Professional Documents
Culture Documents
جذر كلمة ثقافة هو :ث ق ف ،ولهذا الجذر معنيان رئيسيان متباينان في اللغة العربية
والثاني: ف :قال الفيروز أبادي :ثَقَفه :أي صادفه أو أخذه أو ظفر به أدركه األول :ثَقَ َ
ف يثقُف ،ثَ ْقفاً وثَقَفاً وثقافة :صار حاذقاً خفيفاً فطنا
ف يثقَف ،وثَقُ َ ثَِق َ
اصطالحا:
يعرف الثقافة "مالك بن نبي" في كتابه (مشكلة الثقافة) فيقول إنها (مجموعة الصفات الخلقية
والقيم االجتماعية التي تؤثر? في الفرد منذ والدته ،وتصبح ال شعورياً العالقة التي تربط? سلوكه
.بأسلوب الحياة في الوسط الذي ولد فيه)
تعريف تايلور(:الثقافة هي ذلك المركب الكلي الذي يشتمل على المعرفة والمعتقد والفن
واألدب واألخالق والقانون والعرف والقدرات والعادات األخرى التي يكتسبها اإلنسان بوصفه
عضواً في المجتمع )
قدمه غودنو سنة 1957ص 162في مقال عنوانه "علم األناسة وهذا تعريف شهير للثـّـقافة ّ
ـقافي واللـّـسانيات"? "ثقافة المجتمع تتألـّـف من ك ّل شيء يتوجـّـب على الواحد أن يعرفه وأن
الثـّ ّ
يؤمن به لكي يعمل بطريقة مقبولة من طرف ك ّل أعضاء المجتمع و (تتألـّـف ثقافة المجتمع)
أي دور يقبل به أعضاء المجتمع ويرضونه لك ّل واحد من ك ّل شيء يجعله يقوم بذلك في ّ
".منهم
مفهوم اللغة2.
توجد عالقة وثيقة بين اللغة والثقافة ،حيث أن لغة البشر وأساليبهم? وطرق? تفكيرهم تختلف تبعا
لثقافاتهم .ويمكن تعريف? الثقافة بأنها "تشتمل على الفنون والمعتقدات واألعراف واللغة والتقاليد
التي تميز شعب من الشعوب"
واللغة هي( :لسان الثقافة وعنوان الحضارة وترجمانها .فاللغة هي القناة التي من خاللها تنتقل
نبض يتفاعل مع
العلوم من األمة وإ ليها وفيها? وعنها ،وهي وعاء الفكر وميدان اإلبداع فاللغة ٌ
المشاعر واألحاسيس فيؤثر? فيها ،واللغة منطق عقلي عميق يعطي إيحاءات وإ يماءات
كبير جداً ،قوة ومتانة هذا االرتباط تشير إلى أن العالقة بين
ان االرتباط بين اللغة والثقافة ٌ
اللغة والثقافة عالقة وثيقة ،أو هي بتعبير آخر عالقة الجزء بالكل ،فاللغة أخص والثقافة أعم،
.أو قل :بينهما عالقة التأثير والتأثر
وقد لوحظت العالقة بين الثقافة واللغة في فترة تعود إلى الفترة الكالسيكية ،وربما? قبل ذلك
بوقت طويل .فاإلغريق? القدامى ،على سبيل المثال ،يميزون بين الشعوب المتحضرة
وبارباروس "أولئك الذين يميلون إلى الثرثرة" ،أي أولئك الذين يتكلمون لغات غير مفهومة.
فنظرا ألن هناك مجموعات تتحدث لغات مختلفة ،وغير مفهومة فقد يعتبر ذلك دليال ملموسا
على االختالفات الثقافية أكثر من كونه من السمات الثقافية األخرى األقل وضوحا ويرى
أنصار الحركة الرومانسية األلمان في القرن التاسع عشر مثل هوردر ?،وندت وهومبولت،
اللغة ليس فقط باعتبارها? واحدة من بين العديد من السمات الثقافية ،بل كوسيلة للتعبير المباشر
.عن الطابع الوطني للشعوب ،ولكن بشكل مختزل إلى حد ما
ويرى فرانز بواس مؤسس األنثروبولوجيا األميركية على أن اللغة المشتركة بين المجتمعات
هي الناقل األساسي لثقافتهم? العامة .حيث كان بواس هو أول علماء األنثروبولوجيا الذين
اعتبروا? أنه من غير الممكن دراسة ثقافة الشعوب األجنبية من دون التعرف على لغتهم
.الخاصة
ويذكر كمال بشر في كتابه علم اللغة االجتماعي ":أن اللغة ليست مجرد ضوضاء أو
أصوات تلقى في الهواء وإ نما هي تجسيد حي لكل معارف اإلنسان وخبرته ،ودليل
شخصيته وهويته الثقافية ،وهي بمثابة الكاشف عن مكنون النفس والعقل ".
إن الجماعة المعينة قد تتفق في جملة القواعد والقوانين الضابطة للغتها وهو اتفاق في
األساسيات والجوهريات اللغوية ولكن أصحاب هذه اللغة يختلون في األداء والتطبيق? الفعلي.
فنحن مثال متفقون في أن لنا لسانا واحدا يسمى " اللغة العربية " ولكننا نختلف اختالفا بارزا?
في التحقيق المادي لهذا اللسان .وهذا االتفاق واالفتراق? في البيئة اللغوية المعينة ينطبقان
بصورة أو أخرى على الوضع الثقافي لهذه البيئة حيث تلحظ اتفاقا في الثوابت واختالفا
.ملحوظا? في األداء والسلوك والتعامل الثقافي
القيمة الثقافية المعينة قد تكون متفقا عليها في بيئة اجتماعية ما ،ولكنها? تختلف فيما
بين أفراد هذه البيئة في التحقيق المادي .فالملبس مثال ذو معنى أو قيمة متفق عليها،
هي الوقاية والزينة وستر العورة ،ولكنه يختلف هنا وهناك من حيث صوره وأشكاله
وألوانه وتقديره وقطعه " أي تفصيله "ونضرب مثال واحدا بسيطا يشير إلى حقيقة هذا
االتفاق واالفتراق في الجانبين اللغوي والثقافي بجناحيهما القيمي واألدائي " .األبوة "
مثال قيمة لغوية وثقافية ،ولكن يعبر عنها في مجتمعنا بصور? متعددة.
ولكل ثقافة لغة فريدة بذاتها ،تشمل كلمات ومفاهيم ال توجد? في الثقافات األخرى.
فمثال ،توجد في ثقافتنا? اإلسالمية كلمات ومفاهيم مثل( :القسمة والنصيب) قد ال يفهمها
أصحاب بعض الثقافات.
وتعتبر طرق الكالم أو اإلشارة في مجتمع ما جزء ال يتجزأ من ثقافة المجتمع ككل
فاستخدام? اللغة هي طريقة لبلورة وتوضيح هوية المجتمع .فطرق? الكالم بين
األشخاص ليست طريقة لتسهيل التواصل بينهم فحسب وإ نما لتحديد هوية ومكانة
المتحدث االجتماعية أيضا .فعادة ما يطلق اللغويون على الطرق المختلفة في التحدث
بلغة ما ،مصطلحا? يشمل لهجات معرفة جغرافيا? أو ثقافيا ولغات أو أساليب تحدد
المجموعة الفرعية ذاتها وتميزها? عن غيرها .كما يعرف علماء االجتماع
واالنثروبولوجيا اللغوية األسلوب التواصلي على أنه الطرق التي تستخدمها اللغة
والتي تعتبر مفهومة في إطار ثقافة معينة.
وفى لغات أخرى قد تستخدم تعبيرات مختلفة عند مخاطبة أي من الجنس اآلخر أو
األقارب من الدرجة األولى ،وتستخدم العديد من اللغات طرقا خاصة للتحدث إلى
األطفال والرضع.