Professional Documents
Culture Documents
التدبير التربوي
اعداد
هيبة التائب
تقديم
إذا كان تخطيط التعلمات الخطوة األولى في العملية التعليمية التعلمية فإن التدبير ال يقل أهمية عنه ،ومن خالله يتم أجرأة ما
تم التخطيط له وبالتالي فنجاح العملية يتوقف على حسن التدبير .ومهما بذلنا من جهد في عملية التخطيط فال قيمة له إذا لم
يكن تدبير التعلمات ناجعا .وإذا كان التخطيط تصورا نظريا استشرافيا ،فإن التدبير تنفيذ وإنجاز وتطبيق لهذه الخطة النظرية
التنبؤية.
وفي هذا الصدد ،يقول الدكتور محمد أمزيان بأن التدبير" مرحلة التطبيق الفعلي للخطط والبرامج ،ويتم خاللها تدبير
وضعيات التعليم والتعلم .كما يتم أيضا بناء الوضعيات التي تسمح بنقل المعارف والخبرات والقيم للمستفيدين وفق خطة
محكمة .وللحكم على جودة هذه المرحلة ،يتم تقويم نوعية الوضعيات المهنية المتبناة لنقل لمعرفة ،وكذا طبيعة الوسائل أو
الشروط المتوفرة ،ثم الموارد الموجودة لمتابعة نتائج عملية التكوين أو إعادة التكوين ورصدها ".
الفهرس
تقديم 1 ..............................................................................................................................................
-2تدبيرالتعلمات 4 ...............................................................................................................................
-6المصادر 9 ....................................................................................................................................
-1أصل ونشأة مفهوم التدبير
أ .التدبير لغة
تشتق كلمة التدبير من فعل دبر تدبيرا .ومن ثم ،فكلمة " دبر نقيض كلمة القبل ،ودبر البيت مؤخرته وزاويته ،ودبر األمر
وتدبره :نظر في عاقبته ،واستدبره :رأى في عاقبته ما لم ير في صدره ،والتدبير في األمر :أن تنظر إلى ما تؤول إليه عاقبته،
والتدبر :التفكير فيه...والتدبير :أن يتدبر الرجل أمره ويدبره .أي :ينظر في عواقبه (ابن منظور.)2006،
وهكذا ،فالتدبير هو التخطيط المعقلن ،وترصد العواقب قبل اإلقدام على فعل شيء ما ،والتفكير في األمور بجدية وعقالنية.
وعليه ،فالتدبير في مدلوله اللغوي بمعنى إعمال النظر والفكر ،وتوقع العواقب قبل اإلقدام عليها حذرا واحترازا واجتنابا
(الصمدي.)2008،
ومن جهة أخرى ،يعني التدبير مجموعة من القواعد التي تتعلق بقيادة المقاولة االقتصادية وتنظيمها وتسيير دفتها .أي :إن
مفهوم التدبير مفهوم اقتصادي بامتياز ،يرتبط كل االرتباط بتسيير الشركات والمقاوالت .واآلتي ،أنها بمثابة إدارة شاملة
لمؤسسة أو مقاولة أو منظمة ما تعمل جادة لتحقيق الجودة المطلوبة ،وفق مجموعة من المبادئ المتدرجة والمتالحقة والمتكاملة
التي تتمثل في :التخطيط ،والتنظيم ،والتنسيق ،والقيادة ،والمراقبة (حمداوي..)2013،
إذا كان التخطيط تصورا نظريا استشرافيا ،فإن التدبير تنفيذ وإنجاز وتطبيق لهذه الخطة النظرية التنبؤية .وفي هذا الصدد،
يقول الدكتور محمد أمزيان بأن التدبير "مرحلة التطبيق الفعلي للخطط والبرامج (أمزيان" .)2005،
وتؤدي كلمة التدبير ) (Gestion/Managementفي المعاجم والقواميس األجنبية المعاني نفسها التي تؤديها في اللغة
العربية ،حيث تدل هذه الكلمة على القيادة والتخطيط والتسيير والتنظيم والقيادة والمراقبة لتحقيق الجودة والفعالية
(حمداوي.)2013،
اذن يمكن القول فقد ارتبط علم التدبير في هذه الفترة بنشأة المقاولة ،لكن النظريات العلمية المتعلقة بهذا العلم لم تتشكل إال في
القرن العشرين .حيث ظهرت مجموعة من المفكرين في هذا المجال ،ومن أهم رواد علم التدبير نذكر كال من :أدم سميث
(فيلسوف أخالقي وعالم اقتصاد أسكتلندي و مؤسس علم االقتصاد الكالسيكي ومن رواد االقتصاد السياسي) الذي ركز على
فكرة تقسيم العمل في كتابه (ثروة األمم) ،وشارل بابيج (عالم رياضي وفيلسوف ومخترع ومهندس ميكانيكي بريطاني ابتكر
مفهوم الحاسوب القابل للبرمجة) الذي طرح مجموعة من األفكار التي تتعلق بعلم التدبير ،مثل رصد تكاليف اإلنتاج الصناعي،
وكيفية تقديره ،وتبيان المعايير الالزمة االختيار المكان األفضل لتوطين الصناعة ،والتركيز على أهمية مدة اإلنجاز لكل
عملية صناعية ،مع العمل على كيفية تطوير عمليات اإلنتاج الصناعي.
سا ميكانيكيًا ورجل أعمال أمريكيًا ،عُرف باسم منظم اإلدارة المبكر) الذي نشر مجموعة من
وهناك أيضا هنري تاون (مهند ً
األفكار التدبيرية في مجلة المعامالت التي كانت تشرف عليها الجمعية األمريكية للمهندسين الميكانيكيين ،وقد ركز على
النظرة الشاملة في تصريف األعمال االقتصادية ،واإللمام والمعلومات التقنية في مجال التدبير ،وتحديد أماكن تواجد المواد
األولية ،والتثبت من اخر أسعارها ،والتعرض إلى قضية األجور والتكاليف وغيرها.
-2تدبيرالتعلمات
عملية تهدف إلى توفير تنظيم فعال داخل القسم من خالل مجموعة من األفعال واألعمال التي يقوم بها المدرس لتوفير الظروف
الالزمة والمحافظة على استمرارها لحدوث تعلم في ضوء األهداف التعليمية المحددة سلفا (التخطيط ورقي ،تصور ذهني،
وتدبير قبلي )...إلحداث تغييرات في سلوك المتعلمين وتطوير إمكاناتهم بأقل جهد ووقت ممكن.
إذا كان التخطيط يعتبر تصورا نظريا استشرافيا ،يضع خالله المدرس الخطط للتعليمات ،فان التدبير يعتبر تنفيذا وإنجازا
لهذه الخطة النظرية التنبؤية ،يتم من خاللها تدبير وضعيات التعليم والتعلم ،بما يسمح بنقل المعارف والخبرات والقيم للمتعلمين
وفق خطة محكمة ويقوم التدبير على إنجاز عمليات ،ديداكتيكية وبيداغوجية ،ترتكز على تدبير األنشطة المرتبطة بالمحتويات،
واستعمال الوسائل الديدكتيكية ،وطرائق التدريس ،وتدبير الفضاء الفصلي ،وتنظيم اإليقاعات المدرسية ،وتحقيق التواصل
بشكل لفظي وغير لفظي .التدبير هو مجموعة من األفعال التي يتصورها المدرس المدرس وينظمها وينفذها مع تالمذته ومن
أجلهم ،قصد دفعهم إلى االنخراط في التعلمات ودعمهم وتوجيههم وتطوير تعلماتهم (كليرمنت.)1997،
× تدبير المشاريع التربوية ꞉فالمشروع ينصب على انجاز مهمة او نشاط تربوي وفق مجموعة من االهداف المسطرة
في ظل توفر جملة من الموارد البشرية والمادية فأوضاع زمكانية معينة ،وغالبا ما تكون المشاريع البيداغوجية مشاريع
تهدف استفادة المكون والمكون (مشاريع ثقافية ،ديداكتيكية)... ،
× تدبير التكوين ꞉تتمثل في مدة التكوين التي يمر بها المتدربين لتأهيلهم وفق مجزوءات اجبارية وتكميلية وداعمة ،على
ان يتم تقويمهم قبليا وتكوينيا واشهاديا.
وعليه ،يعرف المشروع التربوي مجموعة من المراحل ،مثل :تدبير المدخالت ،وتدبير العمليات ،وتدبير المخرجات ،وتدبير
المخاطر ،وهذا كله من أجل تحقيق الجودة الحقيقية والفعالة.أما تدبير التكوين ،فيقصد به وضع خطة متقنة وجيدة لتأهيل
المتدربين والموارد البشرية في ضوء مجزوءات إجبارية وتكميلية وداعمة ،لتمهيرهم بكفاءات مهنية ،وقدرات حرفية ،كأن
نزود هؤالء بمهارات وقدرات معرفية في مجال التربية العامة والخاصة ،أو نمكنهم بآليات البحث التربوي وطرائق التدريس،
أو نقدم لهم معلومات تشريعية تتعلق بالوظيفة العمومية...ويعني هذا كله أن التدبير البيداغوجي يهتم بالموارد البشرية من
حيث التخطيط ،والتوظيف ،والتعيين ،بعد عمليات االستقطاب واالختيار واالنتقاء .عالوة على تحليل العمل وتوزيعه
وتخصيصه ،وتوصيف الوظيفة بكل مكوناتها ،وترتيبها ترتيبا هرميا في شكل ساللم ودرجات ورتب ،وتدريب الموظفين
وتكوينهم وفق معايير الجودة ،وتأهيلهم تأهيال كفائيا ،وتقويم أدائهم تقويما قبليا وتكوينيا وإجماليا وإدماجيا وإشهاديا ،وتنمية
مسارهم الوظيفي بشكل مستمر.
هذا ،واليمكن الحديث عن التدبير البيداغوجي إال في ضوء سياسية تخطيطية تنبؤية ،ووجود المكونين األكفاء ،وعدة التكوين،
وتوفر اإلمكانيات البشرية والمادية والمالية بغية تحقيق الكفايات النمائية والمستعرضة.
وهكذا ،فالتدبير البيداغوجي الناجع هو الذي ينصب على تدبير التكوين وتدبير المشاريع .وأكثر من هذا ،فالتدبير البيداغوجي
هو مجموعة من التقنيات التي يلتجئ إليها المكون في عملية التكوين لتحقيق أهدافه ،وتنمية الكفايات المكتسبة...وأكثر من
هذا ،يهتم التدبير البيداغوجي بتكوين األطر ،وإيجاد المناهج والتقنيات المناسبة والكفيلة لحل المشاكل المعقدة ،ومواجهة
الوضعيات اإلدماجية المستعصية ،وتدبير الفضاء الزمكاني لتوفير حياة مدرسية سعيدة ،مع التركيز على عمليات التخطيط
والتنظيم والتنسيق والمراقبة والتقويم ،وتدبير الندوات والدروس والمشاريع المشتركة ،بله عن تدبير األقسام المشتركة،
وتدبير التعليم األولي ،وتدبير المعوقين أو ذوي الحاجيات الخاصة.
ومن ناحية أخرى ،يعنى التدبير البيداغوجي بالتعليم المصغر ،وتدبير البحوث التربوية ،وتدبير التعلمات ،وتدبير العمل
الجماعي في ضوء معطيات علم النفس االجتماعي أو ديناميكية الجماعات ،وتدبير التنشيط وفق الطرائق البيداغوجية الحديثة
أو الفعالة.
أما التدبير الديداكتيكي فيشير الى تدبير العملية التعليمية التعلمية على مستوى المدخالت والسيرورات والمخرجات ،وله
عالقة بالمصطلحات أخرى من قبيل ꞉فن التدريس ـ إدارة القسم ـ قيادة القسم ـ تدبير القسم.
يتعلق التدبير الديداكتيكي بتدبير العملية التعليمية – التعلمية على مستوى المدخالت (األهداف والكفايات) ،والعمليات
(المحتويات والطرائق ووسائل اإليضاح) ،والمخرجات (التقويم ،والفيدباك ،والمعالجة ،والدعم) ،وال ننسى أيضا تدبير
التعلمات ،وتدبير اإليقاعات الزمانية ،وتدبير الفضاءات الدراسية ،وتدبير عملية المراقبة والتقويم.
وللتدبير الديداكتيكي عالقة وثيقة بمصطلحات أخرى ،مثل :اإللقاء ،والتدريس ،وإدارة الصف ،وقيادته ،ومن هنا ،يعنى
التدبير الديداكتيكي ببناء وضعيات تعليمية -تعلمية تطبيقية في مدة معينة ،وتدبيرها في مستوى دراسي معين ،أو ضمن
مستويات دراسية مختلفة من مستويات المدرسة االبتدائية أو اإلعدادية أو التأهيلية ،إما داخل فصل دراسي أحادي ،وإما
داخل فصل دراسي مشترك ،اعتمادا على مجموعة من الوثائق والبرامج الرسمية ،باستعمال أشكال التنفيذ وفق مقاربات
متنوعة ومختلفة ،مثل :المقاربة اإلبداعية ،والمقاربة بالمضامين ،والمقاربة باألهداف ،والمقاربة بالذكاءات المتعددة،
والمقاربة بالملكات ،والمقاربة بالكفايات و اإلدماج ...ويعني هذا أن التدبير الديداكتيكي هو بناء الدرس في شكل وضعيات
ديداكتيكية وإدماجية ،حسب مقاطع فضائية وزمانية معينة ،بالتركيز على مجموعة من األنشطة التي يقوم بها المعلم والمتعلم
معا ،وفق طرائق بيداغوجية ووسائل ديداكتيكية معينة ،مع تمثل معايير ومؤشرات محددة في التقويم والمعالجة.
تدبير الوسائل تدبير الزمن تدبير الفصل تدبير التعلمات تدبير التكوين تدبير المشاريع التربوية أنواع التدبير
يقصد به كيفية يعتبر زمن التعلم ركيزة كل ما يقنن العالقات يقصد به كيفية تقديم المادة يقصد به وضع خطة متقنة مجموع من العمليات و
تحضير هذه الوسائل أساس للعملية التربوية األفقية التي تربط بين الدراسية ،و كيفية تدبير لتأهيل المتدربين و التقنيات و اآلليات و
وتدبير عملية برمتها ،حيث تنص جميع التالميذ فيما بينهم و كذا مختلف الوضعيات التعليمية الموارد البشرية وذلك الخطط اإلجرائية التي
استثمارها ،وهي التشريعات اإلدارية العالقات العمودية التي التعلمية ،واألنشطة المقدمة، للحصول على كفاءات يعتمد عليها المدبر لتنفيذ
شروط تفرض نفسها والتربوية على حسن تدبير ترب ط بين األستاذ و والطرائق واألساليب مهنية و قدرات معرفية األنشطة و المشاريع في
في وضعية االستعانة الزمن ،واستغالل المتعلمين بهدف إرساء المعتمدة بما يسمح بنقل عالية إطار زمكاني محدد
بوثائق أو أسناد من الحصص المدرسية بشكل قواعد تنظيمية من شانها المعرفة العالمة إلى صيغة انطالقا كن كفايات و
خارج الكتاب المدرسي هادف ومعقلن .إذ كلما تم أن تحد من السلوكيات قابلة للتدريس وفق خطة أهداف محددة و اعتمادا
المقرر ،أو اعتماد التحكم في الزمن وتم ا التي تؤول دون مناخ محكمة ديالكتيكية و على مجموعة من
موارد رقمية أو أدوات استغالله استغالل أمثال صالح للتعلم بيداغوجية و باستعمال الموارد و الطرائق و
مخبرية كلما ارتفع التحصيل مختلف طرائق التدريس الوسائل
الدراسي عند المتعلمين وكذا تدبير الفصل و الزمان
وتحققت مردودية مدرسية و الوسائل.
أفضل.
.5وظائف وأبعاد التدبير التربوي
أ .وظائف التدبير التربوي
التخطيط :عملية ذهنية وكتابية استباقية وتصور مسبق لجميع عناصر وأبعاد العملية التعليمية التعلمية بهدف تنمية كفاية معينة
باإلضافة إلى أنه يساهم في إعطاء معنى للتعلمات.
التنظيم :تحديد كيفية إنجاز العمل واستعمال الموارد وتوزيع المهام لتنفيذ القرارات المتخذة بكيفية فعالة .وال تتحقق
هذه الوظيفة اال بتوفير الوسائل الممكنة والنماذج المناسبة ،ورصد مختلف التفاعالت الموجودة بين األفراد.
التنسيق :يسعى المدبر الى ادارة المجموعة التي تقوم بمهمة تنفيذ األعمال وتصريفها ،والعمل على تطويرها ،والرفع من
وتيرة سرعتها بطريقة ايجابية .وذلك من خالل التواصل والتحفيز من أجل تحقيق األهداف المرسومة.
المراقبة :مراجعة المهام واألداء المنجز للتعرف على ما تم تنفيذه بالمقارنة لما خطط ونظم له في ظل الرؤيا والمهمة
واالستراتيجيات المرسومة مسبقا ً واتخاذ اإلجراء الالزم في حال وجود تفاضل أو اختالف.
تدبير
البعد العالئقي الوجداني
القسم
البعد التنظيمي
-العالقت والتفاعالت -تنظيم الزمان والمكان و
-توزيع االدوار والمهام فضاء التعلم
والمسؤوليات -تنظيم اشكال توزيع
-االدوار والقيم المتعلمين
-المعايير الخاصة -تنظيم اشكال تدبير
-ادارة جماعة الفصل النزاعات
-6المصادر
جميل حمداوي ،مدخل الى علم التدبير ،شبكة االلوكة 2013، -
د .محمد أمزيان :تدبير جودة التعليم ،مطبعة أفريقيا الشرق ،الدار البيضاء ،المغرب ،الطبعة -
األولى سنة 2005م ،ص.103 :
ابن منظور :لسان العرب ،الجزء الرابع ،دار صبح بيروت ،لبنان ،إديسوفت ،الدار البيضاء، -
المغرب ،الطبعة األولى سنة 2006م ،ص.277-273 :
د .خالد الصمدي :مصطلحات تعليمية من التراث اإلسالمي ،منشورات المنظمة -
اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو ،الطبعة األولى سنة 2008م ،ص.181:
- : Clermont Ghauthier et autres (1997) Pour une théorie de la pédagogie,كليمونت
Recherches contemporaines sur le savoir des enseignants.De Boeck. Paris, P.151 .