Professional Documents
Culture Documents
تعريف الحضارة اصطالحا :لقد تعددت تعريفات الحضارة وتنوعت تبعا لذلك دالالت الحضارة بتنوع تعريفاتها منها
◙“هي مدى ما وصلت إلية أمة من األمم في نواحي نشاطها الفكري والعقلي من عمران وعلوم وفنون وما إلي ذالك
والترقى بها في مدارج الحياة ومسالكها حتى تصل إلي الغاية“ .وهذا يعني أن الحضارة حسب التعريف تختص بالجانب
المادي فقط
◙وقد عرفها مجموعة من األلمان ”المظاهر الفكرية التي تسود أي مجتمع ” وهذا يعني أن الحضارة مرادفة للثقافة
ومقتصرة على الجانب الفكري أو المعنوي فقط .
*وهناك تعريف للحضارة يشمل كال هذين الجانبين وهو
◙“هي الجهد الذي يقدمه مجتمع من المجتمعات لخدمة المجتمع البشري في جميع نواحي حياته المعنوية والمادية ”
#أذا الحضارة تتضمن
*جانبا معنويا ويتمثل في الثقافة التي تعني بالقيم الثابتة والمبادئ الراسخة التي تقوم عليها الحضارة
*جانبا ماديا يتمثل في المدنية التي تعني بالجانب المادي البحت للحضارة
الحضارة
المدنية الثقافة
الجانب المادي الجانب المعنوي
ميدان التشريع
في الفترة الذهبية من تاريخ اإلسالم ،أنشئت المدارس والجامعات في مختلف البالد اإلسالمية شرقاّ وغرباّ،
وكثرت المكتبات وامتألت بالمؤلفات في شتى العلوم من طب ورياضيات وكيمياء وجغرافيا وفلك .اجتذبت هذه
المدارس والجامعات والمكتبات الباحثين األوروبيين عن المعرفة ،وكانوا شديدي اإلعجاب والشغف بكل ما
يدرسون ويقرأون من هذه العلوم في جو من الحرية ال يعرفون له مثيالّ في بالدهم ،ففي الوقت الذي كان علماء
المسلمين يتحدثون في حلقاتهم العلمية ومؤلفاتهم عن دوران األرض وكرويتها وحركات األفالك واألجرام
السماوية ،كانت عقول األوروبيين تمتلئ بالخرافات واألوهام عن هذه الحقائق كلها ،ومن ثم ابتدأت حركة الترجم
من العربية إلى الالتينية ،وغدت كتب علماء المسلمين تدرس في الجامعات األوروبية . ٨٩
ميدان اللغة واألدب
فقد تأثر األوروبيون وخاصة شعراء األسبان باألدب العربي تأثراّ كبيراّ ،فقد دخل أدب الفروسية والحماسة والمجاز
والتخيالت الراقية إلى اآلداب األوروبية عن طريق األدب العربي في األندلس على الخصوص ،يقول الكاتب
األسباني المشهور أبانيز " إن أوروبا لم تكن تعرف الفروسية وال تدين بآدابها المرعية وال نخوتها الحماسية قبل
وفود العرب إلى األندلس وانتشار فرسانهم وأبطالهم في أقطار الجنوب" ،كما تأثرت اللغات األوروبية على اختالفها
باللغة العربية حيث دخلت فيها كلمات عربية في مختلف نواحي الحياة حتى أنها لتكاد كما هي في اللغة العربية،
كالقطن والمسك والشراب والجرة والليمون وغير ذلك مما ال يحصى