You are on page 1of 51

‫لكية علوم الاعالم واالتصال‬ ‫جامعة اجلزائر ‪3‬‬

‫مادة‪ :‬ادلراسات الثقافية‬ ‫قسم االتصال‪ -‬ماسرت‪ 1‬االتصال امجلاهريي والوسائط اجلديدة‬

‫حتية طيبة‪ ،‬أمتىن ان تكونوا يف حصة وعافية‪،‬‬


‫وض‬‫أضع بني أيديمك هذه الوثيقة اليت حتتوي عىل مدخل تعريفي للمركز من أجل ادلراسات الثقافية املعارصة‪ ،‬أ ّ‬
‫من خالهل االإشاكليات اليت طرهحا‪ ،‬و املفاهمي املفتاحية اليت تسمح ابلولوج اىل تفسرياته النظرية‪ ،‬مع العمل قدر‬
‫املس تطاع عىل س يقنهتا للسامح للطالب بفهم العالقة بني النظرية والس ياق اجملمتعي اذلي تنتج فيه‪ .‬أرشح يف‬
‫احملور الثاين نظرية «هول» ‪ S.Hall‬حول الرتمزي و فك الرتمزي‪ ،‬واليت تعد املنطلق‪ ،‬و املرتكز يف العمل‬
‫التنظريي للمركز‪.‬‬
‫تشك‬‫أنبه الطلبة اىل ان هذه الوثيقة اخملترصة ما يه إاالّ مفاتيح للفهم‪ ،‬وال ميكن بأي حال من الحوال‪ ،‬ان ّ‬
‫بديال عن الاطالع ومدارسة املراجع الساس ية للباحثني املنمتني للمركز عىل غرار هوقارت‪ ،‬هول‪ ،‬موريل‪...‬‬
‫وغريمه من اجليل ال ّول‪.‬‬
‫سأمعل عىل رشح نظرية هول يف اللقاء اذلي س يجمعنا يوم السبت‪ ،‬وعليه أمتىن لمك قراءة ممتعنة‪.‬‬
‫أ‪ .‬عزيز لعبان‬
‫احملور األول‪ :‬األسس النظرية للدراسات الثقافية‬
‫‪ ‬نشأة املركز‪:‬‬

‫‪ o‬عرفت سنة ‪ 1964‬نشأة «املركز من اجل الدراسات‬


‫الثقافية املعاصرة» ‪« Center for contemporary‬‬
‫‪.cultural studies” CCCP‬‬
‫‪ R. Hoggart‬بني سنة ‪1968-1964‬‬ ‫توىل ادارة املركز‬ ‫‪o‬‬

‫ليخلفه منذ سنة ‪S. Hall 1968‬‬ ‫‪o‬‬


‫اذا حق لنا تقييم املركز طوال مدة نشاطه فانه ال ميكن اغفال‬
‫عاملني اثنني يشكالن نوع من االمجاع و مها‪:‬‬

‫اثنيا‪ :‬ساهم املركز يف بعث‬ ‫اوال‪ :‬شكل املركز اطارا‬


‫احلياة يف الكثري من اجملاالت‬ ‫للتنشيط العلمي‪ ،‬و ارضية‬
‫املعرفية‪ ،‬منها الثقافات الشعبية‪،‬‬ ‫متعددة لنقل النظرايت من‬
‫وسائل االتصال اجلماهريية‪،‬‬ ‫سياقاهتا املختلفة اىل الفضاء‬
‫واملسائل املتعلقة ابهلوايت‬ ‫الربيطاين على غرار ما قامت‬
‫االثنية‪ ،‬ابإلضافة اىل تركيب‬ ‫به مع مدرسة «فرانكفورت»‬
‫مرجعيات نظرية متنوعة‪.‬‬
‫‪ .1‬الثقافة و اجملتمع‬

‫‪ ‬الثقافة كموضوع حبث‪:‬‬


‫ميكن القول ان مفهوم الثقافة من املفاهيم اليت شكلت‬
‫اكثر واكرب االهتمامات يف العلوم االجتماعية‪ ،‬و اكثرها‬
‫تناقضا ايضا‪ .‬مبا حييله املفهوم من اختالف‪.‬‬
‫وهذا من زاويتني على االقل ‪:‬‬
‫اثنيا‪ :‬السياق‬ ‫أوال‪ :‬احملتوى‬
‫أوال‪ :‬احملتوى‬

‫حييلنا مفهوم الثقافة من حيث احملتوى اىل اجتاهني‬


‫متناقضني على االقل‪:‬‬
‫ﺃ ‪ :‬قد حييلنا اىل االجنازات الثقافية الكربى اليت حتمل‬
‫الشرعية الثقافية (اي املعرتف هبا يف االوساط الثقافية)‪.‬‬
‫ﺏ‪ :‬قد حييلنا اىل معىن انثروبولوجي اوسع‪ ،‬ليشمل طرق‬
‫احلياة‪ ،‬والتفكري‪ ،‬واللباس‪ ،‬والشعور‪. ...‬‬
‫كما ابإلمكان ايضا ملفهوم الثقافة ان حييلنا اىل‬
‫التناقضات املوجودة يف الثقافة على غرار املقابلة بني‬

‫‪ ‬ثقافة النخبة اليت متلك الشرعية من خالل التحف‬


‫الفنية و االعمال االدبية‪.‬‬
‫‪ ‬و الثقافة اجلماهريية كنتاج للصناعات الثقافية املختلفة‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬السياق‬

‫يشكل السياق مصدر االختالف والتناقض يف بعض‬


‫االحيان حول مفهوم الثقافة‪ ،‬عندما يكون التعريف مرتبط‬
‫ابلسياقات االجتماعية ملختلف اجملتمعات على غرار‬
‫الفرق الذي جنده يف الدراسات الثقافية االمريكية‪،‬‬
‫الربيطانية‪ ،‬االملانية‪ ،‬والفرنسية‪.‬‬
‫كيف ميكن للثقافة اخلاصة‬
‫جبماعة اجتماعية معينة‪ ،‬او‬ ‫انطالقا من هذا كله‬
‫ثقافة الطبقة الشعبية‪ ،‬ان تكون‬ ‫{‬ ‫ماذا تقرتح الدراسات‬
‫الثقافية كموضوع‬
‫حمركا ملعارضة النظام‬
‫االجتماعي‪ ،‬او يف املقابل ان‬ ‫للبحث ؟ وما هي‬
‫تكون هذه الثقافة ذاهتا عامال‬ ‫اشكاليتها ؟‬
‫لإلدماج يف عالقات السلطة ؟‬
‫و يستمد هذا االشكال جذوره من النقاش الذي كان‬
‫سائدا يف بريطانيا القرن ‪ ، 19‬حول اهتزاز الدور الذي‬
‫تلعبه الثقافة كأداة إلعادة تنظيم اجملتمع‪ ،‬جراء التمدن‪،‬‬
‫والبعد امليكانيكي الذي اخذه اجملتمع‪ ،‬ابإلضافة اىل بروز‬
‫مجاعات اجتماعية جديدة (الطبقة املتوسطة) ‪.‬‬

‫واعادة بعث الثقافة كامسنت للوعي الوطين‪.‬‬


‫و مت االنتقال من التفكري‬
‫شكل هذا النقاش‬
‫املركز على العالقة‬
‫النواة اليت مسحت‬
‫الثقافة‪-‬االمة‬ ‫{‬ ‫بربوز الدراسات‬
‫اىل مفهوم‬ ‫الثقافية كأمنوذج‪،‬‬
‫وتساؤل نظري منظم‬
‫الثقافة‪-‬ثقافة اجلماعات‬
‫ومنسجم‬
‫االجتماعية املختلفة‬
‫فاجتهت البحوث اىل دراسة ‪:‬‬

‫‪ ‬ثقافة الشباب و ثقافة الطبقة العاملة‪.‬‬


‫‪ ‬حمتوايت وسائل االتصال اجلماهريية‬
‫‪ ‬تلقي الرسائل االعالمية‬
‫انتشرت البحوث بعد ذلك واتسعت مضامينها و‬
‫ادواهتا‪ ،‬فظهر االهتمام بـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪Genre‬‬ ‫‪ ‬دراسة النوع (اجلنس)‬


‫‪ ‬دراسة االثنية ‪Ethnicité‬‬
‫‪ ‬دراسة جممل املمارسات االستهالكية‬
‫و عليه فان التطورات اليت شهدها العامل ومنها‬
‫السياسية‪ :‬افول الشيوعية كإيديولوجيا‬
‫التكنولوجية‪ :‬ظهور تكنولوجيات اتصالية حديثة خمتلفة‬
‫عن وسائل االتصال اجلماهريية‬
‫االجتماعية‪ :‬خمتلف التطورات اليت حصلت‪ ،‬منها‬
‫العالقة بني الطبقات‪ ،‬و التغريات السوسيوثقافية اليت‬
‫تبعت التكنولوجيا‪.‬‬
‫كلها ادت اىل تطوير االمنوذج‬
‫و االنتباه اىل متغريات جديدة من خالل‬

‫‪ ‬التأكيد على قدرة املتلقني النقدية جتاه الرسائل‬


‫االعالمية‬
‫‪ ‬اعادة النظر يف الدور الذي تلعبه الطبقة كعامل مفسر‬
‫للعالقة بني الرسالة واملتلقي‪ ،‬والتأكيد على دور عوامل‬
‫اخرى مثل السن‪ ،‬النوع‪ ،‬واهلوايت االثنية‪ ،‬والثقافية‬
‫الفرعية‪.‬‬
‫و تفرعت االشكاليات الثقافية للدراسات الثقافية اىل ‪:‬‬

‫‪ ‬ثقافة النخبة يف مقابل الثقافة اجلماهريية‬


‫‪ ‬الثقافات الفرعية و امناط احلياة‬
‫‪ ‬اعادة النظر يف دور الطبقة واالجتاه اىل عوامل مثل‬
‫النوع‪ ،‬واهلوايت االثنية‪.‬‬
‫‪ ‬الثقافات الفرعية و امناط احلياة‬

‫تنطلق من افرتاض ان هناك ازمة يف اعادة انتاج العامل‬


‫العمايل‪ ،‬وهذا يعين ان هناك صعوبة يف نقل اإلرث‬
‫الثقايف هلذه الطبقة اىل األجيال املتعاقبة ويعود ذلك لعدة‬
‫اسباب‪:‬‬
‫‪ ‬تعميم التعليم‪ ،‬والتغريات يف احمليط االعالمي‪ ،‬وتغري منط‬
‫االسكان‪ ،‬احدث قطيعة يف التنشئة االجتماعية‬
‫لألجيال‪.‬‬
‫‪ ‬التغريات اليت عرفها عامل الشغل مثل سريورة اإلنتاج‪،‬‬
‫البطالة الواسعة‪ ،‬املقابل املادي للشغل‬

‫اعاد تشكيل وزعزعت اهلوية العمالية‬


‫و بناء عليه ميكن حصر امناط احلياة الناجتة عن هذا‬
‫االرابك يف اهلوية اىل منطني احدمها ميثل االستمرارية و‬
‫الثاين القطيعة‬
‫ب‪ -‬القطيعة‪ :‬و هي طرق‬ ‫أ‪ -‬االستمرارية‪ :‬حماولة‬
‫االجيال اجلديدة من الشباب احلياة اليت ظهرت مع ‪Hippy‬‬
‫اعادة هيكلة قيم من الرتاث اليت متيزت ابالستهالك‪ ،‬و‬
‫املتعة‪ ،‬و سهولة احلركة‬ ‫العمايل‪ ،‬يف امناط و طرق‬
‫شبابية (التضامن يف اجملموعة‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬و اخلصائص‬
‫الفحولة العنيفة‪ ،‬القوة‪ )...‬و االكثر فضاضة للفحولة‪.‬‬
‫ظهر ذلك مع ‪Rockers‬‬
‫‪ ‬اعادة النظر يف دور الطبقة واالجتاه اىل عوامل مثل‬
‫النوع‪ ،‬واهلوايت االثنية‪.‬‬

‫يتعلق االمر بنوعني من الدراسات مها ‪:‬‬

‫أ – دراسة النوع‬
‫ب – دراسة اهلوايت االثنية‬
‫أ – دراسة النوع‬

‫يعود اهتمام الدراسات الثقافية ابلنوع اىل ‪:‬‬


‫‪ ‬التوجه النسائي لبعض اعضائها‬
‫‪‬الدراسات االمربيقية اليت اظهرت الفوارق املوجودة بني‬
‫الذكور و االانث يف جمال االستهالك‪ ،‬وتقدير‬
‫املنتجات التلفزيونية و الثقافية (االهتمام ابألدب الذي‬
‫كان توجهه ذكوراي )‬
‫ب – دراسة اهلوايت االثنية‬
‫بدأ االهتمام ابهلوايت االثنية‬
‫‪ ‬مع تعاظم تواجد هذه اجلماعات يف بريطانيا‪ ،‬وخمتلف‬
‫ردود االفعال اليت كانت تثريها خاصة ردود االفعال‬
‫العنصرية‪ ،‬ابإلضافة اىل متيزها كجماعات هلا طقوسها‪،‬‬
‫وعاداهتا‪.‬‬
‫‪ ‬بعض اعضائها منحدرين من هذه االقليات على غرار‬
‫‪S. Hall‬‬
‫احملور الثاين‪ :‬دراسة التلقي يف اطار الدراسات الثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬فك رموز اخلطاب التلفزيوين عند ‪Hall .Stuart‬‬
‫‪Stuart Hall‬‬ ‫هال‬
‫{‬ ‫ولد سنة ‪ 1932‬من‬
‫اصول مجايكية‬
‫‪ Jamaïcain‬و من‬
‫عائلة يقول عنها اهنا‬
‫تنتمي اىل الطبقة‬
‫املتوسطة‬
‫االدب‪ ،‬و ربط عالقات مع املناضلني‬ ‫‪ ‬درس‬
‫الوطنيني ( ) لالمم املستعمرة‪ ،‬كما ربط عالقات مع‬
‫املناضلني اليساريني من دون االخنراط العضوي يف هذه‬
‫االحزاب‪.‬‬
‫‪ ‬بدأ تدريس وسائل االعالم‪ ،‬و السينما سنة ‪ 1961‬يف‬
‫جامعة ‪ London‬ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ‪.Chelsea College‬‬
‫‪ ‬كتب سنة ‪ 1964‬رفقة ‪،Paddy Whannel‬‬
‫‪ The Popular Arts‬الذي عاجل من خالله‬
‫موسيقى اجلاز‬
‫ مرافقته يف‬Hoggart ‫ طلب منه‬1964 ‫ يف سنة‬
:‫ حبيث كان يقول يف شأنه‬C.C.C.S ‫أتسيس‬

« Je ne suis pas un théoricien. Stuart Hall est


un théoricien. Il est habituellement et par
instinct un très subtil manieur de théories, de
sorte que nous nous complétions
parfaitement »
‫‪ ‬على خالف املؤسسني اآلخرين مل يكتب ‪ Hall‬كتبا‬
‫بقدر ما كان ينشر مقاالت علمية كثرية‪ ،‬وهلذا ال جند‬
‫له كتااب مرجعيا مثل زمالئه اآلخرين‪ ،‬و امنا عرف اكثر‬
‫ابملقاالت الكثرية و املتعددة اليت كتبها على غرار‬
‫‪. Encoding Decoding‬‬

‫‪Hall‬‬ ‫‪ ‬عاجل قضااي متنوعة‪ ،‬اال ان اجلزء االكرب من عمل‬


‫متثل يف حماولة القيام ببناء مفاهيمي نظري‪.‬‬
‫‪ ‬يصعب الفصل بني السياسي و الفكري يف طرح‬
‫‪ ، Hall‬ألنه حاول يف كل مرة ربط مقاربته املعرفية‬
‫العلمية ابلتغريات السياسية اليت حصلت و حتصل‪.‬‬
‫اذ ان التحوالت السياسية كانت دائما املرتكز الذي‬
‫مسح له إبعادة بسط‪ ،‬وحىت اختبار معارفه من خالل‬
‫اعادة ادماج اشكاليات جديدة‪ ،‬و تساؤالت جديدة‪ ،‬و‬
‫موضوعات جديدة‪.‬‬
‫ب – طرق أتويل اخلطاب التلفزيوين‬

‫• ينطلق " هال " من مبدأ أن ما يظهره التلفزيون ليس‬


‫هو الواقع ( رغم حماوالت املهنيني إقناعنا عكس ذلك )‬
‫أي أن األحداث ليست " خام»‪.‬‬
‫• و حىت نتمكن من إرساهلا و فهمها ينبغي أن حتمل‬
‫مرمزة ( ‪.) Codes‬‬
‫معىن ‪ ،‬أي أن تكون ّ‬
‫• تتدخل يف هذه العملية ( أي عملية ترميز الرسائل‬
‫اإلعالمية ) عدة عوامل منها‪ :‬التنظيم البريوقراطي‬
‫للعمل داخل املؤسسة اإلعالمية‪ ،‬األيديولوجية املهنية‪،‬‬
‫معرفة واسعة نوعا ما برغبات اجلمهور‪ ،‬و أخريا جو‬
‫اآلراء السائدة ( ‪ ) Climat D’opinion‬الذي ينبغي‬
‫على املرسل التموقع فيه إذا أراد أن يوصل رسالته‪.‬‬
‫تدفع هذه الظروف رجال اإلعالم إىل استخدام لغة‬
‫معينة‪ ،‬أو ابألحرى لغة جمازية‪ ،‬و فيما خيص التلفزيون‬
‫طريقة متميزة يف الكتابة السمعية البصرية ( ‪angle de‬‬
‫‪prise, grosseur de plans, rythme de montage‬‬
‫) حىت يكون لألشياء اليت تعرض معىن يف نظر اجلمهور‪.‬‬
‫و يتمثل هذا املسار يف‪:‬‬

‫أننا نضع أمام الواقع الذي نظهره عناصر " سياج‬


‫املعىن " ( ‪ ) clôture de sens‬حبيث تصبح للرسائل‬
‫اإلعالمية " املعىن املهيمن " أو الداللة املرجوة‪،‬‬
‫املنمطة‪ ،‬اليت ينصح هبا للجمهور‪.‬‬
‫إالّ أ ّن التساؤل الذي يطرح حول هذه السريورة هو‪:‬‬

‫• هل اجلمهور جمرب على فهم الرسالة بنفس‬


‫الطريقة اليت يريدها املرسل ؟‬
‫‪ ‬إذا افرتضنا ذلك فهذا معناه أن عملية نقل املعىن عن‬
‫طريق الرسائل يتم بطريقة مثالية ( ‪.)parfaite‬‬
‫‪ ‬أي أن الرسالة مرتبطة بواقع مادي موجود قبل االتصال‬
‫( عملية النقل )‪ ،‬مثل الشيء الذي ننقله من يد إىل‬
‫أخرى دون أن يلمسه أي تغيري أثناء اإلرسال أو‬
‫االستقبال‪.‬‬
‫‪ ‬و تكون هبذا الشكل عملية ‪ -‬اإلرسال و االستقبال‬
‫– عملية ميكانيكية للرتميز و فك الرموز‪.‬‬
‫اال ان ‪ Hall‬و الدراسات الثقافية ترى ان عملية االتصال‬
‫اكثر تعقيدا‬

‫إن عملية االتصال يف احلقيقة حتمل يف طياهتا ما هو غري‬


‫مفهوم كما حتمل معاين مضادة‪ ،‬و معاكسة للمعىن‬
‫املراد‪ ،‬و هذا لطبيعة تعقد السريورة التأويلية‪.‬‬
‫‪ ‬إن تعدد معاين الرسالة يربز أكثر مع االتصال االيقوين‬
‫( ‪ ،) icone‬حبيث جند أنفسنا أمام عدد ال متناه من‬
‫املبهمات بني األلوان‪ ،‬و األشكال‪.‬‬

‫‪ ‬فنحن إذا أمام عالقة تشابه‪ .‬و إذا أضفنا األصوات‬


‫إىل األلوان و األشكال‪ ،‬فان املعاين تزداد تنوعا و‬
‫تعقيدا‪.‬‬
‫و بناء عليه‪.‬‬

‫‪ ‬فان اعتبار املستقبل يتمتع بدرجة من احلرية يف أتويل‬


‫الرسائل يصبح واقعا حمتوما‪.‬‬

‫‪ ‬إن املستقبل أاي كان املوقع الذي يتواجد فيه‪ ،‬فانه‬


‫يستطيع رفض املعىن الذي يضفيه املرسل على الرسالة‪،‬‬
‫و يؤوهلا ابلطريقة اليت تالئمه‪ ،‬انطالقا من رغباته‪ ،‬و‬
‫معارفه‪ ،‬و معاشه ( ‪ ) vécu‬و موقعه االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬سريورة تلقي اخلطاب التلفزيوين‪:‬‬

‫فك الرتميز ( ‪) Décoder‬‬ ‫الرتميز ( ‪) Coder‬‬

‫‪ .1‬االتصال رمز لكل االنواع‪.‬‬ ‫‪ .1‬االتصال رمز لكل االنواع‪.‬‬


‫‪ .2‬بنيات و رموز الوسائل و‬ ‫‪ .2‬بنيات و رموز الوسائل و التاريخ‬
‫االنواع‪.‬‬ ‫االنواع‪.‬‬
‫بنية املعرفة‬ ‫بنية املعرفة‬
‫البنية التحتية‬
‫عالقات االنتاج‬ ‫عالقات االنتاج البنية التحتية التقنية‬
‫التقنية‬

‫عالقات‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬التدريب‬


‫‪ -‬عالقات‬ ‫‪ -‬التدريب‬
‫االنتاج‪.‬‬ ‫االجتماعي‪.‬‬
‫االجتماعي‪ .‬االنتاج‪.‬‬
‫البنية التحتية‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬مفاهيم‬ ‫‪ -‬مفاهيم‬
‫التقنية‪.‬‬ ‫‪ -‬البنية التحتية‬
‫االجتماعي‪ ،‬و‬ ‫االجتماعي‪،‬‬
‫البنية السياسية‬ ‫‪-‬‬ ‫التقنية‪.‬‬
‫الطبيعة‬ ‫و الطبيعة‬
‫االقتصادية‪.‬‬ ‫الشخصية‪ ،‬و ‪ -‬البنية السياسية‬
‫الشخصية‪ ،‬و‬
‫ظروف‬ ‫‪-‬‬ ‫االقتصادية‪.‬‬ ‫العالقات‪.‬‬
‫االنتاج‪.‬‬ ‫العالقات‪.‬‬
‫‪ -‬ظروف االنتاج‪.‬‬ ‫‪ -‬الرؤية‬
‫‪ -‬الرؤية الكونية‪.‬‬
‫الكونية‪.‬‬
‫الربانمج كخطاب داليل‬

‫فك الرتميز‬ ‫الرتميز‬


‫بنية املعىن ‪2‬‬ ‫بنية املعىن ‪1‬‬

‫اطر املعرفة‬ ‫اطر املعرفة‬


‫عالقات االنتاج‬ ‫عالقات االنتاج‬
‫البنية التحتية التقنية‬ ‫البنية التحتية التقنية‬
‫• القراءة احملتملة للخطاب‪:‬‬

‫إن هذه املعاين ( أو هذا املعىن ) مرمزة عن طريق‬ ‫‪.1‬‬

‫البنيات املعرفية‪ ،‬و أن هذه األخرية حتمل بعدا‬


‫اجتماعيا ماداي ( فهي مقحمة يف السريورات‬
‫االقتصادية و الثقافية للمجتمع ) ‪.‬‬
‫إن املتلقي يفك الرموز‪ ،‬ابملعاين اليت يضفيها يف‬ ‫‪.2‬‬
‫سياق بنيته املعرفية‪ .‬أماّ املسافة يف إطار ‪history‬‬
‫يف صيغتها الزمنية‪ ،‬أو يف صيغة االختالفات‬
‫االجتماعية‪ ،‬و اجلغرافية ( الوطنية‪ ،) ...‬يكون‬
‫هلا أثر كبري على التشاهبات بني الرموز‪ ،‬و طريقة‬
‫فك معانيها‪.‬‬
‫إن خمتلف رموز كل األشكال اليت يتم من خالهلا‬ ‫‪.3‬‬

‫بناء املعاين ( ابتداء من معاين الكلمات و‬


‫الدالالت إىل استخدامات األشكال‪ ،‬و التبعات‬
‫االجتماعية و األيديولوجية ) ميكن أن يتنوع من‬
‫موقع استقبال إىل آخر‪ ،‬و ابلطبع ميكن أن يتغري‬
‫من املرسل إىل املستقبل ( أو بطريقة أصح من‬
‫املرمز إىل الذي يفك الرموز )‪.‬‬
‫• التفسري الثقايف و السياقي للخطاب‬

‫إطار الرموز املهيمنة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫و هي احلالة اليت يتم فيها قراءة الرموز بطريقة مشاهبة‬


‫للطريقة اليت وضعها املرمزون أو يف نفس اإلطار‬
‫التأويلي الذي مت وضعه‪.‬‬
‫و هي احلالة اليت يندمج فيها الفرد (بدون أي مانع ) يف‬
‫املعاين املرتبطة ابملعلومات التلفزيونية أو احلصص‬
‫اإلخبارية‪ ،‬و فك رموز الرسالة ابلنظر إىل الرمز املرجعي‬
‫الذي استخدم يف عملية الرتميز‪ ،‬يف هذه احلالة نقول أن‬
‫املشاهد يتحرك يف إطار الرمز املهيمن‪ ،‬و هذا منوذج ملا‬
‫ميكن تسميته "االتصال الشفاف "‪.‬‬
‫و يف هذا اإلطار نستطيع أن منيز موقف ( دور ) الرمز‬
‫املهين ‪ code professionnel‬الذي يتخذه املهنيون يف‬
‫التلفزيون‪ .‬و يظهر عندما يرمزون رسالة يكون هلا معاين‬
‫مهيمنة‪.‬‬
‫و يعترب الرمز املهين مستقل نسبيا عن الرمز املهيمن‪ ،‬يف‬
‫الوقت ذاته يضع معايري لعمليات حتويل خاصة به (‬
‫املهين ) هلا طابع تقين‪-‬تطبيقي‪.‬‬
‫و منه فان الرمز املهين يتحرك يف إطار سيطرة الرمز‬
‫املهيمن‪ ،‬فهو يصلح يف احلقيقة إلعادة إنتاج التعاريف‬
‫املهيمنة من خالل وضع خصائصها املهيمنة بني قوسني‪،‬‬
‫و اللجوء بدال من ذلك إىل ترميز مهين يتخذ مسافة مع‬
‫املوضوع و اليت تضع يف الواجهة تساؤالت حمايدة و تقنية‬
‫يف ظاهرها‪ ،‬كجودة الصورة‪ ،‬و قيمة املعلومات‪ ،‬و طريقة‬
‫تقدميها‪ ،‬و جودة احلدث التلفزيوين‪.‬‬
‫‪ .2‬إطار املفاوض‪:‬‬
‫يقبل املشاهد يف هذه احلالة ببعض خصائص املعاين‬
‫يغري خصائص أخرى ليوافق معانيها و‬‫املهيمنة‪ ،‬إالّ أنّه ّ‬
‫أهدافها‪.‬‬
‫حيتوي هذا املوقف خليط من العناصر االندماجية‪ ،‬و‬
‫املعارضة‪ .‬فهو يعرتف بشرعية التعاريف املهيمنة للوصول‬
‫إىل املعاين الكربى‪ ،‬يف الوقت الذي يضع فيه قواعده‬
‫اخلاصة يف مستوايت أكثر حتديدا و خصوصية من‬
‫الناحية السياقية‪.‬‬
‫فهو يسمح لتعاريف األحداث املهيمنة أبخذ املوقع‬
‫املتميز‪ ،‬و حيتفظ للظروف احمللية ( أي مواقفه اخلاصة‬
‫بسياقه احمللي اليت متس مهنته ) حبق القيام بتطبيقات‬
‫معارضة ‪.‬‬

‫و من هنا فان إطار املفاوض يف االيدولوجيا املهيمنة‬


‫تتواجد فيه عدة تناقضات رغم أهنا ال تظهر إال من حني‬
‫إىل آخر‪.‬‬
‫إن الرمز املفاوض يعمل من خالل ما ميكن تسميته‬
‫" ابملنطق الذي يراعي الوضعية " ( ‪logique‬‬
‫‪ ) situées‬و هذا األخري متواجد من خالل عالقته‬
‫غري املتساوية‪ ،‬و املختلفة مع خطاب أو منطق‬
‫السلطة‪.‬‬
‫• مثال‪ :‬موقف عامل جتاه قانون ينظم العالقات‬
‫االقتصادية‪ ،‬مع وضع حد للحق يف اإلضراب‪ ،‬أو ‪/‬و‬
‫جتميد الرواتب‪:‬‬
‫‪ -‬يستطيع أن يتبىن التعريف املهيمن و القول أبنه ينبغي‬
‫على الكل القبول ابن يربح اقل للتقليل من ظاهرة‬
‫التضخم ( دون أن يكون لذلك عالقة مع حقه يف‬
‫اإلضراب)‪.‬‬
‫‪ -‬أو رفض القانون متاما على مستوى مؤسسته‪ ،‬و فضاءه‬
‫النقايب‪.‬‬
‫إن الرمز املفاوض يربز و يظهر من خالل التناقضات‬
‫املوجودة أو اليت تظهر بني مستوايت الرتميز املهيمنة‬
‫املسيطرة‪ ،‬و الطريقة املفاوضة و اخلصوصية يف فك هذه‬
‫الرموز‪ .‬و ابلضبط هذا اخللل بني هذه املستوايت‬
‫هو الذي يدفع ابلنخب و احملرتفني ابلقول ابن هناك "‬
‫إخفاق يف االتصال" ‪échec de la communication‬‬
‫‪ .3‬إطار املعارض‪:‬‬

‫نقوم يف هذه احلالة بقراءة يف االجتاه املعارض للرموز‬


‫املهيمنة‪ .‬يف إطار هذه احلالة فان املشاهد يفهم اخلطاب‬
‫فهما جيدا يف كل منعطفاته السطحية منه و الضمنية‪ ،‬و‬
‫لكنه يفسر الرسالة بطريقة خمالفة متاما‪.‬‬

You might also like