Professional Documents
Culture Documents
1
المؤلف :جميل حمداوي
الكتاب :مفهوم علم التدريس ومجاالته
الطبعة األولى 2020
دار الريف للطبع والنشر اإللكتروني
الناظور -تطوان/المملكة المغربية
الهاتف0536333488/0672354338:
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
2
اإلهــــداء
أهدي هذا الكتاب إلى جميع الطلبة األساتذة بالمركز الجهوي لمهن
التربية والتكوين بالناظور ،فوج 2021-2020م.
3
الفهرس
اإلهداء
الفهرس 4..............................................................................
مقدمة 5................................................................................
المطلب األول :مفهـــوم التربية 6...................................................
المطلب الثاني :مفهوم البيداغوجيـــا 15.........................................
المطلب الثالث :مفهـــوم الديدكتيـــك16.........................................
المطلب الرابع :الفرق بين البيداغوجيا والديدكتيك22..........................
المطلب الخامس :عالقة الديدكتيك بالعلوم األخرى23.........................
4
مقدمة
يتناول هذا الكتاب مجموعة من الدروس والمحاضرات التي تندرج ضمن
علم التدريس ،أو مادة الديدكتيك ،أو مادة التربية الخاصة ،أو ضمن
العملية التعليمية-التعلمية.ومن ثم ،يتوجه الكتاب إلى المكونين واألساتذة
والطلبة المهتمين بقضايا التربية والتعليم بصفة خاصة .ومن ثم ،يجمع هذا
الكتاب المبسط والميسر مجموعة من المفاهيم والمصطلحات المتعلقة
بالديدكتيك أو فن التدريس .ويعني هذا أن الكتاب تعريف بمجمل قضايا
علم التدريس ومجاالته ،بالتوقف عند مفاهيمه ،ودراسة مواضيعه
المتشعبة ،واستكشاف قضاياه المختلفة والمتعددة ،واستقصاء مرجعياته
النظرية والتطبيقية.
ومن هنا ،ينصب هذا الكتاب على مواضيع تربوية عدة ،مثل :مجاالت
الديدكتيك ،ومفهوم البيداغوجيا ،وعالقة الديدكتيك بمختلف العلوم
األخرى ،والجهاز المفاهيمي للديدكتيك...
وعليه ،ينقسم الكتاب إلى مقدمة ،وستة مطالب ،وخاتمة ،وثبت للمصادر
والمراجع.
وقد توسلنا ،في كتابنا النظري هذا ،بلغة عربية سهلة ومبسطة وواضحة،
باالبتعاد قدر اإلمكان عن الحشو واإلطناب وركاكة اللغة من أجل أن
يستفيد منه الجميع.لذلك ،بوبناه إلى مجموعة من المطالب المترابطة
لتسهيل عملية التنقيب والبحث واالستكشاف على الدارسين والمدرسين
والباحثين والطلبة على حد سواء ،والسيما الذين يسعون جادين إلى تجميع
المعلومات والبيانات والمعطيات التي تتعلق بالتربية والتعليم.
وفي األخير ،أسأل هللا عزز وجزل أن يلقزى هزذا الكتزاب المتواضزع استحسزانا
لدى المتلقي .وأشكر هللا وأحمده على علمه ونعمه وفضائله الكثيزرة التزي ال
تعد وال تحصى .وهللا ولي التوفيق.
5
توطئة البد منها:
قبل الخوض في مواضيع علم التدريس ،أو مباحث الديدكتيك العامة
والخاصة ،البد من التوقف عند بعض المفاهيم اإلجرائية المهمة ،مثل:
التربية ،والبيداغوجيا ،والديدكتيك الخاصة ،والديدكتيك العامة على النحو
التالي:
المطلب األول :مفهـــوم التربية
تعني التربية ( ، )Educationفي دالالتها اللغوية ،الحفظ ،والعناية،
والرعاية ،والتنشئة ،واإلصالح ،والتنمية ،وتهذيب الطفل وتأديبه وتأطيره
وتكوينه وتربيته .وأكثر من هذا فالتربية لها تاريخ طويل ،فهي " عبارة
عن تراكمات من الخبرات ،حملها الكبار ،ونقلوها للصغار ،وهي بالتالي
سلوكات رضي عنها الجماعة ،ورضيت بها أسلوبا لحياتها ،وتفاعلها مع
بعضها البعض ،ومع ذلك فهي ليست حكرا على أحد ،وال هي مهمة إنسان
دون آخر ،فقد يقوم بها األب ،واألم ،والمعلم ،والسائق ،والبائع ،أو أي
مخ لوق قد تأهل لذلك ،فعرف قيم مجتمعه ،ونظمه ،وتقاليده ،كما عرف ما
يصلح ألمته وينهض بها.
يتضح ،مما تقدم ،أن العملية التربوية عملية هامة لبني البشرية ،وأهميتها
تكمن في كونها الطريق المنظم لنقل التراث ،واستمرار بقائه لكل األمم.
إن جذور التربية قديمة ،عتيقة ،وف روعها مستحدثة ،متجددة ،وثمارها
مستمرة ،طيبة ،وهي بالتالي شجرة باسقة الطول ،جذورها في أعماق
األرض ،وفروعها الخضراء الندية العطرة ،صاعدة دائمة في أعالي
السماء"1.
- 1إبراهيم ناصر :علم االجتماع التربوي ،دار الجيل ،بيروت ،لبنان؛ مكتبة الرائد العلمية،
عمان ،األردن ،د.ت ،ص.32:
6
ويعني هذا أن التربية عملية إنسانية قديمة ظهرت مع ظهور اإلنسان الذي
كان يربي نفسه على العمل والخالل الفاضلة وعبادة هللا وحده .ومن ناحية
أخرى ،كان يرعى أبناءه وأفراد أسرته رعاية حسنة ومتكاملة.
عالوة على ذلك ،فالتربية عملية ضرورية لتنشئة األبناء وتعليمهم
وتأهيلهم وتكوينهم من أجل أن يتكيفوا مع الواقع من جهة .ويتأقلموا مع
وضعياته الصعبة والمعقدة والمركبة من جهة ثانية .وكذلك من أجل أن
يواجهوا الطبيعة بتسخريها وتغييرها والتحكم فيها ،وكذلك من أجل
الحصول على المكانة الالئقة بهم ،ونيل الفالح في الدنيا واآلخرة.
إذاً ،فالتربية " عملية ضرورية لمواجهة الحياة ومتطلباتها ،وتنظيم
السلوكيات العامة في المجتمع من أجل العيش بين الجماعة عيشة مالئمة،
وضرورتها لكل من الفرد والمجتمع معا ،أما ضرورتها للفرد اإلنسان،
فتكون للمحافظة على جنسه ،وتوجيه غرائزه ،وتنظيم عواطفه ،وتنمية
ميوله ،ونقل التراث الثقافي إليه ،وأنماط السلوك التي ترضى عنها
الجماعة ،وكل ذلك البد من اكتسابه على مر األيام ،ألن فترة الطفولة
اإلنسانية طويلة بطبيعتها ،والحياة البشرية معقدة ،وكثيرة التبديل
والتغيير.وبنقل النمط السلوكي والتراث لألفراد يحتفظ المجتمع بثقافته من
الضياع ،وليس هذا فقط ،بل إن التراث عند نقله اليكتفى بالمحافظة على
التراث كما هو أو كما نقل من األجداد لآلباء ،ومكن اآلباء لألبناء ،بل إن
دور التربية هنا يظهر بإضافة أو حذف ما هو غير مناسب من التراث،
ولهذا نقول :إن ضرورة التربية لكل من المجتمع واألفراد تظهر في نقل
التراث الثقافي واالحتفاظ به وتنقيته من الشوائب وتعديله ،وبالتالي
2
استمراره وازدهاره وتطوره وبقائه".
وهكذا ،يتضح لنا أن التربية عملية ضرورية في بناء الذات واألسرة
والمجتمع واألمة واإلنسانية جمعاء.
- 2إبراهيم ناصر :نفسه ،ص.37-36:
7
و للتربية وظائف عدة تتمثل في تهذيب اإلنسان ورعايته والعناية به،
وتكوينه وتأهيله مهاريا وتربويا وعمليا ،وتنميته معرفيا ووجدانيا وحسيا
وحركيا .ومن وظائفها األخرى" نقل األنماط السلوكية للفرد من المجتمع؛
ونقل التراث الثقافي من األجيال السابقة لألجيال الالحقة؛ وتعديل التراث
الثقافي ،وتغيير مكوناته بإضافة ما يفيد وحذف ما اليفيد؛ واكتساب الفرد
خبرات اجتماعية نابعة من قيم ومعتقدات ونظم وعادات وتقاليد وسلوك
الجماعة التي يعيش بينها؛ وتنوير الفرد بالمعلومات الحديثة التي تغزو
3
الحياة اليومية في المجتمع".
إذاً ،تهدف التربية إلى بناء اإلنسان بناء متكامال ،والسمو به معرفيا
وعاطفيا ومهاريا ،وتطهيره أخالقيا ،ومساعدته على الحفاظ على قيم
األجداد ،ونقل قيمهم وعاداتهم وثقافتهم وتراثهم من جيل إلى آخر ،في
إطار ما يسمى بالتطبيع االجتماعي .وتقوم التربية بوظيفة التنشئة
االجتماعية .عالوة على وظيفة المحافظة على المجتمع ،أو تغييره جزئيا
أو كليا.
ومن جهة أخرى ،تستند التربية إلى مجموعة من األسس الفلسفية،
واالقتصادية، والنفسية ،واالجتماعية ،والتاريخية ،والديدكتيكية،
والدينية ،والثقافية ،واالجتماعية.
ومن هنا ،فللتربية عالقة وثيقة بالفلسفة ،مادامت تهدف إلى تنوير اإلنسان،
وتكوينه عقليا وذهنيا الستخدام عقله في تأمل الكون ،وتحصيل الحقائق،
وتمثل القيم الصادقة.
ويمكن الحديث عن ثالثة اتجاهات فلسفية في مجال التربية ،كاالتجاه
التسلطي التقليدي الذي كان يركز على المدرس باعتباره سيد المعرفة؛
واالتجاه التقدمي الديمقراطي الذي يعترف بمكانة المتعلم في إطار مقاربة
- 6جان بياجي :التوجهات الجديدة للتربية ،ترجمة :محمد الحبيب بلكوش ،دار توبقال
للنشر ،الدار البيضاء ،المغر ب ،الطبعة األولى سنة1998م ،ص.52:
12
التغيير في األمور اإلنسانية .وهو مجتمع يقبل التغير على أنه وسيلة
للقضاء على الفساد واالنحالل ،وأن الذكاء اإلنساني والمجهود التعاوني
7
من جميع أفراد المجتمع تؤدي جميعا إلى نمو اإلنسانية وتقدمها".
ويضاف إلى ذلك أن التربية تحقق مجموعة من الوظائف الجوهرية،
كالتعليم ،والتثقيف ،والتطهير ،والتهذيب ،والتنوير ،وتحرير الفكر من
قيود األسطورة والخرافة والشعوذة ،والسمو باإلنسان نحو آفاق إيجابية
ومثالية.
المطلب الثاني :مفهوم البيداغوجيـــا
تعني البيداغوجيا ( ، )La pédagogieفي دالالتها اللغوية ،تهذيب
الطفل وتأديبه وتأطيره وتكوينه وتربيته .وقد تعني الذي يرافق المتعلم إلى
المدرسة .وتدل أيضا على التربية العامة ،أو فن التعليم ،أو فن التأديب ،أو
نظرية التربية التي تنصب على جميع الطرائق والتطبيقات التربوية التي
تمارس داخل المؤسسة التعليمية.
وقد يكون المقصود بها أيضا ذلك العلم الذي يتناول التربية في أبعادها
الفيزيائية والثقافية واألخالقية ،أو يدل على مجموعة من العلوم التربوية
النظرية والتطبيقية ،كعلم النفس التربوي ،وعلم االجتماع التربوي ،وعلم
التخطيط التربوي ،وعلم االقتصاد التربوي ،وعلم اإلحصاء التربوي،
وعلم مناهج البحث ،والسياسة التربوية ،وفلسفة التربية ،والديدكتيك...
ومن هنا ،فكلمة البيداغوجيا " إغريقية األصل ،وكانت تدل على العبد
الذي يرافق الطفل في تنقالته ،وبخاصة من البيت إلى المدرسة .ولقد
تطور استعمال الكلمة ،وأصبح يدل على المربي (.)Pédagogue
- 7محمد لبيب النجيحي :مقدمة في فلسفة التربية ،دار النهضة العربي للطباعة والنشر،
بيروت ،لبنان ،الطبعة األولى سنة1992م ،ص.240:
13
والبيداغوجيا هي جملة األنشطة التعليمية -التعلمية التي تتم ممارستها من
قبل المعلمين والمتعلمين".8
وأكثر من هذا فالبيداغوجيا نظرية تربوية علمية عامة ذات بعد نظري
وتطبيقي وتوجيهي ،لها عالقة وثيقة بالمدرس والمتعلم ،بل تنفتح على
اإلدارة واألسرة والمحيط الخارجي الذي يؤثر في المدرسة .وقد تعني
البيداغوجيا تلك النظرية التربوية التي تهتم بالمتعلم في مختلف جوانبه
السلوكية ،والتعلمية ،والتثقيفية .وتقدم مجموعة من النظريات التي تسعف
المتعلم في تعلمه ،وتكوينه ،وتأطيره .ومن ثم ،فالبيداغوجيا متعددة
االختصاصات .كما تنفتح على علوم عدة ،مثل :علم النفس ،وعلم
االجتماع ،والبيولوجيا ،والديموغرافيا ،واإلحصاء ،واالقتصاد ،والفلسفة،
والسياسة ،وعلم التخطيط ،وعلم التوجيه ،واللسانيات ،والسيميوطيقا،
وعلم التدبير ،وعلم اإلدارة ،وعلم اإلعالم...
وتنبني البيداغوجيا على ثالثة عناصر رئيسة هي :المعلم ،والمتعلم،
والمعرفة .أي :إن المعلم هو الذي ينقل المعرفة إلى المتعلم عبر المضامين
والمحتويات ،والطرائق البيداغوجية ،والوسائل الديدكتيكية...
ويعني هذا أن ثمة مرتكزات تربوية ثالثة :المعلم ،والمتعلم ،والمعرفة.
فالمعلم هو الذي يقوم بمهمة تكوين المتعلم ضمن عالقة بيداغوجية .وما
يعلمه المعلم من معارف وأفكار ومحتويات ومضامين وخبرات وتجارب
يدخل ذلك ضمن عالقة ديدكتيكية .أما ما يحصله المتعلم من معارف
ومعلومات يدخل ضمن عالقات التعلم .والجامع بين المرتكزات الثالثة
يسمى بالفضاء أو الوسط البيداغوجي .ومن هنا ،يتضمن هذا الفضاء
التربوي ثالث عالقات أساسية هي :العالقة الديدكتيكية (المعلم
-8أحمد أوزي :المعجم الموسوعي لعلوم التربية ،دار النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،
المغرب ،الطبعة األولى سنة 2006م ،ص.150:
14
التعليم المعرفة) ،والعالقة البيداغوجية (المعلم التكوين المتعلم)،
وعالقة التعلم(المتعلم التعلم المعرفة)
11
-Brousseau G. (1998) Théorie des situations didactiques.
Grenoble : La Pensée Sauvage.
12
-Glaeser G. (1999) Une introduction à la didactique expérimentale
des mathématiques. Grenoble : La Pensée Sauvage.
13
-Chevallard Y. (1985) La transposition didactique. Grenoble : La
Pensée Sauvage. (Nouvelle édition augmentée de « Un exemple de la
transposition didactique » avec M.-A. Johsua).
- 20عبد العليم إبراهيم :الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ،دار المعارف بمصر ،الطبعة
السادسة.
- 21علي أحمد مدكور :طرق تدريس اللغة العربية ،دار المسيرة ،عمان ،األردن ،الطبعة
الثانية 2010م.
- 22محمد حسين آل ياسين :المبادئ األساسية في طرق التدريس العامة ،منشورات دار
القلم ،بيروت ،لبنان ،ومكتبة الشعب ،بغداد ،العراق.
- 23محمد الدريج :تحليل العملية التعليمية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،المغرب،
الطبعة األولى سنة 1983م.
- 24أحمد أوزي :التعليم والتعلم بمقاربة الذكاءات المتعددة ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء ،المغرب ،طبعة 1999م.
- 25عبد الكريم غريب والبشير اليعقوبي :التدريس بواسطة المجزوءات ،مطبعة النجاح
الجديدة ،الدار البيضاء ،المغرب.
18
أوالد الفقيهي ،27ومحمد أمزيان ،28وأحمد شبشوب ،29والحسن اللحية،30
وعبد الرحمن التومي ، 31وجميل حمداوي...،32
وتنطلق العملية التعليمية -التعلمية من مدخل أساسي يتمثل في تحديد
األهداف اإلجرائية أو الكفايات النوعية من أجل التثبت من تحقيقها .لذا،
البد أن يختار المدرس المحتويات المناسبة ،والطرائق البيداغوجية الكفيلة
بالتبليغ وتسهيل االكتساب واالستيعاب .ثم هناك الوسائل الديدكتيكية التي
يستعين بها المدرس لتقديم درسه وتوضيحه بشكل جيد .أما المخرجات،
فتقترن بقياس األهداف والقدرات والكفاءات لدى المتعلم على مستوى
األداء ،والممارسة ،واإلنجاز .ويتحقق هذا القياس عبر محطات التقويم
التشخيصي ،والمرحلي ،والنهائي.
واليمكن الحكم على الهدف أو الكفاية إال بالتقويم الذي قد يكون تشخيصيا،
أو قبليا ،أو تكوينيا ،أو إجماليا ،أو إشهاديا ،أو مستمرا ،أو إدماجيا...وبعد
- 26لحسن مادي :تكوين المدرسين ،نحو بدائل لبناء الكفايات ،مطبعة النجاح الجديدة ،
الدار اليضاء،المغرب ،الطبعة األولى سنة 2001م.
- 27عبد الواحد أوالد الفقيهي :الذكاءات المتعددة :التأسيس العلمي ،منشورات مجلة علوم
التربية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة األولى 2012م.
- 28محمد أمزيان :بيداغوجيا المعرفة،أفريقيا الشرق ،الدار البيضاء ،المغرب ،الطبعة
األولى 2016م.
- 29أحمد شبشوب :المدخل إلى الديدكتيك العامة ،منشورات رمسيس ،دفاتر في التربية ،
العدد1997/2م.
- 30الحسن اللحية :بيداغوجيا التعاقد ،منشورات المعارف ،الرباط ،المغرب ،الطبعة األولى
سنة 2010م.
- 31عبد الرحمن التومي :الجامع في ديدكتيك اللغة العربية ،مطبعة المعارف ،الرباط،
المغرب ،الطبعة الثانية 2016م.
- 32جميل حمداوي :ديدكتيك األنشطة التربوية في التعليم األولي،أفريقيا الشرق ،الدار
البيضاء ،المغرب ،الطبعة األولى سنة 2015م؛ األقسام المشتركة في التعليم االبتدائي
المغربي،منشورات مكتبة سلمى الثقافية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،المغرب،
الطبعة األولى سنة 2015م؛ محطات العمل الديدكتيكي ،منشورات مكتبة سلمى الثقافية،
مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،المغرب ،الطبعة األولى سنة 2015م؛ نحو تقويم
تربوي جديد (التقويم اإلدماجي) ،منشورات مكتبة سلمى الثقافية ،مطبعة النجاح الجديدة،
الدار البيضاء ،المغرب ،الطبعة األولى سنة 2015م.
19
ذلك ،نلتجئ إلى التغذية الراجعة(الفيدباك ،) Feed backوالدعم،
والمعالجة الداخلية والخارجية.
ويعني هذا كل ه أن الديدكتيك ،أو التربية الخاصة ،تعتمد على األهداف أو
الكفايات من ناحية أولى ،والمضامين والطرائق والوسائل الديدكتيكية من
ناحية ثانية ،والتقويم والفيدباك من ناحية ثالثة.
المطلب الرابع :الفرق بين البيداغوجيا والديدكتيك
البد من التمييز بين البيداغوجيا والديدكتيك ،فاألولى عبارة عن نظرية
عامة تعنى بتربية الطفل وقضايا التعليم ومشاكله بصفة عامة ،أو تهتم
بالتعليم ،أو الفعل التربوي .بينما تهتم الثانية بالممارسات والتطبيقات
الصفية ،والتركيز على المتعلم ونظريات التعلم وتبليغ المعارف،33
والعناية بالتدريس فنا وعلما ،وتتخذ طابعا تطبيقيا خاصا.
ومن ثم ،يتميز الديدكتيك بطابعه اإلبستمولوجي (الميتامعرفي) من جهة ،
مادام يهتم بمناهج التدريس ،والتركيز على طرائق التعليم ،وتبيان آليات
اكتساب المعرفة ،واستجالء اإلجراءات والتطبيقات والممارسات المختلفة
المستعملة في ذلك .ومن جهة أخرى ،يتخذ طابعا موسوعيا لكونه يدرس
فن التدريس في مختلف التخصصات والعلوم.ومن هنا ،يهتم الديدكتيك
بأسئلة التدريس والتكوين ،وبناء المعرفة لدى المتعلم ،والتعرف إلى
مختلف مناهج التعليم وأسسها وأهدافها وآلياتها ونجاعتها .وقد تطورت
مناهج الديدكتيك منذ سنوات السبعين من القرن الماضي في مختلف المواد
المتعلقة بالعلوم اإلنسانية والتجريبية والدقيقة.
وعلى الرغم من الفوارق الموجودة بين البيداغوجيا والديدكتيك ،فإنهما
يشتركان في دراسة الظواهر التربوية والتعليمية ،ويهدفان إلى معرفة
التعلمات ونظرياتها وتطبيقاتها.
33
-A regarder : Pédagogie générales, Nancy, MAFPEN, 1987.
20
المطلب الخامس :عالقة الديدكتيك بالعلوم األخرى
يالحززززظ أن للديززززدكتيك عالقززززات وثيقززززة ووطيززززدة بمجموعززززة مززززن العلززززوم
والتخصصات المعرفيزة ،كعالقتهزا بالفلسزفة ،واإلبسزتمولوجيا ،وعلزم الزنفس
السزززززلوكي ،وعلزززززم الزززززنفس المعرفزززززي ،وعلزززززم االجتمزززززاع ،والبيزززززداغوجيا،
واإلعالميات ،واللسانيات ،ونظريات التعلم ،والبيولوجيا...
ويعنززي هززذا كلززه أن للديززدكتيك صززلة وثيقززة بعلززم الززنفس ،فكثيززر مززن قضززايا
التربية والتعليم لها أصول سيكولوجية ،مثل :سيكولوجية الطفل والمراهق،
ونظريات النمو والتعلم ،والسيكولوجيا المعرفيزة .ومزن ثزم ،يعزد علزم الزنفس
عبارة عن خطاب ميتزامعرفي يطزرح أسزئلة جوهريزة وعميقزة حزول الزنفس
اإلنسانية ومشاعرها الروحية وانفعاالتها الوجدانية .أضف إلى ذلك أن علزم
النفس هو الذي يدرس الحاالت الذهنية والعمليات الفكرية عند الفزرد ،مثزل:
التفكير ،والتذكر ،والنسيان ،واالنتباه ،والتعلم ،والذكاء ،والحفظ ،واكتسزاب
اللغززة...إلى جانززب دراسززة دوافززع اإلنسززان وغرائزززه وانفعاالتززه وحاجياتززه
وميوله النفسية...
ثم الننسى العالقات التي توجد بزين الديزدكتيك والفسزيولوجيا ،والبيولوجيزا،
والطززب ،وعلززم األخززالق ،والمنطززق ،والرياضززيات ،وعلززم اإلحصززاء ،وعلززم
المنزززاهج (الميتودولوجيززززا) ،و اآلداب ،وعلزززم الفززززن والجمزززال ،والتززززاريخ،
ومناهج البحث العلمي والتربوي...
ويعني هذا كله أن سلوك الفرد ظاهرة مركبة ومعقدة ،تزتحكم فيزه مجموعزة
من العوامل السياسية ،واالجتماعيزة ،واالقتصزادية ،والثقافيزة ،والتاريخيزة،
والدينيزززة ،والحضزززارية ،والبيولوجيزززة ،والعرقيزززة ،والفلسزززفية ،واألخالقيزززة،
والتربوية...
وعليه ،يندرج الديدكتيك ضمن العلوم اإلنسانية على غزرار علزم االجتمزاع،
واألنتروبولوجيزززا ،واإلثنولوجيزززا ،والتاريخ...بيزززد أن علميتزززه نسزززبية لوجزززود
21
مجموعة من العوائق التي تحول دون تحقيزق العلميزة الموضزوعية الحقيقيزة
الصزززارمة ،مثزززل :مشزززكل الذاتيزززة ،ومشزززكل التجريزززب ،ومشزززكل الحتميزززة،
و مشكل القانون .ناهيك عن كون اإلنسان ظاهرة مركبزة ومعقزدة ومتشزعبة،
وظززاهرة حيززة ،ومتغيززرة ،وإنسززانية ،وحززرة ،ومسززتقلة .ومززن هنززا ،يصززعب
دراستها دراسة علمية موضوعية كالعلوم التجريبية الوضعية .ولكزن يمكزن
الحززززد مززززن الذاتيززززة نسززززبيا ،باتبززززاع المنززززاهج الكيفيززززة والكميززززة ،واسززززتخدام
اإلحصاء ،واالرتكان إلى دراسة الحالزة ،وتمثزل التجريزب االرتبزاطي بزدل
االرتباط السببي.
الفرع األول :مفهــوم اإلبستمولوجيا
تعني كلمة اإلبستمولوجيا ( 34)Epistémologieخطاب حول العلم أو
المعرفة .أي :تقديم تصورات ميتامعرفية حول العلوم ومناهجها وعوائقها
وأزماتها كدراسة العلوم الشكلية (الرياضيات والمنطق) ،والعلوم الدقيقة
(الفيزياء وعلوم الهندسة) ،والعلوم الحية (البيولوجيا ،والفيزيولوجيا ،وعلم
النبات ، )...والعلوم اإلنسانية واالجتماعية ،من خالل التعريف بها ،وتبيان
خطواتها اإلجرائية في الدراسة والبحث والتنقيب ،واستكشاف مناهجها
وأسسها ومبادئها ،والتركيز على أزماتها وعوائقها المنهجية.
ومن ثم ،فاإلبستمولوجيا هي جزء من فلسفة العلوم ،ويعد أهم محور
ضمن النسق الفلسفي إلى جانب علم الوجود ،وعلم القيم .ومن ثم،
فاإلبستمولوجيا بمثابة الدراسة النقدية للعلوم ،أو نقد المعرفة العلمية.
ويشبه هذا العلم ما يسمى بالمنطق الحديث الذي يهتم بالتصورات النظرية
والمنهجية والشكلية لمعرفة ما.
وتجيب اإلبستمولوجيا عن مجموعة من األسئلة ذات الطابع الميتامعرفي
على النحو التالي:
- 34اإلبستمولوجيا كلمية يونانية مشتقة من اإلبستيمي( .)epistếmêأما اللغوس ،فهو
الخطاب.
22
ما األهداف العامة والخاصة ،الظاهرة والمضمرة ،التي تصبو إليها
مختلف العلوم والمعارف ،أو يهدف إليها علم ما على حدة؟
ما أهم اإلجراءات والطرائق والمناهج التي تستعملها هذه العلوم
لتحقيق أهدافها؟
ما مقومات هذه المناهج وثوابتها ومرتكزاتها وأسسها ؟
ما أزمات هذه العلوم ومشاكلها وعوائقها؟
ما العالقات الداخلية بين مختلف العلوم والمعارف؟
ما أهم المناهج والطرائق المستخدمة في تعليم مختلف العلوم
والمعارف؟
ما أهم التداخالت المختلفة بين مختلف النظريات العلمية؟
ما العالقات الموجودة بين النظريات العلمية وتطبيقاتها؟
إذاً ،تعرف اإلبستمولوجيا بالعلم على حدة ،و تبين موضوعه ،وتكشف
منهجيته ،وتبين إيجابياته وسلبياته وعوائقه.ومن هنا ،فمهمته توصيفية
وتحليلية ونقدية.
وهناك فرق بين اإلبستمولوجيا ونظرية المعرفة ،فالمفهوم األول عبارة
عن خطاب ميتامعرفي حول المعرفة.أي :يهتم ببناء المعارف ،35ويقوم
بتوصيف مناهج العلوم وتحليلها ونقدها وتوجيهها .في حين ،تعد المعرفة
موضوعا للفلسفة من خالل التساؤل عن مصدرها ،وحقيقتها ،ودورها في
بناء الخطاب الفلسفي وتعضيده أو تقويضه وتفكيكه ،كما تحقق ذلك في
القرنين السابع عشر والثامن عشر الميالديين.
35
-Jean Piaget, Introduction à l'épistémologie génétique, Paris,
PUF, 1950.
23
ومن هنا ،تتخذ الديدكتيك طابعا إبستمولوجيا ،مادامت تهتم بمناهج
التدريس وطرائق التبليغ ،وتبيان الكيفية التي تبنى بها المعرفة عند
المتعلم ،واستكشاف طبيعة المعرفة المدرسة.
الفرع الثاني :علم النفس السلوكي
ظهرت المدرسة السلوكية ضمن النطاق األنجلوسكسوني بغية فهم
مجموعة من الظواهر النفسية والسلوكية ،والسيما ما يتعلق بالتربية،
والتعليم ،والتكوين ،والتعلم.وقد لقيت هذه المدرسة انتشارا كبيرا في
منتصف القرن العشرين ،ومازالت تمارس تأثيرها في الساحة التعليمية
والتربوية إلى يومنا هذا ،على أساس أنها أكبر مدرسة سيكولوجية تعنى
بمجال التعلم لدى المتمدرس بطريقة علمية موضوعية وتجريبية.
يمثزززل المدرسزززة السزززلوكية مجموعزززة مزززن البزززاحثين كزززاألمريكيين واطسزززون
(1878-1958()Watsonم) ،وسكينر (1904-1990( )Skinnerم)،
وثورنززدايك (1874-1949()Thorndikeم) ،...والطبيززب الفيزيولززوجي
الروسي بافلوف (... ،)1849-1963()Pavlov
وقزززد تزززأثرت هزززذه المدرسزززة بالوضزززعية العلميزززة وفلسزززفة الواليزززات المتحزززدة
األمريكيززة فززي بدايززة القززرن العشززرين .وقززد ركزززت علززى فكززرتين أساسززيتين
همزززا :السزززلوك المالحزززظ والبيئزززة ،بإقصزززاء الزززذات ،والعواطزززف الشزززعورية،
والعمليات الذهنية والعقلية والفكرية الداخلية.
ومن ثم ،فالغرض من هذه المدرسة هزو دراسزة السزلوك الخزارجي لانسزان
السوي ،بربطه بالمثير( )Stimilusواالسزتجابة ( .)Réponseويعنزي هزذا
أن السززلوك اإلنسززاني هززو نتززاج للززتعلم ،أو هززو رد فعززل علززى مجموعززة مززن
المنبهات التي تأتينا من العالم الخارجي.
وقززد ظهززرت السززلوكية سززنة 1913م فززي الواليززات المتحززدة األمريكيززة مززع
واطسززززون الززززذي أوجززززد مصززززطلح السززززلوكية سززززنة 1913م ()Behavior
24
لدراسة مجمل السلوكات الموجودة عند مختلف الكائنات الحية ،فزي ارتبزاط
تام بالبيئزة أو المحزيط الخزارجي .ومزن ثزم ،فقزد اسزتبعدت هزذه المدرسزة كزل
مززاهو داخلززي ،سززواء أكززان شززعورا أم الشززعورا .ويعنززي هززذا أن السززلوكية
مدرسزززة سزززيكولوجية تجريبيزززة وعلميزززة بامتيزززاز ،هزززدفها دراسزززة السزززلوك
الخارجي المالحظ في عالقة بزالمثير واالسزتجابة.لذا ،فقزد أجريزت تجاربهزا
األولى على الحيوانات ،مزن كزالب ،وفئزران ،وقطزط ،وحمزام بغيزة تطبيقهزا
على اإلنسان .وبتعبير آخر ،التكتفي السلوكية بدراسة السزلوك عنزد المزتعلم
فحسززب ،ب زل تززدرس ،عبززر المالحظززة الواصززفة ،الكيفيززة التززي بهززا يززتحكم
المتعلم في المعرفة بعد أن يحقق الهدف اإلجرائي المطلوب.
وقد ارتبطت النظرية السلوكية بالتشريط التعلمزي ()Conditionnement
عنززد بززافلوف انطالقززا مززن ثنائيززة المثيززر واالسززتجابة .]SRولززم تقتصززر
السلوكية على نظرية المثير واالستجابة البسيطة كمزا عنزد بزافلوف فحسزب،
بززل تطززورت مززع بيززداغوجيا األهززداف التززي اهتمززت بتسززطير مجموعززة مززن
األهززداف السززلوكية المعرفيززة ،والوجدانيززة ،والحسززية الحركيززة.عالوة عل زى
التعلزززيم المبزززرمج ( )Enseignement programméالزززذي اسزززتفاد مزززن
تقنيات المدرسة السلوكية ،والتعليم الحاسزوبي الزذي امزتح إوالياتزه النظريزة
والتطبيقيززززة مززززن المدرسززززة السززززلوكية .دون أن ننسززززى اسززززتفادة بيززززداغوجيا
الكفايات من هذه النظرية مع تطويرها.
وللتوضززيح أكثززر يصززدر اإلنسززان سززلوكه الخززارجي المالحززظ والمرصززود
حينما يرتبط ذلك بمحفزز واسزتجابة .مزثال ،حينمزا يحزس اإلنسزان بزالعطش ،
يسمى هذا حافزا ،فإنه يتجه نحزو المكزان الزذي يوجزد فيزه المزاء ،يسزمى هزذا
بالسلوك الخارجي ،فيشرب الماء ،ويسمى هذا اسزتجابة .وينطبزق هزذا علزى
حزززافز الجزززوع ،وحزززافز الزززتعلم ،وحزززافز الخزززوف ،وغيرهزززا مزززن المثيزززرات
الخارجية المدركة.وإذا كانت المدرسة الشزعورية تزدرس الشزعور الزداخلي،
25
فزززإن السزززلوكية التعنزززى إال بمالحظزززة السزززلوك الخزززارجي القابزززل للدراسزززة،
والرصد ،والتجريب ،والتوصيف.
ومززن هنززا ،فكلمززا كززان هنززاك مثيززر أو حززافز أو منبززه خززارجي ،كانززت هنززاك
اسززتجابة سززلوكية بمثابززة رد فعززل علززى هززذا المنبززه البيئززي أو المحيطززي .وقززد
كزان هزذا القزانون السزيكولوجي نتيجزة مجموعزة مزن التجزارب التزي أجريززت
على الحيوانات في ظروف ووضعيات تجريبية مختلفة بغيزة معرفزة عالقزة
االرتباط الموجودة بين المثير المدروس واالستجابة المتوقعة.
وأكثر من هذا تهتم السلوكية بدراسزة الوقزائع الذهنيزة والوجدانيزة المالحظزة
(الصزززراا ،الضزززحك ،)...وال تعنزززى بدراسزززة الحزززاالت غيزززر المالحظزززة أو
المدركة (الفرح ،والحزن ،والغضب.)...كما تدرس عناصر البيئة الحسزية،
مثل :الحرارة ،وعدد األفراد...ومن هنا ،فالوضعيات البيئية هي التي تخلزق
حوافر الفرد ،وتستدعي ردود أفعاله واستجاباته.
وإذا كان بافلوف قد اهتم بدراسة االنعكاس المشزروط ،بدراسزة ردود الفعزل
لدى الحيوان فزي عالقتزه بزالمحيط الزذي يوجزد فيزه،فإن واطسزون " أراد أن
يبنززي نظريززة السززلوك اإلنسززاني علززى وحززدة بسززيطة هززي الفعززل المززنعكس،
ودرس الفعزل المزنعكس فزي الحيوانزات الدنيئزة البسزيطة والراقيزة ،واعتبزر
سلوك اإلنسان مجموعة من األفعال المنعكسة الشرطية المعقدة "36.
فززززي حززززين ،يعززززد إدوارد ثورنززززدايك(1874-( )Edward Thorndike
1949م)من العلماء األمريكيين الذين يحسبون على التيار السزلوكي ،وكزان
سززززباقا إلززززى وضززززع معادلززززة المثيززززر واالسززززتجابة إطززززارا مرجعيززززا للززززتعلم
وسيكولوجية السزلوك ،وطزرح تصزورا ترابطيزا للزتعلم .وقزد عزرف بنظريزة
التعلم بالمحاولة والخطأ .عالوة على قانون األثر الذي ارتبط باسمه.
- 36عبد العزيز القوصي :علم النفس :أسسه وتطبيقاته التربوية ،مكتبة النهضة المصرية،
القاهرة ،مصر ،طبعة 1978م ،ص.76:
26
وتعني نظريزة المحاولزة والخطزأ أن اإلنسزان يزتعلم بالخطزأ ،ونتيجزة تكزرار
المحاوالت الكثيرة بغية الوصول إلى الهدف المطلوب .وتقوم هزذه النظريزة
التعلمية على مجموعة من المفاهيم األساسية هي:
التكرررار :يسززاعد المززتعلم علززى تجنززب الخطززأ بعززد القيززام بمجموعززة مززن
المحزززاوالت فزززي مزززرات زمنيزززة متعزززددة ،بتصزززحيح االسزززتجابات الخاطئزززة
باالستجابات الصحيحة.
الترردعيم أو التعزيررز :يعنززي التقززويم اإليجززابي بالمكافززأة لتشززجيع المززتعلم
على االستجابة.
االنطفرراء :إذا لززم يتحقززق التززدعيم ،يقززع االنطفززاء ،أو تراجززع المززتعلم عززن
االستجابة الفورية.
االسترجاع التلقائي :بعد عملية االنطفاء ،يمكن للمتعلم أن يسترجع قزواه
بطريقة تلقائية.
التعميم :ما يتعلمه المتعلم من موارد يمكن أن يوظفها ويدمجها في أثنزاء
مواجهته لوضعيات متشابهة.
التمييز :يعني هزذا المبزدأ أن المزتعلم إذا فشزل فزي حزل المشزكلة الوضزعية
الجديززدة بنززاء علززى وضززعيات سززابقة مشززابهة ،فالبززد مززن اللجززوء إلززى مبززدأ
التمييز للتفريق بين الموقف السابق والموقف الجديد.
العالقررات الزمانيررة :يقززوم الزمززان بززدور مهززم فززي تقززويم التعلمززات ،فكلمززا
كانزت االسزتجابة فوريزة وفزي مزدة قصزيرة كزان الزتعلم ناجحزا ،وكلمزا طالززت
الفترة الزمنية ضعف التعلم واالكتساب.
ومن خصائص هذه النظرية ارتباط المثير باالستجابة علزى مسزتوى الزتعلم،
ووجزود دافززع أساسزي للززتعلم ،ثززم تكزرار المحززاوالت التعلميزة بغيززة الوصززول
27
إلى الهدف ،ثم إيجاد حل عن طريق الصدفة ،ثزم تعمزيم أثزر الحزل الصزحيح
في باقي الوضعيات السياقية األخرى.
وقد توصل ثورندايك إلى مجموعة مزن القزوانين المتعلقزة بنظريزة المحاولزة
والخطأ وهي :قانون التكزرار الزذي يقزوي الزروابط بزين المثيزر واالسزتجابة،
وقزانون األثزر القزائم علزى الثزواب ،وقزد قزال بزه واطسزون ،37وقزانون التهيزؤ
واالسززتعداد المززرتبط بالشززعور بالرضززا واالنزعززاج ،وقززانون التمززرين الززذي
يقوي االرتباطات التعلمية ،وقانون االنتماء الذي يقوي الرابطزة بزين المثيزر
واالسززتجابة عنززدما تكززون االسززتجابة الصززحيحة أكثززر انتمززاء إلززى الموقززف،
وقززانون االسززتقطاب ،والقززوانين الثانويززة ،مثززل :قززانون االسززتجابة المتعززددة
التي تستلزم استجابات عدة ومتنوعة ،وقانون االتجزاه أو المنظومزة .ويعنزي
هذا مدى تأثر التعلم باتجاهات المزتعلم وميولزه ودوافعزه ،وقزانون االسزتجابة
بالمماثلززة ،ويعنززي الززتعلم انطالقززا مززن المواقززف السززابقة المشززابهة ،وقززانون
االنتقال الترابطي الذي يعني تعلم المواقف في ارتباطهزا بزالمواقف التعلميزة
األخرى...38
ويمكن تطبيق النظرية السلوكية علزى الحيوانزات ،واألفزراد األسزوياء ،وفزي
مجال سيكولوجيا الطفولة ،والسيكولوجيا االجتماعية...
ومن جهة أخرى ،تستند هذه المدرسة ،على المستوى اإلبستمولوجي ،علزى
الفكر العلمي الوضعي والموضوعي والتجريبزي متزأثرة ،فزي ذلزك ،بزالعلوم
الفيزيائيززززة ،والفيزيولوجيززززة ،والرياضززززية ،والطبيعيززززة ،بتطبيززززق المززززنهج
التجريبززززي القززززائم علززززى المالحظززززة ،والفرضززززية ،والتجريززززب ،والتكززززرار،
- 37أحمد عزت راجح :أصول علم النفس ،المكتب المصري الحديث ،اإلسكندرية ،مصر،
الطبعة الثامنة1970 ،م ،ص.207-206:
-عبد المجيد نشواتي ،علم النفس التربوي ،دار الفرقان للنشر والتوزيع ،عمان، 38
28
والمقارنة ،والقانون ،والنظريزة .دون أن ننسزى أن هزذه النظريزة تقزوم علزى
مبدأ الحتمية العلميزة ،وربزط األسزباب بالنتزائج ،وتمثزل الموضزوعية العلميزة
في البحث التطبيقي.
وفززي األخيززر ،سززاهمت المدرسززة السززلوكية فززي إغنززاء مجززال التعلززيم والززتعلم
والتكززوين.ومن ثززم ،فززالتعلم ،فززي منظززور المدرسززة السززلوكية ،هززو أن يكززون
المزززتعلم قزززادرا علزززى تقزززديم الجزززواب المناسزززب ،أو يكزززون قزززادرا علزززى حزززل
الوضعيات المعقزدة والمركبزة ،أو يكزون قزادرا علزى تقزديم الحلزول المالئمزة
والمناسبة لمختلف المشاكل التي تواجهه في المدرسة من جهة ،والحياة مزن
جهة أخرى.ومن ثم ،يتحقق الزتعلم الحقيقزي عنزد المزتعلم بزالجمع بزين المثيزر
واالستجابة وتكراره عبر الوحدات الدراسية والتعلمية.
أضف إلى ذلك يتحقق التعلزيم السزلوكي بتحديزد األهزداف اإلجرائيزة ،وتقزديم
الوضزززززعيات المتدرجزززززة فزززززي السزززززهولة والصزززززعوبة لكزززززي يجيزززززب عنهزززززا
المتعلم،وخلزززق السزززياقات الظرفيزززة والبيئيزززة التعليميزززة المختلفزززة للتثبزززت مزززن
مكتسزززبات المزززتعلم ،رصزززد مختلزززف اسزززتجاباته المعرفيزززة ،وتحديزززد مجمزززل
المثيززرات الدافعززة نحززو الززتعلم ،وتبيززان نززوع طبيعززة السززلوك التعلمززي لززدى
التلميذ بشكل علمي ،وموضوعي ،وتجريبي.
وعليه ،فقد رفضت المدرسزة السزلوكية البنيزات العقليزة المتحكمزة فزي الزتعلم
كما لدى السيكولوجيا المعرفيزة ،بزل اعتبزرت السزلوك المالحزظ والمرصزود
هو أساس المعرفزة النظريزة والتطبيقيزة.بمعنى أن هزدف المدرسزة السزلوكية
هزو تحليزل السزلوك المعرفزي والتعلمززي المالحزظ لزدى المزتعلم ووصزفه بدقززة
علمية وقياسية ،في شكل أهداف سلوكية وإجرائية في آخزر حصزة تعليميزة-
تعلمية .فما يهم السلوكية هو وصف األفعال السلوكية من قبيل:
-أن يرسم التلميذ لوحة تشكيلية في وصف الطبيعة؛
-أن يقفز المتعلم حاجزا من خمسة أمتار؛
-أن يعد التلميذ إلى المائة.
29
ومزززن هنزززا ،ينبنزززي الفعزززل السزززلوكي علزززى الحزززافز ،والمزززتعلم ،والسزززلوك،
واالستجابة.
وعلزززى الزززرغم مزززن إيجابيزززات المدرسزززة السزززلوكية ،فإنهزززا تهمزززل جوانزززب
سززيكولوجية أخززرى تتعلززق بمززاهو شززعوري ،والشززعوري ،ومعرفززي .كمززا
تسقط في اآللية الميكانيكية التكرارية.ثم ،لزيس الزتعلم مرتبطزا بثنائيزة المثيزر
واالسزتجابة بالضزرورة ،بزل قزد يكزون الزتعلم نتزاج الرغبزة فزي التعبيزر عزن
المشززاعر واألحاسززيس الداخليززة التززي العالقززة لهززا بززالمحيط الخارجي.كمززا
تملك الذات مؤهالت وراثية وعقليزة وذكائيزة تسزمح لهزا بزالتعلم واالكتسزاب
أكثر مما يتيحها المحيط الخارجي.
الفرع الثالث :علم النفس المعرفي
عزرف علززم الززنفس ،عبززر مسززاره التزاريخي ،عززدة مراحززل مهمززة فززي دراسززة
النفس اإلنسانية ،39ويمكن حصر هذه المراحل فيما يلي:
مرحلة النفس أو الروح أو الشعور؛
مرحلة التصرف أو السلوك الخارجي؛
مرحلة الالشعور أو التحليل النفسي؛
مرحلة العقل ،أو المعلومة ،أو معالجة المعرفة...
ومزززززززن هنزززززززا ،يزززززززدرس علزززززززم الزززززززنفس الحزززززززاالت النفسزززززززية الشزززززززعورية
والالشززززعورية.ويدرس أيضززززا سززززلوك الفززززرد وتصززززرفاته السززززوية والشززززاذة
والمرضززية ،أو يهززتم بمعالجززة المعلوم زات ،و تبيززان الطرائززق الكفيلززة التززي
تكتسززب بهززا المعرفززة مززن حيززث إدراكهززا ،وتززذكرها ،وتخزينهززا ،ومعالجتهززا
ذهنيا وعقليا...
39
-Reuchlin, « Psychologie », Paris, 1999.
30
ويعني هذا أن علم النفس المعرفزي ( - )Psychologie Cognitiveالزذي
ظهزززر بالواليزززات المتحزززدة األمريكيزززة منزززذ سزززنوات الخمسزززين مزززع العقزززل
االصطناعي والحاسوبي -هزو ذلزك العلزم الزذي يركزز علزى الزدماي البشزري
الززذهني والعقلززي بالتحليززل ،والدراسززة ،والتفسززير ،والتشززريح ،بززالتوقف عنززد
مختلززف الوظززائف النفسززية التززي يقززوم بهززا الكززائن البشززري علززى مسززتوى :
التفكيززر ،والززذاكرة ،واالسززتدالل ،واالنتبززاه ،واللغززة ،والززذكاء ،والتمززثالت،
واإلدراك ،والم عرفزززززة ،واإلبزززززداع ،والعبقريزززززة ،وكيفيزززززة الزززززتعلم ،وحزززززل
40
المسائل...
ويعني هذا أن السيكولوجيا المعرفية ،في مفهومها العزام ،هزي التزي تزدرس
المعرفززة دراسززة علميززة ،بززالتركيز علززى آليززات الززذاكرة ،واالنتبززاه ،واللغززة،
واإلدراك ،والززززززززززذكاء ،والززززززززززوعي ،وحززززززززززل الوضززززززززززعيات والمشززززززززززاكل
المستعصية،ودراسة السلوك الذهني والمعرفي لانسان.41
وبززالمفهوم الضززيق ،يقصززد بالسززيكولوجيا المعرفيززة تلززك المقاربززة التززي تهززتم
بالذهن اإلنساني ،بالتوقف عند كيفية معالجة المعلومات ،ودراسة الحزاالت
الذهنيززة والعقليززة.أي :تززدرس هززذه السززيكولوجيا الحركيززة الدينامكيززة لل زذاكرة
واالسززتدالل البرهززاني فززي مسززاره التطززوري ،والنمززائي ،والحركززي ،بتبيززان
وظزززائف تلزززك العمليزززات الذهنيزززة التزززي تتمثزززل فزززي :التنظزززيم ،والترتيزززب،
والتصززززززززززززززنيف ،والتبويب،والتقسززززززززززززززيم ،والمعالجززززززززززززززة ،واالنتقززززززززززززززاء،
واإلخراج،والتنفيذ...
أي :تعنززززى السززززيكولوجيا المعرفيززززة بدراسززززة اإلنسززززان المعرفززززي والعقلززززي
والزذهني ،بززالتوقف عنزد مجموعززة مزن األنشززطة الذهنيزة والعقليززة التزي يقززوم
40
-Jean-Luc Roulin (dir.), Psychologie cognitive, Bréal, Rosny-sous-
Bois, 2006.
41
- J. Mehler : "Quand la science du comportement devient
psychologie de la connaissance", La Recherche N°100, mai 1979,
Volume 10, p.540-541
31
بها ،برصد المسارات المعرفية ،وتحديزد الوظزائف التزي تقزوم بهزا.أي :تهزتم
بالعقل والذهن ،والتهتم بالسلوك الخارجي.42
ومن هنا ،يدرس علم النفس المعرفي ما يسمى بالمعرفة ( la
،) cognitionبالتوقف عند بنياتها ،ومكوناتها ،ووظائفها ،وسيرورتها .
فضال عن البحث في األنشطة العقلية والذهنية ،وتحديد المسار الذي تتخذه
هذه األنشطة ،وتبيان مختلف الوظائف التي تؤديها.43
ومن ثم ،يهتم علم النفس المعرفي بالسلوك الذهني ،وليس السلوك
الخارجي الظاهري المرتبط بالحافز واالستجابة كما عند السلوكيين
التجريبيين .كما تعتمد السيكولوجيا المعرفية على المالحظة والتجريب
والقولبة الحاسوبية في أثناء التحليل ،والدراسة ،والفهم ،والتفسير،
وتشريح الدماي العصبي.
ومن جهة أخرى ،فقد اهتمت السيكولوجيا المعرفية بالفوارق الفردية في
أثناء رصد مختلف العمليات الذهنية أو العقلية التي يقوم بها اإلنسان.
ويعني هذا أن السيكولوجيا المعرفية تهتم بالعقل والذهن والدماي البشري
بفصيه األيمن واأليسر .كما تدرس أنواع الذكاء الذي يمتلكه اإلنسان،
وتعداد المراحل التي يمر بها في عالقة الذات مع الموضوع كما عند جان
بياجيه ) ، (J.Piagetأو البحث عن الكفاءة اللغوية عند مستعمل الكالم
كما عند نوام شومسكي( ، )N.Chomskyأو تصنيف الذكاءات المتعددة
كما عند هوارد غاردنر).44)H . Gardner
- 42راجع :عبد الكريم غريب :علم النفس المعاصر :التيارات والمدارس ،منشورات عالم
التربية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،المغرب ،الطبعة األولى سنة 2012م359 .
صفحة.
43
-Patrick Lemaire, Psychologie Cognitive, De Boeck, Bruxelles,
1999.
44
-Voir : H . Gardner : The Mind's New Science : A History of the
cognitive Revolution, New York, Basic books, 1985.
32
وأكثر من هذا فقد أصبح العقل مثل حاسوب مركب ،يقوم بعمليات ذهنية
متنوعة ومتعددة .ومن ثم ،أصبح العقل هو مدار الدراسة من خالل التشديد
على مدخالته ،وعملياته ،ومخرجاته .وبهذا ،تتجاوز السيكولوجيا المعرفية
المدرسة السلوكية التجريبية التي كانت تدرس السلوك الخارجي انطالقا
من المثير واالستجابة.
ويالحظ أن علم النفس المعرفي هو علم متعدد االختصاصات ،يتداخل مع
الفلسفة ،والرياضيات ،والبيولوجيا ،وعلم النفس ،وعلم األعصاب،
والتحليل النفسي ،والفيزيولوجيا ،وعلوم التربية ،واللسانيات ،والطب،
واإلعالميات ،وعلم التواصل ،وعلم المنطق ،والعلوم المعرفية،45
والفينومونولوجيا التكوينية، واإلبستمولوجيا والتكنولوجيا،
(...46)phénoménologie
ويدرس علم النفس المعرفي عدة مواضيع تنتمي إلى المجال المعرفي،
والعقلي ،والذهني ،والمنطقي ،والحسابي.47أي :يدرس العمليات العقلية
العليا لانسان ،مثل :التفكير ،واإلحساس ،والذاكرة ،واإلدراك ،واللغة،
والتعلم ،والذكاء ،والكفاءة ،والملكات ،واإلبداع ،والتفكير ،واالستدالل،
والمعرفة...وتقوم هذه العمليات بعدة وظائف بارزة ،والسيما الوظيفة
المعرفية .بمعنى أن هذه العمليات تساعد اإلنسان على اإلحساس بالعالم
الخارجي وإدراكه ،وتحويله إلى مدركات حسية أو تجريدية أو افتراضية
وتخزينها في الذاكرة ،والتعبير عنها باللغة والفكر ،وتحويلها إلى خبرات
45
-F.J. Varela : Connaître. Les sciences cognitives, tendances et
perspectives, Editions du Seuil, Paris 1989.
46
-Voir Denis Fisette : La phénoménologie face aux sciences
cognitives, Dossier sur la phénoménologie, magazine littéraire N°403,
novembre 2001.
47
-Flavell, J. H. (1979). Metacognition and cognitive monitoring.
American Psychologist, 34, 906-911
33
تعلمية مرتبطة بعمليات البرهنة واالستدالل واإلبداع من أجل حل
الوضعيات -المشكالت.
الفرع الرابع :سوسيولوجيا التربية
يدرس علم اجتماع التربية ( ،)La sociologie de l’éducationأو
علم اجتماع المدرسة ( ،)La sociologie de l’écoleالتربية أو
المدرسة على حد سواء ،على أساس أن المدرسة ظاهرة اجتماعية أو
مؤسسة اجتماعية لها ثوابتها ومتغيراتها.أي :تدرس سوسيولوجيا التربية
أو المدرسة كل الظواهر المتعلقة بمجال التربية والتعليم والمؤسسة
الدراسية في عالقة تامة بالمجتمع .ويعني هذا أن المدرسة تعكس محيطها
االجتماعي بشكل مباشر أو غير مباشر .ومن ثم ،تركز هذه السوسيولوجيا
على دراسة المؤسسة التربوية من الداخل والخارج ،بدراسة مكوناتها
وعناصرها ونسقها الوظيفي الكلي ،برصد مختلف األنشطة التي تقوم بها
المؤسسة التعليمية ،سواء كانت أنشطة مادية أم معنوية .ثم رصد مختلف
العالقات التفاعلية التي تجريها المؤسسة مع المجتمع الخارجي ،بالتوقف
عند ثوابتها ومتغيراتها ،واستجالء خصائصها ووظائفها وأدوارها
المجتمعية ،واستجالء مدى مساهمتها في توعية المجتمع وتنويره وقيادته
تنمويا ،واقتصاديا ،واجتماعيا ،وسياسيا ،وثقافيا ،وحضاريا .عالوة على
ذلك ،تتوقف سوسيولوجيا التربية عند مكونات المدرسة وعناصرها
الفاعلة والوظيفية ،كالتوقف -مثال -عند التالميذ ،والمدرسين ،ورجال
اإلدارة ،واألعوان والمساعدين ،والمشرفين التربويين ،وجمعيات اآلباء
واألمهات ،بالتحليل ،والدراسة ،والرصد ،واستكشاف مهام هؤالء
والوظائف المنوطة بهم.
ويعزززرف أحمزززد أوزي سوسزززيولوجيا التربيزززة بقولزززه ":يقزززوم علزززم االجتمزززاع
التربوي بدراسة أشكال األنشطة التربوية للمؤسسرات ،كأنشزطة المدرسزين
والتالميذ واإلداريين داخل المؤسسات المدرسية .كمزا يقزوم بوصزف طبيعزة
34
العالقررات واألنشررطة الترري تررتم بيرررنهم .كمززا يهززتم علززم االجتمززاع التربزززوي
بدراسة العالقات التي تتم بين المدرسة وبزين مؤسسزات أخزرى ،كاألسزرة،
والمسزجد ،والنززادي .كمززا يهززتم بالشزروط االقتصززادية والطبيعيززة التززي تعززيش
فيها هذه المؤسسات ،وتؤثر في شروط وجودها وتعاملها"48.
أما عبد الكريم غريب ،فيعرفها بقولزه ":علزم يزدرس التزـأثيرات االجتماعيزة
التززي تززؤثر فززي المسززتقبل الدراسززي لألفززراد؛ كمززا هززو الشززأن بالنسززبة لتنظززيم
المنظومزززة المدرسزززية ،وميكانيزمزززات التوجيزززه ،والمسزززتوى السوسزززيوثقافي
ألسزر المتمدرسزين ،وتوقعززات المدرسزين واآلبزاء ،وإدمززاج المعزايير والقززيم
االجتماعية من طرف التالميذ ،ومخرجات األنظمة التربوية...
يمكززن تحديززد موضززوع سوسززيولوجيا التربيززة فززي التسززاؤل العلمززي حززول
نوعية الروابط القائمة بين المؤسسات التربوية المختلفة وبزين بزاقي البنيزات
واألطر االجتماعية األخرى :ماهي الوظيفة التزي تقزوم بهزا تلزك المؤسسزات
داخززل مجتمززع مززا؛ ومامززدى مسززاهمتها فززي تنشززئة األفززراد ؟ وإلززى أي حززد
تحززدث تعززديالت فززي الهرميززة االجتماعيززة القائمززة (الحركيززة االجتماعيززة) ؛
ومامدى تأثيرهزا فزي البنيزات الثقافيزة وماعالقتهزا بالبنيزات المهنيزة والثقافيزة
الموجودة؟...إلخ.تلزززك أهزززم التسزززاؤالت التزززي تطمزززح سوسزززيولوجيا التربيزززة
لاجابة عنها ،مع األخذ بعين االعتبزار االختالفزات القائمزة بزين المجتمعزات
49
المتنوعة".
ويعززرف علززي الحززوات علززم االجتمززاع التربززوي بقولززه " :هززو العلززم الززذي
يختص بدراسة اإلنسان حينما يردخل فري عالقرة مرع إنسران يخرر فري إطرار
تربرروي يهززدف إلززى تكززوين الخبززرة ،أو المعرفززة ،أو الثقافززة ،أو التعلززيم ،أو
التدريب".أي :العالقات التي تتم بين األفراد في اإلطار التربزوي (التعليمزي
-48أحمد أوزي :المعجم الموسوعي لعلوم التربية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،
المغرب ،الطبعة األولى سنة 2006م ،ص.167:
-49عبد الكريم غريب :المنهل التربوي ،الجزء الثاني ،منشورات عالم التربية ،مطبعة
النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،المغرب ،الطبعة األولى 2006م ،ص.864:
35
التعلمي) ،سواء أكانت هذه العالقات بين تلميذ وآخزر ،أو بزين تلميزذ ومعلزم،
ثززم بززين التالميززذ والمعلمززين ككززل ،وبززين كززل مززن فززي المؤسسززة التربويززة،
والنظام التربوي بشكل عام ،وبين كل من في اإلطار التربوي والمؤسسزات
.50
االجتماعية األخرى في المجتمع الكبير".
وعليه ،تعنى سوسزيوبوجيا التربيزة بدراسزة المدرسزة فزي عالقتهزا بمحيطهزا
المجتمعي ،ودراسة مختلف التفاعالت االجتماعية داخل المؤسسة التربويزة
نفسزززها ،واالهتمزززام بمختلزززف األنشزززطة واألدوار التزززي تقزززوم بهزززا المدرسزززة
التربوية ،بالتركيز على مجموعة من الظزواهر االجتماعيزة التربويزة ،مثزل:
سزززلطة المدرسزززة ،والنجزززاح واإلخفزززاق ،واالنتقزززاء أو االصزززطفاء التربزززوي،
ودور المدرسززة فززي انتخززاب النخبززة ،والفززوارق االجتماعيززة والطبقيززة داخزل
المؤسسة ،والهزدر المدرسزي ،وديناميكيزة الجماعزات ،ومشزروع المؤسسزة،
والشززراكة التربويززة ،والتوجيززه التربززوي ،والمسززالك المهنيززة ،وديمقراطيززة
التعلزززيم ،وتفزززاعالت المدرسزززة الداخليزززة والخارجيزززة ،وقضزززية الالمسزززاواة
الطبقية ،والمدرسة واإلعالم ،أو موقف المدرسزة مزن التحزديات اإلعالميزة
للتلفزيزززون واألنترنيزززت ،والتفاعزززل التربزززوي داخزززل المؤسسزززة أو الفصزززل
الدراسززززي ،وطبيعززززة العالقززززة بززززين المدرسززززة واألسززززرة ،وقضززززية االنتمززززاء
االجتماعي ،والتحصيل الدراسي ،والنجاح المدرسي.
ويزززرى محمزززد الشزززرقاوي أن سوسزززيولوجيا التربيزززة تعنزززى بدراسزززة أنظمزززة
التعليم ،ودراسزة الظزواهر التربويزة والمؤسسزية ،بدراسزة مختلزف العالقزات
التززي تكزززون بزززين المدرسزززة ومخلززف المؤسسزززات األخزززرى ،مثزززل :األسزززرة،
والسياسززززة ،واالقتصززززاد .أي ":دراسززززة اآلليززززات المدرسززززية كالمززززدخالت و
العمليززززات والمخرجززززات .وتتمثززززل المززززدخالت فززززي التالميررررذ والمدرسررررين
واإلدارة .ويتميزززز تالميززززذ المدرسزززة ،علززززى أسززززاس أنهزززم سززززاكنة المدرسززززة
- 50علي الحوات :أسس علم االجتماع التربوي ،جامعة الفاتح ،طرابلس ،ليبيا ، ،طبعة
1979م ،ص.84:
36
،بخصائص فيزيولوجية ،ونفسية ،واجتماعية ،عالوة علزى السزمات التاليزة:
السززن ،والجززنس ،والمسززتوى الثقززافي ،واألصززل االجتماعي.أمززا المدرسززون
واإلداريون ،فيتميزون بالمتغيرات المهنيزة والحرفيزة والسياسزية والنقابيزة ،
مثززززل :مسززززتوى التكززززوين ،وطريقززززة التوظيززززف ،والوضززززعية داخززززل البنيززززة
المجتمعية ،والتوجهات السياسية والنقابية.
أما المخرجات ،فتتمثل في النتزائج التزي تترتزب عزن توظيزف آليزات التطبيزع
االجتماعي واالصطفاء.أي :توظيف مختلف المعارف والمهارات مزن أجزل
تحقيززق النجززاح الدراسززي ،ورصززد مختلززف آثززار الززتعلم فززي أسززاليب الحيززاة،
أوفي السلوك السياسي أو القانون المجتعي النهائي.
وترتكزززز العمليزززات علزززى نقزززل القزززيم األخالقيزززة والمعزززارف ،ثزززم االهتمزززام
بالبيززداغوجيا ،ثززم قواعززد التقززويم .ويعنززي هززذا أن وظيفززة المدرسززة هززي نقززل
المعززارف والقززيم وفززق قواعززد بيداغوجيززة وديدكتيكيززة معينززة ،مززع االهتمززام
بأنظمة التقويم.
ويتضح ،ممزا سزبق ،أن مجزال علزم االجتمزاع المدرسزي هزو رصزد التحزول
الززذي ينتزززاب الفزززرد ،وهزززو ينتقزززل مزززن كزززائن بيولزززوجي غريززززي إلزززى كزززائن
بيولوجي إنساني وثقافي .ومن ثم ،فسوسزيولوجيا التربيزة لزديها الكثيزر ممزا
تقولززه .ومززن ثززم ،فعلززم االجتمززاع التربززوي مجززال واسززع ورحززب ،ومتعززدد
المواضزيع والقضززايا ،وأن المدرسزة مجتمززع مصزغر.وبالتالي ،تزخززر بكثيززر
من الظواهر والمجتمعية التي تنقلها من المحيط الذي يحوم بها.51
ولكن ينبغي لسوسزيولوجيا التربيزة أن تتوسزع وتتجزاوز إطزار المدرسزة إلزى
أشكال ضمنية أخرى من التعلم ،كأن تتوقف عند األسرة والمحزيط وغيرهزا
من المواضيع المرتبطة بالتعلم .
51
- Mohamed Cherkaoui:Sociologie de l'éducation, Que sais-je, PUF,
5 edition 1999, pp: 3-5.
37
ومن هنا ،تهتم سوسيولوجيا التربيزة بالعالقزات االجتماعيزة داخزل المؤسسزة
التربويززززة ،ودراسززززة المؤسسززززات التززززي تقززززوم بوظيفززززة التنشززززئة التربويززززة
واالجتماعية ،وربط التكوين بوظيفته االجتماعية واإليديولوجيزة ،والتركيزز
على وظيفة التنشئة االجتماعية ووظيفة التمدرس.
وعلززى العمززوم ،تهززتم سوسززيولوجيا التربيززة بدراسززة األنظمززة التربويززة فززي
عالقتهزززا بزززالمجتمع ،وتبيزززان دورهزززا فزززي التغييزززر االجتمزززاعي ،والسزززيما أن
التربية تسعى إلى تحويل كائن غير اجتماعي ليصزبح اجتماعيزا.52ومزن ثزم،
فسوسزززيولوجيا التربيزززة مفهزززوم عزززام ،يزززدرس مختلزززف األنشزززطة اإلنسزززانية،
وخاص زة التربويززة منهززا .وإذا كانززت سوسززيولوجيا التربيززة تززدرس الظززواهر
المدرسية ،فلها أيضا عالقة وثيقة باألسرة ،والسياسرة ،واالقتصراد.ويعنزي
هذا أنها تدرس ما يتعلق بالتربية بالتركيز علزى ثالثزة عناصزر رئيسزة هزي:
مززداخل التربيززة (المتمدرسززون ،و رجززال التعلززيم ،و أطززر اإلدارة ،واآلبززاء،
والمقزززززززررون ،والمفتشزززززززون ،)...وآلياتهزززززززا البيداغوجيزززززززة والديدكتيكيزززززززة
والسوسيولوجية ،ومخارجها(التقويم ،واالنتقاء ،واالصطفاء.)...
وهناك تعريف آخزر لهزذا الحقزل المعرفزي مفزاده أن علزم االجتمزاع التربزوي
يقززوم" بدراسززة أشززكال األنشززطة التربويززة للمؤسسززات ،كأنشززطة المدرسززين
والتالميذ واإلداريين داخزل المؤسسزات المدرسزية.كما يقزوم بوصزف طبيعزة
العالقات واألنشطة التي تتم بينهم.كما يهتم علزم االجتمزاع التربزوي بدراسزة
العالقزززات التزززي تزززتم بزززين المدرسزززة وبزززين مؤسسزززات أخزززرى ،كاألسزززرة،
والمسززجد ،والنادي.كمززا يهززتم بالشززروط االقتصززادية والطبيعيززة التززي تعززيش
فيها هذه المؤسسات ،وتؤثر في شروط وجودها وتعاملها"53.
وهناك من يعرف سوسيولوجيا التربية بأنهزا بمثابزة علزم" يزدرس التزأثيرات
االجتماعية التي تؤثر في المستقبل الدراسي لألفراد؛ كما هو الشأن بالنسزبة
لتنظززززززيم المنظومززززززة المدرسززززززية ،وميكانيزمززززززات التوجيززززززه ،والمسززززززتوى
السوسززيوثقافي ألس زر المتمدرسززين ،وتوقعززات المدرسززين واآلبززاء ،وإدمززاج
52
-Mohamed Cherkaoui : Sociologie de l’éducation, PUF, Paris,
France, 1 édition 1986, p : .3
-53أحمد أوزي :المعجم الموسوعي لعلوم التربية ،ص.167:
38
المعززززايير والقززززيم االجتماعيززززة مززززن قبززززل التالميززززذ ،ومخرجززززات األنظمززززة
التربوية"54.
وبناء على ما سبق ،يقصد بسوسيولوجيا التربية ذلك الحقل المعرفي الزذي
يسززتعين بعلززم االجتمززاع فززي دراسززة القضززايا التربويززة ،فززي عالقززة بمختل زف
المؤسسات المجتمعية األخرى ،علزى أسزاس أن المؤسسزة التعليميزة مجتمزع
مصززغر يعكززس ،فززي جززوهره ،مختلززف التناقضززات الجدليززة التززي يتضززمنها
المجتمززع األكبززر .وأهززم مززا تعنززى بززه سوسززيولوجيا التربيززة دراسززة المؤسسززة
التعليمية ،بتحديد دورهزا فزي بنزاء المجتمزع ،سزواء أكزان ذلزك عبزر التكييزف
االندماجي أم عبر عمليات التغيير .أضف إلى ذلك أنها تهزتم بفهزم المدرسزة
باعتبارهززززا بنيززززة ،وداللززززة ،ومقصززززدية.أي :ترصززززد دورهززززا فززززي التغييززززر
االجتماعي .كما تهتم بتبيان مختلف وظائفها وأدوارهزا ،واستكشزاف عالقزة
المدرسزززة باألسزززرة والسياسزززة واالقتصزززاد ،ووصزززف مختلزززف الصزززراعات
الطبقية واالجتماعية التي تعج بهزا المؤسسزة التعليميزة ،والتركيزز علزى أهزم
الفززاعلين فززي تحريززك هززذه المؤسسززة التربويززة ،وتفسززير دور المدرسززة فززي
المجتمع الليبرالي ،من حيث تحقيقها لفزرص النجزاح والفشزل ،وعالقزة ذلزك
باألصول الطبقية واالجتماعية.
وهكزززذا ،فقزززد اسزززتفادت الديزززدكتيك أو علزززم التزززدريس كثيزززرا مزززن المقاربزززة
السوسيولوجية فزي دراسزة الفشزل الدراسزي ،وافتحزاص المنظومزة التربويزة
فززي مختلززف مسززتوياتها وأبعادهززا ،بعززد أن ارتبطززت لمززدة طويلززة بالمقارب زة
السيكولوجية التي كانت تعنى بدراسة الظواهر الفرديزة ،كزالنمو ،والزذكاء،
والذاكرة ،والتعلم...
الفرع الخامس :اللسانيات التطبيقية
تعد اللسانيات التطبيقية ( )La linguistique appliquéeفرعا من
فروع اللسانيات العامة ،وتعنى بدراسة اللغة في بعدها المجتمعي ،وهي
مادة دراسية متعددة االختصاصات ،فهي التعنى بما هو لساني ولغوي
فقط ،بل تهتم أيضا بالترجمة ،وتدريس اللغات األجنبية ،وتحسين ظروف
41
البيانات وتنظيمها وتلخيصها وعرضها وتحليلها ،وكذلك استخالص نتائج
صحيحة مع صنع قرارات منطقية على أساس هذا التحليل".
وهو أيضا بمثابة " مجموعة من النظريات والطرائق العلمية التي تبحث
في جمع البيانات وعرضها وتحليلها ،واستخدام النتائج في التنبؤ أو
التقرير واتخاذ القرار .كما أنه طريقة كمية تستعمل العدد وسيلة للتعبير
عن لغة الكالم ".55
وعليه ،فعلم اإلحصاء هو عبارة عن " مجموعة النظريات والطرق
العلمية التي تبحث في جمع البيانات وعرضها وتحليلها واستخدام النتائج
في التنبؤ أو التقرير واتخاذ القرار"56.
وبناء على ما سبق ،يمكن القول :إن علم اإلحصاء هو ذلك العلم الذي يمد
الباحث بمجموعة من األساليب والطرائق واألدوات اإلحصائية لدراسة
ظاهرة ما وصفا واستنتاجا ،بجمع المعطيات وتنظيمها وتبويبها وتحليلها
وتلخيصها ،وإصدار قرارات تقويمية فيما يخص فرضية الدراسة تثبيتا
وتفنيدا .ومن ثم ،تندرج عمليات الجمع والتنظيم والتبويب والتحليل ضمن
اإلحصاء الوصفي .في حين ،تندرج عمليتا االستنتاج وإصدار األحكام
ضمن اإلحصاء االستنتاجي أو االستداللي.
ال أحد ينكر أهمية اإلحصاء في الحياة اإلنسانية بصفة عامة ،وفي البحث
العلمي بصفة خاصة ،فال يخلو أي بحث علمي أو تربوي من أساليب
المنهج اإلحصائي وأدواته ،بل نجده حتى في الدراسات األدبية والنقدية ،
والسيما الدراسات النقدية البنيوية والسيميائية التي تستعين بالجداول
اإلحصائية واألرقام الحسابية في دراسة الظواهر النصية .ومن هنا ،ال
- 55نقال عن عبد العالي حمدولي( :اإلحصائيات التطبيقية في البحث التربوي) ،مجلة
اهتمامات تربوية ،المغرب ،العدد الثامن ،األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة تادال-
أزيالل2012 ،م ،ص.177-176:
- 56أحمد عبد السميع طبيه :مبادئ اإلحصاء ،دار البداية ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى
سنة 2008م ،ص.13:
42
يمكن االستغناء عن اإلحصاء ،بأي حال من األحوال ،في البحوث العلمية،
مهما كانت طبيعة هذه البحوث رغبة في تحصيل نوع من الدقة العلمية
والمشروعية األكاديمية الرصينة.
وقد أصبح علم اإلحصاء أداة ناجعة ووسيلة مفيدة في شتى العلوم،
ويستعمل بكثرة في إدارة مرافق الدولة تخطيطا ،وتدبيرا ،وتقويما .فال
يمكن الحديث -إذاً -عن إدارة الجودة ،أو مقاولة ناجحة ،إال إذا كانت
تعتمد اإلحصاء منهجا في جمع البيانات ومعالجتها تفسيرا ،واستنتاجا،
وتنبؤا .ويعني هذا أن علم اإلحصاء أصبح وسيلة ،وليس غاية.أي :إنه أداة
إجرائية لتحقيق نوع من العقالنية والمصداقية العلمية بغية التحكم في
األشياء وزمام األمور.
عالوة على ذلك ،يقوم اإلحصاء بدور مهم في تلخيص البيانات ومعالجتها،
واستخالص النافع منها ،من خالل االستعانة بالمبيانات لتوضيح الظواهر
المدروسة بشكل كمي وكيفي بغية معالجتها حسابيا وهندسيا .والغرض من
هذا كله هو الوصول إلى نتائج علمية دقيقة ،يمكن الحكم على صحتها في
ضوء جداول إحصائية وضعت خصيصا لذلك .ومن هنا ،يساعدنا علم
اإلحصاء على التعليل ،والتفسير ،واالستنتاج ،والتنبؤ .ويسعفنا كذلك في
اتخاذ القرارات الصائبة بشكل علمي ،بعد التحقق منها علميا وإجرائيا
وإحصائيا ،ويمكننا كذلك من امتالك مختلف آليات الرقابة والتحكم في
الظواهر.
و" يشكل اإلحصاء في صورته الحديثة إحدى الدعامات المنهجية الرئيسية
التي تقوم عليها البحوث التربوية العلمية .وليس اإلحصاء في الحقيقة
سوى مجموعة من اإلجراءات الرياضية لضبط مختلف العالقات
والمتعلقات المرتبطة بالظاهرة المدروسة وتقديرها ضبطا وتقديرا كميين،
بواسطة األعداد والعمليات الحسابية المنطقية التي تسمح بها انطالقا من
بعض المسلمات والقواعد الرياضية .والرياضيات ما هي إال لغة رفيعة
43
من المنطق الرمزي ،على حد تعبير برتراند راسل :أي :إن اإلحصاء
ماهو إال ممارسة علم الرياضيات ،بمختلف مضامينه الكمية على الظواهر
أو الحوادث أو الصفات أو السلوكيات التربوية المدروسة.
ويساعد اإلحصاء على تلخيص المالحظات والبيانات المبعثرة وتبويبها،
وتحويلها من صورتها األولية الخامة إلى بيانات مرصودة رصدا رياضيا
مركزا ،الشيء الذي يجعلها قابلة للوصف اإلحصائي الشامل ،ولالستنتاج
المنطقي الذي يهدف إلى فهم العوامل األساسية التي تؤثر في الظاهرة،
وإلى الكشف االستقرائي للقوانين العامة التي تفسرها تفسيرا واقعيا
صحيحا ،وإلى إجراء تنبؤات علمية حول ذلك .واإلحصاء ،على هذا
األساس ،يساعد الباحث على تقوية وسائل بحثه ،وعلى تحقيق الثقة
والصدق والموضوعية فيما يتوصل إليه من نتائج وحقائق ضمن معايير
57
يمكن اعتمادها للتحقق من فروض البحث".
ولاحصاء ،بنوعيه الوصفي واالستنتاجي ،أهمية كبرى في دراسة
الظواهر التربوية والديدكتيكية لمعرفة األسباب والمظاهر والنتائج
والحلول الممكنة.أي :يساعدنا على وصف الظواهر التربوية والديدكتيكية
المرصودة علميا بغية اتخاذ القرارات الحاسمة في المعالجة ،والتحكم،
والمراقبة .و" على الرغم مما يوحي به علم اإلحصاء من صعوبات
تطبيقية في المجال التربوي ،إال أنه يعتبر من الوسائل الفنية والعلمية
األكثر سهولة ودقة واألكثر نفعا في المجال التربوي ،وخاصة في البحوث
التطبيقية التي تعتمد على العينات.لذلك ،أصبح اإلحصاء من العلوم
األساسية والضرورية التي يجب أن يلم بها كل مرب إلجراء البحوث أو
لتوجيه الممارسة التربوية توجيها يجعله على معرفة أثر مختلف العوامل
ال محركة لسلوك التالميذ ،والقدرة على تحديد هذا األثر تحديدا كميا له
- 57مصطفى يوسف :مبادئ وأسس اإلحصاء في مناهج البحث التربوي ،بحث مطبوع،
المركز التربوي الجهوي ،وجدة ،المغرب ،الموسد الدراسي 1988-1987م ،ص.6-5:
44
قيمته وداللته العلمية ،مع إمكانية التحكم في تلك العوامل .وعندما يطبق
المربي االختبارات التربوية أو التحصيلية على تالميذه ،فإنه يعتمد ،في
إطار التقويم العلمي ،على خبرته اإلحصائية في تطبيقه لهذه االختيارات،
وتفسير نتائجها ،لتقديم أدق وأصدق نوع ممكن من األحكام الموضوعية
على مستويات تالميذه ،والدقة والموضوعية هي من مميزات التفكير
العلمي .ومن المعروف اآلن ،أن التفكير اإلحصائي ،والمنطق اإلحصائي،
واالستدالل اإلحصائي ،كلها سمات فكرية ومنهجية علمية ،من سمات
58
المربي الناجح".
ومن هنا ،يؤدي علم اإلحصاء وظائف جمة ،كتلخيص المعلومات،
وتصحيح البيانات ،والمقارنة بين الظواهر والمتغيرات ،وتحديد الخاصية.
كما ينبني اإلحصاء على مجموعة من الخطوات ،مثل :جمع البيانات
والمعطيات والمعلومات ،والتنظيم والتبويب ،والتمثيل ،والتحليل،
والتفسير ،واستخالص النتائج .ومن جهة أخرى ،ينبني اإلحصاء على
مجموعة من أساليب المعالجة القياسية التي اليمكن االستغناء عنها ،فقد
وظفها العلماء لتحصيل النتائج اليقينية الصادقة ،مثل :سيغموند فرويد،
وجان بياجيه ،وداروين ،وإميل دوركايم...
الفرع السابع :علم التدبير
يقصد بالتدبير ( ) Management/Gestionمجموعة من التقنيات
التي تستعملها مؤسسة ،أو منظمة ،أو مقاولة ،أو شركة ،لتحقيق أهدافها
العامة والخاصة .وتتمثل هذه التقنيات في التخطيط ،والتنظيم ،والتنسيق،
والقيادة ،والمراقبة .وقد يعني التدبير مجموعة من األشخاص الذين
يديرون اإلدارة ،أو المقاولة ،أو المؤسسة ،أو المنظمة ،سواء أكانوا
مديرين ،أم مدبرين ،أم أطرا ،أم مسيرين ،أم موجهين...
46
وللحكم على جودة هذه المرحلة ،يتم تقويم نوعية الوضعيات المهنية
المتبناة لنقل لمعرفة ،وكذا طبيعة الوسائل أو الشروط المتوفرة ،ثم الموارد
59
الموجودة لمتابعة نتائج عملية التكوين أو إعادة التكوين ورصدها".
وتشتق كلمة التدبير من فعل دبر تدبيرا .ومن ثم ،فكلمة" دبر نقيض كلمة
القبل ،.ودبر البيت مؤخرته وزاويته ،ودبر األمر وتدبره :نظر في عاقبته،
واستدبره :رأى في عاقبته ما لم ير في صدره ،والتدبير في األمر :أن
تنظر إلى ما تؤول إليه عاقبته ،والتدبر :التفكير فيه...والتدبير :أن يتدبر
60
الرجل أمره ويدبره .أي :ينظر في عواقبه".
وهكذا ،فالتدبير هو التخطيط المعقلن ،وترصد العواقب قبل اإلقدام على
فعل شيء ما ،والتفكير في األمور بجدية وعقالنية .وقد ورد التدبير في
القرآن الكريم بمعنى تدبر المعنى فهما ،وتفسيرا ،وتأويال ،كما ذهب إلى
ذلك ابن كثير في كتابه ( تفسير القرين العظيم) .وفي هذا الصدد ،يقول
ابن كثير في تفسير هذه الكلمة " :قد قال تعالى ":أفال يتدبرون القرآن ولو
كان من عند غير هللا لوجدوا فيه اختالفا كثيرا" ،يقول تعالى آمرا لهم
بتدبر القرآن ،وناهيا لهم عن اإلعراض عنه ،وعن تفهم معانيه المحكمة
61
وألفاظه البليغة"...
وعليه ،فالتدبير في مدلوله اللغوي بمعنى إعمال النظر والفكر ،وتوقع
العواقب قبل اإلقدام عليها حذرا واحترازا واجتنابا.62
- 59محمد أمزيان :تدبير جودة التعليم ،مطبعة أفريقيا الشرق ،الدار البيضاء ،المغرب،
الطبعة األولى سنة 2005م ،ص.103:
- 60ابن منظور :لسان العرب ،الجزء الرابع ،دار صبح بيروت ،لبنان ،إديسوفت ،الدار
البيضاء ،المغرب ،الطبعة األولى سنة 2006م ،ص.277-273:
- 61ابن كثير :تفسير القرين العظيم ،الجزء الثاني ،دار طيبة ،طبعة 1999م ،صص-345:
.346
- 62خالد الصمدي :مصطلحات تعليمية من التراث اإلسالمي ،منشورات المنظمة اإلسالمية
للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو ،الطبعة األولى سنة 2008م ،ص.181:
47
أما التدبير من حيث االصطالح ،فهو عبارة عن مجموعة من العمليات
والتقنيات واآلليات والخطط اإلجرائية التي يعتمد عليها المدبر لتنفيذ
األنشطة والتعلمات والمشاريع في إطار زمكاني معين انطالقا من كفايات
وأهداف محددة ،واعتمادا كذلك على مجموعة من الموارد والطرائق
والوسائل ،سواء أكانت مادية أم معنوية.
و تؤدي كلمة التدبير ( ،)Management/Gestionفي المعاجم
والقواميس األجنبية ،المعاني نفسها التي تؤديها في اللغة العربية ؛ حيث
تدل هذه الكلمة على القيادة والتخطيط والتسيير والتنظيم والقيادة والمراقبة
لتحقيق الجودة والفعالية .
ومن األكيد أن التدبير قد ارتبط باإلنسان قديما ،منذ تواجده في المجتمع
البشري ،فقد كان ينهج ،في حياته العملية ،سلوكا تدبيريا قائما على
التخطيط ،والتنظيم ،والتنسيق ،والقيادة ،والمراقبة ،ولكن بطريقة عفوية
الواعية والشعورية ،تنقصها مجموعة من المبادئ العلمية والتقنين
الموضوعي.
ولم يظهر علم التدبير إال في حضن علم االقتصاد ،وقد تبلور في البداية
في شكل تصورات ونظريات وأفكار في القرن التاسع عشر ،من خالل
انبثاق الثورة الصناعية األولى في أوروبا الغربية ،حينما تطورت
الرأسمالية اإلنتاجية بفضل استخدام اآللة ،وتطبيق نظمها في جميع مرافق
الحياة ،فحلت اآللة محل اإلنسان .و كان الهدف من ذلك هو الرفع من
اإلنتاج ،وتدبير الموارد بطريقة عقالنية وعلمية منظمة بغية فهم النسق
االقتصادي إنتاجا ،وتوزيعا ،وتبادال ،واستهالكا .وبالتالي ،فقد ارتبط علم
التدبير ،في هذه الفترة ،بنشأة المقاولة ،لكن النظريات العلمية المتعلقة بهذا
العلم لم تتشكل إال في القرن العشرين.
48
وعليه ،فقد كان علم التدبير يسعى إلى فهم طبيعة العمل بالمصانع
والمعامل ،وكيفية التعامل مع التقنيات الجديدة ،وكيفية معالجة طرائق
اإلنتاج من أجل تحقيق مردودية ممكنة وبشكل أفضل.
ومن أهم رواد علم التدبير أدم سميث( )Adam Smithالذي ركز على
فكرة تقسيم العمل في كتابه ( ثروة األمم) ،وشارل بابيج ( Charles
) Babbageالذي طرح مجموعة من األفكار التي تتعلق بعلم التدبير،
مثل :رصد تكاليف اإلنتاج الصناعي ،وكيفية تقديره ،وتبيان المعايير
الالزمة الختيار المكان األفضل لتوطين الصناعة ،و التركيز على أهمية
مدة اإلنجاز لكل عملية صناعية ،من خالل العمل على كيفية تطوير
عمليات اإلنتاج الصناعي.
وهناك أيضا هنري تاون( )Henry Towneالذي نشر مجموعة من
األفكار التدبيرية في مجلة (المعامالت) التي كانت تشرف عليها الجمعية
األمريكية للمهندسين الميكانيكيين .وقد ركز على النظرة الشاملة في
تصريف األعمال االقتصادية ،واإللمام بالمعلومات التقنية في مجال
التدبير ،وتحديد أماكن تواجد المواد األولية ،والتثبت من تغير أسعارها،
والتعرض إلى قضية األجور والتكاليف وغيرها...
ويمكن الحديث عن مجموعة من المدارس في علم التدبير ،و يمكن
حصرها فيما يلي:
/1المدرسة الكالسيكية:
لقد تبلورت هذه المدرسة في المجال الصناعي مع بداية القرن العشرين،
وكان هدفها هو رفع كفاءة العمل واإلنتاج .وقد ساهمت هذه المدرسة في
طرح مجموعة من األفكار التي أصبحت من صلب عمل التدبير .وتتفرع
هذه المدرسة إلى ثالثة اتجاهات .فاالتجاه األول يعنى بالتنظيم العلمي
للعمل ،بالت ركيز على زاوية إنتاجية العمل .ومن أهم ممثليه :رالف
49
تايلور( ، )F.Taylorوفرانك وليليان جلبرث (Frank et Liliane
) ، Gilberthوهنري جانت). (Henry Gantt
ويهتم االتجاه الثاني بالتنظيم الشامل إلدارة المقاولة ،وبالطرائق التي
تجعلها أكثر فاعلية.ومن أهم ممثليه :هنري فايول) (Henry Fayolكما
في كتابه (اإلدارة الصناعية الشاملة) الذي صدر سنة 1916م .وقد بنى
فايول تدبير اإلدارة على مجموعة من القواعد ،مثل :التنبؤ(تصور الهدف
الذي ينبغي تحقيقه) ،والتنظيم ،والتسيير أو القيادة ،والتنسيق ،والرقابة.
ويعرف فايول ،في أدبيات علم التدبير ،بالمبادئ األربعة عشرة التي
تتمثل في :تقسيم العمل(احترام التخصص) ،والتوازن بين السلطة
والمسؤولية ،وااللتزام بالنظام (معرفة الواجبات والحدود الفاصلة بين
المقررين والمنفذين) ،ووحدة األمر (مسؤول واحد) ،والمركزية،
والتراتبية اإلدارية ،ورفع األجور والمكافآت حسب اإلنتاجية والكفاءة
العلمية والعملية ،ووحدة الهدف ،وإرساء النظام المالي واالجتماعي ،ومبدأ
المساواة ،ومبدأ االستقرار في العمل ،ومبدأ المبادرة ،ومبدأ روح الفريق.
في حين ،اهتم االتجاه الثالث بالبيروقراطية اإلدارية ،بالتركيز على
السلطة في مجال اإلدارة واالقتصاد ،وتبيان أشكال تنظيمها .ومن أهم
ممثليه :ميشيل كروزيير( ،)Michel Crozierوماكس فيبر( Max
)weberالذي قسم السلطة إلى أنواع ثالثة :السلطة الكاريزمية التي تعود
إلى شخصية المسؤول اآلسرة التي تجعل اآلخرين يلتزمون بأوامرها
اقتناعا وإعجابا .والسلطة التقليدية القائمة على األعراف والتقاليد
والوراثة ،والسلطة الوظيفية الرسمية (البيروقراطية)...
/2مدرسة العالقات اإلنسانية:
إذا كانت المدرسة الكالسيكية مدرسة تقنية آلية ،فإن مدرسة العالقات
ذات طبيعة إنسانية ،تهتم بالعامل من حيث الجوانب النفسية ،واالجتماعية،
50
واإلنسانية .وقد تبلورت أفكارها ما بين 1920و1950م مع ألتون
مايو) .(Alton Mayoبيد أن هناك أسماء أخرى سابقة قد مهدت لهذه
المدرسة كروبرت أوين( ،)Robert Owenوهيجو مانستر بيرج( Hugo
،)Munster Bergوماري باركر فولت(.)Mary Parker Follett
/3المدرسة السلوكية:
ترتبط المدرسة السلوكية بالمثير واالستجابة ،ولها عالقة بمدرسة
العالقات اإلنسانية .وتعني هذه النظرية أن تحقيق الفعالية اإلنتاجية ال
تكون إال بالتحفيز المادي والمعنوي ،وإشباع رغبات العمال وحاجياتهم
العضوية والنفسية .ومن ثم ،تركز هذه المدرسة كثيرا على مفهوم التحفيز
من خالل ربط العالقة بين العامل والمعمل .وإذا كانت مدرسة العالقات
تركز كثيرا على الحوافز المادية ،فإن المدرسة السلوكية تركز على
الحوافز المعنوية.
ومن أهم نظريات هذه المدرسة نظرية أبراهام ماسلو( Abraham
) Maslowالتي تنبني على مجموعة من الحاجات التي ينبغي تلبيتها
وإشباعها ،كالحاجة الفيزيولوجية ،والحاجة إلى األمن ،والحاجة إلى
االنتماء ،والحاجة إلى احترام الذات ،والحاجة إلى تحقيق الذات.
/4المدرسة الحديثة:
لم يتأسس علم التدبير ،في الحقيقة ،إال مع المدرسة الحديثة في سنوات
الخمسين األخيرة من القرن الماضي .وقد انقسمت هذه المدرسة ،
بدورها ،إلى اتجاهات وتيارات مختلفة ،ولكل تيار رواده ومفكروه .ومن
أهم هذه االتجاهات اتجاه طرق التدبير الكمية الذي يعتمد على الرياضيات
والهندسة واإلحصاء والمعلوماتية ،واتجاه السلوك التنظيمي الذي يهتم
بالعالقات اإلنسانية بين المديرين وفرق العمال ،واتجاه نظرية النظم .ومن
51
جهة أخرى ،هناك اتجاهات حديثة في مجال التدبير ،مثل :أهمية عمل
الفرق ،وأهلية األطر ،وثورة معايير الجودة.
ولعلم التدبير وظيفة مركزية تتمثل في الوظيفة اإلدارية ،لكن تتفرع عنها
مجموعة من الوظائف الفرعية التي يمكن حصرها في:
الوظيفة التقنية القائمة على التصنيع ،والتحويل ،واإلنتاج؛
الوظيفة التجارية القائمة على الشراء ،والبيع ،والتبادل؛
الوظيفة المالية التي تتمثل في التوظيف األمثل للموارد المالية؛
الوظيفة األمنية التي تكمن في حفظ األموال واألشخاص؛
الوظيفة الحسابية التي تعنى بحساب المداخيل والمصاريف بطريقة
إحصائية.
ومن ناحية أخرى ،يرى هنري فايول أن للتدبير أربع وظائف أساسية هي:
التخطيط( التنبؤ) ،والتنظيم ،والقيادة أو اإلدارة ،والمراقبة على النحو
التالي:
/1التخطيط:
يعرف التخطيط بأنه بمثابة مسار من خالله يحدد المدبر مجموعة من
األهداف لتحقيقها إجرائيا ،باختيار إستراتيجيات العمل المناسبة لتبليغ هذه
األهداف .أي :يهدف التخطيط إلى رسم الخطة العامة التي توصل المدبر
أو المؤسسة إلى تحقيق مجموعة من األهداف ،في ضوء اإلمكانات
البشرية ،و المادية ،والمالية ،والظروف السياقية.
وينبني التخطيط على مجموعة من األبعاد ،مثل :البعد الزمني (متى)،
والبعد الغرضي( تحقيق األهداف) ،والبعد الشخوصي(من) ،والبعد الكيفي
(الطريقة والوسيلة) ،والعراقيل الممكنة (العوائق).
52
/2التنظيم:
الوظيفة الثانية للتدبير هي التنظيم .بمعنى تقسيم المنفذين إلى فرق عمل،
والتنسيق بين أنشطتها .بمعنى أن هذه الوظيفة تسعى إلى مساعدة األفراد
والجماعات لتحقيق أهدافها المشتركة .وال تتحقق هذه الوظيفة إال بتوفير
الموارد البشرية والمادية والمالية والتقنية والوسائل الممكنة والنماذج
المناسبة ،ورصد مختلف التفاعالت الموجودة بين األفراد والجماعات...
/3القيــــادة:
يسعى المدبر إلى إدارة الموظفين الذين يقومون بمهمة تنفيذ األعمال
وتصريفها ،والعمل على تطويرها ،والرفع من وتيرة سرعتها بطريقة
إيجابية .ومن ثم ،تقوم وظيفتا التواصل والتحفيز بأدوار مهمة على مستوى
التدبير ،والقيادة ،واإلدارة ،واإلشراف ،والتوجيه .والهدف من ذلك كله هو
تسهيل العمل ،والرفع من وتيرة اإلنتاج ،وتخفيض تكلفته ،وتحفيز العاملين
من أجل تحقيق األهداف المرسومة .ومن هنا ،تتوفر في القائد المدبر
مجموعة من الشروط :روح المبادرة واإلبداعية ،وقوة التأثير ،وكفاءة
التنبؤ ،والمرونة ،والصبر ،والعمل باألهداف ،والتركيز على العمل بدقة.
/4المراقبة:
تسعى المراقبة إلى اختبار الخطط المرسومة من خالل نتائجها المتحققة
في عالقتها باألهداف المسطرة .بمعنى أن المراقبة هي معالجة نقدية،
وسيرورة للبحث عن جودة المالءمة بين العمل وأهداف المؤسسة .ويعني
هذا كله أن مهمة المراقبة مبنية على قياس التقدم المتحقق عبر خطط
ومستويات لتبليغ هدف معين ،بتبيان درجة االنحراف الحاصلة عن
الوضعية الحالية والوضعية المرغوب في تحقيقها .فضال عن رصد
األسباب والمعالجات الضرورية.
53
وعلى العموم ،يرى هنري مينتزبيرج ( )Henry Mintzbergأن للتدبير
أدوارا أساسية ثالثة :دورا عالئقيا ،ودورا إعالميا ،ودورا تقريريا يتمثل
في أخذ القرار الصحيح والصائب والحسم في ذلك.
55
خاتمة
وهكذا ،نخلص إلى أن الديدكتيك ،أو علم التدريس ،علم يهتم بطرائق
التدريس وفق مقاربة عامة أو خاصة .وله عالقة وثيقة بالبيداغوجيا ،وعلم
النفس ،وعلم االجتماع ،واللسانيات ،والفلسفة ،واإلعالميات ،وعلم
التدبير... ،
ويتضمن الديدكتيك أو علم التدريس مجموعة من المفاهيم الرئيسة التي
تساعد الباحث التربوي على استيعاب محتويات التربية الخاصة ،واكتساب
مضامينها المختلفة .ومن ثم ،يقوم التعلم على مفهوم التمثالت الديدكتيكية
التي تسهم في بناء تعلمات المتعلمين ،ومجابهة الوضعيات اإلدماجية من
أجل إيجاد الحلول المناسبة لتلك الوضعيات المعقدة والمركبة.
ومن ناحية أخرى ،يستند الديدكتيك إلى تقطيع الدروس والوحدات
التعلمية إلى ثالثة مقاطع وظيفية ،تتمثل في المقطع التمهيدي ،والمقطع
الوسطي،والمقطع النهائي .ويشكل هذا كله ما يسمى بالسيناريو
البيداغوجي الذي يتالءم مع نموذج ديدكتيكي أو بيداغوجي معين.
وفي األخير ،يمكن الحديث عن نماذج بيداغوجية وتربوية وديدكتيكية
متنوعة ،يمكن حصرها فيما يلي:
النموذج الديدكتيكي التلقيني كما في المدرسة التقليدية؛
النموذج الديدكتيكي الحواري كما في التربية الحديثة؛
النموذج الديدكتيكي الهادف القائم على بيداغوجيا األهداف؛
النموذج الديدكتيكي الكفائي القائم على المقاربة بالكفايات؛
النموذج الديدكتيكي الهربارتي القائم على التمهيد ،وبناء الدرس،
والربط المنطقي بين مراحل الدرس ،واالستنتاج ،والتطبيق؛
56
النموذج اإلدماجي القائم على تنفيذ الوضعيات اإلدماجية؛
النموذج الديدكتيكي التنشيطي القائم على التنشيط الفردي والجماعي؛
النموذج الديدكتيكي اإلبداعي الذي يهدف إلى جعل المتعلم مبدعا في
أسرته ومدرسته ومجتمعه؛
النموذج الديدكتيكي الملكاتي القائم على الذكاءات المتعددة؛
النموذج الديدكتيكي الترابطي( )Connectivitéالقائم على توظيف
اإلعالميات الرقمية في التدريس.
57
ثبت المصادر والمراجع
المعاجم:
-1ابن كثير :تفسير القرين العظيم ،الجزء الثاني ،دار طيبة ،طبعة
1999م.
-2ابن منظور :لسان العرب ،دار صبح بيروت ،لبنان /وأديسوفت ،الدار
البيضاء ،المغرب /الطبعة األولى سنة 2006م.
-3أحمد أوزي :المعجم الموسوعي لعلوم التربية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء ،الطبعة األولى سنة 2006م.
-4عبد الكريم غريب :المنهل التربوي ،الجزء الثاني ،منشورات عالم
التربية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،المغرب ،الطبعة األولى
سنة 2006م.
58
-9أحمد عزت راجح:أصول علم النفس ،المكتب المصري الحديث،
اإلسكندرية ،مصر ،الطبعة الثامنة 1970م.
-10التومي عبد الرحمن :الجامع في ديدكتيك اللغة العربية ،مطبعة
المعارف ،الرباط ،المغرب ،الطبعة الثانية سنة 2016م.
-11جان بياجي :التوجهات الجديدة للتربية ،ترجمة :محمد الحبيب
بلكوش ،دار توبقال للنشر ،الدار البيضاء ،المغر ب ،الطبعة األولى
سنة1998م.
جميل حمداوي :ديدكتيك األنشطة التربوية في التعليم -12
األولي،أفريقيا الشرق ،الدار البيضاء ،المغرب ،الطبعة األولى سنة
2015م.
-13جميل حمداوي :األقسام المشتركة في التعليم االبتدائي
المغربي،منشورات مكتبة سلمى الثقافية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء ،المغرب ،الطبعة األولى سنة 2015م.
-14جميل حمداوي :محطات العمل الديدكتيكي ،منشورات مكتبة سلمى
الثقافية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،المغرب ،الطبعة األولى
سنة 2015م.
-15جميل حمداوي :نحو تقويم تربوي جديد (التقويم اإلدماجي)،
منشورات مكتبة سلمى الثقافية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،
المغرب ،الطبعة األولى سنة 2015م.
-16الحسن اللحية :بيداغوجيا التعاقد ،منشورات المعارف ،الرباط،
المغرب ،الطبعة األولى سنة 2010م.
59
-17خالد الصمدي :مصطلحات تعليمية من التراث اإلسالمي ،منشورات
المنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو ،الطبعة األولى سنة
2008م.
-18عبد العزيز القوصي :علم النفس :أسسه وتطبيقاته التربوية ،مكتبة
النهضة المصرية ،القاهرة ،مصر ،طبعة 1978م.
-19عبد العليم إبراهيم :الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ،دار
المعارف بمصر ،الطبعة السادسة.
-20عبد الكريم غريب والبشير اليعقوبي :التدريس بواسطة المجزوءات،
مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،المغرب.
-21عبد الكريم غريب :علم النفس المعاصر :التيارات والمدارس،
منشورات عالم التربية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،المغرب،
الطبعة األولى سنة 2012م.
-22عبد المجيد نشواتي ،علم النفس التربوي ،دار الفرقان للنشر
والتوزيع ،عمان ،األردن ،طبعة 1984م.
-23عبد الواحد أوالد الفقيهي :الذكاءات المتعددة :التأسيس العلمي،
منشورات مجلة علوم التربية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،
الطبعة األولى 2012م.
-24العربي اسليماني :المعين في التربية ،المطبعة والوراقة الوطنية،
مراكش ،المغرب ،الطبعة األولى سنة 2018م.
-25علي أحمد مدكور :طرق تدريس اللغة العربية ،دار المسيرة ،عمان،
األردن ،الطبعة الثانية 2010م.
-26علي الحوات :أسس علم االجتماع التربوي ،جامعة الفاتح ،طرابلس،
ليبيا ، ،طبعة 1979م.
-27مادي لحسن :تكوين المدرسين ،نحو بدائل لبناء الكفايات ،مطبعة
النجاح الجديدة ،الدار اليضاء،المغرب ،الطبعة األولى سنة 2001م.
60
، الدار البيضاء،أفريقيا الشرق، بيداغوجيا المعرفة: محمد أمزيان-28
.م2016 الطبعة األولى،المغرب
، المبادئ األساسية في طرق التدريس العامة: محمد حسين آل ياسين-29
. العراق، بغداد، ومكتبة الشعب، لبنان، بيروت،منشورات دار القلم
الدار، مطبعة النجاح الجديدة، تحليل العملية التعليمية: محمد الدريج-30
.م1983 الطبعة األولى سنة، المغرب،البيضاء
دار النهضة العربي، مقدمة في فلسفة التربية: محمد لبيب النجيحي-31
.م1992 الطبعة األولى سنة، لبنان، بيروت،للطباعة والنشر
:المراجع األجنبية
61
37-Flavell, J. H. (1979). Metacognition and cognitive
monitoring. American Psychologist, 34, 906-911
38-Giordan A. (1999) Une didactique pour les sciences
expérimentales. Paris : Belin.
39-Glaeser G. (1999) Une introduction à la didactique
expérimentale des mathématiques. Grenoble : La
Pensée Sauvage.
40-H . Gardner : The Mind's New Science : A History
of the cognitive Revolution, New York, Basic books,
1985.
41-J. Mehler : "Quand la science du comportement
devient psychologie de la connaissance", La Recherche
N°100, mai 1979, Volume 10.
42-Jean Piaget, Introduction à l'épistémologie
génétique, Paris, PUF, 1950.
43-Jean-Luc Roulin (dir.), Psychologie cognitive,
Bréal, Rosny-sous-Bois, 2006.
44-Mohamed Cherkaoui : Sociologie de l’éducation,
PUF, Paris, France, 1 édition 1986.
45-Mohamed Cherkaoui:Sociologie de l'éducation,
Que sais-je, PUF, 5 edition 1999.
46-Narcy-Combes M.-F. (2005) Précis de didactique,
devenir professeur de langues. Ellipses.
47-Patrick Lemaire, Psychologie Cognitive, De Boeck,
Bruxelles, 1999.
48-Pédagogie générales, Nancy, MAFPEN, 1987.
Reuchlin, « Psychologie », Paris, 1999.
62
49-Reuter Y. dir. (2007/2010) Dictionnaire des
concepts fondamentaux des didactiques. Bruxelles :
De Boeck.
50-Terrisse A. (2000) Didactique des disciplines. Les
références au savoir. De Boeck Université.
51-Viennot L. (2003) Raisonner en physique: La part
du sens commun. De Boeck Université.
المقـــاالت:
-52عبد العالي حمدولي( :اإلحصائيات التطبيقية في البحث التربوي)،
مجلة اهتمامات تربوية ،المغرب ،العدد الثامن ،األكاديمية الجهوية للتربية
والتكوين لجهة تادال -أزيالل2012 ،م.
المطبوعات :
63
السيـــرة العلـــمية:
64
األمازيغية ،وديدكتيك التعليم األولي ،والحياة المدرسية والتشريع التربزوي،
واإلدارة التربوية ،والكتابة النسائية...
-أديب ومبدع وناقد وباحث ،يشتغل ضمن رؤية أكاديمية موسوعية.
-شاعر وقصاص وكاتب مسرحي ،يكتب للصغار والكبار.
-مثل دورا سينمائيا فزي الفزيلم األمزازيغي (عسزل المزرارة) لمنتجزه عبزد هللا
فركوس ،وإخراج علي الطاهري
-حصززل مقالززه (نظريززة مززا بعززد االسززتعمار) علززى جززائزة الموقززع السززعودي
(األلوكة ).
-حصزززل علزززى جزززائزة مؤسسزززة المثقزززف العربزززي (سيدني/أسزززتراليا) لعزززام
2011م في النقد والدراسات األدبية.
-حصل على جائزة ناجي النعمان األدبية سنة2014م.
-عضو االتحاد العالمي للجامعات والكليات بهولندا.
-رئيس الرابطة العربية للقصة القصيرة جدا.
-رئيس المهرجان العربي للقصة القصيرة جدا.
-رئيس الهيئة العربية لنقاد القصة القصيرة جدا.
-رئيس الهيئة العربية لنقاد الكتابة الشذرية ومبدعيها.
-رئيس جمعية الجسور للبحث في الثقافة والفنون.
-رئيس مختبر المسرح األمازيغي.
-عضو الجمعية العربية لنقاد المسرح.
-عضو رابطة األدب اإلسالمي العالمية.
65
-عضو اتحاد كتاب العرب.
-عضو اتحاد كتاب اإلنترنت العرب.
-عضو اتحاد كتاب المغرب.
-له إسهامات نظرية في التربيزة ،وفزن القصزة القصزيرة جزدا ،وفزن الكتابزة
الشزززذرية ،واألدب الرقمزززي ،والمسزززرح ،ومنزززاهج النقزززد األدبزززي ،والكتابزززة
النسوية ،والبالغة الرحبة...
-باحث في الثقافة األمازيغية المغربية ،والسيما الريفية منها.
-خبير في البيداغوجيا والثقافة األمازيغية واألدب الرقمي.
-ترجمت مقاالته إلى اللغة الفرنسية و اللغة الكردية.
-نشززرت كتبززه بززالمغرب ،والجزائززر ،وتززونس ،وليبيززا ،واألردن ،ولبنززان،
والمملكة العربية السعودية ،واإلمارات العربية المتحدة ،والعراق.
-شارك في مهرجانات عربية عدة في كزل مزن :الجزائزر ،وتزونس ،وليبيزا،
ومصززر ،واألردن ،والسززعودية ،والبحززرين ،والعززراق ،واإلمززارات العربيززة
المتحدة،وسلطنة عمان...
-مستشززار فززي مجموعزززة مززن الصززحف والمجزززالت والجرائززد والزززدوريات
الوطنية والعربية.
-نشر أكثر من ألف وسبعين مقال علمي محكم وغير محكزم ،وعزددا كثيزرا
مزن المقززاالت اإللكترونيززة .ولزه أكثززر مززن ( )190كتزاب ورقززي ،وأكثززر مززن
مزززائتي ( )500كتزززاب إلكترونزززي منشزززور فزززي مزززوقعي (المثقزززف) وموقزززع
(األلوكة) ،وموقع (أدب فن).
-ومززن أهززم كتبززه :محاضززرات فززي لسززانيات الززنص ،وسوسززيولوجيا الثقافززة،
وميزززادين علزززم االجتمزززاع ،وأسزززس علزززم االجتمزززاع ،والعزززوالم الممكنزززة بزززين
66
النظرية والتطبيق ،واألدب الرقمي بزين النظريزة والتطبيزق ،وفقزه النزوازل،
ومفهوم الحقيقة في الفكر اإلسزالمي ،ومحطزات العمزل الديزدكتيكي ،وتزدبير
الحيززززاة المدرسززززية ،وبيززززداغوجيا األخطززززاء ،ونحززززو تقززززويم تربززززوي جديززززد،
والشززذرات بززين النظريززة والتطبيززق ،والقصززة القصززيرة جززدا بززين التنظيززر
والتطبيززق ،والروايززة التاريخيززة ،تصززورات تربويززة جديززدة ،واإلسززالم بززين
الحداثة وما بعزد الحداثزة ،ومجززءات التكزوين ،ومزن سزيميوطيقا الزذات إلزى
سززززيميوطيقا التززززوتر ،والتربيززززة الفنيززززة ،ومززززدخل إلززززى األدب السززززعودي،
واإلحصززاء التربززوي ،ونظريززات النقززد األدبززي فززي مرحلززة مابعززد الحداثززة،
ومقومات القصة القصيرة جدا عند جمال الدين الخضيري ،وأنزواع الممثزل
فزي التيزارات المسزرحية الغربيزة والعربيززة ،وفزي نظريزة الروايزة :مقاربززات
جديدة ،وأنطولوجيا القصة القصيرة جدا بالمغرب ،والقصزيدة الكونكريتيزة،
ومززن أجززل تقنيززة جديززدة لنقززد القصززة القصززيرة جززدا ،والسززيميولوجيا بززين
النظريززززة والتطبيززززق ،واإلخززززراج المسززززرحي ،ومززززدخل إلززززى السززززينوغرافيا
المسرحية ،والمسرح األمازيغي ،ومسرح الشباب بالمغرب ،والمزدخل إلزى
اإلخزززراج المسزززرحي ،ومسزززرح الطفزززل بزززين التزززأليف واإلخزززراج ،ومسزززرح
األطفززال بززالمغرب ،ونصززوص مسززرحية ،ومززدخل إلززى السززينما المغربيززة،
ومنزززاهج النقزززد العربزززي ،والجديزززد فزززي التربيزززة والتعلزززيم ،وببليوغرافيزززا أدب
األطفزززال بزززالمغرب ،ومزززدخل إلزززى الشزززعر اإلسزززالمي ،والمزززدارس العتيقزززة
بززززززززالمغرب ،وأدب األطفززززززززال بززززززززالمغرب ،والقصززززززززة القصززززززززيرة جززززززززدا
بالمغرب،والقصة القصيرة جدا عند السعودي علي حسن البطران ،وأعزالم
الثقافة األمازيغية...
-عنوان الباحث :جميل حمداوي ،صندوق البريد ،1799الناظور،62000
المغرب.
-جميزززل حمزززداوي ،صزززندوق البريزززد ،10372البريزززد المركززززي ،تطزززوان
،93000المغرب.
67
0672354338: الهاتف النقال-
0536333488: الهاتف المنزلي-
Hamdaouidocteur@gmail.com: اإليميل-
Jamilhamdaoui@yahoo.
68
الغالف الخارجي
يتناول هذا الكتاب مجموعة من الدروس والمحاضرات التي تندرج ضمن
مادة الديدكتيك ،أو علم التدريس ،أو مادة التربية الخاصة.ومن ثم ،يتوجه
الكتاب إلى المكونين واألساتذة والطلبة المهتمين بقضايا التربية والتعليم
بصفة خاصة .ومن ثم ،يجمع هذا الكتاب المبسط والميسر مجموعة من
المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بالديدكتيك ،أو فن التدريس .ويعني هذا أن
الكتاب تعريف بمجمل قضايا علم الديدكتيك ومجاالته ،بالتوقف عند
مفاهيمه ،ودراسة مواضيعه المتشعبة ،واستكشاف قضاياه المختلفة
والمتعددة ،واستقصاء مرجعياته النظرية والتطبيقية.
69