Professional Documents
Culture Documents
تمهيد
.1مفهوم النظرية التربوية اإلسالمية
.2سمات النظرية التربوية اإلسالمية
.3مبادئ النظرية التربوية اإلسالمية
.4مصاد النظرية التربوية اإلسالمية
.5أسس النظرية التربوية اإلسالمية
خالصة
المحاضرة السادسة :النظرية التربوية اإلسالمية مقياس مذاهب ونظريات تربوية معاصرة
تمهيد
بنى القائلون بضرورة بناء نظرية تربوية إسالمية موقهم على أساس من القرآن والسنة الشريعة والموروث اإلسالمي .
والموقف اإلسالمي يظهر فيه اهتمام المنهج بالفرد واملجتمع والمعرفة والعقل والسلوك ،وهنا يغلب على المنهج صفة
الشمول ،ويهدف المنهج هنا إلى تربية المسلم النقي التقي الذي يقوم بمسؤولية الخالفة في األرض ،ويعمرها .ويتكون
املحتوى التعليمي في ضوئها من مجموعة من المعارف اإللهية ،وما يتصل بالقرآن والسنة ،وعلوم الشريعة ،والمعارف
المكتسبة ،وتشمل اللغات والعلوم العقلية والتطبيقية.
.1مفهوم النظرية التربوية اإلسالمية
بعدد الحددي عدن مفهدوم النظريدة بشدكل عدام فدي الددروس السدابقة السدابقة يجدب أن نؤكدد أن النظريدة التربويدة اإلسدالمية
ليسد مجموعدة مدن الفرضديات التدي تثبد حقيقتهدا مدن خدالل التجريدب كمدا يقدول أصدحاب النظريدة التفسدررية ،وليسد
مجموعدة مدن القواعدد والمبداد والمفداهيم التربويدة التدي وضدعها البشدر كمدا يقدول أصدحاب النظريدات التربويدة الغربيدة
الوضعية ولكنها:
-مجموعة مترابطة من المباد والقواعد والمفاهيم التربويدة المسدتمدة مدن القدران والسدنة ،وتمثدل األسداس المتدرن
الذي يقوم عليه البنيان التربوي الصالح .
-مجموعة من التصورات والمفاهيم واألفكار واألهداف واألحكام والقيم ذات الحد األقص ى من التجريدد والعموميدة
المرتبطة بإعداد اإلنسان المسلم حسب األصول اإلسالمية ،وفي ضوئها يمكن تفسرر العمليات التربوية اإلسدالمية
وتبريرها وتقويمها اعتبار ا من أسسها ومنهجها ووسائل تحقيقها وتنفيذها".
-و رغم معارضة ) مددوور 1179 ،م (لوجدود نظريدة تربويدة إسدالمية إال أنده يعرفهدا -تحد مصدط ح التصدور اإلسدالمي
للتربيدة – بأنهدا" :نظدام مدن الحقدائ والمعدايرر والقديم اإللهيدة الثابتدة والمعدارف والخبدرات والمهدارات اإلنسدانية
المتغردرة ،ندابع مدن التصدور اإلسدالمي للكدون واإلنسدان والحيداة ،يهددف إلدى تربيدة اإلنسدان وإيصداله إلدى درجدة كمالده
التي تمكنه من القيام ب واجبات الخالفة في األرض عن طري إعمارها وترقية الحياة على ظهرها وف منهج الله.
ومن خالل التعريفات السابقة يتجلى أن من أهم روائز هذه التعريفات أن تكون األصول اإلسالمية ،ورؤيته للكون
والحياة واإلنسان هي األساس الذي تنفذ النظرية التربوية اإلسالمية وظائفها من خاللها.
المحاضرة السادسة :النظرية التربوية اإلسالمية مقياس مذاهب ونظريات تربوية معاصرة
نتج عن النظريات التربوية الوضعية اختالف واضعيها حول تربية اإلنسان والتعامل معه وتفسرر سلوكه ،ألن أصحاب
هذه النظريات ينظرون إلى الكون والخال والطبيعة والقيم والمعرفة من خالل مذاهب وتصورات متعددة ،مما
جعلهم يتجهون اتجاهات متعددة في التربية ونظرياتها ،فتارة توصف النظرية التربوية بالتقدمية ،وتارة توصف
بالنفعية ،وأخرى بالطبيعية ...أما النظرية اإلسالمية فقد نظرت إلى الكون واإلنسان والطبيعة بمنظور وسطي وشامل
تظهر ممرزاته في النقاط التالية:
تجاوز ذلك التخبط الرهيب ،الذي ظل يالح النظريات الغربية؛ ألنه ينطل من أسس وأصول محكمة وفهم
شامل حول الكون واإلنسان واملجتمع بني على وحي ممن خل اإلنسان ويعلم حقيقته وجوهره" ،أال يعلم من
خل وهو اللطيف الخبرر" الملك.41 :
التعامل مع اإلنسان على بصررة ،بمكوناته ولها ،دون إغفال إحداها لصالح األخرى؛ ألن مطبقيه يعلمون أن
ذلك اإلغفال ذو مدخل الخلل في الكيان البشري وانعدام التوازن فيه ،وبالتالي إفالت الزمام تماما من قبضة
المربرن الذين يتولون تنشئة اإلنسان ،وتعرض هذ ا األخرر للدمار واالنتكاس .فالتربية اإلسالمية التي تنبث
من اإلسالم ونظرته الشاملة للكون والحياة واإلنسان واملجتمع ،وبهذه النظرة يصل اإلنسان إلى اكتشاف
حقائ وأسرار مجال الطبيعة الفسيح الذي ال قبل لإلنسان بمعرفته إال عن طري ال وحي اإللهي وذو مجال
الغيب ،كذلك يصل به إلى فهم الكيان البشري بتعقيده الهائل وتفاعل عناصره وتنظيم حياته وعالقاته
باآلخرين في دوائرها املختلفة وكيفية معاملته لذاته.
تنظر إلى العلوم الكونية على أنها مجال لتعمي اإليمان بالخال عز وجل؛ إذ إن المعرفة ليس معزولة عن
الحكمة ،بل هي -على العكس من ذلك -املحراب الذي يقود إليها ،قال تعالى" :إنما يخش ى الله من عباده
العلماء" وقوله أيضا "إن في خل السموات واألرض واختالف الليل والنهار آليات ألولي األلباب ،الذين يذكرون
الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خل السموات واألرض ربنا ما خلق هذا باطال سبحانك فقنا
عذاب النار"
.3مبادئ النظرية التربوية اإلسالمية :تنطل النظرية التربوية اإلسالمية من تسعة مباد ( :عبد الله،4144 ،
ص)605
ترسيخ اإليمان بالله سبحانه ومالئكته وكتبه ورسله واليوم األخر والقدر خرره وشره
اإلنسان وائن مكرم يختلف عن بقية الكائنات اختالفا في النوع ال في الدرجة
التعليم فريضة على ول مسلم
المحاضرة السادسة :النظرية التربوية اإلسالمية مقياس مذاهب ونظريات تربوية معاصرة
في النظرية اإلسالمية للتربية ينبغي أن تكون المصادر ثابتة ،واألهداف أو المقاصد والغايات ثابتة ،والش يء الوحيد
المتحرك والمتغرر فيها هو الطرائ والوسائل واألساليب التي تتغرر وتتطور ولما ترقى فهم اإلنسان لألصول ،وولما
اجتهد في الوصول إلى المقاصد والغايات.
فالمصادر الثابتة هيي القرآن والسنة ،ومنهما يتم بناء النظرية التربوية ،وهذه ليس فرضيات تثب عن طري
التجربة ،وبالتالي فهي ليس قابلة للرفض أو التطوير .ويتم التعامل معها من خالل االستنباط العلمي الذي يقتضيه
العلم بهما والعلم بالقواعد الشرعية ومقاصد الشريعة والعلم باألدلة الشرعية التابعة لهما من اجتهاد وإجماع وقياس
وعرف واستحسان ،ول ذلك يجمعه صحة الفهم والرسوخ في العلم .وهذا السبب الذي جعل) يالجن 1111ه (يشترط
التخصص التربوي والشرعي لبناء النظرية التربوية اإلسالمية وتحديد معالمها.
وقد يستنرر المنظرون للتربية اإلسالمية ببعض المصادر غرر الملزمة وتسمى مصادر ثانوية مثل:
-دراسة الشخصيات اإلسالمية الالمعة في مجال التربية وابن خلدون ،والغزالي ،وابن تيمية ،وابن القيم ،وابن جماعة
وغررهم.
-معطيات البحوث العلمية الصحيحة التي تلقي الضوء على طبيعة اإلنسان ،و طريقة تعلمه.
"قل اغرر الله أبغي ربا وهو رب ول ش ئ وال تكسب ول نفس إال عليها وال تزر وازرة زر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم
فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون"
حقيقة الكون :المنهج اإلسالمي يحذر من نظرة الم حدين للكون ،والتي تعتبره موجود ا با المصادفة ،ويعتبر الكو ن
معجزة خلقية أوجدها الله تعالى بإرادته ،وول ش يء في هذا الكون يسرر وف تقدير ومشيئة وتدبرر إلهي .وينقسم الكون
ُ
إلى قسمرن :عالم الشهادة ،وذو عالم} إ ن رب ك ُم الل ه) { -الحس يات( ،وعالم الغيب ،وذو عالم) الغيبيات (.قال
تعالى " ::سبح لله ما في السموات وما في االرض وهو العزيز الحكيم ،له ملك السموات واالرص وهو على ول ش يء
قدير ،هو االول واالخر والظاهر والباطن وهو بكل ش يء عليم ،هو الذي خل السموات واالرض في ستة أيام ثم
استوى على العرش يعلم ما ي ج في االرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها " ".....وبنظرة المنهج
اإلسالمي للكون وف األدلة من القرآن والسنة يكون قد فتح للمتعلمرن أبوا التأمل والتفكر في ول اآلفاق وعلى ول
األصعدة ولذلك فسيتمرز المنهج اإلسالمي بتربية األجيال على:
حقيقة اإلنسان :دافع المنهج اإلسالمي عن حقيقة اإلنسان ،فرد مزاعم المالحدة التي تقول بأن اإلنسان أصل
حيواني متطور ونظر إليه بنظر القران والسنة ،فهو جزء من هذا الكون ،مخلوق من ثنائية) روحية ومادية ( في كيان
كلي موحد ،وقد فضله الله تعالى وكرمه على سائر املخلوقات بالعقل والملكة الفكرية ،قال تعالى :ولقد كرمنا بني آدم
وحملنهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلنهم على كثرر ممن خلقنا تفضيال.
وبما أن التربية في األساس تستهدف بناء اإلنسان فقد أعطته النظرية اإلسالمية الجزء األكبر من االهتمام فغاص في
فهم طبيعته للوصول إلى مفاتيح شخصياته المتعددة وتقديم ما يناسبه ،ولذلك يتعامل المنهج اإلسالمي مع الطبيعة
اإلنسانية ألمرين:
أولهما :أن التربية تقوم على دعائم منها المعرفة بالطبيعة البشرية.
ثانيهما :أن هذه المعرفة معرفة يقينية ألنها آتية من خالقها والعالم بها) .يالجن 1111ه(.
المحاضرة السادسة :النظرية التربوية اإلسالمية مقياس مذاهب ونظريات تربوية معاصرة
ومن خالل تصور حقيقة اإلنسان وطبيعته وجب على المنهج أن ينظر إليه بظاهره وباطنه كروح ومادة ،وبما يراعي
ميوله وحاجاته واختالف قدراته ،كما أنه يسعى إلعداد المستخلف النافع في األرض ،المعترف بالربوبية واأللوهية
لله ،الشاكر ألنعمه ،المستخدم لعقله في التأمل والتدبر في اآليات وفي األفاق .فشمل بتربيته الجوانب المتعددة :من
الجانب األخالقي والجانب الشخص ي االنفعالي واالجتماعي والجسدي والروحي.
حقيقة الحياة :وهي حقيقة أنشأها الله تعالى لهدف وحكمة بالغة ،و تمص ي وف قد ر وأسباب مقدرة سلفا بمشيئته
تعالى ،وهي نوعان :حياة دنيا ،وهي دار التكليف واالبتالء والعمل ،وحياة اآلخرة ،وهي دار القرار ،يكون فيها الثواب
والعقاب .قال تعالى :الذي خل الموت والحياة ليبلوكم أحسن عمال وهو العزيز الغفور.
فهذه الحياة بصفاتها المؤلمة و قصرها ومصائبها تحتاج من المنهج أن يربي األجيال على العمل الصالح والتعامل مع
شهواتها ولذاتها وف أوامر الله ،وأن يمارس الوسطية في التعامل معها ،فال إسراف وال تقترر ،وال روون إليها ،وال اغترار
بها ،وأن يصبر على مصائبها.
فهذه األسس األربعة تمثل التصور المعرفي والتصور االعتقادي -الذي يعبر عنه بالفلسفي -لإلنسان واملجتمع
والحياة ،فهي تمثل التفسرر الشامل للوجود ،الذي يتعامل اإلنسان على أساسه ويتربى في داخله ،وبما أن المنهج نظام
تربوي اجتماعي ،فإن المنهج اإلسالمي يعكس هذه التصورات في عناصره وممارساته وافة.