Professional Documents
Culture Documents
ف مع اين كث رية كم ا هي يف الق واميس 1لغة :اص ل الثقاف ة يف اللغ ة العربي ة م أخوذ من الفع ل َث ُق َ
ف و للفع ل َث ُق َ
العربية و من هذه املعاين:
وهم} حيث ذكر ه -ادراك الشيئ و احلصول عليه :يف قول اهلل تعاىل{ :وا ْقتلُوهم حي ِ
ث ثَق ْفتُ ُم ُ
ُ ُ ْ َْ ُ
القرطيب يف تفسريه ( )1967ان ثقف يف اآلية الكرمية تدل على األسر و الظفر بالعدو.
:الثقافة اصطالحا2-
مفهوم الثقافة يف االصطالح أوسع من معناها اللغوي ومن الصعوبة أن جند هلا تعريفا جامعا مانعا ،ويرجع ذلك إىل
اختالف جماالت الدراسة أو اختالف اهتماماهتا سواء كانت تارخيية أو فلسفية أو نفسية أو اجتماعية أو
أنثروبولوجية .وقد ذكر صاحل ذياب هندي يف كتابه دراسات يف الثقافة اإلسالمية أسباب االختالف يف تعريف
الثقافة وهي :اهتمام وختصص صاحب التعريف ،واختالف املدارس و االجتاهات الثقافية يف العامل حول تعريف
.الثقافة
وقد أشار مالك بن نيب إىل مدارس الثقافة وهي :املدرسة الغربية الرأمسالية ،واليت ترى أن الثقافة انعكاس
لفلسفة الفرد و فكره .واملدرسة املاركسية اليت ترى أن الثقافة انعكاس لفلسفة اجملتمع .واملدرسة اإلسالمية اليت
ترى أن الثقافة انعكاس لفلسفة الفرد و اجملتمع يف آن واحد.وفيما يلي نورد بعض التعريفات اليت عرفت هبا الثقافة
:
تعريف تايلور":هي ذلك الكل املركب الذي يتضمن املعرفة و العقيدة و الفن والقانون و األخالق و العادات و-
" التقاليد ،وغريها من القدرات اليت يتحصل عليها املرء كعضو يف مجاعة
تعريف ابن خلدون" :العمران الذي هو من صنع االنسان مبا قام به من جهد و فكر و نشاط ليسد به النقص -
"بني طبيعته األوىل ,وخاصة يف بيئته حىت يعيش معيشة عامرة زاخرة باألدوات و الصناع
تعريف اجلابري":هي ذلك املركب املتجانس من الذكريات والتصورات و القيم و الرموز و التغريات و -
.االبداعات و التطلعات اليت حنتفظ هبا جلماعة بشرية
تعود جذور كلمة cultureإىل اللفظ الالتيين cultureالذي يعين حرث األرض وزراعتها ،وقد ظلت
اللفظة مقرتنة هبذا املعىن طوال العصرين اليوناين والروماين ،حيث استخدمها شيشرون جمازاً بالدالالت نفسها،
فقد أطلق على الفلسفة Mentis Cultureأي زراعة العقل وتنميته ،مؤكداً أن دور الفلسفة هو تنشئة
الناس على تكرمي اآلهلة وقد ظلت الكلمة هكذا حىت القرون الوسطى حيث أطلقت يف فرنسا على الطقوس
الدينية ،Cultesويف عصر النهضة اقتصر مفهوم cultureعلى مدلوله الفين واألديب ،فتمثل يف دراسات
تتناول الرتبية واإلبداع ،وبعدها عمد فالسفة القرن السابع عشر إىل تطبيق املناهج العلمية يف دراسة املسائل
اإلنسانية ،وأفردوا مضماراً خاصاً للعمليات املتعلقة مبفهوم " ." Culture
ففي كتابه " تقدم املعرفة " يعتمد " فرنسيس بيكون " صورة التثمري الزراعي للداللة على أحد مرامي الفلسفة
الكامن يف هذا املفهوم واستخدمها بذات املعىن فولتري وأقرانه من مفكري فرنسا ،حيث كانت كلمة "
cultureتعين لديهم تنمية العقل وغرسه بالذوق والفهم وتزيينه باملعرفة ،واستعملها توماس هوبز مبعىن
العمل الذي يبذله اإلنسان لغاية تطويرية سواء أكانت مادية أم معنوية.
واستمرت الكلمة حمافظة على جذرها اللغوي والدالالت املشتقة منها إىل أن جاء إدوارد تايلور
Tylorووضع كتابه " " primitive Cultureالثقافة البدائية " عام 1871ويف أول فقرة من كتابه
وضع تعريفاً هلذا املفهوم يقول فيه " هي ذلك الكل املركب الذي يشمل املعرفة والعقائد واألخالق والقانون
والعرف وغري ذلك من اإلمكانيات أو العادات اليت يكتسبها اإلنسان من حيث هو عضو يف اجملتمع ".
وبانتقال مفهوم " " Cultureإىل " "kultureاألملاين اكتسبت الكلمة مضمونا مجاعياً ،فقد أصبحت
تدل على التقدم الفكري الذي يعترب معياراً أساسياً للتمييز بني مراحله ،ففي القرنني التاسع عشر والعشرين
عاجل املفكرون األملان ( ،هيغل والرومانتيكيون – فريدريك ،نيتشه ،قيلهيلم ديلتاي ،قيلهيلم فانيدل باند
اجملسدة
هاينريش روبكريت وجورج سيميل ) اخلطوط العريضة للتفكري الفلسفي واالجتماعي القائم على القيم ّ
يف إنتاجات هذا املفهوم وعلى طبيعة القيم املتعلقة به.
ومن ناحية أخرى انطلق املفكرون االجنليز يف املسائل السياسية والدينية لينظروا إىل Cultureمن زاوية
تطبيقاهتا العملية ،فقد عرفها ميتيو ارنولد بأهنا عملة ترقى حنو الكمال اإلنساين ،تتم بتمثل أفضل األفكار اليت
عرفها العامل وبتطوير اخلصائص اإلنسانية املميزة ،ويرى أن ال Cultureالدينية –لكوهنا تعلم االستقامة
واالنضباط – تساهم إىل جانب ال cultureالعلمانية – اليت تبلور احلقائق املوضوعية يف ترقية احلياة
اإلنسانية وقد ورد يف معجم ويبسرت اجلديد الثالث أن Cultureتتمثل فيما يأيت -1 :فن الزراعة أو عملية
الزراعة
-2عملية التنمية الناجتة عن التعليم والنظام واخلربة االجتماعية-3 .استنارة التذوق وامتيازه الالزمان
للممارسة الفكرية واجلمالية املتمثلة يف :أ -املضمون الفين والفكري للمدنية .ب -تنقية السلوك والتذوق
الفكري .ج – التعرف على الفنون اجلميلة واإلنسانيات واجملاالت الفسيحة للعلم وتذوقها باعتبارها نوعاً من
املهارة أو املعرفة اإلدارية أو التقنية أو املهنية -4 .اإلطار اجلمايل للسلوك البشري ومنتجاته املتمثلة يف الفكر
والكالم والعمل املعتمد على قدرة اإلنسان على التعليم ،ونقل املعرفة إىل األجيال املتتالية من خالل استعمال
األدوات واللغة ونظم التفكري اجملردة.
ويعرفها معجم اجملمع الفرنسي – الذي ناقش كلمة " " Cultureومفهومها يف جلسة خاصة باملعجم
بتاريخ 4يونيو ( حزيران ) 1972م " بأهنا تطلق باملعىن اجملرد العام يف مقابل كلمة " طبيعة " ،فهي العبقرية
اإلنسانية مضافة إىل الطبيعة بغية حترير عطاءاهتا وإغنائها وتنميتها ".
:مكتسبة
إن الثقافة ليست غريزية أو فطرية ولكنها تتكون من العادات اليت يكتسبها الفرد خالل خربة حياته ،من خالل صالته و عالقته
.باآلحرين
:إنتقالية وتراكمية
تنتقل الثقافة من جيل اىل جيل على شكل عادات و تقاليد و نظم و أفكار و معارف يتوارثها اخللف عن السلف عن طريق
املخلفات املادية و الرموز اللغوية كما اهنا تنتقل من وسط اجتماعي إىل وسط اجتماعي آخر و هبذا املعىن فاهنا تراكمية فاالنسان
.يستطيع ان يبىن على أساس منجزات اجليل السابق او األجيال السابقة فهو ليس حباجة اىل ان يبدأ دائما من جديد يف كل جيل
:االستمرارية
.قد تفىن األجيال و ميوت افرادها و لكن الثقافة وما تشمل من عادات و تقاليد و اساطري و ٍ
مبان سوف تبقى مستمرة لفرتة طويلة
:التغير
الثقافة خاضعة لقانون التغري الذي ختضع له مجيع مظاهر الكون .كما قال "هريقليطس" ان التغري قانون الوجود و أن االستقرار
موت و عدم .و التغري الثقايف هو كل تغري حيدث يف العناصر املادية و غري املادية للثقافة .و يقصد بالعناصر املادية املباين و األثاث
و األدوات و املالبس و اآلالت ووسائل املواصالت...اخل .اما العناصر الغري مادية او املعنوية فيقصد هبا العادات و العرف و التقاليد
وآداب السلوك والفن و اللغة و الدين و املعلومات و األفكار .وتتغري الثقافة مبا تضيفه هلا األجيال اجلديدة من خربات وأدوات و
قيم و أمناط سلوك او بالعكس مبا تستبعده و حتذفه من بعض األساليب أو األفكار أو األدوات اليت مل تعد تتفق مع ظروف حياهتا
اجلديدة
:االشباع
للثقافة جمموعة من الوضائف االجتماعية و االقتصادية و البيولوجية فهي تكرس إشباع احلاجات اإلنسانية األساسية و العمل
على رفاهيته و تلبية احتياجاته املستمرة و املتغرية مبرور الوقت و الزمن ،فاإلنسان يسعى دائما إلشباع غرائزه املختلفة .عالوة على
أن له مطالب أخرى من الثقافة و عناصرها سواء كانت مادية او غري مادية فحاجات االنسان من املأكل و امللبس و املسكن و
.التعليم و التنشئة و الرفاهية مجيعها تستلزم من االنسان العمل على إشباع تلك احلاجات بصورة أساسية