Professional Documents
Culture Documents
التعددية الثقافية
الفصل األول
إعدإد
د .إسالم رمضان إبراهيم
1
املوضوع ا ألول :مدخل إيل التعددية الثقافية
َّ
معىن التعددية الثقافية :تقدير أويل.
ويشير مفهوم الثقافة إلي الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن واألخالق والقانون وكل القدرات
عضوا في المجتمع.
ً والعادات األخرى التي يكتسبها اإلنسان بوصفه
بهوياتها الثقافية،
وتعبر التعددية الثقافية عن الجماعات الصغيرة التي تعيش ضمن مجتمع أكبر وتحتفظ ّ
أن
يتم تقبل هذه الممارسات والقيم من قبل الثقافة السائدة مع األخذ بعين االعتبار ّ
وقيمها وممارساتها حيث ّ
ثقافة األقلية ال تتعارض مع قانون الدولة ونظامها.
وقد عرفت اليونسكو التعددية الثقافية بأنها :وجود تفاعل عادل بين الثقافات المتنوعة مع إمكانية خلق تعبيرات
ثقافية مشتركة من خالل الحوار واالحترام المتبادل على المستوى المحلي ،واإلقليمي ،والدولي.
أيضا لتعني القبول اإليجابي للتنوع السائد بما يتضمنه ذلك من المحافظة علي االختالفات بين
ويتم تعريفها ً
الثقافات المتنوعة ،وحماية حقوق وخصوصيات الجماعات الثقافية المختلفة مع دعم المساواة والتسامح واالحترام
لهذا التنوع الثقافي.
وتعتبر الهند والواليات المتحدة من األمثلة القوية على المجتمع التعددي .ففي الهند نجد تعددية دينية ال مثيل
لها ،مواطنو الهند يتّبعون ديانات مختلفة مثل الهندوسية ،المسيحية ،اإلسالم ،السيخية ،اليانية ،البوذية ،وغيرها
2
ويتقبلون بعضهم البعض .كذلك الحال في الواليات المتحدة
معا في دولة واحدة ّإالّ أنهم مع ذلك يتعايشون ً
أناسا من أصول عرقية وثقافية متنوعة يعيشون ً
معا بتناغم. األمريكية التي تحتضن ً
وتتلخص مفاهيم التعددية الثقافية في اهتمامها بـالتنوع في إطـار الوحدة ،وتـستلزم التمـسك اإليجـابي بـالتنوع
بـين الجماعـات القـائم عـلى حـق الجماعات الثقافية المختلفة في االعـتراف و االحترام ،وفي هـذا اإلطـار تقـر
التعدديـة الثقافيـة بأهميـة المعتقـدات والقـيم وطـرق الحيـاة في خلـق اإلحساس بالقيمة الذاتية للفرد والجماعة على
حد سواء ،وهكذا تستحق الثقافات المتمايزة أن تتمتع بالحماية والدعم مع تجنـب الهيمنـة أو االنصهار ضمن
ثقافة سائدة معينة ،وهي تضفي الشرعية على اإلنتماء الثقافي المختلف وتمنح االعتراف بالخصائص الثقافية
المتمايزة.
وسنالحظ مما سبق أن التعددية الثقافية تشير إلي عقليات البشر المختلفة وعاداتهم ومعتقداتهم
وسلوكهم ،فبعض المجتمعات تتألف من نسيج ثقافي واحد وبعضها من نسيج ثقافي متعدد سواء كانت الفوارق
الثقافية بين الجماعات التي يتكون منها المجتمع ثانوية أم أساسية .وبعض المجتمعات أسهمت ظروف نشأتها
إذن ال مجال للدهشة في أن يشير المعنى السائد الذي اكتسبته «التعددية الثقافية» بحلول الثمانينيات والتسعينيات
من القرن العشرين — كما جاء في قاموس هاربركولينز لعلم االجتماع عام ،۱۹۹۱على سبيل المثال —
إلى :إدراك التعدد الثقافي وتعزيزه … فالتعددية الثقافية تحتفي بالتنوع الثقافي وتسعى إلى تعزيزه.
على سبيل المثال :تشجيع لغات األقليات .وهي ترِّّكز في الوقت ذاته على العالقة غير المتكافئة بين األقلية
والثقافات السائدة .فمسائل التعددية الثقافية ترتبط كذلك باالحتفاء بالتنوع والتعدد الثقافيَّين ،وبمعالجة أوجه عدم
المساواة بين األغلبيات واألقليات.
ومن ثم يتضح من ذلك أن التعددية الثقافية تستخدم كمفهوم وصفي لتدل على الواقع االجتماعي
للثقافات الموجودة والمتنوعة ،وكمفهوم نظري معياري لتعني القبول اإليجابي للتنوع السائد بما يتضمنه ذلك من
المحافظة على االختالفات بين الثقافات المتنوعة ،وحماية حقوق وخصوصيات الجماعات الثقافية المختلفة،
مع دعم المساواة والتسامح واالحترام لهذا التنوع الثقافي.
3
نشأة التعددية الثقافية.
تلك هي الفترة التي كانت فيها أستراليا وكندا قد شرعتا في السماح بهجرة جديدة راحت حينها «تضفي
تطبق سياسة ِّ
تقصر الهجرة على الصبغة اآلسيوية» على هاتين األمتين ،فحتى ذلك الحين ،كانت أستراليا ِّّ
البيض طبًقا لنص قانون تقييد الهجرة لعام ،۱۹۰۱واعتُِّبر اآلسيويون واليهود على حد السواء غير قابلين
لالستيعاب .وفي عام ۱۹۷۱كان ثمة اعتراف رسمي بالحاجة إلى المساعدة في تكوين مجتمع «متعدد
الثقافات» ،مما َم َّهد الطريق أمام إلغاء تام للشروط «العنصرية» عام .۱۹۷۳
بدال من مطالبتهم بالخضوع لالستيعاب؛ أي إنهم أصبح فيوقد ُح َّث المهاجرون على «االندماج» ً
مهما مقدورهم االحتفاظ ببعض مكونات «ثقافتهم الوطنية» ،واعتُِّبرت جمعيات الجاليات العرقية وسي ً
طا ًّ
لالندماج.
أما في كندا ،فقد بدأ النقاش بالعالقات المضطربة بين اإلقليمين الناطقين باإلنجليزية والفرنسية في
ستينيات القرن العشرين ،فأوصت لجنة َمَلكية معنية بثنائية اللغة وثنائية الثقافة بضرورة اعتبار اإلنجليزية
والفرنسية لغتين رسميتين ،إال أن قانون ثنائية الثقافة وثنائية اللغة لعام ۱۹٦٩أثار ً
أيضا مسألة األقليات
4
األخرى في كندا ،واعتُ ِّمدت التوصية األخرى للجنة الملكية إلى ضرورة توسيع نطاق التعددية الثقافية في الهوية
الكندية كسياسة رسمية.
فإن وصول السكان المهاجرين من الهند وباكستان وبنجالديش وجزر البحر الكاريبي إلى ِ
وبالمثلَّ ،
بريطانيا ،إضاف ًة إلى األعداد المتزايدة من العمال المهاجرين من شمال أفريقيا إلى فرنسا وبقاع أخرى من أوروبا
ضع مسائل «التعددية الثقافية» على جدول األعمال العام لتلك البقاع؛ إذ الغربية بعد الحرب العالمية الثانيةَ ،و َ
دائما أو شبه دائم.
وجودا ً ً بدأت جاليات المهاجرين تش ِّّكل
وبالرغم من الصيغة التي جاء عليها بيان روي جنكينز ،فمن الضروري التنويه إلى أن رد الفعل تجاه
فضال عن أستراليا وكندا ،كان النظر بصفة عامة إلى
ً السكان الوافدين إلى جميع أنحاء أوروبا الغربية،
المهاجرين على أنهم مختلفون «عرقيًّا» عن أغلبية السكان البيض ،على الرغم من أنه حينئذ كانت مشروعية
فكرة ِّ
«العرق» قد أصبحت فعليًّا محل اعتراض جاد .وقد اتسمت قضية التعددية الثقافية بالصبغة «العرقية»
منذ نشأتها .وتستمد التعددية الثقافية جذورها — إلى حد بعيد — من االستجابة للشعوب التي أقامت سابًقا في
مستعمرات أوروبا التي جرت العادة على النظر إليها على أنها أعراق ُدنيا بطبيعتها .
وقد تناولت إلى اآلن األقليات «المهاجرة» في المقام األول — التي تتضمن جماعات مثل األتراك في
ألمانيا ،والجنوب آسيويين والكاريبيين األفارقة في المملكة المتحدة — إضاف ًة إلى ما يطلق عليها «أقلية قومية
دون مستوى الدولة» مثل األمريكيون األفارقة ،وهم ليسوا أقلية قومية دون مستوى الدولة ،وإنما فئة سكانية
متفرقة تتسم بصبغة عرقية عاصرت بالفعل مولد الدولة القومية األمريكية ،ولذا فأصولها تختلف إلى حد بعيد
عن المهاجرين إلى أوروبا الغربية أو أمريكا الشمالية.
5
جميل» .وسرعان ما طالب كذلك األمريكيون من أصل مكسيكي وغيرهم من «األمريكيين من أصل إسباني»،
والسكان األصليون من الهنود األمريكيين الذين طال قهرهم (الذين ُس ُّموا بذلك خطأً ًّ
ظنا من كولومبوس أنه قد
مميزة منفصلة عن المزيج األنجلو
معلنا بوصفهم جاليات َّ وصل إلى الجزر الهندية) بمنحهم اعت ارًفا ثقافيًّا ً
أوروبي األبيض السائد الذي بات يحدد الهوية األمريكية.
ولم تدخل التعددية الثقافية قاموس المفردات العام إال في تسعينيات القرن العشرين مصحوب ًة بمطالبات
هذه الجماعات العرقية غير البيضاء باالعتراف الثقافي بها في مناهج المدارس والجامعات .ومن ثم ،فقد احتلت
أحيانا المركز األكثر أهمية — في النقاشات الدائرة بالواليات المتحدة حول
مهما — و ً
مركز ًّ
ًا القضايا العرقية
التعددية الثقافية .
ومن هذا المنطلق يمكن القول :إن التعددية الثقافية نشأت في ظروف خاصة تمثلت في الواقع
السياسي واالقتصادي واالجتماعي في الدول الغربية ،الذي تخلله نضال طويل للحصول على الحقوق التي
كانت مهدرة في الماضي ،هذا األمر قد يختلف باختالف الواقع الذي تعيشه كل دولة ،وبمرور الوقت أصبح
باإلمكان تلمس سياسات موحدة في المنظمات العالمية واألممية على األقل في مستوى التقنين النظري للحقوق
كثيفا وما زالت تتعرض للنقد
الثقافية لألفراد واألقليات ،ونستطيع القول :إننا أمام نظرية ما زال الجدل حولها ً
في بعض جوانبها وذلك لطبيعة موضوعها وتشعبه من خالل ارتباطه بالحقوق الفردية والجماعية ،ودور الدولة
تجاه األقليات من المواطنين األصليين الذين يمثلون أقليات ،وكذا تجاه المهاجرين من دول أخرى لتلك الدول،
تشابكا .وعلى الرغم من اعتقاد البعض رسوخ
ً تعقيدا و
والرتباطها كذلك بموضوع الثقافة وهو من أكثر المواضيع ً
التجربة الديمقراطية في المجتمعات الليبرالية والمحاوالت الجادة لتلك الدول في عملية اإلدماج الثقافي ،واستعمال
اآللة اإلعالمية القوية في الترويج لذلك ،إال أن التعددية الثقافية ما زالت تجابه بانتقادات جادة وحقيقية.
6
مستويات التعددية الثقافية.
ومن خالل العرض السابق لمفاهيم ونشأة التعددية الثقافية ،نستنتج وجود مـستويين للتعددية الثقافية وهما تعددية
ثقافية داخلية وتعدديـة ثقافية خارجية.
هـو التنـوع الثقافي بين الثقافات الفرعية األصلية للمجتمع من فئاته وأفراده ،وما يجمعهم وما يميزهم ،والثقافات
دور داخل المجتمع الواحد .نذكر منها على سـبيل الوافدة والتـي جـاءت للمجتمـع األصلي لتنـدمج فيه وتأخـذ ًا
المثال المسلمون والهندوس والسيخ فهي ثقافات مختلفـة داخـل الدولة القومية (الهند) فكل طائفة مـنهم لهـا
عاداتها وتقاليدها التي تميزها عـن غيرهـا ولكن يجمعهم وطن واحد ودولة قومية واحدة .وكذلك في أمريكـا حيـث
كال له ثقافتـه المميزة ولكن يجمعهم وطن واحـد ودولـة قومية واحـدة
الهنـود الحمـر والبيض والزنوج واآلسيويين ً
وهـي الواليـات المتحـدة األمريكية.
وهي التي تعني التعدد الثقافي ما بين ثقافـات مجتمعـات وغيرهـا مـن المجتمعات األخرى .ويحدث هذا من
خـالل انخراط أفراد أحد المجتمعات داخل مجتمع آخر بغرض العمل أو التعليم أو اكتساب مهارات خاصـة.
مما ينتج عنـه تعـدد ثقافي في المجتمـع الوافد إليه األفراد ولكـن بـال أدنـى صراعات مع ثقافة االفراد القادمين
إليه ،ال من حيث التماسك أو تغير أنماط وعادات الحياة .ونذكر علـى سـبيل المثـال البلدان العربية واستقبالها
ألفراد مـن بلـدان أخــرى كاســتقبالهم للهنــود والباكستانيين وغيرهم من أجل العمل أو التعليم مما ال يؤثر على
المجتمع ذاته.
ويتضح من ذلك أن مصطلح التعددية الثقافية يستخدم "كمصطلح شامل يغطي مساحة واسعة من
السياسات التي تستهدف توفير مستوى معين من االعتراف العام والمساندة للمجموعات العرقية الثقافية غير
المسيطرة سواء كانت هذه الجماعات أقليات جديدة كالمهاجرين والالجئين أو أقليات قديمة كاألقليات المستقرة
يخيا والسكان األصليين.
تار ً
7
صعوبات التعددية الثقافية.
واعتُِّبرت « التعددية الثقافية » صعبة — وإن لم تكن مستحيلة — لثالثة أسباب :الخصوصية العرقية
المفترضة ،التي تعلقت في الواقع باختالفات فسيولوجية سطحية مثل لون البشرة ،لكنها بدت ِّّ
معبرة عن حاجز
بيولوجي وثقافي يستحيل تخطيه ،وإن اختُرِّق فسينتهي به األمر إلى تغيير الشخصية الوطنية بالكاملً .
وثانيا:
أخير :عدم استعداد جاليات
«الملونين» .و ًا
َّ العداء الواضح الذي أبداه السكان «البيض» المضيفون إزاء
المهاجرين ذاتها للتخلي ببساطة عن جميع أوجه خصوصيتها الثقافية — على سبيل المثال :اللغة والدين
— ومضاهاة الشعوب المضيفة بطريقة أو بأخرى في جميع النواحي الثقافية.
في الواقع أن المسارات التي سلكتها التعددية الثقافية في البلدان المختلفة تباينت للعديد من األسباب ،وقد أجري
مفيدا في تحديد درجة اعتبار البلدان "متعددة الثقافات" ،أي ما مدي تبنيها لسياسات
حصر ًًا "كيمليكا وآخرون"
التعددية الثقافية.
وقد َّ
تشكلت تلك القائمة على أساس أن سياسات التعددية الثقافية تتضمن مبدأين رئيسيين؛ أوًال :ينبغي أن تكون
شروط الدخول إليها محايدة عرقٍّيا ،بحيث يتزايد مجيء المهاجرين إلى البلدان المناصرة للتعددية الثقافية من
8
وثانيا :يكون
وحتما من بلدان أغلبيتها مسلمةً .
ً بلدان غير أوروبية ومن بلدان غير مسيحية في أغلب األحيان،
.1التأكيد الدستوري أو التشريعي أو البرلماني على التعددية الثقافية على المستويين المركزي واإلقليمي،
أو أيهما ،وعلى مستوى البلديات.
ِّّ .2
تبني التعددية الثقافية في المنهج المدرسي.
.3تمثيل األقليات العرقية ومراعاتها في إطار وسائل اإلعالم العامة.
بدال من القبعات
.4اإلعفاء من قواعد الملبس — على سبيل المثال :السماح للسيخ بارتداء العمامات ً
المدرسية.
.5السماح بازدواجية الجنسية.
.٦تمويل الجماعات العرقية من أجل تشجيع األنشطة الثقافية.
.7تمويل التعليم ثنائي اللغة أو التعليم باللغة األم.
.8اتخاذ إجراءات إيجابية لمصلحة الجماعات المحرومة.
ِّ
باألخص تسمية البند األخير بمسمى أصوب :صياغة ليست هذه القائمة محل اتفاق من الجميع ،وينبغي
تشريعات مناهضة للعنصرية ،مثل سلسلة القوانين البريطانية المسماة قوانين العالقات العنصرية التي َج َّرمت
على نحو متزايد التمييز ضد األقليات في التوظيف واإلسكان ودخول الحانات والمطاعم ،والحصول على غير
ذلك من الموارد وسبل الراحة والترفيه.
ومع ذلك ،تتيح القائمة مقارنة معقولة بين البلدان المختلفة من حيث قوة التزامها بسياسات التعددية
الثقافية ،وعلى هذا األساس ،يذهب كيمليكا وآخرون إلى أنه ينبغي تصنيف أولئك الذين يتبنون ٦من
السياسات الثمانية ضمن التبني "القوي" للتعددية الثقافية ،في حين ُيعتََبر الذين يحققون ما بين ۳و ٥٫٥
تطبيقا أكثر صورية) ضمن التبني "المتوسط"
ً درجة (تشير نصف الدرجة إلى تبني السياسات وتطبيقها
9
لسياسات التعددية الثقافية .والذين ُّ
يقلون عن ۳درجات ضمن التبني "الضعيف" وينبثق من هذا التصنيف
الترتيب اآلتي:
متوسط :بلجيكا وهولندا ونيوزيلندا والسويد والمملكة المتحدة والواليات المتحدة األمريكية.
ضعيف :النمسا والدنمارك وفنلندا وألمانيا واليونان وأيرلندا وإيطاليا والنرويج والبرتغال وإسبانيا وسويس ار
العوامل التي دعت إىل االهتمام بالتعددية الثقافية وااللتزام بها عامليا ما يلي:
.1الهجرة.
أمنا ظاهرة
تشكل حركة الهجرة إلى أمريكا الشمالية أو أوروبا بحثًا عن فرص عمل أو حياة أكثر ً
عالمية ،وقضية الهجرة مرتبطة بقضايا أخرى كالفقر ،والحروب والنزاعات المسلحة ،وانحسار مستوي الحريات
أخر العولمة
أخير وليس ًا
العامة ،واألوضاع السياسية واالقتصادية المتردية في الكثير من بلدان العالم الثالث ،و ًا
وما أفرزته من متغيرات علمية وتكنولوجية جمة ،رمت بظاللها على مجتمعات العالم كافة".
كبير في مجريات الحياة العامة في دول الهدف ،إذ تنافس على فرص
تأثير ًا
وتؤثر الجماعات المهاجرة ًا
العمل المتاحة ،وتساهم في التأثير على الهوية القومية لتلك الدول ،من خالل ما يفرضه الواقع من التعاطي
مع تلك الهوية ،كما أن انغالق بعض الجماعات حول نفسها خلق مشكلة دفعت حكومات تلك الدول إلى تبني
سياسات دمج داخل المجتمع.
ُيحتم الواقع السياسي واالجتماعي في بعض الدول على تشجيع تبني سياسة التعددية الثقافية ،إذ أن
تنوعا يضع الحكومات بين خيارين :إما القبول بها كلها ،وإما
المكونات األساسية للمجتمع فيها متنوع ً
حيا لما يمكن أن يفعله
مثاال ً
المواجهة والصراع بين تلك الفئات المتباينة .وقد كان انهيار االتحاد السوفيتي ً
التنوع من انقسامات كبيرة على مستوى بناء الدولة ،فقد تفكك االتحاد إلى دول قومية متباينة ،كالسالف
والبلطيق واألتراك والقوقاز.
10
.3حقوق اإلنسان واألقليات.
تناولت كل الدساتير الحديثة ،حقوق اإلنسان ،وصاغتها صياغات مختلفة وفًقا للظرف والمصلحة
القائمة ،وصوًال إلى اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الصادر في 10ديسمبر ،1٩48والذي تضمن نصه
ثالثين مادة ،تتمحور حول تعزيز احترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية ،وإيجاد التفاهم والتسامح والمساواة
بين األفراد باختالف أصولهم الدينية والعرقية واللغوية ،كما تقر حق األفراد في المشاركة الفاعلة في المجتمع.
وقد تضمن اإلعالن السابق حق األفراد في االنضمام إلى الجماعات ،وممارسة كافة خصوصياتها
الثقافية ،ودعا إلى االعتراف بثقافات تلك الجماعات وتأثيرها ومساهمتها في التقدم المعرفي ،وهو ما دعا إليه
إعالن اليونسكو العالمي بشأن التنوع الثقافي.
وقد فرض هذا األمر على الدول رفض سياسات التمييز العنصري ،ونشر قيم التسامح وتقبل اآلخر،
كما أسهمت منظمة اليونسكو في النضال ضد التمييز ومكافحته من خالل مشروع :مناهضة العنصرية والتمييز
أيضا إلى تبني
وكراهية األجانب .إن إدراك تلك الدول والمؤسسات لحتمية التنوع واالختالف هو ما دفعها ً
سياسات واضحة للتعددية الثقافية بكافة أشكالها االجتماعية والثقافية والسياسية ،ويتجلى شيء من ذلك في
النظم والسياسات المتبعة في كل من كندا وسويس ار على سبيل المثال.
.٥التعايش السلمي.
شق مصطلح التعايش السلمي طريقه إلى مجموعة مصطلحات التاريخ المعاصر والعالقات الدولية
سنة 1٩4٦في أثر الحرب العالمية الثانية ،وارتبط المصطلح فترة طويلة باألفكار المتعلقة بالعالقة بين قطبي
الصراع في أواخر القرن العشرين ،االتحاد السوفيتي والواليات المتحدة األمريكية ،بأنه :اتفاق دولتين أو أكثر
على االمتناع عن الحرب لتفادي أخطارها ،وبحث إمكانية التعاون االقتصادي والثقافي والعلمي بينها" ُ
ويقصد
دينا أو ثقافة ،في محيط واحد ،دون أن يلغيعموما :تعايش الجماعات والفئات المختلفة لوناً أو عرًقا أو ً
ً به
أحدهم اآلخر ،ودون اإلضرار به.
11
وقد أكدت منظمة اليونسكو على ضرورة تعايش أجيال الشعوب الحاضرة مع أجيال المستقبل ،في ظل
أجواء يسودها السالم واألمان واحترام حقوق اإلنسان ،وأن على األجيال الحاضرة إبعاد أجيال المستقبل عن
المعاناة الناجمة من الحروب ،من خالل الحيلولة دون تعرضهم لألضرار الناجمة عن النزاعات ،المسلحة،
ووضع الصيغ المناسبة التي تحد من استخدام األسلحة ضد المبادئ اإلنسانية وفي ضوء هذه الحركات
والمفاهيم حديثة النشأة ،ظهرت التعددية الثقافية كرد فعل لحركات وطلبات األقليات المختلفة بحقوقهم ،وكمفهوم
اجتماعيا في النصف األخير من القرن العشرين.
ً سياسيا و
ً نظري موجه
.1نسبية احلقيقية.
تستند معظم الدراسات الفلسفية الغربية الحديثة في نظرتها للحقيقة علي أنها " ال توجد حقيقة مطلقة يمكن
أن ُيحكم بها علي صحة أو بطالن اآلراء ،بل كل الحقائق نسبية حسب الظروف التي تنسب إليها" .فهي مرتبطة
تصور لألشياء ،بل تصور جزئي عنها".
ًا بالظروف ،وتتعدد بتعددها ،كما أنها ليست
أيضا حيث يقرون أن "مقياس صحة األفكار يتوقف علي نتائجها ،فهو بذلك
ويذهب البرجماتيون إلي ذلك ً
يجعل الحقيقة نسبية غير ثابتة ،أي تتغير وفًقا للظروف وأحوال األفراد والمجتمعات.
وهذه النظرة ليست وليدة الفكر المعاصر بل هي موغلة في الفكر الفلسفي اليوناني عند السوفسطائيين ،ويلخص
جميعا".
ً بروتاغورس كبير السوفسطائيين هذه النظرة في قوله "إن اإلنسان معيار أو مقياس االشياء
.2احلرية.
وتعبر الحرية عن إمكانية الفرد دون أي جبر أو شرط أو ضغط خارجي على اتخاذ قرار أو تحديد خيار
قيودا
من عدة إمكانيات موجودة .والحرية هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات اإلنسان وإنتاجه سواء كانت ً
قيودا معنوية ،فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة أو للذات ،والتخلص من الضغوط
مادية أو ً
المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما.
12
والحرية البشرية ينبغي أن تتضمن حرية الضمير والفكر والحرية المطلقة لل أري ،وكذلك حرية السعي خلف
االهداف والرغبات التي تتناسب مع الطباع ،وكذلك حرية العمل وحرية اجتماع األفراد ببعضهم ببعض.
.3العدالة.
اء ارتكزت هذه القواعد على اإلجماع البشري أو علىالعدالة هي العمل وفقاً لمتطلبات القانون ،سو ً
المعايير االجتماعية .والعدالة مفهوم واسع تُنادي به جميع الشعوب وتطمح لتحقيقها نظ اًر ألهميتها في خلق
تصور إنساني ُيركز على تحقيق التوازن
نوع من المساواة بين مختلف أفراد العالم .أما المفهوم العام للعدالة فهي ُّ
التصور أنظمة وقوانين يتعاون في وضعها أكثر من
ُّ ويحكم هذا
ُ المجتمع من حيث الحقوق،
بين جميع أفراد ُ
شخص بطريقة ُحرة دون أي ُّ
تحكم أو ُّ
تدخل ،وهذا حتى تضمن العدالة تحقيق المساواة بين جميع األشخاص.
وينبغي ا إلقرار بأن هذا المبدأ المتعلق بالمساواة والعدالة بين البشر جديد بحق ،ففي عام ،1٩1٩حين
حاولت اليابان إدخال عبارة تتعلق بالمساواة بين البشر في عهد عصبة األمم ،رفضته الدول الغربية علي الفور.
وليس في ذلك ما يثير للدهشة ،فقد كان األوروبيون علي أي حال ،ضالعين في حماية إمبراطوريات تحتل اجز ً
اءا
علنا علي مبادئ عنصرية تعتبر البيض متفوقين علي األعراق األخري.
كبير من آسيا وأفريقيا ترتكز ً
ًا
كبير في األيدولوجيات العنصرية ويعتبر أن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان عام 1٩48مثل ًا
تغير رمزًيا ًا
عالميا للحركات المناصرة للسياسات العنصرية .إال أن تهيئة مناخ ثقافي دولي متعاطف مع حقوقً سياسيا
ً وصدا
ً
اإلنسان والمساواة بين البشر لم تتحقق إال َع ِّقب معارك مستمرة قادتها مختلف الجماعات الخاضعة ،بما فيها سكان
المستعمرات االوروبية.
أهمية العدالة.
.1تحقيق المساواة بين أفراد المجتمع ،وهذا بغض النظر عن مركز الشخص أو جنسه أو دينه ،وبهذا سوف
يتحقق األمن واألمان للجميع وسيكونون قادرين على العيش والقيام بأعمالهم دون الشعور بالخوف من ال ُ
ظلم .
المجتمع
.2نشر المحبة واألُلفة بين جميع أفراد ُ
.3الشعور باإلنصاف والرضا بين أفراد المجتمع ،على عكس ما يمكن أن ُيخّلفه الظلم ،فتُنتزع صفات الحقد
والكراهية لتحل محلها صفات االحترام الود.
13
رابعا :النظريات املفسرة التعددية الثقافية.
توصلت علوم الثقافة واالجتماع إلـى مجموعة من المفاهيم التي تـشكل نظريـات يمكن بها تفسير التعددية الثقافية
ومـن تلـك النظريات :
إن نظرية التعددية الجماهرية هـي الضامنة لتحقيق رغبات أغلبية األفراد وهي ناتج لصناعة الثقافة حيث
تعتمد الثقافة علـى النزعة التجارية من خالل إنتـاج الخـدمات الثقافيــة واســتهالكها لتحقيــق المكاســب واألرباح
القصوى فأسلوب الحيـاة الثقافيـة المعاصرة تعتمـد علـى بعـض المفـاهيم األساسية كالرفاهية والتسلية وغيرهـا ممـا
يحقق رغبات الشعب .إال أن تلـك النظريـة باتت في خدمة أصحاب الـسلطة والثـروة ونتج عنه تزعزع في المعـايير
األخالقيـة والسلوكية ورافقها امتهان للشخصية اإلنسانية .وبذلك تكون نظرية التعددية الجماهرية مـا هي إال همجية
وانفالت أخالقي.
.3نظرية القولبة:
وهي نظرية المقصود بهـا تـصنيف األفراد إلى مجموعـات حـسب عالمـات االنتماء الخارجي من لباس
أيضا تحتاج إلى تعديل ألن بهذا
وهيئة أو حـسب مميزات داخلية من تصرفات وسـلوك .ونجد هنا أن تلـك النظريـة ً
الشكل قـد توجهنا بشكل أو بآخر نحو العنصرية وليس التعددية ألنه تم التركيز في تلك النظرية على الحاجز
البيولوجي من شكل ولباس ولهجـة مما يؤدي إلي وجود تعميم بين أفراد المجتمـع الواحد وتُوضح تلك الفروق علـى
أسـاس وجود أقليات وليس وجود أناس تجمعهم حاجات مشتركة في مجتمع واحد.
14
.4نظرية وعاء السلطة.
تقوم هذه النظرية علي أن السلطة عبارة عن مجتمع غير متجانس يتفاعل فيه الناس من الثقافات المختلفة
فيما بينهم ،وبالرغم من هذا يمكنهم االحتفاظ بخصائص الثقافة التقليدية الخاصة بهم ،ومن أبرز االمثلة علي هذه
النظرية مدينة نيويورك حيث أنها تجمع بين عدد من المجتمعات علي أرضها مثل الحي الصيني والحي العربي
رأس المال االجتماعي ( )Social Capitalهو مصطلح اجتماعي يدل على قيمة وفعالية العالقات
االجتماعية ودور التعاون والثقة في تحقيق األهداف المرجوة .وبمفهوم عام ،فإن الرأس مال االجتماعي هو الركيزة
األساسية للعالقات االجتماعية ويتكون من مجموع الفوائد التي يمكن تحقيقها من خالل التعاون ما بين أفراد
وجماعات مجتمع ما وتفاضلية التعامل معه.
ومن ثم فإن ارتفــاع مــستوى رأس المــال االجتماعي يتيح للمشاركين فـي الـشبكات االجتماعية المزدحمة أن
يثق بعضهم ببعض وأن يتضافروا في تتبع األهداف المـشتركة وتحقيقها .وهناك تمييز قـائم مـا بـين رأس المال
االجتماعي الترابطي وهو يتعلق بخلق تالحم داخل مجتمعات محددة فهو يجمع بين أشخاص يشبه بعضهم
البعض سـواء مـن الطبقة أو العرق أو النوع أو العمر .أما رأس المال التواصلي فيمثل جـزًء مـن عمليـة تكوين
بعضا لـذا كـان
شبكات مجتمعية متداخلة لمجتمعـات بعينها بحيث يجمع بين األشخاص الـذين ال يشبه بعضهم ً
رأس المـال التواصلي هو عنصر حيوي يمكن به تحقيق ترابط اجتماعي على نطاق واسع.
تنبع أهمية المفهوم من أنه ال توجد أساليب سلوك تنطبق على البشر كافة فى كل مكان وكل زمان ،وتعتبر
األفرد بإطار محدد من القيم األخالقية والدينية واالقتصادية واالجتماعية التى تكون
ا الثقافة هي األداة التى تمد
بمثابة الموجه للسلوك للتعامل مع البيئة المحيطة.
15
أحيانا لالنعزال عن بعضها البعض
ً التحديات فيما يتعّلق بتنظيم الفئات المختلفة التي تش ّكل المجتمع ،والتي قد تميل
ّ
لتش ّكل وحدات صغيرة بعقليات جامدة ترفض التغيير والتعايش مع الوحدات األخرى ،إالّ أن أهمية التعددية وإيجابياتها
شك عن سلبياتها.
تطغى بال ّ
وإليك فيما يلي أمور تؤكد على أهمية وجود التعددية بأشكاهلا يف اجملتمعات:
أثّرت في شعوب أخرى مختلفة عن ثقافتك .وهنا يأتي دور المؤتمرات العالمية والفعاليات ّ
متعددة الثقافات في
التعرف على أشخاص جدد من مختلف أنحاء العالم ومعرفة المزيد عن ثقافاتهم وعاداتهم
ّ مساعدتك على
وبالتالي تعزيز مفهوم المواطنة العالمية في داخلك.
16
ّ
.3خلق منظور جديد عندما تتعرف على جتارب الغري.
جديدا .عندما
منظور ً
ًا تماما عن حياتك ،األمر الذي يمنحك
فإنك بذلك تسّلط الضوء على حياة مختلفة ً
تقارن صراعاتك ،أولوياتك وقيمك مع اآلخر ،ستبدأ في فهم وجهات نظر الغير وتصرفاتهم وردود أفعالهم.
تفه ًما التحدث مع اآلخرين ذووي الخلفيات الثقافية المختلفة قد ّ
يغير من عقليتك أو على األقل سيجعلك أكثر ّ ّ
لوجهات نظر الغير ودوافعهم والصعوبات التي تواجههم.
أن هنالك
كل فرد ّ
تماما .سيكتشف ّ
لتقبله ً
تعتبر التعددية الخطوة األولى ليس فقط للتسامح مع اآلخر وإنما ّ
مما كان يتوقع .وفي أحيان أخرى قد يكتشف أن
الكثير من النقاط المشتركة بينه وبين اآلخرين ،ربما أكثر ّ
يعرض الفرد لوجهات نظر
كبير وال مشكلة في ذلك إطالًقا .التكيف مع هذه االختالفات ّ
االختالف ال يزال ًا
ويصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة
ّ مختلفة كما سبق أن ذكرنا ،األمر الذي يقّلل من إطالق األحكام المسبقة
التي تغ ّذي العنصرية.
وكل
البد من أن نأتي على ذكر فرص اإلقامات الفنية والرياضية والبحثية التي تتيح للطالب والباحثين ّ
وهنا ّ
من يهتم بالسفر الفرصة لإلقامة في بلد آخر والمشاركة في نشاطاته الثقافية المختلفة ،األمر الذي يخلق تجربة
ممتعة تجمع بين التعلم والتسلية في نفس الوقت.
أن التبادالت الثقافية وفرص التطوع تسهم وبشكل كبير في خلق هذا المنظور .فضالً
ومن الجدير بالذكر ّ
تقدم فرصة للسفر وااللتقاء بأشخاص جدد وحتى العمل وكسب المال ،فهي تتيح للشباب اإلطالّع
عن ّأنها ّ
17
مصدر خصب إلثراء الثقافة البشرية؛ فإن ثقافة أي جماعة يثريها أكثر التواصل ليس مع جماعات ثقافية
جماعية متطابقة ،وإنما مع ثقافات جماعية مغايرة لها ،وهو ما ال يتحقق إال في ظل التنوع الثقافي.
يتيح االعتماد على مجموعة عمل متنوعة ثقافياً إلى جذب أفضل المواهب؛ فاالعتماد في التوظيف على
مجموعة متنوعة من الثقافات؛ يتيح جذب المواهب المتميزة واالستفادة منها ومن خبراتها في مختلف المجاالت.
حاليا مصر والسعودية واإلمارات.
وأكبر مثال علي ذلك ً
إن اختالط األفراد مع أشخاص آخرين من ثقافات متنوعة سيمنحهم المزيد من الثقة في التعامل مع أشخاص
خارج نطاقهم المعتاد ،وسيزيد من التفاعل مع غيرهم من األشخاص الذين لديهم ممارسات ومعتقدات وخبرات
حياة وثقافة مختلفة ،وهذا يعزز الشعور بالتعاطف ،إذ ال يمكن للشخص فهم األشخاص وثقافاتهم بشكل كامل
دون التفاعل معهم ،واالنخراط معهم ،وهو ما سينجم عنه التعاطف على األغلب.
18
• إيفاد بعثات للمدرسين للخارج من قبل و ازرة التربية والتعليم.
• التبادل العلمي ألعضاء ھيئة التدريس بالخارج.
• استضافة الجامعات المصرية لبعض االحتفاالت والمھرجانات الكبيرة.
• إرسال بعض الطالب المصريين للتعليم في الخارج أو إيفاد بعض الطـالب مـن البلـد المضيف إلى مـصر
فـي إطـار التعـاون المتبادل المشترك.
أكبر مثال علي ذلك الهيئة األلمانية للتبادل العلمي الـ ()Deutscher Akademischer Austauschdienst
أختصار الـ (.)DAAD
ًا ويرمز لها
توضحت لنا أهمية التعددية وآثارها اإليجابية على الفرد والمجتمع ،ال ّبد لنا من دعمها والعمل على
بعد أن ّ
اء كان ذلك في العمل أو في بيئة الدراسة أو غيرها ،فما الذي بوسعك فعله كفرد لتدعم
تعزيزها من حولنا ،سو ً
التعددية في مجتمعك؟
-1اعمل على زيادة فهمك لثقافات اآلخرين من خالل التعامل مع أشخاص من ثقافات أخرى غير ثقافتك
بشكل مستمر ،فال يمكن للعالقات أن تتطور من دون التفاهم.
الخاصة على اآلخرين والتي قد ال تتوافق مع ثقافاتهم ومعتقداتهم.
ّ تجنب محاولة فرض قيمك وآرائك
ّ -2
-3عندما تتواصل مع أشخاص آخرين ال يتقنون لغتك ،ال تعتبر أن جهلهم بلغتك يعكس مستواهم الثقافي
أو التعليمي.
أن المفاهيم ذات العالقة بالعمل والعائلة واألمور الروحانية تختلف من
دائما في عين االعتبار ّ
-4ضع ً
ثقافة ألخرى وتؤثر بشكل كبير على السلوك.
-5احرص على استخدام أدوات ومواد (محسوسة أو مكتوبة أو غيرها) تتناسب مع مختلف الثقافات
ووجهات النظر والخلفيات االجتماعية .سواء كان ذلك في العمل أو في مكان الدراسة أو األماكن العامة.
أن اآلخرين يظهرون ً
سلوكا ال يحترم التعددية أو يتسم بالتعصب تدخل بطريقة مالئمة في حال الحظت ّ
ّ -٦
التحيز.
و ّ
أخيرا،
وتقبلها والترحيب بها .و ً
مبادر في االستماع لألفكار الجديدة المختلفة عن أفكارك الخاصةّ ،
ًا -7كن
قوي وجميل ،وفي هذا الزمن الذي يشهد الكثير من العنف
اختالفاتنا تسهم في بناء مجتمع عالمي ّ
بجد أكبر للتعريف بأهمية التعددية ونشر
البد من العمل ّ
والتعصب والتمييز في أجزاء واسعة من العالمّ ،
بالحب واالحتفال باالختالف.
ّ الرد على هذا العنف
فكر التسامح والتعايش و ّ
19
مصطلحات مهمة
كراهية األجانب : Xenophobiaالخوف أو العداء القوي تجاه االشخاص من أعراق أو خلفيات ثقافية
مختلفة خوًفا من تأثير الثقافات االخري علي ثقافتك أو علي ثقافة أبناءك.
النزعة العرقية : Ethno-Centrismهي اعتقادك بأن عرفك أو ثقافتك متفوقة على ثقافات اآلخرين
ويستخدم هذا لتبرير استبعاد الثقافات األخرى من المجتمع ،أو الرغبة في إيقاف المهاججرين ً
تماما.
ثقافته أو ِّ
لونه ِّ مفهوم العنصرية :Raxismمشاعر أو أفعال سلبية تجاه شخص ما ،بناءا على عر ِّ
قه أو ً
ويمكن أن تكون العنصرية ضمنية أو صريحة.
التنافر املعريف .cognitive dissonance
هو حالة من التوتر أو اإلجهاد العقلي أو عدم الراحة التي يعاني منها الفرد الذي يحمل اثنين أو أكثر من
المعتقدات أو األفكار أو القيم المتناقضة في نفس الوقت ،أو يقوم بسلوك يتعارض مع معتقداته وأفكاره وقيمه،
اجه بمعلومات جديدة تتعارض مع المعتقدات واألفكار والقيم الموجودة لديه.
أو يو َ
التحيز اجلنسي أو التمييز على أساس اجلنس Sexism
بناء على جنس الشخص ،وعلى الرغم من أن الكلمة قد تدل على التمييز ضد هو التحيز أو التمييز ً
شيوعا .في اللغة العربية التحيز
ً أي من الجنسين ولكنها في العادة تعبر عن التمييز ضد المرأة بأعتباره األكثر
تحديدا يطلق علية الذكورية.
ً الجنسي الموجه ضد المرأة
ويحدد التحيز الجنسي ما يستطيع الرجال والنساء وما ينبغي عليهم فعله ،علي سبيل المثال-:
المرجع أن تواجه النساء فجوة في األجور مقارنة بالرجال علي الرغم من قيامهم بنفس الوظيفة :Occupationalمن ُ ▪
الدور ،وقد يصل األمر إلي تحديد أعمال معينة للمرأة للقيام بها "النساء مكانهم األساسي المطبخ".
األعمال المنزلية ُ :Domwsticينظر للرجال علي أنهم ليسوا جيدين باألعمال المنزلية مقارنة باإلناث "األعمال المنزلية ▪
هي واجب علي المرأة فقط حتي ولو كانت تعمل مثلها مثل الرجل".
الجوانب اإلنفعالية :Emotionalمن المتوقع من الرجال أن يتحكموا في عواطفهم وانفعاالتهم بشكل أكبر ،وأن يكونوا ▪
ِّ
ضعفهم". أقوياء طوال الوقت "ال يجب علي الرجال أن يظهروا
20
التحيز العمري أو التمييز على أساس السن Sexism
إن التمييز على أساس السن يعني أنك ال تحصل على نفس الفرص مثل اآلخرين ،لمجرد أنك أصغر
أو أكبر من اآلخرين ممن هم في نفس الموقف .ويمكن أن يحدث هذا النوع من التمييز في مرافق التعليم ،أو
في العمل ،أو في المستشفيات ،أو في المكتبات أو غيرها من األماكن حيث يشارك الناس من مختلف األعمار
في نفس النشاط سواء الشباب أو كبار السن .وتٌعد الفئة األكثر معاناة من هذا النع من التمييز هم كبار السن.
وتشمل األحكام المسبقة الشائعة عنهم ما يلي:
يفتقر كبار السن إلى المهارات في مجال التكنولوجيا الحديثة. •
كبار السن عبء اقتصادي على المجتمع. •
يعاني كبار السن من تدهور الصحة ويكونون أكثر عرضة للضعف والمرض. •
الهَّوة الفاصلة بين أفكار ومعتقدات جيلين أو أكثر .وتشمل االختالف أو التفاوت في المعتقدات
هي ُ
الدينية والسياسية والفكرية ،والقيم واألفعال واألذواق ،وغيرها .ويستخدم مصطلح الفجوة الجيلية ليشير إلى
الفجوة المحسوسة بين الشباب وآبائهم أو أجدادهم.
21