Professional Documents
Culture Documents
( ساعة واحدة )
مع اضافة موضوع :موضوعات الفلسفة والمسائل التي
تتناولها الفلسفة
وفلسفة ابن رشد واثر الفلسفة العربية االسالمية في
الفكر الفلسفي االوروبي
عندما نستعرض الفكر التربوي قديما وحديثا ،نجد تباين55ا في النظ55رة إلى التربي55ة من مجتم55ع
إلى أخر ،ومن فترة زمنية إلى أخرى ،الن المجتمعات تختلف في فلسفتها االجتماعي55ة ،وتتغ55ير
في ظروفها وإمكانياتها وحاجاتها التربوية في مراحلها التاريخية .
ولهذا نرى ان معنى التربية ومفهومها يختلف من مجتمع إلى أخر ،ومن ثقافة ألخرى ،ب55ل ومن
بالمفهوم ،إال إنها تنطوي على أبع55اد فرد ألخر ،وعلى الرغم من اختالفات المعنى والتعريف
مشتركة بصورة كلية أو جزئية .
ان كلمة التربية مشتقة من الفعل الثالثي ( رب55ا ) ومض55ارعه ( يرب55و ) بمع55نى زاد ونم55ا ،
قال تعالى (( يمحق هللا الربا وي55ربي الص55دقات )) أي يزي55د هللا الص55دقات ويمح55ق الرب55ا ،ويق55ال
ربوت في البادية ،أي نشأت فيها .
* .المعنى االصطالحي للتربية .
هن55اك تعريف55ات متع55ددة للتربي55ة من حيث المع55نى االص55طالحي ،ويرج55ع االختالف إلى س55ببين
رئيسيين هما :
أ .اختالف األشخاص القائمين على التعري55ف ،واختالف نظ55رتهم إلى اإلنس55ان ،وفلس55فتهم
في الحياة .
ب .ان الفالسفة والمفكرين والمهتمين بأمور التربية ينظرون إليها على أنها قضية جدلية .
وفيما يلي نخبة مختارة من هذه التعريفات لمجموعة من المفكرين عبر العصور المختلفة :
.1تعريف هربرت سبنسر ( ان التربية هي إعداد الفرد ليحيا حياة كاملة ) .
.2تعريف جون ديوي ( ان التربية هي الحياة ،وليست إعداد للحياة ) .
.3تعريف ساطع الحصري ( التربية هي تنش55ئة ف55رد ق55وي الب55دن ،حس55ن الخل55ق ،ص55حيح
الفكر ،محبا لوطنه ،معتزا بقوميته ،مدركا واجبات55ه ،م55زودا بالمعلوم55ات ال55تي يحت55اج
إليها في حياته ) .
.1كسب الرزق :أي ان التربية تسعى كي تربي الف55رد على ان يعم55ل ،ويح55ترف حرف55ة أو
يمتهن مهنة يكسب منها عيشه فتتحقق من خالله إنسانيته ،وتنمو شخصيته المتكاملة .
.2نق55ل األنم55اط الس55لوكية من جي55ل إلى آخ55ر دون تغي55ير ،ويعكس ه55ذا اله55دف االتج55اه
المحافظ ،فأه55داف التربي55ة في الحض55ارات القديم55ة مث55ل الص55ين والهن55د ومص55ر ك55انت
أهدافها محافظة .
.3إعداد المواطن الصالح :يركز هذا الهدف على فكرة أعداد الفرد لذاته ولمجتمع55ه ليص55ل
إلى درج55ة الكم55ال اإلنس55اني ،من خالل االهتم55ام بتربي55ة ج55وانب شخص55يته العقلي55ة
والجسمية والخلقية .
.4التربية تركز على العلم :وذلك من خالل التركيز على نقل العلوم والمع55ارف إلى المتعلم
وإعداده للحياة وممارسة المعلومات المتعلمة .
.5تك55وين المجتم55ع ال55ديمقراطي :أي تك55وين الف55رد الع55ارف لحقوق55ه ،الم55درك لواجبات55ه ،
المشجع لمبدأ الرأي والرأي اآلخ55ر ،المنفتح في عقل55ه وفك55ره على آراء اآلخ55رين ،مم55ا
يؤدي في النهاية إلى تكوين المجتمع الديمقراطي .
.6إعداد الفرد دينيا :لقد ركزت الديانات السماوية على توجيه التربية توجيها دينيا خالصا ،
مع األخذ بعين االعتبار الحاجات الدنيوية للفرد .
ان الفلسفة تقوم بدور يتعلق بالخبرة االنسانية وتحليل ه55ذه الخ55برة ،ونق5دها ثم نعي55د اليه55ا التن55اغم
واالنسجام ،وتبين االسس والمس55لمات ال55تي يق55وم عليه55ا اتس55اق ه55ذه الخ55برة ولم55ا ك55انت الخ55برة
االنسانية بانواعها المختلفة تقوم التربية على نقلها من جيل آلخر ،كم55ا ان ه55ذه الخ55برة االنس55انية
ذاتها هي التي تعمل الفلسفة على تحليلها ونقدها واتساقها ،فأن عالقة الفلسفة والتربية نتيجة لذلك
عالقة وثيقة .
وان هذه العالقة التبادلية أي أن هناك فاعلية قوية ومؤثرة تؤكدها عملية الت55أثير والت55أثر ( التغذي55ة
الراجعة ) لكل من الفلسفة والتربية .
ويرى ( جون ديوي ) أن الحقيقة القائمة على أن مصدر المشاكل الفلسفية هو وجود مشاكل عام55ة
يشعر بها جميع الناس في أساليب العمل االجتماعية ،أنم5ا م5رده الى أن الفالس5فة أص55بحوا طبق5ة
أختصاصية تستعمل لغ55ة فني55ة مغ55ايرة لتل55ك ال55تي يع55بر به55ا الن55اس عن الص55عوبات المباش55رة في
الحياة .
أن الفلسفة تثير أسئلة متع5ددة ام5ام التربي5ة ذات مض55مون فلس5في وتص55فها بوج5ه ع5ام المعطي5ات
والحقائق الفلسفية ،المدرس مثًال يتساءل :لماذا أعلم ؟ ولماذا أعلم مادة معينة دون غيرها ؟ وم55ا
هو التدريس على احسن وجه ؟ كما ان التعلم من حقه ان يتساءل :لماذا أقوم بدراسة هذه المادة ؟
ولم ذهابي الى المدرسة ؟
وهذا كله ما جعل الفلسفة تعلو ف5وق مس5توى الواق5ع ،وتس5مو عن الحي5اة الحاض5رة ال5تي يعيش5ها
الناس .
معنى فلسفة التربية :ـ
من ان الفلسفة في التربية تقوم اساسًا على نقد العملية التربوية ،وتعديل برامجها ومناهجها
حيث اتساقها وتناغمها وانسجامها مع االهداف التي يتطلع الى تحقيقها المجتم55ع في تنش55ئه اجيال55ه
الصاعدة وتزويدها بالعلم والمعرفة المتطورة ،وبمعنى آخر تقوم فلسفة التربية بتوضيح ذلك كل55ه
وتبيانه لالجيال حتى تتالءم الخبرة االنسانية مع الحياة المعاصرة التي يعيشها المجتم55ع تبحث عن
الحقائق التي تحقق من التوازن واالتساق بين مظاهر العملية التربوية في خطة شمولية متكامل55ة ،
فضًال عن توض5يح المع5اني ال5تي تق5وم عليه5ا التغي5يرات والمف5اهيم التربوي5ة وع5رض الف5روض
األساس55ية ال55تي تعتم55دها ه55ذه المف55اهيم وتنمي عالق55ة التربي55ة بغيره55ا من المي55ادين ال55تي تهتم به55ا
اإلنسانية .
إن الخ5برة اإلنس5انية بجوانبه5ا المتع5ددة يتم نقله5ا الى األجي5ال القادم5ة عن طري5ق التربي5ة وتق5وم
الفلسفة بإتاحة الفرصة لهذه الخ55برة كي تنم55و وتتص55اعد عن طري55ق التحلي55ل ،والنق55د وانس55جام ،
وحل كل أنواع الصراعات والنزعات والدعوات الرامية الى تفتيت الخبرة اإلنسانية وتفككها وفي
هذا أشارة صريحة الى عمق العالقة التي سبق ان تحدثنا عنها بين التربية والفلسفة ،إذ تؤكد ه55ذه
العالقة الوثيقة ان الفلسفة متصلة بالواقع ومرتبطة بالخبرة االنسانية ،وتسعى الى تحويل األفك55ار
والرموز واتجاهات فكرية وسلوكية تؤثر في حياة الفرد تأثيرًا بالغ االهمي55ة ،ويكتس55ب من خالل
ذلك عبر رحلة حياته من المفاهيم والمعاني والرموز التي تصقل شخصيته وتح55دد نم55ط واس55لوب
حياته في ضوء الثقافة التي ينخرط فيها هذا الفرد .
فيما يلي أهم الوظائف كما وردت عند حسان محمد حسان واخرين في كت55ابهم مقدم55ة في فلس55فات
التربية . 1987
. 1فهم النظام التعليمي :وذلك عن طريق معرفة مفاهيمه ان مسؤولية النظام التعليمي ال تقع على
عاتق العاملين في مجال التخطيط ال55تربوي واالدارة التربوي55ة فق55ط ،ب55ل انه55ا مس55ؤولية مش55تركة
يسهم فيها جميع العاملين بها بداءًا من المعلم مرورًا ب5اإلدارة ح5تى اعلى مس5ؤول في س5لم النظ5ام
التعليمي ،فكلما كان فهم المعلم للقيم والمفاهيم الموجهه للنظام التعليمي س55ليمًا زاد وعي55ه بالنظ55ام
ككل ،وكلما زاد فهم المعلم لمفاهيم مادت55ه ومدرس55ته وتعليم55ه اس55تطاع ان ي55درك ويس55لك طريقً5ا
أكثر رشدًا وعقالنية .
.2تش55خيص المف55اهيم الخاطئ55ة :يش55يع بين الن55اس مجموع55ات ض55منية لبعض المف55اهيم الخاطئ55ة
تراكمت في بعض العقول واستقرت فيها شعوريًا أو الش55عوريًا ناتج55ة عن س55لوك خ55اطئ أكتس55به
الفرد خالل عمليات التنشئة االجتماعي55ة ولم تتمكن األس55رة من أزالت55ه أو تعديل55ه ،ومن هن55ا ي55أتي
دور فلسفة التربية حيث يق5ع العبء عليه5ا في تش5خيص ذل5ك كل5ه لتق5وم بوظيف5ة ش5اقة تتمث5ل في
الكشف والتحليل من اجل إعادة وصياغة وتنظيم هذه القيم واالتجاهات والمف55اهيم وح55ذف الس55لبي
وغير المنتج منها .
.3التدريب على التحليل والتركيب :يعد التحليل والتركيب رياضة عقلية يتوقع منها الف55رد زي55ادة
قدرته في هذا االتجاه الذي يبعده عن التسليم المجرد لكل القض55ايا والمش55كالت واالستس55الم لواق55ع
الراهن بكل ضغوطه وتحدياته ،ان الهدف من التحليل والتركيب هو محاول55ة للتوص55ل الى أقام55ة
نظام مبني على أسس متينة عن طريق الح5وار العقلي واس5تخدام المنهج العلمي في تحلي5ل النظ5ام
التعليمي تحليًال عقليًا مجردًا ،وإجراء دراسات ميدانية تجريبية ومواقف تجريبية تدفع الى البحث
،وينبغي اإلش55ارة هن55ا أن المناقش55ات ال55تي تثيره55ا فلس55فة التربي55ة عن طري55ق تحلي55ل المش55كالت
وتركيبه55ا ليس بالض55رورة ان تص55ل الى حل55ول قاطع55ة ونهائي55ة ،ب55ل يكفي الت55دريب على ح55ل
المشكالت بدًال من الوق5وف منه5ا موق5ف المتف5رج أو المتلقى أو المس5تقبل ،وللمعلم دورًا مهم في
ذلك ،فطريقة حل المشكالت تقتضي منه ت55وافر كفاي55ات ومه55ارات في تدريب55ه وتعامل55ه وتقويم55ه
لتالميذه حتى ال يقتصر األمر على اإللقاء والتلقين والحفظ واالسترجاع .
.4أدراك العالقات الجديدة :ونقصد بذلك عمليات التفكير اإلنتاجي التي تتطلب اإلدراك الواض55ح
لتركيب المشكلة ،وإعادة تركيبها أذا تطلب األمر ذل55ك ،إن إدراك العالق55ات الجدي55دة ال يمكن أن
يتم وال يس55تطيع الف55رد الوص55ول إلي55ه عن طري55ق الجزئي55ات ب55ل عن طري55ق ال55رؤى الواض55حة
الشاملة ،ونعني ذلك إنن55ا لكي ن55درك عالق55ات جدي55دة في التعليم فال ب55د من رؤى مج55ردة توض55ح
األشياء في شموليتها ،والنظام في كليته .
.5مواجهة بعض مشكالت الصراع القيمي :تعمل التربية على غرس واكتس55اب الف55رد مجموع55ة
من القيم منه555ا على س555بيل المث555ال ( القيم اإلنس555انية ) كحب الن555اس ،التع555اطف ،الرحم555ة ،
الش55جاعة .....الخ ،ومنه55ا ( القيم الجمالي55ة ) كجم55ال الل55ون ،جم55ال الص55وت .....الخ ،ومنه55ا
( القيم الفلس55فية ) كنظ55رة الش55املة للك55ون ،واالل55تزام بفلس55فة معين55ة ،وفلس55فة التربي55ة من خالل
وظيفتها تساعد على حل مشكالت الصراع القيمي عن طريق دراس55ة القيم الس55ائدة داخ55ل العملي55ة
التربوية ومناقشة هذه القيم للكشف عن الخلل واالضطراب فيه55ا وجعله55ا متس55قة مط55ردة وش55املة
متكاملة ،وهذه جميعًا خصائص أساسية للتفكير الفلسفي السليم .
.6تطوير العملية التعليمية :ويتم ذلك عن طريق :
أ .اعتماد التجديد الفلسفي التربوي .
ب .تقديم الحلول والمعالجات الشافية للكثير من األمراض واآلفات والمش55كالت االجتماعي55ة ال55تي
يتعرض لها الفرد والمجتمع .
ج .إعداد إنسان قادر على مسايرة التغيرات ،وان تجعله قادرًا على تقبلها واالستفادة منها .
المذاهب الفلسفية
أوال :الفلسفة المثالية .
تعد هذه الفلس5فة من وجه5ة نظ5ر فالس5فتها نظري5ة كامل5ة للك5ون وللحي5اة تض55ع العق5ل في المح5ل
األول ،وترى الفلسفة المثالي5ة أن طبيع5ة الع5الم عقلي5ة أو روحي5ة ،يمت5از ب5اإلطالق أو الثب5ات ،
أقترن المذهب المثالي بالفالسفة أفالط55ون ( 427ـ 347ق.م ) وس55قراط ( 469ـ 399ق.م ) في
الغرب ،وابن سينا ( 270ـ 428هـ ) وابن مسكويه ( 421هـ ـ 1030م ) في الشرق ،وأقترن
حديثًا باسم الفيلسوف األلماني عمانوئيل كانت ( 1724ـ . ) 1804
قدمت المثالية مجموعة مبادئ هي :
األول :مبدأ الكونية ( التعميم ) أي إمكاني55ة تعميم العم55ل األخالقي على ك55ل الظ55روف واألح55وال
لكل زمان ومكان .
الثاني :مبدأ اإلنسانية كغاية في حد ذاتها ،أي أن اإلنسان غاية وليس وسيلة ألغراض أخرى .
الثالث :مبدأ االستقالل أي ينبغي على اإلنسان ان يفرض القوانين األخالقية على نفسه من الداخل
وأن ال تفرض عليه من الخارج ،أي يختارها بإرادته الحرة ،بالعقل واإلحساس الفطري .
تناولت المثالية اإلنسان والطبيعة اإلنسانية وهي ترى ان في داخل اإلنسان مادة تفصل بين الجسم
وبين العقل أو الروح .
وللتربية المثالية طرقها الخاصة بالتدريس ،وعدت الطريقة جزءًا الزمًا متممًا للمنهج ،فاعتمدت
طريقة الحوار ،وطريقة الحفظ والتكرار ،وطريقة التمثيل فمثل ما تص55اغ األه55داف التربوي55ة ،
ومثل ما يصمم النهج ،تصمم طرائق التدريس .وفيما يلي توضيح شامل لهذه الفلسفة :
المثالية الذاتية أوالالمادي5ة :ج5اءت ه5ذه الفلس5فة في العص5ور الحديث5ة في أواخ5ر الق5رن -1
السابع عشر على يد األسقف االيرلندي جورج بار كلي( )1753-1685الذي أنكر الم55ادة
مدرعا باستحالة إدراك األشياء المادية.
المثالية النقدية: -2
رائدها عم55ا نوئي55ل ك55انت أو ك55انت )1804-1754ال55ذي أرج55ع ك55ل ش55يء لإليم55ان وإن
القدرة على المعرفة هي من عند هللا و قد أشار النقاد والفالسفة على أن المثالية عند كانت
تتميز بصفتين:
انها اهتمت بوضع حدود للعقل بحيث ال يتعداها اال في حدود التجربة الممكنة. أ-
ب -إنها وضعت شروطها عقلية تجع55ل ه55ذه التجرب55ة ممكن55ة وق55د اختل55ف ك55انت م55ع
الفالسفة معتقدابأن للعق5ل ناحي55ة باطني55ة موج55ودة في المادي55ة الحس55ية وأن الع55الم
الحسي اليستطيع الوقوف عليهاوحده فهو بحاجة دائمة إلى المعرفة العقلية.
المثالية الموضوعيىة : -1
جاءت المثالية الموضوعية أو المطلق55ة على ي55د الفيلس55وف ألم55اني ج55ورج فلهلم هيج55ل (
)1831-1770والذي جاءت فلسفته كردة فعل ضد المثالي55ة الذاتي55ة حيث آمنت بوج55ود
عقل مطلق في الطبيعة حيث أن المطلق هو الوجود الواقعي كله فال يوجد حقيق55ة خ55ارج
العقل اإلنساني أو فوقه وكل معرفة هي معرفة إنسانية .
فمن هذه النظرة التاريخية للمثالية اتضح أنها بدت نواتها مع أفكار افالطون ومن خالل
كتابيه ‘‘ :الجمهورية ’’ و ‘‘القوانيين ’’بصورتها القديمة وظه55رت كفلس55فة مثالي55ة في
الق55رن الث55امن عش55ر الميالدي ثم تط55ورت مرتبط55ة ببارك55ل وك55انت وهيج55ل بص55ورتها
الحديث55ة وتتص55ل بك55ل من كوتش55ة وجن55تيلي وكولري55دج وكاري55ل وب55وزانكت بص55ورتها
المعاصرة فهوالء من أبرز شخصيات هذه الفلسفة.
ثالثا :أسس الفلسفة المثالية ومعتقداتها :
-1العقل والروح جوهرا لعالم :
أي أن العقل والروح هما أهم م55ا في اإلنس55ان ومن خاللهم55ا ي55درك اإلنس55ان األش55ياء
والحقائق ومع ذلك قد يكون الحواس ملغاة تماما أو تأتي من مرتب5ة ثاني5ة بع5د العق5ل
أو تكسب إدراكاتها من خالل التوجيه العقلي.
-2المعرفة مستقلة عن الخبرة الحسية:
إن اإلنسان جوهره العقل والحواس مشكوك في صحتها ودقتها وأن األشياء ال مع55نى
لها من غير العقل البشري إذن فاإلدراك البشري أساسه العقل مس55تقال عن التج55ارب
الحسية وكلما كانت المعرفة مجردة عن اإلدراكا ت الحسية كلما سمت ورقت وكانت
أكثر ثباتا ويقينا .
-3الحقيقة مطلقة وثابتة :
أي أن الحقائق التي يدركها العقل البشري أزلية غير قابل للتغيير فالعق55ل مرتب55ط بالثب55ات
واإلطالق بينما الحواس مرتبط بالتغير والنسبية.
4العالم المادي ليس واقعا مطلقا:
أي أن الظواهر المادية المحيطة بنا هي ظ5ل لم5ا يدرك5ه اإلنس5ان بعقل5ه أو يفك5ر
فيه.
5ـ إن الشر شيء ع55ارض وع55ابر في الحي55اة واألدب المث55الي يح55اول الكش55ف دائم55ا عن
الطبيعة الخيرة والجميلة لإلنسان.
6ـ أن هدف التربية في ظل هذه الفلسفة هو تطوير العقل.
رابعا :تأثير الفلسفة المثالية على ثقافتنا:
للفلسفة المثالية تأثير بعيد في الشرق والغرب فإن اإلنسان اعتق55د ف55ترة طويل55ة من ال55زمن
بوجود نظم من األفكار الحقيقة النهائية في عالم آخر فاليونان القدماء تض55منت حي55اتهم الكث55ير من
مبادئ الفلسفة المثالية كما أن التأثير اليهودي المس55يحي ك55ان ل55ه أث55ر كب55ير في تغلغ55ل أفك55ار ه55ذه
الفلسفة .
وقد تطورت المثالية الحديثة بتأثير أفك5ار الفالس5فة األلم5ان ومن أش5هرهم ك5انت وهيج5ل
واتس55ع انتش55ار ه55ذه الفلس55فة ح55تى أص55بحت المثالي55ة والفلس55فة كلم55تين مترادف55تين ورغم ظه55ور
الفلسفات الجديدة مثل الواقعي55ة والبراجماتي55ة والوجودي55ة لم يمح أث55ر الفلس55فة المثالي55ة نهائي55ا إذ أن
الكثير من القصصيين يرون هذه الفلسفة أن بعض السياسيين يبتغون فك55رة اإلص55الح االجتم55اعي
المثالية على أساس المبادئ المثالية وأن الكثير من الحلول المقترحة للمشاكل التربوي5ة قائم5ة على
أساس هذه الفلسفة .
3ـ المعلم:
اهتمت هذه الفلسفة بالمعلم اهتماما بالغا ألنه الق55دوة ال55تي يقت55دي ب55ه التالمي55ذ
وهو الوسيط بين عالمين عالم النمو الكامل وعالم الطف55ل ل55ذا يجب أن يك55ون
المعلم في ظل هذه الفلسفة متصفا باألخالق الحميدة.
وأن يك55ون ق555ادرا على توص555يل المعرف555ة وملء عق55ول الطلب55ة بالحق55ائق
لمعلومات الثابتة
وأن يكون مهمته التربوية توليد األفكار والمعاني في عق55ل التالمي55ذ حيث أن
المعاني فطرية كامنة في اإلنسان
4ـ المتعلم:
ي5رى المث5اليون أن التلمي5ذ ك5ائن روحي هدف5ه في الحي5اة التعب5ير عن ه5ذه الطبيع5ة
الخاصة التي يتمتع بها لذا ترى الفلسفة المثالية أن يكون المتعلم متصفا بما يلي:
أن يكون مطيعا ومتعاونا وجديرا باالحترام
أن ينفذ الوصايا واألوامر دون اعتراض
أن يتعلم احترام القيم الروحية وقيم األفراد اآلخرين
العالقة بين المتعلم والمعلم متصف بالرسميات
ومما سبق يتضح أن الهدف الرئيسي للمثالية في مجاالت تربوية هو إعداد الفرد عقليا وخلقي55ا من
أجل تحقيق كل القيم و المثل التي تفرضها المثالية كما تبين أن هناك ازدواجية في التربية ،تربي5ة
العقل وتدريبه بالمواد المناسبة ،والتربية والتدريب على المهن التي يحتاجها اإلنسان
سادسا :االنتشار ومواقع النفوذ للمثالية :
انتشرت المثالية في أوربا عامة وألمانيا وفرنسا بصفة خاصة .
.1التركيز على الجانب المعرفي فقط و إهمال الجوانب المهارية واألنشطة اإلنس55انية األخ55رى .,
.2أعلت من شأن الروح ,وأهملت أمر الجس55د ,ول55ذلك فهي رك55زت على المعلوم55ات والمع55ارف,
وجعلت لها كيانا مستقال بعيدا عن اهتمام الطالب وميوله مم55ا أدى إلى انفص55ال التلمي55ذ والم55درس
عن البيئ555555555ة االجتماعي555555555ة والمادي555555555ة ال555555555تي يعيش فيه555555555ا ك555555555ل منهم555555555ا.
.3أما النقد الموجه إلى هذه الفلس55فة من حيث المنهج فه55و أن ه55ذا المنهج مص55مم من أج55ل ص55قل
العقل ,وصفاء الروح ,ونقل التراث الثقافي.وتقدم المواد الدراسية بصورة منطقية مرتبة لكنها ال
تدرس على أساس فهم العالقات فالتاريخ مثًال ي55درس بوص55فه حقب55ة تاريخي55ة أي حس55ب التع55اقب
الزمني ,ال على أساس أنه منهج مشكالت الحاضر وتوقعات المستقبل ,وال يهتم أص55حاب المنهج
بتعلم المهارات
العتقادهم بأن هذا التعلم يفسد التلميذ ويتلف عقليت55ه .ول55ذلك فالمث55اليون يض55عون المنهج الدراس55ي
ثابتا مطلقا غير قابل للتغيير ,وذلك إيمانا منهم بأن الطبيعة اإلنسانية ثابتة ال تتغير.
* أفالطون
ولد أفالطون في أثينا من أسرة ارس55تقراطية وتثق5ف ثقاف55ة تلي55ق بمنزل55ة أس55رته ،وتتلم55ذ على ي55د
سقراط وعنده من العمر عشرين عامًا .
بنى أفالطون فلسفته في اإلنسان على أساس ان العقل هو أشرف ما في النفس اإلنسانية وقد له أن
يحكم الجسد وهو مستقل وخال5د وه5و المص55در الق5ادر على س5ير غ5ور ج5واهر األش5ياء وتج5اوز
ظواهرها إلى بواطنها .
تصور أفالطون أن الناس في المجتمع األمثل ينقسمون إلى ثالثة أصناف :فسواد الناس هم الفعلة
الذين يمارسون األعمال اليدوية ،أما الشجعان ذوو األجساد القوية الشديدة فهم المح55اربون ال55ذين
يوكل إليهم أمر الدفاع والحرب .وأما االرجحون عقًال واألكثرون ذكاءًا فهم المل55وك والحكم55اء ،
الذين ينبغي أن يوكل إليهم أمر الحكم وتصريف شؤون الدولة .
وتناول أفالطون في كتابه الجمهورية م55ا يش55به أن يك55ون تص55نيفًا للعل55وم ،فينظ55ر أليه55ا من حيث
كونها حسية أو عقلية ،فمتى كان موضوع العلم مجردًا كان العلم يقينً5ا ،وم5تى ك5ان ماديً5ا حس5يًا
كان العلم أو المعرفة ظنيًا ،وإذا كان بين التجريد والمادية كان العلم استدالليًا .
وق55د ح55دد أفالط55ون األه55داف التربوي55ة في ض55وء الواق55ع الطبقي للمجتم55ع ،ف55اختلفت األه55داف
التربوية باختالف الطبقة التي ينتمي إليها الف55رد ،حيث أن لك55ل طبق55ة وظيفته55ا ودوره55ا في بن55اء
( لعام55ل الوراث55ة ) في الطبيع55ة المجتم55ع المث55الي ،ولك55ل طبق55ة تربيته55ا الخاص55ة وفق ً5ا
اإلنسانية .
وألهداف التربوية عند أفالطون هي :ـ
ـ إعداد المواطن إعدادا يكفل له إن يتحلى بفضيلة االعتدال والعدالة والشجاعة .
ـ العناية بالروح والجسد معًا .
ـ العناية بالعقل أكثر من األمور الحسية .
ـ تعميق اإلحساس بالحق والخير والجمال بما يحقق سعادة المجتمع .
ـ تنمية روح الجماعة ،وربط نمو الفرد وتطوره بنمو المجتمع ورقيه .
الفلسفة الواقعية
تقوم هذه الفلسفة على أساس االعتق55اد في حقيق55ة الم55ادة ،ف55الكون ليس خدع55ة ب55ل ان55ه يوج55د حقً5ا
وجوهريًا .واألشياء موجودة وجودًا مستقًال عن العقل ،أي موجودة بحد ذاتها .
من مبادئ الواقعية أن الكون ليس خدعة ،بل واقع حقيقي وجوهري ،وكل األش55ياء المحيط55ة بن55ا
موج5ودة وج5ودًا حقيقيً5ا مس5تقًال وليس5ت مج5رد أفك5ار في عق5ول البش5ر مخ5الفين ب5ذلك المث5اليين
والعقالنيين .
تعتمد الواقعية كثيرًا على الحواس وتث55ق به55ا وتخض55عها لمق55والت العق55ل وإحكام55ه ،وفي ال55وقت
نفسه تع55ترف الواقعي55ة بخ55داع الح55واس ،ل55ذا تعتم55د على المنهج التجري55بي واالس55تقراء أي جم55ع
المعلومات عن طريق قراءة الواقع وفحصه بدقة ،وليس االكتفاء باالستدالل العقلي .
التربية الواقعية :
يرى المربين الواقعيين أن الهدف من التربي55ة ه55و تمكين التلمي55ذ من أن يص55بح شخصً5ا متس55امحًا
ومتوافقًا توافقًا حسنًا ،أن يكون منسجمًا عقليًا وجسميًا مع البيئة المادية والثقافية .
واهتمت التربية عند الواقع5يين اهتمامً5ا بالغً5ا ب5التجريب واألنش5طة داخ5ل المؤسس5ات التعليمي5ة ،
وشجعت المالحظة واالستقراء والتجريب وفقًا لالتجاه الذي نادى به المربي ( حون ستيورات هل
) الذي قال بأهمية الجمع بين الحس والعقل .
وقد أكد المنهج المدرسي الواقعي أنواع العلوم والتدريبات والبرامج الرياضية والفني55ة ،م55ع تأكي55د
تطبيق المناهج العلمية لدراسة جميع جوانب الحياة البشرية .
النظرية اإلنسانية
ارتب55ط عص55ر النهض55ة األوربي55ة بالحرك55ة اإلنس55انية في إهتمامه55ا باللغ55ات القديم55ة الالتيني55ة ،
واليونانية ،وباآلداب الكالسيكية .
إهتمت الحركة اإلنسانية باإلنسان وطبيعته البشرية ،وعدت دراسة اآلداب القديمة الطري55ق ال55تي
توصل الى كمال هذه الطبيعة البشرية .
ومن أهداف التربية اإلنسانية بناء المواطن الحر والق55ادر على اإلس55هام في حي55اة المجتم55ع وتنمي55ة
المواهب العقلية والجسمية لدى الفرد ،وتاكيد نشر التعليم على نطاق واسع وتحقيق تكافؤ الفرص
بين الجنسين
وأكدت على إستخدام وسائل ومعينات تثير إهتمامات الطفل وميوله واألخ55ذ ب55الفروق الفردي55ة بين
األطفال .
أما المنهج فقد إهتم بالدراسات والفنون الح55رة واإلنس55انية لك55ل ج55وانب المعرف55ة ،واإلهتم55ام بم55ا
يؤكد التربية الجسمية ،ون5ادت التربي5ة اإلنس5انية ب5الثواب بإعتب5اره وس5يلة ناجح5ة للتعليم ون5ادى
المربون اإلنسانيون بإستخدام اإلمتحانات كحافز للتلميذ لبذل الجهود الالزمة للتعليم .
أما المعلم من وجهة نظر اإلنسانيين ،فينبغي ان يتصف بالنوعية العقلية والخلفية المعرفية إضافة
الى أصالته وعراقة منبته وقد نظم التربويون اإلنسانيون التعلم في ثالث مراحل األولى تمتد حتى
سن ( ) 14سنة والتعليم في هذه المرحلة يؤكد أساسيات المعرفة واألدب ،والثانية حتى سن ()17
سنة يتعرض التلميذ فيها لمنهج يحتوي الخطابة الالتينية والمنطق والتاريخ والجغرافي5ا والت5دريب
العسكري ،أما المرحلة الثالثة التي تمتد حتى سن ( )21سنة فيكون األساس فيها هو تعليم الفلسفة
واألخالق .
الفلسفة البراجماتية
ردة من مختل''ف أص''قاع الع''الم ،حَم َل ب''ذوَر ها أن''اٌس رحل''وا عن بل''دانهم ب''احثين عن ال''ثروة
والحري''ة ،وُيمث''ل ه''ؤالء الن''اس ش''ريحة منتق''اة ِم ن المتعلمين والمغ''امرين والرأس''ماليين
(الشرقاوي .)1956 ،وَح َمَل هؤالء معهم من ضمن ما حمل''وا أفك''ارًا تبش''يرية وت''أمالت ديني''ة،
ونبوءات توراتية وفنون'ًا جميل''ة وفلس''فات متنوع''ة ،وك''ل ه''ذه وغيره''ا ق''د لعبت أدواره''ا في
.تشكيل الفكر األمريكي (شنايدر)1964 ،
وقد ورثت األجياُل المتأخرة ِم ن المه55اجرين عن المه55اجرين الُّ55ر واد الج55رأة واإلق55دام ،واالعتم55اد
على النفس ،وُحَّب المغامرة ،والتحّرر ِم ن التقاليد ،وتوظيف العق5ل في تطوي55ع الطبيع55ة ،واعتب55ار
التقدم المنجز والنجاح المادي الملموس دليًال واضحًا على صحة السبل والوس55ائل ال55تي يتبعونه55ا،
.وهذه السمة تمثل جوهر الفلسفة البراجماتية (الشرقاوي)1956 ،
لقد أثارت التركيبة السكانية للواليات المتحدة األمريكية جدًال متعمقًا حول المفاضلة بين األجن55اس
التي كونتها ،وق55درة البوتق55ة األمريكي55ة على ص55هر وتحلي55ل ه55ذه األجن55اس واس55تيعابها ،وإخ55راج
عجينة أمريكية جديدة وسليمة ديمغرافيًا واقتصاديًا وسياسيًا .من هذه العجينة نشأ جيٌل جديٌ5د ت55رك
خلفه نقائصه وعيوبه ،وراح يعمل وفق قواعد جديدة ،بعيدًا عن الكسل والفراغ ،واالستسالم للفقر
والعبودية (كيتشام) .وفي ظل هذا المجتم5ع الجدي5د ،نش5أت البراجماتي5ة ال5تي ت5ؤمن ب5أّن ظ5روف
الحياة يمكن تحسينها بالتصميم على العمل المستنير بالعقل ،وأّن الُم ث55ل األخالقي55ة فارغ55ة وعقيم55ة
إذا انفصلت عن وسائل تحقيقها ،وأّن الحقيقة ليست ثابتة ،بل هي في تغير دائم ،وأّن اإلنسان قادر
.على إعادة تشكيل الظروف بعزمه وإرادته
ظهرت البراجماتي5ة كفلس5فة أمريكي5ة تمقُت البحث النظ5ري العقيم ال5ذي يرك5ز على ُك ن5ه األش5ياء
ومصادرها ،وأخذت تركز على نتائج األعمال وعواقبها ،وأج55ازت لإلنس55ان أْن يتخ55ذ ِم ن أفك55اره
وآرائه ذرائع يستعين بها على حفظ بقائه أوًال ،ثم السير بالحياة نح55و الُس مو والكم55ال ثانيً5ا (علي،
،)1995وظهرت كردة فعل لموجات الفلسفة المثالية ال5تي حمله5ا المه5اجرون األلم5ان ،ووج5دت
صداها عند نفر من الشعراء والكتاب األمريكيين مثل( :إمرسن) ،ثم انتقلت بعد ذل55ك إلى نف55ر من
األساتذة الجامعيين المختصين في الدراسات الفلسفية ،ومن أبرزهم (جوزيا رويس) أستاذ الفلس55فة
.في جامعة (هارفرد)
لقد أحس (جون ديوي) بقوة األشكال المتن55افرة للبيولوجي55ا الفلس55فية ،واس55تخدمها اس55تخدامًا نق55ديًا،
ومن ثّم راح ُيعّد مذهبه الخاص في علم النفس ،والذي ظه55ر كنص س55نة 1887م .وش55عر جماع55ة
من خريجي(هارفرد) بضرورة التوجه نح5و الفع5ل ونح5و المس5تقبل وم5ا يس5تتبعه من مس5ؤوليات
كبيرة ،فآمنوا بمنهج العلم التجريبي ،واعتبروه منهجًا سليمًا في التفكير ،وق55الوا :إّن الفلس55فة ال ب55د
.لها أن تقوم على أساس من العمل والخبرة والتجريب ،ومنهم( :تشارلز بيرس) و( وليام جيمس)
لقد َع َر َف (بيرس) ُم صطلح البراجماتية من دراس55ة للفيلس55وف األلم55اني ( إيمانوي55ل ك55انت) ال55ذي
ف55العملي ينطب55ق على practical ،وما ه5و عملي pragmaticكان ُيميز بين ما هو براجماتي
القوانين األخالقية ،بينما البراجماتي ينطبق على قواعد الفن وأسلوب التناول ،الذين يعتم55دان على
الخ55برة .وك55ان ( ب55يرس) تجريبيً5ا مش55بعًا بعقلي55ة الَم عم55ل ،واهتم ب55التفكير المنطقي وطرائق55ه في
إيضاح المدركات العقلي55ة .أم55ا (ولي55ام جيمس) ف55يرى أّن مص55طلح البراجماتي55ة مش55تق من الكلم55ة
التي تعني المزاولة والعمل ،والطابع ال55ذي ألبس55ه ( جيمس ) للبراجماتي55ة ه55و pragmaاليونانية
وك55ان cash value ،الطابع النفعي ،فكان يتعامل مع صدقية األفكار من منطلق القيمة الفورية
يق55ول :إن الفك55رة كورق55ة النق55د تظ55ل ص55الحة للتعام55ل إلى أن يعترض55ها ُم ع55ترض ويثبت زيفه55ا
.وبطالنها ،و تستمر صدقيتها ما دامت سارية المفعول فنحقق بها ما نريد من أغراض
والوسيلة هي instrumentalism ،أما (جون ديوي) فقد ُعرف اتجاهه بـ (الوسيلة) أو األداتية
محاولة لتكوين نظرية منطقية دقيقة للمدركات العقلية ،واألحكام واالستنباطات في شتى صورها،
وتحاول إقامة تمييزات وقواعد منطقية تلقى تأييدًا عامًا عن طريق استخالص5ها من وظيف5ة العق5ل
) ).من حيث هو وسيط ومن حيث هو بناء
.التربية في البراجماتية:
يرى ديوي أن التربية ليست إع5دادَا للحي5اة ،وإنم5ا هي الحي5اة ذاته5ا ،وه5ذا يع5ني أنه5ا ال تض55حي
بالحاضر من أجل مستقبل غامض ،وتهتم بالحاضر بالدرجة نفسها التي تهتم فيها بالمس55تقبل إن لم
يكن أكثر ،وبالتالي ال يجوز عد مرحلة من حياة اإلنسان وسيلة لمرحلة أخرى.
والتربية عند البراجماتيين ظاهرة طبيعية في الجنس البشري تبدأ منذ والدة الطفل ،وهي عملية أو
ظاهرة اجتماعية بحكم وجود الطفل في المجتم55ع ،ل55ذلك فمن أهم وظ55ائف التربي55ة تزوي55د المتعلم
بالخبرات المباشرة التي تجعله قادرًا على مواجهة المشكالت التي يواجهها في الوسطين الط55بيعي
واالجتماعي ،ويجب أن تكون خبرات الوس55ط المدرس55ي واقعي55ة مش55ابهة للخ55برات الموج55ودة في
البيت والوسط الذي يعيش فيه المتعلم ،وبذلك ال تكون المدرس55ة مج55رد مك55ان يحص55ل في55ه الطف5ل
على معارف نظرية ال يستفيد منها الطفل في حياته ،لذلك تتطلب التربية المقصودة دراي55ة بنفس55ية
الطفل من جانب وحاجات المجتمع من جانب آخر ( .المجيدل ،2014 ،ص .)138—137
والخالصة أن التربية عند البراجم''اتيين هي الحي''اة ،وهي ظ''اهرة طبيعي''ة واجتماعي''ة ونفس''ية
يجب أن
-1تهدف التربية عند البراجماتيين إلى تدريب قدرات المتعلم بما يحقق فعاليته55ا في مواجه55ة
المتطلبات التي تمليها مواقف الحياة العملية المتغيرة
-2مسئولية التربية أن تنمي في التلمي5ذ المعرف55ة ليس ل5ذاتها ب5ل المعرف55ة المرتبط5ة ب5الخبرة
Experienceوالمعرفة التي تساعد على حل المشكالت الواقعية التي تواجهه،
-3النظ55ام ال55تربوي يجب أن يه55دف إلى تخ55ريج ش55خص نش55يط ومنتج وق55ادر على اإلب55داع
والتكيف مع المواقف المتغيرة شخص قابل وقادر على التعلم ال شخص متعلم.
-4عن طريق تنظيم بيئة المدرسة التي يجب أن توصف ب55الخبرة ،يعطي التلمي55ذ الحري55ة في
تجريب تطبيق الفكرة ،حيث يحدث نوع من التفاعل بينه وبين تلك البيئة
-3يؤك55د المنهج بص55فة عام55ة أهمي55ة تعليم التالمي55ذ أس55اليب ح55ل المش55كالت بطريق55ة عملي55ة،
واإلجراءات التي يمكن لهم استخدامها في ذلك مع ضرورة اختي55ار أنس55ب تل55ك اإلج55راءات ال55تي
تتفق مع ميول التلميذ وسنه وطبيعة المادة إلى آخر ذلك من مظاهر.
- 4موضوعات المنهج ،يعطي االهتمام بصفة عامة للقضايا المعاصرة والتي ترى لكل من التلميذ
والمدرس أهميته من وجهة نظره55ا ،ويتم مناقش55ة تل55ك القض55ايا بأس55لوب ح55ل المش55كالت الف5ردي
والجم55اعي ،ويس55تلزم ذل55ك بالض55رورة ت55دريب التالمي55ذ على الفن55ون الثالث55ة الق55راءة والكتاب55ة
والحساب ،هذا باإلضافة إلى المنطق العملي ،والطريقة العلمية ،والعل55وم االجتماعي55ة والس55لوكية،
والتاريخ ،ومعظم العلوم الطبيعية واإِل نسانيات.
والمدرس هو منظم عملية التعلم التي تتم في وسط الجماعة ومع كل فرد على حدة ،وعن55دما يق55وم
المدرس بدوره هذا ،فإنه يجب أن يفهم دوافع المتعلم ،وطبيعة سلوكه ،ومبادئ السلوك اإلنس55اني،
ونظرية التوازن العاطفي ،وذلك قبل أن يق55وم بت55دريس الموض55وع الم55راد مش55اركة تالمي55ذه في55ه،
ويعبر ديوي عن ذلك بأنه عند إدارة فن التدريس ،فإن المدرس يحتاج أن يضع اهتمامه األساس55ي
على اتجاهات واس55تجابات تالمي55ذه ،بينم55ا يحت55ل الموض55وع ال55ذي يق55وم بتدريس55ه درج55ة أق55ل من
االهتمام.
المدرس يشترك في منشط التعلم مع التلميذ ،فيتعلم منه ،وب55ذا يتعلم الم55درس ويتعلم الط55الب أثن55اء
عملية تنفيذ المشروع ،مما يشكل في رأي البراجماتيين نموذجًا مثاليًا لم55ادة الت55دريس ،المدرس55ون
–إذن -جزء متكامل للعملي55ة التعليمي55ة ،فهم ال يقف5ون كمؤسس55ة خارجي55ة بين ذات التلمي55ذ وال55ذات
المطلق55ة ،أو بين الطبيع55ة والعق55ل ،أو يقوم55ون بت55دريب العق55ل ذات55ه ،ب55ل هم ش55ركاء في تنفي55ذ
المشروعات الهادفة. (.عصام)
يختلف المعلم في التربية البراجماتية عن المعلم في التربية التقليدية ،فهو ليس مجرد ناقل للمعرفة
من الكتاب المدرسي إلى ذهن المتعلم ،ب55ل ص55ارت مهمت55ه أك55ثر اتس55اعًا وأش55د ص55عوبة وتعقي55دًا،
وتنظر البراجماتية إلى المعلم أوًال وقبل كل شيء على أنه إنسان براغم5اتي يهتم بح5ل المش5كالت
التي تنشأ في البيئات البيولوجية واالجتماعية ،وهو صاحب اتجاه تجريبي في أساسه ،ألنه إنس55ان
يتبع أسلوب المحاولة والخطأ ،ويحل المشكالت ج55زءًا ج55زءًا ،وبظهوره55ا يكي55ف نفس55ه للمواق55ف
الناشئة ،والمعلم البراجماتي يتبنى االتجاه ذاته في الفصل الدراسي ،ويحاول أن ينقل ه55ذا االتج55اه
إلى طالبه ،لذا يب55ني المعلم البراجم55اتي المواق55ف التعليمي55ة ح55ول مش55كالت وموض55وعات معين55ة
بوصفها ذات أهمية لتالميذه ،ويرجح أنه55ا ت55ؤدي بهم إلى فهم أفض55ل لب55يئتهم ولغتهم ،ويجب على
المعلم أال يص55ب المعلوم55ات في عق55ل التلمي55ذ ألن مث55ل ه55ذه الطريق55ة عديم55ة القيم55ة في نظ55ر
البراجماتية ،وإنما يجب أن يتعلم التلميذ على وفق احتياجاته واهتماماته ومشكالته ،وبمع55نى آخ55ر
إن محتوى المعرفة ليس هدفًا في حد ذاته بل هو وسيلة لغاية( .اليماني ،2004 ،ص.)97
فهو يخطط بالتع5اون م5ع التالمي5ذ للمواق55ف واألنش5طة التعليمي5ة والتربوي5ة ،وينظم ش5روط التعلم
وظروفه وفقًا إلمكانات التالمي5ذ ،ويتب5ع األس5لوب ال5ديمقراطي في تعامل5ه م5ع التالمي5ذ ،ويح5ترم
ح55ريتهم ومش55اعرهم ،وي55راعي الف55روق الفردي55ة بينهم ،ويس55اعدهم في ح55ل مش55كالتهم ويوج55ه
نشاطهم ،ويتبع األس5اليب العلمي5ة في العم5ل والبحث والتربي5ة( .المجي5دل وآخ5رون ،2014 ،ص
.)142
وباإلضافة إلى ما سبق ،فإن التلميذ يمكن له أن يتعلم من خالل استخدامه ألفك55اره أو كم55ا
يعبر عنه ديوي Learning Through-Useالمتعلم –إذن -ليس سلبيًا كما ينظر إليه من وجه5ة
نظر فلسفات أخرى ،بل هو يشارك بفعالي55ة في عملي55ة التعلم ،فه55و يبحث ويق55رأ ويفك55ر ويج55رب.
(رمضان )2017،
وباإلضافة إلى ما سبق ،فإن التلميذ يمكن له أن يتعلم من خالل استخدامه ألفك55اره أو كم55ا
يعبر عنه ديوي Learning Through-Useالمتعلم –إذن -ليس سلبيًا كما ينظر إليه من وجه5ة
نظر فلسفات أخرى ،بل هو يشارك بفعالي55ة في عملي55ة التعلم ،فه55و يبحث ويق55رأ ويفك55ر ويج55رب.
(اضافةد.عصام)
*الغزالي
هو حجة اإلسالم محمد بن أحمد الغزالي ،المعروف بأبي حامد ،ولد ع55ام 450هـ ( 1059م )
من وال55د فق55ير ص55الح ك55ان يش55تغل بالص55وف ويحب مج55الس الفقه55اء والمتص55وفة .درس الفق55ه
واألصول والج55دل والمنط55ق والكالم والفلس55فة على ي55د إم55ام الح55رمين أبي المع55الي ض55ياء ال55دين
الجويني الذي ترك أثرًا كبيرًا في تطوره الالحق والس55يما في تط55وره ال55روحي إذ أنتق55ل الغ55زالي
على يده من مرحلة الحفظ غيبًا الى مرحلة التأمل والتفكير والمناقشة .
وبعد وفاة إمام الحرمين قدم الغزالي على مجلس نظام الملك الوزير الس55لجوقي ،وظ55ل في55ه ح55تى
أسند إليه التدريس في المدرسة النظامية ببغداد سنة 484هـ فأقبل الطالب أقباًال منقط55ع النظ55ير ،
وذاع صيته حتى لقب بإمام العراق .
ترك الغزالي ما يزيد على سبعين مؤلفًا أكثرها في الفقه والج55دل والمن55اظرة وال55رد على الفالس55فة
والدفاع عن الدين .وأشهر مؤلفاته التي تتضمن آرائه في التربية (:إحياء علوم ال55دين) و (م55يزان
العمل) و (فاتحة العلوم) ،أما مؤلفاته في الفلسفة والمنطق فأهمها ( :محك النظ55ر في المنط55ق) و
(مشكاة األنوار) و (معارج القدس في مدارج معرفة النفس) ول55و أردن55ا معرف55ة كتب55ه في األخالق
والتص55وف فمنه55ا ( :آداب الص55وفية) و (الحكم55ة في مخلوق55ات هللا) و (منه55اج العاب55دين مع55راج
السالكين) وت5رك الغ5زالي الكث5ير من المؤلف5ات في العقائ5د والفق5ه واألص55ول منه5ا ( :البس5يط في
الفروع) و (أسرار الحج والفقه الشافعي) و (عقيدة أهل السنة) وغيرها .
أنكر الغزالي مبدأ السببية ،فهو ال يع55ترف إال بالس55ببية ال55تي ترج55ع الى أرادة ح55رة واختي55ار ت55ام
ومعرفة شاملة ،وهذه صفات ال تصدق إال على هللا .فأن هللا عالم ،قادر ،مريد ،يفعل م55ا يش55اء
ويحكم بما يري55د ،وإذا ك55انت األس55باب والمس55ببات الطبيعي55ة ال تنط55وي على تالزم واجب ،ف55أن
ارتباط جميع ح55وادث الك55ون بالفاع55ل المري55د ينق55ل الس55ببية من المس55توى الط55بيعي الى المس55توى
اإللهي ،وهكذا يمكن القول أن الغزالي لم يشك في مبدأ الس55ببية الطبيع55ة إال في س55بيل ال55دفاع عن
العقيدة الدينية .
ثانيًا :السنة الشريفة ،وهي أثر عن النبي محمد ( ص ) من قول ،أو فعل ،أو قرار ،وفيها بيان
لما القرآن من أحكام لما ليس فيه نص في الكتاب .
وثاني أهمية السنة ،وما فيه55ا من س55نة قولي55ة ،وس55نة فعلي55ة ،أو ق55رار ،من أن الرس55ول الك55ريم
( ص ) ال ينطق عن الهوى ،فهي من الوحي المنزل من عند هللا متطابقًا مع مواقف الحياة .
(( وما ينطق عن الهوى ،أن هو إال وحي يوحى )) ( سورة النجم . ) 4 ،3
ثالثًا :اجتهادات ،مع اإلق55رار ب55أن الق55رآن الك55ريم ،والس55نة النبوي55ة الش55ريفة هم55ا الينب55وع األول
للتربية العربية اإلسالمية ،بحسبانهما يشمالن مختلف جوانب النشاط اإلنساني ،وعالقة اإلنس55ان
برب55ه ،ومجتمع55ه ،وب55الكون ،ف55أن االجته55ادات ال55تي ق55دمها األئم55ة ،والعلم55اء ،والمفك55رين ،
والمربون العرب والمسلمون ،هي الصدر المضاف الذي تس5تمد التربي5ة العربي5ة اإلس5المية من5ه
منطلقاتها الفكرية .
ثالثًا :الكتاب .كان ميالد المدارس كمؤسس55ة تربوي55ة تع55نى بت55دريس الفق5ه للم55ذاهب اإلس55المية ،
حيث كان لكل مذهب مدارسه ومناهجه .
وبعد عام 457هـ تمت المباشرة ببناء الم55دارس النظامي55ة وأهمه55ا في بغ55داد ثم امت55دت إلى س55ائر
أرج55اء ال55وطن الع55ربي أن م55ا يم55يز الم55دارس عن س55ابقاتها من المؤسس55ات التربوي55ة ك55الجوامع
والكتاب هو أبنيتها وأسلوب أدارتها ومناهج التدريس .
:المراجع
.1التربي55ة األس55س والتح55ديات ،ت55أليف د.خال55د محم55د أب55و ش55عيرة و د.ث55امر أحم55د عب55اري
ود.ناصر محم55ود المخ55زومي ,ط1428 1/هـ 2007م مكتب55ة المجتم55ع الع55ربي للنش55ر
والتوزيع ,عمان .
.2فلسفة التربية ,تأليف :د هاني عبد الرحمن صالح ط 1967/عمان .
.3فلسفات التربية تأليف :د .إبراهيم ناصر ط2001 1 /م دار وائل للطباعة والنشر عمان
.
الموسوعة الميس5رة في األدي5ان والم5ذاهب واألح5زاب المعاص55رة ت5أليف ,د م5انع بن .4
حماد الجهني ,ط 4/دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع,الرياض .