You are on page 1of 11

‫مفهوم الثقافة الوطنية‬

‫لق د ظه ر مفه وم "الثقاف ة الوطني ة" في الع الم الع ربي بوص فه ب ديًال عن الثقاف ة االس تعمارية‪ ،‬فه و مفه وم يع بر عن واق ع‬
‫ملموس ضد واقع آخر‪ ،‬لم يكن ينظر إلى مفهوم الثقافة الوطنية من زاوية الشكل‪ ،‬بل كان تحديده يتم ابتداء من الوضعية‬
‫االجتماعية والتاريخية التي تعيشها الشعوب المستعمرة المناضلة من أجل سيادتها الوطنية وتحررها القومي‪ ،‬ومن هنا‬
‫وج دت تل ك الس مة األساس ية المم يزة للثقاف ة الوطني ة في مفهومه ا الش ائع آن ذاك‪ ،‬أال وهي ارتباطه ا العض وي بالكف اح‬
‫التحرري ضد السيطرة االستعمارية والنفوذ اإلمبريالي بمختلف مظاهرهما وأشكالهما‪.‬‬
‫وبناء على ذلك فإن "الثقافة الوطنية" ال تعنى شيئًا مقابًال للثقافة اإلنسانية أو فكرا ما‪ ،‬إنها ليست البديل ال لهذا وال لذاك‪،‬‬
‫وإ نما الثقافة الوطنية مفهوم وضع في مقابل الثقافة االستعمارية‪ ،‬سواء تلك التي نبتت في بالد المستعمر نفسه‪ ،‬أو التي‬
‫أنشأها في البالد المستعمرة له‪ ،‬أو التابعة لنفوذه بشكل من أشكال التبعية‪.‬‬
‫تعريف الثقافة الوطنية‬
‫تعري ف الثقاف ة‪ :‬الثقاف ة كلم ة عربي ة معروف ة عن د الع رب؛ فق د وردت وتك ررت في الش عر الع ربي الق ديم‪ ،‬وه و دي وان‬
‫الع رب‪ ،‬وتط رقت إليه ا مع اجم اللغ ة القديم ة والحديث ة‪ ،‬لكن الكلم ة لم تتج اوز نط اق دائ رة الكلم ة الض يق وح دودها‪ ،‬ولم‬
‫تتحول إلى مفهوم المسألة الثقافية؛ من أجل بناء نظرية في الثقافة‬
‫فالثقافة مصدر َثُقَف ‪ :‬أي صار حاذقا فطنا فهما فهو ثقف‪ ،‬قال ابن فارس‪ :‬ثقف‪ :‬الثاء والقاف والفاء كلمة واحدة إليها‬
‫يرج ع الف روع‪ :‬وه و إقام ة َد ْر ِء الش يء‪ ،‬ويق ال‪ :‬ثقفت الفت اة إذا أقمت عوجه ا‪ ،‬وثقفت ه ذا الكالم من فالن ورج ل َثْق ٌف ‪،‬‬
‫وذلك أن يصيب علم ما يسمع على استواء‪ .‬وثقف الرجل ثقافة فهو ثقف‪ :‬إذا كان سريع التعلم‪.‬‬
‫قال الراغب‪ :‬الَّثِقُف الحذق في إدراك الشيء‪ ،‬وفعله‪ ،‬ومنه رجل ثقف‪ :‬أي حاذق في إدراك الشيء وفعله‪ ،‬ومنه استعير‬
‫المثاقفة‪ :‬المالعبة بالسالح‪ ،‬ورمح ُم َثَّق ٌف ‪ :‬أي مقوم‪ ،‬وما ُيثقف به يسمى الِّثقاف‪ ،‬ويقال‪ :‬ثقفت كذا‪ :‬إذا أدركته ببصرك‬
‫لحذق في النظر ثم يتجوز به فيستعمل في اإلدراك‪ ،‬وإ ن تكن معه ثقافة‪.‬‬
‫أم ا مفه وم الثقاف ة‪ :‬مجموع ة من الص فات الخليق ة والقيم االجتماعي ة ال تي ت ؤثر في الف رد من ذ والدت ه وتص بح ال ش عوريا‬
‫العالقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في الوسط الذي ولد فيه‪ ،‬وهذا المفهوم هو ما انتهى إليه مالك بن نبي‪.‬‬
‫وبه ذا التعري ف تص بح الثقاف ة هي المحي ط ال ذي يش كل الف رد وطباع ه وشخص يته والمحي ط ال ذي يعكس حض ارة معين ة‪،‬‬
‫ويتح رك في نطاق ه اإلنس ان المتحض ر‪ ،‬وَيُع ُّد ابن ن بي أن ه ذا التعري ف يض م فلس فة الجماع ة‪ :‬أي مقوم ات اإلنس ان‬
‫ومقومات المجتمع‪ .‬فأراد أن يبين أن ثقافتنا تختلف كليا عن الثقافة الغربية القائمة على النزعة الفردية وعن االشتراكية‬
‫وعرفت بأنها‪ :‬المعارف التي تعطي اإلنسان بصيرة في الحياة‪ ،‬ونورا يمشي به في الناس‪ ،‬ففرق بينهما وبين الحضارة‪.‬‬
‫وعرفه ا إدوارد ت ايلر ع ام ‪ ١٨٧١‬م‪ :‬الثقاف ة هي ذل ك الم ركب ال ذي يش تمل المعرف ة والعقائ د والفن ون واألخالق والتقالي د‬
‫والقوانين وجميع المقومات والعادات األخرى التي يكتسبها اإلنسان بوصفه عضوا في المجتمع‪.‬‬
‫وبكلمة أخرى‪ :‬تمث ل الثقاف ة مجم وع اإلض افات اإلنس انية على ح االت الطبيع ة‪ :‬أي ك ل المكتس بات واإلنج ازات النظري ة‬
‫والعملية التي أنتجها اإلنسان في تاريخه االجتماعي‪ ،‬ولذلك عرفت عند آخرين بأنها أسلوب حياة المجتمع‪ ،‬ويتضمن هذا‬
‫األسلوب األهداف التي يحددها المجتمع لنفسه‪ ،‬والقيم والقواعد والمعايير التي تضبط سلوك األفراد وتحمل المسؤوليات‬
‫وتح دد نظ رتهم إلى الخ ير والش ر والجم ال والقبح والحالل والح رام‪ ،‬كم ا يتض من الوس ائل ال تي يعتم دها المجتم ع في‬
‫إرضاء الحاجات والدوافع الطبيعية ألفراده‪ ،‬بل وربما أحدثت الثقافة بدورها حاجات جديدة نتيجة التطور‪.‬‬
‫ال وطن لغ ة‪ :‬م نزل اإلقام ة من اإلنس ان ومحل ه‪ ،‬وجمع ه أوط ان‪ ،‬ووطن ب ه َيِط ن وطن اً‪ ،‬وأوطن ‪ :‬أ ق ام ‪ ،‬و أوطن ه و‬
‫استوطنه إذا اتخذه وطنًا‪ :‬أي محًال ومسكنًا يقيم به‪.‬‬
‫وتوسع في ذلك وصار يطلق على ما كان يسمى بالبلد‪ ،‬فالبلد‪ :‬جنس المكان‪ :‬كالعراق‪ ،‬واليمن‪ ،‬والشام‪ ،‬والحجاز‪ ،‬والبلدة‬
‫الجزء المخصص منه كالبصرة‪ ،‬ودمشق‪ ،‬وصنعاء‪ ،‬وجدة‪ ،‬ثم صار يطلق في عرفنا على ما يقابل الدولة واصطلح على‬
‫إطالق الوطنية على حب الوطن‪ ،‬وأرضا أطلق على ما يرادف القومية؛ فالوطني هو المحب لوطنه أو المنادي بالقومية‬
‫وك انت الوطني ة تت داخل م ع القومي ة وتش بهها على وص ف ض يق في نوعي ة الش عور؛ فالوطني ة تع ني حب ال وطن‪ ،‬وهي‬
‫عاطفة إنسانية تربط الفرد بالوطن‪ ،‬والوطن ذو مدلول واسع؛ فقد يراد به الوطن الصغير وهي القرية التي تربى فيها‬
‫الفرد بين عشيرته‪ ،‬وقد يراد بها الوطن الكبير وهي حدود الدولة التي ينتمي إليها هذا الفرد‪.‬‬
‫إذن الوطن يعني األفراد والمساحة الجغرافية التي تدخل ضمن حدود دولة معينة‪ ،‬وينتمي إليه األفراد ويتميزون بأنبل‬
‫المشاعر‪ ،‬وتقوي الروابط المعنوية والودية التي تؤدي باألفراد إلى التضحية بأرواحهم في سبيل اهلل دفاع ًا عن وطنهم‪،‬‬
‫والوطنية هنا تأتي كصفة للداللة على حب الوطن‪.‬‬
‫والِّد فاع الوطنّي ‪ :‬مجمل الوسائل التي يلجأ إليها بلٌد ما لتأمين سالمة أراضيه‪.‬‬
‫والِك يان الوطنّي ‪ :‬أرض الوطن بحدودها المعروفة وكافة مقّو مات الوطن السياسيّة واالقتصادّية والثقافّية وغيرها‪.‬‬
‫وأيضا فالوطنية‪ :‬تعني حب الوطن‪ ،‬وتعني القومية‪ ،‬فالوطني بهذا المفهوم المحب لوطنه‪.‬‬
‫والثقافة الوطنية‪ :‬هي المرتبطة بشعب ما من جميع النواحي‪ ،‬أو هي محصلة أفكار المجتمع ومعارفة وفلسفته وجماع ما‬
‫يتمس ك ب ه من عادات وتقالي د وق وام م ا يؤدي ه من نش اط‪ ،‬وم ا ي ؤمن ب ه من قيم ومقدس ات‪ ،‬وم ا يحترم ه ويطبق ه من نظم‬
‫اجتماعية‪.‬‬
‫و لم ا ك ان لك ل بل د مس لم خصوص يات تختل ف عن البل د اآلخ ر اقتض ى ذل ك من ا البحث في ثقافتن ا الوطني ة‪ ،‬ق ال ال دكتور‬
‫عم اد خلي ل‪ :‬وعلى مس توى األم ة اإلس المية ف إن وح دتها الثقافي ة ال تس تدعي بالض رورة تج اوز أو إلغ اء خصوص يات‬
‫الشعوب والجماعات التي تنتمي إليها والتي شكلتها وغذتها مؤثرات البيئة ورصيد التاريخ‪ ،‬ذلك أن الوحدة والتنوع ال‬
‫تمثل في حضارتنا اإلسالمية نقيضين متضادين بقدر ما هي عامل دافع وإ غناء لهذه الحضارة‪ ،‬ومصدر خصب إلرفادها‬
‫بالمزيد من المعطيات المتنوعة التي تصب في نهاية األمر في بحر شخصيتها الكبرى؛ فتزيدها التقاء وتماسكًا وعطاء‬
‫ووضوح‪.‬‬
‫االسباب التي دعت الى احياء الثقافة الوطنية‬
‫و لما كانت الثقاف ة الوطنية قد تأتي من بيئات غير مناسبة مع بيئتنا اليمنية والعربي ة فاالهتمام بالثقاف ة الوطنية حرصا‬
‫على سد منافذ القوى التي تحاول زعزعة المجتمع اليمني بما يؤدي إلى استقراره؛ ألنه بالفكر الوطني اإليج ابي نس هم في‬
‫استقرار البلد‪ ،‬وباالستقرار واألمن تزدهر الحياة‪ ،‬ويتأسس تطور اجتماعي وسياسي وثقافي وعلمي واقتصادي‪.‬‬
‫وقد حرصنا على عدم الخوض في االتجاهات الفكرية والتيارات السياسية التي ظهرت في القرن المنصرم التي ما زال‬
‫بعضها إلى يومنا هذا حتى نحقق الغاية المرجوة من هذه الدراسة‪.‬‬
‫وأيضا هناك إيجابيات كثيرة في ثقافتنا الوطنية وثوابت؛ فيجب المحافظة عليها‪ :‬وسواء كانت أعرافا قبلية‪ ،‬أو عادات‪ ،‬أو‬
‫ممارس ات ومس لمات مح ل إجم اع بين أبن اء ال وطن الواح د‪ ،‬واليمن يزخ ر بنعم ة ك برى أن ال وج ود في ه ألقلي ات ديني ة‬
‫أخرى‬
‫مرتكزات الثقافة الوطنية‬
‫لماكانت الثقافة الوطنية جزًء ا من الثقافة اإلسالمية والقومية فهناك مبادئ عامة ترتكز عليها هذه الثقافة‪:‬‬
‫‪ -١‬اإلس الم دين اإلنس انية العام ة‪ ،‬دين الفط رة ال تي فط ر اهلل الخل ق عليه ا‪ ،‬واإلس الم ه و ال دين الوحي د ال ذي ال منج اة‬
‫للمدني ة الحاض رة من مهال ك المادي ة إال باعتناق ه؛ فاإلس الم ه و ال دين ال ذي يس اير العق ل‪ ،‬ومش ى م ع العلم‪ ،‬ج اء مق ررا‬
‫لقضاياهما ومشجعًا على العمل في سبيل خير بني اإلنسان‪.‬‬
‫فبتطبيق مبادئ اإلسالم وإ عمال تعاليم القرآن أخضع العرب العالم‪ ،‬وأصبح للمسلمين السيطرة والسلطان‪ ،‬وعندما ابتعدوا‬
‫عن دينهم الح ق دين الع زة والكرام ة‪ ،‬عن دما ابتع دوا عن ثقاف ة الق رآن الك ريم ثقاف ة الن ور واله دى والبص يرة‪ ،‬ثقاف ة العلم‬
‫والمعرف ة الص حيحة وق دمت لهم ثقاف ات مغلوط ة وعقائ د باطل ة ب دًال عنه ا ص اروا أغ بى أم ة في أزهى عص ور ال دنيا‪،‬‬
‫وباعوا حتى أوطانهم كما هو واضح فيما هو عليه النظام السعودي والنظام اإلماراتي والمرتزقة والخونة الذين باعوا‬
‫أوطانهم وتنكروا لدينهم وتخلوا عن هويتهم العربية اإلسالمية وصاروا عبارة عن أدوات رخيصة بيد أمريكا وإ سرائيل‬
‫لضرب أبناء أمتهم‪.‬‬
‫وبرجوع مسلمي العصر الحاضر إلى تلك المبادئ والتعاليم سيستعيدون مجدهم وعزهم الغابر‪.‬‬
‫‪ - ٢‬الوطن العربي مهد الحضارة فيجب أن يسترد تراثه السالف بجهود أ بنائه حديثا‪.‬‬
‫والبالد اإلسالمية وطن واحد‪ ،‬يتحتم على المسلمين أ نما كانوا الدفاع عن كل شبر من أرضه المقدسة؛ فالمسلمون إخوة‬
‫حيثم ا ك انوا‪ ،‬ال تف رق بينهم الم ذاهب‪ ،‬وال تح ول دون اتص الهم ال روحي شاس عات ال ديار؛ فالرج ل اليم ني النبي ل يحب‬
‫العرب والمسلمين حيثما قطنوا‪ ،‬ويستميت في سبيل العروبة واإلسالم‪.‬‬
‫‪ -٣‬بل د الع رب الس عيد « اليمن »التقب ل على ظهره ا مس تعمرا‪ ،‬وال تس تطيع أجواؤه ا أن ت راه؛ ألن باالس تقالل تع ز‬
‫األوط ان ويس عد أ ناؤه ا‪ ،‬وب العلوم تحي ا الش عوب؛ ف الفرد اليم ني الص ميم ‪-‬ب ل المس لم حق ا‪ -‬ال يس تطيع الخض وع لس لطة‬
‫أجنبي‪ ،‬وال يستطيع أن يعيش ذليال مهانا‪.‬‬
‫فالرجل اليمني جندي بالطبع يرى السعادة في ظالل الجهاد دون وطنه ودينه القويم‪.‬‬
‫‪ -٤‬الوح دة العربي ة واإلس المية‪ :‬فوح دة المس لمين حقيق ة عقائدي ة وتش ريعية وتاريخي ه‪ ،‬وله ذا يجب إع ادة االعتب ار على‬
‫مستوى المجتمعات والحكومات اإلسالمية إلى حكم شرعي إسالمي تنظيمي‪ ،‬أساسه هو تولي المسلمين بعضهم بعضا‪،‬‬
‫وذل ك قب ل أن ينس اق ه ذا المجتم ع أو ذاك‪ ،‬أو ه ذه الدول ة أو تل ك إلى تحالف ات م ع ق وى أجنبي ة غ ير مس لمة ت ؤدي إلى‬
‫وقوف بعض المسلمين ضد بعضهم اآلخر؛ نتيجة لتعدد الوالءات واألخالق مع األجانب‪.‬‬
‫وهذا المبدأ نص عليه اهلل سبحانه وتعالى في كتابه بالنهي عن تولي غير المسلمين بما يؤدي إلى الفرقة بين المسلمين‪.‬‬

‫مفردات السلوك الوطني‬


‫مما ال شك فيه أن للسلوك الوطني مفردات يبنى عليها ويتوقف على هذه المفردات السلوك الوطني الصحيح من عدمه‬
‫وأهم هذه المفردات ما يأتي‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬السلوك الديمقراطي‪:‬‬
‫الديمقراطي ة هي المش اركة الجماعي ة بروحه ا وفعله ا وك ل تعبيراته ا‪ ،‬وهي ض د التف رد والتس لط واالس تبداد والظلم‬
‫والطغيان‪ ،‬ولهذا فأن تأكيد قيمة المشاركة بين أ بناء الوطن الواحد من ضرورات السلوك الوطني الحضاري المفيد‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬احترام القانون‪:‬‬
‫ال يوجد وطن قوي ومستقر بدون سيادة للقانون الذي يخدم الجميع بال تمييز أو استثناء؛ فأ بناء الوطن الواحد سواسية‬
‫كأسنان المشط المستقيم أمام القانون المعمول به في البلد‪ ،‬والذي يؤكد مصلحته وسيادته وعزته بكل أطيافه وتنوعاته‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬حرية الفكر والمعتقد‪:‬‬
‫أ بناء الوطن الواحد هم أحرار فيما يفكرون به ويرونه ويعتقدونه ويساهمون به من أجل وطنهم‪ ،‬وطبع ًا فيما ال يكون‬
‫مخالف ًا لكت اب اهلل الكريم وصراطه المس تقيم ومنهج ه القويم‪ ،‬والحري ة الفكري ة تكون قوة مبدعة وض رورية للحفاظ على‬
‫توازن األفكار والمعتقدات‪ ،‬وتحقيق التطلعات السامية ذات القيمة الجماعية الوطنية الخالصة‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬إعالء راية الوطن وتحطيم الصور‪:‬‬
‫األوطان المعاصرة يرمز لها بالرايات أو األعالم وال يرمز لها بصورة األفراد؛ ألن الراية تعني الوطن بكامل ه‪ ،‬وص ورة‬
‫الفرد تعني أن الوطن اسم مجهول ال تقدير له وال دور في حياة أ بنائه‪ ،‬مما يدفع لكثيٍر من التداعيات والتراكمات الس لبية‬
‫ذات النتائج الخطيرة‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬المحبة واألخوة واأللفة والرأفة والشفقة‪:‬‬
‫األوط ان تب نى بالمحب ة وتأكي د قيمه ا وتعزي ز األلف ة ومع اني الرأف ة والش فقة بين الن اس‪ ،‬وه ذه كله ا قيم مهم ة وس امية في‬
‫ثقافتن ا اليمني ة‪ ،‬لكننا ال نمارس ها ونكون ض حايا لغيره ا من الثقاف ات األخرى‪ ،‬وكم ا يقال‪ :‬ليس لمس تأثٍر وطٌن يحب ه‪ ،‬وال‬
‫إخوان في اإلنسانية يشاطرهم مكاره الدهر‪.‬‬
‫سادسًا‪ :‬إحياء المعاني الطيبة في تأريخنا‪:‬‬
‫الت أريخ الع ربي غ ني باألمثل ة اإلنس انية الوطني ة عميق ة المع اني وال دالالت‪ ،‬وبتأكي دها نك ون ق د س اهمنا في بن اء الثقاف ة‬
‫الوطنية التي تجعل الوطن في قوة ومنعة وأمان‪.‬‬
‫سابعًا‪ :‬العناية المتبادلة‪:‬‬
‫أن نعتني ببعضنا بعضًا وأن يسهم كل منا في تأكيد رفاهية اآلخر وقوته وأمانه؛ ألن الوطن مسرح للمنفعة المتبادلة بين‬
‫أ بنائه والتكافل المتفاعل اإليجابي الخالق؛‬
‫فاألنانية ليست مفردة وطنية بقدر ما هي عنصر إضرار وإ ضعاف وتبديد للطاقات الوطنية‪.‬‬
‫ثامنًا‪ :‬الحمّية والغيرة الوطنية‪:‬‬
‫أبناء العالم المتقدم لديهم حمية قوية على بلدهم وغيرة قصوى عليه‪ ،‬فهو بيت الجميع وكل منهم يحسبه بيته‪ ،‬فيغار عليه‬
‫ويحميه مثلما يغار ويحمي بيته‪ ،‬فالشعور بأن عَّز الوطن ع ٌّز لنا‪ ،‬وقوته قوة لنا‪ ،‬وأمننا من أمنه‪ ،‬وسالمتنا من سالمته‪،‬‬
‫يوفر القدرات الالزمة لبناء ثقافة وطنية عالية ومتطورة‪ ،‬ويمحو مشاعر األنانية والفردية وضيق األفق‪ ،‬وما أجمل قول‬
‫الشاعر أحمد عبد اهلل السالمي‬
‫هو الوطن المحبوب معهد صبوتي حفظت له حبا تقَّلَدُه نحري‬‫فأرض هي األرض المحبة التي بواجبها المفروض قد أ قلت ظهري‬
‫أيا وطني إن لم َأُذ ْد عنك ِغ يرًة وللروح في جسمي مجال فما عذري؟ أرى لك حقا بعضه بذل مهجتي وقدرا عظيما جل عندي عن القدر‬
‫وفي الطير لإلنسان أعظم عبرة فما طائر إال يحن إلى الوتر‬ ‫تعقد في األحشاء حبك وانطوى وضم عليه بين طياته صدري‬
‫فما لي ال أهوى بالدي التي بها ُأَع ُّز وإ ن العز أجدر بالحر‬
‫تاسعًا‪ :‬التأكيد على النشاطات اإليجابية‪:‬‬
‫النشاط اإليجابي هو الذي ينفع الفرد والمجتمع وغيره يكون سلبيًا ومؤذي ًا‪ ،‬وعندما ننظر لسلوكنا في بلدنا بهذا المنظار‪،‬‬
‫نحق ق مراقب ة وموازن ة دقيق ة بين الس لوك ال ذي ينف ع الف رد والمجتم ع‪ ،‬وبه ذا نمي ل إلى الس لوك ال ذي يحق ق مص لحة‬
‫المجموع؛ ألنه يؤّم ن سعادة الفرد‪ ،‬فطبيعة المجتمعات المتأخرة أنها تقول أكثر مما تفعل‪ ،‬وقيمة العمل ضرورة مهمة في‬
‫تحقيق البناء الوطني السليم‪ ،‬وأن يكون العمل محققا لحياة سعيدة وكريمة للناس كل فرد في المجتمع مسؤول عن وطنه‪،‬‬
‫وعليه أن يرتقي لمسئوليته من خالل دوره وواجباته‪.‬‬
‫عاشراً‪ :‬الربط بين القول والفعل وتفعيل الشعارات والمبادئ‪:‬‬
‫فعدم الربط بين ما سبق يؤدي إلى تحويل كل ما يتعلق بالوطنية إلى مجرد أقوال‪ ،‬ويجردها من الفعل‪ ،‬وهذا ينعكس على‬
‫اقترابنا من الموضوع‪ ،‬في حين أن علين ا أن نفعل قبل أن نقول‪ ،‬وأن يكون القول مشيرا إلى فعل وليس إلى قول فقط‪،‬‬
‫فطبيعة المجتمعات المتأخرة أنها تقول أكثر مما تفعل‪ ،‬حتى قيل‪ :‬العرب ظاهرة صوتية فقط‪ ،‬فالكالم عندها رخيص جدا‪،‬‬
‫وال قيمة أو معنى له‪ ،‬بينما األمر مختلف في المجتمعات المتقدمة‪.‬‬
‫الحادي عشر‪ :‬النشاطات االقتصادية‪:‬‬
‫أي نشاط اقتصادي هو تعبير وطني؛ ألنه يسهم في توفير فرص العمل ودعم االقتصاد وتحقيق التقدم والرفاه االجتماعي‬
‫ألبناء البلد‪ ،‬وعزل الثقافة الوطنية عن النشاط االقتصادي يجردها من أصلها وجوهرها؛ ألن االقتصاد الجيد يعني‪ :‬وطنا‬
‫قويا وسعيدا‪ ،‬يوفر ألبنائه الفرص الكافية للتعبير عن طاقاتهم وأفكارهم‪.‬‬
‫الثاني عشر‪ :‬قيمة العمل واإلبداع‪:‬‬
‫قيمة العمل ضرورة مهمة في تحقيق البناء الوطني السليم‪ ،‬وأن يكون العمل محققا لحياة سعيدة وكريمة للناس‪ ،‬فال يكون‬
‫سببا في إرهاقهم وتدمير تطلعاتهم وقتل آمالهم ومحو مستقبلهم‪ ،‬فالعمل أساس الحياة ومفتاح التطلعات والطموحات في‬
‫جميع مجتمعات الدنيا‪.‬‬
‫الثالث عشر‪ :‬التعبير عن المسؤولية‪:‬‬
‫ك ل ف رد في المجتم ع مس ؤول عن وطن ه‪ ،‬وعلي ه أن ي رتقي لمس ئوليته من خالل دوره وواجبات ه‪ ،‬وأن يعّب ر عن ذل ك من‬
‫موقع ه في ال بيت والمدرس ة والش ارع ومح ل عمل ه؛ فالك ل مس ؤول والك ل راع ومس ؤول عن رعيت ه‪ ،‬وفي ه ذا يتلخص‬
‫جوهر الثقافة الوطنية‪.‬‬
‫الرابع عشر‪ :‬أمانة المسؤولية‪:‬‬
‫عن دما تك ون األمان ة قيم ة وطني ة وأخالقي ة عالي ة والمس ؤولية أح د أركانه ا‪ -‬ي درك ك ل من يتحم ل المس ؤولية أن ه تحت‬
‫األنظار‪ ،‬ويمكنه أن يخضع للمساءلة القانونية إن لم يستقم في سلوكه‪ ،‬ويتحمل مسؤوليته بشرف ويصون أمانته الوطنية‬
‫وال يخونها‪.‬‬
‫الخ امس عش ر‪ :‬االهتم ام ب التعليم والبحث العلمي‪ ،‬وتش جيع الم واهب وتنمي ة الطاق ات‪ :‬فيجب االهتم ام ب العلم وبالمكاس ب‬
‫العلمي ة ال تي بلغته ا البش رية ب العلم؛ فبس بب ع دم اهتم ام الش عوب العربي ة ب العلم والتعليم ستص بح أم ة مت أخرة رغم وف رة‬
‫الثروات الهائلة والمساحات المتنوعة‪ ،‬والكثافة البشرية‪ ،‬فيما نجد في المقابل شعبًا آسيويًا هو الشعب الياباني الذي يعيش‬
‫في منطقة فقيرة من الموارد الطبيعية‪ ،‬وغير استراتيجية ‪ -‬يتقدم يوما بعد يوم؛ فهو في تقدم مستمر في عالم الصناعة‪،‬‬
‫ويغزو بإنتاجه أسواق أوروبا وأمريكا؛ والسبب في النجاح الياباني هو البحث الجماعي الدائم عن المعرفة؛ فعندما أعلن‬
‫داني ال بي ل‪ ،‬وبي تر دارك ر‪ ،‬وآخ رون بداي ة مجتم ع م ا بع د الص ناعة ال ذي تح ل في ه المعرف ة كم ورد أساس ي مح ل رأس‬
‫المال‪ -‬شق هذا المفهوم الجديد طريقه بسرعة خاطفة في جميع األوساط القيادية في اليابان ثم في كل شرائح الشعب‪.‬‬
‫والعالم المتقدم يفتش بين أ بنائه عّم ن يمتلك طاقة ورغبة وقابلية لفعل شيء مفيد‪ ،‬فيتم األخذ بيده ٕو إ سناده وتوفير الحوافز‬
‫الالزمة لتطوير قدراته وإ برازها‪ ،‬وتأهيله كي يكون قوة فعالة في المجتمع ومبعث فخر ألهله ولمحلته ومدينته ومدرس ته‪،‬‬
‫أم ا في عالمن ا المتخل ف فإنن ا نقت ل أص حاب الطاق ات ونهّج رهم ون ذيقهم ش ر المقاس اة‪ ،‬وال نفخ ر بهم ونع تز ب أدوارهم‬
‫وإ ب داعاتهم‪ ،‬وفي العدي د من بل داننا هن اك الماليين من أص حاب الطاق ات المكبوت ة واألحالم المخنوق ة ال ذين تعص ف في‬
‫أعماقهم الحسرات‪ ،‬فكم مدينة عندنا ومدرسة افتخرت بما قدمته من أبناء مبدعين ومتميزين؟‬
‫إضافة إلى بعض المفردات التي تشكل سلوكيات وطنية منها‪:‬‬
‫‪ -١‬التضحية من أجل الوطن؛ فمن أفضل أ نواع الجود أن يجود اإلنسان بنفسه‪ ،‬وهذا ما دعت إليه الشريعة اإلسالمية؛‬
‫فيجب أال يقف الناس مكتوفي األيادي أمام االعتداء على الدين والوطن‪.‬‬
‫‪ -٢‬القي ام ب الواجب المطل وب على أكم ل وج ه‪ ،‬وإ ن من أعظم الواجب ات واجب ات ال وطن واألم ة‪ ،‬وأس مى الف روض بع د‬
‫الفروض اإللهية ما يتصل بالهيئة اإلنسانية عامة‪ ،‬وذات الروابط والصالت خاصة؛ فبأداء هذه الواجبات يضمن المرء م ا‬
‫ينشده‪ ،‬وتنال األمة ما ترنو إليه‪ ،‬والعالم يفتقر إليه‪ ،‬والواجب يدعو صاحبه أن يلتفت إلى عمله بكل جد وإ خالص وعناية‬
‫وهمة وغيرة وحمية؛ ليكون أداؤه نافعا وثمرته يانعة وفوائده جمة وافرة‪.‬‬
‫‪ -٣‬القيام باألعمال التطوعية والخيرية بكافة أنواعها‪.‬‬
‫‪ -٤‬المحافظة على اللغة؛ فإذا كان لكل ثقافة قومية أو وطنية خصوصيات تطبعها بطابعها المميز؛ فإن اللغة تأتي في‬
‫مقدمة هذه الخصوصيات‪ ،‬واللغة العربية ترجع أهميتها إلى أنها لغة القرآن؛ فاإلسالم قد أكسب اللغة العربية خلودا بخلود‬
‫القرآن؛ فالمحافظة عليها وتطويرها واجب ديني‪ ،‬واألمم الراقية تعتز بلغتها‪ ،‬ولنا مثال في اليابان الذي ظلت الياباني ة لغة‬
‫الدراسة والتعليم والبحث العلمي في كل المجاالت‪ ،‬وكان ذلك ممكنا بفضل حركة الترجمة التي ال نظير لها في أي بلد‬
‫آخر في العالم‬
‫‪ -٤‬المحافظة على اللباس والزي الشعبي‪.‬‬
‫‪ - ٥‬المحافظة على العادات والتقاليد الحميدة التي يرضى عنها المجتمع‪.‬‬

‫معاني الوطنية‬
‫المبادئ الوطنية ليست أفكارا تجريدية‪ ،‬وليست شعارات خالية من المحتوى؛ وإ نما هي منهج والتزام وأسلوب حياة‪.‬‬
‫فالوطنية ليست كلمات تتغنى بها وشعارات نزايد بها‪ ،‬كما أن من الخطأ الربط بين معاداة النظام السياسي الحاكم (الفاسد)‬
‫ومع اداة ال وطن الق ائم‪ ،‬م ع أن الف رق واض ح‪ ،‬حيث يمكن للش خص أن ي والي الح اكم ألغ راض نفعي ة دون أن يك ون وفي ا‬
‫للوطن‪ ،‬هذا إن لم يكن معاديا لمصالحه العليا‪.‬‬
‫كما يمكن في الوقت ذاته لُم صلحين وطنيين أن يناهضوا الحكام الجائرين نصرة للوطن والدين‪ ،‬فال عالقة ترابطية بين‬
‫هذا وذاك إال تضليل وقلب للمفاهيم واألوضاع‪.‬‬
‫فالوطن هو اآلصرة التي تربط بين الحب واإليمان؛ ألن حب الوطن يفجر في اإلنسان عناصر الخير والرحمة واأللفة‬
‫وهذه كلها من جواهر اإليمان‪ ،‬الذي دعت إليه رساالت األنبياء‪.‬‬
‫تعريف الوطنية تع َّر ف الوطنية بأنها الشعور العاطفي للفرد بارتباطه ببيئة معينة‪ ،‬أي شعوراالرتباط بشعب أو جماعة‬
‫معينة‬
‫الوطني ة حّب مع بر عن ه بالفع ل ال ذي يتف ق مع ه‪ ،‬فالوطني ة في ع رف الوطن يين األح رار كلم ة مقدس ة ق د تس يل به ا دم اء‬
‫وتطاح بها رقاب‪ ،‬وهي‪ :‬مجموعة مبادئ وقيم وأعراف وتقاليد إيمانية تلزم القلوب لخوض غمار بحر الحقيقة والصالح‪.‬‬
‫والوطني ة ج وع لبط ون األف راد الم تربعين على الكراس ي ليش بع األف راد األدنى منهم وهي تض حية وإ نك ار ذات‪ ،‬وحقيق ة‬
‫اإليمان باآلخر واإليمان باألكفأ حتى لو لم يكن متحزبًا‪ ،‬أو لم َيُر ْق ألحد من أصنام العصر من قادة األحزاب والطوائف‬
‫ووجهاء القوم‪.‬‬
‫والوطني ة معرف ة ت اريخ وج ذور وطن واس تلهام الع بر من الت اريخ وتص حيح الحاض ر‪ ،‬وزه د في الكراس ي والمناص ب‬
‫واالبتعاد عن الظهور واألضواء‪ ،‬وصوم عن المال العام والمساعدات القادمة من وراء الحدود‪ ،‬وتغليب روح األلفة عن‬
‫روح األنانية‪ ،‬وروح الوطن الكبير عن الروح المناطقية العفنة‪.‬‬
‫والوطنية هي حالة اإلحساس باآلخر بالفقير قبل الغني‪ ،‬وباألخوة في الوطن قبل األخوة في النسب‪.‬‬
‫والوطنية خضاب دم يصبغ خاليا الدم ويتنافس معها في الجريان حتى يغمر دهاليز القلب والنفس‪.‬‬
‫والوطنية إيمان بالعيش المشترك واإليمان باآلخر حتى لو اختلف معنا في اللون والنسب‪ ،‬والوطنية صدى معاني الحرية‬
‫والكرامة‪ ،‬وأنفاس تضحيات الشهداء‪ ،‬ودموع أمهات‪ ،‬وشجن أرامل وصغار‪.‬‬
‫والوطنية إحساس بالغد‪ ،‬وشق طريق لتسهيل المرور إليه‪ ،‬دون تعكير صفاء الحياة بقذارة النفوس المريضة وتداعيات‬
‫األهواء المنهزمة الطامعة في كل جميل يغشى ربوع وطن يئن من طعنات األناء وفسادهم‪.‬‬
‫الوطنية زرع اسم وطن في أرواح وقلوب من يقبعون على ظهره ليصبحوا شعبه وخادميه ال محتليه وغاصبيه‪ ،‬وزرع‬
‫معاني وألوان علم وطن تعنى األلوان فيه مضامين حرية ال مضامين استعباد‪.‬‬
‫الوطنية أن تربي أطفالك وتوفر لهم ما تستطيع من أسباب التقدم والنجاح‪ ،‬وأن تتحمل مسؤولية عائلتك وذويك‪ ،‬وأن تفعل‬
‫ما بوسعك لتحقيق الظروف الالزمة لتطورهم النفسي والعقلي والبدني واالجتماعي‪.‬‬
‫والوطنية أن تبتسم ألخيك‪ ،‬وأن تساهم في إشاعة المحبة والسالمة واألمان‪ .‬الوطنية أن تحترم رأي أخيك اإلنسان وتفخر‬
‫ب ه؛ ألن ه يمتل ك أفك ارًا وق درة على التفاع ل الجدي د م ع الحي اة‪ ،‬وأن تعلي من ش أنه وتس اهم في إب رازه وص ناعة مس تقبله‪،‬‬
‫الذي يحقق قوة وطنية مضافة ومؤثرة في مسيرة الحياة‪.‬‬
‫الوطنية أن تتبرع لبناء مكتبة عامة‪ ،‬وناٍد رياضي‪ ،‬ومركز صحي‪ ،‬ودار لأليتام وغيرها من حاجات المجتمع ومتطلبات‬
‫سعادته‪.‬‬
‫الوطني ة أن تهتم ببيت ك وم ا حول ك في م دينتك‪ ،‬وتعم ل بم ا يحق ق مص لحة أبنائه ا‪ ،‬وأن ت زرع نخل ة أو ش جرة وأن تعت ني‬
‫بالمواشي وتخدم البيئة وتحافظ على نظافتها‪.‬‬
‫الوطني ة أن ت ؤدي عمل ك ب إخالص ونزاه ة ونق اء بعي دًا عن المحس وبية والفس اد والغش‪ ،‬وك ل عوام ل الت دهور والخ راب‬
‫اإلداري التي تعاني منها المجتمعات المتأخرة؛ ألنها تعيش في غشاوة وتشويه وطني‪ ،‬وتعزل الوطن عن سلوكها اليومي‪.‬‬
‫الوطنية أن تكون رؤوفًا رحيمًا‪ ،‬وتحب اهلل‪ ،‬وتعمل بما يريده ويرضاه من خير وسعادة لبني البشر‪.‬‬
‫الوطنية أن يحافظ الجار على جاره‪ ،‬ويشترك معه في سرائه وضرائه‪.‬‬
‫الوطنية تعني إطعام الجائع وإ كساء الفقير‪ ،‬واحترامه وتأهيله‪ ،‬والمساهمة في خدمة المحتاجين والمعوزين‪.‬‬
‫الوطنية أن تساهم في تحقيق ابتسامة الطفل والمرأة في بلدك؛ فليس من الوطنية أن تسعى إلراقة دموع األطفال والنساء‪،‬‬
‫وعندما نرى أطفالنا يائسين بائسين ونساءنا في حزن وهّم ‪ ،‬فكلنا وبال استثناء ال وطنيون‪ ،‬وعندما يبتسم الطفل وتبتهج‬
‫المرأة فنحن عند ذاك نكون وطنيين‪.‬‬
‫الوطني ة أن ت زرع أرض ك وتفلحه ا وتهتم بحديق ة دارك وتعت ني به ا‪ ،‬وت ربي م ا تس تطيعه من الحيوان ات والطي ور ال تي‬
‫تساهم في بناء االقتصاد‪.‬‬
‫الوطنية أن نحترم نظام المرور‪ ،‬ونهذب سلوكنا‪ ،‬وأن نخاف اهلل فيما نقوله ونفعله‪.‬‬
‫الوطنية أن يكون في البلد معارضة لها صورتها ودورها وتفاعالتها المتنوعة‪.‬‬
‫الوطني ة أن تفع ل ك ل م ا يس اهم في س عادة نفس ك وقوته ا وأبن اء محلت ك وم دينتك‪ ،‬وتس اعد على تحقي ق الحي اة األفض ل‬
‫للجميع‪.‬‬
‫فالوطنية محبة ورحمة وتفاعل إنساني مشرق‪ ،‬وعندما نصل إلى هذا المستوى من التعامل اإلنساني والحضاري‪ ،‬يحق‬
‫لنا أن نتحدث عن الثقافة الوطنية‪.‬‬
‫االهتمام بأمر االمه والوطن فرض ديني وواجب وطني‪:‬‬
‫الفرد جزء من المجتمع‪ ،‬والمصلحة الخاصة فرع من المصلحة العامة‪ ،‬وواضح أن الجزء مرتبط بالكل‪ ،‬والفرع يستمد‬
‫وجوده من األص ل؛ وذلك يعني أن ه بض ياع الكل يض يع الجزء‪ ،‬وب ذهاب األص ل يذهب الفرع‪ ،‬ويعني ك ذلك أن كل ما‬
‫يص يب الجماع ة من خ ير أو ش ر يص يب الف رد‪ ،‬وم ا ين ال المص لحة العام ة من س المة وازده ار أو خط ر وانتك اس ين ال‬
‫المص لحة الخاص ة‪ ،‬وم ا يمس ال وطن من نف ع أو ض رر يمس الم واطن‪ ،‬وليس أدل على ذل ك من ض ياع مص الح ع رب‬
‫فلسطين من ُد ْو ٍر وأراٍض وأموال في بلدهم فلسطين بضياع بلدهم‪.‬‬
‫والمواطن الواعي المس تنير يعي ذلك جيدا ويعرف أن ه من الخ ير ل ه ومن مص لحته الشخص ية أن يس اهم في خدم ة أمت ه‬
‫وبناء وطنه‪ ،‬وأن يحافظ على المصلحة العامة؛ ألن حياة المواطن من حياة وطنه‪ ،‬والمصلحة الخاصة مرتبطة بالمص لحة‬
‫العامة ارتباط الفرع بالشجرة‪ ،‬وخدمة األمة وبناء الوطن وحفظ المصلحة العامة يحتاج إلى تعاون أفراد الشعب وتضافر‬
‫جهودهم وتآزر عقولهم وسواعدهم؛ إذ ال يستطيع الفرد وحده أن ينهض بعبء الوطن وخدمة المصلحة العامة‪ ،‬فالصالح‬
‫العام يتطلب جهدا عاما‪ ،‬والصالح الخاص يستدعي جهدا خاصا‪.‬‬
‫فالدول ة ش ركة اجتماعي ة عام ة‪ ،‬واألف راد أعض اء مس اهمون فيه ا وع املون فيه ا ك ل على ق در جه ده وطاقت ه وإ مكانات ه‪،‬‬
‫والمجتمع أسرة كبيرة‪ ،‬والمواطنون أفرادها وأعضاؤها‪.‬‬
‫وال شك في أن أية شركة تكبر وتقوى وتنجح بمقدار ما يبذله أعضاؤها المساهمون فيها من خدمة صادقة وعناية كافية‬
‫ورعاي ة الزم ة‪ ،‬وأن ص الح األس رة مس تمد من ص الح أفراده ا؛ وذل ك يتطلب من الم واطن االهتم ام ب أمر أمت ه وبالده‬
‫والرغبة في خدمتها‪ ،‬والنهوض بها كما يهتم العضو المساهم في شركة بنجاح شركته‪ ،‬وكما يحرص الفرد الصالح على‬
‫صالح أسرته الخاصة؛ فال يعقل أن يخدم الوطن مواطنا يهمل شؤون أمته وال يبالي بما يجري في وطنه من خير أو‬
‫شر‪.‬‬
‫أما المواطن الذي يهتم بأمر مجتمعه ويتابع مسيرة أمته ويرصد درجات تحركها ويقيس المسافة التي قطعتها على طريق‬
‫النهضة والتقدم؛ فهو مواطن صالح يساهم في بناء وطنه وخدمة أمته‪.‬‬
‫وال يكون مواطنا عامال صالحا من ال يهتم بأمر وطنه‪ ،‬وال يكترث بما يدور في بالده من خير أو شر‪ ،‬وال يدري بما‬
‫يحي ط به ا من ظ روف وأوض اع‪ ،‬وال يب الي ق امت أمت ه وتق دمت أم قع دت وت أخرت؟ ال َيْهَتُّم ِب َأْم ِر اْلُم ْس ِلِم َي ن » وفي ه ذا‬
‫المعنى قوله صلى اهلل علية وآله وسلم َم ْن ال َيْهَتُّم ِبَأْم ِر اْلُم ْس ِلِم َي ن" وهذا يعني أن االهتمام بأمر الوطن واألمة فرض ديني‬
‫إسالمي هو واجب وطني قومي؛ ألنه بضياع الدين يضيع الوطن؛ إذ ال دين بال وطن‪ ،‬وال وطن بال دين‪ :‬ونعرف ذلك‬
‫من خطر اليهود الذي يتهدد المسجد األقصى المبارك في القدس‪.‬‬
‫فلو حافظ المسلمون على فلسطين اضاع المسجد األقصى‪ ،‬ولو حافظنا على ديننا اإلسالمي الحنيف وعملنا بها ضاعت‬
‫فلسطين‪ ،‬وهل يمكن إقامة شعائر الدين وبناء مساجد في الجو والبحر؟ فالمواطن الواعي الصالح يهتم بأمر بالده ويساهم‬
‫في فعل الخير الذي تناله كما يساهم في دفع الشر الذي يصيبها‪ ،‬ويدرك أن سالمته الشخصية مرتهنة بسالمة وطنه‪ ،‬وأن‬
‫مصلحته الخاصة مرتبطة بمصلحة أمته‪ .‬وأنه يستمد عزته وقوته من عزة أمته وقوة بالده‪ ،‬ويرى أنه يكون قويا غنيا‬
‫وهو يقف في صف واحد مع بني قومه ووطنه ودينه ويضع يده في أيديهم ويصير ضعيفا فقيرا إذا وقف وحده وابتعد‬
‫عن جماعته وأمته‪.‬‬
‫وي ترتب على االهتم ام ب أمر األم ة وال وطن مراقب ة المس ؤولين الع املين في مي دان الخدم ة والوطني ة والمص لحة العام ة‪،‬‬
‫ومحاسبتهم على أعمالهم وتصرفاتهم ‪.‬‬
‫والش عب الح ر الق وي ال واعي يس تطيع مراقب ة قادت ه والمس ؤولين في ه ومحاس بتهم وتق ويم اعوج اجهم ويس تطيع ك ذلك‬
‫االستغناء عنهم واستبدالهم بغيرهم إذا اقتضى األمر ذلك‪.‬‬
‫ووسائل اإلعالم وأجهزته‪ :‬من صحف‪ ،‬ومجالت‪ ،‬وإ ذاعة‪ ،‬وتليفزيون تحمل للمواطن أخبار بالده والبالد األخرى‪ ،‬وتنقل‬
‫له أحداثها وشؤونها المختلفة وتطلعه على أوضاعها وأحوالها‪.‬‬
‫امراض تصيب الوطن‬
‫مم ا ال ش ك في ه أن نتيج ة التل وث األخالقي وانع دام الض مير الجم اعي‪ ،‬وتغليب المص الح الخاص ة عم ا ع داها أص يب‬
‫مجتمعنا بمجموعة من األمراض والمتالزمات غدت من خاللها حياة المواطن صعبة ال تطاق‪ ،‬وقديما قالوا‪ :‬إذا فسدت‬
‫البطانة فسد الحاكم؛ فكيف إذا أصيب المواطنون بأمراض مستعصية ال شفاء منها‪ ،‬بعضها وراثي ولكن أكثرها مكتسب‬
‫عن طريق الممارسة غير الشرعية للسلطة وللجنس كي ال يغضب أحد ومن أهم تلك األمراض‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬غياب المفردة الوطنية وإ عالء المفردة الشخصية والعائلية‪:‬‬
‫المفردات الوطنية الساعية لتحقيق التفاعل الوطني البّن اء بين أبناء الوطن الواحد كثيرة‪ ،‬وال يمكن أن تحدد بعدد؛ ألنها‬
‫مولودة من رحم الحياة الذي ال ينضب‪ ،‬لكننا نتجاهلها ونركز في نشاطاتنا المتنوعة على المفردات المرتبطة بالشخص‬
‫أو العائلة‪ ،‬ونقترب منه بكثافة لغوية عالية تضعها فوق الوطن‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬تكرار اسم الشخص األول أكثر من اسم الوطن‪:‬‬
‫في أوطاننا نذكر اسم الحاكم مئات المرات وال نذكر اسم الوطن ولو لبضعة مرات في وسائلنا اإلعالمية المختلفة وعلى‬
‫مدى األيام‪ ،‬وال نقول يحفظ اهلل الوطن‪ ،‬بل يحفظ هلل الرئيس الفالني‪ ،‬أو الملك‪ ،‬أو األمير‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬ضعف الوعي الجغرافي والتاريخي والبيئي‪:‬‬
‫الكث ير من أ ن اء أوطانن ا ال يعرف ون جغرافي ة ال وطن‪ ،‬وال ي دركون دور بل دهم وحض ارته‪ ،‬وم ا قدم ه للحي اة في المس يرة‬
‫اإلنسانية الطويلة‪ ،‬وأكثرنا يعيش أمّي ة جغرافية وتاريخية وبيئية في أوطاننا‪ ،‬وعلى مدى القرن العشرين لم تأخذ المعالم‬
‫الحضارية واألثرية أي اهتمام وطني‪ ،‬فلم نعط قيمة لمتاحفنا وآثارنا‪ ،‬ونرفع قيمتها في نفوس األجيال وعقولهم‪ ،‬ولهذا‬
‫حص ل م ا حص ل له ا؛ لفق دان الحمّي ة والغ يرة الحض ارية والتاريخي ة؛ فل و ك انت هن اك غ يرة وحمي ة تاريخي ة لوق ف أبن اء‬
‫الش عب س دا واح دا أم ام أي اعت داء على آث ارهم ومت احفهم‪ ،‬ول دافعوا عنه ا دف اع المس تميت‪ ،‬وه ذا يع ود إلى تغييبه ا من‬
‫حياتنا‪ ،‬وعدم اعتبارها سلوكا تربويا وطنيا‪.‬‬
‫رابعًا‪:‬ضعف الحس االجتماعي والروحي واإلنساني‪:‬‬
‫تنمي ة القيم االجتماعي ة‪ ،‬والتفاع ل اإليج ابي ال ذي يس اهم في لم الش مل الوط ني‪ ،‬وتحقي ق الص ياغة المتماس كة للن اس‪ ،‬كله ا‬
‫تبني وطنية عالية وتحقق أهدافا سامية ومؤثرة في تحقيق التكامل والمنفعة المتبادلة بين أ ناء البلد الواحد‪ ،‬وعندما يفقد‬
‫الناس هذه‬
‫المعاني يصبح الوطن بال قيمة أو معنى وتكون الوطنية خرابًا ودمارًا ومقتًا وتشردًا‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬الفهم الخاطئ للتعددية الحزبية‪:‬‬
‫التعددي ة الحزبي ة هي وس يلة لترقي ة النظ ام ومراقب ة أخطائ ه؛ من أج ل العم ل على تط وير المجتم ع وتنميت ه؛ ألن الح زب‬
‫الحاكم عندما يحس أن تصرفاته محسوبة عليه فإنه سيعمل جاهدا على تطوير أدائه وتحسين تصرفاته‪ ،‬ومن الخطأ أن‬
‫ُتفهم الحزبي ة على أنه ا اس تحقاق للح زب الح اكم وأف راده‪ ،‬وتق ديم أعض ائه من دون تحقي ق مب دأ تك افؤ الف رص والمس اواة‬
‫والعدالة على أساس المواطنة‪.‬‬
‫سادسًا‪ :‬الفهم السلبي للمعارضة‪:‬‬
‫فكل ما هو معارض يعني ال وطني‪ ،‬وكل ما هو ضد الكرسي ال وطني؛ فالوطنية صارت في أحسن تعريفاتها خنوعا‬
‫وخضوعا تاما للكراسي واألنظمة واألفراد‪.‬‬
‫وال يمكن ألي ة حرك ة سياس ية أو نظ ام أن يك ون وطني ا إذا لم يع ترف بالمعارض ة ولم يفص لها عن الش عب ويض من له ا‬
‫الحقوق والواجبات‪ ،‬ويعتبرها جزءا ض روريا من النظام السياسي الوطني‪ ،‬وأي نظام تكون لديه معارضة مطاردة في‬
‫الخارج فإنه يؤكد‬
‫بذلك على والء وطنيته‪.‬‬
‫ولو كانت الوطنية بالكالم واالدعاء لصار الخونة العمالء أكثر وطنية من األحرار والشرفاء؛ ألن الخائن العميل أكثر‬
‫وطنية من األحرار الشرفاء‪ ،‬وأكثر تشدقا بها من الوطني الحر‬
‫سابعًا‪ :‬إسقاط قيمة المواطنة‪:‬‬
‫بل وإ لغائها وتحويلها إلى مفهوم فردي وكيفي‪ ،‬ويمكن ألي حاكم كان أن يسقط الجنسية عن المواطن؛ ألنه يحسب نفسه‬
‫ه و ال وطن والق انون والمتحكم بالمص ير؛ ويع ود ذل ك إلى ع دم اح ترام الدس تورية وتفاص يلها القانوني ة المتعلق ة بالمواطن ة‬
‫واالنتماء‬
‫للوطن‪ ،‬أو إلى الغيبوبة الدستورية والسيادة الُك رسوية بأنواعها؛ فالمواطنة دائما تكون ُم عّر فة بالكرسي!‪.‬‬
‫ثامنًا‪ :‬إشاعة مفاهيم العدوانية والسلبية بين أبناء الوطن الواحد‪:‬‬
‫كونه ا تفك ر بمص لحتها ودوره ا وأطماعه ا‪ ،‬وال يعنيه ا من األم ر إال ذل ك‪ ،‬بينم ا الحرك ات الوطني ة تب ني أواص ر المحب ة‬
‫والقوة والتآخي ما بين أبناء البلد؛ لكي يتم توظيف طاقاتهم بما يخدم المصلحة الوطنية والسالمة العامة ألبناء البلد‪.‬‬
‫تاسعًا‪ :‬اعتبار الوطنية مفهوما سياسيا وليس اجتماعيًا أو ثقافيًا‪:‬‬
‫الديمقراطي ة هي المش اركة الجماعي ة بروحه ا وفعله ا وك ل تعبيراته ا‪ ،‬وهي ض د التف رد والتس لط واالس تبداد والظلم‪ ،‬كلم ة‬
‫الوطنية وكأنها من المفاهيم السياسية‪ ،‬وليست مفهوما اجتماعيا وبشريا يتصل بحياة أفراد الوطن الواحد ويمسها في أدق‬
‫تفاص يلها‪ ،‬وه ذا الرب ط الس لبي م ا بين الوطني ة والسياس ة جع ل الن اس ته رب منه ا وتخش اها‪ ،‬وال تري د التفك ير به ا أو‬
‫االقتراب منها‪.‬‬
‫عاشراً‪ :‬تغييب الشعور بأن الوطن ملك الجميع‪:‬‬
‫وأنه سفينتهم التي تجري بهم في يم الوجود‪ ،‬وبهذا يتم سحب المسؤولية من المواطن وتركيزها على عاتق الحاكم ونظام‬
‫حكمه‪ ،‬الذي يتحول إلى متهم دائم ومدان بكل ما يصيب الناس من شظف العيش وقهر األيام؛ ألنه هو المسؤول‪ ،‬وهو‬
‫الذي يتمتع بالحياة ومباهجها والمحكوم يقاسي ويالتها وقهرها‪.‬‬
‫الحادي عشر‪ :‬اختصار الوطن بالفرد أو بالصورة‪:‬‬
‫وهذه الظاهرة تعاني منها العديد من أقطارنا‪ ،‬وتسعى إلى تفريغ الناس من معنى الوطن وقيمة المواطنة‪ ،‬وأعاد الوجود‬
‫الوط ني؛ ألنه ا تقتله ا بالص ورة والف رد المتس لط أو الح اكم‪ ،‬ب دال من أن تجع ل الراي ة رم زًا والف رد معّب را وامت دادًا لرم ز‬
‫الراية‪.‬‬
‫الثقافة الوطنية واهميتها في مكافحة الفساد‬

You might also like