Professional Documents
Culture Documents
إعداد الدكتور:
عبد الناصر عبد العالي شماطة
أستاذ مساعدآ بقسم علم الجتماع -كلية الدآاب -جامعة بنغازي
المحتويات
العنوان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصفحة
1
المقدآمة1..................................................................
المحور الول :المفاهيم العلمية المستخدمة في هذا العمل2................
أوللً:ا مفهوم البحث العلمي2.................................................
ثاني لاً:ا مفهوم الشفافية3......................................................
ثالث لاً:ا مفهوم إدآارة التنمية4..................................................
المحور الثاني :إدارة التنمية من منظور علم الجتماع5....................
أوللً:ا ماهية علم اجتماع التنمية5............................................
ثانيلاً:ا المعوقات التي تواجه إدآارة التنمية في مجتمعاتنا النامية7...............
-1تحدآيات محلية7...................................................
-2تحدآيات عالمية10.................................................
المحور الثالث :دور البحث العلمي في التنمية 11..........................
المحور الرابع :التنمية من منظور الشفافية 14.............................
لً:ا مفهوم الشفافية الدآارية وأهميتها15....................................
أو ل
ثاني لاً:ا شروط الشفافية ودآعمها15............................................
ثالث لاً:ا دآور الدآارة بالشفافية في تحقيق التنمية16.............................
المحور الخامس :الخلصة والتوصيات18................................ ..
أولل الخلصاة18...........................................................
ثاني لا التوصايات19.........................................................
مراجع ومصادر الورقة 20..................................................
-المقدمة:
يحظى البحث العلمي باهتمام بالغ في الجامعات والمؤسسات العلمية في العالم المتقدآم،
وأيض للا بللاقي دآول العللالم الطامحللة نحللو الخللروج مللن عنللق زجاجللة التخلللف .وم لردآ ذلللك أن البحللث
2
أصابح من العوامل الساسية التي تسهم في عمليللة التغييللر والتنميللة الشللاملة والقللدآرة علللى النهللوض
والمعالجة لجميع قضايا المجتمع إواحدآاث التحولت الجتماعية والقتصاادآية والسياسية الرامية إلللى
التطور والتحدآيث.
إن الهتمللام بالقضللايا المجتمعيللة ،والتأكيللدآ علللى أن حركللة البحللث العلمللي فللي جامعاتنللا
ومراكزنللا البحثيللة ،مللن شللأنه تنميللة الم لواردآ البش لرية ،إواعللدآادآ الك لوادآر العلميللة والتقنيللة المتخصاصاللة
المؤهلة في مختلف ميادآين العلم والمعرفلة ،بالضلافة إللى تعميلق اللولء والنتملاء لللوطن والملة،
مما يجعل الوطن والمواطن يتمتعان بمقدآرة إيجابيللة علللى مواجهللة التحللدآيات الللتي تسللتهدآف الهويللة
وعوامل التحضر والبناء الخلق.
نحللن ل نطللرح أفكللا الر مسللتحيلة أو بعيللدآة عللن الواقللع ،ولكننللا نحللاول النهللوض بالنسللان إلللى
مستوى المسؤولية؛ لكلي يصالبح قلادآ الر عللى إدآارة مجتمعله والحفلاظ عليله؛ ولسلت فلي حاجلة إللى تأكيلدآ
حقيقة أن الحياة تقوم بالفرادآ ،وأن التقدآم الذي نلمسه في كل ما يحيط بنا ما كان ليتحقق لول الفكللار
الخلقة والجهودآ المنتجة للفرادآ.
وفللي هللذه المرحلللة التاريخيللة الهامللة للمجتمللع الليللبي ،أصاللبحت الب ارمللج التدآريبيللة والتنمويللة،
ومفاهيم المسائلة والمحاسبة والشفافية ،جميعها تمثل الجللانب الهللم فللي المرحلللة الراهنللة ،الللتي نبتغللي
بعللدآها الوصاللول إلللى المرحلللة الللتي يعتمللدآ فيهللا المجتمللع علللي مؤسسللات رصاللينة و ارسللخة تعمللل علللى
تنفيذ خطط التنمية الطموحة الهادآفة إلى التحول بالمجتمع نحو ظروف ومعطيللات جدآيللدآة تحقللق مبللدآأ
التحول التنموي المنشودآ وهذا لن يتأتى في ظل غياب مفهومي العلم والشفافية.
وهنا رأينا أن يتناول هذا العمل جملة من المحاور على النحو التاليً:ا
-المل ل ل ل ل ل ل للحور الولً:ا المفاهيم والمصاطلحات المستخدآمة في هذا العمل.
-المحور الثان ل ل ل ل ل ل ليً:ا علم الجتماع والتنمية
-المحور الثال ل ل ل ل للثً:ا دآور البحث العلمي في التنمية.
-المحور ال اربل ل ل ل ل ل للعً:ا التنمية من منظور الشفافية.
-المحور الخامسً:ا الخلصاة والتوصايات.
المحور الول
المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في هذا العمل
3
باسللتعراض وتحليللل مصاللطلح “البحللث العلمللي” نجللدآ أنلله يتكللون مللن كلمللتين “البحللث”
و“العلمللي” ،يقصاللدآ بللالبحث لغوي للا “الطلللب” أو “التفللتيش” أو التقصاللي عللن حقيقللة مللن الحقللائق أو
أمللر مللن المللور .أمللا كلمللة “العلمللي” فهللي كلمللة تنسللب إلللى العلللم ،والعلللم معنللاه المعرفللة والدآ اريللة
إوادآراك الحقللائق ،والعلللم يعنللي أيض للا الحاطللة واللمللام بالحقللائق ،وكللل مللا يتصاللل بهللا ،ووفق لال لهللذا
التحليللل ،فللإن “البحللث العلمللي” هللو عمليللة تقصاللي منظمللة بإتبللاع أسللاليب ومناهللج علميللة محللدآدآة
للحقللائق العلميللة بغللرض التأكللدآ مللن صاللحتها وتعللدآيلها أو إضللافة الجدآيللدآ لهللا .وجللاء فللي قللاموس
ويبسل للترً:ا أن مفهل للوم البحل للث العلمل للي هل للو المعرفل للة المنسل للقة الل للتي تنشل للأ عل للن الملحظل للة والدآ ارسل للة
والتجري للب ،والللتي تقللوم بغ للرض تحدآيللدآ طبيعلللة وأصا للول وأسللس م للا تت للم دآ ارس للته … وجللاء تعري للف
المفهوم أيضال في قاموس أكسفوردآ بأنهً:ا ذللك الفللرع ملن الدآ ارسلة ،اللذي يتعللق بجسلدآ ملترابط من
الحقلائق الثابتلة المللصانفة ،واللتي تحكمهلا قلوانين عاملة ،تسلتخدآم طللرق ومنللاهج بحثيلة موثللوق بهللا
لكتشاف الحقائق الجدآيدآة في نطاق الدآراسة ) .المغربي(3 15 ،15 :2002 :
ومن المهام الرئيسة للبحث العلمي استشراف المستقبل ،لن العالم المعاصاللر الللذي نعيشلله
أصابح في سباق منقطع النظير ملع الزملن ،فالشلياء والمعلوملات تتغيلر بسلرعة ،فملا ندآرسله اليلوم
يصابح متقادآمال بعدآ سنوات قليلة فقط ،إواذا لم تتدآارك المؤسسات التعليمية العربية ذلك فإنهللا سللوف
تحكم على نفسها بأن تعيش زمن غير زمانها ،ولشك أنه ما يزال مفهومنا للتعليم مفهومال تقليدآيلا،
وأن البعدآ المستقبلي لم يزل محدآدآال للغاية في مناهجنا الجامعية ) .بهاء الدين(140 :1997 :
يحظى البحث العلمي باهتمام بالغ في المؤسسات العلمية العالمية ،لكننا نجدآ المؤسسات
العلمية العربية متعثرة في هذا المجال ،مما يؤكدآ ذلك ما تناقلته وسائل العلم عن اختيللار أفضللل
500جامعللة فللي العللالم وفللق معللايير محللدآدآة لقيللاس الج لودآة والدآاء فللي مجللالت إعللدآادآ الملكللات
العلميللة إوانجللاز البحللوث العلميللة إواث لراء المعرفللة إوانمائهللا وربطهللا بحاجللات مجتمعاتهللا فللي التنميللة
والتقللدآم بوصاللفها أهللم مصاللادآر الشللعاع العلمللي والفكللري ،إواحللدآى أهللم أدآوات التغييللر فللي عالمنللا
المعاصاللر ،وكللان سللبع مللن هللذه الجامعللات فللي إس لرائيل ،ولللم تكللن أيللة جامعللة عربيللة ضللمن هللذه
الجامعات المتميزة ).أبو القاسم :د .ت(
4
،(66 :2000إواجرائيللال تعنلليً:ا الوضللوح والمكاشللفة الللتي ينبغللي أن تكللون تجللاه قضللايا الفسللادآ المللالي
والدآاري من قبل كافة مؤسسات الدآولة وفئات المجتمع) .آل غصاب(124 :2008 :
وتعرف هيئة المم المتحدآة الشفافية بأنهاً:ا حرية تدآفق المعلومات معرفة بأوسع مفاهيمها،
أي تللوفير المعلومللات والعمللل بطريقللة منفتحللة تسللمح لصاللحاب الشللأن بالحصاللول علللى المعلومللات
الض للرورية للحف للاظ عل للى مصا للالحهم واتخ للاذ القل ل اررات المناس للبة ،واكتش للاف الخط للاء .كم للا يقصا للدآ
بالشللفافية مبللدآأ خلللق بيئللة تكللون فيهللا المعلومللات المتعلقللة بللالظروف والقل ل اررات والعمللال الحاليللة
متاحللة ومنظللورة ومفهومللة وبشللكل أكللثر تحدآيللدآ ومنهللج تللوفير المعلومللات وجعللل القل اررات المتصالللة
بالسياسة المتعلقة بالمجتمع معلومة من خلل النشلر فلي اللوقت المناسلب والنفتللاح لكللل الطلراف
ذوي العلقة.
واستنادآال إلى ما تقدآم تهدآف الشفافية إلى تحقيق مايأتيً:ا )مصلح( 16 :2010 :
-1تحسين صاورة الوطن محليال ودآوليال في مجال الصالح.
-2ترسيخ القيم التي تدآعو الى مناهضة الفسادآ ،كالصادآق والمانة.
-3تنمية ثقافة سوء استعمال السلطة في المجتمع.
-4تحدآيدآ مواطن القصاور التشريعي في مجال الصالح.
-5البحث عن مواطن الفسادآ في المجتمع ،ودآراستها ،واقتراح أساليب العلج.
-6التأكيدآ على سيادآته القانون ،وضمان تطبيقه على الجميع دآون استثناء.
أما مجال الشفافية فهو ل ينحصار في المجال الملادآي فقلط بللل يتجللاوزه إللى ميللدآان العلللوم
النسل للانية ،وبل للذلك تغل للدآو الشل للفافية حاملل للة لمضل للامين النفتل للاح وأسل للاليب التصال للال ومسل للتويات
المس للاءلة ...فه للي تس للعى إل للى رقاب للة العم للل وكيفي للة مزاولت لله وتق للويمه وتصا للحيحه ،باعتباره للا ذات
اتصاللال وطيللدآ بالمسللاءلة الفعالللة والمحاسللبة الدآقيقللة الرزينللة والنزيهللة ،وهللي كللذلك تتجنللب كللل مللا
يمكن أن يؤدآي إلى الخطأ أو تك ارره إواعادآة ارتكابه.
فالشفافية في مفهومها العام هي مجموعة القيللم المتعلقللة بالصاللدآق والمانللة والخلصا فللي
العمللل والهتمللام بالمصالللحة العامللة ،واللللتزام بمبللدآأ تجنللب تضللارب المصاللالح .ويبللدآو أن مفهللوم
الشل للفافية مل للن المنظل للور السوسل لليولوجي مرتبل للط ارتباط ل لال وثيق ل لال بمحاربل للة بمفهل للوم آخل للر هل للو الفسل للادآ
المجتمعي ،ويرتكز في بناءه في حياتنا على جانب آخر هو المساءلة والصالح.
ثالثلا -مفهوم إدارة التنميةManagement of development :
5
برز مفهلوم إدآارة التنميلة فللي النصاللف الثللاني ملن القللرن العشلرين ليعنللي ذللك الجللانب ملن
جوانب الدآارة العامة الذي يمثل المرتكز لتنفيذ السياسات والب ارمللج والمشللاريع الهادآفللة إلللى تحسللين
الظروف القتصاادآية والجتماعية) .عبد الرحمن(240 :2003 :
وتعلدآ إدآارة التنميلة كمفهلوم يسلتخدآم للدآللة عللى مجموعلة الجهلزة الدآاريلة اللتي تنشلأ
لغل لراض تنفيل للذ العمليل للات التنمويل للة .ويشل للير إلل للى اعتبل للار إدآارة التنميل للة عمليل للة وضل للع السياسل للات
والب ارمل للج الل للتي تخل للدآم أهل للدآاف التنميل للة .إذن إدآارة التنميل للة تعنل للي الجهل لزة الل للتي تل للدآير التنميل للة فل للي
المجتمع .بمعنى آخر تتأسس إدآارة التنمية على قاعدآة دآراسة وتحليل ووضع وتنفيذ الحلول لجميع
المش للكلت .وهن للا يمك للن تحدآي للدآ أه للم الس للباب الساس للية لنش للوء إدآارة التنمي للة فيم للا يل لليً:ا ) دراككر:
(292 :1996
-1ضرورة تعزيز النظام الساسي والجتماعي والقتصاادآي والدآاري للدآولة.
-2التطور الكمي والكيفي في الدآراسات الدآارية.
-3عجز الجهزة الدآارية القائمة في القطاع العام عن مواجهة التحدآيات التنموية.
-4ضعف قدآرات القطاع الخاصا في الدآول النامية.
وحتمت التطورات العالمية المعاصارة بدآورها الهتمام بإدآارة التنميلة ،وأحلدآاث تنميلة إدآاريلة
بصاللورة دآائمللة ومسللتمرة ،ابتغللاء مواجهللة المشللكلة الللتي يعيشللها التنظيللم الدآاري المعاصاللر ،وابتغللاء
تمكيللن هللذا التنظيللم مللن أدآاء دآوره كمللا يجللب أن يكللون؛ بللالنهوض بوظللائفه سلواء فللي إطللار الللدآول
المتقدآمللة بتحقيللق مزيللدآ مللن التقللدآم إمللا فللي إطللار الللدآول الناميللة ،وذلللك بتحقيللق التنميللة الشللاملة فللي
مجتمعاتها المتخلفة .ويظل محور إدآارة التنميللة هللو السللتخدآام المثللل للملواردآ المتاحللة وصاللولل إلللى
أهدآاف محدآدآة بأعلى قدآر من الكفاية.
ولشك فيه أن إدآارة التنمية تجاوزت المفاهيم المبدآئية والقاصارة التي تكادآ تقف عندآ مهمللة
الدآوات العامل للة فل للي تحسل للين الظل للروف الجتماعيل للة والقتصال للادآية أو عنل للدآ محاول للة تحسل للين الدآارة
الحكوميل للة ،وأصال للبحت إدآارة التنميل للة كمفهل للوم الشل للامل كافل للة الم ارحل للل مل للن بل للدآء وضل للع السياسل للات
والسللتراتيجيات الللتي تتمثللل فيهللا أولويللات التنميللة ،وتحريللك وتنظيللم واسللتخدآام الملواردآ والمكانيللات
المتاحة كافة استخدآاما أمثل لتحقيق أهدآاف تلك السياسات الستراتيجيات.
وفي ظل ما سبق عرضه يتضح أن إدآارة التنمية تهتم بوضع الهلدآاف واختيلار النظريلات
إواتمللام وتحدآيللدآ نظللام السللبقيات أو الولويللات وتصاللميم الطللار العللام للتنميللة بمشللتقاتها المختلفللة
سياسية واقتصاادآية واجتماعية(Johnston: 1991: 5 ) .
6
المحور الثاني
إدارة التنمية من منظور علم الجتماع
-أولل :ماهية علم اجتماع التنمية.
تعللاني مؤسسللاتنا الحكوميللة خللل أساسلليلا يتمثللل فللي عللدآم الاهتمللام بتنميللة الدآارة وتطللوير
أساليبها والبناء عليهلا وفقلال للتطلورات العلميلة المعاصالرة اللتي تهتلم بتطلوير أسلاليب العملل وتبسليط
الج لراءات والهتمللام بالكفللاءات الللتي تعمللل لتطللوير الدآارة وتنميتهللا والعمللل علللى بنللاء القيللادآات
الشابة التي تحقق المفهوم السليم للتنمية .واسلتنادآلا علللى ذللك التلوجه فلإن عللم اجتمللاع التنميلة عللم
حللدآيث يهتللم بللالتخطيط لتنميللة الملواردآ البشلرية لتلللبي احتياجللات المجتمللع كمللا يهتللم بتحليللل عوامللل
التخلللف والتغيللر ووسللائله وينللاقش أهميللة التميللة فللي المجتمعللات الناميللة .كمللا ينطلللق مللن قضللية
أساسية هيً:ا أن التخلف يمثل نتاجلال لعمليللات عالميلة تاريخيللة مسللتمرة .ونسللتطيع ملن دآاخلل إطللار
هذا الفهم أن نشرع في تحليل وتوضليح الجلوانب الساسلية للظلواهر أو العناصالر المحلدآدآة للتخللف
والتي تسعى إلى استم ارره .وعلى علم اجتماع التنميلة أخيل الر أن يطللور إطلا الر عاملال يضللم فللي دآاخلله
أنماط للا محللدآدآة مللن الظ لواهر مثللل الوسللائل الممكنللة المختلفللة لتحقيللق التنميللة القتصاللادآية والتغيللر
الثقللافي ،وتصاللنيف أنسللاق المعتقللدآات المختلفللة…إلللخ .ويجللب أن يظللل هللذا الطللار مفتوحلال لسللبب
بسيط هو أنه ليس ثمة مجتمع معاصار مقفلل أو مستقلل بذاته .وعلى هذا الطار أن يكللون متسللقال
مع إدآراكنا بأن النسان قدآ أصابح يميل إلى امتلك المعرفة الضرورية والمهارات التكنولوجيللة الللتي
تضللمن للله بنللاء مجتمللع إنسللاني رشلليدآ؛ مجتمللع متحللرر مللن الغللتراب ) ( Alienationوالحاجللة
والستغلل) .الجوهري(241:2015 :
يعالل للج علل للم الجتمل للاع قضل للية التنميل للة بوصال للفها مفهوم ل لال إشل للكاليال ينل للاقش مل للن خلل رؤى
مجموعللة مللن النظريللات والنمللاذج التفسلليرية ،تتفللرع هللي ذاتهللا إلللى جملللة مللن المقللولت التحليليللة
والتفسلليرية المتعلقللة بالتنميللة باعتبارهللا قضللية خلفيللة عدآيللدآة الطلراف .لللذلك يكللون مللن الضللروري
ل ،محللدآدآال .ورغللم
وضع المفهوم في سياق اعتبار التنمية صايرورة مركبللة وليسللت فعلل واحللدآلا ،شللام ل
تعللدآدآ نظريللات ورؤى التنميللة وتياراتهللا فللإن موضللوعها الرئيللس يبقللى ،مللن المنظللور السوسلليولوجي،
التفكير في الفعل التنموي بوصافه فعلل اجتماعيال.
ووفقال لتعريف المم المتحدآة )برنامج النماء (1992يتضمن مفهوم التنمية البشرية ثلث
أبعادآ أساسيةً:ا
-1بناء القدآرات البشرية من خلل تحسين مستويات التكوين والتعليم والصاحة.
-2استثمار القدآرات البشرية وتوظيفها في تحسين ظروف الحياة.
-3تحسين الرعاية الصاحية ،عبر تمكين الفرادآ من صاحة أفضل وخيارات أوسع.
7
-4ضمان العيش الحسن للجميع.
-5ضمان تطور القتصاادآ وقابلية ثروات الرض للستدآامة.
يجمل للع علل للم اجتمل للاع التنميل للة جملل للة مل للن المعل للارف والنظريل للات والتجل للارب البحثيل للة والدآوات
المفهوميللة والمنهجيللة والسللتنتاجات التحليليللة الللتي تتعلللق بمسللار التغيللر الجتمللاعي الناتجللة عللن
تحويرات مبرمجة ومنظمة وواعية ومدآروسلة فلي أنملاط النتلاج دآاخلل المجتمعلات .وتجلدآر الشلارة
إليه أن الدآول النامية ليست في وضع متماثل ذلك أن لكل دآوللة منهللا خصاللائصا معينللة تتمثللل فللي
إطارهللا الجتمللاعي والثقللافي الللذي يضللم عناصاللر ومتغيلرات عدآيللدآة تعليميللة واقتصاللادآية واجتماعيللة
وتاريخية وغيرها ،كما أن لكل دآولة دآرجة معينة من النمو ،كما أنها ليسلت فلي وضلع واحلدآ تمتللك
معلله قللدآرات وأدآوات محللدآدآة لتحقيللق التنميللة وقهللر التخلللف ،غيللر أن هنللاك بلشللك قاسللم مشللترك
يجمع الدآول التي في سبيل النمو ويتمثل في التيً:ا )درويش(13 :1997 :
-1الرغبة في تحقيق التنمية.
-2الحاجة إلى جهاز إدآاري قادآر على تحقيق التنمية.
-3الحاجة إلى عنصار إنساني مدآرب وقادآر على تحقيق أهدآاف إدآارة التنمية.
-4الوضوح الكامل فيما يتعلق بالمرحلة التالية للنمو إواحدآاث التغير الجتماعي المطلوب.
فللي مقدآمللة كتللابً:ا علللم اجتمللاع التنميللة لجهينللة سلللطان ،رأت أنلله بعللدآ انتهللاء الحللرب العالميللة
الثانية ،وحصاول معظم دآول آسيا وأفريقيا على استقللها السياسي ،طرحللت فللي العللوم الاجتماعيللة
مسائل التنمية والتخلف المتمثلة في التساؤلً:ا
-1عن ما هي أسباب تخلف بلدآان العالم الثالث ؟ وكيف السبيل الى تنمية هذه البلدآان ؟
-2هللل تتحقللق تنميللة البلللدآان المسللتقلة حللدآيثلا بالسللير علللى الطريللق الللذي سللارت عليلله البلللدآان
الرأسمالية ،أم عللى ذللك الطريللق اللذي سلارت عليه اللدآول الشلتراكية ،أم أن هنلاك طريقلال ثالثللا،
أو ربما عدآدآ أكبر من الطرق التي يتناسب كل منها مع ظروف وخصاائصا بلدآان العالم النامي؟
هللذه بعللض السللئلة الللتي يحللاول علللم اجتمللاع التنميللة الجابللة عنهللا .والجابللات تتعللدآدآ بتعللدآدآ
المللدآاخل )مللدآخل اقتصاللادآي ،مللدآخل سياسللي ،مللدآخل اجتمللاعي ،مللدآخل ثقللافي( كمللا تتعللدآدآ بتعللدآدآ
المصاالح الجتماعية التي تعبر عنها تلك المدآارس والتيارات ).العيسى( 3 :1999:
ونهاية لهذا الطللرح يمكلن تعريللف التنميللة ملن المنظللور السوسليولوجي بأنهلاً:ا عمليللة تغييللر واعع
يحدآث في المجتمللع ملن خلل التوحللدآ والمشلاركة بيلن جهلودآ الملواطنين والحكوملة بهلدآف السلتفادآة
مللن كافللة الملواردآ المتاحللة فللي المجتمللع وتحقيللق الرفاهيللة الجتماعيللة والقتصاللادآية ويتللم ذلللك وفللق
خطة مرسومة يتصادآى لها نظام تربوي تعليمي رصاين.
8
-ثانيلا :المعوقات التي تواجه إدارة التنمية في مجتمعاتنا النامية.
-1تحديات محليةً:ا
ل توجللدآ صاللعوبات بحثيللة فللي الوصاللول إلللى نتيجللة مؤدآاهللاً:ا أن التعليللم فللي الللدآول العربيللة
يعاني ظروفال صاعبة متعدآدآة ،وبالتالي يمثل التحلدآي الكلبر أملام قضلايا التنميلة والتحلدآيث باعتبلاره
العمودآ الفقلري والميلزان الحقيقلي لي مشلروع حضلاري أو ثقلافي يهلدآف إللي التحلول بلالمجتمع من
مرحلة إلى أخرى ،أكثر تطو الر وتقدآملا .ويكفي أن نشير إلى التقرير الصاللادآر عللن منظمللة اليونسللكو
التابعللة للمللم المتحللدآة ،الللذي أفللادآ أن 70مليللون مللن المييللن مللن بيللن 320مليللون هللم مجموعللة
السكان في الدآول العربية ،وأن % 40من الميين من النساء) .تقرير منظمة اليونيسكو ،(2008 :ول
شللك أن هللذا الرقللم معيللب فللي حللق أمللة تعيللش القللرن الواحللدآ والعشل لرين ،وكيللف يمكللن لهللذه القللوة
ل قللادآرة علللى المشللاركة فللي العمللل الجللادآ مللن أجللل
المعطلللة أن تسللاهم فللي البنللاء ،وتقللدآم لنللا أجيللا ل
نهضة هذه المللة وأن اسلتمرار هللذا العللدآدآ المخيلف سلوف يعيلق مسليرة التنميلة ..فلي اللوقت الللذي
تعدآ التنمية حق أصايل من حقوق النسان ).(The human right to development
ول يمكللن للب ارمللج التنمويللة أن تأخللذ طريقهللا للنجلاح ،وتلؤدآي رسللالتها لرفللاه المجتمللع ،إل
إذا ك للان الفل لرادآ يؤمن للون ب للذلك النج للاز ...وهن للا ي للبرز دآور الجامع للات لن التعلي للم الج للامعي ف للي
الجامعل للات العربي للة لي للس معاقل للا ل يرجل للى ش للفاؤه ،ولك للن إذا مل للا تل للوفرت ل لله الظ للروف والمكانل للات
المناسللبة ،يمكللن أن يسللهم بطريقللة إيجابيللة فللي الكشللف عللن طاقاتنللا وقللدآراتنا فللي تحقيللق التنميللة،
وتوظيف مواردآنا الطبيعية والبشرية لخدآمة شعوبنا العربية ،من خلل إعدآادآ الكوادآر والخبرات التي
تتولى التخطيلط والتسليير للمشلاريع التنمويلة ودآور التنميلة من أكلادآيميين وخلبراء وقيلادآات مسلئولة
لترسل لليخ وتعميل للق مفل للاهيم التنميل للة ،وأهميتهل للا لحيل للاة الم ل لواطن ،ونهضل للة الل للوطن اقتصال للادآيال وثقافي ل لال
واجتماعيال.
تظهر معظم هذه التحدآيات في الثقافة العامة للمجتمع ،وفي مكونات الشخصاية ،أي في
التكللوين البشللري للمجتمللع .ومللن ثللم يصاللبح مللن الممكللن تطللوير بللل إواعللادآة تشللكيل مكونللات ثقافللة
العامة لصاالح إدآارة التنمية .بلل إن هلذا التغييلر يصالبح ضلروريال وحيويللا إذا أردآنلا لدآارة التنميلة أن
تنجللح فللي تحقيللق أهللدآافها ،فالثقافللة إذا كللانت تللؤثر علللى الشخصاللية الجتماعيللة فهللي تتللأثر بهللا.
ويمكن القول أن الثقافلة العاملة والظلروف الحضلارية لللدآول الناميلة تمثلل فلي الغلالب عقبلات يجلب
تذليلها أمام إدآارة التنمية على أساس أن التقدآم يعكس مفاهيم ثقافية وحضللارية مختلفللة .والمعوقللات
الجتماعيلة لدآارة التنميلة ل تحلل إل بتطلوير الثقافلة والمعتقلدآات والتحكلم فيهلا .ونلحلظ أن هنلاك
9
علقللة طردآيلله بيللن الثقافللة العامللة والمعتقللدآات الجتماعيللة وهللذا مللانلحظه فللي الضللبط الجتمللاعي
غيللر الرسللمي ،وهللو السلليطرة الخلقيللة أي مج لردآ اسللتنكار النللاس فللي مجتمللع مللا ،عرفي لال واتفاقللال
ضمنيال على استبعادآ أشياء وترحيبهم بأشياء ،وهذه السيطرة لها تأثير بعيدآ المدآى فللي التنميللة وهللي
أقللوى فللي المجتمللع المتخلللف عنهللا فللي المجتمللع المتقللدآم ،حيللث يسللتطيع الفلردآ تحللدآي تلللك السلليطرة
بقللوة أكللبر .فللالعرف الخلقللي للله سلليطرة أقللوى فللي الريللف عنلله فللي المللدآن بصاللفة عامللة .أمللا فللي
المجتمع المتقدآم فالنظرة تختلف إذ يعتبر القانون وحدآه هو الذي ينظم ويسير حركة المجتمع.
وهكللذا نجللدآ أن تغييللر العللادآات السلللبية للتنميللة أصاللعب فللي البلدآ المتخلفللة عمللا هللو فللي
البلدآ المتقدآمللة .وهنللا يللرى البللاحثون أن اسللتخدآام القللانون فللي هللذه الحالللة لزم ،مثللل النللصا علللى
فللرض غ ارمللات ماليللة بالنسللبة لتصا لرفات معينللة تكللون سلللبية إزاء تحقيللق أهللدآاف التنميللة .فالقللانون
يسللتطيع أن يضللع نظاملال أخلقيللا لدآارة التنميللة ،ولكللن لبللدآ أن يكللون الجهللدآ الكللبر علللى الجهلزة
السياسية والقيادآية التي عليها تقدآيم القدآوة الحسنة للمواطنين عمليلال ل نظريللا فقللط وذلللك علللى كافللة
المستويات القيادآية) .المغربي(95 : 2002 :
أضف إلى التحدآيات الثقافية المحلية ،تحدآيات اقتصاادآية مللن أهمهللا ،زيللادآة علدآدآ العللاملين
فل للي الجهل للاز الدآاري ممل للا يسل للتلزم إيجل للادآ مصال للدآر كل للبير لل للدآفع أجل للورهم ،كمل للا أن نقل للصا المل ل لواردآ
القتصاللادآية للدآولللة قللدآ ي لؤدآي إلللى خلللق نظللام أجللور تتسللم بانخفللاض مسللتوياتها .ولللن يعجللز رجللل
الدآارة في هذه الحالة عن زيلادآة دآخلولهم ملن العملل بكلل الوسلائل غيلر المشلروعة واللتي يمكلن أن
تصابح بمرور الوقت ولكلثرة ممارسلتها عرفلال إدآاريللا يجلدآ الحمايلة اللزملة ملن رجلال الدآارة أنفسلهم.
وهللذا سللوف يعنللي فقللدآان الدآارة لهللم مقوماتهللا مثلللً:ا شللفافية ون ازهللة أعضللائها وموضللوعيتهم فللي
اتخللاذ الق ل اررات .ومللن المعوقللات القتصاللادآية المحليللةً:ا صاللعوبة قيللاس دآرجللة الكفللاءة فللي عمليللات
الدآارة العامللة للجهللاز الحك لومي .فالمعللايير متعللدآدآة فللي طبيعتهللاً:ا معللايير مادآيللة ومعللايير معنويللة
نفسللية ،وصاللعوبة التوصاللل إلللى نظللام موضللوعي لتحدآيللدآ مكافللآت أوعقوبللات العللاملين فللي منظمللات
إدآارة التنميللة والمسللئولين عنهللا .كمللا توجللدآ جلوانب أخللرى للمشللكلت القتصاللادآية فللي إدآارة التنميللة،
فللالتخلف يتضللح أكللثر فللي قللوى النتللاج وارتبللاط ذلللك التخلللف فللي القللوى النتاجيللة وعلقاتهللا مللع
بنيان اجتماعي متخلف في قواعدآ مؤسساته وعادآته وتقاليدآه) .خيري(1994:56 :
هللذا بالضللافة إلللى أن هللذه الللدآول المتخلفللة فللي الللوقت الللذي تفتقللر فيلله فللي غيللاب الدآارة
الكفؤة؛ فإنها تواجه عوائق مالية وأزمات مالية في الميزانية ،إواذا كانت هذه الدآول غيللر قللادآرة علللى
تطوير الدآارة والتغلب على الأزمات ،فإنها لن تحقللق أهلدآافال فاعللة وستتلشللى قللدآرتها عللى تحقيللق
10
أي تطللور فللي قضللايا التنميللة ...وفللي ظللل هللذه التحللدآيات ،يؤكللدآ صاللندآوق النقللدآ الللدآولي أن الللدآول
المتخلف ل للةً:ا عليه ل للا أن تحس ل للن الدآاء الدآاري والق ل للدآرة الدآاري ل للة لك ل للي تعظ ل للم منافعه ل للا م ل للن النظ ل للام
القتصاللادآي العللالمي الجدآيللدآ ،ويوضللح أن العدآيللدآ مللن الللدآول المتخلفللة يفتقللر إلللى القللدآرة الدآاريللة،
ويواجه عوائق مالية تتعلق بالموازنة ،وأنه ما لم تقم الللدآول المتخلفلة برفللع قللدآرتها الدآاريللة إواصالللح
وتحريللر تجارتهللا خلل الفللترات المحللدآدآة وفقللا لتفاقيللة الجللات أو تحريللر التجللارة ،فللإن مقللدآرة هللذه
الدآول على أدآاء دآور فاعل لنظام التعامل التجاري المتعدآدآ وقدآرتها عل المشاركة في منافع النظللام
العالمي القتصاادآي العالمي الجدآيدآ تتلشيان) .عبد الرحمن(344 :2003 :
وهنللا نشللير إلللى أهللم مؤشلرات التحللدآي التنمللوي لواقعنللا الليللبي ،تتمثللل فلليً:ا انخفللاض مسللتوى
دآخللل الف لردآ ومسللتوى الخللدآمات المقدآمللة إليلله ،وانخفللاض المشللاركة النتاجيللة للم لرأة وضللعف النتللاج
بشللكل عللام ،والعتمللادآ علللى الخللارج ،والزمللة التعليميللة والصاللحية القائمللة والمسللتمرة .ومللن ثللم فللان
تط للوير وتنميللة البنللاء الجتمللاعي الليللبي بك للل من للاحيه يعتللبر مطلبل لال ضللروريال وحيوي للال فللي طري للق
التنميللة ،المللر الللذي يمكللن معلله القللول بللأن الل لدآور المجتمعللي يتبلللور مللن خلل إعللدآادآ الخطللط،
واتخ للاذ الجل لراءات الكفيل للة بتط للوير المجتم للع وتنمي للة مكون للاته وعل للى أرس للها النل لواحي الجتماعي للة
والثقافيللة الللتي تعمللل فللي إطارهللا الجهلزة الدآاريللة ،لنهللا تعللدآ بمثابللة المؤشللر العللام والمقيللاس علللى
مدآى نجاح أو فشل البرامج التنموية.
وتعللدآ التنميللة المسللتدآامة مللن العوامللل الللتي تسللاعدآ علللى المخللرج المللن مللن عنللق زجاجللة
التخلللف والتبعيللة ،وبالتللالي تعميللق ثقافللة حقللوق النسللان ،وتهيئللة الفل لردآ للتفاعللل مللع تلللك الثقافللة،
وجعلهللا برنامجللال فلي حيللاته اليوميللة لشللعوره بالحيلاة الكريملة ،أمللا النسلان اللذي مللا يلزال يعيللش فلي
دآوامللة الفقللر ،والميللة والعللوز القتصاللادآي ل يمكنلله تقبللل تلللك الثقافللة لنشللغاله بهمللومه السل لرية
والحياتية) .الحريري(125 :2006:
إن التفللاهم الوثيللق بيللن التنميللة والجمللاهير والللوعي المشللترك بحقيقللة التنميللة الناشللئ عللن
مجهودآات واختيارات التنمية وتطلعاتها سيصال في يوم ما بالمجتمع إلى حالة من التطور ،ودآرجللة
مقبولة من التنمية القتصاادآية والجتماعية ،بعيدآا عن الحباط وعدآم الثقة في النفس.
وم للن المنظ للور السوس لليولوجي ،ن للرى أن قصا للصا النج للاح المختلفللة ف للي قض للايا التنمي للة ل
ترتبط بأسلاليب تنظيللم إوادآارة الجهلاز إوانملا يقلاس ذلللك النجللاح بالرتبلاط الجتملاعي بللإدآارة التنميلة،
إن إدآارة التنميللة لبللدآ أن تكللون أكللثر مللن عمليللة هندآسللة الدآارة ،أنهللا عمليللة "هندآسللة اجتماعيللة "
بنفس الدآرجة) .رشيد(437 :1981 :
11
-2تحديات عالمية:
التحدآيات العالمية لقضية التنمية في مجتمعاتنا تتمثل بثلث ثوراتً:ا )محمود(80 :1993 :
أ -ثورة المعلومات والتصالت) :التكنولوجيا الثالثة(
والتي تمثل قدآرة العقل البشري على البدآاع والختراع ،وتقلب موازين القوى وتغير مفاهيم
وفكر القتصاادآ القدآيم ،فلم تعدآ الثروة ما تمتلكه المم من ذهب أو موادآ خللام وملواردآ طبيعيلة بقلدآر ملا
أصابحت الثروة تتمثل في القللدآرة عللى البلدآاع والتنظيللم والخلتراع وامتلك المعلوملات وتجسللدآ اليابللان
وألمانيا قدآرة تلك الثورة الجدآيدآة.
إواذا كان من الواضح أن تلك الثورة تعنى بالتقنية ،فإنها كذلك تعنى بالتربية والعدآادآ اللزم
والكافي لخللق جيلل قلادآر عللى مواكبلة ملا يحلدآث والتفاعلل معله ودآفعله والسلير بله إللى الملام ،للذلك
يمكن أن نطلق على عصار الثورة التكنولوجية الثالثة )عصار الثورة التعليمية(.
12
المحور الثالث
دور البحث العلمي في التنمية
يعدآ البحث العلمي أحدآ مقومات التقدآم والتنمية ..فقدآ ساهم في تقدآم البشلرية إوابعادآهللا علن
شبح الخرافة الذي يسيطر عليها؛ سواء في صاورته المرتبطلة بلالعلوم الطبيعيلة أوتللك اللتي تنصالب
على مقاربة العلوم النسانية؛ فالبحث العلمللي يعللدآ أدآق وأسللمى الحقللول المعرفيللة؛ فهللو يعتمللدآ علللى
مناهل للج وسل للبل منظمل للة قوامهل للا التجربل للة والملحظل للة لسل للتجلء الحقل للائق والمعل للارف والتأكل للدآ مل للن
الفرض لليات بصا للدآدآ مواض لليع وقض للايا مختلف للة؛ به للدآف التوصا للل إل للى نتائ للج دآقيق للة تس للهم ف للي ح للل
إشل للكاليات وقضل للايا المجتمعل للات الراهنل للة ...بل للدآليل أن الل للدآول المعاصا ل لرة المالكل للة اليل للوم للعلل للم ][1
والمعرفة ] [2هي المتحكمة في شلؤون العلالم المعاصالر؛ بعلدآ أن وظفلت العقول البشلرية فلي تفعيلل
البحث العلمي بشكل بناء ) .قاسم(26-1994:
ومما لشك فيه أن التعامل مع نتائج الثورة التكنولوجية والمعلوماتية لن يتأتى وفق العقلية أو
المنطللق أو السللاليب العادآيللة الدآارجللة تعليميللة كللانت أو تدآريبيللة ،فللالثورة التكنولوجيللة هللي ثللورة بمعنللى
الكلمللة بمللا تنطللوي عليلله مللن آثللار سياسللية واقتصاللادآية واجتماعيللة وعماليللة بالغللة العمللق ،وهللو المللر
الذي يتطلب جهدآال مقرونال برؤية ،وآفاق رحبللة يبلدآأ ملع تعليللم النشلء منللذ نعوملة أظللافرهم وفللق برنامللج
وطني ل يكون هدآفه مجردآ محو المية البجدآية التي باتت همال ووصاللمة علار للمجتمللع الللذي يتهللاون
فللي القضللاء عليهللا فحسللب بللل ومحللو أميللة الكمللبيوتر ،بحيللث يتللاح اسللتخدآام تكنولوجيللا المعلومللات
والمعرف للة لجمي للع الطلب ف للي التعلي للم الع للام والتقن للي المهن للي ،بم للا يؤه للل الجي للال الصا للاعدآة ب للالفكر
المتطور ،إواتاحة الفرصالة للجميلع دآون تفرقللة للتعاملل ملع التكنولوجيللا فهلي لغلة العصاللر وأدآاة التعامللل
معلله ...وينبغللي المراهنللة علللى البحللث العلمللي خيللا ارل اسللتراتيجيال رابحللال؛ للتقللدآم والتنميللة فللي الللدآول
العربية .وبخاصاة وأن التنمية التي ل تنبني على مقومات علمية تدآعمها وتطورهلا؛ تظلل فلي آخلر
المطاف تنمية هشة مفتقدآة لي أساس استراتيجي.
ومللن حيللث علقللة البحللث العلمللي بقضللية التنميللة ،فللالمتتبع للخارطلة التنمويللة فللي الللوطن
العرب للي ب للاختلف مس للمياتها الخمس للية والعشل لرية ...إل للخ ،يلح للظ تع للثر ه للذه الخط للط ف للي تحقي للق
المستهدآف منها في معظمها لعلدآم إشلراك الجامعلات وم اركللز البحلوث فلي التخطيلط والمتابعلة لتللك
المشللاريع ،بالضللافة إلللى أن الخطللة تكللون محللدآدآة لموضللوع واحللدآ دآون غيل لره ،ولشللك أن البحللث
العلمي قادآر على بللورة المكانلات واللثروات والقلدآرات العربيلة ،وتحويلهلا إللى مشلاريع تنموية تبنلى
على العدآادآ والتخطيط العلمي السليم الذي يحول الفكار إلى مرحلة التطبيق العملي الناجح.
13
إذا كانت العدآيدآ من الراء والتجاهلات تربلط التنميلة أساسلال بالعتبلارات القتصالادآية؛ فلإن
النسان يظل من الناحية الفتراضية هو محلور كلل تنميلة حقيقيلة؛ فهلو وسليلتها الرئيسلية كملا هو
هللدآفها فللي آخللر المطللاف؛ بحيللث ينبغللي أن تنصاللب علللى تللأهيله وتمكينلله مللن مختلللف المقومللات
العلميللة والعمليللة والجتماعيللة والقتصاللادآية ..ويعتللبر البحللث العلمللي أحللدآ المللدآاخل الرئيسللية الللتي
تدآعم بلورة تنمية إنسانية حقيقية.
وينطللوي هللذا القطللاع -البحللث العلمللي -علللى أهميللة قصاللوى فللي عصالرنا الحللالي؛ ولللذلك
يشللهدآ اسللتثما ارل مت ازيللدآال مللن لللدآن الللدآول المتقدآمللة فللي عللدآدآ مللن المجللالت والميللادآين؛ وتخصاللصا للله
إمكانيل للات ماليل للة وتقنيل للة وبشل ل لرية هائلل للة؛ باعتبل للاره خيل للا ارل اسل للتراتيجيال لمواجهل للة وتجل للاوز مختلل للف
الش لكاليات والتحللدآيات الكللبرى فللي بعللدآها المحلللي والللدآولي ...كمللا إن تحقيللق التنميللة المسللتدآامة
بأبعادآهلا المختلفلة وباعتبارهللا هلدآفال رئيسلال وخيلا الر اسلتراتيجيال؛ يفلترض أن يللبي احتياجلات الحاضلر
دآون الخلل بقللدآرات واحتياجللات وطموحللات الجيللال المقبلللة؛ وذلللك يتطلللب استحضللار عنصاللر
البحللث العلمللي والنفتللاح علللى مللا تللتيحه التكنولوجيللا الحدآيثللة والمعاصال لرة مللن إمكانللات إوانجللازات
واعدآة في هذا الشأن ) .مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات ،جنيف(2003 ،
فال للدآول ال للتي تع للرف كي للف تطب للق مخرج للات البح للث العلم للي؛ نج للدآها دآائم للا تحت للل مك للان
الصادآارة في مجالت عدآيدآة؛ مثلل تصالنيع اللت والجهلزة الحربيلة ،وهلذا يجعلهلا تتفلوق عسلكريال؛
وتكثر مساهماتها الثقافية والعلميلة فلي الحضللارة النسلانية ،أو فلي مجلال تقلدآيم الخلدآمات المتنوعلة
لمواطنيهللا وفللق أحلدآث السلاليب ،أو فللي نموهلا القتصاللادآي وبنلاء المصالانع وزيلادآة النتللاج وحسلن
استغلل المواردآ الطبيعية) .عبدالهادي( 203:2002 :
إن تنمية وتطوير الرأس المال البشري التي تتمثل في تشييدآ وصايانة البنى الساسية الللتي
تكفل لدآولة ما تعليمال ومهللارات يمكناهلا ملن مواكبللة بللاقي دآول العللالم؛ تمثلل أهميلة أساسلية بالنسللبة
إلى قدآرة اللدآول الناميلة؛ ليللس فللي مجللال تحسللين وضلعها فحسللب؛ إوانملا أيضللا ملن أجللل المسللاهمة
في رفاهة كلل البشلر .وجلاء فلي تقريلر التنميلة النسلانية العربيلة للعلام 2002أنله أصالبح واضلحال،
ومقبولل بصاورة عامة ،أن المعرفة هي العنصار الرئيسي في النتلاج ،والمحلدآدآ الساسلي للنتاجيلة،
ورأس المللال البشللري .وعلللى ذلللك تخصاللصا الللدآول المتقدآمللة مبللالغ ماليللة هامللة و مت ازيللدآة مللن أجللل
البح للث العلم للي لنه للا تعت للبر ذل للك اس للتثما ار هادآف للا يمك للن م للن جن للي أرب للاح أكي للدآة .بينم للا ل تش للكل
مخصاصاللات البحللث العلمللي فللي الللدآول الناميللة وخاصاللة منهللا الللدآول العربيللة إل نسللبة ضللئيلة مللن
ناتجهللا القللومي الجمللالي .فحسللب إحصاللائيات منظمللة اليونسللكو لسللنة ،2004خصاصاللت الللدآول
14
العربي للة مجتمع للة للبح للث العلم للي م للا ين للاهز 1.7ملي للار دآولر أي م للا نس للبته % 0.3م للن النات للج
القومي ،بينما خصاصاللت دآول أمريكلا اللتينيلة والكللاريبي 21.3مليللار دآولر أي مللا نسلبته % 0.6
من الناتج القومي الجملالي .وخصاصالت دآول جنلوب شلرق آسليا 48.2مليلار دآولر أي ملا نسلبته
%2.7من الناتج القومي الجمالي.
أمللا علللى مسللتوى البلللدآان ،فللي سللنة ،2002فقللدآ خصاصاللت السللويدآ مللا يفللوق 10مليللار
دآولر أي ما نسبته 4.27من ناتجها القومي الجملالي ،و خصاصالت فنلنلدآا حلوالي 5مليلار دآولر
أي ما نسبته حوالي % 3.5من ناتجها القومي الجمالي ،و خصاصات اليابان حوالي 107مليار
دآولر أي مللا نسللبته حل لوالي % 3مللن ناتجهللا القللومي الجمللالي ،و خصاصاللت الوليللات المتحللدآة
المريكيللة ح لوالي 275مليللار دآولر أي مللا نسللبته ح لوالي % 2.7مللن ناتجهللا القللومي الجمللالي.
وأما إسرائيل ،فقدآ خصاصات 6.1مليار دآولر أي ما نسبته % 4.7من ناتجها القومي الجمللالي،
وهو مبلغ يفوق ما تخصاصاه كل الدآول العربية مجتمعة بنحو ثلث مرات ونصاف.
وعلللى صاللعيدآ آخللر ،أولللت دآول جنللوب وشللرق آسلليا أهميللة مت ازيللدآة للبحللوث والتطللوير ،إذ
رفعللت كوريللا الجنوبيللة مثل نسللبة إنفاقهللا علللى البحللث العلمللي مللن الناتللج المحلللي الجمللالي مللن
%0.6في عام 1980إلى % 2.92فلي علام 2003أملا ماليزيلا فقلدآ أصالبحت ،بفضلل سياسلتها
العلميللة والتقنيللة ،الدآولللة الثالثللة فللي العللالم إنتاجللا لرقللائق أشللباه الموصالللت ،وأكللدآت فللي خطتهللا
المستقبلية لعام 2020على الهمية الخاصاة للعلوم والتقنية في الجهودآ الوطنية للتنميللة الصاللناعية
والمنافسة على المستوى العالمي.
ويعللدآ القطللاع الحكللومي الممللول الرئيسللي للبحللث العلمللي فللي الللدآول الناميللة ،إذ يفللوق فللي
معظ للم الح للالت 90 %مللن مجمللوع التموي للل المخصا للصا للبحللوث والتط للوير مقارنللة بنس للبة %3
يخصاصاللها القطللاع الخللاصا و %7توفرهللا مصاللادآر مختلفللة .وذلللك علللى عكللس الللدآول المتقدآمللة
إواسرائيل ،حيث تبلغ حصاة القطاع الخاصا في تمويل البحث العلمي حلوالي % 74فللي اليابللان و
%73فللي كوريللا الجنوبيللة و % 72فللي السللويدآ و %70فللي فنلنللدآا و %65فللي ألمانيللا والوليللات
المتحدآة المريكية وحوالي % 50في إسرائيل) .تقرير التنمية النسانية العربية(2003 ،
وتعقيبل لال ن للرى أن البح للث العلم للي يش للكل أهمي للة بالغ للة لحاض للر ومس للتقبل ال للوطن العرب للي،
وغيللاب البحللث العلمللي يعنللي غيللاب الخطللط العلميللة لبنللاء قللدآرات الجامعللات العلميللة ،فيمللا يتعلللق
بل للالخطط والب ارمل للج الدآ ارسل للية وأسل للاليب التعليل للم ومشل للاريع البحل للث فل للي مختلل للف العلل للوم النسل للانية
والتطبيقية ،إواعدآادآ الملكات العلمية وتطوير قدآراتها بصاورة دآائمة وناجحة.
15
المحور الرابع
التنمية من منظور الشفافية
يعتللبر الفسللادآ الدآاري والمللالي مللن الظ لواهر الجتماعيللة السللائدآة محلي لال وعالمي لال علللى مللر
العصا للور ،وب للالخصا دآاخ للل ال للدآول المس للماة بالنامي للة أو ف للي طري للق النم للو ،وذل للك لك للون مختل للف
السلطات في هذه البلدآان ليست خاضعة لضوابط القانون الصاارمة التي تمكلن ملن سلهولة الضلبط
والمراقب للة ف للي مختل للف الدآارات والمؤسس للات ،أو نتيج للة اس للتغلل المنصا للب الع للام للاختلس أو
الكسب الغير المشروع أو الرشوة وغسل الموال أو لسباب أخرى يضيق المقام هنا لستعراضها.
من هنا ولدآ شعارً:ا" التحادآ العالمي ضدآ الفسادآ" وهو خاصا بمنظمة الشفافية الدآولية التي أنشللئت
في برلين من العام ،1995/لتساعدآ الدآول والفرادآ ،بعدآ انتشار الفسادآ المللالي والدآاري سلواء علللى
المسل للتوى الرسل للمي أو الغيل للر رسل للمي وعجل للز المؤسسل للات المعنيل للة بمحل للاربته ،وبعل للدآ أن تحل للول إلل للى
إشل للكالية أعجل للزت جه ل لودآ التنميل للة المحليل للة ،بل للل الجه ل لودآ الدآوليل للة المتمثلل للة فل للي المنل للح والمعونل للات
والقللروض .وهللدآف المنظمللة كمللا جللاء فللي أوراقهللا هللو الحللدآ مللن الفسللادآ عللن طريللق تفعيللل اتحللادآ
عالمي لتحسين وتقوية نظم النزاهة المحلية والعالمية ،ومنظمة الشفافية مهمتها أن تزيدآ من فللرصا
ونسب مساءلة الحكومات وتقييدآ الفسادآ المحلي والدآولي.
إن مسللالة الشللفافية والمشللاركة السياسللية والدآاريللة فللي إدآارة الشللؤون العامللة أضللحى مللن
المبادآئ الساسية التي تقوم عليها إدآارة التنمية ،وأصابحت السرية مجردآ استثناء محدآودآ ومحصالور
وقابل للجدآل والنتقاصا يوما بعدآ يلوم لصالالح الشلفافية كمبللدآأ علام ،ذللك المبلدآأ الللذي يحكلم ويسلودآ
كافللة النشللطة ووظللائف وأعمللال الحكومللة وجهازهللا الدآاري ،وباعتبللار أن الشللفافية أحللدآ الشللروط
والمقومللات الساسللية للتنميللة الشللاملة والمسللتدآامة فللي كافللة المجللالت التنمويللة وأحللدآ أهللم الشللروط
للحكم الجيدآ ).(good governance
إن أهميللة تفعيللل الدآارة بالشللفافية كمبللدآأ عللام فللي إدآارة الشللؤون العامللة ،يسللاعدآ علللى خلللق
منللاخ للبللدآاع وهللو بللذلك يعمللل علللى ابعللادآ كللل السلللوكيات غيللر السللوية دآاخللل مختلللف التنظيمللات
الدآاريللة والسياسللية ،باعتبللار أن الهللدآاف التنمويللة الحاليللة فللي المجتمعللات المعاصا لرة تعمللل علللى
إيجللادآ آليللة مللن أجللل القضللاء علللى الفقللر ورفللع المسللتويات المعيشللية للشللعوب والدآارة الدآيمقراطيللة
وحماية حقوق النسان والصالح الدآاري ،والسياسي والقتصاادآي والجتمللاعي والتعليمللي والوقايللة
من الفسادآ ،وأن نجاح الدآارة في أدآاء وظائفها ،ل يمكللن تحقيقهللا إل مللع وجلودآ مبللدآأ عللام للشللفافية
والمشاركة في إدآارة كافة الشؤون العامة في الدآولة ،في مختلف مؤسساتها عامة كللانت أم خاصاللة،
مع الخذ بعين العتبار التطورات في التصاالت والثورة التكنولوجية) .الحجازي(266:2001:
16
وعلى الدآارة الليبية أن تأخذ بجهلودآ الصاللح والدآارة بالشلفافية ،وهلو الملر اللذي يحتلم
البحللث عللن المضللمون الصاللحيح للشللفافية والمسللائلة والنفتللاح الللتي تعتللبر مللن أهللم ركللائز صاللناعة
المستقبل .وهذا ما سنتناوله خلل طرح الشكالية التالية ،إلى أي مدآى يمكن للدآارة بالشللفافية أن
تجللدآ بيئللة عمللل مناسللبة مللن أجللل التقليللل أول مللن ظللاهرة الفسللادآ ،وبعللدآ ذلللك ترسلليخ مبللدآأ الدآارة
بالشللفافية الللذي أصاللبح مطلبلال حقيقيللا؟ سللنحاول تسللليط الضللوء علللى مفهللوم وواقللع الدآارة بالشللفافية
وعلقته بتحقيق التنمية ،وبالتالي الوصاول إلى إدآارة تنمية عصارية تتماشى والمتغيرات المعاصارة.
تعتل للبر الشل للفافية الدآاريل للة مل للن المفل للاهيم الدآاريل للة الحدآيثل للة والمتطل للورة الل للتي يتل للوجب علل للى
الدآارات الواعيللة ضللرورة الخللذ بهللا ،لمللا لهللا مللن أهميللة فللي إحللدآاث التنميللة الدآاريللة الناجحللة،
إضافة إلى مساهماتها في تنميلة التنظيملات الدآاريلة والوصالول إللى بنلاء تنظيملي سلليم قلادآر عللى
مواجهة التحدآيات الجدآيدآة والتغيرات المحيطة ،وقدآ دآعا الكثير من روادآ الفكر الدآاري إلى ضرورة
ب للذل الجهل لودآ لمعالجللة المشللاكل الدآاري للة والتع للرف عل للى المعوق للات الللتي تل لواجه التنميللة الدآاريللة،
كالفسللادآ الدآاري ،والغمللوض فلي أسلاليب العمللل إواجراءاتلله ،فكللانت محللاولت تطلبيق مفهلوم ومبللدآأ
الشللفافية فللي العمليللات الدآاريللة والتنمويللة ،مللن المللور الهامللة فللي هللذا الصاللدآدآ .إن تللوفر الشللفافية
الدآاريللة يعتللبر مللن أهللم متطلبللات مكافحللة الفسللادآ الدآاري )،(Administrative corruption
وهللو إحللدآ أهللم السللتراتجيات الهامللة الللتي تتبعهللا الللدآول لمكافحللة الفسللادآ بأشللكاله المختلفللة ،فزيللادآة
دآرجة الشفافية تساهم إلى حلدآ بعيلدآ فلي زيللادآة دآرجللة الثقلة الللتي يمنحهلا المواطنلون للفلرادآ العللاملين
في قطاع إدآارة التنمية) .الطوخي(www.kenanaonline.com :
-3كما أنه ل يجب أن تخل الشفافية بالمبادآئ العامة ذات الصالة بسرية العمل.
-4أن يعقب الشفافية مساءلة قانونية لظهار الخطاء ومحاسبة مرتكبيها.
17
إن وج لودآ التنميللة الدآاريللة يعتللبر مللن المقومللات الساسللية لنجللاح الشللفافية الدآاريللة ،لللذلك
لبللدآ مللن تحدآيللدآ العلقللة بينهمللا ،باعتبللار التنميللة الدآاريللة هللي الجهلودآ الللتي يجللب بللذلها باسللتمرار
لتطللوير الجهللاز الدآاري للدآولللة سللعيال وراء رفللع مسللتوى القللدآرة الدآاريللة عللن طريللق وضللع الهياكللل
التنظيميل للة الملئمل للة لحاجل للات التنميل للة وتبسل لليط تنظيل للم العمل للل إواجراءاتل لله ومحاولل للة تنميل للة السل لللوك
اليجللابي للمللوظفين تجلاه أجهزتهللم والمتعلاونين معهلا ،وتحسلين بيئلة العملل اللتي تللؤثر فلي الجهللاز
الدآاري ،وتتأثر به وذللك لتحقيق أهدآاف خطط التنمية.
وهنللاك جملللة تللدآابير لتطللبيق دآعللم الشللفافية أقرتهللا المللم المتحللدآة فللي برنامجهللا لمكافحللة
الفسادآ نذكر أهمها فيما يليً:ا )المم المتحدة(29-28 :2008 :
تفعيل مقتضيات القانون المرتبطة بمكافحة الفسادآ واللتزام بأخلقيات المهنة. -1
تشكيل هيئات خاصاة للكشف عن المعلومات وتوجيه التهام للمفسدآين الدآاريين. -2
تمكين المستثمرين من الطلع على الوثائق والتقارير التي تمكنهم من ادآاء اعمالهم. -6
العمل على حجب البيانات والوثائق التي قدآ تكون معرفتها تتجاوز مخاطر اخفائها. -7
تعزيز النزاهة والمانة والشفافية ،اتخاذ إجراءات تأدآيبية ،قانونية في حق المخالفين. -10
18
إجل لراءات وأسل للاليب لتحسل للين أدآاء المؤسسل للات فل للي المجتمع ل لات الناميل للة مل للا طالمل للا تل لوافرت الرادآة
الحقيقية لتحقيق ذلك .ومن أهم تلك الساليب ما يلي ) :أبو كريم(65: 2009 :
-1دآع للم وتط للوير النظ للام الق للانوني والجه للاز القض للائي ب للالمجتمع ،والتوصا لليات بإصا للدآار
قوانين جدآيدآة بشأن محاربة للفسادآ من خلل الجهاز القضائي الفعال.
-2تكللوين لج للان للن ازه للة فللي المؤسس للات المختلفللة ،وذل للك م للن خلل تنميللة الممارسللات
الدآارية الخلقية واللتزام بالقيم في أدآاء الوظائف المختلفة التي تقوم بها مؤسسات الدآولة.
إنشللاء وكللالت لمحاربللة الفسللادآ وذلللك بللأن تكللون قلوانين الدآولللة تسللمح بإنشللاء وفتللح -3
الهيئللات والمؤسسللات والجمعيللات لتقللدآيم النصاللح لرؤسللاء الدآارات والجهل لزة المختلفللة فيمللا يتعلللق
بالدآاء المؤسسي الذي يساعدآ في القضاء على الفسادآ الدآاري مستقبلل.
-4تهيئل للة بيئل للة عمل للل صال للحية حيل للث تقل للوم علل للى ثلثل للة محل للاور هل للي أرضل للاء العل للاملين ،
و المتابعل للة الموضل للوعية ،وبل للث روح الجماعل للة ،فل شل للك أن الموظل للف الل للذي يتحقل للق لل لله الرضل للاء
الللوظيفي سللوف يكللون أكللثر حرصا للا مللن غي لره علللى اللللتزام بالممارسللات السللليمة والبتعللادآ عللن
الممارسات الفاسدآة.
-5تط للبيق آلي للات المكاش للفة والمصا للارحة م للن خلل التأك للدآ عل للى ال للتزام م للوظفي القط للاع
الحك للومي بمس للؤولياتهم ع للن نش للر المعلوم للات للمل لواطنين ع للبر آلي للات منظم للة قانونل لال والل لردآ عل للى
استفساراتهم.
-6تنميللة وعللي مللوظفي القطللاع العللام والمتعللاملين معلله بمختلللف أشللكال الفسللادآ ومعرفللة
الدآوات والسللاليب اللزمللة لمكافحللة وأهميللة بنللاء الشللفافية فللي النظمللة الدآاريللة والماليللة وكللذلك
فوائدآ تطبيق قيم الشفافية والنزاهة ونظم المحاسبة في محاربة الفسادآ.
-7تبنل للي برنامل للج لتنميل للة ثقافل للة حل للق المعرفل للة والطلع وحل للق الحصال للول علل للى البيانل للات
والمعلومات لدآى الموظفين في كل ما يتعلق بمجتمعهم .
-8تنمية القيم الدآينية والتركيز على البعدآ الخلقلي فلي محاربلة الفسلادآ وذللك لن معظلم
حللالت الفسللادآ تتللم بسل لرية وبطللرق عاليللة المهللارة فيكللون مللن الصاللعب وضللع تشل لريعات وقل لوانين
تقضللي علللى أنمللاط الفسللادآ بصاللورة تامللة فللي ظللل هللذه السلرية واسللتغلل التقللدآم التقنللي فللي تغطيللة
الفسادآ ،وبذلك يتضح جليلا دآور القيام الدآينية في مكافحلة الفسلادآ والقضلاء عليله ،فل شلك أن القيلم
الدآينيللة فللي جميللع الللدآيانات السللماوية تللدآعو إلللى الفضلليلة واللللتزام بللالخلق فللي جميللع نل لواحي
السلوك البشري ،ويقوم جوهر تلك القيم على فرض رقابة ذاتية على الفردآ في كل أعماله.
19
المحور الخامس
الخلصة والتوصيات
أولل -الخلصة:
في العقدآ الخير من القرن المنصارم تنامي الوعي بقيمة النسان هدآفال ووسيلة في منظومة
التنمية الشللاملة ،وبنلاء عللى ذللك كلثرت الدآ ارسلات والبحلوث والملؤتمرات الللتي أجريللت وعقللدآت لتحدآيلدآ
ماهيللة التنميللة مللن حيللث مفهومهللا وتحليللل مكوناتهللا وأبعادآهللا ،كإشللباع الحاجللات الساسللية والتنميللة
الجتماعية ،ورفع مستوى المعيشة أو تحسين نوعية الحياة.
من كل ما تقدآم يتضح أن الحاجة أصابحت ملحة لعادآة النظر بكل جدآية في منظومة
التعليللم ،وم اركللز البحللوث ،والرتقللاء بمسللتوى المناهللج والبحللث العلمللي ،ومعايشللة عللالم اليللوم الللذي
بللات يعتمللدآ علللى المعرفللة الواسللعة والعلللوم المعاصا لرة ،وبطريقللة س لريعة التغيللر والتطللور ،وقللدآ آن
الوان لكي نتجلاوز التجاذبلات السياسلية اللتي ل طائلل من ورائهلا ،والصالراعات الأيدآيولوجيلة اللتي
أدآت بنللا فللي مجتمعنللا الليللبي إلللى بللث الفرقللة والتنللاحر ،وزرع العللدآاء والشللقاق بيللن أبنللاء الللوطن
الواحللدآ ،وقللدآ سللاعدآ علللى استش لراء ذلللك ،عللدآة عوامللل أهمهللا مللن ل يريللدآون لنللا السللتقرار ،والللذين
يزعجهللم أن يللروا تقللدآمال يتحقللق فللوق الرض العربيللة الليبيللة ،وعلللى الجللانب الخللر فللإن المنظوم لة
التعليميللة التقليدآيللة بمدآارسللنا وجامعاتنللا الللتي عجللزت عللن تعميللق روح البحللث العلمللي ،ناهيللك عللن
عوامل تردآي الهوية والنتماء في نفوس كثير من أبنائنا وذلك جراء نظام اعتمدآ الدآكتاتورية والفقللر
أكثر من الدآيمقراطية والرفاهة لبنائه.
إن السبيل الوحيدآ أمام المة العربية ،العلم والبحلث العلملي ،والحفلاظ عللى الثقافلة والهويلة
حللتى ترتفللع هاماتنللا ،إواذا فشللل العللرب فللي ذلللك فللإنهم سلليعطون فرصاللة جدآيللدآة وثمينللة لعللدآاء هللذه
المللة العظيمللة ،ليعللادآ السللتعمار مللن جدآيللدآ الللذي سلليكرس جهللدآه لقهرنللا وتفتللت أوطاننللا .وهللذا مللا
نخشاه في ظل ما يحدآث اليوم.
من خلل العلرض السلابق ،حاولنلا تسلليط الضلوء عللى موضلوعً:ا البحلث العلملي والشلفافية
وعلقة ذلك بإدآارة التنمية ،وذلك مللن خلل اسللتعراض المفللاهيم ذات العلقللة ،والمعوقللات الللتي تحللول
دآون توظيللف الب ارمللج التنمويللة بشللكل فعللال ،وأيضل للا تللم اسللتعراض وتنللاول مفهللوم البحللث العلمللي
والسس التي يرتكز عليهلا .وقلدآ انهينلا هلذا العملل المتواضلع بطلرح فكلرة إمكانيلة توظيلف الشلفافية
20
بشكل يخدآم التنمية ،ليساهم هذا التوظيف بشكل أو بآخر في إعطاء قفزة علمية ومجتمعية للفرادآ
في المجتمع لتحمل مسؤولية وأعباء وقضايا مجتمعهم.
م للن خلل الط للرح العلم للي للمح للاور الس للالفة ال للذكر وال للتي ه للدآفت إل للى توظي للف البح للث العلم للي
والشل للفافية فل للي إطل للار تفعيل للل إدآارة التنميل للة ،مل للن أجل للل إحل للدآاث نهضل للة مجتمعيل للة شل للاملة لجل لوانب الحيل للاة
المعاشة ...رأينا أن هناك جملة من التوصايات نعرضها في التيً:ا
(1أن يكللون البحللث العلمللي جللزءال رئيس لال مللن سياسللة الدآولللة الللتي تتمثللل فللي خطللة قوميللة شللاملة
للصالح والرتقاء بالمجتمع ككل.
(2تللوفير قاعللدآة معلومللات عللن المل لواردآ والحل لوال الوطنيللة وهللذا مطلللب يقتضلليه السللتغلل
المثل للل للل للثروات الطبيعيل للة الوطنيل للة والحفل للاظ علل للى البيئل للة المحليل للة فل للي مواجهل للة التلل للوث
والستنزاف غير الراشدآ
(3متابعة التطورات في دآنيا العللم والتقنيلة واكتسلاب خلبرة مباشلرة بأدآائهلا فلي التنميلة الوطنيلة
وتقييمها على أساس فهم عميق لحقائقها وتحدآيدآ الفوائدآ والضرار
(4تبني إقامة مؤسسات ومعاهدآ متخصاصاللة تعنللى بشللؤون البحللوث العلميلة والتطبيقيلة ،مثلل
إقامللة مركللز للتنميللة والتطللوير .لن هنللاك غيابللا لم اركللز البحللاث والدآ ارسللات ذات العلقللة
بعمليل للة التنميل للة ،وبالتل للالي فل للإن اهتمام ل لال خاصا ل ل ا يجل للب أن ينصال للب علل للى تكل للوين ورعايل للة
مؤسسات البحاث والدآراسات في مختلف الجوانب المتعلقة بالعملية التنموية.
(5اعتبللار الشللفافي ة مس للؤولية جماعي للة تش للترك فيهللا الجهل لزة الرسللمية والش للعبية عل للى جميللع
مستوياتها المركزية والمحلية تحقيقال لمبدآأ المشاركة في صانع الق اررات وتنفيذها.
(6تأكيللدآ فك لرة ربللط السياسللة التعليميللة علللى جميللع المسللتويات بللالخطط التنمويللة القتصاللادآية
والجتماعية ،والطلب من المؤسسات التربوية والثقافية بتطوير المناهج وأسللاليب التللدآريس
التي تعمل على زرع البدآاع والبتكار
(7المراجعات المنتظمة لحاجات التدآريب والتطوير والتنمية والشفافية لدآى العاملين جميعلا.
21
(9توظيف ثورة المعلومات والتصاالت والتقنية ،وما أحللدآثته مللن تحللولت جوهريللة ،خاصاللة فللي
إعدآادآ وتنمية المواردآ البشرية ونوعياتها ،إواحدآاث نوعيات جدآيدآة من العمل.
22
-مـراجـع ومـصـادر الـورقـة:
-1أبوالقاسم ،إبراهيم ) ،(2010البحت العلمي في العلوم النسانية وأثره علككى التنميككة المسككتدامة فككي الككوطن
العربي ،القاهرة :جامعة الدول العربية.
-2أبو كريم ،أحمد فتحي )،(2009الشفافية والقيادة في الدارة ،عمان :دار حامد للنشر.
-3المككم المتحككدة لمكافحككة الفسككاد) (2008الككدليل التشككريعي الصككادر عككن مكتككب المككم المتحككدة ،المعنككي
بالمخدرات والجريمة ،شعبة شؤون المعاهدات– فيينا -منشورات المم المتحدة– نيويورك.
-5الحجازي ،المرسي السيد ) ،(2001تكاليف اجتماعية للفساد ،مجلكة المسكتقبل العربكي ،بيككروت:
مركز دراسات الوحدة العربية ،العدد.266:
-6الحريككري ،جاسكم محمككد) (2006دور ثقافككة حقكوق النسكان فكي التحككول الككديمقراطي والتنميككة
المستدامة في المنظمة العربية ،مجلة شؤون عربية العدد .125
-7العبيدي ،حليمة سعد ) ، (2002مدى إلمككام مككديري الدارة العليككا بمفهككوم إدارة الجككودة الشككاملة:
دراسة تطبيقية على المنظمات الصككناعية والخدميككة العامككة العاملككة فككي نطككاق منطقككة بنغككازي،
رسالة ماجستير غير منشورة ،أكاديمية الدراسات العليا -بنغازي.
-8العيسى ،جهينة سلطان ) ،(1999علم اجتماع التنمية ،دمشق :الهالي للطباعة والنشر والتوزيع.
-9آل غصاب ،عبد ا بن ناصر بن عبد ا) (2008بحث مقدم استكمال لمتطلبات الحصكول علكى
درجة الماجستير في العدالة الجنائية ،التخصص السياسة الجنائية ،جامعككة نككايف العربيككة للعلككوم
المنية للمملكة العربية السعودية.
-11المغربي ،عبد السلم محمد ) ، (2003فلسككفة إدارة الجككودة الشككاملة ومعوقككات التطككبيق :دراسككة
ميدانية على عينة من المنظمكات الصككناعية الليبيككة الككتي تقكع إداراتهكا الرئيسكية بمدينككة بنغككازي
رسالة ماجستير غير منشورة ،أكاديمية الدراسات العليا فرع بنغازي.
-12المغربي ،عبد الحميد عبد الفتاح ) ،(2001إدارة الموارد البشرية ،المكتبة العصرية بالمنصورة.
-13أنس ،إبراهيم) ،(1985المعجم الوسيط ،معجم اللغة ،ج ،2بيروت :دار إحياء الثرات العربي.
-16بلل ،محمد إسماعيل ) ،(2004إدارة الموارد البشرية ،دار الجامعة الجديدة – السكندرية.
-17بيت المال ،أحمد عبد ا ) ،(2002تقييم أهداف خطط التنمية في ليبيكا ،المكؤتمر العلمكي ح ول
تنمية القتصاد في ليبيا ،للهيئة القومية للبحث العلمي :مركز بحوث العلوم القتصادية بنغازي.
-18تقرير منظمة اليونيسكو) ،(2008المنظمة العلمية للتربية والثقافة والعلوم -التابعة للمم المتحدة.
-21دراكككر ،بيككتر) ، (1996الدارة :المهككام – المسكؤوليات – التطبيقككات ،ت :محمككد عبككد الكريككم،
القاهرة :الدار الدولية للنشر والتوزيع.
-24عبد الرحمن ،أسامة) ،( 2003تنمية التخلف وإدارة التنمية فككي الككوطن العربككي والنظككام العككالمي
الجديد ،بيروت :مركز دراسات الوحدة العربية ،سلسلة الثقافة القومية ،العدد .32
-25عبد اللطيف محمود ) ) ،(1993تحديات بناء البشر في الوطن العربي في القرن القادم ( مجلة
شئون عربية ،العدد ،74يونيو ،،تصدرها المانة العامة لجامعة الدول العربية – القاهرة.
-26فوزي ،سامح ) ، (2004السس العلمية للمعرفة ،القاهرة :المركز الدولي للدراسات المستقبلية.
-28قاموس ويبستر الجديد للقككرن العشككرين) ،(2002باللغككة النكليزيككة ،نقل عككن :كامككل المغربككي،
أسكاليب البحث العلمي ،عمكان :دار الثقافكة للنكشر.
-29مصلح ،عبير) ،( 2010النزاهة والشفافية والمساءلة فككي مواجهككة الفسككاد ،إصككدار الئتلف مككن
أجل النزاهة والمساءلة /أمان ،رام ا -فلسطين.
24