You are on page 1of 10

‫املركز اجلهوي ملهن الرتبية والتكوين‬

‫ادلار البيضاء ‪ -‬سطات‬


‫الفرع الاقلميي‪ :‬اجلديدة‬
‫شعبة علوم احلياة وا ألرض‬

‫‪2021/2022‬‬ ‫مجزوءة تدبير التعلمات‬


‫تأطير األستاذ احمد حمداني‬

‫التدبير التربوي‬
‫اعداد‬
‫هيبة التائب‬
‫تقديم‬
‫إذا كان تخطيط التعلمات الخطوة األولى في العملية التعليمية التعلمية فإن التدبير ال يقل أهمية عنه‪ ،‬ومن خالله يتم أجرأة ما‬
‫تم التخطيط له وبالتالي فنجاح العملية يتوقف على حسن التدبير‪ .‬ومهما بذلنا من جهد في عملية التخطيط فال قيمة له إذا لم‬
‫يكن تدبير التعلمات ناجعا‪ .‬وإذا كان التخطيط تصورا نظريا استشرافيا‪ ،‬فإن التدبير تنفيذ وإنجاز وتطبيق لهذه الخطة النظرية‬
‫التنبؤية‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يقول الدكتور محمد أمزيان بأن التدبير" مرحلة التطبيق الفعلي للخطط والبرامج‪ ،‬ويتم خاللها تدبير‬
‫وضعيات التعليم والتعلم‪ .‬كما يتم أيضا بناء الوضعيات التي تسمح بنقل المعارف والخبرات والقيم للمستفيدين وفق خطة‬
‫محكمة‪ .‬وللحكم على جودة هذه المرحلة‪ ،‬يتم تقويم نوعية الوضعيات المهنية المتبناة لنقل لمعرفة‪ ،‬وكذا طبيعة الوسائل أو‬
‫الشروط المتوفرة‪ ،‬ثم الموارد الموجودة لمتابعة نتائج عملية التكوين أو إعادة التكوين ورصدها "‪.‬‬
‫الفهرس‬
‫تقديم ‪1 ..............................................................................................................................................‬‬

‫‪ -1‬أصل ونشأة مفهوم التدبير ‪3 ...............................................................................................................‬‬

‫أ‪ .‬التدبير لغة‪3 .................................................................................................................................‬‬

‫ب‪ .‬التدبير اصطالحا ‪3 ........................................................................................................................‬‬

‫ت‪ .‬نشأة مفهوم التدبير ‪3 ....................................................................................................................‬‬

‫ج‪ .‬نشأة التدبير التربوي ‪4 ..................................................................................................................‬‬

‫‪ -2‬تدبيرالتعلمات ‪4 ...............................................................................................................................‬‬

‫أ‪ .‬التدبير البيداغوجي والتدبير الديداكتيكي ‪4 ............................................................................................‬‬

‫ب‪ .‬الفرق بين التدبير البيداغوجي والتدبير الديداكتيكي ‪6 ............................................................................‬‬

‫‪ -3‬أهمية تدبير التعلمات في تجويد األنشطة التعليمية التعلمية ‪6 .......................................................................‬‬

‫‪ -4‬أنواع التدبير التربوي ‪6 .....................................................................................................................‬‬

‫‪ .5‬وظائف وأبعاد التدبير التربوي ‪8 ..........................................................................................................‬‬

‫أ‪ .‬وظائف التدبير التربوي‪8 .................................................................................................................‬‬

‫ب‪ .‬ابعاد التدبير التربوي ‪8 ..................................................................................................................‬‬

‫‪-6‬المصادر ‪9 ....................................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬أصل ونشأة مفهوم التدبير‬
‫أ‪ .‬التدبير لغة‬
‫تشتق كلمة التدبير من فعل دبر تدبيرا‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فكلمة " دبر نقيض كلمة القبل‪ ،‬ودبر البيت مؤخرته وزاويته‪ ،‬ودبر األمر‬
‫وتدبره‪ :‬نظر في عاقبته‪ ،‬واستدبره‪ :‬رأى في عاقبته ما لم ير في صدره‪ ،‬والتدبير في األمر‪ :‬أن تنظر إلى ما تؤول إليه عاقبته‪،‬‬
‫والتدبر‪ :‬التفكير فيه‪...‬والتدبير‪ :‬أن يتدبر الرجل أمره ويدبره‪ .‬أي‪ :‬ينظر في عواقبه (ابن منظور‪.)2006،‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فالتدبير هو التخطيط المعقلن‪ ،‬وترصد العواقب قبل اإلقدام على فعل شيء ما‪ ،‬والتفكير في األمور بجدية وعقالنية‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فالتدبير في مدلوله اللغوي بمعنى إعمال النظر والفكر‪ ،‬وتوقع العواقب قبل اإلقدام عليها حذرا واحترازا واجتنابا‬
‫(الصمدي‪.)2008،‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬يعني التدبير مجموعة من القواعد التي تتعلق بقيادة المقاولة االقتصادية وتنظيمها وتسيير دفتها‪ .‬أي‪ :‬إن‬
‫مفهوم التدبير مفهوم اقتصادي بامتياز‪ ،‬يرتبط كل االرتباط بتسيير الشركات والمقاوالت‪ .‬واآلتي‪ ،‬أنها بمثابة إدارة شاملة‬
‫لمؤسسة أو مقاولة أو منظمة ما تعمل جادة لتحقيق الجودة المطلوبة‪ ،‬وفق مجموعة من المبادئ المتدرجة والمتالحقة والمتكاملة‬
‫التي تتمثل في‪ :‬التخطيط‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬والتنسيق‪ ،‬والقيادة‪ ،‬والمراقبة (حمداوي‪..)2013،‬‬
‫إذا كان التخطيط تصورا نظريا استشرافيا‪ ،‬فإن التدبير تنفيذ وإنجاز وتطبيق لهذه الخطة النظرية التنبؤية‪ .‬وفي هذا الصدد‪،‬‬
‫يقول الدكتور محمد أمزيان بأن التدبير "مرحلة التطبيق الفعلي للخطط والبرامج (أمزيان‪" .)2005،‬‬

‫ب‪ .‬التدبير اصطالحا‬


‫التدبير اصطالحا هو عبارة عن مجموعة من العمليات والتقنيات واآلليات والخطط اإلجرائية التي يعتمد عليها المدبر لتنفيذ‬
‫األنشطة والتعلمات والمشاريع في إطار زمكاني معين‪ ،‬انطالقا من كفايات وأهداف محددة‪ ،‬واعتمادا كذلك على مجموعة من‬
‫الموارد والطرائق والوسائل‪ ،‬سواء أكانت مادية أم معنوية‪.‬‬

‫وتؤدي كلمة التدبير )‪ (Gestion/Management‬في المعاجم والقواميس األجنبية المعاني نفسها التي تؤديها في اللغة‬
‫العربية‪ ،‬حيث تدل هذه الكلمة على القيادة والتخطيط والتسيير والتنظيم والقيادة والمراقبة لتحقيق الجودة والفعالية‬
‫(حمداوي‪.)2013،‬‬

‫ت‪ .‬نشأة مفهوم التدبير‬


‫أن التدبير قد ارتبط باإلنسان حيث كان ينهج في حياته العملية سلوكا تدبيريا قائما على التخطيط والتنظيم والقيادة والمراقبة‪،‬‬
‫لكن بطريقة عفوية ال واعية والشعورية‪ ،‬تنقصها المبادئ العلمية والتقنين الموضوعي‪ .‬بيد أن علم التدبير لم يظهر إال في‬
‫حضن علم االقتصاد‪ ،‬وقد تبلور في البداية في القرن التاسع عشر على شكل تصورات ونظريات وأفكار‪ ،‬مع انبثاق الثورة‬
‫الصناعية األولى في أوروبا الغربية‪ ،‬حينما تطورت الرأسمالية اإلنتاجية بفضل استخدام اآللة‪ ،‬وتطبيق نظمها في جميع مرافق‬
‫الحياة‪ ،‬فحلت اآللة محل اإلنسان‪ .‬وكان الهدف من ذلك هو الرفع من اإلنتاج‪ ،‬وتدبير الموارد بطريقة عقالنية وعلمية منظمة‪،‬‬
‫بغية فهم النسق االقتصادي إنتاجا وتوزيعا وتبادال واستهالكا‪ .‬وعليه‪ ،‬فقد كان علم التدبير يسعى إلى فهم طبيعة العمل بالمصانع‬
‫والمعامل‪ ،‬وكيفية التعامل مع التقنيات الجديدة‪ ،‬وكيفية معالجة طرائق اإلنتاج من أجل تحقيق مردودية ممكنة وبشكل أفضل‪.‬‬

‫اذن يمكن القول فقد ارتبط علم التدبير في هذه الفترة بنشأة المقاولة‪ ،‬لكن النظريات العلمية المتعلقة بهذا العلم لم تتشكل إال في‬
‫القرن العشرين‪ .‬حيث ظهرت مجموعة من المفكرين في هذا المجال‪ ،‬ومن أهم رواد علم التدبير نذكر كال من‪ :‬أدم سميث‬
‫(فيلسوف أخالقي وعالم اقتصاد أسكتلندي و مؤسس علم االقتصاد الكالسيكي ومن رواد االقتصاد السياسي) الذي ركز على‬
‫فكرة تقسيم العمل في كتابه (ثروة األمم)‪ ،‬وشارل بابيج (عالم رياضي وفيلسوف ومخترع ومهندس ميكانيكي بريطاني ابتكر‬
‫مفهوم الحاسوب القابل للبرمجة) الذي طرح مجموعة من األفكار التي تتعلق بعلم التدبير‪ ،‬مثل رصد تكاليف اإلنتاج الصناعي‪،‬‬
‫وكيفية تقديره‪ ،‬وتبيان المعايير الالزمة االختيار المكان األفضل لتوطين الصناعة‪ ،‬والتركيز على أهمية مدة اإلنجاز لكل‬
‫عملية صناعية‪ ،‬مع العمل على كيفية تطوير عمليات اإلنتاج الصناعي‪.‬‬

‫سا ميكانيكيًا ورجل أعمال أمريكيًا‪ ،‬عُرف باسم منظم اإلدارة المبكر) الذي نشر مجموعة من‬
‫وهناك أيضا هنري تاون (مهند ً‬
‫األفكار التدبيرية في مجلة المعامالت التي كانت تشرف عليها الجمعية األمريكية للمهندسين الميكانيكيين‪ ،‬وقد ركز على‬
‫النظرة الشاملة في تصريف األعمال االقتصادية‪ ،‬واإللمام والمعلومات التقنية في مجال التدبير‪ ،‬وتحديد أماكن تواجد المواد‬
‫األولية‪ ،‬والتثبت من اخر أسعارها‪ ،‬والتعرض إلى قضية األجور والتكاليف وغيرها‪.‬‬

‫ج‪ .‬نشأة التدبير التربوي‬


‫برزت نشأة التدبير التربوي في المؤسسات المدرسية‪ ،‬بحيث تمثلت في االنتقال من مرحلة التسيير اإلداري المرتكز على‬
‫الزعامة والسلطوية وتنفيذ القرارات‪ ،‬إلى مرحلة التدبير التربوي التشاركي كمقاربة تراهن على انخراط مختلف الفاعلين‬
‫من اجل المشاركة في اتخاذ وتنفيذ االستراتيجيات‪ ،‬هذا التطور في أداء اإلدارة المدرسية ناتج عن تغيير النظرة نحو العملية‬
‫التربوية ككل‪ ،‬حيث اهتمت بنمو شخصية الطفل من جميع نواحيها‪ ،‬وأخذت بعين االعتبار استعداداته وميوالته مع إبراز‬
‫دور األستاذ في توجيهه لبناء تعلماته‪ ،‬مما فرض على اإلدارة المدرسية التركيز على الطفل بشكل خاص‪.‬‬

‫‪ -2‬تدبيرالتعلمات‬
‫عملية تهدف إلى توفير تنظيم فعال داخل القسم من خالل مجموعة من األفعال واألعمال التي يقوم بها المدرس لتوفير الظروف‬
‫الالزمة والمحافظة على استمرارها لحدوث تعلم في ضوء األهداف التعليمية المحددة سلفا (التخطيط ورقي‪ ،‬تصور ذهني‪،‬‬
‫وتدبير قبلي‪ )...‬إلحداث تغييرات في سلوك المتعلمين وتطوير إمكاناتهم بأقل جهد ووقت ممكن‪.‬‬

‫إذا كان التخطيط يعتبر تصورا نظريا استشرافيا‪ ،‬يضع خالله المدرس الخطط للتعليمات‪ ،‬فان التدبير يعتبر تنفيذا وإنجازا‬
‫لهذه الخطة النظرية التنبؤية‪ ،‬يتم من خاللها تدبير وضعيات التعليم والتعلم‪ ،‬بما يسمح بنقل المعارف والخبرات والقيم للمتعلمين‬
‫وفق خطة محكمة ويقوم التدبير على إنجاز عمليات‪ ،‬ديداكتيكية وبيداغوجية‪ ،‬ترتكز على تدبير األنشطة المرتبطة بالمحتويات‪،‬‬
‫واستعمال الوسائل الديدكتيكية‪ ،‬وطرائق التدريس‪ ،‬وتدبير الفضاء الفصلي‪ ،‬وتنظيم اإليقاعات المدرسية‪ ،‬وتحقيق التواصل‬
‫بشكل لفظي وغير لفظي‪ .‬التدبير هو مجموعة من األفعال التي يتصورها المدرس المدرس وينظمها وينفذها مع تالمذته ومن‬
‫أجلهم‪ ،‬قصد دفعهم إلى االنخراط في التعلمات ودعمهم وتوجيههم وتطوير تعلماتهم (كليرمنت‪.)1997،‬‬

‫أ‪ .‬التدبير البيداغوجي والتدبير الديداكتيكي‬


‫للحديث عن التدبير البيداغوجي فالبد من االشارة الى فرعيه االساسيين وهما‪꞉‬‬

‫× تدبير المشاريع التربوية‪ ꞉‬فالمشروع ينصب على انجاز مهمة او نشاط تربوي وفق مجموعة من االهداف المسطرة‬
‫في ظل توفر جملة من الموارد البشرية والمادية فأوضاع زمكانية معينة‪ ،‬وغالبا ما تكون المشاريع البيداغوجية مشاريع‬
‫تهدف استفادة المكون والمكون (مشاريع ثقافية‪ ،‬ديداكتيكية‪)... ،‬‬
‫× تدبير التكوين‪ ꞉‬تتمثل في مدة التكوين التي يمر بها المتدربين لتأهيلهم وفق مجزوءات اجبارية وتكميلية وداعمة‪ ،‬على‬
‫ان يتم تقويمهم قبليا وتكوينيا واشهاديا‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬يعرف المشروع التربوي مجموعة من المراحل‪ ،‬مثل‪ :‬تدبير المدخالت‪ ،‬وتدبير العمليات‪ ،‬وتدبير المخرجات‪ ،‬وتدبير‬
‫المخاطر‪ ،‬وهذا كله من أجل تحقيق الجودة الحقيقية والفعالة‪.‬أما تدبير التكوين‪ ،‬فيقصد به وضع خطة متقنة وجيدة لتأهيل‬
‫المتدربين والموارد البشرية في ضوء مجزوءات إجبارية وتكميلية وداعمة‪ ،‬لتمهيرهم بكفاءات مهنية‪ ،‬وقدرات حرفية‪ ،‬كأن‬
‫نزود هؤالء بمهارات وقدرات معرفية في مجال التربية العامة والخاصة‪ ،‬أو نمكنهم بآليات البحث التربوي وطرائق التدريس‪،‬‬
‫أو نقدم لهم معلومات تشريعية تتعلق بالوظيفة العمومية‪...‬ويعني هذا كله أن التدبير البيداغوجي يهتم بالموارد البشرية من‬
‫حيث التخطيط‪ ،‬والتوظيف‪ ،‬والتعيين‪ ،‬بعد عمليات االستقطاب واالختيار واالنتقاء‪ .‬عالوة على تحليل العمل وتوزيعه‬
‫وتخصيصه‪ ،‬وتوصيف الوظيفة بكل مكوناتها‪ ،‬وترتيبها ترتيبا هرميا في شكل ساللم ودرجات ورتب‪ ،‬وتدريب الموظفين‬
‫وتكوينهم وفق معايير الجودة‪ ،‬وتأهيلهم تأهيال كفائيا‪ ،‬وتقويم أدائهم تقويما قبليا وتكوينيا وإجماليا وإدماجيا وإشهاديا‪ ،‬وتنمية‬
‫مسارهم الوظيفي بشكل مستمر‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬واليمكن الحديث عن التدبير البيداغوجي إال في ضوء سياسية تخطيطية تنبؤية‪ ،‬ووجود المكونين األكفاء‪ ،‬وعدة التكوين‪،‬‬
‫وتوفر اإلمكانيات البشرية والمادية والمالية بغية تحقيق الكفايات النمائية والمستعرضة‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬فالتدبير البيداغوجي الناجع هو الذي ينصب على تدبير التكوين وتدبير المشاريع‪ .‬وأكثر من هذا‪ ،‬فالتدبير البيداغوجي‬
‫هو مجموعة من التقنيات التي يلتجئ إليها المكون في عملية التكوين لتحقيق أهدافه‪ ،‬وتنمية الكفايات المكتسبة‪...‬وأكثر من‬
‫هذا‪ ،‬يهتم التدبير البيداغوجي بتكوين األطر‪ ،‬وإيجاد المناهج والتقنيات المناسبة والكفيلة لحل المشاكل المعقدة‪ ،‬ومواجهة‬
‫الوضعيات اإلدماجية المستعصية‪ ،‬وتدبير الفضاء الزمكاني لتوفير حياة مدرسية سعيدة‪ ،‬مع التركيز على عمليات التخطيط‬
‫والتنظيم والتنسيق والمراقبة والتقويم‪ ،‬وتدبير الندوات والدروس والمشاريع المشتركة‪ ،‬بله عن تدبير األقسام المشتركة‪،‬‬
‫وتدبير التعليم األولي‪ ،‬وتدبير المعوقين أو ذوي الحاجيات الخاصة‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬يعنى التدبير البيداغوجي بالتعليم المصغر‪ ،‬وتدبير البحوث التربوية‪ ،‬وتدبير التعلمات‪ ،‬وتدبير العمل‬
‫الجماعي في ضوء معطيات علم النفس االجتماعي أو ديناميكية الجماعات‪ ،‬وتدبير التنشيط وفق الطرائق البيداغوجية الحديثة‬
‫أو الفعالة‪.‬‬

‫أما التدبير الديداكتيكي فيشير الى تدبير العملية التعليمية التعلمية على مستوى المدخالت والسيرورات والمخرجات‪ ،‬وله‬
‫عالقة بالمصطلحات أخرى من قبيل‪ ꞉‬فن التدريس ـ إدارة القسم ـ قيادة القسم ـ تدبير القسم‪.‬‬

‫يتعلق التدبير الديداكتيكي بتدبير العملية التعليمية – التعلمية على مستوى المدخالت (األهداف والكفايات)‪ ،‬والعمليات‬
‫(المحتويات والطرائق ووسائل اإليضاح)‪ ،‬والمخرجات (التقويم‪ ،‬والفيدباك‪ ،‬والمعالجة‪ ،‬والدعم)‪ ،‬وال ننسى أيضا تدبير‬
‫التعلمات‪ ،‬وتدبير اإليقاعات الزمانية‪ ،‬وتدبير الفضاءات الدراسية‪ ،‬وتدبير عملية المراقبة والتقويم‪.‬‬

‫وللتدبير الديداكتيكي عالقة وثيقة بمصطلحات أخرى‪ ،‬مثل‪ :‬اإللقاء‪ ،‬والتدريس‪ ،‬وإدارة الصف‪ ،‬وقيادته‪ ،‬ومن هنا‪ ،‬يعنى‬
‫التدبير الديداكتيكي ببناء وضعيات تعليمية‪ -‬تعلمية تطبيقية في مدة معينة‪ ،‬وتدبيرها في مستوى دراسي معين‪ ،‬أو ضمن‬
‫مستويات دراسية مختلفة من مستويات المدرسة االبتدائية أو اإلعدادية أو التأهيلية‪ ،‬إما داخل فصل دراسي أحادي‪ ،‬وإما‬
‫داخل فصل دراسي مشترك‪ ،‬اعتمادا على مجموعة من الوثائق والبرامج الرسمية‪ ،‬باستعمال أشكال التنفيذ وفق مقاربات‬
‫متنوعة ومختلفة‪ ،‬مثل‪ :‬المقاربة اإلبداعية‪ ،‬والمقاربة بالمضامين‪ ،‬والمقاربة باألهداف‪ ،‬والمقاربة بالذكاءات المتعددة‪،‬‬
‫والمقاربة بالملكات‪ ،‬والمقاربة بالكفايات و اإلدماج‪ ...‬ويعني هذا أن التدبير الديداكتيكي هو بناء الدرس في شكل وضعيات‬
‫ديداكتيكية وإدماجية‪ ،‬حسب مقاطع فضائية وزمانية معينة‪ ،‬بالتركيز على مجموعة من األنشطة التي يقوم بها المعلم والمتعلم‬
‫معا‪ ،‬وفق طرائق بيداغوجية ووسائل ديداكتيكية معينة‪ ،‬مع تمثل معايير ومؤشرات محددة في التقويم والمعالجة‪.‬‬

‫ب‪ .‬الفرق بين التدبير البيداغوجي والتدبير الديداكتيكي‬


‫التدبير البيداغوجي هو الشمولية في التدبير في الجانب التربوي‪ ،‬ومنه ينبثق التدبير الديداكتيكي مما يعطي طابعا تكامليا‬
‫للعالقة بينهما‪ ،‬حيث ان التدبير البيداغوجي يمد المدرس بالوسائل وتقنيات التنشيط‪ ،‬والسبل التي تسهل التعامل مع الوضعيات‬
‫المهنية المستعصية‪ ،‬فيتمكن المدرس من حسن تدبير العملية التعليمية التعلمية‪ ،‬وضمان نجاحها‪.‬‬

‫الجدول اسفله يبن مميزات كل من التدبير البيداغوجي والتدبير الديداكتيكي ‪꞉‬‬


‫التدبير البيداغوجي‬ ‫التدبير الديداكتيكي‬
‫◄ تدبير الشأن التربوي بشكل عام‪.‬‬ ‫◄ ادارة الفصل بشكل خاص‪.‬‬
‫◄ تدبير الموارد البشرية و المادية و المعنوية‬ ‫◄ تدبير العملية التعليمية التعلمية من حيث تدبير‬
‫الفصل‪ ,‬التعلمات ‪ ,‬االنشطة‪ ,‬الطرق و الوسائل‪ ,‬الزمان و (المنهاج‪ ,‬االطرالتربوية‪ ,‬البرامج‪)...‬‬
‫المكان‪ ,‬تقويم و الدعم‪.‬‬
‫◄ يؤطر مجموع العالقات التي او تجمع بين المدرسين‬ ‫◄يؤطر العالقة بين المدرس والمادة المدرسة‪.‬‬
‫و المتعلمين‪.‬‬
‫◄تدبير الطرق البيداغوجية التعليمية‪.‬‬ ‫◄العمل بالطرائق البيداغوجية و الوسائل الديداكتيكية‪.‬‬
‫◄تدبير اشكال التواصل والتفاعالت‪.‬‬ ‫◄بناء وضعيات تعليمية تعلمية تتناسب مع المادة‬
‫المدرسة‪.‬‬
‫◄مراعات الموارد المادية و البشرية‬ ‫◄مراعات الشروط السوسيومعرفية و االيقاعات‬
‫المتفاوتة بين المتعلمين‪.‬‬

‫‪ -3‬أهمية تدبير التعلمات في تجويد األنشطة التعليمية التعلمية‬


‫تتجلى هذه األهمية في كون التدبير يسعى الى أجرأة الكفايات واألهداف في أرض الواقع عن طريق وضعيات ديداكتيكية‬
‫إجرائية وجذاذات مقطعية قابلة للتنفيذ والتطبيق على شكل مقاطع تعليمي ة‪-‬تعلمية‪ ،‬من خالل وضع التعلمات في إطار سياقي‬
‫وذلك باالنطالق من وضعيات مشكلة واقعية ومعاشة من طرف المتعلمين‪.‬‬
‫ويهدف كذلك الى عقلنة العملية التعليمية التعلمية و بالتالي التخلص من العشوائية و العفوية واالرتجالية توفير الشروط الكفيلة‬
‫بخلق تفاعالت مساهمة في تطوير العملية التعليمية‪-‬التعلمية من خالل اعتماد مبدأ الصراعات المعرفية السوسيومعرفية النابعة‬
‫من الوضعيات المقترحة للمتعلم‪ ،‬االمر الذي يسمح له بجعل معرفته السابقة في تقابل مع معرفته الجديدة‪.‬‬

‫‪-4‬أنواع التدبير التربوي‬


‫التدبير الديداكتيكي‬ ‫التدبير البيداغوجي‬

‫األستاذ المتدرب والموارد‬ ‫األطراف‬


‫األستاذ و المتعلمين‬ ‫األستاذ والمتعلمين‬
‫البشرية‬ ‫المعنية‬

‫تدبير الوسائل‬ ‫تدبير الزمن‬ ‫تدبير الفصل‬ ‫تدبير التعلمات‬ ‫تدبير التكوين‬ ‫تدبير المشاريع التربوية‬ ‫أنواع التدبير‬
‫يقصد به كيفية‬ ‫يعتبر زمن التعلم ركيزة‬ ‫كل ما يقنن العالقات‬ ‫يقصد به كيفية تقديم المادة‬ ‫يقصد به وضع خطة متقنة‬ ‫مجموع من العمليات و‬
‫تحضير هذه الوسائل‬ ‫أساس للعملية التربوية‬ ‫األفقية التي تربط بين‬ ‫الدراسية‪ ،‬و كيفية تدبير‬ ‫لتأهيل المتدربين و‬ ‫التقنيات و اآلليات و‬
‫وتدبير عملية‬ ‫برمتها‪ ،‬حيث تنص جميع‬ ‫التالميذ فيما بينهم و كذا‬ ‫مختلف الوضعيات التعليمية‬ ‫الموارد البشرية وذلك‬ ‫الخطط اإلجرائية التي‬
‫استثمارها‪ ،‬وهي‬ ‫التشريعات اإلدارية‬ ‫العالقات العمودية التي‬ ‫التعلمية‪ ،‬واألنشطة المقدمة‪،‬‬ ‫للحصول على كفاءات‬ ‫يعتمد عليها المدبر لتنفيذ‬
‫شروط تفرض نفسها‬ ‫والتربوية على حسن تدبير‬ ‫ترب ط بين األستاذ و‬ ‫والطرائق واألساليب‬ ‫مهنية و قدرات معرفية‬ ‫األنشطة و المشاريع في‬
‫في وضعية االستعانة‬ ‫الزمن‪ ،‬واستغالل‬ ‫المتعلمين بهدف إرساء‬ ‫المعتمدة بما يسمح بنقل‬ ‫عالية‬ ‫إطار زمكاني محدد‬
‫بوثائق أو أسناد من‬ ‫الحصص المدرسية بشكل‬ ‫قواعد تنظيمية من شانها‬ ‫المعرفة العالمة إلى صيغة‬ ‫انطالقا كن كفايات و‬
‫خارج الكتاب المدرسي‬ ‫هادف ومعقلن‪ .‬إذ كلما تم‬ ‫أن تحد من السلوكيات‬ ‫قابلة للتدريس وفق خطة‬ ‫أهداف محددة و اعتمادا‬
‫المقرر‪ ،‬أو اعتماد‬ ‫التحكم في الزمن وتم ا‬ ‫التي تؤول دون مناخ‬ ‫محكمة ديالكتيكية و‬ ‫على مجموعة من‬
‫موارد رقمية أو أدوات‬ ‫استغالله استغالل أمثال‬ ‫صالح للتعلم‬ ‫بيداغوجية و باستعمال‬ ‫الموارد و الطرائق و‬
‫مخبرية‬ ‫كلما ارتفع التحصيل‬ ‫مختلف طرائق التدريس‬ ‫الوسائل‬
‫الدراسي عند المتعلمين‬ ‫وكذا تدبير الفصل و الزمان‬
‫وتحققت مردودية مدرسية‬ ‫و الوسائل‪.‬‬
‫أفضل‪.‬‬
‫‪ .5‬وظائف وأبعاد التدبير التربوي‬
‫أ‪ .‬وظائف التدبير التربوي‬
‫‪ ‬التخطيط‪ :‬عملية ذهنية وكتابية استباقية وتصور مسبق لجميع عناصر وأبعاد العملية التعليمية التعلمية بهدف تنمية كفاية معينة‬
‫باإلضافة إلى أنه يساهم في إعطاء معنى للتعلمات‪.‬‬
‫‪ ‬التنظيم‪ :‬تحديد كيفية إنجاز العمل واستعمال الموارد وتوزيع المهام لتنفيذ القرارات المتخذة بكيفية فعالة‪ .‬وال تتحقق‬
‫هذه الوظيفة اال بتوفير الوسائل الممكنة والنماذج المناسبة‪ ،‬ورصد مختلف التفاعالت الموجودة بين األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬التنسيق‪ :‬يسعى المدبر الى ادارة المجموعة التي تقوم بمهمة تنفيذ األعمال وتصريفها‪ ،‬والعمل على تطويرها‪ ،‬والرفع من‬
‫وتيرة سرعتها بطريقة ايجابية‪ .‬وذلك من خالل التواصل والتحفيز من أجل تحقيق األهداف المرسومة‪.‬‬
‫‪ ‬المراقبة‪ :‬مراجعة المهام واألداء المنجز للتعرف على ما تم تنفيذه بالمقارنة لما خطط ونظم له في ظل الرؤيا والمهمة‬
‫واالستراتيجيات المرسومة مسبقا ً واتخاذ اإلجراء الالزم في حال وجود تفاضل أو اختالف‪.‬‬

‫ب‪ .‬ابعاد التدبير التربوي‬


‫‪ ‬البعد العالئقي الوجداني‪ :‬الوجداني هو كل ما يتعلق بالعواطف واالنفعاالت والمواقف اما العالئقي هو كل ما يتعلق‬
‫بالعالقات الموجودة داخل الفصل الدراسي‪.‬‬
‫‪ ‬البعد البيداغوجي الديداكتيكي‪ :‬بيداغوجي ألنه يتعلق بتدبير فضاء القسم وتشغيل التالميذ واالشتغال معهم وديداكتيكي‬
‫كونه يتعلق بمنهجيات معالجة المادة المدرسة‪.‬‬
‫‪ ‬البعد التنظيمي‪ :‬يهتم هذا البعد بتنظيم وتدبير كل من الزمن‪ ،‬فضاء القسم‪ ،‬تنظيم التالميذ داخل القسم والوسائل‬
‫المساعدة المستخدمة‪.‬‬
‫البعد البيداغوجي‬
‫الديداكتيكي‬
‫‪ -‬الطرق واالساليب‬
‫‪ -‬الوسائل الديداكتيكية‬
‫‪ -‬االهداف والكفايات‬
‫الخاصة‬

‫تدبير‬
‫البعد العالئقي الوجداني‬
‫القسم‬
‫البعد التنظيمي‬
‫‪ -‬العالقت والتفاعالت‬ ‫‪ -‬تنظيم الزمان والمكان و‬
‫‪ -‬توزيع االدوار والمهام‬ ‫فضاء التعلم‬
‫والمسؤوليات‬ ‫‪ -‬تنظيم اشكال توزيع‬
‫‪ -‬االدوار والقيم‬ ‫المتعلمين‬
‫‪ -‬المعايير الخاصة‬ ‫‪ -‬تنظيم اشكال تدبير‬
‫‪ -‬ادارة جماعة الفصل‬ ‫النزاعات‬

‫‪ -6‬المصادر‬
‫جميل حمداوي‪ ،‬مدخل الى علم التدبير‪ ،‬شبكة االلوكة ‪2013،‬‬ ‫‪-‬‬
‫د‪ .‬محمد أمزيان ‪:‬تدبير جودة التعليم‪ ،‬مطبعة أفريقيا الشرق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-‬‬
‫األولى سنة ‪2005‬م‪ ،‬ص‪.103 :‬‬
‫ابن منظور ‪:‬لسان العرب‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬دار صبح بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬إديسوفت‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المغرب‪ ،‬الطبعة األولى سنة ‪2006‬م‪ ،‬ص‪.277-273 :‬‬
‫د‪ .‬خالد الصمدي‪ :‬مصطلحات تعليمية من التراث اإلسالمي‪ ،‬منشورات المنظمة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة ‪ -‬إيسيسكو‪ ،‬الطبعة األولى سنة ‪2008‬م‪ ،‬ص‪.181:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪: Clermont Ghauthier et autres (1997) Pour une théorie de la pédagogie,‬كليمونت‬
‫‪Recherches contemporaines sur le savoir des enseignants.De Boeck. Paris, P.151 .‬‬

You might also like