Professional Documents
Culture Documents
الجانب الثاني :وسطية عقيدة اهل السنة والجماعة مقارنة بالمذاهب والفرق األخرى:
أ -وسط في باب الصفات بين:
-1المعطلة :ممن نفوا صفات هللا وعطلوها كليا أ اثبتوا بعضها ونفوا بعضها االخر بحجة تنزيه هللا عن
مشابه المخلوقين.
-2المشبهة :ممن غلوا في االثبات وجعلوا صفات هللا كصفات المخلوقين ومثلوا هللا تعالى بخلقه.
اما اهل السنة فيثبتون هلل سبحانه كل ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله ﷺ دون تعطيل او تكييف او تمثيل.
ب -وسط في باب أسماء الدين وااليمان "وهي األسماء التي رتب هللا عليها وعدا ووعيدا كمؤمن ومسلم وكافر
وفاسق ونحو ذلك" بين:
-1الوعيدية :الذين سلبوا عن العاصي اسم االيمان في الدنيا وسموه إما:
(كافرا كما تقول "الخوارج") او (في منزلة بين المنزلتين كما تقول "المعتزلة").
-2المرجئة والجهمية :ممن يخرجون العمل عن مسمى االيمان ،ويرون ان العاصي مؤمن كامل االيمان.
فأهل السنة يرون انه ال يصلح إطالق االسم وال ترتيب الوعد والعيد عليه اال وفقا لما جاءت به النصوص
الشرعية.
ت -وسط في باب القضاء والقدر وافعال العبد بين:
-1الجبرية :ممن غلو في اثبات القدر حتى سلبوا االنسان قدرته واختياره وجعلوه مثل ريشة في مهب الريح
فال قدرة له وال فعل وانما هو مجبر على افعاله.
-2القدرية :ممن جعلوا العبد مستقال بفعلة وخالقا له وليس للقدرة والمشيئة االهية دخل في أفعال العبد مطلقا.
فأهل السنة قالوا ان لإلنسان اختيارا وإرادة وهو مسؤول تماما عن افعاله االختيارية ،لكن كل فعل له انما
يقع بمشيئة هللا وقدرته.
ث -وسط في أصحاب رسول هللا ﷺ بين الشيعة والخوارج والنواصب:
-1الخوارج :ممن كفروا كثيرا من الصحابة وال البيت.
-2الشيعة :ممن غلوا في علي رضي هللا عنه واهل بيته ووقعوا في ابي بكر وعمر وطائفة من كبار
الصحابة بل ذهبوا الى تكفير جل الصحابة.
-3النواصب :ممن عادوا عليا رضي هللا عنه واهل البيت وانتقصوا كثيرا من مكانتهم وجحدوا ما صح من
مناقبهم.
فأهل السنة يحبون الصحابة جميعا ويوالونهم وال يكفرون أحدا منهم ،ويحبون ال البيت ويوالونهم ويعرفون
لهم قدرهم وال يغلون فيهم.
ج -وسط في باب المنقول والمعقول بين:
-1طائفة غلت في المعقوالت وقد وقدمتها على نصوص الشرع.
-2طائفة أخرى جفت عن المعقوالت وأهملتها بالكلية.
فأهل السنة يعتمدون على النقل الصحيح والعقل الصريح ،ويعظمون النصوص ويقدرونها حق قدرها،
ويرون ان العقل يشهد لصحة النقل ويفق معه.
ح -وسط في باب التزكية وأعمال القلوب بين:
-1نفر من الفقهاء :الذين انشغلوا باألعمال الظاهرة وتعمقوا في احكامها مهملين اعمال القلوب واصالحها.
-2المتكلمين والفالسفة :الذين انشغلوا بقضايا المعقول وعويص المسائل بكل ما فيها من جفاف وجمود
وقسوة للقلب.
-3الصوفية :الذين أهملوا العلم وجعلوا ترقيق القلب بكل وسيلة غاية لهم بغض النظر مشروعية الوسائل
المؤدية لذلك.
فأهل السنة جمعوا بين الخير كله فانشغلوا بالعلم الشرعي واعطوا مسائل الفقه واعمال الجوارح الظاهرة
حقها من البحث والتحقيق ،مع االهتمام بتزكية النفوس وإصالح القلوب من خالل ادلة الشرع ،مقتصرين
على ما جاء في الكتاب والسنة.
الصفحة |7
-4الوضوح:
• من سمات العقيدة اإلسالمية الوضوح والبيان ،وخلوها من التعارض والتناقض والغموض والتعقيد في الفاظها
ومعانيها.
• ذلك ألنها مستمدة من كالم هللا ومن كالم رسوله ﷺ الذي ال ينطق عن الهوى.
-5موافقتها للفطرة:
• العقيدة اإلسالمية ليست غريبة عن الفطرة وال مناقضة لها بل هي منطبقة عليها تماما االنطباق.
• يتجلى وصف العقيدة بالفطرة من وجهين:
.1هي عقيدة فطرية ،بمعنى انها مغروسة في نفس االنسان منذ والدته ونشاته األولى ،وكل ما يحتاجه هو
التذكير بتلك الحقيقة الراسخة والمستقرة في وجدانه.
.2هي عقيدة فطرية بمعنى اخر ،وهي انه ال توجد حقيقة من حقائق العقيدة اإلسالمية تتعارض او تتناقض مع
الفطرة اإلنسانية السوية.
• كل أصول العقيدة اإلسالمية كاإليمان باهلل وتوحيده والنبوات والبعث والجزاء يمكن للفطرة البشرية ان تهتدي
اليه بيسر وسهولة.
• ان فطرية العقيدة اإلسالمية فرع عن فطرية دين اإلسالم كما قال سبحانه:
ّللا ۚ
ق َّ ِعلَ ْيهَا َال تَ ْبدِي َل ِل َخ ْل ِ
اس َط َر النَّ َ ّللا الَّتِي فَ َ ِين َحنِيفًا ۚ فِ ْط َرتَ َّ ِ َٰ﴿أَقِ ْم َوجْ َهكَ ِللد ِ
اس َال يَ ْعلَ ُمونَ ﴾ (الروم.)30 : َٰ
الدينُ ا ْلقَ ِي ُم َولَ ِكنَّ أَ ْكثَ َر النَّ ِ
ذَ ِلكَ ِ
-6اليسر والسهولة:
• هي من خصائص العقيدة اإلسالمية النابعة من طبيعة اإلسالم ذاته.
• دين اإلسالم كله بعقائده وشرائعه واخالقه ،يسر ال عسر فيه بأي وجه من الوجوه.
• الحرج والمشقة مرفوعان ومنفيان جملة وتفصيال ،والتخفيف عند وجود المشقة قاعدة اصيلة من قواعد الدين.
• اإلشارة الى يسر الدين وانتفاء الحرج والمشقة تكرر كثيرا في الكتاب والسنة ومن ذلك:
س َر﴾ (البقرة.)185 : س َر َو َال يُ ِري ُد ِب ُك ُم ا ْلعُ ْ ّللاُ ِب ُك ُم ا ْليُ ْ
قوله تعالى﴿ :يُ ِري ُد َّ
ض ِعيفًا﴾ (النساء.)28 : سانُ َ اإل ْن َ
ق ِْ ع ْن ُك ْم َو ُخ ِل َ ف َ ّللاُ أَ ْن يُ َخ ِف َوقوله سبحانه﴿ :يُ ِري ُد َّ
ع ْن ُك ْم﴾ (االنفال.)66 : ّللاُ َ
ف َّ وقوله تعالىْ ﴿ :اآلنَ َخفَّ َ
. المقدمة الخامسة :سمات أهل السنة والجماعة وأبرز اصولهم المنهجية
• أهل السنة والجماعة:
-1هم من كان على ما كان عليه النبي ﷺ واصحابه.
-2وهم المتمسكون بسنة النبي ﷺ ,وهدي الصحابة والتابعين ،وأئمة الهدى المتبعين لهم.
-3هم الذين استقاموا على االتباع وابتعدوا عن االبتداع في أي مكان وزمان.
-4هم باقون منصورون الى يوم القيامة.
• اهل السنة والجماعة سموا بذلك :النتسابهم لسنة النبي ﷺ واجتماعهم على االخذ بها (ظاهرا وباطنا ،في :القول،
والعمل ،واالعتقاد).
• اهم السمات واألصول الي تميز اهل السنة والجماعة عن غيرهم:
.1االعتصام بكتاب هللا والسنة.
.2الدخول في الدين كله ،وااليمان بالكتاب كله.
.3هم اهل الوسط واالعتدال بين اإلفراط والتفريط ،وبين الغلو والجفاء.
.4يعظمون أصحاب رسول هللا ﷺ ,ويثنون عليهم ويعتقدون عدالتهم ويكفون عما شجر بينهم.
.5يجلون السلف الصالح.
.6جمعهم بين النصوص في المسألة الواحدة وردهم المتشابه الى المحكم ،ورفضهم التأويل الفاسد.
.7حرصهم على نشر العقيدة الصحيحة.
.8الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحق.
.9محبة بعضهم لبعض.
هم اعرف الناس بالحق وارحمهم بالخلق وأكثر الناس عدال وانصافا. .10
هم القدوة والنموذج لكل سائر الى هللا بثباتهم على الحق وعدم تقلبهم وتذبذبهم. .11
الصفحة |8
. الوحدة الثالثة :أصول العقيدة – األصل األول :اإليمان باهلل تعالى
. مقدمة
اإليمان باهلل وتوحيده هو أصل هذا الدين وأساسه وعليه مدار اإلسالم كله. •
اإليمان باهلل هو "اول الدين واخره ،وباطن الدين ،وظاهره". •
إذا تحقق هذا االيمان كان ركيزة لما بعده من حقائق الدين ،سواء ما كان منها عقديا يطلب تحمله بالتصديق القلبي، •
او ما كان شرعيا يطلب تحمله بالعمل السلوكي.
إذا خالط هذا اإليمان الشك او ناقضه الجحود انهدم ما بعده من حقائق الدين ،ولم يعد اإليمان بها أو العمل بحسبها •
يساوي شيئا في ميزان الدين.
اإليمان باهلل وتوحيده هو أصل العقيدة ومحورها ،وركنها األول واألهم. •
اإليمان باهلل بالنسبة لبقية أركان العقيدة (اإليمان بالمالئكة والكتب والرسل واليوم االخر والقضاء والقدر) مثل أصل •
الشجرة بالنسبة للساق والفرع.
بقدر رسوخ ووثاقة اإليمان باهلل في قلب المكلف ،بقدر ما يكون اإليمان بالعقيدة اإلسالمية "عامة" راسخا وثابتا، •
والعكس صحيح.
المتأمل لكتاب هللا يلحظ أن "التوحيد هو سر القران ،ولب اإليمان". •
وكل اية في القران هي متضمنة للتوحيد شاهة به ،داعية اليه. •
ال يتم اإليمان باهلل على وجه الصحيح الواجب شرعا ،إال إذا امن المكلف بهذه األمور األربعة ،وهي: •
.1اإليمان بوجود هللا.
.2اإليمان بربوبية هللا (توحيد الربوبية).
.3اإليمان بألوهية هللا (توحيد األلوهية).
.4اإليمان بأسماء هللا وصفاته (توحيد األسماء والصفات).
. أوال :اإليمان بوجود هللا
أدلة وجود هللا مجملة فيما يلي:
أوال :دليل الفطرة:
اول األدلة على وجود هللا ﷻ ليس شيئا خارجا عن كيان االنسان بل هو الفطرة التي فطر هللا الناس عليها وهي •
اإلسالم.
ونعني بالدليل الفطري :ذلك الشعور الغامر بان فوق الكائنات المحدودة المتناهية الها عظيما يهيمن على كل شيء، •
ويدبر كل امر ،يرجى ويخشى ،ويعظم وبقصد.
ثمة شواهد وادلة عديدة تؤكد فطرية وجود هللا ،منها: •
.1األدلة من الكتاب والسنة :ومن ذلك
ُونَ َ ْ َّ َ َ سأ َ ْلتَ ُه ْم َم ْن َخلَقَ ُه ْم ليَقول َّ
ّللاُ ۚ فأن َٰى يُؤفك ﴾ (الزخرف.)87 : نَُّ ُ َ ﴿ولَئِ ْن َ
قوله تعالىَ :
.2الشاهد النفسي :يجد االنسان في نفسه عند لحظات الصفاء والتحرر من ضغوط الحياة شوقا الى قوة قادرة
وعظيمة ،يطلب عندها الحماية واالمن.
.3الشاهد االجتماعي التاريخي :حيث يشهد تاريخ االنسان انه لم يخلوا مجتمع بشري قط من اإليمان بأن يتخذ
معبودا.
يبقى تساؤل مهم ،وهو :إذا كان اإليمان فطرة في النفس فكيف نفسر ظاهرة الكفر واإللحاد عند بعض البشر؟ •
الجواب :أن اإليمان باهلل وإن كان فطرة راسخة في النفس ،إال كان هناك غواشي وحواجبا قد تطرأ عليه فتطمسه
وتغطيه.
الصفحة |9
. الوحدة الرابعة :األصل الثاني :االيمان بالمالئكة – األصل الثالث :االيمان بالكتب
. األصل الثاني :االيمان بالمالئكة
المالئكة عالم غيبي كريم خلقهم هللا عز وجل من نور. •
وعلى كل مسلم ان يصدق تصديقا جازما بوجود المالئكة. •
ْ ُ
سو ُل بِ َما أ ْن ِز َل ِإلَ ْي ِه ِم ْن َربِ ِه َوال ُمؤْ ِمنُونَ ِ الداللة على وجوب اإليمان بالمالئكة في قوله تعالى﴿ :آ َمنَ الر ُ •
س ِل ِه﴾ (البقرة.)285 : ُكل آ َمنَ بِاّللِ َو َم َالئِ َكتِ ِه َو ُكتُبِ ِه َو ُر ُ
منكر وجود المالئكة كافر وضال ،قال تعالى: •
ض َال ًال َب ِعيدًا﴾ (النساء.)136 : ضل َ س ِل ِه َو ْال َي ْو ِم ْاآل ِخ ِر فَقَ ْد َ
﴿و َم ْن َي ْكفُ ْر ِباّللِ َو َم َال ِئ َك ِت ِه َو ُكت ُ ِب ِه َو ُر ُ
َ
صفات المالئكة ال َخ ْل ِقية: •
.1مخلوقين من نور.
.2خلقهم سابق على خلق ابينا ادم عليه السالم.
.3خلف المالئكة عظيم جدا من حيث القوة ،وجمال الشكل.
.4وهب هللا المالئكة القدرة على التشكل في صور مغايرة لهيئتهم االصلية ومنها الصورة البشرية.
.5األصل أن مساكن المالئكة ومنازلهم في السماء.
.6المالئكة يختلفون عن االنس والجن انهم ال يأكلون وال يشربون.
صفات المالئكة ال ُخلُ ِقية: •
-1انهم عباد مكرمون وانهم كرام بررة ،وانهم سفرة بين هللا ورسله وانبيائه.
-2انهم طائعون هلل طاعة تامة ،وال يمكن الحد منهم ان يسبق هللا بقول أو فعل ،أو يتقدم بين يديه مقترحا أو
معترضا على امر من أوامره ،وال يتكلم الواحد منهم اال بإذن هللا وامره ،كما ال يشفعون اال لمن ارتضى
سبحانه ،وهم خائفون من هللا اشد الخوف.
-3انهم في عبادة دائمة وتسبيح ال ينقطع دون ان يصيبهم سأم أو ملل.
-4انهم منظمون في كل شؤونهم من عبادة وغيرها ،وهم ال يتقدمون وال يتأخرون عن الموضع أو المقام الذي
امرهم هللا به ،وفي مجيء المالئكة يوم القيامة يأتون صفوفا منتظمين.
-5انهم يتأذون من كل ما هو كريه من األصوات أو الروائح غير الطيبة التي يتأذى منها بنو ادم ،وكذلك انهم
يستحون استحياء يليق بحالهم.
أسماء المالئكة الذين ورد ذكرهم في القران والسنة الصحيحة: •
.1جبريل وميكال (أو ميكائيل) عليهما السالم ،في قوله تعالىَ ﴿ :م ْن
عدُو ِل ْلكَافِ ِرينَ ﴾ (البقرة.)98 : س ِل ِه َو ِجب ِْري َل َو ِميكَا َل فَ ِإنَّ َّ َ
ّللا َ لِل َو َم َالئِ َكتِ ِه َو ُر ُ كَانَ َ
عد ًُّوا ِ َّ ِ
.2إسرافيل عليه السالم ،حيث كان من دعاء النبي ﷺ( :اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل.)...
علَ ْينَا َربُّكَ ۚ قَا َل ِإنَّ ُك ْم َما ِكثُونَ ﴾
ض َ .3مالك خازن النار ،ورد ذكره في قوله تعالىَ ﴿ :ونَاد َْوا يَا َما ِلكُ ِليَ ْق ِ
(الزخرف.)77 :
.4منكر ونكير وهما الملكان الموكالن بسؤال القبر.
اروتَ ﴾ اروتَ َو َم ُ علَى ا ْل َملَ َكي ِْن ِببَا ِب َل َه ُ ُ
.5هاروت وماروت ،ورد ذكرهما في قوبه تعالىَ ﴿ :و َما أ ْن ِز َل َ
(البقرة.)102 :
وظائف المالئكة: •
-1أعظم وظائف المالئكة وأجلها شأنا السفارة بين هللا ورسله ،والنزول بالوحي ورسالة هللا إلى أهل األرض،
والملك الموكل بهذه المهمة هو أفضل المالئكة وأمين الوحي جبريل عليه السالم والذي وصف بالكثير من
األوصاف العظيمة ،واضافة الى نزول جبريل عليه السالم بالقران فقد كان ينزل على النبي ﷺ في مواقف
عدة منها( :تعليمة الصالة ،ومدارسته القران ،ورقيته لما اشتكى ،وقتاله المشركين الى جانب المصطفى ﷺ).
-2من أصناف المالئكة حملة العرش ،وهم ثمانية ،دائمو التسبيح بحمد ربهم واالستغفار للمؤمنين والدعاء لهم
بدخول الجنة والنجاة من النار.
ا ل ص ف ح ة | 14
-3خزنة جهنم:
oوهم المالئكة الذين وكلهم هللا تعالى بحراسة جهنم والقيام عليها وتعذيب الكافرين حينما يدخلونها.
oقد أخبر هللا تعالى ان هؤالء الخزنة يوبخون الكافرين على استمرارهم في الكفر بعد مجيء الرسل،
ويأمرونهم بدخول جهنم التي يستحقونها ألنهم استكبروا عن االيمان بربهم.
oوأخبر هللا سبحانه ان اهل النار يطلبون من الخزنة ان يسألوا هللا تخفيف العذاب عنهم فال يظفرون من
وراء ذلك بطائل.
oوقد ورد اسم رئيس هؤالء الخزنة وهو مالك عليه السالم.
oكذلك أخبر سبحانه ان خزنة النار غالظ شداد ممتثلون ألمر ربهم وال يعصونه في أي شيء مما
يأمرهم.
oوأما عددهم فهو تسعة عشر " ,"19وقد جعل هللا هذا العدد فتنة لالختبار واالمتحان ،اذ ربما ظن
الكافرون او المنافقون ضالة هذا العدد وقلته ،مع ان الملك الواحد من حيث القوة يكفي إلهالك العالم
بأسره.
-4خزنة الجنة وهم القائمون على امرها واستقبال الموحدين فيها وتحيتهم بأحسن تحية "السالم عليكم".
-5ملك الموت ومن معه من المالئكة الموكلين بقبض األرواح ،وقد ذكر في الران ملك الموت وحدة تارة،
وذكرت المالئكة بصيغة الجمع تارة أخرى ،ويجمع بين االمرين بان ملك الموت له أعوان يقبضون معه
أرواح العباد ،او يتلقفونها إذا استل الروح من الجسد.
-6الملك الموكل بالنفخ في الصور وهو اسرافيل عليه السالم ،وقد جاء في القران ان هناك نفختين ،يصعق
الخلقة على إثر النفخة األولى ثم يبعثون على إثر الثانية ،وسمى النبي ﷺ اسرافيل بصاحب القرن.
-7المالئكة الموكلون بالظواهر الكونية المختلفة مثل تدبير امر المطر والرياح والسحاب والنبات والجبال
وسائر أمور الكون ،وقد تكرر ذكرهم في القران على سبيل اإلجمال في طلع سورة الصافات والمرسالت
والنازعات.
• ثمرات االيمان بالمالئكة:
.1عصمة المؤمن من الوقوع في الخرافات واالوهام.
.2العلم بعظمة هللا تعالى وقوته وسلطانه.
.3العلم بتكريم هللا لبني ادم وشكره سبحانه على عنايته بهم.
.4االستقامة على منهج هللا عز وجل.
.5اإلحساس بالمسؤولية والجزاء.
.6الصبر والثبات.
. األصل الثالث :االيمان بالكتب
المقصود بهذا الركن :هو التصديق الجازم بأن هلل كتبا انزلها على انبيائه ورسله ،وهي من كالمه حقيقة ،وأنها •
نور وهدى ،وكل ما تضمنته حق وصدق وال يعلم عددها اال هللا.
الواجب االيمان بها اجماال اال ما ورد منها مفصال فيجب االيمان بها على التفصيل. •
ومن ادلة القران والسنة الصحيحة على وجوب االيمان بكتب هللا ورساالته: •
﴿والَّ ِذينَ يُ ْؤ ِمنُونَ بِ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَ ْيكَ َو َما أ ُ ْن ِز َل ِم ْن قَ ْب ِلكَ َوبِ ْاآل ِخ َر ِة ُه ْم يُوقِنُونَ ﴾ (البقرة.)4 :
قال تعالىَ :
الكتب اإللهية الواجب االيمان بها :بحسب ترتيبها التاريخي: •
.1صحف إبراهيم عليه السالم.
.2التوراة :وهو كتاب هللا الذي اوحاه الى موسى عليه السالم.
.3الزبور :هو كتاب هللا الذي اوحاه الى داود عليه السالم.
.4اإلنجيل :كتاب هللا الذي انزله على عبده ورسوله عيسى بن مريم عليه السالم.
.5القران الكريم :هو كتاب هللا الخاتم ووحيه األخير الذي انزله على عبده ورسوله محمد ﷺ.
ا ل ص ف ح ة | 15
-3نزول عيسى بن مريم عليه السالم من السماء الى األرض حكما عدال فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقضي
على الدجال.
-4خروج يأجوج ومأجوج :وهم خلق كثير ،ال قدرة ألحد بقتالهم.
-5هدم الكعبة على يد ذي السوقتين من الحبشة.
-6الدخان :وهو دخان عظيم من السماء يغشى الناس ويعمهم.
-7رفع القران من األرض الى السماء فال يبقى منه ايه في سطر وال صدر إال رفعت.
-8طلوع الشمس من مغربها.
-9خروج الدابة :وهي مخلوق عظيم.
-10خروج نار عظيمة تخرج من عدن "من اليمن" تحشر الناس الى محشرهم وهي اخر العالمات العظام.
. ضوابط منهجية للتعامل مع اشراط الساعة وفتن اخر الزمان
اشراط الساعة كلها من األمور الغيبية ،المتوقفة على ما ورد في القران والسنة. .1
المقصد من معرفة اشراط الساعة وفتن اخر الزمان ،هو التهيؤ وحسن االستعداد والحذر من الفتن والبعد عن .2
مظانها.
الواجب على كل مسلم هو االقتصار على ما ورد في النصوص دون زيادة او نقصان وعدم السؤال عما ال فائدة .3
من ورائه.
من الخطأ البين ما وقع فيه البعض من تفسير اشراط الساعة وفتن اخر الزمان بعقولهم أو تنزيل بعض احداثها .4
على واقع معين او اشخاص بعينهم.
ال بد ان ينتبه المسلم الى الفرق بين الحكم القدري والحكم الشرعي. .5
ضرورة البعد عن الوقوع في حالة اليأس أو التشاؤم او اإلحباط او ان يركن المسلم الى السلبية وانتظار ما يأتي .6
دون سعي منه او عمل صالح يغير من حال االمة.
. القيامة الكبرى وأسماؤها
• قد سمى هللا ذلك اليوم "الذي يحل فيه الدمار بهذا العالم ،ثم يعقبه فيه البعث والنشور للجزاء والحساب" بأسماء
كثيرة منها( :يوم القيامة – اليوم االخر – الغاشية – القارعة – الحاقة – الصاخة – الطامة الكبرى – يوم
الحسرة – يوم الدين – يوم االزفة – يوم الفصل – يوم الوعيد – يوم التغابن) ،وغيرها.
• ان كل ما عظم شأنه :تعددت صفاته وكثرت اسماؤه.
• األمور العظيمة في يوم القيامة:
-1النفخ في الصور:
❖ الصور في لغة العرب هو القرن.
❖ النافخ في الصور هو اسرافيل عليه السالم ،وهو مستعد دائما للنفخ فيه منذ خلقه هللا بل انه التقم القرن
بالفعل وصغى سمعه منتظرا االمر من هللا.
❖ اليوم الذي تكون فيه النفخة وتقوم الساعة هو يوم الجمعة.
❖ عدد النفخات في الصور فقيل :انها 2وقيل انها 3وعلى القول انها 2فاألولى يحصل بها الصعق،
والثانية يحصل بها البعث.
❖ قد سمى القران النفخة األولى بالراجفة ،والثانية بالرادفة .وفي موضع اخر سمى األولى بالصيحة،
وصرح بالنفخ في الصور في الثانية.
-2البعث:
❖ هو احياء هللا الموتى واخراجهم من قبورهم ،حيث يجمع هللا سبحانه أجساد المقبورين التي تحللت
ويعيدها كما كانت ،ثم يعيد األرواح اليها ويسوقهم الى محشرهم لفصل القضاء.
❖ جاء في السنة بيان كيفية البعث وان هللا ينزل الى األرض ماء فينبت به اهل القبور كما ينبت العشب.
ا ل ص ف ح ة | 22
الحشر: -3
❖ دلت النصوص على حشر العباد بعد بعثهم الى ارض المحشر حفاة عراة غرال.
❖ األرض التي يحشر العباد عليها في يوم القيامة ارض أخرى غير هذه األرض.
❖ صفة هذه األرض الجديدة التي يكون عليها الحشر ،قال ﷺ ("يحشر الناس يوم القيامة على ارض
بيضاء عفراء كقرصة النقي" – قال سهل او غيره "ليس فيها معلم ألحد").
الحساب: -4
❖ هو تعريف هللا سبحانه الخالئق مقادير الجزاء على أعمالهم.
❖ الحساب يشمل ما يقوله هللا لعباده ،وما يقولونه له.
❖ يجاء في موقف الحساب بالرسل ،ويسألون عن األمانة التي حماهم هللا إياها وهي إبالغ وحي هللا الى
من أرسلوا إليهم.
❖ يقوم االشها في ذلك اليوم العظيم فيشهدون على الخالئق بما كان منهم.
❖ االشهاد هم المالئكة الذين كانوا يسجلون على المرء اعماله.
❖ يشهد أيضا األنبياء والعلماء كما تشهد على العباد األرض والسماء والليالي واأليام واألعضاء.
❖ يؤتى بالعباد لمحاسبتهم ويقامون صفوفا للعرض على رب العباد.
❖ يؤتى بالمجرمين منهم وه الذين كذبوا الرسل وتمردوا على ربهم واستعلوا في األرض ،مقرنين
باألصفاد مسربلين بالقطران.
❖ لشدة الهول تجثوا األمم على الركب عندما يدعى الناس للحساب لعظم ما يشهدون.
❖ يتفاوت العباد في حسابهم تفاوتا عظيما.
❖ بعض العباد يحاسبون حسابا عسيرا وهؤالء هم الكفرة المجرمون الذين أشركوا باهلل ما لم ينزل به
سلطانا.
❖ وبض العباد يدخلون الجنة بغير حساب ،وهم فئة قليلة ال يجاوزون 70الفا وهم الصفوة من هذه االمة.
❖ بعض العباد يحاسبون حسابا يسيرا أي ال يدقق ،وانما تعرض عليهم ذنوبهم ثم يتجاوز لهم عنها.
تطاير الصحف: -5
❖ في ختام مشهد الحساب يعطى كل عبد كتابه المشتمل على سجل كامل اعماله التي عملها في الحياة
الدنيا.
❖ تختلف الطريقة التي يؤتى بها العباد كتبهم:
.1المؤمن يؤتى كتابه بيمينه من امامه فيحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله في الجنة مسرورا.
.2الكافر يؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره.
ق ِ ِإنا ُكنا نَ ْستَ ْن ِس ُخ َما ُك ْنت ُ ْم تَ ْع َملُونَ ﴾ ْ
علَ ْي ُك ْم ِبال َح ِ
❖ عندما يعطى العباد كتبهم يقال لهمَ ﴿ :ه َذا ِكتَابُنَا َي ْن ِط ُق َ
(الجاثية.)29 :
الميزان: -6
❖ هو ميزان حقيقي له لسان وكفتان ،توزن فيه اعمال العباد فيرجح بمثقال ذرة من خير او شر.
❖ دلت النصوص على ان الميزان يزن 3أمور ،وهي:
.1األعمال.
.2صحف االعمال.
.3العامل نفسه.
الحوض: -7
❖ هو مورد عظيم أعطاه هللا لنبينا محمد ﷺ في المحشر يرده هو وامته.
❖ الحوض يكون في ارض المحشر ويمد ماؤه من الكوثر وهو نهر اخر اعطاه هللا لنبينا محمد ﷺ في
الجنة.
❖ اختلف العلماء في الميزان والحوض ايهما يكون قبل االخر فقيل الميزان قبل وقيل الحوض.
❖ الصحيح الحوض قبل الميزان ،قال القرطبي "والمعنى يقتضيه فإن الناس يخرجون عطاشا من قبورهم.
الصراط: -8
❖ هو جسر ممدود على متن جهنم يرده االولون واألخرون ،وهو طريق اهل المحشر لدخول الجنة.
❖ وصفه :انه ادق من الشعر واحد من السيف دحض منزلة ال تثبت عليه قدم اال من ثبته هللا ،وانه ينصب
في ظلمة فيعطى الناس انوارا على قدر ايمانهم ويمرون فوقه على قدر ايمانهم.
ا ل ص ف ح ة | 23
-٩الشفاعة:
❖ الشفعة لغة :هي الوسيلة والطلب.
❖ في االصطالح :سؤال الخير للغير.
❖ الشفاعة عند هللا :سؤال هللا التجاوز عن الذنوب واآلثام للغير.
❖ ال تصح الشفاعة عند هللا اال بشرطين:
.1إذن هللا تعالى للشافع أن يشفع.
.2رضا هللا عن المشفوع له أن يشفع فيه.
❖ أقسام الشفاعة:
تنقسم الشفاعة من حيث القبول والرد الى قسمين:
-1مقبولة :وهي ما تحققت فيها الشروط-2 .مردودة :وهي ما فقدت أحد الشروط.
أنواع شفاعة النبي ﷺ:
.1الشفاعة العظمى :وهي شفاعته ﷺ في أهل الموقف أن يقضي هللا بينهم وهي المقام المحمود.
.2شفاعته ﷺ في قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيشفع فيهم أن يدخلوا الجنة.
.3شفاعته ﷺ في اقوام استحقوا النار اال يدخلوها.
.4شفاعته ﷺ في رفع درجات أهل الجنة في الجنة.
.5شفاعته ﷺ في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب.
.6شفاعته ﷺ في تخفيف العذاب عمن كان يستحقه كشفاعته في عمه ابي طالب.
.7شفاعته ﷺ في أهل الجنة أن يؤذن له بدخول الجنة.
.8شفاعته ﷺ في اهل الكبائر من امته ممن دخل النار ان يخرج منها.
. المعاني العلمية والتربوية المترتبة على ايمان المسلم باألمور االخروية السابقة
أوال :األسباب التي يعذب بها أصحاب القبور على قسمين: •
-1األسباب المجملة :الجهل واضاعة امر هللا ومعصيته.
-2األسباب المفصلة :النصوص ذكرت منها الكثير ،ومنها (عدم االستتار من البول – النميمة – الكذب –
غلول الغنائم – هجر القران – الزنا – الربا).
ثانيا :الميزان إنما يثقل او يخف بأعمال العبد وحسناته وسيئاته. •
ثالثا :اعمال من عمله نال شفاعته ﷺ أو شفاعة المؤمنين ،وفي مقدمتها اإلخالص في التوحيد. •
رابعا :الحرص على الشرب من حوضه ﷺ لعل اهم ما يجب عليه اتباع سنته واالقتداء بهديه والحذر من االبتداع •
واإلحداث في الدنيا.
. الجنة والنار
الجنة هي دار الجزاء العظيم ،والثواب الجزيل ،الذي أعده هللا ألوليائه وأهل طاعته. •
ومع تنوع نعيم اهل الجنة وكثرته فإن أعظم ما يعطاه أهل الجنة رضوان هللا والنظر الى وجه الكريم. •
رؤية هللا هي الغاية القصوى في نعيم االخرة. •
النار هي الدار التي أعدها هللا للكافرين به ،وهي عذابه الذي يعذب فيه أعداءه. •
النار هي دار العقاب األبدي للكافرين والمشركين والمنافقين النفاق االعتقادي. •
اإليمان بالجنة والنار يتحقق ب 3أمور: •
-1االعتقاد الجازم بأنهما حق وان الجنة دار المتقين والنار دار الكافرين والمنافقين.
-2اعتقاد وجودهما االن.
-3اعتقاد دوامهما وبقائهما وانهما ال تفنيان وال يفنى من فيهما.
ا ل ص ف ح ة | 24