You are on page 1of 20

‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ث قافية‬

‫أوديسا التعددية‬
‫الثقافية‬
‫ويل كيمليكا‬

‫آالء محمد شريف فرج‬


‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ث قافية‬

‫‪-1‬مقدمة‬
‫‪ -2‬مصطلحات‬
‫‪-3‬أسباب نشأة التعددية الثقافية‬
‫‪ -4‬تطبيق التعددية في دول العالم‬
‫‪ -5‬أساب رفض التعددية الثقافية‬
‫‪ -6‬المشكلات التي تواجه التعددية‬
‫‪ -7‬السلبيات والايجابيات‬
‫‪ -8‬قضايا متعلقة بالتعددية الثقافية‬
‫‪ 9‬استراتيجيات تطبيق التعددية‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫القرن‬ ‫القرن‬ ‫القرن‬ ‫مقدمة‬


‫الـ‪21‬‬ ‫الـ‪20‬‬ ‫الـ‪19‬‬

‫الهيمنة الثقافية‬ ‫سيطرة االقتصاد‬ ‫السيطرة االستعمارية‬


‫(الغربية) ؟!‬ ‫(نظام الرأسمالية)‬ ‫( القوة العسكرية)‬
‫الثقافة‪ :‬الكيان المركب الذي ينتقل من جيل إلى جيل ‪ ،‬ويتكون من المعرفة واللغة والمعتقدات الدينية ‪ ،‬والفنون واألخالق ‪ ،‬والعادات واألعراف ‪ ،‬والتقاليد‬ ‫‪‬‬
‫والقانون‪...‬إلخ‬
‫كان يعتقد ‪-‬تبعا لفلسفة ستيوارت ميل‪-‬في القرن الـ‪ 19‬أن الجماعات الثقافية الصغيرة تتخلى عن ثقافتها الموروثة لكي تنضم الى ثقافة األمم األقوى ولكن‬ ‫‪‬‬
‫فالسفة السياسة خالل آخر ‪ 40‬عام أصبحوا اكثر دفاعا لحقوق األقليات على اختالف أنوعها واالعتراف بالتعددية الثقافية والتي بدورها تنعكس على قيم‬
‫المجتمع وخاصة على مفهوم العدالة والمساواة والحرية‬
‫الوضع الراهن ‪ - :‬المنظمات الدولية أصبحت تشجع منظور التعددية والتكيف ووضعت قوانين وقواعد سواء محلية أو دولية لضمان لحد األدنى من الحقوق‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬نموذج الدولة القومية بدأ يتالشى مع ظهور العولمة وبدأ يحل محله مفاهيم كالتعددية والمواطنة وصاحبه تغير في الخطاب السياسي الدولي‬
‫الكاتب «ويل كيمليكا» فيلسوف وباحث كندى* أشتهر بكتبه عن السياسات الدولية المعاصرة و أبحاثه عن التعددية الثقافية والتنوع ‪ ،‬وهو أيضا ناشط في‬ ‫‪‬‬
‫مجال حقوق الحيوان‪ .‬يتميز بأنه يخلط بين النظرية والعمل الواقعي (االختالط ‪ -‬المناقشات – السفر واألبحاث العملية )‬
‫االوديسا ‪ :‬كملحمة هي مشتقة من اوديسيوس «ابن الغضب» وهي مغامرة زار فيها البطل أماكن وأقوام عديدة وانتهت بالقتل‪ ،‬اما أوديسا المدينة فهي مدينة‬ ‫‪‬‬
‫ذات ثقافة فريدة في جنوب غرب أوكرانيا يسكنها يونان وترك وروس وارمن ويهود ومسلمين وتعتبر مركز ثقافي متنوع فريد‪ .‬كانت المدينة تشهد صراعات‬
‫عنيفة بين األقليات الدينية في الماضي‪ ،‬وهو ما دفع الحكومة المحلية إلى تطوير سياسات لتعزيز التعددية الثقافية والحد من التمييز‪” .‬اعتمدت على سياسات‬
‫الحوار“‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫مصطلحات‬
‫• القومية ‪ :‬هي نظام سياسي واجتماعي واقتصادي يتميز بـ‪ :‬تعزيز مصلحة أمة بعينها ‪ ،‬الحكم الذاتي ألمة متجانسة على ارضها ‪ ،‬سيدتها وتقرير مصيرها ‪،‬‬
‫واألهم تماثل وتطابق الشعب (لغة – دين – لون – معتقدات – أعراف ‪)...‬‬
‫• الديمقراطية ‪« :‬حكم الشعب» نظام سياسي يتشارك فيه جميع المواطنين بمساواة* ‪ ،‬إما من خالل ممثلين ومنتخبين أي غير مباشر أو بشكل مباشر من األفراد‬
‫ذاتهم (ويطلق عليه حكم األغلبية – ويضيع حقوق االقلية)*‬
‫• الليبرالية ‪« :‬التحررية» فلسفة أو مذهب سياسي ليس له عالقة بشكل حكم (سواء جمهوري أو ملكي ) ‪ ،‬تقوم على أفكار تدعو أوال للحرية (بالتركيز على الحرية‬
‫الفردية) وثانيا للمساواة (وخاصة االجتماعية)‬
‫• العولمة ‪ :‬مفهوم يعنى استحضار صورة عالمية واحدة وتحويل العالم الى قرية صغيرة وإلغاء الحدود التي يسهل من خاللها التواصل والتعرف على ثقافات‬
‫أخرى* (هيمنة سياسية واقتصادية لصالح الدول ذات مراكز القوى )‬
‫• التعددية «‪ : »Multiculturalism‬مصطلح متعدد المعاني وهو من أكثر الموضوعات المسببة للنزاع في السياسة المعاصرة وقد يستخدم لـ‪:‬‬
‫‪ -‬أو التعايش السلمي بين الثقافات المختلفة وتلبية احتياجات الجميع بالتساوي‬ ‫‪ -‬للتعبيرواالعتراف بنظام قائم على التنوع والخصوصية‬
‫‪ -‬ويرى البعض أنها تجربه حياتية حيث يعيش فيها الفرد حياة أقل انعزالية واقل ضيقا في األفق وأكثر تسامح وتنوع‬
‫‪ -‬أو هو أسلوب في معالجة مركزية الدولة ‪/‬األمة (مجتمع الحزب الواحد أو السلطة الدينية ) التي تؤدي الى فروق اجتماعية واقتصادية بين الفئات المهيمنة‬
‫واألقلية من خالل دمج األقليات و اقتسام السلطة على أساس من المساواة والعدل‬
‫‪ ‬ينبع المفهوم من أنه ال توجد أساليب سلوك واحدة تنطبق على كافة البشر في كل زمان ومكان ‪ ،‬فالمجتمع الواحد نفسه قد يكون أحادي الثقافة أو متعدد كالواليات‬
‫المتحدة ‪ ،‬فمن خاللها يسمح بإقامة حكم تتفاوت فيه العقائد االجتماعية والدينية والسياسية واالقتصادية‪ ،،،‬تعمل التعددية الثقافية السياسية على مراعاة ( األقليات –‬
‫المهاجرين‪ -‬الالجئين – األقليات العرقية – الشعوب االصلية) بل وتمتد لتضم العرقية واللون والديانة واالعاقة والتوجه الجنسي‪ ...‬إلخ‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫مصطلحات‬

‫• األقلية القومية ‪:‬هو مصطلح تم اختراعه في أوروبا لإلشارة إلى الجماعات التي فشلت في تكوين دولة خاصة بها وانتهى بها الحال إلى االندماج‬
‫الجزئي أو الكلي مع دول اكبر منها (اسكتلندا ‪ -‬المملكة المتحدة ‪ ،‬الشيشان ‪ -‬روسيا االتحادية) أو جماعات عزلوا بسبب الحرب في الجانب‬
‫الخاطئ (األلمان في ايطاليا)‬
‫• السكان األصلين ‪ :‬هم ضحايا بناء الدول االستيطانية ‪ ،‬غالبا ما يتعرضوا لإلبادة أو التهميش وسلب األراضي والموارد لهم نظام اجتماعي‬
‫وسياسي وثقافة ولغة ودين خاص بهم مختلف عن المستوطنين‪ ( .‬الهنود الحمر – أمريكا ‪ ،‬الفلسطينين – اسرائيل )‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫أ‬
‫الباب الول‬
‫ناقش األسباب التي جعلت المجتمع الدولي يهتم بتشكيل عالقة مع األقليات وخصوصا في ما بعد الحرب الباردة‬

‫الباب الثاني‬
‫استكشاف الجوانب المشرقة للمعادلة باإلفصاح عن منطق التعددية الثقافية الليبرالية عن طريق التعرف على األشكال التي‬
‫اتخذتها التعددية الثقافية في الغرب‬

‫الباب الثالث‬
‫استكشاف محفزات المخاوف من عدم استقرار الصراع العرقي في دول ما بعد الشيوعية وما بعد االستعمار التي دفعت‬
‫المنظمات لالنشغال بعالقة الدول باألقليات‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫لماذا ال تكون عالقة الدول بأقلياتها شأنا داخليا بل من كونه اهتمام دولي ؟‬
‫الأسباب‬

‫الوضع في القرن ال‪ 19‬و«ما بعد الحرب العالمية األولى»‪:‬‬


‫بدأ الكاتب حديثة عن وضع األقليات بعد الحرب العالمية األولى وتضررهم بعد إعادة رسم الخرائط اكثر من مرة خاصة بعد سقوط هابسبرغ و تفكك‬ ‫‪‬‬
‫الدولة العثمانية ‪ ،‬واالمبراطورية الروسية‬
‫وانتهى الوضع في اوروبا ببعض الفئات داخل حدود دول أخرى (ألمانيا – بولندا) قامت بعض هذه الفئات بحركات انضماميه وانفصالية واستقاللية‬ ‫‪‬‬
‫مما كان زريعة لالعتداءات بين الدول والحروب على بعضها البعض او التدخل في شؤونها وبزوغ القومية والنازية ‪ ،‬واالعتقاد بان بعض االجناس‬ ‫‪‬‬
‫افضل من البعض اآلخر‪ ،‬ومنها بدأت الحرب العالمية الثانية (من الجدير بالذكر انه لم تكن مشكلة أوروبا في سياسات اإلبادة التي اتبعها هتلر‬
‫فمستعمرات فرنسا وانكلترا قد اقترفت المجازر بالفعل‪ ،‬وفي االصل تستمد شرعيتها مستعمرتها بناء على التفاوت العرقي والنقاء العنصري‪ ،‬ولكن ما‬
‫صدم أوروبا هو أستخدام سياسات االستعالء ذاتها ضد اوروبا نفسها وتنصيبه أللمانيا بالعرق الراقي‪) .‬‬
‫تعرضت بعض الفئات للتهجير والتشريد والتميز والعنف (األقلية اليهودية واألقلية الرومانية واالكراد)‬ ‫‪‬‬
‫بعد الحرب تم االعتراف بحقوق االنسان كبديل عن حقوق األقليات –مع وجود محاوالت للسيطرة عليهم من الناحية األمنية وليست من جهة العدالة‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫وتم ادراجها في القوانين لتعزيز التعايش السلمي ولتجنب مسببات الحرب‪.‬‬
‫تحسن وضع بعض األقليات (اليهود مثال في أوروبا بشكل كبير باإلضافة الى هجرة الكثير منهم لدول أخرى استقروا فيها بسالم) ولكن ظلت بعض‬ ‫‪‬‬
‫المجموعات تواجه تحديات كبيرة (الوضع مستمر لألكراد حتى اآلن)‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫الوضع في الثمانينات‪:‬‬
‫‪ ‬تم إحياء الفكرة مرة أخرى بدعم من بعض البلدان (أهمهم السوفييت التي نشرت تقارير عن معاملة األقليات األسيوية والسود في امريكا)‬
‫‪ ‬كان التوجه المبدئي لقوانين السكان االصلين هدفه األساسي التكيف والتعايش (الغرض األمني ‪ -‬النظرة االبوية) وليس االعتراف بهم كسكان‬
‫اصلين ‪ ،‬ولكن بعد أن اصبح “االستعمار” منبوذا دوليا أصبحت القوانين تميل لالعتراف بحقوق اللغة واألعراف واألرض (من ناحية العدالة)‪.‬‬
‫ثم تطورت القوانين الى ان اصبح لبعضهم حق تقرير المصير داخليا‪ .‬وهكذا مع األقليات فلم يكن القصد االولي تقديم حقوق خاصة ولكن عدم‬
‫التفرقة على أساس جنس أو عرق‪ .‬وتطورت القوانين لتتبنى تدابير إيجابية للتأكيد على حقوق ممارسة الثقافات‪.‬‬

‫الوضع الحالي‪ :‬يصعب قياس التغيرات القانونية والقواعد والمعاير في الواقع‪ ،‬فعلى الرغم من كل هذه التدابير فنجد أن الوضع الحالي ‪:‬‬
‫‪ ‬تحديدا في أوروبا هناك موجة من ردود الفعل المعادية للمهاجرين (االفارقة – العرب – المسلمين) ‪ ،‬وارتفاع في شعبية األحزاب اليمينية مما‬
‫يثير القلق في قضايا األمن والهجرة والهوية ‪.‬والوضع ليس مختلفات كثيرا في دول شرق آسيا وخاصة مع بعض الشعوب االصلية واألجانب ‪.‬‬
‫‪ ‬الجماعات التي تكونت للعمل على شؤون األقليات تعاني من الموت البطيء بسبب نقص التمويل والدعم في آليات التنفيذ‪.‬‬
‫‪ ‬مازال العمل قائم حول تحسين وضع األقليات وتعزيز حقوق االنسان اال أن زيادة الصراعات الداخلية في بعض الدول والتعصب القومي وصعود‬
‫اليمين المتطرف في أوروبا وامريكا قد يؤدي الى تفاقم المسألة وتراجع في حقوق األقليات والمهاجرين (تعد فرنسا – اليابان – تركيا –‬
‫اليونان أمثلة لدول تتمسك بمركزتيها وبفكرة النموذج األحادي للدولة القديمة وترفض التعرف او التعامل مع التعددية الحديثة على عكس‬
‫رومانيا مثال « من هابسبرغ الى السوفييت الى االستقالل والتجانس ثم التعامل كدولة أوروبية تعترف بالتعددية» )‬

‫* ‪“Today the United States, tomorrow France” – Jean Marie Le Pen‬‬


‫‪“It will be so refreshing to have a classy, beautiful, dignified First Lady back in‬‬
‫”‪the White House. I’m tired of seeing a Ape in heels‬‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫على الرغم من هذا الصراع إال ان هناك اثر وتغيير بسبب إدخال فكرة التعددية ‪ ،‬ويرجع هذا األثر الى ‪:‬‬ ‫التغيير‬

‫• تغير منظور ما بعد الحداثة وتحدي األفكار الكلية الثابتة – والخوف من انتشار العنف العرقي بعد انهيار الشيوعية‬
‫• التزايد العالمي لحركات األقليات‪ :‬أدت التغيرات السياسية واالقتصادية واالجتماعية في العالم لزيادة حركة األقليات التي تسعى للحفاظ على‬
‫هويتها وحقوقها في ممارسة ثقافتها ولغتها ودينها ‪ ،‬وأصبحت هذه الحركات أكثر نفوذا وخاصة مع ظهور التكنولوجيا وغزو العولمة وزيادة‬
‫الهجرة‬
‫• استغالل التنوع الثقافي كوسيلة مساهمة في االزدهار االقتصادي وعجلة التنمية (الصين)‬
‫• الحاجة لالستقرار السياسي واالجتماعي والتخلص من الصراعات الداخلية التي بدورها لها مضاعفات دولية خطيرة (كالالجئين – اإلرهاب –‬
‫السالح ‪ -‬المخدرات)‬
‫• الرغبة في القضاء على الفقر في العالم الذي طالما ارتبط بجماعات عرقية ودينية معينة‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫‪ -1‬ما الذي جاءت التعددية استجابة له ؟‬

‫‪ ‬رفض نموذج الدولة القومية المتوحدة المتجانسة «ما بعد القومية» ‪:‬‬
‫‪ -‬أن دول قليلة هي التي اتسمت بقومية واحدة تاريخية كالكوريتين وأيسلندا والبرتغال أما بالنسبة لوهم الدول المتجانسة فقد كانت القومية للجماعة ذات األغلبية (غير ان‬
‫أحيانا تكون األقلية قادرة على فرض السيادة مثل البيض في جنوب أفريقيا والصفوة المخلوطة في أمريكا الالتينية في ظل نظام التفرقة العنصرية) ويتم إما السيطرة او اقصاء األقلية المتبقية‬
‫وتركيز القوى السياسية والتشريعية واالقتصادية في يد األغلبية ‪.‬‬
‫‪ -‬في وقت ما كانت كل الدول الغربية عرفت نفسها على انها دول قومية ( حتى كندا التي تتفاخر بالتنوع فقد سعت في وقت ما للغة وثقافة واحدة ) و االستثناء الوحيد لهذه‬
‫القاعدة «سويسرا» فمثال لم تحاول قط فرض لغة قومية واحدة بل رحبت باألقليات المتحدثة بالفرنسية واإلنجليزية على انها جماعات لغوية متميزة‬
‫‪ -‬بالنسبة لدول ما بعد االستعمار فال يوجد جماعة تشكل أغلبية مفردة «وبالتالي المفترض العودة لما كان عليه الوضع قبل االستعمار اال ان الواقع‬
‫يؤكد على أن الصراع ينشب بين الجماعات»‬
‫وكنتيجة لفكرة الدول القومية ظهرت أشكال من االستعباد والتبعية والتهميش السياسي والسيطرة ثقافية‪ ،‬فاعترضت األقليات ومارست هذا االعتراض حتى تبنت بعض الدول‬
‫التعددية ولكن بأشكال تختلف من بلد الى بلد حسب طبيعتها ولكنها تشترك في ‪:‬‬
‫‪ -‬الدولة تنتمي الى جميع المواطنين وليس لجماعة واحدة مسيطرة‬
‫‪ -‬عدم االضطرار إلخفاء الهوية للوصل الى مؤسسات وخدمات الدولة‬
‫‪ -‬تعترف الدولة بالظلم التاريخي لألقليات وتكون على استعداد لتقديم تعويض او تصحيح‬
‫‪ ‬الواقع أن التعددية ال تناقض القومية‪ ،‬قد تغير من شكلها ومفهومها لتتسع ولكنها بالتأكيد لم تحل محلها‪ ،‬فممارسات القومية مازالت تمارس حتى اليوم في الدول‬
‫الغربية التي تؤمن بالتعددية ( تعليم اللغة – األناشيد الوطنية – أجهزة اعالم قومية – اجازات وطنية)‪ ،‬فالتعددية غيرت فقط من فكرة «استبعاد الغرباء»‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫• الوضع السابق ‪ :‬كان بالنسبة للسكان االصلين كانت تتعامل الدول بهدف التخلص منهم ‪ ،‬إما عن طريق الوفاة او التزاوج مع الجماعات‬
‫األخرى او االستيعاب‪ ،‬وهكذا بالنسبة لألقليات وخاصة الجماعات ذات القومية المتميزة ‪ ،‬أما بالنسبة للمهاجرين فكان األمل أنه بمرور الوقت‬
‫سوف يصعب تميزهم عن المواطنين «االستيعاب الثقافي» واي جماعة تعجز عن هذا تحرم من الهجرة‪.‬‬
‫• الوضع الحالي ‪ :‬خمس دول تبنت التعددية بشكل قوي ‪ :‬بلجيكا ‪ ،‬كندا ‪ ،‬فلندا ‪ ،‬اسبانيا ‪ ،‬سويسرا – ثالث دول على نحو متوسط ‪ :‬إيطاليا* ‪،‬‬
‫الواليات المتحدة ‪ ،‬المملكة المتحدة – ثالث أخرى قاومت الفكرة بشدة ‪ :‬فرنسا ‪ ،‬اليابان ‪ ،‬اليونان ‪ .‬يتم تحديد قوة التحول للدولة عن طريق‬
‫عدد القوانين التي تتبناها الدول وتطبقها داخل حدود الدولة‪.‬‬
‫• تختلف التعددية من مجموعة الى أخرى ومن بلد الى بلد ‪ ،‬فليس كل بلد لديها الفئات الثالثة ( السكان االصلين – المهاجرين – األقليات ) وال‬
‫تتعامل كل بلد بنفس الطريقة المتساوية مع كل الفئات فأحيانا تتقدم في حقوق فئة وتتراجع مع فئة أخرى(السويد تقدمت مع األقليات ولكنها‬
‫تعارض السكان االصلين ‪ -‬سويسرا ترفض المهاجرين لكنها االكثر دعما لتعددية مع األقليات) ‪ ،‬بل أن أحيانا الفئات ذاتها ال تقدم الدعم لبعض ‪،‬‬
‫وتختلف الدول في سرعة استجابتها حسب ظروف كل منها (وهذا يؤكد على ان التطور الذي حدث في الغرب كان نتيجة صراعات عديدة‬
‫وطويلة «المنفعة» وليس نابع من رغبة حقيقة لتحقيق «التنوع») ومع ذلك فهي لم تقصر على االعتراف الرمزي فقط بل تضمنت‬
‫إعادة التوزيع «العدالة» فربطت الهويات بالمصالح الى ان أصبحت مصدرا للفرص االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪.‬‬
‫• ليست كل قضايا التعددية تتعلق بإعادة التوزيع وممارسة الحقوق السياسة‪ ،‬فهناك جماعات موصومة تعاني من االستبعاد االقتصادي ‪« ،‬المثلين‬
‫جنسيا» مثال يعانون من الكراهية والرفض ‪ ،‬اال انهم يتمتعون بالتعليم والخدمات الصحية وشغل الوظائف وحقوق سياسية ‪« ،‬االمريكان‬
‫العرب» مهمشون ومرفوضين ثقافيا ويتم تقديمهم في السينما على انهم إرهابيين بل يستعينون بهم ذاتهم كممثلين في أدوار اإلرهاب‪ ،‬اال انهم‬
‫مثال يتمتعون بمستوى تعليمي أفضل من المتوسط‪.‬‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫‪ -2‬ما الذي جعل األقليات أكثر حزما في مطالبهم؟ وما الذي جعل الدول أكثر استعدادا لالستجابة؟‬

‫لم تكن المثل العليا وراء انتشار التعددية في الغرب وال الن أهل الغرب أكثر سماحة وإنسانية وأخالقية من باقي الشعوب‪ ،‬فقبل الحرب العالمية‬
‫الثانية كانت العنصرية مقبولة في جميع أنحاء العالم على نطاق واسع بل ومدعومة سياسيا واقتصاديا ومبررة ثقافيا ومتغاض عنها من جهة‬
‫القانون‪ ،‬إلى أن ظهر هتلر بتطرفه ‪ ،‬وبسقوطه سقطت معه هذه االعتقادات ‪:‬‬
‫‪ ‬ظهور ثقافة ‪ /‬ثورة حقوق االنسان ‪ :‬فلم تلهم قضايا حقوق االنسان ظهور التعددية فقط بل ساهمت في تشكيل القضية لكي تدخل ضمن المعايير‬
‫والقيم الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬بشكل ما ساهمت حركات النضال ضد االستعمار (التي استغلت مبدأ مساواة الشعوب في اجبار المستعمرين عن التخلي عن مستعمراتهم ) في‬
‫دعم النضال من أجل إلغاء التفرقة العنصرية ‪ ،‬التي بدورها ألهمت الكفاح من أجل حقوق األقلية (فسواء اتفقنا أم اختلفنا مع القضايا الجندرية‬
‫ووضع المرأة – والتوجهات الجنسية – وحقوق السود – ومتحدي االعاقة ‪ ،..‬فأننا ال يمكن أن ننكر أنها نفسها التي دعمت حرية الممارسات‬
‫الدينية والتي دفعت مثال بالد أوروبا لقبول الممارسات الدينية لليهود والمسلمين )‬
‫‪ ‬تغير وعي األفراد بحقوقهم ‪ ،‬فلم يعد األمر تكرم و تفضل من الحكام بل أصبح حق إنساني يجب الحصول عليه اآلن‪.‬‬
‫‪ ‬تغير وجهة نظر الدول واعتبار حقوق االنسان قيد‪ :‬فحددت الطريقة واالطار التي صاغت بها األقليات مطالبها ‪ ،‬فمثال ال يمكن ألقلية ما أن‬
‫تطالب بحقوقها وفي نفس الوقت تظل متمسكة بأفكار تعادي حقوق االنسان (كرفض دين معين – او السيطرة على النساء – او اضطهاد توجه‬
‫جنسي معين وهكذا) ‪ ،‬باإلضافة الى أن هذه األقليات أصبح معترف بها داخل االطار القانوني والدستوري ملتزمة بكل ما فيه‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫أسباب رفض التعددية الثقافية‬


‫على الرغم من ما تضمنه التعددية الثقافية من حماية لطرق الحياة لكل من الجماعات األغلبية و األقلية إال انها تضع أمامهم تحديات ‪:‬‬
‫المنظور التقليدي للتعددية ‪ :‬التعددية الثقافية تدور حول «الثقافة» و «التراث» ‪ ،‬وهذا يعني ان التكيف مع التنوع الثقافي هو فكر محافظ على‬ ‫•‬
‫«طرق الحياة الموروثة» أي األصول والتقاليد‪ .‬وممارسات حماية التنوع الثقافي هي في الحقيقة ممارسات ضد الحداثة والتغيير‪.‬‬
‫‪ -‬يفترض التصور التقليدي أن التقاليد هي ممارسات متأصلة تاريخيا منذ األزل ‪ ،‬إال انها غالبا ما تكون حديثة لالستجابة لمؤثر ما‬
‫‪ -‬يضع هذه األصالة والتقاليد الصفوة المحافظة من الجماعة ‪ ،‬فهم يقررون ما هو أفضل «مقدس» لباقي الجماعة‬
‫‪ -‬األفراد داخل الجماعة الذين يرغبون في تحدي هذه التقاليد يكونون منبوذين منها ‪ /‬أعضاء غير حقيقين‪ ،‬فدعم التعددية هو فرض‬
‫لواجبات ثقافية وليس دعم لحقوق ثقافية‬
‫‪ -‬دعوة الحفاظ على التراث هي فكرة تحول دون عالمية األنسان وحريته في العيش وفقا لتقاليده الخاصة ‪ ،‬غير أن آخرين يرون أن‬
‫احترام التراث الثقافي أساس الحترام هوية األنسان ‪ ،‬فالممارسات هي جزء من الهوية ‪.‬‬
‫‪ o‬يرى الكاتب أن تفسير التعددية بأنها حماية التراث فقط هو إعالء لقيمة النقاء الثقافي عن التهجين الثقافي (مع التأكيد على وهمية النقاء)‬
‫• المنظور الليبرالي‪ :‬تتطلب من الجماعات الثقافية االنخراط في ممارسات وعالقات جديدة واعتناق مفاهيم جديدة تعمل على تحويل ودمج‬
‫الهويات (التهجين الثقافي) من الجهتين سواء المسيطرة (في التخلي عن فكرة التفوق ) أو االقلية (في التخلي عن االستعالء الديني والطائفي‬
‫والسلطوية السياسية و وصمات اإلساءة )‬
‫** طائفة األميش‪ :‬جماعة دينية تأسست في أوروبا وارتحلت الى أمريكا بحسا عن الحرية‪ ،‬يختارون العزلة وال يرغبون في التأثر بالحياة الحديثة‪.‬‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫االنتشار العالمي لفكرة التعددية الثقافية كان واليزال محل نزاع ويبدي قدرا ملحوظا من القلق و المقاومة ‪:‬‬ ‫المشكالت التي تواجه التعددية‬

‫ينظر البعض إلى التعددية على انها خيانة للمثل العليا األساسية للمجتمع الدولي والتخلي عن فكرة الكلية العامة لعصر التنوير األوروبي لمصلحة النسبية‬
‫الثقافية والعرقية حيث ترفض تلك الثقافات القيم الليبرالية وحقوق األنسان فمثال يظل بعض االفراد داخل األقليات تحت رحمة العادات والتقاليد وال‬ ‫‪1‬‬
‫يتمتعون بالحقوق الليبرالية كالزواج باإلكراه * (يفسر ردود األفعال المعادية للمهاجرين في اوروبا)**‬
‫الواقع أن الوثائق واضحة «ال يجوز ألحد أن يلجأ الى التنوع الثقافي النتهاك حقوق االنسان التي يضمنها القانون الدولي أو لكي يحد من مجالها» « البد‬
‫من تدعيم الممارسات الثقافية مادامت ال تتعارض مع الحقوق األساسية» * وبدافع الكاتب قائال ان القواعد المنبثقة منها التعددية هي أساسا ليبرالية الطابع‬

‫العالقة بين العدالة واألمن‪ :‬مازالت المنظمات تتناوب بين منظورين األول هو االحتواء من اجل االمن واالستقرار (بمعنى آخر محاولة للسيطرة على‬
‫االقليات ) أم االحتواء من اجل اعتبارات العدالة وحق حرية الممارسات‪ ،.‬ولكن دائما تكون النتيجة لالعتبارات األمنية على العدالة‪ ،‬فتسيئ للعدالة ومن ثم‬ ‫‪2‬‬
‫لألمن‪.‬‬

‫على أرض الواقع قد تفشل الدول في تنفيذ تلك القواعد على أرض الواقع نتيجة لمشاكل ملموسة تهدد الدولة في بعض األحيان كاألمن الشخصي والدولي‬
‫والخوف من زعزعة االستقرار وإضعاف عجلة التنمية والديمقراطية ‪ ،‬باإلضافة إلى تمسك البعض بالقومية والنظم القبلية‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫التشكيك في التوجه وطريقة التنفيذ حيث الخلط في المفاهيم والتعرض لإلحراجات األخالقية ‪ ،‬والتناقضات القانونية والتعرض للتالعب السياسي وخلط‬
‫األوراق والتشويش لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لبعض الفئات على حساب الفئات األخرى* (فهناك أقليات تكون مصنوعة إلرباك المشهد السياسي)‬ ‫‪4‬‬
‫معظم اتفاقيات وإعالنات المنظمات والهيئات الدولية ال يمكن إجبار الحكومات على تنفيذها ‪-‬من الجهة القضائية على األقل‪ -‬ولكن يتم فرض عواقب‬
‫ملموسة على الدول المخالفة‬ ‫‪5‬‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫تحديد الفئات وصياغة قواعد وقوانين مختلفة لهذه االنواع المتعددة من األقليات والمهاجرين والالجئين واألقليات القومية و الشعوب االصلية ‪..‬إلخ‪ .‬حيث‬
‫يختلف كل منهم في مطالبه‪ .‬واالهم هو ان تحديد فئات مستهدفة وتجاهل باقي الفئات هو نظرة مقتصرة على أوروبا وأمريكا ( فمثال ينصب اهتمام أوروبا‬
‫‪6‬‬
‫على الجماعات المستقرة تاريخيا وليس المهاجرين او الالجئين)‬

‫يسهل تبني التعددية الثقافية من قبل الدول التي تطبق االنظمة الديمقراطية حيث القوانين الحامية لحقوق االنسان *‪ ،‬أما في البالد التي ال يوجد بها هذه‬
‫القواعد فيجب أن يتوافر فيها أوال الحد األدنى من مستوى معين من الديمقراطية وحقوق االنسان والحريات لألغلبية أوال ثم التوجه بتعين حقوق األقلية‬ ‫‪7‬‬
‫واقع أن «المجتمع الدولي» اسم على غير مسمى ‪:‬‬
‫‪ -‬فأغلب عالقات الدول تتسم باالنقسامات والتشكيك وانعدام الثقة ومحاوالت االستغالل (خاصة استغالل االقليات)‬ ‫‪8‬‬
‫‪ -‬باإلضافة الى ان األغلبية العظمى من شعوب العالم ليس لها اال القليل فيما يخص تشكيل السياسات الدولية‬
‫‪ -‬تسيطر عدة دول عظمى على سياسة األمم المتحدة والتي بدورها تعكس اجندات وخطط الغرب ومصالحهم وتحيزاتهم‬
‫وبالتالي تعد هذه القواعد والقوانين وسيلة لتحقيق مصالح القوى الغربية وليست آليات لتوحيد وتنمية القيم المشتركة لشعوب العالم‬

‫مقاومة و رفض دول ما بعد االستعمار وما بعد الشيوعية ألي فكرة تعادي مركزية الدولة ‪ ،‬فأفكار الحكم الذاتي لألقليات مثال ‪:‬‬
‫‪ -‬في بعض الدول محرم الحديث أو التصريح عنها علنا‪،‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪ -‬من ضمن االستثناءات لهذه القاعدة أمريكا الالتينية خاصة فيما يتعلق بالسكان األصليين‬
‫‪ -‬بالنسبة ألفريقيا وآسيا والشرق األوسط فالوضع مازال يقابل بالرفض‬
‫‪ -‬بعض الدول التي تبنته تم ذلك تحت ضغط دولي كالسودان واثيوبيا والعراق وإندونيسيا وبورما وقد كان نتيجة صراع طويل وحرب‬
‫وأنتج في بعضها صراع وحرب أهلية ‪ ،‬وتعد الهند هي الوحيدة التي تقبلته بشكل سلمي على الرغم من فرضه‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫النظر للتعددية الثقافية على أنها جزء من «دهاء العقلية االستعمارية» مجرد امتداد لالستعمار وزريعة للتدخل في شئون الدول وزعزعة استقرارها فذهب‬
‫بعض مثقفين في الصين إلى أن الحديث عن حقوق األقليات هو مؤامرة دبرتها المخابرات االمريكية ‪ -‬ونفس هذه الفكرة يتم تداولها بكثرة داخل‬ ‫‪10‬‬
‫المجتمعات العربية حيث أن المجتمعات الدولية لديها خطة إلضعاف البالد القوية (العراق – مصر – ايران ‪ -‬سوريا )عن طريق التحريض على التمرد‪،‬‬
‫والمشكلة ليست في الرسالة وحدها بل تمتد الى حامل الرسالة فهناك انعدام ثقة واضح فيما يتعلق بالمنظمات الدولية‪.‬‬
‫ال ينكر الكاتب الهيمنة الغربية على المؤسسات الدولية وخاصة أنه يعترف بوجود «المعايير المزدوجة» فعلى الرغم من إدانة أمريكا لصدام بسبب‬
‫معاملته لألكراد إال انهم لم يدينوا تركيا ‪ ،‬وذكر أن اهتمام الغرب بمسيحي الشرق يعد نفاق خاصة أنهم ال يتحركوا لوضع األقليات المسلمة في روسيا‬
‫والفلبين وال يعملون على حل الوضع في فلسطين ‪ ،‬ولكنه يشير أن النظر اليها من ناحية واحدة هو سذاجة ‪:‬‬
‫‪ -‬فالمجتمع الدولي قد يتحرك ألسباب داخلية فعال لتحقيق سياسة معينة ‪ ،‬ولكن الوضع الغالب هو االستجابة لألحداث الدولية واألزمات الخطيرة*‬
‫‪ -‬الغرب أنفسهم منقسمين على حقوق األقليات والشعوب االصلية ‪ ،‬والدول تراقب سياسات بعضها البعض‬
‫‪ -‬البداية قد تكون لتحقيق مصلحة ما أما النتائج والسياسات النهائية ال يكون مخطط له سلفا فهي نتيجة ألبحاث ودراسات أكاديمية وشبكات أعالم و‬
‫شبكات المجتمع المدني والمتطوعين‪.‬‬
‫ويستنتج الكاتب أن المنظمات الدولية على الرغم من القيود إال انها هي من تصنع المعايير بذاتها ‪ ،‬ويستند في ذلك إلى حصول السكان االصلين في‬
‫أمريكا الالتينية على حقوقهم ‪ ،‬واختالف المعايير والقوانين من منظمة دولية إلى اخري طبقا لتخصصها‪.‬‬

‫في كثير من دول ما بعد االستعمار ال توجد جماعة غالبة فأغلبهم يمثل نسبة ما بين ‪ %30 - %20‬وبالتالي يصبح مفهوم حقوق األقليات غير واضح ‪،‬‬
‫حيث أن لم تكن توجد غالبية مسيطرة تفرض ثقافتها فليس هناك خطر على هوية وثقافة األقليات‪ ،‬باالضافة انه ال يوجد اي ضمانات بان تمارس األقليات‬
‫‪11‬‬
‫حكم عادل متسامح غير طاغي‬
‫يلجأ االستعمار في الغالب الى اقصاء الذين يمثلون تهديدا لهم (الثقافة الغالبة) ويميز األقليات وذلك لزعزعة االستقرار وتغذية الكره والتخلص من أكبر‬
‫العوائق ‪ ،‬من خالل مظلومية اآلخر‪ ،‬وبالتالي تشعر الجماعة الغالبة بالظلم ما بعد االستعمار وأن األقليات كانت مستفيدة من هذا الظلم فيعتقدوا ان العدالة‬ ‫‪12‬‬
‫تعني إقصائهم كما حدث في سريالنكا‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫الموقف االبوي المتعالي من الغرب تجاه المجتمعات والثقافات الغير غربية «نحن» و «اآلخر» ‪ -‬ثنائية التفكير‬
‫‪13‬‬
‫عمل برامج ثقافية للترويج ألفكار ما بعد الحداثة بشأن التنوع والهويات من خالل برامج تعليمية للتسامح في المدارس واالعالم وحوارات دينية متبادلة‬
‫ألبتكار ثقافة جديدة متداخلة* (نموذج الحوار ) (نموذج التعددية ‪ :‬االعتراف واالحتفاء باآلخرين ) ‪ ....‬ولكن بسبب نظرة التعالي قد ترفض‬

‫تنظر بعض الدول األوروبية الى التعددية الثقافية باعتبارها مخاطرة كبرى –على األقل فيما يتعلق بأنواع معينة من التنوع العرقي‪(* -‬مثال‬
‫االسالموفوبيا ‪ /‬اليهود في السويد ) فيعتقدوا انها تؤدي الى تفكك المجتمع وتآكل هويته وأحيانا تستخدم كتبرير لممارسات ضارة أو قمعية مما يفسر‬ ‫‪14‬‬
‫صعود اليمين المتطرف حاليا حيث تنتشر فكرة ان التعددية الثقافية «ذهبت أبعد مما يجب»‬

‫نظرة بعض الدول الى االقليات على انهم متعاونون مع االعداء حيث يكون انتمائهم لجماعتهم التي ترغب في تشكيل دولة مستقلة وليس للدولة التي‬ ‫‪15‬‬
‫ينتمون إليها حاليا (االكراد ـ الطوارق)‪ ،‬وتطور الوضع وأصبح ينظر إليهم أنهم متواطئون مع جماعات شيوعية تستهدف اإلطاحة بالدول‬
‫الرأسمالية‪،‬ومنذ وقت حديث أصبحت تمثل خطرا ارهابيا لإلطاحة بالدول العلمانية‪.‬‬

‫في دول ما بعد الشيوعية وما بعد االستعمار حيث يوجد عدة محفزات للرفض والمخاوف تتمثل في التاريخ الطويل للعنف والصراع والفساد والفقر‬ ‫‪16‬‬
‫‪ o‬يعتقد البعض ان هذه المشكلات سوف تنحل تلقائيا مع الوقت وخاصة أن الحديث عن التنوع والتعددية الثقافية لم يظهر الا في آخر ‪ 15‬عام‬

‫‪ o‬غير ان الكاتب يري انها لن تحل نفسها تلقائيا ‪ ،‬واي محاولة سوف تتطلب تدخل جاد لدراسة أوضاع الأقليات وتحديد واضح لدور المنظمات في حمايتهم ‪،‬‬
‫وفحص للأسئلة المتعلقة بحقوق الانسان والأمن والتنمية‪ ،‬فهو يؤكد على أن الوضع الحالي يحتاج لتغير حقيقي في مضمون الرسالة والرسل‪( .‬اليد الفاعلة)‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫سلبيات‬ ‫ايجابيات‬
‫بعض الممارسات لتدعيم التعددية الثقافية ساهمت في زيادة خطاب‬ ‫‪o‬‬
‫الكراهية وتعميق الصراع الذي يصل أحيانا لجريمة *‬ ‫سياسة عدم التمييز ‪ :‬ال يجوز التميز بين االفراد بناء على جنسهم وعرقهم‬ ‫‪o‬‬
‫نظام الكوتا‪ :‬الذي دفع باالختيار الى عوامل أخرى غير مرتبطة بالكفاءة‬ ‫‪o‬‬ ‫أو دينهم او لونهم‪ ،‬بل ويتم تقديم حماية إيجابية لتعزيز التنوع واالختالف‪.‬‬
‫والخبرة وبالتالي أنعكس على األداء‪ ،‬باإلضافة الى عدم التمثيل الحقيقي ‪،‬‬ ‫تعزيز الحقوق الفردية التي تنادي بها الليبرالية وتوسيع مجال الحرية‬ ‫‪o‬‬
‫حيث يتم فيه االختيار ألفراد ال يمثلون المجتمع الذي ينتمون اليه *‬ ‫البشرية وتقوية حقوق االنسان وتقليل العنصرية والعرقية‪.‬‬
‫التفرقة الثقافية‪ :‬قد يؤدي تمسك المجتمعات بثقافتها الخاصة الى صعوبة‬ ‫‪o‬‬ ‫تعزيز الوئام االجتماعي ‪ :‬تشجيع األشخاص من خلفيات مختلفة على‬ ‫‪o‬‬
‫في التغير واالنعزال وعدم االندماج في المجتمعات المغايرة اكثر فيساهم في‬ ‫االلتقاء فتقلل التحيزات وتغير من الصور النمطية على المجموعات‪.‬‬
‫تعزيز االنقسامات سواء االجتماعية او االقتصادية‬ ‫تحسين الثقافات (نظرية الدمج) تفاعل الثقافات مع بعضها يؤدي الى تطور‬ ‫‪o‬‬
‫فقدان الهوية ‪ :‬فقدان االرتباط بالثقافة االصلية والتقاليد واألعراف الخاصة‬ ‫‪o‬‬ ‫األفكار والممارسات ويعزز االبتكار‪.‬‬
‫بمجتمعهم‬ ‫تعزيز االقتصاد ‪ :‬سواء كجذب للعمالة الماهرة (المانيا) او كأسواق جديدة‬ ‫‪o‬‬
‫النزاع السياسي الالنهائي ‪ :‬بمجرد حصول األقلية على بعض السلطة فهي‬ ‫‪o‬‬ ‫(الصين )‬
‫تسعى الى االستحواذ عليها وخلق صفوة جديدة داخل الجماعة‬ ‫تأمين عالقات الدول بجماعتها بحيث ال يتم استغاللهم كنقط ضعف من‬ ‫‪o‬‬
‫األعداء‬
‫‪ ‬العيوب ليست مطلقة وال يمكن الجزم باتجاهها في المستقبل ولكن يجب‬ ‫بشكل عام تساعد التعددية في جعل المجتمع اكثر حيوية وديناميكية ويعزز‬ ‫‪o‬‬
‫التعامل بطريقة متوازنة لتجنب العيوب المحتملة‬ ‫التنوع والتسامح واالحترام‪.‬‬
‫‪ ‬مع االخذ في االعتبار أن تلك العيوب ساهمت في التراجع عن التعددية و‬ ‫لقد أسفرت الجهود المبذولة من أجل التعددية الثقافية عن شبكة عالمية من‬ ‫‪‬‬
‫إعادة انتشار ثقافة اآلباء البطريركية ومعارضة أي إصالحات ليبرالية‬ ‫الناشطين واألكاديميين والمثقفين ‪ ،‬وصناع القرارات السياسية نسيجا كثيفا‬
‫أساسية (كحقوق المرأة مثال) وعلى الرغم من أن نسبتهم مازالت قليلة اال‬ ‫من المشروعات البحثية واألنشطة التدريبية وشبكة عالقات غير حكومية‬
‫انهم يعملون على نشر فكرهم بكل الطرق الممكنة‬ ‫ومؤسسات شبه أكاديمية ‪ .‬وأقامه مثل هذا النسيج وتلك الشبكات العالمية‬
‫في تلك الفترة القصيرة هو إنجاز مدهش في حد ذاته‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫أبرز القضايا الحالية المتعلقة بالتعددية الثقافية‬


‫األكراد‪ :‬األكراد إحدى األقليات العرقية في العديد من الدول في الشرق األوسط‪ ،‬بما في ذلك تركيا وإيران والعراق وسوريا وأرمينيا وأذربيجان‪ .‬ولألكراد لغة‬
‫وثقافة شهدت بعض الدول العنف والتمييز العنصري ضد األكراد‪ ،‬بما في ذلك الحمالت العسكرية والهجمات اإلرهابية والتعذيب والقتل والتهجير واالعتقال‬
‫التعسفي‪ .‬وتراث وتاريخ مختلف عن اللغة والثقافة الرسمية للدول التي يعيشون فيها‪ .‬وتشمل المطالب األكراد إنشاء حكومات ذاتية لهم وحقوق اللغة والتعليم‬
‫والشغل‪.‬‬
‫السودان‪ :‬تشهد السودان مشاكل عدة فيما يتعلق باألقليات وتعود لعوامل تاريخية وسياسية واجتماعية ‪ ،‬فهناك الدرفور والبشاريون والجنوبيون الذين يتعرضون‬
‫لعدم تكافئ في الفرص ومنع ممارسة تقاليدهم وثقافتهم وحظر لغاتهم‪.‬‬
‫ألمانيا ‪ :‬قالت ميركل في احدى خطب الحزب الديمقراطي المسيحي "اعتقدنا اننا احضرنا في الستينيات عمال ضيوف على المانيا وانهم لم يبقوا طويال ‪ ،‬ان‬
‫المقاربة المتعددة الثقافات بأننا نعيش جنبا الى جنب سعداء فشلت فشال تام" وجاء خطابها بناء على استطالع للرأي بأن واحد من أصل ثالث ألمان يعتقدون أن‬
‫البالد يجتاحها االجانب ‪ ،‬و‪ %55‬من األلمان لديهم نظرة سلبية عن العرب ‪ ،‬باألضافة الى أنه قد تم نشر كتاب يتهم فيه الكاتب المسلمين بأنهم ساهموا في خفض‬
‫مستوى الذكاء في المجتمع االلماني‪ .‬وقد سبقت فرنسا وسويسرا المانيا في هذه النتائج ‪ ،‬وكأن هنالك أتجاه عالمي لمثل هذا الرفض‪.‬‬
‫‪ ‬من المحتمل أن يزداد التحدي الذي يواجهه العالم في التعامل مع التعصب القومي واليمين المتطرف‪ ،‬وأن يتم تشجيع سياسات تمييزية وإقصاء األقليات‪ .‬وقد يؤدي ذلك إلى‬
‫تفاقم االنقسامات‪ ،‬وزيادة الصراعات الداخلية في بعض الدول‪ .‬لكن في نفس الوقت‪ ،‬قد يؤدي هذا الوضع إلى العمل بجدية على تعزيز التعددية الثقافية وحقوق األقليات‪،‬‬
‫وتعزيز الحوار والتفاهم بين المجتمعات المختلفة‪ .‬وقد يتم التركيز أكثر على تعزيز التعليم والتثقيف والتوعية باإلضافة توفير الدعم والحماية لألقليات المهمشة والمضطهدة‪.‬‬
‫وقد يتم تشجيع الحوار الدولي والتفاهم العالمي لتعزيز التعددية الثقافية والتعايش السلمي بين الثقافات‪.‬‬

‫من أفضل الدول التي تعاملت مع فكرة التعددية ‪ :‬كندا ‪ -‬استراليا ‪ -‬جنوب افريقيا ‪ -‬سنغافورة‬
‫دراسات ثقافية‬ ‫دبلوم تنمية ثقافية‬

‫استراتيجيات التطبيق (المشروع)‬

‫‪ ‬فهم الوضع الحالي للمجتمع بشكل جيد و تاريخه وتركيبته السكانية‪.‬‬


‫‪ ‬التعرف على المشكلة سبب الصدام بشكل واضح ‪ :‬فليست كل المشاكل واضحة وصريحة بل أحيانا تكون نتيجة لتراكمات من الشعور بالتهديد ومخاوف غير معلنة‪.‬‬
‫‪ ‬فهم مصادر الشك والمقاومة والرفض لفكرة ما (تحليل المواقف من الناحية األخالقية والسيكولوجية)‬
‫‪ ‬معالجة المخاوف واستغالل الظروف والفرص لالجتماع على قيم ال تكون محل جدال او خالف (التسامح‪ /‬العدالة )‬
‫‪ ‬الهدف ليس فرض سياسة أو مفهوم مغاير لما يعتقده االفراد بل الهدف أتساع آفاق التفكير من خالل االختالط والتعايش مع جماعات مختلفة او في تجارب مغايرة‬
‫‪ ‬استخدام الحوار والتواصل ‪ :‬من خالل الفاعليات الثقافية المشتركة والندوات وورش العمل‬
‫‪ ‬استخدام برامج التعليم والتدريب ‪ :‬لزيادة الوعي والتثقيف وتعزيز التفاهم واالحترام والمشاركة وعكس الصور النمطية‬
‫‪ ‬ثقافة األفراد هي جزء من هويتهم وشخصيتهم ‪ ،‬وأي تتغير مفاجئ هو بمثابة هجوم على هويتهم ومن الطبيعي أن يدافع الفرد باستماته للحفاظ على كل ما آمن به طوال حياته‬
‫‪ ‬أي تغيير حقيقي يستهدف أساسا تغيير في وعي الناس (سواء وعي بالحقوق والواجبات او غيره) وبنا ًء عليه يختلف التفكير وبالتالي يتغير السلوك مع الوقت‪.‬‬
‫‪ ‬الوصول لحقيقة أنه ليست كل قضايا التعددية لها عالقة بالممارسات السياسية واالقتصادية ‪ ،‬بل ان األقلية ( شعور) قد يتكون داخل جماعة واحد ( فمثال فئة تختلف في رأي معين‬
‫داخل الدين – او شخص ألفاظه تختلف عن باقي جماعته فيشعر بالرفض – أو صاحب احتياج ‪ /‬إعاقة ما ال يتم مراعاته في تصميم األماكن والطرق – النباتيين – المثلين‪...‬إلخ )‬
‫فهي ال ترتبط فقط بالحصول على حق ما سياسي ولكنها شعور اجتماعي قد يدفع االفراد بالشعور بالنبذ واالنفصال عن الجماعة وعدم االنتماء واحيانا يصل للرغبة في العنف و‬
‫التدمير‪.‬‬

‫‪ ‬األصل في الطبيعة البشرية هو التهجين الثقافي وليس النقاء الثقافي وبالتالي كل التقاليد واالصول أنما هي أساسا كانت مستحدثة في وقت ما نتيجة للتفاعل وللعالقات بين البشر‬
‫(أما الثقافات النقية فهي منغلقة تعاني من الخوف الرهابي من اآلخرين ) ولهذا فإن الثقافة والهوية ليست محددة بل متغيرة عبر الزمن ‪ ،‬ويمكن التدخل لتطويرها وتحسينها ‪.‬‬

You might also like