Professional Documents
Culture Documents
االخرى طاقة ضخمة تمد التربية علما وعملية بالكثير مما هو ضروري في بناء االنسان
كاكتساب قيم خلقية مرغوبة وضرورة االشارة الى بعض االمثلة لعدد من القيم واالتجاهات
االخالقية المنشودة التي يمكن ان تبذر بذرتها لدراسة تاريخية للتربية ،فقد يكون موضوع
الدراسة لتتبع تطور منهج من مناهج التعليم خالل عدة عقود ومن هنا نجد الدارس ملزم
بالنظر والبحث في مختلف التغيرات التي لحقت هذه المناهج طوال فترة الدراسة ،إضافة
الى وجود قيم أخرى تتمثل في الصبر والمثابرة تبرز دور هذه القيمة من خالل بذل جهد
على تحقيق المخطوطات القديمة التي كتبها "مربون"فمن اختالف الخط الى سوء الة الورق
الى اختفاء بعض الكلمات او اختالفها وهذه العملية تتطلب صبرا ودقة وموضوعية .
إن أبرز ما يبين اهمية االساس الديني للتربية هو االلتفاف ما بين عملية بناء االنسان
وعملية بناء وجه العموم على قدر من التشابه فالمعلم عندما يربي وكل من االب واالم
يحتاجون في عملية التنشئة هذه الى تصميم ونموذج يقومون بوضعه ،حيث أن الكثير من
الفالسفة والعلماء بذلوا جهودا كبيرة وكتبوا العديد من الصفحات من أجل وضع مثل هذا
التصميم الذي يمكن لكل من المربي واالب واالم ان يرجعون اليه في تربية األجيال ،ومن
هنا تبرز تلك الحقيقة التي تؤكد لنا حتمية ان نربي وان نعلم وننشئ وفق التصور الذي نجده
في مصدري االسالم المتمثل في القرآن والسنة النبوية .
-¹التربية العامة ،توفيق حداد وزمالؤه ،وزارة التعليم اإلبتدائي و الثانوي ،الجزائر ،1277،ص.47:
3األسس النفسية :
إن وظيفة التربية هي إعداد الجيل الناشء للحياة عن طريق إكسابه الخبرات الالزمة
لهذه الحياة من خالل مؤسسات التعليم التي تاتي في صدارتها المدرسة التي مهمتها مساعدة
التلميذ على التعلم وزيادة قدرته على اكتساب المزيد من التعليم ،هذا من جهة ومن جهة
أخرى فان موضوع علم النفس هو السلوك االنساني الذي يعتبر نفس موضوع التربية فهي
تقوم على ما يقدمه علم النفس من موضوعات ونتائج وخصائص الفرد ومراحل نموه
ومميزاتها فهي تهتم بجميع جوانبه الجسمية والعقلية والخلقية واالجتماعية ،لهذا كانت
اسهامات علم النفس من المواضيع الهامة التي تؤكد عليها التربية في عملية التنشئة .
والتاثر ونموه وتطوره ضمن جماعة في مجتمع بزمان ومكان معينين سواء البيئة المادية
التي هي من صنع الخالق أو البيئة الثقافية ،ليبرز دور التفاعل االجتماعي الذي يعطي
دورا بارزا للتربية ،وباعتبار المجتمع هو الذي أنشأ المؤسسات المتعددة التي تقوم بالعمل
التربوي لتنشئة الفرد بحيث يمكن لهم حسن التفاعل والتعامل مع المجتمع أفرادا وجماعات
ومن ثم فالمجتمع بدوره الذي تصب فيه كافة المؤسسات التربوية المعدة للنشء تمتد من
مضمون ما تربيهم عليه من ثقافة هذا المجتمع وتحدد أهدافها من خالل ما يحدده المجتمع
الكلية لها وعالقة بعضها البعض وال يخلو إنسان من هذا العمل في وقت ما بمعنى أن الناس
فالسفة الى حد ما مع تفاوت فيما بينهم فإن الكائن البشري يجد في ذاته ينبوع فلسفته
فالفكرة الفلسفية تظل أمرا نظريا مجردا يصعب الحكم عليه بالصحة أو الخطا ما لم تخضع
للتطبيق في ياتنا العملية والتي عن طريقها نسعى الى تطبيق األفكار الفلسفية التي هي نفسها
العملية التربوية ،فقد رأى افالطون على سبيل المثال مجموعة من اآلراء التي تصور من
خاللها رسم الطريق المستقيم إلصالح المجتمع اليوناني القديم يتطلب إعادة النظر في النظام
التعليمي وفلسفته ومناهجه حتى يمكن لهذا التصور الفلسفي أن يتحقق .
والسياسية مما يتطلب لقيامها أن تقوم على دراسة هذه االوضاع والمؤثرات واالختيارات
على ضوء تصورات واتجاهات تحدد مستقبل المجتمع الذي تعمل فيه ،فوظيفة الفلسفة
والفكر الفلسفي هو تحليل االوضاع ونقدها القامة االختيار على اسس علمية تواجه به
التناقض بين القوى المختلفة واالتجاهات المتضاربة وعلى هذا النحو تستند التربية على
أسس فلسفية لتعالج الفرد في اطا المجتمع الذي ينتمي اليه .
-3اﻻﺳس اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ :
الثقافة هي عبارة عن مجموعة الحلول التي وضعها الجماعة لمواجهة مواقف حياتها
الطبيعية واالجتماعية وهي كل ما اهتدت عليه الجماعة لمواجهة مواقف حياتها الطبيعية ،
ولقد سلمت به العقائد والمعلومات والحقائق والعلوم واآلداب والقوانين والعادات والتقاليد
والمثل والقم وكل ما ينطبق على هذه األساسيات الثقافية التي تمثل حلوال وضعتها الجماعة
لتكون ثقافتها .فالثقافة التي ينتمي اليها الفرد تحقق له حاجاته فيشعر بالراحة النفسية عندما
يندمج في جماعة يتفق معها في المعايير والقيم ،وهكذا يكون له استعدادا للقيام بدوره
كعضو في الجماعة وأن يثق في فهمه للمعايير االجتماعية التي يشترك فيها مع اآلخرين فال
يقوم بدوره دون ان يستعمل المعايير المشتركة التي تحدد على اساسها االدوار االجتماعية
،فما يفعله االفراد أو يقولونه إنما هو تعبير عن تيارات ثقافية تاصلت نفوسهم عن طريق
النشأة والتربية التي ساروا عليها وهم في كل هذا خاضعون الى ثقافة مجتمعهم من أفكار
ـــــــــــــــــــــــ
-1التربية العامة ،روني أوبير ،ترجمة عبد هللا عبد الدائم،دارالعلم للماليين ،بيروت ،1247 ،ص.39: