You are on page 1of 13

‫اململكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم‬
‫جامعة االمام حممد بن سعود اإلسالمية‬
‫كلية العلوم االجتماعية‬
‫قسم علم النفس‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫املقرر ‪ /‬مدخل التأصيل اإلسالمي لعلم النفس‬

‫اسم الطالب ‪ /‬راكان مفلح الغيداين‬


‫الرقم اجلامعي ‪443017766 /‬‬
‫د‪.‬إبراهيم عبدالكرمي املرضي‬
‫شعبة‪٦٠ /‬‬

‫الفصل الدراسي ‪ /‬الثاين ‪١٤٤٥‬ه‬


‫التكليف األول ‪ /‬حتدث عن نشأة وأهداف حركة التأصيل اإلسالمي للعلوم اإلنسانية بشكل عام‬
‫وعلم النفس بشكل خاص ‪.‬‬

‫حركة التأصيل اإلسالمي للعلوم اإلنسانية ( بشكل عام )‪:‬‬


‫هاما من التطور الفكري يف العامل اإلسالمي‪.‬‬
‫حركة التأصيل اإلسالمي للعلوم اإلنسانية تعترب جزءًا ً‬
‫هتدف هذه احلركة إىل إعادة أتصيل العلوم اإلنسانية يف إطار القيم واملبادئ اإلسالمية وتطبيقها على‬
‫الفهم والتحليل للمجتمع والثقافة والتاريخ والفلسفة‪.‬‬
‫تتأثر حركة التأصيل اإلسالمي بتطورات خمتلفة‪ ،‬مبا يف ذلك التغريات االجتماعية والسياسية واالقتصادية‬
‫والثقافية‪ .‬وتتمثل أمهية هذه احلركة يف تقدمي إطار فكري إسالمي ميكن من خالله فهم العلوم اإلنسانية‬
‫بشكل متوافق مع القيم واملبادئ اإلسالمية والثقافة العربية واإلسالمية بشكل عام‪.‬‬
‫يتضمن عمل التأصيل اإلسالمي استيعاب العلوم اإلنسانية املعاصرة مثل علم االجتماع وعلم النفس‬
‫والفلسفة واألدب والتاريخ وغريها‪ ،‬وحتليلها وتفسريها مبا يتوافق مع الرتاث اإلسالمي والقيم اإلسالمية‪.‬‬
‫وتسعى هذه احلركة إىل إثراء التفكري اإلسالمي وتطويره من خالل تطبيق املنهج اإلسالمي يف تفسري‬
‫وفهم الظواهر اإلنسانية املختلفة‪.‬‬

‫نشأت حركة التأصيل اإلسالمي للعلوم اإلنسانية‪:‬‬


‫حركة التأصيل اإلسالمي للعلوم اإلنسانية نشأت يف النصف الثاين من القرن العشرين‪ ،‬بعد انتشار‬
‫االستعمار األورويب والتحوالت االقتصادية والسياسية واالجتماعية اليت شهدها العامل اإلسالمي‪ .‬ظهرت‬
‫هذه احلركة كرد فعل على التحدايت اليت واجهها العامل اإلسالمي وحاجته إىل إعادة النظر يف تفسري‬
‫الظواهر اإلنسانية مبا يتناسب مع الرتاث اإلسالمي وقيمه‪.‬‬
‫أتثرت حركة التأصيل اإلسالمي ابلتيارات الفكرية املختلفة داخل وخارج العامل اإلسالمي‪ ،‬وقد تطورت‬
‫تلك احلركة بشكل متزايد يف العقود األخرية‪ ،‬مع زايدة اهتمام الفقهاء واملفكرين ابلعلوم اإلنسانية‬
‫وضرورة أتصيلها مبنهج إسالمي‪.‬‬
‫من املؤسسات والشخصيات اليت سامهت يف نشر هذه احلركة هم العلماء واملفكرون اإلسالميون يف العامل‬
‫العريب واإلسالمي‪ ،‬مثل حممد أبو زهرة وحممد عابد اجلابري ورضوان مطر وغريهم‪ .‬أتسيس املؤسسات‬
‫العلمية والبحثية اليت تعمل على تطوير العلوم اإلنسانية وتطبيقها من منظور إسالمي كان له أثر كبري يف‬
‫تعزيز هذه احلركة وتطويرها على مر العقود األخرية‪.‬‬
‫تنشأ حركة التأصيل اإلسالمي للعلوم اإلنسانية من عدة عوامل أساسية‪ ،‬من بينها‪:‬‬

‫‪ .1‬احلاجة إىل التفسري اإلسالمي للظواهر اإلنسانية‪ :‬يف ظل التطورات املعاصرة وانتشار العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬أصبح من الضروري للمسلمي فهم هذه الظواهر وحتليلها وف ًقا ملنهج إسالمي يتوافق مع قيم‬
‫دينهم وثقافتهم‪.‬‬
‫‪.2‬البحث عن هوية ثقافية وفكرية‪ :‬يسعى العديد من الفقهاء واملفكرين اإلسالميي إىل بناء هوية ثقافية‬
‫وفكرية قائمة على الرتاث اإلسالمي وتكون قادرة على التعامل مع التحدايت احلديثة واملتغريات يف‬
‫العامل‪.‬‬
‫‪.3‬استيعاب التطورات العلمية والفكرية‪ :‬يسعى املفكرون اإلسالميون إىل استيعاب التطورات العلمية‬
‫والفكرية املعاصرة وتطبيقها داخل إطار إسالمي حيرتم قيم الدين والتقاليد‪.‬‬

‫‪.4‬التغلب على التبعية الفكرية‪ :‬يرغب العديد من املفكرين اإلسالميي يف التحرر من التبعية الفكرية‬
‫للمفاهيم الغربية وتطوير مناهج وأساليب حتليلية تعتمد على املصادر اإلسالمية وتعرب عن اهلوية الثقافية‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫معا لتشكل دافعاً قوايً وراء نشوء حركة التأصيل اإلسالمي للعلوم اإلنسانية وتطورها‬
‫جتتمع هذه العوامل ً‬
‫يف العصر احلديث‪.‬‬

‫تتمثل األسباب الرئيسية الت أدت إىل نشوء حركة التأصيل اإلسالمي للعلوم اإلنسانية يف عدة‬
‫عوامل‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫‪.1‬االستعمار الغريب‪ :‬أحد أهم العوامل اليت سامهت يف نشوء هذه احلركة هو أتثري االستعمار الغريب على‬
‫العامل اإلسالمي‪ ،‬والذي أدى إىل تغيريات اجتماعية وثقافية وسياسية جذرية داخل اجملتمعات اإلسالمية‪.‬‬
‫‪.2‬التحدايت املعاصرة‪ :‬تواجه اجملتمعات اإلسالمية التحدايت املتنوعة يف العصر احلديث‪ ،‬مثل التغريات‬
‫التكنولوجية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬مما أثر على الثقافة والفكر والتقاليد اإلسالمية ودفع بعض‬
‫املفكرين إىل إعادة النظر يف الرتاث اإلسالمي وتطبيقه على الواقع املعاصر‪.‬‬
‫‪.3‬البحث عن اهلوية الثقافية‪ :‬تشكلت حركة التأصيل كجزء من السعي حنو إجياد هوية ثقافية وفكرية‬
‫تعرب عن القيم واملبادئ اإلسالمية يف ظل التحدايت املعاصرة‪ ،‬مما دفع العديد من املفكرين إىل‬
‫استكشاف وأتصيل العلوم اإلنسانية مبنهج إسالمي‪.‬‬
‫‪ .4‬االهتمام ابلتنوير اإلسالمي‪ :‬تطورت حركة التأصيل كجزء من التوجه حنو التنوير اإلسالمي‪ ،‬الذي‬
‫يسعى إىل تفسري وتطبيق القيم واملبادئ اإلسالمية يف ضوء املعرفة والعلم املعاصر‪.‬‬
‫‪.5‬احلاجة إىل االستقالل الفكري‪ :‬سعى العديد من املفكرين اإلسالميي إىل التحرر من االعتماد‬
‫الكامل على املفاهيم واملنهجيات الغربية يف فهم العلوم اإلنسانية‪ ،‬وبدالً من ذلك‪ ،‬تطوير مناذج فكرية‬
‫ومنهجية تنسجم مع القيم اإلسالمية واهلوية الثقافية اإلسالمية‪.‬‬
‫قواي وراء نشوء حركة التأصيل اإلسالمي للعلوم اإلنسانية‬
‫دافعا ً‬
‫معا لتشكيل ً‬ ‫جتتمع هذه األسباب ً‬
‫وتطورها يف العامل اإلسالمي وخارجه‪.‬‬

‫أهم أهداف حركة التأصيل اإلسالمي للعلوم اإلنسانية ما يلي‪:‬‬

‫‪.1‬حتقيق التوافق بي العلوم اإلنسانية والقيم اإلسالمية‪ :‬هتدف هذه احلركة إىل حتقيق توازن بي العلوم‬
‫اإلنسانية والقيم واملبادئ اإلسالمية‪ ،‬وتطبيق املنهج اإلسالمي يف فهم وتفسري الظواهر اإلنسانية املختلفة‪.‬‬

‫‪.2‬إعادة تفسري الرتاث اإلسالمي‪ :‬تسعى حركة التأصيل إىل إعادة تفسري الرتاث اإلسالمي مبنظور‬
‫معاصر يتناسب مع التحدايت واملتغريات يف العامل احلديث‪ ،‬وتطبيقه على الواقع اليومي للمسلمي‪.‬‬

‫‪.3‬تطوير منهجية البحث العلمي‪ :‬هتدف حركة التأصيل إىل تطوير منهجيات حبثية تتماشى مع القيم‬
‫اإلسالمية وتقدم إسهامات فكرية وعلمية تساهم يف تقدم اجملتمعات اإلسالمية وتنميتها‪.‬‬

‫‪.4‬حتقيق التماسك الثقايف والفكري‪ :‬تعمل حركة التأصيل على تعزيز التماسك الثقايف والفكري يف‬
‫اجملتمعات اإلسالمية من خالل فهم العلوم اإلنسانية وتطبيقها مبنهج إسالمي يعرب عن هويتها الثقافية‪.‬‬

‫‪.5‬املسامهة يف حل املشكالت االجتماعية‪ :‬تسعى حركة التأصيل إىل توجيه العلوم اإلنسانية حنو حل‬
‫املشكالت االجتماعية والثقافية اليت تواجه اجملتمعات اإلسالمية‪ ،‬وتقدمي مناذج وحلول تتماشى مع القيم‬
‫واملبادئ اإلسالمية‪.‬‬
‫ابختصار‪ ،‬هتدف حركة التأصيل اإلسالمي للعلوم اإلنسانية إىل حتقيق تفاعل بناء بي العلوم اإلنسانية‬
‫والرتاث اإلسالمي‪ ،‬وتطوير اجملتمعات اإلسالمية من خالل تطبيق القيم واملبادئ اإلسالمية يف جوانب‬
‫احلياة اليومية والبحث العلمي‪.‬‬
‫حركة التاصيل اإلسالمي للعلوم اإلنسانية يف علم النفس (بشكل خاص )‬
‫هاما من جهود تطبيق املنهج اإلسالمي على العلوم‬
‫حركة التأصيل اإلسالمي يف علم النفس متثل جزءًا ً‬
‫اإلنسانية‪ .‬هتدف هذه احلركة إىل إعادة أتصيل وتفسري مفاهيم علم النفس مبنظور إسالمي يتوافق مع‬
‫القيم واملبادئ اإلسالمية والثقافة العربية واإلسالمية‪.‬‬

‫من أهم مظاهر حركة التأصيل اإلسالمي يف علم النفس‪:‬‬

‫‪ .1‬التفسري اإلسالمي للظواهر النفسية‪ :‬تسعى احلركة إىل تفسري الظواهر النفسية والسلوكية وف ًقا‬
‫للمفاهيم اإلسالمية واملقاييس الدينية‪ .‬وتتضمن هذه التفسريات النظر إىل العقيدة واألخالق اإلسالمية‬
‫كأساس للتفاعالت النفسية والسلوكية‪.‬‬
‫‪.2‬تطبيق املنهج اإلسالمي يف البحث النفسي‪ :‬تعزز حركة التأصيل اإلسالمي استخدام املنهج اإلسالمي‬
‫يف البحث النفسي‪ ،‬مبا يف ذلك األساليب واألدوات البحثية اليت تتماشى مع القيم اإلسالمية والثقافة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪.3‬تطوير مناذج ومفاهيم نفسية إسالمية‪ :‬يعمل املفكرون اإلسالميون والعلماء يف جمال علم النفس على‬
‫تطوير مناذج نفسية إسالمية تعكس الفهم اإلسالمي للطبيعة البشرية والتفاعالت النفسية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪.4‬تطبيق العالج النفسي مبنهج إسالمي‪ :‬يسعى بعض العلماء واملعاجلي يف علم النفس إىل تطبيق‬
‫العالج النفسي مبنهج إسالمي‪ ،‬يستند إىل القيم واملبادئ اإلسالمية يف معاجلة االضطراابت النفسية‬
‫والعالج النفسي‪.‬‬
‫ابختصار‪ ،‬تعترب حركة التأصيل اإلسالمي يف علم النفس جزءًا من اجلهود الشاملة لتطبيق املنهج‬
‫اإلسالمي يف العلوم اإلنسانية‪ ،‬وتسعى إىل تطوير فهمنا للطبيعة البشرية والسلوك اإلنساين مبنظور‬
‫إسالمي معاصر‪.‬‬

‫نشأة حركة التاصيل اإلسالمي يف علم النفس ‪:‬‬


‫حركة التأصيل اإلسالمي يف علم النفس بدأت تظهر وتتطور تدرجييًا خالل القرن العشرين‪ ،‬خاصة مع‬
‫التحوالت االجتماعية والثقافية اليت شهدها العامل اإلسالمي خالل تلك الفرتة‪ .‬ميكن أن نرى بوادر هذه‬
‫احلركة يف العديد من األحباث واملؤلفات اليت بدأت تنشر يف أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن‬
‫العشرين‪.‬‬
‫تتطلب تطور الفكر النفسي اإلسالمي وأتصيله ابملنهج اإلسالمي وقتًا طويالً‪ ،‬حيث تشمل عملية‬
‫التأصيل العديد من اجلوانب الفلسفية والفكرية والثقافية‪ .‬ومع تقدم العلم وزايدة االهتمام ابلعلوم النفسية‬
‫يف العامل اإلسالمي‪ ،‬بدأت هذه احلركة يف أخذ مزيد من االنتشار والتطور يف العقود األخرية‪.‬‬

‫حركة التأصيل اإلسالمي يف علم النفس نشأت نتيجة لعدة عوامل وحتدايت تواجه اجملتمعات اإلسالمية‬
‫والعلماء والباحثي يف جمال علم النفس‪ .‬من بي العوامل الرئيسية اليت أدت إىل نشوء هذه احلركة‪:‬‬

‫‪.1‬االستعمار والتأثري الغريب‪ :‬خالل فرتة االستعمار الغريب للبلدان اإلسالمية‪ ،‬ت تبين مناذج ومناهج يف‬
‫العلوم االجتماعية وعلم النفس مستمدة من الثقافة والفلسفة الغربية‪ ،‬مما أدى إىل فقدان اهلوية الثقافية‬
‫والدينية يف بعض األحيان‪.‬‬

‫‪.2‬احلاجة إىل تفسري الظواهر النفسية مبنهج إسالمي‪ :‬ازداد االهتمام يف اجملتمعات اإلسالمية بفهم‬
‫الطبيعة البشرية والظواهر النفسية واالجتماعية من منظور إسالمي يتوافق مع القيم واملبادئ اإلسالمية‪.‬‬

‫‪.3‬التوجه حنو التنوير اإلسالمي‪ :‬تطور التوجه حنو التنوير اإلسالمي والسعي إىل تطبيق القيم اإلسالمية‬
‫يف مجيع اجملاالت‪ ،‬مبا يف ذلك علم النفس‪ ،‬وذلك من أجل إجياد حلول ومفاهيم تتناسب مع التطلعات‬
‫والقيم الدينية للمسلمي‪.‬‬

‫‪.4‬تطور املؤسسات األكادميية والبحثية‪ :‬شهدت املؤسسات األكادميية والبحثية يف العامل اإلسالمي تطوراً‬
‫ومنواً‪ ،‬مما ساهم يف ظهور عدد من الباحثي والعلماء الذين بدأوا يف استكشاف علم النفس من منظور‬
‫إسالمي‪.‬‬
‫بناءً على هذه العوامل‪ ،‬بدأ العلماء والباحثون يف علم النفس يف اجملتمعات اإلسالمية يف استكشاف‬
‫وتطوير مناذج ومناهج جديدة لفهم الطبيعة البشرية والظواهر النفسية مبنهج إسالمي‪ .‬تطورت هذه احلركة‬
‫على مر الزمن لتشمل جماالت عديدة يف علم النفس‪ ،‬مبا يف ذلك التطبيقات العملية مثل العالج النفسي‬
‫مبنهج إسالمي واالستشارات النفسية اليت أتخذ يف اعتبارها القيم واملبادئ اإلسالمية‪.‬‬
‫أهداف التأصيل اإلسالمي يف علم النفس تتمحور حول عدة نقاط مهمة‪:‬‬
‫‪.١‬فهم الطبيعة البشرية مبنظور إسالمي‪ :‬تسعى حركة التأصيل يف علم النفس إىل فهم الطبيعة البشرية‬
‫وسلوك اإلنسان من خالل عدسة القيم واملفاهيم اإلسالمية‪ .‬يهدف ذلك إىل إلقاء الضوء على اجلوانب‬
‫الروحية والعقائدية يف تفاعالت اإلنسان وأتثريها على سلوكه وحياته النفسية‪.‬‬
‫‪.٢‬تطبيق العالج النفسي مبنهج إسالمي‪ :‬تسعى احلركة إىل تطوير منهجيات العالج النفسي اليت‬
‫تتماشى مع التوجيهات اإلسالمية والقيم الدينية‪ ،‬مما يساعد يف تقدمي الدعم والعالج النفسي لألفراد‬
‫واجملتمعات من خالل إطار إمياين‪.‬‬
‫‪.٣‬تعزيز الصحة النفسية واالجتماعية‪ :‬هتدف حركة التأصيل يف علم النفس إىل تعزيز الصحة النفسية‬
‫واالجتماعية للفرد واجملتمع‪ ،‬من خالل تقدمي األساليب واملفاهيم اليت تعزز التوازن النفسي واالجتماعي‬
‫وتساعد يف التعامل مع التحدايت واملشكالت النفسية بشكل متوافق مع القيم اإلسالمية‪.‬‬
‫‪.٤‬تفسري الظواهر النفسية مبنهج إسالمي‪ :‬تسعى حركة التأصيل يف علم النفس إىل تقدمي تفسريات‬
‫إسالمية للظواهر النفسية املختلفة مثل الشخصية‪ ،‬والعواطف‪ ،‬والسلوك البشري‪ ،‬مما يساعد يف فهم‬
‫أعمق هلذه الظواهر وحتليلها من منظور ديين‪.‬‬
‫هتدف حركة التأصيل يف علم النفس إىل تقدمي نظرة شاملة ومتكاملة للنفس البشرية وسلوكها من خالل‬
‫إطار إسالمي‪ ،‬مما يساعد يف حتقيق التنمية الشاملة والتوازن النفسي والروحي للفرد واجملتمع‪.‬‬

‫حركة التأصيل اإلسالمي يف علم النفس تعتمد على عدة عوامل نفسية تؤثر يف تشكيل وتطور هذا‬
‫اجملال‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫‪.1‬التفكري الديين والروحاين‪ :‬تشجع حركة التأصيل اإلسالمي يف علم النفس الفهم العميق للمفاهيم‬
‫الدينية والروحانية اإلسالمية‪ ،‬وتسعى إىل تطبيقها يف فهم الطبيعة البشرية وسلوكياهتا‪.‬‬
‫هاما يف تشكيل النظرة لدى العلماء‬
‫دورا ً‬
‫‪.2‬اهلوية الثقافية والدينية‪ :‬يلعب فهم اهلوية الثقافية والدينية ً‬
‫والباحثي يف علم النفس‪ ،‬ويؤثر يف الطريقة اليت يقدمون هبا األحباث والنظرايت والعالجات‪.‬‬
‫‪.3‬القيم واملبادئ اإلسالمية‪ :‬تعتمد حركة التأصيل اإلسالمي يف علم النفس على املبادئ والقيم‬
‫اإلسالمية كمرجعية لفهم النفس والسلوك البشري‪ ،‬مما يؤدي إىل تطوير مناذج فهم جديدة تعتمد على‬
‫هذه القيم‪.‬‬
‫‪.4‬اجملتمع والثقافة‪ :‬يؤثر السياق االجتماعي والثقايف يف تشكيل وتوجهات البحوث واملقارابت العلمية يف‬
‫علم النفس‪ ،‬ويتمثل هذا التأثري يف أتثري القيم واملعتقدات والتقاليد اجملتمعية على االستجاابت النفسية‬
‫والسلوكية لألفراد‪.‬‬
‫‪.5‬التحدايت النفسية للمجتمع اإلسالمي‪ :‬تعترب فهم التحدايت النفسية واالجتماعية اليت يواجهها‬
‫اجملتمع اإلسالمي من أهم العوامل اليت تدفع إىل البحث والتطوير يف علم النفس مبنهج إسالمي‪.‬‬
‫يتمثل التأصيل اإلسالمي يف علم النفس يف حماولة لتوظيف املفاهيم اإلسالمية يف فهم العقل والنفس‬
‫والسلوك البشري‪ ،‬وتطبيقها يف سياقات العالج واإلرشاد والتطوير الشخصي واالجتماعي‪.‬‬

‫التكليف الثاين ‪ :‬كيف سامهت الكنيسة الكاثوليكية بتأخر العلم يف العصور الوسطى ؟ ومادور‬
‫عصر النهضة إبقصاء أتثري الدين عن العلوم اإلنسانية؟‬

‫حتديدا‪ ،‬الكنيسة الكاثوليكية يف العصور الوسطى مل تكن وحدها يف أتخري التقدم العلمي‪ ،‬وال ميكن‬
‫ً‬
‫وضع اللوم بشكل حصري عليها‪ .‬هناك عوامل عديدة أثرت يف أتخر التقدم العلمي خالل هذه الفرتة‪،‬‬
‫مبا يف ذلك‪:‬‬

‫‪.1‬الظروف االقتصادية واالجتماعية‪ :‬كانت العصور الوسطى فرتة من االضطراابت االقتصادية‬


‫حرواب ونزاعات داخلية وخارجية واهنيار النظام الروماين يف أورواب الغربية‪ ،‬مما‬
‫واالجتماعية‪ ،‬حيث شهدت ً‬
‫أثر على االستقرار واالزدهار العلمي‪.‬‬

‫‪ .2‬التقنيات واملوارد املتاحة‪ :‬كانت التقنيات واملوارد املتاحة يف تلك الفرتة حمدودة بشكل كبري‪ ،‬مما أدى‬
‫إىل صعوبة يف إجراء األحباث العلمية وتطوير الفهم العلمي‪.‬‬

‫‪ .3‬التفكري الفلسفي والثقايف‪ :‬كان هناك اهتمام حمدود ابلتحقيق والتجريب‪ ،‬وكان التفكري الفلسفي‬
‫يسيطر على العقول أكثر من االهتمام ابألحباث العلمية امللموسة‪.‬‬

‫‪.4‬النظرية الدينية والثقافية‪ :‬كانت النظرية الدينية والثقافية تسيطر على الفكر والتفكري‪ ،‬وكان االلتزام‬
‫ابلعقائد الدينية مينع البحث واالكتشاف العلمي احلر‪.‬‬
‫ابلتايل‪ ،‬أتخر التقدم العلمي خالل العصور الوسطى كان نتيجة جملموعة من العوامل الشاملة‪ ،‬وليس‬
‫بسبب واحدة فقط كالكنيسة الكاثوليكية‪.‬‬
‫خالل العصور الوسطى‪ ،‬كان للكنيسة الكاثوليكية دور مهم يف اجملتمع األورويب والثقافة الغربية‬
‫بشكل عام‪ .‬ومن بني التأثريات الت قد تكون سامهت يف أتخر العلم يف تلك الفرتة‪:‬‬

‫‪.1‬السيطرة الدينية‪ :‬كان للكنيسة الكاثوليكية سيطرة كبرية على احلياة العقائدية والثقافية والسياسية يف‬
‫أورواب خالل العصور الوسطى‪ .‬كانت الكنيسة حتكم يف معظم جوانب احلياة اليومية للناس‪ ،‬وكان لديها‬
‫السلطة يف تقدمي التفسريات الدينية والفلسفية للظواهر الطبيعية واإلنسانية‪.‬‬

‫‪.2‬القيم الدينية والفلسفية‪ :‬كانت بعض القيم واملعتقدات الدينية تعارض التفكري العلمي والفلسفي‬
‫املستقل‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬فإن بعض االفرتاضات الدينية حول طبيعة الكون واملكانة الفريدة للبشر‬
‫كخلق من هللا قد قيدت بعض الباحثي عن استكشاف العامل بشكل مستقل ومنفصل عن الفهم‬
‫الديين‪.‬‬

‫‪.3‬احملاكمات بتهمة اهلرطقة‪ :‬خالل العصور الوسطى‪ ،‬شهدت أورواب سلسلة من احملاكمات بتهمة‬
‫اهلرطقة اليت كانت تواجهها األفراد الذين كانوا يشككون يف العقائد الدينية الرمسية أو يسعون‬
‫الستكشاف العامل بطرق خمتلفة‪.‬‬

‫‪.4‬القمع الديين لألفكار اجلديدة‪ :‬كانت الكنيسة تعارض بشدة األفكار اجلديدة والتحرر الفكري‪،‬‬
‫وكانت تتخذ إجراءات لقمع األفكار اليت ال تتماشى مع التفسريات الدينية الرمسية‪.‬‬
‫أيضا علماء وفالسفة مسيحيي كانوا‬ ‫على الرغم من هذه العوامل‪ ،‬فإنه من املهم أن نالحظ أن هناك ً‬
‫يعملون ضمن إطار الكنيسة وخارجها وكانوا يسعون إىل دمج العلم والفلسفة مع اإلميان الديين‪ ،‬وكان‬
‫هلم دور يف تطوير العلم والفكر يف تلك الفرتة‪.‬‬
‫من بني أهداف التأخر الذي شهدته العصور الوسطى‪:‬‬

‫‪.1‬احلفاظ على السلطة والسيطرة‪ :‬كانت السلطات الدينية والسياسية تسعى إىل احلفاظ على سيطرهتا‬
‫وسلطتها على الشعوب واجملتمعات‪ ،‬وكان التقليل من التقدم العلمي ميكنها من احلفاظ على هذه‬
‫السيطرة‪.‬‬

‫‪.2‬احملافظة على النظام االجتماعي والثقايف‪ :‬كان التقدم العلمي قد يهدد النظام االجتماعي والثقايف‬
‫القائم‪ ،‬وابلتايل فإن بعض السلطات كانت تفضل التحفظ على الوضع القائم بدالً من التقدم والتغيري‪.‬‬

‫‪.3‬تفادي التحركات الثقافية والفكرية املتطورة‪ :‬كان التأكيد على الثبات والتقاليد أحد األهداف الرئيسية‬
‫للسلطات الدينية والسياسية‪ ،‬وكان التقدم العلمي ميكن أن يثري حتركات ثقافية وفكرية هتدد هذا الثبات‪.‬‬

‫‪.4‬احملافظة على النظام االقتصادي واالجتماعي القائم‪ :‬كان التقدم العلمي ميكن أن يؤدي إىل تغيريات‬
‫اقتصادية واجتماعية جذرية‪ ،‬مما ميكن أن يهدد النظام االقتصادي واالجتماعي القائم وجيلب التحوالت‬
‫اليت ال ميكن التنبؤ هبا‪.‬‬

‫كانت هذه األهداف تعكس حماوالت احلفاظ على النظام والسلطة القائمة‪ ،‬ولكن يف نفس الوقت‪ ،‬فإن‬
‫هذا التأخر قد أدى إىل عزوف الناس عن التفكري احلر واالبتكار‪ ،‬مما جعلها تعترب فرتة من الرتاجع‬
‫العلمي والثقايف‪.‬‬

‫مادور عصر النهضة إبقصاء أتثري الدين عن العلوم اإلنسانية ؟‬


‫عصر النهضة كانت فرتة من التحول الثقايف والفكري يف أورواب خالل القرني اخلامس عشر والسادس‬
‫عشر‪ .‬كانت هذه احلركة متثلت يف انتعاش الفنون والعلوم والثقافة بشكل عام‪ ،‬وكان هلا أتثري كبري على‬
‫التطورات الثقافية والعلمية يف أورواب وخارجها‪.‬‬
‫من بني العوامل الت أسهمت يف إقصاء الدين عن العلوم اإلنسانية خالل عصر النهضة‪:‬‬

‫حتوال من التفكري الديين والالهوت إىل التفكري الفلسفي‬


‫‪.1‬التأثري الفلسفي واإلنساين‪ :‬كانت النهضة متثل ً‬
‫واإلنساين‪ .‬بدأ الناس يف الرتكيز على اإلنسان ودوره يف العامل بدالً من الرتكيز احلصري على الالهوت‬
‫والدين‪.‬‬

‫كبريا يف البحث العلمي واالكتشافات‬


‫‪ .2‬انفتاح على املعرفة والعلوم‪ :‬خالل النهضة‪ ،‬شهدت أورواب زمخًا ً‬
‫يف خمتلف اجملاالت مثل الفلك والطب والفلسفة والفنون‪ .‬كان هذا االنفتاح يعزز الفضول العلمي‬
‫واالكتشافات املبتكرة مبا يتعارض مع بعض التعاليم الدينية التقليدية‪.‬‬

‫‪ .3‬االنتقال إىل الفكر العلماين‪ :‬بدأ النهضة يف تعزيز الفكر العلماين الذي يؤكد على فصل الدين عن‬
‫الدولة واملؤسسات العلمية والثقافية‪ ،‬وهذا الفكر ساعد يف إقصاء الدين عن بعض اجملاالت العلمية‬
‫والثقافية‪.‬‬

‫‪.4‬النقد الفلسفي للسلطة الدينية‪ :‬خالل النهضة‪ ،‬بدأت احلركات الفلسفية والفكرية يف التشكيك يف‬
‫السلطة والتأثري الكبري للكنيسة والدين على الشؤون العامة والعلمية‪ ،‬وهذا أدى إىل تقليص أتثري الدين‬
‫على العلوم اإلنسانية‪.‬‬
‫حتوال من الفكر الديين إىل الفكر اإلنساين والعلمي‪ ،‬مما أدى إىل تقدم العلوم‬
‫فإن عصر النهضة شهد ً‬
‫اإلنسانية وإقصاء الدين عن بعض اجملاالت العلمية‪.‬‬

‫أسباب أسهمت يف إقصاء الدين عن العلوم اإلنسانية خالل عصر النهضة‪:‬‬

‫‪.1‬االنفتاح على الفلسفة اليواننية والرومانية‪ :‬خالل النهضة‪ ،‬بدأ الناس يف استكشاف األفكار الفلسفية‬
‫والعلمية للفالسفة اليواننيي والرومانيي‪ ،‬وكانت هذه األفكار تسعى إىل فهم العامل من خالل املنطق‬
‫بعيدا عن التفسريات الدينية‪.‬‬
‫والتجريب‪ً ،‬‬

‫انتشارا للتعليم والثقافة بي النخبة والطبقات‬


‫ً‬ ‫‪.2‬انتشار ثقافة النخبة والتعليم الشامل‪ :‬شهدت النهضة‬
‫األرستقراطية يف أورواب‪ ،‬مما أدى إىل انتشار الفهم العلماين والعلمي للعامل‪.‬‬
‫‪.3‬االكتشافات العلمية واجلغرافية‪ :‬كانت النهضة تزخر ابالكتشافات العلمية واجلغرافية اليت كشفت عن‬
‫عوامل جديدة وثقافات خمتلفة‪ ،‬مما دفع الناس إىل االهتمام بفهم العامل بشكل أكرب ومستقل‪.‬‬

‫‪.4‬احلركات الفلسفية اجلديدة‪ :‬شهدت النهضة ظهور حركات فلسفية جديدة تنادي بفصل العلم‬
‫والفلسفة عن الدين‪ ،‬وتعزز الفكر اإلنساين والعلماين يف فهم العامل واإلنسان‪.‬‬

‫‪.5‬التشكيك يف السلطة الدينية‪ :‬بدأت النهضة يف إحداث حتول يف النظرة إىل السلطة الدينية ودورها يف‬
‫اجملتمع‪ ،‬مما دفع البعض إىل التشكيك يف صحة التفسريات الدينية والتوجه حنو فهم علمي للعامل‪.‬‬

‫‪.٦‬أتثري الفلسفة والفكر اليوانين‪ :‬عمل العلماء والفالسفة املسلمي واملسيحيي على ترمجة ودراسة أعمال‬
‫الفالسفة اليواننيي مثل أفالطون وأرسطو‪ ،‬مما أدى إىل انتشار الفكر الفلسفي الذي كان يعتمد على‬
‫املنطق والتفكري املستقل بدالً من االعتماد الكلي على التفسريات الدينية‪.‬‬

‫‪.٧‬التحرر من السلطة الدينية‪ :‬خالل النهضة‪ ،‬بدأ الناس يتحررون من السيطرة الكاملة للكنيسة والسلطة‬
‫الدينية على مجيع جوانب احلياة‪ ،‬مما دفعهم إىل استكشاف اجملاالت العلمية والفلسفية بشكل مستقل‪.‬‬

‫‪ .٨‬تشجيع الفضول واالكتشاف‪ :‬تعززت ثقافة االكتشاف والفضول خالل النهضة‪ ،‬مما دفع العلماء‬
‫والفالسفة إىل البحث عن املعرفة واحلقيقة مبا يتجاوز احلدود املفروضة من قبل الدين‪.‬‬

‫‪ .٩‬التطورات يف العلوم والتقنية‪ :‬شهدت النهضة تطورات هائلة يف جماالت العلوم والتقنية‪ ،‬مما أدى إىل‬
‫تشجيع املزيد من الناس على البحث عن التفسريات العلمية للظواهر الطبيعية واإلنسانية‪.‬‬

‫‪ .١٠‬االنفتاح على الثقافات الشرقية‪ :‬بدأت النهضة يف استكشاف الثقافات الشرقية والتعرف على‬
‫معرفتها وفلسفتها‪ ،‬مما أدى إىل أتثري مفاهيم وأفكار جديدة على العلوم اإلنسانية‪.‬‬
‫املراجع‬

‫اليسوعي صبحي ‪ ،‬الغزال أنطوان (‪ )2010‬اتريخ الكنيسة املفصل دار املشرق ط‪١‬‬
‫القرضاوي يوسف (‪ )2007‬أتصيل العلوم اإلنسانية يف اإلسالم دار الشروق ط‪١‬‬
‫الصبيح عبدهللا ‪ ،‬بدري مالك (‪ )2013‬متهيد يف التأصيل اإلسالمي رؤية يف التاصيل اإلسالمي‬
‫لعلم النفس الناشر‪ :‬دار اشبيليا التقدمي ‪:‬جامعة االمام حممد بن سعود اإلسالمية‪.‬‬
‫الدوسري عايض (‪ )2016‬اخلالص خارج الكنيسة الكاثوليكية دراسة حتليلية نقدية الناشر ‪ :‬دار‬
‫تكوين الدراسات واألحباث‬
‫الصنيع صاحل (‪) 2020‬املدخل اىل التأصيل اإلسالمي يف علم النفس مكتبة الرشد ط‪.٤‬‬

You might also like