You are on page 1of 140

‫ؤ‬

‫كلية الرتبية‬

‫قسم أصول الرتبية‬

‫الرتبية وقضايا العصر‬

‫إعداد‬

‫ا‪.‬د‪ /‬أمحدغنيمي مهناوي‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬صالح الدين حممد توفيق‬

‫د‪ /‬صابرين إبراهيم رياض‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ /‬وفاء عبد الفتاح حممود إبراهيم‬

‫كلية التربية‪ -‬جامعة بنها‬

‫‪2024 /2023‬م‬
‫مقدمــــة ‪:‬‬

‫ال شك أن التربية من أهم عوامل صنع التقدم و التغيير في المجتمع‪ ،‬إذ هي تقوم بتكوين و تشكيل‬
‫األفراد في أي مجتمع‪ ،‬و هي األداة التي نستطيع عن طريقها اكتشاف طاقات اإلنسان و إمكاناته و قدرته‬
‫على التغيير والتطوير و إحداث التقدم‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فإن التربية هي التنمية بالمعني الشامل للتنمية في كل جوانبها فهي تنمي الفرد فقط‬
‫و في إطار قدراته و استعداداته‪ ،‬بل هي تنمي المجتمع و قدراته البشرية وهم أيضاً صناع المجتمعات واألمم‪.‬‬

‫ومن جهة ثالثة فإن عالم اليوم في تغير مستمر‪ ،‬فما كان يحتاجه طالب األمس من قضايا و اهتمامات‬
‫علمية معينة عند إعداده و تكوينه قد ال يكون مطلوباً له في الوقت الراهن بسبب التزايد المستمر في التدفق‬
‫العلمي و المعرفي الذي شمل كل مجاالت البحث العلمي وكل جوانب الحياة المختلفة‪ ،‬و الذي لم يتر ك شيئاً‬
‫ُحدث فيها تغيي اًر أو انقالباً لم نكن نتوقعه‪.‬‬
‫في صورته التقليدية التي كنا نعرفها إال إذ أ َ‬

‫وهذا كله يلقي عبئاً كبي اًر على القائمين على التعليم و على أساتذة التربية تجاه تطوير أنفسهم و تجاه‬
‫تطوير المعرفة التي يقدمونها لطالبهم لتسلحهم بكل ما هو جديد في مجال العلوم التربوية والنفسية و ما تشتمل‬
‫عليه من نظريات علمية وقضايا معاصرة و وسائل تكنولوجية حديثة يحتاج إليها مجتمعنا المعاصر من أجل‬
‫النهوض به و تطويره حتى ال يتخلف عن ركب الحضارة و التقدم‪.‬‬

‫من أجل ذلك جاء هذا الكتاب و هو ( التربية وقضايا العصر) ليتناول مجموعة من القضايا في إطارها‬
‫التربوي‪ ،‬وذلك لتوسيع مدارك طالبنا األعزاء وربطهم بمجتمعهم وقضاياه المختلفة؛ حتى ال يكونوا منعزلين عن‬
‫واقعهم الذين يعيشون فيه وبالتالي يطبقون نفس هذه األفكار على طالبهم في المدارس بعد تخرجهم‪ ،.‬ولهذا‬
‫تناول الكتاب العديد من القضايا والموضوعات‪ ،‬مثل‪ :‬مفهوم التربية وأهدافها‪ ،‬وأهمية التربية للفـ ـ ـ ـرد والمجتمـ ـع‪،‬‬
‫ومثل‪ :‬مجتمع المعرفة وعالقة التربية بذلك‪ ،‬ومثل ثقافة ريادة األعمال‪ ،‬ومثل ما يتعرض له المجتمع من انحراف‬
‫فكري ودور التعليم الجامعي في مواجهة ذلك‪ ،‬ومثل التعليم للجميع وعالقة ذلك بتحقيق جودة الحياة‪.‬‬

‫المؤلفون‬

‫قسم أصول التربية‪ -‬كلية التربية‪ -‬جامعة بنها‬

‫‪2024 /2023‬م‬

‫‪2‬‬
‫محتويات الكتاب‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪27 -4‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬التربية (المفهوم – األهداف)‬

‫‪61-28‬‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬التربية ومجتمع المعرفة‬

‫‪83-62‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬ثقافة ريادة األعمال والتعليم للريادة‬

‫‪109-84‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬االنحراف الفكرى ودور التعليم الجامعى فى مواجهته‬

‫‪140-110‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬المشاركة المجتمعية في التعليم‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‬

‫التربية (المفهوم – األهداف)‬


‫محتويات الفصل ‪:‬‬
‫مقدمـــــــة‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬مفهــــــوم التربيـــــــــــــــة‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬مفهوم التربية والتعليم والتعلـــــــم‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬تطـــــــــــــــور مفهـــــــــوم التربيــة‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬أهــــــــــــــــــــــداف التربيــــــــــــــة‪.‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬خصائـــــــــــص التربيــــــــــــــــة‪.‬‬
‫سادسا ً ‪ :‬أهمية التربية للفـــــــرد والمجتمـــع‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫األهداف التعليمية للفصل‬

‫‪-1‬التعرف على مفهوم التربية‬

‫‪ -2‬اإلطالع على الشروط التى البد من توافرها فى المفهوم الجيد للتربية‪.‬‬

‫‪-3‬التفريق بين مفهوم التربية ومفهوم التعليم ومفهوم التعلم‪.‬‬

‫‪-4‬التعرف على التطورات التى مر بها مفهوم التربية عبر العصور المختلفة‪.‬‬

‫‪-5‬التمكن من تحديد األهداف المختلفة للتربية‪.‬‬

‫‪-6‬إدراك الخصائص المتعددة للتربية‪.‬‬

‫‪-7‬تحديد أهمية التربية وضرورتها للفرد‪.‬‬

‫‪-8‬تحديد أهمية التربية وضرورتها للمجتمع‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‬

‫التربية (المفهوم – األهداف)‬

‫مقدمـــــــة‬
‫ظهرت التربية مع ظهور اإلنس ـ ـ ـ ـ ــان على وجه األرض‪ ،‬وش ـ ـ ـ ـ ــعوره بكيانه باعتباره فرداً فى جماعة من‬
‫الجماعات كاألس ـ ـ ـرة أو القبيلة‪ .‬وبدأت فى وسـ ـ ــط ملا بالكائنات الحية المختلفة‪ ،‬وكان البد له من الدخول فى‬
‫تنافس مع مختلف هذه الكائنات من أجل أن يحافظ على بقاء حياته واس ــتمرارها مس ــتغالً قواه الجس ــدية للتغلب‬
‫على كل ما يواجهه من مشاكل‪ ،‬وقد أدرك أنه متميز عن باقى المخلوقات الحية‪ ،‬وأنه متفوق عليها‪ ،‬وأن عليه‬
‫أن يس ــتغل التميز والتفوق بعقله لتحس ــين ظروف حياته‪ ،‬وكان أول ش ــا س ــخر له عقله وأفكاره هو القدرة على‬
‫مالحظـة الظواهر الطبيعيـة المحيطـة بـه للعمـل على اإلفـادة منهـا فى حيـاتـه‪ ،‬وبـذلـك بـدأت تتكون لـديـه المعـارف‬
‫والمعلومات والخبرات المختلفة التى أخذت توفر له مع مرور الزمن كيفيات جديدة‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق يمكن القول أن تفاعل اإلنسان كان مستم اًر مع بيئته التى أصبحت مدرسته األولى‪،‬‬
‫إذ كان ينهل منها المعرفة‪ ،‬ويتعلم مهامه ويمارس ـ ـ ـ ــها‪ ،‬وهذا التفاعل المس ـ ـ ـ ــتمر بينه وبين بيئته هو ما نس ـ ـ ـ ــميه‬
‫"التربية" التى هى الحياة نفسها‪.‬‬
‫وبقدر ما يتوافر للتربية من وض ــوع وعمق فى المفا يم واألس ــس التى تس ــتند إليها تكون قوتها‬
‫وفعلها فى حياة األمم والشـ ـ ـ ـ ـ ــعوب وفى اتجاهات األفراد وفى العالقات المختلفة وفى مجاالت العمل المتعددة‪،‬‬
‫ونظ اًر لهـذه األهميـة للتربيـة بـاعتبـارهـا مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــةلـة حيويـة ال مـة وضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرورة اجتمـا يـة‪ ،‬فلقـد اد اهتمـام النـاس بهـا‪،‬‬
‫واشــتدت الحاجة إلى د ارســتها والتعرف على أبعادها‪ ،‬ومن ثم كان ضــروريا بالنســبة لدارس التربية‪ -‬وممارســها‬

‫‪6‬‬
‫فى المس ــتقبل – أن يتعرف على طبيعة هذه العملية‪ ،‬ماهيتها وجوانبها المختلفة وض ــرورتها‪ ،‬وذلك ما نعنى به‬
‫فى هذا الفصل‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬مفهــوم التربيــــة ‪:‬‬


‫تتعدد اآلراء حول مفهوم التربية‪ ،‬ويختلف الناس حولها‪ ،‬ومرجع ذلك ومرده يكمن فى االختالف حول‬
‫موضـ ــوع التربية‪ ،‬وأيضـ ــا فهم الطبيعة اإلنسـ ــانية‪ ،‬والذى يعود فى المقام األول إلى االختالف فى الفلسـ ــفات أو‬
‫البيئات الثقافية التى تتميز وتتباين بتباين القوى والعوامل المؤثرة من فلسفية وثقافية واجتما ية ودينية‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫والتربيـة تعتبر ظـاهرة اجتمـا يـة‪ ،‬ذلـك ألنهـا ال تتم فى فراو أو دون وجود المجتمع‪ ،‬إذ ال وجود لهـا إال‬
‫بوجود المجتمع‪ ،‬وفضـ ـالً عن ذلك فإن وجود اإلنسـ ــان الفرد المنعزل عن مجتمعه أو جماعته ال يمكن تصـ ــوره‬
‫إذ أنه مستحيل بل خرافة‪.‬‬

‫والتربيــة فى كــل أحوالهــا ال تهتم بــالفرد منعزالً عن المجتمع‪ ،‬بــل تهتم بــالفرد والمجتمع معـاً وفى وقــت‬
‫واحد ومتزامن من خالل اتصال الفرد بمجتمعه وتفاعله معه سلباً وإيجاباً‪.‬‬
‫وبقدر اختالف المجتمعات وتباينها تختلف التربية فى أنواعها ومفهوماتها وأهدافها وطرقها‪ ،‬والسـ ـ ـ ـ ـ ــبب‬
‫فى ذلك فعل وتةثير القوى الثقافية التى تؤثر فى كل مجتمع على حدة‪ ،‬واألمر يتضـ ــي جلياً إذا سـ ــلمنا أن لكل‬
‫مجتمع إنس ـ ـ ــانى عيمة ومعاييره وأهدافه التى ينش ـ ـ ــدها وتعبر عنه‪ ،‬ويعمل جاهداً على تحقيقها بطرقه ووس ـ ـ ــائله‬
‫الخاصة به‪ ،‬والتى تتناسب معه وارتضاها وذلك من خالل أفراده ولبناته المكونة له‪.‬‬

‫أ‪-‬المعنى اللغوى التربية ‪:‬‬


‫يعنى مفهوم التربيـة ‪ Education‬فى اللغـة العربيـة‪ :‬التنميـة والزيـادة‪ ،‬فيقـال مثال‪ :‬ربـاه بمعنى نمـاه‪،‬‬
‫ومعنى ربى فالن فالناً أى غذاه ونشـ ـ ـ ـ ــةه‪ ،‬وربى بمعنى نمى قواه الجسـ ـ ـ ـ ــدية والعقلية والخلقية والعقيدية‪ ،‬أى أن‬
‫كلمة ربى وتربى تستخدم بمعنى نشة وتغذى‪.‬‬
‫وربا الشا (بفتي الراء والباء)‪ ،‬ورباه‪ ،‬تستخدم بمعنى اده ونماه‪ ،‬وأربيته تةتى بمعنى نميته‪.‬‬
‫وتعود كلمة تربية فى أصولها اللغوية إلى ثالثة معان‪ ،‬وهى كاآلتى‪:‬‬
‫المعنى األول‪ :‬ربا وربى ورب‪ ،‬األصل فيها ربا يربو بمعنى نما ينمو‪.‬‬
‫المعنى الثانى‪ :‬ربى‪ ،‬يربى‪ ،‬بمعنى نشة وترعرع‪.‬‬
‫المعنى الثالث‪ :‬رب‪ ،‬يرب‪ ،‬تةتى بمعنى أصله وتولى أمره‪ ،‬وساسه ‪ ،‬وقام عليه بالرعاية‪.‬‬

‫ب‪-‬المعنى االصطالحي للتربية‪:‬‬


‫للتربية تعريفات كثيرة وردت فى القواميس والمعاجم وفى مؤلفات التربويين بعض ـ ـ ـ ـ ــها بنيها اتفاق وبعض ـ ـ ـ ـ ــها‬
‫بينها اختالف‪ ،‬والخالف فى وجهات النظر مقبول ومعقول طالما أن اإلنسان عضوية معقدة يمكن النظر إليها‬
‫من جهات كثيرة‪ ،‬ونش ــعر أن االتفاق أيض ــا مقبول ومعقول طالما أن العض ــوية تحمل عناص ــر أس ــاس ــية واحدة‬
‫يجب أخذها بعين االعتبار مهما اختلفت وجهات النظر‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫فيعرفها المعجم الفلس ـ ـ ــفى على أنها "تربية النش ـ ـ ــا وتوجيههم اجتما يا لما فيه مص ـ ـ ــلحتهم ومص ـ ـ ــلحة‬
‫البيئة‪ ،‬وتتم هذه التربية وفق فلسفة معينة‪.‬‬
‫وجاء فى "قاموس المصطلحات اللغوية واألدبية" أن التربية ‪ Education‬تنمية قوى اإلنسان الطبيعية‬
‫والعقليـة واألدبيـة والفنيـة تنميـة تعـده لنفع نفسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ومجتمعـه‪ ،‬كمـا تكسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبـه الجـدارة االجتمـا يـة الال مـة لمواجهـة‬
‫محيطه‪.‬‬
‫ويقدم معجم العلوم السلوكية عدة تعريفات للتربية من أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن التربيـة تعنى التغييرات المتتـابعـة التى تحـددت للفرد والتى تؤثر فى معرفتـه واتجـاهـاتـه وسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلوكـه كنتيجـة‬
‫للدراسة والتعليم المدرسى‪.‬‬
‫‪-2‬أن التربية تعنى نمو الفرد الناتج عن الخبرة أكثر من كونه ناتجا عن النضج‪،‬‬
‫ويقدم "جود" ‪ Good‬فى معجمه التربوى أربعة معان للتربية تتمثل فى اآلتى‪:‬‬
‫‪-1‬هى مجموعة العمليات التى من خاللها يقوم الفرد بتنمية قدراته واتجاهاته وص ـ ــور أخرى من الس ـ ــلوك ذات‬
‫القيمة اإليجابية فى المجتمع الذى يحيا فيه‪.‬‬
‫‪-2‬هى العملية االجتما ية التى يخضــع األفراد من خاللها لتةثيرات بيئة أو وســط منتقى ومضــبوم (كالمدرســة‬
‫مثال) وذلك حتى يمكن لهم أن يحققوا كفاءتهم االجتما ية وأقصى نموهم الفردى‪.‬‬
‫‪-3‬هى الفن الذى بواسطته يتوفر لكل جيل من األجيال معرفة الماضى فى صورة منظمة‪.‬‬
‫‪ -4‬هى مص ــطلي عام يقص ــد به عادة المقررات المهنية التى تقدم فى معاهد التعليم العالية إلعداد المعلمين –‬
‫مثل‪ :‬علم النفس التربوى‪ -‬فلسفة التربية – تاريخ التربية – المناهج وطرق التدريس واإلدارة واإلشراف‪.‬‬
‫ويعرفها معجم المصطلحات التربية بأنها‪:‬‬
‫‪ -1‬نش ـ ـ ـ ــاطات تهدف إلى تنمية قدرات الفرد واتجاهاته وغيرها من أش ـ ـ ـ ــكال الس ـ ـ ـ ــلوك ذات القيمة اإليجابية فى‬
‫مجتمعه حتى يمكنه أن يحيا فيه حياة سوية‪.‬‬
‫‪-2‬علم يبحث فى أصول تنمية الفرد ومناهجها وعواملها األساسية‪ ،‬وأهدافها الكبرى‪.‬‬
‫‪-3‬مجاالت نظرية وعملية يدرسـ ـ ــها من ينوى العمل كمعلم كجزء من إعداده المهنى‪ ،‬وكشـ ـ ــيا مميز من المواد‬
‫األكاديمية‪ ،‬وتتكون هذه المجاالت من األسس النفسية واالجتما ية‪.‬‬
‫‪-4‬طبقاً لليونسـكو ‪" : UNESCO‬تدريس خمنظم متصـل يصـمم بهدف توصـيل مزيج من المعارف والمهارات‬
‫‪ Skills‬والتفهم ذوات القيمة إلى جميع أنشطة الحياة‪.‬‬
‫والواقع‪ ،‬أننا نجد أنفسنا فى مواجهة أربعة معان أساسية على األقل‪ ،‬لكلمة "تربية" (أ) التربية كمؤسسة‬
‫تربوية‪( ،‬ب) التربية كنشام (أو فعل)‪( ،‬ج) التربية كمضمون (أو محتوى)‪( ،‬د) التربية كناتج‪.‬‬
‫والتربية كمؤسـ ـ ـسـ ـ ــة تعليمية تبدو لنا أنها الناتج اإلجمالى للهياكل التنظيمية‪ ،‬سـ ـ ـواء فى بلد ما‪ ،‬أو فى‬
‫مجموعة بالد‪ ،‬أو فى من معين‪ ،‬والتى فرضـها تعليم التالميذ (المتعلمين)‪ ،‬والتى تعمل بوجه عام‪ ،‬وفق قواعد‬

‫‪8‬‬
‫دعيقة‪ ،‬وتكشــف فى لحظة معينة من التاريخ عن ســمات ذات اســتقرار معين‪ ،‬وهذه هى الكيفية التى أمكننا بها‬
‫تحليل التربية السوفيتية‪ ،‬ومقارنتها بالتربية األمريكية‪ ،‬كما يمكن أن نقارن التربية القديمة بالتربية الحديثة‪.‬‬
‫ولتربية كنشــام (أو كفعل)‪ ،‬هو أكثر المعانى اســتخداماً حتى حوالى ســنة ‪1950‬م‪ 0‬وهذا هو التعريف‬
‫المس ــيطر والذى أعطاه لها عالم االجتماع دور كايم فى مطلع القرن الحالى (س ــنة ‪ ،)1911‬وهذا التعريف أثر‬
‫فى كثير من أجيال عديدة من المربين ‪" :‬التربية هى النشـام (أو الفعل) الذى تمارسـه أجيال من البالغين على‬
‫أولئك غير الجاهزين للحياة االجتما ية بعد‪ 0‬وغرضها أن تحدث فى الطفل قد اًر من التغيرات البدنية‪ ،‬والفكرية‬
‫واألخالعية التى يتوقعها منه المجتمع ككل‪ ،‬والبيئة االجتما ية التى يعد لها بوجه خاص‪0‬‬
‫ولكن‪ ،‬بعد س ـ ــنة ‪ ،1921‬نجد تعريفاً يعطى تجاهاً آخر للعملية التربوية هو التعريف الذى اقترحته فى‬
‫(كاليه) ‪ Calais‬العصبة الدولية للتربية الجديدة وفحواه ‪ :‬تعمل التربية على تنمية استعدادات كل شخص إلى‬
‫أقص ـ ـ ــى حد بكمل وجه ممكن‪ ،‬باعتباره فرداً‪ ،‬وفى الوقت ذاته باعتباره عضـ ـ ـ ـواً فى مجتمع يحكمه التض ـ ـ ــامن‪،‬‬
‫والتربية غير قابلة لالنفصـ ـ ـ ـ ــال عن التطور االجتماعى‪ ،‬أنها تكون إحدى القوى التى يعطيها لنا العلم والتجربة‬
‫عن الطفل واإلنسان والمجتمع‪0‬‬
‫وبغض النظر عن المواقف الفلسفية التى يتخذها أناس مختلفون (والتى‪ ،‬كما نستطيع أن نراها‪ ،‬شديدة‬
‫االختالف)‪ ،‬فإن التعريفين متش ــابهان على المس ــتوى الش ــكلى‪ ،‬حيث أنهما يتض ــمنان كالً من مش ــكلة األهداف‬
‫وعمليات النشام‪ 0‬ونحن نواجه بالتةكيد بالمعنى الثانى الذى أعطيناه لكلمة تربية – أعنى – "التربية كنشام"‪0‬‬
‫ولذلك‪ ،‬فإن التربية كنش ــام تش ــمل كثي اًر من الجوانب التى تكون مض ــطربة فى أغلب األحيان‪ ،‬أعنى ‪:‬‬
‫جوانب األهداف‪ ،‬وجوانب الطرق‪ ،‬واألسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاليب‪ ،‬وجوانب العمليات النفسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية المتضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمنة (والتى نوجدها أو‬
‫نستخدمها عند التعامل مع التلميذ)‪ 0‬وهنا مرة أخرى يؤدى بنا التحليل العلمى لهذه الجوانب المختلفة إلى علوم‬
‫تربوية متميزة‪0‬‬
‫وكتقريب مبدئى‪ ،‬فإن التربية كمضـ ــمون تتمشـ ــى مع ما نسـ ــميه "المناهج" ولكن التحليل األدق يكشـ ــف‬
‫عن وجود حـدود لهـذا التش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابـه‪ ،‬فعنـدمـا نتحـدث عن تربيـة علميـة‪ ،‬أو تربيـة فنيـة‪ ،‬وعن النزعـة اإلنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانيـة‬
‫الكالس ـ ـ ـ ــيكية أو الحديثة‪ ،‬أو الحركة اإلنس ـ ـ ـ ــانية العلمية)‪ ،‬نجد أننا نبعد كثي اًر عن فكرة المنهج‪ ،‬إذ يش ـ ـ ـ ــير هذا‬
‫المصـ ــطلي فى أغلب األحوال وبال اسـ ــتثناء تقريباً إلى جسـ ــم من المعرفة التى يجب تحصـ ــيلها‪ 0‬ومع أن القول‬
‫بةن التربية "العلمية" تتس ـ ـ ـ ــم بةنها مجمل من المعرفة فى مجاالت مختلفة قول حقيقى‪ ،‬إال أنها تش ـ ـ ـ ــمل أيض ـ ـ ـ ـاً‬
‫اإلبداع والتطوير لعدد معين من الهياكل التنظيمية والعمليات النفســية التى ســتغير من فكرة المتعلم عن العالم‪،‬‬
‫والطريقة التى يفهمه بها ويس ـ ــتخدمه ويس ـ ــيطر عليه‪ ،‬وإن التربية الفنية ال تعنى مجرد تحص ـ ــيل المعرفة بتاريخ‬
‫الفن أو اسـ ـ ــتخدام أسـ ـ ــاليب معينة للتعبير‪ ،‬ولكنها يجب أن تعنى بدرجة أكثر بالتحويل العميق للفرد‪ ،‬وأن تثير‬
‫فيه انفعاالت جمالية جديدة ونظرة إلى العالم تلك النظرة التى أثراها كل أولئك الفنانين الذين سبقونا‪0‬‬
‫وال يمكن إجراء تحليل تفصـيلى للتربية كنشـام بدون التعاون مع المتخصـصـين‪ ،‬وبعدئذ‪ ،‬سـوف نتناول‬
‫مشـ ــكلة فن التعلم‪ ،‬ولكن حتى عند هذه النقطة يمكننا أن نجد أن العلوم التربوية التى تختلف إلى حد بعيد عن‬
‫تلك التى تمت التعرض لها عند تحليل التربية كمؤسسة تربوية‪0‬‬

‫‪9‬‬
‫وتؤكد التربية "كناتج" نتيجة التربية "كنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام المطبقة على التربية كمضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمون"‪ ،‬داخل إطار التربية‬
‫"كمؤسسة تعليمية"‪ ،‬ولم تعد التربية العامة التى كانت تقدم فى القرن الثامن عشر‪ ،‬والتى استهدفت تربية إنسان‬
‫مهذب (جنتلمان) – أى إنسـ ـ ــان لديه قدر من المعرفة بكل شـ ـ ــا‪ -‬هى تربية القرن العشـ ـ ـرين‪ ،‬والتى تسـ ـ ــتهدف‬
‫تربية اإلنس ـ ــان المعاص ـ ــر الذى يس ـ ــتطيع أن يكيف نفس ـ ــه بس ـ ــرعة مع المواقف الجديدة‪ ،‬وأن يحل المش ـ ــكالت‬
‫العديدة المتزايدة التى ســوف يواجهها‪ 0‬ولكن بدون أن نمضــى قدماً فيها نعتبره تحليالً – ومن الصــعب جداً أن‬
‫نتةكد – لكل تةثيرات التربية (على المدى القص ــير‪ ،‬والمتوس ــط‪ ،‬والبعيد)‪ 0‬نس ــتطيع أن نقرر أن التحليل النتائج‬
‫من اسـ ـ ــتخدام طريقة ما أو مضـ ـ ــمون ما‪ ،‬يقع فى نطاق إطار تحليل التربية كناتج‪ 0‬وبناء على ذلك‪ ،‬نضـ ـ ــرب‬
‫مثالين فقط‪ ،‬فطرق تعلم القراءة (الطريقة التركيبية مقابل الطريقة التحليلية) أو ما يسمى الطرق‪0‬‬
‫فض ـ ـالً عن ذلك فإنه بجانب اإلس ـ ــهامات المباش ـ ـرة (المنهج التى يجب اتباعها أو األخطاء التى يجب‬
‫اجتنابها) والتى تس ــبب فى بعض األحيان إلى المعلومات التى نتلقاها من الماض ــى‪ ،‬يجب أن يخص ــص مكان‬
‫لإلسـهامات غير المباشـرة لتاريخ التربية‪ 0‬وفى هذا الصـدد‪ ،‬فإنه بينما نحاول أن نظهر أن المؤسـسـات التربوية‬
‫أو األفكار ليسـ ـ ـ ــت ذات طبيعة سـ ـ ـ ــرمدية (لم تكن المدرسـ ـ ـ ــة قد وجدت بعد) فإن تاريخ التربية يفسـ ـ ـ ــي الطريق‬
‫لممارس ـ ـ ـ ـ ــات من أجل التغيير‪ ،‬أض ـ ـ ـ ـ ــف إلى ذلك‪ ،‬أنه بكش ـ ـ ـ ـ ــف عمق الفجوات بين التةثيرات الفعلية والتةثيرات‬
‫المتوقعة من أى إصـ ــالع أو أى إجراء فردى‪ ،‬فإن تاريخ التربية يسـ ــاعد األفراد أو الجماعات على أن يعيش ـ ـوا‬
‫فى وفاق مع هامش عدم اليقين المحيط بنتيجة أى عمل‪ ،‬وهذه مجرد طريقة أخرى لمناقشـ ـ ـ ـ ــة أو تسـ ـ ـ ـ ــجيل أى‬
‫عمل يجرى فيما يتعلق باألشخاص أو المتجمع من وجهة نظر فكر متفائل‪0‬‬
‫هك ــذا تع ــددت وجه ــات النظر والرهى حول مفهوم التربي ــة‪ ،‬وإن ك ــان ثم ــة ت ــةكي ــد على أهمي ــة المفهوم‬
‫الشـ ـ ـ ــامل للتربية‪ ،‬فإنه من الضـ ـ ـ ــرورة بمكان التةكيد على مجموعة من االعتبارات والخصـ ـ ـ ــائص التى يجب أن‬
‫يؤخذ بها عند تناول ذلك المفهوم الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامل للتربية‪ ،‬وذلك لما لها من أهمية فى تكوين عقلية المربى الماهر‪،‬‬
‫وأهم هذه االعتبارات ‪:‬‬
‫‪-1‬التربية عملية مستمرة تبدأ منذ بدء الحياة وتستمر إلى نهاية الحياة بالموت‪0‬‬
‫‪-2‬التربية عملية نمو إنسـ ـ ـ ـ ــانى‪ 0‬فال يمكن لإلنسـ ـ ـ ـ ــان أن يعيش وأن تسـ ـ ـ ـ ــتمر حياته بدونها بدون رعاية الكبار‬
‫ومس ـ ــاعدته على النمو من ناحية وبدون تهيئته الذاتية للنمو من ناحية أخرى‪ ،‬فهى عملية ض ـ ــرورية للفرد‬
‫ولكن ندرك هذه األهمية نتةمل ماذا يحدث للطفل اإلنسانى إذا ما ولد وحده فى مكان مجهول مهجور‪0‬‬
‫‪-3‬أن التربية عملية ضرورية للمجتمع أيضاً‪ 0‬فكما أنها ضرورية للفرد لكى يبقى ويحافظ على استمرار نوعه‪،‬‬
‫فهى ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروريـة للمجتمع لكى يبقى ويسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتمر ويتطور ويتقـدم عن طريق نقـل ثقـافتـه ل جيـال المتالحقـة‬
‫وتبس ــيطها وتطويرها واإلض ــافة إليها‪ ،‬وهكذا يس ــتمر المجتمع باس ــتمرار ثقافته عن طريق التربية رغم فناء‬
‫األفراد المكونين للمجتمع فى فترة معينة ومن فضـ ـ ـ ـ ــل الخالق علينا أن شـ ـ ـ ـ ــاءت قدرته تداخل األجيال مع‬
‫بعضـ ـ ــها – ففى الفترة الزمنية الواحدة يتعايش جيل األطفال مع جيل الشـ ـ ــباب وجيل الشـ ـ ــيو مما يسـ ـ ــهل‬
‫عملية تبادل الخبرات وانتقالها من جيل إلى آخر ليقوم كل جيل بنقلها واإلضافة إليها‪ 0‬وهكذا‪0‬‬
‫‪-4‬أن التربية عملية إنسـانية فهى تحدث للفرد اإلنسـانى بمسـاعدة أفراد آدميين مثله – فاإلنسـان هو موضـوعها‬
‫وهو أداتها وهو أيضاً نتاجها النهائى فى شكل شخصيات إنسانية ناضجة نامية‪0‬‬

‫‪10‬‬
‫‪-5‬أن التربية عملية ثقافية‪ 0‬فهى تحدث فى مجتمع معين له ثقافة خاصـ ـ ــة‪ ،‬أى نمط حياة يميزه عن غيره من‬
‫المجتمعـات‪ 0‬ولـذا كـان من الضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرورى أن تختلف أسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاليـب التربيـة من مجتمع آلخر وفق ظروف هـذا‬
‫المجتمع أو ذاك وعادا وتقاليده وإمكاناته وعيمه ومعتقداته…إلخ‪0‬‬
‫‪-6‬والتربية عملية انتقائية فهى ليسـت نقالً للثقافة بما فيها وكل ما فيها بل من القيام بعملية اختبار وانتقاء من‬
‫بين العناصر الثقافية الختيار أكثر هذه العناصر مالءمة للعصر وتحقيق للفائدة‪0‬‬
‫ومن هنا يمكن الوصول إلى المفهوم الشامل للتربية والذى يتمثل فى‪:‬‬
‫"تلك المســاعى والجهود االجتما ية المقصــودة‪ ،‬وغير المقصــودة‪ ،‬المباش ـرة وغير المباش ـرة‪ ،‬المخططة‬
‫وغير المخططـ ــة‪ ،‬التى تحـ ــدث فى مجتمع مـ ــا‪ ،‬وفى من مـ ــا‪ ،‬ومن خالل كـ ــل مكونـ ــات المجتمع ونظمـ ــه‬
‫ومؤس ـ ـ ـسـ ـ ــاته‪ ،‬والتى يكون من نتيجتها نمو الفرد نمواً شـ ـ ــامالً متكامالً بما يفى بحاجاته ويجعله أكثر توافقاً مع‬
‫نفسه ومع متطلبات المجتمع وأهدافه‪0‬‬

‫ثانياً‪ :‬مفهوم التربية والتعليم والتعلم ‪:‬‬


‫يختلط مفهوم التربية بغيره من المفا يم األخرى المتصـلة كما سـبق أن رأينا فى عرضـنا السـابق لمفهوم‬
‫التربيـة‪ 0‬ومن المفـا يم التى تختلط بـالتربيـة مفهوم "التعلم"‪ ،‬فـالتعليم عنـدهم هو التعلم‪ ،‬والتعلم هو التعليم ومن‬
‫أجل أن نعرف الفرق بين هاتين العمليتين؛ ينبغى أن نعرف كل عملية تعريفاً محدداً دعيقاً‪0‬‬

‫‪-1‬يمكن أن نعرف عملية التعليم بأنها ‪:‬‬


‫"عملية توفير الش ـ ــروم المادية والنفس ـ ــية التى تس ـ ــاعد المتعلم على التفاعل النش ـ ــط مع عناص ـ ــر البيئة‬
‫التعليمية فى الموقف التعليمى‪ ،‬واكتسـ ــاب الخبرات والمعارف والمهارات واالتجاهات والقيم والميول التى يحتاج‬
‫إليها هذا المتعلم‪ ،‬وذلك بالطرق المناسبة الممكنة"‪0‬‬
‫فنحن نض ـ ـ ــع المتعلم فى عملية التعليم فى موقف تعليمى‪ ،‬ويكون لديه االس ـ ـ ــتعداد العقلى واالس ـ ـ ــتعداد‬
‫النفسى الكتساب خبرات معينة‪ ،‬تناسب قدراته واستعداداته‪ ،‬من خالل وجوده فى بيئة تعليمية تتضمن عناصر‬
‫محددة يحقق بها أهدافاً تربوية منشودة‪0‬‬
‫وعملية التعليم يمكن أن تتم فى وجود معلم‪ ،‬أو فى غيابه‪ 0‬فإذا كانت فى وجود معلم سـ ـ ـ ـ ــميت بعملية‬
‫التدريس ‪ ،Teaching‬التى تعرف بةنها ‪" :‬نظام من األعمال مخطط له‪ ،‬يش ــتمل على عناص ــر ثالثة ‪ :‬معلم‬
‫ومتعلم ومنهج د ارسـى‪ ،‬على أن يؤدى هذا النظام إلى تعلم التالميذ ونموهم فى جوانبهم المختلفة؛ حيث يشـتمل‬
‫هـذا النظـام على مجموعـة من األنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطـة الهـادفـة التى يقوم بهـا كـل من المعلم والمتعلم فى تفـاعـل ودينـاميـة‪،‬‬
‫وبعض هذه األنشـ ــطة لغوية‪ ،‬وهى وسـ ــيلة االتصـ ــال األسـ ــاسـ ــية بينهما‪ ،‬بجانبوسـ ــائل اتصـ ــال صـ ــامتة تتض ــمن‬
‫اإلشارات واإليماءات وتعبيرات الوجه‪ ،‬إلى غير ذلك‪0‬‬
‫ويمكن أن تتم عملية التعليم فى عدم وجود معلم‪ ،‬ويمكن هنا أن يكون التعلم فردياً‪ ،‬أو تعاونياً‪0‬‬
‫ويتوقف التعلم الفردى على المتعلم نفسـه‪ ،‬باسـتخدام بعض الوسـائل التعليمية (كتاب‪ ،‬أو شـرائي شـفافة‪،‬‬
‫أو فيلم تعليمى‪ ،‬أو كمبيوتر‪ ،‬إلى غير ذلك)‪0‬‬

‫‪11‬‬
‫وأما التعليم التعاونى المش ـ ـ ـ ــترك؛ فيتم فى مجموعات من المتعلمين‪ ،‬تتةلف كل مجموعة من عدد قليل‬
‫من الممتعلمين (‪ 5-2‬متعلمين) حيث يساعد بعضهم بعضاً على إتقان مادة تعليمية ما‪0‬‬
‫وقد تكون عملية التعليم مقصـودة ومسـتهدفة‪ ،‬وتتم غالباً فى المدارس‪ ،‬أو بتعليم الفرد لنفسـه‪ ،‬أو تعلمه‬
‫مع جماعة صـ ـ ـ ــغيرة متعاونة‪ 0‬وقد تكون عملية التعليم غير مقصـ ـ ـ ــودة‪ ،‬كما يحدث فى مواقف الحياة المختلفة‬
‫التى تمر بالفرد بطيرقة عفوية فيكتسب الخبرات والمعلومات والمهارات من خالل تلك المواقف‪0‬‬
‫أما عملية التعلم ‪ Learning‬فهى عملية متعلقة بالمتعلم نفسـ ـ ـ ـ ــه‪ ،‬وما اكتسـ ـ ـ ـ ــب من خبرات ومعارف‬
‫ومهــارات وعيم واتجــاهــات ومعــارف ومهــارات وعيم واتجــاهــات وميول‪ ،‬وهى ذات عالقــة وطيــدة بعمليــة التعليم؛‬
‫حيث إنها نتيجة ومحصـ ـ ـ ــلة لها‪ 0‬فإذا كانت عملية التعليم شـ ـ ـ ــجرة‪ ،‬فإن علمية التعلم هى ثمار هذه الشـ ـ ـ ــجرة‪0‬‬
‫ونحن نس ــتطيع أن نس ــتدل على أن الفرد قد تعلم ش ــيئاً ما بعد عملية التعليم‪ ،‬من قدرته على القيام بةداء معين‬
‫لم يكن يس ـ ـ ـ ــتطيع أداءه قبل عملية التعليم‪ 0‬لذا يمكن تعريف عملية التعلم بةنها ‪" :‬تعديل أو تغيير فى أداء أو‬
‫سلوك الفرد نتيجة لمروره بخبرة تعليمية معينة"‪0‬‬
‫والمثال اآلتى يوضـ ــي عملية التعلم ‪" :‬جندى مسـ ــتجد التحق بكتيبة عسـ ــكرية من كتائب سـ ــالع الدفاع‬
‫الجوى‪ ،‬وهذه الكتيبة تسـ ـ ـ ـ ــتخدم نوعاً من المدافع المضـ ـ ـ ـ ــادة للطائرات‪ 0‬وعلى هذا الجندى أن يتدرب على هذا‬
‫النوع من المدافع حتى يتقن تعلم كيف يسـ ــقط طائرات العدو بهذا المدفع" يالحظ فى هذا الموقف أن على هذا‬
‫الجندى المرور بعدد كبير من المواقف والمثيرات المتش ــابكة حتى يص ــل إلى هدفه المنش ــود‪ 0‬فعليه أن يتعرف‬
‫أوالً تركيـب أجزاء المـدفع‪ ،‬ونظريـة تشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــغيلـه‪ ،‬ونوع الـذخيرة التى تعمـل مع هـذا النوع من المـدافع‪ ،‬وكيفيـة تهيئة‬
‫المدفع للعمل‪ ،‬وكيفية التصـويب الصـحيي إلى طائرات العدو المهاجمة‪ 0‬كما أن عليه أن يتدرب على اسـتخدام‬
‫هذا المدفع تارة بدون ذخيرة‪ ،‬وتارة أخرى باس ـ ــتخدام الذخيرة الحية‪ ،‬وتارة أخرى باس ـ ــتخدام الذخيرة الحية‪ ،‬وغير‬
‫ذلــك من الخطوات التى تجعــل هــذا الجنــدى يمر بم ارحــل ومواقف مختلفــة يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتخــدم فيهــا أحيــانـاً قــدرتــه على‬
‫التذكر‪ ،‬والفهم والتفكير‪ ،‬كما يســتخدم هاراته التدريبية حتى يتحســن أداهه شــيئاً فشــيئاً‪ ،‬وتتعدل ســلوكياته وتتغير‬
‫رويداً رويداً حتى يصل فى النهاية إلى إتقان تعلم استخدام هذا المدفع فى الدافع عن المنطقة التى يوجد بها‪0‬‬
‫وربم ــا ال تح ــدث عملي ــة التعلم على الرغم من مرور الفرد بعملي ــة التعليم‪ ،‬وه ــذا م ــا يح ــدث كثي اًر فى‬
‫المدارس؛ حيث يكون هذا الفرد فى أثناء عملية التعليم غير مسـ ـ ــتعد من الناحية العقلية‪ ،‬أو يكون مثا اًر نفسـ ـ ــياً‬
‫بمثيرات خارجية مفرحة أو غير سـارة‪ ،‬أو أن يكون متعباً بدنياً‪ ،‬فال ينتج أى أثر على معلوماته أو سـلوكه‪ ،‬وال‬
‫يتعلم ش ـ ـ ـ ـ ــيئاً على الرغم من مروره بعملية التعليم‪ ،‬فقد تكون هناك ش ـ ـ ـ ـ ــجرة بالفعل وال يوجد لها ثمار‪ ،‬ولكن ال‬
‫يمكن أن تتم عملية التعلم بدون عملية تعليم‪ ،‬فال ثمار بدون شجر‪0‬‬
‫ويختلف التعلم عن مفهوم التربية المدرسـ ـ ـ ــية فى أن التعلم ال يقتصـ ـ ـ ــر على المدارس أو مؤس ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ــات‬
‫التعليم‪ 0‬فاإلنس ـ ـ ـ ـ ــان يتعلم فى داخل المدرس ـ ـ ـ ـ ــة وخارجها‪ 0‬كما أنه يتعلم طول حياته‪ 0‬وبهذا يختلف التعلم عن‬
‫التربية المدرسية وإن كان إحدى وسائلها‪0‬‬
‫كما أن التعلم يختلف عن التربية بص ــفة عامة س ـواء كانت مدرس ــية أو غير مدرس ــية فى أنه يمكن أن‬
‫يتم فى ظل أى ظروف مقصودة أو غير مقصودة‪ 0‬أما التربية فإنها عملية مقصودة موجهة‪0‬‬

‫‪12‬‬
‫وقــد يختلط مفهوم التربيــة بــالتــدريــب‪ 0‬والخط المميز بينهــا يتمثــل فى عمليــة التفكير النقــدى‪ 0‬فــالتربيــة‬
‫على عكس التدريب تتضـ ــمن تفكي اًر نقدياً‪ 0‬فى حين أن التدريب هو عادة عملية محكومة يقصـ ــد بها اكتسـ ــاب‬
‫أو تحسـين مهارات سـلوكية أو أدائية معينة‪ 0‬وهذا ينسـحب على اإلنسـان والحيوان‪ 0‬فالحيوان يمكن تدريبه كما‬
‫هو معروف‪ 0‬وقد شــاع فى الماضــى اســتخدام كلمة التدريب وما الت تســتخدم فى مجاالت التدريب المهنى أو‬
‫التدريب أثناء الخدمة وإن كان اسـ ـ ـ ــتخدام المصـ ـ ـ ــطلي األخير فى طريقه إلى االندثار بالنسـ ـ ـ ــبة لميدان التربية‬
‫والتعليم‪ 0‬فيكثر اآلن على س ـ ـ ــبيل المثال اس ـ ـ ــتخدام تربية المعلمين أثناء الخدمة بدال من تدريب المعلمين أثناء‬
‫الخدمة‪0‬‬
‫ويوضح الجدول التالى الفرق بين التربية والتعليم ‪:‬‬
‫التعليم المدرسى ‪Schooling‬‬ ‫التربية ‪Education‬‬
‫‪-1‬محدد بمراحل منية‪0‬‬ ‫‪-1‬مستمرة مدى الحياة‪0‬‬
‫‪-2‬محكم المراحل والمحتوى‪0‬‬ ‫‪-2‬مفتوحة النهاية‪0‬‬
‫‪-3‬موجه نحو المحتوى والمهارات‪0‬‬ ‫‪-3‬تشتمل على كل الخبرات‪0‬‬
‫‪-4‬موجه نحو المهنة‪0‬‬ ‫‪-4‬موجهة نحو النمو‪0‬‬
‫‪-5‬موجه من العلم‪0‬‬ ‫‪-5‬موجهة من الفرد نفسه‪0‬‬
‫‪-6‬متنوعة فى وسائلها وهيئاتها وأشكالها‪-6 0‬رسمى وشكلى فقط‪0‬‬
‫‪-7‬إعداد للحياة‪0‬‬ ‫‪-7‬معايشة للحياة‪0‬‬
‫‪-8‬منظم وغير عشوائى‪0‬‬ ‫‪-8‬عشوائية غير منتظمة‪0‬‬
‫ثالثاً‪ :‬تطور مفهوم التربية ‪:‬‬
‫شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهــد مفهوم التربيــة عــدة تطورات هــامــة على مر العصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‪ ،‬فكــان هــذا التطور نتيجــة التحوالت‬
‫االجتما ية من جانب‪ ،‬واتساع النظرة العلمية إلى ميدان التربية من جانب آخر‪ 0‬ومن أهم هذه التحوالت‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ميـدان التربيـة انتقـل من مرحلـة الجهود المبعثرة وغير المنظمـة عنـدما كانت التربيـة مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــئوليـة األسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة‬
‫وغيرها من قطاعات المجتمع إلى مرحلة الجهود المنظمة التى تخطط لها البرامج وتنظم لها المش ـ ـ ـ ـ ــروعات‬
‫وتكرس لها الجهود وتصدر بشةنها القوانين والتشريعات التى تنظمها وترسى قواعدها‪0‬‬
‫‪-2‬أنها انتقلت من مرحلة احتكار األس ـرة لها إلى مرحلة المنظمات المتخص ـص ــة التى تقوم بها وتش ــرف عليها‬
‫وتوجهها‪ 0‬وتظهر إلى جانب األسـ ـرة المؤسـ ـس ــات الدينية والعس ــكرية واالقتص ــادية‪ 0‬وأخي اًر ظهرت المدرس ــة‬
‫كمنظمة تربوية رسمية‪0‬‬
‫‪-3‬أنها انتقلت من مرحلة تعليم القلة والص ـ ـ ــفوة إلى تعليم جماهير الش ـ ـ ــعب‪ ،‬كل الش ـ ـ ــعب فقد كانت التربية فى‬
‫الماضـى مقصـورة على فئة مختارة من الناس قادرة اقتصـاديا واجتما يا‪ 0‬أما اآلن فقد أصـبحت التربية حقا‬
‫لكل إنسـان تعترف به المواثيق الدولية والقومية على السـواء‪ 0‬وترتب على ذلك إلتزام كثير من الدول بتوفير‬
‫حد أدنى من التعليم لكل أبنائها بصرف النظر عن الجنس أو اللون أو العقيدة أو المكانة االجتما ية‪0‬‬

‫‪13‬‬
‫وقد يعجب اإلنسـ ــان من النمو الكمى الهائل الذى حدث فى ميدان التربية خالل السـ ــنوات األخيرة مما‬
‫يــدل على مــدى التحول الجمــاهيرى للتربيــة والتعليم فى عصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرنــا الراهن‪ 0‬كمــا يت ازيــد من نــاحيــة أخرى عــدد‬
‫السـنوات التى يقضـيها كل فرد فى المدرسـة مما يدل على مدى التوسـع ال أرسـى إلى جانب التوسـع األفقى‪ 0‬وقد‬
‫جاء هذا بالطبع نتيجة لنمو المفا يم االجتما ية وغلبة المؤسـ ـسـ ــات الديمقراطية من ناحية‪ ،‬و يادة آمال الناس‬
‫ومطامحهم فى الحياة من ناحية أخرى‪0‬‬
‫وترتبط جمـاهيريـة التعليم و يـادة الطلـب االجتمـاعى عليـه بـالضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــغوم الهـائلـة التى يواجههـا أى نظـام‬
‫تعليمى فى أى بقعة من العالم لكى يس ـ ــمي باس ـ ــتمرار وعلى كل المس ـ ــتويات بقبول أعداد متزايدة من التالميذ‪0‬‬
‫ومن يدرى ربما يةتى الوقت الذى تصبي فيه المراحل الجامعية العليا للتعليم حقا جماهيريا ايضاً‪0‬‬
‫‪-4‬أنها انتقلت من كونها عملية تعليمية ضـ ــيقة تعنى بالحفظ واالسـ ــتظهار والتحصـ ــيل إلى كونها عملية ثقافية‬
‫دينامية بعقل اإلنس ـ ـ ـ ــان وفكره وض ـ ـ ـ ــميره وخلقه‪ ،‬كما تتكامل فيها األبعاد الجس ـ ـ ـ ــمية والنفس ـ ـ ـ ــية واالجتما ية‬
‫وغيرها‪ 0‬وأصبحت التربية مفهوم شامل متكامل له أبعاد فردية واجتما ية معا‪0‬‬
‫‪ -5‬أنهــا انتقلــت من كونهــا عمليــة مرحليــة تنتهى عنــد مرحلــة تعليميــة معينــة أو من معين إلى كونهــا عمليــة‬
‫مستمر مدى حياة اإلنسان من المهد إلى اللحد‪ 0‬فاإلنسان يتعلم ما بقى فيه حياة‪0‬‬
‫‪ -6‬وانتقلـت التربيـة بمفهومهـا المهنى من كونهـا عمليـة يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتطيع أن يقوم بهـا أى فرد إلى كونهـا عمليـة مهنيـة‬
‫تتطلـب اإلعـداد والمران قبـل ممـارسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتهـا‪ 0‬وهكـذا تت ازيـد النظرة إلى التربيـة كمهنـة لهـا احترامهـا كغيرهـا من‬
‫المهن‪ 0‬ومع أن التربية لم تص ـ ـ ـ ــل بعد إلى الدرجة التى تفرض فيها كل قواعد المهنة وأص ـ ـ ـ ــولها العتبارات‬
‫معروفة فإنها ال شـ ـ ــك ماضـ ـ ــية فى هذا الطريق‪ 0‬إن التربية والتعليم مهنة من أشـ ـ ــرف المهن وأقدسـ ـ ــها بعد‬
‫الرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاالت السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــماوية‪ 0‬وهى فى الواقع أسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاس غيرها من المهن‪ 0‬فمن الذى يكون الطبيب والمهندس‬
‫والمحـامى ورجـل األدب والفن‪ 0‬إنـه المعلم فـالمعلم هو أسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاس تكوين األفراد فى المهن المختلفـة‪ 0‬ولم يعـد‬
‫التعليم مهنة من ال مهنة له كما كان فى الماض ــى‪ ،‬وإنما أص ــبي عملية لها أص ــولها التى ينبغى أن يلم بها‬
‫من يتصدى لالشتغال بالتعليم من خالل إعداده إعداداً مهنيا فى معاهد وكليات خاصة‪0‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬أهداف التربية‬


‫يس ـ ـ ـ ـ ـ ــتطيع الباحث فى التربية أن يعين لها أهدافاً كثيرة تتراوع بين أنبل المقاص ـ ـ ـ ـ ـ ــد وأبس ـ ـ ـ ـ ـ ــطها‪ 0‬ومن‬
‫الطبيعى أن تتةثر أهداف كل أمة من تربيتها بحاض ــر هذه األمة وماض ــيها وأمانيها المقبلة‪ ،‬وأن تتةثر بخبرتها‬
‫وتـاريخهـا وواقعهـا بجميع وجوهـه المـاديـة واالجتمـا يـة واالقتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاديـة وغير ذلـك من الوجوه‪ 0‬ومن الطبيعى أن‬
‫تتةثر بما تصوغه لنفسها من مستقبل وأن تتةثر بما تريده لذاتها من كيان‪ ،‬ولذلك فليس من الممكن أن تحصر‬
‫أهداف التربية ال س ـ ــيما إذا كان الحديث عاماً‪ 0‬هذا من جهة ومن وجهة أخرى فالتربية عملية يقوم بها البش ـ ــر‬
‫لتهيئـة أجيـالهم المقبلـة لحيـاتهم‪ ،‬ولمـا كـانـت الحيـاة متطورة متغيرة‪ ،‬ولمـا كـان األحيـاء عـامـة والبشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر خـاصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫متطورين متغيرين فــإن من الطبيعى أن تتطور األهــداف التربويــة بتطور الزمــان وتطور المكــان وتطور الــذين‬
‫تتناولهم هذه العملية‪ ،‬أى بتطور األفراد والجماعات اإلنسانية جمعاء‪0‬‬

‫‪14‬‬
‫وعالمنا اليوم عالم يش ـ ــهد انقالبات عميقة سـ ــريعة وهو خاض ـ ــع الض ـ ــطرابات ش ـ ــديدة أبس ـ ــط مظاهرها‬
‫الحرب البادرة والحروب الســاخنة الصــغيرة والتهديد بالفناء الشــامل‪ ،‬ولذلك كان من الطبيعى أن تشــهد األهداف‬
‫التربوية فى وقتنا الحاضـر تغيرات كبيرة جداً وعميقة جداً ومفاجئة جداً ثم إن عالمنا العربى بالذات يشـهد اليوم‬
‫انقالبـات فكريـة واجتمـا يـة واقتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاديـة وغير ذلـك من االنقالبـات تـدفعنـا دفعـاً إلى إعـادة النظر فى مفـا يمنـا‬
‫التربوية وطرائقنا التربوية وأهدافنا التربوية‪ 0‬والقلق الذى يســيطر على النفس العربية المعاص ـرة ينعكس واضــحاً‬
‫على النظم التربويــة فى البالد العربيــة وعلى الطرائق التربويــة فى البالد العربيــة وعلى األهــداف التربويــة فى‬
‫البالد العربية‪0‬‬
‫‪-1‬بعد هذا كله نستطيع إن نقول أن أول األهداف التربوية وأبسطها هو كسب العيش‪ ،‬وال شك فى وجاهة هذا‬
‫الهدف وعيمته الكبيرة فإن اإلنسان كما قال الفالسفة ‪ :‬يجب أن يشبع ليتفلسف‪ ،‬والحفاظ على البقاء شرم‬
‫لوجود األفراد والجماعات والمجتمعات‪ ،‬هذا ويتوجب على اإلنس ـ ـ ــان أن يعمل ليعيش‪ 0‬ومن حس ـ ـ ــن الحظ‬
‫أن يكون قد ولى مان كان إنسان فيه يعيش على استغالل جهود غيره من الناس واستثمار أتعابهم‪0‬‬
‫وإذن فالبد للتربية من أن تربى الفرد‪ ،‬كل فرد‪ ،‬على أن يعيش ليكس ـ ـ ــب يش ـ ـ ــه وعلى أن يعمل وعلى‬
‫أن يحترف حرفـة أو يمتهن مهنـة لكى يعيش‪ 0‬على أن ل مر وجهـاً آخر هو أن العمـل ليس واجبـاً إنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانيـاً‬
‫فحســب ولكنه أيض ـاً متعة ولذة وتحقيق إلنســانية اإلنســان؛ فاإلنســان الذى ال يعمل ال يســتطيع أن يلتذ بالحياة‬
‫وال يتفهم معناها وال يرتفع إلى مس ـ ـ ـ ــتوى البش ـ ـ ـ ــر الحقيقين‪ 0‬ولذلك فالعمل مع أنه كس ـ ـ ـ ــب للعيش يعتبر تحقيقاً‬
‫إلنسانية اإلنسان‪ ،‬وتنمية لشخصيته‪ ،‬وتكويناً ألخالقه وطباعه‪ ،‬وصياغة لنفسه‪ 0‬وإذن فكسب العيش يجب أال‬
‫ينظر إليه على أنه مجرد واجب وإنما ننظر إليه من حيث عيمته فى تكوين اإلنسان‪0‬‬
‫وفى كل حال فالتربية فى كل مان ومكان ال تستطيع أن تتجاهل هذا الهدف الكبير؛ وكل تربية سواء‬
‫أكانت فى البيت أم فى المدرســة أم فى المجتمع ال تهيا المتربى للعمل تكون تربية ناقصــة‪ ،‬ومن هنا كان نقد‬
‫علماء التربية لمدرستنا التى ال تربط بين التعلم والعمل‪0‬‬
‫‪ -2‬وهناك هدف آخر هو تكوين الجس ــد (التربية الجس ــدية)‪ ،‬وال ش ــك أن هذا الهدف كان فى وقت من األوقات‬
‫وفى بعض المجتمعات الهدف االوحد‪ 0‬ففى أس ـ ـ ـ ـ ــبرطة مثالً كان المهم أن يخرج المجتمع جنوداً أش ـ ـ ـ ـ ــداء‬
‫يتمتعون بةجساد قوية‪ ،‬ولذلك كانوا يلجةون إلى تعريض المولود الجديد لعاديات الطبيعة فإن مات اعتبروا‬
‫أنفسـهم سـعداء ألنهم تخلصـوا من ضـعيف وإن بقى اعتبروه صـالحاً للبقاء فنموا جسـمه‪ 0‬ونحن وإن كنا ال‬
‫نذهب إلى هذا المدى البعيد فإننا نؤمن بالمثل القائل ‪ :‬العقل الس ــليم فى الجس ــم الس ــليم‪ ،‬نؤمن أن الجس ــد‬
‫القوى ضرورة للعقل وضرورة للعاطفة وضرورة للعمل لخدمة المجتمع واإلنسانية‪ 0‬ولذلك فإن تربية الجسد‬
‫هدف هام من أهداف التربية؛ وتربية الجس ــد بالنس ــبة للوليد تكون بتربية والديه وذلك باالس ــتناد إلى مباد‬
‫الوراثة‪ 0‬ثم البد فى تربية الجسـد من توفر وقاية وعالج‪ ،‬البد من يش صـحى‪ ،‬والبد من عادات جسـدية‬
‫صحيحة‪ ،‬والبد من توفير إمكانات الصحة الجيدة للمواطنين وأقل هذه اإلمكانات الطعام والشراب‪0‬‬
‫وإنها لس ـ ــبة على البشـ ـ ـرية أن يكون الطعام فى عالمنا مفتقداً بالنس ـ ــبة للكثيرين‪ ،‬ولعلنا ال نبال إذا قلنا‬
‫إن هذا الهدف على بسـ ـ ــاطته هام جداً بالنسـ ـ ــبة للتربية العربية‪ 0‬وأنه لمؤسـ ـ ــف أال يكون الشـ ـ ــباب العرب على‬
‫ص ـ ـ ــحة جيدة‪ ،‬واألس ـ ـ ــباب فى هذا عديدة منها ‪-1 :‬س ـ ـ ــوء التغذية‪-2 0‬س ـ ـ ــوء التربية‪-3 0‬جهل األمهات‪-4 0‬‬

‫‪15‬‬
‫العادات السـ ـ ــيئة فى العيش‪ 0‬وإننا لنزعم أن العرب إذا أرادوا ألنفسـ ـ ــهم صـ ـ ــحة أ حسـ ـ ــن تحتم عليهم أن يعيدوا‬
‫النظر فى طعامهم‪0‬‬
‫‪-3‬وثمة هدف آخر من أهداف التربية هو "تكوين الخلق" كما يسـ ــميه علماء التربية‪ ،‬والمقصـ ــود بتكوين الخلق‬
‫هو أن تعمل التربية فى المدرسـة والبيت والمعمل وجميع المؤسـسـات التربوية على أن تخرج مواطناً حسـن‬
‫الخلق مهذب الطبع يحس ـ ـ ـ ـ ــن التعامل مع أقرانه وجيرانه ومن يتص ـ ـ ـ ـ ــلون به‪ 0‬وبطبيعة الحال فإن المفهوم‬
‫األخالقى يختلف بعض االختالف من مـان إلززمـان ومن مكـان إلى مكـان وبـالنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبـة لطبقـة دون طبقـة‬
‫أخرى وإن ك ــان يتفق فى بعض العمومي ــات‪ ،‬ثم إن المث ــل األعلى األخالقى يت ــةثر ب ــال ــدين وب ــالمف ــا يم‬
‫االجتمـا يـة وبغير ذلـك من العوامـل الكثيرة‪ ،‬ولكن المهم أن المجتمعـات جميعهـا لهـا مفـا يمهـا األخالعيـة‬
‫ومثلها العليا األخالعية التى تحب ألجيالها الجديدة أن تتخلق بها وأن تسـ ــتهدفها‪ ،‬ومما يتصـ ــل بالخلق ما‬
‫يسـ ـ ــمى أحياناً "بالطبع" ‪ ، Character‬فالتربية تهدف إلى أن يكون المتربى ذا عادات حسـ ـ ــنة ومعامالت‬
‫مســتقيمة وعالقات صــحيحة مع نظرائه‪ ،‬كما تهدف إلى أن يكون المتربى صــحيي المواقف ومن هنا كان‬
‫اتصال الخلق بالطبع‪0‬‬
‫‪-4‬ومما يتصـ ــل بالخلق أيضـ ـاً – وإن يكن بمعنى خاص – هو "حسـ ــن المواطنة" أى أن يكون المتربى مواطناً‬
‫مخلصـاً يعرف واجباته الوطنية فيؤديها من تلقاء ذاته ويعرف حقوقه فال يتنا ل عنها‪ ،‬يحسـن التوفيق بين‬
‫أنانيته وغيريته ووطنيته‪ 0‬أنه يعلم أن لنفس ــه عليه حقاً وأن لمواطنيه عليه حقاً وأن لبلده وقومه عليه حقاً‪،‬‬
‫وهو بعد يؤم ن باإلنس ـ ــانية فى ذاته وفى غيره وفى اإلنس ـ ــانية جمعاء‪ ،‬يحترم ذاته فيحترم الكرامة البشـ ـ ـرية‬
‫فى غيره بقطع النظر عن اللون والعرق والــدين والطبعــة االجتمــا يــة وغير ذلــك من االعتبــارات التى قــد‬
‫تتخذ ذريعة المتهان اإلنسـان‪ 0‬وهو بهذا الوصـف "قومى" يؤمن بوطنه وبإمكانيات أمته وبحقها فى الحياة‬
‫الحرة الكريمة وفى قدرتها على التعايش مع األمم األخرى بةمن وسـالم ما دامت حقوقها مصـونة وكرامتها‬
‫محفوظة‪ ،‬كما أنه إنسانى يؤمن باإلنسانية فى قومه وفى كل قوم‪0‬‬
‫‪-5‬ثم هنـاك هـدف آخر من أهـداف التربيـة هو "تنميـة العقـل" أو كمـا يقـال أحيـانـاً تنميـة الـذكـاء‪ ،‬ولقـد حسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‬
‫بعض المربين وال سـ ــيما المعلمين منهم أن هذا هو الهدف األسـ ــاسـ ــى للتربية؛ فالمدرسـ ــة فى نظرهم مكان‬
‫للتعليم‪ ،‬مكان يتلقى فيه الطفل معلومات يحشـ ـ ــوها فى ذهنه ويدخرها لمقبالت أيامه لينتفع بها فى كسـ ـ ــب‬
‫يشه وفى تعايشه مع الناس‪ 0‬وال شك فى أن التربية العقلية هدف كبير من أهداف التربية ولكن اإلنسان‬
‫كما نعلم نفس وجسـ ــد‪ ،‬عقل وعاطفه وإرادة‪ 0‬وال يمكن للتربية الصـ ــحيحة أن تسـ ــمي لوجه من وجوه الحياة‬
‫البش ـ ـرية بالنمو على حس ـ ــاب الوجوه األخرى؛ فالعقل النير ال يس ـ ــتغنى عن جس ـ ــد ص ـ ــحيي وعاطفة متزنة‬
‫وإرادة مشـ ــحوذة فى خدمة العقل‪ ،‬ثم إن الحصـ ــول على المعلومات – مجرد الحصـ ــول على المعلومات –‬
‫ال يعنى بحال من األحوال اإلفادة منها والقدرة على استخدامها ال سيما فى الخير والحق‪0‬‬
‫ولعمرى أن علمـاً ال يعمـل بـه وال ينتفع منـه وإنمـا هو علم الجهـل خير منـه؛ الجـاهـل معـذور أمـا العـالم‬
‫المتقاعس فذنبه ذنبان ‪ :‬ذنب كسله وذنب تعطيله هذه القوة التى منحه هللا إياها‪0‬‬
‫هذا والبد من أن ننتبه إلى أن كل تفريق بين النفس والجسـ ـ ـ ـ ـ ــد وبين العقل والعاطفة والعمل فى التربية‬
‫تفريق مضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‪ ،‬فـالعقـل ال ينمو منفرداً بـل أن علم النفس يقرر بـةن مفهوم العقـل مفهوم مجرد ال وجود لـه فى‬

‫‪16‬‬
‫الواقع فثمة أناس عاقلون أذكياء‪ ،‬كثر عقالً أو أقل عقالً‪ 0‬أما العقل لذاته فةمر افت ارضـ ـ ـ ــى ولذلك فتنمية العقل‬
‫لذاته أمر ليس مكروهاً فحســب بل هو أمر مســتحيل‪ 0‬والبد إذن من أن تكون التربية العقلية متمشــية جنباً إلى‬
‫جنب مع تربية الجس ـ ــد‪ ،‬مع تهذيب النفس وص ـ ــقل العاطفة وتكوين الخلق الحس ـ ــن والتعويد على العمل المنتج‬
‫المثمر‪0‬‬
‫والحق بعد هذا وذاك هو أن اإلنس ـ ـ ـ ـ ــان كل موحد‪ ،‬وكل تربية يجب أن تس ـ ـ ـ ـ ــتهدفه كله بعقله وعاطفته‬
‫وإرادته‪ ،‬بجس ــده ونفس ــه؛ فإذا اتفقنا على هذا قلنا إن التربية العقلية هدف رئيس ــى أس ــاس ــى من أهداف كل تربية‬
‫ص ــحيحة‪ 0‬وبديهى أن التربية العقلية يجب أن تس ــتهدف تكوين العادات العقلية الص ــحيحة أكثر من اس ــتهدافها‬
‫مجرد الحص ـ ـ ـ ــول على المعلومات‪ ،‬فليس مهماً أن يحفظ الطالب دس ـ ـ ـ ــتو اًر من دس ـ ـ ـ ــاتير العلوم ولكن المهم أن‬
‫يعرف من أين أتى هذا الدسـتور وكيف وصـل إليه العلماء وكيف يسـتفاد منه فى الحياة العملية‪ 0‬بل األهم من‬
‫تعليم العلوم أن نعود الطفل اتخاذ مواقف علمية موضــو ية من المشــاكل التى تصــادفه والمســائل التى تعترض‬
‫حيـاته الفردية والوطنيـة والعـامة‪ 0‬ولسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أجد حاجة ألمتنـا كحـاجتهـا لهـذه العـادات العلميـة الموضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو يـة فى‬
‫تصـرفاتها وفى سـلوك أفرادها وجماعاتها‪ 0‬وما أظننا قد أصـبنا بمصـيبة كإصـابتنا بالعاطفية واالرتجال والتسـرع‬
‫فى الحكم وما إلى ذلك من عادات تنقلها إلينا بيوتنا ومدارس ـ ــنا ومؤس ـ ـس ـ ــاتنا‪ 0‬وهكذا فإن تنمية العقل يجب أن‬
‫تعنى ال بمجرد الحص ــول على المعلومات فحس ــب وإنما بالحص ــول على العادات العقلية والفكرية الص ــحيحة‪0‬‬
‫وواض ـ ـ ــي أن مثل هذا الحص ـ ـ ــول ال يتم إال على أس ـ ـ ــاس من إيماننا بالعلم‪ ،‬إيماننا بالحقيقة‪ ،‬إيماننا باإلنس ـ ـ ــان‬
‫وقدرته على أن يتقدم ويتقدم معه عالمنا نحو ما هو أفضل‪0‬‬
‫‪-6‬ثم بقى هدف أخير من أهداف التربية هو "نقل التراث" وإغناهه‪ 0‬ولقد ســبق أن أوضــحنا أن كل أمة تبدأ فى‬
‫تربيتهـا من نقـل تراثهـا وعـاداتهـا وتقـاليـدهـا ومعـارفهـا‪ 0‬وطرائق حيـاتهـا إلى مواليـدهـا الجـدد وذلـك فى البيـت‬
‫وفى المدرسـة وفى كافة المؤسـسـات التربوية‪ 0‬واألمة إذ تنقل تراثها إلى أجيالها الجديدة ال تهدف فقط إلى‬
‫تمكين أجيـالهـا الجـديـدة من الحيـاة بـل تهـدف بـاإلضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــافـة إلى ذلـك إلى اإلبقـاء على تراثهـا القومى وعلى‬
‫عاداتها وتقاليدها ومعتقداتها ومثلها العليا‪.....‬‬
‫وقد ســبق أن أشـرنا إلى الصـراع الذى يقوم بين األجيال فى هذا الصــدد‪ 0‬ويهم المربى أن يكون العمل‬
‫التربوى فى هذا الخصوص منطلقاً من حقيقتين أساسيتين ‪:‬‬
‫أوالهما ‪ :‬أن أبســط مقومات األمم هو أن يكون لها تراثها الخاص‪ ،‬وطابعها القومى وأن تؤمن بهذا التراث وأن‬
‫تعتز ب ــه عن معرف ــة وإيم ــان وإدراك ال عن مجرد التبجي‪ 0‬ثم يهم المربى أن يقرر فى أذه ــان‬
‫األجيال السـ ـ ــابقة والالحقة أن كل تراث قومى فيه الغث والسـ ـ ــمين فيه الصـ ـ ــحيي والخاطا؛ فالبد‬
‫إذن من االحتفاظ بالصـ ـ ـ ـ ـ ــحيي والتنكر للخاطا ‪ :‬االحتفاظ بالصـ ـ ـ ـ ـ ــالي للزمان وللمكان والظروف‬
‫الجديدة‪ ،‬والتخلص من غير الصــالي‪ 0‬البد ل مم من التفريق بين ما هو أصــيل بالنســبة لها وبين‬
‫ما هو طار عليها ودخيل على حضارتها‪0‬‬
‫وثـانيهمـا ‪ :‬أهميـة تربيـة األجيـال على اإليمـان بقـدرة اإلنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان على التقـدم بـذاتـه‪ ،‬بوطنـه وبـالعـالم إلى مـا هو‬
‫أفضـ ـ ــل‪ 0‬ولو كان األبناء نسـ ـ ــخاً طبق األصـ ـ ــل عن اآلباء لكان المعنى المحتوم لذلك هو تخلف‬
‫الوطن عن مســايرة ركب الحضــارة واللحاق بالتقدم البشــرى‪ 0‬أن عالمنا اليوم فى تســارع حضــارى‬

‫‪17‬‬
‫مذهل‪ ،‬والبد للتربية فى كل مان ومكان من أن تعد األجيال الجديدة لهذا التقدم‪ ،‬وال ش ــك فى أن‬
‫مثل هذا اإلعداد ضرورى بصورة خاصة بالنسبة ل مم الناشئة اآلخذة حديثاً بةسباب الرقى‬

‫خامسا ً ‪ :‬خصائــص التربيـة ‪:‬‬


‫لعلـه من المنـاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب أن نعرض لخصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائص التربيـة ألنهـا تفيـد فى مجـال التعرف على معنى التربية‬
‫ومفهومها‪ ،‬ومن أبر هذه الخصائص ‪:‬‬

‫‪-1‬التربية عملية إنسانية ‪:‬‬


‫تعتبر التربية عملية تشـ ـ ــكيل أفراد إنسـ ـ ــانيين‪ ،‬وإعداد أو تكيف ل فراد‪ ،‬إنها نتاج التفاعل بين المرسـ ـ ــل‬
‫والمس ـ ــتقبل‪ ،‬بين الوالد واألبناء‪ ،‬أو بين المعلم والمتعلمين أو بين الكبير والص ـ ــغير‪ ،‬إنها عملية تفاعل مس ـ ــتمر‬
‫بين اإلنس ـ ــان واإلنس ـ ــان فى بيئة طبيعية واجتما ية واإلنس ـ ــان هو المخلوق الوحيد الذى يس ـ ــتطيع أن يكتس ـ ــب‬
‫تربية أو تدريبات ومهارات ومعلومات وعيماً‪ ،‬وبالتالى يس ــتطيع أن ينقلها بدوره إلى جيل آخر من بنى جنس ــه‪0‬‬
‫ورغم أن هناك إمكانية تدريب بعض الحيوانات على حركات رياضـ ـ ـ ـ ـ ــية معينة‪ ،‬إال أن هذه الحيوانات من قردة‬
‫ودببة وغيرها ال تسـتطيع أن تنقل الحركات والرياضـيات التى تدربت عليها إلى غيرها من بنى جنسـها‪ ،‬بل هى‬
‫ال تتعدى التقليد وال تس ـ ــتطيع أن تض ـ ــيف جديداً لما تدربت عليه‪ ،‬بينما اإلنس ـ ــان يس ـ ــتطيع أن يتعدى ما تدرب‬
‫عليـه أو تربى عليـه‪ ،‬وينقـل مـا تعلمـه عن طريق التقليـد والمحـاكـاة من غيره إلى أفراد آخرين‪ ،‬فهو كـائن مبتكر‬
‫ال يتوقف نشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاطه عنـد حد التقليـد والمحـاكاة إذ لديه القـابليـة للتعلم‪ ،‬إنه سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـد الكـائنـات على األرض وأرقاها‬
‫جميعاً‪ ،‬وسبحان من خلق فسوى وقدر فهدى‪0‬‬

‫‪-2‬التربية وسيلة لبقاء المجتمع اإلنسانى ‪:‬‬


‫يترتب على الخاصـ ـ ـ ــية األولى للتربية وهى كونها عملية إنسـ ـ ـ ــانية‪ ،‬أنها أيضـ ـ ـ ـاً وسـ ـ ـ ــيلة لبقاء المجتمع‬
‫اإلنسـ ـ ـ ـ ـ ــانى‪ ،‬إذ يسـ ـ ـ ـ ـ ــتمر وجود اإلنسـ ـ ـ ـ ـ ــان – الوجود االجتماعى – من خالل تفاعله واحتكامه ببيئته الطبيعية‬
‫واالجتما ية‪ ،‬وذلك من خالل نشـ ـ ـ ـ ــاطاته المختلفة فى بيئته وتةثره بها‪ ،‬ثم تةثيره فيها فيما بعد‪ ،‬بل وسـ ـ ـ ـ ــيطرته‬
‫عليها‪0‬‬
‫إن استمرار الحياة االجتما ية‪ ،‬يعنى استمرار التكيف بين اإلنسان وبيئته‪0‬‬
‫تضـ ـ ـ ــم الجماعة اإلنسـ ـ ـ ــانية صـ ـ ـ ــغا اًر غير ناضـ ـ ـ ــجين فى حاجة إلى خبرات الكبار‪ ،‬كما تضـ ـ ـ ــم الكبار‬
‫الناض ــجين أص ــحاب الخبرات والتجارب‪ ،‬ولما كانت حياة اإلنس ــان قص ــيرة مهما طال عليه األمد‪ ،‬ومهما طال‬
‫عمره أو قصــر‪ ،‬ولكى تســتمر الحياة‪ ،‬ويبقى المجتمع‪ ،‬فإنه البد له من نقل خبرات الكبار الناضــجين وتجاربهم‬
‫إلى الص ــغار‪ ...‬ومعنى هذا أن قص ــر عمر اإلنس ــان وض ــعف تكوينه ليؤكد ض ــرورة التربية‪ ،‬بل وض ــرورة نقل‬
‫التراث والخبرات والتجارب من الكبار إلى الصـ ـ ـ ــغار من أفراد المجتمع اإلنسـ ـ ـ ــانى‪ 0‬ومعنى هذا أن أى مجتمع‬
‫إنسـ ـ ـ ـ ــانى يكتب له الفناء واالضـ ـ ـ ـ ــمحالل بقدر ما ينصـ ـ ـ ـ ــرف ا لكبار من أفراد عن الصـ ـ ـ ـ ــغار‪ ،‬وال يعطونهم أو‬
‫يزودونهم من خبراتهم فى الحياة‪0‬‬

‫‪18‬‬
‫وتعتبر عمليـة نقـل عـادات وتقـاليـد‪ ،‬واتجـاهـات الكبـار وأنمـام أو أنواع تفكيرهم إلى الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـغـار تعـد أحـد‬
‫عوامـل بقـاء المجتمع اإلنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانى‪ ،‬و يـادة على ذلـك فـإن عمليـة نقـل الخبرة من جيـل إلى جيـل ال تنتهى أبـداً إال‬
‫بفناء ونهاية المجتمع اإلنسانى‪ ،‬وذلك مما يضمن للمجتمع اإلنسانى االستمرار والدوام‪0‬‬

‫‪-3‬التربية وسيلة اتصال وتنمية لألفراد ‪:‬‬


‫ال يعتمد بقاء المجتمع اإلنسـانى على نقل نمط الحياة عن طريق اتصـال الكبار بالصـغار أياً كان نوع‬
‫هذا االتص ـ ــال‪ ،‬وإنما يكون دوام المجتمع اإلنس ـ ــانى باالتص ـ ــال الذى يؤكد المش ـ ــاركة فى المفا يم والتش ـ ــابه أو‬
‫التوافق فى المشاعر اإلنسانية‪0‬‬
‫إن االتصـال اإلنسـانى المرغوب فيه هو ما يتم بين اآلباء واألبناء‪ ،‬وأيضـاً بين المعلمين والمتعلمين أو‬
‫المدرسين والتالميذ أو المرسلين والمستقبلين‪ ،‬وكذلك بين الرئيس أو المدير والمرهوسين ‪ ....‬وهكذا‪0‬‬
‫ولكى نض ـ ـ ـ ـ ــمن وجود عالقات إنس ـ ـ ـ ـ ــانية إيجابية ذات تةثر تربوى مرغوب فيه بين أعض ـ ـ ـ ـ ــاء المجتمع‬
‫الواحـد‪ ،‬فـإن الحيـاة االجتمـا يـة التى يحيـاهـا أفراد المجتمع ال تتطلـب السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتمرارهـا ودوامهـا أو والهـا التـدريس‬
‫والتعليم أو التلقين أو عـدمـه‪ ،‬وإنمـا تتطلـب التربيـة – وهى أشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمـل من التعليم – وذلـك ألنهـا تزيـد الخبرة وتولـد‬
‫اإلحساس بالمسئولية وتوجه االهتمامات فتتالقى االتجاهات فى طريق واحد‪0‬‬

‫‪-4‬التربية عملية اجتماعية ‪:‬‬


‫ال تتم التربيـة فى فراو – بعيـداً عن المجتمع – بـل يلزم لحـدوثهـا وجود مجتمع إنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانى ووجود أفراد‬
‫آدميين‪ ،‬وذلك ألن غاية التربية فى أى مجتمع هى إعداد المواطن الص ـ ــالي‪ ،‬وكلمة ص ـ ــالي كلمة فض ـ ــفاض ـ ــة‪،‬‬
‫واس ــعة المعنى‪ ،‬فالمواطن يكون ص ــالحاً لمجتمع ما‪ ،‬بقدر وبحس ــب تنش ــئته االجتما ية أو تطبيعه االجتماعى‬
‫أو أخذه من مجتمعه بحسـ ــب فلسـ ــفة مجتمعه‪ ،‬أى بحسـ ــب الوجهة أو الرهية أو المعتقد السـ ــائد‪ ،‬والذى يختلف‬
‫باختالف المجتمعات بعضها البعض‪0‬‬
‫ولما كان لكل مجتمع إنسـ ــانى نظمه وقوانينه ودسـ ــاتيره‪ ،‬وأهدافه التى ينشـ ــدها ويعمل من أجل تحقيقها‬
‫والوص ـ ــول إليها بوس ـ ــائله المناس ـ ــبة والممكنة‪ ،‬فإن التربية فى هذا ال تزيد عن كونها وس ـ ــيلة أو أدوات المجتمع‬
‫التى تعمل على تنشئة أفراده وتضمن تكيفهم معه‪0‬‬
‫إن التربيـة هى األداة أو الوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيلـة النـاجحـة لجعـل الفرد اآلدمى يتحول من مجرد كـائن بيولوجى إلى‬
‫كائن حى اجتماعى له ص ــفاته وس ــماته وخص ــائص ــه االجتما ية التى اكتس ــبها من مجتمعه نتيجة تفاعله معه‬
‫وتةثره به‪0‬‬

‫‪-5‬التربية عملية مستمرة ‪:‬‬


‫يس ـ ـ ــتمر تش ـ ـ ــكيل األفراد اآلدميين طوال فترة حياتهم‪ ،‬وتعتبر فترة تش ـ ـ ــكيل الطفل أقوى وأعمق فى فترة‬
‫الطفولة التى حددها علماء النفس بالس ـ ــنوات الخمس األولى من حياة الطفل‪ ،‬إال أن هذا ال يعنى أن التش ـ ــكيل‬
‫ال يستمر حتى نهاية حياته‪0‬‬

‫‪19‬‬
‫ويختلف عمق هذا التشـ ــكيل من مرحلة إلى مرحلة أخرى لكنه ال يتوقف‪ ،‬ما دام اإلنسـ ــان الفرد يعيش‬
‫ويتفاعل مع جماعة من بنى جنسه‪0‬‬
‫إن اسـتم اررية عملية التربية تحتم على الفرد أن يتزود بالمعرفة والخبرات والمهارات المتجددة والمالئمة لطبيعة‬
‫المرحلة‪ ،‬والعصر الذى يعيشه‪ ،‬وذلك لضمان تواجده ومشاركته نشاطات جماعته‪0‬‬
‫إن التربية بوصـ ـ ــفها عملية مسـ ـ ــتمرة تضـ ـ ــمن للفرد أال ينقطع عن التعليم عند سـ ـ ــن معين‪ ،‬بل يسـ ـ ــتمر‬
‫الفردفى طلب العلم حتى نهاية عمره‪ ،‬أى أنها تبدأ معه من المهد وتنتهى باللحد‪0‬‬
‫‪-6‬التربية تعمل على تكوين االتجاهات السلوكية ‪:‬‬
‫ينعكس األثر التربوى للبيئة االجتما ية التى يحياها اإلنسـ ـ ــان‪ ،‬فيظهر ذلك األثر فى شـ ـ ــخصـ ـ ــيته من‬
‫خالل اتجاهاته العقلية والعاطفية أيضاً‪ ،‬كما يظهر أيضاً أثر البيئة االجتما ية فى تحديد أنماطه السلوكية‪0‬‬
‫ولما كانت البيئة تعرف بةنها كل ما يحيط باإلنس ـ ـ ـ ـ ـ ــان من عوامل تؤثر فيه ويتفاعل معها‪ ،‬فهى بذلك‬
‫تعتبر المجال الحيوى لإلنسـان الذى يتم فيه التربية‪ ،‬ولذلك تتطلب البيئة مواقف بحسـبها‪ 0‬يعنى هذا أن الوسـط‬
‫أو البيئة التى يعيش فيها اإلنس ــان تدفعه دفعاً التخاذ أس ــلوب معين فى العمل والحياة‪ ،‬ومن خالل هذا الوس ــط‬
‫يكتســب اإلنســان من خالل بيئته أو وســطه اتجاهات ســلوكية تظهر من خالل نشــاطاته وتفاعالته وتعامله مع‬
‫األفراد اآلخرين‪0‬‬
‫ولمـا كانت التربيـة عمليـة أو نشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاطاً اجتمـا يـاً‪ ،‬فإنهـا كذلك عمليـة تعلم أنمـام سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلوكيـة موجودة فى‬
‫البيئة‪ ،‬وتختلف باختالف البيئات وتنوعها‪ ،‬كل بيئة أو وسـ ـ ــط بحسـ ـ ــب الفلسـ ـ ــفة التربوية والقيم الفكرية والعقلية‬
‫واالجتما ية واألخالعية السائدة‪ ،‬بحسب دينه وأهدافه ومقاصده ووسائل تحقيق هذه األهداف‪0‬‬

‫‪-7‬التربية عملية نمو شامل ومتكامل لجميع جوانب اإلنسان ‪:‬‬


‫ال يقصـ ـ ـ ـ ــد بالنمو أو الزيادة فى جميع جوانب اإلنسـ ـ ـ ـ ــان النمو أو الزيادة الكمية فى الو ن مثالً أو فى‬
‫العدد‪ ،‬بقدر ما يقصد بها الزيادة النو ية أو الكيفية أيضاً فى نفس الوقت‪0‬‬
‫إن التربية عملية نمو أو يادة شـ ــاملة‪ ،‬ومتكاملة للفرد أو للكائن البشـ ــرى فى مختلف جوانبه الجسـ ــمية‬
‫والعقلية والنفسـ ــية والدينية واألخالعية والمعرفية والمهارية والسـ ــلوكية‪ ،‬والجمالية والترويحية‪....‬إلخ‪ 0‬كل هذا يتم‬
‫وفق البيئة االجتما ية ووفق فلسفة حياة ورهية تختلف باختالف المجتمعات والمعتقدات واالتجاهات‪0‬‬
‫إن هـدف التربيـة هو النمو الـذى يؤدى إلى مزيـد من النمو فى جوانـب ومجـاالت اإلنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان المتعـددة‪0‬‬
‫ولما كانت التربية عملية مســتمرة من المهد إلى اللحد‪ ،‬فإن النمو بالتالى مســتمر باســتمرار وجود اإلنســان الذى‬
‫هو جوهر العملية التربوية وموض ــوعها وتس ــتند علمية التربية أو عملية النمو المتكامل والش ــامل على دعامتين‬
‫أو ركيزتين أساسيتين وهما‪:‬‬
‫الركيزة األولى ‪ :‬ضعف الوليد البشرى‪ ،‬وحاجته الدائمة إلى اآلخرين من بنى جنسه‪0‬‬
‫الركيزة الثانية ‪ :‬مرونة وطوا ية الوليد البش ـ ــرى‪ ،‬وعدم جموده أو تحجره‪ ،‬وقابليته للتش ـ ــكيل أو التلوين والتعديل‬
‫فى سلوكه‪ ،‬أو التغيير بحسب فلسفة مجتمعه وأهدافه ووسائل تحقيق هذه األهداف‪0‬‬

‫‪20‬‬
‫سادسا ً ‪ :‬أهمية التربية للفرد والمجتمع ‪:‬‬
‫أ‪-‬أهمية التربية للفرد ‪:‬‬
‫التربية ض ــرورة فردية من جهة وض ــرورة اجتما ية من جهة أخرى‪ ،‬فال يس ــتطيع الفرد االس ــتغناء عنها‬
‫وال المجتمع ايض ـ ـاً‪ 0‬وكلما ترقى اإلنس ـ ــان وتحض ـ ــر ا دادت حاجته إلى التربية‪ ،‬وأص ـ ــبحت ش ـ ــيئا ض ـ ــرورياً ال‬
‫كمالياً‪0‬‬
‫فــالتربيــة تحقق للفرد عمليــة االنتمــاء االجتمــاعى‪ ،‬وتشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبع حــاجــاتــه إلى التعــامــل مع أفراد المجتمع‬
‫والمجموعات المختلفة‪ ،‬وتحقق له االســتقرار النفســى حيث يشــعر باالنتماء واالنضــمام إلى جماعة تقبله التفاقه‬
‫مع أعضائها فى كثير من القيم واالتجاهات وتشابه خبراته مع غيرها مما يكتسبه األفراد اآلخرون‪0‬‬
‫والوليد البشــرى يولد عاج اًز تماما عن إشــباع أى حاجة من حاجاته األســاســية أو توفير األمن والحماية‬
‫لنفسـ ـ ــه‪ :‬وهذا العجز ال مثيل له إذا ما قورن بصـ ـ ــغار الحيوانات كالكتكوت مثال الذى يسـ ـ ــتطيع أن ينقر الحب‬
‫بعد خروجه من البيضة بساعتين‪ 0‬ويزيد من حدة العجز طول فترته‪ ،‬مما يجعل الوليد (البشرى) بحاجة شديدة‬
‫إلى عناية ورعاية الكبار واالعتماد على اآلخرين عدة سـ ـ ـ ــنوات ليكتسـ ـ ـ ــب منهم وبإشـ ـ ـ ـرافهم أسـ ـ ـ ــاليب الضـ ـ ـ ــبط‬
‫السلوكى والمعلومات والمهارات الال مة لوجوده وبقائه واستم ارره كفرد فى مجتمعه‪0‬‬
‫فالفرد يحتاج إلى التربية ألنه يولد متخلفا من النض ـ ــج والنمو ويظل فترة طويلة ال يملك ما يعينه على‬
‫رعاية نفسه والتفاعل مع غيره‪ ،‬أى أن الوليد محتاج إلى كل عناية جسمية ونفسية واجتما ية من جانب الكبار‬
‫والمحيطين به الذين ينشئونه ويطبعونه على حياة الجماعة‪0‬‬
‫ومما يزيد من حاجة الفرد إلى التربية أن البيئة اإلنســانية والمادية تتعقد مع الزمن وتتشــعب عناصــرها‬
‫ومكوناتها‪ 0‬فرصـيد الجنس البشـرى من المهارات واألفكار ا داد وتعقد‪ ،‬مما جعل الفرد فى حاجة إلى كثير من‬
‫الخبرات التى تعينه على التكيف مع البيئة والتوافق مع ظروف الحياة المتغيرة والمتجددة‪0‬‬
‫وهكذا تتضي ضرورة التربية وأهميتها بالنسبة للفرد‪ ،‬وذلك ل سباب التالية‪:‬‬
‫‪-1‬العلم ال ينتقل من جيل إلى آخر بالوراثه‪0‬‬
‫‪-2‬الطفل البشرى مخلوق كثير االتكال‪ ،‬قابل للتكيف‪0‬‬
‫‪-3‬البيئة البشرية كثيرة التعقيد والتغير‪0‬‬
‫ولعله من المناسب أن نعرض تفصيالً لهذه الجوانب وذلك فيما يلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬العلم ال ينتقل من جيل آلخر بالوراثة‪ :‬وهذا س ـ ــبب واض ـ ــي بين‪ ،‬حيث يولد األفراد على اختالف مس ـ ــتويات‬
‫آبـائهم الثقـافيـة وعقولهم خـاليـة من أى أثر للمعلومـات والمعـارف‪ 0‬وبمعنى آخر فـإن الثقـافـة ليسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت مي ارثـاً‬
‫بيولوجيا كلون العينين وطبيعة الش ـ ـ ـ ـ ـ ــعر والقدرات الخاص ـ ـ ـ ـ ـ ــة يرثها األبناء عن اآلباء دون عناء‪ ،‬وإنما هى‬
‫ميراث اجتماعى كافحت األجيال البشـ ـرية المتالحقة الكتسـ ــابه وحفظه عبر السـ ــنين بالجهد والعرق‪ ،‬فإذا ما‬
‫أراد جيل الكبار نقل تراثه الثقافى إلى الصغار فالبد له من عملية تربية تساعد فى هذا األمر‪0‬‬
‫ومن هنــا تبر أهميــة التربيــة ل فراد وحــاجتهم اليهــا‪ 0‬وقــد أكــدت أقوال العلمــاء والمربين الكثيرة هــذه‬
‫األهميــة التى تتمتع بهــا التربيــة وحــاجــة األفراد إليهــا‪ ،‬يقول األمــام الغزالى "لوال العلمــاء لص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار النــاس مثــل‬
‫البهائهم‪ ،‬أى أنهم بالتعليم يخرجون الناس من حد الهمجية إلى حد اإلنسانية"‪0‬‬

‫‪21‬‬
‫‪-2‬الطفل البشـ ـ ـ ـ ـ ــرى مخلوق كثير االتكال‪ ،‬قابل للتكيف‪ :‬يمتا الطفل البشـ ـ ـ ـ ـ ــرى بةنه مخلوق ضـ ـ ـ ـ ـ ــعيف كثير‬
‫االعتماد على أفراد من بنى جنسـ ـ ـ ـ ـ ــه بالمقارنة مع صـ ـ ـ ـ ـ ــغار الحيوانات األخرى‪ 0‬فهو أطول الكائنات الحية‬
‫طفولة‪ ،‬وهذا راجع إلى أنه يولد قبل أن يتم نض ــجه واكتمال قدرته على مجابهة الحياة كالحيوانات األخرى‪،‬‬
‫فتتلقاه البيئة وتساعده فى تحقيق النضج‪0‬‬
‫وض ـ ـ ــعف الطفل البش ـ ـ ــرى ترافقه خاص ـ ـ ــية أخرى هى مرونته أو قدرته على التكيف السـ ـ ـ ـريع كلما نما‬
‫وترعرع‪ ،‬بالمقارنة مع الحيوانات األخرى التى تقف عند حد ال تتجاو ه‪ ،‬ونظ اًر لهاتين الخاصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيتين فى الطفل‬
‫البشـ ـ ـ ــرى فإنه يحتاج إلى الكثير من الرعاية والتوجيه حتى يعتمد على نفسـ ـ ـ ــه ويسـ ـ ـ ــهم فى تحسـ ـ ـ ــين مجتمعه‪0‬‬
‫والمدرسة هى التى تقوم بهذه المهمة الصعبة والخطيرة‪0‬‬
‫‪-3‬البيئة البش ـ ـ ـرية كثيرة التعقيد والتغير‪ :‬يولد الطفل البش ـ ـ ــرى فى بيئة معقدة مادياً واجتما ياً وروحياً يص ـ ـ ــعب‬
‫عليه التكيف معها‪ ،‬وكلما ارتقى المجتمع البش ــرى ا دادت البيئة تعقيداً واتس ــاعاً ومش ــكالت‪ ،‬و ادت حاجة‬
‫األفراد بالتالى الى التربية لتبسيط البيئة وحل مشكالتها والتكيف معها‪0‬‬
‫أما تغير البيئة السـ ـ ـ ـريع فهو مما يزيد األفراد حاجة إلى التربية‪ ،‬ولذا فواجب المدارس إعداد الناش ـ ـ ــئين‬
‫لعـالم اليوم والغـد معـاً عن طريق تعويدهم المرونة فى أفكـارهم وأعمـالهم واتجـاهاتهم‪ ،‬ليكونوا قادرين على تكييف‬
‫أنفس ـ ـ ــهم تبعاً للتغير الذى يجرى حولهم فى ش ـ ـ ــتى نواحى الحياة‪ 0‬وبمعنى آخر فإن واجب المعلمين أن يعودوا‬
‫الناشــئين على التفكير المســتقل‪ ،‬وحل مشــكالتهم بةنفســهم ال أن يلقنوهم حلوالً جاهزة‪ ،‬وقد قال اإلمام على بهذا‬
‫المعنى "ال تعودوا بنيكم على أخالقكم‪ ،‬فإنهم مخلوقون لزمان غير مانكم"‪0‬‬

‫ب‪-‬أهمية التربية وأهميتها للمجتمع‪:‬‬


‫يحتــاج المجتمع إلى التربيــة كــذلــك لكى يحــافظ على خص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‪ 0‬فلكــل مجتمع من المجتمعــات‬
‫خصائصه التى يرغب فى المحافظة عليها‪ ،‬ومن هذه الخصائص‪:‬‬

‫‪-1‬خاصية الذاتية والهوية ‪:‬‬


‫وهـذه الخـاصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـة موجودة فى المجتمع ككـل‪ ،‬وفى كـل المنظمـات التى يتكون منهـا المجتمع‪ ،‬بـل كـل‬
‫إنسـان به قوة تنبعث من داخله للمحافظة على نفسـه ماديا ومعنويا‪ 0‬وهذه الخاصـية تدفع المجتمعات الى تربية‬
‫الصـ ـ ـ ـ ـ ــغار لكى تحافظ على مقوماتها وثقافتها الخاصـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬ويحتل جيل مكان جيل فال يخلى المجتمع لجماعة‬
‫أخرى‪ ،‬وتدفع األسـ ـ ـ ـ ـ ــر إلى العمل على أن يفهم الصـ ـ ـ ـ ـ ــغار الجماعة وطرق المحافظة عليها حتى ال تذوب أو‬
‫تفنى‪0‬‬
‫وكل مجتمع يرغب فى أن يحتفظ بهويته‪ ،‬ويعمل على تهيئة أفراده وتزويدهم بوسائل النضال والتعامل‬
‫مع بقية أفراد المجتمع وبفكرة الوالء له ومن ثم فإن التربية عمل تحتمه الضرورة االجتما ية ال الرغبة‪0‬‬

‫‪22‬‬
‫‪-2‬خاصية االستمرار ‪:‬‬
‫وهذه الخاص ــية ال تتحقق باس ــتمرار أفراد الجماعة ألن س ــنة الحياة األس ــاس ــية تقض ــى بةن يولد كل فرد‬
‫فى المجتمع ومصـ ـ ـ ــيره المحتوم الموت (كل نفس ذائقة الموت)‪ ،‬بل تتحقق باسـ ـ ـ ــتمرار أسـ ـ ـ ــاليب حياة الجماعة‬
‫وأنمــام التفكير ال تنتقــل عبر األجيــال انتقــاال حيوانيــا أو غريزيـا أى بـالو ارثـة‪ ،‬فـإن المجتمع يحتــاج إلى التربيـة‬
‫لينقل عيمه وعاداته ونظمه إلى جيل الصــغار الذين يولدون وهم ال يدركون شــيئا من مهارات ومعارف وعادات‬
‫وعيم الجماعة‪0‬‬
‫فالتربية تكس ـ ـ ــب كل جيل مهارة الحياة فى الجماعة ومهارة المحافظة عليها‪ ،‬وتكس ـ ـ ــبه علومها وفنونها‬
‫وبذلك يوجد أفراد يحذقون مهارات الجماعة وطريقة الحياة فيها‪ ،‬ويبقى المجتمع ويسـ ــتمر باسـ ــتمرار عيمه ومثله‬
‫العليا وفنونه وتراثه جيال وراء جيل على الرغم من اختفاء األفراد تباعا بالموت‪0‬‬
‫وهكذا نجد أن خاص ـ ـ ـ ــية االس ـ ـ ـ ــتمرار ال تتوقف على التناس ـ ـ ـ ــل بقدر ما تتوقف على التربية التى تمكن‬
‫المجتمع من أن ينقل من خالل مؤسـسـاته المختلفة التراث الثقافى الذى يحرص عليه جيل الكبار أشـد الحرص‬
‫ويرغب بإخالص فى نقله إلى جيل الصغار لتستمر الحياة‪0‬‬
‫‪-3‬خاصية التقدم والتطور ‪:‬‬
‫فكل جماعة من الجماعات تسـ ــعى إلى أن ترفع مسـ ــتوى الحياة فيها ترتقى إلى مسـ ــتوى العصـ ــر الذى‬
‫تعيش فيـه‪ ،‬على أن يكون ذلـك فى إطـار عيمهـا ومثلهـا العيـا‪ 0‬وهـذا ال يتـةتى إال بـالتربيـة التى لوالهـا النزوت‬
‫المجتمعات وربما مسحت من الوجود‪0‬‬
‫فالتربية هى التى تمكن المجتمع من أن يرى نفس ــه ويراجع ذاته ويبحث أوض ــاعه س ــعيا وراء التجديد‪،‬‬
‫وتمكن كل جيل من أن يتناول ما تص ـ ـ ـ ـ ــل إليه من تراث ثقافى باإلض ـ ـ ـ ـ ــافة والحذف والتغيير فيه والتص ـ ـ ـ ـ ــحيي‬
‫والتطوير‪0‬‬
‫والحض ـ ـ ــارة اإلنس ـ ـ ــانية تدين بوجودها إلى التربية التى تمكن كل جماعة من أن تنتقد نظامها وتص ـ ـ ــلي‬
‫عيوبها وتعالج مشكالتها وتواجه التحديات المختلفة التى تواجهها‪0‬‬
‫فالتربية ض ــرورة من ض ــروريات الحياة وخاص ــة فى المجتمعات النامية‪ ،‬إذ تعد األفراد الذين لديهم من‬
‫القيم الخلقيــة والمهــارات االجتمــا يــة والطــاقــات الفكريــة مــا يمكنهم من العمــل على أن يلحق مجتمعهم بركــب‬
‫الحضـارة الدائب السـعى السـريع الخطوة‪ 0‬وهى ال مة لنهوض الفرد والمجتمع ورقيهما‪ ،‬حيث إنها الوسـيلة لبناء‬
‫البش ـ ــر وتزويد األفراد تبعاً ألعمارهم وقدراتهم ومس ـ ــتويات نض ـ ــجهم بالمواقف التى تنمى العقلية االبتكارية التى‬
‫تمكنهم من اكتشاف آفاق جديدة تنهض بواقعهم‪0‬‬
‫فالمجتمعات تعتمد اعتماداً حياتياً على التربية‪ ،‬إذ هى وس ــيلة بقائه واس ــتم ارره وتثبيت أهدافه ومفا يمه‬
‫واتجاهاته وصـ ـ ــنع مسـ ـ ــتقبله وبناء قوته السـ ـ ــياسـ ـ ــية واالجتما ية‪ ،‬ولذلك فال عجب أن يكون على رأس البرامج‬
‫والمش ــروعات التى تض ــطلع بها الدول الحديثة‪ 0‬وأن يس ــبق التطور التربوى التطور االقتص ــادى كما حدث فى‬
‫اليابان واالتحاد السوفيتى والواليات المتحدة األمريكية‪0‬‬

‫‪23‬‬
‫وبناء على ما تقدم يمكن القول بأن التربية ضررورية واامة بالنبر ة للفرو والمجتمو وكلل لبسر ا‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪-1‬التربية اسـ ــتراتيجية قومية كبرى لكل شـ ــعوب العالم‪ :‬وأصـ ــبحت ال تقل من حيث األولوية عن أولوية الدفاع‬
‫واألمن القومى‪ 0‬ذلك أن رقى الش ــعوب وتقدمها وحض ــارتها تعتمد على نو ية األفراد وليس عددهم‪ 0‬ولتزايد‬
‫أهمية التربية فى حياة الشـ ـ ــعوب أصـ ـ ــبحت تمثل اهتماماً قومياً لكل الحكومات‪ ،‬وال يمكن ألى حكومة أن‬
‫تترك ميدان التربية لتتواله الجهود المحلية دون توجيه قومى منها‪ ،‬ومن هنا يتض ـ ـ ـ ـ ــي أن التربية أص ـ ـ ـ ـ ــبحت‬
‫تمثل عصب الحياة للشعوب‪0‬‬
‫‪-2‬أنها عامل هام فى التنمية االقتص ــادية للش ــعوب‪ :‬فالعنص ــر البش ــرى أهم ما تمتلكه أى دولة وقد تةكد الدور‬
‫الهام الذى تقوم به التربية فى يادة اإلنتاج وبالتالى يادة الدخل القومى‪ ،‬وأص ـ ــبي ينظر للتربية من الناحية‬
‫االقتصــادية على أنها اســتثمار قومى للموارد البش ـرية‪ 0‬وللتربية دور هام فى تنشــيط المؤس ـســات الصــنا ية‬
‫واإلنتاجية من خالل تطوير المعرفة وأساليب العمل واالنتاج‪0‬‬
‫‪-3‬أنها عامل هام فى التنمية البش ـ ـ ـرية‪ :‬للتربية دور هام فى التنمية البش ـ ـ ـرية ل فراد من حيث كونهم أفراداً فى‬
‫عالقة اجتما ية تفرضـها عليهم أدوارهم المتعددة فى المجتمع كالقيام بدور المواطنة الصـالحة القادرة على‬
‫تحمل المسـ ـ ـ ـ ـ ــئوليات والقيام بالواجبات التى تفرضـ ـ ـ ـ ـ ــها هذه المواطنة وممارسـ ـ ـ ـ ـ ــة الحقوق والواجبات القومية‬
‫واالجتما ية والقيام بدور األب واألم‪ 0‬ونجاع هذه األدوار يتوقف على درجة النضج التربوى‪0‬‬
‫‪-4‬أنها ض ــرورة إلرس ــاء الديمقراطية الص ــحيحة‪ :‬فهناك مثل يقول‪ :‬كلما تعلم اإلنس ــان ادت حريته‪ 0‬هذا يعنى‬
‫ارتبام الحرية بالتعليم‪ 0‬فالتعليم يحرر اإلنس ـ ـ ـ ـ ــان من قيود العبودية والجهل‪ 0‬والحرية ال يمكن أن تعمل فى‬
‫ظــل األميــة أو الفقر الثقــافى‪ ،‬وهــذا يبر أهميــة التربيــة فى تكوين المواطن الحر المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتنير القــادر على‬
‫المشاركة‪0‬‬
‫‪ -5‬أنها ض ـ ـ ـ ـ ـ ــرورية للتماس ـ ـ ـ ـ ـ ــك االجتماعى والوحدة القومية والوطنية‪ :‬فالتربية عامل هام فى توحيد االتجاهات‬
‫الدينية والفكرية والثقافية لدى أفراد المجتمع‪ ،‬وهى بهذا تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعدهم فى خلق وحدة فكرية تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعدهم على‬
‫التفاعل‪ ،‬وتؤدى إلى ترابطهم وتماسكهم‪0‬‬
‫‪-6‬أنها عامل هام فى إحداث الحراك االجتماعى‪ :‬ويقص ــد بالحراك االجتماعى أو التنقل االجتماعى ‪Social‬‬
‫‪ Mobility‬ترقى األفراد وتقدمهم فى السـ ـ ـ ـ ـ ــلم االجتماعى‪ 0‬والتنقل إما أن يكون أفقيا وهو انتقال الظاهرة‬
‫الثقافية من الشـ ــخص أو الجماعة الى شـ ــخص أو جماعة أخرى متشـ ــابهين أو متطابقين‪ ،‬و أرسـ ــيا إذا مرت‬
‫هذه الظاهرة الثقافية من أعلى إلى أسـ ــفل أو من أسـ ــفل إلى أعلى‪ ،‬وقد يكون هناك تنقل توسـ ــطى إذا ظلت‬
‫مراكز الناس ومواضـ ـ ـ ـ ـ ــعهم عند التنقل غير محددة وبالنسـ ـ ـ ـ ـ ــبة للفرد يكون التنقل أفقياً إذا انتقل من جماعة‬
‫اجتما ية إلى جماعة أخرى لها نفس المسـ ـ ـ ـ ــتوى‪ ،‬و أرسـ ـ ـ ـ ــياً إذا انتقل من جماعة أدنى إلى جماعة أعلى أو‬
‫العكس‪ 0‬ويتةثر التنقل االجتماعى بالظروف واألسباب التالية‪:‬‬
‫أ‪-‬التغير االجتماعى‪ ،‬حيث يســهل عملية انتقال األفراد من أدنى الســلم إلى أعاله أو العكس‪ ،‬كما يعمل‬
‫على فتي الطبقات وإ الة التحديدات الطبقية الضيقة‬

‫‪24‬‬
‫ب‪ -‬وس ـ ــائل االتص ـ ــال‪ ،‬فكلما ادت وس ـ ــائل االتص ـ ــال بين الناس وبين الجماعات كلما ش ـ ــجع هذا على‬
‫التنقل االجتماعى‪ ،‬والعكس صحيي‬
‫ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪-‬تقســيم العمل‪ ،‬وهو العامل الثالث المؤثر فى عملية الحراك االجتماعى‪ ،‬فكلما اتســع نطاق تقســيم‬
‫العمل وتنوع التخص ــص إلى درجة معقدة فان ذلك يخلق ظروفا تعوق االنتقال الس ــهل من طبقة إلى‬
‫أخرى داخل المجتمع‪ ،‬وربما كان تقســيم العمل والتخصــص أحد العوامل الهامة فى المجتمع الحديث‬
‫التى أدت إلى خلق التمايزات بين الناس وتصنيفهم فى فئات وطبقات‬
‫وتلعــب التربيــة دو اًر هــامـاً فى التقــدم والحراك االجتمــاعى‪ ،‬ألنهــا تزيــد من تو يــة الفرد وترتفع بقيمتــه‪،‬‬
‫ومن ثم يتحس ـ ـ ـ ــن دخله ويزداد بمقدار ما يجيد من مهارات ومعرفة ويترتب على يادة دخله تحس ـ ـ ـ ــن وض ـ ـ ـ ــعه‬
‫االقتصادى واالجتماعى‬
‫‪-7‬أنها ضـ ــرورية لبناء الدولة العص ـ ـرية‪ :‬فالدولة العص ـ ـرية تعنى الدول التى تعيش عصـ ــرها على أسـ ــاس من‬
‫التق ــدم العلمى ويتمتع فيه ــا الفرد ب ــالحي ــاة الحرة الكريم ــة‪ ،‬ويرفرف على جوانبه ــا أعالم الرف ــا ي ــة والع ــدال ــة‬
‫االجتما ية‬

‫‪25‬‬
‫مراجع وقراءات الفصل‬
‫‪-1‬إب ار يم عصمت مطاوع ‪ :‬أصول التربية‪ ،‬م‪ ،2‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪.1980 ،‬‬
‫‪-2‬أحمد شبشوب ‪ :‬علوم التربية‪ ،‬مطبعة الفرقان‪ ،‬تونسن ‪1986‬م‪.‬‬
‫‪-3‬أحمد ص ــيداوى ‪ :‬التغيير التربوى المبررتقىلى كتاب التربية المعاصـ ـرة‪ ،‬العدد (‪ ،)4‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪-4‬أحمد عزت الفنيش ‪ :‬أصول التربية الدار العربية للكتاب‪ ،‬ليبيا‪ ،‬تونس‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫‪-5‬أحمد محمد الطبيب ‪ :‬أصول التربية المكتب الجامعى الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪-6‬إميل يعقوب وآخرون ‪ :‬قاموس المصطلحات اللغوية واألوبية دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫‪-7‬أوليفر ليمان (محرر) ‪ :‬مبرررررتقىل الفلبرررررفة فى القرن الواند والع ررررررون آفاق جديدة للفكر اإلنسـ ـ ـ ــانى‪،‬‬
‫ترجمة مصطفى محمود محمد‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬العدد (‪ ،)301‬الكويت‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫‪-8‬الســيد ســالمة الخميســى ‪ :‬التربية والمدرسررة والمعلم – قراءة اجتماعية ثقافية – دار الوفاء لدنيا الطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪-9‬السـيد سـالمة الخميسـى ‪ :‬التربية وتحديث اإلنبران العربى سـلسـلة كتاب قضـايا تربوية (‪ ،)2‬عالم الكتب‪،‬‬
‫القاهرة‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪-10‬ج‪0‬مياال ريه ‪ :‬مقدمة فى العلوم التربوية ترجمة ‪ :‬صـ ـ ـ ــالي عبد هللا جاسـ ـ ـ ــم‪ ،‬مطبوعات جامعة الكويت‪،‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬
‫‪-11‬حامد عمار ‪ :‬فى التوظيف المسـ ـ ـ ــتقبلى للنظام التربوى‪ ،‬مجلة التربية والتنمية السـ ـ ـ ــنة (‪ ،)3‬العدد (‪،)2‬‬
‫مركز التنمية البشرية والمعلومات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬يناير ‪1993‬م‪.‬‬
‫‪-12‬حسـن البيالوى ‪ :‬تربية متكاملة لتنمية متكاملة‪ ،‬رهية فى إصـالع التعليم فى ضـوء متغيرات القرن الحادى‬
‫والعشرين‪ ،‬مجلة التربية والتنمية‪ ،‬س‪ ،2‬العدد (‪ ،)2‬القاهرة‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫‪-13‬حليمة على أبو ر ق ‪ :‬المدخل إلى التربية‪ ،‬الدار السعودية للنشر والتو يع‪ ،‬السعودية‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫‪-14‬حنا غالب ‪ :‬التربية المتجدوة وأركانها م‪ ،2‬الكتاب اللبنانى‪ ،‬بيروت‪1970 ،‬م‪.‬‬
‫‪-15‬رونية أوبير ‪ :‬التربية العامة ترجمة عبد هللا عبد الدايم‪ ،‬م‪ ،7‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪-16‬سعيد إسماعيل على ‪ :‬األصول الفلبفية للتري ة دار الفكر العربى‪ ،‬القاهرة‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪-17‬سـ ـ ــعيد إسـ ـ ــماعيل على ‪ :‬الفكر التربوى العربى الحديث سـ ـ ــلسـ ـ ــلة عالم المعرفة‪ ،‬العدد (‪ ،)113‬الكويت‪،‬‬
‫‪1987‬م‪.‬‬
‫‪-18‬سعيد إسماعيل على ‪ :‬فقه التربية – مدخل إلى العلوم التربوية‪ ،‬دار الفكر العربى‪ ،‬القاهرة‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪-19‬سعيد إسماعيل على وآخرون ‪ :‬دراسات فى فلسفة التربية‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪1981 ،‬م‪.‬‬
‫‪-20‬شبل بدران وآخرون ‪ :‬األصول الفلسفية للتربية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪-21‬شبل بدران‪ ،‬أحمد فاروق محفوظ ‪ :‬أسس التربية‪ ،‬م‪ ،4‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪-22‬صـ ـ ــالع الدين محمد توفيق ‪ :‬اإلبداع الفكرى والتنوير التربوى فى الفلسـ ـ ــفة العقلية العربية‪ ،‬سـ ـ ــلسـ ـ ــلة كتب‬
‫اإلب ــداع الفكرى والتنوير التربوى‪ ،‬الكت ــاب األول‪ ،‬المكت ــب الج ــامعى الح ــدي ــث‪ ،‬اإلسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكن ــدري ــة‪،‬‬
‫‪2004‬م‪.‬‬
‫‪-23‬طاهر المصـ ـ ـ ــرى ‪ :‬نحو بناء نظام عربى جديد فى عالم متغير‪ ،‬مجلة المسـ ـ ـ ــتقبل العربى‪ ،‬العدد (‪،)233‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬يوليو ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪-24‬عبد الراضى إب ار يم محمد ‪ :‬دراسات فى فلسفة التربية المعاصرة‪ ،‬دار الفكر العربى‪ ،‬القاهرة‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪-25‬عبد الفتاع إب ار يم تركى ‪ :‬فلسفة التربية مؤتلف علمى نقدى‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -26‬عبدا لفتاع إب ار يم تركى ‪ :‬نحو فلسـ ــفة تربوية لبناء اإلنسـ ــان العربى‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسـ ــكندرية‪،‬‬
‫‪1993‬م‪.‬‬
‫‪-27‬عبد هللا الرشـ ـ ـ ـ ــدان‪ ،‬نعيم جعينى ‪ :‬المدخل إلى التربية والتعليم‪ ،‬دار الشـ ـ ـ ـ ــروق للنشـ ـ ـ ـ ــر والتو يع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪1994‬م‪.‬‬
‫‪-28‬عبد هللا عبد الدائم ‪ :‬نحو فلسـ ـ ــفة تربوية عربية – الفلسـ ـ ــفة التربوية ومسـ ـ ــتقبل الوطن العربى‪ ،‬م‪ ،2‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -29‬عبد هللا عبد الدايم ‪ :‬دور التربية والثقافة فى بناء حضـ ــارة إنسـ ــانية جديدة‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنشـ ــر‪،‬‬
‫بيروت‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫‪-30‬عبد المنعم الحفنى ‪ :‬المعجم الفلسفى‪ ،‬الدار الشرعية‪ ،‬القاهرة‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫‪-31‬على خليل أبو العينين ‪:‬البحث التاريخى فى التربية اإلسـ ـ ـ ــالمية‪ ،‬نحو منهجية علية لتنظيمه وإعداده‪ ،‬دار‬
‫الفكر العربى‪ ،‬القاهرة‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫‪-32‬على خليل أبو العينين ‪ :‬فلسفة التربية اإلسالمية فى القرآن الكريم‪ ،‬دار الفكر العربى‪ ،‬القاهرة‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫‪-33‬على خليل مصطفى أبو العينين وآخرون ‪ :‬األصول الفلسفية للتربية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬األردن‪2003 ،‬م‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل الثانى‬

‫التربية ومجتمع المعرفة‬


‫محتويات الفصل‬
‫األاداف التعليمية للفصل‬
‫مقدمة‬
‫أوال‪ -‬مفهوم مجتمو المعرفة‬
‫ثانيا‪ -‬أبعاو مجتمو المعرفة‬
‫ثالثا‪ -‬خصائص مجتمو المعرفة‬
‫رابعا‪ :‬مقومات مجتمو المعرفة‬
‫خامبا‪ :‬متطل ات مجتمو المعرفة‬
‫ساوسا‪ :‬تحديات مجتمو المعرفة في الوطن العربي‬
‫المحور الثاني ‪ :‬التربية المبتمرة للمعلم‬
‫أوالً ‪ :‬فلبفة التربية المبتمرة‬
‫ثانياً ‪ :‬مىررات األخذ بفلبفة التربية المبتمرة للمعلم‬
‫ثالثا‪ -‬إستراتيجية مقترنة لتفعيل وور التربية المبتمرة للمعلم في تحقيق‬
‫متطل ات مجتمو المعرفة‬

‫‪28‬‬
‫األهداف التعليمية للفصل‬

‫بعد دراسة هذا الفصل يمكن تحقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬التعرف على مفهوم مجتمو المعرفة‪.‬‬

‫‪ -2‬الك ررف عررن أبعاو مجتمو المعرفة‪.‬‬

‫‪ -3‬إوراك خصائص مجتمو المعرفة‪.‬‬

‫‪ -4‬الوقوق على مقومات مجتمو المعرفة‪.‬‬

‫‪ -5‬مناق ة متطل ات مجتمو المعرفة‪.‬‬

‫‪ -6‬الك ف عن تحديات مجتمو المعرفة في الوطن العربي‪.‬‬

‫‪ -7‬مناق ة فلبفة التربية المبتمرة‪.‬‬

‫‪ -8‬التعرف على مىررات األخذ بفلبفة التربية المبتمرة للمعلم‪.‬‬

‫مناق ة كيفية تفعيل وور التربية المبتمرة للمعلم في تحقيق‬ ‫‪-9‬‬

‫متطل ات مجتمو المعرفة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثانى‬

‫التربية ومجتمع المعرفة‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫التربية ومجتمو المعرفة‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫تعتىر المعرفة معيار القيمة فى عالمنا المعاصر نيث يمثل اكتبابها وامتالكها المحرك األساسي للتقدم‬
‫اإلنباني وت ير معظم التقارير الصاورة عن المنظمات الدولية ب أن المعرفة إلي أن المعرفة تعد اآلن أام‬
‫عنصر فى التنمية المجتمعية ال املة‪ .‬وأن قدرة أي مجتمو على إنتاج المعرفة واخت اراا ومواءمتها وتحويلها‬
‫إلى خدمات أوسو يعد عنص اًر مهماً للنمو االقتصاوي المبتمر وتحبين نوعية الناس‪.‬‬

‫ومن ثم فقد تغيرت النظرة إلى ثروات األمم‪ .‬فلم تعد الخامات والثروات الطىيعية التقليدية من أراضى‬
‫وإمكانات طىيعية فى جوفها أو ماليين البكان الذين يعي ون على سطحها‪ .‬وإنما ثروة األمم اآلن اى ثروة‬
‫المعرفة التى تمتلكها والتى من شأنها تحقيق االستفاوة المثلى من الثروات األخرى‪.‬‬

‫واذا يفبر بكل وضوح كيف أص حت بلدنا فقيرة فى موارواا الطىيعية غنية فى معارفها مثل اليابان‬
‫وسويب ار وسنغافورة من أغنى وول العالم واألعلى من نيث نصيب الفرو من الدخل القومى‪ .‬فى نين أن‬
‫اناك بلداناً غنية فى المصاور الطىيعية مثل روسيا يقل فيها الدخل الفروى عما سىق بكثير‪.‬‬

‫لذلل أص ح التحول إلى مجتمو المعرفة مطل اً نياتياً فى العالم العربى ألن القيمة المضافة لإلنتاج‬
‫المعرفى أكىر بكثير من تلل التى ترافق اإلنتاج التقليدى نيث تتناسب اذه القيمة طروياً مو نجم المعرفة‬
‫التى يمتلكها األفراو‪ .‬واذا التحول يتطلب تفعيل عناصر المعرفة والتى تتمثل فى النفاك إلى مصاوراا‬
‫واستخالصها واستيعابها وتنظيمها وكيفية توظيفها ومن ثم توليد معرفة جديدة تحل محل المعرفة القديمة‪.‬‬
‫ويتضح من المرانل البابقة أن جهوو معظم الدول العربية تقف عند مرنلة اقتفاء المعرفة وون إنتاجها‬
‫واستيعابها وتوظيفها واذا ما يفبر الفجوة بيننا وبين اآلخر ‪.‬‬

‫ولم يص ح وخول العر إلى مجتمو المعرفة اختيارياً بل أضحى من الضرورى – شئنا أم أبينا –‬
‫أن نكون جزءاً من اذا المجتمو‪ .‬وسىيلنا إلى اذا او وجوو نظام تعليمى يلىى متطل ات مجتمو المعرفة‬

‫‪31‬‬
‫ومواجهة تحدياته‪ .‬ألن اذا المجتمو أملى على التعليم أووا اًر جديدة على الدول العربية أن تعيها وتفعلها‬
‫فى نظمها التعليمية‪.‬‬

‫وت ير التقارير العربية للتنمية الثقافية (‪ )2011-2008‬إلى أنه ال يمكن للدول العربية أن تزوار‬
‫وتحقق تنمية إنبانية فعلية إال من خالل االاتمام بتأسيس مجتمعات المعرفة‪ .‬مؤكدة فى نفس الوقت على‬
‫ضعف نوعية التعليم فى المنطقة العربية من منظور وولى وإلى مجموعة التحديات التى تواجه اذا التعليم‬
‫مثل قضية الكثافة الطالبية التى ال تتناسب مو القدرة االستيعابية للجامعات وقضية ضعف الموارو المتانة‬
‫والقضية المتعلقة بال حث العلمى‬

‫المحور األول ‪ :‬المنظور الفلبفي لمجتمو المعرفة ومتطل اته التربوية‬

‫ترت ط مبألة توطين المعرفة ببياوة األمم واستقاللها واويتها القومية نيث أص حت المعرفة والتقدم‬
‫العلمى من أبرز وسائل سياوة األمم ومصدر قوتها‪ .‬وقد أورك بعض المفكرين اذه الحقيقة منذ زمن طويل‬
‫نيث أكد ع اس العقاو على أن "وولة العلم أقوى من وولة البالح" كما أشار بن خلدون إلى أن "األمة‬
‫التى تفكر بعقل غيراا أمة تابعة واألمة التابعة أمة مهزومة"‪.‬‬

‫ويعتىر مجتمو المعرفة تطو اًر فى نضارة العصر الذي يعي ه المجتمو اإلنبانى فى تلل الحق ة التى‬
‫تت كل فيها مالمح مجتمو متميز تبتهل به الحضارة اإلنبانية قرن جديد وألفية جديدة ‪.‬‬

‫وفى ظل اذا المجتمو تغيرت معايير الثروة والقوة وأص حت المعلومات والمعرفة اى المعيار‬
‫األساسى ألن التنمية وزياوة اإلنتاج واإلنتاجية أص حت تعتمد على المعرفة أكثر من اعتماواا على عوامل‬
‫اإلنتاج الماوية كاألرض ورأس المال ووفرة الموارو الطىيعية ونتى وفرة القوى العاملة‪ .‬والواقو أن تكلفة‬
‫المعرفة تتجاوز فى معظم الحاالت تكلفة عوامل اإلنتاج الماوية كلها‪ .‬ولكن قيمتها المضافة تمثل أضعافاً‬
‫مضاعفة لعوائد غيراا من اإلنتاج‪.‬‬

‫ويؤكد أبو زيد على المعنى البابق بقوله أن فلبفة اذا المجتمو تقوم على أساس أن إنتاج المعرفة‬
‫سلعة رابحة تحمل معها البيطرة البياسية والمكانة االجتماعية فضالً عن تحقيق الهيمنة الثقافية‬
‫واالقتصاوية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫واتباقاً مو ما سىق أشار (ألفين توفلر) بقيمة المعرفة فى عالمنا المعاصر والمبتقىل بقوله "ما‬
‫كان بوسو أى ع قرى فى البابق أن يتخيل ما ست هده اذه األيام من منحى عميق فى تحول البلطة إلى‬
‫اذه الدرجة المذالة التى أص حت بها القوة والثورة تعتمدان على المعرفة نالياً‪ .‬فالمعرفة نفبها ليبت‬
‫المصدر الونيد للبلطة فحبب بل أنها أيضاً أام مقومات القوة والثورة ‪.‬‬

‫فالقوة بمعنااا التقليدى قد تحولت بما يتناسب والتطور الحضارى للمجتمعات اإلنبانية فىينما كانت‬
‫القوة العبكرية اى الحاسمة فى عصر الزراعة أص حت القوة االقتصاوية اى المهيمنة فى عصر الصناعة‬
‫ومن ثم أص حت المعرفة وتطىيقاتها التكنولوجية اى أبرز مظاار القوة مو التحول الذى ن هده فى بداية‬
‫التحول إلى مجتمو المعرفة‪.‬‬

‫وال تقتصر نتائج التحوالت المصان ة لعصر المعرفة على ما يمكن أن ينتج عنها من آثار م اشرة‬
‫أو غير م اشرة فحبب بل تتصل بتغير المرجعيات واألسس والقواعد التى يرتكز عليها تطور المعرفة نفبه‪.‬‬

‫ففى تفبيره آللية ندوث الثورات العلمية يقدم "توماس كون" فى كتابه ال هير "بنية الثورات العلمية"‬
‫إلجابته باقتراح مفاوه أن نغير نظرتنا إلى تاريخ المعلم وال نراه على أنه وعاء ألنداث متتابعة زمنياً ومن ثم‬
‫تراكمياً‪ .‬ألن تغيير النظرة يبتت عه تحول ناسم فى تصور العلم‪ .‬والصورة الىديلة أو الجديدة اى تمايز بين‬
‫مرنلتين أو شكلين من تطور العلم واخل إطار نام ي كل نموكجاً إرشاوياً قوامه ش كة محكمة من االلتزامات‬
‫المفاهيمية والمنهجية‪ .‬اذا التمايز سيفضى إلى مرنلة ثانية اى مرنلة الثورة العلمية نيث يتم استىدال‬
‫النموك القديم بآخر جديد تتغير معه صورة الوقائو ومعايير القىول والرفض فى أوساط الجماعة العلمية ‪.‬‬

‫وقد بات فى نكم المؤكد أن التطورات العلمية المتبارعة فى مجتمو المعرفة قد أربكت وربما تجاوزت‬
‫ال تفبيرات (كون) ونداا بل فلبفة العلم برمتها والتى أص حت مطال ة بتقديم العديد من اإلجابات المختلفة‬
‫التى ال تقتصر على ميدان العلم كاته بل تطال اإلنبان والمجتمو عموماً‪.‬‬

‫أوال‪ -‬مفهوم مجتمو المعرفة‬

‫أص ح مفهوم مجتمو المعرفة مألوفاً فى األوساط العلمية والمؤسبات القياوية ‪ .‬وينىثق اذا المفهوم‬
‫من أامية المعرفة فى التأثير على المجتمو ب كل عام وليس على الجانب االقتصاوى فحبب ومن ثم فإن‬

‫‪33‬‬
‫اذا المتجمو ال يقتصر على إنتاج المعرفة وتداولها فقط بل يحتاج إلى ثقافة تقيم وتحترم من ينتج اذه‬
‫المعلومة ويبتغلها فى المجال الصحيح مما يتطلب إيجاو محيط ثقافى واجتماعى وسياسي يؤمن بالمعرفة‬
‫وووراا فى الحياة اليومية للمجتمو)‪.‬‬

‫واذا المجتمو – كأند إف ارزات العولمة – على ند قول )‪ (Nayar‬أوى إلى تغير كىير فى النظام‬
‫االجتماعى بأكمله مما أندث ثغرات كىيرة فى المجتمعات ومنها االضطرابات البياسية وخروج األنظمة‬
‫االقتصاوية التقليدية من الب اق العالمى وكذلل اختالل منظومة القيم والمعايير لدى األفراو مما أوى إلى‬
‫ضرورة إعاوة فهم النظرية االجتماعية بهذا المجتمو‪.‬‬

‫ويبتعمل مفهوم مجتمو المعرفة ‪ Knowledge Society‬لإلشارة إلى المجتمعات الصناعية‬


‫والمتقدمة التى تعتمد أكثر على المعرفة فى اقتصاواتها وإوارتها وفى صنو مبتقىلها بدالً من االعتماو على‬
‫شئ آخر ممثالً فى العاوات والتقاليد أو الحكمة ال خصية أو الن ااة‪.‬‬

‫وي ير التقرير العالمى لليونبكو إلى أن مجتمو المعرفة او كلل المجتمو الذى لديه القدرة على‬
‫إنتاج المعلومات ومعالجتها ونقلها وبثها واستخدامها من أجل بناء وتطىيق المعرفة لتحقيق التنمية‬
‫اإلنبانية ‪.‬‬

‫ويىين نىيل على أن خطا مجتمو المعلومات ين غل بأمور الىنى التحتية التى توفر الوسائل العملية للنفاك‬
‫إلى مصاور المعلومات وت اولها أما مجتمو المعرفة فأعمق وأشمل فهو يقوم على استغالل المعرفة كأام‬
‫مورو لتنمية جميو القطاعات االقتصاوية والنماء االجتماعى بصفة عامة‪.‬‬

‫ويرى (إووارو بورتالند) أن مجتمو المعرفة يمثل برنامجاً متكامالً مخصصاً للفعل وأن كلل الفعل سوف‬
‫يتضمن التعليم والمعلوم والثقافة واالتصال مجتمعه فى وندة متكاملة ومتماسكة وأن إنتاج المعرفة سوف‬
‫يكون سلعة رابحة تحمل معها البيطرة البياسية والمكانة االجتماعية والهيمنة الثقافية واالقتصاوية على‬
‫المجتمعات األخرى ‪.‬‬

‫وبنظرة تاريخية فلقد مر مجتمو المعرفة بثالث مرانل نتى ت كل بصورته الحالية‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬المرنلة األولى ‪ :‬كانت فى بداية الب عينيات ونتى بداية التبعينات من القرن الماضى ‪-1970‬‬
‫‪ 1990‬نيث ندثت نقلة نوعية فى مجال االتصاالت واتباع الىنية التحتية الستخدام تكنولوجيا‬
‫االتصاالت إلى جانب تأسيس عدو من الهيئات والمنظمات التى عنيت بتطوير تكنولوجيا المعلومات‬
‫ففى اليابان تم تأسيس برنامج الجيل الخامس )‪ (Fifthe generation‬من الحاس ات‪.‬‬
‫‪ -‬المرنلة الثانية ‪ :‬والتى ظهرت فى عامى ‪ 1992-91‬متزامنة مو الحملة االنتخابية للرئاسة األمريكية‬
‫عندما طرح "آل جور" فى م روعه االنتخابي فكرة الىنية التحتية الوطنية للمعلومات" كنقطة تحول‬
‫نحو المبتقىل‪ .‬وقد مهدت اذه الفكرة وبخطى نثيثة إلى بزوغ الموجة الثالثة والحالية والتى اتبمت‬
‫بظهور مجتمو المعرفة‪.‬‬
‫‪ -‬المرنلة الثالثة ‪ :‬وتعتىر امتداواً للمرنلة الثانية نيث شهد العالم انت ا اًر واسعاً لإلنترنت واستخداماته‬
‫ب كل عمق الحاجة إلى وجوو ت ريعات تحكم اا المجال‪ .‬وقد تىين أن صياغة اذه الت ريعات ال‬
‫يمكن أن تتم بعيداً عن المجتمو ومكوناته‪ .‬لذا لم تص ح ااتمامات اذه المرنلة مقتصرة على الطابو‬
‫المحض لتكنولوجيا المعلومات فحبب بل شملت مجاالت عديدة منها التفاعل االجتماعي والهوية‬
‫واألخالق والدين واألسرة وغيراا من المواضيو‪.‬‬

‫ومنذ أواخر التبعينات من القرن الماضى ربط التطور فى مجال مجتمو المعرفة بالتقدم الصناعى‬
‫والتجارى ورقى ال عو والرخاء وقد روجت األمم المتحدة لهذه الفكرة بين وول العالم التى أص حت تتبارع‬
‫إلى تىنى اذا المفهوم وتضو الخطط اإلستراتيجية لتحقيق المعايير التى تدل على التحول إلى مجتمو‬
‫المعرفة‪ .‬وبدا اذا واضحاً من خالل تقريراا االقتصاوى واالجتماعى للعام ‪ 2004‬نيث أشار إلى أن "ثورة‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت أعاوت بنهاية القرن الع رين صياغة طرق إنتاج المعرفة وجنى ثماراا‬
‫وتجميعها وتوليفها ومعالجتها‪ .‬وتوجيهها واذا األمر يزيد من كفاءة المعرفة وفاعليتها فى النمو والتنمية‪.‬‬
‫وفى عصر المعرفة الحالى أص ح العقل واألفكار الخالقة واالبتكارية مصد اًر رئيباً من مصاور التفوق"‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أبعاو مجتمو المعرفة‬

‫يحمل مجتمو المعرفة فى طياته مجموعة من األبعاو مما يؤكد ضرورة النظرة الفلبفية المتكاملة له‬
‫باعت اره كل متكامل واى‪.‬‬

‫‪-1‬ال عد االجتماعى ‪ :‬إك يعنى مجتمو المعرفة سياوة ورجة معينة من الثقافة المعلوماتية وزياوة مبتوى‬
‫الوعى بتكنولوجيا المعلومات وأامية المعرفة وووراا فى الحياة اليومية لإلنبان والمجتمو مطالب انا بتوفير‬

‫‪35‬‬
‫الوسائط والمعلومات الضرورية من نيث الكم والكيف‪ .‬لذلل شهد مجتمو المعرفة والوة فاعل ب رى جديد‬
‫او اإلنبان الذى ينتمى إلى "صناع المعرفة‪ /‬عمال "‪ "Knowledge Workers‬الذين يملئون الفجوة بين‬
‫العمل الذانى والعمل اليدوى‪.‬‬

‫‪-2‬ال عد االقتصاوى ‪ :‬نيث تعتىر المعلومة فى مجتمو المعرفة اى البلعة أو الخدمة الرئيبية والمصدر‬
‫األساسى للقيمة المضافة وخلق فرص العمل وترشيد االقتصاو‪.‬‬

‫‪-3‬ال عد الثقافى ‪ :‬إك يعنى مجتمو المعرفة إعطاء أامية مميزة للمعلومة والمعرفة واالاتمام بالقدرات اإلبداعية‬
‫لبشخاص وتوفير إمكانية نرية التفكير واإلبداع والعدالة فى توزيو العلم والمعرفة والخدمات بين الط قات‬
‫المختلفة للمجتمو‪.‬‬

‫‪-4‬ال عد البياسى والحقوقى ‪ :‬إك يعنى مجتمو المعرفة إشراك الجمااير فى اتخاك الق اررات بطريقة رشيدة‬
‫وعقالنية أى مىنية على استعمال المعلومات واذا ال يحدث إال بتوسيو نرية تداول المعلومات وتوفير‬
‫مناخ سياسى مىنى على الديمقراطية والعدالة والمباواة ومباامة الجمااير فى عملية اتخاك الق اررات‬
‫والم اركة البياسية الفعالة‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬خصائص مجتمو المعرفة‬

‫فى ضوء ما تم طرنه سابقاً أص ح ينظر إلى مجتمو المعرفة على أنه المجتمو الذى تغلب عليه‬
‫الخصائص التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬المعرفة اى المصدر الرئيبى والفاعل فى الحياة اليومية لبفراو والمجتمو والبياسة العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬تختلف المعرفة عن المصاور األخرى ليس فى أنها غير قابلة للنضو فحبب بل أنها تتزايد وتنمو‬
‫بال راكة وتعدو المبتخدمين‪.‬‬
‫‪ -3‬يعمل مجتمو المعرفة على إنتاج المعرفة ون راا واستخدامها من أجل التنمية ال رية‪.‬‬
‫‪ -4‬يهيئ مجتمو المعرفة الطرق الضرورية لجعل العولمة تخدم ال رية وتباعد على رخائه‪.‬‬
‫و أضيف سولز‪ 2007‬مجموعة أخري من الخصائص واي ‪:‬‬
‫‪ -1‬مجتمو المعرفة وائم التطور والتغير نحو األفضل ولديه من أجل تحقيق كلل رؤية عالمية طويلة‬
‫األمد‪.‬‬
‫المعرفة اى المصدر األساسى للقوة البياسية لمجتمو المعرفة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ -3‬للطاقة ال رية قيمة متميزة لدى مجتمو المعرفة وكلل بجعل ال ر ام المصدر الرئيس لإلنتاج‬
‫واإلبداع‪.‬‬
‫‪ -4‬مجتمو مترابط ومتواصل ب كل يد ومتين عىر وسائل االتصال والتواصل الديث ويمكن الوصول إلى‬
‫مصاور المعلومات ببهولة ويبر‪.‬‬

‫‪ -5‬لدى مجتمو المعرفة الىينة التحتية الماوية المتينة التى يقوم على أساسها االقتصاو المتين والتى‬
‫توفر الدعم الالزم لنقل المعلومات والعلوم وتوصيلها‬

‫ويضيف )‪ (Evers‬أن اذا المجتمو يتميز بمجموعة من الخصائص اى ‪:‬‬

‫‪ -1‬مجتمو يتمتو أعضاؤه بمبتوى تعليم أعلى مقارنة بالمجتمعات األخري يتم توظيف نب ة متزايدة‬
‫منهم فى مجال ال حث عن المعرفة‪.‬‬
‫‪ -2‬تتزايد فيه المنتجات المتكاملة التى تعتمد على الذكاء الصناعى‪.‬‬
‫‪ -3‬وجوو مناخ ثقافى يدعم إنتاج المعرفة واستخدامها‪.‬‬
‫‪ -4‬االستقصاء ‪ :‬يتصف مجتمو المعرفة بأنه منتج للمعرفة ومبتخدم لها وال يمكن إنتاج المعرفة‬
‫واستخدامها بدون توظيف االستقصاء نيث يباعد االستقصاء على التفكر فى الممارسات المهنية‬
‫وتحديد الصعوبات والتحديات التى توجه المهنيين وبذلل يبهمون فى تطوير المعرفة المهنية‬
‫ون راا‪.‬‬
‫‪ -5‬التعليم المبتمر ‪ :‬يتصف مجتمو المعرفة بأن المعرفة التخصصية ستتغير نتيجة التطورات المعرفية‬
‫المتبارعة‪ .‬واذا التغير سيكون مبتم اًر مما يتطلب من عمال المعرفة )‪(Knowledge worker‬‬
‫أن يطوروا معارفهم باستمرار‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ما سىق يتميز اذا المجتمو بوجوو ما يعرف باسم "منظمات التعلم ‪"Learning‬‬
‫" ‪ organizations‬واى ع ارة عن مجموعة من األفراو يتفاعلون مو بعضهم ومو العالم المحيط بهم‬
‫يعملون كفريق ضمن مؤسبة ي عرون باالنتماء إليها‪ .‬وفيها تتاح لهم الفرص الكت اف المعرفة‬
‫وإنتاجها وتطىيقها ويتصفون بأن لديهم القدرة والدافعية للتعلم المبتمر واالنفتاح على اآلخرين‪.‬‬

‫وقد اقترح سينج )‪ (Seng, 1990‬خمبة شروط تقوم عليها اذه المنظمات وتتمثل فى ‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -1‬توظيف التفكير المنظومى " ‪ " System Thinking‬والذى يباعد األفراو على رؤية جميو العوامل‬
‫المتعلقة بم كلة معينة وكذا التفاعل بين اذه العوامل‪.‬‬
‫‪ -2‬التركيز على اإلتقان ال خصى "‪ "Personal Mastery‬ويقصد به االنض اط الستجالء الرؤى‬
‫وتعميقها ولتركيز الطاقات ولتنمية الصىر ورؤية الواقو بموضوعية‪.‬‬
‫‪ -3‬بناء نماكج عقلية ( ‪ )mental model‬قاورة على التعامل مو المهام الجديدة فى اذا المجتمو‬
‫بطريقة تختلف عن الطرق التقليدية نيث أن التوصل إلى ابتكارات جديدة او سر النجاح لهذه‬
‫المنظمات‪.‬‬
‫‪ -4‬تطوير رؤية م تركة )‪ (Shared Vision‬من شأنها طرح بدائل غير تقليدية لرؤية المؤسبة‬
‫وووراا فى المجتمو سواء كانت إنتاجية أو تعليمية نتى يتحقق لها النجاح‪.‬‬
‫‪ -5‬التركيز على تعلم الفريق )‪ (Team Learning‬نيث أن الفريق وليس األفراو ام الوندات األساسية‬
‫فى المؤسبات الحديثة‪ .‬واألخذ بهذا األسلو يباعد المؤسبات على تونيد جهوو المنتبىين إليها‬
‫نحو تطوير وتحبين منتجاتها وخدماتها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مقومات مجتمو المعرفة‪:‬‬

‫ال حث العلمي المىدع والتطىيق التقني المىتكر ‪.‬‬ ‫يىني مجتمو المعرفة علي قاعدتين أساسيتين اما‬
‫وبتوظيفهما معا تتوطن المعلومات وتبتثمر في رفو القيمة‬ ‫ف مها معا يحصل المجتمو علي علم نديث‬
‫وبهما معا تتحول المعلومات إلي برامج وخدمات‬ ‫المضافة من خالل اختراعات في مختلف مناشط الحياة‬
‫وتص ح المعرفة جزءا من ثقافة المجتمو وعنصر من عناصر نضارته ‪.‬‬

‫ومن المبلم أن مجتمعنا أص ح يواجه تحديات ومتغيرات جديدة جعلت من الضروري االنتقال والتحول من‬
‫المجتمو التقليدي إلي مجتمو المعرفة الذي يتميز ب دة التغير والنمو الهائل في كافة المعارف في شتي‬
‫فروع العلم والمعرفة مما جعل اناك نوع من الصعوبة لالستفاوة من مثل اذا الكم المعرفي مالم يكن الفرو‬
‫مزووا بالمهارات التي تمكنه من االنتفاع به‪.‬‬

‫وتعتىر إوارة المعرفة مقوما أساسيا من مقومات اذا المجتمو اذه بدوراا تتطلب توافر مقومات علي‬
‫مبتوي األفراو والمجتمعات مثل ‪:‬‬

‫‪ -1‬الدافعية ( ‪)Motivation‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -2‬الرؤية (‪)Vision‬‬

‫‪ -3‬اإلنباس بقيمة التعلم (‪)Value of education‬‬

‫‪ -4‬التخطيط االستراتيجي ( ‪)Strategic planning‬‬

‫والمتأمل للمقومات األربو البابقة يجد أنها لكي تتحقق علي أرض الواقو البد من اإليمان بمجموعة من‬
‫الم اوئ تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬العقالنية ‪ :‬نيث يؤكد اذا المحور علي سياوة العقل باعت اره البيد األول الذي ين غي أن يطاع‬
‫نيث أن الدول التي أعلت من شأن العقل اي‬ ‫وعلي اإلنبان أن يكون جريئا في استخدام عقله‬
‫التي عال شأنها في طريق التقدم واالزواار نيث يقول ( بيكون ) أن الهيمنة علي الطىيعة التتحقق إال‬
‫من خالل االكت افات واإلبداعات العلمية ‪ .‬واذه الهيمنة ال تتحقق إال من خالل تطهير العقل من األواام‬
‫التي تحد من نرية العقل ‪.‬‬

‫‪ -2‬المعرفة قوة ‪ :‬نيث يؤكد ( فرنبيس بيكون ) علي أن المعرفة قوة والتأكيد علي أن المعرفة اي‬
‫اإلنبان ‪ .‬نيث أن التكنولوجيا تدور نول نياة اإلنبان وأسلوبه التفكيري ‪ .‬ويضيف (رسل ) أن القيمة‬
‫األخالقية للمعرفة تتىدي من خالل كون اإلنبان او الكائن الونيد القاور علي التطور الموجه الهاوف‬
‫وان القوة‬ ‫والحق ضائو مالم تتوافر طرق للدفاع عنه‬ ‫فالقوة نق‬ ‫‪ .‬فنحن نعيش في عصر القوة‬
‫والقوة اي القدرة‬ ‫اي أواة البيطرة والهيمنة ‪ .‬والمعرفة اي القوة التي تحمي البالم وتقويه وتدعمه‬
‫علي إنتاج المعرفة واستثماراا ‪.‬‬

‫‪ -3‬تجاوز الدوجماطيقية ‪ :‬فالدوجما اي تعىير عن التعصب واالنغالق والجموو العقلي وثنائية التفكير‬
‫والعدوان والتبلط ‪ .‬نيث تنمي الدوجما فكرة الجماعة الواندة والرأي الواند والفكرة الواندة ‪ .‬ويؤكد‬
‫فأص ح للعقل الكلمة األخيرة‬ ‫(وراكر) انه لم يعد للبالح الكلمة األخيرة فعجزه ظهر في كثير من الحرو‬
‫في نياة األمم ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -4‬التبامح‪ :‬جوار التبامح او نرية الفكر ونرية االعتقاو‪ .‬فالتبامح يعني أن تعدو اآلراء أمر م روع‬
‫فالت اين في األفكار يضفي علي األفكار واألشياء معني وثراء وكذلل اإلقرار بتفرو اإلنبان واختالف‬
‫ونرية اعتقاوه‪.‬‬

‫‪ -5‬الحرية ‪ :‬ال معرفة بال نرية فالعقل ال يبتطيو أن يقدم إبداعاته الخالقة بدون الحرية ‪ .‬فكلما‬
‫زاوت الحرية زاو تقدم العلوم ‪ .‬ونرية اإلبداع اي ثورة علي المألوف وتجاوز ما او قائم إلي ما ين غي‬
‫أن يكون فحرية الفكر تتحقق عن طريق اإلصرار علي العلم وإت اع المنهج العلمي البليم ‪.‬‬

‫نيث يحدو‬ ‫وثمة طرح آخر لمقومات مجتمو المعرفة يلتقي إلي ند كىير مو الطرح البابق‬
‫مقومات مجتمو المعرفة فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬المقوم العقلي‪ :‬ويقصد به العقل الجمعي الذي يضم مخزونا من العاوات الذانية المتراكمة والمتوارثة‬
‫وطرائق التفكير البائدة ‪ .‬ويتصف اذا المقوم بعدة خصائص تتمثل في‬ ‫من خىرات األجيال‬
‫المعالجة الىينية للقضايا المعرفية وتكامل المجاالت والتخصصات والتفكير المنظومي الذي يرفض‬
‫االستغراق في التفاصيل وون إوراك العالقات الكلية ‪ .‬وكذلل الجبارة في خوض ما او غير يقيني‬
‫وما او غير ثابت وغير سائد عن القضايا التي ال تخالف منظومته القيمية والعقائدية البائدة ‪.‬‬
‫واالنفتاح علي الرأي المخالف والمرونة في تغيير التصورات وفقا لقناعات أو والئل جديدة ‪.‬‬

‫‪ -2‬المقوم اللغوي ‪ :‬ويقصد به اللغة بمعنااا اللفظي ال فهي الكتابي المعروف باعت ار اللغة وعاء‬
‫الفكر ويتصف اذا المقوم بمجموعة من الخصائص تتمثل في ضرورة وضوح الخلفية المعرفية‬
‫والقدرة علي مواصلة التنظير ‪ .‬والقدرة علي مواصلة توليد المصطلحات وتونيداا ب كل مبتقل‬
‫عن الت عية للثقافات األخري‪ .‬والقابلية للمعالجة الحاسوبية تحري ار وإعرابا وترجمة فضال عن القدرة‬
‫علي مواصلة التطوير المعجمي واستيعا الوظائف واألن طة اإلنبانية المتجدوة ‪.‬‬

‫‪ -3‬مقوم التعلم ‪ :‬واو المقوم الرئيس لهذا المجتمو فهو جوار اذا المجتمو وصيغته النهائية المىتغاه‬
‫ويقصد به المدى الواسو من فرص التعلم المتانة لكل أفراو المجتمو علي تنوعهم واختالف‬
‫خصائصهم وظروفهم واذه الفرص تتبو لتبتوعب صيغ التعليم المتعدوة النظامية وغير النظامية‬
‫والتعليم المبتمر مدي الحياة‪ .‬ويبتند اذا‬ ‫وي مل كذلل جميو المرانل التعليمية‬ ‫والالنظامية‬
‫بمعني نصول كل فرو في المجتمو علي فرصته‬ ‫المقوم علي عدة أسس تتمثل في ‪ :‬اإلتانة‬

‫‪40‬‬
‫المناس ة من التعليم مهما كانت خصائصه ‪ .‬وكذلل الجووة والفاعلية بمعني توافر المعايير الكفيلة‬
‫بأن تكون الفرص المتانة مثمرة ويترتب عليها تعليم نقيقي وليس مجرو تحصيل للمعلومات ‪.‬‬
‫ومنا شطها‬ ‫بمعني أن يكون التعليم موجها نحو الحياة‬ ‫وأخي ار القابلية لالستثمار والتطىيق‬
‫وممارستها وتطىيقاتها عالوة علي كونه غاية في ند كاته ‪.‬‬

‫خامبا‪ :‬متطل ات مجتمو المعرفة ‪:‬‬

‫يتطلب إنتاج المعرفة ب كل م اشر ن وء طلب قوي ومطرو علي المعرفة وتىلور إراوة سياسية‬
‫بما في كلل بناء رأس المال‬ ‫قاورة علي تأمين الموارو الالزمة لن اط منظومة معرفية نيوية وقاورة‬
‫ال ري راقي النوعية وبيئة من البياسات والىني المؤسبية المواتية لفاعلية ن اطها ‪ .‬إال أن اذه‬
‫العوامل علي أاميتها تتأثر بدوراا بمحدوات مجتمعية وثقافية واقتصاوية وسياسية تؤثر أيضا في‬
‫منظومة المعرفة كاتها ‪ .‬فالمعرفة ال تن أ في فراغ مجتمعي ولكن في مجتمو له واقو وتاريخ وسياق‬
‫إقليمي وعالمي ‪.‬‬

‫المطالب التربوية لمجتمع المعرفة ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫أ‪ -‬التطلع لتحقيق مجتمع المعرفة جعل مهمة التربية تزواو تعقيدا " فقد أضحت النظم التربوية اليوم واي‬
‫المبؤولة عن تكوين رأس المال ال ري كي النوعية الراقية الذي تتطل ه التنمية ال املة‬
‫مبؤولة أيضا عن اإلنبان ومبتقىله واي مدعوة اآلن أكثر من أي وقت مضى إلى تطوير‬
‫كاتها وتجديداا بما يجعلها أكثر قدرة على مالئمة ميول المتعلم واستعداواته وقدراته وتلىية‬
‫انتياجات التنمية االقتصاوية واالجتماعية التي تتطور باستمرار‪ .‬وبهذا المعنى فإن على‬
‫التربية أن تغرس وتنمي الطاقات المىدعة في كل فرو وفي الوقت كاته أن تبهم في تطوير‬
‫المجتمو وتماسكه ‪.‬‬
‫يعتمد علي صحيح الدين اإلسالمي مو‬ ‫‪ -‬تأسيس نموكج معرفي عربي أصيل متفتح مبتنير‬
‫مو االعتزاز بالتراث‬ ‫النهوض باللغة العربية وإطالق ن اط بحثي معلوماتي جاو في ميدانها‬
‫المعرفي العربي واالنفتاح علي الثقافات اإلنبانية األخرى ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن يتصف النظام التربوي بالمرونة والقدرة على تغيير هيكل عمليات التعليم والتعلم وفل ارت اطها‬
‫بالمؤسبة التعليمية‪ .‬وتتمثل مرونة النظام التعليمي في عدو سنوات الدراسة وفي محتوااا بحيث‬
‫تبتجيب لحاجات المتعلمين المختلفة والمتجدوة وفي انفتاح المدرسة ووما على عالم العمل‬
‫وناجاته وتطوير بنيتها ومنااجها وأساليىها ت عا لذلل‪ .‬وكذلل أيضا في تنويو التعليم وت عي ه‬

‫‪41‬‬
‫وتيبير االنتقال بين االختصاصات والفروع المختلفة والقضاء على الحواجز بين التعليم النظامي‬
‫من مختلف‬ ‫وغير النظامي وتحقيق التكامل بينهما وانفتاح المدرسة النظامية على الطال‬
‫األعمار وتنويو الدراسة في شتى مرانل التعليم ت عا لحاجات المتعلمين المختلفة‪ .‬واكذا‬
‫فالمرونة شرط البد منه لمواجهة التغيرات العالمية المفاجئة وللمحافظة على قدرة النظام التعليمي‬
‫في عالم متجدو ‪.‬‬

‫‪ -2‬المتطل ات البياسية لمجتمو المعرفة ‪:‬‬

‫تعد نريات الرأي والتعىير والتنظيم اي الحريات الضامنة لجميو صنوف الحرية ومناخ الحرية متطلب‬
‫جواري لمجتمو المعرفة واذه الحريات اي الضامنة لحيوية ال حث العلمي والتطوير التقاني والتعىير الفني‬
‫وإكا أرونا تنمية إنبانية من‬ ‫واألوبي ‪ .‬فإكا أرونا معرفة راقية في شتي مجاالت اإلبداع فالحرية ال زمة‬
‫خالل اكتبا المعرفة فالحرية الغني عنها ‪.‬‬

‫مما يؤوي بدوره إلي تعزيز الطلب علي المعرفة في‬ ‫ويمثل الحكم الصالح ضمانة لعقالنية اتخاك القرار‬
‫جميو قطاعات المجتمو ويدفو بعملية إنتاج المعرفة قدما ‪ .‬واذا الحكم الصالح يقوم علي األركان التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬يصون الحرية بما يضمن توسيو خيارات الناس ‪.‬‬

‫‪ -2‬يىني علي التمثيل ال امل لعموم الناس ‪.‬‬

‫‪ -3‬يقوم علي المؤسباتية بجدارة ‪.‬‬

‫‪ -4‬تعمل مؤسباته بكفاءة وب فافية مطلقة ‪.‬‬

‫‪ -5‬تخضو مؤسباته للمباءلة الفعالة من خالل تمثيل نيابي نر ونزيه ‪.‬‬

‫‪ -6‬يبوو القانون المنصف والحامي للحرية علي ند سواء ‪.‬‬

‫بيد أن توسيو نطاق الحرية وترقية االستمتاع بها في الىلدان العربية يتطلب أوال وقىل كل شيء جهدا‬
‫وءوبا ومتفانيا من المبتفيدين األول من الحرية وام المثقفين ومنتجي المعرفة‪.‬نيث أن التنعم بالحرية‬

‫‪42‬‬
‫والمعرفة في الوطن العربي بحاجة إلي عدو وعدة ونفس تاريخي طويل‪ .‬فلن ينعم العر بمجتمو المعرفة‬
‫والحرية مجانا أو يه ط عليهم من البماء‪.‬‬

‫وتلعب البلطة البياسية وو ار جواريا في توجيه المجال المعرفي وتقدمه أو تخلفه وتعمل علي تدعيم‬
‫النمط المعرفي الذي ينبجم مو توجهاتها وأادافها ‪.‬ومن ثم فإن إخضاع مؤسبات ال حث العلمي‬
‫لالستراتيجيات البياسية والصراع علي البلطة وتقديم مقاييس الوالء في إوارة اذه المؤسبات علي مقاييس‬
‫وتقييد الحريات الفكرية والبياسية لل انثين ي كل البىب الرئيس لتخلف المنظومة‬ ‫الكفاءة والمعرفة‬
‫المعرفية ‪.‬‬

‫ومن انا فإن التحليالت الببيولوجية والقانونية تذاب إلي ضرورة فصل المجال البياسي عن المجال‬
‫المعرفي عن طريق تأسيس مجال سياسي مبتقل يحتل فيه اإلنبان موقعا أساسيا يمكنه من أن يتعايش‬
‫مو مجاالت أخري وون ان يلغيها ‪ .‬كما تدعو اذه التحليالت إلي ضرورة تأسيس مجال معرفي مبتقل يعمل‬
‫علي إنتاج المعرفة وتنميتها باستقالل عن اإلكرااات البياسية ‪.‬‬

‫خالصة القول فإن تأسيس مجال سياسي مبتقل في الوطن العربي يكتبي أامية كىري في إقامة مجتمو‬
‫المعرفة ‪.‬ومو كلل فإن اذا التأسيس يحبم مو غيا نكم المؤسبات واو الحلقة المفقووة في نفز إقامة‬
‫مجتمو المعرفة ‪.‬‬

‫ساوسا‪ :‬تحديات مجتمو المعرفة في الوطن العربي‬

‫انطالقا من المتطل ات البابقة لمجتمو المعرفة يمكن القول بأنها في نفس الوقت تمثل تحديات النخراط‬

‫الوطن العربي في مجتمو المعرفة ‪ .‬فمن نيث وور التعليم في بناء األفراو لالنخراط في اذا المجتمو تتىدي‬

‫الصورة من خالل استعراض نالة التعليم في الدول العربية بدءا بالرعاية والتربية في مرنلة الطفولة الم كرة‬

‫مرو ار بالتعليم األساسي والثانوي وانتهاء بالتعليم الجامعي‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ففي مجال الرعاية والتربية الم كرة للطفولة بوصفها اللىنة األولي إلعداو الفرو لمجتمو المعرفة نجد‬

‫أنه في عام ‪ 2010‬بلغ معدل التغطية ال املة لبطفال في الفئة العمرية ‪ 6-0‬سنوات في مراكز الرعاية‬

‫والشل أن النب ة‬ ‫النظامية في جميو أنحاء المنطقة العربية بلغ ‪ %19‬مقارنة بالمعدل العالمي ‪%41‬‬

‫المئوية المرتفعة لبطفال ت كل عىئا كىي ار يعجز معظم الدول العربية عن استيعابه ضمن برامج رعاية الطفولة‬

‫عن المعدالت المتدنية لمؤشرات الحالة الصحية ورفاهية اؤالء األطفال مقارنة بالمعدالت العالمية‬ ‫فضال‬

‫فنب ة وفيات األطفال في الىلدان العربية تىلغ في المتوسط ‪ 54‬طفل لكل ألف قىل بلوغ الخامبة من العمر‬

‫واي تعاول ثمانية أضعاف ما اي عليه في أوربا الغربية ‪ ( .‬اليونبكو ‪2010‬ج ) ‪.‬‬

‫ويؤكد تقرير الرصد العالمي للتعليم للجميو ( اليونبكو ‪ 2010‬أ ) أن اناك ضعف في كثير من الدول‬

‫العربية في تحقيق تعميم التعليم االبتدائي وكذلل تحقيق التكافؤ بين الجنبين عالوة علي نبب الرسو‬

‫والتبر العالية في معظم النظم التعليمية بالمنطقة ‪.‬‬

‫في االلتحاق بهذا‬ ‫أما علي مبتوي االلتحاق بالتعليم الثانوي فإن مؤشرات فرص اؤالء ال ا‬
‫التعليم متدنية إك يعجز نوالي ‪ %35‬من التالميذ في اذه المرنلة من االلتحاق به ‪ .‬نيث ت ير بيانات‬
‫التقرير اإلقليمي للدول العربية الصاور عن اليونبكو ‪ 2010‬إلي ان معدالت القيد الصافي في التعليم الثانوي‬
‫في المنطقة العربية وصلت عام ‪ 2007‬إلي ‪ %57‬ومعدالت الرسو في معظم الدول العربية ‪ . %7‬فال يعقل‬
‫وتزويدام بالمعرفة والمهارات الالزمة لالنخراط في مجتمو المعرفة بتعليم ينتهي عند‬ ‫تمكين اؤالء ال ا‬
‫المرنلة المتوسطة باعت اراا نهاية مرنلة التعليم األساسي‪ (.‬اليونبكو ‪2010‬أ )‬

‫أما علي مبتوي التعليم الجامعي فان معدل االلتحاق في الدول العربية اليتجاوز ‪ %21,8‬بينما يصل في‬
‫كوريا الجنوبية ‪ %91‬واستراليا ‪ %72‬وإسرائيل ‪ . %58‬ويىلغ أعلي معدل لاللتحاق اإلناث في اإلمارات‬
‫يضاف إلي كلل اإلق ال الملحوظ من‬ ‫‪ %76‬وفي مصر ‪ . %45‬مما يظهر الفجوة في نبب االلتحاق‬
‫الطال العر علي وراسة اإلنبانيات والعلوم االجتماعية وون العلوم التطىيقية وال حثية وتمثل مصر أعلي‬

‫‪44‬‬
‫نب ة ‪ %79‬من الملتحقين بالتعليم الجامعي واذا بال شل يؤثر علي مدي تملل اؤالء المتخرجين للمهارات‬
‫التقنية والعلمية الالزمة لمجتمو المعرفة ‪ (.‬تقرير التنمية الثقافية العربية للعام ‪.) 2009‬‬

‫ي ير تقرير المعرفة العربي للعام ‪ 2011‬بأن م كلة األمية في المنطقة العربية تعد من أبرز العق ات‬
‫التي تحول وون االنخراط في مجتمو المعرفة ‪ .‬فحبب إنصاءات اليونبكو للعام ‪ 2010‬تقدر نب ة األمية‬
‫بين ال ريحة البنية من ‪ 15‬سنة فأكثر ‪ %29‬أي نوالي ‪ 58,36‬مليون بالمقارنة بالمعدل العالمي وال الغ‬
‫‪ .%16‬وتقو مصر ضمن الىلدان الع رة األوائل في العالم من نيث عدو األميين الك ار وال الغ ‪ 17‬مليون‬
‫أي ثلث البكان الراشدين ‪ .‬وتتوقو منظمة اليونبكو أن يصل عدو األميين واألميات في المنطقة العربية‬
‫في عام ‪ 2015‬إلي ‪ 55,78‬مليون شخص ‪.‬‬

‫ويعرج التقرير علي أن من أام التحديات التي تواجه تمكين ال ا في الدول العربية لالنخراط في مجتمو‬
‫ومعظم‬ ‫المعرفة او نجم األميين واألميات من ال ا نيث تقدر بنب ة ‪ %13‬من مجمل أعداو ال ا‬
‫في‬ ‫اؤالء من اإلناث في القطاعات الريفية واألنياء الفقيرة من المدن ‪ .‬إك تىلغ أمية الذكور من ال ا‬
‫مجمل المنطقة العربية ‪ %9‬بينما تمثل ‪ %18‬بين اإلناث‪.‬‬

‫وعلي مبتوي نركة التأليف والن ر يؤكد التقرير أن اناك كتا واند يصدر لكل ‪ 12000‬مواطن عربي بينما‬
‫‪ 900‬مواطن ألماني أي أن معدل القراءة والن ر في العالم العربي‬ ‫اناك كتا لكل ‪ 500‬مواطن انجليزي‬
‫اليتجاوز ‪ %4‬من نفس المعدل في انجلت ار ‪ (.‬تقرير المعرفة العربي ‪) 2011-2010‬‬

‫إضافة لما سىق فإن الموازنات التي تخصص لل حث العلمي في العالم العربي ضئيلة كما أ ن العديد من‬
‫مؤسبات ال حث العلمي تبيطر عليها الىيروقراطية وال كليات أكثر من أي شيء آخر وال يء نفبه يمكن‬
‫قوله بالنب ة لل حث العلمي واخل المؤسبات الجامعية‪ .‬وفي وول عربية عديدة ال يتم االعتماو على بيانات‬
‫ومعلومات ووراسات عند اتخاك القرار واذا يعني أ ن المعلومة كمصدر قوة ال تعني شيئا بالنب ة للكثيرين‬
‫في العالم العربي واذا يتناقض أساسا مو روح وفلبفة مجتمو المعرفة‪.‬و في معظم الدول العربية مازالت‬
‫وسائل اإلعالم تعاني من الرقابة والدعاية المفرطة واذا يعني أ ن مصد ار من المصاور الرئيبية للمعلومات‬

‫‪45‬‬
‫يعتىر مىتو ار وال يقوم بدوره في المجتمو كما ين غي‪ .‬وانا يجد المواطن العربي نفبه أمام خطا إعالمي ال‬
‫يتفاعل وال يتماشى مو روح مجتمو المعرفة‪ .‬فضال عن تهميش المواطن العربي وعدم إشراكه في الحياة‬
‫البياسية وفي عملية اتخاك القرار واذا الموقف من الفرو ينفي أساسا فكرة أامية المعلومة وكونها مصدر‬
‫قوة في المجتمو‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬التربية المبتمرة للمعلم‬

‫أوالً ‪ :‬فلبفة التربية المبتمرة ‪:‬‬

‫تعد إستراتيجية التربية المبتمرة من االستراتيجيات المطلوبة لخروج النظم التعليمية من أزمتها‬
‫واالستجابة لمتطل ات ثورة المعلومات ونقيقة األمر أن التربية المبتمرة فى صيغتها العامة مفهوم يتضمن‬
‫اإلعداو ال امل لإلنبان ط قاً لمبلل تربوى يبتمر طوال نياته ويبتدعى نظاماً كامالً تتبق به كل أنواع‬
‫التربية ويقدم المبائل المناس ة التى تبتجيب لتطلعات الفرو التربوية والثقافية والمهنية بال كل الذى يتوافق‬
‫مو قدراته‪ .‬ومن ثم فإن التربية المبتمرة ط قاً لهذا المفهوم أكىر من تعليم الك ار إنها تىدأ مو الطفل قىل‬
‫أن يلتحق بالمدرسة نيث تقدم له صيغ تربوية ال نظامية تقوم بها األسرة والىيئة المحيطة بها بكل وسائلها‬
‫التربوية‪ .‬وتبتمر معه تلميذاً فى كل مرانل التعليم العام كما تصان ه بعد التخرج من جامعته وتهيئ له‬
‫استمرارية التعليم والنمو ‪.‬‬

‫إن اذا المفهوم للتربية المبتمرة الذى يدعو إلى التكامل والتعاون بين أنظمة التعليم النظامى وغير‬
‫النظامى والعرضى امتد واتبو فى نطاقه ومداه‪ .‬واتبو أيضاً فى محتواه ومضمونه وأادافه‪ .‬نيث ي مل‬
‫مياوين تنتبب إلى مياوين التنمية ال املة للمجتمو وإلى القيم اإلنبانية األساسية كالتربية البياسية والكفاح‬
‫من أجل تقدم المجتمو‪ .‬وكتعليم التقنيات الزراعية والصناعية والصحية والمهنية بوجه عام‪ .‬وتكوين روح‬
‫المواطنة وتوفير م اركة المجتمو فى شتى شئونه‪ .‬وإشاعة روح التفاام والتعاون العالمى ‪.‬‬

‫والتربية المبتمرة كمفهوم يصلح لجميو بلدان العالم ولكنها كمضمون تختلف من بلد إلى آخر‪.‬‬
‫كما أن البياسة التربوية الجديدة القائمة على مفهوم التربية المبتمرة لم تعد صياغتها من خصائص وزارة‬
‫التربية فحبب وال مجموعة من الو ازرات المختلفة بل يقوم بها المجتمو بأكمله‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ويضو "بيير آران ‪ "Pierr Arent‬تعريفاً إجرائياً للتربية المبتمرة يتجاوز نطاق التعريفات اإلسمية‬
‫نيث ندو مهام اذا التعليم فيما يلى‪:‬‬

‫‪ -‬االنتفاظ بمكتب ات التعليم النظامى الذى تقوم به المدارس والجامعات‪.‬‬


‫فيزيقياً وعقلياً‬ ‫‪ -‬مواصلة وتعميق األن طة التربوية خارج وائرة اإلعداو المهنى لتنمية قدرات ال ا‬
‫وفنياً نتى يصلوا إلى نالة من النضج تؤالهم لممارسة نقوقهم كمواطنين‪.‬‬
‫‪ -‬إعاوة تأايل وتطوير الكفاءات والقدرات الخاصة باألفراو فى مرانل نياتهم المختلفة بما يرتفو بهم‬
‫إلى مبتوى مناسب من الجووة واإلتقان والتفوق‪.‬‬
‫‪ -‬تجديد المعارف وتنمية ملكة الفهم وإوراك الم كالت الخاصة باألمة والعالم‪ .‬نتى يكون األفراو على‬
‫علم بطىيعة األنداث ومجريات األمور مهما اختلفت مراكزام وتنوعت مبئولياتهم‪.‬‬

‫مما سىق يتضح اتباع مجال التربية المبتمرة بحيث يمكن القول بأن التربية المبتمرة اي إطار‬
‫عام يتم في ضوئه جميو األن طة التربوية المتعدوة سواء النظامية أو غير النظامية أو العرضية بقصد‬
‫تغطية االنتياجات التعليمية لقطاعات عريضة من أفراو المجتمو فى مختلف مرانلهم العمرية ومن ثم يمكن‬
‫القول بأن اذا اإلطار ي تمل على تعليم الصغار وتعليم الك ار والتعليم عن بعد والتعليم الذاتى والتعليم‬
‫واذا يتم بدوره من خالل نماكج متعدوة من مؤسبات التربية المبتمرة مثل‬ ‫بالمراسلة والتعليم المتناو‬
‫الجامعة المفتونة وجامعة الهواء وجامعة العمر الثالث والمدارس المبائية وكليات المجتمو والمؤسبات‬
‫العمالية باإلضافة إلى مجموعة من المجاالت المتخصصة التى توجه إلى فئات معينة مثل اإلرشاو الزراعى‬
‫لمجموعة الزراعيين ولعل خير مثال على برامج اإلرشاو الزراعى للمزارعين او نموكج "الثورة الخضراء" –‬
‫نموكج للمعرفة من أجل التنمية" ‪ ( .‬الىنل الدولي ‪)1999‬‬

‫واذا ما يؤكده "لينارو فريد مان" فى كتابه "الجووة فى التعليم المبتمر" من خالل قوله "يعد مجال‬
‫تقديم التعليم المبتمر متبعاً بقدر تعدو المنظمات فى أمريكا ولنىدأ بمؤسبات التعليم المحدوة واى المدارس‬
‫وكليات العامين أو األربعة أعوام والجامعات ومؤسبات التعليم الخاصة ثم اناك مجال واسو من األن طة‬
‫التعليمية والتدريىية تقدمها الصناعة والمؤسبات العبكرية ومؤسبات التجارة والمهن واتحاوات العمال‬
‫ونقابات المزارعين واناك أيضاً عدو كىير من المنظمات االجتماعية مثل المكت ات والمتانف والجماعات‬

‫‪47‬‬
‫الثقافية والبياسية والمؤسبات التى تمثل الصغار وك ار البن والمرأة والمبتهلكين ورعاة الىيئة وأصحا‬
‫الهوايات"‪.‬‬

‫اذه الطىيعة الحضارية للتربية المبتمرة ليبت إجراءاً فنياً تتخذه األنظمة التربوية بقدر ما اى‬
‫فلبفة ورؤية تتىنى بإراوة سياسية واعية تترجم منطلقاتها إلى برامج وأن طة وفعاليات تمكن من خلق‬
‫المجتمو المتعلم‪ .‬ويمكن القول أن فلبفة التربية المبتمرة تبتند إلى عدو من الخصائص والمفاهيم التى‬
‫ت كل طىيعتها وتجعل منها خيا اًر كا جدوى كىيرة لتحبين نوعية الحياة فى المجتمعات وتغرى كثي اًر من صناع‬
‫القرار لتىنيها‪.‬‬

‫وتتلخص اذه المفاهيم والخصائص واألسس التى تبتند عليها التربية المبتمرة فى خمبة أبعاو‬
‫‪.‬‬
‫رئيبية‬

‫‪ -1‬الكلية أو ال مولية‪Totality :‬‬

‫تغطى التربية المبتمرة فترة نياة اإلنبان من المهد إلى اللحد وت مل كل المرانل التعليمية بما فى‬
‫كلل التربية ما قىل المدرسة وتعليم الك ار‪ .‬وت مل كل أنواع التعليم بما فى كلل التعليم الرسمى الذى يتم فى‬
‫مؤسبات التعليم كالمدارس والجامعات والتعليم غير الرسمى الذى يتم فى مؤسبات التعليم غير الرسمية‬
‫كاألسرة كالنواوى والجمعيات النبائية وأندية المبنين والمؤسبات اإليوائية وغيراا‪ .‬والتعليم الالنظامى‬
‫الذى يتم فى مواقف الحياة‪.‬‬

‫‪ -2‬التكامل ‪Integration:‬‬

‫إن كل مؤسبات التربية من منظور التربية المبتمرة مترابطة ومتكاملة متصلة بعضها ب عض نيث‬
‫يمثل الىيت المؤسبة األولى فى ش كة أنظمة التعليم الواسعة وفي نفس الوقت يعتىر المجتمو المحلى مصد اًر‬
‫رئيباً للخىرات خالل نياة الفرو‪ .‬باإلضافة إلى كلل فإن مكان العمل ع ارة عن مؤسبة تعليمية أخرى‪.‬‬
‫وأخي اًر فإن المدارس والكليات والجامعات اى أيضاً جزء من أنظمة التعليم المتكاملة ولكنها ليبت المؤسبات‬
‫التى تمتلل كل البلطة والبياوة فى تربية الناس كما أنها يجب أال تعيش بمعزل عن المجتمو‪.‬‬

‫‪ -3‬المرونة ‪Flexibility:‬‬

‫‪48‬‬
‫تتضمن التربية المبتمرة توجهاً ويناميكياً للتربية وتتجلى المرونة فى إفباح المجال أمام األنماط‬
‫الىديلة للتعليم وتعدو أنماط محتويات التعليم وأوواته وتوقيت ندوثه كذلل ال تفترض التربية المبتمرة أن‬
‫الفرو أص ح ملزماً بالبير فى اتجاه واند ال يتغير طوال نياته‪ .‬ولكنها تفترض أن اناك إمكانية مبتمرة‬
‫للتغير من خالل عمليات التعليم الجديدة‪.‬‬

‫‪ -4‬الديمقراطية ‪Democratization:‬‬

‫إن التربية المبتمرة تؤمن بحق كل الناس فى االستفاوة من فرص التعليم بغض النظر عن مبتواام‬
‫االجتماعي واالقتصاوي ومبتوى ككائهم‪ .‬فهى تعليم للكافة وليبت للنخ ة‪ .‬واذا يتفق مو مىدأ ويمقراطية‬
‫التعليم ومىدأ المواطنة‪.‬‬

‫‪-5‬تحقيق الذات ‪Self – Fulfillment‬‬

‫نيث أن الهدف النهائى للتربية المبتمرة او تحبين نوعية نياة األفراو‪ .‬ولتحقيق اذا الهدف فإن‬
‫عليها أن تباعد الناس على التكيف مو التغير وأن تطلق العنان لقدراتهم اإلبداعية وبالتالي خلق مجتمو‬
‫مىدع من خالل إيجاو الثقة الذاتية الالزمة عند أفراو كلل المجتمو‪.‬‬

‫خالصة القول بأن التربية المبتمرة بحكم ااتمامها بتلىية الحاجات األساسية ألفراو المجتمو وتكوين‬
‫المجتمو المتعلم وتوظيف مصاور التعلم المتوافرة تنفتح على جميو صور التعلم وأسالي ه ليبتفيد منها‬
‫الفرو فى تطوير معارفه وتنمية مهاراته‪ .‬وبالتالي يمكن القول أنها تبعى إلى تحقيق ما يلى ‪:‬‬

‫‪ -‬التكامل بين التعليم المدرسي وتعليم الك ار بحيث يغذى أنداما اآلخر بصورة مت اولة‪.‬‬
‫‪ -‬توظيف المصاور ال رية المختلفة القاورة على العطاء بحيث يتناو األفراو في مجتمو التعلم أووار‬
‫المعلم والمتعلم‪.‬‬
‫‪ -‬تغير وور المعلم من الملقن للمعارف إلى الموجه والمرشد للمتعلم في جهووه التعليمية‪.‬‬
‫‪ -‬توظيف جميو وسائل وإمكانيات التعلم المتوفرة فى الىيت والعمل والمراكز والمؤسبات االجتماعية‬
‫والعلمية المختلفة فى عملية التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬استغالل وسائل التعلم الذاتى بالمراسلة وعن بعد بأجهزة اإلعالم المختلفة والتعلم المت اول والموازى‬
‫والم اركة وغيراا‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -‬تحقيق التكامل بين الفكر والممارسة وبين النظرية والتطىيق‪.‬‬
‫‪ -‬االستفاوة من التقدم التكنولوجى فى صنو المواو التعليمية الذاتية‪.‬‬
‫‪ -‬توظيف مهارات التقويم الذاتى لالستفاوة منه فى تحديد ناجات التعلم وتقويم نتائجه‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬مىررات األخذ بفلبفة التربية المبتمرة للمعلم‪:‬‬

‫يفرض القرن الحاوي والع رين على التربية مطلىين قد يىدوان ألول والة متناقضين وكلل ألنه‬
‫سوف يوفر وسائل غير مبىوقة لالتصال ولدوران المعلومات وتخزينها‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أنه ين غى على التربية أن تنقل بكفاءة إلى التالميذ قد اًر متزايداً من المعرفة المتطورة‪ .‬وعلى‬
‫نحو مبتمر وكذلل ن داً من طرق العمل والخدمة والخىرة يتالءم مو نضارة تقوواا المعرفة ألن اذا‬
‫ي كل أساس المهارات التى يتطلىها المبتقىل‪.‬‬

‫المطلب الثانى ‪ :‬أنه ين غى على التربية فى نفس الوقت إيجاو النقاط المرجعية وإبرازاا نتى ال يفرق الناس‬
‫ويرت كىوا بتدفق المعلومات اذا من نانية ومن نانية أخرى أن تركز على تنمية األفراو والمجتمعات المحلية‬
‫‪.‬‬
‫كغاية لها‬

‫ولقد أوى التقدم العلمي والتكنولوجي الذى يعتمد أساساً على العقل ال رى واإللكترونيات الدقيقة‬
‫وتوليد المعلومات وتنظيمها واختزانها واسترجاعها وتوصيلها ببرعة متناهية إلى ما يبمى بعصر اإلوارة‬
‫فائقة البرعة واذا أوى إلى تحول العالم من مجتمو كان يعانى قلة المعرفة التكنولوجية إلى مجتمو يفيض‬
‫بها فى اتجاه متزايد بصفة مبتمرة وأص حت الم كلة فى مصر اآلن ال تكمن فى كيفية توليد اذه التكنولوجيا‬
‫الجديدة بل فى كيفية االستخدام األمثل لتحبين نوعية األواء‪ .‬ولعل التحدى الحقيقى الذى يواجه التعليم‬
‫فى مصر اآلن او التطور التكنولوجى الهائل وثورة المعلومات التى غيرت أساليب اإلنتاج‪ .‬ومن ثم تم‬
‫االنتقال من المجتمو الصناعى إلى مجتمو كى إنتاج كثيف للمعرفة‪ .‬واذا المجتمو – مجتمو المعرفة –‬
‫يتصف بعدة خصائص منها‬

‫‪ -1‬االنتقال إلى عصر اإلنتاج كثيف المعرفة ألن المعرفة أص حت اى القوة فى العصر الحالى ولم‬
‫يعد البالح أو الثورة الماوية اى القوة‪ .‬ولم تعد المعرفة ثابتة أو محدوة بنقطة بداية أو نهاية‬
‫ولكنها أص حت متغيرة وال نهائية‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ -2‬لم تعد المعرفة أسيرة لجدران الكتب وووائر المعارف واى نبىية وليبت مطلقة متنامية بصورة‬
‫مذالة‪ .‬بحيث أص حت تلل المعرفة التى يعرفها ال ر خالل القرن الماضى يمكن تحصيلها خالل‬
‫أسابيو وأيام معدووة‪.‬‬

‫‪ -3‬االنفتاح بقدر اائل لم تعهده المجتمعات البابقة على عصر المعلومات وسرعة وسهولة تناقل‬
‫المعلومات والمعارف اإلنبانية‪.‬‬

‫‪ -4‬التوجه نحو المنظمة اإللكترونية ‪ E- organization‬واى منظمة تعمل فى مجاالت مختلفة‬


‫وتتميز بأنها تنظيم ويناميكي متطور ومتفاعل باستمرار مو المتغيرات الخارجية والداخلية‪.‬‬

‫ومن ثم البد من اإلقرار بداية بأن معمار التعليم والتعلم والهندسة المعرفية قد بدأت تتمتو بقدر‬
‫عال من الدينامية والتغير فى الهياكل والمضامين‪ .‬كما أن العديد من تصميمات كلل المعمار الجديد ما زالت‬
‫فى الواقو قيد الت كل فى ظل التحوالت الجارية نحو صيغ مجتمعية ستقوم أساساً على االستخدامات الموسعة‬
‫فى الحياة اليومية للمعلومات واالتصاالت وعلى القاعدة المعرفية‪.‬‬

‫وتأتى مثل اذه التغيرات فى الهياكل والمضامين وفى التصميمات ضمن واقو اقتصاوي واجتماعي‬
‫وسياسي وتقنى جديد وتأثيرات متداخلة للقوى الفاعلة والمؤثرة التي تدفو باتجاه التغيير الحتمي للمعمار‬
‫القديم‪ .‬ويمكن نصر تلل التغيرات الحاوة بما يلى ‪:‬‬

‫• نتائج ال حث والمعرفة الجديدة نول الطىيعة وال رية ونول إمكانات العقل ال رى والقدرات الكامنة‬
‫لدى الفرو التى يمكن تثويراا واستثماراا من خالل عملية التعلم‪.‬‬

‫• الثورة الهائلة فى تقنيات المعلومات والتواصل وما أتانته من تطوير واسو للقدرات اإلوراكية خاصة‬
‫بين الجيل الجديد ومن كبر النتكار نيازة المعلومة من قىل القلة وبناء جبور االنتكاك الذى‬
‫أتانته العولمة وقنواتها بين األفراو والمؤسبات عىر الزمن والمكان والفضاء والبياقات المختلفة‪.‬‬

‫• التحديات التى بدأت تواجهها عمليات التنمية واستراتيجياتها وغاياتها وباألخص فى بلدان العالم‬
‫النامى وضرورة التخطيط االست اقى وتوفير الجاازية للدخول إلى اقتصاو العولمة الذى ما أنفل‬
‫يزواو اعتماواً على المعرفة والمهارات ورأس المال الفكري للمواطنين والتنظيمات االجتماعية‬
‫واالقتصاوية والثقافية‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫• الضغوط الهائلة والتحديات التى تواجهها المؤسبات واألنظمة التعليمية من أجل أن تن ئ نظماً‬
‫مغايرة تتجاوز القديم وتواكب التغيرات الجارية وأن توفر التعليم الجديد وتتيحه للجميو وفق تقنيات‬
‫متطورة وبحبابات وقيقة لما يمكن أن يفرزه اإلقصاء االجتماعى فى نالة اقتصار المعرفة المتطورة‬
‫على القلة إك إن لذلل تكاليف اجتماعية وفجوات بالغة الخطورة قد تأتى بمعنى جديد للتفريق بين‬
‫من يعرف ومن ال يعرف يفوق الفروق الماوية‪.‬‬

‫• التغيرات التى طرأت على هيكل األسرة وتكوينها وعالقاتها فالعالقة بين الصغير والكىير وعىر‬
‫األجيال المختلفة مصحوبة باألثر المتبارع لوسائل اإلعالم أوت إلى أن يطور الجيل الجديد رؤية‬
‫مغايرة للمجتمو وأن يحدو مكاناً جديداً له فى إطار كلل‪ .‬كما أن زياوة المخزون المعرفي لهذه‬
‫ال ريحة الواسعة نتيجة اإلنتاجية المتزايدة للمعلومات قد أثرت فى وعيهم بذاتيتهم ووسعت من‬
‫قنواتهم التعىيرية‪.‬‬

‫وإكا ما أرونا أن نبت رف أبعاو التعليم فى القرن الحاوى والع رين مبتنيرين بأثر التغيرات‬
‫الم ار إليها أعاله ف اإلمكان رؤية النظام التعليمي الجديد قائماً على أعمدة أربعة اي ‪:‬‬

‫‪ -1‬التعلم من أجل بناء القدرة ال املة وتكوين ال خصية العارفة ‪ :‬بمعنى تمكين التلميذ والطالب من‬
‫التحكم بأووات المعرفة كاتها وكلل عن طريق تطوير ملكات الذاكرة والتخيل والرشد فى اتخاك القرار‬
‫وبلورة ونل الم كالت والقدرة على التفكير بصورة متبقة ونقدية‪ .‬وبمعنى آخر فإن التمكن من‬
‫أووات المعرفة او بمثابة تطوير عملية االكت اف والتحقق والتى تتطلب تعامالً مختلفاً مو‬
‫الموضوعات التى تطرنها عملية التدريس فى الحقل المعرفى المعين وتىتعد عن المألوف بتزويد‬
‫المتعلم بكم محدوو من المعلومات والمعارف القائمة على الحقائق التى يقدمها المنهج الدراسى‬
‫التقليدى عاوة‪.‬‬

‫‪ -2‬التعلم من أجل الفعل والممارسة الحياتية والمباامة فى تحقيق اإلنتاجية العالية والعمل ضمن‬
‫المجتمو ال رى ويعنى اذا ال عد تطىيق ما تعلمه المتعلم من خالل االنهماك فى الواقو العملى‪.‬‬
‫إال أن كلل يتجاوز التحديد الضيق للمهارات المكتب ة من نق ة التمدرس للقيام بمهام عملية محدوة‬
‫فى سوق العمل إك أن اقتصاو المبتقىل المىنى على المعرفة سيجعل من العمل ال رى غير ماوى‬
‫فى غال ه وعليه فإن التعلم من أجل العمل يبتدعى أنماطاً جديدة من المهارات سلوكية وفكرية‬

‫‪52‬‬
‫وأن تكون التقانة والجوانب الماوية مكملة للملكات والقدرات ال رية المتطورة والعالقات بين األفراو‬
‫والمعامالت القائمة على التعقد وعلى الثقة العالية‪.‬‬

‫‪ -3‬التعلم من أجل التعايش الم ترك وفهم المجتمو اإلنبانى ككل وبناء المواطنة المهيأة للدخول إلى‬
‫عصر العولمة واالنفجار المعرفى واتباع قنوات التواصل فى واخل القرية الكونية‪ .‬ويعد كلل من‬
‫بين أخطر التحديات التى تواجهها أنظمة التعليم فى العالم وبالذات فى العالمين العربى واإلسالمى‬
‫ففى ظل التعدوية الثقافية للعالم وفهم ال عو لحقوقها بطريقة أكثر وعياً مقارنة بالماضى نتيجة‬
‫ثورة االتصاالت واإلتانة الواسعة للمعلومات سوف يص ح من الصعب على أية مركزية ثقافية وولية‬
‫أن تفرض شروطها ورؤيتها على الثقافات األخرى نيث أن كلل يهدو بانتكاس المبيرة اإلنبانية‬
‫والعووة من جديد إلى صراع األصوليات‪.‬‬

‫‪ -4‬التعلم من أجل بناء ال خصية اإلنبانية ‪ :‬والذى ي تق أصوله من أن ادف التنمية اإلنبانية او‬
‫مباعدة الفرو على تحقيق كاته وتوسيو خياراته وممارسة نقوقه وواج اته ونرية تعىيره وتكوين‬
‫الحس الهاوف اإليجابى فى الحياة وإنجاز التزاماته كفرو وعضو فى األسرة وفى المجتمو وكمواطن‬
‫وكمنتج ومىدع‪.‬‬

‫وما من شل بأن مثل اذه الظواار الجديدة سيكون لها انعكاساتها على معنى التعليم والتعلم‬
‫وعلى العملية التربوية بجميو أبعاوه وقد بدأت التباؤالت تطفو على البطح فى اآلونة األخيرة نول‬
‫ما إكا كان التعليم المنظم فى المدارس والتعلم واخل جدران الصف الدراسى قاورين على مجابهة‬
‫التحديات المعرفية الجديدة وال يمكن اعت ار كلل المصدر األوسو للمعرفة؟ أم أن علينا أن نعيد‬
‫تعريف مصاور المعرفة فى المجتمو وتحديداا ونعمل على انفتاح المدرسة على المحيط‪.‬‬

‫وعلى اذا األساس اقتراح المنتدى نموكجاً استراتيجياً لتطوير لتربية والتعليم فى الوطن العربى ينبجم‬
‫فى فلبفته ورواؤه مو توجهات التربية المبتمرة ويقوم على خمبة مفاهيم ناكمة اى ‪:‬‬

‫‪-1‬ال جرة التعليمية‪:‬‬

‫واو مفهوم جديد يكون اإلطار للهيكلة المقترنة لتعليم المبتقىل والمقصوو به أن تتم إعاوة هيكلة‬
‫النظام التعليمى ليكون أكثر مرونة يبمح للطالب باالنتقال األفقى والرأسى وكذلل إمكانية االمتداو والت عب‬
‫الالمحدوو للتخصصات والمقررات الدراسية ويقترح أن يحل اذا المفهوم بدالً من مفهوم البلم التعليمى‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫‪-2‬التعلم الذاتى أو تعلم كيفية التعليم ‪:‬‬

‫ويعنى اذا أنه على المؤسبة التعليمية العربية أن تجعل مهمتها األساسية تمكين المتعلم من‬
‫اكتبا مهارات التعلم الذاتى وما يرت ط بها من تكوين قدرات لمعرفة مصاور المعلومات واالختيار األمثل من‬
‫بينها بدالً من تلقين العلوم والمعارف‪.‬‬

‫‪ -3‬الجبور التعليمية ونقاط العىور المتعدوة‪:‬‬

‫وينطوى اذا المفهوم على إتانة فرصة وائمة للفرو للدخول فى النظام التعليمى مهما كان عمره‬
‫ومبتوى تعليمه البابق كما يعنى إمكانية االنتقال عىر جبور تعليمية من تخصص إلى آخر‪.‬‬

‫‪ -4‬الم اركة بين المجتمو المدنى والدولة فى أمر التعليم ‪:‬‬

‫ويعنى اذا المىدأ أن مبؤولية التعليم تكون أم اًر م تركاً بين الدولة ومؤسبات المتجمو المدنى‬
‫فمبئولية الدولة اى توفير التعليم األساسى وما بعد األساسى للمؤالين القاورين كانياً وغير ا لقاورين‬
‫اقتصاوياً وعلى مؤسبات المجتمو المدنى أن تباام فى نفقات التعليم‪.‬‬

‫‪ -5‬فل االرت اط بين ال هاوة والوظيفة ‪:‬‬

‫يعنى اذا المفهوم أن تتحول النظم التعليمية العربية من اإلطار الضيق والذى يربط ما بين التعليم‬
‫والحصول على شهاوة ومن ثم الحصول على الوظيفة إلى مفهوم جديد يقوم على أن التعليم يعد للعمل‬
‫المنتج المجزى الذى يمكن أن يكون خارج األجهزة والحكومية وسيدفو اذا المفهوم الطال أن يكونوا أكثر‬
‫نرصاً على اختيار تخصصاتهم بعناية والتهيؤ الدائم للعووة إلي المقعد الدراسى إلعاوة التأايل والتدريب‬
‫على المهن واألعمال التى يحتاجها االقتصاو الوطنى‪.‬‬

‫إكن نؤكد أن التربية المبتمرة كمطلب تنموي من وو ال يمكن أن يتحقق فى ظل تربية كالسيكية‬
‫تنظر إلى التربية على أنها نكر على المرانل األولى من التن ئة اإلنبانية وتنتهي بمجرو انتهاء المتعلم‬
‫من وراسته التكوينية األولى‪ .‬أياً كانت ابتدائية أو ثانوية أو جامعية فحجم ا لتغيرات المعرفية جعلت المعارف‬
‫تتزايد بمتواليات اندسية تعجز المرانل األولى للتعلم من التكيف معها مهما كانت جووتها‪ .‬إك البد له أن‬
‫يواصل التعليم ب كل مبتمر ومتواصل مدى الحياة إكا أراو أن يطور كاته ويواكب التغيرات‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ثالثا‪ -‬إستراتيجية مقترنة لتفعيل وور التربية المبتمرة للمعلم في تحقيق متطل ات مجتمو‬
‫المعرفة ‪.‬‬

‫فإن مجتمو المعرفة ال يقوم بدوره إال على أساس منظومة وإستراتيجية للعلم والمعرفة من‬
‫في الواقو ّ‬
‫خالل التعلم مدى الحياة أي االستثمار في الموارو ال رية‪ .‬إك تظل مقولة التعليم او الحل في مواجهة‬
‫التحديات الكونية صحيحة‪ .‬ألنه او الذي يتمكن من اإلسهام في تنمية ب رية كفيلة ب عث الحيوية والتجدو‬
‫في مجتمعاتنا‪ .‬ويمكن تحديد أبعاو التحرك المبتقىلي كما يلي‪( :‬تركماني ‪)2009‬‬

‫(‪ -)1‬ال عد األفقي ويعني امتداو فرص التعليم للصغار والك ار أينما كان موقعهم الجغرافي مما يقلل إلى‬
‫أقصى ورجة ممكنة من التفاوتات الجغرافية ( المدن والقرى والىواوي ) واالقتصاوية بين األطفال وال ا‬
‫كافة ويندرج اذا ال عد في شعار منظمة اليونبكو " التعليم للجميو "‪.‬‬

‫(‪ -)2‬ال عد الرأسي وي ير إلى إتانة فرص التعليم إلى أطول فترة ممكنة من البنوات بعد مدة التعليم‬
‫األساسي إك المأمول أن يص ح التعليم الثانوي أساسيا وأن يتاح مزيد من الفرص للتعليم الجامعي‪ .‬ويتضمن‬
‫التكيف مو مبتلزمات التنمية‬
‫اذا ال عد توفير فرص التعليم والتدريب لقوة العمل مما يتيح لها التطور و ّ‬
‫المبتدامة في تجدواا وتوظيفها للمنجزات العلمية والتكنولوجية المتانة في مجتمو المعرفة‪.‬‬

‫(‪ -)3‬بعد العمق في العملية التعليمية واو المتصل بالتطوير الكيفي لمنااج التعليم وأساليىها ويعتىر من‬
‫أام أبعاو العملية التعليمية في تعليم المبتقىل نيث يتألف من العناصر‪:‬‬

‫(أ)‪ -‬تكوين اإلنبان الكلي ويقصد به ما تؤوي إليه العملية التعليمية من إنضاج لمختلف قدرات المتعلم‬
‫العقلية والرونية واالجتماعية والمهارية والجمالية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫( )‪ -‬ال مول المعرفي ومن مكوناته اإللمام بالمضامين والمفاهيم في منظومة المعارف اإلنبانية في‬
‫شمولها بما يتطل ه كلل من التركيز على كل نظام معرفي ومفاهيمه األساسية ومنااجه العلمية‪.‬‬

‫(ج)‪ -‬تنمية التفكير ويرت ط بالتأكيد بالجانب العقلي وتنمية القدرات العقلية في التفكير العلمي بمختلف‬
‫مداخله ومنااجه ومقارباته وتعقده واذه التنمية اي مفتاح التعامل في الحياة المعاصرة نظ ار لما يزخر به‬
‫مجتمو المعرفة من منجزات علمية وتكنولوجية‪ .‬وبمعنى آخر تبتهدف العملية التعليمية ال مجرو نفظ‬
‫أن تكنولوجيا المعلومات كفيلة بتوفير كلل وإنما تدور أساسا نول مهارات المعرفة‬
‫المعلومات واجتراراا إك ّ‬
‫العلمية في طرائق الدراسة والفهم والتباؤل والتنظيم والتفبير‪.‬‬

‫على تأسيس اذه‬ ‫ويتوقف التوظيف الفعال للتكنولوجيا في التعليم والتعلم واستخدام ش كات الحاسو‬
‫وتنوع مصاور المعرفة ومن خالل اذا الجانب في عمق العملية التعليمية يتبو‬
‫الذانية العلمية في التفكير ّ‬
‫التفوق واإلتقان‪.‬‬
‫للتميز و ّ‬
‫المجال ّ‬

‫(‪ - )4‬ال عد االجتماعي ‪ -‬الثقافي واذا ُيعنى بإسهام التعليم في ترسيخ أساسيات م تركة لثقافة المجتمو‬
‫وقيمه وإمكانيات التفتح على ثقافات العالم‪.‬‬

‫ولتنفيذ اإلستراتيجية المقترنة يقترح ال حث مجموعة من اآلليات اي ‪:‬‬

‫• العمل على تنمية الوعي بأامية التربية المبتمرة في عصر االنفجار المعرفي‪.‬‬
‫• وضو فلبفة جديدة للتربية المبتمرة في عصر اقتصاو المعرفة تنطلق من وعائم التربية لبلفية‬
‫الجديدة ( تعلم لتكون – تعلم لتعرف – تعلم لتعمل – تعلم للتعايش مو اآلخر )‪.‬‬
‫• التخطيط الجيد ألاداف التربية المبتمرة وبرامجها والتنفيذ الدقيق وفقا لباداف الموضوعة‪ .‬وأولى‬
‫خطوات التخطيط الجيد اي التعرف على طىيعة ونوعية انتياجات التنمية المهنية وبناء خريطة‬
‫لالنتياجات للفئات والمجاالت المختلفة وترجمتها في صورة برامج تضو في اعت اراا المخرجات‬
‫والتي تلىي االنتياجات المطلوبة ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫• التحديث والتطوير في محتوي برامج التربية المبتمرة وعدم التركيز على المعارف فقط ولكن االاتمام‬
‫باالتجااات والبلوكيات المصان ة لكل مهنة‪ .‬كما أنه من الضروري أن تتضمن الىرامج جان ا تثقيفيا‬
‫عاما باإلضافة إلى الجانب التخصصي وأن تباام في تحبين اللغة العربية للم اركين وكذلل تقوية‬
‫مهارات اللغة األجنىية لتحقيق التواصل المجتمعي المحلي والعالمي لدى األفراو ولتمكينهم من التفاعل‬
‫مو فئات مجتمعهم ومو التطور العلمي والتكنولوجي المتواصل في مجتمو المعرفة ‪.‬‬
‫• وضو الرؤية ال املة للتربية المبتمرة والتي تتضمن االنتياجات الفعلية لتطوير مجاالت العمل‬
‫المختلفة والىرامج التي تبتوفي اذه االنتياجات واذه الرؤية تتطلب توفير الميزانيات والطاقات‬
‫ال رية التي تضمن تحقيق نجانها نتى يمكن أن تبهم في استكمال منظومة إصالح التعليم في‬
‫مجتمو المعرفة وتؤوي بالتالي إلى التنمية ال رية والمجتمعية المرجوة‪.‬‬
‫• إعاوة النظر في رسالة مؤسبات التعليم وأادافها نيث مو تزايد المعرفة ليس للمتعلمين فقط بل‬
‫للمجتمو ككل فإن مؤسبات التعليم في الوطن العربي بحاجة إلي مراجعة رسالتها بحيث تتحول إلي‬
‫ومراكز لعالقات اجتماعية أوسو تبهل ظهور أشكال عدة‬ ‫مراكز للتعلم في المجتمو المحيط بها‬
‫من مجتمعات التعلم ‪.‬‬
‫• تحويل مؤسبات التعليم في الوطن العربي إلي منظمات التعلم بحيث اليقتصر ووراا علي تقديم‬
‫خدمات التعليم فقط بل يتعلم المنتبىون إليها ( إواريون – معلمون – طال ) بصورة مبتمرة لتجنب‬
‫األخطاء التي يقعوا بها ‪.‬‬
‫• تفعيل ال راكة بين مؤسبات التعليم في الوطن العربي ومؤسبات المجتمو األخري بحيث تتخلص‬
‫المؤسبات التعليمية من مبألة إنتكار التعليم والتدريب وتت ارك فيها مو مؤسبات المجتمو‬
‫كالمصانو وال ركات التي تقدم الخدمات التعليمية للعاملين بها ( عمال المعرفة ) إلعاوة تأايلهم‬
‫وتدريىهم ‪.‬‬
‫• ضرورة تجاوز مفهوم محو األمية األبجدي – باعت اراا أام معوقات الولوج إلي مجتمو المعرفة ‪-‬‬
‫إلى محو األمية بالمفهوم الحضاري وربط جهوو محو األمية وتعليم الك ار بانتياجات التنمية‬
‫االجتماعية واالقتصاوية ووضعها في سياق البعي لىناء قوة عمل مدربة مؤالة لمواجهة المبتقىل‬
‫من خالل برامج نوعية للهيئات والمؤسبات والتي تتناسب مو ظروف وأوضاع الفئات التي تتعامل‬
‫معها والذي يتطلب تطوير المنااج الخاصة بىرامج محو األمية وتعليم الك ار لتتالءم مو ظروف‬
‫وانتياجات األميين الحياتية وإمداوام بالمهارات المهنية التي يحتاجها سوق العمل‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫•العمل علي بناء قدرات ب رية تبتطيو استخدام المعرفة عىر عملية التعلم وكلل من خالل ضمان‬
‫مبتوي عالي من الجووة في مرنلة التعليم األساسي والثانوي وتدعيم وتقوبة التعليم الجامعي‬
‫وخاصة في مجال العلوم الدقيقة والهندسية ‪.‬‬
‫تتوافر فيها مقومات األمن‬ ‫• تهيئة مناخ وبيئة جامعية يمكن أن يقال عنها بيئة صديقة للمعرفة‬
‫إك ال يمكن إلشراقات‬ ‫وخالية من الصراع التنظيمي‬ ‫والحرية األكاويمية تنعم بالعدالة التنظيمية‬
‫الفكر أن تثمر ولل صيرة أن تصفو في أجواء مفعمة بالخوف والقهر ‪.‬‬
‫• تحول نظام التعليم من النهج التقليدي إلي تىني نهج يالءم مجتمو المعرفة واذا يحتم إوخال تغيير‬
‫علي أووار المعلم بحيث يكون واعم للتغيير وناضن للمعرفة ومبت ار للتعلم ‪.‬‬
‫• تغيير سلوك المجتمو كافة فيما يتعلق بتحصيل المعرفة وكلل من خالل تغيير نظرة األفراو للعلم ‪.‬‬
‫مثل‬ ‫• ضرورة وجوو قطاعات متعدوة وكات نباسية خاصة للتعامل معها ب أن ن ر المعرفة‬
‫قطاعات االتصاالت والوسائط المتعدوة والتي ين غي توظيفها في نقول أخري مثل التعليم والثقافة‬
‫والصحة ‪.‬‬
‫• توفير بنية تحتية لتلىية ناجات ال انثين بتكلفة زايدة بصرف النظر عن المكان والزمان بحيث‬
‫ويكون في مقدور غالىية‬ ‫تكون اذه الىنية كات جووة عالية يمكن االعتماو عليها في كل وقت‬
‫الناس وفو تكاليفها ‪.‬‬
‫ا لمهارة الالزمة للحصول علي‬ ‫ويبر اكتبا‬ ‫• تيبير إناطة األفراو بمصاور المعرفة المتوافرة‬
‫ناجاتهم من المعلومات بصرف النظر عن الدولة التي ينتمون إليها‪.‬‬
‫• إوراك الحكومات والمؤسبات بأن المعرفة تباام في تحقيق مصلحة الفرو ونموه االجتماعي‬
‫واالقتصاوي ويتمثل كلل اإلوراك في تبهيل إمكانية االستفاوة من كل ما يجد من فرص للتعلم مدي‬
‫الحياة ‪.‬‬
‫• عقد اتفاقيات عالمية متعدوة الثقافات لدعم الترتي ات الالزمة لصيانة نقوق المبتخدم وأمنه عند‬
‫ال حث عن المعرفة وي مل كلل إيجاو هيكل ت ريعي عالمي مالئم لضمان خصوصية الم ارك‬
‫وضمان نقوق الملكية الفكرية في الىيئة االلكترو‪+‬نية ‪.‬‬
‫•أن يتصف النظام التربوي بالمرونة والقدرة على تغيير هيكل عمليات التعليم والتعلم وفل ارت اطها‬
‫بالمؤسبة التعليمية و يجب أن تكون مرونة النظام التربوي لها صدي في جميو مفاصل العملية‬
‫التعليمية من زياوة في عدو سنوات الدراسة وفي محتوااا بحيث تبتجيب لحاجات المتعلمين المختلفة‬
‫والمتجدوة‪ .‬وفي انفتاح المدرسة ووما على عالم العمل وناجاته وتطوير بنيتها ومنااجها وأساليب‬

‫‪58‬‬
‫ت عا لذلل‪ .‬وكذلل العمل على تنويو التعليم وت عي ه وتيبير االنتقال بين االختصاصات والفروع‬
‫المختلفة والقضاء على الحواجز بين التعليم النظامي وغير النظامي وتحقيق التوأمة بينهما‪ .‬وانفتاح‬
‫من مختلف األعمار وتنويو الدراسة في شتي مرانل التعليم ت عاً‬ ‫المدرسة النظامية على الطال‬
‫لحاجات المتعلمين المختلفة‪.‬‬
‫• توفير مناخ سياسي قائم على الديمقراطية الحقيقية والعدالة والمباواة وإقحام الجمااير في‬
‫عملية اتخاك القرار والم اركة البياسية الفعالة وبلورة إراوة سياسية وطنية تعمل على تأمين الموارو‬
‫الالزمة لمنظومة المعرفة بما في كلل رأس المال ال ري راقي النوعية وبيئة من البياسات والىني‬
‫المؤسبية المواتية لفعالية ن اطها‪.‬‬
‫•العمل على تحويل المجتمو العربي من مجتمو قائم على استهالك المعرفة إلى مجتمو قائم على‬
‫إنتاج المعرفة ألن المجتمو المنتج للمعرفة والمبتخدم لها في كافة شرايين اقتصاوه وأن طته‬
‫المختلفة او كلل المجتمو القاور على المنافبة‪ .‬وبالتالي يفرض نفبه على اآلخرين ويكون له‬
‫مكانة وموقو على خريطة العالم‪.‬‬
‫• ضرورة ندوث تحوالت تعليمية جديدة تتمثل في التحول من ثقافة الحد األونى إلى اإلتقان والجووة‬
‫والتحول من ثقافة االجترار والتكرار إلى ثقافة اإلبداع التحول من ثقافة التبليم إلى ثقافة التقويم‬
‫التحول من ثقافة القهر إلى ثقافة الم اركة التحول من التعليم محدوو األمد إلى التعلم مدي الحياة‬
‫والتحول من ثقافة االعتماو على اآلخرين إلى االعتماو على ثقافة الم اركة‪.‬‬
‫• تطوير المنااج التعليمية لمباعدة الطال على فهم متطل ات مجتمو المعرفة وكيفية التعامل معها‬
‫من خالل تطىيق فكرة التعليم المتوائم مو العالمية وغرس أسلو نب االستطالع العلمي وتنمية‬
‫التفكير الناقد واإلبداع وممارسة أساليب الحوار وتدريس موضوع مجتمو المعرفة ومتطل اته التربوية‬
‫لطال الجامعة على ند سواء‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫مراجو الفصل‬

‫‪Jussi Valimaa and Hoffman David(2008) : Knowledge Society discourse and 1-‬‬
‫‪higher Educaiton, Higher Educaiton, VOl. 56, Issue : 3‬‬

‫‪ .a‬أنمد محمد(‪ : ) 2004‬مجتمو المعرفة تحديات اليوم وثروات الغد منتدى اإللكبو‬

‫الثانى "مجتمو المعرفة – المفهوم والخصائص والتحديات والراان المنظمة العربية للتربية‬

‫والثقافة والعلوم ‪.‬‬

‫آصف(‪ : )2006‬المقومات األساسية لمجتمو المعرفة‬ ‫‪ .b‬عىد الواند محمد ويا‬

‫المؤتمر التاسو للوزراء المبئولين عن التعليم العالى وال حث العلمى فى الفترة من ‪-15‬‬

‫‪2006/12/16‬م وم ق المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إوارة التربية‪.‬‬

‫‪ .c‬البح انى عىد البتار(‪ :) 2006‬أنماط التعليم وإسهامها فى بناء مجتمو المعرفة مجلة‬

‫التربية والتعليم وزارة التربية والتعليم المركز القومى لل حوث التربوية والتنمية‪.‬‬

‫‪ .d‬الكواز سعد محموو محمد(‪ : ) 2007‬اتجااات تطور المعرفة فى الدول المعرفة‬

‫مجلة مبتقىل التربية العربية م‪ 12‬ع‪ 40‬القاارة المركز العربى للتعليم والتنمية‪.‬‬

‫ح‪ -‬عىد الهاوى محمد(‪ :)2008‬مجتمو المعلومات بين النظرية والتطىيق مؤتمر ‪ :‬التعليم للجميو‬

‫فى مجتمو المعرفة فى الفترة من ‪ 2008/3/15-14‬القاارة المجلس األعلى للثقافة‪.‬‬

‫خ‪ -‬جمعة محمد سيد (‪ :)2009‬تطوير التعليم وووره فى بناء اقتصاو المعرفة المؤتمر الدولى األول‬

‫للتعليم اإللكترونى والتعليم عن بعد بعنوان "صناعة التعليم للمبتقىل الرياض‪.‬‬

‫‪ -8‬منصور ناصر(‪ :)2012‬إعداو وتأايل المعلم لالنتقال إلى مجتمو المعرفة المعرض والمنتدى الدولى‬

‫للتعليم المملكة العربية البعووية وزارة التربية والعليم‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ معلمو القرن الحاوى والع رين وبناء‬:)2012(‫إبراهيم يحيى عىد الحميد‬ ‫ الزارانى أنمد عوضه‬-9

.‫مجتمو المعرفة المعرض والمنتدى الدولى للتعليم المملكة العربية البعووية وزارة التربية والتعليم‬

10-Pasi Sahlberg and Elona Boce(2010) : Are Teaqcher Teaching for Knowledge
Society? , Teacher and Heaching Theory and Praclice, Vol.16 , No1, February.

11- Jussi Valimaa, David Hoffaman(2008) : Knowledge Society discourse and


higher Education, Higher Education, Vol.156, Issue. 3.

12-Pasi Sahlberg(2010) : Rethinking accountability in a knowledge society,


Journal of Educational Chang, 11 (1).

13- Steen Beck(2008) : The Teacher's Role and approaches in knowledge society,
Cambridge Journal of Education, VOl.38, NO.4.

‫ المعرفة والثورة والعنف على أعتا القرن الحاوى‬.‫ تحول البلطة‬: )1995( ‫ توفلر ألفين‬-14

. ‫ ترجمة لنىى الريدى القاارة الهيئة المصرية العامة للكتا‬1‫والع رين ج‬

16- Beerkins, E. (2008). University Poicies for the Knowledge society : Global
Standardization. Locul Reinvention , Pers pectives on Global development and
Technology Vol.7 (1), P.15-31.

61
‫الفصل الثالث‬

‫ثقافة ريادة األعمال والتعليم للريادة‬


‫حمتــــويــــــات الفصــــــــل‬

‫األهداف التعليمية للفصل‬

‫مقدمة‬

‫أوال ‪:‬ماهية التعليم لريادة األعمال وأهميته‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األهداف واملخرجات املتوقعة من التعليم الريادي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مواصفات الشخص الريادي‬

‫رابعا ‪-‬مهارات لتهيئة الشباب للتعامل مع متغريات سوق العمل‬

‫مهارات ملواجهة التغريات االقتصادية وأمناط العمل‪.‬‬ ‫•‬

‫مهارات العيش يف اجملتمع ‪.‬‬ ‫•‬

‫‪62‬‬
‫األهداف التعليمية للفصل‬

‫بعد دراسة هذا الفصل يمكن تحقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬التعرف على ماهية التعليم لرياوة األعمال وأاميته‬


‫‪ .2‬الك ررف عررن األاداف والمخرجات المتوقعة من التعليم الرياوي‪.‬‬
‫‪ .3‬التعرف على مواصفات ال خص الرياوي‪.‬‬
‫‪ .4‬مناق ة المهارات االزمة لتهيئة ال ا للتعامل مو متغيرات سوق‬
‫العمل‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ثقافة ريادة األعمال والتعليم للريادة‬

‫مقدمة‬
‫اكتسـ ـ ـ ـ ــب مفهوم ريادة األعمال في السـ ـ ـ ـ ــنوات األخيرة أهمية بار ة لدى األوسـ ـ ـ ـ ــام الرسـ ـ ـ ـ ــمية‬
‫واألهلية‪ ،‬نظ اًر للدور الحيوي لريادة األعمال في التنمية المسـ ــتدامة‪ ،‬وكذلك لدورها في إش ـ ـراك مختلف‬
‫الفئات السـ ــكانية في الحراك االقتصـ ــادي‪ ،‬وبخاصـ ــة فئة الشـ ــباب‪ ،‬وإب ار الدور الريادي المتنامي لهذه‬
‫الفئة في غالبية المجتمعات‪.‬‬

‫ويشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك ــل التعليم للري ــادة أو التعليم لري ــادة األعم ــال نموذج ــان مح ـ لـددان للتعليم بر ا لتلبي ــة‬
‫احتياجات التعليم الثانوي‪ .‬وهما يش ـ ـ ــجعان الطلبة على التفكير اإلبداعي في مس ـ ـ ــتقبلهم المهني أو في‬
‫فرص توظيفهم‪ ،‬وفي كيفية مس ـ ــاهمتهم مباشـ ــرة في تحسـ ـ ـين يش مجتمعاتهم‪.‬علماً بةن أنجي البرامج‬
‫التعليمية هي تلك التي تعز وتشـ ـ ـ ــجع الروع الريادية من خالل تحرير مواهب وخيال وإبداع الشـ ـ ـ ــباب‬
‫المهمة االجتما ية‪ ،‬والبيئية‪ ،‬والصـ ـ ـ ـ ـحية‪ ،‬واألمن الغذائي في‬ ‫ل‬ ‫كقادة للتغيير‪ ،‬وتتطرق إلى المواضـ ـ ـ ـ ـيع‬
‫حد لضـ ـ ـ ـعف‬
‫مجتمعاتها‪ ،‬كجزء من إطار عمل البرنامج‪ .‬كما تسـ ـ ـ ـهم هذه البرامج أيضـ ـ ـ ـاً في وضـ ـ ـ ـع ل‬
‫الشباب‪ ،‬وفقرهم‪ ،‬وتهميشهم اجتما ياً‪ ،‬السيما في المجتمعات المضطربة والمحتاجة‪.‬‬

‫الديموغرفية وتخفيض معدالت البطالة‬


‫ا‬ ‫ويعتبر التعليم للريادة إس ـ ــتراتيجية فعالة للتعامل مع الض ـ ــغوم‬
‫بين الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبــاب‪ ،‬كونــه يوفر لهم المعرفــة والكفــايــات التي تمكنهم من مواجهــة التحــديــات االجتمــا يــة‬
‫مرحل حياتهم‪ .‬وتعليم الريادة يعز فرص التنمية البشـ ـ ـ ـرية والعدالة‬
‫التغيرت في جميع ا‬
‫واالقتص ـ ـ ــادية و ا‬
‫‪64‬‬
‫االجتما ية في المجتمعات المعرضـ ــة للخطر‪ ،‬ومن المتوقع أن يسـ ــاعد التعليم للريادة على المشـ ــاركة‬
‫في األنشـ ــطة المدرة لدخل الئق يمكن أن يؤدي بهم للتغلب على مشـ ــكالت الفقر‪ ،‬لوايجاد سـ ــبل يش‬
‫الئق مستدام‪.‬‬

‫أوال ‪:‬ماهية التعليم لرياوة األعمال وأاميته‪.‬‬

‫لقد حفل األدب اإلداري المتعلق بالتعليم لريادة األعمال بالعديد من التعريفات‪ ،‬وسـوف نشـير هنا‬
‫إلى بعض من تلك التعريفات التي نعتقد أنها تخدم أهداف الدارسـ ـ ـ ــة‪ ،‬فقد قدم المركز األمريكي للتعليم‬
‫الريـادي (‪ )CELEE‬تعريف للتعليم لريـادة األعمـال يشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــير إلى أنـه العمليـة التي تقـدم أفراد بمفـا يم‬
‫ومهـارات معينـة إلدراك الفرص التي يغفـل عنهـا اآلخرون‪ ،‬والتي تمني رهى وتقـدير للـذات للعمـل حيـث‬
‫يتردد اآلخرون‪ ،‬وتزود األفراد بتعليمــات إلدراك الفرص وجمع الموارد على قــاعــدة المخــاطرة‪ ،‬وتزرع‬
‫الرغبة للمبادرة بإطالق وممارسة إدارة األعمال التجارية‪.‬‬
‫كذلك أس ــهمت جمعية التعليم الريادي بتعريف يتض ــمن أن التعليم لريادة األعمال هو عملية‬
‫تعلم طويلة المدى وتتكون من خمس ا‬
‫مرحل منها مرحلة التطبيقات االبتكارية ومرحلة بدء المشـ ـ ـ ـ ـ ــروع‬
‫ومرحلة النمو‪.‬‬

‫وقـد يتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور بعضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهم أن مفهوم الريـادة‪ ،‬هو مفهوم حـديـث مرتبط بـ خر المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتجـدات‬
‫التكنولوجيـة‪ ،‬ولكن المتتبع لهـذا الموضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع‪ ،‬يرى أن مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطلي الريـادة تعود جـذوره لبـدايـات الثورة‬
‫الص ــنا ية في دول أوروبا الغربية‪ .‬ففي عام ‪ 1776‬م كتب آدم س ــميث في كتابه الش ــهير ثروة األمم‪:‬‬
‫« أنـه ليس كرم الخبـا وطيبتـه هي التي تـدفعـه لتوفير الخبز‪ ،‬بـل دافعـه واهتمـامـه الـذاتيـان همـا اللـذان‬
‫يدفعانه لتوفير الخبز »‪ ،‬ومن وجهة نظره فإن الرياديين هم س ـ ــفراء االقتص ـ ــاد الذين حولوا الطلب إلى‬
‫مردود فيه أرباع‪.‬‬

‫وتش ـ ـ ـ ــير د ارس ـ ـ ـ ــة (القاسررررررم ‪ ) 17 :2013‬إلي أن الريادة كظاهرة وجدت مع وجود الحض ـ ـ ـ ــارات‬
‫اإلنس ــانية إال أنها اختلفت عنها ‪ .‬حيث كانت االهتمامات األولي لمص ــطلي الريادة في علم االقتص ــاد‬
‫ثم انتشرت إلي العلوم األخري ‪.‬‬

‫ومع أن العديد من الكتاب والباحثين يشـ ــيرون إلى أن الواليات المتحدة كانت أول دولة على مسـ ــتوى‬
‫العالم تتبنى التعليم في ريادة األعمال‪ ،‬ويستشهد هؤالء بجامعة هارفارد (‪ ) Harvard‬التي قدمت أول‬
‫مقرر في ريادة األعمال عام ‪1947‬م بواســطة األســتاذ )‪.) Myles Mace) Cooper , 1998:3‬‬
‫إال أن ( ‪ ) Arasti et al ,2012:2‬ترى أن أول من تنبه لتدريس تخصـ ـ ــص ريادة األعمال‪ ،‬وكان‬

‫‪65‬‬
‫رائداً فيه هو الياباني (‪ ،( shigeru fijii‬من جامعة)‪.) Kobe‬وذلك في العام ‪ 1938‬م ‪ .‬وفي الوقت‬
‫الحاض ــر أص ــبي التعليم لريادة األعمال يحظى باهتمام كبير من المجتمعات األكاديمية واالقتص ــادية‬
‫عبر العالم وترجع أهميته علي مس ــتوي العالم اآلن لكونه يخلق المعرفة الض ــرورية لبدء وإحياء وتنمية‬
‫األعمال‪.‬‬

‫مرحل تبدأ في البيت فالمدرس ــة فالجامعة لتكوين الش ــخص ــية الريادية‪،‬‬
‫ويمر التفكير الريادي بثالث ا‬
‫وبما أن التعليم يش ـ ـ ــكل الجزء األكبر من الفترة الزمنية لحياة اإلنس ـ ـ ــان فالبد من العمل على تجس ـ ـ ــيده‬
‫كحاضـ ــن لإلبداع التميزي‪ ،‬لذا فان حضـ ــانة المبدعين هي عملية تكاملية وتشـ ــاركية تدفع باتجاه تنمية‬
‫اإلبداع والتمييز والمو بة ‪،‬فالتعليم هو األسـ ـ ـ ـ ــاس الذي فيه تنمو بذور التفكير المبدع الخالق والمتميز‬
‫مرحــل النمو الفكري واإلبــداعي ممــا يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــدعي وجود بيئــة تعليميــة محفزة وداعمــة للفكر‬
‫إذ تبــدأ فيــه ا‬
‫الريادي وباعثة لآلمال والمثابرة وذلك لربط المعرفة بالمو بة والمهارة‪.‬‬

‫وقد ش ـ ـ ـ ـ لـددت إعالنات منظمة األمم المتحدة واتفاقاتها في مناس ـ ـ ـ ــبات عدة على أهمية التعليم‬
‫اعتمدت في‬ ‫والتدريب في المجتمع الريادي‪ .‬كما تشـ ـ ــير توصـ ـ ــية منظمة العمل الدولية رقم ‪ 189‬التي ُ‬
‫أن ش ـ ــبكة تش ـ ــغيل‬
‫العام ‪ 1998‬م إلى التربية الريادية كوس ـ ــيلة لترويج ثقافة مؤس ـ ـس ـ ــاتية إيجابية‪ .‬كما ل‬
‫تروج للتربيـة الريـاديـة كوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيلـة لتحقيق هـدف األلفيـة الثـانيـة الهـادف إلى تخفيض البطـالـة‬
‫الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبـاب ل‬
‫الشبابية إلى نصف حجمها قبل العام ‪. 2015‬‬

‫ولقد أصـ ـ ــدرت مبادرة التعليم العالمي للمنتدى االقتصـ ـ ــادي الدولي في إبريل ‪ 2009‬تقري ار حول "تعليم‬
‫الموجة التالية من الرياديين " شارحاً الحاجة للتعليم للريادة بقوله "يتوجب على جميع المعاهد التعليمية‬
‫طرق وآليات القرن الحادي والعشـرين‪،‬‬
‫على كل المسـتويات (االبتدائي‪ ،‬الثانوي‪ ،‬العالي‪ ،‬المهني) تبني ُ‬
‫طرق التعليم الفعال لتشــجيع اإلبتكارية‬
‫متضــمنة الموضــوعات التي تتقاطع مع عدة محاور‪ ،‬واســتخدام ُ‬
‫والتجــديــد والتفكير النــاقــد‪ ،‬والتعرف على الفرص والتو يــة االجتمــا يــة‪ .‬يحتــاج ذلــك إلى إعــادة التفكير‬
‫من حيث المبدأ في العملية التعليمية ككل‪ ،‬وينبغي على األكاديميين تحديد كيفية ض ــم التعليم للريادرة‬
‫المقررت التعليميـة‪ .‬ويجـب أن تتضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمن أهـداف‬
‫ا‬ ‫ليس فقط إلى المنهج ولكن أيض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً تكـاملـه مع كـل‬
‫طرق‬
‫وسـياسـات ومخرجات العملية التعليمية وبنيتها األسـاسـية ونظم المكاف ت من الوسـائل التطبيقية وال ُ‬
‫التعليمية ما يشــجع على إعداد األجيال الحالية والمســتقبلية من الطالب بالشــكل المةمول‪ .‬ويجب على‬
‫صانعي السياسات والحكومات تنمية خطط طموحة للتعليم للريادة على المستويات اإلقليمية والوطنية‪،‬‬
‫كما ينبغي على القطاع الخاص المشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاركة مع الحكومة واألكاديميين للمسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعدة في تمويل النظام‬
‫التعليمي"‬
‫‪66‬‬
‫محددة لتحقيق‬ ‫ويعود سـ ـ ـ ـ ــبب تعليم الريادة في المدارس إلى ألنه ال لبد من توفير خصـ ـ ـ ـ ــائص ل‬
‫النجاع في األعمال‪ .‬ولذلك‪ ،‬يجدر عدم تةجيل تدريب الرياديين المحتملين إلى أن يبلغوا سـ ـ لـن الرشـ ــد‪،‬‬
‫يادية‪ .‬حيث ُيشكل األفراد األساسيون الذين ُي لحفزون‬ ‫حين يكونوا قد اكتسبوا الكثير من العادات غير الر ل‬
‫أي من‬
‫هاما للنمو االقتص ـ ـ ـ ـ ــادي في ل‬
‫ـر ً‬‫على التغيير‪ ،‬ويبادرون إلى القيام بنش ـ ـ ـ ـ ــاطات إنمائية عنص ـ ـ ـ ـ ـ ًا‬
‫يتمتعون بالقدرة على تحديد حاجات بيئتهم‬
‫البلدان‪ .‬ويمكن تس ــمية هؤالء بةص ــحاب روع الريادة‪ ،‬ألنهم ل‬
‫وجمع الموارد المنـاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبـة والعمـل لتلبيـة تلـك الحـاجـات‪.‬ومن ثم لو ُحـ لدد لتنميـة روع الريـادة هـدف واحـد‪،‬‬
‫لكان تحسين نو لية الحياة‪ ،‬أو بعبارات أخرى‪ ،‬توفير المهارات الال مة في الحياة‪.‬‬

‫ويمكن اإلش ــارة هنا إلى أبر الفوائد واآلثار اإليجابية للنش ــام الريادي‪ ،‬فريادة األعمال تمثل القوة التي‬
‫تركمية‪ .‬فهي تلعب دو اًر هاماً في االقتصـ ـ ـ ـ ــاديات‬
‫تقف خلف اإلبداع واالبتكار‪ ،‬وخلق الثروة بصـ ـ ـ ـ ــورة ا‬
‫كونها من أبر محركات النشـ ــام والنمو االقتصـ ــادي ومن ثم المسـ ــاهم األكبر في توفير فرص العمل‬
‫‪،‬ذلك من أن أبر ما يميز المشـ ـ ــروعات الريادية قدرتها االسـ ـ ــتيعابية ل يدي واإلمكانات البشـ ـ ـرية مما‬
‫يجعلها مكانا" مناســبا" الســتثمار الطاقات البش ـرية ويســاهم مســاهمة فاعلة في الحد من ظاهرتي الفقر‬
‫والبطالة‪ ،‬وهما ظاهرتان تزدادان عمقاً واتسـاعاً في ظروف تشـهد بطئاً في النمو االقتصـادي‪ ،‬وارتفاعاً‬
‫في معدل النمو السكاني‪ ،‬كما هو الحال في العديد من بلدان العالم المختلفة‬

‫كذلك تسـ ـ ـ ــهم األنشـ ـ ـ ــطة الريادية في خلق عدد كبير من الوظائف وفرص العمل على المدى‬
‫الطويل‪ ،‬مما يحد من اتس ـ ــاع رقعة الفقر‪ .‬كما تعمل المش ـ ــاريع الريادية على أحداث التغيير في يكل‬
‫السـ ـ ــوق والعمل‪ ،‬ورفع الكفاءة في اسـ ـ ــتخدام الموارد وتحويل الموارد من مسـ ـ ــتوى متدني اإلنتاجية إلى‬
‫مسـ ــتوى عالي‪ .‬فضـ ــال عن ذلك فإن الريادة توطن وتنقل أسـ ــاليب ووسـ ــائل وأدوات التكنولوجيا الحديثة‬
‫من الدول المتقدمة‪ ،‬وأخي ار تمثل الريادة طريقاً بين العلماء والعمالء أو بين العلم والس ــوق‪ ،‬وتردم الهوة‬
‫بين العلوم واألسواق‪ ،‬من خالل خلق مشروعات وسلع وخدمات جديدة‪.‬‬

‫وتش ـ ـ ــير ريادة األعمال إلى قدرة الفرد على تحويل األفكار إلي أفعال ومن ثم فهي تقوم علي‬
‫اإلبداع واالبتكار و المخاطرة ‪ ،‬وكذلك القدرة على تخطيط وإدارة المشـ ـ ــاريع من أجل تحقيق األهداف‪.‬‬
‫وهــذا يــدعم الجميع في الحيــاة يومــا بعــد يوم في المنزل وفي المجتمع‪ ،‬و يجعــل الموظفين أكثر و يــا‬
‫في سـ ـ ـ ــياق عملهم وأكثر قدرة على اغتنام الفرص‪ ،‬و يوفر األسـ ـ ـ ــاس ألصـ ـ ـ ــحاب المشـ ـ ـ ــاريع إلنشـ ـ ـ ــاء‬
‫أنشطتهم االجتما ية والتجارية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫ويعالج تقرير « تعليم ريادة األعمال » الص ـ ـ ــادر عن المنتدى االقتص ـ ـ ــادي العالمي مش ـ ـ ــكلة التعليم‬
‫على وجه التحديد‪ ،‬ويقدم بياناً عن خلق فرص العمل في الش ـ ـ ـ ــرق األوس ـ ـ ـ ــط من خالل ريادة األعمال‬
‫ومهـارات القرن الحـادي والعشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرين ويرى بـةن تحويـل التعليم من خالل دمج مهـارات القرن الحـادي‬
‫والعشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرين مع ريادة األعمال واسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتخدام األدوات التفاعلية لتطوير اإلبداع واالبتكار والتفكير خارج‬
‫القالب لدى الطلبة هو مفتاع الحل‪ .‬وعالوة على ذلك من المهم إجراء تغييرات في جميع مسـ ـ ـ ــتويات‬
‫الحياة‪.‬‬ ‫التعليم‪ ،‬بما في ذلك تعزيز مفهوم التعلم مدى‬

‫ويعتبر تعليم ريـادة األعمـال بـدءاً من ريـاض األطفـال وحتى المـدارس الثـانويـة ذا أهميـة كبرى في‬
‫الدول العربية‪ ،‬وينظر إليه على أنه مسـ ــار للحل الس ـ ـريع الذي يمكن أن يسـ ــفر عن نتائج على المدى‬
‫القصير‪ .‬وتعليم رياوة األعمال أمر بالغ األامية لبس ا التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬سـ ـ ـ ـ ــوف يؤدي تعميم تعليم ريادة األعمال‪ ،‬في حده األدنى‪ ،‬إلي تعزيز جاهزية القوى العاملة بدءاً‬
‫من ريـاض األطفـال وحتى المـدارس الثـانويـة‪ .‬وبحكم طبيعتـه‪ ،‬فـإن تعليم ريـادة األعمـال للطالب بـدءاً‬
‫من ريا ض األطفال وحتى المدارس الثانوية س ـ ـ ـ ـ ــيؤدي إلى بناء المهارات المتعلقة بقابليتهم للتوظيف‪،‬‬
‫مما يجعلهم أكثر استعداداً لسوق العمل‪.‬‬

‫‪ -2‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوف يؤدي دمج تعليم ريــادة األعمــال إلى تعريف الطالب بعــالم األعمــال من خالل تطوير‬
‫مهــاراتهم التجــاريــة‪ .‬وسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوف يعز ذلــك جــاهزيــة القوى العــاملــة من خالل تزويــد الطالب بــالمهــارات‬
‫المطلوبة لس ــوق العمل في القرن الحادي والعش ـرين ‪ .‬وبهذا‪ ،‬س ــوف يس ــاهم تعميم تعليم ريادة األعمال‬
‫في معالجة مشكلة نقص المهارات المنتشرة في الوطن العربي‪.‬‬

‫‪ -2‬في أحس ـ ـ ـ ـ ــن األحوال‪ ،‬س ـ ـ ـ ـ ــوف يؤدي دمج تعليم ريادة األعمال إلى بناء جيل من أص ـ ـ ـ ـ ــحاب‬
‫المشـاريع الريادية وأ صـحاب الفكر الريادي (عقلية ريادة األعمال) كما سـيتمكن رواد األعمال‬
‫من خلق فرص تشـ ـ ــغيل ألنفسـ ـ ــهم وهو أمر حاسـ ـ ــم للتعامل مع يادة أعداد الشـ ـ ــباب والبطالة‬
‫الناجمة عنها في الوطن العربي‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن هذه المش ــاريع الريادية س ــوف تس ــاهم‬
‫في بناء قطاع المشــاريع الصــغيرة والمتوســطة‪ ،‬مما ســيؤدي إلى خلق المزيد من فرص العمل‬
‫وتنويع اقتصاديات الوطن العربي‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األاداف والمخرجات المتوقعة من التعليم الرياوي‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ورء أي برنامج لتعليم ريادة األعمال على مسـ ـ ـ ـ ـ ــتوى التعليم‬
‫قد تتعدد األهداف المنشـ ـ ـ ـ ـ ــودة من ا‬
‫العالي‪ ،‬وقد اجتهد العلماء والباحثون في هذا المجال بوضـع عدد من األهداف العامة‪ ،‬فيرى برنبرتين‬
‫(‪ ) Bernstein‬أن الهـدف من التعليم لريـادة األعمـال هو خلق ا‬
‫أفرد مبـادرين وقـادرين على إنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء‬
‫مشـ ـ ـ ــروعات اقتصـ ـ ـ ــادية جديدة تتسـ ـ ـ ــم بالنمو وتجلب الثروة وتجسـ ـ ـ ــير العالقة بين المجتمع األكاديمي‬
‫ومجتمع األعمال‪.‬‬

‫ومن أام األاداف التى سيتم التوصل إليها من خالل تعليم رياوة األعمال‪:‬‬

‫‪ -1‬تحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــين عقليـة ريـادة األعمـال للشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبـاب لتمكينهم أن تكون أكثر إبـداعـا وثقـة بـالنفس في كـل مـا‬
‫يقومون به‪ ،‬وتحسين جاذبيتهم ألصحاب العمل‪.‬‬

‫‪ -2‬تشجيع الشباب علي البدء باألعمال المبتكرة‪.‬‬

‫‪ -3‬تحسين دور الشياب في المجتمع واالقتصاد‪.‬‬

‫أن ثقـافـة ريـادة األعمـال وتعليم أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــولهـا تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهم في العـديـد من جوانـب الحيـاة المهنيـة والمجتمعيـة‬
‫والشخصية ‪ ،‬ومن أجل بناء االقتصاد المعرفي ومواجهة مشكلة البطالة من خالل ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تعلم ريـادة األعمـال خطوة أسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـة نحو غرس روع المبـادرة و يـادة فرص نجـاع األعمـال‬
‫وص ـ ـ ـ ــناعة قادة المس ـ ـ ـ ــتقبل‪ .‬لتحمل أ باء النمو االقتص ـ ـ ـ ــادي القومي المتواكب مع التوجهات‬
‫العالمية‪.‬‬

‫‪ -2‬تعلم ريــادة األعمــال ُينتج رواد في اإلبــداع واالبتكــار بمــا يمكن من التحول نحو إحــداث طفرة‬
‫في بناء االقتصاد المعرفي من خال األفكار المتجددة ذات العالقة بتنمية مجتمع المعرفة‪.‬‬

‫‪ -3‬تعلم ريادة األعمال ُيسـاهم في يادة األصـول المعرفية وتعظيم ثروة األفراد بما يزيد من الثروة‬
‫والتراكم ال أرسـمالي في مجال المعرفة على مسـتوى الوطن‪ ،‬وبما لذلك من أثر في بناء مجتمع‬
‫المعرفة‪.‬‬

‫‪ -4‬تعليم ريادة األعمال ُيكسـ ـ ــب العاملين بالمؤس ـ ـ ـسـ ـ ــات القائمة مهارات نادرة ومبتكرة تمكنهم من‬
‫يادة معدل نمو المبيعات بنسبة تفوق قرنائهم بنسبة كبيرة‪.‬‬

‫‪ -5‬تعليم ريادة األعمال ُيزيد من احتمال تطوير منتجات جديدة ‪ ،‬نظ ار ألن الرياديين يصـ ـ ـ ـ ــبحون‬
‫أكثر إبداعا‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -6‬تعليم ريــادة األعمــال يؤدي إلى يــادة احتمــال امتالك الخريجين ألفكــار مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروعــات أعمــال‬
‫تجارية ذات التكنولوجيا العالية والتي تخدم التوجه نحو بناء مجتمع المعرفة والمس ـ ـ ـ ـ ـ ــاهمة في‬
‫التغلب على مشكلة البطالة‪.‬‬

‫‪ -7‬تعليم ريــادة األعمــال يؤدي إلى تغيير يكــل تركز الثروة في األمم‪ ،‬بمــا يحقق االسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتقرار‬
‫االقتصـادي والتحول من ارتكا االقتصـاد على عدد محدود من أصـحاب رهوس األموال نحو‬
‫امتالك اكبر عدد من أفراد المجتمع للثروة بما يحقق االسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتقرار وتحقيق التنوع في مجاالت‬
‫العمل‪.‬‬

‫‪ -8‬تعليم ريادة األعمال يسـ ـ ـ ـ ـ ــاهم في تحويل األفكار إلى مشـ ـ ـ ـ ـ ــاريع بمعدالت أكثر من غيرها بما‬
‫يحقق عيمة وتميز على المستوى القومي والعالمي ويدعم التوجه نحو مجتمع المعرفة‪.‬‬

‫‪ -9‬تعليم ريـادة األعمـال َيخلق المزيـد من الفرص المرتبطـة بـإحـداث تقـدم تكنولوجي يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتنـد إلى‬
‫المعرفـة‪ ،‬وتؤكـد حـالـة جـامعـة واليـة أريزونـا على أن تعليم ريـادة األعمـال بـالجـامعـة قـد اد من‬
‫القيمة المض ـ ـ ـ ــافة للمجتمع‪ ،‬حيث ارتفعت أعداد المش ـ ـ ـ ــروعات الخاص ـ ـ ـ ــة التي أقامها الطالب‬
‫لخدمة مجتمعاتهم وس ـ ــاهمت في التغلب على مش ـ ــكلة البطالة‪ ،‬وكان غالب هذه المش ـ ــروعات‬
‫يندرج ضمن المشروعات المعرفية بما ساهم في بناء وتنمية المجتمع المعرفي‪.‬‬

‫مما سـبق يتضـي مدي أهمية التعليم للريادة في تكوين الشـخص الريادي ذي المواصـفات التي‬
‫تؤهله لكي يكون متفردا متمي از عن غيره ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مواصفات ال خص الرياوي‬

‫أن الشخصية الريادية تتمتع بمجموعة من المواصفات تتبدي فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬القدرة على تحمل المخاطرة المدروسة واذا يتىدي من خالل‬

‫• مخاطر ويقبل التحدي‪.‬‬

‫• يحسب المخاطر‪ ،‬ويقيم البدائل‪ ،‬ويتخذ اإلجراءات الال مة للحد من المخاطر‬

‫أو التحكم في النتائج‪.‬‬

‫‪ -2‬الم اورة وتتىدي مالمحها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪70‬‬
‫• يقوم‪ ،‬من تلقاء نفسه‪ ،‬بةفعال تتجاو متطلبات العمل‪.‬‬

‫• ينجز األعمال قبل أن يطلب منه ذلك‪ ،‬أو قبل أن تفرضها عليه األحداث‪.‬‬

‫يعمل على توسيع العمل ليغطي منتجات أو خدمات جديدة‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ - 3‬االنت اه للفرص واقتناصها من خالل ‪:‬‬

‫• يبحث عن الفرص ويتحمل المسؤولية الشخصية‪.‬‬

‫• يستثمر الفرص غير العادية للحصول على مساعدة أو توسيع للمنشةة‬

‫‪ -4‬اإلصرار والمثابرة وتتىدي من خالل‪:‬‬

‫• يتخذ الريادي ق اررات لمواجهة العوائق والتحديات‬

‫• يتخذ الريادي إجراءات متكررة ومتواصلة لمواجهة التحديات‬

‫• يتحمل الريادي المسؤولية الشخصية التخاذ اإلجراء الال م لتحقيق األهداف‪.‬‬

‫‪ -5‬ال حث عن المعلومات الالزمة للعمل‬

‫• يسـ ــعى الريادي للحصـ ــول على معلومات تسـ ــاعد في الوصـ ــول إلى األهداف أو توضـ ــيي وتحليل‬
‫المشاكل‬

‫• يتولى الريادي البحث والتحقيق والتحليل بنفسه فيما يتعلق بتقديم المنتج‬

‫• يستعمل الريادي وسائل االتصال وشبكات المعلومات للحصول على المعلومات الال مة‬

‫• يسعى الريادي للحصول على آراء اآلخرين‪ ،‬واالستجابة لالقتراحات واالنتقادات‬

‫• يبحث الريادي –شـ ــخصـ ــيا‪ -‬عن المعلومات الال مة لمنشـ ــةته‪ ،‬ويسـ ــتشـ ــير الخبراء ‪ -6 .‬االاتمام‬
‫بالجووة والنوعية‪.‬‬

‫• يقوم الريادي بةعمال تطابق المواصفات أو تفوقها‬

‫• ينتج الريادي منتجات بجودة عالية‬

‫• يقارن الريادي عمله أو عمل منشةته بةعمال المنش ت الناجحة‪.‬‬

‫‪ -7‬االلتزام بالعمل والمتابعة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫• يضع الريادي أولوية قصوى لتةدية العمل على أكمل وجه‬

‫• يتحمل الريادي المسؤولية كاملة عن المشاكل المتعلقة بإكمال التزامات العمل‬

‫• يعمل الريادي مع العمال أو في مكانهم إلنجا العمل‬

‫جهدا في إرضاء الزبائن‬


‫• ال يدخر الريادي ً‬
‫• يوفي الريادي بالتزاماته حتى وإن قام بجهد إضافي‬

‫• يطور الريادي ويستخدم إجراءات العمل لضمان إكمال العمل وحصوله على الجودة المطلوبة‬

‫شخصيا على كل جوانب العمل‬


‫ً‬ ‫• يشرف الريادي‬

‫• لدى الريادي الرغبة الشديدة في اإلنجا والنمو‪.‬‬

‫‪ -8‬الفاعلية‪.‬‬

‫• يبحث الريادي عن طرق لعمل األشياء بسرعة أكبر ‪.‬‬

‫• يستخدم الريادي معلومات وأدوات لتحسين الكفاءة في العمل‪.‬‬

‫‪ -9‬التخطيط المنظم‬

‫• يضع الريادي الخطط للوصول إلى األهداف ضمن أطر منية محددة‬

‫• يعدل الريادي الخطط في ضوء تقييم األداء واإلنجا‬

‫• يخطط الريادي لتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام فر ية صغيرة محددة بزمن‬

‫• يقيم الريادي البدائل المتوفرة والممكنة‬

‫ومنظما في تنفيذ النشاطات‪.‬‬


‫ً‬ ‫منطقيا‬
‫ً‬ ‫أسلوبا‬
‫ً‬ ‫• يتخذ الريادي‬

‫‪ • .‬يحدد الريادي أهدافه‬

‫‪ -10‬نل الم كالت‪.‬‬

‫• يسعى الريادي إلى تحويل المشكلة إلى فرصة‬

‫• يحدد الريادي استراتيجيات بديلة للوصول إلى الهدف‬

‫• يولد الريادي أفكا ار جديدة وإبدا ية للوصول إلى الهدف‬

‫‪72‬‬
‫• يتعلم الريادي من األخطاء والتجارب ويكون ًا‬
‫قادر على التعامل مع الفشل‪.‬‬

‫‪ -11‬الثقة بالنفس‪.‬‬

‫• يعبر الريادي بثقة عن قدراته في إكمال المهام‪ ،‬ومواجهة التحديات‬

‫• يتمسك الريادي ب رائه في مواجهة كل ما ُيعرض العمل للفشل‬

‫• يسعى الريادي إلى االستقالل من سلطة وسيطرة اآلخرين‬

‫• يتحمل الريادي المسؤولية ويعزي أسباب النجاع أو الفشل إلى نفسه‪.‬‬

‫هذا وقد أوضــي )‪ (Daft, 2010 : 607‬أن الســمات الشــخصــية للريادي هي أكثر من‪ 40‬ســمة‬
‫عند العلماء المختصين‪ ،‬ولعل أبر ها يمكن تلخيصه في ست سمات كما يةتي‪:‬‬

‫‪ -1‬التحكم الذاتي الداخلي ‪Internal Locus of Control‬‬

‫إن مهمة بدء عمل جديد تتطلب من الفرد الريادي أن يكون لديه إيمان بالمس ـ ــتقبل وأنه قادر‬
‫على الضـ ـ ــبط والسـ ـ ــيطرة على العوامل الخارجية المؤثرة به‪ .‬وهذه سـ ـ ــمة عكس سـ ـ ــمة التحكم الخارجي‬
‫التي تجعل من صاحبها متةث اًر بالعوامل الخارجية إلى درجة سيطرتها عليه في ق ارراته‪.‬‬

‫‪ -2‬مبتوى مرتفو من الطاقة ‪High Energy Level‬‬

‫تتطلب مهمة البدء بالعمل الريادي جهوداً عظيمة من العمل الشـ ـ ــاق والمضـ ـ ــني‪ ،‬فاإلصـ ـ ـرار‬
‫على العمل س ــاعات طويلة قد تص ــل إلى ‪ 70‬س ــاعة أس ــبو ياً ال يقدر عليه إال من توافرت لديه س ــمة‬
‫المستوى المرتفع من الطاقة‪.‬‬

‫‪ -3‬الحاجة إلى اإلنجاز ‪Need to Achieve‬‬

‫الريادي شــخص لديه الدافعية إلشــباع الحاجة لإلنجا بدرجة عالية ألنه بارع ومتفوق يختار‬
‫الظروف التي توفر له النجاع في عمله الذي يتص ــف بالتحدي واألهداف الص ــعبة ليحقق بها درجات‬
‫عالية من الرضا‪.‬‬

‫‪ -4‬تحمل الغموض ‪Tolerance for Ambiguity‬‬

‫الريادي يتمتع بخص ـ ــائص نفس ـ ــية تمكنه من أن يكون ش ـ ــخص ـ ـاً غير متةثر بالفوض ـ ــى وعدم‬
‫التةكد‪ ،‬وهذه السـ ـ ــمة مهمة للريادي ألن الظروف غير المتةكدة والغامضـ ـ ــة والمعقدة هي ميزة األعمال‬
‫الريادية‪ ،‬فالريادي يتحمل المخاطرة المحسوبة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ - 5‬الوعي بمرور الوقت ‪Awareness of Passing Time‬‬

‫غدا‬
‫الريادي شخص غير صبور يتمتع بإحساس باالستعجال‪ ،‬فهو يريد إنجا األعمال اليوم وكةن ل‬
‫لن يةتي‪ ،‬فهو ينتهز اللحظة من الوقت لكونها لها معنى عنده‪.‬‬

‫‪- 6‬الثقة بالنفس ‪Self-Confidence‬‬

‫الريادي هو الش ـ ـ ــخص الذي يبدأ العمل الحر بحيث يكون مدفوعاً بحماس النجا ه‪،‬لديه الثقة بالنفس‬
‫التي تقوده إلى كسب المزيد من الزبائن والتعامل مع التفاصيل الفنية وإدامة حركة العمل‪.‬‬

‫‪ -7‬المقدرة‬

‫ـدية كبيرتين‬
‫ذهنية وجسـ ـ ـ ـ ل‬
‫ُيشـ ـ ـ ــكل العمل بجهد وذكاء‪ ،‬مفتاع الريادة‪ .‬إذ ال لبد من لتوفر مقدرة ل‬
‫التحديات كافة لدى إيجاد حلول للمشـ ــاكل‪ ،‬واسـ ــتكمال المشـ ــاريع بشـ ــكل ناجي‪ .‬وللحفاظ على‬
‫ل‬ ‫لمواجهة‬
‫تحفز ذهنك وحواســك كافة‪ -‬من بصــر وســمع ولمس وشـ لـم وذوق‪ -‬بحيث تبقى‬ ‫هذه المقدرة‪ ،‬عليك أن ل‬
‫جيدة‪،‬‬
‫ـحة ل‬
‫متيقظة لتحديد ما ينبغي القيام به في مختلف الظروف‪ .‬كما عليك أن تتمتع بصـ ـ ـ ـ ـ ـ ل‬
‫جميعها ل‬
‫ويمكن تحقيق ذلك من خالل اتباع نظام غذائي‪ ،‬وتمارين مناسبة‪.‬‬
‫بدنية‪ُ .‬‬
‫وبلياقة ل‬
‫‪ -8‬البعي إلى تحقيق اإلنجازات‬

‫يجب أن تكون لديك دوافع إلى تحقيق النجاع وإنجا النشـ ــاطات التي تخوضـ ــها‪ .‬وسـ ــيمكنك‬
‫صـ ـ ـ ـ ـ ـر من تحقيق نتائج مقبولة لكلما عقدت العزم على ذلك‪ .‬وس ـ ـ ـ ـ ــتمكنك هذه‬
‫موقفك وقدرتك على التب ل‬
‫عادية‪.‬‬
‫المقاربة من العمل بجهد أكبر من أي رجل أو امرأة ل‬
‫التوجه نحو تأوية المهام‬
‫ّ‬ ‫‪-9‬‬

‫جيدا‪ ،‬واستكمالها في حينها بهدف نيل‬ ‫عليك أن تكون مقتنعا بةلنه ينبغي إنجا المهام انجا ًا ً‬
‫مهمة تمكنك من اسـ ـ ــتكمال‬
‫الفعالية واالسـ ـ ــتعداد للعمل‪ ،‬وإدارة الوقت صـ ـ ــفات ل‬
‫ل‬ ‫مكاف ت مرضـ ـ ـ لـية‪ .‬وتعد‬
‫كل ما تعقد العزم على إنجا ه‪.‬‬
‫مهامك‪ .‬كما تساعدك القدرة على حصر النتائج في التركيز على ل‬

‫‪-10‬التعاطف‬
‫عليك وض ــع نفس ــك فكرًيا في موقع الفرد أو األفراد الذين تنوي التةثير فيهم إذا رغبت في أن‬
‫تشـعر بما يشـعرون به‪ .‬وفي حالة مؤسـسـات األعمال‪ ،‬سـيمكنك ذلك من تص لـور ما قد يشـعر به بائن‬
‫المؤسسة المحتملون‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫‪ -11‬القدرة على تأمين الموارو‬

‫يجـب أن يكون لـديـك القـدرة على تحـديـد وتـةمين الموارد (المـاديـة والبشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريـة وغيرهـا) الال مـة‬
‫لتنفيذ الفكرة‪ ،‬واستخدام هذه الموارد بشكل فعال‪.‬‬

‫‪ -12‬الت ىيل‬

‫ياديين من الحصـ ـ ـ ــول على المعلومات ومن‬


‫هاما أللنه يمكن األشـ ـ ـ ــخاص الر ل‬
‫ُيعتبر التشـ ـ ـ ــبيك ً‬
‫االس ــتفادة من المعلومات التي يتلقونها من اآلخرين‪ .‬يس ــعى األش ــخاص الرياديون إلى الحص ــول على‬
‫يكونون أفكارهم واعتقاداتهم الخاصة من خالل تبادل المعلومات‪.‬‬
‫نصائي اآلخرين كما ل‬
‫خالصــة القول فإن الرياديين هم من يطرحون في األس ـواق منتجات ابتكارية جديدة‪ ،‬يحصــدون من‬

‫باحا كبيرة‪ ،‬ويحتكرون األسـ ـواق لفترة من الزمن ولو بصـ ــفة مؤقتة‪ .‬ولهذا‪ ،‬فإن الرياديين ً‬
‫غالبا‬ ‫ورائها أر ً‬
‫ما يربطون بين األعمال اإلبدا ية والقدرة على حس ـ ـ ــن اس ـ ـ ــتثمار الفرص ودخول األسـ ـ ـ ـواق في الوقت‬
‫المناسـب‪ ،‬وبتقديم منتجات مناسـبة ومطلوبة‪ .‬يسـاهم الريادي مسـاهمة كبيرة في تنمية بالده وتطويرها‪،‬‬
‫مزدوجا بتحقيق أهدافه الش ـ ــخص ـ ــية وتحقيق أهداف مجتمعه بخبراته وقدراته‪ .‬وهو‬
‫ً‬ ‫ضـ ـ ـا‬
‫حيث يحقق غر ً‬
‫مسـ ــتقل بذاته‪ ،‬يوفر العمل الخاص بالنسـ ــبة له فرصـ ــة للتعبير عن الذات‪ ،‬واكتشـ ــاف القدرات‪ ،‬وتوفير‬
‫ومختلفا‪ .‬فالريادي يخلق فرصــة عمل له‬
‫ً‬ ‫جديدا‬
‫ـيئا ً‬
‫دخل مقبول له‪ ،‬ويوفر اإلحســاس لديه بةنه يعمل شـ ً‬
‫ولغيره مما يسـ ـ ـ ـ ـ ــهم في التخفيف من ظاهرة البطالة‪ ،‬وفي تدريب العاملين معه وتةهيلهم ‪ ،‬وكذلك فإنه‬
‫يسهم في توفير منتجات مطلوبة في مجتمعه‪.‬‬

‫رابعا ‪-‬مهارات لتهيئة ال ا للتعامل مو متغيرات سوق العمل‬

‫إن الظروف التي يواجهها الش ـ ـ ـ ــباب في عالم اليوم تظهر بوض ـ ـ ـ ــوع أن اكتس ـ ـ ـ ــاب المعارف من خالل‬
‫التعليم األكاديمي ال يكفي إلعداد المراهقين لمواجهة مشاكل الحياة والتخاذ الخيارات التي قد تترك أث اًر‬
‫كعمال وكمواطنين ارش ـ ـ ـ ـ ــدين‪ .‬لذلك تدعو اليونس ـ ـ ـ ـ ــكو إلى اعتماد مجموعة‬
‫بالغاً في مس ـ ـ ـ ـ ــتقبل حياتهم ل‬
‫مهارات لتهيئة الشباب للتعامل مع متغيرات األلفية الثالثة وهي ‪:‬‬

‫‪ -1‬مهارات لمواجهة التغيرات االقتصاوية وأنماط العمل‪.‬‬

‫في موقع العمل اليوم‪ ،‬ينبغي على الشـ ـ ـ ـ ـ ــباب أن يلبوا الطلب على أنمام عمل جديدة تعكس‬
‫المرحلة االنتقالية من القواعد االقتصـادية الصـنا ية والتصـنيعية إلى األنظمة االقتصـادية القائمة على‬
‫الموجهة نحو الخدمات‪ .‬لذلك‪ ،‬قد يحتاج األفراد إلى التعبير عن مرونة‬
‫المعرفة والتكنولوجيا المتطورة و ل‬

‫‪75‬‬
‫النخرم في عـدد متنوع من المهن خالل حيـاتهم‪ .‬وفي هـذا السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـاق‪ ،‬يـةتي‬
‫ا‬ ‫وقـدرة على التـةقلم بغيـة ا‬
‫ليعبر عن القلق السـ ـ ـ ـ ـائد بشـ ـ ـ ـ ـةن إهمال المهارات والحاجة إلى‬
‫التةكيد على مبدأ «التعلم مدى الحياة» ل‬
‫إعادة بناء المهارات في من يشهد فيه موقع العمل تغيرات تكنولوجية سريعة‪.‬‬

‫ويفترض بمهارات العمل األسـاسـية أن تتضـمن ما يعرف بمهارات «اسـتكشـاف » سـوق العمل‬
‫بما في ذلك مهارات البحث عن عمل‪ ،‬وتحديد خيارات وفرص العمل وفرص التعليم والتدريب‪ ،‬والتةقلم‬
‫مع اإلنترنت‪ ،‬السيما مع توافر العديد من خدمات التوظيف واإلرشاد الوظيفي على هذه الشبكة‪.‬‬

‫‪ -2‬مهارات العيش في المجتمو ‪.‬‬

‫اليوم أكثر من أي وقت مضـ ـ ــي‪ ،‬تبر الحاجة إلى إش ـ ـ ـراك الشـ ـ ــباب بشـ ـ ــكل فاعل في إيجاد‬
‫حلول مبتكرة لرفع مسـ ـتوى الرفا ية في مجتمعاتهم‪ ،‬واإلس ــهام في اال دهار الجماعي بش ــكل ال يض ــر‬
‫بالموارد الطبيعية‪ .‬وفي هذا الســياق‪ ،‬يجب أن يشــتمل الذكاء على عنص ـر القدرة على تص ـ لور خيارات‬
‫المستقبل البديلة وإيجاد حلول للمشاكل المفتوحة من خالل مقاربات مختلفة‪.‬‬

‫مراجع وقراءات الفصل‬

‫‪76‬‬
‫‪ -‬أدامز ‪،‬أرفيــل فــان (‪ :)2010‬مبــادرة نظــام التعليم المزدوج في مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‪ -‬تقييم أثر المبــادرة على‬
‫المرحلــة االنتقــاليــة من المــدرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة إلى العمــل‪ ،‬و ارة التربيــة والتعليم بــالتعــاون مع هيئــة التعــاون‬
‫اإلنمائي األلماني‪.‬‬

‫‪ -‬إسـ ـ ـ ـ ــماعيل ‪ ،‬عمر علي (‪ : )2010‬خصـ ـ ـ ـ ــائص الريادي في المنظمات الصـ ـ ـ ـ ــنا ية وأثرها على‬
‫اإلبداع التقني ‪ -‬د ارسـ ــة حالة في الشـ ــركة العامة لصـ ــناعة األثاث المنزلي‪/‬نينوى‪ ،‬مجلة القادسـ ـية‬
‫للعلوم اإلدارية واالقتصادية ‪ ،‬مج‪،12‬ع‪،. 4‬كلية اإلدارة واالقتصاد ‪ ،‬جامعة الموصل‬

‫‪ -‬اإللسكو‪ ،‬مؤسسة إنجا العرب(‪: )2014‬إعداد الشباب العربي لسوق العمل ‪ -‬إستراتيجية إلدراج‬
‫ريادة األعمال ومهارات القرن الحادي والعشرين في قطاع التعليم العربي‪ ،‬عمان‬

‫‪ -‬األمم المتحدة (‪ : )2012‬تقرير الشـ ــباب العالمى ‪ ،‬قسـ ــم الشـ ــئون االقتصـ ــادية واالجتما ية التابع‬
‫ل مم المتحدة‪ ،‬فبراير ‪.‬‬

‫‪ -‬بركــات ‪ ،‬علي عطوه ( ‪ : )2001‬د ارس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة مقــارنــة بين مــدارس مبــارك – كول لتطوير التعليم‬
‫الصــناعي والمدارس الثانوية الصــنا ية في مصــر ‪ ،‬ماجســتير غير منشــورة ‪ ،‬جامعة المنصــورة ‪،‬‬
‫كلية التربية ‪.‬‬

‫‪ -‬برنامج إص ــالع التعليم الفني والتدريب المهني في مص ــر بتمويل مش ــترك من الحكومة المصـ ـرية‬
‫واإلتحاد األوروبى‪ :‬اإلس ـ ـ ـ ـ ــتراتيجية القومية إلص ـ ـ ـ ـ ــالع منظومة التعليم الفنى والتدريب المهنى في‬
‫مصر (‪ -)2017 -٢٠١٢‬التنمية المستدامة والتوظيف من خالل قوى عاملة مؤهلة‪.‬‬

‫‪ -‬برنامج إصـالع التعليم الفني والتدريب المهني في مصـر(‪ :)2012‬اإلسـتراتيجية القومية إلصـالع‬
‫منظومة التعليم الفنى والتدريب المهنى في مصر ( ‪2017-٢٠١٢‬‬

‫‪ -‬البندي ‪،‬عاصـ ــم عبد النبي أحمد (‪ :)2014‬مخرجات التعليم الثانوي الصـ ــناعي ومتطلبات سـ ــوق‬
‫العمل في مص ــر‪ -‬المؤسـ ـس ــات المس ــتفيدة بمدينة المحلة الكبرى أنموذجا‪ -‬ماجس ــتير‪ ،‬الدنمارك ‪،‬‬
‫األكاديمية العربية ‪ ،‬كلية اإلدارة واإلقتصاد‪.‬‬

‫‪ -‬بيومي‪،‬عبـد هللا (‪ : )2004‬تقويم التعليم والتـدريـب المزدوج بـالتعليم الثـانوي الفني في مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر –‬
‫دراسة حالة لمشروع مبارك‪ -‬كول ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية ‪.‬‬

‫‪ -‬جمهوريــة مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر العربيــة‪ ،‬و ارة التربيــة والتعليم (‪ :)2014‬الخطــة اإلسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتراتيجيــة للتعليم قبــل‬
‫الجامعي( ‪ – (2030 – 2014‬معا نستطيع تقديم تعليم جيد لكل طفل ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ -‬جواد ‪ ،‬ش ـ ـ ـ ـ ـ ــوقي ناجي وآخرون(‪ : )2010‬أثر بيئة تفعيل المعرفة في المنظمات الريادية أنموذج‬
‫مقترع للمنظمات األردنية‪ ،‬المؤتمر العلمي الدولي السنوي العاشر ‪-‬الريادة في مجتمع المعرفة‪٢٩‬‬
‫– ‪ ،2010/4/٢٦‬جامعة الزيتونة األردنية ‪،‬كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬حامد‪ ،‬مهند وآخرون(‪ :)2007‬نحو سـ ـ ـ ــياسـ ـ ـ ــات لتعزيز الريادة بين الشـ ـ ـ ــباب في الضـ ـ ـ ــفة الغربية‬
‫وقطاع غزة‪ ،‬القدس ‪ ،‬معهد أبحاث السياسات االقتصادية الفلسطيني (ماس)‬

‫‪ -‬حلبي ‪ ،‬شـ ــادي (‪ :)2012‬واقع التعليم المهني والتقني ومشـ ــكالته في الوطن العربي(د ارسـ ــة حالة‬
‫الجمهورية العربية الس ـ ــورية )‪ ،‬مجلة جامعة القدس المفتوحة ل بحاث والد ارس ـ ــات ‪ -‬العدد الثامن‬
‫والعشرون‪.‬‬

‫توجهات ومالمي العقد العربي للتش ـ ــغيل وآليات تنفيذه ( ‪،)2020-2010‬‬


‫‪ -‬حمدى‪،‬على(‪ :)2009‬ل‬
‫المؤتمر العربى األول لتشغيل الشباب ( ‪ 17-15‬نوفمبر ) ‪ ،‬منظمة العمل العربية‪ ،‬و ارة العمل‬
‫والتشغيل والضمان االجتماعى – الجزائر‪.‬‬

‫كي‪ ،‬منال محمود إب ار يم ( ‪ :) ٢٠٠٨‬د ارس ــة تقويمية لمش ــروع مبارك‪ -‬كول" في ض ــوء أهدافه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة اإلسكندرية ‪ ،‬كلية التربية‪.‬‬

‫ـامرئي‪ ،‬عمار عص ــام (‪:)2012‬أهمية تطبيق معايير ض ــمان جودة التعليم العالي لبناء ودعم‬
‫‪ -‬الس ـ ا‬
‫درســة حالة الجامعة الخليجية نموذجا‪ ،‬المؤتمر‬
‫ثقافة االبداع والتميز والريادة للجامعات الخاصــة ‪ .‬ا‬
‫العربي الدولي الثاني لض ـ ـ ـ ـ ــمان جودة التعليم العالي‪ ،‬الجامعة الخليجية‪ ،‬مملكة البحرين في الفترة‬
‫من ‪. 2012/4/ 5-4‬‬

‫‪ -‬شاوول ‪ ،‬هنري ج‪ :)2013( .‬البطالة بين الشباب العربي‪ ،‬الخبير‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ -‬الشـ ــبراوي‪،‬عبد السـ ــالم (‪:)2001‬مشـ ــروع مبارك‪ -‬كول بين التخطيط والتنفيذ‪،‬مؤتمر(التعليم وعالم‬
‫العمل في الوطن العربي‪ -‬رهية مسـ ــتقبلية ‪ ،‬في الفترة من ‪، 2001/ 4/4-3‬جامعة المنصـ ــورة ‪،‬‬
‫كلية التربية‪.‬‬

‫‪ -‬الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرق ــاوي‪،‬مريم محم ــد إب ار يم (‪ : )2005‬إدارة التعليم الفني وفق ــا لمشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروع مب ــارك – كول‬
‫‪،‬م‪،1‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية ‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الشـ ـ ـ ـ ــفيع‪ ،‬محمد(د‪.‬ت)‪ :‬العالقة بين منظومة التعليم التقني والتدريب ومؤس ـ ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ـ ــات اإلنتاج‬
‫وعملي ــة البح ــث والتطوير فى ال ــدول العربي ــة ‪ ،‬المنت ــدى العربي حول الت ــدري ــب التقني والمهني‬

‫‪78‬‬
‫واحتياجات سوق العمل‪ ،‬منظمة العمل العربية‪ ،‬المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالمملكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ -‬عبد المؤمن ‪ ،‬أس ـ ـ ـ ــماء محمد (‪ : )2011‬العائد االقتص ـ ـ ـ ــادي واالجتماعي لمش ـ ـ ـ ــروع مبارك كول‬
‫للتعليم الفني الصناعي‪ ،‬دكتوراه ‪ ،‬جامعة حلوان ‪ ،‬كلية الخدمة االجتما ية ‪.‬‬

‫‪ -‬عطية ‪ ،‬حنان محمد (‪ :)2001‬د ارسـ ـ ــة تقويمية لمشـ ـ ــروع مبارك‪-‬كول للتعليم الفني الصـ ـ ــناعي ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬معهد التخطيط القومي ‪.‬‬

‫‪ -‬العمري ‪،‬غســان و ناصــر‪ ،‬محمد جودت (‪ :)2011‬عياس خصــائص الريادة لدى طلبة الد ارســات‬
‫العليا في إدارة األعمال وأثرها في األعمال الريادية (د ارسـ ـ ــة مقارنة)‪ ،‬مجلة جامعة دمشـ ـ ــق للعلوم‬
‫االقتصادية والقانونية – المجلد ‪ - 27‬العدد الرابع‪.‬‬

‫‪ -‬عيــد ‪،‬أيمن عـادل (‪ : )2014‬التعليم الريـادي مـدخـل لتحقيق االسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتقرار االقتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادي واألمن‬
‫االجتماعي‪ ،‬المؤتمر الس ـ ـ ـ ــعودي الدولي لجمعيات ومراكز ريادة األعمال " نحو بيئة داعمة لريادة‬
‫اإلعمال فى الشـ ــرق األوسـ ــط " في الفترة من ‪ ،2014/9/ 11-9‬جمعية ريادة األعمال‪ ،‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ -‬القاس ــم ‪ ،‬مي منذر موس ــي (‪ : )2013‬أثر الخص ــائص الريادية في تبني التوجهات اإلس ــتراتيجية‬
‫للمديرين في المدارس الخاصة في عمان‪ ،‬ماجستير‪ ،‬جامعة الشرق األوسط ‪.‬‬

‫‪ -‬مـانو ‪،‬جورج و آخرون (‪ :)2013‬التربيـة الريـاديـة في المـدارس الثـانويـة والتـدريـب المهني والتقني‬
‫والتعليم العـالي ‪-‬الوحـدة الثـانيـة مـا هي الريـادةي تحرير ‪ :‬رانيـا بخعـا ي وسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــميي جـابر‪ ،‬منظمـة‬
‫العمـل الـدوليـة – جنيف ‪ ،‬المكتـب اإلقليمي للـدول العربيـة‪/‬بيروت – لبنـان ‪ ،‬مركز التـدريـب الـدولي‬
‫– تورين‪.‬‬

‫‪ -‬مانو‪،‬جورج و نيلسـ ـ ــون‪ ،‬روبرت و ثيونغو‪ ،‬جون و هافتندورن ‪،‬كالوس (‪ :)2009‬التربية الريادية‬
‫في المــدارس الثــانويــة والتــدريــب المهني والتقني والتعليم العــالي ‪ ،‬برنــامج كــاب‪ :‬تعرف إلى عــالم‬
‫األعمـال ‪ ،‬مركز التـدريـب الـدولي التـابع لمنظمـة العمـل الـدوليـة‪ ،‬المكتـب اإلقليمي للـدول العربيـة‪/‬‬
‫بيروت‪ -‬لبنان ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -‬متولي ‪ ،‬حنان محمد ( ‪ :) ٢٠٠٦‬التعليم الفني واحتياجات سـ ــوق العمل في المجتمع المصـ ــري‪-‬‬
‫د ارسـ ــة ميدانية لطالب وخريجي التعليم الفني بمحافظة الغربية ‪ ،‬ماجسـ ــتير غير منشـ ــورة‪ ،‬جامعة‬
‫طنطا‪ ،‬كلية اآلداب‪.‬‬

‫‪ -‬المحروق ‪ ،‬ماهر(‪ : )2011‬سـياسـات حماية المنشـ ت الصـغيرة والمتوسـطة أثر المبادرات العربية‬
‫فى دعم المنشـ ت الصـغيرة والمتوسـطة ‪ ،‬المؤتمر العربى الرابع لتنمية الموارد البشـرية المنعقد فى‬
‫مركز الملك فيصل للمؤتمرات ‪ -‬الرياض في الفترة من ‪ ، 2/15-13‬منظمة العمل العربية ‪.‬‬

‫‪ -‬محمد‪ ,‬إيثار عبد الهادي و س ـ ــلمان‪ ,‬س ـ ــعدون محمد (‪ :)2011‬دور ريادة منظمات األعمال في‬
‫التنمية االقتص ــادية ‪ ,‬الملتقى الدولي الثاني حول األداء المتميز للمنظمات و الحكومات بعنوان (‬
‫نمو المؤس ـ ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ـ ــات و االقتصـ ـ ـ ـ ــاديات بين تحقيق األداء المالي و تحديات األداء البيئي‪ ،‬المنعقد‬
‫بجامعة ورقلة بالعراق في الفترة من ‪ 23 -22‬نوفمبر‪.‬‬

‫‪ -‬محمد‪ ،‬رسـ ــالن ‪ ،‬عبد الكريم‪ ،‬نصـ ــر (‪ :)2011‬واقع ريادة األعمال الصـ ــغيرة والمتوسـ ــطة وسـ ــبل‬
‫تعزيزها في االقتصـ ـ ـ ــاد الفلسـ ـ ـ ــطيني‪ ،‬مجلة جامعة القدس المفتوحة ل بحاث والد ارسـ ـ ـ ــات ‪ -‬العدد‬
‫الثالث والعشرون ‪.2‬‬

‫‪ -‬المخالفي ‪،‬عب ــد المل ــك ط ــاهر(‪ :)2014‬واقع التعليم لري ــادة األعم ــال في الج ــامع ــات الحكومي ــة‬
‫السـ ـ ـ ــعودية‪ -‬د ارسـ ـ ـ ــة تحليلية‪،‬المؤتمر األول لكليات إدارة األعمال بجامعات دول مجلس التعاون‬
‫لدول الخليج العربية ‪ ،‬في الفترة من ‪. 2/17-16‬‬

‫‪ -‬مرتض ـ ــى ‪ ,‬رش ـ ــا و س ـ ــالم ‪ ,‬فادي(‪ :)2012‬أثر اإلعالم االجتماعي على الريادة وفرص العمل ‪-‬‬
‫آفاق جديدة لتمكين الشـ ـ ــباب العربي اقتصـ ـ ــادياً‪ -‬من إصـ ـ ــدار برنامج الحوكمة واالبتكار في كلية‬
‫دبي لإلدارة الحكومية بالشراكة مع شركة ساب ( ‪ ) SAP‬في الشرق األوسط ‪.‬‬

‫‪ -‬المص ـ ــري‪ ،‬منذر وآخرون(‪: )2010‬التعليم للريادة في الدول العربية‪ ،‬اليونس ـ ــكو‪،‬مكتب اليونس ـ ــكو‬
‫اإلقليمي للتربية في الدول العربية – بيروت‪.‬‬

‫‪ -‬المص ـ ـ ـ ـ ـ ــري‪ ،‬منذر واص ـ ـ ـ ـ ـ ــف( ‪ :)2010‬اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ــتراتيجية العربية للتعليم والتدريب المهني والتقني‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫(المنتدى العربي حول التدريب التقنى والمهني واحتياجات سـ ـ ــوق العمل‪ ) ،‬في الفترة من‬
‫‪ / 18 -‬يناير‪ /‬كانون الثانى ‪ ،‬الرياض‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ -‬منتـدى اإلصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالع العربي(‪ :)2004‬مؤتمر "إصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالع التعليم في مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر" في الفترة من‪- 3‬‬
‫‪ ، 2004/8/4‬مكتبة اإلسكندرية‪.‬‬

‫‪ -‬المنتدي االقتصادي العالمي (‪ :)2011‬تقرير القدرة التنافسية في العالم العربي ‪.2012-2011‬‬

‫‪ -‬منظمة العمل الدولية ‪ ،‬و ارة القوى العاملة والهجرة (‪ : ) 2010‬ملخص الخطة القومية لتشغيل‬
‫الشباب ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتب منظمة العمل الدولية لشمال أفريقيا ‪.‬‬

‫‪ -‬منظمة العمل الدولية واليونسـ ـ ـ ـ ـ ــكو‪ :)2006 (،‬نحو ثقافة للريادة في القرن الواحد والعشـ ـ ـ ـ ـ ـرين ‪-‬‬
‫تحفيز الروع الريـاديـة من خالل التعليم للريـادة في المـدارس الثـانويـة‪ ،‬مكتـب اليونسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكو اإلقليمي‬
‫للتربية في الدول العربية – بيروت‪.‬‬

‫‪ -‬النجار‪ ،‬فايز والعلي‪،‬عبد الس ـ ـ ــتار(‪ : )2006‬الريادة وإدارة األعمال الص ـ ـ ــغيرة‪ ،‬م‪، 1‬األردن ‪،‬دار‬
‫الحامد للنشر والتو يع‪.‬‬

‫‪ -‬هيو ‪ ،‬فيليــب ( ‪ :) ٢٠٠٥‬لمــاذا يعــد الوصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول إلى التــدريــب والتعليم الفني والمهني للمجتمع‬
‫ضرورًيا ي‪ ،‬ترجمة آمال الكيالني‪ ،‬مجلة مستقبليات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز مطبوعات اليونسكو‪.‬‬

‫ـرت األداء االقتص ـ ــادي واالجتماعي‬


‫‪ -‬و ارة التخطيط والمتابعة واإلص ـ ــالع اإلداري(‪ :)2014‬مؤش ـ ـ ا‬
‫الربع والعام المالي ‪،2013/2014‬أكتوبر ‪.2014‬‬
‫خالل الربع ا‬

‫‪ -‬و ارة التربية والتعليم ( ‪ .) ٢٠٠٥‬وحدة تنفيذ سـ ـ ــياسـ ـ ــات برنامج " مبارك ‪ -‬كول " لتطوير التعليم‬
‫والتدريب المهني في مصر‪.‬‬

‫‪ -‬و ارة الـ ـ ـتـ ـ ـربـ ـ ـي ـ ـ ــة والـ ـ ـتـ ـ ـعـ ـ ـلـ ـ ـيـ ـ ــم ‪ ،‬اإلدارة الـ ـ ـع ـ ـ ــام ـ ـ ــة لـ ـ ـلـ ـ ـتـ ـ ـعـ ـ ـلـ ـ ـيـ ـ ــم والـ ـ ـت ـ ـ ــدري ـ ـ ــب الـ ـ ـمـ ـ ـهـ ـ ـنـ ـ ــي‬
‫‪http://portal.moe.gov.eg/AboutMinistry/Departments/gdvet/edu/Pages/p‬‬
‫‪arteners.aspx‬‬

‫‪ -‬و ارة التربية والتعليم بالتعاون مع الو ارة االتحادية األلمانية للتعاون االقتصـ ـ ـ ــادي والتنمية‪ :‬برنامج‬
‫دعـ ــم الـ ــتشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـغ ـ ـي ـ ـ ــل ب ـ ـج ـ ـم ـ ـهـ ــوري ـ ـ ــة مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ال ـ ـع ـ ـرب ـ ـي ـ ـ ــة(‪http://www.epp- . )2014‬‬
‫‪egypt.net/view/pages/viewPages.php?id=11‬‬

‫‪ -‬ولسـ ـ ـ ـ ـ ــون‪ ،‬ديفيد ( ‪ .) ٢٠٠١‬إصـ ـ ـ ـ ـ ــالع التعليم الفني والمهني والتدريب في عالم العمل المتغير‪،‬‬
‫ترجم ــة مج ــدى مه ــدى على ‪ ،‬مجل ــة مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتقبلي ــات‪ ،‬المجل ــد ‪ ،31‬الع ــدد ‪ ، ١١٧‬الق ــاهرة‪ ،‬مركز‬
‫مطبوعات اليونسكو‪ ،‬مارس‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ مش ـ ــروع التعليم للريادة في‬: )2012(‫ المركز الدولي للتعليم والتدريب التقني والمهني‬، ‫ اليونس ـ ــكو‬-
2012 ‫ تقرير توليفي‬، ) 2012- 2010 ( ‫ المكون الثاني‬:‫الدول العربية‬

Adam, Arvil V.(2010): The Mubarak Kohl Initiative-Dual System in -


Egypt- An assessment of its impact on the school to work transition,
German Technical Cooperation GTZ.

Almahdi, H. K., & Dickson, K. (2010): Entrepreneurship education and -


development as an integral part of the enterprise system in Saudi Arabia.
European, Mediterranean & Middle Eastern Conference on Information
Systems 2010 (EMCIS2010). April 12-13 2010, Abu Dhabi, UAE

Amin,Ghada(2014): Egypt country report, polices and mechanisms for -


integration into the work force and job creation , egypt country report for
the 2014 ministerial conference on youth employment How to Improve,
Trough Skills Development and Job Creation, Access of Africa’s Youth
to the World of Work, Abidjan, Côte d’Ivoire, 21-23 July

Arasti, Z., Falavarjani, M. K., & Imanipour, N. (2012): A Study of -


Teaching Methods in Entrepreneurship Education for Graduate Students.
Higher Education Studies , 2 (1)

Bernstein, A. (2011): Nature vs. nurture: Who is interested in -


entrepreneurship education? A study of business and technology
undergraduates based on social cognitive career theory. ProQuest, UMI,
Dissertations Publishing.

CID Consulting (2009) “Graduate Tracer Study and Attitudes of Youth: -


Towards the Labour Market in Context of the Wider Landscape of TVET
in Egypt. Track II. Overview of TVET in Egypt, Final Report: Cairo

Cooper c. Arnold, and weil A.Louis .(1998): Entrepreneurship: the past, -


the present. the future .a paper is presented at USASB.
82
Daft, Richard (2010): "New era of management",9th,South- -
Western,Cengage learning. Australia

Dyer,Jeffrey.H et.al(2008): Entrepreneur Behaviors, Opportunity -


Recognition, and the Origins of Innovative Ventures, Strategic
Entrepreneurship Journal, Vol.2

Edda Grunwald& Bernhard Becker(2009): Mubarak-kohl initiative for -


dual system (mki-ds) – the case of Egypt: Success in reforming the tvet-
system and shaping the society,

Education, 27 (4), -

83
‫الفصل الرابع‬

‫االنحراف الفكري ودورالتعليم الجامعي في مواجهته‬

‫أوال‪ :‬مفهوم االنحراف الفكرى‬


‫ثانيا‪ :‬أسبـ ـاب االنحـ ـراف الفكـ ـري‬
‫ثالثا ‪:‬تداعيـات االنحراف الفكري و آث ــاره على املجتمع املصري‬
‫رابعا ‪:‬دورالتعليم الجامعي املصري في مواجهة االنحراف الفكري‬

‫‪84‬‬
‫األهداف التعليمية للفصل‬

‫بعد دراسة هذا الفصل يمكن تحقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬توضيح مفهوم االنحراف الفكرى‬


‫‪ .2‬التعرف على أسبـ ـاب االنحـ ـراف الفكـ ـري‬
‫‪ .3‬الكشف عن تداعيـات االنحراف الفكري و آث ــاره على املجتمع املصري‬
‫‪ .4‬ابرازدورالتعليم الجامعي املصري في مواجهة االنحراف الفكري‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫االنحراف الفكري ودورالتعليم الجامعي في مواجهته‬

‫مقدمة‬
‫يعــد االنحراف الفكري من أخطر العوامــل التى قــد تزعزع المجتمع‪ ،‬وتتمثــل خطورتــه في تــةثيره على‬
‫خطر على الدولة وأمنها‪ ،‬لذا كان من الضــرورى أن يتناول‬ ‫أفكار وعقول أفراد المجتمع وســلوكهم‪ ،‬مما يشــكل ًا‬
‫هذا الفصـ ـ ـ ــل مفهوم االنحراف الفكري وما يبثه من فكر خطة وشـ ـ ـ ــاذ في المجتمع‪ ،‬وأسـ ـ ـ ــباب االنحراف الفكري‬
‫بةبعاده المختلفة‪ ،‬والتحديات التي نتجت عن االنتش ـ ــار الس ـ ـريع لالنحراف الفكري‪ ،‬ومن ثم تدا ياته وآثاره على‬
‫المجتمع المصري وأمنه واستق ارره‪ ،‬وقد عالج الفصل تلك القضية في المحاور التالية‪.‬‬
‫املحوراألول‪ :‬االنحراف الفكري (املفهوم والدالالت)‪:‬‬
‫وجد الباحثون صـ ـ ــعوبة في الوصـ ـ ــول إلى تعريف محدد لالنحراف الفكري‪ ،‬وترجع تلك الصـ ـ ــعوبة إلى‬
‫التداخل الكبير بين مفهوم االنحراف‪ ،‬ومفا يم أخرى قد تســتخدم كمرادف له‪ ،‬وتوحي بالمعنى نفســه‪ ،‬كما ترجع‬
‫أيض ـ ـ ـ ــا تلك الص ـ ـ ـ ــعوبة في أن االنحراف الفكري يحدث في جوانب متعددة ومتنوعة من الحياة مثال االنحراف‬
‫الفكري الس ـ ـ ــياس ـ ـ ــي أو الديني أو اإلعالمي‪ ،‬وإلى العوامل المتعددة التي أدت إلى االنحراف الفكري من عوامل‬
‫نفسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـة واجتمـا يـة‪ ،‬كمـا يرجع عـدم االتفـاق إلى تفـاوت مفهوم االنحراف بين العلوم الحـديثـة تفـاوتـا كبي ار وإلى‬
‫الحداثة النس ــبية للمفهوم‪ ،‬وبالتالي خلت منه معاجم اللغة العربية‪ ،‬فيقص ــد به اختالل فكر وعقل اإلنس ــان‪ ،‬كما‬
‫يتصف االنحراف الفكري بةنه مفهوم نسبي متغير‪.‬‬
‫ونتيجـة لصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعوبـة الوصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول إلى تعريف االنحراف الفكري‪ ،‬فهنـاك تعـدد وتنوع في مفهوم االنحراف‬
‫الفكري ومقاصده في الكثير من العلوم‪ ،‬ومنها ما يلي‪:‬‬

‫‪86‬‬
‫▪ فيقصـ ـ ـ ـ ــد باالنحراف الفكري في علم االجتماع انتهاك لمعايير المجتمع‪ ،‬فيكون بمثابة سـ ـ ـ ـ ــلوك مخالف لما‬
‫ترتضيه الجماعة‪.‬‬
‫▪ ويعرف االنحراف الفكري بةنه‪ :‬عدم تطابق الفكر الش ـ ـ ـ ـ ــخص ـ ـ ـ ـ ـي بانطباعاته وتص ـ ـ ـ ـ ــوراته وأفكاره وآرائه مع‬
‫مجموعة المباد والقيم العقائدية والثقافية أو الس ـ ــياس ـ ــات المس ـ ــتقرة في المجتمع‪ ،‬وهو الفكر الذي ال يلتزم‬
‫بالقواعد السـ ـ ــلوكية والدينية والنظم واألعراف‪ ،‬ويعد بذلك فك ار شـ ـ ــاذا‪ ،‬وهو من أخطر أنواع االنحرافات؛ لما‬
‫يحدثه من تةثيرات عظيمة في العزائم وضياع الشخصية‪ ،‬ويعد من أهم مهددات األمن‪.‬‬
‫▪ كما يعرف االنحراف الفكري بةنه الميل ألفكار معينة واعتناقها واإليمان والتسـ ـ ــليم بها‪ ،‬رغم أنها تخالف ما‬
‫اتفق عليه قوانين وأعراف‪.‬‬
‫▪ واالنحراف الفكري أيضـ ــا مرادف للغلو والتطرف الذي يترتب عليه العنف واإلرهاب‪ ،‬فهو مفهوم نسـ ــبي متغير‪،‬‬
‫فمـا يعـد انح ارفـا فكريـا في مجتمع قـد ال يعـد كـذلـك في مجتمع آخر‪ ،‬وذلـك الختالف القيم والمعـايير الس ـ ـ ـ ـ ـ ــائـدة‪،‬‬
‫فاالنحراف الفكري هو ذلك النوع من الفكر الذي يخالف الض ــمير المجتمعي ويخالف المنطق والتفكير الس ــليم‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫ويؤدي إلى تفكك وحدة المجتمع وكيانه‬
‫ومجمل القول أن هناك مرادفات كثيرة لالنحراف الفكري منها التطرف‪ ،‬والعنف‪ ،‬واإلرهاب‪ ،‬والتش ـ ـ ـ ــدد‪،‬‬
‫اما تعرف تلك المفا يم‪،‬‬‫كما أن هناك انح ارًفا فكريا وأخالعيا وسـ ـ ــياسـ ـ ــيا‪ ،‬ولكل منها آثار واضـ ـ ــحة ‪ ،‬لذا كان لز ً‬
‫نتيجـة التـداخـل بينهـا وبين مفهوم االنحراف الفكري‪ ،‬وتحـديـد ومـدى عالقتهـا بمفهوم االنحراف الفكري‪ ،‬ومنهـا مـا‬
‫يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬العنف‪ :‬هو تهديد أو اســتعمال عمدي للقوة الجســمية ضــد اآلخرين أو ضــد النفس‪ ،‬مما يتســبب في صــدمة‬
‫نفس ـ ــية أو موت أو حرمان‪ ،‬فهو بذلك س ـ ــلوك مجرد من مش ـ ــاعر الرحمة‪ ،‬ينوي إلحاق األذى باآلخرين عن‬
‫عمد‪ ،‬ومن أبر مظاهر العنف وآثاره فقدان الش ــعور بمعاناة الض ــحية‪ ،‬ونش ــر المخاوف في العالم المحيط‪،‬‬
‫وفقدان البراءة واألمان والس ــالم‪ ،‬وذلك بس ــبب االنفتاع التكنولوجي الذي س ــاعد على هدم القيم االجتما ية‪،‬‬
‫وإلغاء الحواجز التي بناها المجتمع من أجل أمنه وسالمته‪.‬‬
‫ب‪ -‬التطرف‪ :‬هو تمســك الفرد بةفكار ومعتقدات متشــددة‪ ،‬ال يؤمن من خاللها بةفكار ومعتقدات اآلخر‪ ،‬ويشــعر‬
‫بةنه دون غيره على حق‪ ،‬األمر الذي يجعله يتص ـ ـ ــرف بس ـ ـ ــلوكيات فيها من اآلثار الض ـ ـ ــارة والس ـ ـ ــلبية على‬
‫المجتمع‪ ،‬من حيث التمسك والتشدد في عقيدة أو أيديولوجيا أو فكر أو مذهب معين‪ ،‬مما يجعله يخرج عن‬
‫‪.‬‬
‫القواعد التي يرتضيها المجتمع‪ ،‬وذلك لشعوره بةنه يمتلك الحقيقة المطلقة دون غيره‬
‫ت‪ -‬اإلراررا ‪ :‬وهو يتج ــاو التطرف‪ ،‬حي ــث ينتق ــل من الفكر إلى الفع ــل‪ ،‬ف ــاإلره ــاب هو نتيج ــة التطرف‪ ،‬وك ــل‬
‫إرهابي متطرف‪ ،‬ولكن ليس كل متطرف إرهابيا‪ ،‬وهو عنف جس ـ ـ ــدي أو نفس ـ ـ ــي أو مادي أو معنوي‪ ،‬ولكن‬
‫دفاعا عن النفس ومقاوم ًة للعدوان‪.‬‬‫خصوصا إذا ما كان ً‬ ‫ً‬ ‫ليس كل عنف هو إرهاب‬
‫فــاإلهــاب يثير الرعــب والفزع‪ ،‬وهو نوع من العنف كمــا ظهر حــديثًـا مفهوم اإلرهــاب اإللكتروني وهو‬
‫من أكثر المفا يم ارتباطا بالقوة الناعمة‪ ،‬حيث يعنى اإلرهاب اإللكتروني العدوان أو التهديد المادي والمعنوي‪،‬‬

‫‪87‬‬
‫الص ــادر من الدول أو الجماعات أو األفراد على اإلنس ــان في دينه أو عرض ــه أو نفس ــه أو عقله أو ماله بغير‬
‫حق‪ ،‬وذلك باس ــتخدام الموارد المعلوماتية والوس ــائل االلكترونية بش ــتى ص ــور الفس ــاد والعدوان‪ ،‬ويتس ــم اإلرهاب‬
‫اإللكتروني بةنه ناعم‪ ،‬وذلك ألن العنف والجرائم في الصـ ـ ــورة العامة يحتاج لمجهود عضـ ـ ــلي‪ ،‬ولكن هذا النوع‬
‫من الجرائم اإلرهابية االلكترونية ال تحتاج المجهود العض ـ ـ ـ ــلي‪ ،‬بل تحتاج التفكير العلمي المدروس القائم على‬
‫‪،‬معرفة وتقنيات التكنولوجيا والمعلومات‪.‬‬
‫مما سـ ــبق نسـ ــتنتج أن هناك عالقة بين االنحراف الفكري وتلك المفا يم‪ ،‬وتقوم تلك العالقة على أن الميل‬
‫إلى العنف واإلرهاب والتطرف‪ ،‬جميعها ناتجة عن انحراف في الفكر والتعصـ ـ ــب للرأي أو العقيدة‪ ،‬وعن خلل وعدم‬
‫توا ن بين فكر وعقل ومباد المنحرف فكريا ومباد وأفكار المجتمع‪ ،‬مما يتس ـ ـ ـ ـ ــبب في جعله ناقما على المجتمع‬
‫فيس ـ ــلك س ـ ــلوك المجرمين‪ ،‬وتظهر مظاهر االنحراف الفكري كالتطرف واإلرهاب والعنف والتعص ـ ــب لرأي أو فكر‪،‬‬
‫وذلـك ليثبـت فكره ويحقق هـدفـه بـالقوة غير القـانونيـة واألعمـال اإلجراميـة والعنف والتـدمير‪ ،‬ممـا يتسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبـب في دمـار‬
‫نفسي وإلحاق الضرر واألذى المادي والمعنوي له ولغيره من أفراد المجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬

‫املحـ ـور الثان ــي‪ :‬أسبـ ـاب االنحـ ـراف الفكـ ـري‪:‬‬
‫لالنحراف الفكري أبعاد وأسـ ـ ــباب كثيرة متعددة ومتنوعة‪ ،‬نجدها في بعض األحيان مترابطة ببعضـ ـ ــها‪،‬‬
‫وبيان ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األسبـــاب االجتماعيـــة‪:‬‬
‫تؤدي العوامل واألبعاد والمش ـ ـ ـ ـ ـ ــكالت االجتما ية دو ار كبي ار في تهديد األمن الفكري وظهور االنحراف‬
‫الفكري‪ ،‬ومن تلك العوامل ما يةتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ظهور الفسـ ــاد المجتمعي‪ ،‬من فسـ ــاد أخالقي وعيمي‪ ،‬وسـ ــيطرة ثقافة االسـ ــتهالك‪ ،‬وعجز الدولة عن احتواء‬
‫القوى االجتما ية‪.‬‬
‫‪ -2‬غياب العدالة االجتما ية‪ ،‬وانتشار الظلم والفساد‪ ،‬وغياب القدوة الحسنة‪ ،‬وانتشار العادات والتقاليد السيئة‪.‬‬
‫‪ -3‬الضغوم االجتما ية الناتجة عن القيم األخالعية الخطة‪ ،‬وبخاصة في ظل المجتمعات المنغلقة‪.‬‬
‫‪ -4‬ســوء التنشــئة االجتما ية‪ ،‬واتباع األســاليب الســلبية في التعامل داخل األس ـرة‪ ،‬كالقســوة أو التدليل الزائد أو‬
‫النق ــد ال ــدائم‪ ،‬مم ــا يهيا األبن ــاء لالنح ارف ــات الفكري ــة ‪ ،‬وظهور التن ــاقض في حي ــاة بعض الن ــاس بين م ــا‬
‫يتعلمونه والواقع الذي يعيشونه‪.‬‬
‫سسـات التعليمية الناتجة عن‬
‫سسـات االجتما ية بضـعف تةديتها لمهامها‪ ،‬خاصـة التهميش في المؤ ـ‬
‫‪ -5‬هامشـية المؤ ـ‬
‫س ـ ـ ـ ـ ـ ــوء المعـاملـة التي يتعرض لهـا الطـالـب‪ ،‬وغيـاب األلفـة بين الطـالـب والمعلم‪ ،‬وض ـ ـ ـ ـ ـ ــعف العالقـة بين البيـت‬
‫والمدرسة‪ ،‬فكل ذلك يؤدي دو ار في انتشار االنحراف الفكري‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -6‬التفكك األســري وعدم االهتمام باألبناء‪ :‬حيث ينشــة التفكك األســري من أنمام التنشــئة الخطة داخل األس ـرة‬
‫والمجتمع‪ ،‬وحاالت الطالق وما يصــاحبها من مشــكالت‪ ،‬والنزاع والشــقاق بين الوالدين‪ ،‬كل ذلك يؤدي إلى‬
‫هروب الفرد من األسـرة والبحث عن رفاق يقضـي معهم وقت فراغه‪ ،‬وهو ما ال يضــمن لنا أن يكون هؤالء‬
‫الرفاق صــالحين‪ ،‬مما يؤدي إلى نتائج ســلبية تظهر في فكر وســلوك األبناء داخل محيط األس ـرة أو كةفراد‬
‫في المجتمع فيما بعد‪.‬‬
‫‪ -7‬الش ـ ـ ــعور باليةس واإلحبام والظلم‪ ،‬والذي ينتج عن عدم المس ـ ـ ــاواة والعدالة وتحقيق الفرص‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫التةثر باألفكار والمعتقدات المشوهة؛ سعيا وراء تغيير ذلك الواقع ‪.‬‬
‫‪ -8‬رفاق الس ـ ــوء هم أحد األس ـ ــباب المؤدية لالنحراف الفكري‪ ،‬وخاص ـ ــة إذا نش ـ ــة الفرد في أس ـ ــر غير مس ـ ــتقرة‬
‫يسودها عدم الثقة‪ ،‬فسرعان ما يكتسب من أقرانه أخالقهم وسلوكياتهم وعاداتهم وانحرافاتهم الفكرية‪.‬‬
‫‪ -9‬ظهور ما يســمى بالمجتمع المنغلق على نفســه‪ ،‬والذي يتســبب في تبني الفكر المنحرف‪ ،‬كالتعصــب القبلي‬
‫والنعرات الم ــذهبي ــة والط ــائفي ــة‪ ،‬التي تقود إلى التطرف وأذى اآلخرين‪ ،‬حي ــث يقوم على ع ــدة أشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك ــال‬
‫للممارسات العصبية كالقتل والثةر وسطوة العشائر‪.‬‬

‫‪ -10‬الفـ ـ ـراو الفكـ ـ ــري للشـ ـ ــباب وصـ ـ ــعوبة المعيشـ ـ ــة‪ ،‬وهـ ـ ــذا مـ ـ ــا يجعلهـ ـ ــم يكرهـ ـ ــون المجتمـ ـ ــع ويحـ ـ ــاولون إلحـ ـ ــاق‬
‫الضـ ــرر بـ ــه ب ـ ــةي وسـ ــيلة‪ ،‬ويولـ ــد ه ـ ــذا الف ـ ـراو نوعـ ــا م ـ ــن اإلحبـ ــام لجيـ ــل الش ـ ــباب‪ ،‬ويـ ــؤدي إلـ ــى االبتع ـ ــاد‬
‫عـ ــن الصـ ـواب ومـ ــلء هـ ــذا الفـ ـراو بـ ــةي شـ ـيء‪ ،‬ومـ ــن ثـ ــم تظهـ ــر الفئـ ــات المنحرفـ ــة التـ ــي تعـ ـد خطـ ـ ار علـ ــى‬
‫نفسها وأمنها ومجتمعاتها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األسبـــاب الثقافيـــة‪:‬‬


‫وتتضح األبعاو الثقافية في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬التغريــــب والتفريــــط‪:‬‬
‫التغريب هو نقل الحض ـ ــارة الغربية س ـ ــلوكياتها وأفكارها إلى العالم العربي لتنافس الحض ـ ــارة العربية بل‬
‫لتحل محلها‪.‬‬
‫فيكون شــعور الفرد بةنه ال ينتســب لمجتمعه وال يرضــى عنه‪ ،‬ويرفض القيم والثقافة الخاصــة بمجتمعه‬
‫مع شعور بالغربة سواء على المستوى الثقافي بانفصال الفرد عن مجتمعه‪ ،‬ورفضه ما يحمله من معايير وعيم‪،‬‬
‫والبعد عن المشـ ــاركة في ثقافة المجتمع أو الغربة على المسـ ــتوى النفس ـ ـي عن طريق ص ـ ـراع داخلي يعاني منه‬
‫الفرد‪ ،‬ويترتب عليه انفصـ ـ ــال الفرد عن ذاته الذي يفقده القدرة على التوافق مع نفسـ ـ ــه‪ ،‬ومن ثم االنفصـ ـ ــال عن‬
‫المجتمع‪ ،‬وينتج االغتراب من ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعف تعلق الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــباب بةوطانهم؛ نتيجة ما يعيشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــونه من عزلة وغربة في‬
‫مجتمعاتهم‪ ،‬وتفريطهم في الكثير من عيم أمتهم ومجتمعاتهم‪ ،‬وهذا التفريط من أســباب االنحراف الفكري‪ ،‬فحب‬
‫الوطن واالنتماء إليه وعدم التفريط فيه‪ ،‬من أهم عوامل بناء األمن الفكري‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -2‬الجهــــل بالديــــن اإلسالمــــي‪:‬‬
‫إن األمن الفكري هو نوع من أنواع األمن الذي يص ــعب تحقيقه في نطاق األس ـرة والمجتمع مالم تكون‬
‫هناك تربية إسـ ـ ــالمية صـ ـ ــحيحة ‪ ،‬لذا يعد الجهل بالدين من أهم الوسـ ـ ــائل التي تسـ ـ ــاعد في انتشـ ـ ــار االنحراف‬
‫الفكري ‪ ،‬وهو من األسـباب األسـاسـية لالنحراف الفكري‪ ،‬وضـياع الثقافة‪ ،‬ونتج عن هذا الجهل ضـعف معالجة‬
‫المشـ ـ ــاكل والقضـ ـ ــايا الحضـ ـ ــارية المسـ ـ ــتجدة ‪ ،‬والتي من بينها االنحراف الفكري‪ ،‬وذلك نتيجة عدم وجود الفكر‬
‫الموجه والرشيد لحل تلك القضايا من منطلق تعاليم الدين‪.‬‬
‫‪ -3‬ضعف االهتمام بتأصيل األمن الفكري‪:‬‬
‫إن األمن الفكري هو التزام وش ـ ـ ـ ـ ــعور باالنتماء إلى ثقافة األمة وعيمها‪ ،‬لذا البد من تو ية المجتمعات‬
‫العربيــة بمخــاطر االنحراف الفكري الــذي يحــدث خلال في أمن المجتمع الفكري‪ ،‬واالهتمــام بعوامــل بنــاء األمن‬
‫الفكري وتةص ـ ـ ـ ــيله على مس ـ ـ ـ ــتوى الفرد والجماعة من االهتمام بالقدوة الص ـ ـ ـ ــالحة والتوجيه بالحكمة والموعظة‬
‫الحسـ ـ ــنة‪ ،‬والحوار الهادف البناء‪ ،‬واسـ ـ ــتغالل أوقات فراو الشـ ـ ــباب‪،‬والعمل على إب ار مكانة األمن الفكري وبذل‬
‫الجهد لتحقيقه‪ ،‬فهو ضـ ــرورة حتمية للمجتمع‪ ،‬فال يمكن أن يحدث التطور واال دهار في غياب األمن الفكري‪،‬‬
‫ويتحقق األمن الفكري من خالل حماية العقل اإلنسـ ـ ـ ـ ـ ــاني‪ ،‬فاالهتمام بالعقول وإث ارهها والعمل على اسـ ـ ـ ـ ـ ــتنارتها‬
‫بالفكر السليم اآلمن ‪ ،‬هو ما يدعم البناء الفكري ل مة محققا أمنها الفكري وقوتها الناعمة‪.‬‬
‫‪ -4‬هبوط المستوى اإلعالمي ووجود وسائل اإلعالم غير المسئولة‪:‬‬
‫وهي التي ال تتحمل مس ـ ــئوليتها تجاه المجتمع‪ ،‬فتعمل على مهاجمة القيم األخالعية‪ ،‬وبلورة الش ـ ــخص ـ ــية‬
‫االنحرافيـة‪ ،‬فإلعالم الهـادف هو الـذي يقوم بوظيفتـه تجـاه المجتمع‪ ،‬فيعمـل على بـث القيم واألخالق والتمـاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك‬
‫والترابط‪ ،‬ويعالج قضـ ـ ـ ـ ــايا عص ـ ـ ـ ـ ـرية‪ ،‬وهو اإلعالم الذي ال يسـ ـ ـ ـ ــتغله أصـ ـ ـ ـ ــحاب الفكر المنحرف لهدم عيم وهوية‬
‫المجتمع‪ ،‬ويعني النش ـ ــر الص ـ ــادق للحقائق واالتجاهات الرامية إلى نش ـ ــر مش ـ ــاعر الطمةنينة والس ـ ــكينة في نفوس‬
‫الجماهير‪ ،‬من خالل تبص ــيرهم بالمعارف والعلوم األمنية‪ ،‬وكس ــب مس ــاندة الجماهير في مواجهة التطرف الفكري‬
‫وتهديده للسلم االجتماعي‪.‬‬
‫لذا البد أن تقوم وسـ ــائل االتصـ ــاالت ومن بينها وسـ ــائل اإلعالم بدورها في تحقيق األمن الفكري ومواجهة‬
‫االنحراف‪ ،‬وذلك بحماية العقل من المؤثرات الضارة‪ ،‬وأن تحافظ على هذا العقل من أن تنال منه مؤثرات خارجية‪.‬‬
‫لذا فإن لم يؤد اإلعالم وظيفته تجاه المجتمع‪ ،‬من حيث ترسـ ـ ـ ـ ــيخ ثقافة وهوية المجتمع فإنه يؤدي إلى‬
‫تزييف الوعي وإفس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد العقول‪ ،‬وتهميش المجتمع وإضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعـاف قوتـه النـاعمـة الجـاذبـة للـدول األخرى وظهور‬
‫االنحراف الفكرى‪.‬‬
‫لــذا يمكن لوس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائــل اإلعالم أن تؤدي دو ار إيجــابيــا في التو يــة بمخــاطر االنحراف الفكري والجرائم‪،‬‬
‫وإس ـ ــداء النص ـ ــي للمواطنين باالبتعاد عنها‪ ،‬وحثهم على مكافحتها واإلبالو عنها ووقاية المجتمع من ش ـ ــرورها‪،‬‬

‫‪90‬‬
‫ف وسـ ـ ـ ــائل اإلعالم من أكثر الوسـ ـ ـ ــائل تةثي ار في عقول الناس وتوجهاتهم وأفكارهم السـ ـ ـ ــتحواذها على اهتماماتهم‬
‫وأوقاتهم‪ ،‬ولما تتمتع به من قوة تةثير‪.‬‬
‫لذا بات وجود تربية إعالمية ض ـ ـ ــرورة ملحة لمواجهة االنحراف الفكري لدى أفراد المجتمع‪ ،‬نظ ار للدور‬
‫المهم للرسـ ـ ـ ـ ــائل التي يسـ ـ ـ ـ ــتقبلها الفرد من وسـ ـ ـ ـ ــائل اإلعالم وما يتلقى من معلومات تشـ ـ ـ ـ ــكل اتجاهاته وبالتالي‬
‫سلوكياته نحو أمن واستقرار المجتمع ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬األسبــاب االقتصاديــة لالنحــراف الفكــري‪:‬‬
‫يعد االقتصـ ــاد من العوامل الرئيسـ ــة التي تكفل االسـ ــتقرار النفسـ ـي ل فراد والمجتمعات‪ ،‬فكلما كان دخل‬
‫الشـخص قليال ال يسـد حاجته كان مضـطربا وغير راض عن المجتمع الذي يعيش فيه‪ ،‬مما يدفعه لالنتقام وتبني‬
‫الفكر المنحرف المتطرف‪ ،‬ومن بين تلك العوامل االقتص ــادية الفقر والبطالة واإلغراء المالي‪ ،‬لذا يؤثر االقتص ــاد‬
‫على الجانب االجتماعي ويؤثر فيه‪.‬‬

‫وفيما يلى تناول تفصيلي لتلل الم كالت‪:‬‬

‫‪ -1‬المشكالت االقتصادية (الفقر والبطالة)‪:‬‬


‫تعد المشكالت االقتصادية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ خاصة الفقر والبطالة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ من المشكالت المعاصرة التي ظهرت نتيجة‬
‫التحوالت السـ ـ ـ ـريعة‪ ،‬وترتبط تلك المشـ ـ ـ ــكالت بتدني مسـ ـ ـ ــتوى المعيشـ ـ ـ ــة والدخل ‪ ،‬حيث واجه الكثير من الدول‬
‫العربية ص ـ ـ ــعوبات اقتص ـ ـ ــادية‪ ،‬من انخفاض الميزانيات الحكومية وتقلص اإلنفاق على مش ـ ـ ــاريع التنمية‪ ،‬وقلة‬
‫الوظائف المتاحة مقارنة بةعداد الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــباب‪ ،‬مما أدى إلى ظهور البطالة‪ ،‬تزامنا مع ارتفاع تكاليف المعيشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫ـاعا متدنية‪ ،‬فزادت هجرة العقول العربية بحثا عن فرص عمل‪ ،‬كل هذا‬
‫والتض ــخم االقتص ــادي‪ ،‬فةوجد لك أوض ـ ً‬
‫أدى بدوره إلى وجود نظرة تشاهمية نحو المستقبل لدى البعض‪ ،‬وسقوم البعض اآلخر فريسة لالنحراف‪.‬‬

‫لذا فاالنحراف الفكري يســتمر باســتمرار تدني األوضــاع االقتصــادية وصــعوبتها‪ ،‬ولن يتحقق األمن الفكري‬
‫إال إذا أتيحــت فرص الحص ـ ـ ـ ـ ـ ــول على المــال الــذي يعين الفرد على أمور الحيــاة‪ ،‬ممــا أدى إلى يــادة االنحراف‬
‫الفكري بطريقتين‪ ،‬إحـداهمـا هجرة العقول وأصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحـاب الفكر إلى دول أخرى‪ ،‬والثـانيـة القيـام بمظـاهرات وثروات‬
‫مطالبة بتلبية تلك االحتياجات‪ ،‬وبالتالي تستغل الجماعات المتطرفة فكريا تلك الفئة من المجتمع‪ ،‬وتعمل على‬
‫أتباعا لها‪.‬‬
‫ً‬ ‫تلبية مطالبهم وتجعلهم‬

‫‪ -2‬عــــــدم معالجــــــة مشكــــــالت التنميــــــة‪:‬‬

‫هناك مشـ ـ ـ ــكالت تقف حائال دون تحقيق التنمية منها عدم وجود نظام تعليمي وثقافي متطور‪ ،‬يسـ ـ ـ ــهم‬
‫في إعـداد اإلنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان المتعلم المثقف المنتمي لبلـده والقـادر على االبتكـار والمبـادرة‪ ،‬المؤمن بقيم التقـدم والتطور‬

‫‪91‬‬
‫والتنمية‪ ،‬باإلضـ ـ ــافة إلى برو الفسـ ـ ــاد والقهر‪ ،‬وتخلف النظام التعليمي‪ ،‬وغياب ثقافة التميز والتنمية‪ ،‬كل ذلك‬
‫يؤدي إلى تبديد الموارد المختلفة وعرقلة عجلة التنمية‪.‬‬
‫إ ًذا فعلينا أن نضـع قضـية إعداد اإلنسـان القادر المبدع المنتمي إلى وطنه في قمة األولويات‪ ،‬والعمل‬
‫على التكامل بين التعليم والثقافة والديمقراطية لالســتفادة من الطاقات البش ـرية على أكمل وجه ‪ ،‬واالســتفادة من‬
‫قوة الشـ ــباب في تحقيقها‪ ،‬من خالل توفير اإلمكانات المادية ألصـ ــحاب الخبرات والتركيز على تنمية العنصـ ــر‬
‫البشري‪ ،‬لكونه أهم وأقوى موارد التنمية الشاملة في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -3‬الفســــــاد االقتصــــــادي‪:‬‬
‫أدت تلك الظاهرة إلى الفقر وعدم التقدم‪ ،‬ومن صورها استباحة أموال الغير بدون وجه حق‪ ،‬واالعتداء‬
‫على المال العام‪ ،‬والتربي من الوظيفة‪ ،‬واالختالس‪ ،‬والرش ـ ـ ـ ـ ــوة‪ ،‬واس ـ ـ ـ ـ ــتغالل الس ـ ـ ـ ـ ــلطة‪ ،‬والتطفيف في الميزان‪،‬‬
‫والتبذير‪ ،‬والسـرقة‪ ،‬والربا ‪ ،‬فالفسـاد االقتصـادي يؤثر على التنمية بسـبب البحث عن الربي ونهب المنافع العامة‬
‫دون استثمارها للصالي العام‪ ،‬كما يؤثر الفساد االقتصادي بالسلب على اإلنتاج واالستثمار‪.‬‬
‫وجميع صــور الفســاد االقتصــادي من رشــوة ومحســوبية ونهب المال العام وعدم اســتغالله في الصــالي‬
‫العام واسـ ـ ـ ــتغالل السـ ـ ـ ــلطة وتزاوجها مع المال‪ ،‬كلها تؤدي لضـ ـ ـ ــياع الحقوق والقيم األخالعية وبالتالي انتشـ ـ ـ ــار‬
‫االنحراف الفكري‪ ،‬وتوليد اإلحبام والك ار ية من قبل أفراد المجتمع على النظم االقتصادية الفاسدة‪.‬‬
‫‪ -4‬قصور الدولة عن تلبية الحاجات األساسية للمواطن‪:‬‬

‫كالعمل واإلس ـ ـ ـ ــكان والتعليم والعالج‪ ،‬والمةكل والملبس‪ ،‬و يادة فرص العمل واإلنتاجية وتوفير الس ـ ـ ـ ــلع‬
‫والخدمات المطلوبة بكميات كافية والحفاظ على أنمام التنمية القابلة لالسـ ـ ـ ـ ــتمرار بيئيا‪ ،‬وكفالة التو يع العادل‪،‬‬
‫وجميع الحاجات األسـاسـية من مادية ومعنوية ‪ ،‬وعد الوسـائل التكنولوجية الحديثة من بين تلك االحتياجات في‬
‫الوقت الحالي‪ ،‬وإذا كانت الدولة ال تسـ ـ ـ ـ ــتطيع تلبية االحتياجات األسـ ـ ـ ـ ــاسـ ـ ـ ـ ــية من تعليم وعمل وسـ ـ ـ ـ ــلع إنتاجية‬
‫واسـ ـ ــتهالكية وخدمات وعدالة في تو يع فرص العمل‪ ،‬فلن يكون من أفراد المجتمع إال أن يقعوا في براثن الفقر‬
‫والبطالة‪ ،‬وهي من أهم المشكالت االقتصادية المؤدية إلى االنحراف الفكري والمساعدة على سرعة انتشاره‪.‬‬
‫‪ -5‬حاالت اإلحباط الناتجة عن مشكلة البطالة‪:‬‬
‫إن ارتفاع وتيرة المش ــكالت االقتص ــادية من فقر وبطالة وارتفاع في االس ــعار وديون وتدنى في الدخل‬
‫يؤدي إلى إص ـ ـ ــابة أبناء المجتمع بحاالت اإلحبام واليةس‪ ،‬مما يتس ـ ـ ــبب في ظهور العنف من قبل أش ـ ـ ــخاص‬
‫يعانون أوض ـ ً‬
‫ـاعا اقتص ــادية س ــيئة‪ ،‬األمر الذي يس ــهل اس ــتمالتهم من قبل الجماعات أص ــحاب الفكر المنحرف‬
‫والمتطرفة فكريا ‪ ،‬لذا تعد حاالت اإلحبام واليةس من أكثر أس ـ ـ ــباب االنحراف الفكري خطورة‪ ،‬وأن المجتمعات‬
‫التي تكثر فيها البطالة يزداد فيها خطر االنحراف والتطرف ‪ ،‬نتيجة اإلحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاس بالعداء تجاه المهيمنين على‬
‫اقتصاد البلد‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫رابعا‪ :‬أسبـــــاب سياسيـــــة لالنحـــــراف الفكـــــري‪:‬‬
‫إن السياسة هي علم يدرس في الجامعات وفن فالسياسي موهوب بالفطرة وده الخالق بقدرات كالذكاء‬
‫وقوة اإلرادة والحكمة والحزم التي تؤهله للقيادة‪ ،‬وأن الس ـ ــياس ـ ــة ض ـ ــرورية لقيام المجتمع‪ ،‬فهي علم تتحد غاياته‬
‫لتحقيق العدالة في المجتمع‪.‬‬

‫لذا البد من االهتمام بالتنشـئة السـياسـية‪ ،‬حتى يكتسـب الفرد من خاللها المعتقدات السـياسـية والقوانين‪،‬‬
‫وتمكنه من اكتسـ ـ ــاب هويته وعيمه ومعتقداته السـ ـ ــياسـ ـ ــية‪ ،‬ومن المشـ ـ ــاركة في الحياة السـ ـ ــياسـ ـ ــية‪ ،‬واتخاذ القرار‬
‫المناسب في المواقف السياسية المختلفة‪ ،‬وذلك حتى ال ينجرف ـ ـ بسبب ما يواجهه من مشكالت سياسية ـ ـ إلى‬
‫االنحراف الفكري‪.‬‬
‫ومن تلل الم كالت ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الصراعات والحروب والمظاهرات والثورات المتتالية‪:‬‬


‫‪ -2‬ما تمارسه الدول الكبرى أصحاب األطماع السياسية حفا ً‬
‫ظا على مصالحها‪.‬‬

‫‪ -3‬الـفـســـــاد السياســـــي‪.‬‬

‫‪ -4‬إهمال الشعب والتقصير في حقوقه‪.‬‬


‫‪-5‬غيا الم اركة البياسية وتجاال وسائل التعىير عنها‪.‬‬

‫سا‪ :‬األسبــــاب التربويـــة لالنحـــراف الفكـــري‪:‬‬


‫خام ً‬
‫للمؤسـســات التربوية والتعليمية دور مهم في برو المشــكالت التي يواجهها الشــباب‪ ،‬وأيضــا في عدم‬
‫مقدرة الش ــباب على التعامل مع تلك المش ــكالت ومواجهتها‪ ،‬ويرجع ذلك إلى وجود خلل في تلك المؤســس ــات‬
‫نتيجة نمطية التعليم وجمود المناهج‪ ،‬ف ض ــعف عيام المؤسـ ـس ــة التربوية بمهمتها من تعليم وتدريب على أكمل‬
‫وجه يؤدي إلى فقدان القدرة على التنافس في سـ ـ ــوق العمل‪ ،‬ومن ثم انتشـ ـ ــار البطالة والفراو الذي يؤدي إلى‬
‫متميز‪ ،‬ومرش ـ ًـدا‬
‫ًا‬ ‫ومعلما ومرلب ًيا‬
‫ً‬ ‫االنحراف ‪ ،‬لذا البد أن تض ــم المؤسـ ـس ــة التربوية إدارة ناجحة وعيادة حكيمة‪،‬‬
‫خبير‪ ،‬ومناهج متجددة‪ ،‬وأنشطة مدرسية هادفة‪.‬‬ ‫فعاال‪ ،‬ومشرًفا تربويا ًا‬
‫وموجها ً‬
‫ً‬
‫لذا علينا االهتمام بتعرف دور تلك المؤس ـ ـ ـسـ ـ ــات من األس ـ ـ ـرة والمسـ ـ ــجد والمدرسـ ـ ــة والجامعة ووسـ ـ ــائل‬
‫اإلعالم المختلفـة في تحقيق األمن الفكري‪ ،‬بـل دور التربيـة بجميع مؤسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتهـا في حمـايـة المجتمعـات من‬
‫االنحراف الفكري‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫▪ الحفاظ على النتاج الثقافي من األفكار والمعارف واآلراء والقيم والمعتقدات التي ارتض ـ ـ ـ ــاها المجتمع‬
‫وال ـ ـ ـ ـ ح ـ ـ ـ ــرص ع ـ ـ ـ ـل ـ ـ ـ ــى ن ـ ـ ـ ـق ـ ـ ـ ـل ـ ـ ـ ـه ـ ـ ـ ــا م ـ ـ ـ ــن ج ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ــل إل ـ ـ ـ ــى آخ ـ ـ ـ ــر م ـ ـ ـ ــن خ ـ ـ ـ ــالل ع ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـل ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ــة‬
‫التنشئة االجتما ية‪.‬‬
‫▪ إنرداث التغيير االجتمراعي المطلو وفقرا للمبرررررررررتجردات التي تحيط برالمجتمو ولكن بشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكـل متـدرج‬
‫وب ـ ـخ ـ ـط ـ ـوات م ـ ـ ــدروس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ح ـ ـتـ ــى ال يـ ــؤدي ال ـ ـت ـ ـغ ـ ـي ـ ـيـ ــر ال ـ ـم ـ ـف ـ ـ ــاجـ ــا إلـ ــى إح ـ ـ ــداث خ ـ ـل ـ ـ ــل فـ ــي‬
‫عيم المجتمع‪.‬‬

‫ل لمؤسـ ـ ـس ـ ــة التربوية من أسـ ـ ـرة ومدرس ـ ــة ومس ـ ــجد ورفاق‪ ،‬وجامعة‪ ،‬ووس ـ ــائل إعالم دور كبير في إعداد‬
‫المواطن الص ــالي‪ ،‬ولكن المدرس ــة والجامعة لها الدور األكبر‪ ،‬لذا البد من قيامها بتعزيز م اوئ األمن الفكري‬
‫للطال لمواجهة االنحراف الفكري وكلل من خالل ما يلي‪:‬‬
‫▪ دمـ ـ ــج القـ ـ ــيم الثقافيـ ـ ــة واألخالعيـ ـ ــة فـ ـ ــي المنـ ـ ــاهج التربويـ ـ ــة‪ ،‬بنشـ ـ ــر المفـ ـ ــا يم بمـ ـ ــا ينمـ ـ ــى الثقافـ ـ ــة األمنيـ ـ ــة‬
‫الفكرية‪.‬‬
‫▪ تزويد المنـاهج بالثقـافة الدينيـة لتو يـة الطالب بةمور دينهم‪ ،‬وتنويرهم بمـا يواجههم من تحـديات العصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‪،‬‬
‫والعمل على توعيتهم بحقوقهم في الحصول على العدالة بعيدا عن االضطهاد واالستالب الفكري‪.‬‬
‫▪ مراعاة المحتوى الد ارسـ ـ ـي لحاجات الطالب ومس ـ ــتواهم العقلي والجس ـ ــدي والنفسـ ـ ـي وعدم التركيز على الكم‬
‫فقط‪ ،‬ومحاولة إكسابهم خبرات مباشرة‪ ،‬وتدريبهم على مهارات التفكير العليا‪.‬‬
‫▪ تضـ ــمين المناهج مباد ومفا يم االعتدال والوسـ ــطية ورفض التطرف والتشـ ــدد‪ ،‬وأن تتناول مفا يم الرحمة‬
‫واليسر‪ ،‬وتوصيل الطالب لحالة من التوا ن النفسي‪ ،‬والسيطرة على سلوكه وانفعاالته‪.‬‬
‫▪ تعريف المعلمين والمربين بالخص ــائص النمائية للطالب والمش ــكالت والض ــغوم النفس ــية واالجتما ية‪ ،‬من‬
‫خالل وسائل اإلعالم المختلفة وعقد دورات التو ية والندوات التثقيفية‪.‬‬

‫▪ وضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع أنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطـة وبرامج لتنميـة روع الحس األمني لـدى الطـالـب للوقـايـة من المزالق الفكريـة المضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــللـة‬
‫وللتحصين ضد االنحراف الفكري‪.‬‬

‫فالمؤس ـســة التربوية هي مجتمع صــغير‪ ،‬لذا يجب االهتمام بها‪ ،‬لضــمان إعداد جيل قادر على النهوض‬
‫بمسـئولياته تجاه أمته‪ ،‬لكن اناك العديد من المعوقات التي تحول وون قيام المؤسربرة التربوية بمهامها منها‬
‫ما يلى‪:‬‬

‫‪ -1‬فشـ ـ ــل المناهج الد ارسـ ـ ــية في تشـ ـ ـريب الناشـ ـ ــئة القيم والمعايير االجتما ية اإليجابية‪ ،‬وذلك فهي ال تلبى‬
‫احتياجات المجتمع وال تالمس الواقع‪ ،‬وال تسـ ــهم في تعزيز الشـ ــخصـ ــية اإليجابية للطالب لتحصـ ــينه من‬
‫الوقوع في االنحرافات الفكرية‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ -2‬سـ ــوء إعداد الكوادر التعليمية فالبد من اعدادها وفق األسـ ــس والمعايير التي تضـ ــمن نجاع عضـ ــو هيئة‬
‫التدريس في مهمته التربوية والتعليمية‪ ،‬فسـ ـ ـ ـ ـ ــوء إعداده أدعى النحراف طالبه‪ ،‬مع عدم مراعاته حاجات‬
‫وخصائص أبناء المجتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬نقص التربية اإليجابية المعتدلة وقلة المتابعة والعناية واالهتمام والقصور في األساليب التربوية والتركيز‬
‫على المادة العلمية وإغفال الجانب التربوي‪.‬‬
‫‪ -4‬القدوة الس ـ ـ ـ ــيئة من بعض المربين وعدم مراعاة الفروق الفردية‪ ،‬وض ـ ـ ـ ــعف اإلرش ـ ـ ـ ــاد والتوجيه وض ـ ـ ـ ــعف‬
‫األنشــطة التي تناســب االســتعدادات والقدرات والميول‪ ،‬فيعد النشــام المدرس ـي من الركائز األســاســية في‬
‫النظام التربوي‪ ،‬حيث يتعلم الطالب من خالل تلك األنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطة كيفية المحافظة على أمن ومكتسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبات‬
‫الوطن‪ ،‬ولكن نجد في الواقع أن أغلب األنشطة التربوية روتينية ال تفيد الطالب كثيرا‪.‬‬
‫‪ -5‬فقدان عنصـ ــر الحداثة كان له عظيم األثر في تردي التعليم والوصـ ــول به ألدنى مسـ ــتوياته فسـ ــاعد هذا‬
‫على االنحراف والتطرف الفكري‪.‬‬
‫‪ -6‬عدم تقديم المسـاعدة في حل المشـكالت النفسـية واالجتما ية والصـحية واالقتصـادية‪ ،‬لذا البد من وضـع‬
‫خطط وبرامج ومقررات د ارسـ ـ ـ ــية موجهة ألفراد المجتمع‪ ،‬لتنشـ ـ ـ ــئتهم وتحصـ ـ ـ ــينهم بالمباد والقيم العربية‬
‫األصـيلة وصـقل شـخصـيتهم اإلنسـانية وتنمية الوالء واالنتماء للوطن‪ ،‬وغرس مفا يم صـحيحة في عقول‬
‫الناشئة مع الحفاظ على الموروثات الثقافية األصيلة في مواجهة تيارات الفكر المنحرف‪.‬‬

‫‪ -7‬قصـ ــور بعض المؤس ـ ـسـ ــات التربوية في إحداث األمن الفكري‪ ،‬والعمل على التمسـ ــك بالعادات والتقاليد‪،‬‬
‫كض ـ ـ ــعف عناية األسـ ـ ـ ـرة بتربية أبنائها‪ ،‬مما عمل على تراجع األمن الفكري‪ ،‬وقلل من وقاية األبناء من‬
‫االنحراف‪ ،‬واقتصـ ـ ـ ــار دور المؤسـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ــة التعليمية على حشـ ـ ـ ــو أذهان الطالب‪ ،‬وإهمالها الجوانب العقلية‬
‫والفكرية والنفسية‪.‬‬

‫‪ -8‬االفتقـ ــار إل ـ ــى لغ ـ ــة الح ـ ـوار خاص ـ ــة م ـ ــع طـ ــالب المرحل ـ ــة الجامعي ـ ــة‪ ،‬ومعان ـ ــاة بع ـ ــض الجامع ـ ــات م ـ ــن‬
‫االنغالق الفكري على نفسها‪ ،‬وقلة االهتمام بالبحث العلمي خاصة في قضايا األمن الفكري‪.‬‬

‫‪ -9‬عدم االهتمام بالمعلم وتحفيزه وتدنى مسـتوى تةهيله فيوجد بعض المعلمين يعملون في غير تخصـصـهم‪،‬‬
‫وعدم االهتمام بتوظيف تقنية المعلومات والتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬مع ض ــعف الشـ ـراكة والتعاون بين التعليم‬
‫ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات األمنية‪ ،‬مع ضعف االهتمام بالبحث العلمي‪.‬‬

‫‪ -10‬نقص الثقــافــة الــدينيــة في المنــاهج التعليميــة من المرحلــة االبتــدائيــة إلى الجــامعيــة‪ ،‬في معظم البالد‬
‫العربية واإلسالمية‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ -11‬ض ـ ـ ـ لة االهتمام بالتفكير الناقد في المؤس ـ ـ ـس ـ ـ ــات التربوية إذ يتم التس ـ ـ ــليم واإلذعان لما يقال دون أن‬
‫يكونـه هنـاك حريـة الرأي‪ ،‬إن إعمـال العقـل بتحصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــينـه من خالل تنميـة مهـا ارتـه في التفكير واإلبـداع‬
‫والنقد والتحليل هو السبيل األمثل لتحقيق األمن الفكري على مستوى الفرد‪.‬‬

‫‪ -12‬تدنى مســتوى المباني والتجهيزات التعليمية‪ ،‬وعدم توفر البيئة التعليمية المناســبة وهذا ما ينعكس ســلبا‬
‫على المتعلم‪ ،‬مع اتب ــاع نمط البيروقراطي ــة والمركزي ــة اإلداري ــة‪ ،‬ووجود اله ــدر التربوي ال ــذي تواجه ــه‬
‫العملية التربوية من رسوب وتسرب‪.‬‬

‫‪ -13‬التقليل من تفعيل المش ـ ـ ـ ــاريع التي تهتم بالطالب فكريا وأخالعيا‪ ،‬وض ـ ـ ـ ــعف تجاوب أولياء األمور مع‬
‫المدرسة‪.‬‬

‫‪ -14‬أن النظـام التعليمي ينتـابـه مجموعـة من العوامـل التي أثرت على قـدرتـه وقوتـه في مواجهـة االنحراف‬
‫الفكري‪ ،‬منها مركزية السـلطة والتخطيط‪ ،‬وغياب سـياسـة المؤسـسـة في إدارة التعليم‪ ،‬وضـعف اسـتقرار‬
‫السـياسـة التعليمية‪ ،‬وضـغط أصـحاب المصـالي على صـانعي القرار‪ ،‬وضـعف دور المؤسـسـات التربوية‬
‫في صنع القرار التعليمي‪.‬‬
‫مما سـ ــبق نسـ ــتنتج أن هناك عالقة وثيقة بين المؤس ـ ـسـ ــات التربوية المختلفة من أس ـ ـرة ومسـ ــجد ورفاق‬
‫ووس ـ ـ ــائل إعالم ومؤس ـ ـ ـس ـ ـ ــات التربية والتعليم من مدرس ـ ـ ــة أو جامعة‪ ،‬ومواجهة االنحراف الفكري تحقيقا ل من‬
‫طـا بتقـاليـد وثقـافـة وعـادات المجتمع وعيمـه‪ ،‬كـان أقـدر‬
‫الفكري‪ ،‬فكلمـا كـان النظـام التعليمي قويـا مخططـا لـه مرتب ً‬
‫على مواجهة االنحراف الفكري‪.‬‬
‫سا‪ :‬األسبــــاب التقنيــــة لالنحــــراف الفكــــري‪:‬‬
‫ساد ً‬
‫أدى التطور الهائل في التكنولوجيا الحديثة إلى تغير أنمام الحياة لدى العديد من الناس‪ ،‬خاصـة بعد‬
‫إحداثها العديد من القض ـ ـ ـ ـ ــايا التي ترتبط بالعالقات اإلنس ـ ـ ـ ـ ــانية‪ ،‬وللتكنولوجيا أثارها االيجابية والس ـ ـ ـ ـ ــلبية على‬
‫المجتمع‪ ،‬فمن آثارها اإليجابية تس ـ ــهيل الحياة اليومية ل فراد‪ ،‬إذ يس ـ ــتطيع الفرد إنجا أعمال كثيرة في وقت‬
‫وجهد قليلين وبسـ ـ ــرعة كبيرة على العكس مما كان قبل وجود التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬جعل العالم قرية صـ ـ ــغيرة‪،‬‬
‫مما سـ ـ ــاعد على تطوير الثقافات وتوسـ ـ ــيع المدارك‪ ،‬ومتابعة أ حداث العالم‪ ،‬ومن اآلثار السـ ـ ــلبية للتكنولوجيا‬
‫هشاشة العالقة االجتما ية في األسرة الواحدة‪ ،‬حيث يدمن األفراد قضاء األوقات على اإلنترنت‪ ،‬مما جعلهم‬
‫يتركون الحياة الطبيعية ويعيشـ ــون في عالم افت ارض ـ ـي‪ ،‬مما أدى إلى العزلة عن المجتمع‪ ،‬والتخلي عن عيمه‬
‫وعاداته‪ ،‬فالوسـ ــائل التكنولوجية حظيت بانتشـ ــار كبير على صـ ــعيد العالم‪ ،‬وأصـ ــبحت المكان الذي يلجة إليه‬
‫اإلنسـ ــان بعد البيت أو الثاني العمل أو المدرسـ ــة‪ ،‬لذا بر الدور الحيوي لتلك الوسـ ــائل في إعداد الفرد فكريا‬
‫وعلميا في جميع مناحي الحياة إذا أحسن الفرد استخدامها‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫لذا نجد أن مخاطر التقنيات المعاصرة على األمن الفكري متنوعة‪ ،‬فساعدت تلك التقنيات على ظهور‬
‫التبعية الفكرية والثقافية وتهديد المجال األخالقي والسـ ـ ـ ـ ـ ــياسـ ـ ـ ـ ـ ــي‪ ،‬كما سـ ـ ـ ـ ـ ــاعدت على انتشـ ـ ـ ـ ـ ــار ظاهرة الغربة‬
‫االجتما ية‪ ،‬واالنقياد آلراء اآلخرين واإلعجاب بهم و عزعة الثقة بالنفس‪ ،‬وتعد مدخال للغزو الفكري‪ ،‬وض ــياع‬
‫هوية األمة‪ ،‬والتةثير على االستقالل الفكري للفرد‪ ،‬وكل ذلك يمهد لالنحراف الفكري وتبعاته‪.‬‬

‫فالتقدم الهائل في وسـ ـ ــائل االتصـ ـ ــال واسـ ـ ــتخدام اإلنترنت أدى إلى يادة سـ ـ ــرعة انتشـ ـ ــار األفكار على‬
‫الصعيدين المحلي والعالمي‪ ،‬وأصبي من السهل الترويج ألفكار هدامة مزعزعة ل من الفكري ممهدة لالنحراف‬
‫ـر تتباين فيه االتجاهات الفكرية‪ ،‬ويش ـ ــهد صـ ـ ـراعا فكريا‪ ،‬وقد عانت‬
‫الفكري‪ ،‬مما جعل العالم اليوم يعيش عص ـ ـ ًا‬
‫ال ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـج ـ ـ ـ ـت ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـع ـ ـ ـ ــات ال ـ ـ ـ ـع ـ ـ ـ ـرب ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ وخ ـ ـ ـ ــاصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ال ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـج ـ ـ ـ ـت ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ــع ال ـ ـ ـ ــمصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري‬
‫من تلك الصراعات‪.‬‬

‫املحورالثالث‪ :‬تداعيـات االنحراف الفكري و آث ــاره على املجتمع املصري‪:‬‬


‫إن لالنحراف الفكري تدا يـات وآثا ار خطيرة على الفكر بوجه خاص والمجتمع بشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكـل عام‪ ،‬فاألفكـار‬
‫المنحرفة ذات تةثير كبير على طبقات المجتمع وميادينه‪ ،‬فهو يؤثر سلبا على جميع ميادين الحياة االجتما ية‬
‫والثقافية والس ــياس ــية واالقتص ــادية‪ ،‬ورغم ما يبذل من جهود في التص ــدي لالنحراف الفكري فإن انتش ــاره يزداد‪،‬‬
‫وذلك ألن الضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرر النـاتج عن االنحراف الفكري يلحق بكـل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرائي المجتمع ومجـاالته المتعـددة‪ ،‬وفيمـا يلي‬
‫عرض لتدا يات االنحراف الفكري في مجاالت المجتمع المختلفة‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬اآلثار الثقافية لالنحراف الفكري على المجتمع المصري‪:‬‬
‫إن الثقـافـة من أهم مقومـات األمن الفكري العربي‪ ،‬وهي قوتـه النـاعمـة‪ ،‬لـذا البـد من الحفـاظ عليهـا لمـا‬
‫تحتويــه من عــادات وتقــاليــد ومعتقــدات مميزة ل مــة عن غيرهــا‪ ،‬لــذا البــد من حمــايــة الثقــافــة والحفــاظ عليهــا‬
‫وتد يمها وتقويتها ضـ ـ ــد االنحرافات الفكرية‪ ،‬لما لالنحراف الفكري من تدا يات سـ ـ ــلبية على الثقافة‪ ،‬ومن تلك‬
‫التدا يات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويـه الثقـافـة المحليـة للمجتمع العربي بـةخرى غريبـة وافـدة من عـدة دول‪ ،‬ومن عـدة ثقـافـات قـائمـة على‬
‫التعصــب والعنف ونبذ المعاصـرة‪ ،‬ونتج هذا التشــويه بســبب دمج ثقافة العنف والتعصــب مع الثقافة العربية‬
‫األصيلة‪ ،‬مما أدى إلى وجود تناقضات في الثقافة العربية‪.‬‬
‫‪ -2‬تفشي ظاهرة االغتراب الثقافي بين أفراد المجتمع العربي‪ ،‬و يادة طلب الهجرة إلى الدول األجنبية‪.‬‬
‫‪ -3‬تفكيك النسيج الثقافي العربي المشترك‪.‬‬
‫‪ -4‬إيجاد فجوة بين التراث القديم وثقافتنا العربية اإلسالمية وبين واقعنا الثقافي المعاصر‪.‬‬
‫‪ -5‬االنغالق الفكري والعزلة الثقافية مع اآلخر بفعل التةثيرات السلبية لالنحراف الفكري‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫خطر على المجتمع‪،‬‬
‫‪ -6‬نش ـ ـ ـ ــر األفكار المخالفة للعادات والقيم االجتما ية والمعتقدات الفكرية التي تش ـ ـ ـ ــكل ًا‬
‫فيلجة أصــحاب الفكر المنحرف إلى اســتخدام الوســائل اإلقنا ية المختلفة كوســائل اإلعالم‪ ،‬لترويج أفكارهم‬
‫المضـ ــللة التي تؤدي إلى تكوين آراء ومعتقدات غير صـ ــحيحة‪ ،‬وتدفع بالبعض في االنحراف الفكري ومن‬
‫ثم التخلي عن عادات وعيم المجتمع األصيلة‪ ،‬والعمل على إثارة الفوضى‪.‬‬
‫‪ -7‬غزو العقول عن طريق التشكيك في مستقبل األمة العربية وثقافتها‪.‬‬
‫‪ -8‬تذويب الثقافة العربية وإحالل عناصـ ـ ــر ثقافية جديدة‪ ،‬حيث يتم التشـ ـ ــكيك في الثقافة العربية وتذويبها ومن‬
‫ثم راعة ثقافة جديدة منحرفة توجه العقول‪.‬‬
‫‪ -9‬إن وسـ ــائل اإلعالم وما تبثه من أفكار وعيم منحرفة في بعض الفضـ ــائيات‪ ،‬تعمل على إضـ ــعاف مسـ ــتوى‬
‫التعليم لدى الطالب‪ ،‬النشـغالهم عن الد ارسـة وضـياع وقتهم بال فائدة‪ ،‬فيشـيع فيهم الكسـل وعدم الجدية كما‬
‫تضعف لغتهم العربية إضافة إلى تلقيهم مفا يم وثقافة بعيدة عن الثقافة العربية‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬اآلثار االقتصادية لالنحراف الفكري على المجتمع المصري‪:‬‬
‫يرتبط االنحراف الفكري بالعنف واسـ ـ ـ ـ ــتخدام القوة واإلرهاب‪ ،‬في تحقيق ما ال يمكن تحقيقه بالوسـ ـ ـ ـ ــائل‬
‫األخرى‪ ،‬مما يؤدي إلى إنفاق الحكومات بةجهزتها المختلفة تكاليف باهظة لمكافحة أصــحاب الفكر المنحرف‪،‬‬
‫مما يتس ـ ــبب في يادة التكاليف المالية لإلجراءات األمنية عن الظروف العادية‪ ،‬وهو من جانب آخر ذو تةثير‬
‫ســلبي على جوانب أخرى كانت أولى بتلك النفقات الباهظة مثل التعليم والصــحة واإلســكان‪ ،‬وبالتالي أدى ذلك‬
‫إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ضعف مؤشرات التنمية‪.‬‬
‫‪ -2‬ارتفاع نسبة الفقر وتدني مستوى اال دهار نتيجة تراجع النمو االقتصادي‬
‫‪ -3‬ارتفـ ــاع نسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبـ ــة البطـ ــالـ ــة بين الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبـ ــاب وتـ ــدني مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتويـ ــات التعليم وضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعف القـ ــدرة التنـ ــافسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ــة‬
‫للقوى العاملة‪.‬‬
‫‪ -4‬وجود صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ارع ـ ــات اقتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادي ـ ــة داخلي ـ ــة وخ ـ ــارجي ـ ــة بسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب ـ ــب أ م ـ ــة األمن الوطني التي سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــببه ـ ــا‬
‫االنحراف الفكري‪.‬‬
‫‪ -5‬تنامي المشـ ـ ــكالت االقتصـ ـ ــادية بالرغم من عيام الدولة بمعالجتها‪ ،‬وذلك بسـ ـ ــبب اسـ ـ ــتخدام أصـ ـ ــحاب الفكر‬
‫المنحرف تلــك المشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكالت لتحقيق أهــدافهــا التي تتمثــل في الغــالــب إب ار عجز الــدولــة عن معــالجــة تلــك‬
‫المشكالت وما تحدثه من آثار سلبية على المجتمع‪.‬‬
‫‪ -6‬إطالق األكاذيب الهادفة إلى اإلضـرار باالقتصــاد الوطني‪ ،‬من خالل ما يقوم به أصــحاب الفكر المنحرف‬
‫من نشـر بيانات ومعلومات غير صـحيحة عن النشـام االقتصـادي للدولة ومؤسـسـاتها االقتصـادية‪ ،‬بغرض‬

‫‪98‬‬
‫بيان عدم جدواها للمجتمع مما يدفع األفراد إلى عدم االمتثال لتلك المؤس ـســات االقتصــادية‪ ،‬وتولد الشــعور‬
‫بعدم الرضا عن الدولة ومؤسساتها‪ ،‬وهذا ما يضعف من القوة الناعمة للدولة‪.‬‬
‫‪ -7‬تعطيل مشاريع التنمية اإلصالع والتطوير‪ ،‬والتةثير السلبي على عجلة اإلنتاج والنمو‪.‬‬
‫‪ -8‬التةثير السـ ـ ـ ــلبي على االقتصـ ـ ـ ــاد بما يحدثه االنحراف الفكري من إتالف ل موال واألنفس‪ ،‬وبما يحققه من‬
‫فقدان األمن واالسـتقرار‪ ،‬وبالتالي ضـعف التجارة واالسـتثمار في جميع المجاالت بما فيها المجال السـياحي‬
‫والتنموي‪.‬‬
‫‪ -9‬تعطيل اإلنتاج مما يؤدي إلى تةخر عجلة االقتصاد وضعف الدخل الوطني‪.‬‬
‫‪ -10‬التةثير على التنمية االقتص ـ ـ ـ ـ ـ ــادية للدولة ومعدالت اإلنتاج نتيجة تحويل النفقات التي كانت تدفع لمجال‬
‫التنمية االقتصادية إلى مجال األمن لمقاومة الفكر المنحرف وتبعاته من إرهاب وصراعات‪.‬‬
‫‪ -11‬إضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعــاف مجــاالت الحركــة التجــاريــة داخليــا وخــارجيــا‪ ،‬مع هجرة رهوس األموال الوطنيــة نتيجــة عــدم‬
‫االستقرار والخسائر المادية للمنش ت الحيوية والمصانع‪.‬‬
‫‪ -12‬الفساد اإلداري السائد نتيجة استغالل حالة عدم االستقرار‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬اآلثار االجتماعية لالنحراف الفكري على المجتمع المصري‪:‬‬


‫من اآلثار االجتماعية لالنحراف الفكري ما يأتي‪:‬‬
‫▪ تفكك الروابط االجتما ية وتزايد ضحايا االنحراف الفكري‪.‬‬
‫▪ انهيار القيم والعادات واألعراف األصيلة للمجتمع العربي‪.‬‬
‫▪ ظهور ما يسمى بعالقات المصالي التي تضعف العالقات اإلنسانية‪.‬‬
‫▪ ظهور العنصرية والتمييز والطائفية بما أدى إلى إضعاف الشعور العام باالنتماء والوالء للوطن‪.‬‬
‫▪ انتهاك الخصوصية‪ ،‬بسبب استحضار عيم غريبة عن المجتمع‪.‬‬
‫▪ التنافر االجتماعي بين أبناء المجتمع الواحد أو بين المجتمعات المتجاورة‪.‬‬
‫▪ قوة االنحراف والتطرف الفكري عملت على إضعاف النخبة المجتمعية‪.‬‬
‫▪ تغير اتجاهات وسـ ـ ـ ــلوك المجتمع فبدال من العمل على التنمية والتقدم‪ ،‬توجه إلى السـ ـ ـ ــلوك الدفاعي ضـ ـ ـ ــد‬
‫االنحراف الفكري‪.‬‬
‫▪ إحداث صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراعات وخالفات بين أفراد المجتمع الواحد وبين الدول بعض ـ ـ ـ ـ ـ ــها لبعض‪ ،‬مما أدى إلى وجود‬
‫العديد من جماعات الفكر المنحرف مع تزايد أعدادهم والتنوع الكبير في توجهاتهم وانتماءاتهم‪.‬‬
‫▪ وصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول االنحراف الفكري بـالشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخص إلى مرحلـة العنف والتـدمير لتحقيق أهـدافـه التي تغـذيهـا انح ارفـاتـه‬
‫الفكرية‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫▪ تةثر بعض المواطنين باألفكار المنحرفة التي تنعكس بالسلب على عالقتهم بالمجتمع وانعزالهم عنه‪.‬‬
‫▪ إن من يعتنق االنحراف الفكري يسـ ــعى إلى التخريب والفسـ ــاد والتدمير واإلرهاب بهدف إجبار أفراد المجتمع على‬
‫تقبل فكره المنحرف الذي يعمل على إفساد القيم والعالقات والروابط االجتما ية‪.‬‬
‫▪ إن من نتائج تبني االنحراف الفكري اإلخالل بةمن المجتمع واستق ارره‪.‬‬
‫▪ القلق الدائم والخوف والفزع بين أفراد الوطن‪ ،‬وش ــيوع الجرائم بكل ص ــورها‪ ،‬وإثارة الفتن والش ــبهات‪ ،‬وس ــيادة‬
‫العنف‪.‬‬
‫▪ اإلخالل باألمن الفكري يؤدي إلى تفرق األمة وتشرذمها شيعا وأحزابا‪.‬‬
‫▪ تشـويه الحقائق والتضـليل وضـرب نسـق القيم والمعايير وتقديم أدلة وبراهين مناقضـة للواقع‪ ،‬مع الميل الدائم إلى‬
‫الخالف والصراع‪ ،‬على العكس من الفكر السوي الذي يسلم بتعدد األبعاد والرهى واالنفتاع على العالم للتواصل‬
‫مع اآلخرين واإلفادة من خبراتهم وأفكارهم دون صراع‪.‬‬
‫▪ التةثير المباشر على خطط التنمية االجتما ية التي تهدف إلى توفير الخدمات الضروري‪.‬‬
‫▪ تهديد تماسك البنية االجتما ية‪.‬‬
‫▪ هجرة الكفاءات الوطنية بسبب االنحراف الفكري وتدا ياته السلبية‪.‬‬
‫▪ نش ـ ـ ـ ـ ـ ــر األفكار والقيم والمفا يم المعارض ـ ـ ـ ـ ـ ــة للقيم والمباد االجتما ية‪ ،‬وتقليد األنمام التي تتعارض مع‬
‫النسق االجتماعي‪ ،‬مما يؤدي لغياب المثل العليا والقيم في المجتمع‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬اآلثار السياسية لالنحراف الفكري على المجتمع المصري‪:‬‬
‫من التدا يات السياسية لالنحراف الفكري على األمن الوطني والقوة الناعمة للدولة ما يةتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقاومة البرررلطة والخروج عليها‪ ،‬فالفكر السـ ــياسـ ــي المسـ ــتنير الذي يقوم على الحوار وحرية الرأي والتواصـ ــل‬
‫الصـريي بين الحاكم والمحكوم فكر لبناء‪ ،‬وهو ثمرة تنشـئة اجتما ية سـياسـية هادفة ووا ية‪ ،‬ويؤدي إلى اسـتقرار‬
‫الدولة‪ ،‬أما مقاومة الس ــلطة والخروج عليها من األفكار الس ــياس ــية المنحرفة‪ ،‬فتؤدى إلى هدم النظام االجتماعي‬
‫وإشاعة الفوضى مما يؤدي إلى انهيار الدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬تذبذ وضعف القرار البياسي العربي‪ ،‬وخفض درجة التخطيط والتنسيق السياسي المشترك‪.‬‬
‫‪ -3‬وجوو الصراعات البياسية بين الدول‪ ،‬نتيجة ظهور كيانات سياسية ذات فكر منحرف‬
‫‪ -4‬التدخل االقليمي والدولي في ال رئون البرياسرية للمجتمو ‪ ،‬وضـعف القدرة السـياسـية على عقد االتفاعيات‬
‫والمعاهدات اإلقليمية والدولية‪.‬‬
‫سلبا على األمن السياسي للمجتمع‪.‬‬ ‫‪ -5‬تصدير البياسات المعاوية واخل المجتمو بما ينعكس ً‬
‫‪ -6‬التأثير البرررررلىي على شررررركل العالقات البرررررياسرررررية بين الدول العربية‪ ،‬وتراجع مس ـ ـ ــتوى الترابط والتقارب‬
‫السياسي‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -7‬الدعوة إلى تعطيل مؤسررربرررات وايئات الدولة عن القيام بدورها المؤس ـ ـس ـ ـي‪ ،‬حيث يقوم اص ـ ــحاب الفكر‬
‫المنحرف بةفعال وممارسـات من شـةنها شـل قدرة الدولة على ممارسـة أنشـطتها‪ ،‬ومن ثم عدم تحقيق أهداف‬
‫الدولة‪ ،‬كالدعوة إلى االعتصام أمام المؤسسات أو غلق الطرق المؤدية اليها أو التعدي عليها‪.‬‬
‫‪ -8‬ضرياع اي ة الدولة والنيل من سرمعتها وثقلها البرياسري‪ ،‬وبالتالي قوتها الناعمة‪ ،‬أمام الرأي العام العربي‬
‫والعالمي‪.‬‬
‫‪ -9‬ومن التدا يات واآلثار المترتبة على االنحراف الفكري أيضـ ـ ـ ــا على األمن‪ ،‬إثارة الفتن وتضرررررليل النشء‬
‫واس ــتغالل حماس ــهم وطاقاتهم لس ــيادة العنف من خالل س ــلوكيات مض ــادة‪ ،‬وهو نوع من الس ــلوك المنحرف‬
‫والعدائي ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد الفرد والمجتمع‪ ،‬وإثارة الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبهات‪ ،‬والتكفير‪ ،‬والخروج عن السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلطة‪ ،‬وتحريف المفا يم‬
‫والمعتقدات‪.‬‬
‫مما س ـ ـ ــبق نس ـ ـ ــتنج أنه البد من تفعيل دور الجامعات المصـ ـ ـ ـرية لتحقيق التحص ـ ـ ــين الفكري المطلوب‬
‫للحفاظ على المجتمع‪ ،‬ومواجهة عمليات عزعة األمن الفكري الناتج عن االس ـ ــتخدام الس ـ ــلبي لوس ـ ــائل وأدوات‬
‫خطر إســتراتيجيا النهيار األمن الفكري وانتشــار ظاهرة‬
‫القوة الناعمة‪ ،‬اإلعالمية والتعليمية والثقافية التي تشــكل ًا‬
‫االنحراف الفكري في المجتمع إذا أسيء استخدامها‪.‬‬

‫دورالتعليم الجامعي املصري في مواجهة االنحراف الفكري‪:‬‬


‫تتعـدد آليـات التعليم الجـامعي كقوة نـاعمـة لمواجهـة االنحراف الفكري‪ ،‬وذلـك من خالل منظومـة التعليم‬
‫الجامعي بمنظوماتها الفر ية‪ ،‬وذلك كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬عضـــو هيئـــة التدريـــس‪:‬‬

‫يقو على عضو ايئة التدريس مبئولية مواجهة االنحراف الفكري لدى طالبه بمراعاة اآلتي‪:‬‬
‫▪ الحيادية والموضو ية في تناول القضايا الفكرية واألخالعية‪.‬‬
‫▪ تةكيد حرية التعبير وتقبل ال أري اآلخر‪.‬‬
‫▪ تبنيه مبدأ اإلقناع عند مناقشة القضايا المتعددة مع طالبه‪.‬‬
‫▪ تو ية طالبه بخطورة اعتماد اإلنترنت ووسائل التواصل كمصدر وحيد للمعلومات‪.‬‬

‫‪ -2‬البرامــج األكاديميــة والمناهــج الدراسيــة‪:‬‬


‫هنـاك دور مهم للبرامج والمقررات الـد ارسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـة في مواجهـة االنحراف الفكري تحقيقـا ل من الفكري لـدى‬
‫الطالب‪ ،‬حيث تتضـ ــمن ما يتلقاه الطالب من معارف وعيم ومهارات‪ ،‬وكلما أكدت محتوياتها عيم األمن الفكري‬
‫وسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالمتـه‪ ،‬يعظم دورهـا في مواجهـة االنحراف الفكري وتحصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــين فكر الطالب‪ ،‬والحـد من االنغالق الفكري‬
‫والتعصـ ــب للرأي وضـ ــيق األفق‪ ،‬كما أنه البد أن يتم كشـ ــف الزائف من األفكار والمعلومات ليميز الطالب بين‬
‫‪101‬‬
‫مــا هو مفيــد ومــا هو غير ذلــك‪ ،‬كمــا تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتطيع تلــك البرامج والمقررات مواجهــة االنحراف الفكري من خالل‬
‫تضـ ـ ــمينها أهداف معرفية ومهارية ووجدانية‪ ،‬تؤكد األمن الفكري وتبلوره في مواقف وأنشـ ـ ــطة مختلفة‪ ،‬ومن هنا‬
‫تؤدي المقررات والبرامج دو ار مهما في مواجهة االنحراف الفكري بشتى صوره وأشكاله‪.‬‬

‫لذا وجب ربط المقررات الدراسية بصورة مباشرة بمتطلبات سوق العمل‪ ،‬للقضاء على البطالة التي تعد‬
‫من أهم روافــد الفكر المنحرف ‪ ،‬وتــةكيــد الجــانــب التطبيقي للمقررات الــد ارسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيــة وربطهــا بــالواقع المجتمعي‪،‬‬
‫وتضــمين البرامج الد ارســية قضــايا ثقافية تنمي مهارات التفكير النقدى لدى الطالب‪ ،‬ســعيا للقضــاء على الفكر‬
‫المتحجر والعقــل المنغلق‪ ،‬والتى يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتهــدفهــا قــادة االنحراف الفكري‪ ،‬وتطوير البرامج الــد ارسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيــة بمــا يواكــب‬
‫التطورات العالمية‪.‬‬

‫كما أكدت بعض الد ارس ـ ــات أهمية وجود مناهج إلزامية في مختلف البرامج الد ارس ـ ــية‪ ،‬تعنى بمحاربة‬
‫الفكر الض ــال المنحرف‪ ،‬كمناهج التربية اإلس ــالمية‪ ،‬وحقوق اإلنس ــان‪ ،‬والتربية الوطنية‪ ،‬وغيرها من المناهج‬
‫التي تجفف منــابع االنحراف الفكري‪ ،‬وتشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبع حــاجــات التالميــذ الفكريــة والعلميــة‪ ،‬والتى تعمــل على تعزيز‬
‫السـ ــلوك األمنى الصـ ــحيي‪ ،‬وتحافظ على أمن الوطن واسـ ــتق ارره‪ ،‬وتعمل على إب ار الفكر الوسـ ــطى المعتدل‪،‬‬
‫وتحــث على قبول االختالف والتنوع الثقــافي‪ ،‬وتخــدم قض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــايــا األمن الفكري للفرد والمجتمع‪ ،‬وتقــدم الحلول‬
‫العلمية للمشكالت الفكرية التي يعانى منها المجتمع‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلدارة الجــــامــــعــــيــــــــــــة‪:‬‬

‫يوجد العديد من اإلجراءات التي يمكن أن توظفها إدارة المؤس ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ــات الجامعية في مواجهة االنحراف‬
‫الفكري تحقيقا ل من الفكري‪ ،‬منها مواصـ ـ ــلة عملية التطبيع للطالب‪ ،‬إلعادة تشـ ـ ــكيل شـ ـ ــخصـ ـ ــياتهم وضـ ـ ــمان‬
‫تكيفهم مع المجتمع المحيط‪ ،‬وتوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعـة دائرة العالقـات اإلنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانيـة والتفـاعـل مع المجتمعـات األخرى‪ ،‬وتو ية‬
‫الطالب بمهامهم المجتمعية‪ ،‬وتوضـ ــيي أنمام الحياة والسـ ــلوك االجتماعى وتقديمها للطالب‪ ،‬حتى يكونوا أكثر‬
‫فاعلية في المجتمع ض ـ ـ ـ ــمانا لعدم س ـ ـ ـ ــقوطهم في بوتقة االنحراف الفكري‪ ،‬وتدريب الطالب على النظام وتنمية‬
‫قدراتهم على فهم الظروف والمتغيرات المجتمعية المحيطة وكيفية التعامل معها‪ ،‬واالهتمام بنشـر الفضـيلة وعيم‬
‫المجتمع‪ ،‬وإتاحة الفرص المتس ـ ـ ـ ــاوية لكل الطالب‪ ،‬ونبذ أي س ـ ـ ـ ــلوك يقع تحت دائرة االنحراف الفكري بش ـ ـ ـ ــتى‬
‫ص ــوره‪ ،‬مع االهتمام بمقترحات الطالب وش ــكواهم التى تتعلق بتهديد أمنهم الفكري‪ ،‬والعمل على مواجهة وإ الة‬
‫أسـ ـ ــباب ذلك التهديد األمنى‪ ،‬الذي يكون نتيجته انتشـ ـ ــار االنحراف الفكري بوتيرة متسـ ـ ــارعة‪ ،‬وبجانب ذلك البد‬
‫من إحداث تكامل الجهود التربوية بين األسرة والجامعة والمجتمع‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫كما أنه البد من ضـ ـ ــرورة إيجاد آليات للتنسـ ـ ــيق بين األجهزة المعنية ومؤسـ ـ ـسـ ـ ــات وقطاعات المجتمع‬
‫واألس ــر بالتعاون مع الجامعة‪ ،‬لدعم المنظومة القيمية الس ــمحة‪ ،‬ومجابهة أش ــكال االنحراف التي تهدم المجتمع‬
‫وتهدد اسـتق ارره‪ ،‬مع ضـرورة تنظيم الفعاليات التي من شـةنها التو ية بمخاطر االنحراف الفكري‪ ،‬واالسـتفادة من‬
‫ش ــبكات التواص ــل االجتماعى في مواجهة الهجمة الفكرية التي تتعرض لها المنطقة العربية‪ ،‬ووض ــع مض ــامين‬
‫األمن الفكري ض ـ ــمن المقررات الد ارس ـ ــية واألنش ـ ــطة الطالبية التي تمارس ـ ــها الجامعة‪ ،‬واعتبارها ض ـ ــرورة ملحة‬
‫وليست نوعا من الترف‪.‬‬

‫‪ -4‬األنشطـــــــــة الطـــالبيــــــة‪:‬‬

‫تعــد األنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطــة الطالبيــة من أهم الفروع التي يجــب على الجــامعــة االهتمــام بهــا‪ ،‬لقــدرتهــا على بــث‬
‫مجموعة األفكار والقيم التي يمكنها أن تعود بالنفع على نفوســهم‪ ،‬فالنشــام يســاعد على بناء الجوانب المختلفة‬
‫لإلنس ـ ـ ــان‪ ،‬وبالتالي تعزيز أمنه الفكري‪ ،‬ومواجهة االنحرافات الفكرية ببناء العقول وتحص ـ ـ ــينها فكريا من خالل‬
‫اس ــتثمار تلك األنش ــطة بطريقة غير تقليدية‪ ،‬وتنمية الوعى الفكري بممارس ــة العديد من األنش ــطة في المجاالت‬
‫المختلفة من اجتما ية وثقافية وس ـ ــياس ـ ــية وغيرها‪ ،‬وتتمثل تلك األنش ـ ــطة في المؤتمرات والندوات وور العمل‬
‫والرحالت الثقافية والعلمية وإحياء المناسبات الدينية والوطنية‪.‬‬

‫لـذا البـد من تفعيـل دور األنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطـة الطالبيـة كقوة نـاعمـة مؤثرة وجـاذبـة في مواجهـة االنحراف الفكري‪،‬‬
‫ويتم ذلك من خالل‪:‬‬

‫▪ تنفيذ أنشطة ثقافية تنمي عيم الوالء واالنتماء لدى الطالب وتشجع على نبذ االنحراف الفكري ومواجهته‪.‬‬

‫▪ تنفيذ أنشطة جامعية لحل بعض مشكالت المجتمع‪ ،‬وتسهم في تنميته‪.‬‬

‫▪ تةكيد التعاون وروع الفريق أثناء تنفيذ النشـ ـ ـ ــام وذلك للحد من األنانية والسـ ـ ـ ــيطرة التى قد تؤدى إلى الفكر‬
‫المنحرف‪.‬‬

‫▪ مراعاة اتجاهات وميول الطالب والفروق الفردية بينهم‪ ،‬مع اسـ ــتيعاب أعداد متزايدة للطالب وذلك للقضـ ــاء‬
‫على أوقات فراغهم منعا لتعرضهم لالنحراف الفكري‪.‬‬

‫▪ تفعيل األنش ــطة الطالبية وعقد اللقاءات والندوات التي تس ــمي بممارس ــة التعبير وعرض قض ــايا ومش ــكالت‬
‫المجتمع وأفراده والعمل على تقديم الحلول لها‪،‬‬

‫‪ -5‬الــبــحــــــث العلمــــي‪:‬‬

‫‪103‬‬
‫يعـد البحـث العلمي من أهم الـدعـائم واالعمــدة التي يقوم عليهــا التعليم الجــامعي‪ ،‬فــا دهــار العلم مرهون‬
‫باس ــتمرار س ــيرها على طريق البحث العلمي‪ ،‬ونجاع مؤسـ ـس ــات التعليم الجامعي في توفير الجو المناس ــب‬
‫للبحث العلمي يمكنها من تدريب شــباب الخريجين الذين تتوفر لديهم القدرة واالســتعداد على المســاهمة في‬
‫إحداث تنم ية المجتمع‪ ،‬حيث يتناول البحث العلمي قض ـ ــايا ومش ـ ــكالت المجتمع بالوص ـ ــف والتحليل والنقد‬
‫والتقويم وطرع الحلول واألفكار لتلك المش ـ ـ ـ ــكالت‪ ،‬ومن بينها االنحراف الفكري وذلك تحقيقا ل من الفكري‬
‫لدى الطالب والباحثين وأفراد المجتمع‪.‬‬

‫وبــذلــك يكون البحــث العلمي قــاد ار على القيــام بــدوره كقوة نــاعمــة مؤثرة‪ ،‬نــابعــة من قــدرتــه على إقنــاع‬
‫المعنيين بهـا‪ ،‬وبمـدى مـا يقـدمـه من حلول فعـالـة تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهم في تقـدم المجتمع وتنميتـه وبـالتـالي تزيـد قوة المجتمع‬
‫الناعمة‪ ،‬فتقل فرص االنحراف الفكري بالقضاء على أسبابه‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫مراجع وقراءات الفصل‬

‫محمـ ــد دغيم الـ ــدغيم‪ :‬االنحراف الفكري وأثره على األمن الوطني في وول مجلس التعرراون لرردول الخليج‬ ‫‪.1‬‬
‫العربية‪ ،‬مجلس التعاون لدول الخليج العربي‪ ،‬األمانة العامة‪ ،‬الرياض‪2006 ،‬‬
‫حمزة عبد المطلب كريم المعايطة‪ :‬تو ية وحماية الش ـ ــباب من ظاهرة االنحراف الفكري المتطرف عبر مواقع التواص ـ ــل‬ ‫‪.2‬‬
‫االجتماعي‪ ،‬مجلة عالم التربية‪ ،‬الصــادرة عن المؤس ـســة العربية لالســتشــارات العلمية وتنمية الموارد البش ـرية‪ ،‬ع(‪،)52‬‬
‫أكتوبر‪2015 ،‬‬
‫آمـال محمـد إب ار يم‪ :‬تفعيـل دور الجـامعـة في مواجهـة مظـاهر االنحراف الفكري المجتمعي في ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوء متطلبـات تحقيق‬ ‫‪.3‬‬
‫األمن الفكري في الشـ ـ ـ ـ ـريعة اإلسـ ـ ـ ـ ــالمية "د ارسـ ـ ـ ـ ــة تحليلية"‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة أسـ ـ ـ ـ ــيوم‪ ،‬ع(‪،)5‬‬
‫مج(‪ ،)35‬مايو‪2019 ،‬‬
‫محمــد فهــد سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمحــان العجمي‪ :‬االنحراف الفكري وأثره على األمن القومي‪ ،‬مجلرة كليرة وار العلوم‪ ،‬كليــة دار العلوم‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫جامعة القاهرة‪ ،‬ع‪ ،71‬ديسمبر‪2013 ،‬‬
‫‪ .5‬عبدهللا بن عبد العزيز الزايدى‪ :‬حماية المجتمع المسـلم من االنحراف الفكري‪ ،‬مجلة ال حوث اإلسرالمية‪ ،‬الرئاسـة العامة‬
‫للبحوث العلمية واإلفتاء‪ ،‬ع(‪ ،)77‬مارس‪2006 ،‬‬
‫‪ .6‬فهد بن على بن عبد العزيز‪ :‬دور المدرس ـ ـ ـ ــة في وقاية األبناء من االنحراف الفكري "د ارس ـ ـ ـ ــة اجتما ية من وجهة نظر‬
‫مديري المدارس الثانوية والمرشــدين الطالبيين"‪ ،‬المجلة العربية للدراسرات األمنية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪،‬‬
‫ع(‪ ،)72‬مج(‪ ،)33‬أغسطس‪2018 ،‬‬
‫‪ .7‬إكرام بنت محمد الص ـ ـ ــالي‪ :‬رهية مس ـ ـ ــتقبلية لدور األسـ ـ ـ ـرة في مواجهة االنحراف الفكري لدى الش ـ ـ ــباب‪ ،‬مجلة شرررررؤون‬
‫اجتماعية‪ ،‬جمعية االجتماعيين في الشارقة‪ ،‬مج‪ ،35‬ع‪2018 ،140‬‬
‫‪ .8‬طالل محمد المعجل‪ ،‬رباب أحمد ش ـ ـ ــامي‪ :‬دور معلم العلوم الش ـ ـ ــر ية في مواجهة انحراف الفكر نحو اإلرهاب وتعزيز‬
‫االنتماء الوطني لدى طلبة المرحلة الثانوية‪ ،‬مجلة القراءة والمعرفة‪ ،‬الجمعية المص ـ ـ ـرية للقراءة والمعرفة‪ ،‬كلية التربية‪،‬‬
‫جامعة عين شمس‪ ،‬ع(‪ ،)183‬يناير‪2017 ،‬‬
‫‪ .9‬فادى سـ ـ ـ ـ ـ ــعود فريد سـ ـ ـ ـ ـ ــماوى‪ :‬الدور الوقائي للجامعات األردنية للحد من االنحراف الفكري لدى الطلبة من وجهة نظر‬
‫أعض ــاء الهيئة التدريس ــية مجلة وراسررات في العلوم اإلنبررانية واالجتماعية‪ ،‬عمادة البحث العلمي‪ ،‬الجامعة األردنية‪،‬‬
‫مج(‪ ،)46‬يوليو‪201 ،‬‬
‫‪ .a‬رض ـ ـوان محمود س ـ ــليمان المجالي‪ ،‬المعتص ـ ــم باد أحمد الخاليلة‪ :‬درجة الوعى الس ـ ــياس ـ ــي لدى طلبة جامعة‬
‫مؤتة تجاه التطرف واإلرهاب‪ ،‬المجلة األرونية في القانون والعلوم البررياسررية‪ ،‬عمادة البحث العلمة‪ ،‬جامعة‬
‫مؤتة‪ ،‬مج(‪ ،)13‬ع(‪ ،)1‬يناير‪2021 ،‬‬
‫‪ .b‬عبد الحسين شعبان‪ :‬ثالثية التعصب والتطرف واإلرهاب‪ ،‬مجلة المبتقىل العربي‪ ،‬ع(‪ ،)515‬يناير‪2022 ،‬‬
‫‪ .c‬سـ ــحر يسـ ــى محمد خليل‪ :‬آليات تربوية مقترحة لمواجهة اإلرهاب اإللكتروني لدى طالب المرحلة الجامعية‬
‫من وجهة نظر أعض ـ ـ ـ ـ ـ ــاء هيئة التدريس بجامعة أس ـ ـ ـ ـ ـ ـوان‪ ،‬المجلة التربوية‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة س ـ ـ ـ ـ ـ ــوهاج‪،‬‬
‫ع(‪ ،)58‬فبراير‪2019 ،‬‬
‫‪ .d‬حا م ياد طالب دغمش‪ :‬دور السـياسـة الجنائية في مواجهة االنحراف الفكري "د ارسـة مقارنة بالشـريعة اإلسـالمية"‪،‬‬
‫رسالة ماجيبتير‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،‬فلسطين‪2018 ،‬‬

‫‪105‬‬
‫‪ .10‬حمد سـ ـ ــعد حمد المطيرى‪ :‬دور األنشـ ـ ــطة الطالبية في تحقيق األمن الفكري "د ارسـ ـ ــة من وجهة نظر طالب جامعة القصـ ـ ــيم "‪،‬‬
‫رسالة ماجيبتير‪ ،‬كلية اللغة العربية والدراسات االجتما ية‪ ،‬جامعة القصيم‪ ،‬السعودية‪2011 ،‬‬
‫‪ .11‬حسـ ـ ــن بن محمد بن على الدعيبي الزهراني‪ :‬األمن الفكري لدى الطالب مظاهره وصـ ـ ــوره وطرق الوصـ ـ ــول إليه‪ ،‬مجلة‬
‫كلية التربية‪ ،‬جامعة أسيوم‪ ،‬مج(‪ ،)22‬ع(‪ ،)3‬ج (‪ ،)1‬يوليو‪2016 ،‬‬
‫‪ .12‬محمد طالب دبوس‪ ،‬س ـ ــهيل حس ـ ــين ص ـ ــالحة‪ :‬دور الجامعات الفلس ـ ــطينية في مواجهة انتش ـ ــار مظاهر العنف واألفكار‬
‫المتطرفة‪ ،‬مجلة جامعة االسررررررررتقالل لببحاث‪ ،‬عمادة البحث العلمي والد ارسـ ـ ـ ـ ـ ــات العليا‪ ،‬جامعة االسـ ـ ـ ـ ـ ــتقالل‪ ،‬ع(‪،)2‬‬
‫مج(‪ ،)2‬يناير‪2019 ،‬‬
‫‪ .13‬عمر الش ــاهد‪ :‬نحو اس ــتراتيجية عربية لمواجهة التطرف واإلرهاب‪ ،‬مجلة الفكر البررياسرري‪ ،‬الص ــادر عن اتحاد الكتاب‬
‫العرب‪ ،‬ع(‪2017 ،)62‬‬
‫‪ .14‬عبـد العزيز بن عبـد الرحمن الهليـل‪ :‬األمن الفكري كمفهوم‪ ،‬مجلرة األمن والحيراة‪ ،‬جـامعـة نـايف العربيـة للعلوم األمنيـة‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،‬مج(‪ ،)35‬ع(‪ ،)407‬مارس‪2016 ،‬‬
‫‪ .15‬على بن محمد بن هيد الغامدي‪ :‬دور المؤسـ ـ ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ـ ــات التربوية في رفع درجة المس ـ ـ ـ ـ ــئولية األمنية عند الطالب‪ ،‬مجلة ال حوث‬
‫األمنية‪ ،‬مركز البحوث والدراسات‪ ،‬كلية الملك فهد األمنية‪ ،‬ع(‪ ،)59‬مج(‪ ،)23‬أكتوبر‪2014 ،‬‬
‫‪ .16‬عبد الصـ ـ ــبور أحمد محمود األنصـ ـ ــاري‪ :‬اإلرهاب الفكري األسـ ـ ــباب‪ ،‬اآلثار‪ ،‬العالج "د ارسـ ـ ــة في ضـ ـ ــوء القرآن الكريم"‪،‬‬
‫المجلة الدولية للدراسات اإلسالمية المتخصصة مركز رفاد للدراسات واالبحاث‪ ،‬ع(‪ ،)1‬مج(‪ )2‬مارس‪2019 ،‬‬
‫‪ .17‬هاجر يحيى عبدهللا الس ـ ـ ـ ــنافى‪ :‬أثر االنحراف الفكري على المرأة المس ـ ـ ـ ــلمة‪ ،‬رسررررررالة ماجيبررررررتير‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة طيبة‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬السعودية‪201 ،‬‬
‫‪ .18‬بدر بنت عبدهللا قبالن العصـ ـ ــيمى‪ :‬التطرف الفكري تعريفة‪ ،‬أسـ ـ ــبابه‪ ،‬مظاهره‪ ،‬آثاره وسـ ـ ــبل القضـ ـ ــاء عليه‪ ،‬مجلة كلية‬
‫التربية‪ ،‬جامعة بنها‪ ،‬مج(‪ ،)29‬ع(‪ ،)115‬يوليو‪2018 ،‬‬
‫‪ .19‬محمد ين الدين عبد الفتاع‪ ،‬نور الدين محمد نصـ ـ ـ ــار‪ :‬اسـ ـ ـ ــتخدام مواقع التواصـ ـ ـ ــل االجتماعي وأثرها في تنمية األمن‬
‫الفكري من وجهـة نظر طـالبـات جـامعـة أم القرى‪ ،‬مجلرة العلوم التربويرة‪ ،‬كليـة التربيـة‪ ،‬جـامعـة جنوب الوادي‪ ،‬ع(‪،)35‬‬
‫أبريل‪2018 ،‬‬
‫‪ .20‬دالل بنت إب ار يم المهنا‪ :‬األسس الثقافية ل من الفكري "دراسة تةصيلية تحليلية"‪ ،‬مجلة كلية وار العلوم‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‪ ،‬ع(‪ ،)113‬أبريل‪2018 ،‬‬
‫‪ .21‬محمد ين الدين عبد الفتاع‪ ،‬نور الدين محمد نصـ ـ ـ ــار‪ :‬اسـ ـ ـ ــتخدام مواقع التواصـ ـ ـ ــل االجتماعي وأثرها في تنمية األمن‬
‫الفكري من وجهـة نظر طـالبـات جـامعـة أم القرى‪ ،‬مجلرة العلوم التربويرة‪ ،‬كليـة التربيـة‪ ،‬جـامعـة جنوب الوادي‪ ،‬ع(‪،)35‬‬
‫أبريل‪2018 ،‬‬
‫‪ .22‬جبريل حســن العريشــى‪ ،‬ســلمى بنت عبدالرحمن الدوســري‪ :‬أثر اســتخدام وســائل التواصــل االجتماعي على القيم واألمن‬
‫الفكري "د ارسـ ـ ـ ـ ـ ــة ميدانية وصـ ـ ـ ـ ـ ــفية مطبقة على طالب وطالبات الجامعات السـ ـ ـ ـ ـ ــعودية"‪ ،‬مجلة وراسررررررررات في الخدمة‬
‫االجتماعية والعلوم اإلنبانية‪ ،‬كلية الخدمة االجتما ية‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬ع(‪ ،)38‬ج(‪ ،)7‬أبريل‪2015 ،‬‬
‫‪ .23‬لؤلؤة أحمد الناصـ ــر‪ :‬وسـ ــائل اإلخالل باألمن الفكري "الوسـ ــائل من الناحية الفكرية والناحية االجتما ية"‪ ،‬مجلة القراءة‬
‫والمعرفة الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬ع(‪ ،)211‬مايو‪2019 ،‬‬
‫‪ .24‬صـ ــالي عبدهللا العقيل‪ :‬دور الحراك الثقافي في التغير االجتماعي وحماية األمن الفكري‪ ،‬مجلة بحوث التربية النوعية‪،‬‬
‫كلية التربية النو ية‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬ع(‪ ،)21‬أبريل‪2011 ،‬‬

‫‪106‬‬
‫منار منصور أحمد منصور‪ :‬تقييم دور الجامعة في تحقيق األمن الفكري لطالبها من وجهة نظرهم وأعضاء‬ ‫‪.25‬‬
‫هيئة التدريس‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة األ هر‪ ،‬ع(‪ ،)172‬ج(‪ ،)1‬يناير‪2017 ،‬‬
‫‪ .26‬منار منصـ ـ ـ ــور أحمد منصـ ـ ـ ــور‪ :‬تقييم دور الجامعة في تحقيق األمن الفكري لطالبها من وجهة نظرهم وأعضـ ـ ـ ــاء هيئة‬
‫التدريس‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة األ هر‪ ،‬ع(‪ ،)172‬ج(‪ ،)1‬يناير‪2017 ،‬‬
‫‪ .27‬س ـ ـ ـ ـ ــماع رمض ـ ـ ـ ـ ــان مص ـ ـ ـ ـ ــطفى خميس‪ :‬دور نمط القيادة اإلبدا ية في تحقيق أبعاد األمن الفكري لدى معلمات رياض‬
‫األطفال‪ ،‬مجلة كلية رياض األطفال‪ ،‬جامعة بورسعيدع(‪ ،)16‬يوليو‪2020 ،‬‬
‫‪ .28‬عبد الحفيظ بن عبدهللا المالكى‪ :‬دور المؤس ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ــات التعليمية في تحقيق األمن الفكري والوقاية من التطرف واإلرهاب‪،‬‬
‫مجلة ال حوث األمنية‪ ،‬ع(‪ ،)58‬مج(‪ ،)23‬يونيو‪2014 ،‬‬
‫‪ .29‬عبدالعزيز عبدالسـ ـ ـ ـ ــتار التركسـ ـ ـ ـ ــتاني‪ :‬األمن الفكري والقوة الناعمة‪ ،‬مجلة بحوث االمر بالمعروف والنهى عن المنكر‪،‬‬
‫ع‪ ،1‬الصادرة عن هيئة األمر بالمعروف النهى عن المنكر‪ ،‬السعودية‪2009 ،‬‬
‫‪ .30‬موفق نجم عبود الجميلي‪ :‬دور المدرســة في نبذ العنف وترســيخ االعتدال‪ ،‬مجلة األن ار للعلوم اإلنبرانية‪ ،‬كلية التربية‬
‫للعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة األنبار‪ ،‬ع(‪ ،)4‬أكتوبر‪2018 ،‬‬
‫‪ .31‬قبالن عبــده حرب قبالن‪ :‬دور اإلعالم في تحقيق األمن الفكري إذاعــة أمن ‪ FM‬نموذجــا‪ ،‬المؤتمر اإلعالمي الــدولى‬
‫بعنوان اإلعالم بين خطا الكراهية واألمن الفكري‪ ،‬كلية الصحافة واإلعالم‪ ،‬جامعة الزرقاء‪ ،2017 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ .32‬عدنان محمد أسـ ـ ــعيد الضـ ـ ــمور عبدهللا محمد الحيايى‪ :‬تحديات االنحراف الفكري وأسـ ـ ــاليب المواجهة في المؤسـ ـ ـسـ ـ ــات‬
‫العقابية في دولة اإلمارات العربية‪ ،‬مجلة الفكر ال رررطي‪ ،‬مركز بحوث الشــرطة‪ ،‬الشــارقة‪ ،‬مج(‪ ،)29‬ع(‪ ،)112‬يناير‪،‬‬
‫‪2020‬‬
‫‪ .33‬غادة مص ـ ـ ـ ــطفى كامل عبد المتعال‪ :‬دور الروض ـ ـ ـ ــة في تعزيز األمن الفكري لدى الطفل "تص ـ ـ ـ ــور مقترع"‪ ،‬مجلة كلية‬
‫التربية‪ ،‬جامعة المنوفية‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬أكتوبر‪2016 ،‬‬
‫‪ .34‬الطيب نور الهدى أبو صـ ـ ــباع‪ :‬المؤسـ ـ ـسـ ـ ــات التربوية ودورها في تحقيق األمن الفكري "رهية تةصـ ـ ــيلية"‪ ،‬مجلة جامعة‬
‫ال طرانرة للعلوم اإلنبرررررررررانيرة واالجتمراعيرة‪ ،‬عمـادة البحـث العلمي والنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر والترجمـة‪ ،‬جـامعـة البطـانـة‪ ،‬مج(‪ ،)2‬ع(‪،)1‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪ .35‬حسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن أحمد محمد‪ :‬دور التربية في وقاية المجتمع من االنحراف الفكري‪ ،‬مجلة جامعة ال حر األنمر‪ ،‬جامعة البحر‬
‫األحمر‪ ،‬ع(‪ ،)4‬ديسمبر‪2013 ،‬‬
‫‪ .36‬أماني عبد المقصـود عبد الوهاب‪ :‬الدور التربوي واالجتماعي للمؤسـسـات التربوية في تعزيز األمن الفكري لدى الشـباب‬
‫الجامعي‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة المنوفية‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬أكتوبر‪2016 ،‬‬
‫‪ .37‬فـاروق جعفر عبـد الحكيم مر وق‪ :‬متطلبـات تحقيق األمن الفكري داخـل المنظومـة التربويـة "رهيـة تحليليـة نقـديـة"‪ ،‬مجلرة‬
‫كلية التربية‪ ،‬جامعة المنوفية‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬أكتوبر‪2016 ،‬‬
‫‪ .38‬السـيد سـالمة الخميسـي‪ ،‬باسـم غلول الشـحات بدوي‪ :‬مواجهة تحديات األمن التربوي لتعزيز األمن الفكري في المؤسـسـات‬
‫التعليمية‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة المنوفية‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬أكتوبر‪2016 ،‬‬
‫‪ .39‬سـ ــارة مطر ثابت عمر العتيبي‪ :‬القرآن الكريم والسـ ــنة النبوية في مواجهة االنحرافات‪ ،‬مجلة كلية الدراسرررات اإلسرررالمية‬
‫والعربية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنين‪ ،‬جامعة اال هر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ع‪ ،35‬ج‪2018 ،6‬‬
‫‪ .40‬عبد المنعم محمد عبدهللا‪ :‬األنســاق القيمية لدى الشــباب الجامعي في ضــوء المســتجدات العالمية د ارســة ميدانية‪ ،‬مجلة‬
‫مبتقىل التربية العربية‪ ،‬المركز العربي للتعليم والتنمية‪ ،‬مج(‪ ،)14‬ع(‪ ،)49‬يناير‪2008 ،‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ .41‬منـال فتحي سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمحـان‪ :‬أدوار أعضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء هيئـة التـدريس كليـة التربيـة جـامعـة المنوفيـة في تعزيز األمن الفكري لطالبهم‬
‫ومقترحات لتفعيلها في ضوء آراء طالبهم‪ ،‬مجلة كلية التربية جامعة المنوفية‪ ،‬مج(‪ ،)34‬ع(‪2019 ،)3‬‬
‫‪ .42‬عبد الناصـ ــر ارضـ ـي محمد‪ :‬دور الجامعات في تفعيل األمن الفكري التربوي لطالبها د ارسـ ــة ميدانية‪ ،‬المجلة التربوية‪،‬‬
‫كلية التربية‪ ،‬جامعة سوهاج‪ ،‬ج(‪ ،)33‬يناير‪2013 ،‬‬
‫‪ .43‬عص ـ ـ ـ ـ ـ ــام بدرى أحمد محمد‪ :‬الش ـ ـ ـ ـ ـ ـراكة المجتمعية بين المدارس ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق األمن الفكري لدى‬
‫طالب المدارس الثانوية‪ ،‬مجلة الخدمة االجتماعية‪ ،‬الجمعية المصـ ـ ـ ـرية ل خصـ ـ ـ ــائيين االجتماعيين‪ ،‬ع(‪ ،)59‬ج(‪،)8‬‬
‫يناير‪2018 ،‬‬
‫‪ .44‬إب ار يم بن عبـدهللا آل خضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـران الزهرانى‪ :‬األمن الفكري‪ ،‬مفهومـه‪ ،‬وأهميتـه‪ ،‬ومجـاالتـه‪ ،‬مجلرة ال حوث األمنيرة‪ ،‬مركز‬
‫البحوث والدراسات‪ ،‬كلية الملك فهد األمنية‪ ،‬ع(‪ ،)50‬مج(‪ ،)20‬نوفمبر‪2011 ،‬‬
‫‪ .45‬محمد جالل توفيق‪ :‬التطرف الفكري لدى طالب جامعة أسيوم وسبل مواجهته "دراسة ميدانية"‪ ،‬المجلة التربوية لتعليم‬
‫يوليو‪2021،‬‬ ‫الك ار‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة أسيوم‪ ،‬مج(‪ ،)3‬ع(‪،)3‬‬
‫‪ .46‬صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالي نهير راهى الزاملى‪ :‬دور منهج التربية اإلسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالمية في مواجهة التطرف الفكري لدى التالميذ من وجهة نظر‬
‫معلميهم‪ ،‬بحث منش ـ ـ ـ ــور ض ـ ـ ـ ــمن أعمال المؤتمر الدولى الثامن التنوع الثقافي المنعقد في مركز جيل ال حث العلمي‬
‫طرابلس فى الفترة من ‪ 23 21‬مايو ‪2015‬‬

‫‪108‬‬
109
‫الفصل الخامس‬

‫املشــاركــة اجملتمعـية يف التعليم‬

‫حمتويات الفصل‬
‫‪ -‬مقدمـــة‬
‫أوال‪ -‬المشاركة المجتمعية‬
‫أ‪ -‬مفهوم المشاركة المجتمعية في التعليم‬
‫ب‪ -‬أهمية المشاركة المجتمعية في التعليم‬
‫ج‪ -‬أهداف المشاركة المجتمعية في التعليم‬
‫د‪ -‬أنواع المشاركة المجتمعية في التعليم‬
‫ثانيا ً‪ -‬فلسفة المشاركة المجتمعية في التعليم‬
‫أ‪ -‬االعتراف بةهمية العنصر البشرى اإلنساني وطاقاته وأدائه‬
‫ب‪ -‬االتصال الوثيق بين المدرسة واألسرة والمجتمع‬
‫ج‪ -‬المشاركة كمبدأ إنساني ديمقراطي (الديمقراطية المشاركة)‬
‫ثالثا ً‪ -‬آليات المشاركة المجتمعية في التعليم‬
‫أ‪ -‬مجالس األمناء واآلباء والمعلمين‬
‫ب‪ -‬المجالس الشعبية المحلية‬
‫ج‪ -‬الجمعيات األهلية‬
‫د‪ -‬األحزاب السياسية‬
‫‪ -‬خاتمة‬

‫‪110‬‬
‫الفصل اخلامس‬

‫املشــاركــة اجملتمعـية يف التعليم‬

‫األهداف التعليمية للفصل‬

‫ومن المتوقو أن يتم تحقيق مجموعة من األاداف التعليمية المتوخاة سررررتحتاج وراسررررتل لموضرررروعات اذا‬
‫الفصل ومن أبرز اذه األاداف‪:‬‬
‫‪ -1‬التعرف على الم اركة المجتمعية في التعليم من نيث المفهوم واألامية واألاداف واألنواع‬
‫‪ -2‬الوقوف علي فلبفة الم اركة المجتمعية في التعليم‬
‫‪ -3‬تحديد آليات الم اركة المجتمعية في التعليم‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الخامس‬

‫املشــاركــة اجملتمعـية يف التعليم‬


‫[*]‬

‫مقدمررة ‪:‬‬

‫تعد المش ــاركة المجتمعية ظاهرة اجتما ية تحدث نتيجة وجود اإلنس ــان في مجتمعه وتفاعله مع أفراده‬
‫وجماعاته وهيئاته ومؤس ـ ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ـ ــاته‪ ،‬لذا تنبع أهميتها من حاجة المجتمعات إلى تض ـ ـ ـ ـ ــافر جهود أفرادها إلحداث‬
‫عمليات التنمية‪ 0‬حيث أن مش ـ ـ ـ ـ ـ ــاركة المجتمع في أص ـ ـ ـ ـ ـ ــبحت ركيزة من أهم الركائز التي تعتمد عليها التنمية‬
‫االجتما ية واالقتصـادية في مجتمعنا‪ ،‬ليس ألن هذه المشـاركة تسـاند الجهد الحكومي وتدعمه وتكمله فحسـب‪،‬‬
‫بل ألن لها في نفس الوقت آثارها في الربط بين الفرد والمجتمع‪ ،‬وتعميق الممارسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الديمقراطية‪ ،‬وترسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيخ‬
‫الشعور باالنتماء والوالء‪ ،‬وتدريب أفراد المجتمع على االعتماد على النفس بتقديم الخدمات للمجتمع‪.‬‬

‫ولم تعد المش ـ ـ ــاركة المجتمعية تعتمد على تقديم الخدمات والمس ـ ـ ــاعدات الخيرية والمبادرات الفردية بل‬
‫أصـ ـ ـ ـ ــبحت تسـ ـ ـ ـ ــتجيب لكل ما يطرع عليها من احتياجات مجتمعية بدءا من تقديم الخدمات التي ال تسـ ـ ـ ـ ــتطيع‬
‫إمكانيات الدولة الوفاء بها إلى مسـ ـ ـ ـ ـ ــاعدة الناس على تولى شـ ـ ـ ـ ـ ــئونهم بةنفسـ ـ ـ ـ ـ ــهم والقيام بةعمال جما ية لحل‬
‫مشكالتهم والمشاركة في صنع القرار وذلك من أجل تحقيق الصالي العام وتنمية المجتمعات‪0‬‬

‫وعلى اعتبار أن التنمية ال تتم إال في جو ديمقراطي‪ ،‬فالهدف األول للتنمية ليس حل المشـكالت فقط‪،‬‬
‫ولكن ايضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً تغيير الفرد ليكون أكثر ايجــابيــة وأكثر قــدرة على التعــاون مع جمــاعــات المجتمع‪ ،‬لــذلــك فــإن‬
‫المش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاركـة تنبع من إيمـان األفراد بـةن لهم دور في تنميـة المجتمع لهـذا يتم الربط بين المش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاركـة والعمليـة‬
‫الديمقراطية‪ .‬وبلوو أهداف التنمية بمختلف جوانبها االقتصــادية واالجتما ية والســياســية‪ ،‬ترتبط بوضــوع بتحقيق‬

‫إعداو ‪ :‬و‪ /‬وفاء عىد الفتاح محموو إبراهيم‬ ‫[*]‬

‫‪112‬‬
‫األهـداف التعليميـة‪ ،‬وأن التعليم هو القـاعـدة المهمـة لهـذا‪ ،‬فال عجـب إذ نرى كـل الـدول تولي التعليم عنـايـة أكبر‬
‫في خططها التنموية‪.‬‬

‫وبناء على ما سـبق يمكن القول إن المشـاركة المجتمعية في التعليم تعتبر ركيزة رئيسـية في دعم جهود‬
‫تحس ـ ـ ـ ـ ـ ــين التعليم و يادة فاعلية المؤسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ـ ـ ــات التعليمية وتمكينها من تحقيق وظيفتها التربوية‪ ،‬ذلك ألن هذه‬
‫المش ـ ـ ـ ــاركة المجتمعية تبر أهمية بناء القدرة التنافس ـ ـ ـ ــية بين أفراد المجتمع من أجل الص ـ ـ ـ ــالي العام‪ 0‬كما أنها‬
‫صـ ـ ــياغة جديدة للعالقة بين المدرسـ ـ ــة والمجتمع لتصـ ـ ــبي عالقة تتواصـ ـ ــل فيها مسـ ـ ــئولية الدولة عن التعليم مع‬
‫مسـ ـ ـ ـ ــئولية أعضـ ـ ـ ـ ــاء المجتمع المحلى ومؤس ـ ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ـ ــات ومنظمات المجتمع المدني وذلك من أجل تطوير التعليم‬
‫وتحسينه بصورة دائمة‪0‬‬

‫أوال ‪ -‬الم اركة المجتمعية ‪:‬‬

‫دخلت كلمة (المشـ ــاركة) ضـ ــمن مفردات لغة السـ ــياسـ ــة خالل السـ ــتينات من القرن الماضـ ــي وفرضـ ــت‬
‫نفسها على واقع الحياة المعاصرة وشقت طريقها إلى التطبيق في المجاالت السياسية واالجتما ية واالقتصادية‬
‫وعرفت التقنين في نصـ ــوص دسـ ــتورية وقانونية وفي مباد عامة وشـ ــعارات يرددها السـ ــاسـ ــة في الدول النامية‬
‫والمتقـدمـة على السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواء‪ 0‬فهي تعنى‪" :‬ذلـك الجهـد التطوعي الـذي يبـذلـه الفرد مختـا اًر لتـةديـة عمـل معين يعود‬
‫بالنفع على غيره من األفراد سـ ـ ـواء أكان هذا الجهد تبرعاً بالمال أو الوقت أو الجهد إحس ـ ــاسـ ـ ـاً منه بالمس ـ ــئولية‬
‫االجتما ية وبالتضامن مع أبناء مجتمعه"‪0‬‬

‫وتعتبر المشـ ـ ـ ـ ــاركة "آلية اجتما ية بالدرجة األولى‪ ،‬أطرافها أفراد المجتمع المحلى والدولة‪ ،‬تسـ ـ ـ ـ ــتهدف‬
‫مشـ ـ ـ ــاركة األفراد والجماعات والمؤس ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ــات في تحسـ ـ ـ ــين نو ية الحياة للمجتمع داخل حدود الدولة وفى إطار‬
‫تنظيماتها القومية من خالل أهداف واض ــحة معلنة تتس ــم بالش ــفافية وتنبع من أفراد المجتمع وجماعاته التي يتم‬
‫وضعها وتنفيذها بمشاركة محلية ذاتية‪ ،‬فك اًر‪ ،‬وتمويالً‪ ،‬تنفيذاً ومتابعة"‪0‬‬

‫ويتض ـ ـ ـ ـ ــي من هذا أن المش ـ ـ ـ ـ ــاركة المجتمعية تعد تعبي اًر تطبيقياً لمس ـ ـ ـ ـ ــئولية اجتما ية من جانب الفرد‬
‫والجماعة نحو المجتمع الذي ينتمون إليه‪ ،‬ففي المش ـ ـ ــاركة يتولى الفرد مس ـ ـ ــئوليته االجتما ية عن نفس ـ ـ ــه وعن‬

‫‪113‬‬
‫اآلخرين ويش ــاورهم في مناقش ــة كل ما يهمهم من موض ــوعات ويس ــهم معهم فكرياً ومالياً وفنياً في جهد تطوعي‬
‫مثمر لحل بعض قضايا ومشكالت المجتمع‪0‬‬

‫فرالم ررررررررراركرة اي‪" :‬التوجـه اإلرادي الحر للمواطن لإلسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهـام في تنميـة المجتمع بـدافع من الوعي الـذاتي‬
‫والشعور بالمسئولية‪ 0‬وتعكس المشاركة درجة االنتماء والوعي الحسي الوطني"‬

‫وهذا يعنى أن المشــاركة شــكل من أشــكال التعبير عن وجود اإلنســان وشــعوره بةنه يمثل عيمة في مجتمعه‬
‫وهو ما يش ـ ـ ـ ـ ــعره باالنتماء الوطني ويولد لديه الرغبة دائما في أن يقدم كل ما لديه من جهد وعمل ومال ووقت‬
‫لتحقيق التقدم والرقى لمجتمعه‪0‬ويري البعض أن المشـ ــاركة يمكن أن تتضـ ــمن ثالث مراحل أسـ ــاسـ ــية تؤثر في‬
‫بعضها البعض‪،‬وتعمل مع بعضها في اتساق وتكامل بحيث يصعب الفصل بينهما‪0‬وهذه المراحل هي‪:‬‬

‫▪ الوعي وتشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــير إلي درجــة وعي الفرد بمكــانتــه في المجتمع ومــا لــه من حقوق وعليــه من واجبــات‬
‫مجتمعية‪ ،‬واألنشطة والممارسات التي من خاللها يحقق الفرد المشاركة‪0‬‬
‫▪ الوجدان‪ ،‬وتشـ ــير هذه المرحلة إلي أنه كلما اد وعي الفرد بمسـ ــئولياته في األنشـ ــطة المجتمعية‪ ،‬ارتفع‬
‫مس ـ ــتوى انفعاله بها ودافعيته نحوها مع ش ـ ــعوره بالس ـ ــعادة المص ـ ــاحبة ألدائه لهذه المس ـ ــئوليات والراحة‬
‫النفسية بعد االنتهاء منها‪0‬‬
‫▪ الحركة‪ ،‬وتشـ ـ ـ ــير هذه المرحلة إلي ممارسـ ـ ـ ــة الفرد السـ ـ ـ ــلوك الفعلي الخاص بمشـ ـ ـ ــاركته في األنشـ ـ ـ ــطة‬
‫المجتمعية المختلفة‪0‬‬
‫وتشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــير أدبيــات البحــث التربوي المعــاصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر إلى وجود بعض المصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطلحــات مثــل المش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاركــة‬
‫‪ Participation‬و الشراكة ‪0 Partnership‬لذا يجب توضيي العالقة بينهما‪:‬‬

‫يعني مص ــطلي الش ـراكة‪:‬اتحاد ش ــخص ــين أو أكثر من أجل تنفيذ عمل ربحي‪ ،‬وهي أيض ــا نتاج اتفاعية‬
‫تعاقدية بين الشركاء وليس شرطا أن تكون هذه االتفاعية في صورة مكتوبة لتصبي فعالة ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫كما تعرف بةنها "مصــالي مشــتركة أو عالقات تعاقدية مبنية على اتفاعيات متبادلة اســتجابة ل ولويات‬
‫المتعلقة بالتنمية مع تحقيق لمباد الشـ ـ ـ ـ ــفافية ‪ Transparency‬والمحاسـ ـ ـ ـ ــبية ‪ Accountability‬مع جميع‬
‫المشـ ـ ــاركين في عمليات التنمية‪ 0‬لذلك يمكن القول بةن الشـ ـ ـراكة تعتمد أكثر على نظام التعاقد الرسـ ـ ــمي حيث‬
‫تتحدد فيه مسئوليات كل شريك ويحاسب على هذه المسئولية أمام الشريك اآلخر‪0‬‬

‫في حين يري البعض أن مفهوما المشــاركة والش ـراكة مترابطان لكنهما غير مترادفين فالمشــاركة صــورة‬
‫أكثر قوة بالنسبة للنشام من الشراكة‪ ،‬ويمكن أن تتضمن أشكاالً وأنواعا متعددة من األنشطة منها الشراكة‪.‬‬

‫مفهوم المشاركة المجتمعية في التعليم ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫تعد المشـاركة المجتمعية إحدى الوسـائل الفعالة في دعم العملية التعليمية وتعكس مدي رغبة واسـتعداد‬
‫أفراد المجتمع المحلي في المش ـ ـ ـ ـ ـ ــاركة في جهود تحس ـ ـ ـ ـ ـ ــين التعليم وتطويره ‪ ،‬وحرص ـ ـ ـ ـ ـ ــهم علي القيام بةدوارهم‬
‫المجتمعية‪ ،‬و يادة فعالية المدرسة في تحقيق وظائفها التربوية‪0‬‬

‫وتعرف بةنها ‪ ":‬كافة اإلس ـ ـ ـ ــهامات والمبادرات والجهود التطو ية غير الملزمة سـ ـ ـ ـ ـواء أكانت عينية أو‬
‫مالية التي يقدمها أفراد المجتمع بكافة فئاته ومؤس ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ــات المجتمع المدني والجمعيات األهلية في دعم التعليم‬
‫وتطويره ولمواجهة بعض قض ـ ـ ـ ــايا التعليم ومعالجتها‪ ،‬وقد تتم بناء على دعوة الجهات المس ـ ـ ـ ــئولة كو ارة التربية‬
‫والتعليم لكي تكون المسـ ــاهمات على أسـ ــاس من الوعي السـ ــليم بحيث ال تتعارض مع الصـ ــالي العام للمجتمع‪،‬‬
‫وهذا من ناحية‪ ،‬وللتنسيق بين مساهمات األطراف المشاركة من ناحية أخرى"‪.‬‬

‫كما تعرف بةنها " مشـ ــاركة كل من اآلباء وقادة المجتمع باعتبارهم بعض عناص ـ ـره في دعم األنشـ ــطة‬
‫المدرسية التي تساهم في تحسين وتطوير التعليم"‪0‬‬

‫و تنظر إليها وزارة التربية و التعليم باعتبارها ‪ :‬الجهود التي تبذلها المدرسـ ـ ـ ـ ـ ــة والقائمون على إدارتها‬
‫في التعاون والتالحم مع قوى المجتمع والبيئة المحيطة بالمدرس ـ ـ ــة‪ ،‬وذلك لبناء جس ـ ـ ــور من العالقات والثقافات‬
‫والمفا يم المشتركة والتبادلية من أجل تفعيل الدور الذي تقوم به المؤسسة التعليمية في المجتمع‪0‬‬

‫ويقصـ ــد بالمشـ ــاركة المجتمعية قي التعليم ‪ " :‬الجهود التي يبذلها المواطنون من جميع فئات المجتمع‬
‫في مجال التخطيط واتخاذ القرار والتنفيذ والتقييم لعناصــر العملية التعليمية ‪ ،‬والتي يتحقق من خاللها اســتيفاء‬
‫احتياجات المواطنين من ناحية ‪ ،‬وتحقيق الصالي العام من ناحية أخرى"‪0‬‬

‫‪115‬‬
‫يتض ــي من التعريفات الس ــابقة أن النهوض بالتعليم والوص ــول بالمتعلمين إلى مس ــتوى الجودة مس ــئولية‬
‫مشـتركة بين األسـرة والمدرسـة والمجتمع المحيط بالمدرسـة وال يمكن في غيبة أى من هذه المؤسـسـات الرئيسـية‬
‫تحقيق االرتقاء بجودة التعليم ‪0‬‬

‫ومن خالل التعريفات البابقة يمكن تحديد مفهوم الم اركة المجتمعية في التعليم بأنها‪:‬‬

‫هي ‪ ":‬المشاركة التطو ية والنظامية التي يقدمها أفراد المجتمع بكافة فئاته ومؤسساته لتطوير العملية التعليمية‬
‫وتحسـين كفاءتها وتلبية متطلباتها سـواء أكان ذلك بتقديم اإلسـهامات العينية أو المادية‪ ،‬أو إبداء الرأي والفكر‪،‬‬
‫أو باالشـتراك الفعلي مع اإلدارة المدرسـية في صـنع القرار المدرسـي والتنفيذ والتقييم لعناصـر العملية التعليمية ‪،‬‬
‫واالرتقاء بمستوى ممارسة األنشطة المدرسية من خالل التعاون مع قوي المجتمع والبيئة المحيطة بالمدرسة"‬

‫‪ -‬أهميـة المشاركة المجتمعية في التعليم ‪:‬‬

‫تعتبر المشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاركـة المجتمعيـة تطبيقـا عمليـاً لمفهوم العمـل التطوعي‪ ،‬القـائم على الرغبـة واالختيـار دون‬
‫قهر أو إجبـار؛ فـالمظـاهر المميزة لتنميـة المجتمع هي إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهـام أفراده بجهودهم من أجـل تحقيق التقـدم والرقى‬
‫لمجتمعهم‪ 0‬لذلك تلخص وزارة التربية والتعليم أهمية المشاركة المجتمعية في التعليم في النقام التالية ‪:‬‬

‫‪ .1‬توثيق الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلـة بين األهـالي والمشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروعـات التعليميـة والتربويـة المتعـددة وخـدمـاتهـا على‬
‫المستوى الالمركزى (داخل المدرسة)‪0‬‬
‫‪ .2‬اإلفادة من الجهود واإلمكانيات األهلية المالية والبشـ ـ ـ ـ ـ ـرية المتوفرة فى المجتمع‪ ،‬مما يؤدى‬
‫إلى تخفيف األ بــاء المــاليــة على الحكومــة بصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفــة عــامــة وميزانيــة و ارة التربيــة والتعليم‬
‫بصفة خاصة‪0‬‬
‫‪ .3‬حل المشـ ـ ـ ــكالت التي تعترض مسـ ـ ـ ــيرة النهوض بالعملية التعليمية حتى تسـ ـ ـ ــاهم في تنمية‬
‫المجتمعات المحلية‪0‬‬
‫‪ .4‬تنمية الش ـ ـ ـ ـ ــعور بالمس ـ ـ ـ ـ ــئولية الجما ية وتعويد المجتمع على الخدمة الذاتية وتحطيم القيم‬
‫السلبية واالنعزالية في المجتمع‪0‬‬
‫‪ .5‬تحويل الطاقات الخاملة إلى طاقات عاملة‪0‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .6‬توثيق العالقات اإلنسانية بين األفراد والجماعات‬

‫‪116‬‬
‫وينظر للمش ـ ــاركة المجتمعية باعتبارها التعبير الص ـ ــادق عن حق إنس ـ ــاني أكدت وتؤكده كافة المواثيق‬
‫والدساتير الدولية المرتبطة بحقوق اإلنسان‪ ،‬والتي تؤكد على أن لإلنسان الحق الكامل في المشاركة في قضايا‬
‫مجتمعه عن طريق ‪ :‬إبداء الرأي وتقديم المعرفة لآلخرين واالش ـ ـ ـ ــتراك في الش ـ ـ ـ ــئون العامة لمجتمعه – بطريقة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬بجانب حقه في المشاركة بحرية في الحركة التعليمية لهذا المجتمع‪0‬‬

‫وتتجلى أهميــة المش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاركــة المجتمعيــة في كونهــا أحــد المرتكزات األس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيــة لكــافــة التوجيهــات‬
‫واالسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتراتيجيـات التنمويـة الفعـالـة‪ ،‬فـالتنميـة الحقيقيـة والجـادة ال تقوم إال على جهود المجتمع كلـه‪ ،‬وليس على‬
‫جهود عـدد قليـل من أفراده‪ ،‬حيـث تتيي الفرصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة للمواطن لكي يبـاشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر حقـه في صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنع الق ارر المتعلق بـه‬
‫وبمجتمعـه‪ ،‬ومن ثم يتعمق انتمـاءه لهـذا المجتمع‪ ،‬كمـا أن المش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاركـة – بهـذا النهج – تصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبي أداة لتحفيز‬
‫الجمـاهير على المس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهمـة االجتمـا يـة المخططـة والمنبعثـة عن دوافع اإليثـار والرغبـة الحقيقيـة في العطـاء‬
‫الواعي المتفهم لمغزى األمر الـذي يفجر الطـاقـات اإلبـدا يـة لـدى أفراد المجتمع ويقودهم للبحـث عن صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫وأســاليب جديدة ومتنوعة لبقاء مجتمعهم وتقدمه ودعم الجهود الحكومية في هذا االتجاه؛ فالمشــاركة المجتمعية‬
‫تنمى الشعور القومي باالنتماء وتقضى على مظاهر السلبية واالتكالية‪ ،‬وتعد عيمة اجتما ية في ذاتها‪0‬‬

‫هذا وتعد المشاركة المجتمعية عملية مرغوبة حيث أنها تؤدى إلى ‪:‬‬

‫‪ .1‬حصول الحكومة على موارد إضافية للميزانية التعليمية‪0‬‬


‫‪ .2‬تقديم الخدمات بدون مقابل لها‪0‬‬
‫‪ .3‬خلق روع الوحدة‪ ،‬وروع العمل الجماعى‪0‬‬
‫‪ .4‬االستفادة من المعارف والمهارات المحلية‪0‬‬
‫‪ .5‬تقليل االعتماد على المهنيين‪0‬‬
‫‪ .6‬تنمية روع المسئولية و يادة الوعي‪0‬‬

‫وتس ـ ـ ـ ــاعد تلك المش ـ ـ ـ ــاركة على يادة القبول والرض ـ ـ ـ ــا لدى كافة أفراد المجتمع عن نتائج ومس ـ ـ ـ ــتويات‬
‫الطالب األكاديمية والس ـ ـ ـ ــلوكية‪ ،‬ألنهم هم اللذين قاموا بتحديد األهداف والعمليات التي تحكم تلك الس ـ ـ ـ ــلوكيات‬
‫وتوجههـا لخـدمـة الطالب ولبنـاء مهـاراتهم المعرفيـة واألكـاديميـة وبـذلـك يتحقق التواص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل الفعـال بين المجتمع‬

‫‪117‬‬
‫والمدرس ــة التي تهتم وتزيد من عيمة المش ــاركة المجتمعية في توفير الموارد والدعم الذي يس ــاعدها على تطبيق‬
‫البرامج التربوية التي ترفع من المستوى األكاديمي والسلوكي للطالب وأيضا للمدرسة والمدرسين"‪0‬‬

‫"وفى ضـ ـ ـ ــوء الظروف االجتما ية واالقتصـ ـ ـ ــادية التي يمر بها المجتمع المصـ ـ ـ ــري‪ ،‬تعتبر المشـ ـ ـ ــاركة‬
‫المجتمعية هدفاً في حد ذاتها ألن الحياة الديمقراطية تقوم على ضـرورة اشـتراك أفراد المجتمع سـوياً في التفكير‬
‫والعمل من أجل مجتمعهم وهى أيضـا وسـيلة ألنه عن طريق هذه المشـاركة يدركون أهميتها ويكتسـبون مهارات‬
‫جديدة ويمارسون طرقها وأساليبها وتتةصل فيهم عاداتها ومسالكها‪ ،‬وتصبي جزءا من ثقافتهم وسلوكهم"‪0‬‬

‫وفى ض ـ ـ ــوء ذلك تص ـ ـ ــبي المش ـ ـ ــاركة المجتمعية في حقل التعليم ال مة لتحقيق ديمقراطية التعليم‪ ،‬تلك‬
‫الديمقراطية التي تزيد من اهتمام الفئات المسـ ــتفيدة من التعليم وتؤكد الشـ ــعور بالمسـ ــئولية تجاهه وتؤمن تحريك‬
‫كل الطاقات المجتمعية لمعالجة مســةلة التعليم وحل مشــكالته وهى أيضــا وســيلة لتوفير كافة الموارد والطاقات‬
‫البشرية الال مة لزيادة فعالية النظام التعليمى‪0‬‬

‫ج‪ -‬أهداف المشاركة المجتمعية في التعليم ‪:‬‬

‫أصـ ــبي ينظر إلى التفاعل اإليجابي بين المدرسـ ــة من جهة‪ ،‬وبين المجتمع بمؤس ـ ـسـ ــاته وأعضـ ــائه من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬بةنه السـ ـ ـ ـ ـ ــبيل األمثل لتحقيق الطالب والمدارس لمسـ ـ ـ ـ ـ ــتويات مرتفعة من األداء األكاديمي‪ ،‬حيث‬
‫تؤدى المشاركة المجتمعية في العملية التعليمية إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬التحديد الدقيق والمناسـ ـ ـ ـ ــب لمطالب واحتياجات كل من الطالب والمجتمع من العملية التعليمية ومن‬
‫المدارس‪0‬‬
‫‪ -‬تحديد وتنظيم الفعاليات المناسبة التي تساعد على تلبية تلك المطالب‪0‬‬
‫‪ -‬االستفادة الجيدة والفعالة من الموارد التربوية والمالية التي يتم توفيرها للمدارس‪ .‬وفى ضوء ذلك فإن‬
‫أهم أهداف المشاركة المجتمعية في التعليم يمكن تحديدها فيما يلي‪:‬‬

‫(‪ – )1‬على مبتوى النظام التعليمي ‪:‬‬


‫‪ .1‬تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم‪ ،‬وتوس ــيع نطاق الديمقراطية في إدارة مؤس ـس ــات‬
‫التعليم‪0‬‬

‫‪118‬‬
‫‪ .2‬تحمل المجتمع المدني مسـ ـ ـ ـ ـ ــئولية مسـ ـ ـ ـ ـ ــاعدة المدارس على تحسـ ـ ـ ـ ـ ــين جودة المنتج‬
‫التعليمى‪0‬‬
‫‪ .3‬تفهم المجتمع للمشـاكل والمعوقات‪ ،‬التي يعانى منها التعليم‪ ،‬وتقدير حجم اإلنجا ات‬
‫والنجاحات التي تحققها المؤسسة التعليمية‪0‬‬
‫‪ .4‬توفير الدعم للمدارس في صوره المختلفة‪0‬‬
‫‪ .5‬تعليم التالميذ طبقا الحتياجات المجتمع وأولوياته ليصبحوا قوة منتجة في المجتمع‪0‬‬
‫‪ .6‬تحقيق رقابة أفضل على التعليم من خالل المساءلة‪0‬‬
‫‪ .7‬تعظيم االس ــتفادة من كل الموارد المس ــتخدمة في العملية التعليمية ومن اإلنفاق على‬
‫التعليم‪.‬‬

‫(‪ -)2‬على مبتوى المدرسة ‪:‬‬

‫‪ .1‬توفير الدعم المالي والمادي للمدرس ـ ـ ـ ـ ـ ــة بما يكفل تفعيل كافة أنش ـ ـ ـ ـ ـ ــطتها‪ ،‬ومن ثم الحد من‬
‫بعض المشكالت التي يعانى منها التالميذ وتؤثر بدورها سلباً على أدائهم األكاديمى‪0‬‬
‫‪ .2‬تحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــين جودة المنتج التعليمي بمـا يكفـل إيجـاد مواطنين صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالحين لـديهم وعى بوجبـاتهم‬
‫وحقوقهم نحو مجتمعهم من جهة وبما يتفق مع المعايير القومية للتعليم من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬تبادل األفكار والخبرات بين المدرسـة والمجتمع المحلى المحيط لتحقيق التطور والتنمية لكل‬
‫من المدرسة والمجتمع وربطهما معا‪0‬‬
‫‪ .4‬تخفيف أ باء وضـ ـ ـ ـ ــغوم العمل عن المدرسـ ـ ـ ـ ــين واإلداريين والمديرين مما يؤدى إلى ارتفاع‬
‫الحالة المعنوية بالرضا الوظيفي لديهم‪0‬‬
‫‪ .5‬تعميق جهود مجالس األمناء في المدارس ومســاندتها بما يقوى العالقة بين البيت والمدرســة‬
‫ويعز عيم المش ــاركة االجتما ية والمس ــئولية واالنتماء للوطن‪ ،‬ويدعم االتجاه اإليجابي نحو‬
‫المدرسة والمجتمع‪0‬‬
‫‪ .6‬تعميق روع التعاون بين األطراف المش ــاركة في إدارة التعليم سـ ـواء كان ذلك على المس ــتوى‬
‫الداخلي للنظام التعليمي أو في المستوى الخارجي للنظام‪0‬‬

‫وبذلك تسـ ـ ــاهم المشـ ـ ــاركة المجتمعية في العملية التعليمية في مسـ ـ ــاعدة المدارس في تحقيق العديد من‬
‫األهداف واالستراتيجيات التربوية واألكاديمية والتنظيمية واإلدارية داخلها‪0‬‬

‫‪119‬‬
‫ولتحقيق األاررداف المررأمولررة للم رررررررررراركررة المجتمعيررة في النظررام التعليمي والمرردرسررررررررررة تتىنى الوزارة‬
‫االستراتيجيات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬تفعيل دور أولياء األمور والمجتمع المحلى في إدارة التعليم‪0‬‬


‫‪ -‬تشجيع مبادرات مجتمع األعمال والجمعيات األهلية في دعم التعليم‪0‬‬
‫‪ -‬تشجيع المدارس على المشاركة المجتمعية في تنفيذ برامج ومشروعات اجتما ية‪0‬‬
‫‪ -‬دعم التواصل بين الو ارة ومؤسسات المجتمع والجمعيات األهلية ورجال األعمال‪0‬‬

‫د‪ -‬أنـــواع المشاركة المجتمعية في التعليم ‪ :‬تنقبم الم اركة المجتمعية إلى قبمين ‪:‬‬

‫‪ – 1‬الم رررررراركة التلقائية "التطوعية" وهى مشـ ـ ـ ــاركة تتم بين األفراد بعضـ ـ ـ ــهم وبعض وليسـ ـ ـ ــت منظمة‬
‫بعض ــوية وغير محددة ببرنامج معين‪ ،‬بل تخض ــع لنمط العالقات االجتما ية المتبادلة بين أفراد المجتمع‪،‬‬
‫والمشـ ـ ـ ـ ــاركة ظاهرة تحدث نتيجة تفاعل الفرد وتعامله مع أفراد مجتمعه وجماعاته ونظمه ومؤسـ ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ـ ــاته‪0‬‬
‫وتهدف إلى التغلب على بعض المشــكالت العملية اليومية وتتصــف تلك المشــاركة بةنها عارضــة ال تتســم‬
‫باالســتم اررية بل أنها موقوتة بزمن عارض مثل الجهود الذاتية لبناء المســاجد أو المدارس أو المســتشــفيات‬
‫أو المس ــاهمة بالمال أو األرض في إنش ــائها وال يعد هذا النوع من المش ــاركة واس ــع االنتش ــار‪ ،‬فهي تش ــير‬
‫تلك الظروف التي يقوم فيها فرد ما بالمبادرة للمشاركة في عملية أو نشام ما‪0‬‬

‫و تختلف درجات اسـتجابة المواطنين لتلك المشـاركة وفقا لعدة عوامل ‪ :‬بعضـها نفسـي كسـماته وقدراته‬
‫الش ـ ــخص ـ ــية والعقلية وبعض ـ ــها اجتماعي‪ ،‬تنش ـ ــئته االجتما ية‪ ،‬كما تخض ـ ــع للظروف االقتص ـ ــادية والس ـ ــياس ـ ــية‬
‫والتربوية ألسرة الفرد ومجتمعه‪0‬‬

‫وبذلك فالتنظيم التطوعي ينشة نتيجة للعالقات التي توجد بين األفراد وليس للقانون أو اللوائي دخل في‬
‫وجودها‪ ،‬فالعالقات التي تربط بين األفراد في هذا النوع من المش ــاركة تنش ــة دون أن يص ــدر إليهم ق اررات تحدد‬
‫شــكل المشــاركة وأهدافها وإنما يكون مصــدرها العالقات الشــخصــية وروع الود والتماســك التي تســود بين األفراد‬
‫ومجتمعهم‪ 0‬ويطلق على هذه الجماعات مص ــطلي (غير الرس ــمية أو التلقائية)‪ ،‬ألنها ليس لها الطابع الرس ــمي‬
‫أو خص ـ ــائص الجماعة المنظمة‪0‬وال تخض ـ ــع لقانون ينظمها‪،‬وإنما يقتص ـ ــر طرف علي تلقي الخدمة في مقابل‬
‫طرف آخر ماني للخدمة‪0‬‬

‫‪120‬‬
‫‪ -2‬الم راركة النظاميررررررررررة ‪ :‬مشـاركة موجهة من قبل الحكومة‪ ،‬تظهر في صـورة مبادرة تقوم بها منظمات‬
‫تشـ ـريعية مسـ ــئولة في المجتمع‪ ،‬وجهات حكومية لتحفيز األفراد على المسـ ــاهمة فيها وتهدف إلى مشـ ــاركة‬
‫هؤالء األفراد في مجاالت التنمية المختلفة ‪ 0‬ومشاركة المواطنين في أنشطة المنظمات المختلفة ومجاالت‬
‫العمل المتعددة يمكن عياسـها عن طريق العضـوية فيها والمشـاركة في أنشـطتها كالمسـاهمة بالرأي أو المال‬
‫أو الجهد‪0‬‬

‫ويعد هذا النوع األكثر ش ـ ـ ـ ـ ـ ــيوعاً في المش ـ ـ ـ ـ ـ ــاركة‪ ،‬فهي تش ـ ـ ـ ـ ـ ــير إلى ما تقوم به المنظمات من المبادرة‬
‫للمشـ ــاركة في التجارب واإلصـ ــالحات والتجديدات التربوية ويمكن اسـ ــتخدام هذا النوع من المشـ ــاركة في توجيه‬
‫الجهود لتحقيق التكامل والتنسـ ـ ـ ـ ــيق وتحديد االختصـ ـ ـ ـ ــاصـ ـ ـ ـ ــات وجهة تلقى المسـ ـ ـ ـ ــاهمات من المواطنين وتقليل‬
‫الضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــغوم االجتمـا يـة وكذلك تحقيق الديمقراطيـة الحقيقيـة في التعليم‪ .‬فهنـاك أكثر من جهـة من شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــةنهـا أن‬
‫تسـاهم مسـاهمة ايجابية وفعالة في دعم العملية التعليمية لكي تحقق أهدافها وتسـتمر مسـيرتها وحتى يصـبي كل‬
‫مواطن آمناً على حقه ومتطلباته التربوية‪ ،‬حتى إذا عجزت أجهزة الدولة وإمكاناتها فهذه المنظمات بمثابة القوة‬
‫الدافعة لتكملة المسيرة ومنها أجهزة الحكم المحلى‪ ،‬مجالس األمناء‪ ،‬الجمعيات األهلية‪0‬‬

‫وهذا النوع أكثر أنواع المش ــاركة ش ــيوعا وقد تزامن برو ه مع تش ــكيل المجالس التي تدير العالقات بين المجتمع‬
‫والحكومة عند تنظيم المشاركة المجتمعية في التعليم‪0‬‬

‫والجهود المجتمعية هنا بمثابة نش ـ ــام موجه ومنظم في أوض ـ ــاع متعددة لتدريب كل القوى وش ـ ــحذ كل‬
‫الوسائل للعمل في مواقف مختلفة فهذه الجهود تتطلب تعاوناً وحوا اًر وتبادالً وتعاطفاً وأخذاً وعطاء‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬فلبفة الم اركة المجتمعية في التعليم ‪:‬‬

‫تسـتند فلسـفة المشـاركة على مجموعة من المباد والقيم في ضـوء المحتوى والمعنى الفكري لها والتي‬
‫من أهمها‪:‬‬

‫أ‪ -‬االعتراف بأهمية العنصر البشرى اإلنساني وطاقاته وأدائه‪:‬‬

‫‪121‬‬
‫إن اإلنسان يتكون من مجموعة من الطاقات واألفكار واالتجاهات‪ ،‬إذا وجهت طاقاته الوجه الصحيحة‬
‫وتم منحه االسـ ـ ـ ـ ـ ــتقاللية الذاتية وقوة التصـ ـ ـ ـ ـ ــرف فإنه غالباً ما يعمل على رفع كفاءة المنظمة وفعاليتها‪ ،‬وتزداد‬
‫عنده الرغبة على المبادرة والمشاركة في أداء األعمال وحل المشكالت‪.‬‬

‫فالمش ـ ـ ـ ـ ـ ــاركة هي العملية التي يؤدى من خاللها الفرد دو اًر في الحياة االجتما ية أو االقتص ـ ـ ـ ـ ـ ــادية أو‬
‫السياسية من خالل الفرص المتاحة له لإلسهام في تحديد األهداف العامة لذلك المجتمع‪ ،‬وفي عمليات تحقيق‬
‫تلـك األهـداف‪ ،‬كمـا أنهـا توفر فرص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً لتمرين الفرد على مهـارات مثـل التعـامـل مع اآلخرين كـةعض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء في‬
‫المجتمع‪ ،‬والمالحظة ‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬واستثمار طاقاته‬

‫ب‪ -‬االتصال الوثيق بين المدرسة واألسرة والمجتمع‪:‬‬

‫تنبع فلســفة المشــاركة من األهمية القصــوى لالتصــاالت الفعالة وبشــكل مســتمر ومتجاوب‪ ،‬فاالتصــال‬
‫وظيفة ينام بها القيام بعمليات التعاون والعالقات بين المؤس ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ــة التعليمية والعاملين فيها وبين المؤس ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ــة‬
‫التعليمية والمعنيين بالتعليم بالمجتمع المحلى وهيئاته حيث يؤدي االتص ـ ـ ــال دو اًر هاماً في تعديل الس ـ ـ ــلوك وله‬
‫تةثير فعال على سـ ـ ـ ــلوك األفراد أو الهيئات وفي هذا الصـ ـ ـ ــدد يشـ ـ ـ ــير ااوى نعمانإلي " تعد المشـ ـ ـ ــاركة مجال‬
‫للتفاعل ‪ ،‬حيث إن السـ ـ ـ ـ ــلوك الفردي يتبادل التةثير بالسـ ـ ـ ـ ــلوك الجماعي‪ ،‬وقد يوجه أحدهما اآلخر تبعاً لعوامل‬
‫وظروف متعددة‪ ،‬وفي األحوال كلها يراد للمشاركة أن تكون فعالة"‪0‬‬

‫وترفع التوجهات المشــتركة روع التةثير الجمعي والتضــامن والوالء واإلحســاس بالوحدة والشــعور باالرتبام‬
‫واالنتماء ‪ ،‬مما تشـكل عوامل التماسـك االجتماعي‪0‬واناك ثالثة م اوئ يجب أن ت ركل أسراس الم راركة بين‬
‫المدرسة واألسرة والمجتمو‪:‬‬

‫‪ -‬الت اولية ‪ :‬وتعنى عيام عالقة واضــحة والتزامات مشــتركة بين المدارس واألس ـرة ومؤس ـســات المجتمع‬
‫ومنظماته‪ ،‬وكذلك يجب أن يدرك أن (المشاركة) تعنى تقاسم السلطات والمسؤوليات‪0‬‬
‫‪ -‬الم اوئ الديمقراطية‪ :‬وتتضــمن إدراك االهتمامات المختلفة‪ ،‬واحترام كافة المشــاركين بصــرف النظر‬
‫عن الجنس والحالة التعليمية واالجتما ية وغيرها‪ ،‬وتشـ ـ ـ ــجيع متنوع اآلراء وتعطى كافة المشـ ـ ـ ــاركين‬
‫الفرصة للتعبير عن آرائهم‪0‬‬
‫‪ -‬الفرص المتنوعة للمشاركة والموجهة إلي الظروف الخاصة لكل مدرسة‪0‬‬

‫‪122‬‬
‫وهذا االتصال له أهدافه ومراميه من جانب المؤسسة التعليمية والمجتمع المحلي الذي تخدمه فمن‬
‫جانب أولياء األمور نجد أنه في حاجة مستمرة إلي التةكيد من أن الموارد التي تخصص للمؤسسة التعليمية‬
‫تنفق في الوجوه المخصصة لها وبالتالي تحقق األهداف المرغوبة‪،‬كذلك أنه في حاجة لالطمئنان علي كفاءة‬
‫وفاعلية أداء المؤسسة التعليمية بةجهزتها المختلفة والعاملين فيها وأنه من حقهم إخضاعها للمساءلة تحقيقا‬
‫للصالي العام‪0‬‬

‫أما من جانب المؤسسة التعليمية فنجدها دائما في حاجة مستمرة ألن تثبت جديتها وفاعليتها في السعي‬
‫وراء تحقيق األهداف التي ينشدها المجتمع‪،‬وهي في حاجة أيضا ألن تثبت للمجتمع أن األساليب واألنشطة‬
‫التي تتبناها كفيلة بتحقيق األهداف‪ ،‬كما أنها في حاجة للتعرف علي رغبات واحتياجات المجتمع التخاذ الق اررات‬
‫بشةن السياسات المستقبلية والتي تتطلب استعانة المؤسسة التعليمية بمشاركة المجتمع المحلي‪0‬‬

‫ج‪ -‬المشاركة كمبدأ إنساني ديمقراطي (الديمقراطية المشاركة)‪:‬‬


‫يقرر اإلعالن العــالمي لحقوق اإلنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان أن الجهــل يعوق اإلنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان عن تحقيق ذاتــه لــذا يقر حق التعليم‪،‬‬
‫فالمشــاركة إذن – كمبدأ إنســاني وديمقراطي‪ -‬تعطى اإلنســان الحق في إخضــاع كافة المســائل والموضــوعات‬
‫التي تؤثر في حيـاتـه وحيـاة جمـاعتـه ومجتمعـه للمنـاقشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة وإبـداء الرأي‪ 0‬وغير خفي أن هـذا الحق ليس مطلق‬
‫على عواهنه بل من المفيد أن يقترن بشــا من التخطيط يضــمن فاعليته ويجنبه مخاطر الفوضــى‪ 0‬فالمشــاركة‬
‫المخططة تقلل من السـ ـ ـ ــلبية وتتيي الفرص المناسـ ـ ـ ــبة لمباش ـ ـ ــرتها كعادة وسـ ـ ـ ــلوك اجتماعي يحقق مزايا عديدة‬
‫للمجتمع وأفراده‪0‬‬

‫وه ــذا م ــا حم ــل ع ــدد من المفكرين الغربيين إلي مح ــاول ــة احتواء ه ــذه الفكرة ب ــال ــدعوى إلي مفهوم"‬
‫الديمقراطية المشـاركة" تلك الديمقراطية التي تقوم على فرضـية أسـاسـية‪ ،‬وهي أنه من المرغوب فيه إيجاد نظام‬
‫يحقق قـد اًر من المشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاركـة أكبر ممـا يحقق النظـام الـديمقراطي الليبرالي الحـالي‪ ،‬وإن هـذا النظـام (الـديمقراطيـة‬
‫المشاركة) يعتبر أحد النماذج الديمقراطية الليبرالية‪0‬‬

‫ويشـ ـ ــير البعضـ ـ ـةن تنمية مقومات الديمقراطية المشـ ـ ــاركة‪ ،‬فك اًر وتنظيماً وعالقات من خالل الممارسـ ـ ــة‬
‫التي ترس ــخ المش ــاركة في ص ــنع القرار‪ ،‬وتحمل مس ــئوليات تنفيذه ومتابعته وتقويمه في مختلف مجاالت العمل‬
‫الوطني‪ 0‬ومن خالل ذلك يتم تعزيز حقوق اإلنسـان‪ ،‬ودوافع انتمائه ووالئه لمسـيرة التنمية في الوطن‪0‬لذلك فإن‬
‫تعظيم المشــاركة اإليجابية ألفراد المجتمع في عملية التنمية يعد عنص ـ ار أســاســيا من عناصــر بناء الديمقراطية‬

‫‪123‬‬
‫المشاركة وترسيخها في الوعي االجتماعي والممارسة االجتما ية‪ ،‬وليس ثمة شك في أن الديمقراطية المشاركة‬
‫في التنمية تعتمد على إتاحة فرص متكافئة أمام المجتمع المحلى دون تفرقة أو تحيز اجتماعي‪0‬‬

‫وقد وص ـ ـ ـ ــفالرواد النظريين الديمقراطيين من أمثال (روس ـ ـ ـ ــو ‪ -Rousseau‬ميل ‪ -Mill‬كول ‪)Cole‬‬
‫فكر المش ــاركة المجتمعية ‪ ،‬ويتمثل المبدأ الذي تقوم عليه أفكار هؤالء النظريين الثالثة في أن هناك ترابطاً أو‬
‫تداخالً بين نظام السـ ـ ــلطة في المؤسـ ـ ـسـ ـ ــات وبين الخصـ ـ ــائص السـ ـ ــيكولوجية واتجاهات األفراد ‪ ،‬وتعد الوظيفة‬
‫األساسية للمشاركة المجتمعية وظيفة تعليمية تربوية‪.‬‬

‫وتتةصـ ــل فكرة المشـ ــاركة المجتمعية وتمتد جذورها عبر التاريخ إلي (النظرية الديمقراطية الكالسـ ــيكية)‬
‫‪ Participatory Democracy‬ويعتبر " جان جاك روسرو" رائد المنظرين لفكرة المشـاركة المجتمعية ‪ ،‬ويقوم‬
‫فكرة في هــذا الخصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوص على المش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاركــة الفرديــة من جــانــب المواطنين في اتخــاذ الق اررات ذات العالقــة‬
‫بمصالحهم‪ ،‬ويرى أن فاعلية المشاركة المجتمعية تتطلب تحقيق قدر من المساواة االجتما ية بين المواطنين‪0‬‬

‫وقد أشـار (روسـو) إلي أنه دون االندماج الشـخصـي المسـتمر مع الجماعة لن يكسـب األفراد اإلحسـاس‬
‫بالعدالة والتعاون ‪ ،‬حيث تعمل المشـاركة في صـناعة القرار على تعزيز عيمة حرية الفرد وذلك لصـناعة ق اررات‬
‫جما ية تكون أكثر قبوالً وخلق مشاعر االندماج أو االحتواء في المجتمع وخلق الشعور باالنتماء‪0‬‬

‫ويهتم "روسرررو" بالوظيفة التعليمية ودورها في تنمية التص ـ ـرفات المسـ ــئولة للفرد‪ ،‬فمن خالل المشـ ــاركة‬
‫يدرك الفرد أن الصــالي العام والمصــالي الخاصــة جميعها مصــالي متكافئة وليســت متعارضــة‪ 0‬كما أن الوظيفة‬
‫التعليمية تنمى في األفراد ذات الصـ ــفات الال مة لممارسـ ــتها ونجاحها فضـ ــال عن األثر الت اركمي بهذه الوظيفة‬
‫فكلما ش ـ ـ ــارك الفرد كلما أص ـ ـ ــبي أكثر قدرة على المش ـ ـ ــاركة ‪ 000‬واألثر التراكمي ينعكس على يادة الش ـ ـ ــعور‬
‫للمواطنين باالنتماء إلي مجتمع يسهمون في تطويره وتنميته‪0‬‬

‫ويتفق (ميل) مع (روسررررررو) في القيمة التعليمية للمش ـ ـ ـ ــاركة ويربط أبعاد هذه الوظيفة بالمؤسـ ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ــات‬
‫الســياســية المحلية ألن النظام الديمقراطي المركزي الذي ال تســانده مؤس ـســات ديمقراطية متعددة على المســتوى‬
‫المحلى غالبا نقيض الحرية فال فائدة من المشـ ـ ـ ــاركة القومية ما لم ُي َع لد األفراد لهذه المشـ ـ ـ ــاركة على المسـ ـ ـ ــتوى‬
‫المحلى‪ ،‬قام (ميل) بتوسـيع المجتمعات المحلية حتى ال تقتصـر على الحكومة المحلية بل تتضـمن أيضـا مكان‬
‫العمل والمؤسسات األخرى في المجتمع‪.‬‬

‫ويقوم فكر (كول) – حول الديمقراطية المشـ ــاركة أسـ ــاسـ ــا على نظرية الجمعيات ويعرف المجتمع بةنه‬
‫مجموعة من الجمعيات يرتبط بعضـ ـ ــها بإدارة أعضـ ـ ــائها ‪ .‬فإذا كان للفرد أن يحكم ذاتيا فيجب أن يشـ ـ ــارك في‬
‫اتخاذ القرار في جميع الجمعيات التي يدخل عضويتها ‪ ،‬وكان مقر العمل بمثابة نقطة البداية الواضحة بسبب‬
‫امتالك المواطنين لقدر من الخبرة في هذه المجال‪ ،‬وبالتالي يمكنهم المش ـ ـ ـ ـ ــاركة بص ـ ـ ـ ـ ــورة كاملة في ص ـ ـ ـ ـ ــناعة‬

‫‪124‬‬
‫الق اررات المتعلقة بهذه المؤس ـس ــة ‪ ،‬بينما يمكن اختيار الممثلين لص ــناعة الق اررات ممن لديهم معرفة عميقة عن‬
‫المؤسسة‪0‬‬

‫وفي هذا الصـ ـ ــدد يمكن إضـ ـ ــافة أن المشـ ـ ــاركة كفكرة مجردة ال تعلم‪ ،‬بل تحتاج إلي ممارسـ ـ ــة وتدريب‬
‫وتحتاج إلي وقت كي يص ـ ـ ــل إلي االقتناع بها‪ ،‬ففهم الديمقراطية المش ـ ـ ــاركة واالقتناع بها يمكن الوص ـ ـ ــول إليه‬
‫تدريجيا من خالل الممارسـ ــة‪ ،‬وإن الديمقراطية المشـ ــاركة ليسـ ــت مجرد المشـ ــاركة في اتخاذ القرار لكنها مسـ ــةلة‬
‫اتجاهات نحو اآلخرين‪:‬‬

‫‪ -‬التعاون بدال من المقارنة‪0‬‬


‫‪ -‬محاولة الفهم بدال من إصدار األحكام‪0‬‬
‫‪ -‬حق الفرد في التعبير عن آرائه‪0‬‬
‫‪ -‬اكتساب مهارة االستماع‪0‬‬
‫‪ -‬التقييم النقدي بدال من القبول غير النقدي‪0‬‬
‫‪ -‬إظهار االحترام لآلخرين وألدائهم ‪0‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على قواعد الديمقراطية‪0‬‬
‫وتركز نظرية الديمقراطية المشـاركة على بعدين أسـاسـين أولهما‪ :‬عدم انفصـال األفراد عن مؤسـسـاتهم‬
‫وأهمية كفاية المؤسـ ـ ـسـ ـ ــات السـ ـ ــياسـ ـ ــية على المسـ ـ ــتوى القومي لممارسـ ـ ــة الديمقراطية من مشـ ـ ــاركة أكثر لجموع‬
‫المواطنين‪ ،‬وضـرورة تدريب األهالي الكتسـاب الصـفات السـيكولوجية الال مة لنجاع المشـاركة من خالل عملية‬
‫المشاركة ذاتها واكتساب الوظيفة التعليمية لممارستها‪0‬‬

‫وثانيهما‪ :‬أنه ال توجد خطورة على اسـ ـ ـ ـ ــتقرار النظام من التوسـ ـ ـ ـ ــع في التطبيق للمشـ ـ ـ ـ ــاركة ألن اآلثار‬
‫التراكمية والتكاملية لممارس ــة عملية المش ــاركة تنمى في المواطنين الص ــفات الال مة للمش ــاركة الفعالة لالنتماء‬
‫‪.‬‬
‫للمجتمع وتقبل الق اررات التي يشاركون في اتخاذها‬

‫والتعليم نظ ــام اجتم ــاعي فرعى من نظ ــام أكبر هو نظ ــام المجتمع ال ــذي ينطوي التعليم تح ــت لوائ ــه‪،‬‬
‫واألمر يس ـ ـ ــتلزم أن تس ـ ـ ــاهم كل مؤس ـ ـ ـس ـ ـ ــات الدولة الس ـ ـ ــياس ـ ـ ــية واالجتما ية والتربوية في تد يم مبدأ وفلس ـ ـ ــفة‬
‫الديمقراطية المشـ ــاركة كةسـ ــلوب للعمل والتعامل في المجتمع‪ ،‬وبهذه الطريقة تنعكس الديمقراطية على التعليم‪0‬‬
‫ومن ناحية أخرى فإن ديمقراطية التعليم والعمل على نش ـ ـ ــرها البد وأن تكون عملية ال تقتص ـ ـ ــر على الدولة بل‬

‫‪125‬‬
‫يش ــارك فيها المجتمع ويتحمل مس ــئوليتها إلي جانب الدولة‪ 0‬وبالتالي يمكن تحقيق ديمقراطية التعليم من خالل‬
‫تةصيل الديمقراطية في المجتمع‪0‬‬

‫وفي هذه الحدود تصـ ـ ـ ـ ـ ــبي المشـ ـ ـ ـ ـ ــاركة في مجال التربية عموما تعبي ار عن ديمقراطية التربية من حيث‬
‫قدرتها على يادة اهتمام الفئات المس ــتفيدة من العملية التربوية بها‪ ،‬وتؤكد الش ــعور بالمس ــئولية تجاهها‪ ،‬وتؤمن‬
‫تحريك طاقات عديدة متوفرة في المجتمع يمكن أن تس ـ ــاهم في معالجة قض ـ ــية التعليم ومش ـ ــكالته‪ ،‬وهي أيض ـ ــا‬
‫وسـيلة لتوفير الموارد المالية والطاقات البشـرية والمواد الال مة لزيادة فعالية العملية التعليمية‪ ،‬وبالتالي فهي أداة‬
‫للتحرر من كافة صور التبعية واالغتراب والبيروقراطية‪0‬‬

‫ثالثاً ‪ -‬آليرات الم اركة المجتمعية في التعليم ‪:‬‬

‫يتناغم فكر المشـ ـ ـ ــاركة المجتمعية مع فكر مؤس ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ــي النظريات التربوية الذين آمنوا بالديمقراطية في‬
‫التربية‪ ،‬ويعتبر التلميذ وإطالق طاقاته وقدراته اإلنس ــانية واإلبدا ية‪ ،‬وتنمية قدرة االنتماء والمواطنة رهنا بالقدرة‬
‫على تحقيق تفاعل مستمر‪ ،‬بين أطراف مثلث ‪ :‬المدرسة واألسرة والمجتمع‪0‬‬

‫وتعتبر مش ـ ــاركة اآلباء والمدرس ـ ــة والمجتمع المحلى جزء من الس ـ ــياس ـ ــة التنظيمية للمدرس ـ ــة العامة وال‬
‫مركزية التعليم وتتض ـ ــمن هذه المش ـ ــاركة – مش ـ ــاركة من قبل األعض ـ ــاء داخل وخارج المجتمع المدرس ـ ــي وهم‬
‫اآلباء ومديرو المدرســة ومعلموها ومنظمات المجتمع الحكومية والمنظمات غير الحكومية‪ ،‬لذا فإن أهم أطراف‬
‫المشاركة المجتمعية في التعليم فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬مجالس األمناء واآلباء والمعلمين‪:‬‬

‫هي أحد التنظيمات االجتما ية داخل المدرسـة التي تسـتهدف الترابط بين المؤسـسـة التعليمية والمجتمع‬
‫المحلى من أجل يادة فعـاليتهـا في رعاية الطالب تربويا والمشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاركة في تنميـة المجتمع المحلى‪ ،‬وهو مجلس‬
‫مكون من الشــخصــيات العامة في المجتمع كرجال األعمال وأســاتذة الجامعات والمهنيين‪ ،‬والســيدات المهتمات‬
‫بالعمل العام ولديهم الرغبة في االش ـ ـ ـ ــتراك مع المدرس ـ ـ ـ ــة في عيامها بالعملية التعليمية‪ .‬وبذلك تعتبر طرف من‬
‫أطراف المشـاركة المجتمعية في التعليم ‪،‬بهدف مسـاعدة إدارة المدرسـة في حل المشـكالت المدرسـية إلي جانب‬
‫ربطها بالبيئة المحلية المحيطة بها‪0‬‬

‫‪126‬‬
‫أاداف مجالس األمنراء ‪:‬‬

‫تهدف مجالس األمناء إلى تقريب وجهات النظر بين المشـ ـ ـ ـ ــاركين فيها وبين إدارة المدرسـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬وتكوين‬
‫الرهى واألهداف المش ــتركة حول متطلبات العملية التعليمية وأهدافها وحول الخطط التي تس ــاعد على تلبية تلك‬
‫األهـداف والمطـالـب‪ ،‬كمـا تهـدف إلى بنـاء الثقـة واالحترام والتقـدير المتبـادل والتفـاعـل اإليجـابي بين المـدرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫والمجتمع المدني من أجل تحقيق االس ـ ـ ـ ــتفادة القص ـ ـ ـ ــوى لكليهما‪ ،‬وذلك ألن هذه المجالس تس ـ ـ ـ ــتطيع من خالل‬
‫تبادل المعلومات مع أولياء األمور ومع أعضـ ـ ــاء المجتمع المحلى تقديم وجهات نظرهم واتخاذ الق اررات المفيدة‬
‫للمدرسة وإلدارة المدرسة‪0‬‬

‫وتةكيدا ألهمية مشـ ـ ـ ـ ـ ــاركة أولياء األمور والمجتمع المحلى في القرار التربوي‪ ،‬وتمكينهم من اإلسـ ـ ـ ـ ـ ــهام‬
‫بش ـ ــكل فعال في رس ـ ــم الرهية المس ـ ــتقبلية للمدرس ـ ــة‪ ،‬وتنفيذ برامجها المختلفة ص ـ ــدر القرار الو اري رقم (‪)334‬‬
‫بتاريخ‪ 2006 /9/14‬ليحدد أهداف واختصاصات مجالس األمناء بما يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬توثيق الصـ ــالت والتعاون المشـ ــترك بين اآلباء والمعلمين وأعضـ ــاء المجتمع المدني في جو‬
‫يسوده االحترام المتبادل من أجل دعم العملية التعليمية ورعاية األبناء‪0‬‬
‫‪ .2‬العمل على تةصـ ــيل الديموقراطية في نفوس الطالب واكتسـ ــابهم المعلومات والمعارف والقيم‬
‫األخالعية واالتجاهات السليمة التي تساعد على تعميق روع االنتماء للمجتمع والوطن‪0‬‬
‫‪ .3‬تحقيق الالمركزية في اإلدارة والتقويم والمتابعة واتخاذ القرار‪0‬‬
‫‪ .4‬تش ـ ـ ـ ــجيع الجهود الذاتية والتطو ية ألعض ـ ـ ـ ــاء المجتمع المدني لتوس ـ ـ ـ ــيع قاعدة المش ـ ـ ـ ــاركة‬
‫المجتمعية والتعاون في دعم العملية التعليمية‪0‬‬
‫‪ .5‬تعبئة جهود المجتمع المحلى من أجل توفير الرعاية المتكاملة للطالب بصفة عامة ورعاية‬
‫الفئات الخاصة منهم (معوقين ‪ /‬فائقين‪ /‬موهوبين) بصفة خاصة‪0‬‬
‫‪ .6‬إبداء الرأي بين المدرسـة وأعضـاء المجتمع المدني حول أسـاليب االرتقاء بالعملية التعليمية‬
‫والتغلب على المشكالت والمعوقات التي قد تعترضها‪0‬‬
‫‪ .7‬تقرير أوجه الص ـ ـ ـ ـ ـ ــرف والمتابعة علي ميزانية المجلس وعلى الموارد الذاتية للمؤس ـ ـ ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫التعليميـة والتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف فيهـا بمـا يـدعم العمليـة التعليميـة والتربويـة ويحقق الرعـايـة المتكـاملـة‬
‫ألبنائنا الطالب‪0‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ .8‬تعظيم دور المدرس ـ ــة في خدمة البيئة والمجتمع المحلي والعمل على التغلب على مش ـ ــاكلها‬
‫وتحقيق طموحاتها‪0‬‬
‫وي كل مجلس األمناء واآلباء والمعلمين من خمبة ع ر عضواً على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ .1‬خمسـ ـ ـ ـ ــة أعضـ ـ ـ ـ ــاء يمثلون أولياء أمور التالميذ من غير المعلمين والعاملين بالمدرسـ ـ ـ ـ ــة يتم‬
‫انتخابهم عن طريق الجمعية العمومية‪0‬‬
‫‪ .2‬خمسة من الشخصيات العامة المهتمة بالتعليم يختارهم المحافظ المختص أو من يفوضه‪0‬‬
‫‪ .3‬ثالثة من معلمي المدرس ـ ـ ـ ـ ــة ينتخبهم المعلمون في اجتماع الجمعية العمومية ممن ليس لهم‬
‫أبناء في المدرسة‪0‬‬
‫‪ .4‬مدير‪ /‬ناظر المدرسة (مدي اًر تنفيذياً للمجلس) ‪0‬‬
‫‪ .5‬األخصائي االجتماعي على أن يتولى أعمال أمانة سر المجلس‪0‬‬
‫ويتم انتخاب رئيس مجلس األمناء واآلباء والمعلمين ونائبه من بين أعضــاء المجلس عدا مدير المدرســة‬
‫والمعلمين بها‪0‬‬

‫ويمررارس مجلس األمنرراء عملرره في إطررار قررانون التعليم والق اررات الوزاريررة المنفررذة لرره‪ 000‬ويختص‬
‫باآلتي ‪:‬‬

‫‪ .1‬المسـ ـ ـ ـ ـ ــاهمة الفعالة مع إدارة المدرسـ ـ ـ ـ ـ ــة في وضـ ـ ـ ـ ـ ــع خطة متكاملة لتحقيق أهداف المجلس‬
‫وتطوير المدرسـ ـ ـ ـ ـ ــة في ضـ ـ ـ ـ ـ ــوء تلك األهداف ومتابعة تنفيذها وتذليل الصـ ـ ـ ـ ـ ــعوبات التي قد‬
‫يعترضها‪0‬‬
‫‪ .2‬العمـل على دعم العمليـة التعليميـة وتطويرهـا وتحـديثهـا بمص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادر تمويـل غير تقليـديـة عن‬
‫طريق تشجيع الجهود الذاتية ل فراد القادرين ورجال األعمال‪0‬‬
‫‪ .3‬العمل على اتصــال المدرســة برجال األعمال ومؤس ـســات المجتمع المدني وقادة الرأي الذين‬
‫يمكن االستفادة منهم في أنشطة المشاركة المجتمعية‪0‬‬
‫‪ .4‬التعاون مع إدارة المدرس ـ ـ ـ ــة في وض ـ ـ ـ ــع خطة تنفيذية لص ـ ـ ـ ــيانة المباني والمرافق الخاص ـ ـ ـ ــة‬
‫بالمدرسة واألجهزة واألدوات والوسائل التعليمية الحديثة‪0‬‬
‫‪ .5‬العمل على دعم األنشـ ـ ـ ــطة التربوية المدرسـ ـ ـ ــية ومتابعة تنفيذها من أجل تنمية شـ ـ ـ ــخصـ ـ ـ ــية‬
‫الطالب وقـدراتهم على مواجهـة الظواهر السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلبيـة التي يتعرضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون لهـا (تـدخين‪ -‬إدمـان‪-‬‬
‫عنف‪000‬الخ)‪0‬‬

‫‪128‬‬
‫‪ .6‬العمل على توفير الرعاية الال مة والبرامج واألنش ـ ــطة التربوية للفئات الخاص ـ ــة من الطالب‬
‫(معوقين – فائقين – موهوبين) وكذا توفير الرعاية االقتصـ ـ ـ ـ ــادية واالجتما ية للطالب غير‬
‫القادرين‪0‬‬
‫‪ .7‬العمل على تحقيق التعاون بين المدرسـ ــة والمؤسـ ـسـ ــات األخرى كالجامعات ومراكز الشـ ــباب‬
‫والجمعيات األهلية واإلعالم والثقافة الس ـ ـ ــتغالل إمكانياتها في دعم العملية التعليمية ورعاية‬
‫الطالب (مالعب ‪ ،‬مكتبة‪ ،‬معمل‪ ،‬كمبيوتر‪ ،‬أجهزة‪0)000‬‬
‫‪ .8‬تعزيز دور المدرسـ ـ ــة في خدمة البيئة المحيطة والتعامل مع مشـ ـ ــاكلها وطموحاتها (فصـ ـ ــول‬
‫محو األمية‪ -‬تو ية‪ -‬نادى صيفي)‪0‬‬
‫‪ .9‬العمل على دعم إعداد قاعدة بيانات بالمدرسـ ـ ـ ـ ــة تشـ ـ ـ ـ ــمل شـ ـ ـ ـ ــئون الطالب والعاملين والعهد‬
‫واألدوات الموجودة بالمدرسة‪0‬‬
‫‪ .10‬تقديم الخبرة والرأي إلدارة المدرس ـ ـ ـ ـ ـ ــة في مختلف المجاالت التربوية والتعليمية والمعاونة في‬
‫تذليل الص ـ ـ ـ ـ ــعوبات والمش ـ ـ ـ ـ ــكالت الطالبية والتعليمية والمش ـ ـ ـ ـ ــاركة في برامج تقويم س ـ ـ ـ ـ ــلوك‬
‫الطالب‪0‬‬
‫‪.11‬اعتماد الحساب الختامي للمشروعات وفق الخطة المقدمة‪0‬‬
‫‪ .12‬تقرير صـ ـ ـ ـ ـ ــرف أي مبل من أموال المجلس لتحقيق الخطة التي يقررها المجلس وفي حدود‬
‫الموا نة المعتمدة‪0‬‬
‫‪ .13‬مناقشــة ومراجعة وإقرار الحســاب الختامي والميزانية توطئة لعرضــها على الجمعية العمومية‬
‫بالمدرسة في بداية العام الدراسي التالي‪0‬‬
‫‪.14‬إعداد التقرير السـنوي الذي يعطى صـورة مفصـلة عن نشـام المجلس وأعماله والذي يتضـمن‬
‫المش ــروعات والخدمات التي قام به أو ش ــارك فيها مقرونة بما انفق عليها والص ــعوبات التي‬
‫حالت دون تنفيذها بعض ما ورد في خطته‪ ،‬وال يجو عرض التقرير السـنوي على الجمعية‬
‫العمومية إال بعد موافقة المجلس‪0‬‬
‫وفي هذا الص ــدد نؤكد علي أن مجالس األمناء تمثل تحوالً كبي اًر في عملية اتخاذ القرار التي تؤثر على‬
‫المدارس وعلى جودة العملية التعليمية بداخلها‪ ،‬وذلك ألنها تنقلها من يد السـلطة التي كانت تسـيطر على‬
‫المـدارس إلى مجموعـة من مجـالس األمنـاء تتركز مهـامهم في اتخـاذ الق ار ارت التي تتوجـه كـافـة فعـاليـاتهـا‬
‫نحو االرتقاء بمسـ ــتوى الطالب والمدرسـ ــة‪ ،‬ومسـ ــتوى جودة العملية التعليمية‪ ،‬كما تتركز مهامها أيضـ ــا في‬
‫تحديد آليات تطبيق تلك الق اررات على أرض الواقع"‪ 0‬وتؤكد األدبيات في هذا المجال أن العمل الجماعي‬

‫‪129‬‬
‫وصـ ـ ـ ـ ـ ــنع القرار الجماعي من أهم متطلبات واحتياجات المجالس المدرسـ ـ ـ ـ ـ ــية ألن ذلك يسـ ـ ـ ـ ـ ــاهم في توليد‬
‫واسـ ـ ـ ــتنبام العديد من األفكار الجديدة‪ ،‬ألنها تضـ ـ ـ ــم مجموعة كبيرة من األفراد كل منهم له خلفيته الثقافية‬
‫الخاصة به ‪0‬‬

‫ب‪ -‬المجالس الشعبية المحلية‪:‬‬

‫في إطار مبدأ الالمركزية كض ــرورة تقتض ــيها متطلبات الديمقراطية التي تقوم على مني المواطنين حق‬
‫إدارة ش ــئونهم بةنفس ــهم والمش ــاركة في اتخاذ الق اررات التي تمس حياتهم‪ ،‬فإن اإلدارة المحلية هي أس ــلوب إداري‬
‫بمقتضــاه تقســم الدولة إلى وحدات ذات بعد جغرافي محلى‪ 0‬فقد حدد عام ‪ 1960‬القانون رقم ‪ 124‬الذي ينظم‬
‫أجهزة اإلدارة المحلية‪ ،‬وتتش ـ ـ ـ ـ ـ ــكل المجالس المحلية من (مجلس المحافظة‪ ،‬مجلس المدينة‪ ،‬مجلس القرية) وقد‬
‫نص القانون على اختصاصات تدور مع مستوى اإلدارة سعة وضيقا‪ ،‬فمجلس المحافظة له من االختصاصات‬
‫أكثر من تلك التي لمجلس المدينة مثال‪ ،‬كما حدد القانون االختص ـ ـ ـ ـ ــاص ـ ـ ـ ـ ــات ولن يض ـ ـ ـ ـ ــع عليها قيداً لوجوب‬
‫‪.‬‬
‫ممارستها في نطاق السياسة العامة للدولة‬

‫ويش ـ ـ ـ ـ ـ ــرف على هذه الوحدات المحلية مجلس ش ـ ـ ـ ـ ـ ــعبي محلى يمثل اإلدارة العامة لمواطنيها ويمارس‬
‫الس ـ ـ ـ ــلطات الموجه له بمقتض ـ ـ ـ ــى القانون وهى اإلشـ ـ ـ ـ ـراف والرقابة على مختلف المرافق واألعمال‪ ،‬وعلى تنفيذ‬
‫الخطط الخاصـة بالتنمية المحلية بما ال يسـبب أي ضـيق ألي مسـئول تنفيذي ويمكن للمجالس الشـعبية المحلية‬
‫أن تسهم في إرشاد رجال األعمال‪ ،‬اللذين يرغبون المساهمة في حل المشكالت التعليمية إلى وسيلة المشاركة‪،‬‬
‫وتحفيزهم نحو المش ــاركة الفعالة في حل المش ــكالت التعليمية‪.‬وتجدر اإلش ــارة أن المش ــاركة كوحدة من الركائز‬
‫التي تقوم عليها المجالس المحلية لها عدة فوائد منها ‪:‬‬

‫‪ .1‬تعلم النـاس التعـاون مع بعضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهم البعض ومع الحكومـة وهـذا يؤدى إلى حـل المشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكالت‬
‫بةنواعها المختلفة‪0‬‬
‫‪ .2‬تسهم في التخفيف عن كاهل السلطة خاصة في المشروعات القومية‪0‬‬
‫‪ .3‬تجعل الناس يتقبلون الق اررات والقوانين والمشـ ـ ـ ـ ــروعات وبالتالي ال يقفون ضـ ـ ـ ـ ــدها وال يكونوا‬
‫سلبيين معها‪0‬‬
‫‪ .4‬تجع ــل الن ــاس أكثر إد ارك ــا لمشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكالتهم وإمك ــان ــاتهم وب ــالت ــالي يكونون أق ــدر على مواجه ــة‬
‫المشاكل‪0‬‬
‫‪ .5‬تدعم رقابة الشعب على أداء الحكومة وينعكس هذا في أداء جيد بالطبع‪0‬‬

‫‪130‬‬
‫‪ .6‬تحد من مظاهر اإلتكالية على الجهود الحكومية وتحد من الســلبية وتحد من عجز المجتمع‬
‫على مواجهة المشكالت‪0‬‬

‫وبصدور قانون الحكم المحلى رقم ‪ 43‬عام ‪1979‬م وتعديالته في عام ‪ 1981‬انتقلت مصر من نظام‬
‫اإلدارة المحلية إلى نظام الحكم المحلى الذي عبر عن المس ـ ــئولية المش ـ ــتركة للس ـ ــلطات المركزية والمحلية‪ ،‬فتم‬
‫فتي المحليات سـ ـ ــلطات في مجال إدارة التعليم امتدت إلى إنشـ ـ ــاء وتجهيز وإدارة مجالس التعليم العام اإللزامي‬
‫والثـانوي (عـدا المـدارس التجريبيـة) وفق خطـة و ارة التربيـة والتعليم هـذا بجـانـب تحـديـد مواقع المـدارس وتو يع‬
‫وفتي الفصول الال مة للتوسع في التعليم والترخيص بإنشاء المدارس الخاصة واإلشراف على امتحانات النقل‪0‬‬

‫ويتضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي االتجـاه الجـديـد في التشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريعـات التعليميـة الالمركزيـة اإلداريـة في التعليم‪ ،‬بـدال من التركيز‬
‫اإلداري في ديوان الو ارة‪ ،‬ويؤكد ذلك قانون التعليم رقم ‪ 139‬لسـ ـ ـ ــنة ‪ 1981‬في مادته الحادية عشـ ـ ـ ــر على أن‬
‫تتولى األجهزة المحلية مباش ـ ـ ـ ـ ـرة كافة الس ـ ـ ـ ـ ــلطات التنفيذية التعليمية في المحليات وتتفرو الس ـ ـ ـ ـ ــلطات التعليمية‬
‫المركزية والمجلس األعلى للتعليم قبل الجامعي لرسـم السـياسـة التعليمية‪ ،‬والتخطيط لها‪ ،‬ورسـم الخطط والبرامج‬
‫الال مة للتنفيذ التشريعي‪0‬‬

‫ويمكن تحديد المهام التعليمية للوندات المحلية كما يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬اختيار األماكن المالئمة إلقامة المباني المدرسية وافتتاع الفصول الال مة وتجهيز المكتبات‬
‫الملحقة بتلك المدارس باإلضافة إلى تجهيز المالعب والمعامل‪0‬‬
‫‪ .2‬اإلش ـ ـ ـراف على تطبيق المناهج المقررة واقتراع تطويرها أو تعديلها في ضـ ـ ــوء ظروف البيئة‬
‫المحلية واقتراع الساعات الال مة لتدريس كل منهج من هذه المناهج‪0‬‬
‫‪ .3‬تحديد موعد األجا ات في ضوء ظروف كل منطقة‪ ،‬وتحديد مدة العام الدراسي الزمنية‪.‬‬
‫‪ .4‬دراسة وإعداد الخطط والبرامج الخاصة بمحو األمية وتعليم الكبار‪0‬‬
‫‪ .5‬اإلشراف على االمتحانات‪0‬‬
‫‪ .6‬تدبير وتنظيم وسائل التغذية للطالب‪0‬‬
‫وللم اركة في المجالس المحلية المجاالت التالية ‪:‬‬

‫‪131‬‬
‫– األاداف التعليمية ‪ :‬المشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاركة في تحديد الحاجات التعليمية وتحديد األهداف‪ ،‬ومتابعة وتقييم التقدم‬
‫في إح ار هذه األهداف‪0‬‬

‫‪ -‬الموارو ال ررررية ‪( :‬مدير المدرس ـ ــة – المعلمين وغيرهم من أعض ـ ــاء المدرس ـ ــة)‪ ،‬المش ـ ــاركة في تحديد‬
‫ومعرفة المؤهالت وتقديم المرشحين واختيارهم‪ ،‬وتخطيط وإجراء التوجيه والتدريب لهيئة العاملين‪0‬‬

‫‪ -‬الميزانيررررررررررررة ‪ :‬تحديد الحاجات األس ــاس ــية للمدرس ــة‪ ،‬ووض ــع أولويات للميزانية‪ ،‬وعرض وتبنى ميزانية‬
‫محددة االستخدام المناسب لصناديق التمويل‪0‬‬

‫– الىرنرامجرالتعليمي ‪ :‬تخطيط وتطوير البرامج الجـديـدة أو التي تمـت مراجعتهـا‪ ،‬وإعـداد وإصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدار موافقـة‬
‫على اقتراحات المش ـ ـ ــروعات الخاص ـ ـ ــة والمتابعة وتقييم البرامج‪ ،‬وتعزيز المش ـ ـ ــاركة في مش ـ ـ ــروعات‬
‫البحث العلمى‪0‬‬

‫‪ -‬التبهيالت ‪ :‬تحديد أولويات اإلصالع‪ ،‬تجهيز واختيار مواقع البناء و التخطيط إلقامة أبنية جديدة‪0‬‬

‫‪ -‬تحديد ناجات المجتمو – توض ـ ــيي برامج الس ـ ــياس ـ ــة التعليمية وتقديم الدعم والخدمات لآلباء والطالب‬
‫والمعلمين واألعض ـ ـ ــاء المقيمين في المجتمع‪ ،‬والتخطيط والقيام بالتوجيه واألنش ـ ـ ــطة التدريبية لآلباء‬
‫والمجتمع والقيام بإجراء أنشطة اجتما ية لزيادة نسبة التمويل المادي المخصصة للمدرسة‪0‬‬

‫وعلى الرغم من المسـئولية القانونية للمجالس المحلية عن ممارسـة المهام السـابقة في مجال التعليم إال أن‬
‫الواقع التعليمي يقرر اسـتم اررية و ارة التربية والتعليم في مباشـرة سـلطاتها التنفيذية على مديريات وإدارات التربية‬
‫والتعليم بمحافظات ومراكز الجمهورية‪ ،‬لذا لم تتحقق محاوالت اإلصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالع المنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود في رفع كفاءة األعمال‬
‫اإلدارية على الصـ ـ ـ ـ ـ ــعيد المحلى وذلك أنها تركز دائما على واحد أو أكثر من العناصـ ـ ـ ـ ـ ــر المؤثرة على اإلدارة‬
‫التربوية دون باقي العناصـ ـ ـ ـ ــر‪ ،‬ففي بعض األحيان تتبلور عمليات تطوير اإلدارات التربوية في شـ ـ ـ ـ ــكل تدريب‬
‫وإعداد القادة اإلداريين‪ ،‬وفي أحيان أخرى يتخذ التطوير ش ـ ـ ـ ـ ـ ــكل تغيير في اللوائي والقوانين المنظمة للنش ـ ـ ـ ـ ـ ــام‬
‫اإلداري التربوي بشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكـل عام ‪000‬إلخ‪ 0‬كل تلـك المحـاوالت لم تكن مجـدية‪ ،‬ألنهـا كانت دائمـا محـاوالت جزئية‬
‫منعزلة عن بعض ـ ــها البعض‪ ،‬هذا بجانب معاناة أجهزة التعليم المحلية بالمحافظات من ضـ ـ ـ لة الموارد المحلية‬
‫للتعليم‪ ،‬العتمـادهـا على اإلعـانـات المـاليـة الواردة إليهـا من الحكومـة‪ ،‬وعـدم وجود أجهزة مـاليـة على المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتوى‬
‫المحلى‪0‬‬

‫و يرجع ض ـ ــعف الدور الذي تقوم به المجالس المحلية في المش ـ ــاركة في التعليم إلى العديد من األس ـ ــباب‬
‫منها ‪:‬‬

‫‪132‬‬
‫‪ .1‬عدم التنسـ ـ ـ ـ ـ ــيق والربط بين المجالس المحلية والمنظمات المجتمعية األخرى على مسـ ـ ـ ـ ـ ــتوى‬
‫النشام الموحد والمتكامل‪ ،‬فهي تعمل منعزلة‪0‬‬
‫‪ .2‬عدم اســتناد المشــاركة المجتمعية على رهية مســتقبلية أو أســاليب جديدة تراعى االســتم اررية‪،‬‬
‫وغياب التخطيط عن هذه المجالس‪0‬‬
‫‪ .3‬عدم وضوع النظام التشريعي والمنا التنظيمي الذي تعمل في إطاره المجالس المحلية‪0‬‬
‫‪ .4‬ضعف المشاركة نتيجة فقد الثقة بين المجتمع والدولة وبعض هذه المجالس وأهدافها‪0‬‬
‫‪ .5‬محـدوديـة الممـارسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الـديمقراطيـة داخـل هـذه المجـالس المحليـة والقصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور في تطبيق مبـدأ‬
‫الش ـ ـ ـ ــفافية والمحاس ـ ـ ـ ــبية‪ ،‬نظ ار لقلة الخبرات والمهارات اإلدارية ألعض ـ ـ ـ ــاء المجالس المحلية‬
‫وضعف الدافعية للمشاركة‪.‬‬

‫لكل ما س ــبق كانت الفجوة عميقة بين ما تقتض ــيه اللوائي والقوانين من مني المحليات س ــلطات واس ــعة‬
‫في مجــال التعليم العــام‪ ،‬بهــدف دعم وتــةكيــد دور المجــالس المحليــة في التخطيط الالمركزى للتعليم وتمويلــه‬
‫وإدارته‪ ،‬وبين واقع المشاركة للمجالس المحلية في التعليم على الصعيد المحلى‪0‬‬

‫ج‪ -‬الجمعيـات األهليـة ‪:‬‬

‫تقوم الجمعيات األهلية في مصر بدور هام في تقديم خدمات الرعاية االجتما ية والصحية والتعليمية‪،‬‬
‫بحيث يمكن للدولة أن تتخذها كشـ ـ ـ ـ ـ ـريك للمنظمات الحكومية عن طريق توظيف قدرة هذه الجمعيات في خلق‬
‫المشـاركة المجتمعية وإيجاد الشـعور العام‪ ،‬بمسـئولية أفراد المجتمع عن إشـباع احتياجاتهم وحل مشـاكلهم‪ ،‬فعن‬
‫طريق الجمعيات يمكن أن تتوافر موارد عظمى لخدمات الرعاية االجتما ية وللتنمية عامة سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواء كانت هذه‬
‫الموارد أموال أو مساهمات تفيد في تقديم الخدمات أو عملية التنمية‪.‬‬

‫وتعرف الجمعيات األهلية بةنها "جماعة ذات تنظيم مس ـ ـ ـ ـ ـ ــتمر لمدة محددة أو غير محددة‪ ،‬تتةلف من‬
‫أفراد طبيعيين أو اعتباريين أو منهما معا‪ ،‬وال يكون غرض ـ ــها الحص ـ ــول على ربي مادي أس ـ ــاس ـ ــا لمؤس ـ ـس ـ ــيها‪،‬‬
‫وتتسـ ــم أنشـ ــطتها بكونها نابعة من الرغبة القوية لهؤالء األفراد في سـ ــد بعض احتياجات الناس‪ ،‬والتوصـ ــل إلى‬
‫حلول عملية لمشكالتهم‪ ،‬وقائمة على الفكر التطوعي والمشاعر اإلنسانية الفياضة والبعد عن األنانية‪0‬‬

‫لذا تعتبر الجمعيات األهلية وســيلة للمشــاركة‪ ،‬حيث تعتبر بناء مناســبا ألي شــخص في مجتمع محلى‬
‫يهتم بمجتمعه ويمكن أن يس ــاهم من خاللها بنش ــام فيما يعنيه من اهتمامات أو مش ــاكل‪ 0‬وإنه لقيمة كبرى أن‬
‫تعمل الجمعيات كوسـيلة تسـاعد الناس على القيام بنشـام في أمر يعنيهم‪ ،‬وسـوف يكون أفراد المجتمع في ذلك‬
‫الوقت أكثر رغبة في المساهمة‪ ،‬والتطوع بخبراتهم ووقتهم وجهودهم للعمل مع المنظمة الخيرية‪0‬‬
‫‪133‬‬
‫وفي مصـر يعرف قانون الجمعيات والمؤسـسـات األهلية رقم ‪ 84‬لسـنة ‪ 2002‬الجمعية األهلية بةنها ‪:‬‬
‫"كل جماعة ذات تنظيم مستمر لمدة معينة أو غير معينة تتةلف من أشخاص طبيعيين‪ ،‬أو أشخاص اعتبارية‪،‬‬
‫أو منهما معاً‪ ،‬ال يقل عددهم في جميع األحوال عن عشرة‪ ،‬وذلك لغرض غير الحصول على ربي مادي‪0‬‬

‫وهذا وتنبع أهمية الجمعيات في إنها تعبر عن تش ــكيالت أس ــاس ــية للمجتمع المدني الذي يتس ــم في أهم‬
‫مالمحه بانتش ـ ــار التنظيمات االجتما ية األهلية للتعبير عن إرادة المص ـ ــالي المختلفة أو ألداء خدمات إنمائية‬
‫وإنس ــانية عامة‪ ،‬تعود بالنفع على المواطنين بص ــفة عامة كالعمل في مجاالت الص ــحة والثقافة والتعليم وحماية‬
‫البيئة وغير ذلك‪ 0‬وتلعب الجمعيات األهلية دو ار رئيسـ ـ ـ ــيا في تخطيط وتقديم الخدمات االجتما ية في مصـ ـ ـ ــر‬
‫حيث تعتبر هذه الهيئات شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريك للمنظمات الحكومية في تحقيق أهدافها وأغ ارضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــها نحو تحقيق احتياجات‬
‫الناس‬

‫لذلك تحرص الدول على تش ـ ـ ـ ــجيع وتد يم الجمعيات األهلية بالعديد من الوس ـ ـ ـ ــائل‪ ،‬نذكر منها‪ :‬تقديم‬
‫اإلعانات والقروض‪ ،‬وتقديم التسهيالت الجمركية‪ ،‬تخفيض رسوم الخدمات لها (مثل الكهرباء والماء)‪ ،‬اإلعفاء‬
‫من الضـ ـ ـ ـ ـرائب‪ ،‬تكليفها بتنفيذ بعض البرامج الحكومية‪ ،‬وض ـ ـ ـ ــع القوانين وتعديلها بما يس ـ ـ ـ ــهل عمل الجمعيات‬
‫ويعطى لها مزيد من حرية الحركة والعمل‪0‬‬

‫ومنذ حقبة الس ــبعينيات في القرن الماض ــي‪ ،‬انطلقت حركة الجمعيات األهلية بش ــكل كبير لس ــد الفجوة‬
‫نتيجة انس ــحاب الدولة من تحمل المس ــئولية الكاملة والش ــاملة للتنمية في المجتمع‪ 0‬وقد وص ــل عدد الجمعيات‬
‫المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجلـة طبقـا للقـانون إلى ‪ 17000‬جمعيـة وتنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط في ‪ 17‬مجـاال من مجـاالت العمـل االجتمـاعي‪ ،‬وفي‬
‫مقــدمتهــا جمعيــات الرعــايــة االجتمــا يــة (‪ )%74‬وجمعيــات تنميــة المجتمع المحلى (‪ )%26‬من إجمــالي عــدد‬
‫الجمعيات األهلية في مص ــر‪ 0‬وتدعم هذه الجمعيات بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ (‪ 659‬مليون جنيه من الحكومة المص ـرية‪ ،‬كما أن‬
‫هنـاك (‪ )81‬جمعيـة أهليـة تحصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل على إعانات خارجيـة تصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل إلى (‪ 100‬مليون جنيـه)‪ ،‬وقد حدد القـانون‬
‫الجديد للجمعيات في مصـ ـ ـ ــر الصـ ـ ـ ــادر بتاريخ ‪ 2002/6/1‬كيفية حصـ ـ ـ ــول الجمعيات األهلية على اإلعانات‬
‫الخارجية بعد الحص ـ ـ ـ ــول على إذن من و ارة الش ـ ـ ـ ــئون االجتما ية وتش ـ ـ ـ ــمل هذه اإلعانات – بجانب اإلعانات‬
‫المالية – الكتب والنشرات والمجالت العلمية والفنية‪0‬‬

‫‪134‬‬
‫وفي ظل هذا التوجه لش ـ ـ ـ ـ ـ ـراكة فاعلة بين الجمعيات األهلية وبقية التنظيمات االجتما ية والمهنية في‬
‫المجتمع المصــري تتعالى الصــيحات منادية باســتنهاض المبادرات لدعم قضــايا التعليم‪ ،‬سـواء بالتبرع بالمال أو‬
‫باأل ارضـ ــي من أجل كفاءة المدارس وتحسـ ــين العملية التعليمية‪ 0‬فةصـ ــبحت الجمعيات األهلية موضـ ــوع اهتمام‬
‫الرأي العام وتنادى كافة وس ـ ـ ـ ـ ـ ــائل اإلعالم بمزيد من الحريات لهذه الجمعيات من أجل تفعيل إس ـ ـ ـ ـ ـ ــهاماتها في‬
‫تد يم القضايا التعليمية‪0‬‬

‫وعلى ص ــعيد ما يمكن أن تنهض به الجمعيات األهلية في مجال التعليم أش ــارت العديد من الد ارس ــات‬
‫إلى أن تحديات القرن الحادي والعشـرين قد فرضـت على الحكومة حتمية تعزيز دور القطاعات غير الحكومية‬
‫في التنميـة المجتمعيـة مع ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرورة إب ار مـا للجمعيـات األهليـة من ادوار بـار ة في مجـال الخـدمـات التعليميـة‪،‬‬
‫فـالجهود الخيريـة في مجـال التعليم سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبقـت في وجودهـا ظهور التعليم الحكومي منـذ عهود طويلـة في الوطن‬
‫العربي‪ ،‬وفي ظل تشـجيع الدول العربية للجمعيات األهلية في الوطن العربي تسـعى و ارات التربية والتعليم إلى‬
‫عقد ش ـراكة مع الجمعيات األهلية بهدف تفعيل أدوار هذه الجمعيات في تد يم القض ــايا التعليمية لس ــد العجز‪،‬‬
‫ورفع كفاءة العملية التعليمية‪0‬‬

‫حيث تم إنشــاء إدارة عامة للجمعيات داخل الو ارة في يناير عام ‪ ،1999‬واعتمادها إدارة عامة بالقرار‬
‫(‪ )411‬لسنة ‪ 2000‬و ير التنمية اإلدارية‪ ،‬وتهدف إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬دعم دور الجمعيات في المشاركة المجتمعية وتوفير قواعد المعلومات الال مة‪0‬‬
‫‪ -‬تنســيق المشــروعات ومواجهة الصــعوبات التي تواجه مشــروعات المشــاركة من خالل لجنة تنســيقية من‬
‫ممثلين عن الجمعيات األهلية والو ارة‪0‬‬

‫ومن المهام المنوطة بإوارة الجمعيات األالية بوزارة التربية والتعليم ما يلى ‪:‬‬

‫‪ .1‬حصر الجمعيات األهلية العاملة في نطاق التعليم‪0‬‬


‫‪ .2‬التنسيق بين الجمعيات في تقديم خدماتها‪0‬‬
‫‪ .3‬تذليل الصعوبات التي تعترض الجمعيات عند تنفيذ المشروعات‪0‬‬
‫‪ .4‬اقتراع الق اررات التي تخدم العملية التعليمية‪0‬‬
‫‪ .5‬اقتراع مشروعات تساهم في دعم العملية التعليمية‪0‬‬
‫‪ .6‬المشاركة في متابعة التمويل الوارد من الصناديق المحلية والدولية‪0‬‬

‫‪135‬‬
‫وحرص ـ ـ ـ ـ ــا من وزارة التربية والتعليم – في اآلونة األخيرة – على تش ـ ـ ـ ـ ــجيع الجهود التربوية للجمعيات‬
‫األهلية في العملية التعليمية‪ ،‬ص ـ ــدر القرار الو اري رقم (‪ )30‬بتاريخ ‪ 2000/2/10‬الذي نص على التص ـ ـريي‬
‫للجمعيات األهلية بإنش ـ ــاء مدارس الفص ـ ــل الواحد‪ ،‬مدارس المجتمع‪ ،‬المدارس الص ـ ــغيرة‪ ،‬وفق ض ـ ـوابط حددها‬
‫القرار‪ ،‬في عقد شراكة بين الو ارة والجمعيات ‪ 000‬ويهدف إلى ‪:‬‬

‫تفعيـل دور الجمعيـات في تـد يم خـدمـة تعليميـة ل مـاكن األكثر حرمـانـا‪ ،‬والتي يصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعـب‬ ‫‪.1‬‬
‫الوصول إليها بالتعليم التقليدى‪0‬‬
‫مواجهـة احتيـاجـات البيئـات المنعزلـة والمحرومـة‪ ،‬والتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي لبعض العـادات والتقـاليـد التي‬ ‫‪.2‬‬
‫تؤثر على استمرار التالميذ في الدراسة‪0‬‬
‫دعم قدرات المجتمعات المحلية في تعزيز األنشطة التعليمية‪ ،‬وتةكيد هذه القدرات بالمشاركة‬ ‫‪.3‬‬
‫االيجابية‪0‬‬
‫إيجاد نوع من التالهم المستمر بين الجمعيات األهلية وخدمات المجتمع‪0‬‬ ‫‪.4‬‬

‫هذا ويمكن اضـافة مجاالت آخري لمشـاركة الجمعيات األهلية في العملية التعليمية‪ ،‬علي النحو التالي‬
‫‪:‬‬

‫‪ -‬تقديم البرامج التدريبية الض ـ ـ ـ ـ ـ ــرورية لرفع كفاءة المعلمين بجانب المس ـ ـ ـ ـ ـ ــاهمة الفعالة في بناء المدارس‬
‫وتحس ـ ــين مبانيها ومرافقها‪ ،‬واالرتقاء بمس ـ ــتوى ممارس ـ ــة األنش ـ ــطة التربوية والثقافية والترفيهية للتالميذ‪،‬‬
‫وتعزيز مشـ ـ ــاركتهم في البرامج المدرسـ ـ ــية باإلضـ ـ ــافة إلى تنمية الحوار بين المدرسـ ـ ــة والبيئات المحلية‬
‫المحيطة‪0‬‬
‫‪ -‬عقد برامج للتو ية بمشـ ـ ــكلة األمية وأثرها في قضـ ـ ــية التنمية والمشـ ـ ــكلة السـ ـ ــكانية‪ ،‬ونشـ ـ ــر الوعي بين‬
‫األهالي‪ ،‬والعمل على تغيير توجهات األفراد المتعلمين نحو الوعي االجتماعي باألمية‪0‬‬
‫‪ -‬إقامة قنوات من الحوار بين المدرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والقرية تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتهدف‪ :‬بث الوعي بةهمية التعليم في نفوس أبناء‬
‫القري ــة‪ ،‬إثراء عوام ــل االلتزام بين األفراد والجم ــاع ــات نحو النهوض بقريتهم‪ ،‬بج ــان ــب تنمي ــة جوان ــب‬
‫االنتماء وتعميق عيم العطاء والنصيحة من قبل هؤالء األفراد من أجل الصالي العام‪.‬‬

‫د‪-‬مشاركة األحزاب السياسية‪:‬‬


‫يعرف الحزب السياسي بةنه جماعة من الناس تخضع لتنظيم معين وتعتنق ايديولوجية محددة تؤمن‬
‫بها وتدافع عنها وتعمل علي بلورتها في صورة برنامج يقوم علي أهداف سياسية واقتصادية واجتما ية وتربوية‬
‫ترنو في مجملها إلي الخير العام ورفا ية المجتمع‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫وتعد األحزاب السياسية انعكاسا للديمقراطية باعتبارها اإلطار المؤسسي الذي يعبر عن مطالب‬
‫واهتمامات المواطنين‪.‬ولقد احتلت قضية التعليم مكانا بار ا في برامج جميع األحزاب السياسية‪ ،‬وذلك من منطلق‬
‫ضرورة مشاركتها في دعم العملية التعليمية ماديا وفنيا ومن صور هذه المشاركة‪:‬‬

‫‪ .1‬اشتراك المتخصصين من أعضائها في إعداد وتطوير المناهج الدراسية‪.‬‬


‫‪ .2‬المشاركة في العمل التربوي والتعليمي الذي يهدف إلي القضاء علي األمية‪.‬‬
‫‪ .3‬تنمية قدرات المواطنين وتةهيلهم للعمل السياسي‪،‬وتوفير ما يحتاج إليه التعليم من كفاءات‬
‫وتخصصات‪.‬‬
‫‪ .4‬إصدار العديد من الصحف والكتيبات والنشرات‪ ،‬وعقد المؤتمرات الحزبية بصفة دورية للتعرف علي‬
‫أراء واتجاهات أعضاء المجتمع حول قضايا ومشكالت التعليم ‪.‬والعمل علي إيجاد حلول لها‪.‬‬
‫‪ .5‬تقوم من خالل الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحف الحزبي ــة بتو ي ــة األميين بخطورة األمي ــة عليهم وعلي المجتمع‪،‬وفتي‬
‫الفصول والمراكز الال مة لمحو األمية وتزويدها بالمعلمين‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫وهكذا‪ ،‬يتضـ ــي أن المشـ ــاركة المجتمعية في العملية التعليمية تقدم اإلسـ ــهامات والجهود التطو ية غير‬
‫الملزمة من جانب أفراد المجتمع بكافة فئاته ومؤس ـ ـ ـسـ ـ ــات المجتمع المحلى والجمعيات األهلية في دعم التعليم‬
‫لمواجهة بعض مشـكالته ومعالجتها‪ .‬وفى ضـوء تحديد آليات المشـاركة المجتمعية المتمثلة في مجالس األمناء‬
‫وأجهزة الحكم المحلى والجمعيـات األهليـة أمكن تحـديـد مـا يمكن أن يشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارك كـل منهم في التعليم من خالل ‪:‬‬
‫المش ـ ـ ــاركة في التمويل للنهوض بالتعليم على ص ـ ـ ــعيد المجتمع المحلى‪ ،‬والمش ـ ـ ــاركة مع اإلدارة المدرس ـ ـ ــية في‬
‫صـ ـ ــناعة القرار التعليمي وحل المشـ ـ ــكالت المدرسـ ـ ــية‪ ،‬مع تحقيق الرقابة الذاتية على األداء داخل المدرسـ ـ ــة ‪،‬‬
‫والمشاركة في االرتقاء بمستوى ممارسة األنشطة التربوية والثقافية بما يتناسب مع المجتمع المحلى‪.‬‬

‫مراجو وقراءات الفصل‪:‬‬


‫‪ .1‬أحمد كامل الرشيدي‪ :‬بحوث ووراسات تربوية في الميزان المكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪.1998 ،‬‬
‫‪ .2‬اميل فهمي شنودة‪ :‬فعالية المشاركة الشعبية في التنمية المحلية التربوية في جمهورية مصر العربية –‬
‫دراسة مستقبلية‪،‬دراسة مقدمة إلى المؤتمر العلمي السنوي التاسع‪:‬التربية والتنمية ثقافة الم اركة‬
‫وسلوكياتها في الوطن العربي‪ ،‬كلية التربية‪،‬جامعة حلوان‪ 3-2 ،‬مايو ‪.2001‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ .3‬جورجيت دميان جورج‪ :‬المشاركة المجتمعية مطلب أساسي لمواجهة بعض قضايا التعليم بين أصالة‬
‫الماضي وواقع الحاضر‪ ،‬المؤتمر العلمي السنوي ‪:‬آفاق اإلصالح التربوي في مصر‪،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة‬
‫المنصورة‪ ،‬بالتعاون من مراكز الدراسات المعرفية بالقاهرة‪ 3-2 ،‬أكتوبر ‪.2004‬‬
‫‪ .4‬حامد عمار‪ :‬وراسات في التنمية والثقافة (‪ .. )7‬في التنمية ال رية وتعليم المبتقىل (رؤية معيارية) ‪،‬‬
‫مكتبة الدار العربية للكتاب‪ ،‬القاهرة‪.1999 ،‬‬
‫‪ .5‬حامد عمار ‪ ،‬محسن يوسف‪ :‬إصالح التعليم في مصر‪ ،‬تقديم إسماعيل سراج الدين‪ ،‬منتدى اإلصالع‬
‫العربي ‪ ،‬مكتبة اإلسكندرية‪.2006 ،‬‬
‫‪ .6‬حسن حسين البيالوى‪ :‬معايير جودة العملية التعليمية في ضوء تفعيل المشاركة المجتمعية‪ ،‬المؤتمر السنوي‬
‫الثاني لمركز تعليم الكبار‪ :‬تقويم التجار والجهوو العربية فى مجال محو األمية وتعليم الك ار‪ ،‬جامعة‬
‫عين شمس‪ 14-13 ،‬أبريل ‪.2004‬‬
‫‪ .7‬حنان إسماعيل أحمد ‪ :‬رهية مقترحة لتفعيل دور التعليم المجتمعي للفتيات في مصر‪ ،‬مجلة كلية التربية‪،‬‬
‫جامعة عين شمس‪ ،‬العدد( ‪ ،)28‬الجزء( ‪.2004 ،)4‬‬
‫‪ .8‬رسمى عبد الملك رستم وآخرون‪ :‬معوقات أداء اإلدارة التعليمية عن تحقيق أهداف التعليم األساسي‪،‬المركز‬
‫القومى للبحوث التربوية والتنمية‪ ،‬القاهرة‪.1991 ،‬‬
‫‪ .9‬رسمي عبد الملك ‪ :‬تفعيل دور التنظيمات المدرسية في التربية للديمقراطية ‪ ،‬المركز القومي للبحوث التربوية‬
‫والتنمية‪ ،‬القاهرة‪.1999 ،‬‬
‫رئاسة الجمهورية‪ ،‬المجالس القومية المتخصصة ‪ :‬المجتمع والمشاركة الشعبية‪،‬تقرير المجلس القومي‬ ‫‪.10‬‬
‫للثقافة والفنون واآلداب واإلعالم‪ ،‬الدورة(‪.1997-1996 ،)28‬‬
‫رئاسة الجمهورية‪ ،‬المجالس القومية المتخصصة ‪ :‬دور المشاركة الشعبية في التنمية‪ ،‬تقرير المجلس‬ ‫‪.11‬‬
‫القومي للخدمات والتنمية االجتما ية‪ ،‬الدورة العشرون‪ ،‬القاهرة‪.2000-99 ،‬‬
‫سالمة عبد العظيم ‪:‬اإلوارة الذاتية والمركزية التعليم‪،‬دار الوفاء‪،‬اإلسكندرية‪.2006،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫سو ان محمد المهدي‪ ،‬رمضان أحمد عيد ‪ :‬التنظيمات الشعبية وتحقيق الشراكة المجتمعية في التعليم‬ ‫‪.13‬‬
‫دراسة مقارنة في الواليات المتحدة األمريكية وانجلت ار وبلجيكا وإمكانية اإلفادة منها في مصر‪ ،‬مجلة التربية‬
‫والتنمية السنة العاشرة‪ ،‬العدد (‪ ،)26‬نوفمبر ‪.2002‬‬
‫ضياء الدين اهر ‪ :‬تعليم الك ار – منظور استراتيجي دار سعاد الصباع‪ ،‬القاهرة‪.1993 ،‬‬ ‫‪.14‬‬

‫‪138‬‬
‫طارق وفيق ‪ :‬في مبألة الحوار والم اركة المجتمعية فى مصر‪ -‬رؤية تحليلية ألبعاو األزمة‬ ‫‪.15‬‬
‫المكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬
‫‪ .16‬عاطفبدر بو ينة ‪ ،‬أمل مختار قناوى ‪ :‬الدور التربوي للجمعيات األهلية بمحافظة بنى سويف – دراسة‬
‫ميداينة ‪ ،‬مجلة ال حث في التربية وعلم النفس كلية التربية‪ ،‬جامعة المنيا‪ ،‬المجلد (‪ ، )17‬ع(‪ ،)2‬اكتو‬
‫بر ‪.2002‬‬
‫‪ .17‬عبد السالم محمد الصباو ‪ :‬تفعيل دور الجمعيات األهلية المصرية في التعليم في ضوء خبرات بعض‬
‫الدول المتقدمة ‪،‬رسالة وكتوراه ‪ ،‬معهد الدراسات والبحوث التربوية‪ ،‬جامعة القاهرة‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫عزة عبد العزيز سليمان وآخرون ‪ :‬الجمعيات األهلية وأولويات التنمية بمحافظات جمهورية مصر‬ ‫‪.18‬‬
‫العربية سلسلة قضايا التخطيط والتنمية رقم (‪ ،)136‬معهد التخطيط القومي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬يناير ‪.2001‬‬
‫على السيد الشخيبي‪ :‬المشاركة المجتمعية في التعليم – الطموع والتحديات‪ ،‬المؤتمر العلمي السنوي‬ ‫‪.19‬‬
‫‪:‬آفاق اإلصالح التربوي في مصر‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬بالتعاون من مراكز الدراسات المعرفية‬
‫بالقاهرة‪ 3-2 ،‬أكتوبر ‪.2004‬‬
‫على ليلـه ‪ :‬الم اركة ال عىية لحماية الىيئة من منظور الخدمة االجتماعية المكتب الجامعي‬ ‫‪.20‬‬
‫الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪.2002 ،‬‬
‫عماد محمد محمد ‪ :‬دور مؤسسات المجتمع المدني في حل بعض المشكالت المدرسية – دراسة‬ ‫‪.21‬‬
‫ميدانية‪،‬مجلة الثقافة والتنمية‪ ،‬السنة الخامسة‪ ،‬العدد‪ ،11‬اكتو بر ‪.2004‬‬
‫محمد األصمعي محروس سليم ‪ :‬اإلصالح التربوي وال راكة المجتمعية المعاصرة – من المفاهيم إلى‬ ‫‪.22‬‬
‫التطىيق‪ ،‬دار الفجر للنشر والتو يع‪ ،‬القاهرة ‪.2005 ،‬‬
‫محمد صبري الحوت‪،‬ناهد عدلي شاذلي‪ :‬التعليم والتنمية‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪.2007،‬‬ ‫‪.23‬‬
‫محمد عبد السميع‪ :‬نماكج النظرية االجتماعية المكتبة المصرية‪ ،‬اإلسكندرية ‪.2003 ،‬‬ ‫‪.24‬‬
‫محمد على عليوة ‪ :‬نحو دور فعال للمجالس الشعبية المحلية في العملية التعليمية بمحافظة‬ ‫‪.25‬‬
‫الشرعية‪،‬المؤتمر العلمي السنوي الرابع‪:‬مبتقىل التعليم في الوطن العربي بين اإلقليمية والعالمية‪ ،‬كلية‬
‫التربية‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬الجزء الثاني‪ 21-20 ،‬ابريل ‪0 1996‬‬
‫‪ .26‬محمد يونس الحمالوى ‪ :‬الجمعيات األهلية ضرورة تربوية مجلة التربية ‪ ،‬الجمعية المصرية للتربية‬
‫المقارنة واإلدارة التعليمية‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬ع(‪ ،)6‬السنة الخامسة‪ ،‬مارس ‪.2002‬‬
‫محمود عبده أحمد ‪ :‬دور األنشطة الطالبية في إكساب عيم المشاركة لدى طالب جامعة األ هر‪،‬رسالة‬ ‫‪.27‬‬
‫ماجبتير ‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة األ هر‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬

‫‪139‬‬
‫معهد التخطيط القومي ‪ :‬المشاركة الشعبية ودورها في تعاظم أهداف التنمية المعاصرة المحلية والريفية‬ ‫‪.28‬‬
‫والحضرية‪ 0‬دراسة حالة لنموذج تنمية اإلسكندرية بالمشاركة الشعبية‪ ،‬سلسلة قضايا التخطيط والتنمية‪،‬‬
‫رقم (‪ ،)150‬القاهرة‪ ،‬إبريل‪.2002 ،‬‬
‫هالة محمد السيد دراسة تحليلية للشراكة بين الجامعة والمجتمع في ضوء خبرات بعض الدول‪،‬رسالة‬ ‫‪.29‬‬
‫ماجبتير ‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة بنها‪. 2006 ،‬‬
‫هدى سعد السيد ‪ :‬الجمعيات األهلية في مصر – نشةتها‪ ،‬ومجاالت عملها‪ ،‬إداراتها وتمويلها ومقترحات‬ ‫‪.30‬‬
‫لتطويرها‪،‬مجلة كلية التربية جامعة المنصورة‪ ،‬ع (‪ ،)53‬الجزء الثاني‪ ،‬سبتمبر ‪.2003‬‬
‫و ارة التةمينات والشئون االجتما ية‪ ،‬القانون رقم (‪ )84‬لسنة ‪ ،2002‬قانون الجمعيات والمؤسسات‬ ‫‪.31‬‬
‫األهلية‪ ،‬المادة رقم (‪.)1‬‬
‫و ارة التربية والتعليم‪ :‬معاً من أجل تعليم أفضل للجميع‪،‬المؤتمر العربي اإلقليمي التعليم للجميع ‪:‬الرؤية‬ ‫‪.32‬‬
‫العربية للمبتقىل‪ ،‬القاهرة‪ 3-1 ،‬يونيو ‪.2004‬‬
‫و ارة التربية والتعليم‪ :‬قانون التعليم ‪ 139‬لسنة ‪ 1981‬مادة( ‪. ) 11‬‬ ‫‪.33‬‬
‫و ارة التربية والتعليم‪ :‬قرار و اري رقم (‪ )334‬بتاريخ ‪ 2006/9/14‬بشةن مجالس األمناء واآلباء‬ ‫‪.34‬‬
‫والمعلمين‪( ،‬المادة ‪ ،2‬المادة‪ ،3‬المادة‪.)4‬‬
‫قطاع الكتب‪،‬القاهرة‪،‬‬ ‫و ارة التربية والتعليم‪ :‬م ارك والتعليم – التعليم المصري في مجتمو المعرفة‬ ‫‪.35‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ .36‬و ارة التربية والتعليم‪ :‬م ارك والتعليم – النقلة النوعية في الم روع القومي للتعليم قطاع الكتب‪،‬‬
‫القاهرة‪.2002 ،‬‬

‫‪140‬‬

You might also like