Professional Documents
Culture Documents
حوار الحضارات هو كل تفاعل بين حضارتين أو أكثر يت ّم فيها تبادل الخبرات في مختلف المجاالت من
أجل تمتين العالقات بين ال ّشعوب سياسيّا 1و ثقافيّا و اقتصاديا .و اليوم أصبح التالقح الثّقافي و الحضار ّ
ي
ظاهرة موضوعيّة مثل الظّواهر الطّبيعيّة من العبث مقاومتها 1إنّه قانون عام ال يص ّد و ال ير ّد.
و قد تظهر هذه ال ّدواعي في مجاالت ع ّدة منها المجال الثّقاف ّي .فقد تضاعفت الحاجة اليوم لدى ال ّشعوب إلى
التّبادل الثّقاف ّي الح ّر استئناسا 1باآلخر و التّعرّف إلى عاداته و خبراته و االستفادة منها في تطوير 1مرجعيّاته
الحضاريّة وفق آليّات مح ّددة.
• تجنّب مبدأ المفاضلة :فعلى كل طرف أن يعامل الطّرف المقابل له على مبدأ المساواة في القيمة والمكانة
تأثّرا و تأثيرا.
• التّبادل :أن يؤمن كل طرف بجديّة ال ّشراكة فينهض الحوار على تبادل مستم ّر للخبرات و القدرات و
المعارف 1بشكل يسرّق التّقّ ّدم و يحقّق التّط ّور 1الحضاري 1المطرد .فعلى كل طرف أي ينظر إلى اآلخر على
ي كفء و قادر على اإلضافة و على أن يعطي بقدر ما هو مستع ّد إلى أن يأخذ. أنّه كائن ثقاف ّي و حضار ّ1
• اإلعالم :في الحضارات و الثّقافات القديمة كان التالقح بطيئا لبطء االتصاالت و أما في األزمنة الحديثة
فقد تسارع 1التّاريخ فتسارعت وتائر 1التّالقح بفضل تقنيّات االتّصال و ّ
البث و التّبادل و السّياحة و الهجرة و
اختالط ال ّس ّكان و لقد أسهمت وسائل اإلعالم في سرعة تنقّل خبرات األمم ،يقول مصطفى المصمودي:
أن تكاتف شبكات اإلرسال و اتّساع رقعتها 1سيفتح عهدا جديدا تتأثّر به
"يعتبر الكثير من المالحظين ّ
األرضيّة الثّقافيّة في مختلف المجتمعات".
و من وسائل الحوار الحضاري 1نذكر االنترنت و التّبادل الثّقافي في شكل رحالت علميّة و بعثات ثقافيّة.
• نشر ثقافة االعتدال و التّسامح و نبذ مظاهر 1التّط ّرف 1و التّش ّدد
• التّقريب بين الثّقافات المختلفة دون التّفريط في الخصوصيّة الثّقافيّة الضامنة للهوية
• كسر الحدود بين ال ّشعوب و خاصة الجمركيّة لتحقيق حريّة التّبادل التّجاري في مشروع العولمة.
-نشر ثقافة عدائيّة عبر وسائل اإلعالم فالب ّد اليوم أن نضمن درجة معقولة من التّنوّع الثّقافي في العالم
فالب ّد من إعادة هيكلة المؤسّسات التّعليميّة في العلم لمجانسة برامجها في ما يخصّ القيم الكونيّة مثل
الديمقراطية و حقوق اإلنسان باعتبارها 1قيما ثقافيّة عابرة للقوميّات يتعرف فيها العقل اإلنساني على نفسه
لتخريج أجيال إنسانية ذات وعي متجانس ال ينتهك حقوق اإلنسان و ال يسكت على انتهاكها و متشبّع بقيم
التّضامن البشري و باحترام البيئة باعتبار األرض وطن لإلنسان الحقيق ّي المهدد بكارثة ايكولوجيّة مميتة.