Professional Documents
Culture Documents
:إشراف
- عمر بكاري
2022/2023
اإلسالمية
:إعداد
رشيدة أفقير -
عبد المغيث ايت علي -
أشرواو -أحمد
محاور العرض
> 02. 01. <
المصادر تعاريف
>
03.
الخصائص
01
:تعاريف
النظرية ؛التربية ؛التربية
اإلسالمية ؛ النظرية التربوية ؛
.النظرية التربوية اإلسالمية
مفهوم النظرية1.1-
أ) من الناحية اللغوية:النظرية مشتقة من النظر الذي يعني التفكر والتأمل واالستدالل العقلي
.الذي يوصل صاحبه إلى فهم الظواهر المدروسة ومعرفة األسباب الحقيقية لحدوثها
ب) من الناحية االصطالحية :النظرية نسق فكري استنباطي متسق حول ظاهرة أو مجموعة من
الظاهرات المتجانسة ،يتضمن أي النسق إطارا تصوريا ومفهومات وقضايا نظرية توضح
العالقات بين الوقائع وتنظمها بطريقة دالة وذات معنى ،كما أنها ذات بعد إمبريقي ،بمعنى
اعتمادها على الواقع ومعطياته ،وذات توجيه تنبئي يساعد على تفهم مستقبل الظاهرة ،ولو من
خالل تعميمات احتمالية
:مفهوم التربية .1-2-
أ) من الناحية اللغوية التربية تعني الزيادة والنشأة والتغذية والرعاية والمحافظة ،وهي من ربا الشيء
.ربوا ورياء ،أي زاد ونما (ابن منظور ،كلمة التربية ، 1996 ،ص )234
ب) من الناحية االصطالحية :فالتربية من الكلمات الحديثة التي ظهرت في السنوات األخيرة مرتبطة
بحركة التجديد التربوي في البالد العربية في الربع الثاني من القرن العشرين ،ولذلك ال نجد لها
استخداما في المصادر العربية القديمة ،حيث كانت تستخدم كلمات مثل :التعليم ،التأديب ،التهذيب ،
.وهي كلمات مرتبطة بالتربية كما نفهمها اليوم أوثق ارتباط (محمد منير مرسي ، 1982 ،ص)52
يعرف القاضي البيضاوي التربية بأنها تبليغ الشيء إلى كماله شيئا شيئا (ناصر الدين الشيرازي ،ج ، 1
ص )3
:مفهوم التربية اإلسالمية .1-3-
يعرفها محمود السيد محمد سلطان بأنها انعكاس للنظرية اإلسالمية ..هي الترجمة التربوية النظرية
والتطبيقية لإلسالم ....كل اإلسالم فكرا وروحا وتطبيقا في مجاالت الحياة المختلفة السياسية
.واالقتصادية واالجتماعية واإلنسانية والخلفية (محمود السيد محمد سلطان ،1983 ،ص )13
ويعرفها بشير حاج توم بأنها مجموعة التصورات والمفاهيم والمبادئ التربوية المستمدة من القرآن
الكريم والسنة المطهرة والموجهة للدراسات التربوية االجتماعية والنفسية والفلسفية والتاريخية
(بشيرحاج توم ، 1991 ،ص )344
أ ما مقداد يالجن فيرى بأن النظرية التربوية اإلسالمية ليست مجموعة من فرضيات ثبتت صحتها عن طريق التجربة
والمشاهدة ،كما يقول أصحاب النظرية التربوية التفسيرية ،وليست مجرد مجموعة من قواعد ومبادئ ومفاهيم
تربوية وضعها البشر ليهتدوا بها ،كما يقول أصحاب النظرية التربوية العملية ،ولكنها مجموعة مترابطة من
المبادئ والقواعد والمفاهيم التربوية المستمدة من الكتاب والسنة النبوية المطهرة ،والتي هي بمثابة األساس الذي
يقوم عليه البناء التربوي الصالح (مقداد) بالجن ، 1991 ،
ويرى عبد الرحمن صالح أن النظرية التربوية مجموعة من المبادئ المترابطة المستمدة من الكتاب والسنة ،
والمدعمة بالحقائق المتعلقة باآليات المبثوثة في النفس اإلنسانية والكون والتاريخ ،والشاملة لميادين العملية
التربوية كافة ،والهادفة إلى توجيه السلوك اإلنساني ،في ضوء قيم اإلسالم وتعاليمه الخالدة" (عبد الرحمن صالح
.عبد هللا ، 1991 ،ص )505
النظرية التربوية اإلسالمية :مجموعة التصورات
والمفاهيم واألفكار واألهداف واألحكام والقيم ذات الحد
األقصى من التجريد والعمومية المرتبطة بإعداد
اإلنسان المسلم حسب األصول اإلسالمية ،وفي ضوئها
يمكن تفسير العمليات التربوية اإلسالمية وتبريرها
وتقويمها اعتبارا من أسسها ومنهجها وأساليب
ووسائل تحقيقها وتنفيذها" (محمود قمبر(-399
1985.
مصادر النظرية
02 :التربوية اإلسالمية
.القران الكريم -
.السنة النبوية الشريفة -
التراث التربوي والثقافي -
.اإلسالمي
.الجهود التربوية العالمية -
.المصالح اإلنسانية -
للتربية اإلسالمية مصادر تقوم عليها والتعرف على هذه المصادر من شأنه أن يقرب من التعرف على كيفية
:بناء نظرية التربية اإلسالمية ،وأهم هذه المصادر وأبرزها
كما نزل لهداية اإلنسان ولتعليمه ،وتنظيم حياته ،إنه كتاب نزل أساسا لإلنسان ،ويهدف أساسا إلصالحه ،ولذلك فإننا نجد -
فيه وصفا ألحوال النفس اإلنسانية ،وألسباب انحرافها ومرضها ،ولطرق تربيتها وتهذيبها وعالجها ،وكثيرا من الحقائق عن
. .اإلنسان ،وحياته النفسية (محمد عثمان نجاتي)
وليربى السلوك على االعتدال واالستقامة واالهتداء بشريعة هللا ،قال تعالى ( :قد جاءكم من هللا نور وكتاب مبين ،يهدي به هللا
من اتبع رضوانه سبل السالم ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) (سورة المائدة ،اآلية 15 :و ،)16
وتربية القلوب والمشاعر واالنفعاالت والميول والعواطف والسمو بها ،قال تعالى ( :هللا نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني
تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر هللا) (سورة الزمر ،اآلية .)23 :وفى القرآن أعظم مبدأ تربوي
يدعو إلى تزكية النفس اإلنسانية وتربيتها على الخير ،ألنها قابلة للخير والشر بحسب ما تتربى عليه ،قال تعالى ( :ونفس وما
.سواها ،فألهمها فجورها وتقواها ،قد أفلح من زكاها ،وقد خاب من دساها ) (سورة الشمس ،اآليات)7-10 :
ونجد في القرآن أساليب تربوية تناسب كل إنسان منها التربية بالحوار والتربية بالقصة ،والتربية بالترغيب والترهيب ،والتربية
باالمتثال وغيرها (عبد الرحمن نحالوي ، 1985 ،ص .) 26وهكذا فإنه من المنطقي أن يتجه علماء التربية المسلمون إلى
القرآن الكريم يستلهمونه في بناء نظرية تربوية لبناء إنسان راسخ العقيدة ،مستقيم الخلق ،متطلع إلى المعرفة ،يواجه التحديات
بما تزود به من تقوى ،فيغالبها ،مؤكدا على تلك المهمة التي كلفه خالقه عز وجل بأن يكون له خليفة على األرض (آمال حمزة
المرزوقي ، 1999 ،ص ، ) 248إنسان قوي صاحب مناعة ،متحصن وقادر على مواجهة التحديات التي تواجهه في زمن
.العولمة ..بل إنه قادر على أن يفيد بما لديه غيره ممن هم بحاجة اليه
- :السنة النبوية الشريفة 1-2-
:يجب أن نذكر في البداية أن للسنة النبوية في المجال التربوي فائدتان عظيمتان هما
.أـ إيضاح المنهج التربوي اإلسالمي المتكامل الوارد في القرآن الكريم ،وبيان التفاصيل التي لم ترد فيه
.ب -استنباط أسلوب تربوي من حياة الرسول صلى هللا عليه وسلم مع أصحابه ،ومعاملته لألوالد ،وغرسه اإليمان في النفوس
من هذا المنطلق فإن السنة النبوية الشريفة تعتبر من مصادر النظرية التربوية لما تقدمه من شرح لكتاب هللا ،وتصوير للحياة النبوية
وللتجربة التربوية األولى التي أخرجت لنا جيال من المربين العمالقة أمثال أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وغيرهم من الصحابة رضوان هللا
عليهم قال تعالى ( :يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رساالته ) (سورة المائدة ،اآلية ، )68 :فكان رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم مربيا عظيما ،ذا أسلوب تربوي فذ ،يراعى حاجات الطفولة وطبيعتها ،ويأمر بمخاطبة الناس على قدر عقولهم ،أي
يراعى الفروق الفردية بينهم ،كما يراعى .نعهم ومواهبهم واستعداداتهم ،ويلتمس دوافعهم الغريزية ليشبعها وليصعدها ،فيجود بالمال
لمن يحب المال حتى يتألف قلبه ،ويقرب إليه من يحب المكانة والجاه ،وهو في ذلك كله يدعوهم إلى هللا وتطبيق شريعته لتكميل فطرتهم ،
وتهذيب نفوسهم ،وتوحيد نوازعهم وقلوبهم ،وتوجيه طاقاتهم وحسن استغاللها للخير والسمو (عبد الرحمن نحالوي ،مرجع سابق ،
.ص.ص .) 25-27إذن فحياته صلى هللا عليه وسلم مصدرا مهما وغنيا من مصادر النظرية التربوية اإلسالمية
لهذا من الواجب التنبيه بأننا مطالبون ،باستخراج هذه الدرر المتعلقة بالقيم التربوية والحضارية في السنة النبوية ،انطالقا من تراثنا
المفعم بالمفاهيم والقيم الحضارية والمدنية ،وذلك تعريفا للمسلمين ،وإرشادا لهم ،لهذه الكنوز الثمينة ،والمنابع الصافية ،التي تتضمن
.المبادئ العامة ،والمنطلقات األساسية لبناء نظرية تربوية إسالمية تنهض باألمة ،وترقى بها لمدارج الكمال البشري المنشود
من هذا المنطلق يمكن اعتبار القرآن الكريم والسنة النبوية مصدرين أساسيين للفكر التربوي اإلسالمي بصفة عامة ،والنظرية التربوية
:اإلسالمية بصفة خاصة على أساس
أن القرآن الكريم أتى بالمبادئ العامة وفصلتها السنة الشريفة التي استطاعت ترجمة الوحي إلى واقع حي ملموس ومشاهد ،بمعنى أنها -
.حولت النص إلى واقع
أن المبادئ واألسس التي جاءت في القرآن والسنة إنما تعبران تعبيرا صريحا وواضحا عن مدى صالحيتها للتطبيق في كل زمان - -
ومكان ،وذلك بفضل إعمال الفكر لتحويل هذه المبادئ واألسس إلي واقع تربوي ،إذ أنها لم تأت لتنفصل أو تنعزل عن الحياة ،بل
.لتكون لها الفعالية االجتماعية والتربوية الالزمة ولتطبق في الواقع على اإلنسان (علي خليل أبو العينين ،د ت ،ص )96
إن أكذوبة األكاذيب أن يشيع بيننا الرأي القائل بأننا نستطيع بناء نظرية تربوية فاعلة من خالل التراث والماضي فقط ،فهذا فضال عن
استحالته هو أقصر الطرق للذبول والضمور والموت ،لقد انفجرت على ساحة التربية المعاصرة أفكار تربوية ،لم تكن تعرفها تربيتنا
الماضية ،ولم تتناولها أقالم أسالفنا دراسة وتحليال ،ويجب أن نتفاعل معها ،وهى أفكار غيرت مفاهيم تربوية تغيرات ال حدود ألعماقها،
ولم يكن لعلمائنا قديما مشاركة في هذه األفكار الجديدة ،نظرا للتقدم الهائل الذي شمل مناهج البحث التي قرأ بها العلماء كتاب الكون وحياة
اإلنسان قراءة جديدة ،استخرجوا بها القوانين من ظواهر الكون وظواهر الحياة ،ونظرا كذلك للتقدم العلمي والتكنولوجي العظيم اللذين
.تشهدهما العصور الحديثة ،واللذين نتجا عن استخدام المناهج البحثية الجديدة
وهكذا يصبح تفاعل النظرية التربوية المنشودة مع حصاد التجارب التربوية العالمية ضرورة ،كما يصبح األخذ عنها واإلفادة من الحقائق
التربوية التي أسفرت عنها تلك التجارب أمرا واجبا ،إذا أدركنا أن في أصولنا الثقافية ،وفى آيات تراثنا دعوة صريحة إلى تحري الحقيقة
وتناولها من أي مصدر كان ،وقديما قال الكندي الفيلسوف " :ينبغي لنا آال نستحي من استحسان الحق ،واقتناء الحق من أين أتى ،وإن أتى من
األجناس القاصية عنا واألمم المتباينة لنا ،فإنه ال شيء أولى بطلب الحق من الحق ،وال يبخس الحق وال يصغر بقائله وال باآلتي به "
(.الكندي يعقوب ابن إسحاق ، 1948 ،ص)81
إننا ال نغمط حق اآلخرين ،وال ننكر جهودهم التربوية والحضارية كما يفعل كثير من المستشرقين تجاه تجربتنا التربوية ،ولكننا نحن
نقدر العمل ما قارب الحقيقة ،ونستفيد منه في بناء نظرية تربوية إسالمية ،وهذا األمر يتطلب دراية جيدة بالنظريات التربوية قديمها
.وحديثها
-1-5- :المصالح اإلنسانية
الغاية من شريعتنا اإلسالمية في جملتها وتفصيلها منع المفاسد في دنيا الناس وجلب المصالح وسياسة الدنيا بالحق والعدل والخير (عبد
هللا بن سعد اليحي ،2000 ،ص .) 173وتوضيح معالم الطريق أمام العقل البشري حتى ال يضل وال يزل ،فاهلل سبحانه وتعالى غنى
عن العالمين ال تنفعه طاعة وال تضره معصية ،وإنما النفع أو الضرر يعود على العباد أفرادا وجماعات بحسب سلوكهم إن خيرا
فخيرا ،وان شرا فشرا (محمد نبيل نوفل ، 1981 ،ص ، ) 97قال تعالى ( :من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظالم
.للعبيد ) (سورة فصلت ،اآلية)45 :
ويعلل القرآن الكريم كثيرا من األحكام فيبين ما تهدف إليه من منع المفاسد والمضار وتحقيق المصالح والمنافع (زكريا
البري ، 1971 ،ص .) 104وذلك حتى يبين مقاصد الشريعة واتساع دائرتها لتشمل الجميع ،بحيث يعود الخير على
الغني والفقير ،الكبير والصغير ،القوي والضعيف ،المسلم وغير المسلم ،قال تعالى ( :وما أرسلناك إال رحمة للعالمين )
(سورة األنبياء ،اآلية .) 107:والحق أن اعتبار المصالح اإلنسانية مصدرا للنظرية التربوية مما يتفق وحكمة اإلسالم ،
.ذلك أنه ما جاء إال لتحقيق مصالح الناس ودفع المفاسد والمضار عنهم
خصائص النظرية
التربوية االسالمية
الخاصية األولى :الشمولية والتوازن
الخاصية الثانية :اإلنسجام وعدم التناقض
الخاصية الثالثة :اإلنسانية والعالمية
الخاصية الرابعة :الثالية والواقعية
الخاصية الخامسة :القابلية للتطبيق
الخاصية األولى :الشمولية والتوازن
إننا نجد خاصية الشمولية والتكامل واضحة في النظرية التربوية في اإلسالم ،فحينما تتناول اإلنسان بالتربية والتنشئة وبالتعليم ،تتناوله ككل جسميا وعقليا
ونفسيا وروحيا ،فتهيئه كشخصية متكاملة بواسطة منهج تربوي متكامل الخبرات ،كل خبرة فيه شاملة للعناصر المربية كلها ،شاملة لعناصر بواسطة منهج
تربوي متكامل الخبرات ،كل خبرة فيه شاملة للعناصر المربية كلها ،شاملة لعناصر روحية ،ولعناصر جسمية ،ولعناصر عقلية ،ولعناصر نفسية (محمود
السيد سلطان ، 1983 ،ص.)26
إن أول ما تتصف به النظرية التربوية اإلسالمية الشمولية في النواحي التالية:
الشمول لجميع قضايا الحياة وما بعد الحياة- .
الشمول لجميع مبادئ وقيم اإلنسان وقيم الحياة في الجماعة البشرية-.
الشمول والتكامل في النظرة إلى طبيعة اإلنسان وطبيعة الجماعة ،وطبيعة الثقافة-.
الشمول والتكامل في النظرة إلى طبيعة المعرفة وإلى مصادرها وأهدافها-.
الشمول والتكامل في معالجة قضايا التربية والتعليم في مراحل العمر المختلفة ،وفي تربية-
.اإلنسان المتكامل
وما دامت هذه التجربة التربوية قد نجحت ،ومصادرها ومبادئها ما زالت صافية نقية ،فإن إمكانية وقابلية تطبيقها مرة أخرى ال شك فيها ،ومن ثم فإن من
.أهم خصائص النظرية التربوية اإلسالمية القابلية للتطبيق ،وإعادة التطبيق
شكرا على حسن
انتباهكم