You are on page 1of 24

‫البحث العلمي والشفافية‬

‫رؤية سوسيولوجية في إدارة التنمية‬

‫إعداد الدكتور‪:‬‬
‫عبد الناصر عبد العالي شماطة‬
‫أستاذ مساعدآ بقسم علم الجتماع‪ -‬كلية الدآاب‪ -‬جامعة بنغازي‬

‫المحتويات‬
‫العنوان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصفحة‬

‫‪1‬‬
‫المقدآمة‪1..................................................................‬‬
‫المحور الول‪ :‬المفاهيم العلمية المستخدمة في هذا العمل‪2................‬‬
‫أولل‪ً:‬ا مفهوم البحث العلمي‪2.................................................‬‬
‫ثاني لا‪ً:‬ا مفهوم الشفافية‪3......................................................‬‬
‫ثالث لا‪ً:‬ا مفهوم إدآارة التنمية‪4..................................................‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬إدارة التنمية من منظور علم الجتماع‪5....................‬‬
‫أولل‪ً:‬ا ماهية علم اجتماع التنمية‪5............................................‬‬
‫ثانيلا‪ً:‬ا المعوقات التي تواجه إدآارة التنمية في مجتمعاتنا النامية‪7...............‬‬
‫‪ -1‬تحدآيات محلية‪7...................................................‬‬
‫‪ -2‬تحدآيات عالمية‪10.................................................‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬دور البحث العلمي في التنمية ‪11..........................‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬التنمية من منظور الشفافية ‪14.............................‬‬
‫ل‪ً:‬ا مفهوم الشفافية الدآارية وأهميتها‪15....................................‬‬
‫أو ل‬
‫ثاني لا‪ً:‬ا شروط الشفافية ودآعمها‪15............................................‬‬
‫ثالث لا‪ً:‬ا دآور الدآارة بالشفافية في تحقيق التنمية‪16.............................‬‬
‫المحور الخامس‪ :‬الخلصة والتوصيات‪18................................ ..‬‬
‫أولل الخلصاة‪18...........................................................‬‬
‫ثاني لا التوصايات‪19.........................................................‬‬
‫مراجع ومصادر الورقة ‪20..................................................‬‬

‫‪ -‬المقدمة‪:‬‬
‫يحظى البحث العلمي باهتمام بالغ في الجامعات والمؤسسات العلمية في العالم المتقدآم‪،‬‬
‫وأيض للا بللاقي دآول العللالم الطامحللة نحللو الخللروج مللن عنللق زجاجللة التخلللف‪ .‬وم لردآ ذلللك أن البحللث‬

‫‪2‬‬
‫أصابح من العوامل الساسية التي تسهم في عمليللة التغييللر والتنميللة الشللاملة والقللدآرة علللى النهللوض‬
‫والمعالجة لجميع قضايا المجتمع إواحدآاث التحولت الجتماعية والقتصاادآية والسياسية الرامية إلللى‬
‫التطور والتحدآيث‪.‬‬
‫إن الهتمللام بالقضللايا المجتمعيللة‪ ،‬والتأكيللدآ علللى أن حركللة البحللث العلمللي فللي جامعاتنللا‬
‫ومراكزنللا البحثيللة‪ ،‬مللن شللأنه تنميللة الم لواردآ البش لرية‪ ،‬إواعللدآادآ الك لوادآر العلميللة والتقنيللة المتخصاصاللة‬
‫المؤهلة في مختلف ميادآين العلم والمعرفلة‪ ،‬بالضلافة إللى تعميلق اللولء والنتملاء لللوطن والملة‪،‬‬
‫مما يجعل الوطن والمواطن يتمتعان بمقدآرة إيجابيللة علللى مواجهللة التحللدآيات الللتي تسللتهدآف الهويللة‬
‫وعوامل التحضر والبناء الخلق‪.‬‬
‫نحللن ل نطللرح أفكللا الر مسللتحيلة أو بعيللدآة عللن الواقللع‪ ،‬ولكننللا نحللاول النهللوض بالنسللان إلللى‬
‫مستوى المسؤولية؛ لكلي يصالبح قلادآ الر عللى إدآارة مجتمعله والحفلاظ عليله؛ ولسلت فلي حاجلة إللى تأكيلدآ‬
‫حقيقة أن الحياة تقوم بالفرادآ‪ ،‬وأن التقدآم الذي نلمسه في كل ما يحيط بنا ما كان ليتحقق لول الفكللار‬
‫الخلقة والجهودآ المنتجة للفرادآ‪.‬‬
‫وفللي هللذه المرحلللة التاريخيللة الهامللة للمجتمللع الليللبي‪ ،‬أصاللبحت الب ارمللج التدآريبيللة والتنمويللة‪،‬‬
‫ومفاهيم المسائلة والمحاسبة والشفافية‪ ،‬جميعها تمثل الجللانب الهللم فللي المرحلللة الراهنللة‪ ،‬الللتي نبتغللي‬
‫بعللدآها الوصاللول إلللى المرحلللة الللتي يعتمللدآ فيهللا المجتمللع علللي مؤسسللات رصاللينة و ارسللخة تعمللل علللى‬
‫تنفيذ خطط التنمية الطموحة الهادآفة إلى التحول بالمجتمع نحو ظروف ومعطيللات جدآيللدآة تحقللق مبللدآأ‬
‫التحول التنموي المنشودآ وهذا لن يتأتى في ظل غياب مفهومي العلم والشفافية‪.‬‬
‫وهنا رأينا أن يتناول هذا العمل جملة من المحاور على النحو التالي‪ً:‬ا‬
‫‪ -‬المل ل ل ل ل ل ل للحور الول‪ً:‬ا المفاهيم والمصاطلحات المستخدآمة في هذا العمل‪.‬‬
‫‪ -‬المحور الثان ل ل ل ل ل ل لي‪ً:‬ا علم الجتماع والتنمية‬
‫‪ -‬المحور الثال ل ل ل ل للث‪ً:‬ا دآور البحث العلمي في التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬المحور ال اربل ل ل ل ل ل للع‪ً:‬ا التنمية من منظور الشفافية‪.‬‬
‫‪ -‬المحور الخامس‪ً:‬ا الخلصاة والتوصايات‪.‬‬
‫المحور الول‬
‫المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في هذا العمل‬

‫أولل‪ -‬مفهوم البحث العلمي‪Scientific research :‬‬

‫‪3‬‬
‫باسللتعراض وتحليللل مصاللطلح “البحللث العلمللي” نجللدآ أنلله يتكللون مللن كلمللتين “البحللث”‬
‫و“العلمللي”‪ ،‬يقصاللدآ بللالبحث لغوي للا “الطلللب” أو “التفللتيش” أو التقصاللي عللن حقيقللة مللن الحقللائق أو‬
‫أمللر مللن المللور‪ .‬أمللا كلمللة “العلمللي” فهللي كلمللة تنسللب إلللى العلللم‪ ،‬والعلللم معنللاه المعرفللة والدآ اريللة‬
‫إوادآراك الحقللائق‪ ،‬والعلللم يعنللي أيض للا الحاطللة واللمللام بالحقللائق‪ ،‬وكللل مللا يتصاللل بهللا‪ ،‬ووفق لال لهللذا‬
‫التحليللل‪ ،‬فللإن “البحللث العلمللي” هللو عمليللة تقصاللي منظمللة بإتبللاع أسللاليب ومناهللج علميللة محللدآدآة‬
‫للحقللائق العلميللة بغللرض التأكللدآ مللن صاللحتها وتعللدآيلها أو إضللافة الجدآيللدآ لهللا‪ .‬وجللاء فللي قللاموس‬
‫ويبسل للتر‪ً:‬ا أن مفهل للوم البحل للث العلمل للي هل للو المعرفل للة المنسل للقة الل للتي تنشل للأ عل للن الملحظل للة والدآ ارسل للة‬
‫والتجري للب‪ ،‬والللتي تقللوم بغ للرض تحدآيللدآ طبيعلللة وأصا للول وأسللس م للا تت للم دآ ارس للته … وجللاء تعري للف‬
‫المفهوم أيضال في قاموس أكسفوردآ بأنه‪ً:‬ا ذللك الفللرع ملن الدآ ارسلة‪ ،‬اللذي يتعللق بجسلدآ ملترابط من‬
‫الحقلائق الثابتلة المللصانفة‪ ،‬واللتي تحكمهلا قلوانين عاملة‪ ،‬تسلتخدآم طللرق ومنللاهج بحثيلة موثللوق بهللا‬
‫لكتشاف الحقائق الجدآيدآة في نطاق الدآراسة‪ ) .‬المغربي‪(3 15 ،15 :2002 :‬‬

‫ومن المهام الرئيسة للبحث العلمي استشراف المستقبل‪ ،‬لن العالم المعاصاللر الللذي نعيشلله‬
‫أصابح في سباق منقطع النظير ملع الزملن‪ ،‬فالشلياء والمعلوملات تتغيلر بسلرعة‪ ،‬فملا ندآرسله اليلوم‬
‫يصابح متقادآمال بعدآ سنوات قليلة فقط‪ ،‬إواذا لم تتدآارك المؤسسات التعليمية العربية ذلك فإنهللا سللوف‬
‫تحكم على نفسها بأن تعيش زمن غير زمانها‪ ،‬ولشك أنه ما يزال مفهومنا للتعليم مفهومال تقليدآيلا‪،‬‬
‫وأن البعدآ المستقبلي لم يزل محدآدآال للغاية في مناهجنا الجامعية ‪) .‬بهاء الدين‪(140 :1997 :‬‬

‫يحظى البحث العلمي باهتمام بالغ في المؤسسات العلمية العالمية‪ ،‬لكننا نجدآ المؤسسات‬
‫العلمية العربية متعثرة في هذا المجال‪ ،‬مما يؤكدآ ذلك ما تناقلته وسائل العلم عن اختيللار أفضللل‬
‫‪ 500‬جامعللة فللي العللالم وفللق معللايير محللدآدآة لقيللاس الج لودآة والدآاء فللي مجللالت إعللدآادآ الملكللات‬
‫العلميللة إوانجللاز البحللوث العلميللة إواث لراء المعرفللة إوانمائهللا وربطهللا بحاجللات مجتمعاتهللا فللي التنميللة‬
‫والتقللدآم بوصاللفها أهللم مصاللادآر الشللعاع العلمللي والفكللري‪ ،‬إواحللدآى أهللم أدآوات التغييللر فللي عالمنللا‬
‫المعاصاللر‪ ،‬وكللان سللبع مللن هللذه الجامعللات فللي إس لرائيل‪ ،‬ولللم تكللن أيللة جامعللة عربيللة ضللمن هللذه‬
‫الجامعات المتميزة‪ ).‬أبو القاسم‪ :‬د‪ .‬ت(‬

‫ثانيلا‪ -‬مفهوم الشفافية‪Transparency :‬‬


‫شفوفا‪ً:‬ا رق حتى يرى مللا‬
‫ل‬ ‫من حيث اللغة‪ ،‬تشتق الشفافية من فعل‪ً:‬ا شف )الثوب ونحوه(‬
‫خلفه‪ .‬والشيء لللم يحجللب مللا وراءه‪) .‬أنس وآخرون‪ ،(484 :1985 :‬أمللا اصاللطلحال فتعنللي‪ً:‬ا المكاشللفة‬
‫بين الحكومة والشعب‪ .‬الشعب عللبر ممثليلله فللي البرلمللان‪ .‬وكللذا مؤسسللات المجتمللع المللدآني ‪) .‬بسام‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ،(66 :2000‬إواجرائيللال تعنللي‪ً:‬ا الوضللوح والمكاشللفة الللتي ينبغللي أن تكللون تجللاه قضللايا الفسللادآ المللالي‬
‫والدآاري من قبل كافة مؤسسات الدآولة وفئات المجتمع‪) .‬آل غصاب‪(124 :2008 :‬‬
‫وتعرف هيئة المم المتحدآة الشفافية بأنها‪ً:‬ا حرية تدآفق المعلومات معرفة بأوسع مفاهيمها‪،‬‬
‫أي تللوفير المعلومللات والعمللل بطريقللة منفتحللة تسللمح لصاللحاب الشللأن بالحصاللول علللى المعلومللات‬
‫الض للرورية للحف للاظ عل للى مصا للالحهم واتخ للاذ القل ل اررات المناس للبة‪ ،‬واكتش للاف الخط للاء‪ .‬كم للا يقصا للدآ‬
‫بالشللفافية مبللدآأ خلللق بيئللة تكللون فيهللا المعلومللات المتعلقللة بللالظروف والقل ل اررات والعمللال الحاليللة‬
‫متاحللة ومنظللورة ومفهومللة وبشللكل أكللثر تحدآيللدآ ومنهللج تللوفير المعلومللات وجعللل القل اررات المتصالللة‬
‫بالسياسة المتعلقة بالمجتمع معلومة من خلل النشلر فلي اللوقت المناسلب والنفتللاح لكللل الطلراف‬
‫ذوي العلقة‪.‬‬
‫واستنادآال إلى ما تقدآم تهدآف الشفافية إلى تحقيق مايأتي‪ً:‬ا )مصلح‪( 16 :2010 :‬‬
‫‪ -1‬تحسين صاورة الوطن محليال ودآوليال في مجال الصالح‪.‬‬
‫‪ -2‬ترسيخ القيم التي تدآعو الى مناهضة الفسادآ‪ ،‬كالصادآق والمانة‪.‬‬
‫‪ -3‬تنمية ثقافة سوء استعمال السلطة في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -4‬تحدآيدآ مواطن القصاور التشريعي في مجال الصالح‪.‬‬
‫‪ -5‬البحث عن مواطن الفسادآ في المجتمع‪ ،‬ودآراستها‪ ،‬واقتراح أساليب العلج‪.‬‬
‫‪ -6‬التأكيدآ على سيادآته القانون‪ ،‬وضمان تطبيقه على الجميع دآون استثناء‪.‬‬
‫أما مجال الشفافية فهو ل ينحصار في المجال الملادآي فقلط بللل يتجللاوزه إللى ميللدآان العلللوم‬
‫النسل للانية‪ ،‬وبل للذلك تغل للدآو الشل للفافية حاملل للة لمضل للامين النفتل للاح وأسل للاليب التصال للال ومسل للتويات‬
‫المس للاءلة‪ ...‬فه للي تس للعى إل للى رقاب للة العم للل وكيفي للة مزاولت لله وتق للويمه وتصا للحيحه‪ ،‬باعتباره للا ذات‬
‫اتصاللال وطيللدآ بالمسللاءلة الفعالللة والمحاسللبة الدآقيقللة الرزينللة والنزيهللة‪ ،‬وهللي كللذلك تتجنللب كللل مللا‬
‫يمكن أن يؤدآي إلى الخطأ أو تك ارره إواعادآة ارتكابه‪.‬‬
‫فالشفافية في مفهومها العام هي مجموعة القيللم المتعلقللة بالصاللدآق والمانللة والخلصا فللي‬
‫العمللل والهتمللام بالمصالللحة العامللة‪ ،‬واللللتزام بمبللدآأ تجنللب تضللارب المصاللالح‪ .‬ويبللدآو أن مفهللوم‬
‫الشل للفافية مل للن المنظل للور السوسل لليولوجي مرتبل للط ارتباط ل لال وثيق ل لال بمحاربل للة بمفهل للوم آخل للر هل للو الفسل للادآ‬
‫المجتمعي‪ ،‬ويرتكز في بناءه في حياتنا على جانب آخر هو المساءلة والصالح‪.‬‬
‫ثالثلا‪ -‬مفهوم إدارة التنمية‪Management of development :‬‬

‫‪5‬‬
‫برز مفهلوم إدآارة التنميلة فللي النصاللف الثللاني ملن القللرن العشلرين ليعنللي ذللك الجللانب ملن‬
‫جوانب الدآارة العامة الذي يمثل المرتكز لتنفيذ السياسات والب ارمللج والمشللاريع الهادآفللة إلللى تحسللين‬
‫الظروف القتصاادآية والجتماعية‪) .‬عبد الرحمن‪(240 :2003 :‬‬

‫وتعلدآ إدآارة التنميلة كمفهلوم يسلتخدآم للدآللة عللى مجموعلة الجهلزة الدآاريلة اللتي تنشلأ‬
‫لغل لراض تنفيل للذ العمليل للات التنمويل للة‪ .‬ويشل للير إلل للى اعتبل للار إدآارة التنميل للة عمليل للة وضل للع السياسل للات‬
‫والب ارمل للج الل للتي تخل للدآم أهل للدآاف التنميل للة‪ .‬إذن إدآارة التنميل للة تعنل للي الجهل لزة الل للتي تل للدآير التنميل للة فل للي‬
‫المجتمع‪ .‬بمعنى آخر تتأسس إدآارة التنمية على قاعدآة دآراسة وتحليل ووضع وتنفيذ الحلول لجميع‬
‫المش للكلت‪ .‬وهن للا يمك للن تحدآي للدآ أه للم الس للباب الساس للية لنش للوء إدآارة التنمي للة فيم للا يل للي‪ً:‬ا ) دراككر‪:‬‬
‫‪(292 :1996‬‬
‫‪ -1‬ضرورة تعزيز النظام الساسي والجتماعي والقتصاادآي والدآاري للدآولة‪.‬‬
‫‪ -2‬التطور الكمي والكيفي في الدآراسات الدآارية‪.‬‬
‫‪ -3‬عجز الجهزة الدآارية القائمة في القطاع العام عن مواجهة التحدآيات التنموية‪.‬‬
‫‪ -4‬ضعف قدآرات القطاع الخاصا في الدآول النامية‪.‬‬

‫وحتمت التطورات العالمية المعاصارة بدآورها الهتمام بإدآارة التنميلة‪ ،‬وأحلدآاث تنميلة إدآاريلة‬
‫بصاللورة دآائمللة ومسللتمرة‪ ،‬ابتغللاء مواجهللة المشللكلة الللتي يعيشللها التنظيللم الدآاري المعاصاللر‪ ،‬وابتغللاء‬
‫تمكيللن هللذا التنظيللم مللن أدآاء دآوره كمللا يجللب أن يكللون؛ بللالنهوض بوظللائفه سلواء فللي إطللار الللدآول‬
‫المتقدآمللة بتحقيللق مزيللدآ مللن التقللدآم إمللا فللي إطللار الللدآول الناميللة‪ ،‬وذلللك بتحقيللق التنميللة الشللاملة فللي‬
‫مجتمعاتها المتخلفة‪ .‬ويظل محور إدآارة التنميللة هللو السللتخدآام المثللل للملواردآ المتاحللة وصاللولل إلللى‬
‫أهدآاف محدآدآة بأعلى قدآر من الكفاية‪.‬‬
‫ولشك فيه أن إدآارة التنمية تجاوزت المفاهيم المبدآئية والقاصارة التي تكادآ تقف عندآ مهمللة‬
‫الدآوات العامل للة فل للي تحسل للين الظل للروف الجتماعيل للة والقتصال للادآية أو عنل للدآ محاول للة تحسل للين الدآارة‬
‫الحكوميل للة‪ ،‬وأصال للبحت إدآارة التنميل للة كمفهل للوم الشل للامل كافل للة الم ارحل للل مل للن بل للدآء وضل للع السياسل للات‬
‫والسللتراتيجيات الللتي تتمثللل فيهللا أولويللات التنميللة‪ ،‬وتحريللك وتنظيللم واسللتخدآام الملواردآ والمكانيللات‬
‫المتاحة كافة استخدآاما أمثل لتحقيق أهدآاف تلك السياسات الستراتيجيات‪.‬‬
‫وفي ظل ما سبق عرضه يتضح أن إدآارة التنمية تهتم بوضع الهلدآاف واختيلار النظريلات‬
‫إواتمللام وتحدآيللدآ نظللام السللبقيات أو الولويللات وتصاللميم الطللار العللام للتنميللة بمشللتقاتها المختلفللة‬
‫سياسية واقتصاادآية واجتماعية‪(Johnston: 1991: 5 ) .‬‬

‫‪6‬‬
‫المحور الثاني‬
‫إدارة التنمية من منظور علم الجتماع‬
‫‪ -‬أولل‪ :‬ماهية علم اجتماع التنمية‪.‬‬
‫تعللاني مؤسسللاتنا الحكوميللة خللل أساسلليلا يتمثللل فللي عللدآم الاهتمللام بتنميللة الدآارة وتطللوير‬
‫أساليبها والبناء عليهلا وفقلال للتطلورات العلميلة المعاصالرة اللتي تهتلم بتطلوير أسلاليب العملل وتبسليط‬
‫الج لراءات والهتمللام بالكفللاءات الللتي تعمللل لتطللوير الدآارة وتنميتهللا والعمللل علللى بنللاء القيللادآات‬
‫الشابة التي تحقق المفهوم السليم للتنمية‪ .‬واسلتنادآلا علللى ذللك التلوجه فلإن عللم اجتمللاع التنميلة عللم‬
‫حللدآيث يهتللم بللالتخطيط لتنميللة الملواردآ البشلرية لتلللبي احتياجللات المجتمللع كمللا يهتللم بتحليللل عوامللل‬
‫التخلللف والتغيللر ووسللائله وينللاقش أهميللة التميللة فللي المجتمعللات الناميللة‪ .‬كمللا ينطلللق مللن قضللية‬
‫أساسية هي‪ً:‬ا أن التخلف يمثل نتاجلال لعمليللات عالميلة تاريخيللة مسللتمرة‪ .‬ونسللتطيع ملن دآاخلل إطللار‬
‫هذا الفهم أن نشرع في تحليل وتوضليح الجلوانب الساسلية للظلواهر أو العناصالر المحلدآدآة للتخللف‬
‫والتي تسعى إلى استم ارره‪ .‬وعلى علم اجتماع التنميلة أخيل الر أن يطللور إطلا الر عاملال يضللم فللي دآاخلله‬
‫أنماط للا محللدآدآة مللن الظ لواهر مثللل الوسللائل الممكنللة المختلفللة لتحقيللق التنميللة القتصاللادآية والتغيللر‬
‫الثقللافي‪ ،‬وتصاللنيف أنسللاق المعتقللدآات المختلفللة…إلللخ‪ .‬ويجللب أن يظللل هللذا الطللار مفتوحلال لسللبب‬
‫بسيط هو أنه ليس ثمة مجتمع معاصار مقفلل أو مستقلل بذاته‪ .‬وعلى هذا الطار أن يكللون متسللقال‬
‫مع إدآراكنا بأن النسان قدآ أصابح يميل إلى امتلك المعرفة الضرورية والمهارات التكنولوجيللة الللتي‬
‫تضللمن للله بنللاء مجتمللع إنسللاني رشلليدآ؛ مجتمللع متحللرر مللن الغللتراب )‪ ( Alienation‬والحاجللة‬
‫والستغلل‪) .‬الجوهري‪(241:2015 :‬‬
‫يعالل للج علل للم الجتمل للاع قضل للية التنميل للة بوصال للفها مفهوم ل لال إشل للكاليال ينل للاقش مل للن خلل رؤى‬
‫مجموعللة مللن النظريللات والنمللاذج التفسلليرية‪ ،‬تتفللرع هللي ذاتهللا إلللى جملللة مللن المقللولت التحليليللة‬
‫والتفسلليرية المتعلقللة بالتنميللة باعتبارهللا قضللية خلفيللة عدآيللدآة الطلراف‪ .‬لللذلك يكللون مللن الضللروري‬
‫ل‪ ،‬محللدآدآال‪ .‬ورغللم‬
‫وضع المفهوم في سياق اعتبار التنمية صايرورة مركبللة وليسللت فعلل واحللدآلا‪ ،‬شللام ل‬
‫تعللدآدآ نظريللات ورؤى التنميللة وتياراتهللا فللإن موضللوعها الرئيللس يبقللى‪ ،‬مللن المنظللور السوسلليولوجي‪،‬‬
‫التفكير في الفعل التنموي بوصافه فعلل اجتماعيال‪.‬‬
‫ووفقال لتعريف المم المتحدآة )برنامج النماء ‪ (1992‬يتضمن مفهوم التنمية البشرية ثلث‬
‫أبعادآ أساسية‪ً:‬ا‬
‫‪ -1‬بناء القدآرات البشرية من خلل تحسين مستويات التكوين والتعليم والصاحة‪.‬‬
‫‪ -2‬استثمار القدآرات البشرية وتوظيفها في تحسين ظروف الحياة‪.‬‬
‫‪ -3‬تحسين الرعاية الصاحية‪ ،‬عبر تمكين الفرادآ من صاحة أفضل وخيارات أوسع‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -4‬ضمان العيش الحسن للجميع‪.‬‬
‫‪ -5‬ضمان تطور القتصاادآ وقابلية ثروات الرض للستدآامة‪.‬‬
‫يجمل للع علل للم اجتمل للاع التنميل للة جملل للة مل للن المعل للارف والنظريل للات والتجل للارب البحثيل للة والدآوات‬
‫المفهوميللة والمنهجيللة والسللتنتاجات التحليليللة الللتي تتعلللق بمسللار التغيللر الجتمللاعي الناتجللة عللن‬
‫تحويرات مبرمجة ومنظمة وواعية ومدآروسلة فلي أنملاط النتلاج دآاخلل المجتمعلات‪ .‬وتجلدآر الشلارة‬
‫إليه أن الدآول النامية ليست في وضع متماثل ذلك أن لكل دآوللة منهللا خصاللائصا معينللة تتمثللل فللي‬
‫إطارهللا الجتمللاعي والثقللافي الللذي يضللم عناصاللر ومتغيلرات عدآيللدآة تعليميللة واقتصاللادآية واجتماعيللة‬
‫وتاريخية وغيرها‪ ،‬كما أن لكل دآولة دآرجة معينة من النمو‪ ،‬كما أنها ليسلت فلي وضلع واحلدآ تمتللك‬
‫معلله قللدآرات وأدآوات محللدآدآة لتحقيللق التنميللة وقهللر التخلللف‪ ،‬غيللر أن هنللاك بلشللك قاسللم مشللترك‬
‫يجمع الدآول التي في سبيل النمو ويتمثل في التي‪ً:‬ا )درويش‪(13 :1997 :‬‬
‫‪ -1‬الرغبة في تحقيق التنمية‪.‬‬
‫‪ -2‬الحاجة إلى جهاز إدآاري قادآر على تحقيق التنمية‪.‬‬
‫‪ -3‬الحاجة إلى عنصار إنساني مدآرب وقادآر على تحقيق أهدآاف إدآارة التنمية‪.‬‬
‫‪ -4‬الوضوح الكامل فيما يتعلق بالمرحلة التالية للنمو إواحدآاث التغير الجتماعي المطلوب‪.‬‬
‫فللي مقدآمللة كتللاب‪ً:‬ا علللم اجتمللاع التنميللة لجهينللة سلللطان‪ ،‬رأت أنلله بعللدآ انتهللاء الحللرب العالميللة‬
‫الثانية‪ ،‬وحصاول معظم دآول آسيا وأفريقيا على استقللها السياسي‪ ،‬طرحللت فللي العللوم الاجتماعيللة‬
‫مسائل التنمية والتخلف المتمثلة في التساؤل‪ً:‬ا‬
‫‪ -1‬عن ما هي أسباب تخلف بلدآان العالم الثالث ؟ وكيف السبيل الى تنمية هذه البلدآان ؟‬
‫‪ -2‬هللل تتحقللق تنميللة البلللدآان المسللتقلة حللدآيثلا بالسللير علللى الطريللق الللذي سللارت عليلله البلللدآان‬
‫الرأسمالية‪ ،‬أم عللى ذللك الطريللق اللذي سلارت عليه اللدآول الشلتراكية‪ ،‬أم أن هنلاك طريقلال ثالثللا‪،‬‬
‫أو ربما عدآدآ أكبر من الطرق التي يتناسب كل منها مع ظروف وخصاائصا بلدآان العالم النامي؟‬
‫هللذه بعللض السللئلة الللتي يحللاول علللم اجتمللاع التنميللة الجابللة عنهللا‪ .‬والجابللات تتعللدآدآ بتعللدآدآ‬
‫المللدآاخل )مللدآخل اقتصاللادآي‪ ،‬مللدآخل سياسللي‪ ،‬مللدآخل اجتمللاعي‪ ،‬مللدآخل ثقللافي( كمللا تتعللدآدآ بتعللدآدآ‬
‫المصاالح الجتماعية التي تعبر عنها تلك المدآارس والتيارات‪ ).‬العيسى‪( 3 :1999:‬‬
‫ونهاية لهذا الطللرح يمكلن تعريللف التنميللة ملن المنظللور السوسليولوجي بأنهلا‪ً:‬ا عمليللة تغييللر واعع‬
‫يحدآث في المجتمللع ملن خلل التوحللدآ والمشلاركة بيلن جهلودآ الملواطنين والحكوملة بهلدآف السلتفادآة‬
‫مللن كافللة الملواردآ المتاحللة فللي المجتمللع وتحقيللق الرفاهيللة الجتماعيللة والقتصاللادآية ويتللم ذلللك وفللق‬
‫خطة مرسومة يتصادآى لها نظام تربوي تعليمي رصاين‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬ثانيلا‪ :‬المعوقات التي تواجه إدارة التنمية في مجتمعاتنا النامية‪.‬‬

‫‪ -1‬تحديات محلية‪ً:‬ا‬
‫ل توجللدآ صاللعوبات بحثيللة فللي الوصاللول إلللى نتيجللة مؤدآاهللا‪ً:‬ا أن التعليللم فللي الللدآول العربيللة‬
‫يعاني ظروفال صاعبة متعدآدآة‪ ،‬وبالتالي يمثل التحلدآي الكلبر أملام قضلايا التنميلة والتحلدآيث باعتبلاره‬
‫العمودآ الفقلري والميلزان الحقيقلي لي مشلروع حضلاري أو ثقلافي يهلدآف إللي التحلول بلالمجتمع من‬
‫مرحلة إلى أخرى‪ ،‬أكثر تطو الر وتقدآملا‪ .‬ويكفي أن نشير إلى التقرير الصاللادآر عللن منظمللة اليونسللكو‬
‫التابعللة للمللم المتحللدآة‪ ،‬الللذي أفللادآ أن ‪ 70‬مليللون مللن المييللن مللن بيللن ‪ 320‬مليللون هللم مجموعللة‬
‫السكان في الدآول العربية‪ ،‬وأن ‪ % 40‬من الميين من النساء‪) .‬تقرير منظمة اليونيسكو‪ ،(2008 :‬ول‬
‫شللك أن هللذا الرقللم معيللب فللي حللق أمللة تعيللش القللرن الواحللدآ والعشل لرين‪ ،‬وكيللف يمكللن لهللذه القللوة‬
‫ل قللادآرة علللى المشللاركة فللي العمللل الجللادآ مللن أجللل‬
‫المعطلللة أن تسللاهم فللي البنللاء‪ ،‬وتقللدآم لنللا أجيللا ل‬
‫نهضة هذه المللة وأن اسلتمرار هللذا العللدآدآ المخيلف سلوف يعيلق مسليرة التنميلة ‪ ..‬فلي اللوقت الللذي‬
‫تعدآ التنمية حق أصايل من حقوق النسان )‪.(The human right to development‬‬

‫ول يمكللن للب ارمللج التنمويللة أن تأخللذ طريقهللا للنجلاح‪ ،‬وتلؤدآي رسللالتها لرفللاه المجتمللع‪ ،‬إل‬
‫إذا ك للان الفل لرادآ يؤمن للون ب للذلك النج للاز‪ ...‬وهن للا ي للبرز دآور الجامع للات لن التعلي للم الج للامعي ف للي‬
‫الجامعل للات العربي للة لي للس معاقل للا ل يرجل للى ش للفاؤه‪ ،‬ولك للن إذا مل للا تل للوفرت ل لله الظ للروف والمكانل للات‬
‫المناسللبة‪ ،‬يمكللن أن يسللهم بطريقللة إيجابيللة فللي الكشللف عللن طاقاتنللا وقللدآراتنا فللي تحقيللق التنميللة‪،‬‬
‫وتوظيف مواردآنا الطبيعية والبشرية لخدآمة شعوبنا العربية‪ ،‬من خلل إعدآادآ الكوادآر والخبرات التي‬
‫تتولى التخطيلط والتسليير للمشلاريع التنمويلة ودآور التنميلة من أكلادآيميين وخلبراء وقيلادآات مسلئولة‬
‫لترسل لليخ وتعميل للق مفل للاهيم التنميل للة‪ ،‬وأهميتهل للا لحيل للاة الم ل لواطن‪ ،‬ونهضل للة الل للوطن اقتصال للادآيال وثقافي ل لال‬
‫واجتماعيال‪.‬‬

‫تظهر معظم هذه التحدآيات في الثقافة العامة للمجتمع‪ ،‬وفي مكونات الشخصاية‪ ،‬أي في‬
‫التكللوين البشللري للمجتمللع‪ .‬ومللن ثللم يصاللبح مللن الممكللن تطللوير بللل إواعللادآة تشللكيل مكونللات ثقافللة‬
‫العامة لصاالح إدآارة التنمية‪ .‬بلل إن هلذا التغييلر يصالبح ضلروريال وحيويللا إذا أردآنلا لدآارة التنميلة أن‬
‫تنجللح فللي تحقيللق أهللدآافها‪ ،‬فالثقافللة إذا كللانت تللؤثر علللى الشخصاللية الجتماعيللة فهللي تتللأثر بهللا‪.‬‬
‫ويمكن القول أن الثقافلة العاملة والظلروف الحضلارية لللدآول الناميلة تمثلل فلي الغلالب عقبلات يجلب‬
‫تذليلها أمام إدآارة التنمية على أساس أن التقدآم يعكس مفاهيم ثقافية وحضللارية مختلفللة‪ .‬والمعوقللات‬
‫الجتماعيلة لدآارة التنميلة ل تحلل إل بتطلوير الثقافلة والمعتقلدآات والتحكلم فيهلا‪ .‬ونلحلظ أن هنلاك‬

‫‪9‬‬
‫علقللة طردآيلله بيللن الثقافللة العامللة والمعتقللدآات الجتماعيللة وهللذا مللانلحظه فللي الضللبط الجتمللاعي‬
‫غيللر الرسللمي‪ ،‬وهللو السلليطرة الخلقيللة أي مج لردآ اسللتنكار النللاس فللي مجتمللع مللا‪ ،‬عرفي لال واتفاقللال‬
‫ضمنيال على استبعادآ أشياء وترحيبهم بأشياء‪ ،‬وهذه السيطرة لها تأثير بعيدآ المدآى فللي التنميللة وهللي‬
‫أقللوى فللي المجتمللع المتخلللف عنهللا فللي المجتمللع المتقللدآم‪ ،‬حيللث يسللتطيع الفلردآ تحللدآي تلللك السلليطرة‬
‫بقللوة أكللبر‪ .‬فللالعرف الخلقللي للله سلليطرة أقللوى فللي الريللف عنلله فللي المللدآن بصاللفة عامللة‪ .‬أمللا فللي‬
‫المجتمع المتقدآم فالنظرة تختلف إذ يعتبر القانون وحدآه هو الذي ينظم ويسير حركة المجتمع‪.‬‬

‫وهكللذا نجللدآ أن تغييللر العللادآات السلللبية للتنميللة أصاللعب فللي البلدآ المتخلفللة عمللا هللو فللي‬
‫البلدآ المتقدآمللة‪ .‬وهنللا يللرى البللاحثون أن اسللتخدآام القللانون فللي هللذه الحالللة لزم‪ ،‬مثللل النللصا علللى‬
‫فللرض غ ارمللات ماليللة بالنسللبة لتصا لرفات معينللة تكللون سلللبية إزاء تحقيللق أهللدآاف التنميللة‪ .‬فالقللانون‬
‫يسللتطيع أن يضللع نظاملال أخلقيللا لدآارة التنميللة‪ ،‬ولكللن لبللدآ أن يكللون الجهللدآ الكللبر علللى الجهلزة‬
‫السياسية والقيادآية التي عليها تقدآيم القدآوة الحسنة للمواطنين عمليلال ل نظريللا فقللط وذلللك علللى كافللة‬
‫المستويات القيادآية‪) .‬المغربي‪(95 : 2002 :‬‬

‫أضف إلى التحدآيات الثقافية المحلية‪ ،‬تحدآيات اقتصاادآية مللن أهمهللا‪ ،‬زيللادآة علدآدآ العللاملين‬
‫فل للي الجهل للاز الدآاري ممل للا يسل للتلزم إيجل للادآ مصال للدآر كل للبير لل للدآفع أجل للورهم‪ ،‬كمل للا أن نقل للصا المل ل لواردآ‬
‫القتصاللادآية للدآولللة قللدآ ي لؤدآي إلللى خلللق نظللام أجللور تتسللم بانخفللاض مسللتوياتها‪ .‬ولللن يعجللز رجللل‬
‫الدآارة في هذه الحالة عن زيلادآة دآخلولهم ملن العملل بكلل الوسلائل غيلر المشلروعة واللتي يمكلن أن‬
‫تصابح بمرور الوقت ولكلثرة ممارسلتها عرفلال إدآاريللا يجلدآ الحمايلة اللزملة ملن رجلال الدآارة أنفسلهم‪.‬‬
‫وهللذا سللوف يعنللي فقللدآان الدآارة لهللم مقوماتهللا مثللل‪ً:‬ا شللفافية ون ازهللة أعضللائها وموضللوعيتهم فللي‬
‫اتخللاذ الق ل اررات‪ .‬ومللن المعوقللات القتصاللادآية المحليللة‪ً:‬ا صاللعوبة قيللاس دآرجللة الكفللاءة فللي عمليللات‬
‫الدآارة العامللة للجهللاز الحك لومي‪ .‬فالمعللايير متعللدآدآة فللي طبيعتهللا‪ً:‬ا معللايير مادآيللة ومعللايير معنويللة‬
‫نفسللية‪ ،‬وصاللعوبة التوصاللل إلللى نظللام موضللوعي لتحدآيللدآ مكافللآت أوعقوبللات العللاملين فللي منظمللات‬
‫إدآارة التنميللة والمسللئولين عنهللا‪ .‬كمللا توجللدآ جلوانب أخللرى للمشللكلت القتصاللادآية فللي إدآارة التنميللة‪،‬‬
‫فللالتخلف يتضللح أكللثر فللي قللوى النتللاج وارتبللاط ذلللك التخلللف فللي القللوى النتاجيللة وعلقاتهللا مللع‬
‫بنيان اجتماعي متخلف في قواعدآ مؤسساته وعادآته وتقاليدآه‪) .‬خيري‪(1994:56 :‬‬

‫هللذا بالضللافة إلللى أن هللذه الللدآول المتخلفللة فللي الللوقت الللذي تفتقللر فيلله فللي غيللاب الدآارة‬
‫الكفؤة؛ فإنها تواجه عوائق مالية وأزمات مالية في الميزانية‪ ،‬إواذا كانت هذه الدآول غيللر قللادآرة علللى‬
‫تطوير الدآارة والتغلب على الأزمات‪ ،‬فإنها لن تحقللق أهلدآافال فاعللة وستتلشللى قللدآرتها عللى تحقيللق‬

‫‪10‬‬
‫أي تطللور فللي قضللايا التنميللة‪ ...‬وفللي ظللل هللذه التحللدآيات‪ ،‬يؤكللدآ صاللندآوق النقللدآ الللدآولي أن الللدآول‬
‫المتخلف ل للة‪ً:‬ا عليه ل للا أن تحس ل للن الدآاء الدآاري والق ل للدآرة الدآاري ل للة لك ل للي تعظ ل للم منافعه ل للا م ل للن النظ ل للام‬
‫القتصاللادآي العللالمي الجدآيللدآ‪ ،‬ويوضللح أن العدآيللدآ مللن الللدآول المتخلفللة يفتقللر إلللى القللدآرة الدآاريللة‪،‬‬
‫ويواجه عوائق مالية تتعلق بالموازنة‪ ،‬وأنه ما لم تقم الللدآول المتخلفلة برفللع قللدآرتها الدآاريللة إواصالللح‬
‫وتحريللر تجارتهللا خلل الفللترات المحللدآدآة وفقللا لتفاقيللة الجللات أو تحريللر التجللارة‪ ،‬فللإن مقللدآرة هللذه‬
‫الدآول على أدآاء دآور فاعل لنظام التعامل التجاري المتعدآدآ وقدآرتها عل المشاركة في منافع النظللام‬
‫العالمي القتصاادآي العالمي الجدآيدآ تتلشيان‪) .‬عبد الرحمن‪(344 :2003 :‬‬

‫وهنللا نشللير إلللى أهللم مؤشلرات التحللدآي التنمللوي لواقعنللا الليللبي‪ ،‬تتمثللل فللي‪ً:‬ا انخفللاض مسللتوى‬
‫دآخللل الف لردآ ومسللتوى الخللدآمات المقدآمللة إليلله‪ ،‬وانخفللاض المشللاركة النتاجيللة للم لرأة وضللعف النتللاج‬
‫بشللكل عللام‪ ،‬والعتمللادآ علللى الخللارج ‪ ،‬والزمللة التعليميللة والصاللحية القائمللة والمسللتمرة‪ .‬ومللن ثللم فللان‬
‫تط للوير وتنميللة البنللاء الجتمللاعي الليللبي بك للل من للاحيه يعتللبر مطلبل لال ضللروريال وحيوي للال فللي طري للق‬
‫التنميللة‪ ،‬المللر الللذي يمكللن معلله القللول بللأن الل لدآور المجتمعللي يتبلللور مللن خلل إعللدآادآ الخطللط‪،‬‬
‫واتخ للاذ الجل لراءات الكفيل للة بتط للوير المجتم للع وتنمي للة مكون للاته وعل للى أرس للها النل لواحي الجتماعي للة‬
‫والثقافيللة الللتي تعمللل فللي إطارهللا الجهلزة الدآاريللة ‪ ،‬لنهللا تعللدآ بمثابللة المؤشللر العللام والمقيللاس علللى‬
‫مدآى نجاح أو فشل البرامج التنموية‪.‬‬

‫وتعللدآ التنميللة المسللتدآامة مللن العوامللل الللتي تسللاعدآ علللى المخللرج المللن مللن عنللق زجاجللة‬
‫التخلللف والتبعيللة‪ ،‬وبالتللالي تعميللق ثقافللة حقللوق النسللان‪ ،‬وتهيئللة الفل لردآ للتفاعللل مللع تلللك الثقافللة‪،‬‬
‫وجعلهللا برنامجللال فلي حيللاته اليوميللة لشللعوره بالحيلاة الكريملة‪ ،‬أمللا النسلان اللذي مللا يلزال يعيللش فلي‬
‫دآوامللة الفقللر‪ ،‬والميللة والعللوز القتصاللادآي ل يمكنلله تقبللل تلللك الثقافللة لنشللغاله بهمللومه السل لرية‬
‫والحياتية‪) .‬الحريري‪(125 :2006:‬‬

‫إن التفللاهم الوثيللق بيللن التنميللة والجمللاهير والللوعي المشللترك بحقيقللة التنميللة الناشللئ عللن‬
‫مجهودآات واختيارات التنمية وتطلعاتها سيصال في يوم ما بالمجتمع إلى حالة من التطور‪ ،‬ودآرجللة‬
‫مقبولة من التنمية القتصاادآية والجتماعية‪ ،‬بعيدآا عن الحباط وعدآم الثقة في النفس‪.‬‬

‫وم للن المنظ للور السوس لليولوجي‪ ،‬ن للرى أن قصا للصا النج للاح المختلفللة ف للي قض للايا التنمي للة ل‬
‫ترتبط بأسلاليب تنظيللم إوادآارة الجهلاز إوانملا يقلاس ذلللك النجللاح بالرتبلاط الجتملاعي بللإدآارة التنميلة‪،‬‬
‫إن إدآارة التنميللة لبللدآ أن تكللون أكللثر مللن عمليللة هندآسللة الدآارة‪ ،‬أنهللا عمليللة "هندآسللة اجتماعيللة "‬
‫بنفس الدآرجة‪) .‬رشيد‪(437 :1981 :‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -2‬تحديات عالمية‪:‬‬
‫التحدآيات العالمية لقضية التنمية في مجتمعاتنا تتمثل بثلث ثورات‪ً:‬ا )محمود‪(80 :1993 :‬‬
‫أ‪ -‬ثورة المعلومات والتصالت‪) :‬التكنولوجيا الثالثة(‬
‫والتي تمثل قدآرة العقل البشري على البدآاع والختراع‪ ،‬وتقلب موازين القوى وتغير مفاهيم‬
‫وفكر القتصاادآ القدآيم‪ ،‬فلم تعدآ الثروة ما تمتلكه المم من ذهب أو موادآ خللام وملواردآ طبيعيلة بقلدآر ملا‬
‫أصابحت الثروة تتمثل في القللدآرة عللى البلدآاع والتنظيللم والخلتراع وامتلك المعلوملات وتجسللدآ اليابللان‬
‫وألمانيا قدآرة تلك الثورة الجدآيدآة‪.‬‬
‫إواذا كان من الواضح أن تلك الثورة تعنى بالتقنية‪ ،‬فإنها كذلك تعنى بالتربية والعدآادآ اللزم‬
‫والكافي لخللق جيلل قلادآر عللى مواكبلة ملا يحلدآث والتفاعلل معله ودآفعله والسلير بله إللى الملام‪ ،‬للذلك‬
‫يمكن أن نطلق على عصار الثورة التكنولوجية الثالثة )عصار الثورة التعليمية(‪.‬‬

‫ب‪ -‬ثورة الديمقراطية الثانية‪:‬‬


‫التحدآي الثاني لعالم اليوم والمستقبل هو تحدآي الدآيمقراطية القائمة على قيم جدآيدآة ونطاق‬
‫معياري يعتمدآ على وسائل وتقنيات حدآيثة يصاعب تجاوز آثارها‪ ،‬وهي ناتجة عن استخدآامات تقنيللات‬
‫الثللورة التكنولوجيللة الثالثللة‪ ،‬ومللا أحللدآثته مللن ثللورة فللي وسللائل التصاللالت وفللي الكللم والكيللف للمعرفللة‬
‫النسانية‪ ،‬وقدآ تأكدآت نتيجة لهذا عدآدآ من المبادآئ شكلت أسس الثورة الدآيمقراطية الثانية وهي‪ً:‬ا قبللول‬
‫التنللوع فللي إطللار المسللاواة والعللتراف بحقللوق القليللات القوميللة أو العرقيللة أو الدآينيللة‪ ،‬وكللذلك اللتقللاء‬
‫على أهدآاف إنسانية عامة مثل‪ً:‬ا حقوق البقاء‪ ،‬والنملو والتقللدآم‪ ،‬بالضلافة إلللى عموميلة مبلادآئ حقلوق‬
‫النسان‪ ،‬لقدآ أصابح المجتمع ملزمال بإعطاء أفرادآه حللق التعللبير والتعليللم والمشللاركة‪ ،‬والحللق فللي العمللل‬
‫والمسكن والجللر العللادآل‪ ،‬والحلق فلي المعرفللة والبيئلة الصاللحية‪ .‬وقللدآ تأكللدآت تلللك الحقلوق ولللم يعللدآ مللن‬
‫السهل اللتفاف عليها‪ ،‬أو تزييف وعي الجماهير حولها أو التنازل عنها‪.‬‬
‫ج‪ -‬ثورة التكتلت القتصادية الجديدة‪:‬‬
‫لقدآ أحدآثت التغيرات السريعة لعالم التسعينيات حالة من عدآم الستقرار السياسي‬
‫والقتصاادآي في العالم‪ ،‬وأصابح يحتلاج الملر لقلراءة رؤيلة جدآيلدآة للرض الللتي نعيللش عليهلا‪ ،‬وأعمللدآة‬
‫الق للوة والتماس للك ال للتي تس للير النظ للام ال للدآولي خلل المرحل للة المقبل للة‪ ،‬ون للرى الن التح للادآ الوروب للي‪،‬‬
‫والنم للور الج للدآدآ )ش للرق آس لليا (‪ ،‬وفكل لرة الكومن للولث بي للن ال للدآول ال للتي اس للتقلت ع للن التح للادآ الس للوفيتي‬
‫السللابق‪ ،‬وتسللعى الكوريتللان للوحللدآة‪ ،‬وتسللعى أمريكللا إلللى دآمللج منللاطق نفوذهللا )كنللدآا وأمريكللا الوسللطى‬
‫واللتينية ( ويشكل هذا تحدآيال لطموحات النمو والتقدآم في الدآول النامية وتكريسال للتبعية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المحور الثالث‬
‫دور البحث العلمي في التنمية‬

‫يعدآ البحث العلمي أحدآ مقومات التقدآم والتنمية‪ ..‬فقدآ ساهم في تقدآم البشلرية إوابعادآهللا علن‬
‫شبح الخرافة الذي يسيطر عليها؛ سواء في صاورته المرتبطلة بلالعلوم الطبيعيلة أوتللك اللتي تنصالب‬
‫على مقاربة العلوم النسانية؛ فالبحث العلمللي يعللدآ أدآق وأسللمى الحقللول المعرفيللة؛ فهللو يعتمللدآ علللى‬
‫مناهل للج وسل للبل منظمل للة قوامهل للا التجربل للة والملحظل للة لسل للتجلء الحقل للائق والمعل للارف والتأكل للدآ مل للن‬
‫الفرض لليات بصا للدآدآ مواض لليع وقض للايا مختلف للة؛ به للدآف التوصا للل إل للى نتائ للج دآقيق للة تس للهم ف للي ح للل‬
‫إشل للكاليات وقضل للايا المجتمعل للات الراهنل للة‪ ...‬بل للدآليل أن الل للدآول المعاصا ل لرة المالكل للة اليل للوم للعلل للم ]‪[1‬‬
‫والمعرفة ]‪ [2‬هي المتحكمة في شلؤون العلالم المعاصالر؛ بعلدآ أن وظفلت العقول البشلرية فلي تفعيلل‬
‫البحث العلمي بشكل بناء‪ ) .‬قاسم‪(26-1994:‬‬

‫ومما لشك فيه أن التعامل مع نتائج الثورة التكنولوجية والمعلوماتية لن يتأتى وفق العقلية أو‬
‫المنطللق أو السللاليب العادآيللة الدآارجللة تعليميللة كللانت أو تدآريبيللة‪ ،‬فللالثورة التكنولوجيللة هللي ثللورة بمعنللى‬
‫الكلمللة بمللا تنطللوي عليلله مللن آثللار سياسللية واقتصاللادآية واجتماعيللة وعماليللة بالغللة العمللق‪ ،‬وهللو المللر‬
‫الذي يتطلب جهدآال مقرونال برؤية‪ ،‬وآفاق رحبللة يبلدآأ ملع تعليللم النشلء منللذ نعوملة أظللافرهم وفللق برنامللج‬
‫وطني ل يكون هدآفه مجردآ محو المية البجدآية التي باتت همال ووصاللمة علار للمجتمللع الللذي يتهللاون‬
‫فللي القضللاء عليهللا فحسللب بللل ومحللو أميللة الكمللبيوتر‪ ،‬بحيللث يتللاح اسللتخدآام تكنولوجيللا المعلومللات‬
‫والمعرف للة لجمي للع الطلب ف للي التعلي للم الع للام والتقن للي المهن للي‪ ،‬بم للا يؤه للل الجي للال الصا للاعدآة ب للالفكر‬
‫المتطور‪ ،‬إواتاحة الفرصالة للجميلع دآون تفرقللة للتعاملل ملع التكنولوجيللا فهلي لغلة العصاللر وأدآاة التعامللل‬
‫معلله‪ ...‬وينبغللي المراهنللة علللى البحللث العلمللي خيللا ارل اسللتراتيجيال رابحللال؛ للتقللدآم والتنميللة فللي الللدآول‬
‫العربية‪ .‬وبخاصاة وأن التنمية التي ل تنبني على مقومات علمية تدآعمها وتطورهلا؛ تظلل فلي آخلر‬
‫المطاف تنمية هشة مفتقدآة لي أساس استراتيجي‪.‬‬

‫ومللن حيللث علقللة البحللث العلمللي بقضللية التنميللة‪ ،‬فللالمتتبع للخارطلة التنمويللة فللي الللوطن‬
‫العرب للي ب للاختلف مس للمياتها الخمس للية والعشل لرية ‪...‬إل للخ‪ ،‬يلح للظ تع للثر ه للذه الخط للط ف للي تحقي للق‬
‫المستهدآف منها في معظمها لعلدآم إشلراك الجامعلات وم اركللز البحلوث فلي التخطيلط والمتابعلة لتللك‬
‫المشللاريع‪ ،‬بالضللافة إلللى أن الخطللة تكللون محللدآدآة لموضللوع واحللدآ دآون غيل لره‪ ،‬ولشللك أن البحللث‬
‫العلمي قادآر على بللورة المكانلات واللثروات والقلدآرات العربيلة‪ ،‬وتحويلهلا إللى مشلاريع تنموية تبنلى‬
‫على العدآادآ والتخطيط العلمي السليم الذي يحول الفكار إلى مرحلة التطبيق العملي الناجح‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫إذا كانت العدآيدآ من الراء والتجاهلات تربلط التنميلة أساسلال بالعتبلارات القتصالادآية؛ فلإن‬
‫النسان يظل من الناحية الفتراضية هو محلور كلل تنميلة حقيقيلة؛ فهلو وسليلتها الرئيسلية كملا هو‬
‫هللدآفها فللي آخللر المطللاف؛ بحيللث ينبغللي أن تنصاللب علللى تللأهيله وتمكينلله مللن مختلللف المقومللات‬
‫العلميللة والعمليللة والجتماعيللة والقتصاللادآية‪ ..‬ويعتللبر البحللث العلمللي أحللدآ المللدآاخل الرئيسللية الللتي‬
‫تدآعم بلورة تنمية إنسانية حقيقية‪.‬‬

‫وينطللوي هللذا القطللاع ‪ -‬البحللث العلمللي‪ -‬علللى أهميللة قصاللوى فللي عصالرنا الحللالي؛ ولللذلك‬
‫يشللهدآ اسللتثما ارل مت ازيللدآال مللن لللدآن الللدآول المتقدآمللة فللي عللدآدآ مللن المجللالت والميللادآين؛ وتخصاللصا للله‬
‫إمكانيل للات ماليل للة وتقنيل للة وبشل ل لرية هائلل للة؛ باعتبل للاره خيل للا ارل اسل للتراتيجيال لمواجهل للة وتجل للاوز مختلل للف‬
‫الش لكاليات والتحللدآيات الكللبرى فللي بعللدآها المحلللي والللدآولي‪ ...‬كمللا إن تحقيللق التنميللة المسللتدآامة‬
‫بأبعادآهلا المختلفلة وباعتبارهللا هلدآفال رئيسلال وخيلا الر اسلتراتيجيال؛ يفلترض أن يللبي احتياجلات الحاضلر‬
‫دآون الخلل بقللدآرات واحتياجللات وطموحللات الجيللال المقبلللة؛ وذلللك يتطلللب استحضللار عنصاللر‬
‫البحللث العلمللي والنفتللاح علللى مللا تللتيحه التكنولوجيللا الحدآيثللة والمعاصال لرة مللن إمكانللات إوانجللازات‬
‫واعدآة في هذا الشأن‪ ) .‬مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات‪ ،‬جنيف‪(2003 ،‬‬

‫فال للدآول ال للتي تع للرف كي للف تطب للق مخرج للات البح للث العلم للي؛ نج للدآها دآائم للا تحت للل مك للان‬
‫الصادآارة في مجالت عدآيدآة؛ مثلل تصالنيع اللت والجهلزة الحربيلة‪ ،‬وهلذا يجعلهلا تتفلوق عسلكريال؛‬
‫وتكثر مساهماتها الثقافية والعلميلة فلي الحضللارة النسلانية‪ ،‬أو فلي مجلال تقلدآيم الخلدآمات المتنوعلة‬
‫لمواطنيهللا وفللق أحلدآث السلاليب‪ ،‬أو فللي نموهلا القتصاللادآي وبنلاء المصالانع وزيلادآة النتللاج وحسلن‬
‫استغلل المواردآ الطبيعية‪) .‬عبدالهادي‪( 203:2002 :‬‬

‫إن تنمية وتطوير الرأس المال البشري التي تتمثل في تشييدآ وصايانة البنى الساسية الللتي‬
‫تكفل لدآولة ما تعليمال ومهللارات يمكناهلا ملن مواكبللة بللاقي دآول العللالم؛ تمثلل أهميلة أساسلية بالنسللبة‬
‫إلى قدآرة اللدآول الناميلة؛ ليللس فللي مجللال تحسللين وضلعها فحسللب؛ إوانملا أيضللا ملن أجللل المسللاهمة‬
‫في رفاهة كلل البشلر‪ .‬وجلاء فلي تقريلر التنميلة النسلانية العربيلة للعلام ‪ 2002‬أنله أصالبح واضلحال‪،‬‬
‫ومقبولل بصاورة عامة‪ ،‬أن المعرفة هي العنصار الرئيسي في النتلاج‪ ،‬والمحلدآدآ الساسلي للنتاجيلة‪،‬‬
‫ورأس المللال البشللري‪ .‬وعلللى ذلللك تخصاللصا الللدآول المتقدآمللة مبللالغ ماليللة هامللة و مت ازيللدآة مللن أجللل‬
‫البح للث العلم للي لنه للا تعت للبر ذل للك اس للتثما ار هادآف للا يمك للن م للن جن للي أرب للاح أكي للدآة‪ .‬بينم للا ل تش للكل‬
‫مخصاصاللات البحللث العلمللي فللي الللدآول الناميللة وخاصاللة منهللا الللدآول العربيللة إل نسللبة ضللئيلة مللن‬
‫ناتجهللا القللومي الجمللالي‪ .‬فحسللب إحصاللائيات منظمللة اليونسللكو لسللنة ‪ ،2004‬خصاصاللت الللدآول‬

‫‪14‬‬
‫العربي للة مجتمع للة للبح للث العلم للي م للا ين للاهز ‪ 1.7‬ملي للار دآولر أي م للا نس للبته ‪ % 0.3‬م للن النات للج‬
‫القومي‪ ،‬بينما خصاصاللت دآول أمريكلا اللتينيلة والكللاريبي ‪ 21.3‬مليللار دآولر أي مللا نسلبته ‪% 0.6‬‬
‫من الناتج القومي الجملالي‪ .‬وخصاصالت دآول جنلوب شلرق آسليا ‪ 48.2‬مليلار دآولر أي ملا نسلبته‬
‫‪ %2.7‬من الناتج القومي الجمالي‪.‬‬

‫أمللا علللى مسللتوى البلللدآان‪ ،‬فللي سللنة ‪ ،2002‬فقللدآ خصاصاللت السللويدآ مللا يفللوق ‪ 10‬مليللار‬
‫دآولر أي ما نسبته ‪ 4.27‬من ناتجها القومي الجملالي‪ ،‬و خصاصالت فنلنلدآا حلوالي ‪ 5‬مليلار دآولر‬
‫أي ما نسبته حوالي ‪ % 3.5‬من ناتجها القومي الجمالي‪ ،‬و خصاصات اليابان حوالي ‪ 107‬مليار‬
‫دآولر أي مللا نسللبته حل لوالي ‪ % 3‬مللن ناتجهللا القللومي الجمللالي‪ ،‬و خصاصاللت الوليللات المتحللدآة‬
‫المريكيللة ح لوالي ‪ 275‬مليللار دآولر أي مللا نسللبته ح لوالي ‪ % 2.7‬مللن ناتجهللا القللومي الجمللالي‪.‬‬
‫وأما إسرائيل‪ ،‬فقدآ خصاصات ‪ 6.1‬مليار دآولر أي ما نسبته ‪ % 4.7‬من ناتجها القومي الجمللالي‪،‬‬
‫وهو مبلغ يفوق ما تخصاصاه كل الدآول العربية مجتمعة بنحو ثلث مرات ونصاف‪.‬‬

‫وعلللى صاللعيدآ آخللر‪ ،‬أولللت دآول جنللوب وشللرق آسلليا أهميللة مت ازيللدآة للبحللوث والتطللوير‪ ،‬إذ‬
‫رفعللت كوريللا الجنوبيللة مثل نسللبة إنفاقهللا علللى البحللث العلمللي مللن الناتللج المحلللي الجمللالي مللن‬
‫‪ %0.6‬في عام ‪ 1980‬إلى ‪ % 2.92‬فلي علام ‪ 2003‬أملا ماليزيلا فقلدآ أصالبحت‪ ،‬بفضلل سياسلتها‬
‫العلميللة والتقنيللة‪ ،‬الدآولللة الثالثللة فللي العللالم إنتاجللا لرقللائق أشللباه الموصالللت‪ ،‬وأكللدآت فللي خطتهللا‬
‫المستقبلية لعام ‪ 2020‬على الهمية الخاصاة للعلوم والتقنية في الجهودآ الوطنية للتنميللة الصاللناعية‬
‫والمنافسة على المستوى العالمي‪.‬‬

‫ويعللدآ القطللاع الحكللومي الممللول الرئيسللي للبحللث العلمللي فللي الللدآول الناميللة‪ ،‬إذ يفللوق فللي‬
‫معظ للم الح للالت‪ 90 %‬مللن مجمللوع التموي للل المخصا للصا للبحللوث والتط للوير مقارنللة بنس للبة ‪%3‬‬
‫يخصاصاللها القطللاع الخللاصا و ‪ %7‬توفرهللا مصاللادآر مختلفللة‪ .‬وذلللك علللى عكللس الللدآول المتقدآمللة‬
‫إواسرائيل‪ ،‬حيث تبلغ حصاة القطاع الخاصا في تمويل البحث العلمي حلوالي ‪ % 74‬فللي اليابللان و‬
‫‪ %73‬فللي كوريللا الجنوبيللة و ‪ % 72‬فللي السللويدآ و ‪ %70‬فللي فنلنللدآا و ‪ %65‬فللي ألمانيللا والوليللات‬
‫المتحدآة المريكية وحوالي ‪ % 50‬في إسرائيل‪) .‬تقرير التنمية النسانية العربية‪(2003 ،‬‬

‫وتعقيبل لال ن للرى أن البح للث العلم للي يش للكل أهمي للة بالغ للة لحاض للر ومس للتقبل ال للوطن العرب للي‪،‬‬
‫وغيللاب البحللث العلمللي يعنللي غيللاب الخطللط العلميللة لبنللاء قللدآرات الجامعللات العلميللة‪ ،‬فيمللا يتعلللق‬
‫بل للالخطط والب ارمل للج الدآ ارسل للية وأسل للاليب التعليل للم ومشل للاريع البحل للث فل للي مختلل للف العلل للوم النسل للانية‬
‫والتطبيقية‪ ،‬إواعدآادآ الملكات العلمية وتطوير قدآراتها بصاورة دآائمة وناجحة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫المحور الرابع‬
‫التنمية من منظور الشفافية‬
‫يعتللبر الفسللادآ الدآاري والمللالي مللن الظ لواهر الجتماعيللة السللائدآة محلي لال وعالمي لال علللى مللر‬
‫العصا للور‪ ،‬وب للالخصا دآاخ للل ال للدآول المس للماة بالنامي للة أو ف للي طري للق النم للو‪ ،‬وذل للك لك للون مختل للف‬
‫السلطات في هذه البلدآان ليست خاضعة لضوابط القانون الصاارمة التي تمكلن ملن سلهولة الضلبط‬
‫والمراقب للة ف للي مختل للف الدآارات والمؤسس للات‪ ،‬أو نتيج للة اس للتغلل المنصا للب الع للام للاختلس أو‬
‫الكسب الغير المشروع أو الرشوة وغسل الموال أو لسباب أخرى يضيق المقام هنا لستعراضها‪.‬‬
‫من هنا ولدآ شعار‪ً:‬ا" التحادآ العالمي ضدآ الفسادآ" وهو خاصا بمنظمة الشفافية الدآولية التي أنشللئت‬
‫في برلين من العام‪ ،1995/‬لتساعدآ الدآول والفرادآ‪ ،‬بعدآ انتشار الفسادآ المللالي والدآاري سلواء علللى‬
‫المسل للتوى الرسل للمي أو الغيل للر رسل للمي وعجل للز المؤسسل للات المعنيل للة بمحل للاربته‪ ،‬وبعل للدآ أن تحل للول إلل للى‬
‫إشل للكالية أعجل للزت جه ل لودآ التنميل للة المحليل للة‪ ،‬بل للل الجه ل لودآ الدآوليل للة المتمثلل للة فل للي المنل للح والمعونل للات‬
‫والقللروض‪ .‬وهللدآف المنظمللة كمللا جللاء فللي أوراقهللا هللو الحللدآ مللن الفسللادآ عللن طريللق تفعيللل اتحللادآ‬
‫عالمي لتحسين وتقوية نظم النزاهة المحلية والعالمية‪ ،‬ومنظمة الشفافية مهمتها أن تزيدآ من فللرصا‬
‫ونسب مساءلة الحكومات وتقييدآ الفسادآ المحلي والدآولي‪.‬‬

‫إن مسللالة الشللفافية والمشللاركة السياسللية والدآاريللة فللي إدآارة الشللؤون العامللة أضللحى مللن‬
‫المبادآئ الساسية التي تقوم عليها إدآارة التنمية‪ ،‬وأصابحت السرية مجردآ استثناء محدآودآ ومحصالور‬
‫وقابل للجدآل والنتقاصا يوما بعدآ يلوم لصالالح الشلفافية كمبللدآأ علام‪ ،‬ذللك المبلدآأ الللذي يحكلم ويسلودآ‬
‫كافللة النشللطة ووظللائف وأعمللال الحكومللة وجهازهللا الدآاري‪ ،‬وباعتبللار أن الشللفافية أحللدآ الشللروط‬
‫والمقومللات الساسللية للتنميللة الشللاملة والمسللتدآامة فللي كافللة المجللالت التنمويللة وأحللدآ أهللم الشللروط‬
‫للحكم الجيدآ )‪.(good governance‬‬

‫إن أهميللة تفعيللل الدآارة بالشللفافية كمبللدآأ عللام فللي إدآارة الشللؤون العامللة‪ ،‬يسللاعدآ علللى خلللق‬
‫منللاخ للبللدآاع وهللو بللذلك يعمللل علللى ابعللادآ كللل السلللوكيات غيللر السللوية دآاخللل مختلللف التنظيمللات‬
‫الدآاريللة والسياسللية‪ ،‬باعتبللار أن الهللدآاف التنمويللة الحاليللة فللي المجتمعللات المعاصا لرة تعمللل علللى‬
‫إيجللادآ آليللة مللن أجللل القضللاء علللى الفقللر ورفللع المسللتويات المعيشللية للشللعوب والدآارة الدآيمقراطيللة‬
‫وحماية حقوق النسان والصالح الدآاري‪ ،‬والسياسي والقتصاادآي والجتمللاعي والتعليمللي والوقايللة‬
‫من الفسادآ‪ ،‬وأن نجاح الدآارة في أدآاء وظائفها‪ ،‬ل يمكللن تحقيقهللا إل مللع وجلودآ مبللدآأ عللام للشللفافية‬
‫والمشاركة في إدآارة كافة الشؤون العامة في الدآولة‪ ،‬في مختلف مؤسساتها عامة كللانت أم خاصاللة‪،‬‬
‫مع الخذ بعين العتبار التطورات في التصاالت والثورة التكنولوجية‪) .‬الحجازي‪(266:2001:‬‬

‫‪16‬‬
‫وعلى الدآارة الليبية أن تأخذ بجهلودآ الصاللح والدآارة بالشلفافية‪ ،‬وهلو الملر اللذي يحتلم‬
‫البحللث عللن المضللمون الصاللحيح للشللفافية والمسللائلة والنفتللاح الللتي تعتللبر مللن أهللم ركللائز صاللناعة‬
‫المستقبل‪ .‬وهذا ما سنتناوله خلل طرح الشكالية التالية‪ ،‬إلى أي مدآى يمكن للدآارة بالشللفافية أن‬
‫تجللدآ بيئللة عمللل مناسللبة مللن أجللل التقليللل أول مللن ظللاهرة الفسللادآ‪ ،‬وبعللدآ ذلللك ترسلليخ مبللدآأ الدآارة‬
‫بالشللفافية الللذي أصاللبح مطلبلال حقيقيللا؟ سللنحاول تسللليط الضللوء علللى مفهللوم وواقللع الدآارة بالشللفافية‬
‫وعلقته بتحقيق التنمية‪ ،‬وبالتالي الوصاول إلى إدآارة تنمية عصارية تتماشى والمتغيرات المعاصارة‪.‬‬

‫أولل‪ -‬الشفافية الدارية وأهميتها‪:‬‬

‫تعتل للبر الشل للفافية الدآاريل للة مل للن المفل للاهيم الدآاريل للة الحدآيثل للة والمتطل للورة الل للتي يتل للوجب علل للى‬
‫الدآارات الواعيللة ضللرورة الخللذ بهللا‪ ،‬لمللا لهللا مللن أهميللة فللي إحللدآاث التنميللة الدآاريللة الناجحللة‪،‬‬
‫إضافة إلى مساهماتها في تنميلة التنظيملات الدآاريلة والوصالول إللى بنلاء تنظيملي سلليم قلادآر عللى‬
‫مواجهة التحدآيات الجدآيدآة والتغيرات المحيطة‪ ،‬وقدآ دآعا الكثير من روادآ الفكر الدآاري إلى ضرورة‬
‫ب للذل الجهل لودآ لمعالجللة المشللاكل الدآاري للة والتع للرف عل للى المعوق للات الللتي تل لواجه التنميللة الدآاريللة‪،‬‬
‫كالفسللادآ الدآاري ‪ ،‬والغمللوض فلي أسلاليب العمللل إواجراءاتلله‪ ،‬فكللانت محللاولت تطلبيق مفهلوم ومبللدآأ‬
‫الشللفافية فللي العمليللات الدآاريللة والتنمويللة‪ ،‬مللن المللور الهامللة فللي هللذا الصاللدآدآ‪ .‬إن تللوفر الشللفافية‬
‫الدآاريللة يعتللبر مللن أهللم متطلبللات مكافحللة الفسللادآ الدآاري )‪،(Administrative corruption‬‬
‫وهللو إحللدآ أهللم السللتراتجيات الهامللة الللتي تتبعهللا الللدآول لمكافحللة الفسللادآ بأشللكاله المختلفللة‪ ،‬فزيللادآة‬
‫دآرجة الشفافية تساهم إلى حلدآ بعيلدآ فلي زيللادآة دآرجللة الثقلة الللتي يمنحهلا المواطنلون للفلرادآ العللاملين‬
‫في قطاع إدآارة التنمية‪) .‬الطوخي‪(www.kenanaonline.com :‬‬

‫ثانيلا‪ -‬شروط الشفافية ودعمها‪:‬‬


‫أي معلومة أو إجراء يتصاف بالشفافية يشترط فيه مايأتي‪ً:‬ا) اللوزي‪(141: 2002:‬‬
‫‪ -1‬أن تكللون الشللفافية فللي الللوقت المناسللب‪ ،‬حيللث إن الشللفافية المتللأخرة تكللون عللادآة ل قيمللة لهللا‬
‫ويعلللن عنهللا أحيللان لسللتيفاء الشللكل فقللط وكمثللال علللى ذلللك ميزانيللات الشللركات الللتي تنشللر بعللدآ‬
‫أشهر أو سنوات من إغفالها‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تتاح الشفافية لكافة الجهات في ذات الوقت‪.‬‬

‫‪ -3‬كما أنه ل يجب أن تخل الشفافية بالمبادآئ العامة ذات الصالة بسرية العمل‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يعقب الشفافية مساءلة قانونية لظهار الخطاء ومحاسبة مرتكبيها‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫إن وج لودآ التنميللة الدآاريللة يعتللبر مللن المقومللات الساسللية لنجللاح الشللفافية الدآاريللة‪ ،‬لللذلك‬
‫لبللدآ مللن تحدآيللدآ العلقللة بينهمللا‪ ،‬باعتبللار التنميللة الدآاريللة هللي الجهلودآ الللتي يجللب بللذلها باسللتمرار‬
‫لتطللوير الجهللاز الدآاري للدآولللة سللعيال وراء رفللع مسللتوى القللدآرة الدآاريللة عللن طريللق وضللع الهياكللل‬
‫التنظيميل للة الملئمل للة لحاجل للات التنميل للة وتبسل لليط تنظيل للم العمل للل إواجراءاتل لله ومحاولل للة تنميل للة السل لللوك‬
‫اليجللابي للمللوظفين تجلاه أجهزتهللم والمتعلاونين معهلا‪ ،‬وتحسلين بيئلة العملل اللتي تللؤثر فلي الجهللاز‬
‫الدآاري‪ ،‬وتتأثر به وذللك لتحقيق أهدآاف خطط التنمية‪.‬‬

‫وهنللاك جملللة تللدآابير لتطللبيق دآعللم الشللفافية أقرتهللا المللم المتحللدآة فللي برنامجهللا لمكافحللة‬
‫الفسادآ نذكر أهمها فيما يلي‪ً:‬ا )المم المتحدة‪(29-28 :2008 :‬‬
‫تفعيل مقتضيات القانون المرتبطة بمكافحة الفسادآ واللتزام بأخلقيات المهنة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تشكيل هيئات خاصاة للكشف عن المعلومات وتوجيه التهام للمفسدآين الدآاريين‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫العمل على إصادآار قوانين وتشريعات جدآيدآة لمكافحة الفسادآ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫تنمية القيم الدآينية والتركيز على البعدآ الخلقي‪.‬‬ ‫‪-4‬‬


‫تبني ثقافة حق المعرفة والطلع على المعلومات‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫تمكين المستثمرين من الطلع على الوثائق والتقارير التي تمكنهم من ادآاء اعمالهم‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫العمل على حجب البيانات والوثائق التي قدآ تكون معرفتها تتجاوز مخاطر اخفائها‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫وضع إجراءات ومقتضيات إدآارية تمكن الموظف من البلغا عن الفسادآ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬


‫اعتمادآ معايير منضبطة لشغل المناصاب العمومية‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫تعزيز النزاهة والمانة والشفافية‪ ،‬اتخاذ إجراءات تأدآيبية ‪،‬قانونية في حق المخالفين‪.‬‬ ‫‪-10‬‬

‫ثالثلا‪ -‬دور الدارة بالشفافية في تحقيق التنمية‪:‬‬


‫إن الدآارة بالشللفافية تعتللبر مللن أهللم طللرق التنميللة والصالللح الدآاري وهللي بتلللك تجعللل‬
‫الحكومة والدآارة المحلية بمختلف أجهزتها تعمل في بيوت من زجاج كل ما بها مكشوف للعاملين‬
‫والجمهللور‪ ،‬ل تخفللي شلليئال ول توجللدآ بهللا دآهللاليز معتمللة‪ ،‬وهللي بللذلك تحقللق الجل لودآة الدآاريللة مللن‬
‫خلل‪ ،‬إشل لراك المل لواطنين فللي إدآارة شللؤونهم العامللة‪ ،‬واتخللاذ كافللة الجل لراءات الللتي تضللمن تزويللدآ‬
‫الم لواطنين بالبيانللات والمعلومللات الصاللادآقة عللن كافللة خططهللا وبرامجهللا وأنشللطتها وأعمالهللا‪ .‬مللع‬
‫إعلن أسباب ودآراسات الجدآوى المبررة لق ارراتها‪.‬‬
‫وتعتبر الدآارة بالشفافية من أساليب إدآارة الجودآة الشاملة والتي يجب على نظامنا الدآاري‬
‫فل للي دآول العل للالم الثل للالث أن يتضل للمنها ويعمل للل مل للن أجل للل تحقيل للق الفضل للل والج ل لودآ فل للي مختلل للف‬
‫المسللتويات الدآاريللة‪ ...‬وحللتى يكللون للشللفافية دآور مميللز فللي رفللع كفللاءة أجهلزة التنميللة هنللاك عللدآة‬

‫‪18‬‬
‫إجل لراءات وأسل للاليب لتحسل للين أدآاء المؤسسل للات فل للي المجتمع ل لات الناميل للة مل للا طالمل للا تل لوافرت الرادآة‬
‫الحقيقية لتحقيق ذلك‪ .‬ومن أهم تلك الساليب ما يلي‪ ) :‬أبو كريم‪(65: 2009 :‬‬
‫‪ -1‬دآع للم وتط للوير النظ للام الق للانوني والجه للاز القض للائي ب للالمجتمع‪ ،‬والتوصا لليات بإصا للدآار‬
‫قوانين جدآيدآة بشأن محاربة للفسادآ من خلل الجهاز القضائي الفعال‪.‬‬
‫‪ -2‬تكللوين لج للان للن ازه للة فللي المؤسس للات المختلفللة‪ ،‬وذل للك م للن خلل تنميللة الممارسللات‬
‫الدآارية الخلقية واللتزام بالقيم في أدآاء الوظائف المختلفة التي تقوم بها مؤسسات الدآولة‪.‬‬
‫إنشللاء وكللالت لمحاربللة الفسللادآ وذلللك بللأن تكللون قلوانين الدآولللة تسللمح بإنشللاء وفتللح‬ ‫‪-3‬‬
‫الهيئللات والمؤسسللات والجمعيللات لتقللدآيم النصاللح لرؤسللاء الدآارات والجهل لزة المختلفللة فيمللا يتعلللق‬
‫بالدآاء المؤسسي الذي يساعدآ في القضاء على الفسادآ الدآاري مستقبلل‪.‬‬
‫‪ -4‬تهيئل للة بيئل للة عمل للل صال للحية حيل للث تقل للوم علل للى ثلثل للة محل للاور هل للي أرضل للاء العل للاملين ‪،‬‬
‫و المتابعل للة الموضل للوعية‪ ،‬وبل للث روح الجماعل للة‪ ،‬فل شل للك أن الموظل للف الل للذي يتحقل للق لل لله الرضل للاء‬
‫الللوظيفي سللوف يكللون أكللثر حرصا للا مللن غي لره علللى اللللتزام بالممارسللات السللليمة والبتعللادآ عللن‬
‫الممارسات الفاسدآة‪.‬‬
‫‪ -5‬تط للبيق آلي للات المكاش للفة والمصا للارحة م للن خلل التأك للدآ عل للى ال للتزام م للوظفي القط للاع‬
‫الحك للومي بمس للؤولياتهم ع للن نش للر المعلوم للات للمل لواطنين ع للبر آلي للات منظم للة قانونل لال والل لردآ عل للى‬
‫استفساراتهم‪.‬‬
‫‪ -6‬تنميللة وعللي مللوظفي القطللاع العللام والمتعللاملين معلله بمختلللف أشللكال الفسللادآ ومعرفللة‬
‫الدآوات والسللاليب اللزمللة لمكافحللة وأهميللة بنللاء الشللفافية فللي النظمللة الدآاريللة والماليللة وكللذلك‬
‫فوائدآ تطبيق قيم الشفافية والنزاهة ونظم المحاسبة في محاربة الفسادآ‪.‬‬
‫‪ -7‬تبنل للي برنامل للج لتنميل للة ثقافل للة حل للق المعرفل للة والطلع وحل للق الحصال للول علل للى البيانل للات‬
‫والمعلومات لدآى الموظفين في كل ما يتعلق بمجتمعهم ‪.‬‬
‫‪ -8‬تنمية القيم الدآينية والتركيز على البعدآ الخلقلي فلي محاربلة الفسلادآ وذللك لن معظلم‬
‫حللالت الفسللادآ تتللم بسل لرية وبطللرق عاليللة المهللارة فيكللون مللن الصاللعب وضللع تشل لريعات وقل لوانين‬
‫تقضللي علللى أنمللاط الفسللادآ بصاللورة تامللة فللي ظللل هللذه السلرية واسللتغلل التقللدآم التقنللي فللي تغطيللة‬
‫الفسادآ‪ ،‬وبذلك يتضح جليلا دآور القيام الدآينية في مكافحلة الفسلادآ والقضلاء عليله‪ ،‬فل شلك أن القيلم‬
‫الدآينيللة فللي جميللع الللدآيانات السللماوية تللدآعو إلللى الفضلليلة واللللتزام بللالخلق فللي جميللع نل لواحي‬
‫السلوك البشري‪ ،‬ويقوم جوهر تلك القيم على فرض رقابة ذاتية على الفردآ في كل أعماله‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المحور الخامس‬
‫الخلصة والتوصيات‬
‫أولل‪ -‬الخلصة‪:‬‬

‫في العقدآ الخير من القرن المنصارم تنامي الوعي بقيمة النسان هدآفال ووسيلة في منظومة‬
‫التنمية الشللاملة‪ ،‬وبنلاء عللى ذللك كلثرت الدآ ارسلات والبحلوث والملؤتمرات الللتي أجريللت وعقللدآت لتحدآيلدآ‬
‫ماهيللة التنميللة مللن حيللث مفهومهللا وتحليللل مكوناتهللا وأبعادآهللا‪ ،‬كإشللباع الحاجللات الساسللية والتنميللة‬
‫الجتماعية‪ ،‬ورفع مستوى المعيشة أو تحسين نوعية الحياة‪.‬‬

‫من كل ما تقدآم يتضح أن الحاجة أصابحت ملحة لعادآة النظر بكل جدآية في منظومة‬
‫التعليللم‪ ،‬وم اركللز البحللوث‪ ،‬والرتقللاء بمسللتوى المناهللج والبحللث العلمللي‪ ،‬ومعايشللة عللالم اليللوم الللذي‬
‫بللات يعتمللدآ علللى المعرفللة الواسللعة والعلللوم المعاصا لرة‪ ،‬وبطريقللة س لريعة التغيللر والتطللور‪ ،‬وقللدآ آن‬
‫الوان لكي نتجلاوز التجاذبلات السياسلية اللتي ل طائلل من ورائهلا‪ ،‬والصالراعات الأيدآيولوجيلة اللتي‬
‫أدآت بنللا فللي مجتمعنللا الليللبي إلللى بللث الفرقللة والتنللاحر‪ ،‬وزرع العللدآاء والشللقاق بيللن أبنللاء الللوطن‬
‫الواحللدآ‪ ،‬وقللدآ سللاعدآ علللى استش لراء ذلللك‪ ،‬عللدآة عوامللل أهمهللا مللن ل يريللدآون لنللا السللتقرار‪ ،‬والللذين‬
‫يزعجهللم أن يللروا تقللدآمال يتحقللق فللوق الرض العربيللة الليبيللة‪ ،‬وعلللى الجللانب الخللر فللإن المنظوم لة‬
‫التعليميللة التقليدآيللة بمدآارسللنا وجامعاتنللا الللتي عجللزت عللن تعميللق روح البحللث العلمللي‪ ،‬ناهيللك عللن‬
‫عوامل تردآي الهوية والنتماء في نفوس كثير من أبنائنا وذلك جراء نظام اعتمدآ الدآكتاتورية والفقللر‬
‫أكثر من الدآيمقراطية والرفاهة لبنائه‪.‬‬
‫إن السبيل الوحيدآ أمام المة العربية‪ ،‬العلم والبحلث العلملي‪ ،‬والحفلاظ عللى الثقافلة والهويلة‬
‫حللتى ترتفللع هاماتنللا‪ ،‬إواذا فشللل العللرب فللي ذلللك فللإنهم سلليعطون فرصاللة جدآيللدآة وثمينللة لعللدآاء هللذه‬
‫المللة العظيمللة‪ ،‬ليعللادآ السللتعمار مللن جدآيللدآ الللذي سلليكرس جهللدآه لقهرنللا وتفتللت أوطاننللا‪ .‬وهللذا مللا‬
‫نخشاه في ظل ما يحدآث اليوم‪.‬‬

‫من خلل العلرض السلابق‪ ،‬حاولنلا تسلليط الضلوء عللى موضلوع‪ً:‬ا البحلث العلملي والشلفافية‬
‫وعلقة ذلك بإدآارة التنمية‪ ،‬وذلك مللن خلل اسللتعراض المفللاهيم ذات العلقللة‪ ،‬والمعوقللات الللتي تحللول‬
‫دآون توظيللف الب ارمللج التنمويللة بشللكل فعللال‪ ،‬وأيضل للا تللم اسللتعراض وتنللاول مفهللوم البحللث العلمللي‬
‫والسس التي يرتكز عليهلا‪ .‬وقلدآ انهينلا هلذا العملل المتواضلع بطلرح فكلرة إمكانيلة توظيلف الشلفافية‬

‫‪20‬‬
‫بشكل يخدآم التنمية‪ ،‬ليساهم هذا التوظيف بشكل أو بآخر في إعطاء قفزة علمية ومجتمعية للفرادآ‬
‫في المجتمع لتحمل مسؤولية وأعباء وقضايا مجتمعهم‪.‬‬

‫ثانيال‪ -‬التوصيات العامة‪:‬‬

‫م للن خلل الط للرح العلم للي للمح للاور الس للالفة ال للذكر وال للتي ه للدآفت إل للى توظي للف البح للث العلم للي‬
‫والشل للفافية فل للي إطل للار تفعيل للل إدآارة التنميل للة‪ ،‬مل للن أجل للل إحل للدآاث نهضل للة مجتمعيل للة شل للاملة لجل لوانب الحيل للاة‬
‫المعاشة‪ ...‬رأينا أن هناك جملة من التوصايات نعرضها في التي‪ً:‬ا‬

‫‪ (1‬أن يكللون البحللث العلمللي جللزءال رئيس لال مللن سياسللة الدآولللة الللتي تتمثللل فللي خطللة قوميللة شللاملة‬
‫للصالح والرتقاء بالمجتمع ككل‪.‬‬

‫‪ (2‬تللوفير قاعللدآة معلومللات عللن المل لواردآ والحل لوال الوطنيللة وهللذا مطلللب يقتضلليه السللتغلل‬
‫المثل للل للل للثروات الطبيعيل للة الوطنيل للة والحفل للاظ علل للى البيئل للة المحليل للة فل للي مواجهل للة التلل للوث‬
‫والستنزاف غير الراشدآ‬

‫‪ (3‬متابعة التطورات في دآنيا العللم والتقنيلة واكتسلاب خلبرة مباشلرة بأدآائهلا فلي التنميلة الوطنيلة‬
‫وتقييمها على أساس فهم عميق لحقائقها وتحدآيدآ الفوائدآ والضرار‬

‫‪ (4‬تبني إقامة مؤسسات ومعاهدآ متخصاصاللة تعنللى بشللؤون البحللوث العلميلة والتطبيقيلة‪ ،‬مثلل‬
‫إقامللة مركللز للتنميللة والتطللوير‪ .‬لن هنللاك غيابللا لم اركللز البحللاث والدآ ارسللات ذات العلقللة‬
‫بعمليل للة التنميل للة‪ ،‬وبالتل للالي فل للإن اهتمام ل لال خاصا ل ل ا يجل للب أن ينصال للب علل للى تكل للوين ورعايل للة‬
‫مؤسسات البحاث والدآراسات في مختلف الجوانب المتعلقة بالعملية التنموية‪.‬‬

‫‪ (5‬اعتبللار الشللفافي ة مس للؤولية جماعي للة تش للترك فيهللا الجهل لزة الرسللمية والش للعبية عل للى جميللع‬
‫مستوياتها المركزية والمحلية تحقيقال لمبدآأ المشاركة في صانع الق اررات وتنفيذها‪.‬‬

‫‪ (6‬تأكيللدآ فك لرة ربللط السياسللة التعليميللة علللى جميللع المسللتويات بللالخطط التنمويللة القتصاللادآية‬
‫والجتماعية‪ ،‬والطلب من المؤسسات التربوية والثقافية بتطوير المناهج وأسللاليب التللدآريس‬
‫التي تعمل على زرع البدآاع والبتكار‬

‫‪ (7‬المراجعات المنتظمة لحاجات التدآريب والتطوير والتنمية والشفافية لدآى العاملين جميعلا‪.‬‬

‫‪ (8‬التقييم المنتظم لدآارة التنمية‪ ،‬لتقييم النجاز‪ ،‬وتحسين فاعليتها المستقبلية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ (9‬توظيف ثورة المعلومات والتصاالت والتقنية‪ ،‬وما أحللدآثته مللن تحللولت جوهريللة‪ ،‬خاصاللة فللي‬
‫إعدآادآ وتنمية المواردآ البشرية ونوعياتها‪ ،‬إواحدآاث نوعيات جدآيدآة من العمل‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬مـراجـع ومـصـادر الـورقـة‪:‬‬

‫‪ -1‬أبوالقاسم‪ ،‬إبراهيم )‪ ،(2010‬البحت العلمي في العلوم النسانية وأثره علككى التنميككة المسككتدامة فككي الككوطن‬
‫العربي‪ ،‬القاهرة‪ :‬جامعة الدول العربية‪.‬‬

‫‪ -2‬أبو كريم‪ ،‬أحمد فتحي )‪،(2009‬الشفافية والقيادة في الدارة‪ ،‬عمان‪ :‬دار حامد للنشر‪.‬‬

‫‪ -3‬المككم المتحككدة لمكافحككة الفسككاد)‪ (2008‬الككدليل التشككريعي الصككادر عككن مكتككب المككم المتحككدة‪ ،‬المعنككي‬
‫بالمخدرات والجريمة‪ ،‬شعبة شؤون المعاهدات– فيينا‪ -‬منشورات المم المتحدة– نيويورك‪.‬‬

‫‪ -4‬الجوهري‪ ،‬محمد محمود )‪(2015‬علم اجتماع التنمية‪ ،‬الردن‪ :‬دار المسيرة‪.‬‬

‫‪ -5‬الحجازي‪ ،‬المرسي السيد )‪ ،(2001‬تكاليف اجتماعية للفساد‪ ،‬مجلكة المسكتقبل العربكي‪ ،‬بيككروت‪:‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬العدد‪.266:‬‬

‫‪ -6‬الحريككري‪ ،‬جاسكم محمككد)‪ (2006‬دور ثقافككة حقكوق النسكان فكي التحككول الككديمقراطي والتنميككة‬
‫المستدامة في المنظمة العربية ‪ ،‬مجلة شؤون عربية العدد ‪.125‬‬

‫‪ -7‬العبيدي‪ ،‬حليمة سعد )‪ ، (2002‬مدى إلمككام مككديري الدارة العليككا بمفهككوم إدارة الجككودة الشككاملة‪:‬‬
‫دراسة تطبيقية على المنظمات الصككناعية والخدميككة العامككة العاملككة فككي نطككاق منطقككة بنغككازي‪،‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬أكاديمية الدراسات العليا‪ -‬بنغازي‪.‬‬

‫‪ -8‬العيسى‪ ،‬جهينة سلطان )‪ ،(1999‬علم اجتماع التنمية‪ ،‬دمشق‪ :‬الهالي للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ -9‬آل غصاب‪ ،‬عبد ا بن ناصر بن عبد ا)‪ (2008‬بحث مقدم استكمال لمتطلبات الحصكول علكى‬
‫درجة الماجستير في العدالة الجنائية‪ ،‬التخصص السياسة الجنائية‪ ،‬جامعككة نككايف العربيككة للعلككوم‬
‫المنية للمملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ -10‬اللوزي‪ ،‬موسى )‪ ،(2002‬التنمية الدارية‪ ،‬ط ‪ ،2‬الردن‪ :‬دار وائل‪.‬‬

‫‪ -11‬المغربي‪ ،‬عبد السلم محمد )‪ ، (2003‬فلسككفة إدارة الجككودة الشككاملة ومعوقككات التطككبيق‪ :‬دراسككة‬
‫ميدانية على عينة من المنظمكات الصككناعية الليبيككة الككتي تقكع إداراتهكا الرئيسكية بمدينككة بنغككازي‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬أكاديمية الدراسات العليا فرع بنغازي‪.‬‬

‫‪ -12‬المغربي‪ ،‬عبد الحميد عبد الفتاح )‪ ،(2001‬إدارة الموارد البشرية‪ ،‬المكتبة العصرية بالمنصورة‪.‬‬

‫‪ -13‬أنس‪ ،‬إبراهيم)‪ ،(1985‬المعجم الوسيط‪ ،‬معجم اللغة‪ ،‬ج ‪ ،2‬بيروت‪ :‬دار إحياء الثرات العربي‪.‬‬

‫‪ -14‬بسام‪ ،‬العمككوش)‪ ،( 2000‬السياسككات الحكوميككة والشككفافية‪ ،‬المككؤثمر الول لمؤسسككات الرشككيف‬


‫العربي حول الشفافية‪ ،‬الردن‪.‬‬

‫‪ -15‬بهاء الدين‪ ،‬حسين كامل)‪ (1997‬التعليم والمستقبل‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -16‬بلل‪ ،‬محمد إسماعيل )‪ ،(2004‬إدارة الموارد البشرية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة – السكندرية‪.‬‬

‫‪ -17‬بيت المال‪ ،‬أحمد عبد ا )‪ ،(2002‬تقييم أهداف خطط التنمية في ليبيكا‪ ،‬المكؤتمر العلمكي ح ول‬
‫تنمية القتصاد في ليبيا‪ ،‬للهيئة القومية للبحث العلمي ‪ :‬مركز بحوث العلوم القتصادية بنغازي‪.‬‬

‫‪ -18‬تقرير منظمة اليونيسكو)‪ ،(2008‬المنظمة العلمية للتربية والثقافة والعلوم‪ -‬التابعة للمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ -19‬تقرير التنمية النسانية العربية‪.(2003) ،‬‬


‫‪23‬‬
‫‪ -20‬خيري‪ ،‬مجد الدين )‪ ) (1994‬الزمككة التنمويككة الراهنككة فككي القطككار العربيككة (‪ ،‬مجلككة شككئون‬
‫عربية‪ ،‬العدد ‪ ،78‬يونيو‪ ، -‬تصدر عن المانة العامة لجامعة الدول العربية – القاهرة‪.‬‬

‫‪ -21‬دراكككر‪ ،‬بيككتر)‪ ، (1996‬الدارة‪ :‬المهككام – المسكؤوليات – التطبيقككات‪ ،‬ت‪ :‬محمككد عبككد الكريككم‪،‬‬
‫القاهرة‪ :‬الدار الدولية للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ -22‬درويش‪ ،‬إبراهيم)‪ ،(1997‬التنمية الدارية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬

‫‪ -23‬رشيد‪ ،‬أحمد)‪ (1981‬نظرية الدارة العامة‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار المعارف‪.‬‬

‫‪ -24‬عبد الرحمن‪ ،‬أسامة)‪ ،( 2003‬تنمية التخلف وإدارة التنمية فككي الككوطن العربككي والنظككام العككالمي‬
‫الجديد ‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬سلسلة الثقافة القومية‪ ،‬العدد ‪.32‬‬

‫‪ -25‬عبد اللطيف محمود )‪ ) ،(1993‬تحديات بناء البشر في الوطن العربي في القرن القادم ( مجلة‬
‫شئون عربية‪ ،‬العدد ‪ ،74‬يونيو‪ ،،‬تصدرها المانة العامة لجامعة الدول العربية – القاهرة‪.‬‬

‫‪ -26‬فوزي‪ ،‬سامح )‪ ، (2004‬السس العلمية للمعرفة‪ ،‬القاهرة‪ :‬المركز الدولي للدراسات المستقبلية‪.‬‬

‫‪ -27‬قاسم‪ ،‬حشمت )‪ ،(1994‬المعلومات و الميككة المعلوماتيككة فككي مجتمعنككا المعاصككر‪ ,‬التجاهككات‬


‫الحديثة في المكتبات والمعلومات ‪ :‬الكتاب سنوي‪ ،‬العدد ‪.1‬‬

‫‪ -28‬قاموس ويبستر الجديد للقككرن العشككرين)‪ ،(2002‬باللغككة النكليزيككة‪ ،‬نقل عككن‪ :‬كامككل المغربككي‪،‬‬
‫أسكاليب البحث العلمي‪ ،‬عمكان‪ :‬دار الثقافكة للنكشر‪.‬‬

‫‪ -29‬مصلح‪ ،‬عبير)‪ ،( 2010‬النزاهة والشفافية والمساءلة فككي مواجهككة الفسككاد‪ ،‬إصككدار الئتلف مككن‬
‫أجل النزاهة والمساءلة ‪ /‬أمان‪ ،‬رام ا‪ -‬فلسطين‪.‬‬

‫‪ -30‬مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات‪ ،‬جنيف‪.(2003) ،‬‬

‫‪ -31‬الطوخي‪ ،‬سامي )الدارة بالشفافية(‪www.kenanaonline.com :‬‬

‫‪32-‬‬ ‫‪Jan Johnston, Bobbie McClelland, (1991) The Changing Environment,‬‬


‫‪Gower Handbook of Training and Development, Gower Pub Co. limited,‬‬
‫‪England.‬‬

‫‪24‬‬

You might also like