You are on page 1of 24

‫الصفحة |‪1‬‬

‫ملخص سلم ‪101‬‬

‫‪.‬‬ ‫الوحدة األولى‪ :‬مدخل لدراسة الثقافة اإلسالمية‬


‫‪.‬‬ ‫تعريف الثقافة‬
‫الثقافة لغة‪:‬‬ ‫•‬
‫من الفعل الثالثي ثقف الشيء ثقفا‪ ،‬وتأتي للداللة على معان متعددة منها‪ :‬الحذق‪ ،‬والفطنة‪ ،‬والذكاء‪ ،‬وسرعة التعلم‪،‬‬
‫ب فَش َِر ْد ِب ِه ْم َم ْن َخ ْلفَ ُه ْم لَعَلَّ ُه ْم يَذَّك َُّرونَ ﴾ (االنفال‪.)57 :‬‬
‫والضبط‪ ،‬والظفر بالشيء‪ .‬قال تعالى ﴿فَ ِإ َّما تَثْقَفَنَّ ُه ْم فِي ا ْلح َْر ِ‬
‫الثقافة اصطالحا‪:‬‬ ‫•‬
‫مجموعة من المعارف الشرعية بصورة مختصرة‪ ،‬تعطي تصورا عاما في العلوم الشرعية‪ ،‬كالعقيدة والفرق‬
‫والحديث والتفسير‪ ،‬مع ابراز محاسن اإلسالم والرد على التيار الفكري المنحرف‪.‬‬
‫الثقافة في المعنى العالم‪:‬‬ ‫•‬
‫العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق بها بحيث تزود القارئ بالمالمح العامة لهذا الفن او ذاك‪.‬‬
‫معنى الثقافة في المجتمعات الغربية‪:‬‬ ‫•‬
‫ذلك الكل المعقد الذي يتضمن المعرفة والعقيدة والفن واألخالق والقانون والعادات‪ ،‬وكل المقومات األخرى التي‬
‫يكتسبها االنسان كعضو‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫المعنى االصطالحي للثقافة في الفكر اإلسالمي‬
‫• وهناك عدة تعريفات للثقافة بمفهومها االسالمي منها‪:‬‬
‫‪ .1‬طريقة الحياة التي يعيشها المسلمون في جميع مجاالت الحياة وفقا لوجهة نظر اإلسالم وتصوراته‪ ،‬سواء في‬
‫المجال المادي الذي يسمى المدنية‪ ،‬او في المجال الروحي والفكري الذي يعرف بالحضارة‪.‬‬
‫‪ .2‬علم دراسة التصورات الكلية والمستجدات والتحديات المتعلقة باإلسالم والمسلمين بمنهجية شمولية مترابطة‪.‬‬
‫‪ .2‬علم كليات اإلسالم في نظم الحياة كلها بترابطها‪.‬‬
‫• ومعنى الثقافة هو‪:‬‬
‫ما يكتسبه االنسان من ضروب المعرفة النظرية والخبرة العملية التي تحدد طريقته في التفكير ومواقفه في مختلف‬
‫طرائق الحياة‪.‬‬
‫• الثقافة اإلسالمية هي‪:‬‬
‫مجموعة من العلوم واالحكام والقيم واألخالق والمبادئ اإلسالمية يتلقاها الفرد والمجتمع من مصادرها االصلية‬
‫ليعمل بها فتكون سببا في رقيه وتقدمه في أي زمان ومكان‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫المصادر التي تعتمد عليها الثقافة اإلسالمية‬
‫• مصادر اصلية‪-1 :‬القران الكريم‪-2 .‬السنة النبوية‪-3 .‬اجماع العلماء المجتهدين‪.‬‬
‫• مصادر فرعية‪-1 :‬القياس المنضبط‪-2 .‬التراث اإلسالمي‪-3 .‬الخبرات اإلنسانية النافعة‪.‬‬
‫الصفحة |‪2‬‬

‫‪.‬‬ ‫العالقة بين الثقافة االسالمية والعلوم الشرعية األخرى‬


‫الثقافة اإلسالمية تتسم بسمات تميزه عن العلوم األخرى ومن أبرز هذه السمات‪:‬‬
‫‪ -1‬الشمول‪ :‬الثقافة اإلسالمية تبحث في اإلسالم بصفته كال مترابطا ووحدة متكاملة‪.‬‬
‫‪ -2‬التأصيل‪ :‬والتأصيل بهذا المقام بحث النظم اإلسالمية من خالل الكتاب والسنه ومنهج السلف الصالح‪.‬‬
‫‪ -3‬النقد‪ :‬قاعدة مهمة من قواعد هذا العلم الذي يسعى لبيان منهج اإلسالم والدفاع عنه‪.‬‬
‫‪ -4‬المقارنة‪ :‬من دائم هذا المنهج‪ ،‬الن هذا هو عصر التدافع والتنافس والصراع بين المذاهب واألفكار بمختلف اشكالها‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫أهمية تدريس الثقافة اإلسالمية‬
‫تتجلى من خالل األهداف المرجوة من تدريس الثقافة اإلسالمية التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ابراز النظرة الشمولية لإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬تعميق انتماء الطالب الى اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -3‬تجلية مواقف اإلسالم من قضايا العصر‪.‬‬
‫‪ -4‬بيان تفوق اإلسالم على المذاهب في كافة شؤون الحياة‪.‬‬
‫‪ -5‬إعطاء الطالب صورة وافية عما صنعته رسالة اإلسالم العامة الشاملة في الحياة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -6‬تشخيص حال االمة اإلسالمية في مجال الفكر والسلوك والحركة الحضارية‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫مكانة العلم‬
‫العلم امانة عظيمة‪ ،‬ومسؤولية جليلة كريمة‪ ،‬تبلغ بها رسالة هللا وتقام بها الحجة على عباد هللا‪.‬‬ ‫•‬
‫امتن هللا سبحانه على نبيه ﷺ بالعلم وشرفه وكرمه به‪.‬‬ ‫•‬
‫عل ْيكَ ع َِظي ًما﴾ (النساء‪.)113 :‬‬ ‫َ‬ ‫ّللا َ‬ ‫علَّ َمكَ َما لَ ْم تَك ُْن تَ ْعلَ ُم ۚ َوكَانَ فَ ْ‬
‫ض ُل َّ ِ‬ ‫قال تعالى‪َ ﴿ :‬و َ‬
‫العلم بصيرة‪ ،‬فالعالم يبصر به الحق فيتبعه‪ ،‬ويبصر به الباطل فيجتنبه‪.‬‬ ‫•‬
‫يرة أَنَا َو َم ِن اتَّبَعَنِي﴾ (يوسف‪.)108 :‬‬ ‫علَ َٰى بَ ِص َ‬‫ّللا ۚ َ‬‫سبِي ِلي أَ ْدعُو إِلَى َّ ِ‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬قُ ْل َٰ َه ِذ ِه َ‬
‫ب﴾ (األنعام‪.)57 :‬‬ ‫علَى بَ ِينَة ِم ْن َر ِ‬ ‫العلم بينة تتجلى بها الحقائق‪ .‬قال تعالى ﴿قُ ْل ِإنِي َ‬ ‫•‬
‫قد شرف هللا بالعلم من شاء من عباده‪ ،‬وشهد لمن حباه إياه بالخير الكثير‪.‬‬ ‫•‬
‫يرا﴾ (البقرة‪.)269 :‬‬ ‫ي َخي ًْرا َك ِث ً‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬يُ ْؤ ِتي ا ْل ِح ْك َمةَ َم ْن َيشَا ُء ۚ َو َم ْن يُ ْؤتَ ا ْل ِح ْك َمةَ فَقَ ْد أُو ِت َ‬
‫العلم كالغيث للقلوب يحيي هللا به االفئدة بعد موتها‪.‬‬ ‫•‬
‫عظم هللا اهل العلم وجعلهم عنده في اعلى الدرجات‪ ،‬واوجب لهم جزيل العطايا والهبات‪.‬‬ ‫•‬
‫ّللاُ الَّ ِذينَ آ َمنُوا ِم ْن ُك ْم َوالَّ ِذينَ أُوتُوا ا ْل ِع ْل َم د ََرجَات﴾ (المجادلة‪.)11 :‬‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬يَ ْرفَ ِع َّ‬
‫ّللاُ أَنَّهُ َال ِإ َٰلَهَ ِإ َّال ُه َو َوا ْل َم َالئِكَةُ َوأُولُو ا ْل ِع ْل ِم قَائِ ًما ِبا ْل ِق ْ‬
‫س ِط ۚ‬ ‫قد استشهد هللا وحدانية بالعلماء‪ ،‬فقال سبحانه‪﴿ :‬ش َِه َد َّ‬ ‫•‬
‫يز ا ْل َح ِكي ُم﴾ (ال عمران‪.)18 :‬‬ ‫َال ِإ َٰلَهَ ِإ َّال ُه َو ا ْل َع ِز ُ‬
‫ب ِز ْدنِي ِع ْل ًما﴾ (طه‪.)114 :‬‬ ‫امر هللا تعالى رسوله ﷺ بطلب الزيادة من العلم‪ .‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬وقُ ْل َر ِ‬ ‫•‬
‫جعل هللا طلب العلم طريقا الى الجنة‪ .‬قال ﷺ‪( :‬من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك هللا له طريقا الى الجنة)‬ ‫•‬
‫مما أخبر به ﷺ في فضل العلم ومنزلة العلماء قوله ﷺ‪( :‬ان هللا ومالئكته واهل السماوات واألرض حتى النملة في‬ ‫•‬
‫جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير)‬
‫الصفحة |‪3‬‬

‫‪.‬‬ ‫آداب طالب العلم‬


‫العلم لن ينفع صاحبة اال إذا تحلى بجملة من اآلداب واألخالق التي تزين طالب العلم وترفع من قدرة في الدنيا‬ ‫•‬
‫واالخرة‪.‬‬
‫قال الشافعي رحمه هللا "زينة العلماء التقوى‪ ،‬وحليتهم حسن الخلق‪ ،‬وجمالهم كرم النفس"‪.‬‬ ‫•‬
‫عن سفيان بن سعيد الثوري انه قال "كانوا ال يخرجون أبنائهم لطلب العلم حتى يتأدبوا ويتعبدوا عشرين سنه وكانوا‬ ‫•‬
‫يطلبون االدب قبل العلم"‪.‬‬
‫وعن عبد الملك بن المبارك قال "نحن الى كثير من االدب احوج منا الى كثير من الحديث"‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن اهم اآلداب التي يجب على طالب العلم مرعتها ما يلي‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ .1‬تقوى هللا‪ :‬بتقوى هللا ييسر لطالب العلم علمه‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلخالص هلل‪ :‬من عالمات اإلخالص بالعلم الزهد في الدنيا والطمع في االخرة‪.‬‬
‫‪ .3‬األدب وحسن الخلق‪ :‬طالب العلم من وطن نفسه على مكارم االخالق‪.‬‬
‫‪ .4‬رعاية حرمة العلماء واالدب معهم‪ :‬من اوجب واجبات طالب العلم رعاية حقوق العلماء‪.‬‬
‫‪ .5‬الصبر والجدية وتحمل المشقة في طلب العلم‪ :‬العلم رسالة عظيمة تحتاج الى جهاد وصبر وكفاح‪.‬‬
‫‪ .6‬حفظ الوقت واغتنامه‪ :‬اعز ما يملك طالب العلم وقته‪.‬‬
‫‪ .7‬العمل بالعلم‪ :‬ثمرة العلم العمل به‪.‬‬
‫‪ .8‬معرفة قيمة العلم وانه السبيل الوحيد لكل خير ورفعة في الدنيا واالخرة‪.‬‬
‫‪ .9‬الشغف بالقراءة والمطالعة وحسن التعامل مع الكتب‪ :‬فالكتاب هو السبيل األساسي لتحصيل العلم‪ ،‬ومن أعظم‬
‫أدوات طالب العلم‪.‬‬
‫‪ .10‬االدب مع رفاق الطلب‪ :‬فيجب مراعاة مع رفاق الطلب الجود والسخاء في نشر العلم‪.‬‬
‫‪ .11‬البعد عن سفاسف االمور واآلفات التي تذهب بركة العلم وثمرته‪.‬‬
‫‪ .12‬التحلي بسمات الناجحين والبعد عن سمات المخفقين‪.‬‬
‫‪ .13‬التدرج في طلب العلم‪ ،‬والبدء بفروض األعيان قبل فروض الكفايات‪ ،‬وبعلوم المقاصد قبل علوم الوسائل‪،‬‬
‫واألصول قبل دقائق الفروع‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫اهم سمات الطالب الناجح‬
‫صاحب طموحات واهداف سامية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫واثق من نفسه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫قادر على ضبط النفس وتنظيم اعماله‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ناجح في إقامة العالقات الطيبة مع المحيطين به‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫محب للعلم والمعرفة والمطالعة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫موفق في اختيار تخصص لقدراته ومواهبه‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫منتبه جيد للمحاضرات وتسجيل عناصر الدرس وتسجيل المالحظات‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫صادق مع نفسه وغيره وال يفكر في الغش او النجاح بالمحاباة والواسطة‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫‪.‬‬ ‫اهم سمات الطالب المخفقين وعواملها‬
‫عدم الرغبة في الدراسة او التفوق فيها‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫سوء تنظيم الوقت والحياة العلمية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫عدم االستعداد للمحاضرة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ال يذاكر بهمة عالية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫سوء االستعداد لالختبارات وسوء اداءها‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫النوم في الفصول اثناء المحاضرات او الغفلة عنها‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫عدم تحمل المسؤولية‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫الصفحة |‪4‬‬

‫‪.‬‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬العقيدة‬


‫‪.‬‬ ‫المقدمة األولى‪ :‬مفهوم العقيدة لغة واصطالحا‬
‫العقيدة لغة‪ :‬هي المصدر من الفعل اعتقد يعتقد اعتقاداً‪ ،‬أُخذت من العَقد‪ ،‬وهو الشد والربط بقوة‪ ،‬ولذلك يُطلق‬ ‫•‬
‫عرفا ً‪.‬‬
‫ُمصطلح العَقد على البيع‪ ،‬والشراء‪ ،‬واليمين‪ ،‬والنكاح ونحوها؛ الرتباط هذه األطراف شرعا ً و ُ‬
‫قلب الفرد‪ ،‬ويَجزم به‪ ،‬ويتخذ منه دينًا و َمذهبًا له؛ بحيث ال يشوبه‬ ‫العقيدة في االصطالح‪ :‬فيُقصد بها ما ينعَ ِق ُد عليه ُ‬ ‫•‬
‫الشكُّ فيه‪ ،‬أي إنها ما ينعقد عليه الضمير‪.‬‬
‫تعريف اخر للعقيدة‪ :‬يُمكن القول بأنها اإليمان الجاز ُم ال ُمترتب عليه قَص ُد وعم ُل وقو ُل المرء‪.‬‬ ‫•‬
‫العقيدة اإلسالمية‪ :‬هي العقيدة ُ التي دلت عليها األصول اإلسالمية من القرآن الكريم وسنة النبي عليه الصالة‬ ‫•‬
‫والسالم‪ ،‬واإلجماع‪.‬‬
‫اآلخر‪ ،‬والقضاء والقدر‬‫ويُقصد بها بأنها اإليمان الجازم باهلل عز وجل‪ ،‬ومالئكته‪ ،‬وكتبه‪ ،‬ورسله‪ ،‬واإليمان باليوم ِ‬
‫وشره‪.‬‬
‫ِ‬ ‫خيره‬
‫‪.‬‬ ‫المقدمة الثانية‪ :‬أهمية العقيدة‬
‫هناك العديد من األدلة التي تؤكد على أهمية علم العقيدة‪ ،‬من أبرزها ما يلي‪:‬‬
‫المتأمل لكتاب هللا تعالى يجد ان العقيدة هي الموضوع الرئيس في القران كله‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يالحظ المتتبع ألحاديث السنة النبوية مدى الحيز الذي شغلته قضايا العقيدة ومسائلها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ثمة حقيقة أساسية تشترك فيها دعوات الرسل جميعا‪ ،‬وهي الدعوة الى توحيد هللا ونبذ الشرك ومعادة اهله‪ ،‬ويدل‬ ‫‪.3‬‬
‫َٰ‬
‫ُون﴾ (األنبياء‪)25 :‬‬ ‫وحي ِإلَ ْي ِه أَنَّهُ َال ِإلَهَ ِإ َّال أَنَا فَا ْعبُد ِ‬
‫سول ِإ َّال نُ ِ‬ ‫﴿و َما أَ ْر َ‬
‫س ْلنَا ِم ْن قَ ْب ِلكَ ِم ْن َر ُ‬ ‫على ذلك قوله تعالى‪َ :‬‬
‫غوتَ ﴾ (النحل‪)36 :‬‬ ‫طا ُ‬ ‫وال أَ ِن ا ْعبُدُوا َّ َ‬
‫ّللا َواجْ تَنِبُوا ال َّ‬ ‫س ً‬ ‫﴿ولَقَ ْد بَعَثْنَا فِي ك ُِل أ ُ َّمة َر ُ‬
‫وقوله تعالى َ‬
‫جميع العلوم الشرعية من فقه وتفسير وحديث وغيرها تنبني على علم العقيدة وتستند اليه‪ ،‬وكما ان جميع‬ ‫‪.4‬‬
‫﴿وقَ ِد ْمنَا إ َ َٰل‬
‫العبادات يتوقف قبولها على اإلخالص والتوحيد واال ردت على صاحبه كما قال تعالى‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫َما َ َِعلُوإ ِم ْن َ ََعل فَ َج َعلْنَا ُه َه َب ًاء َمنْث ً‬
‫ُورإ﴾ (الفرقان‪.)23 :‬‬
‫‪ .5‬إن العقيدة بمعناها العام تعتبر الدافع األساسي لكل عمل يقوم به االنسان‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫المقدمة الثالثة‪ :‬ثمرات العقيدة واثارها على الفرد والمجتمع‬
‫من أبرز ثمرات العقيدة ما يلي‪:‬‬
‫• أوال‪ :‬اثار العقيدة على الفرد‪:‬‬
‫‪ .1‬النجاة في الدنيا واالخرة‪.‬‬
‫‪ .2‬تحقيق معنى الكرامة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ .3‬تحقيق السعادة‪.‬‬
‫‪ .4‬الرضا واالمل‪.‬‬
‫‪ .5‬تحقيق االمن بمفهومه الشامل‪.‬‬
‫• ثانيا‪ :‬اثار العقيدة على المجتمع‪:‬‬
‫‪ -1‬تحقيق الوحدة بين المسلمين واجتماع الكلمة التي ينتج عنها الحصول على القوة للمسلمين واالنتصار على‬
‫عدوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬توفير االمن والطمأنينة للمجتمع الموحد الذي يدين بمقتضي ال االه اال هللا‪.‬‬
‫‪ -3‬حصول السيادة واالستخالف في األرض‪.‬‬
‫‪ -4‬تحقيق معاني المساواة واالخوة‪ ،‬وشيوع العدل وانتفاء التفرقة والظلم‪.‬‬
‫الصفحة |‪5‬‬

‫‪.‬‬ ‫المقدمة الرابعة‪ :‬خصائص العقيدة اإلسالمية‬


‫اهم الخصائص بإيجاز‪-1 :‬ربانية‪-2 .‬توقيفية‪-3 .‬وسطية‪-4 .‬واضحة‪-5 .‬موافقة للفطرة‪-6 .‬اليسر والسهولة‪.‬‬
‫‪ -1‬الربانية‪:‬‬
‫• هي اول وأبرز خصائص العقيدة اإلسالمية وكل ما عداها فهو تبع لها‪.‬‬
‫• وتعني‪ :‬االنتساب الى الرب سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫• والمقصود كخصيصة‪ :‬انها موحى بها من عند الرب سبحانه وتعالى وليس ألحد من البشر قط نصيب إنشائها‪.‬‬
‫‪ -2‬التوقيفية‪:‬‬
‫• أي يوقف بها عند الحدود التي حددها هللا وبينها وبلغها النبي ﷺ‪.‬‬
‫• يترتب على سمة التوقيفية امران في غاية األهمية‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يترسخ في اعتقاد المسلم أن الرسول ﷺ قد أوقف امته على حقائق العقيدة كاملة ومفصلة‪.‬‬
‫‪ .2‬انه البد من التوقيف في الكالم عن قضايا العقيدة‪ ،‬وال سيما ما يتعلق بأسماء هللا وصفاته وسائر العبادات‪.‬‬
‫‪ -3‬الوسطية‪:‬‬
‫• وهي العدل والتوسط بين الطرفين المتقابلين أو المتضادين‪.‬‬
‫• وسطية العقيدة اإلسالمية من جانبين‪:‬‬
‫الجانب األول وسطية العقيدة اإلسالمية مقارنة بالعقائد األخرى‪:‬‬
‫أ‪ -‬هي وسط في المعتقدات بين‪:‬‬
‫‪-1‬الخرافيين‪ :‬الذين يسرفون في االعتقاد فيؤمنون بغير مستند او برهان ويصدقون بكل شيء‪.‬‬
‫‪-2‬الماديين‪ :‬الذين ينكرون كل ما وراء الحس وال يستمعون لصوت الفطرة وال نداء العقل‪.‬‬
‫فالعقيدة اإلسالمية تدعو الى االيمان ولكن بما قام عليه الدليل‬
‫قال تعالى ﴿قُ ْل َهاتُوا بُ ْر َهانَ ُك ْم ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم صَا ِدقِين﴾ (البقرة‪)111 :‬‬
‫ب‪ -‬هي وسط بين المالحدة والذين يعددون االلهة‪:‬‬
‫‪-1‬المالحدة‪ :‬الذين ال يؤمنون باله قط‪ ،‬خانقين صوت الفطرة في صدورهم ومتحدين منطق العقل في‬
‫رؤوسهم‪.‬‬
‫‪-2‬الذين يعددون االلهة حتى عبدوا االبقار واالحجار واألشجار‪.‬‬
‫فالعقيدة اإلسالمية فتقوم على االيمان باله واحد أحد ليس له شريك وال والدة وال ولد‪ ،‬وكل ما عداه فعباد‬
‫مخلوقون‪.‬‬
‫ت‪ -‬هي وسط في صفات هللا بين‪:‬‬
‫‪-1‬اليهود‪ :‬الذين شبهوا الخالق بالمخلوق فوصفوا الخالق بالصفات التي تختص بالمخلوق‪ ،‬وهي صفات‬
‫النقص (كالفقر والبخل والتعب)‪.‬‬
‫‪-2‬النصارى‪ :‬الذين شبهوا المخلوق بالخالق فوصفوا المسيح بالصفات المختص بالخالق سبحانه‪.‬‬
‫فالعقيدة اإلسالمية تصف الخالق بصفات الكمال وتنزهه عن صفات النقص‪.‬‬
‫ث‪ -‬هي وسط في نظرتها الى األنبياء عليهم السالم بين‪:‬‬
‫‪-1‬اليهود‪ :‬الذين كذبوا األنبياء وقتلوهم‪ ،‬كما نسبوا لهم القبائح التي يستحيل صدورها من نبي البتة‪.‬‬
‫‪-2‬النصارى‪ :‬الذين غلو في األنبياء فأشركوا بهم وبمن دونهم فيما هو من حق هللا الخالص‪.‬‬
‫فالمسلمون فقد امنوا باألنبياء كلهم‪ ،‬ولم يفرقوا بين أحد منهم‪ .‬فاأليمان بجميع النبيين فرض واجب فمن كفر‬
‫بواحد منهم فقد كفر بهم كلهم‪ ،‬ومن سب واحدا منهم فهو كافر‪.‬‬
‫الصفحة |‪6‬‬

‫الجانب الثاني‪ :‬وسطية عقيدة اهل السنة والجماعة مقارنة بالمذاهب والفرق األخرى‪:‬‬
‫أ‪ -‬وسط في باب الصفات بين‪:‬‬
‫‪-1‬المعطلة‪ :‬ممن نفوا صفات هللا وعطلوها كليا أ اثبتوا بعضها ونفوا بعضها االخر بحجة تنزيه هللا عن‬
‫مشابه المخلوقين‪.‬‬
‫‪-2‬المشبهة‪ :‬ممن غلوا في االثبات وجعلوا صفات هللا كصفات المخلوقين ومثلوا هللا تعالى بخلقه‪.‬‬
‫اما اهل السنة فيثبتون هلل سبحانه كل ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله ﷺ دون تعطيل او تكييف او تمثيل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وسط في باب أسماء الدين وااليمان "وهي األسماء التي رتب هللا عليها وعدا ووعيدا كمؤمن ومسلم وكافر‬
‫وفاسق ونحو ذلك" بين‪:‬‬
‫‪-1‬الوعيدية‪ :‬الذين سلبوا عن العاصي اسم االيمان في الدنيا وسموه إما‪:‬‬
‫(كافرا كما تقول "الخوارج") او (في منزلة بين المنزلتين كما تقول "المعتزلة")‪.‬‬
‫‪-2‬المرجئة والجهمية‪ :‬ممن يخرجون العمل عن مسمى االيمان‪ ،‬ويرون ان العاصي مؤمن كامل االيمان‪.‬‬
‫فأهل السنة يرون انه ال يصلح إطالق االسم وال ترتيب الوعد والعيد عليه اال وفقا لما جاءت به النصوص‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫ت‪ -‬وسط في باب القضاء والقدر وافعال العبد بين‪:‬‬
‫‪-1‬الجبرية‪ :‬ممن غلو في اثبات القدر حتى سلبوا االنسان قدرته واختياره وجعلوه مثل ريشة في مهب الريح‬
‫فال قدرة له وال فعل وانما هو مجبر على افعاله‪.‬‬
‫‪-2‬القدرية‪ :‬ممن جعلوا العبد مستقال بفعلة وخالقا له وليس للقدرة والمشيئة االهية دخل في أفعال العبد مطلقا‪.‬‬
‫فأهل السنة قالوا ان لإلنسان اختيارا وإرادة وهو مسؤول تماما عن افعاله االختيارية‪ ،‬لكن كل فعل له انما‬
‫يقع بمشيئة هللا وقدرته‪.‬‬
‫ث‪ -‬وسط في أصحاب رسول هللا ﷺ بين الشيعة والخوارج والنواصب‪:‬‬
‫‪-1‬الخوارج‪ :‬ممن كفروا كثيرا من الصحابة وال البيت‪.‬‬
‫‪-2‬الشيعة‪ :‬ممن غلوا في علي رضي هللا عنه واهل بيته ووقعوا في ابي بكر وعمر وطائفة من كبار‬
‫الصحابة بل ذهبوا الى تكفير جل الصحابة‪.‬‬
‫‪-3‬النواصب‪ :‬ممن عادوا عليا رضي هللا عنه واهل البيت وانتقصوا كثيرا من مكانتهم وجحدوا ما صح من‬
‫مناقبهم‪.‬‬
‫فأهل السنة يحبون الصحابة جميعا ويوالونهم وال يكفرون أحدا منهم‪ ،‬ويحبون ال البيت ويوالونهم ويعرفون‬
‫لهم قدرهم وال يغلون فيهم‪.‬‬
‫ج‪ -‬وسط في باب المنقول والمعقول بين‪:‬‬
‫‪-1‬طائفة غلت في المعقوالت وقد وقدمتها على نصوص الشرع‪.‬‬
‫‪-2‬طائفة أخرى جفت عن المعقوالت وأهملتها بالكلية‪.‬‬
‫فأهل السنة يعتمدون على النقل الصحيح والعقل الصريح‪ ،‬ويعظمون النصوص ويقدرونها حق قدرها‪،‬‬
‫ويرون ان العقل يشهد لصحة النقل ويفق معه‪.‬‬
‫ح‪ -‬وسط في باب التزكية وأعمال القلوب بين‪:‬‬
‫‪-1‬نفر من الفقهاء‪ :‬الذين انشغلوا باألعمال الظاهرة وتعمقوا في احكامها مهملين اعمال القلوب واصالحها‪.‬‬
‫‪-2‬المتكلمين والفالسفة‪ :‬الذين انشغلوا بقضايا المعقول وعويص المسائل بكل ما فيها من جفاف وجمود‬
‫وقسوة للقلب‪.‬‬
‫‪-3‬الصوفية‪ :‬الذين أهملوا العلم وجعلوا ترقيق القلب بكل وسيلة غاية لهم بغض النظر مشروعية الوسائل‬
‫المؤدية لذلك‪.‬‬
‫فأهل السنة جمعوا بين الخير كله فانشغلوا بالعلم الشرعي واعطوا مسائل الفقه واعمال الجوارح الظاهرة‬
‫حقها من البحث والتحقيق‪ ،‬مع االهتمام بتزكية النفوس وإصالح القلوب من خالل ادلة الشرع‪ ،‬مقتصرين‬
‫على ما جاء في الكتاب والسنة‪.‬‬
‫الصفحة |‪7‬‬

‫‪ -4‬الوضوح‪:‬‬
‫• من سمات العقيدة اإلسالمية الوضوح والبيان‪ ،‬وخلوها من التعارض والتناقض والغموض والتعقيد في الفاظها‬
‫ومعانيها‪.‬‬
‫• ذلك ألنها مستمدة من كالم هللا ومن كالم رسوله ﷺ الذي ال ينطق عن الهوى‪.‬‬
‫‪ -5‬موافقتها للفطرة‪:‬‬
‫• العقيدة اإلسالمية ليست غريبة عن الفطرة وال مناقضة لها بل هي منطبقة عليها تماما االنطباق‪.‬‬
‫• يتجلى وصف العقيدة بالفطرة من وجهين‪:‬‬
‫‪ .1‬هي عقيدة فطرية‪ ،‬بمعنى انها مغروسة في نفس االنسان منذ والدته ونشاته األولى‪ ،‬وكل ما يحتاجه هو‬
‫التذكير بتلك الحقيقة الراسخة والمستقرة في وجدانه‪.‬‬
‫‪ .2‬هي عقيدة فطرية بمعنى اخر‪ ،‬وهي انه ال توجد حقيقة من حقائق العقيدة اإلسالمية تتعارض او تتناقض مع‬
‫الفطرة اإلنسانية السوية‪.‬‬
‫• كل أصول العقيدة اإلسالمية كاإليمان باهلل وتوحيده والنبوات والبعث والجزاء يمكن للفطرة البشرية ان تهتدي‬
‫اليه بيسر وسهولة‪.‬‬
‫• ان فطرية العقيدة اإلسالمية فرع عن فطرية دين اإلسالم كما قال سبحانه‪:‬‬
‫ّللا ۚ‬
‫ق َّ ِ‬‫علَ ْيهَا َال تَ ْبدِي َل ِل َخ ْل ِ‬
‫اس َ‬‫ط َر النَّ َ‬ ‫ّللا الَّتِي فَ َ‬ ‫ِين َحنِيفًا ۚ فِ ْط َرتَ َّ ِ‬ ‫َٰ﴿أَقِ ْم َوجْ َهكَ ِللد ِ‬
‫اس َال يَ ْعلَ ُمونَ ﴾ (الروم‪.)30 :‬‬ ‫َٰ‬
‫الدينُ ا ْلقَ ِي ُم َولَ ِكنَّ أَ ْكثَ َر النَّ ِ‬
‫ذَ ِلكَ ِ‬
‫‪ -6‬اليسر والسهولة‪:‬‬
‫• هي من خصائص العقيدة اإلسالمية النابعة من طبيعة اإلسالم ذاته‪.‬‬
‫• دين اإلسالم كله بعقائده وشرائعه واخالقه‪ ،‬يسر ال عسر فيه بأي وجه من الوجوه‪.‬‬
‫• الحرج والمشقة مرفوعان ومنفيان جملة وتفصيال‪ ،‬والتخفيف عند وجود المشقة قاعدة اصيلة من قواعد الدين‪.‬‬
‫• اإلشارة الى يسر الدين وانتفاء الحرج والمشقة تكرر كثيرا في الكتاب والسنة ومن ذلك‪:‬‬
‫س َر﴾ (البقرة‪.)185 :‬‬ ‫س َر َو َال يُ ِري ُد ِب ُك ُم ا ْلعُ ْ‬ ‫ّللاُ ِب ُك ُم ا ْليُ ْ‬
‫قوله تعالى‪﴿ :‬يُ ِري ُد َّ‬
‫ض ِعيفًا﴾ (النساء‪.)28 :‬‬ ‫سانُ َ‬ ‫اإل ْن َ‬
‫ق ِْ‬ ‫ع ْن ُك ْم َو ُخ ِل َ‬ ‫ف َ‬ ‫ّللاُ أَ ْن يُ َخ ِف َ‬‫وقوله سبحانه‪﴿ :‬يُ ِري ُد َّ‬
‫ع ْن ُك ْم﴾ (االنفال‪.)66 :‬‬ ‫ّللاُ َ‬
‫ف َّ‬ ‫وقوله تعالى‪ْ ﴿ :‬اآلنَ َخفَّ َ‬
‫‪.‬‬ ‫المقدمة الخامسة‪ :‬سمات أهل السنة والجماعة وأبرز اصولهم المنهجية‬
‫• أهل السنة والجماعة‪:‬‬
‫‪ -1‬هم من كان على ما كان عليه النبي ﷺ واصحابه‪.‬‬
‫‪ -2‬وهم المتمسكون بسنة النبي ﷺ‪ ,‬وهدي الصحابة والتابعين‪ ،‬وأئمة الهدى المتبعين لهم‪.‬‬
‫‪ -3‬هم الذين استقاموا على االتباع وابتعدوا عن االبتداع في أي مكان وزمان‪.‬‬
‫‪ -4‬هم باقون منصورون الى يوم القيامة‪.‬‬
‫• اهل السنة والجماعة سموا بذلك‪ :‬النتسابهم لسنة النبي ﷺ واجتماعهم على االخذ بها (ظاهرا وباطنا‪ ،‬في‪ :‬القول‪،‬‬
‫والعمل‪ ،‬واالعتقاد)‪.‬‬
‫• اهم السمات واألصول الي تميز اهل السنة والجماعة عن غيرهم‪:‬‬
‫‪ .1‬االعتصام بكتاب هللا والسنة‪.‬‬
‫‪ .2‬الدخول في الدين كله‪ ،‬وااليمان بالكتاب كله‪.‬‬
‫‪ .3‬هم اهل الوسط واالعتدال بين اإلفراط والتفريط‪ ،‬وبين الغلو والجفاء‪.‬‬
‫‪ .4‬يعظمون أصحاب رسول هللا ﷺ‪ ,‬ويثنون عليهم ويعتقدون عدالتهم ويكفون عما شجر بينهم‪.‬‬
‫‪ .5‬يجلون السلف الصالح‪.‬‬
‫‪ .6‬جمعهم بين النصوص في المسألة الواحدة وردهم المتشابه الى المحكم‪ ،‬ورفضهم التأويل الفاسد‪.‬‬
‫‪ .7‬حرصهم على نشر العقيدة الصحيحة‪.‬‬
‫‪ .8‬الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحق‪.‬‬
‫‪ .9‬محبة بعضهم لبعض‪.‬‬
‫هم اعرف الناس بالحق وارحمهم بالخلق وأكثر الناس عدال وانصافا‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫هم القدوة والنموذج لكل سائر الى هللا بثباتهم على الحق وعدم تقلبهم وتذبذبهم‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫الصفحة |‪8‬‬

‫‪.‬‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬أصول العقيدة – األصل األول‪ :‬اإليمان باهلل تعالى‬
‫‪.‬‬ ‫مقدمة‬
‫اإليمان باهلل وتوحيده هو أصل هذا الدين وأساسه وعليه مدار اإلسالم كله‪.‬‬ ‫•‬
‫اإليمان باهلل هو "اول الدين واخره‪ ،‬وباطن الدين‪ ،‬وظاهره"‪.‬‬ ‫•‬
‫إذا تحقق هذا االيمان كان ركيزة لما بعده من حقائق الدين‪ ،‬سواء ما كان منها عقديا يطلب تحمله بالتصديق القلبي‪،‬‬ ‫•‬
‫او ما كان شرعيا يطلب تحمله بالعمل السلوكي‪.‬‬
‫إذا خالط هذا اإليمان الشك او ناقضه الجحود انهدم ما بعده من حقائق الدين‪ ،‬ولم يعد اإليمان بها أو العمل بحسبها‬ ‫•‬
‫يساوي شيئا في ميزان الدين‪.‬‬
‫اإليمان باهلل وتوحيده هو أصل العقيدة ومحورها‪ ،‬وركنها األول واألهم‪.‬‬ ‫•‬
‫اإليمان باهلل بالنسبة لبقية أركان العقيدة (اإليمان بالمالئكة والكتب والرسل واليوم االخر والقضاء والقدر) مثل أصل‬ ‫•‬
‫الشجرة بالنسبة للساق والفرع‪.‬‬
‫بقدر رسوخ ووثاقة اإليمان باهلل في قلب المكلف‪ ،‬بقدر ما يكون اإليمان بالعقيدة اإلسالمية "عامة" راسخا وثابتا‪،‬‬ ‫•‬
‫والعكس صحيح‪.‬‬
‫المتأمل لكتاب هللا يلحظ أن "التوحيد هو سر القران‪ ،‬ولب اإليمان"‪.‬‬ ‫•‬
‫وكل اية في القران هي متضمنة للتوحيد شاهة به‪ ،‬داعية اليه‪.‬‬ ‫•‬
‫ال يتم اإليمان باهلل على وجه الصحيح الواجب شرعا‪ ،‬إال إذا امن المكلف بهذه األمور األربعة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ .1‬اإليمان بوجود هللا‪.‬‬
‫‪ .2‬اإليمان بربوبية هللا (توحيد الربوبية)‪.‬‬
‫‪ .3‬اإليمان بألوهية هللا (توحيد األلوهية)‪.‬‬
‫‪ .4‬اإليمان بأسماء هللا وصفاته (توحيد األسماء والصفات)‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬اإليمان بوجود هللا‬
‫أدلة وجود هللا مجملة فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬دليل الفطرة‪:‬‬
‫اول األدلة على وجود هللا ﷻ ليس شيئا خارجا عن كيان االنسان بل هو الفطرة التي فطر هللا الناس عليها وهي‬ ‫•‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫ونعني بالدليل الفطري‪ :‬ذلك الشعور الغامر بان فوق الكائنات المحدودة المتناهية الها عظيما يهيمن على كل شيء‪،‬‬ ‫•‬
‫ويدبر كل امر‪ ،‬يرجى ويخشى‪ ،‬ويعظم وبقصد‪.‬‬
‫ثمة شواهد وادلة عديدة تؤكد فطرية وجود هللا‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ .1‬األدلة من الكتاب والسنة‪ :‬ومن ذلك‬
‫ُونَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سأ َ ْلتَ ُه ْم َم ْن َخلَقَ ُه ْم ليَقول َّ‬
‫ّللاُ ۚ فأن َٰى يُؤفك ﴾ (الزخرف‪.)87 :‬‬ ‫نَّ‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫﴿ولَئِ ْن َ‬
‫قوله تعالى‪َ :‬‬
‫‪ .2‬الشاهد النفسي‪ :‬يجد االنسان في نفسه عند لحظات الصفاء والتحرر من ضغوط الحياة شوقا الى قوة قادرة‬
‫وعظيمة‪ ،‬يطلب عندها الحماية واالمن‪.‬‬
‫‪ .3‬الشاهد االجتماعي التاريخي‪ :‬حيث يشهد تاريخ االنسان انه لم يخلوا مجتمع بشري قط من اإليمان بأن يتخذ‬
‫معبودا‪.‬‬
‫يبقى تساؤل مهم‪ ،‬وهو‪ :‬إذا كان اإليمان فطرة في النفس فكيف نفسر ظاهرة الكفر واإللحاد عند بعض البشر؟‬ ‫•‬
‫الجواب‪ :‬أن اإليمان باهلل وإن كان فطرة راسخة في النفس‪ ،‬إال كان هناك غواشي وحواجبا قد تطرأ عليه فتطمسه‬
‫وتغطيه‪.‬‬
‫الصفحة |‪9‬‬

‫• حواجب الفطرة كثيرة ومتعددة منها‪:‬‬


‫‪ -1‬أهواء النفس وشهواتها‪ ،‬واالستكبار والغرور‪.‬‬
‫‪ -2‬تقليد اإلباء واألجداد كما قال ﷺ (فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)‪.‬‬
‫‪ -3‬الغنى والترف‪.‬‬
‫• سرعان ما تزول موانع الفطرة وتتهاوى تحد مطاريق الشدائد وحلول البالء‪ ،‬حينئذ ينقلب الملحد الكفور ضارعا‬
‫اس ضُر َدع َْوا َربَّ ُه ْم ُمنِي ِبينَ ِإلَ ْي ِه ث ُ َّم‬ ‫س النَّ َ‬ ‫﴿و ِإذَا َم َّ‬
‫منيبا‪ ،‬كما قال تعالى‪َ :‬‬
‫ِإذَا أَذَاقَ ُه ْم ِم ْنهُ َرحْ َمةً ِإذَا ف ِريق ِم ْن ُه ْم ِب َر ِب ِه ْم يُش ِْركُونَ ﴾ (الروم‪.)33 :‬‬
‫َ‬
‫الدينَ فَلَ َّما نَ َّجا ُه ْم ِإلَى ا ْلبَ ِر فَ ِم ْن ُه ْم ُم ْقتَ ِصد ۚ‬ ‫ّللا ُم ْخ ِل ِصينَ لَهُ ِ‬ ‫شيَ ُه ْم َم ْوج كَال ُّ‬
‫ظلَ ِل َدع َُوا َّ َ‬ ‫وقال تعالى‪َ﴿ :‬و ِإذَا َ‬
‫غ ِ‬
‫َو َما يَجْ َح ُد ِبآيَاتِنَا ِإ َّال ُك ُّل َختَّار َكفُور﴾ (لقمان‪.)32 :‬‬
‫ثانيا‪ :‬آيات هللا في األنفس واالفاق‪:‬‬
‫• من تلك اآليات قوله تعالى‪:‬‬
‫س ُك ْم ۚ أَفَ َال تُب ِْص ُرونَ ﴾ (الذاريات‪.)21-20 :‬‬ ‫ض آ َيات ِل ْل ُمو ِق ِنينَ ﴿‪َ ﴾2٠‬و ِفي أَ ْنفُ ِ‬ ‫‪َ ﴿ -1‬و ِفي ْاأل َ ْر ِ‬
‫َق َوأَجَل ُم َ‬
‫س ًّمى ۚ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْرضَ َو َما بَ ْينَ ُه َما إِ َّال بِا ْلح ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬ ‫ّللاُ ال َّ‬ ‫ق َّ‬ ‫س ِه ْم ۚ َما َخلَ َ‬ ‫‪﴿ -2‬أَ َولَ ْم يَتَفَك َُّروا فِي أَ ْنفُ ِ‬
‫اء َربِ ِه ْم لَكَافِ ُرونَ ﴾ (الروم‪.)8 :‬‬ ‫اس بِ ِلقَ ِ‬ ‫يرا ِمنَ النَّ ِ‬
‫َوإِنَّ َكثِ ً‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ض ۚ َو َما ت ُ ْغنِي ْاآليَاتُ َوالنُّذ ُر ع َْن ق ْوم َال يُ ْؤ ِمنُونَ ﴾ (يونس‪.)101 :‬‬ ‫َ‬
‫ت َو ْاأل ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬‫س َم َ‬ ‫َ‬
‫ظ ُروا َماذا فِي ال َّ‬ ‫‪﴿ -3‬قُ ِل ا ْن ُ‬
‫• المتأمل آليات هللا يمكن ان يخرج منها بعدد كبير من األدلة التي تهديه الى خالق الكون ومدبر امره سبحانه‬
‫وتعالى‪ ،‬ومن أبرز هذه األدلة‪:‬‬
‫أ‪ -‬دليل الخلق‪:‬‬
‫❖ المراد بالخلق‪ :‬اإليجاد واإلحداث‪ ،‬أي ابراز األشياء من العدم الى الوجود كما هو الشأن في خلق‬
‫االنسان وسائر االحياء‪ ،‬وخلق الكون بكل ما فيه‪.‬‬
‫علَق﴾ (العلق‪.)2-1 :‬‬ ‫سانَ ِم ْن َ‬ ‫اإل ْن َ‬‫ق ِْ‬ ‫ق ﴿‪َ ﴾1‬خلَ َ‬ ‫س ِم َر ِبكَ الَّذِي َخلَ َ‬ ‫❖ دليل الخلق في قوله تعالى‪﴿ :‬ا ْق َرأْ ِبا ْ‬
‫ب‪ -‬دليل التسوية‪:‬‬
‫❖ معنى تسوية الشي‪ :‬إحسان خلقه‪ ،‬وإكمال صنعته‪ ،‬وإمداده بأسباب صالحه وبقائه وجعله مستويا معتدال‬
‫متناسب األجزاء دون تفاوت أو خلل‪ ،‬بحيث يكون مهيأ ألداء وظيفته على أكمل وجه‪.‬‬
‫❖ دليل التسوية في القران الكريم تكرر بعبارات متنوعة وان كانت متقاربة في الدالئل‪:‬‬
‫س َّو َٰى﴾ (القيامة‪،)38 :‬‬ ‫ق فَ َ‬ ‫علَقَةً فَ َخلَ َ‬ ‫‪-1‬منها التسوية‪ :‬قوله تعالى‪﴿ :‬ث ُ َّم كَانَ َ‬
‫س َّو َٰى﴾ (األعلى‪.)2 :‬‬ ‫ق فَ َ‬ ‫وقوله تعالى‪﴿ :‬الَّذِي َخلَ َ‬
‫ش ْيء﴾ (النمل‪.)88 :‬‬ ‫ّللا الَّذِي أَتْقَنَ ُك َّل َ‬ ‫ص ْن َع َّ ِ‬ ‫‪-2‬منها االتقان‪ :‬قوله تعالى‪ُ ﴿ :‬‬
‫سنُ ا ْل َخا ِل ِقينَ ﴾ (المؤمنون‪،)14 :‬‬ ‫َ‬
‫ّللاُ أحْ َ‬ ‫اركَ َّ‬ ‫َ‬
‫‪-3‬منها االحسان‪ :‬قوله تعالى‪﴿ :‬فتَبَ َ‬
‫ان ِم ْن ِطين﴾ (السجدة‪،)7 :‬‬ ‫س ِ‬ ‫اإل ْن َ‬
‫ق ِْ‬ ‫ش ْيء َخلَقَهُ ۚ َوبَ َدأَ َخ ْل َ‬ ‫سنَ ُك َّل َ‬ ‫وقوله تعالى‪﴿ :‬الَّذِي أَحْ َ‬
‫س ِن تَ ْق ِويم ﴿‪( ﴾4‬التين‪.)4 :‬‬ ‫سانَ فِي أَحْ َ‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬لَقَ ْد َخلَ ْقنَا ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫اوات ِطبَاقًا ۚ‬ ‫س َم َ‬ ‫س ْب َع َ‬ ‫ق َ‬ ‫‪-4‬منها نفي التفاوت‪ :‬قال تعالى‪﴿ :‬الَّذِي َخلَ َ‬
‫طور﴾ (الملك‪.)3 :‬‬ ‫ار ِج ِع ا ْلبَص ََر َه ْل تَ َر َٰى ِم ْن فُ ُ‬ ‫اوت ۚ فَ ْ‬ ‫الرحْ َٰ َم ِن ِم ْن تَفَ ُ‬ ‫ق َّ‬ ‫َما تَ َر َٰى فِي َخ ْل ِ‬
‫ت‪ -‬دليل الهداية‪:‬‬
‫❖ خلق هللا كل شيء في الكون على صورة تناسب وظيفته‪ ،‬وتعينه على أدائها‪ ،‬وهداه إلى ما خلق ألجله‪،‬‬
‫وألهمه غاية وجوده‪.‬‬
‫س َّو َٰى ﴿‪َ ﴾2‬والَّذِي قَ َّد َر فَ َهد ََٰى﴾ (األعلى‪.)3-2 :‬‬ ‫ق فَ َ‬ ‫❖ دليل الهداية في القران‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬الَّذِي َخلَ َ‬
‫ا ل ص ف ح ة | ‪10‬‬

‫ثالثا‪ :‬دليل النبوات والمعجزات‪:‬‬


‫مع ان المعجزات ودالئل النبوة تساق في الغالب إلثبات صحة نبوة الرسل ورسالته‪ ،‬اال انها تعد من األدلة على‬ ‫•‬
‫وجود الرب سبحانه‪ ،‬وذلك من عدة وجوه‪:‬‬
‫الوجه األول‪:‬‬ ‫•‬
‫ان كل رسول يأتي من عند هللا فإن دعوته تتضمن عدة أمور وهي‪:‬‬
‫‪-1‬انه رسول مبعوث لدعوة الناس الى اإلقرار بالربوبية وااللوهية‪.‬‬
‫‪-2‬ان هناك ربا والها هو الذي ارسله‪ ،‬سواء كان المخاطب يقر بوجود اإلله ام ال‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪:‬‬ ‫•‬
‫أن المعجزات التي ايد هللا بها انبياءه تدل بنفسها على وجود الخالق سبحانه شأنها في ذلك شأن سائر المخلوقات‪.‬‬
‫الوجه الثالث‪:‬‬ ‫•‬
‫حصول العاقبة لألنبياء وأتباعهم والدائرة على أعدائهم‪.‬‬
‫وكل من تتبع قصص األنبياء يرى أن من سنن هللا المطردة نصر األنبياء وأتباعهم وإهالك اعدائهم‪ ،‬سالمة‬
‫األنبياء والمؤمنين ونجاتهم من نزول العذاب عليهم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إجابة الدعوات وكشف الكربات‪:‬‬
‫دل على هذا النوع من ادلة وجود هللا‪ ،‬قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ّللا ۚ ق ِل ً‬
‫يال َما تَذك َُّرونَ ﴾ (النمل‪)62 :‬‬ ‫َ‬ ‫َٰ‬ ‫َ‬
‫ض ۚ أإِله َم َع َّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سو َء َويَجْ عَلُ ُك ْم ُخلفا َء األ ْر ِ‬
‫ف ال ُّ‬ ‫ط َّر إِذَا َدعَاهُ َويَ ْك ِ‬
‫ش ُ‬ ‫ض َ‬ ‫﴿أَ َّم ْن يُ ِج ُ‬
‫يب ا ْل ُم ْ‬
‫ال يعترض على ذلك بعدم حصول اإلجابة في بعض الحاالت‪ ،‬ألنه ليس من شرط هذا الدليل اطراد اإلجابة في كل حالة‬
‫استغاثة‪ ،‬اذ من الممكن أن توجد موانع تمنع اإلجابة في بعض الحاالت‪ ،‬كما أن هللا بحكمته قد يقضي أحيانا بعدم اإلجابة‬
‫العاجلة‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اإليمان بربوبية هللا (توحيد الربوبية)‬
‫الربوبية لغة‪ :‬نسبة السم هللا (الرب) ويطلق لفظ الرب على عدة معان من أشهرها‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬ان الرب بمعنى المربي‪ :‬من التربية والتعهد واإلصالح‪.‬‬
‫‪ -2‬والرب بمعنى المالك‪.‬‬
‫‪ -3‬والرب بمعنى السيد أو الحاكم‪.‬‬
‫ال يطلق الرب باأللف والالم اال على هللا عز وجل‪ ،‬ويجوز إطالق هذا اللفظ مقيدا باإلضافة على غيره فيقال‬ ‫•‬
‫رب الدار‪.‬‬
‫يقصد بتوحيد الربوبية‪ :‬االعتقاد الجازم بان هللا تعالى رب كل شيء‪ ،‬وال رب غيره‪ ،‬وال يشاركه أحد في فعلة‪،‬‬ ‫•‬
‫وانه المنفرد بالخلق والرزق والتدبير الذي ربى جميع الخلق بالنعم وربى خواص خلقه وهم األنبياء واتباعهم‬
‫بالعقائد الصحيحة واألخالق الجميلة والعلوم النافعة‪.‬‬
‫تعريف توحيد الربوبية باختصار "إفراد هللا تعالى بالخلق والملك والتدبير"‪.‬‬ ‫•‬
‫كل هذه المعاني المذكورة ثابته هلل عز وجل على التمام والكمال‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬فهو رب الناس أي المربي لهم بنعمه‪ ،‬قال سبحانه‪:‬‬
‫ْ‬
‫َار يَطلُبُهُ‬
‫شي اللَّ ْي َل النَّه َ‬ ‫علَى ا ْلعَ ْر ِش يُ ْغ ِ‬ ‫ستَ َو َٰى َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ست َّ ِة أيَّام ث َّم ا ْ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْرضَ فِي ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬ ‫ّللاُ الَّذِي َخلَ َ‬
‫ق ال َّ‬ ‫﴿إِنَّ َربَّ ُك ُم َّ‬
‫ب ا ْلعَالَ ِمينَ ﴾‬ ‫اركَ َّ‬
‫ّللاُ َر ُّ‬ ‫َ‬
‫ق َو ْاأل ْم ُر ۚ تَبَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س َّخ َرات ِبأ ْم ِر ِه ۚ أ َال لَهُ ا ْل َخ ْل ُ‬ ‫س َوا ْلقَ َم َر َوالنُّ ُجو َم ُم َ‬ ‫َحثِيثًا َوالش َّْم َ‬
‫(األعراف‪،)54 :‬‬
‫عهَا ۚ كُل‬ ‫ستَ ْو َد َ‬‫ستَقَ َّر َها َو ُم ْ‬ ‫ُ‬
‫ّللا ِر ْزقهَا َويَ ْعلَ ُم ُم ْ‬ ‫علَى َّ ِ‬ ‫َ‬
‫﴿و َما ِم ْن دَابَّة فِي ْاأل ْر ِ‬
‫ض ِإ َّال َ‬ ‫وقال تعالى‪َ :‬‬
‫فِي ِكتَاب ُم ِبين﴾ (هود‪.)6 :‬‬
‫اس﴾ (الناس‪،)2-1 :‬‬ ‫اس ﴿‪َ ﴾1‬م ِل ِك النَّ ِ‬ ‫ب النَّ ِ‬ ‫َ‬
‫‪ -2‬وهو مالك الناس ومالك المخلوقات‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬قُ ْل أعُوذُ ِب َر ِ‬
‫يم﴾ (النمل‪.)26 :‬‬ ‫ب ا ْلعَ ْر ِش ا ْلعَ ِظ ِ‬‫وقوله تعالى‪َ ﴿ :‬ر ُّ‬
‫لِل﴾ (يوسف‪.)40 :‬‬ ‫‪ -3‬هو الرب‪ ،‬بمعنى السيد الحاكم‪ ،‬قال سبحانه‪ِ ﴿ :‬إ ِن ا ْل ُح ْك ُم ِإ َّال ِ َّ ِ‬
‫ا ل ص ف ح ة | ‪11‬‬

‫‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬اإليمان بألوهية هللا (توحيد االلوهية)‬


‫بقصد بتوحيد االلوهية‪ :‬االعتقاد الجازم بأن هللا عز وجل هو وحده المستحق للعبادة وإفراده بجميع أنواع‬ ‫•‬
‫العبادات الظاهرة والباطنة‪.‬‬
‫األلوهية لغة‪ :‬نسبة لإلله‪ ،‬واإلله هو المألوه‪ ،‬أي المعبود المحبوب الذ تألهه القلوب بحبها وتخضع له‪.‬‬ ‫•‬
‫من أسماء هذا النوع من التوحيد‪ :‬توحيد االلوهية‪ ،‬او توحيد العبادة‪.‬‬ ‫•‬
‫أهمية توحيد االلوهية انه‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬اول الدين واخره‪ ،‬وظاهره وباطنه‪.‬‬
‫‪ -2‬اول دعوة الرسل واخرها‪.‬‬
‫‪ -3‬هو بمعنى ال إاله إال هللا‪.‬‬
‫‪ -4‬هو اول واجب على المكلف واخر واجب‪.‬‬
‫‪ -5‬اول ما يدخل به اإلسالم واخر ما يخرج به من الدنيا‪.‬‬
‫أساليب القران في الدعوة الى توحيد االلوهية‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ .1‬امره سبحانه بعبادته وترك عبادة ما سواه واخباره انه خلق الخلق لعبادته‪:‬‬
‫ش ْيئ ًا﴾ (النساء‪.)36 :‬‬ ‫ّللا َو َال تُش ِْركُوا بِ ِه َ‬ ‫﴿وا ْعبُدُوا َّ َ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬‬
‫ُون﴾ (الذاريات‪.)56 :‬‬ ‫س إِال ِليَ ْعبُد ِ‬‫َّ‬ ‫ْ‬
‫اإلن َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫﴿و َما خلقتُ ال ِجنَّ َو ِ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وقال تعالى‪َ :‬‬
‫‪ .2‬اخباره سبحانه انه أرسل جميع الرسل بالدعوة الى عبادته والنهي عن عبادة ما سواه‪:‬‬
‫غوتَ ﴾ (النحل‪.)36 :‬‬ ‫طا ُ‬ ‫وال أَ ِن ا ْعبُدُوا َّ َ‬
‫ّللا َواجْ تَنِبُوا ال َّ‬ ‫س ً‬‫قال تعالى‪َ ﴿ :‬ولَقَ ْد بَعَثْنَا فِي ك ُِل أ ُ َّمة َر ُ‬
‫‪ .3‬االستدالل على توحيد االلوهية بانفراده بالربوبية والخلق والتدبير‪:‬‬
‫اس ا ْعبُدُوا َربَّ ُك ُم الَّذِي َخلَقَ ُك ْم َوالَّ ِذينَ ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم﴾ (البقرة‪.)19 :‬‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬يَا أَيُّهَا النَّ ُ‬
‫‪ .4‬االستدالل على وجوب عبادته سبحانه بانفراده بصفات الكمال وانتفاء ذلك عن الهة المشركين‪:‬‬
‫س ِميًّا﴾ (مريم‪.)65 :‬‬ ‫طبِ ْر ِل ِعبَا َدتِ ِه ۚ َه ْل تَ ْعلَ ُم لَهُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬فَا ْعبُ ْدهُ َوا ْ‬
‫‪ .5‬تعجيزه سبحانه آللهة المشركين وبيان انها ال تملك شيئا لعابديها‪:‬‬
‫ش ْيئ ًا َو ُه ْم يُ ْخلَقُونَ ﴿‪﴾1٩1‬‬ ‫ق َ‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬أَيُش ِْركُونَ َما َال يَ ْخلُ ُ‬
‫ص ُرونَ ﴾ (األعراف‪.)192-191 :‬‬ ‫س ُه ْم يَ ْن ُ‬ ‫ستَ ِطيعُونَ لَ ُه ْم نَص ًْرا َو َال أَ ْنفُ َ‬ ‫َو َال يَ ْ‬
‫‪ .6‬تسفيه المشركين الذين يعبدون غير هللا‪:‬‬
‫ْ‬
‫يب لَهُ إِلَ َٰى يَ ْو ِم ال ِقيَا َم ِة َو ُه ْم‬ ‫ّللا َم ْن َال يَ ْ‬
‫ستَ ِج ُ‬ ‫ض ُّل ِم َّم ْن يَ ْدعُو ِم ْن د ِ‬
‫ُون َّ ِ‬ ‫﴿و َم ْن أَ َ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬‬
‫ع َْن ُدعَائِ ِه ْم غافِلُونَ ﴾ (االحقاف‪.)5 :‬‬ ‫َ‬
‫‪ .7‬بيان عاقبة المشركين الذين يعبدون غير هللا‪:‬‬
‫ُك مثْ ُل َخبِري﴾ (فاطر‪.)14 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِش ِك ُ ْك ۚ َول يُنَ ِبئ َ‬
‫َ‬ ‫ون ب ِ ْ‬ ‫قال تعالى‪َ ﴿ :‬وي َ ْو َم إلْ ِق َيا َم ِة يَ ْك ُف ُر َ‬
‫‪ .8‬ضرب األمثلة الكثيرة في القران التي يتضح بها بطالن الشرك وضالل اهله‪:‬‬
‫س ِحيق﴾‬ ‫طفُهُ الطي ُْر أَ ْو تَ ْه ِوي ِب ِه ِ‬
‫الري ُح ِفي َمكَان َ‬ ‫﴿و َم ْن يُ ْش ِر ْك ِباّللِ فَ َكأَن َما خَر ِمنَ الس َم ِ‬
‫اء فَت َْخ َ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬‬
‫(الحج‪.)31 :‬‬
‫• خطر الشرك والتحذير منه‪:‬‬
‫‪ -1‬ان في معرفة المسلم للشرك واسبابه وانواعه فوائد عظيمة إذا قصد من وراء معرفتها السالمة من هذه‬
‫الشرور والنجاة من تلك اآلفات‪.‬‬
‫‪ -2‬هللا سبحانه يحب انت تعرف سبيل الحق لتحب وتسلك‪ ،‬ويحب ان تعرف سبل الباطل لتجتنب وتبغض‪.‬‬
‫‪ -3‬المسلم مطالب بمعرفة سبل الشر ليحذرها‪.‬‬
‫• األدلة على ذم الشرك وبيان خطره‪:‬‬
‫‪ .1‬قد أخبر هللا سبحانه انه الذنب الذي ال يغفره اال بالتوبة منه قبل الموت‪:‬‬
‫ّللا َال يَ ْغ ِف ُر أَ ْن يُ ْش َركَ ِب ِه َويَ ْغ ِف ُر َما دُونَ َذلِكَ ِل َم ْن يَشَا ُء﴾ (النساء‪.)48 :‬‬
‫قال تعالى‪ِ ﴿ :‬إن َ‬
‫‪ .2‬وصفه هللا انه أظلم الظلم‪ ،‬قال تعالى‪( :‬إن الشرك لظلم عظيم) (لقمان‪.)13 :‬‬
‫ي ِإلَيْكَ َو ِإلَى الذِينَ‬
‫وح َ‬‫﴿ولَقَ ْد أ ُ ِ‬
‫‪ .3‬أخبر هللا أنه محبط لألعمال‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬‬
‫ع َملُكَ َولَتَ ُكونَن ِمنَ ْالخَا ِس ِرينَ ﴾ (الزمر‪.)65 :‬‬ ‫طن َ‬ ‫ِم ْن قَ ْبلِكَ لَئِ ْن أَ ْش َر ْكتَ لَ َيحْ َب َ‬
‫ا ل ص ف ح ة | ‪12‬‬

‫‪ .4‬وصفه هللا بان فيه تنقصا لرب العالمين ومساوة لغيره‪:‬‬


‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب العَال ِمينَ ﴾‬ ‫ُ‬
‫س ِويك ْم بِ َر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ضالل ُمبِين ﴿‪ ﴾97‬إِذ ن َ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫َص ُمونَ ﴿‪ ﴾96‬تَاّللِ إِ ْن ُكنا ل ِفي َ‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬قَالُوا َو ُه ْم فِي َها يَ ْخت ِ‬
‫(الشعراء‪.)98-96 :‬‬
‫‪ .5‬أخبر هللا أن من مات عليه يكون مخلدا في نار جهنم‪:‬‬
‫صار﴾‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ار ِ َو َما ِللظا ِل ِمينَ ِمن أن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫علَ ْي ِه ال َجنة َو َمأ َواهُ الن ُ‬
‫قال تعالى‪ِِ ﴿ :‬إنهُ َم ْن يُ ْش ِر ْك بِاّللِ فَقَ ْد َحر َم ّللاُ َ‬
‫(المائدة‪.)72 :‬‬
‫• سبب وقوع الشرك هو الغلو في الصالحين المعظمين‪ ،‬وتجاوز الحد في اطرائهم ومدحهم والثناء عليهم‪.‬‬
‫• أنواع الشرك‪:‬‬
‫‪ -1‬شرك أكبر‪ :‬هو اتخاذ ند مع هللا يعبد كما يعبد هللا‪ ،‬وهو ناقل من ملة اإلسالم محبط لألعمال كلها‪ ،‬وصاحبه‬
‫إن مات يكون مخلدا في نار جهنم ال يقضى عليه فيموت وال يخفف عنه من عذابها‪.‬‬
‫‪ -2‬شرك أصغر‪ :‬هو كل ما كان ذريعة للشرك األكبر‪ ،‬وهو يقع في هيئة العمل وأقوال اللسان‪ ،‬وحكمه تحت‬
‫المشيئة كحكم مرتكب الكبيرة‪ ،‬مثل يسير الرياء‪.‬‬
‫• الفرق بين الشرك األكبر وألصغر‪:‬‬
‫‪ .1‬الشرك األكبر ال يغفر هللا لصاحبة إال بالتوبة‪ ،‬وأما األصغر فتحت المشيئة‪.‬‬
‫‪ .2‬الشرك األكبر محبط لجميع األعمال‪ ،‬وأما األصغر فال يحبط اال العمل الذي قارنه‪.‬‬
‫‪ .3‬الشرك األكبر مخرج لصاحبه من ملة اإلسالم‪ ،‬أما الشرك األصغر فال يخرج صاحبه منها‪.‬‬
‫‪ .4‬الشرك األكبر صاحبه خالد في النار ومحرمة عليه الجنة‪ ،‬أما األصغر فكغيره من الذنوب‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬اإليمان بأسماء هللا وصفاته (توحيد األسماء والصفات)‬
‫• بقصد بتوحيد األسماء والصفات‪ :‬اإلقرار واألعراف الجازم بكل ما ورد في كتاب هللا تعالى وما ورد في سنة‬
‫رسوله ﷺ الصحيحة من أسماء هللا الحسنى وصفاته العال‪ ،‬واإليمان بذلك كله على الوجه الذي يليق باهلل سبحانه‬
‫وتعالى‪ ،‬دون تحريف وال تعطيل وال تكييف وال تمثيل‪.‬‬
‫• انقسام االمة تجاه قضية األسماء والصفات الى عدة اتجاهات نجملها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬اتجاه التشبيه‪ ،‬والتجسيم‪ :‬ويقصد به المبالغة في اثبات الصفات الى درجة تسويتها بصفات المخلوقين‪ ،‬وهو‬
‫نزعة يهودية األصل‪.‬‬
‫‪ .2‬اتجاه التعطيل‪ :‬ويراد به نفي الصفات وتعطيل النصوص الواردة بشأنها عن طريق تفريغها واخالئها من‬
‫داللتها الحقيقية على ما تضمنته من معان‪.‬‬
‫‪ .3‬اتجاه التأويل‪ :‬أصحاب هذا االتجاه يثبتون الصفات التي ال يرونها مخالفة للعقل أو موهمة لمشابهة هللا‬
‫بالمخلوقين‪ ،‬وما عدا ذلك يصرفونه عن ظاهره‪.‬‬
‫‪ .4‬اتجاه التفويض للمعاني‪ :‬وهو موقف مخالف لمنهج السلف ويمكن وصفه بأنه محاولة غير سديدة أرادت‬
‫التوسط بين اتجاهي اإلثبات والتأويل‪.‬‬
‫• ثمرات اإليمان بأسماء هللا وصفاته‪:‬‬
‫‪ -1‬أن العبد يسعى الى االتصاف والتحلي بما يصح ان يتحلى به من هذه الصفات‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يظل العبد دائم السؤال لربه‪.‬‬
‫‪ -3‬ان العبد إذا امن بصفة (الحب والمحبة) هلل تعالى‪ ،‬وانه سبحانه (رحيم ودود) استأنس لهذا الرب وتقرب اليه‪.‬‬
‫‪ -4‬انه إذا امن العبد بصفات (العلم‪ ،‬واإلحاطة‪ ،‬والمعية)‪ ،‬اورثته ذلك الخوف من هللا عز وجل المطلع عليه‬
‫الرقيب الشهيد‪.‬‬
‫‪ -5‬ان العبد إذا تدبر صفات هللا من (العظمة‪ ،‬والجالل‪ ،‬والقوة‪ ،‬والجبروت‪ ،‬والهيمنة)‪ ،‬استصغر نفسه علم‬
‫حقارتها‪.‬‬
‫‪ -6‬ان العبد إذا علم أن هللا يتصف بصفة (القوة‪ ،‬والعزة‪ ،‬والغلبة)‪ ،‬وامن بها‪ ،‬علم انه انما يكتسب قوته من قوة‬
‫هللا‪.‬‬
‫‪ -7‬انه ال ينازع العبد هللا في وصفة (الحكم‪ ،‬واأللوهية‪ ،‬والتشريع‪ ،‬والتحليل‪ ،‬والتحريم)‪ ،‬فال يحكم اال بما انزل‬
‫هللا‪.‬‬
‫‪ -8‬ان العبد الذي يعلم ان من أسماء هللا (السالم‪ ،‬والمؤمن) فانه يشعر بالطمأنينة والهدوء النفسي‪.‬‬
‫ا ل ص ف ح ة | ‪13‬‬

‫‪.‬‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬األصل الثاني‪ :‬االيمان بالمالئكة – األصل الثالث‪ :‬االيمان بالكتب‬
‫‪.‬‬ ‫األصل الثاني‪ :‬االيمان بالمالئكة‬
‫المالئكة عالم غيبي كريم خلقهم هللا عز وجل من نور‪.‬‬ ‫•‬
‫وعلى كل مسلم ان يصدق تصديقا جازما بوجود المالئكة‪.‬‬ ‫•‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫سو ُل بِ َما أ ْن ِز َل ِإلَ ْي ِه ِم ْن َربِ ِه َوال ُمؤْ ِمنُونَ ِ‬ ‫الداللة على وجوب اإليمان بالمالئكة في قوله تعالى‪﴿ :‬آ َمنَ الر ُ‬ ‫•‬
‫س ِل ِه﴾ (البقرة‪.)285 :‬‬ ‫ُكل آ َمنَ بِاّللِ َو َم َالئِ َكتِ ِه َو ُكتُبِ ِه َو ُر ُ‬
‫منكر وجود المالئكة كافر وضال‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫•‬
‫ض َال ًال َب ِعيدًا﴾ (النساء‪.)136 :‬‬ ‫ضل َ‬ ‫س ِل ِه َو ْال َي ْو ِم ْاآل ِخ ِر فَقَ ْد َ‬
‫﴿و َم ْن َي ْكفُ ْر ِباّللِ َو َم َال ِئ َك ِت ِه َو ُكت ُ ِب ِه َو ُر ُ‬
‫َ‬
‫صفات المالئكة ال َخ ْل ِقية‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ .1‬مخلوقين من نور‪.‬‬
‫‪ .2‬خلقهم سابق على خلق ابينا ادم عليه السالم‪.‬‬
‫‪ .3‬خلف المالئكة عظيم جدا من حيث القوة‪ ،‬وجمال الشكل‪.‬‬
‫‪ .4‬وهب هللا المالئكة القدرة على التشكل في صور مغايرة لهيئتهم االصلية ومنها الصورة البشرية‪.‬‬
‫‪ .5‬األصل أن مساكن المالئكة ومنازلهم في السماء‪.‬‬
‫‪ .6‬المالئكة يختلفون عن االنس والجن انهم ال يأكلون وال يشربون‪.‬‬
‫صفات المالئكة ال ُخلُ ِقية‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬انهم عباد مكرمون وانهم كرام بررة‪ ،‬وانهم سفرة بين هللا ورسله وانبيائه‪.‬‬
‫‪ -2‬انهم طائعون هلل طاعة تامة‪ ،‬وال يمكن الحد منهم ان يسبق هللا بقول أو فعل‪ ،‬أو يتقدم بين يديه مقترحا أو‬
‫معترضا على امر من أوامره‪ ،‬وال يتكلم الواحد منهم اال بإذن هللا وامره‪ ،‬كما ال يشفعون اال لمن ارتضى‬
‫سبحانه‪ ،‬وهم خائفون من هللا اشد الخوف‪.‬‬
‫‪ -3‬انهم في عبادة دائمة وتسبيح ال ينقطع دون ان يصيبهم سأم أو ملل‪.‬‬
‫‪ -4‬انهم منظمون في كل شؤونهم من عبادة وغيرها‪ ،‬وهم ال يتقدمون وال يتأخرون عن الموضع أو المقام الذي‬
‫امرهم هللا به‪ ،‬وفي مجيء المالئكة يوم القيامة يأتون صفوفا منتظمين‪.‬‬
‫‪ -5‬انهم يتأذون من كل ما هو كريه من األصوات أو الروائح غير الطيبة التي يتأذى منها بنو ادم‪ ،‬وكذلك انهم‬
‫يستحون استحياء يليق بحالهم‪.‬‬
‫أسماء المالئكة الذين ورد ذكرهم في القران والسنة الصحيحة‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ .1‬جبريل وميكال (أو ميكائيل) عليهما السالم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬م ْن‬
‫عدُو ِل ْلكَافِ ِرينَ ﴾ (البقرة‪.)98 :‬‬ ‫س ِل ِه َو ِجب ِْري َل َو ِميكَا َل فَ ِإنَّ َّ َ‬
‫ّللا َ‬ ‫لِل َو َم َالئِ َكتِ ِه َو ُر ُ‬ ‫كَانَ َ‬
‫عد ًُّوا ِ َّ ِ‬
‫‪ .2‬إسرافيل عليه السالم‪ ،‬حيث كان من دعاء النبي ﷺ‪( :‬اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل‪.)...‬‬
‫علَ ْينَا َربُّكَ ۚ قَا َل ِإنَّ ُك ْم َما ِكثُونَ ﴾‬
‫ض َ‬ ‫‪ .3‬مالك خازن النار‪ ،‬ورد ذكره في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ونَاد َْوا يَا َما ِلكُ ِليَ ْق ِ‬
‫(الزخرف‪.)77 :‬‬
‫‪ .4‬منكر ونكير وهما الملكان الموكالن بسؤال القبر‪.‬‬
‫اروتَ ﴾‬ ‫اروتَ َو َم ُ‬ ‫علَى ا ْل َملَ َكي ِْن ِببَا ِب َل َه ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ .5‬هاروت وماروت‪ ،‬ورد ذكرهما في قوبه تعالى‪َ ﴿ :‬و َما أ ْن ِز َل َ‬
‫(البقرة‪.)102 :‬‬
‫وظائف المالئكة‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬أعظم وظائف المالئكة وأجلها شأنا السفارة بين هللا ورسله‪ ،‬والنزول بالوحي ورسالة هللا إلى أهل األرض‪،‬‬
‫والملك الموكل بهذه المهمة هو أفضل المالئكة وأمين الوحي جبريل عليه السالم والذي وصف بالكثير من‬
‫األوصاف العظيمة‪ ،‬واضافة الى نزول جبريل عليه السالم بالقران فقد كان ينزل على النبي ﷺ في مواقف‬
‫عدة منها‪( :‬تعليمة الصالة‪ ،‬ومدارسته القران‪ ،‬ورقيته لما اشتكى‪ ،‬وقتاله المشركين الى جانب المصطفى ﷺ)‪.‬‬
‫‪ -2‬من أصناف المالئكة حملة العرش‪ ،‬وهم ثمانية‪ ،‬دائمو التسبيح بحمد ربهم واالستغفار للمؤمنين والدعاء لهم‬
‫بدخول الجنة والنجاة من النار‪.‬‬
‫ا ل ص ف ح ة | ‪14‬‬

‫‪ -3‬خزنة جهنم‪:‬‬
‫‪ o‬وهم المالئكة الذين وكلهم هللا تعالى بحراسة جهنم والقيام عليها وتعذيب الكافرين حينما يدخلونها‪.‬‬
‫‪ o‬قد أخبر هللا تعالى ان هؤالء الخزنة يوبخون الكافرين على استمرارهم في الكفر بعد مجيء الرسل‪،‬‬
‫ويأمرونهم بدخول جهنم التي يستحقونها ألنهم استكبروا عن االيمان بربهم‪.‬‬
‫‪ o‬وأخبر هللا سبحانه ان اهل النار يطلبون من الخزنة ان يسألوا هللا تخفيف العذاب عنهم فال يظفرون من‬
‫وراء ذلك بطائل‪.‬‬
‫‪ o‬وقد ورد اسم رئيس هؤالء الخزنة وهو مالك عليه السالم‪.‬‬
‫‪ o‬كذلك أخبر سبحانه ان خزنة النار غالظ شداد ممتثلون ألمر ربهم وال يعصونه في أي شيء مما‬
‫يأمرهم‪.‬‬
‫‪ o‬وأما عددهم فهو تسعة عشر "‪ ,"19‬وقد جعل هللا هذا العدد فتنة لالختبار واالمتحان‪ ،‬اذ ربما ظن‬
‫الكافرون او المنافقون ضالة هذا العدد وقلته‪ ،‬مع ان الملك الواحد من حيث القوة يكفي إلهالك العالم‬
‫بأسره‪.‬‬
‫‪ -4‬خزنة الجنة وهم القائمون على امرها واستقبال الموحدين فيها وتحيتهم بأحسن تحية "السالم عليكم"‪.‬‬
‫‪ -5‬ملك الموت ومن معه من المالئكة الموكلين بقبض األرواح‪ ،‬وقد ذكر في الران ملك الموت وحدة تارة‪،‬‬
‫وذكرت المالئكة بصيغة الجمع تارة أخرى‪ ،‬ويجمع بين االمرين بان ملك الموت له أعوان يقبضون معه‬
‫أرواح العباد‪ ،‬او يتلقفونها إذا استل الروح من الجسد‪.‬‬
‫‪ -6‬الملك الموكل بالنفخ في الصور وهو اسرافيل عليه السالم‪ ،‬وقد جاء في القران ان هناك نفختين‪ ،‬يصعق‬
‫الخلقة على إثر النفخة األولى ثم يبعثون على إثر الثانية‪ ،‬وسمى النبي ﷺ اسرافيل بصاحب القرن‪.‬‬
‫‪ -7‬المالئكة الموكلون بالظواهر الكونية المختلفة مثل تدبير امر المطر والرياح والسحاب والنبات والجبال‬
‫وسائر أمور الكون‪ ،‬وقد تكرر ذكرهم في القران على سبيل اإلجمال في طلع سورة الصافات والمرسالت‬
‫والنازعات‪.‬‬
‫• ثمرات االيمان بالمالئكة‪:‬‬
‫‪ .1‬عصمة المؤمن من الوقوع في الخرافات واالوهام‪.‬‬
‫‪ .2‬العلم بعظمة هللا تعالى وقوته وسلطانه‪.‬‬
‫‪ .3‬العلم بتكريم هللا لبني ادم وشكره سبحانه على عنايته بهم‪.‬‬
‫‪ .4‬االستقامة على منهج هللا عز وجل‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلحساس بالمسؤولية والجزاء‪.‬‬
‫‪ .6‬الصبر والثبات‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫األصل الثالث‪ :‬االيمان بالكتب‬
‫المقصود بهذا الركن‪ :‬هو التصديق الجازم بأن هلل كتبا انزلها على انبيائه ورسله‪ ،‬وهي من كالمه حقيقة‪ ،‬وأنها‬ ‫•‬
‫نور وهدى‪ ،‬وكل ما تضمنته حق وصدق وال يعلم عددها اال هللا‪.‬‬
‫الواجب االيمان بها اجماال اال ما ورد منها مفصال فيجب االيمان بها على التفصيل‪.‬‬ ‫•‬
‫ومن ادلة القران والسنة الصحيحة على وجوب االيمان بكتب هللا ورساالته‪:‬‬ ‫•‬
‫﴿والَّ ِذينَ يُ ْؤ ِمنُونَ بِ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَ ْيكَ َو َما أ ُ ْن ِز َل ِم ْن قَ ْب ِلكَ َوبِ ْاآل ِخ َر ِة ُه ْم يُوقِنُونَ ﴾ (البقرة‪.)4 :‬‬
‫قال تعالى‪َ :‬‬
‫الكتب اإللهية الواجب االيمان بها‪ :‬بحسب ترتيبها التاريخي‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ .1‬صحف إبراهيم عليه السالم‪.‬‬
‫‪ .2‬التوراة‪ :‬وهو كتاب هللا الذي اوحاه الى موسى عليه السالم‪.‬‬
‫‪ .3‬الزبور‪ :‬هو كتاب هللا الذي اوحاه الى داود عليه السالم‪.‬‬
‫‪ .4‬اإلنجيل‪ :‬كتاب هللا الذي انزله على عبده ورسوله عيسى بن مريم عليه السالم‪.‬‬
‫‪ .5‬القران الكريم‪ :‬هو كتاب هللا الخاتم ووحيه األخير الذي انزله على عبده ورسوله محمد ﷺ‪.‬‬
‫ا ل ص ف ح ة | ‪15‬‬

‫موقف المسلم من الكتب السماوية السابقة‪:‬‬ ‫•‬


‫‪ -1‬يجب على المؤمن ان يصدق تصديقا جازما بسائر ما انزل هللا على رسله من كتب ورساالت‪ ،‬معتقدا انها‬
‫"بصورتها الصحيحة قبل ان تحرف" وحي هللا وكالمه‪.‬‬
‫‪ -2‬يؤمن المسلم أيضا بان كتب هللا ورساالته "في صورتها الصحيحة قبل التحريف" يصدق بعضها بعضا وال‬
‫تختلف او تتعارض في أي أصل من أصول االعتقاد ومكارم االخالق وكليات الدين وجانب اإلخبار عن‬
‫الحوادث السابقة والالحقة‪.‬‬
‫‪ -3‬قد امر هللا سبحانه االقوام الذين أرسلت إليهم الكتب السماوية السابقة بطاعة رسلهم‪.‬‬
‫‪ -4‬من المهم ان نعلم ان وجوب اتباع كل كتاب من الكتب السابقة والعمل بما تضمنه من احكام يظل مستمرا‬
‫حتى يأتي كتاب اخر ينسخ الكتاب السابق او ينسخ بعض ما فيه من احكام‪.‬‬
‫تعين عل كل من بلغه القران او سمع بدعوة المصطفى ﷺ أن يتبع القران ويعمل بما فيه واال فالنار عاقبته وهو‬ ‫•‬
‫من الخاسرين‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬إذا كان التحريف في التوراة واالنجيل ثابتا بنص القران وباألدلة الحسية‪ ،‬ما معنى ان القران جاء مصدقا‬ ‫•‬
‫لما تقدمه من الكتب اإللهية؟ الجواب‪:‬‬
‫‪ -1‬أن القران جاء مؤيدا للحق الذي ورد فيها من عبادة هللا وحده‪ ،‬وااليمان برسله والتصديق بالجزاء‪ ،‬ورعاية‬
‫الحق والعدل والتخلق باألخالق الصالحة‪.‬‬
‫‪ -2‬ان القران جاء مهيمنا عليها ومبينا ما وقع فيها من أخطاء واغالط وتحريف وتصحيف وتغيير وتبديل‪.‬‬
‫ثمرات اإليمان بالكتب والرسالت‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ .1‬العلم بعناية هللا تعالى بعباده‪.‬‬
‫‪ .2‬العلم بحكمة هللا تعالى في شرعه حيث شرع لكل قوم ما يناسب احوالهم‪.‬‬
‫‪ .3‬شكر نعمة هللا على إنزال الكتب وما تضمنته من الهداية والرشاد‪.‬‬
‫‪ .4‬االهتمام البالغ بالعقيدة وتوحيد هللا سبحانه وغرس ذلك في القلوب والعقول‪.‬‬
‫‪ .5‬الرد على دعاة فصل الدين عن الدولة‪ ،‬او فصل الدين عن الحياة بشتى جوانبها‪.‬‬
‫ا ل ص ف ح ة | ‪16‬‬

‫‪.‬‬ ‫الوحدة الخامسة‪ :‬األصل الرابع‪ :‬اإليمان بالرسل‬


‫‪.‬‬ ‫مقدمة‬
‫• المقصود باإليمان بالرسل‪ :‬هو التصديق الجازم بأن هلل أنبياء ورسال‪ ،‬اصطفاهم من بين عباده وارتضاهم لحمل‬
‫دينه‪ ،‬وخصهم برساالته وقد أدوا جميعا األمانة‪ ،‬ونصوا ألممهم‪ ،‬وأقاموا عليهم الحجة‪ ،‬وبلغوا رساالت ربهم‬
‫دون أن يكتموا او يغيروا أو يبدلوا منها شيئا‪.‬‬
‫• ال يصح إيمان المكلف بالرسل اال إذا حقق أربعة أمور‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬اإليمان بأن رسالة الرسل جميعا حق من هللا تعالى‪.‬‬
‫‪ .2‬االيمان التفصيلي بمن علمنا اسمه منهم‪.‬‬
‫‪ .3‬تصديق ما صح من اخبارهم‪.‬‬
‫‪ .4‬العمل بشريعة من أرسل الينا منهم‪ ،‬وهو خاتمهم محمد ﷺ المرسل لجميع الناس‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫وجوب االيمان بجميع األنبياء والرسل عليهم السالم‬
‫أوجب هللا على عباده ان يؤمنوا بجميع رسله وانبيائه‪ ،‬وجاء االمر بذلك على سبيل العموم في قولة تعالى‪:‬‬ ‫•‬
‫﴿فَ ِ‬
‫آمنُوا بِاّللِ َو ُر ُ‬
‫س ِل ِه﴾ (النساء‪.)171 :‬‬
‫قد حرم هللا التفرقة بين الرسل في اإليمان وجعل ذلك من الكفر والضالل‪.‬‬ ‫•‬
‫المسلم مطالب بان يؤمن بجميع الرسل‪ ،‬سواء علم اعيانهم وتفاصيل اعدادهم واسمائهم ام لم يعلم‪.‬‬ ‫•‬
‫ان األنبياء والرسل جم غفير وان عددهم كبير جدا‪ ،‬ويدل على ذلك نصوص الكتاب والسنه‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ .1‬ان هللا قضى برحمته وعدله اال يعذب امة او فردا اال إذا بعث فيهم رسوال‪ ،‬ويترتب على ذلك عدم وجود امة‬
‫او قوم لم يبعث هللا إليهم نذير او هاد‪.‬‬
‫‪ .2‬ورد في السنة تصريح بعدد األنبياء‪( ،‬عن ابي ذر انه سال الرسول ﷺ كم المرسلون؟ فقال ﷺ "‪ 300‬وبضع‬
‫عشر جما غفيرا")‪ .‬وفي رواية أخرى سئل ﷺ عن عدد األنبياء فذكر انهم ‪ 124‬الفا‪.‬‬
‫لم يذكر هللا لنا أسماء هؤالء الرسل واخبارهم تفصيال بل منهم من قص علينا ومنهم لم يقص علينا‪.‬‬ ‫•‬
‫األنبياء والرسل المذكورون في القران الكريم ‪ ,25‬منهم ‪ 18‬ورد ذكرهم تباعا في سياق واحد في‬ ‫•‬
‫سورة (االنعام‪ )86-83 :‬وهم (إبراهيم – إسحق – يعقوب – نوح – داود – سليمان – أيوب – يوسف –‬
‫موسى – هارون – زكريا – يحيى – عيسى – إلياس – إسماعيل – اليسع – يونس – لوط)‪ ،‬ويبقى ‪ 7‬رسل‬
‫وانبياء ذكروا في مواضع متفرقة من القران وهم (ادم – هود – صالح – شعيب – إدريس – ذو الكفل –‬
‫محمد) عليهم جميعا الصالة والسالم‪.‬‬
‫ال مانع من المفاضلة بينهم على الوجه الوارد في النصوص الشرعية‪ ،‬ودون أن يفهم من ذلك أي نوع من‬ ‫•‬
‫االنتقاص للمفضول أو التعصب لنبي دون اخر‪.‬‬
‫التفضيل المبني على العصبية او المفاخرة او االزراء ببعض األنبياء فهو ممنوع‪.‬‬ ‫•‬
‫أفضل الرسل هم ‪ 5‬اولو العزم‪ ،‬وهم (نوح – إبراهيم – موسى – عيسى – محمد) عليهم جميعا الصالة‬ ‫•‬
‫والسالم‪.‬‬
‫سموا اولو العزم بذلك لصبرهم وجهادهم في الدعوة الى هللا وتبليغ دينه‪ ،‬لذا أمر هللا رسوله ﷺ باالقتداء بهم‬ ‫•‬
‫والتأسي بصبرهم وجهادهم في الدعوة الى هللا‪.‬‬
‫أفضل الرسل على االطالق‪ ،‬وامامهم وقائدهم وسيدهم جميعا هو رسول هللا محمد ﷺ‪.‬‬ ‫•‬
‫قد ختم هللا بنبيه محمد ﷺ باب الرسالة والنبوة‪ ،‬فكل من ادعى النبوة من بعده فهو كافر ضال مضل‪ ،‬مخالف لما‬ ‫•‬
‫قطعت به نصوص الكتاب والسنة واجمعت عليه األمة‪.‬‬
‫ا ل ص ف ح ة | ‪17‬‬

‫‪.‬‬ ‫وظائف الرسل والمقصد من ارسالهم‬


‫الدعوة الى عبادة هللا وحده‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫البالغ المبين‪ ،‬فالرسل حملة وحي هللا‪ ،‬وسفراءه الى عباده‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إخراج الناس من الظلمات الى النور ومن الضالل الى الهدى‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تزكية النفوس وإصالحها‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫إقامة الحجة وإزالة المعاذير‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أن يكونوا قدوة حسنة وأسوة صالحة للبشرية جميعا‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫من وظائف الرسل "وال سيما أفضلهم محمد ﷺ" الشهادة على األمم بأن الرسل قد بلغوهم رسالة هللا‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫التبشير واالنذار‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫قيادة أممهم‪ ،‬وسيادة دنياهم بدين هللا وشرائعه‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪.‬‬ ‫صفات الرسل عليهم السالم‬
‫الصدق واألمانة‪ ،‬هما صفتان ضرورية واجبة على كل مسلم‪ ،‬وهما اوجب على الرسل‪ ،‬وبدنهما ال يمكن ان يثق‬ ‫‪.1‬‬
‫العباد في الرسل‪.‬‬
‫الكمال في األخالق‪ ،‬فرسل هللا أحسن الناس خلقا‪ ،‬وأطهرهم قلبا‪ ،‬وازكاهم نفسا‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الفطانة‪ ،‬يقصد بها التيقظ وحدة العقل والذكاء‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحرية والذكورة‪ ،‬فالرسل احرار ومنزهون عن الرق لمنافة ذلك للكمال ولحيلولته دون القيام بأعباء النبوة‬ ‫‪.4‬‬
‫ووظائفها‪.‬‬
‫ومن الصفات التي ينفرد بها الرسل عن سائر البشر‪ :‬ان اعينهم تنام وال تنام قلوبهم‪ ،‬وان رؤاهم وحي‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪.‬‬ ‫أدلة صدق الرسل (دالئل النبوة)‬
‫• من أبرز دالئل النبوة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يخبر به األنبياء والرسل من االخبار الصادقة عن المغيبات التي ال سبيل للبشر لمعرفتها والوصول اليها‬
‫البتة‪.‬‬
‫‪ -2‬ان ما جاؤوا به من الشرائع واالخبار في غاية االحكام واالتقان‪.‬‬
‫‪ -3‬ان طريقتهم واحدة فيما يأمرون به من عبادة هللا‪.‬‬
‫‪ -4‬اخبارهم األمم بما سيكون من انتصارهم وخذالن اعدائهم‪.‬‬
‫‪ -5‬ان هللا يؤيدهم تأييدا مستمرا‪.‬‬
‫‪ -6‬ما اجراه هللا على أيديهم من المعجزات القاهرة‪ ،‬تأتي نصرة لهم‪.‬‬
‫• الفرق بين دالئل النبوة‪ ،‬وخوارق السحرة والكهان‪ ،‬وعجائب المخترعات التي ظهرت اليوم‪:‬‬
‫‪ .1‬ان اخبار األنبياء ال يقع فيها تخلف وال غلط‪ ،‬بخالف اخبار الكهنة والمنجمين فالغالب عليها الكذب‪ ،‬وان‬
‫صدقوا أحيانا في بعض األشياء بسبب ما يحصل عليه الكهان من استراق شياطينهم للسمع‪.‬‬
‫‪ .2‬ان السحر والكهانة واالختراع أمور معتادة معروفة ينالها االنسان بكسبه وتعلمة‪ ،‬فهي ال تخرج عن كونها‬
‫مقدرة للجن واالنس‪ ،‬ويمكن معارضتها بمثلها‪ ،‬بخالف آيات األنبياء‪ ،‬فإنها ال يقدر عليها جن وال انس‪.‬‬
‫‪ .3‬ان األنبياء مؤمنون مسلمون يعبدون هللا وحده بما امر ويصدقون جميع ما جاءت به األنبياء‪ ،‬واما السحرة‬
‫والكهان‪ ،‬فال يكونوا اال مشركين مكذبين ببعض ما انزل هللا‪.‬‬
‫‪ .4‬ان الفطرة والعقول توافق ما جاء به األنبياء عليهم السالم‪ ،‬واما السحرة والكهان‪ ،‬فإنهم يخالفون األدلة‬
‫السمعية والعقلية والفطرية‪.‬‬
‫‪ .5‬ان األنبياء جاؤوا بما يكمل الفطرة والعقول‪ ،‬والسحرة والكهان يجيئون بما يفسد العقول والفطرة‪.‬‬
‫‪ .6‬ان معجزات األنبياء ال تحصل بأفعالهم‪ ،‬وانما يفعلها هللا عز وجل‪ ،‬واما خوارق السحرة والكهان‬
‫والمخترعات الصناعية‪ ،‬فإنها تحصل بأفعال الخلق‪.‬‬
‫ا ل ص ف ح ة | ‪18‬‬

‫‪.‬‬ ‫خصائص النبي ﷺ‬


‫عموم رسالته لكافة الثقلين من الجن واالنس فال يسع أحدا منهم اال اتباعه وااليمان برسالته‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫انه خاتم األنبياء والمرسلين‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أن هللا ايده بأعظم معجزة واظهر اية وهو الفران الكريم‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ان امته خير األمم وأكثر اهل الجنة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫انه سيد ولد ادم يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫انه صاحب الشفاعة العظمى وذلك عندما يشفع ألهل الموقف في ان يقضي بينهم ربهم بعد ان يتدافعها أفضل‬ ‫‪-6‬‬
‫الرسل وهي "المقام المحمود"‪.‬‬
‫انه صاحب لواء الحمد وهو لواء حقيقي يختص بحمله يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫انه صاحب الوسيلة‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫الوسيلة‪ :‬هي درجة عالية في الجنة‪ ،‬ال تكون إال لعبد واحد‪ ،‬وهي اعلى درجات الجنة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪.‬‬ ‫حقوق النبي ﷺ على امته‬
‫‪ .1‬االيمان المفصل بنبوته ورسالته‪ ،‬واعتقاد نسخ رسالته لجميع الرساالت السابقة‪ ،‬ومقتضى ذلك تصديقه فيما‬
‫أخبر‪ ،‬وطاعته فيما أمر‪ ،‬واجتناب ما نهى عنه وزجر‪ ،‬واال يعبد هللا اال بما شرع‪.‬‬
‫‪ .2‬وجوب االيمان بانه ﷺ بلغ الرسالة‪ ،‬وأدى األمانة‪ ،‬ونصح لألمة فما من خير اال ودل االمه عليه ورغبها فيه‪،‬‬
‫وما من شر اال ونهى االمة عنه وحذرها منه‪.‬‬
‫‪ .3‬محبته ﷺ وتقديم محبته على النفس وسائر الخلق‪.‬‬
‫‪ .4‬طاعته ﷺ‪ ,‬واالقتداء التام به‪ ،‬ومحبة ما يحبه وبغض ما يبغضه‪.‬‬
‫‪ .5‬تعظيمه ﷺ وتوقيره واجالله‪.‬‬
‫‪ .6‬الصالة والتسليم على النبي ﷺ واالكثار من ذلك‪.‬‬
‫‪ .7‬اإلقرار له بما ثبت في حقه من المناقب الجليلة والخصائص السامية والدرجات العالية الرفيعة‪ ،‬مما دلت عليه‬
‫النصوص‪ ،‬والتصديق بكل ذلك والثناء عليه به ونشره في الناس‪ ،‬وتعليمه للصغار وتنشئتهم على محبته‬
‫وتعظيمه ومعرفة قدره الجليل عند ربه عز وجل‪.‬‬
‫‪ .8‬تجنب الغلو فيه والحذر من ذلك‪ ،‬فإن في ذلك أعظم االذية له ﷺ‪.‬‬
‫‪ .9‬من حقوقه ﷺ محبة اهل بيته الطيبين الطاهرين رضوان هللا عليهم والترضي عنهم وتوقيرهم وتبجيلهم دون‬
‫تفريط أو افراط فال ينتقص أحد منهم وال يغالى في محبه‪.‬‬
‫من حقوقه ﷺ محبة أصحابه وازواجه ومواالتهم جميعا والحذر من تنقصهم أو سبهم أو الطعن فيهم‬ ‫‪.10‬‬
‫بشيء‪ ،‬واالستغفار لهم وسؤال هللا اال يجعل في فلوبهم غال لهم‪.‬‬
‫ا ل ص ف ح ة | ‪19‬‬

‫‪.‬‬ ‫الوحدة السادسة‪ :‬األصل الخامس‪ :‬اإليمان باليوم االخر‬


‫‪.‬‬ ‫مقدمة‬
‫اليوم االخر‪ :‬هو يوم القيامة‪ ،‬الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء‪.‬‬ ‫•‬
‫سمي بذلك ألنه ال يوم بعده‪ ،‬حيث يستقر أهل الجنة في منازلهم‪ ،‬وأهل النار في منازلهم‪.‬‬ ‫•‬
‫يقصد باإليمان باليوم االخر‪ :‬االعتقاد الجازم والتصديق التام بيوم القيامة وااليمان بكل ما أخبر به هللا في كتاله‬ ‫•‬
‫الكريم‪ ،‬وأخبر به نبيه ﷺ مما يكون بعد الموت‪.‬‬
‫ُ‬
‫﴿والذِينَ يُؤْ ِمنُونَ ِب َما أ ْن ِز َل ِإلَيْكَ‬ ‫الدليل على وجوب االيمان باليوم االخر‪ ،‬قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫•‬
‫َو َما أ ُ ْن ِز َل ِم ْن قَ ْبلِكَ َو ِب ْاآل ِخ َر ِة ُه ْم يُو ِقنُونَ ﴾ (البقرة‪.)4 :‬‬
‫أساليب القران المتنوعة في تأكيد وقوع القيامة‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ .1‬في موضع يكون الحديث عن القيامة خبرا مجردا‪،‬‬
‫كما في قولة تعالى‪ّ﴿ :‬للاُ يَ ْب َدأ ُ ْالخ َْلقَ ثُم يُ ِعي ُدهُ ثُم إِلَ ْي ِه ت ْر َجعُونَ ﴾ (الروم‪.)11 :‬‬
‫ُ‬
‫عةَ آتِيَة﴾ (طه‪ .)15 :‬ومرة يزيد توكيدا (بإن والالم) كقولة‬ ‫‪ .2‬ومرة يؤكد وقوعها (بإن) كقولة تعالى‪﴿ :‬إِن السا َ‬
‫عةَ َآلتِيَة﴾ (الحجر‪.)85 :‬‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬وإِن السا َ‬
‫عة َآلتِيَة َال َري َ‬
‫ْب فِي َها﴾ (غافر‪.)59 :‬‬ ‫َ‬ ‫‪ .3‬وفي موضع ينفي الريب والشك عن وقوعها‪ ،‬كقولة تعالى‪﴿ :‬إِن السا َ‬
‫‪ .4‬وفي بعض اآليات يقسم الحق على انها اتية واقعة‪،‬‬
‫ْب فِي ِه﴾ (النساء‪.)87 :‬‬ ‫قال تعالى‪ّ﴿ :‬للاُ َال إِلَهَ إِال ه َُو ۚلَيَجْ َمعَن ُك ْم إِلَى يَ ْو ِم ْال ِقيَا َم ِة َال َري َ‬
‫الح َجاج والخصام باإلقسام بربة مؤكدا وقوعها‪،‬‬ ‫‪ .5‬وفي موضع يأمر رسوله في مجال ِ‬
‫قال تعالى‪َ ﴿ :‬ويَ ْستَ ْنبِئُونَكَ أَ َحق ه َُو ۚقُ ْل إِي َو َربِي إِنهُ ل َحق ِ َو َما أ ْنت ُ ْم بِ ُم ْع ِج ِزينَ ﴾ (يونس‪.)53 :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪.‬‬ ‫الحقائق التي يشملها االيمان باليوم االخر‬
‫أوال‪ :‬الموت‪:‬‬
‫• قد كتب هللا الموت والهالك على سائر الخلق من االنس والجن والمالئكة وغيرهم‪.‬‬
‫• المقصود من معرفة المكلف للحقيقة السابقة‪ ،‬ذكره الدائم للموت وجعله على باله‪.‬‬
‫• يجب على كل أحد التأهب للموت قبل نزوله‪ ،‬واالستعداد لما بعده قبل حصوله‪ ،‬والمبادرة بالعمل الصالح والسعي‬
‫النافع قبل نزول البالء وحلوله‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬فتنة القبر‪:‬‬
‫• المقصود بها سؤال الميت بعد دفنة عن ربه ودينه ونبيه‪ ،‬وهي أول شيء يكون بعد الموت حيث يختبر الناس‬
‫أجمعون في قبورهم‪.‬‬
‫• إذا سئل الميت‪ :‬من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟‬
‫‪ -1‬المؤمن‪ :‬يقول ربي هللا‪ ،‬وديني اإلسالم‪ ،‬ونبيي محمد ﷺ‪ ,‬فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي‪ ،‬وحينئذ‬
‫يفسح له في قبره مد البصر‪ ،‬ويفرش له فراش من الجنة‪ ،‬ويفتح له باب الى الجنة فيأتيه من روحها ونعيمها‪.‬‬
‫‪ -2‬اما الكافر‪ :‬فيقول ها ها ال أدري سمعت الناس يقولن شيئا فقلته‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عذاب القبر ونعيمه‪:‬‬
‫قد تظافرت نصوص الشريعة كتابا وسنة بإثبات عذاب القبر ونعيمه‪.‬‬ ‫•‬
‫العذاب في القبر وان كان على الروح في األصل وربما بالبدن فليس معنى كونه على الروح ان البدن ال يناله‬ ‫•‬
‫منه شيء‪ ،‬بل ال بد ان يناله شيء من هذا العذاب او النعيم شيء وان كان غير مباشر‪.‬‬
‫من المهم ان يعلم ان العذاب والنعيم في القبر على عكس العذاب والنعيم في الدنيا‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬فإن العذاب او النعيم في الدنيا على البدن‪ ،‬وتتأثر به الروح‪.‬‬
‫‪ -2‬وفي البرزخ يكون النعيم أو العذاب على الروح ويتأثر به البدن‪.‬‬
‫العذاب في النار او النعيم في الجنة يكون على الروح والبدن معا‪.‬‬ ‫•‬
‫ا ل ص ف ح ة | ‪20‬‬

‫‪.‬‬ ‫أشراط الساعة‬


‫االشراط لغة جمع شرط وهو العالمة‪.‬‬ ‫•‬
‫االشراط اصطالحا هي العالمات الدالة على قرب يوم القيامة‪.‬‬ ‫•‬
‫ان كان هللا اخفى وقت وقوع الساعة عن عباده واختص بعلم ذلك وحده‪ ،‬فإن من رحمته ان اعلم العباد بعالمات‬ ‫•‬
‫تدل على قرب وقوع الساعة‪.‬‬
‫فائدة البحث في االشراط والمغيبات المستقبلية‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ .1‬اإليمان بهذه االخبار هو من اإليمان باهلل ورسوله ﷺ‪.‬‬
‫‪ .2‬وقوع تلك المغيبات التي وقعت على النحو الذي حدثت به االخبار يثبت االيمان ويقويه‪.‬‬
‫‪ .3‬تثبيت االيمان يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ .4‬بعث هللا رسوله ﷺ داال على الخير محذرا من الشر‪.‬‬
‫‪ .5‬قد تمر بالمسلمين في مقبل األيام وقائع تحتاج الى بيان الحكم الشرعي فيها‪.‬‬
‫‪ .6‬التطلع الى ما يحدث في المستقبل امر فطري فاإلنسان يجد في نفسه رغبة شديدة الى معرفة الوقائع‬
‫والكائنات التي قد تحدث للجنس اإلنساني‪.‬‬
‫‪ .7‬رد على من قال "انه ال فائدة من إتعاب النفس في أمور فائدتها قليلة"‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫اقسام عالمات الساعة‬
‫أوال‪ :‬العالمات الصغرى التي وقعت‪:‬‬
‫بعثة النبي ﷺ ووفاته‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫فتح بيت المقدس‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ظهور نار بالمدينة تضيء لها اعناق اإلبل في بصرى في ارض الشام‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫قلة العلم وكثرة الجهل والمعاصي‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫كثرة ظهور الدجالين الكذابين‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫كثرة الزالزل‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ثانيا‪ :‬العالمات الصغرى التي لم تقع بعد‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫عودة جزيرة العرب مروجا وانهارا‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫قلة الرجال وكثرة النساء حتى ان الرجل الواحد ليعول أربعين او خمسين امرأة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫انحسار نهر الفرات عن جبل من ذهب‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تقارب الزمان وقصره‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ثالثا‪ :‬العالمات الكبرى‪:‬‬
‫هي عالمات تمثل تحوال كبيرا في نظام الكون‪ ،‬وتكون بمثابة توطئة وتهيئة لقيام الساعة‪.‬‬ ‫•‬
‫هي ‪ 10‬عالمات لم يظهر منها شيء حتى يومنا هذا‪.‬‬ ‫•‬
‫وردت منها مجموعة في حديث للنبي ﷺ واحد وهي (الدخان – الدجال – الدابة – طلوع الشمس من مغربها –‬ ‫•‬
‫نزول عيسى بن ﷺ ‪ -‬يأجوج ومأجوج – ثالثة خسوف "خسف بالمغرب وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة‬
‫العرب" – نار تخرج من اليمن تطرد الناس الى محشرهم)‪.‬‬
‫لم يرد بالسنة ترتيب لتلك العالمات‪ ،‬وان كان واضحا انه ليس بينها فاصل زمني كبير بل هي اشبه بحبات العقد‬ ‫•‬
‫يتبع بعضها بعضا‪.‬‬
‫العالمات الكبرى بإيجاز‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬خروج المهدي‪ :‬وهو رجل من اهل البيت من ولد الحسن بن علي رضي هللا عنهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ظهور المسيح الدجال‪ :‬وهو رجل من بني ادم يخرج في اخر الزمان‪ ،‬فيفتن به كثير من الخلق‪ ،‬يجري على‬
‫يديه بعض االعمال الخارقة‪ ،‬ويدعي الربوبية وال يروج باطله على المؤمن ويدخل األمصار كلها اال مكة‬
‫والمدينة‪ ،‬ومعه نار وجنة فناره جنة وجنته نار‪.‬‬
‫ا ل ص ف ح ة | ‪21‬‬

‫‪ -3‬نزول عيسى بن مريم عليه السالم من السماء الى األرض حكما عدال فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقضي‬
‫على الدجال‪.‬‬
‫‪ -4‬خروج يأجوج ومأجوج‪ :‬وهم خلق كثير‪ ،‬ال قدرة ألحد بقتالهم‪.‬‬
‫‪ -5‬هدم الكعبة على يد ذي السوقتين من الحبشة‪.‬‬
‫‪ -6‬الدخان‪ :‬وهو دخان عظيم من السماء يغشى الناس ويعمهم‪.‬‬
‫‪ -7‬رفع القران من األرض الى السماء فال يبقى منه ايه في سطر وال صدر إال رفعت‪.‬‬
‫‪ -8‬طلوع الشمس من مغربها‪.‬‬
‫‪ -9‬خروج الدابة‪ :‬وهي مخلوق عظيم‪.‬‬
‫‪ -10‬خروج نار عظيمة تخرج من عدن "من اليمن" تحشر الناس الى محشرهم وهي اخر العالمات العظام‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ضوابط منهجية للتعامل مع اشراط الساعة وفتن اخر الزمان‬
‫اشراط الساعة كلها من األمور الغيبية‪ ،‬المتوقفة على ما ورد في القران والسنة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫المقصد من معرفة اشراط الساعة وفتن اخر الزمان‪ ،‬هو التهيؤ وحسن االستعداد والحذر من الفتن والبعد عن‬ ‫‪.2‬‬
‫مظانها‪.‬‬
‫الواجب على كل مسلم هو االقتصار على ما ورد في النصوص دون زيادة او نقصان وعدم السؤال عما ال فائدة‬ ‫‪.3‬‬
‫من ورائه‪.‬‬
‫من الخطأ البين ما وقع فيه البعض من تفسير اشراط الساعة وفتن اخر الزمان بعقولهم أو تنزيل بعض احداثها‬ ‫‪.4‬‬
‫على واقع معين او اشخاص بعينهم‪.‬‬
‫ال بد ان ينتبه المسلم الى الفرق بين الحكم القدري والحكم الشرعي‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ضرورة البعد عن الوقوع في حالة اليأس أو التشاؤم او اإلحباط او ان يركن المسلم الى السلبية وانتظار ما يأتي‬ ‫‪.6‬‬
‫دون سعي منه او عمل صالح يغير من حال االمة‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫القيامة الكبرى وأسماؤها‬
‫• قد سمى هللا ذلك اليوم "الذي يحل فيه الدمار بهذا العالم‪ ،‬ثم يعقبه فيه البعث والنشور للجزاء والحساب" بأسماء‬
‫كثيرة منها‪( :‬يوم القيامة – اليوم االخر – الغاشية – القارعة – الحاقة – الصاخة – الطامة الكبرى – يوم‬
‫الحسرة – يوم الدين – يوم االزفة – يوم الفصل – يوم الوعيد – يوم التغابن)‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫• ان كل ما عظم شأنه‪ :‬تعددت صفاته وكثرت اسماؤه‪.‬‬
‫• األمور العظيمة في يوم القيامة‪:‬‬
‫‪ -1‬النفخ في الصور‪:‬‬
‫❖ الصور في لغة العرب هو القرن‪.‬‬
‫❖ النافخ في الصور هو اسرافيل عليه السالم‪ ،‬وهو مستعد دائما للنفخ فيه منذ خلقه هللا بل انه التقم القرن‬
‫بالفعل وصغى سمعه منتظرا االمر من هللا‪.‬‬
‫❖ اليوم الذي تكون فيه النفخة وتقوم الساعة هو يوم الجمعة‪.‬‬
‫❖ عدد النفخات في الصور فقيل‪ :‬انها ‪ 2‬وقيل انها ‪ 3‬وعلى القول انها ‪ 2‬فاألولى يحصل بها الصعق‪،‬‬
‫والثانية يحصل بها البعث‪.‬‬
‫❖ قد سمى القران النفخة األولى بالراجفة‪ ،‬والثانية بالرادفة‪ .‬وفي موضع اخر سمى األولى بالصيحة‪،‬‬
‫وصرح بالنفخ في الصور في الثانية‪.‬‬
‫‪ -2‬البعث‪:‬‬
‫❖ هو احياء هللا الموتى واخراجهم من قبورهم‪ ،‬حيث يجمع هللا سبحانه أجساد المقبورين التي تحللت‬
‫ويعيدها كما كانت‪ ،‬ثم يعيد األرواح اليها ويسوقهم الى محشرهم لفصل القضاء‪.‬‬
‫❖ جاء في السنة بيان كيفية البعث وان هللا ينزل الى األرض ماء فينبت به اهل القبور كما ينبت العشب‪.‬‬
‫ا ل ص ف ح ة | ‪22‬‬

‫الحشر‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫❖ دلت النصوص على حشر العباد بعد بعثهم الى ارض المحشر حفاة عراة غرال‪.‬‬
‫❖ األرض التي يحشر العباد عليها في يوم القيامة ارض أخرى غير هذه األرض‪.‬‬
‫❖ صفة هذه األرض الجديدة التي يكون عليها الحشر‪ ،‬قال ﷺ ("يحشر الناس يوم القيامة على ارض‬
‫بيضاء عفراء كقرصة النقي" – قال سهل او غيره "ليس فيها معلم ألحد")‪.‬‬
‫الحساب‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫❖ هو تعريف هللا سبحانه الخالئق مقادير الجزاء على أعمالهم‪.‬‬
‫❖ الحساب يشمل ما يقوله هللا لعباده‪ ،‬وما يقولونه له‪.‬‬
‫❖ يجاء في موقف الحساب بالرسل‪ ،‬ويسألون عن األمانة التي حماهم هللا إياها وهي إبالغ وحي هللا الى‬
‫من أرسلوا إليهم‪.‬‬
‫❖ يقوم االشها في ذلك اليوم العظيم فيشهدون على الخالئق بما كان منهم‪.‬‬
‫❖ االشهاد هم المالئكة الذين كانوا يسجلون على المرء اعماله‪.‬‬
‫❖ يشهد أيضا األنبياء والعلماء كما تشهد على العباد األرض والسماء والليالي واأليام واألعضاء‪.‬‬
‫❖ يؤتى بالعباد لمحاسبتهم ويقامون صفوفا للعرض على رب العباد‪.‬‬
‫❖ يؤتى بالمجرمين منهم وه الذين كذبوا الرسل وتمردوا على ربهم واستعلوا في األرض‪ ،‬مقرنين‬
‫باألصفاد مسربلين بالقطران‪.‬‬
‫❖ لشدة الهول تجثوا األمم على الركب عندما يدعى الناس للحساب لعظم ما يشهدون‪.‬‬
‫❖ يتفاوت العباد في حسابهم تفاوتا عظيما‪.‬‬
‫❖ بعض العباد يحاسبون حسابا عسيرا وهؤالء هم الكفرة المجرمون الذين أشركوا باهلل ما لم ينزل به‬
‫سلطانا‪.‬‬
‫❖ وبض العباد يدخلون الجنة بغير حساب‪ ،‬وهم فئة قليلة ال يجاوزون ‪ 70‬الفا وهم الصفوة من هذه االمة‪.‬‬
‫❖ بعض العباد يحاسبون حسابا يسيرا أي ال يدقق‪ ،‬وانما تعرض عليهم ذنوبهم ثم يتجاوز لهم عنها‪.‬‬
‫تطاير الصحف‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫❖ في ختام مشهد الحساب يعطى كل عبد كتابه المشتمل على سجل كامل اعماله التي عملها في الحياة‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫❖ تختلف الطريقة التي يؤتى بها العباد كتبهم‪:‬‬
‫‪ .1‬المؤمن يؤتى كتابه بيمينه من امامه فيحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله في الجنة مسرورا‪.‬‬
‫‪ .2‬الكافر يؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره‪.‬‬
‫ق ِ ِإنا ُكنا نَ ْستَ ْن ِس ُخ َما ُك ْنت ُ ْم تَ ْع َملُونَ ﴾‬ ‫ْ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِبال َح ِ‬
‫❖ عندما يعطى العباد كتبهم يقال لهم‪َ ﴿ :‬ه َذا ِكتَابُنَا َي ْن ِط ُق َ‬
‫(الجاثية‪.)29 :‬‬
‫الميزان‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫❖ هو ميزان حقيقي له لسان وكفتان‪ ،‬توزن فيه اعمال العباد فيرجح بمثقال ذرة من خير او شر‪.‬‬
‫❖ دلت النصوص على ان الميزان يزن ‪ 3‬أمور‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬األعمال‪.‬‬
‫‪ .2‬صحف االعمال‪.‬‬
‫‪ .3‬العامل نفسه‪.‬‬
‫الحوض‪:‬‬ ‫‪-7‬‬
‫❖ هو مورد عظيم أعطاه هللا لنبينا محمد ﷺ في المحشر يرده هو وامته‪.‬‬
‫❖ الحوض يكون في ارض المحشر ويمد ماؤه من الكوثر وهو نهر اخر اعطاه هللا لنبينا محمد ﷺ في‬
‫الجنة‪.‬‬
‫❖ اختلف العلماء في الميزان والحوض ايهما يكون قبل االخر فقيل الميزان قبل وقيل الحوض‪.‬‬
‫❖ الصحيح الحوض قبل الميزان‪ ،‬قال القرطبي "والمعنى يقتضيه فإن الناس يخرجون عطاشا من قبورهم‪.‬‬
‫الصراط‪:‬‬ ‫‪-8‬‬
‫❖ هو جسر ممدود على متن جهنم يرده االولون واألخرون‪ ،‬وهو طريق اهل المحشر لدخول الجنة‪.‬‬
‫❖ وصفه‪ :‬انه ادق من الشعر واحد من السيف دحض منزلة ال تثبت عليه قدم اال من ثبته هللا‪ ،‬وانه ينصب‬
‫في ظلمة فيعطى الناس انوارا على قدر ايمانهم ويمرون فوقه على قدر ايمانهم‪.‬‬
‫ا ل ص ف ح ة | ‪23‬‬

‫‪ -٩‬الشفاعة‪:‬‬
‫❖ الشفعة لغة‪ :‬هي الوسيلة والطلب‪.‬‬
‫❖ في االصطالح‪ :‬سؤال الخير للغير‪.‬‬
‫❖ الشفاعة عند هللا‪ :‬سؤال هللا التجاوز عن الذنوب واآلثام للغير‪.‬‬
‫❖ ال تصح الشفاعة عند هللا اال بشرطين‪:‬‬
‫‪ .1‬إذن هللا تعالى للشافع أن يشفع‪.‬‬
‫‪ .2‬رضا هللا عن المشفوع له أن يشفع فيه‪.‬‬
‫❖ أقسام الشفاعة‪:‬‬
‫تنقسم الشفاعة من حيث القبول والرد الى قسمين‪:‬‬
‫‪-1‬مقبولة‪ :‬وهي ما تحققت فيها الشروط‪-2 .‬مردودة‪ :‬وهي ما فقدت أحد الشروط‪.‬‬
‫أنواع شفاعة النبي ﷺ‪:‬‬
‫‪ .1‬الشفاعة العظمى‪ :‬وهي شفاعته ﷺ في أهل الموقف أن يقضي هللا بينهم وهي المقام المحمود‪.‬‬
‫‪ .2‬شفاعته ﷺ في قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيشفع فيهم أن يدخلوا الجنة‪.‬‬
‫‪ .3‬شفاعته ﷺ في اقوام استحقوا النار اال يدخلوها‪.‬‬
‫‪ .4‬شفاعته ﷺ في رفع درجات أهل الجنة في الجنة‪.‬‬
‫‪ .5‬شفاعته ﷺ في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب‪.‬‬
‫‪ .6‬شفاعته ﷺ في تخفيف العذاب عمن كان يستحقه كشفاعته في عمه ابي طالب‪.‬‬
‫‪ .7‬شفاعته ﷺ في أهل الجنة أن يؤذن له بدخول الجنة‪.‬‬
‫‪ .8‬شفاعته ﷺ في اهل الكبائر من امته ممن دخل النار ان يخرج منها‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫المعاني العلمية والتربوية المترتبة على ايمان المسلم باألمور االخروية السابقة‬
‫أوال‪ :‬األسباب التي يعذب بها أصحاب القبور على قسمين‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬األسباب المجملة‪ :‬الجهل واضاعة امر هللا ومعصيته‪.‬‬
‫‪ -2‬األسباب المفصلة‪ :‬النصوص ذكرت منها الكثير‪ ،‬ومنها (عدم االستتار من البول – النميمة – الكذب –‬
‫غلول الغنائم – هجر القران – الزنا – الربا)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الميزان إنما يثقل او يخف بأعمال العبد وحسناته وسيئاته‪.‬‬ ‫•‬
‫ثالثا‪ :‬اعمال من عمله نال شفاعته ﷺ أو شفاعة المؤمنين‪ ،‬وفي مقدمتها اإلخالص في التوحيد‪.‬‬ ‫•‬
‫رابعا‪ :‬الحرص على الشرب من حوضه ﷺ لعل اهم ما يجب عليه اتباع سنته واالقتداء بهديه والحذر من االبتداع‬ ‫•‬
‫واإلحداث في الدنيا‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫الجنة والنار‬
‫الجنة هي دار الجزاء العظيم‪ ،‬والثواب الجزيل‪ ،‬الذي أعده هللا ألوليائه وأهل طاعته‪.‬‬ ‫•‬
‫ومع تنوع نعيم اهل الجنة وكثرته فإن أعظم ما يعطاه أهل الجنة رضوان هللا والنظر الى وجه الكريم‪.‬‬ ‫•‬
‫رؤية هللا هي الغاية القصوى في نعيم االخرة‪.‬‬ ‫•‬
‫النار هي الدار التي أعدها هللا للكافرين به‪ ،‬وهي عذابه الذي يعذب فيه أعداءه‪.‬‬ ‫•‬
‫النار هي دار العقاب األبدي للكافرين والمشركين والمنافقين النفاق االعتقادي‪.‬‬ ‫•‬
‫اإليمان بالجنة والنار يتحقق ب ‪ 3‬أمور‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬االعتقاد الجازم بأنهما حق وان الجنة دار المتقين والنار دار الكافرين والمنافقين‪.‬‬
‫‪ -2‬اعتقاد وجودهما االن‪.‬‬
‫‪ -3‬اعتقاد دوامهما وبقائهما وانهما ال تفنيان وال يفنى من فيهما‪.‬‬
‫ا ل ص ف ح ة | ‪24‬‬

‫‪.‬‬ ‫الوحدة السابعة‪ :‬األصل السادس‪ :‬اإليمان بالقضاء والقدر‬


‫• القضاء والقدر اصطالحا‪ :‬تقدير هللا تعالى األشياء في القدم‪ ،‬وعلمه سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫مراتب االيمان بالقضاء والقدر‬
‫أوال‪ :‬مرتبة العلم‪ :‬وهي ان يؤمن المكلف ايمانا جازما بان هللا تعالى بكل شيء عليم‪.‬‬ ‫•‬
‫ثانيا‪ :‬مرتبة الكتابة‪ :‬يقصد بها ان هللا تعالى كتب عنده في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء‬ ‫•‬
‫أنواع المقادير‪:‬‬
‫‪ -1‬قبل خلق السماوات واألرض ب ‪ 50‬ألف سنة‪ ،‬عندما خلق هللا القلم‪.‬‬
‫‪ -2‬حين اخذ هللا الميثاق على بني ادم‪ ،‬وهم ما يزالون في ظهر أبيهم ادم‪.‬‬
‫‪ -3‬التقدير العمري وهو الذي يتم عند تخليق النطفة في الرحم فيكتب اذ ذاك ذكر او انثى واالجل والعمل‬
‫والشقاء والسعادة والرزق وجميع ما يلقى االنسان‪.‬‬
‫‪ -4‬التقدير الحولي‪ ،‬وهو الذي يتم في ليلة القدر من كل عام حيث يقدر فيها كل ما يكون في السنة الى مثله من‬
‫العام المقبل‪.‬‬
‫‪ -5‬التقدير اليومي‪ ،‬وهو تقدير هللا سبحانه لكل ما يحدث للعباد في كل يوم وليله‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مرتبة المشيئة‪ :‬وهي االيمان التام بمشيئة هللا النافذة وقدرته التامة وانا ما شاء هللا كان وما لم يشأ لم يكن‪.‬‬ ‫•‬
‫رابعا‪ :‬مرتبة الخلق‪ :‬وهي االيمان بان هللا سبحانه خالق كل شيء في هذا الكون بأسره فهو خالق كل عامل‬ ‫•‬
‫وعمل‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫خالصة مذهب اهل السنة والجماعة في باب القضاء والقدر‬
‫مذهب اهل السنة في باب القضاء والقدر "وسائر أبواب العقيدة" يتميز بالوضوح والوسطية والبعد عن غلو الجبرية‬
‫وتفريط القدرية‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫االنحرافات والشبهات في باب القدر‬
‫‪ -1‬االحتجاج بالقدر على الذنوب والمعائب‪.‬‬
‫‪ -2‬خطأ بعض الناس في فهم قضية الشر وهل ينسب الى هللا ام ال؟ قال ﷺ (والشر ليس اليك)‪.‬‬
‫‪ -3‬ترك بعض الناس االخذ باألسباب بحجة التوكل على هللا والتسليم لقضائه وقدره‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثمرات االيمان بالقضاء والقدر على وجه الصحيح‬
‫أن يعرف اإلنسان قدر نفسه وحقيقته‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫انه ينجي المؤمن من الوقوع في الفتن وأسباب الضالل وسوء الخاتمة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يغرس في نفس المؤمن حقائق اإليمان المتعددة فهو دائم االستعانة باهلل والتوكل عليه‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫يثمر الشجاعة واالقدام‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫يكسب صاحبة قوة الشكيمة ومضاء العزيمة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ازكى الناس خلقا وأسلمهم قلبا واصفاهم نفسا في تعاملهم مع كافة الناس من حولهم‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫أعظم عصمة تقي المؤمن من الوهن والجزع‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫___________________________________________________________________‬
‫خالص‬
‫‪...‬بالوفيق‪...‬‬

You might also like