You are on page 1of 54

‫المملكة العربية السعودية‬

‫جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‬


‫كلية الشريعة – قسم الثقافة اإلسالمية‬
‫السنة التمهيدية للماجستير‬
‫المستوى األول‬

‫مقرر مادة ‪ :‬علم الثقافة ‪.‬‬

‫إشراف ومتابعة ‪ :‬د‪ /‬عبد هللا بن حمد العويسي ‪.‬‬


‫‪1430‬هـ ‪ 1431 -‬هـ‬

‫عبارة عن أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب ‪:‬‬


‫مفهوم الثقافة في العلوم االجتماعية‬
‫من إعداد الدفعة الثالثة‬
‫طالبات المستوى األول ماجستير ثقافة إسالمية‪.‬‬

‫الجمع والترتيب النهائي من إعداد الطالبات‪:‬‬


‫فايزة الحربي‪ ,‬صيغة الحربي‪ ,‬عبير العاتي‪ ,‬حنان الحمداء‪ ,‬ابتسام الصقيه‪,‬‬
‫أسماء التميمي‪ ,‬نورة العويشز‪,‬نورة السهلي‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫الفصل األول‪ :‬األصل االجتماعي لكلمة ثقافة وفكرتها‬


‫العالقة بين الثقافة والعلوم االجتماعية‪:‬‬
‫أن هناك الكثير من األمور يصعب تقديم تفس ير لها في دراس اتهم‬ ‫‪ ‬وجد علماء العلوم االجتماعية ّ‬
‫مثل‪ :‬االختالفات القائمة بين الشعوب حيث فقدت النظرة العرقية مصداقيتها في تفسير ه ذه االختالف ات بس بب‬
‫تقدم علم الوراثة ‪,‬كذلك السلوكيات التي تصدر من البشر حيث كانت تُرد أسباب هذه الس لوكيات إلى األس باب‬
‫الطبيعية البيولوجية ‪,‬ومن هنا نشأ االهتمام بعلم الثقافة بل أصبح من صلب العلوم االجتماعية إذ أنّه يقدم تفس ير‬
‫أن الثقافة توجه المجتمع ات ح تى في الحاجي ات الطبيعية مثل الج وع‬ ‫منطقي ومرضي لهذه األم ور ‪ ,‬بل وجد ّ‬
‫والنوم والرغبة الجنسية فالمجتمعات تختلف في استجابتها لهذه الحاجات الفطرية بسبب ثقافتها ‪.‬‬
‫أن الفتاة في الثالثة عشر والرابعة عشر تصبح في سن زواج فيس تنكر منها أن‬ ‫مثال‪ :‬في بعض المجتمعات نجد ّ‬
‫تلعب مثالًَ إذ تُعد تبعا ً لثقافة المجتمع كبيرة‪ ,‬بينما في بعض المجتمعات تعامل الفتاة في هذا العمر كطفلة ومنشأ‬
‫ذلك هو اختالف الثقافات كما ذكرنا‪.‬‬
‫المفهوم العلمي للثقافة‪:‬‬
‫إذا أردنا فهم المع نى الح الي لمفه وم الثقافة واس تعماله في العل وم االجتماعية من الض روري أن ن درس‬
‫إن ما نق وم به ليس تحليل‬ ‫تطورها التاريخي وأصلها االجتماعي و تسلسل نس بها ع بر الت اريخ‪ ,‬وبالت الي ف ّ‬
‫لغوي للكلمة ‪,‬وإنّما محاولة أن نع رف كيف تك ونت ه ذه الكلمة وكيف تط ورت فكرتها من خالل المراحل‬
‫التاريخية التي مرت بها واألفكار التي ارتبطت بها حتى ت ّم الوص ول إلى ابت داع المفه وم العلمي ال ذي هي‬
‫عليه اآلن والذي تحول أيضا ً عبر تاريخها من تعريف معياري إلى تعريف وصفي‪. 1‬‬
‫ماهي مراحل تطور كلمة ثقافة عبر التاريخ؟‬
‫أوال ‪ /‬تطور الكلمة في اللسان الفرنسي منذ القرون الوسطى إلى القرن التاسع عشر‪:‬‬
‫‪ /1‬في أواخر القرن الثالث عشر‪ ..‬ظهرت منحدره من كلمة التينية‪ ..‬تعني العناية بالحقل والماشية ‪..‬أ ّما في‬
‫اللسان الفرنسي تشير إلى حالة األرض المحروثة‪.‬‬
‫‪ /2‬بداية القرن السادس عشر‪ :‬تطورت الكلمة فبعد أن كانت تدل على حالة األرض المحروثة أصبحت تدل‬
‫على الفعل وهو فالحة األرض‪.‬‬
‫‪ /3‬منتصف الق رن الس ادس عشر‪ :‬تك ون المع نى المج ازي للكلمة فأص بحت كلمة ثقافة تش ير إلى تط وير‬
‫كفاءة‪ ..‬أي االشتغال بإنمائها‪ .‬ولم يكن المعنى المجازي دارجا بكثرة‪.‬‬
‫‪ /4‬القرن الثامن عشر‪:‬‬
‫أ ‪ /‬بدأت كلمة ثقافة تفرض نفسها في معناها المجازي أي المعنى ال دال على ثقافة الفك ر‪( .‬وتح ول المع نى‬
‫من تهذيب األرض إلى تهذيب العقل) ودخلت بمعناها ه ذا معجم األكاديمية الفرنس ية‪ ..‬حيث أف رد ت مقالة‬
‫كاملة عن مع نى من معانيها القديمة وهي "فالحة األرض" ولم يُهمل معناها المج ازي في مق االت أخ رى‬
‫وأخ ذت العن اوين التالي ة‪ " :‬تربية ‪ ,‬فكر ‪ ,‬آداب ‪ ,‬عل وم " حيث ك انت تُتبع كلمة ثقافة بمض اف ي دل على‬
‫موضوع الفعل فيقال‪ :‬ثقافة اآلداب‪ ..‬ثقافة الفنون‪ ..‬ثقافة العلوم وهكذا‪.‬‬
‫ب‪ /‬تحررت كلمة ثقافة تدريجيا ً من عالقتها بالمضاف لينتهي بها األمر الستعمالها منفردة لتدل على تكوين‬
‫ّ‬
‫الفكر وتربيته ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ظلت "الثقافة" في الق رن الث امن عشر مس تخدمة بص يغة المف رد ب دون إض افة وت أثرت بأيدلوجية عصر‬
‫األنوار حيث اقترنت " الثقافة " بأفكار التقدم والتطور والعقل " وكانت تحتل مكان الص دارة في فكر ذلك‬

‫‪1‬‬
‫بمعنى أنّ المفهوم العلمي للثقافة كان في البداية معياري يعطي الثقافة معنى محتوي على قيم عليا مرتبطة بالسلوك البشري ث ّم تحول إلى تعريف وصفي‬
‫يركز على وصف محتوى الثقافة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مجموعة اآلراء الدينية أو االقتصادية أو السياسية التي يعتنقها الشخص وتؤثر على صياغة مواقفه‪( .‬لالستزادة حول المعنى يراجع المعجم االصطالحي‬
‫من إعداد الزميالت )‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫العصر ويعتبر القرن الثامن عشر فترة تش كل المع نى الح ديث لكلمة ثقافة ‪,‬وقد ب رز ه ذا التش كل في اللغة‬
‫الفرنسية منذ عصر األنوار‪ 1‬وأصبحت كلمة ثقافة من مفردات لغة ذلك العصر ‪.‬‬
‫‪/5‬في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‪:‬‬
‫في هذه الفترة حازت كلمة الثقافة نجاح ا ً كب يرا اق تربت به من كلمة أخ رى أك ثر نجاح ا منها وهي كلمة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حضارة ‪,‬ورغم أنّهما تنتميان إلى نفس الحقل الداللي إال أنّهما ليستا مترادفتين تمام ا ً وإن ك ان يُجمع بينهما‬
‫أحياناً‪ ,‬فإذا افترقتا تستخدم الثقافة للداللة على التقدم الفكري للف رد ‪ ,‬والحض ارة للداللة على التق دم الفك ري‬
‫للجماعة ‪ ,‬حيث كانت تطلق على الصيرورة التي تخلص اإلنسانية من الجهل والالعقالنية ‪ ,‬وبناء على هذا‬
‫المفه وم الجديد للحض ارة ق امت الطبقة البرجوازية‪ 2‬اإلص الحية بف رض تص ورها للحكم في المجتمع إذ‬
‫ي رون أنّه ينبغي أن يرتكز على الق وة والمعرفة ‪ ,‬وينبغي أن تمتد الحض ارة لكل الش عوب ح تى البربرية‬
‫وهذا واجب على الشعوب المتقدمة ‪ ,‬وخالفهم في ذلك فولتير وروسو‪.‬‬
‫س‪ /‬ما نتائج مفهوم الثقافة والحضارة في القرن الثامن عشر؟‬
‫‪ ‬برز تصور جديد للتاريخ ينزع إلى استبعاد الدين واستبداله بالمفاهيم التي تتض منها‬
‫‪3‬‬
‫الثقافة و والحضارة وبناء على ذلك أصبح اإلنسان هو مركز الكون والتفكير‬
‫‪ ‬برز مصطلح (علم اإلنسان) وقد استخدمه ديدرو للم رة األولى ثم ابت دع ألكس اندر‬
‫دو شافان مصطلح علم اإلنسان باعتباره العلم الذي يدرس "تاريخ تقدم الشعوب نحو الحضارة"‪.‬‬
‫القرن التاسع عشر‪ :‬تطور وتوسع فهم كلمة ثقافة‪ :‬لم تعد تنسب إلى التطور الفكري للفرد فحسب بل تشير‬
‫أيضا إلى التط ور الفك ري لجماعة بش رية معينة ‪ ،‬فظه رت تعب يرات من مثل " ثقافة فرنس ية " و " ثقافة‬
‫ألمانية " و ‪ ...‬وهنا تقترب كلمة " ثقافة " من كلمة " حضارة " كثيرا ‪ ،‬ولطالما استخدمت إح داهما للداللة‬
‫على األخرى‪.‬‬
‫ما السبب في هذا التطور للكلمة؟؟ بس بب االفتت ان ال ذي س اد بعض األوس اط المثقفة نوعا ما إزاء الفلس فة‬
‫واآلداب األلمانية التي كانت في ع ّز تألقها‪.‬‬
‫تطور الكلمة في اللسان األلماني‪:‬‬
‫‪ /1‬في القرن الثامن عشر‪:‬ظهرت كلمة ثقافة بالمعنى المجازي في اللسان األلماني وكأنها نقل حرفي للكلمة‬
‫الفرنس ية‪,‬وذلك لس ببين‪ :‬اس تخدام اللغة الفرنس ية ال ذي ك ان عالمة مم يزه للطبق ات العليا في ألمانيا آن ذاك‬
‫‪,‬تأثير عصر األنوار‪.‬‬
‫‪ /2‬في النصف الثاني من الق رن الث امن عش ر‪:‬تط ورت الكلمة تط ورا س ريعا وأص بحت أك ثر تحدي دا من‬
‫نظيرتها الفرنسية وحازت على نجاح لم تحظى به من قبل وس بب ذلك يع ود إلى تب ني الطبقة البورجوازية‬
‫المثقفة األلمانية لمص طلح الحض ارة واس تخدامهم لها في معارضة الطبقة االرس تقراطية ‪..‬فق امت الطبقة‬
‫دين في مقابل قيم‬ ‫فة وال‬ ‫سموها روحية قائمة على العلم والفن والفلس‬ ‫البورجوازية بوضع قيم ّ‬
‫"الكياسة"األرستقراطية‪.‬‬
‫كيف كانت العالقة بين الطبقتين (االرستقراطية و البورجوازية)؟‬
‫ك ان الوضع بين الطبق تين في ألمانيا على العكس مما ك ان عليه في فرنسا ك ان هن اك تباعد اجتم اعي بين‬
‫الطبقتين وبينهما بغضاء وكانت قصور األمراء محكمة اإلغالق واستبعد البورجوازيون بشكل كب ير عنها‬
‫وعن أي عمل سياسي‪ ..‬وهذه المسافة االجتماعية غذت شعورا بالمرارة لدى عدد كبير من المثقفين في هذه‬

‫‪1‬‬
‫المقصود "بعصر األنوار" هو القرن ‪ 18‬الذي ظهرت فيه حركة فكرية في أوربا و في فرنسا على الخصوص ضد الكنيسة ال تي تح رم العلم والمعرفة ‪ ،‬واتخ ذت‬
‫هذه الحركة من اإلنسان و حقوقه أساسا للمواضيع المتناولة س واء في المي دان العلمي أو السياسي أو اإلنس اني و جعل العقل حكما ل رفض أو قب ول أي ش يء ك ان و‬
‫العمل على إنشاء مجتمع جديد يقوم على الديمقراطية و الحرية و المساواة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫طبقة نشأت في عصر النهضة األوربية بين األشراف والزراع ونعني بها الطبقة المتوسطة والمثقفة في ذات الوقت والمستبعدة عن أي عمل سياسي مما‬
‫غذى لديها شعورا بالمرارة والنقمة على طبقة النبالء‪ ،.‬ث ّم أصبحت دعامة النظام النيابي ‪ ،‬و في القرن التاسع عشر أصبحت هذه الطبقة تملك وسائل اإلنتاج‬
‫في النظام الرأسمالي ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وكان ذلك نتيجة لظهور نظرية التطور والتي أصبحت قضية النّهضة األوربية الكبرى بعد أن أُرسيت نظرياتها التي تُخضع الوجود كله لمبدأ التطورفهي‬
‫تقول بالتطور من البسيط إلى الصعب ومن األسفل إلى األعلى ‪،‬ومن الال معقول إلى المعقول ‪ ،‬ومن المعقد إلى األشد تعقيدا ً وهكذا حتى الدين متطور فهو‬
‫إنتاج بشري بحت المجال الفتراض مصدر خارجي استمده اإلنسان منه ‪,‬كما أنّه ليس نابع من فطرة أصيلة ‪,‬وهناك تصورات عديدة لدى أصحاب هذه‬
‫النظرية حول كيفية حدوث الدين منها‪:‬ما ساد في الدراسات االجتماعية المعاصرة وهو أنّ ‪ :‬اإلنسان في طوره األول كان يعظم كل شيء يراه ‪ ,‬ث ّم ترقى عقله‬
‫فنقصت آلهته تبعا ً لذلك شيئا ً فشيئا ً حتى انتهى إلى االعتقاد ببضعة آلهة أو إله واحد كما في األديان السامية‪ ,‬ث ّم جاء العصر الحديث فوجد أنّه ليس بحاجة‬
‫الفتراض آلهة أبداً فهو الذي يصنعها ويقدسها فاألولى به أن يقدس ذاته ‪,‬أي أن تحل اإلنسانية محل اإللهية‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫الطبقة‪ ..‬وهذا ما دفعهم لالنجاز والرفع من مكانتهم‪...‬ومنذ ذلك الوقت بدء الصعود التدريجية لهذه الشريحة‬
‫االجتماعية وصار لها صوتها في القومية األلمانية‪.‬‬
‫وقد عد البورجوازيون األلم ان أن تلك الطبقة االرس تقراطية مفتق رة إلى الثقافة وان ك انت ت دعي التحضر‬
‫وذلك بسبب إهمالهم للفن واألدب وتكريس جل وقتهم الحتفاالت البالط مقلدين األساليب المتحضرة للبالط‬
‫الفرنسي‪.‬‬
‫ولذلك فرقوا بين مصطلحي حضارة وثقافة‪:‬فكل ما ينشأ عن األصالة ويساهم في اإلنماء الفكري وال روحي‬
‫يعتبر ناجما عن الثقافة أما المظاهر البراقة والخفة والتهذيب السطحي فينتمي إلى الحضارة‪.‬‬
‫" تعليق الدكتور "الفرق بين الطبق تين البرجوازي تين في ألمانيا وفرنسا واس تخدام كلمة الثقافة في مجتمعنا‬
‫العربي‪.:‬‬
‫( في المدرسة الألمانية يختلف الوضع االجتماعي فالطبقتين البرجوازية واالرستقراطية بينهما انفصال لذا‬
‫انعكس على المجتمع األلم اني الن الطبقة االرس تقراطية تحتقر الطبقة البرجوازية ف أعطت مع نى جديد‬
‫لثقافة ففصلوا بين الكلمتين وأعطوا كل منها معنى معين ‪.‬‬
‫أما المدرسة الفرنسية فرات أن بين الطبقتين توافق وأن بينهما نظرية وح دة الثقافة وأنها اس تخدمت بمع نى‬
‫تطوري فكانوا يرون أن مجتمعهم هو المجتمع المتقدم وأنه القمة في المدرسة الفرنسية‪.‬‬
‫أما مجتمعنا فقد استخدم كلم ات جدي دة للثقافة وأض اف مع نى أخر وهو" الته ذيب – والح ذق " ولما ج اء‬
‫العصر الحديث وترجم معنى "‪ "culture‬إلى العربية أعطت وضع في مقابل كلمه ثقافة ل ذا فهي مكتس به‬
‫من أوروبا وقد ولدت معاني جديدة بسبب هذا االرتباط ‪.‬‬
‫إذن هناك كلمات تحيا وهنا كلمات تموت ومثال على ذلك فقد كان هنا في المجتمع السعودي في نجد كلمات‬
‫لم تكن منطوقة مثل حرف الكاف كان ينطق بحرف السين والقاف بحرف الزاي فب دأت ت زول مع التط ور‬
‫االجتماعي ‪ .‬وكل ذلك نتج من االحتكاك بالعالم )‬
‫كيف استطاعت النخبة البرجوازية تغيير مجتمعها ؟‪.‬‬
‫‪ ‬شراء األراضي من الكنيسة وتحرير العبيد الذين فيها ‪.‬‬
‫‪ ‬حركة الكشوف الجغرافية ‪ ،‬وقد أسهمت في تطوير الوعي األوروبي ‪.‬‬
‫‪ ‬انتشار التيار العلمي وتضاءل التيار الديني الكاثوليكي ‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير وسائل اإلنتاج وظهور المدن على يد الطبقة البرجوازية ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫هنا يمكن أن يقال "من أن الطبقة البرجوازية استغلت الوضع االجتم اعي إلس قاط الطبقة العليا وه ذه اآللية‬
‫من آلي ات النج اح ف نرى أن الفكر في مجتمعنا يختلف عما ك ان قبل س نوات ماض يه ألنه يمثل تح دي‬
‫للمفكرين والناظرين ويطوروا أفكارهم ويوسعوا مداركهم ‪".‬‬

‫‪ /3‬في القرن التاسع عشر‪:‬‬


‫أ‪ /‬تحولت كلمة ثقافة من كونها عالمة مميزه للبورجوازية األلمانية المثقفة إلى عالمة مميزة لألمة األلمانية‬
‫بأكملها‪.‬‬
‫وأصبحت السمات المميزة للطبقة المثقفة التي كانت تستعرض ثقافتها كالص دق والعمق والروحانية س مات‬
‫نوعية ألمانية‪.‬وقد كان ذلك تعبيرا عن وعي قومي يبحث عن السمات المميزة للش عب األلم اني في م وازاة‬
‫قوة الدول المجاورة كفرنسا وانجلترا فكانوا يبحثون في ظل انقساماتهم السياسية عن إثبات وجودهم بتمجيد‬
‫ثقافتهم‪.‬‬
‫ب‪ /‬ثم تط ورت الفك رة األلمانية الخاصة بالثقافة وارتبطت أك ثر ف أكثر بمفه وم األمة وتب دوا الثقافة‬
‫كمجموعة من الفتوحات الفنية والفكرية واألخالقية التي تشكل ميراث أمه ‪.‬‬
‫القرن العشرون ((المناقشات الفرنسية‪-‬األلمانية حول الثقافة))‬
‫أدت المنافسة بين النزع تين القومي تين الفرنس ية واأللمانية والج دل ال ذي امتد منذ الق رن الث امن عشر إلى‬
‫العشرين إلى تفاقم الجدل اإليديولوجي بين مفهومين حول الثقافة وهي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫كيف يمكن االستفادةمن تجربتهم‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫((العبقرية القومية )أو (النس بية الثقافية )‪ :‬نتيجة النّزاع ات الداخلية والخارجية مع دول الج وار ـ فرنسا‬
‫وانجلتراـ أدت إلى عدم توحد الواليات األلمانية ظه رت ال دعوة إلى البحث عن الس مات المتم يزة للش عب‬
‫األلماني ولتعدد الثقافات في المجتمع األلماني ‪.‬‬
‫وهي ت رى أن لكل ش عب خصوص ية ثقافية ويجب احترامها وال يمنعه ذلك من إمكانية التواصل مع‬
‫الشعوب األخرى‪ ,1‬ث ّم تطورت لتأثرها بالقومية فارتبطت بمفه وم األمة فأص بحت الثقافة تب دو وكأنّها جملة‬
‫من المنجزات الفنية والفكرية واألخالقية التي تكون ت راث األمة وبالت الي يؤسس ذلك لوح دتها‪ ,‬وال ت دخل‬
‫االنج ازات التقنية فيها بل تقتصر على المنج زات الفكرية ‪,‬ث ّم نما تص ور آخر للثقافة متوافق مع التص ور‬
‫الس ابق ومتصل ب العرق فاألمة هي جماعة من أصل واحد ث ّم اس تخدم كأس اس لتك وين الدولة ـ األمة في‬
‫ألمانيا(ظهرت النّازية التي تمجد الجنس اآلري باعتباره جنس متف وق وترفعه على س ائر األجن اس على يد‬
‫هتلر )‪.‬‬
‫ه ذه النّظرية ظه رت ك ردة فعل اتج اه نظرية (كونية األن وار الموح دة) الفرنس ية نتيجة الن زاع الفك ري‬
‫ّ‬
‫والعسكري بين ال دولتين حيث ك انت فرنسا ت ؤمن بفك رة (وح دة الجنس البش ري) ال تي حققت لها الوح دة‬
‫‪2‬‬
‫القومية منذ زمن بعيد حيث توجد أسس متش ابهة في البنية االجتماعية عند معظم المجتمع ات اإلنس انية‬
‫ومن نت ائج ذلك ظه ور نظرية األممية التوحيدية في فرنسا وال تي ترفع من ش أن الثقافة الفرنس ية وأن من‬
‫ينتمي إلى األمة الفرنسية ينبغي أن يذوب في ثقافتها مهما كان أص له يق ول رين ان‪ ":‬إن من ي رى نفسه في‬
‫األمة الفرنسية مهما كان أصلة فإنه ينتمي إليها‪.‬‬
‫وبه ذا يك ون ل دينا نموذج ان لمفه وم الثقافة ‪,‬وهما في العمق ش كالن لتحديد مفه وم الثقافة في العل وم‬
‫االجتماعية أحدهما تخصيصي واآلخر كوني‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اختراع المفهوم العلمي للثقافة‬


‫الفصل األول تناول التطور التاريخي الذي شهدته كلمة ثقافة‪ ,‬وفي هذا الفصل سيكون الحديث عن(ابتداع )‬
‫ـ اختراع ـ المفهوم العلمي للثقافة‪.‬‬
‫بداية الفصل تناول سبب ظهور علم اإلناسة ـ علم اإلنسان ـ وعالقته بمفهوم الثقافة‪ ،‬حيث إن نق اش علم اء‬
‫علم اإلناسة وغيرهم في تفسير قضية التنوع البش ري‪ ،3‬أدى إلى انبث اق (مفه وم الثقافة) ال ذي ش كل األداة‬
‫المفضلة للتفكير في تفسير هذه القضية وسبر مختلف األجوبة الممكنة لها‪.‬‬
‫فدخل علم الثقافة بشكل ال مثيل له في مختلف البلدان التي نشأت فيها اإلناسة‪.‬‬
‫المقصود بعلم اإلناسة‪ :‬هو دراسة اإلنسان من جميع جوانبه الطبيعية والسلوكية واالجتماعية‪.‬‬
‫ويطلق هذا المفهوم على األنثروبولوجيا‪.‬‬

‫دور العلماء في بيان اختراع المفهوم العلمي للثقافة‬


‫أوال‪ :‬إدوارد تايلور‪ 4‬والمفهوم العالمي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إنّ كل ثقافة فريدة بنوعها ولذا يجب أن تُحلل في حد ذاتها ‪ ,‬ليس هناك معيار شامل للممارسة الثقافية ومن ثم ينبغي أال نحكم على عنصر ّما في أي ثقافة إال‬
‫في ضوء الثقافة التي ظهر فيها وليس في ضوء معايير مستمدة من ثقافات أخرى وهذا يجعلنا متسامحين تجاه الثقافات األخرى ‪ ,‬ولكن يولد مشكلة أخرى‬
‫معقدة وهي هل تعني النسبية قبول الكثير من األعراف واألفكار التي تظهر في الثقافات األخرى والتي تتعارض مع قيمنا وديننا ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ويعبر عنه‪ ((:‬بالشمولية الثقافية)ومثالها‪:‬ظهور العولمة الكونية أدى للتخلي عن العديد من الخصوصية واالنتقال لعصر العولمة الكونية م ّما يعني سرعة‬
‫انتقال الكثير من المفاهيم والمناشط االقتصادية والرياضية وهذا يوجد حاجات إنسانية متشابهة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫َ‬ ‫هَّللا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هَّللا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ارفوا إِنَّ أك َر َم ُك ْ‪4‬م ِعن َد ِ أ ْتقا ُك ْم إِنَّ َ َعلِي ٌم خبِي ٌر‬ ‫اس إِنَّا َخلَ ْقنَا ُك ْم ِمنْ َذ َك ٍر َوأُ ْنثَى َو َج َع ْلنَا ُك ْ‪4‬م ُ‬
‫شعُوبًا َوقَبَائِ َل لِتَ َع َ‬ ‫التنوع البشري‪ :‬يفسره قوله تعالى‪ :‬يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫يفسره‬
‫قوله تعالى‪ :‬يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "الحجرات*‪ 13‬في‬ ‫"الحجرات*‪13‬‬
‫هذه اآلية يخبر تعالى أنه خلق بني آدم‪ ،‬من أصل واحد‪ ،‬وجنس واحد‪ ،‬وكلهم من ذكر وأنثى‪ ،‬ويرجعون جميعهم إلى آدم وحواء‪ ،‬ولكن هللا [تعالى] بث منهما رجاال كثيرا ونساء‪ ،‬وفرقهم‪،‬‬
‫وجعلهم شعوبًا‪.‬‬
‫فأصل اإلنسان واحد كما تقرر‪ ،‬ولكن هناك تنوع واختالف بين الشعوب‪ ،‬وفي تفسير هذا االختالف والتنوع‪ ،‬تباينت اآلراء‪:‬‬
‫فمنهم من رده االختالف إلى أنه اختالف عرقي طبيعي وهذا مردود بنص اآلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومنهم من رده إلى االختالف والتنوع الثقافي‪ .‬ومن خالل البحث فيأسباب هذا التنوع نشأ مفهوم الثقافة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪4‬‬
‫التعريف بالعالم تايلور‪ :‬إدوارد تايلور عالم انثروبولوجي بريطاني‪.‬من ورثة عصر األنوار الفرنسي‪ ،‬ومتأثر ببعض علماء اإلناسة األلمان مثل غوستاف‬
‫كليم ‪ ,‬وقد عرف عنه أنّه تطوري النّزعة كما سيالحظ من خالل أعماله و نتاجه الثقافي المتأثر بالتطورية‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫* أول من اقترح تعريف للثقافة‪ ،‬وهو‪ (:‬ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والق انون‬
‫واألعراف والقدرات والعادات األخرى التي يكتسبها اإلنسان باعتب اره عض وا في المجتم ع) ‪,‬وم ّما يالحظ‬
‫على التعريف مايلي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬أنّه تعريفا وصفي وليس تعريفا معياري‪.‬‬
‫‪ ‬يعبر عن نظرة شمولية للحياة االجتماعية لإلنسان ‪.‬‬
‫‪ ‬أن الثقافة وفق هذا التعريف تكتسب بعدا ً جماعيا ً ( باعتباره عضوا ً في مجتمع ) ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬أن الثقافة في النهاية مكتسبة‪ ،‬وبالتالي فهي ال تنشأ عن الوراثة البيولوجية‬
‫*يفضل اس تخدام كلم ة( ثقافة ) ب دل (حض ارة) بعد أن ك ان م تردد بينهم ا‪ ،‬وذلك ألنه ال يمكن أن تنطبق‬
‫معنى كلمة ( حضارة) على المجتمعات البدائية فأص لها االش تقاقي يع ود على تك وين الم دن‪ ،‬كما أنها ت دل‬
‫على المنجزات المادية وهي ضعيفة في تلك المجتمعات‪.‬‬
‫*اس تخدم كلمة الثقافة مف ردة‪ 3‬وجعل مراحل لتطورها ودافع عن الش عوب البدائية وق ال إن الف ارق بين‬
‫ثق افتهم وثقافة المتحض رين هو درجة التق دم الثق افي وح اول إيج اد ب راهين على ذل ك‪ ،‬فهو يؤيد النظرية‬
‫التطورية ذات االتجاه الواحد‪.4‬‬
‫توضيح للنقطة السابقة‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫توجد مسألة مشتركة متفق عليها بين علماء اإلثنولوجيا (وهي وحدة اإلنس ان) ـ س بق توض يح المص طلح‬
‫في الفصل األول ـ المتوارثة عن عصر األنوار ولكن التنوع اإلنساني الموج ود في أرض الواقع يتع ارض‬
‫مع هذه النّظرية والذي كان يُرد فيما مضى التنوع اإلنساني إلى العرق ث ّم أصبح هذا التفسير غ ير مقب ول ‪,‬‬
‫ث ّم استخدموا الثقافة بدالً عن الع رق لتفس ير ه ذا التن وع واختلف وا في ذلك وانقس موا إلى مدرس تين ‪ ,‬تبجل‬
‫األولى " الوحدة اإلنسانية" وتقلل من شأن التنوع اإلنساني وترى أنّه يحدث ض من مرحلة تطورية وينتهي‬
‫بالذوبان في الوحدة اإلنس انية فهي حقبة من حُقب التط ور ول ذلك تس تخدم الثقافة بص يغة المف رد ‪ ,‬والثانية‬
‫تعطي أهمية كبيرة للتنوع وترى عدم تناقضه مع الوحدة اإلنسانية ولذلك تستخدم الثقافة بصيغة الجمع‪.‬‬

‫التنوع الثقافي‪-:‬‬
‫يشير مصطلح التنوع الثقافي عموما إلى االختالفات القائمة بين المجتمعات اإلنس انية في األنم اط الثقافية‬
‫السائدة فيها و يتجلى هذا التنوع من خالل أصالة و تعدد الهويات المميزة للمجموعات والمجتمع ات ال تي‬
‫تت ألف منها اإلنس انية فهي مص در للتب ادل و اإلب داع‪ ،‬كما أنه ض روري للجنس البش ري مثل ض رورة‬
‫التنوع البيولوجي بالنسبة للكائنات الحية‪.‬و بهذا المعنى فإن التنوع الثقافي هو التراث المش ترك لإلنس انية‬
‫و ينبغي االعتراف به و التأكيد عليه لصالح أجيال الحاضر و المستقبل‪.‬‬
‫إال أن التاريخ قد أظهر أن النازحين الجدد أو مجموعات األقلية ال ينظر إليهم على كل ح ال من زاوية‬
‫إيجابي ة‪ .‬ف الحروب و النزاع ات في أفريقيا و منطقة البلق ان و الش رق األوسط ت دور رحاها بس بب ع دم‬
‫القدرة على التكيف مع هذا التنوع الثقافي و مواكبته رغم أنه من أقدم الظواهر الثقافية على اإلطالق‪.‬‬
‫إيجابيات التنوع الثقافي‪:‬‬

‫‪-‬‬
‫‪ .1‬التعرف على الثقافات األخرى في المجتمع ‪ :‬عاداتها ‪ ،‬تقاليدها وقيمّها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سبق بيان الفرق بين التعريف الوصفي والمعياري في الفصل األول‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫البيولوجيا ‪ : Biology‬علم األحياء ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫حيث كان ال يؤمن بالتنوع اإلنساني‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫النظرية التطورية ذات االتجاه الواحد‪ :‬يرى أن التغير يتخذ مسار واحد تجاه النط الغربي بحيث تغدوا كل المجتمعات في نهاية مسيرة النمو والتطور مشابها‬
‫أو مطابقا ٌ لمنظومة المنهج الغربي‪ .‬ينظر‪ :‬سلسلة أبحاث مركز بحوث كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية جامعة الملك عبد العزيز‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫علم يهتم بدراسة األجناس البشرية البائدة أو الموجودة حاليا ً أو التي اختفت منذ عهد قريب مع العناية بالدراسة التحليلية المقارنة للشعوب البدائية ‪ ،‬كما يهتم‬
‫بدراسة الظواهر االجتماعية في المجتمع البدائي وتتبع في ذلك أسلوبا ً تاريخيا ً بقصد التعرف على نشأة الظاهرة وتتبع المراحل المختلفة التي مرت بها‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫‪ .2‬االعتراف بشرعيّة الثقافات األخرى في المجتمع بأنها مركب هام وجزء ال يتجزأ من المجتمع‪.‬‬
‫الحوار يعطي المجموعات التعرف على حقوقها‪.‬‬
‫‪ .3‬االحترام المتبادل بين الثقافات في المجتمع وتطوّر النقد الذاتي والتحقيق الذاتي للفرد والثقافة في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪ .4‬إعطاء فرصة جديدة تضمن وتحقّق الحريات والمساواة بين الثقافات المختلفة في المجتمع مثل‬
‫‪ -‬اإلنسان وحريته" و "قانون أساسي حرية التشغيل‬
‫سن القوانين مثل "قانون أساسي الحترام‬
‫والمهنة "‪.‬‬

‫بعض سلبيات التنوع الثقافي‪:‬‬


‫‪ -‬لتفكيك المجتمع ‪ ،‬وحدته والنسيج االجتماعي بداخله فيصبح المجتمع كالفسيفساء‬ ‫‪ .1‬يمكن أن يؤدي‬
‫‪ -‬حياتها ‪.‬‬
‫ألن لكل ثقافة عاداتها وتقاليدها ونمط‬
‫‪ -‬إلى عدم استقرار اجتماعي وفوضى اجتماعية بأنه ال يوجد قوانين موحدة لكل‬ ‫‪ .2‬يمكن أن يؤدي‬
‫الثقافات بسبب االختالف في القيم والعادات فال توجد ثقافة صحيحة ‪ ،‬قيادة واحدة‪...‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ .3‬قد تساعد في انغالق الثقافة على نفسها وتكوين إطار خاص بها بعيدا عن اإلطار المشترك‬
‫‪ -‬إلى تفكيك اإلطار المشترك الذي يدعى‬ ‫"الدولة" فينتج "عدة دول في دولة واحدة " وهذا يؤدي‬
‫"دولة واحدة للجميع"‪.‬‬
‫‪ -‬موحّد للدولة و‬‫‪ .4‬قد يؤدي لصراع عنيف بين الثقافات عند المحاولة لخلق قوانين موحدّة ودستور‬
‫‪ -‬قد ينتهي األمر بحرب أهلية‪.‬‬ ‫السيادة فيها وربما‬

‫* لم يكن ت ايلور يتعصب للتطورية وإن ك ان يغلبه ا‪ ,‬وموض وعيته تجعله يس تخدم نظري ات أخ رى في‬
‫دراساته مثل االنتشارية ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬فرانز بواس‪ 1‬كيف دخل بواس إلى علم األنثروبولوجية؟‬
‫*رحل إلى بالد االسكيمو ودرسها‪ ،‬فوجد أن التنظيم االجتماعي كان محكوم بالثقافة أكثر من البيئة المادية‬
‫فكرس أبحاثه لألنثروبولوجيا‪.‬‬
‫أ_ مرئياته حول الثقافة‪:‬‬
‫‪ /1‬يعتبر أن االختالف بين الجماعات‪ ،‬هو اختالف ثقافي مكتسب وليس عرقي طبيعي‪ ،‬ألن النّظرة العرقية‬
‫أن األعراق غ ير ثابتة فهي مرنة قابلة‬ ‫ال تثبت أمام الدراسات الفاحصة المبنية على المالحظة حيث استنتج ّ‬
‫لالمتزاج وهو ما أثبته علم الوراثة فيما بعد ‪.‬‬
‫‪ /2‬يرى أن الثقافات متعددة عكس تايلور فهو يتبع الثقافة بصيغة المفرد‪ ،‬فكل ثقافة تمثل كال فريدا‪.‬‬
‫‪ /3‬يستبعد كل نظرية تزعم قدرتها على تفسير كل األشياء ‪ ،‬وكل تعميم ألثبته األدلة التجريبية‪.‬‬
‫ب‪ -‬أهم أعماله‪:‬‬
‫‪ /1‬اس تخدم المالحظة المباش رة في أرض الواقع والمطولة على الثقاف ات البدائية وبه ذا يك ون هو مبت دع‬
‫اإلثنوغرافيا‪.2‬‬
‫‪ /2‬أول من فكر بالمفهوم االنثروبولوجي للنسبية الثقافية وإن لم يكن أول من فكر فيها أو ابتدع المصطلح‪.‬‬
‫حيث تظم النسبية الثقافية عند بواس ثالثة أوجه وهي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫التعريف بالعالم بواس‪ :‬فرانز بواس عالم انثروبولوجي ألماني ليبرالي‪ ،‬متأثر بالمفهوم الذاتي األلماني للثقافة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫علم يبحث في الظواهر المادية للنشاط اإلنساني من عادات وتقاليد مثل ‪ :‬المأكل والمشرب والملبس‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫األول‪:‬مبدأ منهجي‪ ..‬فهو مؤسس المنهج االس تقرائي المي داني المكث ف‪ ،‬وق ال من أراد دراسة ثقافة معين ة‪،‬‬
‫عليه أن يتعلم لغتهم ويقيم معهم‪ ،‬ويجرد من أي أفكار مسبقة ومن مقارنتهم بثقاف ات أخ رى أثن اء الدراس ة‪،‬‬
‫كل ذلك لإلفالت من كل أشكال العرقية المركزية‪.‬‬
‫تعليق الدكتور‪( :‬أعطى في ذلك مثال "الداعية المسيحية والفرق بينه وبين الداعية المسلم فالداعية المسيحي‬
‫حتى يدعوا إلى ديانته فإنه يقوم بدراسة جميع أح وال المس لمين والتع رف على نق اط الض عف والق وه فيهم‬
‫بعكس الداعية المسلم ففي نظريه بواس سياسة غربيه البد أن يكون المسلم العربي لديه معرفه بذلك )‬
‫الثاني‪ :‬مبدأ معرفي ‪ ..‬فالعرف الخاص ال يمكن تفسيره إال برده إلى السياق الثقافي‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬مبدأ أخالقي‪ ..‬فهو ينادي باحترام الثقافات والتسامح فيما بينها‪ ،‬ألن لكل ثقافة قيمتها‪.‬‬
‫‪ /3‬مخترع البحث ذي الموضوع الواحد في األنثروبولوجية‪.‬‬

‫مفهوم العرقية المركزية أو " المركزية األثنية ‪:‬‬


‫أن مجموعتها الخاصة هي مركز األش ياء كافة بحيث نقيس‬ ‫هي تلك النّظ رة إلى األش ياء ال تي ت رى ّ‬
‫المجموعات األخرى وتقومها نس بة إليها ‪،‬وكل جماعة ت زعم أنها وح دها الص الحة واألفضل وتنظر إلى‬
‫اآلخرين بنظرة احتقار‪.‬‬
‫كيف نعد تفسر الناس لتنوع الثقافات؟‬
‫‪ /1‬الشعوب البدائية‪ :‬ترى أن اإلنسانية تقف عند ح دودها العرقية أو اللغوي ة‪ ،‬فلقب وا أنفس هم ب المتفوقين أو‬
‫الحقيقيين‪.‬‬
‫‪ /2‬المجتمع ات التاريخية كالروم ان وأوربا الغربية ق ديما ً ‪ :‬تع بر عن غ ير المنتمين لها في ثقافته ا‪،‬‬
‫بـ(البرابرة – المتوحشين)‪.‬‬
‫ما هي مساوئ العرقية المركزية؟‬
‫تفضي إلى التعصب وعدم التسامح الثقافي والديني والسياسي‪،‬فال تعترف بتنوع الثقافات‪.‬‬
‫أو أنها تتحايل فتتظاهر باالعتراف بالتنوع الثقفي لكن تجعله على مراحل تطور وأنها هي األفضل‪.‬‬
‫كيف حاولت األنثروبولوجيا التخلص من العرقية المركزية؟‬
‫من خالل تطبيق منهج المالحظة‪ ،‬فأدرجت فكرة نسبية الثقافات‪ ،‬واستحالة وضع مراحل تراتيبية للثقافات‪.‬‬
‫تعليق الدكتور ‪ (:‬إن العرقية مبدأ ذمه القرآن الكريم فقد قال هللا تعالى " إن أكرمكم عند هللا أتقاكم "‬
‫فاعتزاز اليهود بأنفسهم وقالوا إن هللا هو الذي اختارهم " نحن أبناء هللا وأحباء وه "‬
‫فهذا ال يقره اإلسالم فهي سمه من سمات الجاهلية األولى) ‪.‬‬
‫ومن المنظور اإلسالمي ‪:‬‬
‫يالحظ على الثقافات اليونانية والرومانية استعمال كلمة البربرية والوحشية على من ال‬
‫ينتسب لثقافتهم ‪ ،‬وال يستقيم الحال في إطالق هذه األوصاف على البشر ‪ ،‬وذلك ألن من‬
‫المعلوم أن كل أمة ال تخلو من مصلحين وهداة كاألنبياء وأتباعهم ‪ ،‬كما أن هللا كرم اإلنسان‬
‫ﮑ ﮒ ﭼ اإلسراء‪٧٠ :‬‬ ‫قال ﭨ ﭽ ﮏ ﮐ‬
‫فيتضح أن من مساوئ العرقية المركزية‪:‬‬
‫‪ -‬بتنوع الثقافات‪.‬‬
‫تفضي إلى التعصب وعدم التسامح الثقافي والديني والسياسي‪،‬فال تعترف‬
‫‪ -‬وأنها هي‬ ‫‪ -‬الثقفي لكن تجعله على مراحل تطور‬‫أو أنها تتحايل فتتظاهر باالعتراف بالتنوع‬
‫األفضل‪.‬‬
‫حاولت األنثروبولوجيا التخلص من العرقية المركزية‪:‬‬
‫‪ -‬فكرة نسبية الثقافات‪ ،‬واستحالة وضع مراحل تراتيبية‬ ‫من خالل تطبيق منهج المالحظة‪ ،‬فأدرجت‬
‫للثقافات‪.‬‬
‫و من النماذج على العرقية المركزية في المجتمعات ‪:‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫‪ -‬بعرقهم وزعمهم بأنهم شعب اهلل المختار وأبناؤه وأحباؤه‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ‬


‫‪ )1‬اعتزاز اليهود والنصارى‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭼ المائدة‪١٨ :‬‬

‫‪" )2 ‬العصبية القبلية"‪،‬وهي من سمات أهل الجاهلية األولى التي أبطلها اإلسالم فجعل معيار‬
‫التفاضل بين الناس هو التقوى في قوله تعالى‪(( :‬يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى‬
‫‪ -‬وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) سورة‬
‫وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا‬
‫"الحجرات*آية‪13‬‬

‫ما سبب تأخر المفهوم العلمي للثقافة لدى مؤسسي اإلناسة الفرنسية؟ والمقصود به أن الفرنس يين ي رون أن‬
‫الثقافة واحدة هي ثقافة فرنسا وحضارتها‪ ,‬ولم يؤمنوا بعد بأن الثقافات متعددة‪.‬‬
‫وذلك يرجع ذلك إلى أمرين‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن علم االجتماع الفرنسي احتل مس احة البحث كلها فت أخر اس تخدام الثقافة كمنهج في تفس ير بعض‬
‫الظواهر االجتماعية ‪ ،‬فهيمنت "المسألة االجتماعية" على "المسألة الثقافية" وطمستها‪.‬‬
‫الث اني‪ :‬أن علم اء االجتم اع أنفس هم مش بعين باي دولوجيا العالمية المج ردة لعصر األن وار مما منعهم من‬
‫التعددية الثقافية في المجتمعات وترتب على ذلك استخدام كلمة " حضارة " بدل كلمة " ثقافة "‬
‫وفي القرن التاسع عشر‪ :‬بعد أن واجهت فرنسا تنامي الهجرة األجنبية السريع‪ ،‬فوض عها أما تعددية ثقافية‬
‫فاعتمدت سياسة ثقافية إدماجية لهؤالء طبقا للنموذج المركزي ‪ ,‬ث ّم ظهر مفهوم علم الثقافة بش كل ت دريجي‬
‫عن طريق إدراج نوع من النسبية الثقافية وأبدت كلمة حضارة مقاومة ص امدة أم ام كلمة "الثقافة " ح تى‬
‫أنّهما كانتا تستخدمان بمعنى واحد في بعض األحيان ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ثالثا‪ :‬دور كهايم‬
‫*هو من ض من المؤسس ين لإلنثروبولوجيا الفرنس ية فاهتماماته تنصب على علم االجتم اع ‪,‬وك ان يطمح‬
‫إلى فهم اجتماعي بكل أبعاده ومظاهره بما فيها البعد الثقافي عبر كل أشكال المجتمعات‪.‬‬
‫* اس تخدم كلمة (حض ارة) ب دل (ثقاف ة) إال في ح االت اس تثنائية مت أثرا بما ك ان عليه الفرنس يين في تلك‬
‫الفترة‪ ,‬وكان للظواهر االجتماعية عنده بعد ثقافي ‪,‬ومن هنا كانت عنايته واهتمامه بالظواهر الثقافية ‪.‬‬
‫* أ ّما موقفه من النسبية الثقافية فيتضح من مساهمته في إكساب كلمة الحضارة "مفه وم وص في إج رائي "‬
‫وتخليصها من المفهوم المعياري الذي أكسبتها إياها المسلمات األيدلوجية‪ ,‬يتضمن هذا التعريف االع تراف‬
‫أن اإلنس انية واح دة ‪ّ ,‬‬
‫وأن كل‬ ‫بتع دد الحض ارات دون إبط ال الق ول بوح دة اإلنس ان‪ ،‬حيث ك ان يعتقد ّ‬
‫الحض ارات المخصوصة لها إس هاماتها في الحض ارة اإلنس انية فالحض ارات منظوم ات مركبة‬
‫ومتضامنة‪,.‬ولذلك كان ال يرى اختالفا بين البدائيين والمتحضرين من حيث طبيعتهم‪.‬‬
‫* يتفق مع بعض أوجه النظرية التطوري ة‪،‬لكن ي رفض أحادية االتج اه‪ ،2‬ف يرى أن لها اتجاه ات متع ددة‬
‫متنوعة‪.‬‬
‫* يؤكد أولوية المجتمع على الفرد ولذلك ظهرت لديه نظرية العقل الجمعي وهو الكفيل بتحقيق وحدة‬
‫المجتمع وتجانسه ‪ .‬وقد كان ممن تأثر بالنظرية التطورية ‪ ،‬فلذلك وبناء على علمانيته فقدد طبق فكرة "‬
‫العقل الجمعي " على الدين ‪ ،‬فجعل الدين مجرد ظاهرة اجتماعية ‪ ،‬فإذا ما قال العقل الجمعي يوما ما بأنه‬
‫يجب أال يكون هنالك دين ‪ ،‬فإن األفراد ال يملكون إال االنصياع لذلك ‪.‬‬
‫أما عن عالقة كل ذلك بنتاجه الثقافي ‪ ،‬فال شك أن فرضيات العقل الجمعي مارست تأثيرا ً كبيرا ًعلى‬
‫نظرية الثقافة باعتبارها " هيئة عليا " قادرة على توجيه األفراد للوجهة المطلوبة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫رابعاً‪ :‬بروهل‬

‫‪1‬‬
‫دوركهايم‪ :‬إميل دورل كهايم عالم اجتماع له مكانة تأسيسه في األنثروبولوجيا الفرنسية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ال شيء يثبت أن حضارة الغد امتداد لحضارة اليوم‪ ،‬بل قد يصنع حضارة الغد شعب آخر‪ ،‬وقد يسيرونها في اتجاه جديد غير متوقع‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫بروهل‪ :‬كان على رأس علماء علم اإلثنوغرافيا ‪ ،‬وهو أول من تحدث عن «العقلية البدائية» لبعض الشعوب الخارجة عن نطاق العقل‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫* ألف كتاب "الوظائف الذهنية‪ 4‬للحياة البدائية" ناقش في كتابه قضية التب اين الثق افي(االختالف الثق افي )‪،‬‬
‫والفروق بين العقليات‪ ،‬فيرى أن أسباب التباين الثقافي يعود إلى اختالف العقليات‪.‬‬
‫* انصب جهد بروهل على دحض النظرية التطورية األحادية االتجاه‪ ,‬بل كان يعارض فك رة الب دائيين مع‬
‫استخدامه لهذا المصطلح تمشيا ً مع السياق العلمي في مجتمعه وليس اعترافا به‪ ،‬فهو ال يعتبر المجتمع ذات‬
‫الثقافة الشفوية (أطفاال وكبارا )فال يلقون النّمط ذاته من األسئلة ال تي يلقيها المتحض رون وأج وبتهم تك ون‬
‫س اذجة طفليه كما هي في تفس ير النّظرية التطورية ال تي تنظر إليهم كش كل أولي طف ولي م رت به الثقافة‬
‫الغربية في أيامها األولى يوما ً ّما‪.‬‬
‫*‪ /‬يتفق ليفي بروهل مع أطروحات تايلور على مذهب حيوية البدائيين وهي أق دم ش كل من أش كال المعتقد‬
‫الديني أي االعتقاد بالوجود‪.‬‬
‫* قسم العقليات إلي قسمين عقلية بدائية "ما قبل المنطق" وعقلية متحض رة "ما بعد المنط ق"‪ ،‬ويظن أنهما‬
‫غير متنافرتين ويمكن أن يتعايشا في كل مجتمع‪ ،‬لكن تف وق إح داهما على األخ رى‪ ،‬وه ذا ما يفسر تن وع‬
‫الثقافات‪.‬‬
‫أن االتصال بين المجموعات البشرية ممكن بفضل انتمائها إلى إنسانية مشتركة ‪.‬‬ ‫* ويرى ّ‬
‫* وتساءل عن الفروق القائمة بين "العقلي ات" وال تي يمكن أن تك ون موج ودة بين الش عوب وال تي تفسر‬
‫أن ليفي يعيد أس باب التب اين الثق افي إلى التب اين العقلي ] وخالف ا ً لما ُع رف عن‬ ‫التب اين الثق افي بينهم [ ك ّ‬
‫ُ‬
‫أعماله فقد ت بين أنّها لم تكن تنبع من مركزية عرقية ‪ ,‬وقد ألحقت بها ه ذه الص فة للتقليل من أهميتها ‪,‬‬
‫السيما وأن هذه المحاولة منه لتفسير التباين الثقافي قد تناقضت مع مفهوم العالمية المج ردة لعصر األن وار‬
‫ومع مبادئه األخالقية التي كانت تشكل إطاراً مرجعيا ً ألغلب المثقفين الفرنسيين في بداية القرن‪.‬‬
‫الثقافات‬
‫عرض الفصل الثاني‪ ،‬شرح الدكتور كيفية التأثير الثقافي مع ضرب أمثلة على ذلك‪ ،‬وعلق على أمثلة وأسئلة الطالبات ‪:‬‬ ‫بعد‬
‫أمثلة على التأثير الثقافي‬
‫‪ )1‬تاثير الخادمات على األسرة ‪:‬‬
‫أوال إن من أسباب استقدام الخادمات لما اتسعت البيوت و ظهر الترف ظهرت فكرة استقدام العمالة ألن‬
‫طبيعة الحال تفرض ذلك ‪.‬‬
‫ولكن هل تاثير الخادمات على األسرة تأثير الثقافة على الفرد أو تأثير الفرد على الثقافة ؟ يعتبر هذا من‬
‫‪ -‬الفرد على الثقافة ولكنه تأثيرا غير‬ ‫‪ -‬القائمة بين األفرد ‪ ،‬نعم يؤثر‬
‫تأثير الثقافة على الفرد والعالقات‬
‫‪ -‬بعكس تأثير الثقافة على الفرد فإنه يكون تغيرا ملحوظا فصحيح بأن الفرد يؤثر على‬ ‫ملحوظا وجزئيا‬
‫‪ -‬فعن طريقه ظهر التطور وينتقل مثل األخالق والمالبسو الذوق‬ ‫‪ -‬األول للمتطورات‬ ‫الثقافة ألنه هو المباشر‬
‫والعادات والتعامل‪.‬‬
‫مثال على تأثير الفرد على الثقافة ؟‬
‫إن تأثير الطبقات العليا في المجتمع أكثر من تأثير الطبقات الشعبية الدونية فثقافة األسرة مؤثرة للثقاقفة‬
‫‪ -‬على الثقافة ولكن التاثير يكون اقوى بحسب موقعها‬ ‫‪ -‬القادي ‪،‬وإن كانت جميع االسر تؤثر‬ ‫بحسب موقعها‬
‫القيادي ‪،‬فهم يتأثرون قبل أن يغيروا‪.‬‬
‫‪ -‬بثقافة‬
‫‪ -‬اصطبغوا‬ ‫‪ )2‬مثل ‪ :‬الطالب المبتعثين خارج بالدهم ‪ :‬فهم يتعلمون ومن ثم يعيدون لبلدهم وقد‬
‫‪ -‬على ثقافته تاثيرا‬ ‫أخرى فيؤثرون في ثقافتهم ‪.‬ولكن باستطاعة الفرد أن يستفيد من ثقافاتهم دون أن يؤثر‬
‫‪ -‬وذلك‬ ‫سلبيا ‪ ،‬فكما استفاد الغرب ودرسوا في جامعات األندلس أصبح اآلن ندرس كتبهم وجامعاتهم‬
‫حسب تغير المجتمعات وتطورها ‪.‬‬
‫فالفرد يؤثر على الثقافة ‪:‬‬
‫‪ -‬ثقافة المجتمع وإنما يجمع‬
‫ـ وذلك بحسب موقعه االجتماعي ‪ ،‬ـ كما أنه ينبغي أال يصادم‬
‫‪ -‬إدخاال سليما دون معارضة الثوابت والقيم‬ ‫‪ .‬بينها ويدخلها‬
‫‪-‬‬
‫‪ )3‬فلما ظهرت التقنية الحديثة تطور المجتمع وتغير كما أن المجتمعات تتقبل التغيير في األمور‬
‫المادية بسرعة وبسهولة ‪،‬فال تواجه تحدي وال ممانعة‪ ،‬ألن األنسان يبحث عن منفعته ومصلحته فأي‬

‫‪4‬‬
‫يقصد بهذا المصطلح الثقافة‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫شيء تقني بحت يتقبله المجتمعات‪ ،‬ولكن أي تغير مصحوب بتغير الثقافة يواجه ممانعة من المجتمع‬
‫‪،-‬‬‫‪ -‬على المجتمع السعودي‬ ‫وتحدي مثل التغيير في القيم مثل‪ :‬دخول التلفاز أوالفضائيات واالنترنت‬
‫‪ -‬الثقافي ومن ثم مع تطور المجتمعات‬ ‫فواجه مواجهة قوية من المجتمع ألنه يصاحبها تغيير في المحتوى‬
‫انتشرت القنوات الفضائية سواء كانت إسالمية أو غير إسالمية ‪.‬‬
‫‪ -‬يعارضه المجتمع إلى أن يدرك‬ ‫وذلك أل ن أي تغير تقني مصحوب بتغير ديني وثقافي‬
‫اإلنسان أثره أو يتقبله طائفة من المجتمعات المجتمعات ومن ثم ينتشر حتى يصبح من ثقافة البلد ‪.‬‬

‫تأثير التلفاز على ثقافة الطفل ‪:‬إن أي شيء يحمل معرفة جديدة وقيم جديدة تؤثر على الفرد‬
‫‪ ،‬فقد يكون في برامج األطفال تحمل ثقافة مخالفة لديننا فقد يسيء للذات اإللهية والنبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬والعفة والطهارةكما أنها قد تنشر ثقافة العنف لدى األطفال ‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬انتصار مفهوم الثقافة‬

‫في الفصل الثاني ذكر المؤلف محاولة علماء اإلناسة في اختراع المفهوم العلمي للثقافة وه ذا الفصل‬
‫يتحدث عن البناء الثقافي للثقافة وانتصار مفهوم الثقافة‪.‬‬
‫تفعيل الثقافة كمنهج في الدراس ات االجتماعية لم يتم بطريقة متماثلة في جميع البل دان ‪ .‬ك انت الوالي ات‬
‫المتحدة هي التي لقي فيها المفهوم أفضل قبول له ‪ ,‬وتعمق نظريا ً في شمالها ‪ ,‬ونتيجة ذلك ك ثرة الدراس ات‬
‫وتراكمها في ه ذا الب اب ولم ي تراجع أب داً ونتيجة ل ذلك ت أثر تخصصي علم النّفس واالجتم اع ب ذلك فتبنت‬
‫المفهوم بمعناه االنثروبولوجي ‪.‬‬
‫س‪ /‬ما أسباب نجاح مفهوم الثقافة في أمريكا ؟‬
‫ألن أمريكا بلد يضم المهاجرين من مختلف األصول الثقافية فالمواطن األمريكي هو مهاجر أو ابن مه اجر‬
‫ونتج عن ذلك مايمكننا أن نعتبره "فدرالية ثقافية "تسمح بالعبير للمهاجرين ب التعبير عن ثقاف اتهم ليس على‬
‫سبيل إعادة إنتاج الثقافة األم ‪,‬وإنّما بإعادة تأويلها متوافقة مع المحيط االجتم اعي والق ومي الجديد ‪ ..1‬وه ذا‬
‫التباين في الثقافات مهد للحديث عن التباينات الثقافية واحتكاك الثقافة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أن علم اء اجتم اع جامعة ش يكاغو" وض عوا مس ألة الغرب اء في‬ ‫وم ّما زاد في دفع حقل الدراسة ه ذا هو ّ‬
‫المدينة في قلب تحليالتهم ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫االحتكاك الثقافي‪ :‬هو تالمس بين الثقافات أو بين ثقافتين يؤدي إلى تبادل السمات الثقافية ‪.‬‬
‫س‪ /‬ما أسباب ضعفها في فرنسا مقارنة بأمريكا؟‬
‫‪ /1‬ألن فرنسا ال تعتبر نفسها بل دا للهج رة على ال رغم من كونها ك ذلك منذ النصف الث اني من الق رن ‪19‬م‬
‫وذلك بسبب نزعة التفوق في فرنسا وتمجيد الحضارة اإلنسانية التي اعت برت نفس ها نموذج ا ً كوني ا ً خالفا‬
‫لما كانت عليه أمريكا‪.‬‬
‫‪ /2‬بسبب تمجيد الحضارة الفرنسية لثقافتها المعتبرة نموذجا َ عالمياَ‪.‬‬
‫س‪ /‬ما هي التيارات الثالث الكبرى التي مثلتها الثقافويات األمريكي؟‬
‫‪ /1‬مدرسة التاريخ الثقافي ‪.‬‬
‫‪ /2‬مدرسة الثقافة والشخصية حيث تدرس العالقات القائمة بين الثقافات عموما وبين شخصيه الف رد وتق وم‬
‫على فرضية أن تعددية الثقافات ترتبط بتعددية أنماط الشخصية‪.‬‬
‫‪ /3‬مدرسة االتصال التفاعلي حيث تعتبر الثقافة نسق اتصاالت بين األفراد‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مدرسة التاريخ الثقافي (نظرية االنتشار)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المفارقة العجيبة هي أن التعتبر الثقافة األمريكية الهنود سكان أمريكا األصليين والسود المهاجرين قصريا ً ‪ ,‬ليسوا أمريكيين تماماً‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أول مركز لتدريس علم االجتماع ونشره في الواليات المتحدة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫هي نهج من السلوك يتميز به الفرد أو الجماعة‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫وهي التي ار ال ذي ورث تع اليم ب واس بش كل مباش ر‪ ..‬وقد اتجه إلى البحث في البعد الت اريخي للظ واهر‬
‫الثقافية‪..‬التي تمسك بها خلفاؤه (الف رد كروبر – كالرك فيس لر) فأخ ذوا مجموعة من األدوات المفهومية ـ‬
‫مفاهيم ـ ال سيما مفهوم المجال الثقافي ومفهوم السمة الثقافية‪.‬‬
‫مفهوم المجال ـ المدى ـ الثقافي‪ :‬يطلق على ح يز توجد بداخله س مات ثقافية ‪ ..‬قد تتق اطع ه ذه الس مات مع‬
‫حيز آخر فيشكل ذلك مدى‪ 1‬تقارب تلك الثقافتين من بعضهما ‪.‬‬
‫مثال‪ :‬ا المنطقة الشرقية من السعودية تلتقي مع منطقة الخليج الع ربي ثقافي ا ً ‪ ،‬والح دود الش مالية تلتقي مع‬
‫العراق ثقافيا ً ‪ ،‬والمنطقة الجنوبية تلتقي مع اليمن ثقافيا ً ‪ ،‬ومنطقة الحجاز تلتقي مع مصر ثقافيا ً ‪.‬‬
‫مفه وم الس مة الثقافي ة‪ :‬هي نهج من الس لوك يتم يز به الف رد أو الجماعة وينتج عن عوامل وراثية أو بيئية‬
‫وهي مفهوم أساسي لتحليل بنية الشخصية ‪ .‬وتمثل أبسط وحدات الثقافة عموما ‪.‬‬
‫مثال‪ :‬منطقة السهول في أمريكا الشمالية يوجد فيها عدة جماعات هندية‪ ،‬لكل منها ثقافتها المميزة ولكل‬
‫منها اسمها القبلي ولغتها واستقاللها‪ ،‬إال انه اكتشف أن هناك عددا من السمات الثقافية المشتركة بينها‬
‫جميعا‪ ،‬فقد كانوا مثال يصطادون الجاموس للغذاء ويبنون المساكن على أعمدة مع تغطيتها بالجلود التي‬
‫يستخدمونها أيضا في صنع المالبس‪.‬‬
‫أيضا‪ :‬الدول الخليجية تتميز كل منها بمميزات عن االخرى‪ ،‬ولكن هن اك س مات ثقافية تش ترك بينها مثل‬
‫اللغ ة‪ ،‬ال دين‪ ،‬الع ادات والتقاليد في اللبس كالعب اءة للم رأة والث وب للرج ال‪ ،‬ايضا الع ادات والتقاليد في‬
‫الوالئم وغيرها‪.‬‬
‫ما هي فكرة هذا االتجاه ووظيفته؟‬
‫‪ /1‬دراسة التوزع الفضائي لسمة ثقافية أو أكثر في ثقافات قريبه من بعضها‪.‬‬
‫‪ /2‬تحليل عملية انتشارها عن طريق دراسة وتحليل تطورها التاريخي وفي حالة كان هناك تالق كب ير بين‬
‫السمات الثقافية المتشابهة‪ ،‬يمكن الكالم على المجال الثقافي ـ مدى ثقافي ـ حيث توجد الخاصيات األساس ية‬
‫لكل ثقافة وفي الحدود تتقاطع الخاصيات مع سمات صدرت من مجاالت ـ مدى ـ مجاور ‪.‬‬
‫ما مميزات مدرسة بواس (مدرسة التاريخ الثقافي)؟‬
‫‪ /1‬لهم الفضل في تراكم كم كبير من المالحظات الميدانية ‪.‬‬
‫‪ /2‬لتيار األنثروبولوجيا األمريكية مساهمات نظرية كبيرة أسهمت بشكل كبير في فهم تشكل الثقافات‪.‬‬
‫‪ /3‬وضع المفه وم األساسي ل النم وذج الثق افي ‪..‬أو ما يع رف بالنمط الثق افي عند روث بينكت وما رغيت‬
‫ميد‬
‫مفهوم النمط (النّموذج )الثقافي ‪ :‬هي روابط أو صالت قائمة بين السمات الثقافية يف ترض أنها تش كل بن اءا‬
‫‪2‬‬

‫محددا ومتماسكا يؤدي دورا ويكتسب قيمة تاريخية‪.‬‬


‫‪ /4‬فتح بواس وتالميذه الطريق أمام األبحاث المستقبلية على ظواهر التماس الثقافي ـ التثاقف (االق تراض)‬
‫أن االقتراض رهن للمجموعة التي تعطي والمجموعة المتقبلة في‬ ‫ـ ‪ ,‬والتبادل الثقافي ‪,‬وبينت هذه األبحاث ّ‬
‫آن واحد ‪.‬‬
‫‪ /5‬صاغ فرضية أصبحت الحقا ً نظرية وهي ‪:‬وجود اختالف جوهري بين االقتراض والتجديد الثقافي ففي‬
‫االقتراض تحاول الثقافة المقترضة تحويل العنصر ليتوافق مع ثقافتها وليس إعادة خلق للعنصر ‪.‬‬
‫ما هي ردة فعل "مالينوفسكي"‪ 3‬تجاه مدرسة التاريخ الثقافي؟؟‬

‫‪1‬‬
‫مثاله الثقافة الهندية في أمريكا الشمالية يتطابق المدى الثقافي مع المدى الجغرافي ‪ ,‬وال يمكن تحديدها إال بصفة تقريبية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫في ترجمة منير السعيداني‪ :‬هي المجموع المبنين لآلليات التي تتأقلم من خاللها ثقافة ما مع محيطها‪.‬أخذت هذا المفهوم مدرسة "الثقافة والشخصي" وعمقته‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫عالم بولندي ‪ ,‬تحول إلى االنثربولوجيا ‪ ,‬عندما كان شابا ً تأثر بكتاب الغصن الذهبي لما وصل إلى استراليا عام‪1919‬اعتقل على أساس أنه مواطن نمساوي‬
‫ولكنه أفلح في إقناع الحكومة االسترالية بالمساعده في تحويل رحلته إلى جزر التروبرياند ‪ ,‬وبعد انتهاء الحرب العالمية األولى نشر عدد من األبحاث يصف‬
‫بها الشعوب التي عاش فيها واألساليب التي استخدمها في الدراسة ثم عمل درسا في االنثربولوجيا في مدرسة لندن في علم االقتصاد والسياسة ‪ ,‬زار الواليات‬
‫المتحدة كثيرا ‪ ,‬وأفلح بتشكيل األنثربولوجيا االجتماعية في بريطانيا ‪ ,‬من كتبه ‪" :‬بحارة غرب المحيط الهادي الجسورون " ‪ " ,‬الجريمة والعادة في المجتمع‬
‫المتوحش " ‪ " ,‬الجنس والكبت " ‪" ,‬السحر والعلم والدين " ومقاالت أخرى ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫‪ /1‬وضع تحليال وظيفيا للثقافة‪ 1‬ففي كل ثقافة ت ؤدي كل ع ادة أو فك رة أو معتق د‪...‬الخ وظيفة حيوية وفي‬
‫نفس الوقت تمثل جزء من الكلية العضوية لهذه الثقافة غير قابل للتعويض ‪ ,‬ويجب تحليل ه ذه الوظيفة من‬
‫منظور تزامني أي من معطياتها المعاصرة ‪.‬‬
‫‪ /2‬وقف ضد أية محاولة لت دوين ت اريخ الثقافة الش فوية ‪ ,‬وط الب باالكتف اء بمالحظة الثقاف ات مباش رة في‬
‫حالتها الراهنة دون السعي إلى تتبع أصولها‪ ,‬ووقف نفس الموقف من التطورية ـ الدراسات ال تي تنص رف‬
‫للمستقبل ـ فالوظيفية ال تي يعتق دها وال تي تركز على الحاضر ال ذي يس تطيع أن ي درس االن ثربولجي من‬
‫خالله المجتمعات اإلنسانية بموضوعية ‪.‬‬
‫‪ /3‬استبعاده لدراسة السمات منفصلة عن بعضها البعض ألن كل ثقافة تشكل منظومة ترتبط عناص رها مع‬
‫بعضها البعض ‪.‬‬
‫‪ /4‬في مقابل االنتشارية التي تهتم بالماضي والتطورية التي تهتم بالمستقبل اقترح الوظيفية التي تركز على‬
‫الحاضر‪.‬‬
‫‪ /5‬كان يقلل من أهمية اتجاهات التغير الداخلي الخاص بكل ثقافة ويعتبر أن التغ ير الثق افي ينشأ أساسا عن‬
‫الخارج بفضل االحتكاك الثقافي‪.‬‬
‫ماذا يعني التحليل الوظيفي للثقافة عند مالينو فسكي؟‬
‫لتفس ير الخاص ية الوظيفية لمختلف الثقاف ات وضع مالينوفس كي نظرية "الحاج ات" أن للبشر ع دد من‬
‫الحاجات الجسمانية الضرورية والتي حصرها في التغذية واإلنجاب والراحة البدنية واألم ان واالس ترخاء‬
‫والحركة والنمو دور الثقافة في أي مجتمع هو إشباع ه ذه االحتياج ات البيولوجية لألف راد ‪ , ,‬وتنشأ النظم‬
‫االجتماعية ـ (يُقصد بها المؤسسات االقتصادية والسياسية والقانونية والتربوية ) ـ عادة لتحقيق ذلك ‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪ )1 :‬الزواج واألسرة يشبعان الغريزة الفطرية ويؤديان وظيفة اإلنجاب والتربية ‪.‬‬
‫‪ )2‬المسكن والملبس يم ِّكنان الجسم من الحصول على القدر الالزم من الراحة والتوافق البدني‬
‫والجسمي‬
‫على هذا نرى ‪ :‬أن مالينوفسكي ربط الثقافة بكل جوانبها المادية والروحية باالحتياجات اإلنس انية ‪ ,‬فتبل ور‬
‫ونشأ من هذا المنطلق " نظرية الحاجات "‬
‫مفهوم " نظرية الحاجات "‪:‬تقوم على أن تلبية الحاجات األساسية لإلنسان من شأن العناصر المكونة لثقافة‬
‫ما إذ أن الثقافة هي االستجابة الوظيفية لتلك الحاجات ‪.‬‬
‫ما مزايا تحليل مالينو فيسكي ؟‬
‫‪ /1‬أنه بين بأنه ال يمكن دراسة الثقافة من الخارج أو عن بعد‪.‬‬
‫‪ /2‬قام باستخدام المنهج االثنوغرافي‪( 2‬وصف األعراق)وسماه بـ المالحظة المشاركة‪.‬‬
‫ما النقد الذي يمكن توجيهه لتفسير مالينو فسكي؟‬
‫خرج من إطار التفك ير ح ول الثقافة بمعناها الحقيقي لكي يع ود إلى دراسة الطبيعة البش رية ال تي يجهد في‬
‫تحديد حاجاتها بش كل عش وائي إلى حد ما ‪ ,‬وه ذا المنهج جعل ه ذه النّظرية غ ير ق ادرة على دراسة‬
‫التناقضات الثقافية الداخلية ‪,‬والظواهر الثقافية المرضية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬مدرسة الثقافة والشخصية‪.‬‬
‫ما لمقصود بها‪ :‬يقصد بها دراسة العالقة القائمة بين الثقافة عموما ً وبين شخصية الفرد وتقوم على فرض ية‬
‫أن تعددية الثقافات ترتبط بتعددية أنماط الشخصية ‪,‬وأن كل ثقافة تحدد أسلوبا ً من التص رف المش ترك بين‬
‫مجموع األفراد المنتمين إلى ثقافة م ا‪ ,‬وه ذا ما يكسب الثقافة وح دتها ويض في عليها خصوص يتها بالنس بة‬
‫إلى الثقافات األخرى ‪.‬‬
‫ما السبب الكامن وراء بروز هذه المدرسة؟‬

‫‪1‬‬
‫من أمثلتها (التقريبية) قوله ‪ " : ‬مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد‪ ...‬الحديث" ‪ .‬مثّل جماعة المؤمنين بالجسد وأن أي ألم بسيط يؤلم‬
‫عضواً واحداً سيتألم بسببه سائر األعضاء ‪ ،‬وكأن وظيفة الجماعة المؤمنة تتكامل مع بعضها البعض ‪ .‬وهو حينما ضرب المثال بالجسد ألنه ال يمكن أن تفهم‬
‫وظيفة عضو من أعضاء هذا الجسد مستقلة عن باقي األعضاء فال تفهم بموضعها من الجسم ‪ .‬وكذلك الثقافة فوظيفة كل جزء من الثقافة تتكامل مع ما سواها‬
‫وأجزاء الثقافة من عقائد وأخالق وعادات وقيم وفن و ‪ ...‬إلخ ‪ ،‬كل منها له وظيفة وال يمكن أن تفهم هذه الوظيفة إال باإلطار الكلي للثقافة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫علم يبحث في الظواهر المادية للنشاط اإلنساني من عادات وتقاليد مثل ‪ :‬المأكل والمشرب والملبس ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫أن دراسة الثقافة جرت بشكل مجرد ‪ ,‬العالقة القائمة بين الفرد مع ثقافته لم تؤخذ بعين االعتبار ‪,.‬فالثقافة ال‬
‫توجد حقيقة بذاتها خارج األف راد ‪,‬فالنّ اس هم ال ذين يس تنبطون ثق افتهم ويوج دونها ‪,‬ومن هنا نشأ االهتم ام‬
‫بدراسة الثقافات مرتبطة بالشخصية‪.‬‬
‫عالقة سابير بها‪ :‬كان من أوائل الذين شددوا على العالقة بين الثقافة والشخصية‪.‬‬
‫نظرة الثقافة والشخصية للثقافة‪:‬‬
‫ال يمكن فهم األف راد والش عوب دون االعتب ار بالثقافة ال تي نش ئوا عليه ا‪ ,‬كما أنه ال يمكن فهم الثقافة دون‬
‫معرفة من ينتمي لها ويشارك فيها ‪.‬‬
‫ما هي خالصة نظرة هذه المدرسة تجاه الثقافة؟‬
‫‪ /1‬انه ال يمكن فهم أي شخص فهما جيدا من دون األخذ في االعتبار الثقافة التي نشأ عليها ‪.‬‬
‫‪/2‬انه ال يمكن فهم أي ثقافة إال بمعرفة األفراد الذين ينتمون إليها ويشاركون فيها‪.‬‬
‫‪ /3‬أن فرضيتهم األساسية أنه ينبغي على تعددية الثقافات أن ترتبط بتعددية أنماط الشخصية‪.‬‬
‫من ابرز العلماء الذين انخرطوا ضمن هذا التيار؟‬
‫أ‪ /‬روث بيندكيت ‪..‬أهم أعمالها‪:‬‬
‫‪ /1‬كرست روث جزءا من كبيرا من أعمالها لتعريف الأنماط الثقافية التي تتسم بتوجهاتها العامة ‪.‬‬
‫‪ /2‬وضعت بينديكت فرض ية وج ود ق وس ثق افي يتض من كل اإلمكاني ات الثقافية على اعتب ار أن كل ثقافة‬
‫غير قادرة على تحقيق سوى جزء بسيط من هذا القوس‪.‬‬
‫مفهوم القوس الثقافي‪ :‬كل اإلمكانيات الثقافية في كل المجاالت ‪.‬فهو الذي يجمع كل السمات الثقافية ‪.‬‬
‫‪ /3‬اشتهرت باستخدامها المنهجي لمفهوم النمط الثقافي وهو عنوان أشهر كتبها مع أنها لم تؤلفه حقيقة ؟‬
‫ما أهم ما توصلت إليه ؟‬
‫‪-1‬أن كل ثقافة هي متجانسة ألنها تنسجم مع األهداف التي تسعى إليها وهي أهداف مرتبطة بخياراتها‪.‬‬
‫‪ -2‬الثقافة ليست مجرد مراكمة سمات ثقافية إنما هي شكل متجانس لتراكبها مع بعضها‪.‬‬
‫ب‪ /‬مارغريت ميد‬
‫‪ -1‬اخت ارت توجيه أبحاثها إلى الطريقة ال تي يتلقى الف رد من خاللها ثقافته والنت ائج المترتبة على تك ون‬
‫الشخصية ‪.‬‬
‫‪-2‬ق ررت أن تضع عملية النقل الثق افي وإخض اع الشخص ية لض وابط المجتمع في مركز تفكراتها‬
‫واستطالعاتها‬
‫‪ -3‬ق امت بتحليل ظ واهر اس تقرار الثقافة في الف رد المظ اهر المهيمنة في شخص يته ال تي يكمن س ببها في‬
‫عملية االستقرار‬
‫ما أهم ما توصلت له من تجربتها على المجتمعات في غينيا؟‬
‫أنه ال يمكن تفسير الشخصية الفردية بخواصها البيولوجية بل بالنموذج الثقافي الخاص بمجتمع معين يح دد‬
‫تربية الطفل بدءا من اللحظات األولى يتشبع بها الفرد به ذه الثقاف ات ح تى يص بح راش دا ويتقيد بها بش كل‬
‫واع أو الواعي ‪.‬‬
‫مثال‪ :‬ترابطه مع حديث"ما من مولود إال يولد على الفط رة "ففي الح ديث الج انب الثق افي هو ال ذي يجعله‬
‫في إطار إيمان أو كفر‪.‬‬
‫فالجانب الثقافي هو الذي يصنع الشخصية وليس البيولوجي(الحي وي)‪ .‬على س بيل المث ال ‪ :‬نجد أن أبن اء‬
‫األسر المتشددة يأخذون طبيعة أسرهم وكذلك أبناء األسر المتح ررة يأخ ذون نفس طبيعة أس رهم‪ ،‬وك ذلك‬
‫األسر المتسمة بالنشاط واستثمار الطاقة والتحص يل فس ينطبع ذلك على س ائر أفرادها فنجد هنا أن المحيط‬
‫الثقافي أصبح رافعا ً للهمة ودافعا ً للعمل وقد يكون المحيط الثقافي بعكس ذلك فيكون دافعا ً للكسل في األسر‬
‫التي يغلب عليها هذا الطبع‪.‬‬

‫ج‪/‬لينتون كاردينر‬
‫أهم مرئياته ‪:‬‬
‫‪ /1‬يرى أن الشخصية األساسية هي التي تحدد مباشرة الثقافة التي ينتمي إليها الفرد‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫‪ /2‬رأى من تط ويره ألبح اث بيني ديكت وميد رأى أن كل ثقافة تفضل من كل األنم اط الممكنة نمط‬
‫الشخصية التي يصبح عندها عاديا متفقا مع المعيار الثقافي وبالتالي معترف به وه ذا النمط هو الشخص ية‬
‫األساسية وهي ما يكتسبها الفرد من خالل تربيته الخاصة بمجتمعه وهو ما توصلت له ميد‬
‫مثال‪ /‬نمط الس لفية ‪ .‬الثقافة ته تز إذا اه تز النمط األساسي له ا‪ ،‬ون رى اآلن اه تزاز النمط الس لفي بك ثرة‬
‫الهجوم عليه بالدعاية للنمط الحداثي (نعاني اآلن من أزمة ثقافة)‪.‬‬
‫‪ /3‬اجتهد ليتجاوز المفهوم الجامد للشخصية األساسية وعاب على روث ما كانت تق وم به من ربطها الثقافة‬
‫بمنط ثقافي واحد يرتبط بنمط سلوكي مهيمن‪.‬‬
‫(يميل إلى أن هن اك أنم اط في الشخص ية ‪..‬فالثقافة هي المهيمن ولكن توجد ثقاف ات أخ رى ف المجتمع فيه‬
‫أنماط كثيرة وان لم تكن مهيمنة‪.‬‬
‫‪ /4‬يؤمن بـأن الثقافة الواحدة من شأنها أن تتضمن عدة أنماط‬
‫‪ /5‬يوصي بالنظر بعين االعتبار إلى تنوع القوانين في المجتمع الواحد‪.‬‬

‫د‪ /‬أبرام كاردينر‪..‬‬


‫أهم أعماله ‪:‬‬
‫‪ /1‬تعاون وبشكل وثيق مع لينتون‬
‫‪1‬‬
‫‪ /2‬درس كيفية تكون الشخص ية األساس ية عند الف رد ع بر ما يس ميه _المؤسس ات األولية _ الخاصة بكل‬
‫مجتمع وكيفية تأثير هذه الشخصية على ثقافة الجماعة‬
‫‪ /3‬تابع مع لينتون تفكره حول الفعل المتبادل بين الثقافة والفرد‪ ,‬وأن الفرد ليس مستودعا سلبيا لثقافته‪.‬‬
‫ما مجموع الصفاتوكاردنير للشخصية األساسية؟‬
‫هي مجم وع الص فات والخص ائص والس مات الس لوكية والفكرية والوجدانية ال تي توحد مجم وع أف راد‬
‫المجتمع الواحد وتم يزهم عن غ يرهم ممن ينتم ون لمجتمع آخر فهي القاسم المش ترك بين أف راد المجتمع‬
‫الواحد وهي ليست فطرية أو موروثة بل مكتسبة خالل مراحل الحياة‪.‬‬
‫دروس األنثروبولوجيا الثقافية‬
‫ما هي االنتقادات الموجه للدراسات األنثروبولوجية؟‬
‫االنتقادات السلبية ‪:‬‬
‫‪ /1‬أن الثقافوية قدمت على أنها منظومة نظرية واح دة في ال وقت ال ذي يك ون فيه األصح هو الح ديث عن‬
‫"ثقافويات"‪.‬‬
‫‪ /2‬أنها قدمت مفهوما سكونيا جامدا للثقافة وهذا النقد ليس في محله وال يقوم على أساس صحيح‪:‬‬
‫لماذا؟ ألن الثقافيون ال يؤمنون باستقرار الثقافويات ويهتمون بالتطورات الثقافية ويسعون إلى تفسيرها من‬
‫خالل عملية االختالفات الفردية في اكتساب الثقافة‪.‬‬
‫‪ .1‬مثال‪ :‬لما دخلت المخترعات أحدثت أثر في السلوك مثل الهاتف والطائرة ‪..‬‬
‫‪ /3‬أنها تشدد على التعددية أكثر من تشددها على الوحدة‪..‬وهذا فيما يتعلق بالمقاربة النسبية للثقافات‪.‬‬
‫‪ /4‬أنها لم تنجح في تحديد طبيعة الثقافة بشكل نهائي‪.‬‬

‫س‪ /‬االتجاه الذاتي ‪ essentialiste‬أو الجوهري الذي يقوم على فهم الثقافة باعتبارها واقع ا ً في حد ذاته هل‬
‫ينطبق على علماء هذا التيار؟‬
‫أ ‪ /‬كروب ير ‪ :‬ال ينطبق ه ذا النقد علي ه‪ ،‬ألنه ك ان ي رى أن الثقافة ناتجة عن مج ال "ف وق عض وي" يح دد‬
‫مستوى مس تقالً للواقع ويخضع لق وانين خاصة وبالت الي فهو يع زو إليه وج وداً خاص ا ً مس تقالً عن وج ود‬
‫األفراد ويفلت من رقابتهم‪.‬‬
‫ب‪/‬بينديكت ‪ :‬واحتفظت بشيء من مفاهيم االتجاه الذاتي‪ ،‬إذ كانت تعتقد أن الثقافة تتجه إلى ه دف له عالقة‬
‫بتوجه النمط الخاص بها دون علم األفراد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫من أمثلتها لدينا مؤسسات التعليم وهي تركز على الدين والذي ينطبع بالتالي على المجتمع ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫ما هي مزايا وإيجابيات الثقافوية األمريكية؟‬


‫‪ /1‬ساهم الب احثون الثق افويون كث يراً في جالء الغم وض الق ائم بين ما ينشأ عن الطبيع ة(عند البش ر) وعن‬
‫الثقافة‪ ،‬مبينين أن الجسد نفسه من صنع الطبيعة‪ ،‬ويفس رون ه ذا بق ولهم إن الثقافة "تفس ر" الطبيعة وتق وم‬
‫بتغييرها‪ ،‬حتى الوظائف الحيوية لإلنسان كاألكل والنوم والجماع والوضع "تمليها" الطبيعة‪.‬‬
‫(وهذا فيه إشارة إلى عقي دة وح دة الوج ود)‪ .‬والجسد في عقي دتنا اإلس المية من خلق هللا وليس للطبيعة كما‬
‫يزعمون وهو مأمور في السير في الكون من حله والتأمل والتفكر فيه وتس خيره لص الحه‪ ،‬وثقافته إنما هي‬
‫نتاج عيشه في الوسط الذي يعيش فيه من مجتمع متكون من األفراد والجماعات والبيئة‪ ،‬لذا يمكن لثقافته أن‬
‫تحدث تغييرا في البيئة من حوله‬
‫‪ /2‬توضيحه أهمية التربية في عملية التم يز الثق افي ‪,‬فالتربية ض رورية لإلنس ان وحاس مة بالنس بة له ألن‬
‫الكائن البشري ال يملك عمليا أي برنامج وراثي يوجه سلوكه‪.‬‬
‫ليفي شتراوس والتحليل البنيوي للثقافة‬
‫نظرية التحليل البينوني ‪ :‬نظرية تقوم على أن كل مؤسسة في المجتمع هي لبنة بناء ذلك المجتمع‬
‫لماذا ذكر المؤلف جهود ليفي شتراوس رغم انه ال ينتمي إلى الثقافوية األمريكية؟‬
‫ألنه س بق له اإلطالع على أعم ال زمالئه األمريك يين‪ ،‬وخالل الح رب العالمية الثانية وبع دها أق ام في‬
‫الوالي ات المتح دة ف ترة طويلة حيث تش رب بأعم ال األنثروبولوجيا الثقافية ال س يما أنثروبولوجيا ب واس‬
‫وكرويبر وبينيديكت‪.‬‬
‫ما األفكار األربع األساسية التي أخذها ليفي شتراوس من روث بينيديكت؟؟‬
‫‪/1‬فكرة أن الثقافات المختلفة تتحدد بنموذج معين ‪.pattern‬‬
‫‪ /2‬أن عدد أنماط الثقافات الممكنة محدود‪.‬‬
‫‪/3‬اعتبار أن دراسة المجتمعات ا"لبدائية" هي أفضل منهج لتحديد التركيبات ‪ combinaisons‬الممكنة‬
‫بين العناصر الثقافية‪.‬‬
‫المجتمع البدائي‪ :‬هو مجتمع قديم أو معاصر لكنه ال يمتلك حضارة وال يعرف الكتابة إطالقا‪.‬‬
‫‪/4‬دراسة هذه التركيبات في حد ذاتها بمع زل عن األف راد المنتمين إلى الجماعة ال تي تبقى[ التركيب ات]‬
‫غير واعية بالنسبة لها‪.‬‬

‫ما هي أهداف األنثروبولوجيا التي كان ينادي لها ليفي شتراوس؟‬


‫‪ /1‬الكشف عن الثوابت ومن ثم تصنيفها ‪ ,,‬والثوابت هي المواد الثقافية التي تتشابه دائما من ثقافة ألخرى‪.‬‬
‫‪/2‬أراد شتراوس من دراسته للتنوعات الثقافية تحليل (ظاهرة)عدم تغيّر الثقافة‪.‬‬
‫‪/3‬وي رى أنه ال يمكن فهم الثقاف ات الخاصة دون الرج وع إلى الثقاف ة"ال تي هي رأس الم ال المش ترك"‬
‫للبشرية‬
‫‪ /4‬يسعى شتراوس إلى اكتشافه في تنوع اإلنتاج ات البش رية هو المق والت ‪catégories‬والب نى الالواعية‬
‫للعقل البشري‪.‬‬

‫مفهوم الثقافة الفرعية‪ :‬نتجت هذه الثقافة من الجاليات المهاجرة ‪.‬‬


‫إذا كان المجتمع يتكون من مجتمعات فرعية ‪ ،‬فكل مجتمع فرعي له ثقافته الخاصة وقيمه وعاداته وتقالي ده‬
‫‪،‬كما أن الثقافة الفرعية تنقسم إلى أن تصل إلى ثقافة الفرد ‪.‬‬

‫مفه وم الثقافة التحتية‪ :‬تس مى أيض ا ً بالثقافة الثانوية وتنبع من طوائف عرقية ‪ ،‬أو دينية أو مهنية وغيرها ‪،‬‬
‫وهي ثقافة المجتمعات ال تي تم الس يطرة عليها سياس يا ً واقتص اديا ً من خالل نظ ام اس تعماري أو مجموعة‬
‫مهاجرين‪.‬‬
‫سبب ظهورها ‪:‬بسبب كثرت الدراسات المتعلقة بالجماعات المتمدنة في الواليات المتحدة‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫مفه وم الثقافة المض ادة‪ :‬هي ثقافة فرعية تقف في تع ارض مع المظ اهر األساس ية لثقافة المجتمع ككل ‪،‬‬
‫وهذه الثقافة تعني رفض بعض القيم والمعايير االجتماعية للثقافة السائدة ‪.‬‬
‫مثل حركة الهببين ‪ ،‬فهي شكل من أشكال جعل الثقافة المرجعية شاملة ‪ ،‬وهم يساهمون في تط وير وتجديد‬
‫الديناميكية الخاصة بالمنظومة الثقافية ولكن ال يصنعونها ‪ ،‬وهذه الحركة ال تنتج ثقافة بديلة عن الثقافة التي‬
‫تدينها وتستنكرها ‪ ،‬وهي في نهاية األمر ثقافة فرعية ‪.‬‬
‫ما هو اهتمام علماء االجتماع المؤسسين لمدرسة شيكاغو؟‬
‫اهتموا بالبعد الثقافي في العالقات االجتماعية ومنهم‪:‬‬
‫‪ /1‬وليام توماس ‪ :‬بحث في تأثير الثقافة األصيلة للمهاجرين حين ان دماجهم في المجتمع ال ذي يس تقبلهم في‬
‫دراسة شهيرة حول الفالح البولوني في أوروبا وأمريكا ‪.‬‬
‫‪ /2‬روبيرت بارك‪ :‬درس مسألة مواجهة الفرد األجنبي بشكل مباشر‬
‫في منظومتين متنافستين ‪ :‬منظومة ثقافته األصلية و منظومة مجتمع االستقبال‬
‫ونشأ من هاتين المنظومتين‪ ..‬اإلنسان الهامشي‪ 1‬الذي يتطبع بطباع المنظومتين ‪.‬‬
‫‪ /3‬لين د‪ :‬لج أت لتعريف الثقافة األمريكية في ش موليتها بعد الدراس ات المتعلقة بالجامع ات البش رية ‪ ،‬ومن‬
‫بعدها اهتموا بالتنوع الثقافي أكثر من البحث عن برهنة وحدة ثقافة الواليات المتحدة‬
‫‪ /4‬روث بيندكت‪ :‬تمكنت من تعريف ثقافة هنود البويبلو ‪.‬‬
‫‪ /5‬مارغريت ميد‪ :‬تمكنت من تعريف ثقافة األرآبش ‪.‬‬
‫‪ /6‬لينتون‪ :‬وضع الخطوط األولى لمفهوم الشخصية القانونية ‪ ،‬وذلك لك ثرة وتن وع المجتمع األم ريكي من‬
‫الناحية االجتماعية ‪ ،‬وكل مجموعة لها ثقافة تحتية خاصة ‪.‬‬

‫مفه وم اإلستش راك‪ :2‬ق اد علم اء االجتم اع عند الح ديث عن الثقاف ات الفرعية إلى الح ديث عن مفه وم‬
‫اإلستشراك وهو‪ :‬عملية دمج الفرد في مجتمع معين أو في جماعة خاصة عبر استبطان أش كال من التفك ير‬
‫والشعور والتصرف ‪ ،‬أي نماذج ثقافية خاصة بذلك المجتمع أو تلك المجموعة ‪.‬‬

‫العلماء الذين اهتموا بمفهوم االستشراك وكيفية تفسيرهم له‪:‬‬


‫‪ /1‬تالكوت بارسونز‪ :‬جهد للتوفيق بين تحليالت دوركهايم وفرويد ‪ ،‬وي رى أن العائلة أول من يق وم بعملية‬
‫اإلستشراك ‪ ،‬ثم المدرسة واألقران أيضا ً ‪ ،‬ويظن أنه يكتمل في سن المراهقة ‪ ،‬فإما أن ينجح ويتكيف الف رد‬
‫مع المجتمع وإنما أن يفشل فينزلق الفرد وربما ينحرف ‪ ،‬ويمكن فهمه على أنه تكيف حقيقي‪.‬‬
‫‪ /2‬بيتر بيرغر ‪ +‬توم اس لوكم ان‪ :‬ق اموا بتمي يز اإلستش راك األولي و اإلستش راك الث انوي ‪،‬وي رون أن‬
‫اإلستش راك ال يك ون ناجح ا ً أب داً وال ن اجزاً ‪ ،‬وتح دثوا عن اإلستش راك المه ني بش كل مباشر وهو أحد‬
‫المظاهر األساسية لإلستشراك الثانوي ‪.‬‬
‫إذاً يظهر اإلستشراك كعملية ال نهاية لها في حياة الفرد القادر على معرفة مراحل نهاية اإلستشراك وإع ادة‬
‫اإلستشراك ‪.‬‬
‫‪ /3‬روب يرت م يرتون‪ :‬وضع ه ذا الع الم التمي يز بين مجموعة االنتم اء و مجموعة المرجع ‪ ،‬ومفه وم‬
‫اإلستشراك الموسع ليدل على العملية التي من خاللها يمتلك الفرد معايير وقيم جماعية ‪.‬‬
‫‪ /4‬دومنيك ش نايبر‪ :‬بيَن أن التغ يرات العميقة في الممارس ات الثقافية للمه اجرين اإليط اليين في فرنسا ال‬
‫يمكن تفسيرها إال إذا أخذنا بعين االعتبار اإلستشراك الموسع في ايطاليا مضافا ً إلى عوامل تغيير أخرى ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مدرسة االتصال التفاعلي‪( :‬المقاربة التفاعلية)‪.‬‬
‫وتعني أن الثقافة منظومة اتصال بين األفراد‪..‬‬
‫ما دور العالم سايبر في مدرسة االتصال؟‬
‫‪ /1‬هو أول من ع َد الثقافة منظومة اتص ال بين األف راد حيث يق ول ‪ ":‬مك ان الثقافة الحقيقي هو التف اعالت‬
‫الفردية "‬
‫‪1‬‬
‫مثل األفراد المسلمين الذين أقاموا في الغرب ‪ ،‬فهم يعيشون ثقافتين‪ :‬ثقافتهم األصلية باإلضافة إلى ثقافة المجتمع الذي يعيشون فيه فيعيشون على هامش‬
‫الحياة ‪ .‬وكالعمالة الوافدة في مجتمعنا ‪.‬‬
‫عامل له ثقافة عامة مع أهله ‪ ،‬وله ثقافة أخرى في العمل ويندمج فيها وقد تختلف عن ثقافته مع أهله فاندماجه في العمل يعتبر استشراكا ً ثانويا ً‬ ‫‪2‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫‪ /2‬يرى أن الثقافة عبارة عن مجموعة من الدالالت التي يتبادلها أفراد مجموعة معينة عبر هذه التف اعالت‬
‫‪.‬‬
‫‪/3‬اقترح ربط الثقافة بتحليل عمليات تكوين الثقافة ‪.‬‬

‫مفهوم انثربولوجيا االتصال‪:‬‬


‫نشأ في الواليات المتحدة األمريكية والتف بشكل خاص حول ‪ :‬غريغوري باتس ون وب الو ألتو ‪ ،‬وهو ال ذي‬
‫يعير االتصال غير الكالمي واالتصال الكالمي بين األف راد عناية خاصة ‪ ،‬فلم ينظر إلى االتص ال على أنه‬
‫عالقة بين مرسل ومتلق ٍ بل وفق ا ً لنم وذج أوركس ترالي ‪ ،‬أي كنتيجة مجموعة من األف راد المجتمعين‬
‫ليعزفوا جميعا ً وهم في وضع فعل متبادل ‪.‬‬
‫ما نتائج مدرسة (المقاربة التفاعلية)؟‬
‫المقاربة التفاعلية تقود إلى إع ادة النظر في الثقافة والثقافة الفرعي ة‪ ,‬فهي ت رى أن من الخطأ اعتب ار الثقافة‬
‫الفرعية مشتقة من الثقافة الكلية‪ ,‬باعتبار أن الثقافة الفرعية هي منظومة اتصال بين األف راد ومن االتص ال‬
‫الذي يحصل بين الثقافات الفرعية تشكل الثقافة الكلية ‪..‬فالثقافة الفرعية عند التفاعليين تسبق الثقافة الكلية‪..‬‬
‫لذا فالتفاعليون ال يرون مصطلح الثقافة الفرعية مصطلحا مناسبا‪.‬‬
‫ما العالقة بين الثقافة واللسان واللغة؟‬
‫الثقافة واللس ان يرتبط ان ببعض هما عالقة ارتب اط متب ادل ‪ ..‬ومن وظ ائف اللس ان وظيفة نقل الثقافة ‪،‬‬
‫[واللسان يتأثر بالثقافة]‪.‬واللسان الذي يستخدمه مجتمع معين يعكس الثقافة العامة للسكان ‪.‬‬
‫واللغة شرط للثقافة ‪.‬‬
‫ما نظرية سايبر حول العالقة بين الثقافة واللسان واللغة؟‬
‫وضع نظرية للعالق ات بين الثقافة واللس ان واللغة ويق ول ‪ :‬على الب احث أال َ يكتفي باإلهتم ام باللغة‬
‫باعتبارها الموضوع المفضل لألنثربولوجيا ‪ ،‬ألنها حقيقة ثقافية قائمة بذاتها ‪ ،‬بل عليه أيض ا ً دراسة الثقافة‬
‫باعتبارها لسانا ً ‪.‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬دراسة العالقات بين الثقافات وتجديد مفهوم الثقافة‬
‫اهتم علماء األنثروبولوجيا االنتش ار يون بدراسة ظ واهر االق تراض (التم اس الثق افي) لكن المالحظ على‬
‫ه ذه الدراس ات أنّها تصف النتيجة النهائية لالق تراض (أي آث اره) دون وصف لتحوالت ه‪ ,‬كما أن ه ذه‬
‫الدراسات ال تتصور وجود تأثير متبادل بين الثقافتين ث ّم تط ورت ه ذه الدراس ات ح تى أص بحت تراكمية‬
‫وابتدع أثن اء ذلك مص طلح المثاقفة واتخ ذت منحى منهجي في دراسة الظ واهر كما س نرى من خالل ه ذا‬
‫الفصل‪. .‬‬

‫األنثروبولوجيون األمريكان وظ واهر التم اس الثق افي‪ :‬أول ظه ور للمثاقف ة ك ان بس بب علم اء االجتم اع‬
‫األمريكان حين تبنو دراسة الهجرة ألمريكا ونشأت ثقافات فرعيه أدت لنشؤ مفهوم المثاقفه‬
‫ما سبب اهتمام األمريكان بدراسة ظاهرة الهجرة؟‬
‫بسبب التعددية االجتماعية لديهم التي نشأ عنها االحتكاك الثقافي ‪ .‬وبالتالي (المثاقفه )‬

‫مفهوم التعددية االجتماعية‪ :‬تتكون من أجزاء أو جماعات مستقلة ذاتيا بعضها عن بعض‪.‬‬
‫مفهوم االحتكاك الثقافي‪ :‬هو اتصال بين ثقافات مختلفة وهذا االتصال عن طريق األف راد أو الهيئ ات فينتج‬
‫عن ه ذا االتص ال ما يع رف باالحتك اك ‪ ,‬أي معرفة كل ط رف بالس مات الثقافية الخاصة ب الطرف اآلخر‬
‫بغض النظر عن قبول تلك السمات أو عدم قبولها‪.‬‬
‫مفهوم المثاقفة‪ :‬هي عملية التفاعل بين ثقافتين أو أكثر‪.‬‬

‫ما الفرق بين االنثربلوجيون االنتشاريون واالنثربلوجيون األمريكيون؟‬


‫أن االنتشاريون اهتم وا بوصف النتيجة النهائية لالق تراض الثق افي بعكس األمريكي ون فقد اهتم وا بمراحل‬
‫وتحوالت هذا االقتراض‪(.‬الهجرة)‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫ما أسباب تأخر الدراسات المتعلقة بالمثاقفة؟‬


‫يفسر روجيه باستيد تأخر األبحاث المتعلقة بالمثاقفة مقارنة بالثقافات المنعزلة بالتالي‪/‬‬
‫اهتمام االثنولوجيا بالثقافات البدائية ‪,‬إذ كانو يستندون إلى المس لمة القائلة ب أن ه ذه الثقاف ات تق دم األش كال‬
‫األولية للحياة اإلجتماعية والثقافية التي تتطور في النّهاية وتصبح أك ثر تعقي داّ فهي تق دم تص ور لما ك انت‬
‫أن ه ذه الثقاف ات نقية لم يط رأ عليها أي تع ديل ذلك أن التغ ير‬ ‫عليه المجتمع ات الحديثة قبل أن تتط ور ‪,‬ث ّم ّ‬
‫الناتج عن التماس الثقافي يفسد نقاوتها ويربك عمل الباحث ‪.‬‬
‫اختراع مفهوم المثاقفة‬
‫أعمال (هرزغو فيتش ـ هرسكوفيتش ـ)‬
‫‪ /1‬قام بتحليل ثقافة السود المنحدرين من العبيد الأفارق ة وبالت الي وضع ظ واهر التم اس الثق افي في مركز‬
‫اهتماماته‪.‬‬
‫‪ /2‬اهتمامه بظاهرة التوفيقية الثقافية التي أستنتجها من دراسته وذلك نتاج لوالئه ألستاذه األمريكي بواس‬
‫‪.‬‬
‫أعمال باستيد‪:‬‬
‫‪ /1‬ادخل الدراس ات المتعلقة بالمثاقفة لفرنسا فهو ال ذي فتح االثنولوجيا الفرنس ية لالهتمام بدراسة التث اقف‬
‫‪,‬وكانت له أعمال مهمة في دراسة الثقافة األفروـ برازيلية ‪.‬‬
‫‪/2‬عارض دور كهايم في رأيه حول حدوث التغير االجتماعي هل هو بسبب تأثيرات خارجية (التم اس مع‬
‫ثقافات أخرى )أم التغير من داخل المجتمع (حيث كان دور كهايم يرأى أن التغير الثقافي االجتماعي ينشأ‬
‫من التطور الداخلي للمجتمع‪ 1‬وبالتالي إذا كان هناك منظومتان اجتماعيتان متباينة يص عب أن يك ون هن اك‬
‫تداخل ثق افي وه ذا ينفي وج ود منظومة توفيقية ) كما ك ان يعتقد ب ان احتم ال ح دوث ت داخل بين ثق افتين‬
‫شديدتي االختالف ضعيف ‪.‬‬
‫وهذا ما جعله يعتقد أن دور كهايم هو سبب تأخر البحث في ظواهر التماس الثقافي نتيجة أرائه السابقة‪.‬‬
‫ابتداع مفهوم التثاقف‪:‬‬
‫مالحظة العلماء لظواهر التماس بين الثقافات وجدت قبل ابتداع مفهوم التثاقف لكن يالحظ عليها‪:‬‬
‫‪ /1‬لم تكن هناك نظرية تفسر هذه الظواهر ‪..‬وهذا يفسر اقتص ار الدراس ات على دراسة آث ار التث اقف دون‬
‫تحليل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ /2‬النظرة السلبية آلثار التماس بين الثقافات من المالحظين أنفسهم ‪..‬ومما يؤكد ذلك أن التعبير بلفظة ف رد‬
‫أو مجتمع مثاقف تستخدم عند الكثيرين اليوم لتعبر عن األسف والخسارة العظيمة‪.‬‬

‫انتصار المفهوم التعريفي لمصطلح التثاقف‪:‬‬


‫_ ابتدع مصطلح " التثاقف" عام ‪1880‬م من قبل العالم األمريكي بويل في البداية ك ان يش ير إلى التق ارب‬
‫بين الثقافات وليس مجرد نزع للثقافة كما هي في اللفظ الفرنسي‪.3‬‬
‫_ التعقيد الذي تتسم به الظواهر الثقافية في ثالثينيات القرن العشرين دفع علماء األنثروبولوجيا إلى اقتراح‬
‫تعريف مفهومي للمصطلح‪..‬ألن إطالق مصطلح تث اقف وإن ك ان يعينها إال أنه ال يفسر الظ واهر من حيث‬
‫نوعيتها وكيفية حدوثها‪.‬‬

‫المذكرة في دراسة التثاقف ‪:‬‬


‫شكلت في الواليات المتحدة األمريكية لجنة لدراسة ظواهر التثاقف‪ .‬مؤلفة من‪ :‬مليفل هرس كوفيتس ‪ ,‬رالف‬
‫لينتون ‪ ,‬روب رت ‪ ,‬وته دف إلى تنظيم البحث في ظ واهر التث اقف بعد تض خمت المعطي ات الميدانية نتيجة‬
‫الدراسات ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫(تعليق الدكتور) الخالف هنا جدلي فالتغير قد يحدث نتيجة أسباب داخلية كما أنه يحدث نتيجة التماس مع ثقافات أخرى‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المنهج العلمي يختلف عن المنهج األيدلوجي ‪ ,‬فالمنهج العلمي يعطي وصف أ ّما األيدلوجي فهو يعطي حكم ‪ .‬فالنّظرة السلبية للتثاقف تشكلت ربما نتيجة‬
‫رؤية أيدلوجية التي ينتمون لها ‪,‬والتي تنظر باحتقار للثقافات األخرى وبالتالي ال تتقبل اإلندماج معها ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫هل فعالً يؤدي التماس الثقافي إلى التماثل ؟ يحدث ذلك في الجيل الثالث من المهاجرين ‪.‬وهي مشكلة يعاني منها المسلمين المهاجرين في الدول األوربية‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫ما أهم أعمال اللجنة وما صدر عنها؟‬


‫‪ /1‬وضع التعريف المعتمد لمصطلح التثاقف وهو‪ :‬مجم وع الظ واهر الناتجة عن تم اس موص ول ومباشر‬
‫بين مجموع ات أف راد تنتمي إلى ثقاف ات مختلفة ت ؤدي إلى تغ يرات في النم اذج الثقافية األولى الخاصة‬
‫بإحدى المجموعتين أو كليهما‪.‬‬
‫‪ /2‬التفريق بين التثاقف‪ 1‬والتغير الثقافي ‪ :‬على اعتبار أن المثاقفة شكل من أشكال التغير الثق افي وال ذي قد‬
‫‪2‬‬

‫ينشأ ألسباب داخلية في الثقافة نفسها‪.‬‬


‫‪ /3‬التفريق بين التثاقف واالستيعاب‪ ..‬إذ يعتبر أقصى مراحل التثاقف ويندر أن تصل إليه فهي تع ني طمس‬
‫الثقافة السابقة تماما لتحل محلها ثقافة أخرى‪.‬‬
‫‪ /4‬التفريق بين التث اقف واالنتش ار‪ :3‬فاالنتش ار يعت بر وجه من وج وه التث اقف إذ أن االنتش ار من الممكن‬
‫حدوثه بدون تماس مباشر أو موصول‪.‬‬
‫‪ /5‬وضع نمذجة لعمليات التثاقف وتصنيفها كالتالي‪:‬‬
‫أ‪/‬التماس الثقافي الناتج عن االستعمار والهجرة‪.‬‬
‫ب‪ /‬التماس الثقافي بين مجموعة متقاربة العدد أو متفاوتة‪.‬‬
‫ج‪ /‬التماس الثقافي بين مجموعة متقاربة العدد أو متفاوتة‪.‬‬
‫د‪ /‬التماس الثقافي الودي‪ 4‬او العدواني‪.5‬‬
‫هـ ‪ /‬التماس الثقافي بين مجموعات بأكملها ‪,‬أو بين شعب بأكمله ومجموعات مخصوصة من شعب آلخر‪.‬‬

‫التعميق النظري‬
‫ح رص علم اء االنثروبولوجيا األمريكي ون على إدراج مص طلح‪( :‬الميل أو االتج اه) ليخفف وا من وطئه‬
‫مصطلح التثاقف على المجتمعات‪ ،‬وليبينوا أن التثاقف ليس اعتناقا غير مشروط لثقافة أخ رى‪ ،‬وإنما عملية‬
‫انتقائية‪ 6‬تتم بانتق اء عناصر ثقافية مفترض ة‪ ،‬وه ذا االنتق اء يتم تلقائيا تبع ا ً للميل أو االتج اه العميق للثقافة‬
‫األخرى‪.‬‬
‫وهذا يدل –حسب ما ذكروا‪ -‬أن التثاقف ال يوجب اختفاء الثقافة األم و ال تع ديل أسس ها الداخلية ال تي تظل‬
‫مهيمنة في نفس الشخص‪.‬‬

‫وقد تابع علماء االنثروبولوجيا األمريكيون على وجه التحديد ميلفيل هرس كوفيتش تحليل التث اقف باعط اءه‬
‫‪7‬‬
‫مفهوما جديدا يوضح مختلف مستويات المثاقفة وهو مفهوم‪ ":‬إعادة التأويل"‬
‫تعريف مفهوم إعادة التأويل ‪:‬هو" العملية التي يتم من خاللها نسبة الدالالت القديمة إلى عناصر جدي دة‪ ،‬أو‬
‫التي من خاللها تقوم القيم الجديدة بتغيير الداللة الثقافية لإلشكال القديمة"‪.8‬‬
‫وبعد ذلك تبنت االنثروبولوجيا الثقافية المفه وم بش كل واسع‪ ،‬وقد جسد أغلبية الب احثين الج زء األول من‬
‫التعريف مث ل‪ :‬هريك وفيتش؛ إذا ك انوا حريص ين على توض يح االس تمرارية الداللية للثقاف ات بما في ذلك‬
‫الحاصل في مجرى التغير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ما أحدثته التقنية من تغير داخل المجتمعات مثال‪ :‬المجتمع السعودي والصور الفوتغرافية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫قد يكون نتيجة تغير داخلي مثال‪:‬ظهور اإلسالم كدين في المجتمع العربي أحدث تغير في داخل المجتمع بدون أي احتكاك بثقافة أخرى‬
‫‪3‬‬
‫مثل المجتمع السعودي عند إعداده لحفالت الزفاف قديما ً وإجراء مراسم االحتفال كانت لهم طريقة معينة ‪ ،‬ثم دخلت عليهم أشياء أخرى كالفستان األبيض ‪،‬‬
‫والخاتم ‪ ،‬وهذه أخذها المجتمع ليس عن طريق االحتكاك أو المثافقة المباشرة التي يكون فيها التغيير من الداخل وإنما أخذها المجتمع السعودي عن طريق‬
‫انتشارها ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫تماس ودي‪:‬ووجود من يعتنق الشيوعية في داخل المجتمعات العربية من المسلمين قناعةً‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫تماس عدواني‪:‬فرض الشيوعية على المجتمعات اإلسالمية‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫هل التثاقف بالنسبة لألطفال والمراهقين انتقائي؟‬
‫‪7‬‬
‫يحاول البعض استبدال المعاني التي تتضمنها قيم العدل والحرية والمساواة في اإلسالم بتلك المعاني التي تتبناها الديمقراطية‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪,‬ومن األمثلة لعبة البولو في غينيا وظيفتها القديمة الترفيه ‪ ,‬ث ّم اكتسبت داللة ثقافية جديدة حيث اصبحت طقس مجعول (له مقابل) لتعزيز التضامن فيما بينهم ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫وب ذلك يمكننا اإلق رار ب أن التغ يرات الثقافية المتص لة بالتث اقف ال تح دث مص ادفة بن اء على تنظ ير‬
‫األنثروبولوج يين األمريكي ون‪ ،‬وبه ذا تم اس تخراج ق انون عــــام للعناصر الثقافية يقس مها حسب نوعها‬
‫وسهولة تبادلها ونقلها بين المجتمعات‪.‬‬

‫ما االنتظامات المتكاملة الناتجة من تميز السمات الثقافية عن وظيفتها وداللتها؟‬


‫‪ /1‬كلما كانت السمة الثقافية أكثر غرابة كلما كان قبولها أص عب‪ ..‬مثل الع ادات الغذائية الغريبة عند بعض‬
‫الشعوب ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ /2‬اإلشكال الثقافية أكثر يسرا في نقلها من الوظائف الثقافية ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ /3‬يتم قبول السمة الثقافية بصورة أفضل مهما كان شكلها ووظيفتها ‪,,‬مثل التعليم االلكتروني ‪.‬‬

‫نظرية المثاقفة والثقافوية‪..3‬‬


‫‪ -‬نشأت المثاقفة ‪4‬عن بعض التساؤالت التي طرحتها الثقافوية األمريكية‪.‬‬
‫‪ -‬ينظر األنثروبولوجية مدرسة (الثقافة والشخص ية)‪ ,‬للثقافة على أنها وح دة منظمة ومهيكلة وترتبط‬
‫العناصر فيها مع بعض ها البعض‪ ,‬وتجزئتها وتقس يمها بمثابة جعل الثقافة الحية أج زاء وعناصر ال حي ات‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ -‬و إن ما تتمناه بعض االتجاهات اإلنسانية ‪ ,‬ال زعم باختي ار المظ اهر ال تي يف ترض أن تك ون إيجابية في‬
‫ثقافة معينه و تركيبها مع مظاهر إيجابية لثقافة أخرى به دف التوصل إلى منظومة ثقافية أفض ل‪ ,‬وبمع زل‬
‫عن األحكام القيمة التي تنطوي تحت هذا االقتراح فهي تثير سلسلة كاملة من المسائل و القض ايا ‪,‬فإنه يب دو‬
‫بكل بساطة غير قابل لإلنجاز‪.5‬‬

‫ما المقصود بالبقاء الثقافي؟‬


‫هي العناصر الثقافية القديمة ال تي ح افظت على نفس ها كما هي في الثقافة الملفقة مما يمكن أن ت ؤدي إلي‬
‫طبعنه لتبرهن بأي ثمن على استمرارية الثقافية على الرغم من التغيرات الظاهرية ‪.‬‬
‫وبالحقيقة إن الثقافة تفهم عندئذ على أنها (( طبيعة ثانية )) بالنسبة للفرد ال يمكنه التحرر منها شأنها ش أن‬
‫الطبيعة البيولوجية‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مث ال على ذل ك‪ :‬اللغة في الع الم الع ربي عموم ا وخصوص ا وبص ورة جلية في المغ رب الع ربي رغم‬
‫حرص ها على أن يحافظ عليها عند دخ ول االس تعمار إال أنها ت أثرت و أدت لطبعنه بينهما لتك ون طبيعة‬
‫ثانية و اكترث من ذلك في الوقت الحاضر يطالب بضم اللغة الفرنسية في السياسة الثقافية للبلد ‪.‬‬

‫روجيه باستيد واألطر االجتماعية للمثاقفة‪.‬‬


‫روجيه باستيد ‪ :‬يعتبر مرجعا للفرنسيين في ظواهر المثاقفة‪ .‬باحث في الدراسات األفرو‪-‬أمريكية‪.‬‬
‫أستاذ في السوريون‪.‬‬
‫أعماله‪ /1 :‬كان وراء تعريف االنثربولوجيا األمريكية المتعلقة بالمثاقفة إلى حد كبير‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫من كالم الدكتور الظواهر الثقافية لها أشكال ولها وظائف الشكل ينصب على المظهر أما الوظيفة فتنصب على الجانب العملي‪ ،‬السيارة على سبيل المثال لها‬
‫شكل ولها وظيفة ‪ ،‬فشكل الشيء مغاير عن وظيفته ‪ ،‬وكذلك التلفاز له شكل وله وظيفة ويصعب قبول التلفاز في كثير من األوساط لمخالفته لكثير من‬
‫العادات‬
‫‪2‬‬
‫اليسلّم بالمثال ألنّ بعض الرؤساء رفضوا تقنية الحاسب ألنهم تقليديون ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫تطلق على المدارس األمريكية التي درست الثقافة من ناحية التاريخ كما عند بواس ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫هي عملية التبادل بين ثقافتين الحديث عن المثاقفة هو حديث عن التطور الذي نعيشه اليوم ‪ ،‬فهناك نوع من المثاقفة وتجري بشكل قوي جداً ‪ ،‬وقد بدأت‬
‫المثاقفة منذ حرب الخليج الثانية ففي تلك الفترة ظهرت القنوات الفضائية وبعدها ظهر النت ‪ ،‬وكان منعطف الحادي عشر من سبتمبر منعطفا ً قويا ً جداً فقد‬
‫أحدث تحوالت كبيرة جداً‪ ،‬لو أخذنا عشر سنوات قبل اآلن حتى اليوم لوجدنا جيالً كامالً قد تغير ‪ ،‬فالمقاييس تغيرت كثيراً ‪ ،‬وخاصة الجيل ذوي األعمار من‬
‫‪ 20‬إلى ‪ 25‬والذين أصبح لديهم تحوالت وقبول للمثاقفة أكثر من الجيل السابق ‪ .‬المثاقفة قد تؤدي إلى اصطباغ المجتمع المتثاقف بالثقافة األخرى وقد تؤدي‬
‫إلى التذويب و االندماج في الثقافة المهيمنة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫إذا كانت على سبيل التلفيق ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫‪ /2‬كما كان وراء تحقيق االعتراف بميدان هذا البحث كمجال أساسي من ذلك الفرع المعرفي‪.‬‬
‫في ال وقت ال ذي يش ير فيه إلى فض ائل ال رواد األمريك يين إال أنه يجهد في ع دد كب ير من أعماله من أجل‬
‫تحديد دراسة المثاقفة‪.‬‬
‫ربط العالقة بين االجتماعي والثقافي‬
‫رؤية باستيد‪..‬‬
‫‪ /1‬يرى انه ال يمكن أن يدرس الثقافي بمعزل عن نسقها االجتماعي ‪ ,‬ومن هنا كان سبب قصور الثقافتية‬
‫األمريكية بالنسبة إليه ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ /2‬وبناء على ماس بق فإنه يؤكد على انه يجب إع ادة دراسة ظ واهر التث اقف والتم ازج واالس تيعاب في‬
‫إطار بنيتها االجتماعية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وكل تغير ثقافي يحدث أثار غير متوقعه ال يمكن تفاديها وان لم تكن متزامنة ‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪ ((..‬ما نلحظه من أثر دخول النقود على المجتمعات التقليدية ))‬
‫الطفرة االقتصادية في المملكة والتغيير الذي أحدثته في النسق االجتماعي‬
‫‪ /3‬يؤكد ب أن ظ واهر التث اقف ظ اهره كلية اجتماعية ال يمكن حص رها‪..‬وما يفس ره بعض أع وان التط ور‬
‫االقتص ادي ب أن ما يح دث من آث ار س لبية لبعض عملي ات التط ور إنما هو بس بب مقاومة التغي ير ال تي ال‬
‫تحدث إال في المجتمعات البدائية ‪ ,,‬باستيد برى خفقان هذا المفهوم إذ يرى بأن ه ذه اآلث ار الس لبية إنما هي‬
‫بسبب حدوث التطور نفسه ‪.‬‬

‫ما المقصود بمصطلح اإلبادة اإلثنية؟‬


‫مصطلح اإلبادة اإلثنية‪ 2‬حديث الظهور ‪ .‬وقد كان ابتداعه خالل الس تينات؛ من ل دن علم اء األنثروبولوجيا‬
‫ومن بينهم روبرت جوالن‪.‬‬
‫و يع ني مفه وم اإلب ادة االثنية المب ني اش تقاقا ً في اللس ان الفرنسي على من وال اإلب ادة الجماعية (‬
‫‪ ) Genocide‬نزع للثقافة إرادي ومبرمج‪.3‬‬
‫ما المقصود باإلبادة الجماعية ‪:4‬إنهاء الوجود المادي لشعب ما‪،‬التهديم ألنسقي لثقافة مجموعة‪،‬‬
‫أي ال محو طرقها في العيش فحسب وإنما طرقها في التفكير أيضا‪ ،‬وذلك باستخدام كل الوسائل ‪.‬‬
‫كان ظهور الدولة‪،‬وعلى وجه الخصوص الدولة ـ األم ة‪،‬هو أصل ظ اهرة اإلب ادة اإلثنية كما بين ذلك بي ار‬
‫كال ستر‪.‬‬

‫تصنيف باستيد لحاالت االحتكاكات الثقافية‪.‬‬


‫لتفادي الوصف الخالص والتخلص من التعميم المجازف وضع تصنيف لمختلف أنواع التث اقف م أخوذ من‬
‫أمريكا الشمالية ‪,‬‬
‫فقام باستيد بالتالي ‪..‬‬
‫‪ .1‬كما وضع باستيد نمذجة حيث أدرج فيها األطر االجتماعية التي يتم فيها التثاقف‬
‫‪.2‬قدم باستيد تعاريف لـ"حاالت متنوعة لالحتكاك ومنها الحالة االستعمارية ‪.‬‬
‫‪ .3‬ذكر أن المذاكرة قد تطورت إلى هذه المسألة في حد ذاتها لكن هذا الجزء من برنامج البحث الذي ك انت‬
‫المذكرة تتوقعه لم يتطور بش كل ملح وظ في الوالي ات المتح دة وأن أي تحليل من ح االت المثاقفة البد من‬
‫النظر إلي المجموعة المعطية وإلى األخرى المتلقية‬
‫‪ .4‬اقترح باستيد مصطلح "التداخل الثقافي المتبادل" أو تقاطع الثقافات بدال من مصطلح " المثاقفة الذي ال‬
‫يشير بوضوح إلى تبادلية هذا التأثير ‪.‬‬
‫‪.5‬وضع باستيد ثالثة معايير أساسية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫االستعمار عندما أنشأ المدارس لتغريب المسلمين ساعد في نشر التعليم لديهم ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫في المجتمع األمريكي حصل إبادة أثنية كثيرة كإبادة الهنود الحمر على سبيل المثال‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫كما تحاول اآلن إسرائيل نزع الهوية العربية اإلسالمية للقدس تمهيداً لتحويلها عاصمة أبدية للعراق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫إبادة شعب اإلنكا وحضارته من قبل األسبان‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫ج‪ .‬المعيار الثالث‪ :‬اجتماعي‪.‬‬ ‫ب‪ .‬المعيار الثاني‪ :‬ثقافي‪.‬‬ ‫أ‪ .‬المعيار األول‪ :‬عام‪.‬‬
‫تعريف المعيار العام‪ :‬هو وجود أو غياب التعامل مع الواقع الثقافي واالجتماعي‪.‬‬
‫ونشا فيه ثالث حاالت‪:‬‬
‫‪ /1‬حالة مثاقفة عفوية طبيعية حرة وهذه المثاقفة ال تكون موجهه وال مضبوطة ‪ ..‬ويع ود س بب التغ ير في‬
‫هذه الحالة إلى مجرد االحتكاك ويتم بالنسبة لكل من الثقافتين المعنيتين وفق منطقها الداخلي الخاص بها‪.‬‬
‫‪ /2‬حالة مثاقفة منظمة ولكنها قسرية وتتم لمصلحة جماعة واح ده كما في العبودية واالس تعمار وهنا تك ون‬
‫اإلرادة أداة تغ ير لثقافة المجموعة الخاض عة على الم دى القص ير به دف إخض اعها لمص الح المجموعة‬
‫المسيطرة ‪.‬‬
‫‪ /3‬حالة ثقافة مخططة ومض بوطة ت رمي إلى أن تك ون منتظمة تنظر إلى الم دى البعيد ويمكن للمثاقفة‬
‫المخططة أن تنشأ بناء على طلب مجموعة تتمنى إليها تطوير شكل حياتها لتشجيع تطورها االقتصادي‪.‬‬
‫تعريف المعيار الثقافي‪ :‬هو معيار نسبية التجانس والتنافر بين الثقافات المتواجهه‪.‬‬
‫تعريف المعيار االجتماعي‪ :‬هو نسبية انفتاح أو انغالق المجتمعات المتماسة‪.‬‬
‫ما العوامل األساسية التي لها تأثير في عملية التثاقف؟‬
‫من خالل تحليل" باس تيد" لمختلف العوامل ال تي من ش أنها القي ام ب دور في عملية المثاقفة فقد خلص إلى‬
‫عوامل أساسية لها تأثير في عملية التثاقف‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ /1‬العامل الس كاني‪ :‬ي ؤثر العامل الس كاني في عملية المثاقفة س واء من حيث الن وع أو الع دد أو الجنس أو‬
‫العمر‪.‬‬
‫‪ /2‬العامل البيئي‪ :‬تأثير البيئة كبير وقوي على عملية المثاقفة في مجاالت كثيرة فكون االحتك اك حصل في‬
‫وسط ريفي يختلف عن كونه حصل في مدينة‪.‬‬
‫‪ /3‬العامل العرقي‪ :‬يتمثل في بنية العالقات هل هي هيمنه وخضوع أم باختيار وطواعية‪.‬‬
‫والمثاقفة ‪1‬في األصل تفاعل خياري طوعي ومباشر ال يتم وال يثمر إال برغبة تبادلية بين المتثاقفين‪.‬‬

‫ما المقصود بمبدأ القطيعة؟‬


‫أن يعيش الفرد بين ع الميين وثق افتين مختلف تين ال يتصل أح دهما ب اآلخر‪ ،‬ويحافظ على هويته وفك ره في‬
‫المجتمع المغترب فيه وال يتأثر بثقافة ذلك المجتمع‪ ،‬فهو معطاء وف اعال فيه بما ال يخ الف مبادئ ه‪ ،‬ويك ون‬
‫متصل اتصاال وثيقا ً بمجتمعه األصلي بروحه أو فكره أو قيمة أو هويته‪..‬‬

‫ما نتائج التجديد لألبحاث الجارية على عملية المثاقفة؟‬


‫أدى إلى تجديد مفهوم الباحثين في مجال الثقافة باعتبار‪:‬‬
‫ابتدع باستيد مفهوم " مبدأ القطيعة" ‪ principe de coupure‬بهدف إيضاح مظهر أساسي من شخص ية‬
‫اإلنسان في وضع من أوضاع التثاقف‪.‬‬
‫التثاقف ال ينتج بالضرورة كائنات هجينة غير متأقلمة مع مجتمعها وبيئتها‪.‬‬
‫يختلف مبدأ القطيعة عن مسألة" اإلنسان الهامشي"‪ 2‬التي صاغها علماء إجتماع مدرسة شيكاغو‪.‬‬

‫تجديد مفهوم الثقافة‬


‫من خالل دراس ات العلم اء لفهم الظ واهر الثقافية المختلف ة‪ ،‬لم يعد االنطالق من الثقافة لفهم المثاقفة ‪ ،‬بل‬
‫من المثاقفة لفهم الثقاف ة‪.‬وذلك ألننا ال نجد ثقافة على ح ال ص افية منذ األزل ــ لم تت أثر ب المؤثرات‬
‫الخارجية‪.‬ونجد هذا ملموسا في واقعنا المعاصر ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫هي عملية التبادل بين ثقافتين الحديث عن المثاقفة هو حديث عن التطور الذي نعيشه اليوم ‪ ،‬فهناك نوع من المثاقفة وتجري بشكل قوي جداً ‪ ،‬وقد بدأت‬
‫المثاقفة منذ حرب الخليج الثانية ففي تلك الفترة ظهرت القنوات الفضائية وبعدها ظهر النت ‪ ،‬وكان منعطف الحادي عشر من سبتمبر منعطفا ً قويا ً جداً فقد‬
‫أحدث تحوالت كبيرة جداً‪ ،‬لو أخذنا عشر سنوات قبل اآلن حتى اليوم لوجدنا جيالً كامالً قد تغير ‪ ،‬فالمقاييس تغيرت كثيراً ‪ ،‬وخاصة الجيل ذوي األعمار من‬
‫‪ 20‬إلى ‪ 25‬والذين أصبح لديهم تحوالت وقبول للمثاقفة أكثر من الجيل السابق ‪ .‬المثاقفة قد تؤدي إلى اصطباغ المجتمع المتثاقف بالثقافة األخرى وقد تؤدي‬
‫إلى التذويب و االندماج في الثقافة المهيمنة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مثل األفراد المسلمين الذين أقاموا في الغرب ‪ ،‬فهم يعيشون ثقافتين‪ :‬ثقافتهم األصلية باإلضافة إلى ثقافة المجتمع الذي يعيشون فيه فيعيشون على هامش‬
‫الحياة ‪ .‬وكالعمالة الوافدة في مجتمعنا‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫كـما لتأثر الحاصل في وسائل االتصال ــ مثال ــ‬


‫ً‬
‫فأية مثاقفة هي عملية دائمة من التفكك والبناء وإعادة البناء ‪،‬وتتنوع أهمية كل مرحلة تبعا للحاالت‪.‬‬
‫إشارة للبعد الديناميكي للثقافة ‪ ،‬س يتم إب دال كلمة (ثقافة ) بــ (تثقي ف) ‪ ،‬ألن المثاقفة ــ كما س بق ــ هي‬
‫المنطلق لفم الثقافة‪.‬‬
‫ويرى باستيد أهمية مرحلة التفكيك علميا ‪،‬فهي ال تقل إثرا ًء من مرحلة إعادة البناء من حيث إمدادها‬
‫بالمعلومات‪.‬وتتجلى تلك األهمية باعتبار أن مرحلة "نزع الثقافة" ال تؤدي قطعا ً إلى تحلل الثقافة‪.‬‬

‫ما المقصود بمفهوم البنية؟‬


‫لم يتفق باستيد وليفي ستر واش حول مفهوم البنية‪..‬‬
‫باستيد يرى أن الثقافة بناء تزامني يتكون من‪ :‬بناء ‪..‬تفكيك ‪..‬بناء ‪..‬إعادة بناء‪.‬‬
‫ستر واش يرى أن ت أثير ال نزع الثق افي على المجتمع ات الواقعة تحت االس تعمار س لبيا ‪،‬فهو ال ي ؤدي إال‬
‫إلى االنحطاط الثقافي‪ ،‬وتعاني منه أيضا بقية الشعوب المنزوعة ثقافتها‪.‬‬
‫ما المقصود بالثقافة المهيمنة‪1‬؟‬
‫نرى سيطرة ثقافة ما ‪،‬على ثقافة أخرى بفضل عوامل النزع الثقافي إلى حد يمنع من‬
‫أي إعادة بناء للثقافة‪.‬‬
‫لكن هذا ال يعني عدم صالحية تعايش بقايا من الثقافة األصلية‪ ،‬إال أنه ليس ثمة صلة بناء بينهما‪،‬‬
‫بحيث أن بقايا الثقافة األصلية تكون قد فقدت‪.‬‬

‫مفهوم النزع الثقــافي‪:‬‬


‫يشكل النزع الثقافي ـــ لثقافة ما ــ أولى مراحل إع ادة التك وين الثق افي ال ذي يكتسب الحقا أهمية معين ة‪.‬‬
‫فحينما نلحظ تحوال ثقافيا حقيقيا يكون هذا نتيجة لغلبة انقطاع الثقافة المغلوبة على إستمراريتها‪.‬‬

‫مفهوم المثاقفة الشكلية والمادية‪:‬‬


‫يرى باستيد أن التث اقف الش كلي "الم ادي" ي ؤثر بس هولة فهو متعلق بــ"الالواعي"‪.‬ك التغير الحاصل في‬
‫األبنية مثالً‪ .‬أما التث اقف الم ادي "القيم " عكس ذلك ال ي ؤثر بس هولة وهو يمس محت وى " ال وعي‬
‫النفسي"‪ .‬وهو ما يصنع نفسه مثل نشر ثقافة أخالقية معينة‪.‬‬

‫مفهوم المثاقفة المضادة‪: 2‬‬


‫يمكن تعريفها ‪:‬بأنها رفض التجديد الثق افي ‪،‬وال دعوة إلى الرج وع إلى األص ول ‪ ،‬نش أت ك ردة فعل ضد‬
‫المثاقفة‪.‬‬
‫حدث في روسيا بعد الثورة البلشيفية عام ‪ ، 1917‬أو إقامة اليهود في مناطق أو أحياء خاصة بهم‬
‫بهدف المحافظة على أصولهم الساللية والقومية والدينية والثقافية‬
‫وال يتم التث اقف المض اد إال إذا ك ان ن زع ـ الرغبة أو الميل ـ الثقافة عميق ا ً إلى حد يمنع من إع ادة الثقافة‬
‫األصلية‪.‬‬
‫كالدعوة إلى العودة إلى األصول ‪،‬مثل ‪":‬األفرقة" "التكتل العالمي اإلفريقي"‪ ،‬ومهما كان من‬
‫السعي في سبيل تحقيق ذلك إال أن هذا غير ممكن ‪،‬إال الحد من آثار التثاقف المادي فهو‬
‫يخضع إلرادة "الواعية"‪.‬‬
‫ما نتيجة دراسات المثاقفة؟‬
‫أدت الدراسات إلى إعادة مفهوم المثاقفة فأصبحت‪ :‬مجموعة ديناميكية متماسكة نوعا ً ما‪،‬ومتجانسة إلى حد‬
‫معين‪.‬‬
‫في الوقت الراهن الثقافة األمريكية هي المهيمنة عالميا ً‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫تأتي بمعنيين [رفض التجديد – المقاومة ] هي ثقافة فرعية تقف في تعارض مع المظاهر األساسية لثقافة المجتمع ككل وهذه الثقافة تعني رفض بعض القيم‬
‫والمعايير االجتماعية للثقافة السائدة وتأييد قيم مضادة وتبنى معايير مخالفة‪.‬مثالها ‪ :‬مايمارسه األرهابيون ضد الثقافة القادمة من تفجير وقتل وماشابه أي حين‬
‫يفهم المتطرفون أن اإلسالم قطيعة مع اآلخر يمثلون شكالً من أشكال الثقافة المضادة‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫فالعناصر التي تتكون منها ثقافة معينة ال تندمج دائما ً ببعضها تماما ً لتنوع مصادرها زمانا ً ومكاناً‪.‬‬
‫بالت الي ‪:‬النجد ثقاف ات "نقي ة" لم تت أثر أب داً ‪،‬ومن جهة أخ رى ال نجد أخ رى "مختلط ة"‪ ،‬فكل الثقاف ات‬
‫مختلطة لكن بدرجات متفاوتة تشكلت من االنقطاع واالستمرار‪.‬‬

‫ما نتائج التثاقف بين ثقافتين؟‬


‫التثاقف بين ثقافتين إما أن‪ /1 :‬يحدث تغير ا وتهيمن إحدى الثقافتين على األخرى فينقطع التثاقف‬
‫‪ /2‬أو أن يتسمر التثاقف لفترة طويلة لعدم حصول هيمنة من إحدى الثقافتين‪.‬‬

‫تتعلق االستمرارية األكيدة لثقافة معينة ــ في األغلب ــ باإليديولوجيا أكثر من تعلقها بالواقع‪.‬‬
‫و ال يوجد أي انقطاع حقيقي بين الثقافات المتواصلة مع بعضها تدريجيا ً داخل حيز اجتماعي معين‪.‬‬
‫عندما تتفاقم اختالفات الثقافات الخاصة تترسخ بشكل أفضل وتتميز عن بعضها البعض‪.‬‬
‫لهذه السمات أو المعايير أن تدفع بالباحث إلى "االستمرار" ‪،‬والتركيز على البعد العالئقي الداخلي‬
‫والخارجي للمنظومات الثقافية‪.‬‬

‫تجديد الدراسات في التماس الثقافي ‪:‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫استغرق فرض مفهوم التثاقف نفسه ‪ ,‬موضوعا رئيسيا في األبحاث األنثربولوجية ‪ ,‬بعض الوقت ‪.‬‬
‫لكن استخدام هذا المصطلح ابتُذل وفقُر معناه‪ .‬ولم يعد التثاقف اليوم يعني ‪ ,‬بالنس بة إلي الكث يرين ‪ ,‬بمن في‬
‫ذلك الباحثين ‪ ,‬إال ظاهرة فرض نموذج ثقافي على آخر بما يؤدي إلي خس ران ثق افي ( أي خس ران الثقافة‬
‫التي فُرض عليها الثقافة األخرى )‬

‫ولقد أقترح بعض الكتاب مفاهيم جديدة لتجديد التفك ير في العالق ات بين الثقاف ات ‪ ,‬كما في مفه وم التم ازج‬
‫وهذا المفهوم انتش را انتش ارا واس عا ً في العل وم االجتماعية ‪ .‬بعد أن ك ان التم ازج م ذموما ُ على المس توى‬
‫الثقافي وراج هذا المصطلح وأصبح معروفا ً في وسائل اإلعالم و االتصال ‪.‬‬

‫إن مفهوم التمازج الثقافي في العديد من التصنيفات ليس إال تعبيراً جديداً ‪ ,‬أك ثر فوض وية للداللة عما ك ان‬
‫تعنيه التث اقف دالله كاملة ‪ ,‬ولكن بعض الم ؤلفين يجته دون في إكس اب ه ذا المص طلح محت وى مفهومي ا ٌ‬
‫مخصوصا ً ‪.‬‬
‫ومن ذلك يعد التم ازج عند ألكس يس ن وس وفرنس واالبالتين ش كالُ خاص ا ً من الم زج الثق افي ين اقض‬
‫التعارض تجانس التنافر ‪.‬‬
‫لماذا؟ ألنه يعرض طريقا ُ ثالثا ً بين توحيد الشكل التصاعد والتأكيد الشديد على الخصوصيات ‪.‬‬
‫إن التم ازج على العكس من الت آلف ال ذي هو ت ركيب يحتفظ فيه مكوناته على تمامه ا‪ .‬وبعي داُ عن فك رة‬
‫التكافل والكلية الموحدة ‪ ,‬إذا يستمد التمازج قوته من عدم استقراره فهو ليس انصهاراً وال انس جاما ً بل هو‬
‫مواجهة وحوار في حركة ال تهداً‬
‫ما المقصود بمفهوم التوليد؟‬
‫استخدم الباحثون المختصون باألنتيل مفهوم التوليد ‪ ,‬فبعد أن كان ه ذا المفه وم يس تخدمه اللس انيون تب نى‬
‫علماء األنثروبولوجيا المفهوم لإلنباء عن شكل ثقاف ات الك ارايبي التألفية ‪ .‬وي رى البعض ع دم حصر ه ذا‬
‫المفه وم في الس ياق الخ اص بالمجتمع ات المنح درة من نظ ام الم زارع االس تعبادية ‪ .‬تلك هي وجهة نظر‬
‫إدوارد غليس ان حيث ي رى أن التوليد ما هو أال ذلك الره ان الق ائم بين ثقاف ات الع الم ‪ .‬وهو باختص ار ‪,‬‬
‫امتزاج ولكنه ذو محصلة لها مدى أبعد وغير قابل للتوقع ‪.‬‬
‫إن تعميم عمليات التماس الثقافي وتنويعها تح ديا ً أم ام الب احثين وهو ما يفسر التك اثر المص طلحي ال راهن‬
‫والمظلل أحيانا وخاصة أن تعريفات المصطلح الواحد ال تتطابق دائما ً ‪.‬‬
‫إذاً ليس المهم الكلمة التي يحُتفظ بها بقدر ما يهم اإلشكالية المعتمدة ‪ :‬على هذا أن تق ارب لق اء الثقاف ات من‬
‫منظور وضعياتي ال يحجب ما فيها من رهانات اجتماعية ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫الفصل الخامس ‪ :‬التراتبات االجتماعية و الطبقات الثقافية ‪.‬‬


‫الربط بما سبق ‪ :‬في الفصل السابق تكلمنا عن مفهوم المثاقفة وأول ظهور لها ‪ ،‬وأن األمريكان أول من‬
‫تبنى دراسة الهجرة ألمريكا ونشوء ثقافات فرعية وسبّب ذلك ظهور مفهوم المثاقفة ‪.‬‬
‫وفي هذا الفصل سيكون الحديث عن التراتبات االجتماعية و الطبقات الثقافية‪..‬‬
‫مفهوم الترابية االجتماعية ‪ :‬هي كلمة تعبر عن العالقة بين األعلى واألدنى في المراتب وعند تطبيقها في‬
‫الميدان االجتماعي نجدها تأخذ عدة معاني ‪ :‬تراتبية إدارية ‪ ،‬تراتبية جزئية ‪ ،‬تراتبية طبقية ‪ ،‬تراتبية‬
‫عسكرية ‪ ،‬تراتبية مظهرية ‪ ،‬تراتبية مهنية‪.‬‬
‫معنى تراتبية طبقية‪ :‬وهي عندما تتبع طبقات اجتماعية أو فئات اجتماعية بعضها البعض ‪ ،‬أي حيث‬
‫تسيطر كل طبقة أو فئة على الطبقة أو الفئة التي تليها مباشرة وتتمتع الطبقة األعلى بامتيازات ال تمتلكها‬
‫الطبقة األقل ويوصف هذا المجتمع بالمجتمع المتراتب‪.‬‬
‫الثقافة المهيمنة والثقافة الخاضعة‪:‬‬
‫ً‬
‫القول بأنه حتى المجموعات الخاضعة اجتماعيا ليست مجردة من الموارد الثقافية الخاصة بها‪ ،‬السيما من‬
‫قدرتها على إعادة تأويل اإلنتاجيات الثقافية التي تفرض نفسها عليها إلى حد ما‪ ،‬ال يعني العودة إلى تأكيد‬
‫أن المجموعات كلها متساوية وأن ثقافاتها متكافئة‪ .‬في فضاء اجتماعي معين‪ ،‬هناك دائما ً تراتب ثقافي‪.‬ولم‬
‫يخطئ كارل ماركس وال ماكس ويبر حينما أ ّكدا على أن ثقافة الطبقة المهيمنة تبقى كذلك باستمرار‪.‬‬
‫س‪ /‬ما الذي تتمتع به ثقافة الطبقة المهيمنة ؟‬
‫أن ثقافة الطبقة المهيمنة تتمتع بنوع من التفوق الداخلي(الجوهري)أو حتى بقوة انتشار تكتسبها من‬
‫"جوهرها" الخاص والذي يجعلها تسيطر "بشكل طبيعي"على الثقافات األخرى ثم أن القوة النسبية التي‬
‫تتمتع بها الثقافات المختلفة في التنافس القائم بينها يرتبط مباشرة بالقوة االجتماعية النسبية للجماعات‬
‫البشرية التي تشكل حامالً لها‪.‬‬
‫مفهوم الثقافة المهيمنة‪ :‬هي ظاهرة ترمي إلى نشر ثقافة الطرف المهيمن(المتسلط) على المسلط‬
‫عليه‪،‬بشكل ظاهر أو خفي‪.‬‬
‫مفهوم الثقافة المهيمن عليها‪:‬وهو الطرف الذي يرمي إلى أخذ الثقافة من المتسلط ‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪ :‬هيمنة النمط الغربي وخاصة "األمريكي" ‪ ،‬ليس على شعوب العالم الثالث وحسب ‪ ،‬بل على‬
‫العالم ‪ ،‬والسعي إلى "إمبريالية" ثقافية بالسيطرة على مجاالت المعرفة ‪ ،‬والمعتقدات ‪ ،‬والقيم والخبرات‬
‫‪،‬ومحاولة فرض اللغة ‪،‬والثقافة ‪ ،‬وتوريث أنماط التفكير على هذه الشعوب‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬نجد أن الجماعات االجتماعية المهيمن عليها ليست مجردة من الموارد الثقافية الخاصة بها ‪،‬ال‬
‫سيما من قدرتها على إعادة تأويل اإلنتاجية الثقافية التي تفرض نفسها عليها إلى ح ٍد ما‪،‬ال يعني أن‬
‫المجموعات كلها متساوية‪،‬وأن ثقافتها متكافئة‪.‬‬

‫مثال‪ :١‬نجد أن المغرب مثالً وإن تأثر باالستعمار الغربي لكن هذا اليدل على أنه اليملك القدرة على إعادة‬
‫النتاج الثقافي ‪ ،‬المختلف باألصل عن ثقافة الفئة المهيمنة"الغرب" ‪.‬‬

‫مثال ‪ : ٢‬ظهور فكرة "القومية" والعرقية بدل "اإلسالمية " زمن االستعمار ‪ ،‬إذن هناك تأثر بشكل أو‬
‫بآخر بالثقافة المهيمنة ‪ ،‬وإعادة تأويل للموارد الثقافية ‪.‬‬

‫س‪ /‬هل من الضروري أن تكون الثقافة الخاضعة ثقافة مغتربة ؟‬


‫ليست الثقافة الخاضعة بالضرورة ثقافة مغتربة وتابعة تماما ً‪.‬إنها ثقافة لم تستطع عبر تطورها‪ ،‬أخذ الثقافة‬
‫المهيمنة‪.‬‬
‫س‪ /‬لماذا ال يمكن فهمها عن طريق تحليل عالقات الهيمنة االجتماعية نفسه؟‬
‫‪ -1‬ألن العالقات القائمة بين الرموز ال تعمل وفقا ً للمنطق نفسه القائم بين المجموعات أو األفراد‪.‬فغالبا ً‬
‫ما نالحظ تغييرات بين آثار(أو اآلثار المضادة) الهيمنة الثقافية وبين آثار الهيمنة االجتماعية‪.‬فالثقافة‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫المهيمنة ال تستطيع فرض نفسها أبداً على ثقافة خاضعة كما تفرض مجموعة نفسها على مجموعة‬
‫أخرى أضعف منها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -2‬ألن الهيمنة الثقافية ال تكون أبدا شاملة وال تتحقق بشكل نهائي‪ ،‬ولذلك فهي تترافق دائما بعمل تلقيني‬
‫ال تكون آثاره دائما ً وحيدة الجانب ‪.‬وتكون هذه اآلثار أحيانا ً "آثاراً حضارية" مخالفة لتوقعات‬
‫المهيمنين‪ ،‬ألن التعرض للهيمنة ال يعني دائما ً القبول بها‪.‬‬
‫ففي فضاء اجتماعي معين دائما ً هناك تراتب ثقافي فـ"كارل ماركس وماكس فيبر" أكدا على أن ثقافة‬
‫الطبقة المهيمنة تبقى دائما ً باستمرار في تراتُب ثقافي ‪.‬‬
‫‪.‬وفي قوليهما هذا اليزعمان ‪:‬‬
‫أن ثقافة الطبقة المهينة تتمتع بنوع من التفوق الداخلي"الجوهري"‪ ،‬أو بقوة انتشار تكسبها من جوهرها‬
‫"الخاص" الذي يجعلها تسيطر بشكل طبيعي على الثقافات األخرى‪.‬‬
‫ويعتبر كل من" كارل ماركس وماكس فيبر" أن القوة النسبية الخاصة التي تتمتع بها الثقافات المختلفة في‬
‫التنافس القائم بينهما على القوة االجتماعية النسبية للجماعات البشرية التي تشكل حامالً لها‪.‬‬
‫ثم قال المؤلف بعد ذلك ‪ :‬أن الحديث عن ثقافة "مهيمنة" أوعن ثقافة " مهيمن عليها)" هو من باب‬
‫المجاز ‪،‬حيث أن الواقع والحقيقة أنه عبارة عن‪ :‬جماعات اجتماعية بينهما عالقات هيمنة وتبعية نحو‬
‫بعضها البعض‪.‬‬
‫ً‬
‫فمن هذا المنظور‪ :‬نجد أن الثقافة "المهيمن عليها" ليست بالضرورة ثقافة تابعة تماما‪ ،‬فعبر تطورها ال‬
‫تأخذ الثقافة المهيمنة "والعكس صحيح وإن كان بدرجة أقل" ولكنها تستطيع إلى ح ٍد ما مقاومة الفرض‬
‫الثقافي المهيمن‪.‬‬
‫ذهب"كلود غرينيون وجان كلود باسورون" إلى أنه ‪ :‬ال يتيسر تحليل عالقة الهيمنة الثقافية‪ .‬بالكيفية‬
‫نفسها التي تُحلل بها عالقة الهيمنة االجتماعية ‪.‬‬
‫ً‬
‫والسبب ‪ -1 :‬أن العالقة القائمة بالرموز ال تعمل وفقا للمنطق نفسه القائم بين المجموعات ‪.‬‬
‫‪ -2‬كذلك في الغالب ما نالحظ تغيرات بين آثار( اآلثار المضادة ) للهيمنة الثقافية ‪ ،‬وبين آثار الهيمنة‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫فالثقافة المهيمنة ال تستطيع فرض نفسها على مجموعة أفراد أضعف منها ‪.‬‬

‫‪ -3‬كذلك الثقافة المهيمنة أبداً ال تكون شاملة وال تتحقق بشكل نهائي لذا تترافق دائما ً بعمل تلقيني ال تكون‬
‫آثار وحيدة الجانب وهذه اآلثار أحيانا " آثار حضارية " مخالفة لتوقع الهيمنة ‪ ،‬فال يعني دائما ً القبول‬
‫بالهيمنة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬قيام مدنيين بإحراق العلم األمريكي وسط كابول في احتفاالت رأس السنة قبل أيام‪ ،‬رغم كل الثقافة‬
‫التلقينية وكل المنشورات وكل عمليات "غسيل األدمغة" التي تقوم بها أمريكا والحكومة الرسمية بمختلف‬
‫الوسائل هناك ‪.‬‬

‫أوصى عالما االجتماع ( كلود غرينيون وجان كلود باسورون ) في الصرامة المنهجية التي تفرض‬
‫دراسة ما تدين به الثقافات المهيمنة‪،‬باعتبارها مجموعة خاضعة‪،‬وباعتبارها تبني أو تعيد بناء نفسها في‬
‫وضع الهيمنة‪ ،‬لكن هذا ال يمنع من دراستها في حد ذاتها‪،‬وإال فال داعي للحديث عن ثقافة أصالً‪.‬‬

‫الثقافات الشعبية ‪:Popular culture‬‬


‫ً‬
‫الثقافة الشعبية ‪ :Popular culture‬إن تناول الحديث عن ثقافات الجماعات الخاضعة هو حتما تعرض‬
‫للنقاش الدائر حول مفهوم "الثقافة الشعبية"‪.‬‬
‫ً‬
‫عللي ‪/‬في فرنسا تأخر تدخل العلوم االجتماعية نسبيا عن الدخول في النقاش حول مفهوم الثقافة الشعبية‬
‫الذي أطلقه في البداية المحللون األدبيون ؟‬
‫ألنه لم يتطرق االنثروبولوجيون وعلماء االجتماع لدراسة هذا المجال إال منذ فترة قريبة‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫عللي ‪ /‬لقد عانى مفهوم الثقافة الشعبية‪ ،‬في بداياته‪ ،‬من بعض الغموض الداللي؟‬
‫نظرا لتعدد معاني حديه‪.‬فالمؤلفون الذين يلجئون إلى هذه العبارة ال يعطون كلهم التعريف نفسه لكلمتي‬
‫"ثقافة"و‪/‬أو "شعبية"‪ ،‬مما جعل النقاش بينهم أمراً صعبا ً‪.‬‬
‫هناك أطروحتين يرى علماء االجتماع تجنبها في هذا المجال ألنها متعارضتان‪.‬‬
‫األطروحة األولى‪ :‬التي يمكن وصفها بالتبسيطية‪ ،‬ال تعترف بأن الثقافة الشعبية تنطوي على ديناميكية أو‬
‫قدرة إبداعية خاصة بها‪.‬وهي ال ترى فيها سوى مشتقات من الثقافة المهيمنة الوحيدة التي يمكن االعتراف‬
‫بشرعيتها‪ ،‬والتي من شأنها االرتباط بالثقافة المركزية‪ ،‬أي ثقافة المرجع ‪ .‬فهم يرون أن الثقافة "الحقيقية"‬
‫الوحيدة هي ثقافة النخب االجتماعية‪ ،‬على اعتبار أن الثقافات الشعبية ليست سوى منتجات فرعية لم تكتمل‬
‫بعد‪.‬‬
‫ً‬
‫األطروحة الثانية‪ :‬أن الثقافات الشعبية ليست إال ثقافات هامشية ‪ ،‬وهي ليست في األصل إال نسخا رديئة‬
‫من الثقافة الشعبية ‪ ،‬إذن هي ليست إال تعبيرا عن االستالب االجتماعي الذي يمس الطبقات الشعبية الفاقدة‬
‫ألي استقاللية ‪.‬‬

‫من هنا يمكن أن نعرف الثقافة الشعبية بأنها ‪ :‬الثقافة الشعبية "أو ثقافة الشعب " هي مجموع العناصر التي‬
‫تشكل ثقافة المجتمع المسيطرة في أي بلد أو منطقة جغرافية محدودة ‪ ،‬غالبا باستخدام طرق إعالم شعبية ‪.‬‬
‫تنتج هذه الثقافة من التفاعالت اليومية بين عناصر المجتمع إضافة لحاجاته و رغباته التي تشكل الحياة‬
‫اليومية للقطاع الغالب من المجتمع ‪ .‬هذه الثقافة تتضمن أي من الممارسات و عادات الطبخ و المأكوالت‬
‫و الثياب و اإلعالم و نواحي التسلية المستخدمة ‪ .‬إضافة للرياضة و األدب ‪ .‬غالبا ما يستخدم مصطلح‬
‫ثقافة شعبية كمصطلح مضاد و مخالف للثقافة العليا أو النخبوية‪.‬‬
‫معنى النخب الثقافية‪ :‬عبارة نخب ثقافية تحيلنا إلى أفراد وجماعات ‪ ،‬تهتم بالشأن الثقافي‪ ،‬وتسعى لممارسة‬
‫التأثير على ذهنية المجتمع “قيمه ومعتقداته وأفكاره وأخالقه وحتى عاداته وتقاليده”‪.‬‬
‫ما أهم الخصائص التي تعين على تصوير أفضل للثقافة الشعبية؟‬
‫‪ /1‬أنها تنتمي إلى الجماعات الصغيرة المنعزلة والتي تسود فيها العالقات الشخصية ‪ ".‬مثل القرية"‬
‫‪ /2‬تتفوق فيها القيم المقدسة على القيم العلمانية " فهم يتمسكون بالدين أكثر من المدنية "‬
‫‪ /3‬يكون النظام األخالقي السائد بالغ القوة‪ .‬مثل الكرم واحترام الكبير‬
‫ما مميزات الثقافة الشعبية عن الثقافة الحضرية؟‬
‫‪ -1‬أنها وحده كلية متماسكة تشبع الحاجات الدائمة لألفراد من المهد إلى اللحد؛ وذلك نتيجة التواصل‬
‫المستمر بين الجماعات أثناء مواجهاتها للمشكالت المختلفة ‪..‬‬

‫مثل ‪ :‬سيادة ثقافة التكافل والتشارك ‪ ،‬وتفعيلها بكل شيء في المجتمعات القروية الصغيرة ‪ ،‬كذلك ثقافة‬
‫"التدوير" بدل "االستهالك" في التعامل مع السلع‬
‫أيضا ً ‪ :‬األهازيج واألساطير التي تنتقل من جيل آلخر ‪ ،‬هذه أحد أوجه الثقافة الشعبية والمتوارثة شفهيا ‪،‬‬
‫ً‬
‫وقد تحمل في طياتها البسيطة والسطحية دالالت عميقة واعتقادات حقيقية متجذرة ‪.‬‬
‫االنتقاد الموجه لمصطلح الثقافة الشعبية؟‬
‫االنتقادات عديدة وأقوى نقد هو" أن أسلوب الحياة القروية ال يمكن تصنيفه على انه ينتمي إلى النموذج‬
‫الشعبي "‬
‫‪ -2‬أنها غير مدونة وتتميز باالستمرار والثبات‪ ،‬وتبقى لها جاذبية معينة مقبولة ومرغوبة رغم ما‬
‫فيها من إلزام وقهر‪ ،‬فتعتبر الثقافة الشعبية وسيلة فعالة إلدماج الفرد في مجتمعه‪ ،‬ولها أيضا‬
‫وظائف اقتصادية وتوجيهية وجمالية وتنبؤية‪ ،‬وأهمها وظيفة الضبط االجتماعي‪.‬‬

‫معنى استعارة الترميق ‪ :‬تعني تجميع أشياء متوفرة لصنع شيء جديد ‪..‬‬
‫ظهور المفهوم رأى علماء االجتماع أن نشاط الترميق لدى الطبقات الشعبية خاضع للحاجة ألن العامل‬
‫يضطر ألن ينجر بنفسه ما ال يقدر على اقتنائه فيصنع الكرسي الذي ال يستطيع دفع ثمنه على سبيل المثال‬
‫‪ ،‬فيما يرى بعض الباحثين أن في الترميق نوعا ً من اإلبداع الالمحدود ‪ ،‬وقد شبه بالممارسات المتعددة‬
‫األشكال غير محددة الفاعل‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫استعمال ليفي ستروس له ‪ :‬لقد طبق "ليفي ستروس" – أب علم اإلنسانية الحديثة – هذا المفهوم على‬
‫الظواهر الثقافية ‪ ،‬فعلى سبيل المثال حين يحتك أحد األشخاص من خلفية ثقافية معينة بأشخاص آخرين‬
‫مختلفين في ثقافتهم عنه فإنه سيقتبس منهم بعض األمور التي ستكون بعد ذلك جزءاً من ثقافته ‪.‬‬
‫نجاح هذا المفهوم‪ :‬نجح هذا االستخدام نجاحا ً كبيراً واستعمل لوصف النمط اإلبداعي الخاص بالثقافات‬
‫الشعبية والثقافات المهاجرة وكذلك الخاص بالطقوس التوليفية الجديدة في العالم الثالث أو المجتمعات‬
‫الغربية ‪.‬‬
‫من تطبيقات هذا المفهوم اإليجابية‪:‬‬
‫إن الترميق في حالة ثقافات أمريكا السوداء يسمح بردم فجوة الذاكرة الجماعية العميقة االضطراب جراء‬
‫االجتثاث والعبودية ويشبه في هذه الحالة ترميم البناء ليصبح بصورة أفضل ‪.‬‬
‫األخطاء التي قد تقع عند استعمال هذا المفهوم ‪:‬‬
‫الحظ "أندري ماري" إنه من التضارب اعتبار أي شكل من أشكال التأليف حتى األكثر سطحية من بينها‬
‫واألسرع زواالً هي من الترميق اإلبداعي – نالحظ هنا أن " أندري" يشترط إبداعا ً خاصا ً حتى يمكن‬
‫تطبيق هذا المفهوم على الظواهر الثقافية ‪.‬‬
‫أيضا مثل ‪ :‬اإلبداع الذي تقوم به الثقافة الشعبية في تفاعلها مع الثقافة الرسمية و تحويرها كيفما تشاء ‪.‬‬
‫مفهوم الثقافة الجماهيرية ‪ . .‬نحو عولمة الثقافة ؟‬
‫الثقافة الجماهيرية ‪ :‬تعني البرامج والمواد والفقرات المختلفة التي تقدم عبر قنوات االتصال الجماهيري‬
‫شهد مفهوم ( الثقافة الجماهيرية ) نجاحا ً كبيراً في الستينات ‪ ،‬ومرد هذا النجاح إلى ‪:‬‬
‫عدم دقته الداللية ‪ ،‬والخلط بين مصطلحي الثقافة ) و ( الجماهير ‪.‬‬
‫ومفهوم الجماهير يشكو من عدم الوضوح فيطلق تارة على ‪ .1 :‬مجموع السكان ‪ .2 .‬المكون الشعبي لهم‬
‫‪.‬‬
‫فيتولد عن هذا خلط بين الثقافة للجماهير وثقافة الجماهير ‪ ..‬فتلقي الجماهير رسالة واحدة ال يؤدي إلى ردة‬
‫فعل واحدة ‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك "مسلسل داالس األمريكي" الذي لقي رواجا ً شبه عالمي ومع ذلك لم‬
‫يكن تلقيه بشكل موحد ‪ ،‬لذلك دراسة االتصال الجماهيري ينبغي أن يشمل‪:‬‬
‫‪ -1‬الخطابات والصور المبثوثة" الثقافة للجماهير "‬
‫‪ -2‬ما يصنع الجماهير بما يتلقونه " ثقافة الجماهير " وشروط االستقبال لديهم ‪ ،‬وهذا يتوقف على ‪:‬‬
‫الخصوصيات الثقافية و الوضعية زمن التلقي ‪.‬‬
‫‪ -3‬تأثير وسائل االتصال الجماهيري يكون أكثر عمقا ً في الطبقات الوسطى مما هو عليه في الطبقات‬
‫الشعبية ‪ ..‬لماذا ؟‬

‫النتيجة‪ :‬ال تؤدي الثقافة الجماهيرية حتى وإن انتشرت على نطاق عالمي إلى ثقافة عالمية ‪.‬‬
‫عولمة الثقافة ليست قريبة التحقق ‪ ،‬والعولمة الموجودة عولمة األسواق الثقافية ‪.‬‬
‫إدغار موران ‪:‬يشدد على نمط إنتاج هذه الثقافة الذي يؤثر عليها تطور وسائل االتصال ‪ ،‬بخالف أغلب‬
‫الكتاب يكرسون تحليالتهم لمسألة استهالك الثقافة التي تنتجها وسائل االتصال الجماهيري ‪ ،‬وغالب هذه‬
‫التحليالت تؤمن باالستالب الثقافي‪.‬‬
‫ويعني االنسالخ من الذاتية الثقافية وخضوع للتبعية لآلخر‬
‫أرجون أبادوراي ‪ :‬يرى أن العولمة تحفز صنع هويات جماعية مبتكرة ‪ ،‬وذلك بإكثارها من فرص‬
‫المبادالت واللقاءات ‪.‬‬
‫جان لو أمسيل ‪ :‬يخشى أن العولمة تضفي صبغة التجانس الثقافي ‪ ..‬وهذا من الوهم فالخطر الحقيقي‬
‫للعولمة إذا كانت تحوي خطراً هو خطر االنغالق واالنكفاء الهوياتي وهي عبارة عن عدم تقبل الفرد أو‬
‫المجتمع لفكرة أو أمر لدى طرف آخر‪.‬‬
‫ريشار هوغارت ‪ :‬يرى أن قابلية استقبال الرسالة اإلعالمية تكون شديدة االنتخابية لدى الطبقات الشعبية ‪،‬‬
‫وهذا ناجم عن موقف عام ينم عن الحذر والشك بكل ماال يصدر عنها ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫مثال للثقافة الجماهيرية ‪ :‬في الحاضر ‪ ،‬ربما يكون مثالها ثقافة‪/‬أدبيات حركة "كفاية" الشعبية المصرية ‪،‬‬
‫والتي أسسها د‪.‬عبدالوهاب المسيري ‪.‬‬

‫ثقافات الطبقة ‪ :‬إن الباحثين في الثقافة الجماهيرية و الثقافة المهيمنة و الثقافة الشعبية خلصوا إلى عدم‬
‫الدقة في تفسير هذه الثقافات ‪.‬‬
‫استنتاجات كلود وكريستيان غرينون ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن القيم ونماذج السلوكيات ومبادئ التربية تختلف من طبقة إلى طبقة‬
‫‪ -2‬يمكن مالحظة هذه االختالفات في الممارسات اليومية األكثر اعتيادية ‪ ,‬وضرب على ذالك بمثال‬
‫في العادات الغذائية ‪.‬‬

‫منظور الطبقات والمساواة في اإلسالم‪:‬‬


‫قال العقاد ‪ :‬أقر القرآن الكريم سنة التفاوت بين الناس في جميع المزايا التي يتفاضلون بها ‪ ,‬وينتظم عليها‬
‫العمل في الجماعة البشرية ‪ :‬فهم متفاوتون في العلم و الفضيلة ‪ :‬قال تعالى ‪ " :‬يرفع هللا الذين أمنوا منكم‬
‫والذين أوتوا العلم درجات" ‪.‬‬
‫وهم متفاوتون في الجهاد و القدرة على اإلصالح ‪ :‬قال تعالى ‪ " :‬ال يستوي القاعدون من المؤمنين غير‬
‫أولى الضرر و المجاهدون في سبيل هللا ‪ ,‬وهم متفاوتون في الرزق وأسباب المعيشة ‪ :‬قال تعالى ‪" :‬‬
‫نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات " ‪ ,‬وقال تعالى ‪ " :‬وهللا‬
‫فضل بعضكم على بعض في الرزق" ‪.‬‬

‫وال فرق بين أمة وأمة ‪ ,‬وال بين قبيلة وقبيلة ‪ ,‬وال بين أحد وأحد ‪ .‬وقد فسر النبي عليه الصالة و السالم‬
‫هذه اآليات البيانات بأحاديث في معناها عن عائشة قالت كان رسول هللا ال يزيد ذا شرف عنده وال‬
‫ينقصه إال بالتقوى ) فالشريعة بهذه األحكام المفصلة أعطى المساواة حقها وأعطى التفاوت بين اآلحاد‬
‫والطبقات حقه فال يمتنع التفاوت وال يكون سببا للظلم واإلجحاف بالحقوق بل سببا إلعطاء كل ذي حقا‬
‫حقه ‪.‬‬
‫فالحقيقة الماثلة أمامنا أن التنوع سنة الحياة وغايتها ‪ ,‬وأنها تنزع إلى تفاوت المزايا ‪ ,‬وال تنزع إلى التشابه‬
‫و التساوي في مظاهرها اإلنسانية ‪.‬‬
‫وحكمة التفاوت ظاهرة ‪ ,‬وآفة التساوي أظهر ‪ ,‬ألن الحياة التي تفتقر إلى المزايا إذا قصرت حركتها على‬
‫تكرير صورة واحدة في كل فرد وكل جماعه وجعلهم نسخة واحده ‪ ,‬فال فضل لبيئة على بيئة وال مجموعة‬
‫على مجموعة ‪.‬‬
‫وال معنى للتفاوت إذا تساوى القادر و العاجز ‪ ,‬و العامل و الكسالن ‪.‬‬
‫وهذه شريعة الحياة كيفما تكون وحيثما تكون ‪ ,‬وال نعرف صورة تناقضها في العقل أوفي الخيال غير تلك‬
‫الصورة التي خلقها الوهم في الجماعة الماركسية أو الشيوعية ‪.‬‬
‫فقد تأسس النظام الشيوعي في البالد الروسية منذ ثالثين سنة ‪ ,‬فحاول جهد المستميت أن يقضي على‬
‫الطبقات و الدرجات و فما هي إال سنوات حتى ظهرت بوادر التفاوت بينها وسقط هذا النظام‪.‬‬
‫وكثيرا ما نسمع من" دعاة المادية " " ودعاة التحرر " كالما عن الظلم االجتماعي و العدالة االجتماعية‬
‫ألنهم يزعمون أنهم يحاربون الظلم ويقررون العدالة ولكنك لن تتخيل في الدنيا ظلما أوبل من ظلم‬
‫التسوية بين غير المتساوين مثل المساواة بين الرجل و المرأة ‪.‬‬
‫فينبغي أن يظلوا متفاوتين وينبغي أن يتفاوتوا وأن لهم من الحقوق بمقدار ما عليهم من الواجبات وهم في‬
‫غير ذالك سواء‪.‬‬

‫ماكس فيبر (‪)Max Weber‬وانبثاق طبقة المقاولين الرأسماليين‪:‬‬


‫أهم أعماله‪:‬‬
‫‪ /1‬بدأ العمل بالتدريس في جامعة برلين ‪.‬‬
‫‪ /2‬تحول اهتمامه بمرور الزمن إلى االقتصاد‪ ,‬والتاريخ ‪ ,‬وعلم االجتماع خالل سنواته الثمانية في برلين‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫‪ /3‬في عامي ‪1905-1904‬م نشر واحداً من أفضل أعماله كتاب "األخالق البروتستانتية وروح‬
‫الرأسمالية"‬
‫‪ /4‬نشر دراساته عن األديان في العالم من منظور عالمي تاريخي "الصين‪,‬الهند‪ ,‬واليهودية القديمة"‬
‫‪ /5‬ساهم في تكوين رابطة علماء االجتماع األلمان في عام ‪1910‬م‬
‫‪ /6‬كان نشطا ً سياسيا ً وقام بكتابة عدد من المقاالت عن قضايا عصره‪.‬‬
‫‪ /7‬أسهم في دراسة قضايا الطبقات االجتماعية التي تتركز في محاولة تقديم تعريفات إجرائية أكثر‬
‫تفصيالً‪.‬‬
‫‪ /8‬أول من حاول ربط ربط الظواهر لثقافية بالطبقات الجتماعية في دراسته ألشهر كتاب ( األخالق‬
‫البروتستانتيه وروح الرأسمالية‪.‬‬
‫ومن خالل ربط فيبر لظواهر الثقافية بالطبقات االجتماعية في دراسته األشهر نجد أنه ميز بين ثالثة أنواع‬
‫من الطبقات‪:‬‬
‫‪ /1‬الطبقة المالكة ‪:‬هي التي تتصف بحيازة ابتكار ماء‪.‬‬
‫‪ /2‬الطبقة المنتجة‪ :‬هي التي يتكون الرابط المشترك بينها من إدارة العمل في مختلف قطاعات التجارة‬
‫والصناعة والزراعة‪.‬‬
‫"‬ ‫‪ /3‬الطبقة االجتماعية‪ :‬هي التي يجتمع معيارها إلى الموقع التسلسلي الذي تحتله وسط المجتمع‬
‫الطبقة العاملة‪ ,‬الطبقات الوسطى"‬
‫ماذا قصد فيبر في دراسته األشهر؟؟ لم يكن يقصد الرأسمالية بالمعنى الشائع بل قصد تك ّون الثقافة ما‬
‫يسميها"الروح"أي ثقافة طبقة جديدة من المقاولين التي أوجدت الرأسمالية الحديثة‪ .‬وهي طبقة البرجوازية‬
‫الوسطى‪.‬‬

‫وذكر فيبر أهم ما يميز هذه الطبقة هو‪ :‬أسلوب الحياة وطريقة العيش ‪..‬أي تلك الثقافة التي تقوم على‬
‫أخالقيات جديدة تمثل انقطاع عن المبادئ التقليدية وهي أخالقية معرفة على أنها "تقشف علماني"‪.‬‬
‫رؤية ماكس فيبر في األخالق الرأسمالية‪:‬‬
‫‪ /1‬األخالق الرأسمالية لدى فيبر تقتضي أخالق الوعي المهني ورفع شأن العمل كنشاط يجد اإلنسان غايته‬
‫في ذاته‪.‬‬
‫‪ /2‬أصبح للعمل قيمة مركزية في طريقة الحياة الجديدة لذا من المفوض أن يخصص كل إنسان ما هو‬
‫أساسي من طاقاته ووقته لهذا العمل‪.‬‬
‫‪ /3‬ال ينبغي على األفراد أن يعتمدوا على أرباحهم وينجرون وراء مايملكون بل يستخدمون أرباحهم‬
‫ويحولونها إلى استثمارات‪.‬‬
‫استنتاج‪ :‬يستنتج أن المقاولون الجدد الذين تم اختيارهم بشكل خاص في بداية العصر الصناعي من الطبقة‬
‫الوسطى يدخلون شكالً جديداً من السلوك االجتماعي االقتصادي‪.‬‬
‫فمن هــؤالء عند فيبر؟ هم"البروتستانتيون الطهر يون" يقومون باستبدال التقشف الديني "المسيحي"‬
‫بتقشف علماني "دنيوي"‪.‬‬
‫ونجد أن اإلصالح الديني"االتجاه الكالفيني"بث فكرة أن المسيحي من خالل ممارسته اليومية لعملة يكون‬
‫عابداً لربه ومتقشفا ً في حياته بدالً من زيارة الكنيسة‪.‬‬
‫مفهوم الكالفينية‪ :‬مذهب مسيحي ارتبط بجون كالفن تنبع أهميتها في علم االجتماع باعتبارها جزاء من‬
‫األخالق البروتستانتية والتي هي عبارة عن حزمة من األفكار الدينية واالجتماعية رأى فيبر أنها شجعت‬
‫نشأة الرأسمالية‪.‬‬

‫ومثال موجز صغير يختصر ماسبق ‪ :‬لو أخذنا المجتمع األمريكي كمجتمع رأسمالي عريق ويقوم على‬
‫أخالق السوق ‪ ،‬نجد أن الفرد األمريكي قد تم تنميطه ذهنيا وخارجيا ً ‪ ،‬وهو معبأ ومشغول بهم أكبر هو‬
‫"كسب المال " والمال = سعادة ‪ ،‬وكسب مزيد من المال ليس غاية بحد ذاته ‪ ،‬إنما هو وسيلة لتفعيل هذا‬
‫المال المكتسب في مشروعات جديدة ‪ ..‬وهكذا! وبذا تتضح قيمة الفرد وكونها تقاس بمدى كسبه وإعطائه‬
‫العمل من وقته ‪ ..‬القيمته كإنسان ‪..‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫الثقافة العمالية ‪ :‬الطبقة العمالية هي الطبقة العاملة الفقيرة التي تكدح في الزراعة والصناعة وتختلف‬
‫ثقافتهم عن غيرهم من الطبقات ‪ ،‬ولقد قام موريس هالفاكس بتحليل الثقافة العمالية من خالل أطروحته‬
‫بعنوان " الطبقة العاملة ومستويات العيش " والتي تعتبر هذه الطبقة تابعة لغيرها وخاضعة لهم ‪.‬‬
‫والثقافة العمالية لها خصوصيتها عن غيرها من الطبقات وال يكاد يوجد اليوم جماعات عمالية مجتمعة في‬
‫الحي الواحد بل ق ّل وضوحها‪.‬‬
‫وصاحب دخول العمال إلى عصر الوفرة والتقدم تطورات ثقافية من خالل االتصال الجماهيري أدت إلى‬
‫أقلمة المعايير القديمة ‪.‬‬
‫وأيضا ً نجد جماعات األسكيمو التي تعيش في القارة القطبية تك~اد تقتصر في غذائها على اللحوم‬
‫واألسماك وحدها على خالف كثير من الشعوب الهندية والمكسيكية التي قوام غذائها في معظمه على‬
‫الحبوب والخضروات ‪.‬‬
‫مفهوم الثقافة البرجوازية‪ :‬تعني في الفرنسية المدينة المحصّنة " وكانت تعني أصال في القرون الوسط ًى‬
‫" سكان المدن المحصّنة من الفئات االجتماعية الميسورة األحوال التي هي وسط بين الشعب والنبالء)‪.‬‬
‫بمعنى أنها طبقة اجتماعية محددة‪ .‬وتضم األشخاص ذوي الدخل المستقل‪ ،‬أو الذين يحققون ألنفسهم نوعا ً‬
‫من االكتفاء الذاتي ولهم سمات وعادات اجتماعية خاصة بهم‪ .‬ويعيش المنتمون إلى البرجوازية في‬
‫األغلب حياة ميسورة‪ .‬وبتعبير آخر‪ ،‬تتألف البرجوازية من األشخاص الذين ال يمارسون أي مهنة من‬
‫المهن اليدوية‪ .‬وبهذا التحديد يخرج العمال والفالحون وصغار الموظفين من إطار البرجوازية التي هي‬
‫نقيض الطبقة العاملة "البروليتارية "‪.‬‬
‫اتخذ مفهوم البورجوازية تاريخيا معاني مختلفة‪ :‬لقد كانت تعني البرجوازية في بداية عهدها عند‬
‫الفرنسيين سكان المدينة الحديثة اللذين يعيشون نمطا حياتيا جديدا في المدن خارج حدود األرض التي‬
‫يمتلكها اإلقطاعي‪ ,‬ويمتهنون التجارة فأصبحت مرادفة لكلمة التجارة‪.‬‬

‫ثم أصبحت تعني في القرون الوسطى معناها المعروف وهوا لشخص الذي يملك حقوقا ً تتعلق بملكية قطعة‬
‫أرض في المدينة أو بملكية عقارية وعند وجود عدد من هؤالء المالك كونوا مجموعة لها سمات مختلفة‬
‫عن سمات بقية الشعب سواء من اإلقطاعيين والنبالء اللذين هم أعلى مرتبة منهم في الدولة أو من طبقة‬
‫العمال والعبيد اللذين هم اقل منهم مرتبة في الدولة‪.‬‬
‫هذه المجموعة يتزايد عددها ويكثر دخلها مما أدى إلى أن تكون طبقة حديثه في القرن الثامن عشر ‪,‬‬
‫هذه الطبقة هي طبقة اجتماعية مؤلفة من التجار ومالكي العقارات وأصحاب المهن الحرّة‪ ،‬بعد ذلك أصبح‬
‫للبرجوازية نظاما ً اقتصاديا ً واجتماعيا ً وسياسيا ً أيضاً‪ ،‬إضافة إلى كونه يعبر عن فكر له مظاهره الخاصة‬
‫التي نبعت من صميمها أفكار الثورة الفرنسية‪.‬علت الطبقة البرجوازية في أول عهدها لتميزها عن غيرها‬
‫بقيادة وأفكار حررتها من قيود اإلقطاعيين ولنجاحها في مجال التجارة‪ ،‬فدخلت عالم الحياة السياسية‪،‬‬
‫وصارت حليفة للنظام الملكي في مواجهة طبقة النبالء المتمردة‪ .‬وقد استمر هذا التحالف حتى نهاية القرن‬
‫الثامن عشر حين قامت الثورة الفرنسية بدعم من هذه الطبقة ‪.‬‬
‫تشكل البرجوازية مرحلة مهمة من مراحل التطور االجتماعي وهي أساس لكثير من األفكار والمظاهر‬
‫االجتماعية الحديثة‪.‬‬
‫كان الدافع األول للفكر البرجوازي هو اإلنتاج لذلك أخضع العقل لفنون التقنية لهدف زيادة اإلنتاج والدخل‬
‫‪ ,‬وهذا قاد إلى الثورة الصناعية وأدى اهتمامهم بوسائل اإلنتاج إلى التقدم العلمي والتكنولوجي‪.‬‬
‫فقد كان اإلنتاج في بدايته حرفي ثم ظهر المصنع اليدوي ثم اآلالت الصناعية الضخمة وهكذا‪.....‬‬
‫بذلك امتلك البرجوازيون رأس المال الصناعي ووسائل اإلنتاج فأصبحوا يملكون الثروة المالية للدولة‬
‫وعزز بذلك النظام الرأس مالي‪.‬‬
‫هدفت البرجوازية في بدايتها عندما قامت بالثورة الفرنسية ودعمت العمال ضدالدولة إلى إزالة الطبقية ‪.‬‬
‫لكن الثروات التي امتلكتها هذه الطبقة أدت إلى ظهور البرجوازي الكبير والبرجوازي الصغير ‪.‬‬
‫وبينهما تباين واختالف ‪,‬أن البرجوازي الكبير هو من أصحاب رؤوس األموال وكبار المالك ورجال‬
‫الصناعة ينتمي إلى نخبة حاكمة قليلة العدد بالغة التمركز والقوة في المجتمع و يملك سلطة‪ .‬أما‬
‫البرجوازي الصغير نقيضه تماما فهو من صغار المنتجين وهو صاحب حرفة أو مهنة‪ ,‬وقد ينزل مستواه‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫المالي عن مستوى العامل لكنه يتميز بامتالكه لوسيلة اإلنتاج وهو بائع لسلعته‪ .‬نخبة حاكمة قليلة العدد‪،‬‬
‫ولكن بالغة التمركز والقوة في المجمتع‪.‬‬
‫يتمسك البرجوازي الصغير بالديمقراطية والعدالة والمساواة والعداء لالحتكار ‪.‬‬
‫أما البرجوازي الكبير فهو الينادي إال بما يتفق مع مصلحته في زيادة اإلنتاج ورأس المال وهو يستخدم‬
‫شعارات كاذبة لتبرير حاجاته وأطماعه ‪.‬يوصف البرجوازي الكبير بالمادية‪,‬الرياء ‪,‬االفتقار إلى الثقافة‪.‬‬
‫لكن مع ذلك كله لظهور هذه الطبقة دور كبير للمجتمع البشري من الناحية الثقافية فقد برزت فئات‬
‫اجتماعية جديدة كالمهنيين والمدرسين واألطباء والدبلوماسيين وخريجي الجامعات وحملة الشهادات‬
‫العليا‪ ،‬فنتجت فئة جديدة في المجتمع هي من الصفوة والنخبة الوسيطة في المجتمع‪ ،‬ونشرت تطلعاتها‬
‫وقيمها التي عادة ما تكون حضارية وثقافية وعقالنية وتحولية ‪.‬‬
‫كما برزت قيم اجتماعية حديثة ومفردات ورموز وتعابير جديدة‪ ،‬وكذلك أذواق وعادات وسلوكيات‬
‫متطورة‪ .‬باإلضافة إلى انتشار أفكار وثقافات تتخطى الواليات المحلية واألفق الضيق لدورها بتوسيع‬
‫المدارك ‪،‬مما أدى إلى التطور والتواصل المعرفي اإلنساني والكوني‪.‬‬
‫بورديو ومفهوم االعتياد (‪:)habitus‬‬
‫ال يستعمل بورديو مفهوم االنثربولوجي للثقافة إال في حاالت نادرة سواء في المجتمعات التقليدية أو‬
‫المصنّعة فتأخذ كلمة "الثقافة" في كتابته معنى ضيق بحيث يحيل معناها إلى "األعمال الثقافية " والتي‬
‫يكون لها قيمتها اجتماعيا مثل مجاالت الفن واألدب‪،‬لذلك عندما يقوم بورديو بدراسة الثقافة بالمعنى‬
‫االنثربولوجي فإنه يلجأ إلى مفهوم االعتياد‪.‬‬

‫تعريف االعتياد الهابيتوس‪:‬هو منظومة االستعدادات الدائمة والقابلة للتغير‪ ،‬وهو بنى منظمة مستعدة ألن‬
‫تكون بنى ناظمة‪ ،‬أي باعتبارها مبادئ مولِّدة ومنظِّمة للممارسات والتصورات التي يمكن تكييفها‬
‫موضوعيا ً مع أهدافها دون افتراض الهدف الواعي للغايات والتمكن العاجل من الكليات الضرورية لبلوغ‬
‫تلك الغايات‪.‬‬
‫تنبيه ‪ :‬يترجم مفهوم االعتياد بلفظ"التطبع ‪/‬السجية ‪/‬السمت " ‪.‬‬
‫التوضيح ‪:‬أي أنه مجمل ما يقع عليه اإلنسان من مواقف وخبرات من خالل حياته االجتماعية ‪,‬فاإلنسان‬
‫يكتسب طريقه تفكير معينة ووسيلة تصرف تستمر معه ‪,‬وهذه المكتسبات تحدد كيف سيتصرف مستقبال؟‪.‬‬
‫وبمعنى آخر ‪..‬هو نسق االستعدادات المكتسبة وتصورات اإلدراك والتقويم والفعل التي طبعها المحيط في‬
‫لحظة محددة وموقع خاص‪ ..‬إذاً هو موجه لسلوكيات الفرد اعتمادا على مرجعية معينة تقع في البنية‬
‫الذهنية وبالتحديد فيما يسمى في علم النفس "باألنا األعلى" الذي يتحكم بإجمالي الممارسات والسلوكيات‬
‫الناتجة عن الفرد بشكل الشعوري ‪.‬‬
‫* فاإلنسان قد يولد بأخالق معينة قد يرثها من أبويه لكنه مع ذلك يستطيع تغيرها واكتساب أخالق جديدة‬
‫غيرها ‪ .‬وهذا مصداق قوله تعالى ‪{ :‬إِ َّن هَّللا َ ال يُ َغيِّ ُر َما بِقَوْ ٍم َحتَّى يُ َغيِّرُوا َما بِأ َ ْنفُ ِس ِه ْم "‪.‬‬
‫أهميته‪:‬‬
‫_ يفسر لنا لماذا يتصرف األعضاء الذين ينتمون إلى نفس الطبقة _ في الغالب_بشكل متشابه دون الحاجة‬
‫إلى تشاور؟!‬
‫_ يبين لنا ما يميز طبقة أو جماعة اجتماعية إزاء طبقات أو جماعات أخرى تتقاسم وإياها الشروط‬
‫االجتماعية نفسها‪.‬‬
‫مثال بسيط ‪ :‬يطور الفالح عادات ذهنية وسلوكية معينة يطبقها على كل المشاكل التي يواجهها في وسطه‪.‬‬
‫وهناك صفات وسلوكيات كثيرة نكتشفها ‪..‬تجمع بين أفراد الطبقة الواحدة ‪ ،‬سواء االجتماعية أو الدينية أو‬
‫االقتصادية ‪..‬الخ ‪ ،‬قد نذهل حين نكتشف المميزات ونتنبأ بردود األفعال التي تتشابه لديهم حيال أمر ما ‪.‬‬
‫ومضات ‪*:‬االعتياد يضم استعدادات جسمانية أيضا ً ‪,‬فإيماءات كل واحد وأوضاع جسده ومن دون أن‬
‫يتفطن إلى األمر واآلخرين كذلك ‪,‬يكشف عن الطبع الداخلي له‪.‬‬
‫إن تجانس العادات لدى طبقة معينة ال يقتضي نفي تنوع "األساليب الشخصية"‪.‬‬
‫فمثالً‪ :‬المجتمع السعودي قد تتوافق طبائع أهله لكن أساليب شخصياتهم تختلف‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫أمثلة على االعتي اد من المجتمع ‪ :‬مثل تص رف أغلب الن اس عند رفع أس عار الم واد االس تهالكية ‪ ،‬هم‬
‫اليتجهون للبحث عن بدائل دائما ً ‪ ،‬وكأن ال منتجات غير التي كانوا يستهلكونها س ابقا ً ‪ ،‬وه ذا بس بب ثقافة‬
‫االعتياد ‪ ،‬وبذلك يشجعون التجار على مواصلة الجشع لثقتهم بمثابرة عمالئه ‪.‬‬

‫" الفصل السادس"‬

‫الهوية‪:‬تدلّ على ميزات مشتركة أساسية لمجموعة من البشر‪ ،‬تميّزهم عن مجموعات أخرى‪ .‬أفراد‬
‫‪ -‬كمجموعة‪ ،‬وربما يختلفون في عناصر أخرى لكنها‬ ‫المجموعة يتشابهون بالميزات األساسية التي كوّنتهم‬
‫‪ -‬مجموعة‪.‬‬ ‫ال تؤثر على كونهم‬
‫@ شعوبا وقبائل‬‫وبناء على ذلك فإن لكل أمة هويتها التي تميزها عن غيرها‪,‬قال تعالى‪{ ":‬وجعلناكم‬
‫لتعارفوا} "سورة الحجرات ‪,49‬وقال سبحانه "{لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} "سورة المائدة ‪48‬‬
‫‪-‬‬
‫وقد تم تلخيص المفردات التالية الثقافة والهوية‪ /‬المفاهيم الموضوعية والذاتية ‪/‬المفهوم العالئقي والظرفي‬
‫‪ -‬الهوياتية‪/‬حدود الهوية‪.‬‬
‫‪/‬الهوية شأن من شؤون لدولة‪/‬الهوية ذا األبعاد المتعددة ‪/‬االستراتيجيات‬
‫أوال ‪:‬الثقافة والهوية ‪:‬‬
‫‪ ‬بعد النجاح الذي شهده مفهوم " الثقافة " ‪ ,‬ظهر مفهوم آخر وهو مفهوم " الهوية " ‪,‬‬
‫ويتميز هذا المفهوم بأنه ‪:‬‬

‫‪ -‬بمفهوم " الثقافة" فنقول " الهوية الثقافية" ‪.‬‬


‫‪ /1‬غالبا مايرتبط‬
‫‪ -‬مما أدى إلى أن يصفه بعض المحللين بأنه " موضة " ‪.‬‬ ‫‪ /2‬أنه شاع استخدامه تدريجيا‬
‫‪ ‬إن الشكل الهوياتي الحديث هو امتداد لظاهرة تمجيد االختالف التي انبثق في السبعينات كنتيجة‬
‫للتحركات اإليديولوجية‪ 1‬المتنوعة ‪ ,‬أي المتناقضة ‪ ,‬سواء كالت المديح للمجتمع المتعدد الثقافات من‬
‫‪ , -‬أو نتيجة لمقولة " ليبق كل منا في بيته محافظا على هويته " من جانب‬
‫جهة ‪ ,‬كالمجتمع األمريكي‬
‫آخر ‪.‬‬

‫‪ ‬وعلى الرغم من كون مفهوما " الثقافة والهوية الثقافية " مرتبطان‬
‫‪ -‬بمصير واحد إال أنهما ليس من‬
‫‪ -‬يمكن إيرادها على النحو التالي ‪:‬‬
‫السهل الخلط بينهما ‪ ,‬بل هناك فروق‬
‫‪ -‬الهوية أن تعالج الثقافة أو‬
‫‪ /1‬يمكن للثقافة أن تعمل بدون وعي للهوية بينما يمكن الستراتيجيات‬
‫تغيرها وبالتالي اليبقى هناك شئ مشترك مع ما كانت عليه في السابق ‪.‬‬
‫‪ /2‬تنشأ الثقافة في جزء كبير منها عن عملية ال واعية أما الهوية فتحيل إلى معيار انتماء يجب‬
‫أن يكون واعيا ألنها أي الهوية تقوم على تعارضات رمزية‪.‬‬

‫‪ ‬ولقد تحولت فكرة " الهوية الثقافية" في الواليات المتحدة األمريكية إلى مفهوم في نهاية الخمسينيات‬
‫‪ ,‬وكان ذلك بمساعدة عوامل أهمها ‪ :‬تعدد األقليات التي نشأت بسبب الهجرة ‪ ,‬منها أقلية " السود‬
‫"‪.‬‬

‫‪ ‬مفهوم الهوية في علم النفس االجتماعي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ :‬مجموعة متجانسة من األفكار والمعتقدات التي تسيطر على جماعة معينة فقد يكون محتواها دينيا ً أو اقتصاديا ً أو سياسيا ً أو‬
‫فلسفيا ً‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫‪ -‬عند الفرد ‪.‬‬
‫‪ /1‬أداة تسمح بالتفكير في العالقة المفصلية بين الجانب النفسي والمعرفي‬
‫‪ /2‬أنها حصيلة التفاعالت المتبادلة بين الفرد ومحيطه االجتماعي القريب والبعيد ‪.‬‬
‫و يقول مارتي ‪( :‬أما من الوجهة النفسية فإن الهوية توازي الجواب على السؤال التالي ‪ :‬من أنا وما‬
‫‪ -‬المجتمع)‬
‫‪ -‬في الحياة وفي‬ ‫سأكون وما سيكون عليه دوري‬
‫وللهوية مستويات منها ‪:‬‬
‫‪ ‬أوال ‪ :‬الهوية االجتماعية للفرد ‪ ,‬وهي ‪:‬‬

‫‪ /1‬تتميز بمجموع انتماءاته في المنظومة االجتماعية كاالنتماء إلى طبقة أو جنسية أو عمرية ‪ ..‬إلخ‬
‫‪.‬‬
‫‪ /2‬تتيح للفرد التعرف على نفسه في المنظومة االجتماعية وتمكن المجتمع من التعرف عليه ‪.‬‬
‫فالفرد داخل الجماعة الواحدة‪ ،‬قبيلة كانت أو طائفة أو جماعة مدنية (حزبا أو نقابة الخ…)‪ ،‬هو عبارة عن‬
‫‪-‬‬
‫هوية متميزة ومستقلة‪ .‬عبارة عن "أنا"‪ ،‬لها "آخر" داخل الجماعة نفسها ‪ ,‬وهذه الفردية التي يعتبرها مارتي‬
‫من الناحية المدنية االجتماعية تلخص فردية الشخص ببطاقة هويته ( االسم ‪ ،‬الكنية ‪ ،‬ومحل الوالدة ‪،‬‬
‫‪ -‬المدني ‪..‬الخ ) ونجد أن فلسفة الحياة مطلب يتميز به اإلنسان عن غيره من‬ ‫‪ ، -‬والوضع‬ ‫وتاريخها‬
‫المخلوقات األخرى ‪ ،‬ذلك أن اهلل عز وجل ميزه بالعقل واإلرادة في اختيار ما ينفعه أو يضره ‪ ،‬حيث أن‬
‫‪ -‬للمعايير النموذجية‬
‫‪ -‬ومناسبتها‬‫لكل إنسان هوية يختلف بها عن غيره من بني جنسه في درجة استوائها‬
‫للهوية السوية ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنسان‬‫حيث يقول ربنا عز وجل ( ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها ) فالهوية تعني تعريف‬
‫لنفسه فكرًا وثقافة وأسلوب حياة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬المفاهيم الذاتية والموضوعية للهوية‪:‬‬
‫المفهوم الموضوعي‪:‬‬
‫‪:-‬‬
‫التصور الوراثي‬
‫قالوا أن الهوية الثقافية تأتينا بالوراثة وال يمكننا الهروب منها‪,‬و الهوية معطى من شأنه أن يحدد الفرد‬
‫‪ -‬آخر قد تكون الهوية سابقة على الفرد الذي ال يسعه‬ ‫بشكل نهائي ويطبعه بطابع منه ال يقبل الجدل‪,‬بمعنى‬
‫إلى االنضواء فيها وإال سيعد هامشيًا‪.‬‬
‫تصور الدراسة الثقافوية ‪:‬‬
‫ال تستند على إرث بيولوجي كما في التصور الوراثي‪,‬ولكن على إرث ثقافي وهي نفس ذات النتيجة ‪,‬‬
‫‪ -‬إال التماهي بجماعته‬
‫فالفرد ال يستطيع االنضواء إلى هذه النماذج الثقافية المفروضة عليه‪,‬فهو ال يستطيع‬
‫األصلية ‪.‬‬
‫النظريات األولية‪:‬‬
‫الهوية العرقية ـــــ الثقافية هي هوية أولية أساسية ‪,‬ألن االنتماء للمجموعة العرقية هي أول‬
‫‪ -‬جوهرية ‪.‬‬ ‫االنتماءات االجتماعية وأكثرها‬
‫نقد المدافعين عن المفهوم الذاتي لظاهرة الهوية تعريفات الهوية نقدًا شديدًا‪:‬‬
‫‪ ‬أن الهوية ليست مكتسبة بشكل نهائي‪.‬‬
‫‪ ‬أن النظر إلى هذه الظاهرة على هذا النحو يعني عدها بمثابة ظاهرة سكونية جامدة محددة بشكل‬
‫ثابت ‪.‬‬

‫المفهوم الذاتي ‪:‬‬


‫‪ -‬باالنتماء و التماهي في جماعة‬
‫يرى الذاتيين أن الهوية العرقية ــــــ الثقافية ليست سوى شعور‬
‫خيالية إلى حد ما‪.‬‬
‫وقد نقد هذا على أنه رؤية متطرفة تؤدي إلى اختزال الهوية مجرد مسألة اختيار فردي عشوائي بحيث‬
‫يكون كل منا حرًا في تماهياته ‪.‬‬
‫‪ -‬الذاتي فهي توضح الطابع المتغير للهوية‪.‬‬
‫وإن كان من فضيلة للتعريف‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫‪:-‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المفهوم العالئقي و الظرفي‬
‫مما يتكون بناء الهوية ‪:‬‬
‫‪ ‬الهوية بناء يتكون ضمن عالقة تضع إحدى المجموعات في مقابل مجموعات أخرى على تم‪--‬اس‬
‫معها ‪ ،‬و هي حصيلة التفاعالت المتبادلة بين الفرد و محيطه االجتماعي القريب و البعيد ؛ له‪--‬ذا‬
‫‪ -‬في‬
‫كان تناولها من خالل السياق العالئقي‪ 1‬هو وحده القادر على تفسير الهوية و سبب رس‪--‬وخها‬
‫فترة معينة و كبتها في أخرى ؛ إذ أن تك‪--‬ون الهوية يتمتع بفاعلية اجتماعية و له آث‪--‬ار اجتماعية‬
‫حقيقية ‪.‬‬
‫مفهوم الهوية عند بارث ‪:‬‬
‫‪ -‬خيار الموضوعية ‪ /‬الذاتية ‪ ..‬فهو‬ ‫‪ ‬يعد بارث مفهوم الهوية هذا بمثابة تجل عالئقي يسمح بتجاوز‬
‫يرى أن البحث معني بفهم ظاهرة الهوية في نظام العالقات القائمة بين الجماعات االجتماعية ‪ ،‬و‬
‫هو يعد الهوية شكال من أشكال التقس‪--‬يم إلى فئ‪--‬ات ‪ ،‬و ما يهمنا هو البحث في الس‪--‬مات ال‪--‬تي‬
‫يستخدمها أعضاء المجموعة لتأكيد التميز الثقافي و المحافظة عليه ‪ ..‬كما يرى بارث أن أف‪--‬راد‬
‫المجموعة ال يمكن إدراكهم على أنهم محددين بشكل مطلق من خالل انتمائهم الثق‪--‬افي ‪ ،‬ألنهم هم‬
‫الممثلون الذين ينسبون الداللة إلى هذا االنتماء تبعا للحالة العالئقية التي يجدون أنفس‪--‬هم فيها ‪ ،‬و‬
‫‪ -‬من خالل التبادالت االجتماعية ‪.‬‬‫هذا يعني أن الهوية تتشكل و يعاد تشكيلها باستمرار‬
‫ماهي الهوية ‪:‬‬
‫‪-‬ذاتها و‬
‫الهوية عبارة عن حل وسط ‪ ،‬و يمكن القول أنها عملية تفاوض بين هوية ذاتية تتحدد ب‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫هوية متعددة أو هوية خارجية يحددها اآلخرون ‪.‬‬

‫الهوية المتعددة ‪:‬‬


‫‪ ‬يمكن للهوية المتعددة‪ 3‬أن تق‪-‬ود إلى تم‪-‬اثالت متناقضة ‪ ،‬ففي أمريكا الالتينية ‪ ،‬في نهاية الق‪-‬رن‬
‫التاسع عشر و بداية القرن العشرين ‪ ،‬كان يشار إلى المهاجرين السوريين و اللبن‪--‬انيين على أنهم‬
‫‪ -‬أتراكا ‪.‬‬
‫أتراك ؛ ألنهم دخلوا بجوازات سفر تركية ‪ ،‬في الوقت الذي كانوا يرفضون أن يكونوا‬
‫الهوية السلبية ‪:‬‬
‫‪ ‬نظرا ألن األغلبية تعرف األقلية على أنها مختلفة بالنسبة للمرجعية التي تشكلها هذه األغلبية ‪ ،‬فإن‬
‫‪-‬تي كونها‬‫‪-‬ذات ال‪-‬‬ ‫‪-‬ورة ال‪-‬‬‫‪-‬ول ص‪-‬‬ ‫األقلية ال ترى في نفسها إال اختالفا سلبيا ‪ ،‬إذ أنها مرتبطة بقب‪-‬‬
‫اآلخرون عنهم ‪ ،‬عندها تبرز الهوية السلبية‪ 4‬كهوية تدعو للخجل ‪ ،‬و تكون مكبوتة إلى حد ما ‪..‬و‬
‫هو أمر غالبا ما يتبدى على شكل محاولة إللغاء العالمات الخارجية لالختالف السلبي ‪.‬‬
‫‪ -‬و إلغ‪--‬اء الش‪--‬كل‬ ‫‪ ‬تساؤل ‪ :‬هل مانراه من العرب عندما يذهبون إلى الغرب من محاولة محاكاتهم‬
‫الخارجي لهم يعتبر إخفاء لألنا ‪.‬‬
‫نعم إلغاء شكل العالمات الخارجية هو إلغاء لشكل األختالف السلبي ‪ .‬فمثال عندما يلبس الع‪--‬ربي‬
‫اللبس األفرنجي ويحاول يظهر بشكل المجتمع الذي أنتقل إليه أما لو لبس في المقابل الثوب عرف‬
‫‪ -‬اآلثار السلبية لهويتة السابقة ‪.‬‬
‫أنه ينتمي إلى هوية آخرى ‪ ،‬فيخاطب‬
‫لماذا النراه عندهم عندما يأتون إلى بالدنا ؟‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬رى‬ ‫‪-‬لبيه ‪ ،‬وي‪-‬‬
‫ألنه مجتمع يحس باألناء ‪ ،‬يحس باألرتفاع ‪ ،‬ويحس أنه قدوة ‪ ،‬وألن هويته غير س‪-‬‬
‫‪-‬ام‬
‫‪ -‬مثلهم فاليهمهم تغيير هذه المظاهر ‪.‬إيضًا مثل العربي أي‪-‬‬ ‫أنها ممدوحة ويطمح الناس أن يكونوا‬
‫‪1‬‬
‫لمفهوم العالئقي ‪ :‬يشير هذا المصطلح على أن الهوية عبارة عن بناء يتكون ضمن عالقة إحدى المجموعات مقابل األخرى ‪.‬‬ ‫ا‬
‫‪2‬‬
‫و هو ذاته مفهوم التماثل ‪ ،‬إذ يعني ‪ :‬عملية تفاوض بين هوية ذاتية و هوية متعددة أو هوية خارجية يحددها اآلخرون ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الهوية المتعددة ‪ :‬هي الهوية المزدوجة و هي جمع هويتين في شخص واحد ‪ ..‬و مثلها الهوية المختلطة ‪ ،‬يشعر حاملها بالتمزق بينهما ‪ ،‬مثل هوية المهاجرين ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الهوية السلبية ‪ :‬هي هوية األقليات ‪ ،‬و تعرف بأنها الهوية التي تتمثل في أقلية تنظر إليها الثقافات األخرى بنظرة سلبية ‪ ،‬و ذلك بسبب عالقتها بالثقافة المهيمنة حيث تخضع‬
‫لتصورات السلبية التي تطلقها عليها ‪ ،‬مثل احتقار الذات و الكبت و الخجل ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬اري‬ ‫‪-‬وذج حض‪-‬‬ ‫‪ -‬آنذاك فإذا كانت األمة صاحبة نم‪-‬‬ ‫ظهور الحضارة كانت هي النموذج الحضاري‬
‫‪ -‬ألنهم يعتبرون أنهم قدوة ‪.‬أما ال‪--‬ذي ينظر‬
‫فأنها ال تخفي هويتها وأفرادها اليلجئون ألخفاء هويتهم‬
‫لسمات هويته نظرة تخلف فأنه يحاول أن يخفي هذه السمات وأخفاء هويته األصلية ‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬إلى بالد الح‪--‬رمين ف‪--‬أنهم‬‫تساؤل آخر ‪ -:‬المسلمون في باكستان وشرق آسيا وغيرهم إذا قدموا‬
‫يلبسون الزي السعودي لحبهم للبالد هل هذا يعتبر هوية سلبية ؟‬
‫ال ‪.‬إذا كان رغبة في التماهي مع الثقافة وحبًا لها فأنه يختلف مع ممن يخفي هويته األساسية فهذه‬
‫‪ -‬مع الثقافة اآلخرى ‪.‬‬
‫حالة وتلك حالة ‪ .‬فهو تماهي إيجابي ألنه يعتز بثقافته األصلية ويتماهى‬
‫‪:-‬‬‫جماعة الهومونغ‬
‫‪ ‬مع هذا يمكن أن تساهم حالة العالقات القائمة بين األعراق في تبديل هذه الصورة الس‪--‬لبية ال‪--‬تي‬
‫‪-‬ؤوا من الوس إلى فرنسا في‬ ‫‪-‬ذين لج‪-‬‬ ‫‪ -‬ال‪-‬‬
‫‪-‬دث مع الهومونغ‬
‫تكونت عن مجموعة معينة ‪ ..‬كما ح‪-‬‬
‫السبعينات ‪ ،‬حيث كانوا يشكلون في الوس أقلية عرقية مهمشة جدا ‪ ،‬و كانت األغلبية المسامة بـ‬
‫( الالو ) تطلق عليهم اسم ( ميو ) و ترادف كلمة ( ميو ) كلمة " مت‪--‬وحش " أو " متخلف " ‪ ..‬و‬
‫‪-‬ني تحت اسم‬ ‫‪-‬توى الوط‪-‬‬ ‫‪-‬ها على المس‪-‬‬ ‫‪-‬تى فرضت نفس‪-‬‬ ‫‪ -‬ح‪-‬‬‫ما أن وصلت تلك األقلية إلى فرنسا‬
‫( الهومونغ ) ال‪--‬ذي يع‪--‬ني بلغة تلك األقلية " إنس‪--‬ان " ‪ ،‬كما فرضت ص‪--‬ورة إيجابية ألبنائها‬
‫‪ -‬مس‪--‬اوين اجتماعيا لل‪--‬ويين و‬ ‫كمشاركين مثل غيرهم من الجئي جنوب شرق آسيا ؛ فأص‪--‬بحوا‬
‫الصينيين الالووسيين الذين لم يكونوا يكنون لهم في الوس سوى االحتقار ‪.‬‬
‫تعليق الدكتور ‪ :‬معنى هذا إن الهوية خاضعة لإلدرادة بحيث يمكن أن تكيف بطريقة معينة ‪ .‬مثال‪:‬‬
‫‪-‬اق‬‫‪ -‬واعتن‪-‬‬ ‫نالحظ العالم اإلسالمي حصل فيه هزة للهوية اإلسالمية وحصل هناك نوع من اإلرتداد‬
‫أفكار مخالفة ثم جاءت النهضة اإلسالمية وأحيت الهوية اإلسالمية ‪ ،‬فنحن اآلن في مرحلة أهتزاز‬
‫مرة آخرى ‪ ،‬مرحلة تساؤالت ‪ .‬لماذا نحن متخلفون ؟ لماذا نحن بهذا الشكل ؟ من نحن ؟‬
‫جماعة الواسب ‪:‬‬
‫‪ ‬إن الهوية تشكل رهان صراعات طبقية ؛ إذ ال تملك المجموعات كلها قوة التماثل نفسها ‪ ،‬ألن قوة‬
‫‪ -‬بالوضعية التي تحتلها في منظومة العالقات التي تربط المجموعات فيما بينها ‪،‬‬‫التماثل هذه ترتبط‬
‫‪-‬لطة‬‫‪-‬مي غيرها ‪ ..‬بل إن من يملك الس‪-‬‬ ‫‪-‬ها و تس‪-‬‬‫و ال تملك المجموعات السلطة كلها لتسمي نفس‪-‬‬
‫الشرعية ‪ ،‬أي السلطة التي تمنحها القوة هو القادر على فرض تعريفه لنفسه و لغيره ‪ ..‬كما نرى‬
‫في الواليات المتحدة األمريكية ؛ فإن الجماعة المهيمنة هناك المسامة بالـ ( واسب ) و هم البيض‬
‫األنجلوساكسون البرتستانتيون ‪ ،‬يقومون بتصنيف األمريكين اآلخرين في فئة المجموعات العرقية‬
‫‪-‬ير‬‫‪-‬يين من غ‪-‬‬ ‫أو فئة المجموعات الساللية إلى الفئة األولى ينتمي المنحدرون من مهاجرين أورب‪-‬‬
‫الواسب ‪ ،‬و إلى الثانية ينتمي األمريكان الملونون ( سود و صينيون و يابانيون إلخ ) ‪ .‬و هك‪--‬ذا‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬تؤدي إلى عرقنة المجموعات التابعة ‪ ،‬و هذا ما يشكل ذريعة لتهميشهم‬ ‫فإن القدرة على التصنيف‬
‫و جعلهم أقلية ‪ ،‬و في هذا تأكيد لهوية شرعية هي هوية المجموعة المهيمنة ‪.‬‬

‫النتيجة ‪:‬‬
‫‪ ‬إذا ما أدركنا أن الهوية رهان صراع ؛ فإنها تبدو قضية إشكالية ‪ ،‬و بالتالي علينا أال ننتظر تعريفا‬
‫‪-‬ير‬‫‪-‬ذه الهوية الثقافية أو تلك ‪ ..‬بل إن دور رجل العلم يقع في تفس‪-‬‬‫‪-‬ير قابل للنقض له‪-‬‬
‫صحيحا غ‪-‬‬
‫‪-‬ات‬‫‪ -‬و الجماع‪-‬‬ ‫عمليات التصنيف دون الحكم عليها ؛ فيوضح المنطق االجتماعي الذي يقود األفراد‬
‫إلى تحديد أو وضع جماعة في فئة معينة و تصنيفها بهذه الطريقة و ليس بطريقة أخرى ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الهوية شأن من شؤون الدولة ‪:‬‬


‫‪ ‬مع نشوء "الدول‪-‬األمم"‪ 1‬الحديثة أصبحت الهوية شأنًا من شؤون الدولة‪ :‬حيث أص‪--‬بحت الدولة‬
‫‪1‬‬
‫الدولة‪ -‬األمة أو الدولة القومية ‪ :‬هي دولة و أمة في آن واحد‪ .‬وتتميز بمميزات الدولة‪ ،‬بمعنى مساحة ترابية محدودة‪ ،‬و سيادة‪ ،‬وهوية وطنية تمثل شعور االنتماء والثقافة‬
‫المشتركة‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫‪ -‬وترتيبات‪.‬‬‫‪ -‬بأن تضع لها قواعد وضوابط‬ ‫‪ -‬بالهوية وتديرها‬
‫تتصرف‬
‫‪ ‬تتجه الدولة الحديثة إلى توحيد الهوية وذلك بأحد طريقين‪:‬‬
‫‪ -‬أن ال تعترف إال بهوية واحدة كما هو الحال مع فرنسا‪.‬‬
‫‪ -‬أن تظهر إال الهوية الفرنسية ‪ ،‬لذالك تحاول إدماج‬ ‫‪ -‬األدماج فالتريد‬ ‫‪ -: -‬فرنسا سياستها‬ ‫تعليق الدكتور‬
‫ثقافات المهاجرين مع الثقافة الفرنسية ‪ ،‬مثل ‪ :‬معركة الحجاب ‪ ،‬فهم يعتبرون الحجاب منتهك لوحدة الثقافة‬
‫‪ -‬بذلك منعه ‪.‬‬
‫الفرنسية ‪ ،‬وأنه يعمل على عدم إندماج الثقافة الفرنسية ‪ ،‬فحاولوا‬
‫‪ -‬أن تقبل بتعددية ثقافية معينة ثم تحدد هوية مرجعية تكون هي الهوية الش‪--‬رعية الوحي‪--‬دة كما هو‬
‫الحال مع الواليات المتحدة‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬تبعاد‬‫على اس‪-‬‬ ‫‪-‬ة)‪ :‬هي دولة إيديولوجية تق‪-‬‬
‫‪-‬وم‬ ‫‪ -‬القومي‪-‬‬
‫‪-‬دلوجيا‬‫‪-‬بة (األي‪-‬‬ ‫‪ ‬الهوية الوطنية المتعص‪-‬‬
‫‪.1-‬‬
‫‪ -‬على منطق "التطهير العرقي"‬ ‫‪ -‬ويقوم منطقها المتطرف‬ ‫االختالفات الثقافية وإقصائها‪،‬‬
‫‪ -‬تدريجيًا في القيام بتحديد هويتهم إذ إن بعض ال‪--‬دول ال‪--‬تي تضم أعراقًا‬ ‫‪ ‬تضاءلت حرية األفراد‬
‫متعددة تفرض على رعاياها ذكر "الهوية العرقية‪-‬الثقافية أو الدينية" على بطاقة الهوية وإن كان‬
‫‪-‬نزاع‬ ‫‪-‬دث في ال‪-‬‬ ‫‪ -‬إلى نتائج مأساوية كما ح‪-‬‬ ‫البعض ال يجد نفسه ضمن هذا التصنيف‪ ..‬مما يؤدي‬
‫‪ -‬الراوندي‪.2‬‬
‫اللبناني والنزاع‬
‫مثال ‪ :‬النزاع اللبناني كان الصراع والقتل على حسب الهوية ‪.‬‬
‫‪-‬دول‬ ‫‪-‬ير من ال‪-‬‬‫مطالباتها في كث‪-‬‬ ‫‪-‬امت‬ ‫‪ ‬إن األقليات التي أُنكرت هويتها أو تم التقليل من ش‪-‬‬
‫‪-‬أنها تن‪-‬‬
‫المعاصرة‪ ،‬وأصبحت تسعى في الغالب وسائل تسمح بتحديد هويتها‪.3‬‬
‫‪ ‬إن اإلحساس بالظلم االجتماعي يشعر ضحايا التمييز بضرورة االنتماء إلى الجماعة التي يكتسب‬
‫التماهي معها قوة مطالبة أكبر من أجل الحصول على االعتراف‪.‬‬
‫‪-‬ؤدي إلى‬
‫داخل هوية عرقية‪-‬ثقافية تتجاهل الهويات االجتماعية األخرى للفرد ي‪-‬‬ ‫‪ ‬إن حصر األفراد‬
‫‪-‬‬
‫نشوء "هوية مناضلة"‪.4‬‬

‫خامسا‪ :‬الهوية ذات األبعاد المتعددة ‪:‬‬


‫‪ ‬يؤكد المؤلف أن كل فرد يحمل هوية واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬وإنما يصفها بأنها‬‫‪ -‬المهاجرين بأنها "هوية مزدوجة"‬ ‫‪ ‬يرفض المؤلف وصف "هوية" األفراد‬
‫‪ -‬ـ حسب وصف المؤلف ـ ال‬ ‫"هوية تلفيقية" أو "هوية مختلطة"‪ ،‬وذلك ألن هؤالء األفراد‬
‫يحملون هويتين متضادتين‪ /‬متواجهتين‪ 5‬وإنما يصنعون هوية واحدة انطالقًا من انتماءاتهم‬
‫االجتماعية(الجنس والعمر والطبقة االجتماعية والجماعة الثقافية)‪.‬‬
‫‪ ‬أن الفرد يدمج في ذاته هوية متعددة األبعاد نتيجة لالختالط الثقافي‪ ،‬لكنها ال تفقد وحدتها‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬اإلستراتيجيات المتعلقة بالهوية ‪:‬‬
‫مفهوم استراتيجيه الهوية‪:‬‬
‫‪، -‬وبالتالي فهي ليست‬ ‫هي أن الهوية بمثابة وسيله لبلوغ هدف معين فبلوغ الهدف المعين يحتاج إلى تخطيط‬
‫مطلقه بل نسبيه‪.‬‬
‫*توجد حالتين لتكوين دولة قومية‪:‬‬
‫* أن الدولة تشكل أمة يتم إدماج الشعور القوم‬
‫ي فيها فيما بعد‪ .‬مثال‪ :‬فرنسا‬
‫* أن مجموعة أفراد يعترفون بانتمائهم إلى نفس أمة ويعبرون عن رغبتهم في العيش ضمن دولة موحدة‪ .‬مثال‪ :‬الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫لكن توجد أمم ليست لها دولة مثال األمة الكردية‪ .‬كما أن هناك دوال ال تحمل خاصيات األمة أو الدولة القومية‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لبلجيكا‪ ،‬و كذلك بالنسبة لبعض دول‬
‫إفريقيا حيث ال توافق الحدود توزيع التجمعات العرقية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كما هو الحال مع دولة الكيان الصهيوني مثالً والتعصب للعرق الفارسي في إيران وما يجري من تطهير عرقي لألهواز‪ ،‬وكذلك ما قام به النازيون األلمان ضد اليهود‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫استعمرت بلجيكا رواندا أغلب القرن العشرين ‪ ،‬وكانت تميز بين أفراد أبرز قبيلتين هناك ‪ :‬التوستي ‪ ،‬والهوتو ‪ ،‬وقد أصدرت بطاقات هوية لكل الروانديين توضح هذه‬
‫البطاقات المجموعة العرقية التي يرجع لها كل فرد‪ ،‬وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ تلك البطاقات اﺳﺘﻤﺮ اﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻴﻮن ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﻔﺮت القبيلتين ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌض مما أدى إلى‬
‫نشوب حروب دامية ونزاعات مستمرة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مثل األمريكيين السود‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫كما حصل مع الشعب الجزائري في مقاومته للهيمنة الفرنسية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫مصطلح الهوية المزدوجة يوحي بأنها مكونة من هويتين متضادتين أو متواجهتين‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫‪ 1-‬المتعدد األبعاد‬
‫السبب في صعوبة حصر الهوية وتحديدها ‪ :‬ألنه يعود إلى طابعها الديناميكي‬
‫‪ -‬مفهوم استراتيجيه الهوية؟ لكي يشيروا إلى البعد المتغير للهويه‪.‬‬ ‫لماذا يلجأ بعض المؤلفين إلى استخدام‬
‫‪ -‬مراعاتها ‪ :‬وهي أن تأخذ الحالة االجتماعية بعين االعتبار‪ ،‬وعالقة‬ ‫األمور التي تجب على االستراتيجيات‬
‫‪ -‬اآلخرين وغير ذلك‪.‬‬ ‫القوة القائمة بين الجماعات ومناورات‬
‫‪ -‬بالهوية؟‬
‫‪ -‬أن يفعلوا ما يحلولهم‬‫لماذا يقول (ديفيروا)في الهوية بأنها أداه وأنه ال يمكن للجماعات واألفراد‬
‫ألن الهوية ناتج عن تحديد شخصيه معينه يفرضها اآلخرون على المرء وعلى التحديد الذي يؤكده اإلنسان‬
‫لنفسه‪.‬‬
‫‪ -‬الهوية كأداة للمناورة ؟‬
‫‪2‬‬
‫كيف يمكن أن تستخدم‬
‫سبق أن عرفنا استراتيجيه الهوية ويفهم من معناها بأن البعض يطمس الهوية التي يزعمها الفرد للهروب‬
‫من التمييز ومن المنفى أو حتى من المذبحة‪.‬‬
‫مثال ‪ -:‬حيث يوجد حالة تاريخيه فريدة تمثل هذه الحالة اإلستراتيجية هي حاله الماران وهم يهود شبه‬
‫‪ -‬ظاهريا إلى الكاثوليكية في القرن الخامس عشر للتخلص من االضطهاد‬ ‫الجزيرة اإليبيرية الذين تحولوا‬
‫‪ -‬على عدد من الطقوس التقليدية بشكل سري ‪،‬وبذالك‬ ‫‪3‬‬
‫واإلبعاد لكنهم ظلوا أوفياء لعقيدة أجدادهم وحافظوا‬
‫استطاعت الهوية اليهودية االنتقال بشكل سري إلى كل عائله عبر القرون من جيل إلى جيل حتى تمكنت‬
‫من الترسيخ من جديد بشكل علني‪.‬‬
‫إن استراتيجيه الهوية ال يقتضي الوعي بالغاية التي يسعى إليها الفرد بل تميزه بعده أمور وهي‪:‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -‬غالبا ما تثير تعليقات قابله للجدل‬


‫‪ -‬اختفاء الهويات وظهورها‪،‬وهي ظواهر‬ ‫‪ -1‬توضيح ظواهر‬
‫ويغلب عليها النزعة الذاتيه‪.‬‬
‫‪-2‬تفسير تنوعات الهوية وهو ما يمكن تسميته بانتقاالت الهوية‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق حيث تبنى الهوية وتتفكك ويعاد بناؤها تبعا للحاالت‪.‬‬ ‫‪-3‬نسبيه ظواهر‬
‫‪ -‬على التنصر‬ ‫تعليق الدكتور ‪ :‬لما دخلوا النصارى إلى اسبانيا أجبروا السكان من المسلمين واليهود‬
‫‪ -‬كانوا يمارسون اإلسالم في الباطن فسموا‬ ‫أو القتل فالمسلمين الذين تنصروا ظاهرا فأنهم‬
‫بـ(المورسكيين) فهو يشير هنا لليهود ولم يشير للمسلمين ‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫مثال ‪ /‬دراسة قام بها موران (‪)1990‬بتحليل إعادات تشكل هوية الهاييتيين المهاجرين في نيويورك‪:‬‬
‫‪ -1‬الجيل األول‪ :‬وهو الذي ينتمي إلى موجه الهجرة الكبرى األولى حيث اختار االندماج في األمة األمريكية‬
‫‪ -‬على اختالفها عن السود األمريكيين‬ ‫مع محافظتها‬
‫للتخلص من األبعاد االجتماعي مستفيدة من كل ما من شأنه اإليحاء بشيء من البياض والتميز‪ .‬الجيل‬
‫‪،-‬‬‫الثاني‪ :‬المكونة من عائالت الطبقة الوسطى‬
‫اختاروا بعد أن صعب عليهم االندماج استراتيجيه أخرى وهي استراتيجيه تأكيد الهوية الهاييتيه من اجل‬
‫تجنب االختالط باألمريكيين السود‪،‬‬
‫لذا لجأ إلى التكلم المنتظم بالغه الفرنسية أمام المأل وبذل جهده الكتساب االعتراف به كمجموعه عرقيه‬
‫نوعيه‪،.‬الجيل الثالث‪:‬أحسوا بموجه التقليل االجتماعي‬
‫‪ -‬الهاييتيه التي اشتدت حدتها في الواليات المتحدة خالل التسعينات بسبب مأساة القوارب‬ ‫من قيمه هويتهم‬
‫‪،-‬‬‫‪ -‬فلوريدا‬
‫الهاييتية التي جنحت عند شواطئ‬
‫وبسبب تصنيف طائفتهم على أنها مجموعه خطيرة تسبب انتشار االيدز فقد كبتوا هذه الهوية وطالبو بهويه‬
‫عبر وطنيه كاريبية منتهزين فرصه كون نيويورك‬

‫‪1‬‬
‫الديناميكي‪/‬هي القوه والحيوية والطاقة‪ ،‬ويشيع استخدام هذا المصطلح بطرق متعددة فهو يشير غالبا إلى العالقات المتغيرة التي توجد في نسق اجتماعي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أداه المناورة‪/‬هي ظواهر اختفاء الهويات وتوضيحها‪.‬‬
‫* االستراتيجيات‪:‬هي خطط أو طرق توضع لتحقيق هدف معين على المدى البعيد اعتماداً على التكتيكات واإلجراءات األمنية في استخدام المصادر المتوفرة في المدى القصير‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫الوعي كلمة تعبر عن الحالة العقلية التي يكون فيها العقل بحالة إدراك وعلى تواصل مباشر مع محيطه الخارجي عن طريق منافذ الوعي التي تتمثل عادة بحواس اإلنسان‬
‫الخمس ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫قد أصبحت أول مدينه كاريبية في العالم بسبب هجره الكاربين إليها‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬حدود الهوية ‪:‬‬
‫تعريف الحد ‪:‬‬
‫هو فاصل اجتماعي رمزي بين هم ونحن‬
‫ويرى بارث أن إرادة وضع هذا الحد هواألهم في عملية اكتساب الهويه‬
‫‪ -‬الحدود للهويه ‪:‬‬
‫السبب في وجود‬
‫‪-‬‬‫‪ -‬الحدود للهويه هو إرادة الجماعة الواحدة التميز عن الجماعة األخرى وذلك عن طريق‬ ‫السبب في وجود‬
‫استخدامها لبعض السمات الثقافيه كمحددات لهويتها‬
‫‪1‬‬

‫مثال‪ :‬المنهج السلفي يتميز بسمات تحدد ه وتميزه عن المناهج األخرى‬


‫مالحظة ‪:‬‬
‫إن وضع الحد ال يمنع من اإلختالف الثقافي والتعدديه كما يرى بعض الثقافويون ‪ ...‬والدليل على ذلك ‪:‬‬
‫أنه يمكن للجماعة أن تعمل وفي كنفها شئ من التعددية الثقافية ‪..‬‬
‫‪ -‬المملكة لها هويتها‬‫مثال على ذلك ‪:‬الهويه المناطقية أي باختالف المناطق أي أن كل منطقة من مناطق‬
‫وثقافتها ومايميزها عن المنطقة األخرى ولكن الهوية العامه هي السعودية‬
‫‪.-‬‬ ‫وهذه الهويه العامة لم تمنع من وجود اإلختالف الثقافي والتعددية في هذه المناطق‬
‫نتيجة ‪[:‬إن تحليل بارث في وضع حد للهويه يتيح التخلص من الخلط الشائع بين (الثقافة ‪,‬والهويه) فإن‬
‫التطبع بطابع ثقافة معينه ال يقتضي امتالك هوية خاصة‬
‫‪ -‬واكتساب اللغة )اليقتضي إكتساب‬ ‫مثال‪ :‬التطبع بطابع الثقافة األمريكية مثال من حيث (العلوم والدراسات‬
‫الهوية األمريكية ‪..‬‬
‫سؤال ؟‬
‫ماهو تأثير قيام عالقات طويلة بين مجموعات عرقية على (حدود الهويه) ؟‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬بالضرورة إلى اإللغاء‬ ‫‪ -‬فترة طويلة بين المجموعات العرقية التؤدي‬ ‫الجواب ‪ :‬إن العالقات التي تدوم‬
‫‪ -‬لعبة الدفاع الرمزي عن حدود‬ ‫المتدرج لإلختالفات الثقافية بل غالبا ما تنتظم هذه اإلختالفات عن طريق‬
‫الهوية‬

‫‪ -‬فهم ليسوا على اإلطالق جزءًا من بناء إسرائيل ال‬ ‫مثال على ذلك ‪ :‬عالقة الشعب الفلسطيني بإسرائيل‬
‫‪ -‬عليهم العبرية بدال من‬
‫االجتماعي وال الثقافي وبالتالي عالقتهم بالثقافة اإلسرائيلية مع أنه قد فرضت‬
‫‪-‬‬
‫العربية لكنهم كانوا محصنين‪ ،‬ولديهم المناعة الكافية‪ ،‬بحيث لم يتماهوا في الثقافة اإلسرائيلية‪ ،‬ولم يصبحوا‬
‫‪ -‬على ستين عاما‪.‬‬ ‫جزءًا منها بقدر ما كانوا نقيضًا للثقافة اإلسرائيلية على مدار ما يربو‬

‫‪ -‬من خالل التبادالت وهذا اليعني أن‬


‫‪ -‬إجتماعيا يمكن تجديده باستمرار‬ ‫ويعتبر بارث أن الحد يشكل فرزا‬
‫الحد ثابت ال يتغير فقد يتغير بتغير الحالة اإلقتصادية أو السياسية ونحوها‬

‫‪ -‬حدود الهوية مثل تركيا ولبنان‬


‫‪ -‬بعض البلدان العربية أدى إلى إزاحة وتغيير‬
‫مثال على ذلك ‪:‬استعمار‬
‫ونحوها ‪.‬‬

‫النتائج والتوصيات‬

‫‪ -‬شيئًا عن غيره أو شخصًا‬


‫أوالً‪:‬أن الهوية الشخصية‪:‬من هو‪ .‬و"الهوية "هي مجمل السمات التي تميّـز‬
‫عن غيره أو مجموعة عن غيرها‬
‫‪ -‬عن مجموعات‬‫ثانيًا‪ :‬أن الهوية لألمة ‪:‬تدلّ على ميزات مشتركة أساسية لمجموعة من البشر‪ ،‬تميّزهم‬
‫‪ -‬كمجموعة‪ ،‬وربما يختلفون في عناصر‬ ‫أخرى‪ .‬أفراد المجموعة يتشابهون بالميزات األساسية التي كوّنتهم‬
‫‪1‬‬
‫هي نهج من السلوك يتميز به الفرد أو الجماعة وينتج عن عوامل وراثية أو بيئيه وهي مفهوم أساسي لتحليل بنية الشخصية ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مجموعة من الناس يميزهم عن غيرهم في نفس المجتمع ارتباطهم بالنسب والثقافة واللغة والجنس والدين أو مجموعه من هذه األشياء‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫‪ -‬على كونهم مجموعة‪ .‬فما يجمع الشعب الهندي مثالً هو وجودهم في وطن واحد ولهم‬ ‫أخرى لكنها ال تؤثر‬
‫تاريخ طويل مشترك‪.‬‬
‫‪ -‬والمشترك من السمات التي تميز حضارة أمة من‬ ‫ثالثًا‪:‬الهوية الثقافية فهي القدر الثابت والجوهري‬
‫األمم عن غيرها من الحضارات والتي تجعل للشخصية الوطنية أو القومية طابعًا تتميز به عن‬
‫الشخصيات الوطنية والقومية األخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬هويتنا‪.‬‬‫رابعًا‪  :‬أن تستمد أبعاد الهوية الثقافية من القرآن الكريم والسنة النبوية باعتبارهما مصدر‬
‫خامسًا‪ :‬أن يحظى البعد العالمي بأهمية خاصة من قبل مؤلفي كتب الدراسات االجتماعية نظرا لك‪--‬ثرة‬
‫‪ -‬الجيل الجديد‪.‬‬ ‫التغييرات العالمية السريعة والتي تتطلب أن يسايرها‬
‫‪ -‬المسؤولة عن تنشئة األطفال – ال‪--‬بيت والمدرسة‬ ‫‪ -‬بين الجهات والمؤسسات‬‫سادسا ‪  :‬ضرورة التنسيق‬
‫‪ -‬في نفوس أطفالنا‪.‬‬ ‫‪ -‬اإلعالم – للعمل على غرس الهوية الثقافية لمجتمعاتنا‬ ‫والمجتمع ووسائل‬
‫‪-‬ائمين على القن‪-‬وات‬ ‫‪ -‬المعدة لألطفال من قبل الق‪-‬‬ ‫‪ -‬واألفالم‬
‫سابعا ‪ :‬العناية الخاصة بالبرامج والمسلسالت‬
‫‪-‬ا‪ ،‬والعمل على الحد من بث‬ ‫‪-‬كيل الهوية الثقافية ألطفالن‪-‬‬ ‫‪-‬يرة في تش‪-‬‬
‫التلفزيونية‪ ،‬لما لها من أهمية كب‪-‬‬
‫البرامج وأفالم الكرتون المستوردة من ثقافات أخرى وتهذيبها لتناسب ثقافتنا العربية اإلسالمية‬

‫أزمة الهوية اإلسالمية‪-:‬‬


‫تنتمي أزمة الهوية اإلسالمية المعاصرة للشباب المسلم لذلك النوع من األزمات المزمنة الذي تتشعب‬
‫أسبابه وتتفرع متعلقاته‪ ،‬فالنظرة لها يجب أن تكون نظرة شاملة متعمقة دارسة للواقع الفعلي لذلك الشباب‬
‫المسلم وتيارات التأثير التي تؤثر فيه ومنابع المد التي تمده وتغذيه‪ ،‬فهي أزمة تجتمع فيها مسارات سياسية‬
‫‪ -‬والعقائدي‬
‫وعقائدية وفكرية ثقافية وتنموية اجتماعية تجتمع كلها لتشكل أزمة التكوين الثقافي والسلوكي‬
‫‪ -‬في ربوع األرض‪ ،‬بعضه يعيش في موطنه والبعض اآلخر‬ ‫والفكري لذلك الشباب المسلم الذي ينتشر‬
‫خارج وطنه‪ ،‬والغريب الداعي للبحث أن كليهما يعاني من أزمة الهوية!!‬

‫‪ -‬اسمها (القابلية لالستعمار)‪ ،‬وهذه الفسحة تعكس‬ ‫‪ -‬قد أفرز فسحة في البناء الحضاري‬ ‫إن المسار التاريخي‬
‫تنامي عوامل التفكك في األبعاد الفكرية و السياسية واالقتصادية واالجتماعية كما تعكس تراجعًا كبيرًا في‬
‫االنتماء العقائدي للشباب في تلك المساحة االستعمارية التاريخية‪ ،‬فهنا إذن مساحة تسمح للبؤر الناشئة في‬
‫‪ -‬آخر للتلقي والتوجيه ونفس الشيء يحدث بالنسبة للوعي عندما‬ ‫عصر التفكك والضعف باالرتباط بمركز‬
‫‪ -‬بقدر ما هي مبتعدة عن‬ ‫‪ -‬مع مرجعيات مغايرة وليس المهم أنها تابعة للمركز االستعماري‬ ‫يبدأ بالتواصل‬
‫‪ -‬فإن الوعي سيبدأ بالتغير‬‫‪ -‬هنا الحضارة اإلسالمية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫المركز الحضاري األصلي وهو في قضيتنا‬
‫‪-‬‬
‫وستفقد المقوالت األصلية التي تكون الهوية هيمنتها عليه فيغدو القبول بمقوالت اآلخر شيئًا مألوفا‬
‫‪ -‬يتنامى ذلك أيضًا لالعتقاد!!‬‫ً‪،‬وبسلوكيات اآلخر وطريقة تفكيره وربما‬

‫وهذا يعني إلغاء التجانس (االقتصادي‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬السياسي‪ ،‬الثقافي‪ ،‬الفكري‪ ،‬االعتقادي) ذلك الذي يعد‬
‫‪-‬‬
‫أهم مظهر من مظاهر وحدة الحضارة وتحديد الهوية‪ ،‬ولذا يمكن أن نعرف ذاك التجانس بأنه (العناصر‬
‫المشتركة التي تصلح كمقومات لبناء هوية مجتمع واحد لألمة)‪ ،‬وعليه فإن مقابلة أي تعدد سيعني زوال‬
‫‪ -‬الهوية‪ ،‬فكما أن قضية الهوية الشخصية يعد أزمة موجبة للعالج‬‫ذلك التجانس الذي يفرز الحضارة ويبني‬
‫فإنه البد للنظر إليها من خالل أزمة أخرى أكثر إيجابا للعالج هي أزمة الهوية المجتمعية التي تسبب‬
‫الضياع الفردي والذوبان في المغاير‪...‬‬

‫وتستعمل كلمة(هوية) في األدبيات المعاصرة ألداء معنى كلمة ‪ Identity‬التي تعبر عن خاصية المطابقة‪:‬‬
‫مطابقة الشيء لنفسه‪ ،‬أو مطابقة لمثيله‪ ،‬وفى المعاجم الحديثة فإنها ال تخرج عن هذا المضمون‪ ،‬فالهوية‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫‪-‬‬
‫هي‪ :‬حقيقة الشيء أو الشخص المطلقة‪ ،‬المشتملة على صفاته الجوهرية‪ ،‬والتي تميز عن غيره‪ ،‬وتسمى‬
‫أيضًا وحدة الذات‪.‬‬

‫ولذلك فإذا اعتمدنا المفهوم اللغوي لكلمة هوية أو استندنا إلى المفهوم الفلسفي الحديث فإن المعنى العام‬
‫‪ -‬عن الغير‪ ،‬والمطابقة للنفس‪ ،‬أي خصوصية الذات‪ ،‬وما يتميز الفرد‬ ‫للكلمة ال يتغير‪ ،‬وهو يشمل االمتياز‬
‫أو المجتمع عن األخر ون من خصائص ومميزات ومن قيم ومقومات‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬والمشترك‬ ‫وخالصة األقوال‪ :‬إن الهوية الثقافية والحضارية ألمة من األمم‪ ،‬هي القدر الثابت‪ ،‬والجوهري‬
‫من السمات والقسمات العامة‪ ،‬التي تميز حضارة هذه األمة عن غيرها من الحضارات‪ ،‬والتي تجعل‬
‫للشخصية طابعًا تتميز به عن الشخصيات األخرى‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬مظاهر ضعف الهوية اإلسالمية لدى الشباب المسلم‪..‬‬
‫تتكاثر المظاهر التي قد يراها البعض انفتاحًا وتقدمًا ورقيًا في حين يراها اآلخرون إذالالً وتبعية وذوبانًا‬
‫للهوية‪..‬‬
‫‪ -‬محمد إسماعيل المقدم‪ :‬يمكنك أن ترى أزمة الهوية اإلسالمية في الشباب الذي يعلق علم‬ ‫يقول الدكتور‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬ومخبرهم‪ ،‬وفي‬ ‫أمريكا في عنقه وفي سيارته‪ ،‬وفي الشباب الذي يتهافت على تقليد الغربيين في مظهرهم‬
‫المسلمين الذين يتخلون عن جنسية بالدهم اإلسالمية بغير عذر ملجئ ثم يفتخرون بالفوز بجنسية البالد‬
‫الكافرة وفي المذيع المسلم الذي يعمل بوقًا إلذاعة معادية لدينه من أجل حفنة دوالرات‪ ......،‬وفي أستاذ‬
‫الجامعة الذي يسبح بحمد الغرب صباح مساء‪ ...‬وفي كل ببغاء مقلد يلغي شخصيته ويرى بعيون اآلخرين‬
‫ويسمع بآذانهم وباختصار‪ :‬يسحق ذاته ليكون جزءًا من هؤالء اآلخرين " أيبتغون عندهم العزة "؟!‬

‫‪ -‬ظلمة‬‫ويقول الدكتور عصام هاشم‪ :‬يوم أن ضيَّع أفراد األمة هويتهم‪ ،‬وذهبوا يتخبطون في دياجير‬
‫الحضارة المعاصرة بحثًا عن هوية‪ ،‬ظهرت نسخة مشوهة من الحضارة الغربية بين شباب بالد اإلسالم‪،‬‬
‫‪ -‬شعورهم‪ ،‬بل وحتى في سعيهم البهيمي في‬ ‫حيث ظهر من يقلدهم في لباسهم وأكلهم وشربهم وقصات‬
‫‪ -‬من فتيات اإلسالم كذلك من تعرت وتفسخت وتركت حجابها وظهرت على‬ ‫إشباع شهواتهم‪ ،‬وظهر‬
‫‪ -‬أن هناك من بني جلدتنا‬‫‪ -‬من ذلك واألمر‬
‫شاشات الفضائيات والقنوات مغنية أو راقصة أو مقدمة‪ ،‬واألدهى‬
‫‪ -‬لكشف‬ ‫‪ -‬يسعون باسم الثقافة والتقدم إلى مزيد من طمس الهوية اإلسالمية؛ فيسعون‬‫وممن يتكلمون بألسنتنا‬
‫‪ -‬المؤدبة‪ ،‬وإخراج المكنونة المستترة‪..‬‬‫المحجبة‪ ،‬وإفساد‬

‫ويقول الدكتور عبد العزيز التو يجري‪ :‬إن الخطر األكبر الذي يتهدد األمم والشعوب في هذا العصر‪ ،‬هو‬
‫ذلك الخطر الذي يمسّ الهوية الثقافية والذاتية الحضارية والشخصية التاريخية للمجتمعات اإلنسانية في‬
‫‪ -‬الثقافية التي تجمع بين هذه األمم‬
‫الصميم‪ ،‬والذي قد يؤدي إذا استفحل‪ ،‬إلى ذوبان الخصوصيات‬
‫والشعوب‪ ،‬والتي تجعل من كل واحدة منها‪ ،‬شعبًا متميزًا بمقومات يقوم عليه كيانه‪ ،‬وأمة متفردة ً بالقيم‬
‫التي تؤمن بها وبالمبادئ التي تقيم عليها حياتها‪.‬‬

‫ومهما تكن األلفاظ الجامعة التي يوصف بها هذا الخطر الذي بات اليوم ظاهرةً تكتسح مناطق شتى من‬
‫العالم‪ ،‬بما فيها المناطق األكثر نموًّا واألوفر تقدّمًا في المجاالت كافة‪ ،‬وأيًا كانت طبيعة هذه الظاهرة‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬في تحريكها‪ ،‬فإن مما الشك فيه أن لهوية والثقافة بخصوصياتهما‬ ‫‪ -‬التي تستخدم‬‫وحجمها واألدوات‬
‫‪ -‬في المقام األول‪ ،‬وأن الغاية التي يسعى إليها الماسكون بأزّمة‬ ‫ومكوّناتهما ومقوماتهما‪ ،‬هما المستهدف‬
‫السياسة الدولية في هذه المرحلة‪ ،‬هي محو الهويات ومحاربة التنوع الثقافي‪ ،‬والعمل على انسالخ األمم‬
‫‪ -‬افتتاناّ في‬
‫‪ -‬إبهارًا‪ ،‬واألشدّ‬
‫والشعوب عن مقوماتها‪ ،‬لتندمج جميعًا في إطار النموذج األمريكي األقوى‬
‫العصر‪.‬‬
‫مظاهر ضعف الهوية‪:‬‬
‫لضعف الهوية لدى الشباب المسلم‪ ،‬عدة مظاهر في واقع المسلمين اليوم‪ ،‬من أبرزها‪:‬‬
‫‪ -‬الشديد بالتقدم الغربي في الصناعة والحضارة المادية ‪.‬‬
‫‪ -1‬االنبهار‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫‪ -‬تجاه تلك‬‫‪ -‬بالدونية واالنكسار‬
‫‪ -2‬التطلع لمشابهة الغربيين وغيرهم من الشعوب المتقدمة‪ ،‬مع الشعور‬
‫الشعوب ‪.‬‬
‫‪ -3‬التحرر من القيم المقيدة للسلوك اإلباحي تشبها بالتحرر الغربي الجنسي والسلوكي ‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزام باألحكام الشرعية ‪.‬‬
‫‪ -4‬ضعف الوالء واالنتماء للقيم اإلسالمية‪ ،‬وضعف‬
‫‪ -‬ظلمة الحضارة المعاصرة بحثًا عن هوية‪،‬‬ ‫حينما ضيَّع أفراد األمة هويتهم‪ ،‬ذهبوا يتخبطون في دياجير‬
‫‪ -‬وقصات شعورهم‪ ،‬بل وحتى في سعيهم البهيمي‬ ‫فظهر من شبابنا من يقلدهم في لباسهم وأكلهم وشربهم‬
‫‪ -‬على شاشات‬ ‫‪ -‬من فتياتنا من تعرت وتفسخت وتركت حجابها‪ ،‬وظهرت‬ ‫في إشباع شهواتهم ‪ ..‬وظهر‬
‫الفضائيات والقنوات مغنية أو راقصة‪.‬‬
‫‪ -‬سيارته ‪ ..‬وآخر يتخلى عن جنسية بلده المسلم دون عذر ملجئ ثم‬ ‫شاب يعلق علم أمريكا في عنقه وفي‬
‫تراه يتيه فخرًا بجنسية البالد الكافرة ‪ ..‬ومذيع مسلم يعمل بوقًا إلذاعة معادية لدينه من أجل حفنة‬
‫دوالرات ‪ ..‬وأستاذ جامعة يلهج بمدح الغرب صباح مساء ‪ ..‬واألدهى من ذلك واألمر‪ ،‬بعض بني‬
‫جلدتنا ممن يتكلمون بألسنتنا‪ ،‬ويكتبون في صحفنا‪ ،‬ويسعون باسم الثقافة والتقدم إلى طمس الهوية‬
‫اإلسالمية؛ فيسعون لكشف المحجبة‪ ،‬وإفساد المؤدبة‪ ،‬وإخراج الدرة المكنونة ‪ ..‬يرون العالم بعيونٍ‬
‫‪ -‬بعقول ملغية‪ ،‬ويرددون‬ ‫‪ -‬انهزامية‪ ،‬ويقيسون األمور‬‫زرقاءَ أمريكية‪ ،‬ويحللون األحداث بشخصيات‬
‫مقوالت الغرب بألسن ببغائية ‪ ..‬حال األمة معهم‪.‬‬

‫أسباب ضعف الهوية‪:‬‬


‫هل هناك أسباب لضعف االنتماء وذوبان الهوية لدى الشاب المسلم؟ ما الذي يدفع الشاب أن يلبس لباسًا‬
‫‪ -‬تصرفًا أو يعتنق مبدءًا ال يمت بصلة لدينه الذي يعتقده‪ ،‬وال يناسب بلده الذي ينتمي إليه‪ ،‬وال‬ ‫أو يتصرف‬
‫يشرف أسرته التي ينتسب إليها؟‪.‬األسباب كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -1‬ثقافة العولمة والتغريب التي تمتلك اليوم القوة والدعم‪ ،‬من حيث التخطيط والتنظيم‪ ،‬وتمتلك القوة‬
‫‪ -‬االتصالية الحديثة ‪.‬‬‫العسكرية‪ ،‬والتقنية اإلعالمية ووسائل‬
‫‪ -‬عبر وسائل اإلعالم واإلنترنت يشكل تهديدًا خطيرًا ومعول هدم للهوية‬ ‫هناك غزو فكري وثقافي‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -2‬ضعف المسلمين اليوم وتخلفهم دوالً وشعوبًا‪ ،‬وانبهارهم بحضارة الغرب‪ ،‬والمغلوب يتأثر حتمًا‬
‫بثقافة الغالب القوي ‪.‬‬
‫‪. -3‬الهجمة العالمية الشرسة على اإلسالم والمسلمين ‪ ..‬إن الغرب اليوم يعلم أن اإلسالم هو البديل‬
‫‪ -‬وحضارتهم‪ ،‬وهو الذي يمكنه أن يمأل الفراغ الذي تعانيه البشرية اليوم‪ ،‬فال‬ ‫الحضاري األوحد لثقافتهم‬
‫‪ -‬المسلمين بصورة دونية ذليلة‪ ،‬وأن تستغل أعمال العنف‬ ‫غرابة أن يهاجم كل ما هو إسالمي‪ ،‬وأن يصور‬
‫غير المحسوبة التي تقوم بها بعض جماعات الغلو المحسوبة على اإلسالم لتشويه صورة المسلمين ‪..‬‬
‫هذا التشويه اإلعالمي الذي يدفع بعض أبناء اإلسالم إلى الهروب من الصورة المنكرة إعالميا إلى‬
‫‪ -‬لدينه ومبادئه ‪.‬‬
‫الصورة المحبوبة إعالميًا بالتنكر‬
‫‪ -‬بالهوية والثقافة اإلسالمية في مناهج التعليم‪ ،‬وضعف االهتمام بتعليم العقيدة‬ ‫‪ -4‬الجهل وضعف االرتباط‬
‫اإلسالمية في كثير من الدول اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ - 5‬االختالل في القد وات والشخصيات النموذجية التي تستحق أن تقدم للناس وللشباب‪ ،‬فبعد أن كانت‬
‫األمة اإلسالمية تقتدي وتعتز بكبار وعظماء األمة في تاريخها الزاهر وعصرها الحديث‪ ،‬قام المفسدون‬
‫بتقديم نماذج سيئة لشباب ونساء األمة ‪.‬‬
‫‪ -‬به محصور في فئة‬ ‫‪. -6‬ظن بعض الشباب المقصرين أن شرفَ االنتماء إلى اإلسالم واالعتزازَ‬
‫المتدينين أو المستقيمين‪ ،‬أما المقصر فذمته بريئة‪ ،‬ويسعه الذل والخنوع‪ ،‬وال يلزمه االعتزاز بالدين‬
‫والدفاع عنه‪ ،‬بحجة أنه مقصر‪ ،‬وليس على درجة كبيرة من التدين‪ ،‬وهذا خطأ عظيم‪ ،‬بل االنتماء للدين‬
‫واالعتزاز به والذود عنه مسؤولية كل مسلم وإن وقع في بعض التقصير ‪.‬‬
‫‪ -7‬الهزيمة النفسية عند عامة المسلمين‪ ،‬بل وعند بعض المنسوبين إلى الفكر اإلسالمي أو العلم الشرعي‬
‫‪ ..‬وقد تسرب هذا الداء إلى بعض البرامج والقنوات التي تصف نفسها باإلسالمية‪ ،‬فقدمت اإلسالم‬
‫ولألسف بقالب مليء بالتنازالت واالنبطاحات‪ ،‬وخرق الثوابت إرضاءً لهم (الغرب)‪ ،‬وتحسينًا لصورة‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫اإلسالم زعموا‪ ،‬وهم في الواقع يهدمون طرفًا من الدين‪ ،‬ليحسنوه في نظر اآلخرين ‪.‬‬

‫الحلول للحفاظ على الهوية اإلسالمية وشخصية الشاب المسلم ‪:‬‬


‫‪ -1‬بناء اإلنسان البناء المتكامل ليكون في حجم التحدي وتربيته على أخالقيات عقائدية تمنحه المناعة‬
‫الحضارية المطلوبة‪ ،‬ولعل أهم مرحلة في هذه التربية العمل على إشاعة وترسيخ القيم العقائدية‬
‫‪ -‬من خالل ترسيخ‬ ‫واإليمانية؛ ألن بها وقف الجيل األول من األمة في وجه كل اختراق بل واستطاعوا‬
‫المبادئ العامة اإلبداع الحضاري الذي يكرم اإلنسان كيفما كان نوعه ولونه وجنسه فبدون هذه الخطوة‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬الوقوف‬‫‪ -‬في حياة المسلم المعاصر لن يكون بإمكاننا‬ ‫األساسية ومع تفشي آفة القطيعة بين العقيدة والسلوك‬
‫طويالً في وجه الزيف الحضاري القادم‪ ،‬إنها التربية التي تمنحنا كذلك إمكانية الرؤية المستقبلية الحقة‬
‫كما تمدنا بكل الشواهد لفهم طبيعة وحقيقة الصراع الغربي خاصة مع الصهيونية التي استفادت من‬
‫‪ -‬العالمي الجديد لتفرض نفسها على األمة‪.‬‬ ‫الوطن العربي والنظام‬

‫‪ -2‬تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي أصابت ثقافتنا‪ ،‬مما أدى إلى انحراف الفرد والمجتمع‪ ،‬فالتوكل‬
‫أصبح تواكالً‪ ،‬واإليمان بالقدر أصبح عجزًا وقعودًا عن العمل‪ ،‬والزهد أصبح خموالً وقعودًا عن العمل‪،‬‬
‫‪ -‬أصبح تمتمات وهمهمات وأقوال بال‬ ‫والعبادة رهبنة وانقطاع عن الحياة‪ ،‬وذكر اهلل _سبحانه وتعالى_‬
‫‪ -‬المقاييس الثقافية اإلسالمية الصحيحة وتفعيلها في اإلنتاج الثقافي الذي‬ ‫أفعال‪ ،‬كما يجب أن نوضح ونبرز‬
‫يحمل مفاهيمها الحقيقية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعالمية‪،‬‬ ‫‪ -‬في االستفادة من مكتسبات التكنولوجيا في وسائلها‬ ‫‪ -3‬يجب على األمة اإلسالمية أن تسارع‬
‫‪ -‬في توعية وتثقيف األطفال والشباب وحمايتهم‬ ‫‪ -‬الصناعية والقنوات التلفزيونية واستعمالها‬ ‫خاصة األقمار‬
‫من الوقوع في فلك االنحراف والضالل وحماية وجود األمة اإلسالمية وغيرها من خطر الغزو العلمي‬
‫والتكنولوجي الجديد‪ ،‬وبخاصة أن الثقافة اإلسالمية ثقافة عالمية‪ ،‬ورسالة اإلسالم جاءت للبشرية جمعاء‪،‬‬
‫‪ -‬شُعُوبًا‬
‫كما أخبرنا بذلك القرآن الكريم قال تعالى‪" :‬يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ‬
‫ل لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات‪.)13:‬‬
‫وَقَبَائِ َ‬
‫‪ -4‬تجديد الخطاب الثقافي اإلسالمي وتطويره‪ ،‬بحيث يالئم روح العصر مع ضرورة الحفاظ على‬
‫‪ -‬من أجل خدمة الهوية اإلسالمية‪ ،‬ودعوة الناس إلى التعرف على‬ ‫أصالة الثقافة اإلسالمية ومضمونها‬
‫حقيقة الدين اإلسالمي من خالل القنوات الفضائية وشبكات االتصال العالمية "اإلنترنت"‪ ،‬وتيسير العمل‬
‫‪ -‬ووسائلنا‪،‬‬ ‫الصحفي وسهولة الترجمة‪ ،‬حيث إن العالم اليوم يتغير بسرعة فائقة‪ ،‬وعلينا أن نطور أدواتنا‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬يمثل أفضل وأسرع‬ ‫‪ -‬تصدير ثقافتنا‪ ،‬إن التبليغ اليوم عبر تقنية الشبكات اإللكترونية والفضائيات‬ ‫وطريق‬
‫الطرق للتأثير قي عقول أجيالنا‪ ،‬وكذلك في عقول اآلخرين‪ ،‬ال أن نكون مجرد مستهلكين لثقافة الغير‬
‫ومعلوماته؛ ألن االستهالك الثقافي بدون أن نكون منتجين ثقافيًا يجعلنا نذوب في ثقافة اآلخر ونفقد‬
‫بالتالي الثقة في ثقافتنا ومبادئنا‪ ،‬وهذا ما يهدف إليه اآلخر الغربي بكل تأكيد‪.‬‬
‫‪ -‬شبكة اإلنترنت‪ ،‬وبخاصة‬ ‫‪ -‬من قبل مختصين عند استخدام‬ ‫‪ -5‬ضرورة وضع ضوابط وقيود وإشراف‬
‫فيما يتعلق بالبرامج اإلباحية والمنافية لقيم وثقافة المجتمعات اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -6‬ينبغي إنشاء مراكز ثقافية إسالمية موحدة تهتم بدراسة قضايا العصر‪ ،‬سواء كانت ثقافية أم اجتماعية‬
‫‪ -‬اإلسالمي إزاءها‪ ،‬وهذا‬ ‫‪ -‬التصور السليم للموقف‬ ‫‪ -‬ظهورها ومن ثم متابعة تطورها ووضع‬ ‫أم حضارية فور‬
‫‪ -‬مراكز ثقافية موحدة‪ ،‬ال يعني إطالقًا إلغاء التنوع‬ ‫‪ -‬الثقافية وإيجاد‬ ‫يتطلب عقد الندوات العلمية والمؤتمرات‬
‫والتعدد الثقافي‪ ،‬وإنما يعني السعي نحو تأسيس رؤية ثقافية كونية ناتجة عن التفاعل اإليجابي والحر بين‬
‫‪ -‬ضمن حقيقة التعدد واالتفاق ضمن حقيقة التنوع ‪.‬‬ ‫مختلف مراكز الفكر والثقافة‪ ،‬فالتوحد‬
‫‪ -‬ينبغي أن يكون من خالل‬ ‫‪ -‬العلمي والتكنولوجي‬ ‫‪ -7‬االنفتاح على الثقافة الغربية واالستفادة من تطورها‬
‫إستراتيجية تضمن إيجابية هذا االنفتاح؛ ألن االنفتاح المذموم هو الذي أدى إلى ذوبان الشخصية الثقافية‬
‫‪ -‬ال يمنع االنفتاح المحكم الرامي نحو‬ ‫‪ -‬االختراق والتغريب‪ ،‬واإلسالم‬ ‫‪ -‬واالغتراب عبر منافذ‬ ‫بسبب االنهيار‬
‫‪ -‬قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا"‪.‬‬ ‫االستفادة من علوم اآلخرين النافعة‪ ،‬قال _سبحانه وتعالى_‪":‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬الحضاري اإلسالمي ال يمكن أن يحقق تميزه اإلسالمي‪ ،‬ومن ثم أداء دوره العالمي وفق‬ ‫‪ -8‬المشروع‬
‫منهج اهلل إال إذا ركن إلى العلم الشرعي بمعناه الواسع وتم تأهيل العالم المسلم بحيث تكون دراسته لعلم‬
‫‪ -‬الحية التي تعيشها األمة والعالم في هذا العصر‪.‬‬‫الشريعة دراسة تأصيلية مرتبطة بالوقائع‬

‫الفصل السابع‬
‫مدخل ‪:‬‬
‫شهد مفهوم الثقافة منذ بضعة عقود نجاحًا متناميًا‪.‬حيث طمحت هذه الكلمة إلى أن تحل محل عبارات‬
‫‪ "-‬و"التقليد"‬
‫أخرى كثر استعمالها في الماضي مثل " العقلية و"الروح‬

‫‪ 1-‬المتوازن الذي لم يخل دائمًا من سوء الفهم أو من‬


‫سبب ذلك النجاح ‪ :‬يعود إلى التبسيط االنثربولوجي‬
‫تبسيط بلغ حد اإلسراف ‪.‬‬

‫وازدهرت كلمة الثقافة حيث دخلت في مجاالت داللية لم تعهدها من قبل كاستخدامها في المجال السياسي‬
‫‪-‬‬
‫فيقال مثالً "ثقافة الحكومة" التي تتم مقارنتها بـ "ثقافة المعارضة"وتحدث أحد زعماء الحزب االشتراكي‬
‫في تشرين األول من عام ‪ 1995‬في صحيفة لوموند عن "الثقافة الالمركزية " وهي التي تقابل ضمنًا "‬
‫الثقافة المركزية"‪.‬‬

‫‪ -‬الحكومية المختلفة – التشريعية‬


‫‪ -‬توزيع الوظائف‬‫الالمركزية السياسية‪ :‬وهي عملية قانونية يتم بموجبها‬
‫‪ -‬الموجودة في المراكز األخرى‬ ‫والتنفيذية والقضائية– بين الحكومة الموجودة في مركز البلد والسلطات‬
‫التابعة لهذا البلد نفسه وينتج عن هذا التوزيع درجة عدم تركيز السلطة‪ ،‬أي تشتت السلطة وتوزيعها بين‬
‫األشخاص والمستويات اإلدارية المختلفة في المنظمة أو على مستوى الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬يؤدي إلى تشويش‬


‫‪ -‬سلبي وغير مالئم و هذا االستخدام‬
‫ثم يقرر المؤلف أن كلمة الثقافة قد تستخدم استخدام‬
‫في فهم كلمة ثقافة ‪.‬‬

‫مثال ‪.‬‬
‫مفهوم الثقافة السياسية‪:‬‬
‫‪ -‬والعادات والتقاليد التي يعيشها المواطنين في‬
‫‪ -‬التي يمارسها‬
‫هي مجموع القيم التي يؤمن بها واألنماط‬
‫مجتمع معين والمتعلقة بالشؤون السياسية ونظام الحكم في الدولة بغض النظر عن أيدلوجيتهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المقصود به دراسة اإلنسان من جميع جوانبه الطبيعية والسيكلوجيا واالجتماعية‪ ..‬ثم تطورت النظرة لهذا المفهوم وخاصة في عالقتها ‪ .‬باالثنولوجيا‬
‫واالنثوجرافيا وعلم اآلثار واللغويات وغيرها من الدراسات التي تتصل بدراسة اإلنسان وقد تفرعت األنثروبولوجيا في العصر الحاضر إلى فروع عديدة لمقابلة‬
‫التطور الذي حدث في دراسة اإلنسان والمجتمع ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫ومن المجاالت التي استعملت فيها حديثا كلمة ثقافة المجال السياسي‪ ،‬فنجد أنها أصبحت دارجة االستعمال‬
‫‪ -‬وذلك إلضفاء نوع من‬ ‫‪ -‬أثناء حديثهم‬
‫في المفردات السياسية‪ ،‬وحتى السياسيون يكثرون من استخدامها‬
‫الشرعية على حديثهم‪.‬‬
‫*ما فائدة مفهوم "الثقافة السياسية "؟ ومتى نشأ ؟‬
‫من فوائد مفهوم الثقافة السياسية إدراك البعد الثقافي في السياسة‪ ،‬ونشأ هذا المفهوم بعد حصول الدول‬
‫المستعمرة على االستقالل‪.‬‬
‫*ما سبب نجاح مفهوم"الثقافة السياسية"؟!!‬
‫السبب في أنجاح هذا المفهوم هو توجهه المقارن‪.‬‬
‫ما هي أنماط الثقافة السياسية؟!!‬
‫‪-1‬الثقافة الرعوية‪ :‬التي تهتم بالمصالح المحلية بنية سياسية تقليدية ال مركزية ‪ .‬من هنا تركّز السياسة في‬
‫النخبة الحاكمة فقط‪ .‬هذا النوع من المجتمعات ال يعرف عادةً التمايز البنائي‪ ،‬أو التخصص الوظيفي‪.‬‬
‫‪ -‬غابريل ألموند وسيدني‬ ‫‪ -‬وهو نوع من الثقافة ربطها‬ ‫‪-2‬ثقافة الخضوع‪ :‬التي تنمي السلبية لدى األفراد‪,‬‬
‫‪ -‬فيها هامش الحريات‪.‬‬ ‫فيربا بالمجتمعات التسلطية التي يضيق‬
‫‪-3‬الثقافة المشاركة‪ :‬وهي الثقافة السائدة في المجتمعات الديمقراطية التي يلعب الرأي العام فيها دور‬
‫‪ -‬السياسي وحركته وقواعده ومدخالته ومخرجاته)‪ ،‬سواء من خالل‬ ‫مؤثر (نتيجة وعي الفرد بالنظام‬
‫المؤسسات التي يعبر عنها باألحزاب‪ ،‬أو من خالل إجراءات التصويت والترشح لالنتخابات‪.‬‬
‫مثال ‪.‬‬
‫‪ -‬تجاه النظام السياسي تتحدد من خالل ثالثة أبعاد‪:‬‬ ‫ويرى الكاتبان أن توجهات األفراد‬
‫‪ -‬السياسي والبني التي يحتويها واألدوار السياسية في‬ ‫‪ -‬مدى معرفة األفراد لنظامهم‬ ‫‪ -1‬اإلدراك‪ ,‬ويعنى‬
‫جانبي المداخالت والمخرجات‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬والسلطات والسياسات‬ ‫‪ -2‬والمشاعر وتعنى األحاسيس التي يحملها الفرد تجاه النظام السياسي‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تجاه النظام السياسي واألدوار السياسية‬ ‫‪ -‬األحكام واآلراء التي يحملها األفراد‬ ‫‪ -3‬التقييم ويعنى‬
‫‪ -‬بصفة عامة‪.‬‬ ‫المختلفة وتقييمهم ألداء النظام السياسي‬
‫‪ -‬معناها ثابت في جميع المجتمعات؟‬ ‫*هل السلطة والقانون والنظام‬
‫‪-‬‬
‫مفهوم السلطة‪ ,‬والقانون‪ ,‬والنظام‪ ,‬تختلف باختالف المجتمعات‪ ,‬وذلك ألنهم محددين بعالقتهم مع العناصر‬
‫األخرى للمنظومة الثقافية في المجتمع المعين‬
‫*كيف نفهم دالالت األفعال السياسية في مجتمع ما ؟‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬إلى ثقافة هذا المجتمع المعين‪.‬‬ ‫عن طريق الرجوع‬


‫*لماذا اهتم علماء االجتماع بالثقافات الثانوية السياسية ؟‬
‫وذلك ألن األمم المعاصرة تشهد تعددية في نماذج القيم التي توجه المواقف والتصرفات السياسية‪.‬‬
‫*هل التأهيل االجتماعي السياسي مكتسبا؟‬

‫‪ -‬ليس مكتسبًا أبدأ بشكل نهائي‪ ،‬لكنه ينتج بشكل تدريجي وغالبًا بشكل غير‬
‫التأهيل االجتماعي السياسي‬
‫مقصود‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫تعليق الدكتور ‪ :‬أن مشكلة العالم ليس مشكلة متولدة في العصر الحديث بل من وقت مبكر جدا ‪ ،‬فلو نظرنا‬
‫إلى توجه القرآن الكريم عرفنا أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم كيف كان يربي أصحابه ويأخذ رأي‬
‫‪ -‬منها سواء في العمل الفني أو في الغزو ‪.‬‬
‫أصحابه ويستفيد‬

‫‪1‬‬
‫هل السياسة في كل األحوال متأثرة بثقافة المجتمع ؟ من وجهة نظري هناك سياسات متأثرة بالخارج ال بثقافة مجتمعها‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫‪ -‬أن يحموه‬‫مثالً‪ :‬في غزوة بدر – األستشارة الدستورية – بأنه كان صلى اهلل عليه وسلم متعاقد مع األنصار‬
‫‪ -‬على عير قريش ولكن هرب‬ ‫‪ -‬أنه ستقوم الحرب وأن المسلمين سيحصلون‬ ‫داخل المدينة ولما خرج وأكتشف‬
‫‪ -‬أن يقرر الحرب دون أن يستشير‬ ‫سفيان بالعير فأصبحت المسئلة مسئلة حرب مع قريش فاليستطيع‬
‫أصحابه الذي بينه وبينهم عقد معين فكان يقول أشيروا علي أيه الناس فقام رجل من األنصار فقال كأنك‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬داخل دياركم‬‫تقصدنا يارسول اهلل قال نعم – بمعنى كالمه – انتم الذين تعاقدت معكم على أن تحمولوني‬
‫‪-‬‬
‫وأنا اآلن خارجها ‪ .‬فقال سير على بركة اهلل نحن معك ‪ .‬هنا الرسول لم يقطع أمرًا إال بعد أن أستشار‬
‫‪ -‬كثيرة تدل على استشارة الرسول مثل ‪ :‬معركة أحد ‪ ،‬أيضًا أستشارته ألم سلمة‬ ‫أصحابه ‪ .‬وهناك مواقف‬
‫رضي اهلل عنها ‪.‬‬

‫مفهوم ثقافة المؤسسة‬


‫هي مجموعه من القيم والمفاهيم التي يؤمن بها العاملين في المؤسسة وتنتقل من جيل آلخر‪..‬‬
‫نشأة ثقافة المؤسسة‪:‬‬
‫ظهر هذا المفهوم في أمريكا عندما أرادت أن تنافس المؤسسات اليابانية فرأوا أن مفهوم الثقافة الصناعية‬
‫سيركز على أهمية العامل البشري في اإلنتاج‪..‬‬

‫‪ -‬في الثمانينات من خالل خطاب المسئولين عن اإلدارة‪..‬‬ ‫وظهر في فرنسا‬


‫انتشار موضوع ثقافة المؤسسة‪:‬‬
‫يعود نجاح مفهوم ثقافة المؤسسة ألن ظهوره كان يبدو كأنه إيجابه عن النقد الذي كانت تثيره المؤسسات‬
‫وهي في أزمة تشغيل وإعادة هيكله صناعية‪..‬‬
‫أهداف ثقافة المؤسسة‪:‬‬
‫‪ -‬للغايات المطلوبة‪..‬‬
‫‪ -‬مفهوم ثقافة المؤسسة يمثل وسيله استراتيجيه ليتفاعل العمال ويصلوا‬ ‫‪ /1‬استخدام‬
‫‪ /2‬إضفاء الشرعية على تنظيم العمل داخل المؤسسة ‪..‬‬
‫أهمية ثقافة المؤسسة‪:‬‬
‫‪ /1‬إيجاد اإلحساس بالذاتية والهوية للعاملين واالنتماء للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ /2‬دعم استقرار المؤسسة باعتبار أن العاملين يكون لديهم نفس المبادئ عن أسلوب التعامل وما هو مقبول‬
‫وما هو مرفوض‪..‬‬
‫‪ -‬حيث أن جميع العاملين يعرفون أسلوب المؤسسة‬ ‫‪ /3‬كذلك أن الثقافة القوية تساعد على التفاعل الخارجي‬
‫في تحقيق أهدافها والتعامل مع المتغيرات الخارجية‪.‬‬
‫التعرف على ثقافة المؤسسة‪:‬‬
‫‪ -‬النظر عن مدى التزام المؤسسة بما تطلقه من‬ ‫له عدة طرق أهمها الشعارات والمبادئ المعلنة بصرف‬
‫مبادئ وشعارات‪..‬‬

‫نقاط مهمة حول ثقافة المؤسسة‪:‬‬


‫‪ -‬للثقافة‪..‬‬
‫‪ /1‬إن ثقافة المؤسسة ليست مفهوم تحليلي بل تالعب بالمفهوم اإليديولوجي‬
‫‪ /2‬مفهوم ثقافة المؤسسة الذي سرعان ما شهد نجاحا كبيرا ليس من أبداع العلوم االجتماعية بل من عالم‬
‫المؤسسات الصناعية والتجارية‪..‬‬
‫‪ /3‬لعب الخطاب التسييري (الخطاب اإلداري) على تعدد معاني كلمة ثقافة رغما عن هيمنة المعنى‬
‫‪.. -‬‬
‫االنثروبولوجي‬
‫‪ -‬مباشره بالمأجورين بل تسبقهم إلى حد‬ ‫‪ -‬الصناعية أن الثقافة الصناعية ال ترتبط‬
‫‪ /4‬ترى إدارة المؤسسات‬
‫ما وتفرض نفسها عليهم‪..‬‬
‫‪.. -‬‬
‫‪ /5‬عدم انضمام العامل إلى ثقافة المؤسسة الصناعية يعني إلى حد ما استبعاد نفسه عن التنظيم‬
‫‪ /6‬تزعم المؤسسة أنها تحدد ثقافتها مثلما تحدد الوظائف بحيث يكون قبول الوظيفة قبوال لثقافة المؤسسة‬
‫‪..‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫المقاربة السوسيولوجية‪ 1‬لثقافة المؤسسة ‪:‬‬

‫مفهوم ثقافة المؤسسة ‪2‬عند علماء االجتماع ‪:‬‬

‫هي نتيجة المواجهات الثقافية بين مختلف المجموعات االجتماعية التي تتكون منها المؤسسة‪ .‬فال توجد‬
‫‪ -‬وال يمكن أن تسبقهم في الوجود‪ ,‬إذ أنها تتكون من خالل األفعال المتبادلة فيما بينهم‪.‬‬
‫خارج األفراد‬

‫و توصل السوسيولوجيون ( علماء االجتماع ) في هذه المسألة إلى أن العمال يأتون إليها محملين في‬
‫بعض الحاالت بثقافات المهنة و ثقافة الطبقة " العمالية " وهذه الثقافات لها أهميتها في تنظيم تصرفات‬
‫المأجورين ‪.‬‬

‫‪ -‬لسلوكيات استمالك ‪3‬عالم العمل ‪:‬‬ ‫*تحليل فيليب بيرنو‬


‫‪ -‬عبر استراتيجيات مختلفة‬
‫‪ -‬من نزع للملكية ‪ .‬و " االستمالك " يظهر‬
‫‪4‬‬
‫أنها مقاومة ثقافية لما يقوم به التنظيم‬
‫تهدف كلها إلى المحافظة على حد أدنى من االستقالل الذاتي ‪ .‬وهي سلوك يحيل إلى مجموعة انتماء أي‬
‫مجموعة عمل محسوسة تتقاسم ثقافة مشتركة ‪.‬‬

‫‪ -‬بالعمل نفسه وبتنظيمه ‪ ,‬ومكانه و زمانه ‪ ,‬هذا العمل‬‫‪ -‬االستمالك عديدة ومتنوعة وتتعلق‬‫إن ممارسات‬
‫الذي يقوم الواحد منا بإعادة تكوينه على طريقته وحسب استطاعته ‪ ,‬بل تتعلق حتى بناتج العمل ‪ .‬األمر‬
‫‪ -‬ثقافي أخر للعمل قائم على االستقالل والمتعة ‪.‬‬
‫‪ 5-‬بمنطق‬
‫يتعلق بمقابلة المنطق التايلوري‬

‫*من " يصنع " ثقافة المؤسسة؟‬


‫جميع الممثلين ا‪6‬الجتماعيين الذين ينتمون إلى المؤسسة ‪.‬‬

‫كيف" تصنع " ثقافة المؤسسة ؟‬


‫‪ , -‬لكن عبر عملية معقدة من األفعال المتبادلة بين المجموعات التي‬ ‫القرارات السلطوية هي التي تصنعها‬
‫تتكون منها المؤسسة ‪.‬‬
‫‪ -‬من الثقافات الصغرى‪ :‬فهي تؤمن سير العمل اليومي في‬ ‫‪ -‬ثقافة مؤسسة ما‪ ,‬ال بد من االنطالق‬ ‫ولتعريف‬
‫‪ -‬العالقة بين العمال‪ ,‬وتتصور‬
‫المصانع ‪ ,‬والمكاتب‪ ,‬وتحدد االختصاصات و إيقاعات العمل‪ ,‬وتقوم بتنظيم‬
‫الحلول الالزمة للمشاكل الفنية المتعلقة باإلنتاج ‪.‬‬
‫‪ -‬التنظيم‬
‫وحتمًا فإن هذه الثقافات الصغرى تُخلَقُ أخذة باالعتبار اإلطار الخاص بالمؤسسة‪ ,‬ال سيما قيود‬
‫‪ -‬المستخدمة ‪.‬‬ ‫الشكلي للعمل والتكنولوجيا‬
‫‪ -‬الذين يشكلون مجموعة العمل ‪.‬‬ ‫ولكنها ال تتحدد بهذين العنصرين ألنهما يرتبطان أيضًا باألفراد‬

‫‪1‬‬
‫علم االجتماع‪ ،‬وهو يعنى بالدراسة الوصفية التفسيرية المقارنة للمجتمعات اإلنسانية للتوصل إلى قوانين التطور التي تخضع لها هذه المجتمعات في‬
‫تقدمها وتغيرها كما يقوم علم االجتماع على الدراسة الموضوعية للظواهر االجتماعية وتحليلها تحليال علمي ًا صحيحًا ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫هي مجموعة من القيم والمفاهيم التي يؤمن بها العاملين في المؤسسة وتنتقل من جيل آلخر من العاملين‬
‫‪3‬‬
‫هو ما يقوم به العامل من تالعب وممارسات غير شرعية أثناء العمل ‪ ،‬كأن يقوم خالل أوقات العمل بمنفعة خاصة له أو يستعمل أدوات المؤسسة‬
‫لمصلحته الشخصية ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫يظهر كرد فعل على المنطق التايلوري أي أن العامل يستغل أوقات العمل لمنفعته الخاصة مستعمال موارد المؤسسة لمنفعته الشخصية ’وهذة‬
‫الممارسات الغير شرعية غير ممكنة إالبتواطؤأعضاء الجماعة اآلخرين‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ال إجباريًا يعمل على إذالل اإلنسان وإ فقاده‬
‫نظام يهدف إلى االستغالل األقصى لجهد العامل بهدف رفع اإلنتاجية والعمل وفق هذه النظرية يكون عم ً‬
‫كرامته حيث أصبح الفرد يشتغل مقابل شيء تافه " األجرة " التربطه به أيه عالقة إنسانية ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫‪ -‬في‬
‫وهذه الثقافات الصغرى غير الشكلية ‪ ,‬التي ينتجها األجراء أنفسهم هي التي تبدع الطوائف الصغرى‬
‫العمل وتنظمها في الوقت نفسه ‪.‬‬

‫موقع " ثقافة المؤسسة "‪:‬‬


‫في تقاطع مختلف الثقافات الصغرى الموجودة في كنفها‪ ,‬وهذه الثقافات الصغرى ال تنسجم بالضرورة مع‬
‫‪.-‬‬
‫‪ -‬ال يتم حتمًا بال مصادمات‬
‫بعضها بعض ‪ ,‬واحتكاكها‬
‫مثال ‪:‬‬
‫‪ -‬وذلك‬‫اختالف الثقافات الدينية لدى العمال وكذلك اختالف فئاتهم وجنساتهم يسبب أصطدام بين ثقافاتهم‬
‫تتولد ثقافة المؤسسة ‪.‬‬
‫وبذلك تتكون ثقافة المؤسسة ‪.‬هل هذا المثال صحيح ؟ نعم ألنه قال هي تتكون من هذه العالقات المتعددة و‬
‫بشكل معقد تتكون هذه الثقافة الجديدة مثالً إذا قلنا مصنع في فرنسا فيه مهاجرين من العرب واألتراك‬
‫‪ -‬مع بعص تولد ثقافة جديدة ‪.‬‬
‫فهؤالء لكل واحد ثقافة معينة فالشك عالقتهم‬
‫‪ -‬المحيط ‪ .‬فالمؤسسة ال تتكون من عالم مغلق من شأنه‬ ‫ال يمكننا دراسة ثقافة المؤسسة بمعزل عن الوسط‬
‫‪ . -‬سواء‬‫أن يفرز ثقافة كاملة االستقالل ‪ .‬بل على العكس‪ ,‬فإن المؤسسة الحديثة شديدة االرتباط بمحيطها‬
‫‪ -‬أو على الصعيد االجتماعي والثقافي ‪ .‬فال يمكن اختزال ثقافة المؤسسة إلى‬ ‫على الصعيد االقتصادي‪,‬‬
‫مجرد ثقافة تنظيمية ‪.‬‬

‫أثر الثقافات الوطنية على ثقافات المؤسسة‪:‬‬


‫‪-‬‬
‫‪ -‬الموجودة في بلدان مختلفة تعمل وفق‬ ‫الثقافات الوطنية تلعب دورا كبيرا في ثقافة المؤسسة ‪ ،‬فالمؤسسات‬
‫منظومات ثقافية مختلفة ‪ ،‬فمن الصعب نقل نموذج عمل في إحدى البلدان إلى بلد آخر يختلف عنه ثقافيا ‪،‬‬
‫كما حدث عندما نقل النموذج الياباني ألوروبا و أمريكا حيث كان ذلك صعبًا ‪.‬‬

‫األبحاث السوسيولوجية واالتنولوجيّة أظهرت بالتالي تعقيد ما يسمى بـ"ثقافة المؤسسة"‪.‬‬


‫‪ -‬بالعامل الثقافي هو الثقافة السائدة‬
‫‪ ..‬العامل الثقافي له دور في نجاح التطور أو عدم نجاحه ‪ ،‬والمقصود‬
‫التي تصنع الشخصية الفردية ‪.‬‬
‫‪ -‬عالي ولكننا النجد الثمرة المرجوة فالسبب في‬ ‫فمثالً في العالم اإلسالمي نجدد خطط التنمية على مستوى‬
‫‪ -‬شخصيته ‪.‬‬ ‫ذالك الثقافة ‪ ،‬فالثقافة تصنع اإلنسان وتبني‬
‫ظهور ثقافة المهاجرين‪:‬‬

‫ظهرت في السبعينات في فرنسا عبارة ثقافة المهاجرين ‪ ،‬وذلك بسبب العجز في األيدي العاملة خرج‬
‫‪ -‬أن هجرة العمل قد‬ ‫‪ -‬في العمل اُكتشف الوجه الدائم للهجرة ‪ ،‬وأدركنا‬ ‫المهاجرون للعمل ‪ ،‬ومع اندماجهم‬
‫‪ -‬هذه الحركة وعندها‬ ‫تحولت إلى هجرة سكن وإقامة نظرًا ألن القانون كان يحمي التجمعات العائلية ويبرز‬
‫لم يعد ممكنًا اعتبار المهاجرين مجرد " قوة عمل " تكميلية ‪ ،‬ومنذ الفترة التي أقاموا فيها في بلد االستقبال‬
‫‪ً-‬‬
‫‪ " -‬ثقافة المهاجرين " انطالقا‬‫مع عائالتهم ‪ ،‬فقد صار لزامًا أخذ كافة أبعاد وجودهم بعين االعتبار ‪ ،‬وتتحدد‬
‫من مجموعة من العالمات الخارجية ( الممارسات الغذائية ‪ ,‬و اللباسية والدينية واالجتماعية الخ ‪)...‬التي‬
‫‪ -‬ولكنها تسمح لنا بالتعرف على المهاجر‪,‬والتذكير بأصوله ‪..‬‬ ‫ال ندرك داللتها العميقة وال تجانسها‬

‫‪ -‬مفهوم "ثقافة األصل" لـ لثقافة المهاجرين ‪:‬‬


‫مساوئ استخدام‬

‫‪.1‬هذا المصطلح يشيء الثقافة ( ما المقصود بتشيئ الثقافة ؟ ) أي جعلها شيئًا‪ ..  ‬بمعنى أنها ليست‬
‫شيئًا أو متاعًا يمكن نقله عند التنقل بل ال تحمل الثقافة كما تحمل الحقيبة ‪.‬‬
‫‪ -‬لألصل هل هو‬ ‫‪.2‬غامض دالليا وضعيف إجرائيا فال نعلم أي أصل يراد تعيينه عندما يراد الرجوع‬
‫القومي ؟ أم المحلي ؟أم الجهوي ؟ أم االجتماعي؟‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬

‫‪.3‬يؤدي إلى الخلط بين ثقافة األصل والثقافة القومية وينتج عن ذلك إنكار ما للثقافة القومية من عدم‬
‫تجانس ‪.‬‬
‫‪.4‬يؤدي إلى الحط من شأن التغيير‪  ‬الثقافي الذي تحدثه الهجرة لدى تاركي أوطانهم ‪.‬‬
‫‪.5‬أيضًا يؤدي إلى حجب التغير الثقافي الذي يشهده المجتمع األصلي ‪.‬‬
‫‪ -‬تفسير‬
‫‪.6‬إنكار التنوع االجتماعي‪  ‬للمهاجرين أصحاب المجتمع الواحد ( فثقافة األصل ال تستطيع‬
‫االختالفات بين المهاجرين أصيلي البلد الواحد و تثاقفهم بقدر ما تمكن منه البنى االجتماعية‪.‬‬

‫فرنسا وإدارة االختالف الثقافي‪:‬‬

‫‪ -‬بلغ األمر حد الزعم أن المهاجرين غير األوربيين "‬‫رفض الدمج الكامل للمهاجرين في األمة الفرنسية وقد‬
‫غير قابلين لالندماج " ألنهم يختلفون كثيرًا من الناحية الثقافية عن الفرنسيين ‪.‬‬

‫استخدام مفهوم ثقافة األصل للمهاجرين‪:‬‬

‫‪ ‬إذا كشف لنا البحث والتمحيص أن مفهوم ثقافة األصل فيما يخص المهاجرين ذاتهم‪ ،‬عسير‬
‫‪ -‬أنه غير مناسب لألجيال الثانية الذين هم‬
‫االستخدام ثم ضعيف اإلجرائية‪ ،‬فيبين لنا أن باألحرى‬
‫أبنائهم‪.‬‬
‫‪ ‬أيضا الثقافة ال تنقل كما تنقل الجينات‪ ،‬فهي ليست معطى بل هي مبنى‪.‬‬
‫وهذا يعني أنها إذا كانت معطى فإنه مجرد تأكيد طابعها المكتسب وغير الفطري‪ ،‬وعلى ذلك فإن‬
‫التفكير ال يتقدم تقدما ملحوظا‪.‬‬
‫وإذا كانت مبنى فهذا يعني أنها خالصة عدة تفاعالت ‪ ,‬في داخل التجمع نفسه وبين كل تجمع‬
‫‪ -‬االجتماعي ‪ ,‬وإذا ما أُخذت ثقافات المهاجرين كلها مع بعضها‬
‫والتجمعات األخرى ومحيطها‬
‫كمنظومة فإنها مستمرة في التطور‪.‬‬

‫‪ ‬تحليل التحوالت التي تشهدها ثقافة المهاجرين واإلطار القومي‪:‬‬


‫خاصية اإلطار القومي الذي تتضمنه المبادالت الثقافية هي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يوجه المبادالت الثقافية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ -‬أكبر يكون لنماذج االندماج القومي ‪-‬الخاصة‬ ‫وبالنتيجة يوجه التغيرات الثقافية‪ ،‬وبتخصيص‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ -‬المهاجرين االجتماعي والثقافي‪.‬‬ ‫بكل دولة‪ -‬أكبر األثر في مصير‬
‫الطعن في االستخدام المعمم لمفهوم «ثقافة األصل »‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ال يعني التغاضي عن مرجعية األصل‪ ،‬وال إنكار الداللة التي يمكن أن تكون لهذه المرجعية‬
‫عندهم‪ ،‬بل إن استحضار األصول والقرية والبلد هو إعالن عن هوية نعرف أنفسنا بها‪.‬‬
‫سبب تعلق بعض المهاجرين الشديد بالتقاليد األصلية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬لها عدة دالالت وهي‪:‬‬ ‫نؤكد ذلك ألن هذه الممارسات‬
‫‪ .1‬إنها تظهر اإلرادة في الحفاظ على الصلة بمن ظلوا في القرية‪.‬‬
‫‪ .2‬تقيم الدليل على الوفاء لألهل هناك‪.‬‬
‫‪ .3‬كما أنه نوع من التواصل معهم‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫وهذا يسمح أيضًا بالحفاظ على حد أدنى من االنسجام مع جماعة المهاجرين التي تتعرف‬
‫على ذاتها في أصل مشترك‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫فهو إذا حفاظ على الصلة الجماعاتية تجاه كل شيء ‪.‬‬
‫بينما في المقابل هذه الممارسات‪ ،‬ال تكفي لتأمين االستمرارية الثقافية‪ ,‬ألن الممارسات التقليدية تنفصل‬
‫‪ -‬في بعض الحاالت‪-‬عند من يعي أن عليه‬ ‫‪ -‬الوظيفية‪ ،‬ويمكن أال تصير‬ ‫تدريجيا عن سياقاتها‪ ،‬وتفقد خاصيتها‬
‫أن يترك جوهر نسقه الثقافي‪ -‬إال تعبيرا عن تقليدية يأس‪.‬‬
‫‪ ‬كذلك ليس للمهاجرين كلهم التعلق بالتقاليد ذاتها‪ ،‬فيمكن أن تكون الهجرة في بعض الحاالت‪،‬‬
‫وسيلة لإلفالت من نظام اجتماعي يعتبر قامعا ومن تقاليد يحس أنها خانقة‪.‬‬
‫‪ ‬ابتداع التقليد استجابة لحاجات قضية محددة مثل‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬خالل الثمانينات‪ ،‬في بعض أوساط‬ ‫ارتداء الحجاب (النقاب اإلسالموي) الذي ظهر في فرنسا‬
‫‪ -‬المظهر الخارجي ليس‬ ‫الهجرة‪ ،‬الذي قدم على أنه عودة إلى تقليد إسالمي قديم‪ ،‬وهو في مستوى‬
‫حجابا مطابقا للوشاح التقليدي لنساء المغرب العربي‪ ،‬ولكن يوافقه في مستوى الوظيفة والداللة‪.‬‬
‫مع أن االختالف كبير بين نوعي الحجاب‪ :‬أحدهما‪( :‬الحجاب الفرنسي) له داللة دنيوية‪ ،‬فهو يمكن‬
‫‪-‬‬
‫النساء في عالم مسلم من الجوالن تحت جناح الستر في الفضاء العمومي الذكوري‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون إثباتا واضحا‬ ‫أما الثاني‪( :‬الحجاب في المغرب العربي) فله داللة دينية صريحة‪ ،‬ويريد‬
‫‪ -‬أصولي‪.‬‬‫لهوية مسلمة تفهم من منظور‬
‫‪ ‬الخالصة‪:‬‬
‫‪/1‬ن ثقافات المهاجرين‪ ،‬هي ثقافات أنتجت عبر اختالط ثقافي له‪.‬‬
‫‪/2‬إن دراسة المهاجرين يفضي إلى أن ندرك مباشرة كيف تصنع ثقافة‪ ،‬وكيف يتم‪-‬انطالقا من‬
‫التبادل‪ -‬المزج الذي يفضي إلى تشكل ثقافي جديد‬
‫‪ /3‬وبما أن المزج الثقافي يكاد يكون قابال لإلدراك‪ ،‬فإن الباحث الذي يسعى إلى فهم كيفية تشكل‬
‫ثقافة‪ ،‬وكيفية إعادة تشكيلها يجد في ظواهر الهجرة مجال متميزا للبحث‪.‬‬

‫المصطلحات الغامضة الواردة في المبحث‪:‬‬


‫‪ -‬والتطلع‪ ،‬فللمسلمين ثقافتهم‬ ‫‪ -‬واالنتشار‬‫الفيدرالية الثقافية وهي تعني‪ :‬حق كل مكون ثقافي بالحياة والنمو‬
‫‪ -‬من الديانات كذلك‪ ،‬فالفيدرالية الثقافية تعني التعامل والتعاطي مع هذا التنوع على أسس‬ ‫المتميزة‪ ،‬ولغيرهم‬
‫مدروسة وموضوعية‪ ،‬تتناسب مع الحق العام لإلنسان ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫التعددية الثقافية ‪:‬‬


‫‪-‬كل الدول واألمم سواء اعترفت أو لم تعترف هي مجتمعات ذات تعدد ثقافي‪.‬‬
‫‪ -‬ظهرت كلمة(التعددية الثقافية) والجدال حولها في أمريكا خالل الستينيات‪ ،‬ثم تم إدخال هذا المصطلح‬
‫‪ -‬في أوساط التسعينيات ‪،‬وقد اختارت كندا رسميا سياسة التعددية الثقافية في الستينيات (‬ ‫إلى فرنسا‬
‫‪1967‬م)استجابة لمطالبة األقليات‪.‬‬
‫غاية سياسة التعددية الثقافية‪:‬‬
‫هي االرتقاء بتساوي المعاملة تجاه مختلف المجموعات الثقافية المكونة لألمة‪.‬‬
‫‪ -‬لدى هذه المجموعات‪.‬‬ ‫ويتمثل ذلك‪/1 :‬دعم شرعية التعبير الثقافي والسياسي‬
‫‪ -‬التمييز السلبي‬
‫‪ /2‬وضع برامج تسمح بادراك المساواة لكل المجموعات ‪،‬وتسعى إلى إصالح آثار أوضاع‬
‫‪ -‬عنها‪.‬‬
‫المباشر وغير المباشر والتعويض‬
‫اتهمت التعددية الثقافية‪:‬‬
‫‪ -‬إلى نوع تشييء الثقافات عبر التشجيع على الحفاظ عليها‪،‬متصورة على أنها كيانات‬ ‫‪ /1‬بأنها تؤدي‬
‫مستقرة إلى هذا الحد‪.‬‬
‫‪ /2‬المساهمة في إضفاء الصبغة االثنية على العالقات االجتماعية‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬على تعريف أنفسهم باالنتماء األصلي‪.‬‬ ‫‪ -‬الخفي لإلفراد‬ ‫‪ /3‬بالتشجيع‬


‫‪1‬‬
‫تعريف للكاتب‪ :‬غالب حسن الشابندر‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫‪ /4‬أنها تحمي في طياتها خطر انفصال جماعات ‪ ،‬بحيث يمكن ن يكون سببا في ضعف الوحدة القومية‪،‬‬
‫‪ -‬تفكك المجتمع‪.‬‬ ‫واالندماج االجتماعي فيتولد‬
‫*وعلى هذا يمكن أن تتمثل التعددية الثقافية إذن في أخذ االختالفات االثينية والدينية والثقافية بعين‬
‫االعتبار‪.‬‬
‫تعليق الدكتور ‪ :‬كثير من المجتمعات يكون فيها تعدد ثقافات فقد التعترف بتعدد الثقافات بينما هناك‬
‫‪ -‬بها ‪:‬‬
‫مجتمعات يوجد فيها تعددية ثقافية فتعترف‬
‫‪ -‬بهذه التعددية ولكن بشرط أن التتناقض‬ ‫‪ -‬يوجد به تعددية ثقافية فهو يعترف‬ ‫فمثالً‪ :‬نمط المجتمع األمريكي‬
‫مع الثقافة األصلية ‪ ،‬بينما المجتمع الفرنسي رغم أن مجتمع تكثر فيه التعددية الثقافية لكنه مجتمع ال‬
‫يعترف بالتعددية الثقافية بل لديه سياسة األدماج‬
‫الشتات وثقافة الشتات ‪:‬‬
‫‪ -‬متواترا إال بداية الثمانيات‪ ،‬ويتصل استخدمه‬ ‫‪ -‬مفهوم (الشتات ) في العلوم االجتماعية استخداما‬
‫‪1‬‬
‫لم يستخدم‬
‫باإلشكاليات الجديدة المتصلة بالهجرات الدولية ‪.‬‬
‫‪ -‬تجمعات في‬ ‫فضاء الشتات‪ :‬إن مؤشر الفضاء هو أول ما يؤخذ في االعتبار‪ ،‬وهو متقطع مما يؤيد وجود‬
‫الفضاء ‪.‬‬
‫‪ -‬عدد كبير من‬ ‫لكي يقر بوضع الشتات يتوجب أن يكون تفرق شعبه أو قسم منه موزع على أراضي‬
‫البلدان‪ ،‬تكون بعيدة عن بعضها البعض ‪.‬‬
‫شروط الشتات‪:‬‬
‫‪ )1‬العدد‪ :‬كل شتات يفترض هجرة جماعية هامة عدديا ‪ ،‬وال تتطابق مع مجرد تراكم هجرات‬
‫فردية متتابعة ‪.‬‬
‫‪ )2‬المدة‪ :‬يحتاج الشتات حتى يتشكل إلى أجيال عدة ‪.‬‬
‫‪ )3‬التنظيم‪ :‬يفترض الشتات الحفاظ على صالت تضامن أو إعادة تكوينها عبر وضع بُنى‬
‫جمعياتيه أو دينية أو ثقافية ‪.‬‬
‫نظرات الكتاب إلى ثقافة الشتات ‪:‬‬
‫‪ -‬تكون االستمرارية‬ ‫‪ -‬أنها تتميز بوفاء شديد لثقافة البلد األصل ‪ ،‬بالمحافظة والتقليدية ‪ ،‬وفيها‬
‫مهيمنة ‪.‬‬
‫‪ -‬أنها متفردة بعمق وتوليفية ومجدِّدة ‪ ,‬وعليها يغلب التقطع ‪.‬‬
‫‪ -‬يوجد مركب من االثنين ‪.‬‬ ‫*وفي الحقيقة يوجد الشكالن ‪ ،‬وأحيانا‬

‫خاتمــــــــــــــة على شكل مفارقة‬


‫حول االستخدام األمثل‬
‫‪3‬‬
‫للنسبية الثقافية‪ 2‬والعرقية المركزية‬
‫*هل نحن أمام تناقض !؟‬
‫في الوقت الذي تمت فيه إعادة النظر في مفهوم الثقافة بشكل نقدي في العلوم االجتماعية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن بعض الباحثين ذهبوا إلى حد الظن بأنه يطرح من األسئلة أكثر مما يجيب عليها‪ ,‬وبالتالي يقترح‬
‫هجره والعودة إلى المعنى الضيق للكلمة‪ ،‬أي المعنى المتعلق فقط باإلنتاج الفكري والفني – فإن هذا‬
‫المفهوم يشهد انتشارًا ملحوظًا في أكثر األوساط االجتماعية والمهنية تنوعًا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مشتقة من اليونانية ‪ ethno‬اي شعب أو قوم‪،‬وهي الجماعة التي لها تراث تاريخي وحضاري مشترك‪،‬ويمكن القول أن النظرية االثنية حلت محل‬
‫النظرية العرقية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫مصطلح يطلق على أماكن وجود شعوب مهجرة من أوطانها في مناطق مختلفة من العالم‪،‬ويتفاعلون فيما بينهم بمختلف الوسائل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫تعني أنه يتعين الحكم على كل عنصر للسلوك في عالقته بالمكان والبناء الفريد للثقافة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫هي مصطلح فني تقني للتعبير عن رؤية معينة لألشياء تقول أن الجماعة التي تنتمي إليها هي مركز األشياء كلها وإ ن الجماعات األخرى تقاس وتقوم‬
‫مقياسا إليها وكل جماعة تغذي كبريائها وغرورها وتزعم أنها األفضل وتظن كل مجموعة أن أعرافها هي وحدها الجيدة‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫‪ -‬في استخدام مفهوم الثقافة هذا ألنه في بعض االستخدامات العامة‪ ،‬السيما‬ ‫‪ -‬آخرون ترددهم‬ ‫‪ /2‬وأظهر‬
‫اإليديولوجية منها‪ ،‬يعمل شيئًا فشيئًا على شكل تورية للكلمة عرق ‪. race‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ /3‬ويذهب بعضهم إلى بيان أن هذا الترادف( القابل للنقاش) بين كلمتين سبق وأن وجدناه في فكرة الثقافة‬
‫‪ -‬المفكرون الرومانتيكيون األلمان خالل القرن التاسع عشر والتي كان لها أثرها في تكوين‬ ‫التي طورها‬
‫‪-‬‬
‫المفهوم األنثروبولوجي‬
‫ويمكننا أن نأخذ على هذه المواقف المغالية أنه إذا كان على المفردات العلمية أن تهجر كل المفاهيم التي تم‬
‫‪ -‬العام من تشويه للمعنى" سيضطر‬ ‫‪ -‬تحت االستخدام العام" مع ما يسببه هذا االستخدام‬‫تبسيطها واندرجت‬
‫إلى تجديد نفسه باستمرار مغليا بهذا كل شكل من أشكال تراكم المعرفة ‪.‬‬
‫*إن مفهوم الثقافة ال يزال اليوم يحتفظ بكل فائدته للعلوم االجتماعية‪.‬وقد شكل تفكيك فكرة الثقافة المختفية‬
‫تحت االستخدامات األولى للمفهوم والتي تكتسي شيئًا من النزعة الجوهرية ‪essentialisme‬‬
‫‪ -‬تقدم‬
‫وب"أسطورة األصول الثقافية "المفترض أنها نقية‪ ،‬شكلت مرحلة ضرورية وسمحت بحصول‬
‫إبيستيمولوجي‪.2‬وأمكن بهذا الشكل توضيح البعد العالئقي للثقافات كلها‪.‬‬
‫‪ -‬عند دراسة‬ ‫*أن االعتراف بأن الثقافة نوع من الصراعات االجتماعية‪ ,‬يجب أال تقود البحث إلى الوقوف‬
‫‪ -‬بواسطة البنية الرمزية ذاتها التي تقتضي التحليل ‪.‬‬‫الصراعات االجتماعية فحسب فهي مرتبطة ببعضها‬

‫* ليس هناك ثقافة تخلو من الداللة بالنسبة لمن يتعرف على نفسه من خاللها‪.‬وبالتالي فعلينا أن ننظر‬
‫بانتباه شديد في المدلوالت كما في الدوال‪.‬‬
‫*النسبية الثقافية تبقى أداة الزمة للعلوم االجتماعية شريطة أن ننسبها‪ ،‬هي نفسها‪ ،‬إلى غيرها‪.‬‬
‫*الواقع أن هناك مفاهيم مختلفة حول النسبية الثقافية لكن غالبًا ما تفهم على أنها مبدأ أخالقي ينادي‬
‫بالحيادية إزاء مختلف الثقافات‪.‬في هذه الحالة فإن األمر يتعلق بتأكيد القيمة الجوهرية لكل ثقافة‪.‬‬
‫* أن أول من استخدم عبارة النسبة الثقافية هير سكوفيتش‪ 3‬الذي كان في الثالثينات وأوصى في هيئة األمم‬
‫المتحدة عام‪194‬سبعة بوصية يطالب فيها باالحترام المطلق لكل ثقافة خاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬قد ال تكون سوى قناع يخفي‬ ‫* إن الحيادية األخالقية المزعومة التي تبدو بمثابة اعتراف باالختالف‪,‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬االختالف عني لكني أسامحكم"‪.‬‬ ‫‪ -‬حين قال ‪ ":‬إنكم شديدو‬ ‫خلفه االحتقار‪ ،‬كما فهم األمر جيزا روهيم‬
‫‪ -‬األصلي وهو االستخدام المقبول عمليا والعودة‬ ‫*نسبة النسبة تفرض نفسها والبد من العودة إلى االستخدام‬
‫‪.-‬‬
‫إلى النسبة تعني افتراض أن كل مجموعة ثقافية تسعى إلى االنسجام وبعض االستقالل الرمزي‬
‫‪ -‬بشكل‬ ‫*أن النسبية الثقافية تعني دراسة الثقافة مهما كانت بدون حكم مسبق ‪ ،‬ودون مقارنتها وقياسها‬
‫‪ -‬افتراض أن الثقافة تعمل دائما كثقافة حتى‬ ‫متسرع مع ثقافات أخرى وتفضيل المقاربة المتفهمة ‪ ،‬وبالتالي‬
‫في حالة الثقافات الخاصة‪.‬فالثقافة ال تكون تابعة دائما وال مستقلة دائما (غرينون وباسرون ‪.)1989‬‬
‫* إن تعميق الفكرة األنثروبولوجية للثقافة تقود أيضًا إلى إعادة النظر في مفهوم العرقية المركزية‪.‬‬
‫‪ -‬االجتماعي فإن المركزية العرقية‪ ،‬إذا فهمناها‬ ‫* إذا كانت العنصرية شكالً من أشكال الفساد "االنحراف"‬
‫بالمعنى األصلي للمفهوم فهي ظاهرة عادية من الناحية السوسيولوجية كما يقول بيير‪-‬جان سيمون ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1‬‬
‫االيديولوجيا‪ :‬نظام األفكار المتداخلة كالمعتقدات والمبادئ والتقاليد واألساطير التي تؤمن بها جماعة معينة ‪.‬‬
‫‪/ 1‬دراسة نقدية لمبادئ العلوم المختلفة‪ ،‬وفروضها ‪ ،‬ونتائجها وتهدف إلى تحديد أصلها المنطقي وقيمتها الموضوعية‪/2.‬تطلق في اللغة االنجليزية على نظرية‬ ‫‪2‬‬

‫المعرفة بوجه عام يقول رونز‪:‬االيستمولوجيا احد فروع الفلسفة الذي يبحث في اصل المعرفة ‪ ،‬وتكوينها ومناهجها وصحتها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ميلفيل هيرسكوفيتس (باإلنجليزية‪ )Melville Jean Herskovits :‬هو عالم أنثروبولوجيا وفلكلور أمريكي‪ ،‬ولد في ‪ 1895‬وتوفي في ‪ .1963‬اشتهر‬
‫بدراساته عن الزنوج في أفريقيا‪ ،‬والعالم الجديد ‪ ،‬والفلكلور‪ ،‬واالقتصاد البدائ‬
‫‪4‬‬
‫علم االجتماع‪ ،‬وهو يعنى بالدراسة الوصفية التفسيرية المقارنة للمجتمعات اإلنسانية للتوصل إلى قوانين التطور التي تخضع لها هذه المجتمعات في‬
‫تقدمها وتغيرها كما يقوم علم االجتماع على الدراسة الموضوعية للظواهر االجتماعية وتحليلها تحليال علمياً صحيحاً ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫پيير‪-‬سيمون‪ ،‬مركيز ده الپالس‪( Pierre-Simon, marquis de Laplace‬و‪ 23 .‬مارس ‪ 5 - 1749‬مارس ‪ )1827‬كان رياضياً وفلكياً فرنسياً ذا‬
‫أعمال محورية في تطور علم الفلك الرياضي‪ .‬وقد لخـّص ووسـّع أعمال سابقيه في كتابه ذي الخمس مجلدات ‪( Mécanique Céleste‬الميكانيكا‬
‫‪45‬‬
‫أوراق عمل في دراسة وتهذيب كتاب مفهوم الثقافة في العلوم اإلجتماعية‬
‫* إن درجة من المركزية العرقية يكون ضروريًا لبقاء أية مجموعة عرقية إذ يبدو أنها غير قابلة للتحلل‬
‫والتالشي بدون الشعور العام الذي ينتاب األفراد الذين تتكون المجموعة منهم‪ ,‬وفقدان المركزية العرقية‬
‫‪ -‬اعتماد لغة المجموعة المعتبرة ‪.‬‬ ‫يقود إلى التماهي‪ 1‬عن طريق‬
‫‪ -‬والضروري للمركزية العرقية كظاهرة اجتماعية ال يقل صالحية القاعدة‬ ‫* إن قبول الطابع اإلجباري‬
‫المنهجية التي تفرض على الباحث أن يتخلص من أية عرقية مركزية‪.‬هذه القاعدة ضرورية على األقل في‬
‫‪ -‬المنهجي للمركزية‬ ‫المراحل األولى من مراحل البحث إما في بعض مراحل البحث البد من االستخدام‬
‫العرقية‪.‬‬
‫‪ -‬وعلم االجتماع عن أن تكونا إسقاطات محابية نوعًا ما‪ ،‬فإنهما تقودان‬ ‫‪2‬‬
‫* حينما تكف كل من االتنولوجيا‬
‫‪ -‬الذات في ومن خالل إضفاء الموضوعية على الذات التي تقتضي االعتراف باآلخر‪.‬‬ ‫إلى اكتشاف‬
‫* إذا اعتبرنا النسبية الثقافية والمركزية العرقية بمثابة مبدأين منهجيين فال يعودان عندها متناقضتين بل‬
‫متكاملتين‪.‬‬
‫‪ -‬النسبة الثقافية والمركزية العرقية ماذا يتيح للباحث ؟‬
‫*استخدام‬
‫‪ -‬أي إدراك الثقافة‬
‫استخدامهما المتداخل يتيح للباحث إدراك جدلية الذات واآلخر‪ ،‬والتشابه واالختالف‬
‫والثقافات‪ ،‬وهو أمر يقع في أساس الديناميكية االجتماعية‪.‬‬
‫الخالصة ‪:‬‬
‫يتخلص هدف الخاتمة في إثبات التكامل ونفي التعارض بين مفهومي لنسبية الثقافية والعرقية المركزية‬
‫‪-‬‬
‫كمبدأين منهجيين‪ ,‬فالنسبة الثقافية كمبدأ منهجي تعني افتراض أن كل مجموعة ثقافية تسعى إلى االنسجام‬
‫‪ -‬تحليل سمة ثقافية مستقلة‬ ‫وبعض االستقالل الرمزي الذي يمنحه طابعه األصلي الفريد وبأننا ال نستطيع‬
‫عن المنظومة الثقافية التي تنتمي إليها ‪ ,‬وهي الوحيدة القادرة على منحها معناها‪ .‬وهذا يعني دراسة‬
‫‪ -‬متسرع مع ثقافات أخرى وتفضيل‬ ‫الثقافة مهما كانت بدون حكم مسبق‪ ,‬ودون مقارنتها و"قياسه"بشكل‬
‫المقاربة المتفهمة أما العرقية المركزية والتي تختلف عن العنصرية فتشكل آلية للدفاع داخل المجموعة‬
‫‪ -‬لبقاء أية مجموعة‬ ‫ضد ما هو خارجها‪ .‬وبهذا المعنى فإن درجة من المركزية العرقية يكون ضروريا‬
‫‪.-‬‬‫عرقية إذ يبدو ـأنها غير قابلة لتحلل والتالشي‬
‫إذا اعتبرنا النسبية الثقافية والمركزية العرقية بمثابة مبدأين منهجيين فال يعودان عندا متناقضتين بل‬
‫‪ -‬فإني أتمكن من رؤية الثقافات األخرى‬ ‫متكاملتين‪ ,‬ففي الوقت الذي أشعر فيها داخليا باالعتداد بثقافتي‬
‫المحيطة بها والتعامل معها بشكل موضوعي بعيدا عن أي أحكام استباقية للبحث ‪.‬‬

‫السماوية) ( ‪ .)1825 -1799‬وقد نقل هذا العمل التاريخي الدراسة الهندسية للميكانيكا الكالسيكية‪ ,‬التي استخدمها إسحاق نيوتن‪ ,‬إلى علم مبني على‬
‫التفاضل والتكامل‪ ,‬مما فتح آفاقاً أوسع من المشكالت‬
‫‪1‬‬
‫استخدم هذا المصطلح " س‪ .‬فرويد" هو التعبير المبكر عن الرابطة العاطفية مع شخص آخر ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫علم األجناس‪ ,‬علم يدرس خصائص األجناس دراسة تسمح بتصنيفها والتفرقة بينها‪.‬‬

You might also like