيان» ،والصالة والسالم األت َّمان األكمالن على
نبيه الذي أمره بقوله الكريم “اقرأ 2باسم ربك الذي خلق خلق اإلنسان من علق اقرأ وربك األكرم الذي علم
بالقلم
اللغة العربية لغة القرآن التي أنزل بها على رسوله الكريم 2محمد صلى هللا عليه ز سلم ،والتي كتبت بها
ُسنّتُه ونَهجُه .هي اللغة الرسمية ألكثر من 350مليون عربي ينتشرون جغرافيّاً 2عبر قارتين من قارات
العالم ،وهي المرجع الثقافي لما يقرب من مليار ونصف المليار مسلم ينتشرون عبر قارات العالم الخمس،
منهم من يعرفها 2،ومنهم من حالت ظروفه الجغرافية دون اللحاق بها وإدراك معانيها .والكل يُجلها
ويعظمها 2وال يألو جهداً في االستزادة بها ،فبها صالتهم 2ونسكهم وعباداتهم 2.وهو مشهد تجسده نظرة
واحدة للطائفين ببيت هللا الحرام لماليين يدعون بها ،وماليين يتمنون أن تجري على ألسنتهم
حدود البحث
:هذا البحث حول اللغة العربية أجعلها فصوال ,و من كل الفصل له فروعه,إليك هذا البيان
,الفصل الرابع عن تعريف العربية وأهميتها 2و خصائص و ميزات و فضل تعلم اللغة العربية
,الفصل السادس عن مشكالت و صعوبات لدى متعلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها
هذا البحث يعطينا الثقافة العلمية عن اللغة عموما و العربية خصوصا 2,و ما هي المشكالت لدى متعلمي
أن يكتسب المتعلم رصيداً وافراً 2من األلفاظ والتراكيب واألساليب اللغوية الفصيحة حيث يمكنه من تفهم
أن يكتسب قدرة لغوية تعينه على تفهم األحداث اللغوية التي يتعرض لها وتحليلها وتقويمها ، 2وتمكنه من
والتحدث،والقراءة،والكتابة
أن يتطابق 2خطابه اللغوي مع اللغة العربية الفصحى :ألفاظا ً ،وتراكيب،وضبطا ً إعرابياً ،ورسماً 2إمالئيا ً
لم تكن كلمة "لغة" تستعمل لدي العرب قديما بمعناها المعروف اآلن,وإنما تستعمل بمعنى اللهجة في استعمالنا المعاصر
, 1فيقال :لغة قريش,لغة تميم,ولغة أسد,و نحو ذلك.و لم ترد كلمة لغة في القرآن الكريم ,و إنما وردت كلمة اللسان التي
تعني لغة في عصرنا الحاضر.كما ورد في قوله تعالى ( :وما أرسلنا من رسول إال بلسان قومه ) ثم وردت بالمعنى
المعاصر لدى بعض اللغويين العرب .وللغة تعريفات مختلة لدى اللغويين من القدامى و المحدثين.فقد عرّف ابن جني (
392-322هـ) بأنها أصوات يعبّر بها كل قوم عن أغراضهم .و ع ّرف ابن خلدون ( 808-732هـ) بقوله :اللغة في
المتعارف هي عبارة المتكلم عن مقصوده ,و تلك العبارة فعل لساني ناشئة عن القصد إلفادة الكالم,فال بد أن تصير ملكة
متقررة في العضو الفاعل لها وهو اللسان,وهو في كل أمة بحسب اصطالحاتهم .و هذا التعريف مشابه لتغريف ابن جني
السابق من حيث الطبيعة الصوتية و الوظيفة اإلتصالية و االجتماعية للغة,بيد أن ابن خلدون أضاف أمرا آخر هو كون اللغة
ملكة متقررة في اللسان .و أما اللغويون المحدثون فقد اختلفوا في تحديد مفهوم اللغة,بسبب اختالف مناهجهم,و تعدد2
مذاهبهم,و انتماء كل فريق لمدرسة أو مدارس لغوية أو نفسية أو اجتماعية,تختلف عن غيرها في النظرة إلى طبيعة اللغة
2
,ووظيفتها ,و أسلوب دراستها.
1
محاضرات في علم اللغة العام ,ص 26
2
) بحوث ندوة تطوير تعليم اللغة العربيةفي الجامعات األنجونيسية -د /عبد الرحمن موسى أبكر ,ص(14:
خصائص اللغة
لكل لغة خصائص تتميز بها عن سائر اللغات,وقد تشترك معها لغات أخرى في هذه الخصائص أو بعضها ,و للغة اإلنسانية
:خصائص عامة,تنطبق على كل لغة من لغات العالم ,من هذه الخصائص العامة أنها
.نظام متكامل الحلقات,تبدأ باألصوات التي تمثلها الحروف في الغالب,ثم الكلمات فالعبارات فالجمل 2-
.نظام عام يشترك في اتباعها أفراد مجتمع ما,و يتفقون عليه و يتخذونه أساسا للتواصل و التفاهم فيما بينهم 3-
وظائف اللغة
.المحافة على تراث المجتمع ثقافته و عاداته و نقلها إلى األجيال الالحقة 3-
.تبليغ الدين,و بيان أحكامه و المحافظة عليه,و األمر بالمعروف و النهي عن المنكر 4-
3
)بحوث ندوة تطوير تعليم اللغة العربيةفي الجامعات 2األنجونيسية -د /عبد الرحمن موسى أبكر ,ص(19:
4
) بحوث ندوةتطوير تعليم اللغة العربيةفي الجامعات األنجونيسية -د /عبد الرحمن موسى أبكر ,ص(25 – 22:
أهميـة اللغــة
.اللغة فكر ناطق ،والتفكير لغة صامتة .واللغة هي معجزة الفكر الكبرى
،إن للغة قيمة جوهرية كبرى في حياة كل أمة فإنها األداة التي تحمل األفكار
،وتنقل المفاهيم فتقيم بذلك روابط االتصال بين أبناء األمة الواحدة
إن مبدأ المساواة الذي أقرته الثورة يقضي بفتح أبواب التوظف
أمام جميع المواطنين ،ولكن تسليم زمام اإلدارة إلى أشخاص ال يحسنون
،اللغة القومية يؤدي إلى محاذير كبيرة
،وأما ترك هؤالء خارج ميادين الحكم واإلدارة فيخالف مبدأ المساواة
قلت :إذا كان كذلك فعالج مشكلة اللغة العربية بنشر اللغة العربية الفصيحة من باب األولى
:ويقول فوسلر
كيفما قلّبت أمر اللغة -من حيث اتصالها بتاريخ األمة واتصال األمة بها
وجدتها الصفة الثابتة التي ال تزول إال بزوال الجنسية وانسالخ األمة من تاريخها
()http://www.saaid.net/Minute/33.htm
الفصل الثالث
أهلها 251لغة (سيزوكالوز )1991:وما تبقى منها موزع بين باقي الجزر اإلندونيسية ,و ذلك تبعا للظروف المؤثرة في
المالوية لتصبح في زمن وجيز رمز الحركة الوطنية ووحدة البالد,ولقد حسم هذا األمر في عام 1928في اجماع جمعيات
)التمسك بوحدة األرض الشباب اإلندونيسي الذي انعقد بجاكارتا و أعلن فيه قسم الشباب (
و األمة و اللغو الواحدة أي:اإلندونيسية 2,و تبع ذلك انعقاد المؤتمر اللغوي بجاكارتا عام 1945والذي أسهمت فيه الجامعات
اإلندونيسية بجهد وافر ,فتم فيه حسم كثير من المشاكل التي كانت تواجه اللغة اإلندونيسية 2في مجاالت األصوات و الكتابة و
تعتبر اللغة اإلندونيسية 2اليوم اللغة األولى ل % 20من السكان ولغة ثانية ل %60منهم (شلميرس1988:م) وتشير
الدراسات أيضا إلى أن %50من سكان إندونيسيا يجيدون اللغة بصورة طيبة (يانتو )1990:ويعتبرونها وسيلة مثلى
ولكن هنالك بعض الحقائق المهمة المتعلقة بالوضع اللغوي في إندونيسيا التي يجب أخذها في االعتبار,إذ وضعت نتائج
إحصاء عام 1981م أن %40من اإلندونيسيين يتحدثون الجاوية,وأن %90من المنحدرين من أصل جاو ّ
ي يستعملونها في
قدانعكست على المناهج الدراسة التي تطبق في التعليم العام التعليم العاليفي إندونيسيا,ففي المدرسة اإلبتدائية يتم تدريس
اللغات المحلية مثل :الجاوية و السنداوية و البوقيسية ,و في المرحلة الثانوية و الجامعية تدرس اللغة اإلنجليزية و الفرنسية
األجنبية خاصة يجب أن تنمي في الطالب اإلندونيسي القدرة على النقد و اختيار العناصر اإليجابية من الثقافات األجنبية,و
و جاء أيضا من القسم (ب) من ((الخطوط العريضة لسياسة األمة ))و التي أقرها البرلمان اإلندونيسي عام 1983أن تعليم
اللغات األجنبية يجب أن يسهم في هضم القيم اإليجابية من الثقافات األخرى ,ألن ذلك من المتطلباتاألساسية للتنمية و
التحديث في المجتمع اإلندونيسين اختيار اللغة األنجليزية و العربية و الفرنسية و األلمانية و اليابانية لتدريس في مناهج
التعليم في إندونيسيا هو أمر فرضته ضرورات االتصال مع العالم الخارجي و الوفاء بالمتطلبات الدينية و الروحية و
تحقيق آمال البالد في التنمية و لربما يتساءل المرء عن وضعية اللغة العربية و مقامها في هذا الموقف المتعدد 2و اللغات و
إن ارتباط اللغة العربية باإلسالم قد أتاح لها االنتشار و الذيوع في سائر أنحاء البسيطة و مكن لها في كل بالد العالم
اإلسالمي,و جعل لها سموا و علوا في المرتبة على سائر اللغات األخرى ,واإلندونيسيين عرفوا اللغة العربية منذ دخول
اإلسالم في قرن السابع الميالدي مع قدوم التجار العرب و المسلمين ,و بفضل هذا االحتكال و نتيجة إلعتناق اإلندونيسيين2
لإلسالم تبنوا الحرف العربي لكتابة اللغة المالوية التي كانت سائدة في كل أنحاء األرخبيل,وسعوا لتعليم أبنائهم اللغة
العربية,وبذلوا في هذا الصدد جهودا عظيمة ومقدرة في التعليم الحكوم ّي و األهل ّي وما زالوا يفعلون ذلك بهمة ال تعرف
.الكلل و الملل
إن هذه المكانة المتميزة للغة العربية في المجتمع اإلندونيس ّي,قد 2أمنها ارتباطها باإلسالم,و ذلك أنه ((لكل لغة حيزها
5
المشروع الذي يقره و يعترف به حسب حاجاته,وتبعا لذلك تتوزع األدوار والمهام المنوط بكل لغة القيام بها)).
5
بحوث ندوةتطوير تعليم اللغة العربيةفي الجامعات 2األنجونيسية -د /عبد الرحمن موسى أبكر ,ص26-24:
الفصل الرابع
-ما هي العربية ؟
متى كانت العربية ؟؟ علم ذلك عند هللا ,ولكنه سبحانه لم يصادر حريتنا في أن نحاول معرفة أي شيء يمكن أن يبلغه
قدراتنا بالقطع ,أو بالحدس والتخمين .يقال إن العربية تنحدر من اللغة اآلراميّة ,وهي التي تكلم بها آرام بن سام بن نوح
عليه السالم ,واللغة العربية أقدم اللغات التي ما زالت تتمتع بخصائصها من ألفاظ وتراكيب وصرف ونحو وأدب وخيال،
مع االستطاعة في التعبير عن مدارك العلم المختلفة .ونظراً لتمام القاموس العربي وكمال الصرف والنحو فإنها تعد أ ّم
مجموعة من اللغات تعرف باللغات األعرابية أي التي نشأت في شبه جزيرة العرب ،أو العربيات من حميرية وبابلية
وآرامية وعبرية وحبشية وعلماء اللغة حديثا ً يصنفون كل السالالت اللغوية والعودة بها إلى لغة ( أم ) أطلقوا عليها ((اللغة
السامية )) و أول من أطلق هذه التسمية هو العالم النمساوي شولتزر عام 1781م وواضح أنها تسمية عنصرية اقتبسها من
نص من نصوص التوراة المكتوبة بأيدي األحبار(العهد القديم) (األصحاح 10سفر التكوين) في ظل تقسيم وهمي لألجناس
البشرية مستمد من أبناء نوح وهم :سام وحام و يافث ,فكيف ينشأ ثالثة أخوة في بيت واحد ويتكلمون ثالث لغات ؟
أصبح يقينا لدى الباحثين المنصفين ،أن وصفنا لحركة المسلمين إلى خارج شبه الجزيرة العربية في القرن السابع بالفتح
والفتوحات اإلسالمية أصبح تعبيرا خاطئا ,فهو لم يكن فتحا بل كان تحريرا للعرب من الحكم األجنبي كهدف سياسي ,وهو
توحيد للعرب في الموقع المكاني بمعناه الجغرافي كهدف قومي ,كما انه من الخطأ القول بأن العرب ساميون والصحيح هو
القول ان الساميين عرب .السامي والسامية والساميون ،تعريف يطلق على التجمعات والكيانات البشرية التي تواجدت في
فلسطين وغور األردن وجنوب العراق وشبه الجزيرة العربية ,باعتبار أن كل هذه المناطق ،تشكل وحدة جغرافية واحدة,
والمعروف أن الجميع جاؤوا من شبه الجزيرة العربية وبالتالي فقد ذهبوا إلى أطراف شبه الجزيرة العربية ,في هجرات
عدة متتالية ,وقد استحالت لغة وألسنة هذه األقوام إلى اللغة العربية واللغة العبرية واللغة السريانية ,والسامية أيضا هي
مصطلح يطلق على كل الشعوب واألمم والقبائل قديما وحديثا مرورا بالعصور الوسطى التي تنتسب إلى سام بن نوح ,ومن
المعروف ان التوراه أول من أشار بالنص إلى ذلك التقسيم كما سبق وأسلفنا.
بعض العلماء نسب الصفة العربية إلى مدينة (عربة) في بالد تهامة ,وقيل أنها نسبة إلى يعرب بن يشجب بن قحطان وهو
أبو العرب العاربة ،أول من تكلم العربية على صورتها المعروفة وقيل أيضا أنهم سموا كذلك نسبة إلى فصاحة لسانهم في
اإلعراب ,وقد وردت تسمية 6واألقوام الذين تكلموا العربية ال يحصي عددهم إال هللا :منهم العرب البائدة :وهم قبائل
طسم ،وجديس ،والعماليق ،وأهل الحجر ،وقوم هود وصالح عليهما السالم وغيرهم .وهوالء لم يصل لنا شيء من
أخبارهم ال من قريب وال من بعيد ...وهناك العرب العاربة :وهم القحطانيون ومن ينحدر منهم ..وأخيرا العرب
إن الموروث الكتابي العربي أعمق جذوراً مما يظن حتى اآلن ،فلو أضفنا إليه موروث الكتابة العربية كما كتبها األكاديون
( بابليون و آشوريون ) بالخط المسماري وما كتبه الكنعانيون على سواحل الشام ،،وكذلك مخطوطات أوغاريت ــ وتل
العمارنة ــ ومخطوطات البحر الميت التصل تاريخ كتابة العربية ببضع آالف قبل الميالد (.10اللغة العربية التحاديات و
المواجهة –الشاملة)
تعد اللغة العربية من أقدم اللغات و أهمها,بل هي أم اللغات و أقدمها ,كما يرى األستاذ عباس محمود العقاد (1383-1306
هـ)الذي يؤكد من خالل دراسته لتاريخ علم اإلنسان أن اللغة التي عرفت في جزيرة كريت قبل أربة آالف سنة هي العربية
التي اصطلح عليها بالفينيقية,ألن الفينيقيين أقاموا بين النهرين على مقربة من الخليج العربي قبل انتقالهم إلى شواطئ
فلسطين,و أن الحروف المنسوبة إليهم كانت حروفا عربية.و يرى العقاد أن األبجدية العربية أسبق من اليونانية و
العبرية,فاألبجدية 2اليونانية عربية بحروفها و بالمعاني تلك الحروف ,و موافقة بترتيبها لترتيب األبجدية العربية.يؤيد رأي
العقاد هذا ما ورد أن العربية كانت لغة نبي هللا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السالم,الذي يقال إنه عاش قبل ميالد المسيح
.عيسى بن مريم عليه السالم باأللف عام,و قد مضى اآلن على ميالد عيسى ألفا عام
لكن العلماء يكادون يجتمعون على أن اللغة العربية ,التي نتحدث بها اآلن,و نفهم نصوصها بيسر و سهولة,ال تتعدى ستة
عشر قرنا من الزمان,حيث يؤرخ لها بقرنين قبل بعثة النبي محمد صلى هللا عليه و سلم,و هذا ما يعرف بالعصر
6
العربية منذ منتصف القرن التاسع قبل الميالد ,إذ وردت في نصوص شلمناصر الثالث اآلشوري 9
و لما بعث النبي محمد محمد صلى هللا عليه و سلم بهذا الدين الحنيف,و نزل عليه القرآن الكريم بهذه اللغة ,ازدادت رفعة و
مكانة,و قوة في البالغة و البيان.فالعربية لغة دين و علم وثقافة لما يربو على ألف مليون مسلم في أرخاء المعمورة ,أي أنها
لغة خمس سكان العالم تقريبا,يقرؤون بها كتابهم ,يناجون بها ربهم ,ويؤدون بها عبادتهم من صالة و حج و دعاء يعرفون
قلت اعلموا أياإلخوة أن اللغة العربية ليست مجردة لغة الوطن بل هي لغة أمة اإلسالم و أهل الجنة -كما سيبين بعد إن شاء
-هللا
لقد تطور تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى تطورا ملموسا ً في اآلونة األخيرة .وتعهد بتعليمها الكثير من البالد
العربية وغيرها ،فافتتح الكثير من المعاهد والمدارس والمراكز لتعليمها ،وأولى المتخصصون جل اهتمامهم في سبيل
توفير الفرصة أمام كل من رغب في تعلم العربية فاهتموا بوضع الكتب الميسرة وأعدوا األماكن والمعلمين،مثل جهود
المملكة العربية السعودية للمسلمين في األندونيسيا بإقامة جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمي بجاكرتا.و هذا المعهد قد
ساهم في تعليم العربية ألبناء المسلمين في هذه البلد .ولكنني الحظت أن هناك بعض الصعوبات اللغوية تواجه المتعلمين و
الدارسين للغة العربية الناطقين بغيرها،فضال من جهة الصوتية ,فاستعنت باهلل ،وأخذت في جمع غالبية تلك الصعوبات
7
اللغوية واقتراحات لكيفية عالجها .فجعلت عنوان البحث” المشكالت الصوتية لدي متعلمي اللغة الغربية لغير الناطقين بها
:و قد تميّزت اللغة العربية بمميزات و خصائص انفردت بها عن سائر اللغات في النواحي الشتى,منها
للعربية خصائص كثيرة يضيق المجال عن حصرها في هذه المحاضرة ،لذا سأقتصر على بعضها تاركاً ،لمن أراد التوسع،
7
.بحوث ندوة تطوير 2تعليم اللغة العربيةفي الجامعات األنجونيسية -د /عبد الرحمن موسى أبكر ,ص90-85:
الخصائص الصوتيـة
إن اللغة العربية تملك أوسع مدرج صوتي عرفته اللغات ،حيث تتوزع مخارج الحروف بين الشفتين إلى أقصى الحلق .وقد
تجد في لغات أخرى غير العربية حروف أكثر عدداً ولكن مخارجها محصورة في نطاق أضيق ومدرج أقصر ،كأن تكون
مجتمعة متكاثرة في الشفتين وما واالهما من الفم أو الخيشوم في اللغات الكثيرة الغنة ( الفرنسية مثالً) ،أو تجدها متزاحمة
وتتوزع هذه المخارج في هذا المدرج توزعا ً عادالً يؤدي إلى التوازن واالنسجام بين األصوات .ويراعي العرب في
اجتماع الحروف في الكلمة الواحدة وتوزعها وترتيبها فيها حدوث االنسجام الصوتي والتآلف الموسيقي .فمثالً ال تجتمع
الزاي مع الظاء والسين والضاد والذال .وال تجتمع الجيم مع القاف والظاء والطاء والغين والصاد ،وال الحاء مع الهاء ،وال
الهاء قبل العين ،وال الخاء قبل الهاء ،وال النون قبل الراء ،وال الالم قبل الشين
وأصوات العربية ثابتة على مدى العصور واألجيال منذ أربعة عشر قرناً .ولم يُعرف مثل هذا الثبات في لغة من لغات
العالم في مثل هذا اليقين والجزم .إن التشويه الذي طرأ على لفظ الحروف العربية في اللهجات العامية قليل محدود ،وهذه
التغيرات مفرقة في البالد العربية ال تجتمع كلها في بلد واحد .وهذا الثبات ،على عكس اللغات األجنبية ،يعود إلى أمرين :
ولألصوات في اللغة العربية وظيفة بيانية وقيمة تعبيرية ،فالغين تفيد معنى االستتار وال َغيْبة والخفاء كما نالحظ في :غاب,
غار ،غاص ،غال ،غام .والجيم تفيد معنى الجمع :جمع ،جمل ،جمد ،جمر .وهكذ
وليست هذه الوظيفة إال في اللغة العربية ،فاللغات الالتينية مثالً ليس بين أنواع حروفها مثل هذه الفروق ،فلو أن كلمتين
اشتركتا في جميع الحروف لما كان ذلك دليالً على أي اشتراك في المعنى .فعندنا الكلمات التالية في الفرنسية مشتركة في
livreيفتح ouvreأثر أو تأليف oeuvreسكران Ivreأغلب حروفها وأصواتها ولكن ليس بينها أي اشتراك في المعنى
شفة lèvreكتاب
االشـتـقـاق
الكلمات في اللغة العربية ال تعيش فرادى منعزالت بل مجتمعات مشتركات كما يعيش العرب في أسر وقبائل .وللكلمة جسم
وروح ،ولها نسب تلتقي مع مثيالتها في مادتها ومعناها :كتب -كاتب -مكتوب -كتابة -كتاب ..فتشترك هذه الكلمات في
وتشترك األلفاظ المنتسبة إلى أصل واحد في قدر من المعنى وهو معنى المادة األصلية العام .أما اللغات األخرى
بنت .أما daughterابن و : sonكاألوروبية مثالً فتغلب عليها الفردية .فمادة ( ب ن و ) في العربية يقابلها في اإلنكليزية
محل بيع الكتب bibliothèqueمكتبة عامة livreفي الفرنسية فتأتي مادة ( ك ت ب ) على الشكل التالي :كتاب
وثبات أصول األلفاظ ومحافظتها على روابطها االشتقاقية يقابل استمرار الشخصية العربية خالل العصور ،فالحفاظ على
األصل واتصال الشخصية واستمرارها صفة يتصف بها العرب كما تتصف بها لغتهم ،إذ تمكن الخاصة االشتقاقية من
إن اشتراك األلفاظ ،المنتمية إلى أصل واحد في أصل المعنى وفي قدر عام منه يسري في جميع مشتقات األصل الواحد
مهما اختلف العصر أو البيئة ،يقابله توارث العرب لمكارم األخالق والمثل الخلقية والقيم المعنوية جيالً بعد جيل .إن وسيلة
والروابط االشتقاقية نوع من التصنيف للمعاني في كلياتها وعمومياتها ،وهي تعلم المنطق وتربط أسماء األشياء المرتبطة
في أصلها وطبيعتها برباط واحد ،وهذا يحفظ جهد المتعلم ويوفر وقته
إن خاصة الروابط االشتقاقية في اللغة العربية تهدينا إلى معرفة كثير من مفاهيم العرب ونظراتهم إلى الوجود وعاداتهم
إن صيغ الكلمات في العربية هي اتحاد قوالب للمعاني تُصبُّ فيها األلفاظ فتختلف في الوظيفة التي تؤديها .فالناظر
والمنظور والمنظر تختلف في مدلولها مع اتفاقها في أصل المفهوم العام الذي هو النظر .الكلمة األولى فيها معنى الفاعلية
ولألبنية 2والقوالب وظيفة فكرية منطقية عقلية .لقد اتخذ العرب في لغتهم للمعاني العامة أو المقوالت المنطقية قوالب أو أبنية
خاصة :الفاعلية -المفعولية -المكان -الزمان -السببية -الحرفة -األصوات -المشاركة -اآللة -التفضيل -الحدث
إن األبنية في العربية تعلم تصنيف المعاني وربط المتشابه منها برباط واحد ،ويتعلم أبناء العربية المنطق والتفكير المنطقي
ولألبنية 2وظيفة فنية ،فقوالب األلفاظ وصيغ الكلمات في العربية أوزان موسيقية ،أي أن كل قالب من هذه القوالب وكل بناء
من هذه األبنية 2ذو نغمة موسيقية ثابتة .فالقالب الدال على الفاعلية من األفعال الثالثية مثالً هو دوما ً على وزن فاعل والدال
وإن بين أوزان األلفاظ في العربية ودالالتها تناسبا ً وتوافقاً ،فصيغة ( فعّال) لمبالغة اسم الفاعل تدل بما فيها من تشديد2
الحرف الثاني على الشدة أو الكثرة ،وبألف المد التي فيها على االمتداد 2والفاعلية الخارجية
وتتميز اللغة العربية بالموسيقية فجميع ألفاظها ترجع إلى نماذج من األوزان الموسيقية ،والكالم العربي نثراً كان أم شعراً
هو مجموع من األوزان وال يخرج عن أن يكون تركيبا ً معينا ً لنماذج موسيقية
وقد استثمر الشعراء والكتاب العرب هذه الخاصة الموسيقية فقابلوا بين نغمة الكالم وموضوعه مقابلة لها أثر من الوجهة
ميلــــوا إلى الــدار مـن ليلى نحييـهـــا نـعــم ونســـألهـا عن بعــض أهليـهــــا
حيث ينقلك إلى جو عاشق يهيم ويتأمل وتهفو نفسه برقة وحنان إلى آثار الحبيب بما في البيت من نعومة الحروف وكثرة
عوى ثـــم أقـعــى فارتجــزت فهجتـــــه فأقـبــــل مثــــل البـرق يتبعه 2الرعد
فينقل تتابع حركات الذئب السريع في ألفاظ قصيرة األوزان متوالية الحركات
وقد بلغت هذه الخاصة الموسيقية ذروتها في التركيب القرآني ،فأنت تحس ،مثالً في سورة العاديات ،عدو الخيل
((والعاديات ضبحاً .فالموريات قدحاً .فالمغيرات صبحاً .فأثرن به نقعاً .فوسطن به جمعا ً ))
وكان ألوزان األلفاظ أثر في جمال الكتابة العربية ،فالكلمات التي على وزن واحد تتشابه ألفاظها الكتابية مثل الكلمات على
وزن فاعل أو على وزن مفعول .إن هذه الكلمات في التركيب يكون منها ما يشبه الزخارف العربية
وتتأرجح الصيغ بين الثبات والتطور ،والثبات غالب وال يسبب هذا جمود العربية ،فإن لها على حالتها الحاضرة من الصيغ
واألبنية 2غنى ال تضارعها فيه لغة أخرى من اللغات الراقية التي تفي بحاجات اإلنسان في مثل هذا العصر
إن اإلخالل بهذه األبنية وإفسادها إفساد لنظام اللغة ،فلذلك كان العرب إذا أدخلوا كلمة أعجمية احتاجوا إليها صاغوها على
نماذج ألفاظهم وبنوها على أحد أبنيتهم وجعلوها على أحد أوزانهم
وبين العربية والطبيعة صلة وثقى ،فاألجسام في الطبيعة على كثرتها ترجع إلى عناصر بسيطة محدودة العدد تتشابه
وتختلف بحسب تشابه تركيب مادتها واختالفه .وكذلك اللغة العربية ترجع كلماتها التي ال تكاد تحصى إلى عناصر محدودة
ثابتة هي الحروف .وفي الطبيعة تشابه ونمطية وتكرر ،فللشجرة مهما كان نوعها أوراق وأغصان جذع وثمر .وفي اللغة
أيضا ً تشابه بين أبنية الفاعلين والمفعولين والمكان والزمان .ولكل فرد من أفراد الجنس الواحد في الطبيعة ذاتيته 2مع
مشابهته لسائر أفراد الجنس .وكذلك للفظ ذاتيته مع مشابهته لسائر األلفاظ المشتركة معه في األصل أو البناء والصيغة.
وفي الطبيعة تسلسل وتوارث يقابله تسلسل وتوارث في اللغة .وفي الطبيعة محافظة وتجديد 2،وكذلك في اللغة محافظة
وتجديد أيضا ً
التعـريـب
يتشابه نظام العربية مع نظام المجتمع العربي .فكما يرتبط أفراد المجتمع العربي وقبائله بصالت القربى والنسب والتضامن
والتعاون ،ترتبط ألفاظها في نسق خاص في حروفها وأصواتها ،ومادتها وتركيبها ،وهيئتها وبنائها
وحين يدخل غريب على المجتمع فال بد لـه لكي يصبح عضواً فيه من أن يلتزم بأخالقه وعاداته ،فكذلك اللفظة األعجمية إذا
دخلت يجب أن تسير على أوزان العربية وهيئاتها وصيغها لكي تصبح عضواً كامل العضوية في األسرة اللغوية
والتعريب أحد مظاهر التقاء العربية emprunt.ويُستعمل في العربية مصطلح التعريب بينما في اللغة األجنبية استعارة
وكانت األلفاظ الدخيلة في العصر الجاهلي قليلة محدودة تتصل باألشياء التي لم يعرفها العرب في حياتهم .وهي محصورة
في ألفاظ تدل على أشياء مادية ال معنوية مثل :كوب -مسك -مرجان -درهم ..وتعود قلة الدخيل إلى سببين :انغالقهم
أما بعد اإلسالم فقد اتصلت العربية باللغات األخرى فانتقلت إليها ألفاظ جديدة تتعلق كلها بالمحسوسات والماديات مثل
أسماء األلبسة واألطعمة والنباتات والحيوان وشؤون المعيشة أو اإلدارة .وقد انعدم التأثير في األصوات والصيغ والتراكيب
إن هذا الداخل على الغالب لم يبق على حاله بل صيغ في قالب عربي ،ولذلك كانت المغاالة واإلكثار من الغريب وفسح
المجال من غير قيد مظهراً من مظاهر النـزعة الشعوبية في الميدان اللغوي قديما ً وحديثا ً
تقوم طريقة العربية في وضع األلفاظ وتسمية المسميات على األمور التالية
أ -اختيار صفة من صفات الشيء الذي يراد تسميته أو بعض أجزائه أو نواحيه أو تحديد 2وظيفته وعمله واشتقاق لفظ يدل
عليه
ب -تحتفظ العربية بالمعاني األصلية الدالة على أمثال هذه المسميات ،فألفاظها معللة على عكس غيرها من اللغات التي ال
ج -اإلشارة إلى أخص صفات المسمى وأبرزها أو إلى عمله األساسي ووظيفته ،على عكس اللغات األجنبية التي تشير إلى
ظاهره وشكله الخارجي أو تركيبه وأجزائه .فمثالً تسمية الدراجة في العربية تشير إلى وظيفتها وعملها وحركتها .أما في
تشير إلى أجزائها وتركيبها وحالتها الساكنة .ومثل ذلك السيارة التي تشير )ذات الدوالبين bicyclette (2الفرنسية فإن
ويظهر تفكير العرب وحياتهم واضحين جليين في مفردات لغتهم ،فكلمة العامل ،مثالً بعد اإلسالم ،أخذت معنى الوالي
والحاكم ،وهذا يدل على أن الوالية عمل من األعمال وليست استبداداً ،وأن الحكم تكليف وليس تشريفاً .ولفظ ( المرأ )
للمذكر و (المرأة) للمؤنث يدل على تساوي الرجل والمرأة عندهم في األصل .والمروءة هي الصفات المستحسنة المأخوذة
وللغة العربية طريقة في تصنيف الموجودات ،فمفرداتها تدل على أن العرب صنفوا الوجود تصنيفا ً شامالً دقيقا ً منطقيا ً
يدعو إلى الدهشة والتعجب ،ويدل على مستوى فكري قلما وصلت إليه األمم في مثل هذا الطور المبكر من تاريخ حياتها
وهناك ألفاظ تدل على الموجودات بمجموعها مثل ( العالَم) و (العالَمين ) فهي تشتمل على الخلق كله .وكذلك الشهادة
وتظهر في األلفاظ العربية أنواع الموجودات كالنبات والحيوان .ويتضمن الحيوانُ اإلنسانَ والوحوش والطير والسباع
ت والجوار َح والبغاث
والهوا َّم والسوائم والحشرا ِ
وتظهر أيضا ً األخالق والمشاعر كالمكارم والمثالب ،والمحاسن والمساوئ ،والفرح والحزن ،والحسيات والمجردات
ولم تقتصر العربية على الحسيات كما تقتصر كل لغة في طورها االبتدائي .فباإلضافة إلى ما فيها مما ال يكاد يحصى من
األلفاظ الدالة على الحسيات لم تهمل المعنويات والمجردات .إننا نجد في العربية سعة وغزارة في التعبير عن أنواع
العواطف والمشاعر اإلنسانية .كما أنهها اشتملت على الكلمات الدالة على الطباع واألفعال والمفاهيم الخلقية .واشتملت
كذلك على المفاهيم الكلية والمعاني المجردة .لقد جمع العرب في لغتهم بين الواقعية الحسية والمثالية المعنوية ،فالمادية
ولها باع في الدقة والخصوص والعموم ،إذ تمتاز برقة تعبيرها والقدرة على تمييز األنواع المتباينة 2،واألفراد المتفاوتة،
واألحوال المختلفة سواء في ذلك األمور الحسية والمعنوية .فإذا رجعنا إلى معاجم المعاني وجدنا أموراً عجباً .فتحت المشي
تخلج تبختر اختال رسف هدج دلف خطر حجل حبا درج
واألمثلة كثيرة في كتب معاجم المعاني كفقه اللغة للثعالبي وهو مجلد صغير ،والمخصص البن سيده الذي يقع في 17جزءاً
ومن ضروب الدقة ما يظهر في اقتران األلفاظ بعضها ببعض ،فقد خصص العرب ألفاظا ً أللفاظ ،وقرنوا كلمات بأخرى
فقد قالوا في وصف شدة الشيء :ريح عاصف -برد قارس -حر الفح
وفي وصف اللين :فراش وثير -ثوب لين -بشرة ناعمة -غصن لدن
وكذلك في الوصف باالمتالء ،والوصف بالجدة ،والوصف بالمهارة في الكتابة والخطابة والطب والصنعة ووصف الشيء
ال شك أن هذا التخصص في تراكيب العربية في النعت واإلضافة واإلسناد نوع من الدقة في التعبير ،ألن هذه األلفاظ
المخصصة ببعض المعاني واألحوال توحي إلى السامع الصورة الخاصة التي تقترن معها .فلفظ باسق يوحي إلى الذهن
معنى االرتفاع وصورة الشجرة معاً ،كما توحي كلمة وثير معنى اللين وصورة الفراش .وكثيراً ما يحتاج المتكلم إلى أن
ينقل إلى مخاطبه هذه المعاني والصور متالزمة مقترنة ليكون أصدق تصويراً وأدق تعبيراً وأقدر على حصر الصورة
المنقولة وتحديدها
وفي العربية منـزلة للتخصيص والدقة والتعميم ،فال ينطبق عليها وصف االبتدائية 2لكثرة ما فيها من األلفاظ الدالة على
الكليات والمفاهيم والمعاني العامة والمجردة .وما فيها من الدقة والتخصيص قرينة على أن أصحابها بلغوا درجة عالية في
دقة التفكير ومزية وضوح الذهن وتحديد المقصود والداللة .والمستعرض للشعر الجاهلي يجد نماذج من الوصف تتضمن
الجزئيات والتفصيالت في األلوان واألشكال والحركات والمشاعر إلى جانب شعر الحكم الذي يتضمن قواعد عامة في
إن دقة التعبير والتخصيص سبيل من سبل تكوين الفكر العلمي الواضح المحدد
والتخصيص اللغوي والدقة في التعبير أداة ال بد منها لألديب لتصوير دقائق األشياء وللتعبير عن االنفعاالت والمشاعر
والعواطف
لقد ألف اللغويون العرب مؤلفات خاصة بإبراز الفروق بين األلفاظ مثل :الفروق ألبي هالل العسكري ،وأدب الكاتب البن
قتيبة ،وفقه اللغة وأسرار العربية للثعالبي .ونجد مثل هذه الدقة في الوصف عند كثير من كتاب العربية في مختلف
وفي العربية عموم وألفاظ عامة إذ يحتاج اإلنسان في مراحل ارتقائه الفكري إلى ألفاظ دالة على معان عامة سواء في عالم
المادة أو في عالم المعنويات .وسدت اللغة العربية هذه الحاجة ،وأمدت المتكلم بما يحتاج إليه وبذلك استطاعت أن تكون لغة
اإليجــاز
اإليجاز صفة واضحة في اللغة العربية .يقول الرسول صلى هللا عليه وسلم (( :أوتيت جوامع الكلم )) .ويقول العرب
((البالغة اإليجاز )) و (( خير الكالم ما ق ّل ود ّل )) .وفي علم المعاني إيجاز قصر وإيجاز حذف
اإليجاز في الحرف :واإليجاز في العربية على أنواع ،فمنها اإليجاز في الحرف ،حيث تكتب الحركات في العربية عند
اللبس فوق الحرف أو تحته بينما في اللغات األجنبية تأخذ حجما ً يساوي حجم الحرف أو يزيد عليه .وقد نحتاج في اللغة
مثالً وال نكتب من الحروف العربية ) (KHاألجنبية إلى حرفين مقابل حرف واحد في العربية ألداء صوت معين كالخاء
إال ما نحتاج إليه ،أي ما نتلفظ به ،وقد نحذف في الكتابة بعض ما نلفظ :لكن -هكذا -أولئك .بينما في الفرنسية نكتب
عالمة الجمع وال نلفظها ،وأحيانا ً ال تلفظ نصف حروف الكلمة .ونكتب في اإلنكليزية حروفا ً ال يمر اللسان عليها في النطق
نثبتهما في كتابتها ) (ghمثالً التي نسقط عند النطق بها حرفين من حروفها ) ، (rightكما في كلمة
وفي العربية إشارة نسميها ( الشدة ) ،نضعها فوق الحرف لندل على أن الحرف مكرر أو مشدد 2،أي أنه في النطق حرفان،
وبذلك نستغني عن كتابته مكرراً ،على حين أن الحرف المكرر في النطق في اللغة األجنبية مكرر أيضا ً في الكتابة على
ونحن في العربية قد نستغني كذلك باإلدغام عن كتابة حروف بكاملها ،وقد نلجأ إلى حذف حروف .فنقول ونكتب ( َع َّم )
عوضا ً عن ( عن ما ) و ( ِم َّم ) عوضا ً عن ( من ما ) و (بِ َم) عوضا ً عن ( بما ) ومثلها ( لِ َم ) عوضا ً عن ( لِما )
:اإليجاز في الكلمات :وبمقارنة كتابة بعض الكلمات بين العربية والفرنسية واإلنكليزية نجد الفرق واضحا ً
وليست العربية كاللغات التي تهمل حالة التثنية لتنتقل من المفرد إلى الجمع ،وهي ثانيا ً ال تحتاج للداللة على هذه الحالة إلى
أكثر من إضافة حرفين إلى المفرد ليصبح مثنى ،على حين أنه ال بد في الفرنسية من ذكر العدد مع ذكر الكلمة وذكر عالمة
الجمع بالعربي المثنى بالعربي المفرد بالعربي الجمع بأندونيسيا المثنى بأندونيسيا المفرد بأندونيسيا
ففي اإلضافة يكفي أن تضيف الضمير إلى الكلمة وكأنه جزء منها
وأما في اإلسناد فيكفي في العربية أن تذكر المسند والمسند إليه وتترك لعالقة اإلسناد العقلية المنطقية أن تصل بينهما بال
رابطة ملفوظة أو مكتوبة ،فنقول مثالً ( أنا سعيد ) على حين أن ذلك ال يتحقق في اللغة الفرنسية أو اإلنكليزية ،وال بد لك
في اإلنكليزية .وتستعمل هاتان اللغتـان لذلك طائفـة من األفعـال ) (to have , to beفي الفرنسـية و )(avoir , étre
المساعدة مثل
ف )من وفى يفي ،و (ع) من وعى يعي ،و ( ق ) من وفى يفي ،فكل
وفي العربية إيجاز يجعل الجملة قائمة على حرفِ (:
من هذه الحروف إنما يشكل في الحقيقة جملة تامة ألنه فعل وقد استتر فيه فاعله وجوبا ً
وفي العربية ألفاظ يصعب التعبير عن معانيها في لغة أخرى بمثل عددها من األلفاظ كأسماء األفعال نقول في العربية
( و( هيهات ) (شتان
ويقول الدكتور يعقوب بكر في كتاب ( العربية لغة عالمية :نشر األمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة ) 1966إذا
8 ترجمنا إلى العربية كالما ً مكتوبا ًُ بإحدى اللغات األوروبية كانت الترجمة العربية أقل من األصل بنحو الخمس أو أكثر) .
أن اللغة العربية تمتاز عن غيرها من اللغات بكونها لغة القرآن الكريم,دستور الدين اإلسالم,الذي ال يقبل هللا من أحد دينا
سواه,و لغة العبادات و العلوم و الآلداب اإلسالمية كلها بعد بعثة محمد صلى هللا عليه و سلم.لقد نزل بها الوحي اإللهي ,و
دون بها الحديث الشريف ,و علوم الشريعة,و اللغة العربية و آدابها,و السيرة النبوية و التاريخ ,و غيرها من العلوم
اإلسالمية.ال شك أن العربية لم تكن لغة القرآن و دين اإلسالم صدفة و عبثا,فهي إن لم تكن أفضل اللغات في وقتها ,قد
و قد ورد في فضل العربية و تفضيلها على سائر اللغات روايات و آثار كثيرة ,منها أن العربية لغة أهل الجنة,و أنها كانت
لغة آدم و لغة غيره من األنبياء,و أن هللا أوحى اللغة العربية ألنبيائه وحيا,بدءاً بأبي األنبياء آدم عليه السالم و انتهاء بنبينا
محمد صلى هللا عليه و سلم الناطق بهذه اللغة,وغير ذلك من الروايات التي تداولتها كتب اللغة و اآلداب و التاريخ.غير أن
معظم الروايات في هذا الموضوع لم تثبت عن النبي صلى هللا عليه و سلم بأسانيد صحيحة و ال حسنة,لهذا آثرنا عدم
.االستشهاد بها,إال ما ص ّح سنده,و ثبتت روايته,و رأينا في آيات القرآن الكريم ما يكفي و يشفي
ورد عن اإلمام محمد بن إدريس الشافعي (ت 204هـ)رحمه هللا في وصف اللغة العربية و تفضيلها على سائر اللغات
9
قوله :لسان العرب أوسع األلسنة مذهبا,و أكثرها ألفاظا,و ال نعلم يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي
9
)الرسالة,تحقيق أحمد محمد شاكر,القاهرة,ص (42
و يوضح أبو عثمان سعيد بن محمد المعارفي السرقسطي (ت 410هـ)شرف العربية و تفضيلها على سائر اللغات ,معلال
ذلك بأنها لغة القرآن الكريم و لغة أهل الجنة,فضال عن فصاحتها و بالغتها فيقول :إن أشرف ما عنى به الطالب بعد كتاب
هللا عز و جل لغات العرب وآدابها ,و طرائف حكمها,ألن هللا تبارك و تعالى اختارها بين اللغات لخير عترة,وأشرف أمة,ثم
جعلها لغة أهل دار المقامة في جواره و محل كرامته ,فهي أفصح اللغات لسانا,و أوضحها بيانا,و أقوامها مناهج,أثقفها
10
أبنية,و أحسنها بحسن االختصار تألفا ,و أكثرها بقياس أهلها تصرفا.
أما اإلمام أبي الحسين أحمد بن فارس (395-329هـ) اللغوي المعجمي,فهو أوضح العلماء رأيا في العربية,وأكثرهم
صراحة في تصفيلها على سائر اللغات.فقد عقد بابا في كتابه (الصاحبي في فقه اللغة العربية و مسائلها و سنن العرب في
كالمها)عنوانه(:القول بأن العربية أفضل اللغات و أوسعها),و أورد فيه عبارات عربية,ذكر أنه ال يجوز نفلها إلى غير
العربية,لصعوبة ترجمتها .و عقد بابا آخر عنوانه (:باب القول في لغة العرب,و هل يجوز أن يحاط بها؟),افتتح بقول بعض
الفقهاء :كالم العرب ال يحيط به إال نبي,ثم عقب عليه قائال (:وهذا كالم حري أن يكون صحيحا وما بلغنا أن أحدا ممن
هذه هي آراء علماء العربية من سلف هذه األمة,أوردنا بعضا منها,وتركنا البعض اآلخر رغبة االختصار.بيد أن مدح
العربية ,و ذكر فضائلها ,وبيان خصائصها ,لم يقتصر على العرب و المسلمين حسب,بل تعدى ذلك إلى علماء ولغويين من
غير العرب,و من غير المسلمين أيضا.من هؤالء المستشرق الفرنسي آرنيست رينان ( )1892-1823صاحب كتابي
موسوعة التاريخ المسيحي,و تاريخ اللغات السامية.قال أنها اللغة التي بدأت فجأة على غاية من الكمال,و أن هذا -في نظره-
و منهم :العالم الفرنسي مارسي,و المستشرقة األلمانية آنا ماري شيمل قالت (و اللغة العربية لغة موسيقية للغاية ,و ال
القرآن بلغت العربية من االتساع مدى ال تكاد تعرفه أي لغة أخرى من لغات الدنيا ,و المسلمون جميعا مؤمنون بأن العربية
11
وحدها اللسان الذي أحل لهم أن يستعملوه في صالتهم...
يرى كثير من العلماء أن الكالم بغير العربية لغير حاجة قد يورث النفاق قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم (( :من يحسن
أن يتكلم بالعربية فال يتكلم بالعجمية فانه يورث النفاق )) (أخرجه الحاكم في المستدرك) ؛ فال نعجب إذا علمنا أن من
العلماء من أوجب تعلم العربية وإتقانها ،قال عمر بن الخطاب (( :تعلموا العربية فإنها من دينكم ,وتعلموا الفرائض فإنها
قال شيخ اإلسالم ابن التيمية -رحمه هللا:-إن نفس اللغة العربية من الدين,و معرفتها فرض واجب ,فإن فهم الكتاب و السنّة
فرض ,وال يفهم إالّ بفهم اللغة العربية ,وما ال يتم الواجب إالّ به فهو واجب.ثم منها ما هو واجب على األعيان ,و منها ما
12
هو واجب على الكفاية.
وقال الشافعي – رحمه هللا -اللسان الذي اختاره هللا عز و جل لسان العرب,فأنزل به كتابه العزيز,و جعله لسان خاتم أنبيائه
محمد صلى هللا عليه و سلم,ولهذا نقول :ينبغي 2لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلّمها,ألنها اللسان األولى,بأن يكون
13
مرغوبا فيه,من غير أن يحرّم على أحد أن ينطق بأعجمية.
و قد أخرج ابن أبي شيبة بسنده أن محمد بن سعد بن أبي وقاص سمع قوما يتكلمون بالفارسية فقال:ما بال المجوسية بعد
14
الحنيفية؟.
11
))بحوث ندوةتطوير تعليم اللغة العربيةفي الجامعات األنجونيسية 2-د /عبد الرحمن موسى أبكر ,ص((97-95:
12
)اقتضاء الصراط المستقيم (1/469 (13اقتضاء الصراط المستقيم.)1/464 2
فضل العربية و وجوب تعليمها 2على المسلمين /أبي عبد هللا محمد بن سعيد رسالن/دار الفرقان ص.14(71
الفصل الخامس
لقد عرف أهل إندونيسيا اللغة العربية منذ دخول اإلسالم إليها في القرن السابع الميالدي مع قدوم التجار العرب المسلمين
, 15و بفضل هذا اإلحتكاك و نتيجة العتناق اإلندونيسيين لإلسالم تبنوا الحرف العربي لكتابة اللغة المالوية التي كانت
ساعدة في كل أنحاء األرخبيل ,و سعوا لتعليم أبنائهم اللغة العربية ,و بذلوا في هذا الصدد جهودا عظيما و مقدرة في التعليم
.الحكومي و األهلي وما زالوا يفعلون ذلك بهمة ال تعرف الكلل والملل
ومما يدل على تلك الجهود العظيمة والهمة الكبيرة لدى الشعب اإلندونيسي أن تعليم اللغة العربية في إندونيسيا يمر
:بمراحل طويلة منذ 2دخول اإلسالم إلى هذا اليوم ,حيث يمكن تقسيمها إلى مراحل التالية
المرحلة األولى :هي مرحلة تعليم اللغة العربية عن طريق تعليم األلفاظ العبية المستخدمة في العبادات و األذكار.
والهدف من تعليم اللغة في هذه المرحلة حتى يستطيع المسلم أن يقرأ النصوص الدينية 2من القرأن والحديث واألذكار في
المرحلة الثانية :هي مرحلة تعليم اللغة عن طريق شرح الكتب الدينية 2العربية وترجمتها شفويا من عالم فقيه في حلقات
الدراسة في المصليات ,حيث إنها مرحلة الحقة بالمرحلة التي قبلها كما هي األساس إلنشاء المعاهد الدينية فيما بعد.
المرحلة الثالثة :هي مرحلة نهضة تعليم اللغة العربية ,وذلك بظهور االتجاهات الحديثة في تعليمها ,منها تحويل اتجاه
العربية من لغة الكتب إلى لغة االتصاالت ,و الكتب التعليمية 2المستخدمة ال تنحصر في كتب الفقه واألخالق فحسب بل ألفت
المرحلة الرابعة :هي مرحلة التطوير والبحث عن طرق تعليم اللغة العربية األنسب ,خاصة مما يتعلق بااألهداف
والمحتويات والطرق المستخدمة .ففي هده المرحلة بدأ تقسيم تعليم اللغة الغربية إلى المهارات األربع :اإلستماع والكالم
.والقراءة والكتابة
المرحلة الخامسة :هي مرحلة النضج في تطوير تعليم اللغة العربية بإندونيسيا ,وذالك بعد ظهور النتائج من التجارب
الطويلة في تطوير تعليم اللغة العربية منذ المرحلة األولى إلى المرحلة الرابعة بحيث يمكن للمدرسة أن يختار المنهج
16
.األنسب حسب الظروف واألوضاع المحيطة به
وذكر أبكر* أن اللغة العربية تدرس في الجامعات اإلندونيسية 2منذ أكثر من ربع القرن من الزمان ,ولقد أنشئت أقسام اللغة
العربية في كليات اآلداب ,و في المعاهد العليا للعلوم التربوية ,و في الجامعات اإلسالمية الحكومية فضال عن الجامعات
.تمكين المتخصصين في العلوم اإلسالمية من االطالع على المصادر األصلية للتشريع اإلسالمي 1.
.تخريج معلمين مؤهلين في اللغة العربية للوفاء بحاجة المدارس والمعاهد الثانوية 4.
ولقد أثمرت جهود أقسام اللغة العربية فتخرج فيها آالف المتعلمين والدعاة الذين تتفاوة قدراتهم في اللغة العربية ,و
17
لكنهم أسهموا جميعا في نشر العربية واإلسالم وهو أمر جد حميد.
15
زيد بن سمير2002 .مـ.الكفاءة في التعبير الكتابي لطالب البرنامج الخاص لتعليم اللغة العربية بالجامعة اإلسالمية الحكومية ماالنج.رسالة ماجستيرـ
.غير منشورة مقدمة إلى قسم الدراسات العليا بالجامعة اإلسالمية الحكومية بماالنق.ص 47
16
أحمد هداية هللا . 1999 .تجربة تعليم اللغة العربية بمعهد غونتور العصري .مقلة قدمت بمناسبة اللقاء الوطني للغة العربية األول .تاريخ 24سبتمبر
17
)تطوير منهج تعليم العربية ,د/محمد علي الكامل ص (13-11
عبد الرحمن موسى أبكر . 1992 .وا قع تعليم اللغة العربية في الجامعات اإلندونيسية .بحث مقدم إلي ندوة تطوير تعليم اللغة العربية في الجامعات *
.اإلندونيسية الواقع المستقبل في الفترة من 7-6جمادى اآلخرة 1413هـ الموافق 30نوفمبر2 -ديسمبر1992مـ .ص26
صعوبات القراءة2
قراءة اللغة هي نطق األصوات التي تتكون منها اللغة ,سواء مجردة ,أم مجتمعة في الكلمة ,أو جملة ما ,وقد تكون القراءة
.عن طريق اإلستماع من المعلم ,والتكرار بعده ,وقد تكون عن طريق رؤية نص لغوي مكتوب ,على ورق أو سبورة
ويالحظ أن هناك اختالفا واضحا بين استيعاب الحديث الشفهي ,وفهم معنى العبارات المكتوبة ,فالقارئ يستطيع أن يعيد2
قراءة بعض الجمل ,كما أنه يتحكم في سرعة القراءة حسب رغبته وقد يلقي بالكتاب جانبا بعض الوقت ,ثم يرجع إليه عندما
يريد ذلك ,كما أنه يصحب معه النص الكتابي أينما شاء ,ويختار المادة المقروءة التي تناسب هواه ,ويستشير القاموس أو
أساتذته في معنى ما خفي عليه .أما في حالة الحديث الشفهي ,فإن السامع ال يتحكم في سرعة المتحدث ,وال يسهل عليه
تجاهل ما يسمع ,أو إرجاء ذلك حتى يستعد لتلقي الرسالة الشفهية ,كما أن الموقف يقتضي أن يستجيب السامع بالقول أو
اإلشارة أو العمل ,لما يريده المتحدث فورا ,دون الرجوع إلى القاموس أو استشارة الغير ,و معنى ذلك أن السامع يمر
.بتجربة أصعب من تجربة القارئ ,والذي يتحكم في بعض عناصر موقف االتصال اللغوي
و في حالتي الحديث الشفوي و المكتوب ,نجد أن هناك صعوبات تعترض عملية القراءة ,وتعوق هدفها الذي هو فهم اللغة,
:والتفكير بها ,والتعامل بها في مختلف المجاالت ,العلمية واليومية ,والدينية 15ونجمل هذه الصعوبات فيما يلي
صعوبة نطق الصوت اللهوي القاف (ق) ,في مثل ( :قلب) 3-
:صعوبة التفريق بين األصوات المتقاربة في المخرج و المتشابهة في الصفات ,وذلك في أصوات 6-
صعوبة التفريق بين االم الشمسية واالم القمرية في (أل) التغريف ,وبعبارة لغوية حديثة نقول :صعوبة التفريق بين 7-
:تتجلى صعوبات المستوى الصرفي ,عند القراءة غير العربي فيما يلي
صعوبة نطق الكلمة ذات المقاطع االربعة ,مثل ( :يتمطى /اثاّقلتهم /كتبتن 2/علمتنا) 1-
صعوبة نطق الكلمة ذات الخمسة مقاطع ,مثل ( :ضربتموني /كتبتموها /تعلتنا /يتسابقن) 2-
صعوبة نطق الكلمة ذات االصوات المتقاربة في المخرج و الصفات ,مثل ( :استشعر /اضطرب /ترددت /يتمدد3- /
مستشفيات /تتكرر)
في قراءة الجملة العربية ال تجد صعوبة إال في فهم هذا المقروء ,إذا كان محتويا على الركنين األساسيين (فعل وفاعل في
الجملة الفعلية ,ومبتدأ أو خبر في الجملة اإلسمية) وبعض المكمالت األخرى كالصفة والحال والتمييز والمعطوف
.والمضاف إليه
:فحينئذ يجد الطالب صعوبة في قراءتها و فهمها ,ونمثل لذلك بالجملتين التاليتين2
بجب أن يفكر التلميذ في العطلة الصيفية ويخطط لها قبل أن تبدأ -
وصلت إلى المدرسة متأخرا وعندما ذهبت إلى الصف وجدت المدرس هناك -
كما يجد الطالب صعوبة أخرى في توليد بعض الجمل ,عن طريق تغيير ضمائر المتكم والمخاطب والغائب ,حيث يستتبع
.ومع ذلك فإن توليد هذه الجمل و أمثالها يفيد مهارة الطالب في حصيلته اللغوية ,وقراءته وفهمه واستيعابه لها
ترتبط الداللة -كما سبق أن وضحنا -بالمستويات اللغوية الصرفية والنحوية ,لذلك فإن صعوباتها مرتبطة بها أيضا ,ومع
ذلك فهناك صعوبات مرتبطة بالمستوى الداللي وحده ,و تتجلى في الفهم واإلدراك ,بعد القراءة للمكتوب ,أو االستماع إلى
.المعلم
:صعوبة فهم الطالب للكلمات البعيدة 2عن بيئته ,الني تحمل دالالت معينة تخص البيئة العربية وحدها :مثل 1-
:علمنا فيما سبق عملية القراءة هي النطق وتعتمد هذه القراءة على عمليتين أخريين تسبقانها هما
وعملية االستماع تعتمد 2على المعلم ,حيث يجب عليه أن يقوم بإخراج األصوات العربية إخراجا جيدا ,سواء الصامتة أو
الصائتة مع المحافظة على النبر والتنغيم والوقف على نهايات الجمل والكلمات ,بشكل يفهم الطالب األجنبي 22
كما يجب على الطالب أن يكرر كثيرا من الجمل التي يقرأها المعلم ,فيعطى الطالب جمال أو كلمات ليقرأها سرا ,ثم يعيد
قراءتها جهراز ونالحظ دقة نطقه لألصوات ,أو الظواهر الصوتية ( مثل النبر والتنغيم)23
و فيما يلي نحاول بيان طرق التغلب على ما سبق أن عرضناه من صعوبات القراءة للطالب غير العربي ,على المستويات
المستوى الصوتي
وضحنا أن أهم صعوبات هذا المستوى هي النطق وبخاضة نطق األصوات التي ليس لها نظير في غير العربية ,مثل :
( الظاء -الضاد -العين -الخاء -القاف) ويمكن التغلب على هذه الصعوبة طريق نطق كلمات كثيرة بها هذه الألصوات,
وكثرة تكرارها ,سواء من المعلم أم الطالب -ففي األصوات الحلقية يقرأ الطالب كلمات بها صوت العين ,مثل ( :عاد -عمر-
يعود -معاوية -يسمع -جامع) مع ضرورة ربط هذه الكلمات بالقرآن الكريم :كما في (( :ما و ّدعك ربّك وما قلى)) 24و
((.قد سمع هللا 25))...و ((إياّك نعبد وإياّك نستعين)) 26و ((قل أععوذ بربّ الفلق)) 27وهكذا
وفي صوت الحاء كذلك يقرأ ويكرر كلمات مثل ( :أحد -حج -يبرح -نشرح -الفالح -الحمد) .وربطها بالقرآن العظيم
أيضا :كما في (( :قل هو هللا أحد)) 28و ((الحمد هلل 29))....و ((ألم نشرح لك صدرك))30
وهكذا مع بقية األصوات المذكورة ,ففي صوت القاف نكرر سورتي العلق والفلق .وفي صوت الظاء نكرر كلمات من
سورة الليل والمطففين .أما من حيث التفريق بين األصوات المتناظرة ,في الصفات أو المخرج ,فيمكن اإلكثار من األمثلة
التي تحمل كل كلمة منها الصوتين المتناظرين متناوبين ,حتى ظهر ذلك الخالف الصوتي ,وتتحقق لكل صوت صفاته
السمعية والنطقية الخاصة به .وهو ما يعرف بنظرية األزواج الصغرى .واألصوات المتناظرة هي ( :د -ض) و (ت -ظ)
و (س -ص) و (ع -غ) و (ء -ع) و (ح -ه) و (ق -ك) و (ث -س) و (ذ -ز) .ومن الكلمات الني تظهر التميز النطقي
مع االستعانة بالقرآن الكريم ما أمكن ,وشرح معنى كل كلمة ,واإلكثار من األمثلة وتكرار الطالب لهذه الكلمات كثيرا.
وكذلك في التفريق بين الوحدة الصرفية (المورفيم) للتعريف المظهر والمدغم (القمري والشمسي) يحفظ الطالب الصوت
اللغة اإلندونيسية تنتمي إلى مجموعة ماليو بولينيزيا أو مجموعة أسترونيسيا و من خصائص هذه األسرة اللغوية ،أنها
ال تفرق بين المذكر و المؤنث في االسم .فاإلندونيسية ال تعرف اختالف الجنس أو النوع في االسم ،وال توجد عالمات
و إذا أردنا أن نحدد نوع المذكر و المؤنث لألسماء ،فعلينا أن نضيف بعد االسم كلمة "ذكر"للعاقل laki-lakiوكلمة
" ، ( Perempuanللعاقلة .إذا قصدنا بذلك مذكرا لغير العاقل و نضيف كلمة " ذكر ، ) Jantanإذا قصدنا بذلك المؤنث
(أنثى " لغير العاقل " : )betinaو األمثلة التالية توضح ذلك
:األمثلة للعاقل ) ا (
،أضيفت بعد االسم للداللة على الذكر و المؤنثة غير العاقل Jantanو betina فكلمة
هناك بعض األلفاظ اإلندونيسية تستعمل للعاقل للداللة على المذكر أو المؤنث بنفسها ،وال تحتاج إلى إضافة كلمة
والد ayah
والدة ibu
زوج suami
زوجة istri
عم paman
عمة bibi
)(www.Arab_faridah.com
و قد أخذ اإلندونيسيون عن العربية نظام التذكير و التأنيث في بعض ألفاظ اإلندونيسية 2الواردة في العربية ،فال تحتاج إلى
ذكر نوع الجنس ذكرا أو أنثى ،بل يفهم مدلولها الجنسي من الرمز العربي نفسه ،وهو تاء التأنيث في آخر االسم المؤنث.
اإلندونيسية العربية
.ال تعرف فكرة التمييز بينهما تفرق العربية بين المذكر والمؤنث في
األفعال و األسماء
ليست لها عالمات خاصة متصلة بالكلمات و للمؤنث في العربية عالمات خاصة
.للداللة على المذكر و المؤنث متصلة بالكلمات ،وهي إما ظاهرة ،وهي:
التاء ،واأللف المقصورة ،واأللف الممدودة2،
وإما مقدرة .ولكون المذكر هو األصل فال
.يحتاج إلى عالمات خاصة له
.فال تطابق في ذلك من ناحية الجنس هناك مواقع تجب فيها التطابق في الجنس
في العربية
تفرق اإلندونيسية بين المذكر والمؤنث تفرق العربية بين المذكر والمؤنث للعاقل
للعاقل وغير العاقل ،وذلك بإضافة كلمة
perempunللعاقل ،وكلمة lelaki وغير العاقل بعالمات التأنيث .وهي تاء
لغير العاقل jantan ،للعاقلة ،وكلمة التأنيث في كلمة " طبيبة "للعاقلة ،و
.لغير العاقلة betinaوكلمة .كلمة " قطة " لغير العاقلة
)(www.Arab_faridah.com
وأنهيت الدراسة ببعض النتائج والمقترحات التي تفيد في هذا الجانب لعل هللا ييسر لتنفيذها
النتائج والمقترحات
أن عالمية اللغة ترجع إلى اتفاق علماء اللغة على عالميا على أنها وسيلة االتصال األولى بين المجتمعات وأداة لنقل
أن اإلقبال على تعليم العربية من غير الناطقين بها لقي اهتماما كبيرا لكونها لغة القرآن
أن اإلقبال على تعلم العربية له أهداف كثيرة منها بجانب األهداف الدينية فهناك أيضا األهداف الثقافية واالقتصادية
بين اللغة العربية ولغاتهم األصلية في الجوانب الصوتية ) (interferenceأن أهم ما يشكل الصعوبات اللغوية هو التداخل
أن أبرز الفروع اللغوية التطبيقية المسئولة بالدرجة األولى عن تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى هو علم اللغة
فتعليم اللغة العربية للناطقين ) (Modern Languageالتطبيقي ،فهو اآلن من أبرز الفروع التطبيقية لعلم اللغة الحديث
بغيرها يعتمد اعتمادا أساسيا على معطيات تعليم اللغات األجنبية المستمرة من نتائج الدراسات اللغوية النفسية
والتطبيقات التربوية ،وهي علوم حديثة ،نشأت في الدول الغربية ،وازدهرت فيها خدمة )(psycholinguistic studies
للغاتهم وبخاصة اللغة األندونيسيا ،ونحن المسلمين ال نجد حرجا من االستفادة من هذه العلوم ونشرها .وأن علم اللغة
الذي يطلق عليه أحيانا علم اللغة الحديث ) (Linguisticsأحد فرعي علم اللغة ) (Applied Linguisticsالتطبيقي
والبد أن تتكامل هذه الحلقات في نسق معين 2،فاألصوات المجردة ال قيمة لها وال داللة ما لم تضف إلى بعضها لتكوين كلمة
والكلمة تكتسب معناها المحدد عندما تنضم إلى كلمات أخرى لتكون العبارة أو الجملة
أن التطوير الذي يلحق العربية يكون في المحتوى اللغوي الذي يمأل القوالب النحوية والصرفية والصوتية ،فالكلمات
والعبارات والجمل (المحتوى) غير محدودة أما النظم الصوتية والصرفية والنحوية فمحدودة جداً ،التطور يكون في منهجية
وطريقة توصيل هذه النظم للواقع التعليمي بطريقة مباشرة مناسبة لمستوى المدرسين على اختالف مستوياتهم
أن المفردات اللغوية تعد صورة لنوع الحضارة التي تتميز بها األمة الناطقة بهذه اللغة ،وهي خير دليل على مدى سعة
خبراتها وعمقها ،فحينما تكون خبرات األمة محدودة ،تأتي مفردات لغتها قليلة العدد ،ضيقة الداللة ،وحينما تتسع خبرات
األمة ،وتنضج حضارتها ،تتسع لغتها تبعا لذلك ،فتزداد ثروتها اللفظية ،وتتعدد دالالتها ،ولغتنا العربية تحمل كل هذه
أن تطبيق المنهج التقابلي في الدراسة كان معينا على كشف الكثير من الصعوبات الصوتية التي تمثل أكثر الصعوبات
النطقية لدى المدرسين للعربية من غير الناطقين بها .وقد تمت هذه الدراسة في البحث بالمقابلة بين (العربية و األندونيسيا)
مثاال تحليليا
أن تحليل أخطاء الدارسين عند تعلمهم اللغة العربية أوال بأول مؤشر للتعرف على الصعوبات ،سواء على المستوى
) (Developmentalالصوتي أو اللفظي أو النحوي أو الصرفي .فهذه األخطاء إما داخل اللغة وإما أخطاء تطورية
أن الصعوبات التي تواجه المدرسين في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ليست كلها صعوبات لغوية ،بل ترجع في
عدم رغبة المدرسين في تعلم اللغة العربية ويظهر هذا من عدم جديتهم
عجز بعض الطالب عن استيعاب الجديد 2خاصة إذا تزايد الكم المقدم
بعض المدرسين غير قادرين على نطق األصوات لوجود مشكالت عنده
مرور بعض المدرسين بخبرة ضعيفة بتعلم العربية مما أثر في نفوسهم عند إعادة تعلمهم هذه اللغة
ثانيًا :المقترحات2
أما عن سبل التغلب على هذه الصعوبات فنؤكد بداية على اإلفادة مما اتفق عليه كل من علماء اللغة والتربية على
االتجاهات الحديثة التي يجب مراعاتها عند تأليف الكتب ،ومن أهمها ما يلي
مراعاة التكامل في شخصية المدرس األجنبي في المجاالت الجسمية والعقلية والنفسية واالجتماعية ،يجب تناول ما يقدم
له قدر اإلمكان جوانب الخبرة الثالثة (المعرفي والوجداني والنفسي والحركي)
مراعاة التكامل اللغوي بين الفنون األربعة (القراءة والكتابة والتحدث واالستماع) في المعالجة أداء وتقويما
االعتماد على العربية الفصحى في التعليم والتعلم ،مع االتفاق على تقديم النمط األساسي للدراسة الصوتية والنحوية
والصرفية
أن تتنوع بحيث تتناول جوانب الفهم ومستوياته المختلفة (إدراك الحقائق -التحليل -التركيب -التعليل -إدارة التسلسل)
مراعاة الشروط اللغوية والتربوية عند صياغة األسئلة من وضوح ودقة وبعد عن تراكم والطول
يراعى البدء باألصوات السهلة المألوفة للمدرس األجنبي وتؤجل األصوات الصعبة (ذ -ز -ح -خ -ص -ض -ط -ظ -ع-
أن يعتني في المقدمة الشفوية خاصة وفي دروس الكتابة عامة بتقديم النطق الصحيح والواضح ،وتقديم التدريبات
السمعية والنطقية الكافية إلكساب المدرسين الصحة والسرعة في النطق وللوسائل السمعية والمرئية دور أساسي في هذه
النقطة
يراعى في تقديم المفردات االلتزام قدر اإلمكان بالعدد والمقرر لكل كتاب من ( )200 -150كلمة حسبما يتفق عليه كل من
التدرج في تقديم عدد 2المفردات مثال في الدرس األول ثالث مفردات ثم يزيد العدد شيئا فشيئا
يراعى البدء بالشائع من الكلمات وبالقصيرة قبل الطويلة ،وبالبسيط قبل المركب وباألصل قبل النوع
نبدأ باإلثبات قبل النفي وبالماضي قبل المضارع والمعلوم قبل المجهول والقياسي قبل الشاذ ،والمذكر قبل المؤنث وهكذا
يراعى في التراكيب أن يكون قد سبق استخدام المفردات التي يتكون منها هذا التركيب
يراعى في التراكيب استيعابها أول بأول ،فال تعرض جملة إال إذا تم استيعاب التي تم عرضها من قبل
تقدم المفاهيم الخاصة بالتراكيب بطريقة الحوار قدر اإلمكان عمل معجم خاص بكل كتاب ،بحيث تجمع المفردات التي
االعتناء بالطباعة لكي يتحقق فيها عامل الجذب واإلثارة ،وال يزيد حجم الكتاب عن 150صفحة من الورق متوسط
الحجم
كما يقترح أن تخصص ولو محاضرة كل أسبوع في كل كلية من كليات الدراسات اإلسالمية والعربية (بنين وبنات) ،بعد
ب
ت*** كرنين الذه ِ
جرسها بين اللغا ِ
إنه سميع قريب مجيب الدعاء ،وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين