Professional Documents
Culture Documents
200104210011
200104210009
املقدمة
خلفية البحث
منه ،وهي املرآة اليت يرى فيها اجملتمع صورته يف املاضي ،ويف احلاضر إهنا ظل اجملتمع تقوى بقوته،
وتضعف بضعفه ومتوت مبوته .وحيدث يف اللغة واجملتمع أتثري وأتثر وتفاعل مستمر ال يتصور وجود
جمتمع بدون لغة وال يتصور وجود لغة بدون اجلماعة اللغوية الناطقني هبا.
مثًل إىل لغتنا العربية ،لقد عاشت معربة عن كل ما حيتاجه العريب يف حياته البدوية يف
وانظر ً
العصر اجلاهلي ،حيث كانت حياته بسيطة ،وكانت حمدودة مبحدودية الثقافة آنذاك ،ومبحدودية
احلضارة وقتئذ ،مث حدث هلا حتول بظهور اإلسًلم ،ونزول القرآن الكرمي تغريت صورة العربية بسبب
هذا األمر العظيم ،فاكتسبت معاين ودالالت جديدة ،مل تكن معروفة من قبل ،فنمت ألفاظها وتنوعت
فخرا أهنا وسعت كتاب هللا -عز وجل ،وسنة رسوله -صلى هللا عليه وسلم.
أساليبها ،ويكفيها ً
إذن اللغة مرتبطة ابجملتمع ارتباطًا وثي ًقا ،وقد أدرك هذا علماء االجتماع ،فاعتربوا اللغة ظاهرة
1
أبو الفتح عثمان بن جين ،الذي عرف اللغة أبهنا أصوات يعرب هبا كل قوم عن أغراضهم 1،فربط اللغة
أيضا إىل هذه العًلقة ،وأدرك أتثري اللغة يف اجملتمع ،وأتثري اجملتمع
ابجملتمع ،وعلم اللغة احلديث التفت ً
أيضا ،فأخذ على عاتقه دراسة الظواهر اللغوية يف ضوء ارتباطها ابلظواهر االجتماعية ،وحاول
يف اللغة ً
الكشف عن كل ما حيدثه العامل االجتماعي يف اللغة الذي يعرف بعلم اللغة االجتماعي؛ وهو دراسة
اللغة يف عًلقتها ابجملتمع 2،أو العلم الذي حياول الكشف عن القوانني واملعايري االجتماعية اليت توضح
وتنظم سلوك اللغة وسلوك األفراد حنو اللغة يف اجملتمع 3.وهلذا جاء بيان عن أمهية علم اللغة االجتماعي
يف احلياة البشرية وتنمية اللغة مع ذكر عًلقات اللغة يف اجملتمع وأثره يف تنمية اللغة.
)1ابن جين ،اخلصائص ،حتقيق حممد علي النجار( ،مصر :اهليئة املصرية العامة للكتاب ،ط ،4.ج1999 ،2.م) ص .34
)2د .هدسون ،علم اللغة االجتماعي ،ترمجة د .حممود عياد( ،القاهرة :عامل الكتب ،الطبعة الثانية 1990م) ص 12
) 3عبد الصبور شاهني ،يف علم اللغة العام( ،بريوت :مؤسسة الرسالة ،الطبعة الثالثة )1980ص 178
2
أهداف البحث
انطًلقا من مشكلة البحث ،فإن البحث يهدف إىل أهداف اتلية :
3
الفصل الثاين
اإلطار النظري
.١إنه يربز املشكًلت اللغوية يف اجملتمعات املختلفة ،وحياول وضع حلول هلا ما يعمل على تطوير
اللغة ،وتطوير طرق الدراسة والتعليم ،فاللغة هي وسيلة التفكري ،كما أنه يدرس العًلقة بني اللغة
والثقافة ،يف الثقافة تؤثر بشكل كبري يف اللغة ،فكلما تطورت الثقافة تطورت اللغة ،كما يدرس
4
العوامل االجتماعية اليت تؤدي إىل عيش لغة وموت أخرى.
.٢إنه يهتم ابخلطوط العامة الىت متيز اجملموعات االجتماعية من حيث أهنا ختتلف وتدخل ىف تناقضات
داخل جمموعة اللسانية العامة نفسها ،والوقوف على القوانني الىت ختضع هلا الظاهرة اللغوية ىف
حياهتا وتطورها وما يعتورها من شؤون احلياة ,ومبلغ أتثرها مبا عداها من الظواهر االجتماعية الىت
5
هلا أتثري على اختيار الناس اللغة.
4
.٣إنه حماولة جادة للحفاظ على اللغات وعلى اجملتمعات من التدهور واالضمحًلل ،فهو حياول
النهوض ابللغة من خًلل اجملتمع ،والنهوض ابجملتمع من خًلل اللغة .فإن اللغة هي مرآة اجملتمع،
6
ففيها ثقافتهم واترخيهم وأسلوب حياهتم.
اإلنسان مدين بطبعه ،فهو مييل إىل االنتماء إىل طائفة من بىن جنسه ،ليجتمع هلم مجلة من
اخلصائص .وانتماء للجماعة يتحدد بتحدد اجلماعة ذاهتا ،فاألسرة مجاعة ،والقرية مجاعة أمشل،
7
والقاطعة ،مث الدولة ،وأخريا اجلنس البشرى.
واجلماعة اللغوية هي هيئة اجتماعية ،صغر حجمها ،أو كرب ،أو بعبارة أخرى تتدرج من الصغر
إىل الكرب ،فهي تبدأ ابألسرة مث العائلة ،مث القبيلة ،مثّ األمة .ومن مث أن اللغة هى األداة الىت يستعملها
أفراد كل مجاعة لغوية للتعبري عما يهمهم من شؤون ،وهي قانون من قوانني هذه اجلماعة بعد اخلروج
8
عليه أمرا صعبا وحمرجا ومؤداي إىل السخرية ،ويقاوم بصرامة من بقية أفرادها.
5
عالقة اللغة والفرد
اللغة هي انفذة مشرعة على جتارب وخربات األمة الواحدة ،وعلى جتارب وخربات األمم األخرى.
فهي اليت حتفظ لألمة تراثها األديب والديين والعلمي .وهي أداة من أدوات التفكري ،إذ أن اإلنسان يفكر
ابللغة ،ويتمثل ذلك يف نتاج ذلك التفكري والذي يكون على صورة تراكيب ملفوظة ،أو مكتوبة،
وبدوهنا يعسر على املرء أن يعرب عن األفكار أو عما يشاهده أو حيس به ،ويعسر عليه حىت التعبري عن
9
احلاجات العادية.
واللغة ابلنسبة للفرد ال تقف عند حد كوهنا خصوصية متيزه عن سائر أنواع اململكة احليوانية ،بل
إهنا تتعدى ذلك لتدخل بصورة عضوية وعميقة .يف بناء اإلنسان بوصفه إنساان ،فاإلنسان ال يكون
إنساان على احلقيقة إال ابللغة ،فهي سلوك معقد يتخلل يف أعماق اجملاالت املعرفية والوجدانية لإلنسان،
وتدخل يف تكوينه وبنائه العقلي ،إضافة إىل أهنا متثل أهم جوانب احلياة النفسية واالجتماعية للفرد،
فهي أساس العًلقات االجتماعية ،ووسيلة التواصل النفسي بني األفراد ،حيث تصبغ الفرد ابلصبغة
االجتماعية ،وكلما ازداد الفرد توغًل يف عضويته يف اجملتمع يزداد دور اللغة أمهية ال يف حياته االجتماعية
فحسب ،بل يف سلوكه وإحساسه وتفكريه ،فاللغة –من الناحية الجتماعية– ليست وسيلة اإلنسان
للتعبري عما يف نفسه فحسب ،بل هي أبعد من ذلك ،حني تعمل عملها يف استثارة السامع ،والتأثري
فيه ،ودفعه حنو احلركة والعمل ،وأبعد من هذا وأعمق حني يطرح مفهوم اللغة كأهنا كائن حي وليست
. 9علي عبد الواحد وافي ،اللغة واملجتمع( ،القاهرة :دار نهضة مصر للطبع والنشر1989 ،م) ص99 .
6
جمرد وسيلة اتصال إىل درجة أن أبناء تلك اللغة يتعلقون هبا تعلقهم ابلكائنات اليت يصعب عليهم
10
العيش بعد موهتا.
إن أعظم اكتشاف اإلنسان على مر العصور هو اللغة ،فهى إبراز ما مييزه عن غريه من احليوان،
ومن حسن الصنيع أن نعرف اإلنسان أبنه احليوان القادر أو اخللق البشرى 11.فاللغة وسيلة اجتماعية
وأداة للتفاهم بني األفراد واجلماعات ،فهى صلة الفرد ىف مواجهة كثري من املواقف احليوية الىت تتطلب
الكالم أو االستماع أو الكتابة أو القراءة ،وهذه الفنون األربعة أدوات هامة ىف امتام عملية التفاهم من
12
مجيع نواحيها ،وال شك أن هذه الوظيفة من أهم الوظائف االجتماعية للغة.
واجملتمع حريص أشد احلرص على أن جيعل الفرد عضوا فيه وأن يصبغ هذا الفرد ىف فكره وىف
سلوكه بصبغته .واللغة هى األداة الىت يستخدمها اجملتمع لتحقيق هذا اهلدف ،ومن الواضح أن اجملتمع
بكل أشكاله يقوم هبذا الدور .فالبيت واملدرسة والنادى ما هى إال بيئات يتلقى فيها الفرد أمناط السلوك
وقواعد اللغة .وهبذه الطريقة يكتسب الفرد شخصيته االجتماعية فيكون عضوا فعاال ،كما يكتسب
اللغة هي الصورة اللغوية املثالية اليت تفرض نفسها على مجيع األفراد ىف جمموعة واحدة .فالفرد
واجلماعة عنصران الينفصل أحدمها عن اآلخر ،فالفرد يرتبط جبماعته .واللغة ظاهرة اجتماعية ،تنشأ
14
عن األفراد واجلماعة.
فالتعرف على الفرد يؤدى إىل التعرف على اجلماعة ،ولذا تدرس لغة الفرد ،ويتوصل من خالهلا
إىل معرفة لغة اجلماعة ،ألهنا جمموع الظواهر املشرتكة بني مجيع األفراد .فالتعرف على اجلماعة يؤدى
15
إىل التعرف على الفرد ،ومن هنا تعدد دراسة اللغة العامة أساسا ملعرفة لغة األفراد.
,ومن هنا ميكن القول أبن الفرد يتأثر يف اللغة من انحية اللهجة يف االغة ،وذلك بسبب اختالف األفراد
16
يف النطق فيؤدي مع مرور الزمن إىل تطوير اللهجة يف اللغة أو إىل نشأة هلجات أخري.
.1اللغة والشعوب
يعتقد بعض الباحثني أبن اللغات ترتبط بعقلية أصحابه ،فاللغات الراقية ترتبط بعقليات األمم
الراقية ،والعكس صحيح .فريى العامل اللغوى األملاىن ف .ن .فنك أنه ال جيب علينا أن ننظر إىل
اللغات إال بوصفها آاثرا معتربة عن عقل الشعوب .وأن اللغات ليست إال تصويرات ،وأن من اخلداع
ألنفسنا أن ندرسها على أهنا حقائق واقعة ،فيجب أن نطبق عليها طريقة ذاتية حمضة ،أبال نبدأ من
17
اللغة الىت ليست اال نتيجة ،بل من العقل الذى خيلق اللغة .والصحيح أن اللغة هلا صلة ابلعقلية.
للمكان أثر يف اللغة ،والبيئة الىت يعيش فيها اإلنسان تشكل جسمه ،وعضالت نطقه بطريقة
جتعله مستعدا إلخراج تلك األصوات .فقد الحظ مجاعة من اللغويني أن أعضاء النطق ختتلف من
18
جيل إىل جيل آخر.
اخلامتة
إن لعلم اللغة االجتماعي دور كبري يف احلفاظ على كل من اللغة واجملتمع ،ويتمثل ذلك يف
عًلقة اللغة ابجملتمع حيث إهنا أداة التواصل ووسيلة مهمة إليصال األهداف واألغراض واحلاجات
الشخصية فيما بينهم .كما أن تتمثل أمهية علم اللغة االجتماعي يف عًلقة اجملتمع ابللغة ،حيث إنه
10
املراجع
ابن جين ،اخلصائص .حتقيق حممد علي النجار .مصر :اهليئة املصرية العامة للكتاب ،ط،4.
ج1999 ،2.م.
عبد الصبور شاهني .يف علم اللغة العام .بريوت :مؤسسة الرسالة ،الطبعة الثالثة 1980م.
هدسون .علم اللغة االجتماعي .ترمجة د .حممود عياد ،القاهرة :عامل الكتب ،الطبعة الثانية
1990م.
د .هادى هنر ،علم اللغة االجتماعى عند العرب ،ساعدت اجلامعة املنتصرية على طبعه،
علي عبد الواحد وايف ،اللغة واجملتمع( ،القاهرة :دار هنضة مصر للطبع والنشر1989 ،م)
ص99 .
أمحد هداية هللا زركشي وماندراسي أمرية سعيدة ،نظرية علم اللغة االجتماعي يف تعليم
كمال حممد بشر ،علم اللغة االجتماعي( ،القاهرة :دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع،
11
معتز إبراهيم ،علم-اللغة-االجتماعيhttps://www.mosoah.com/books-
12