You are on page 1of 19

‫منتــــدى الباكالوريا‬

‫المحور األول‪:‬‬
‫اإلنيـــــة و الغيــــرية‬
‫إعداد األستاذ ‪ :‬عمار غيلوفي‪.‬‬
‫أستاذ مبرز في الفلسفة – قابس‬
‫الستفساراتكم‪،‬تابعوا الدروس والملخصات في الصفحة على الفيسببو‬
‫***‪ Bac 2019 gabes***philo‬أو علببببى األرقبببباة التاليببببة‪:‬‬
‫‪98600803 - 25025477‬‬
‫الجزء األول‪:‬‬
‫اإلنية المتعالية وإقصاء الغيرية‬
‫التقديم ‪ :‬دواعي طرح المسألة‬
‫بينما انشغلت الميتافيزيقبا المااليبة األفوطونيبة بمشبكد مبزدو ايتيقبي‬
‫سياسبببي‪ :‬تحصبببيد السعادببالنسببببة للفرد‪،‬وتأسبببيس المدينبببة الفا بببلة‬
‫بالنسبببة للمجتمف‪،‬فببلم الميتافيزيقببا العقونيببة الديكارتيببة ببام ان مام ببا‬
‫منصبا على مشكد ابسبتيمولويي مزدو ‪ :‬بمام الحقيقبة بالنسببة البى‬
‫الفكر وتأسيس العلم الطبيعي الحديث بالنسبة الى الاقافة اإلنسانية ‪.‬‬
‫فقد تنزلت مسألة اإلنية والغيرية مب البدايبة فبي اباا السبياف الفلسبفي‬
‫حول سؤال ‪ :‬ما األنسام ؟( افوطوم – السيبياد‪ ،‬انط ‪ -‬تاب المنطق)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫فليس باإلمكام ام نفكر في السعادب او الخير او العدالبة دوم ام نعبر‬
‫اإلنسبببام‪،‬وليس باإلمكبببام او نفكبببر فبببي الحقيقبببة او العلبببم دوم تعريببب‬
‫االنسام أوال‪.‬وأم نق عند إنيته اي حقيقته ويوار ويوده‪.‬‬
‫الداللة االنطولويية والمعرفية لإلنية ‪:‬‬
‫سببننطلق م ب أمببري علببى غايببة م ب الداللببة واألاميببة‪،‬حتى نسببتجلي‬
‫مف بببببوة اإلنيبببببة فبببببي بعبببببدي ا األنطولبببببويي الويبببببودي والمعرفبببببي‬
‫األبستمولويي‪،‬واما براام الريد المعلق فبي الفاباء عنبد ابب سبينا‪،‬‬
‫والكوييتو عند ديكارت ‪.‬‬
‫الماببال األول‪:‬يقببدة ماببال اإلنسببام المعلببق فببي الفابباء تو ببيحا لفكببرب‬
‫مر زيببة‪:‬إمكام إدرا اإلنسببام لويببوده وإلباتببه لااتببه بااتببه‪.‬إي معرفتببه‬
‫إلنيته التي ال تعني سوى معرفبة اإلنسبام لحقيقتبه وتيقنبه مب ويبوده‪.‬‬
‫ف باا المابال يقبول لنبا ‪:‬تخيبد نفسببل تلقبت للتبو‪ ،‬اكم‪،‬وتلقبت مبا أنببت‬
‫اكم امو‪،‬سليم العقد والبدم‪،‬وأنت معلق في السماء‪،‬وتسقط في فااء‬
‫( الفببرا )‪ ،‬واياتببل البدنيببة علببى ابباا النحو‪،‬أنببل مغمبض‬ ‫مطلببق‬
‫العيني ال تبصبر يبياا وال تسبمف ابوتا وال تلمبس يبياا تارييبا وأنبت‬
‫متباعببد األعابباء واألطببرا فببو تببتومس‪،‬وال تلمببس يسببمل‪،‬ففي ابباه‬
‫الحال‪،‬ال تدر م المويودات يياا‪،‬ف ي غير مويودب أابو‪،‬وال تبدر‬
‫أم لل بدم‪،‬فقد عطلت حواس إدرا ه‪،‬بقي أنل تدر يياا واحدا او انل‬
‫مويود‪.‬وتببدر ويببود ذاتببل وتشببعر ب ببا يببعورا داتليببا باطنيببا تأمليببا‬
‫بفكببر وتابببت ويببود ذاتببل وال تعببر ل ببا طببوال او عر ببا او لونببا او‬
‫يسما‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فاإلنيبببة انبببا‪،‬أي الشبببعور بالببباات‪ ،‬منغلقبببة علبببى ذات ا‪،‬مكتفيبببة بببباات ا‬
‫متعالية ومستقلة ع العالم وااليياء وحتى البدم‪.‬ويوداا يمنحه إياابا‬
‫الفكر البباطني وحبده وتيقن با مب ذات با فبي الفكبر وحبده ويبودا روحيبا‬
‫فكريا ذاتيا‪.‬‬
‫الماال الااني‪:‬الكوييتو عند ديكارت‪.‬‬
‫وييتبببو ابببي لفبببا باللغبببة الوتينيبببة فبببي اببباه الجملبببة‪ :‬أنا أفكبببر أنبببا‬
‫مويود ‪.COGITO ERGO SUM.‬‬
‫يسببلل ديكببارت سبببيلي للواببول الببى الكوييتببو‪.‬من الشببل ومببن‬
‫التأمد‪،‬لما بام يعتبزة تأسبيس العلبم الفيزيبامي‪،‬عزة علبى الشبل فبي بد‬
‫المعببببار والعلببببوة السببببابقة لمببببا تبببببي لببببه الخطببببأ في ا‪،‬ويببببل فببببي‬
‫الحواس‪،‬واو يشل تنبه بصفة حدسية أنه ال بد أم يكبوم ابو يبياا مبا‪،‬‬
‫وأنه م الاروري أم يكوم مويدا لكي يشل‪،‬أم يكوم مويودا ويفكبر‬
‫بما أنه يشل فأعاره الشل على ااه الفكرب ‪:‬أنا أفكر إذم أنا مويود‪.‬‬
‫والسبيد الااني‪،‬تأملي برااني‪،‬أفترض ديكارت أنه ال ويود إللبه(تالق)‬
‫وال ويبببود لسبببماء او ارض (العبببالم المخلوف)وانبببه ال ويبببود لفاببباء‬
‫فيزيببامي او مكببام تحتلببه األيببياء وبالتببالي ال ويببود ل يسبباة بمببا في ببا‬
‫يسمه‪،‬وبالاد‪،‬ال يستطيف أم يفترض أنه غير مويود‪،‬بما أنبه يفتبرض‬
‫ويتخيببد ويتصببور ابباه التصببورات‪.‬وتبعا لتعري ب التفكيببر البباي ابباغه‬
‫ديكارت في التأمد الااني‪ :‬ولك مبا أنبا؟ يبيء يفكر‪،‬ومبا الشبيء الباي‬
‫يفكر؟يعنببببببي يشل‪،‬يتصببببببور‪،‬يابت‪،‬ينفي‪،‬يريد‪،‬ال يريببببببد‪،‬ويتخيد أياببببببا‬
‫ويشعر‪، .‬لالل تيق ديكارت م أنه يفكر إذم او مويود‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫فمببا اببي الببدالالت و اإلسببتتباعات الفلسببفية ل بباي الماببالي الفلسببفيي‬
‫على اإلنية ومقاة الغيرية من ا ؟‬
‫بعض الشوااد‬ ‫بعض األفكار‬
‫إني أ وم أنا‬ ‫‪ -‬تعني اإلنية في معنااا الويودي‬
‫اب سينا‬ ‫إلبات الاات(إم أنا)‪،‬واإللبات‬
‫أنا مويود ديكارت‬ ‫تأ يد وإقرار‪،‬يقابله النفي‪،‬‬
‫وأ وم أنا أياا أنا‬ ‫إلبات ويود ييء ما يقابله نفي‬
‫ويود ييء آتر‪،‬ويود الاات‪،‬يعني وليس أعاامي اب سينا‬
‫نفي ويوداكحر‪،‬الغير‪،‬سواء ام‬
‫ااا الغير متماو في يسدي أو‬
‫العالم المحيط بي‪.‬‬
‫أعر نفسل بنفسل ‪.‬‬ ‫‪ -‬ااا اإللبات للويود‪،‬او فعد‬
‫سقراط‬ ‫التفكير التأملي الباطني‬
‫إريف إلى نفسل وتأمد‬ ‫والاي او م تواص النفس‬
‫اب سينا‬ ‫العاقلة المفكرب‪.‬‬
‫فعرفت م ذلل أني يوار‬ ‫‪ -‬يتحدد ويود الاات باعتباراا‬
‫أنا‪/‬نفس‪،‬يوار‪،‬روحانية‪،‬واي باقية د ماايته أو طبيعته ال‬
‫تالدب‪،‬ال تفنى عالمة‪،‬فا لة‪،‬بينما تقوة إال على الفكر‬
‫الجسد منزلته أنه عرض‪،‬ييء‪،‬فام زامد‪ .‬ديكارت‬
‫إم األناأي النفس‬ ‫‪ -‬م ااه المقاربة‪،‬نكتش التعري‬
‫الانامي لإلنسام يقوة على الفصد بي التي أنا ب ا ما أنا‬
‫النفس والجسد‪،‬واعتبار الجسد يسما متميزب تماة التميز‬
‫‪4‬‬
‫ماديا غيرية دتيلة وغريبة ع يوار الجسم ‪.‬ديكارت‬
‫اإلنسام وحقيقته‪.‬‬
‫ابطت إليل م المحد‬ ‫‪ -‬تنتمي اإلنية بما اي نفس إلى‬
‫األرفف اب سينا في‬ ‫عالم السماء‪،‬هللا‪،‬الحقامق‪،‬الخير‪،‬‬
‫بينما ينتمي الجسد‪،‬الغيرية‪،‬الى قصيدب النفس مخاطبا‬
‫العالم األر ي‪،‬السفلي‪.‬عالم الكوم البدم‬
‫والفساد‪.‬‬
‫النفس سامس والبدم‬ ‫‪ -‬ااا يقيم الحجة على سمو اإلنية‬
‫وأفاليت ا على الغيرية بما اي بدم‪ .‬مسوس ‪.‬الكندي‬

‫الخواة ‪:‬‬
‫يتنزل القول في اإلنية والغيريبة‪،‬في سبياف ان مباة الفلسبفة بالبحبث فبي‬
‫ماايببة اإلنسببام واإليابببة عبب السببؤال المر ببزي فببي الفلسببفة ‪ :‬مببا‬
‫اإلنسبببام ؟ ‪.‬انخرطبببت الفلسببببفة الميتافيزيقيبببة المااليبببة األفوطونيببببة‬
‫والعقونية الديكارتية في االنتصار إلى الفكر‪،‬وتعري اإلنسام علبى أنبه‬
‫رامتبببببببببه فبببببببببي‬ ‫نفبببببببببس تفكبببببببببر ‪،‬او أنبببببببببا مفكبببببببببر ‪،‬وتكم‬
‫الفكر (باسببكال)‪.‬فلنيته‪،‬اي قولببه أنا ( انط)‪،‬وإدرا ببه لااتببه و إلباتببه‬
‫لويببوده (اب سببينا)‪،‬ال تحصببد إال فببي الفكببر المحببض التببأملي الببباطني‬
‫المنغلق المستقد ع د الخاريات التفكير او حوار النفس مف ذات با‬
‫فبببي ابببمت (أفوطوم)‪.‬يحد الجسبببد محبببد الغيريبببة المعطلبببة والعبببامق‬
‫والسببببج والقبر‪،‬عببببامق معرفببببي واتوقي‪،‬ف ببببو يوقببببف الببببنفس فببببي‬
‫الخطبببل (افوطوم)‪،‬وحواس الجسبببد تخبببدعنا وتعوقنبببا فبببي البحبببث عببب‬
‫‪5‬‬
‫الحقيقببة(ديكارت)‪،‬واو سبببف الفببت والحببروب (افوطببوم) وحامببد أمبباة‬
‫بلو النفس السعادب(الكندي)‪.‬فالجسد غيرية معاديبة لإلنيبة‪،‬ففي الوقبت‬
‫الاي يشد الجسد اإلنية بما اي نفبس إلبى األرض والبى عبالم الشب وات‬
‫والملببببببببباات‪،‬يجلف ل بببببببببا الخطبببببببببأ والرذيلبببببببببة واأللبببببببببم والشبببببببببقاء‬
‫واال طراب‪،‬ويتويف على اإلنية بما اي نفبس أم تقطبف بد معايبرب‬
‫و ببببد اببببلة مببببف الجسببببد (افوطوم)‪،‬فو غرابببببة أم يعببببر أفوطببببوم‬
‫التفلس بأنه التدرب علبى المبوت ‪،‬أي اإلنفصبال عب الجسبد‪ .‬اكاا‬
‫تببزدري نفببس الفيلسببو الجسببد بعمببق وتفببر منببه وتحبباول أم تنعببزل‬
‫ببببباات ا عنببببه (افوطوم‪-‬محبببباورب فيدوم)‪،‬سببببعيا الببببى تحببببرر اإلنيببببة‬
‫الجسببد (أماولببة الك )‪.‬ويحببق لنببا أم‬ ‫وتوا ب ا م ب أغببول ب‬
‫نف م الجدل الصاعد عند افوطوم‪،‬و الشل عند ديكارت على ان ما‬
‫تمبريني من جيبي تبأملي لإلنيببة حتبى ترتقبي الببى الحقبامق فبي ذات ببا‬
‫وفببي اببفام ا (افوطوم)‪،‬و أم ال أتلقببى علببى اإلطببوف يببياا علببى أنببه‬
‫حق ما لم أتبي بالبدااة أنه الل (ديكارت‪-‬القاعدب األولى مب قواعبد‬
‫المن ‪:‬مقالة المن )‪ .‬أو قد التخلص م الجسد له ألنبه يعكبر ابفو‬
‫النفس وال يسمح ل ا بالواول إلى الحقيقة ‪.‬‬
‫فاإلنية ليست سوى قدرب اإلنسبام علبى تملبل األنبا فبي تماله‪،‬تسبمو‬
‫ببببه غايبببة السبببمو فبببوف سبببامر الكامنبببات الحيبببة األتبببرى علبببى ويبببه‬
‫األرض ( بببانط ‪:‬االناروبولوييبببا مببب وي بببة ن)بببر براغماتيبببة)‪.‬فنح‬
‫بأنفسببنا ال بأيسببادنا إنببا بأنفسببنا نح ب مببا نح ب ‪،‬ال بأيسببامنا (الكندي‬
‫رسببالة فببي الحيلببة لببدفف األحزام)‪.‬واإلنيببة يببوار مفكببر ‪ ،‬فببي مقابببد‬
‫الغيرية باعتباراا عرض او يبيء ممتبد (مادي) أو يسبم ينتمبي‬
‫‪6‬‬
‫الى عالم األيياء المادية (تعريب ديكبارت للجسبم – البـتأمد الااني)‪،‬أنبا‬
‫الكببام الببواعي المريببد بينمببا الجسببد آلة‪ ،‬أيسببامنا آالت ألنفسببنا ت) ببر‬
‫ب ببببا أفعالنا (الكنببببدي)‪ .‬أه أم ااه(أعاببببامي) تببببوابعي وآالت لببببي‬
‫أسببببتعمل ا فببببي حايببببات (اب سببببينا)‪ .‬ولببببيس الجسببببد سببببوى آلببببة‬
‫مر بة (ديكارت)‪.‬والجسببم اكلببي حر اتببه آليببة وليسببت إراديببة‪،‬فاإلرادب‬
‫يحتكم علي با األنبا المفكر‪،‬والجسبد حر اتبه إنفعباالت وليسبت أفعباال‪،‬ألم‬
‫األفعال م إتتصاص النفس‪،‬األنا واالفعال قصدية واعية‪.‬‬
‫لمبباذا لسببت يسببدي؟ ألم الجسببم مشببتر لكببد ذي يسببم (الكندي)‪،‬‬
‫وألم العقد أ ار األيياء توزعا بالعبدل ببي الناس (ديكبارت) فاإلنيبة‬
‫تتقببوة بببالفكر‪ ،‬والطبيعببة بمببا اببي غيريببة تتقببوة بالجسببمية‪،‬وألنه منببوط‬
‫بمسؤولية أألنا أم يجعد نفسه و أنه سيد الطبيعبة ومالك با ديكبارت‬
‫– مقالة المن ‪.‬‬
‫‪ //‬حدود ااا التصور المتعالي في الجزء ‪2‬‬
‫الجـــــزء الاـــــــــــــــاني ‪:‬‬
‫حدود القول باإلنية المتعالية‬
‫ملخص ألام المقاربات الفلسفية في الحدود‪:‬‬
‫مبباذا تعنببي الحببدود ؟ الحببدود تعنببي فببي ابباا السببياف‪،‬الن ايات‪ ،‬ن ايببات‬
‫التصببور التأسيسببي السببابق‪،‬فنح إزاء نقببد التصببور السببابق المتعببالي‬
‫لإلنيبببة‪،‬بيام حبببدوده‪،‬الت)ن عليه‪،‬الشبببل فيبببه‪،‬بيام اشايبببته وت افتبببه‬
‫ودحاببه‪،‬باالعتماد علببى شببوفات يديببدب فببي الحقببد الفلسببفي المفتببوح‬
‫دوما على النقبد الااتي‪.‬وسبنعتمد مريعيبات فلسبفية ولبدت بعبد المرحلبة‬
‫‪7‬‬
‫التأسيسية األولى والتي ستعيد الن)ر في الفلسفة الميتافيزيقية‪،‬م ااه‬
‫المريعيات الفلسفية المعاابرب نبا ر الجدليبة المااليبة ال يقلية‪،‬الجدليبة‬
‫الماديبببببببببببببببببة المار سية‪،‬الفلسبببببببببببببببببفة الفنومنولويية‪،‬الفلسبببببببببببببببببفة‬
‫الجنيالويية‪،‬الويودية‪،‬والتحليد النفسي‪.‬‬

‫‪ -‬الحد األنطولويي‪:‬‬
‫يقبدة الفيلسببو الحببديث ببارون سبببينوزا تصببورا يديبدا لعوقببة اإلنيببة‬
‫بالغيريبببة علبببى أسببباس مببب تصبببوره لوحبببدب الويود‪،‬فبببالويود وحبببدب‬
‫يوارية‪،‬الصبببورب والمبببادب‪،‬هللا والعبببالم‪،‬النفس والجسبببد ‪ :‬إم البببنفس‬
‫والجسد ييء واحد ‪.‬فاإلنية والغيرية مب طبيعبة ويوديبة واحبدب‪،‬غير‬
‫أم ن)رتنببا إلي مببا تختل ‪،‬ف مببا وي ببام لويببود واحببد تببارب نتصببوره‬
‫بصببفة الفكر‪،‬وطببورا بصببفة اإلمتداد ‪.‬والجسببد لببيس اببو ذلببل الغيريببة‬
‫الغريبة ع الباات ببد الويبه البواقعي ل ا‪ ،‬وإننبا ال نعبر مبا يسبتطيف‬
‫الجسببد فعله ‪،‬لببالل م ب الخطببل إقصبباه‪،‬فكانت الفلسببفة السبببينوزية اول‬
‫فلسفة حدياة تعيد إلى الجسد إعتباره‪.‬‬

‫‪ -‬الحد الجدلي ‪:‬‬


‫تقدة المقاربة الجدلية عند ايٌقد نقدا لإلنيبة المتعالية‪.‬فاإلنيبة ال تقصبي‬
‫الغيريبببة‪،‬بد إم بين مبببا عوقبببة تبببوزة رورية‪،‬يسبببمي ا ايقبببد عوقبببة‬
‫يدلية‪.‬تعبر عن ا يدلية السبيد والعببد (أو البرميس والخبادة) مبا قبدم ا‬
‫فبببي تاببببه ‪:‬فنمونولوييبببا الروح‪.‬تبببدتد اإلنيبببة فبببي عوقبببة ابببرا مبببف‬
‫‪8‬‬
‫الغيرية‪ ،‬يختبر فيه د م األنا واكتر تجرببة النفبي المتببادل الباي‬
‫ي دد د من ما بالفناء‪،‬فيكتشفام حقيقت ما الويودية التي تقودامبا إلبى‬
‫حتمية اإلعترا ‪،‬اعترا األنا باكتر‪،‬واعترا اكتبر باألنا‪ ،‬فبالوعي‬
‫بالبباات يسببتويف الببوعي ببباكتر ‪،‬إعترا السببيد بسببيادته واعترافببه‬
‫بالعبببد‪،‬واعترا العبببد بعبوديتببه واعترافببه بسببيادب السببيد‪.‬فو إنيببة دوم‬
‫غيرية وال غيرية دوم إنية‪،‬ألن ما منخرطام فبي ويبود واقعبي تفباعلي‬
‫ايتمبباعي‪،‬يلزة ببد من مببا بقبببول اكتببر‪.‬اقتبس م ب الجببزء الرابببف م ب‬
‫تببباب فنمونولوييبببا الروح‪ :‬بببد طبببر إنمبببا ينبببز إلبببى مبببوت البببر‬
‫اكتر‪ ...‬وعليه فالعوقة بي الوعيي بالاات إنما تتعي على نحو أن مبا‬
‫يمتحنام نفسي ما‪،‬فيمتح د من ما أكتر‪،‬عبر الصرا م أيد الحياب‬
‫والموت‪،‬والبد أم يمابيا فبي اباا الصبرا ‪،‬ألنه ال ببد أم ل مبا أم يرفعبا‬
‫إلى مصا الحقيقة إيقان ما م نفسي ما أن ما لبااتي ما‪،‬في أكتبر مبا‬
‫في ذاتي ما‪،‬وإنه لعبر المجازفبة بالحيباب وحبداا تختببر الحريبة وتمبتح‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬الحد التاريخي‪:‬‬
‫تقدمببببه المقاربببببة المار سببببية وقببببد تأسسببببت علببببى قببببراءب تطوريببببة‬
‫للتبباريو‪،‬وعلى نقببد للن)بباة اإلقتصببادي الرأسببمالي‪.‬فاإلنية والغيريببة امببا‬
‫ذوات بشببرية تتنببزل فببي المجتمببف فببي عوقببة اببرا طبقببي‪،‬بي طبقببة‬
‫البروليتاريببا (العمببال) والطبقببة البريوازيببة‪،‬يطرح األنببا واكتببر علببى‬
‫أن ببم فببي عوقببة تفاعببد اببراعي مبب أيببد الحريببة تجمع مببا عوقببات‬
‫اإلنتببا أي العمببد‪،‬في فابباء مب المجتمببف الطبقي(المنقسببم علببى نفسببه‬
‫الى طبقات)‪،‬فاألنا ال يويد بمعزل عب اكتر‪،‬ف بو يبزء مب طبقبة التبي‬
‫‪9‬‬
‫اي يزء م تر يبة طبقية للمجتمف واو يزء م مرحلة تاريخيبة مب‬
‫تطوره‪.‬فكببد وعببي باإلنيببة تببار الواقببف اإليتمبباعي وتببار عوقببات‬
‫اإلنتببا وتببار سببياف التبباريو‪،‬ف و وعببي زام ب أو إيببديولوييا زامفببة‬
‫بلغبببة مبببار س ‪ :‬فلبببيس وعبببي النببباس ابببو الببباي يحبببدد ويودام‪،‬ببببد‬
‫ويودام المادي او الاي يحدد وعي م ‪.‬ما أ افته ااه المقاربة يتمابد‬
‫في أنه لم يعد الحديث ع اإلنسام في المطلق‪،‬إذ أم ااا اللفا لبيس‬
‫سبببوى تصبببور مجبببرد ال ويبببود لبببه فبببي الواقف‪،‬ومبببا ابببو مويبببود ف بببو‬
‫ال م ‪ ،‬الطبقة الناس‪،‬البشببر‪ ،‬ماام فببي الواقببف مشببروطي فببي‬
‫ويبببودام ببياتبببي أحبببداما طبيعيبببة ماديبببة تارييبببة‪،‬واألترى بشبببرية‬
‫ايتماعية‪،‬فاإلنية تولد منا البدايبة فبي فاباء مب الغيريبة مو بوعي ال‬
‫تملل إال أم تنام إليه وتنخرط فيه‪ .‬ما لم يعد الحديث عب أنبا يفكبر‬
‫فببببوف الواقببببف والتاريو‪،‬بببببد أنببببا يفعببببد فببببي الواقف‪،‬يعمببببد‪،‬ينت فببببي‬
‫الطبيعبببة‪،‬وينت نفسبببه‪،‬وينت وعيبببه‪،‬فليس البببوعي يبببوار األنبببا‪ ،‬ببببد‬
‫العمد‪،‬وليس ما يكتسبه األنا م وعي‪،‬بد ما ينتجه في عوقته بالطبيعبة‬
‫وباكتري (الغيرية الخاريية والبشبرية)‪ .‬إم البشبر بقبدر مبا يغيبروم‬
‫الطبيعة‪،‬يتغيروم ام أنفس م ‪.‬‬
‫انا مجاالم تجد في ما اإلنية والغيرية نفسي ما‪.‬الواقف والفكر‪.‬وطبيعة‬
‫ويببببود ببببد من ما‪:‬واقيببببة ورمزية‪.‬الواقعية‪:‬البنيببببة التحتية‪،‬والرمزيببببة‬
‫‪:‬البنيبببة الفوقية‪.‬وليسبببت األفكبببار والتصبببورات والتمببباوت والفلسبببفات‬
‫واإلديولوييببا واكداب والفنببوم واألتببوف والقببواني والدولة‪(...‬البنيببة‬
‫الفوقية)‪،‬سوى اورب لإلنية والغيرية في البنية الفوقية للمجتمف‪،‬وااه‬
‫الصبببورب ليسبببت لابتبببة ببببد متطبببورب يحكم بببا التاريو‪،‬وليسبببت حقبببامق‬
‫‪10‬‬
‫لابتة‪،‬بد انعكاس للصرا في الواقف‪.‬اإلنيبة والغيريبة فبي عبداء تباريخي‬
‫واقعي وإديولويي ‪.‬‬
‫األنببببا لببببيس وعيببببه بااتببببه قبلببببي وفطري‪،‬بببببد وعيببببه بااتببببه مكتسببببف‬
‫بعدي‪،‬وتأ يده لااته ال يكوم في فكره المحض‪،‬بد يؤ د ذاتبه فبي الواقبف‬
‫م تول فعله فيه ‪.‬اإلنية والغيرية واما يماعية إيتماعية‪،‬وال ويود‬
‫لإلنسام الفرد‪،‬تسبتويف بد من مبا األترى‪،‬يويبدام معبا يشبتر ام معبا‬
‫في الواقف (في البنية التحتية للمجتمف مب تبول عوقبات اإلنتبا )‪،‬وفي‬
‫الفكبببر او اإلديولوييا(البنيبببة الفوقيبببة) حيبببث تكبببوم بببد فلسبببفة أو بببد‬
‫إيديولوييا اي انعكاس للواقبف الصبراعي ل باه الطبقبات‪.‬فو ويبود إذم‬
‫لفلسفة تطلف الحقيقة لاات ا‪،‬وال ويود لوعي بالباات مسبتقد عب واقبف‬
‫الصبببرا الطبقبببي ومصبببالح ومشببباغد وقابببايا الطبقبببات والواقبببف‪ .‬إم‬
‫الصرا او قانوم تطور المجتمعات (مار س)‪.‬‬
‫‪ -‬الحد الفنومنولويي‪ :‬اسرل – مرلوبنتي‬
‫الفنومنولوييا اي فلسفة معاارب أتات طابع ا الفلسبفي المتميبز مبه‬
‫إدمونببد اوسببرل فيلسببو ألمبباني معااببر‪،‬لم مببف مببوريس مرلببوبنتي‬
‫فيلسو فرنسي معاار ‪ .‬الفنمونولوييا نسبة الى لفا فنومي اي‬
‫الشيء ال)اار‪،‬ال)باارب يمبف هواار‪،‬مقاببد نبومي اي الشبيء فبي‬
‫ذاتبببه‪،‬واي اسبببتعماالت انطيبببة‪.‬ويعر ميرلبببوبنتي الفنومنولوييبببا أو‬
‫ال)ااراتيببة فببي مقدمببة تابببه‪:‬فينومنولوييا اإلدرا الحسببية علببى أن ببا‬
‫العببودب إلببى األيببياء ‪.‬وم لببم تنب ببت ابباه الفلسببفة إلببى أنببه ال يمكب‬
‫إقصبباء العببالم واأليببياء عنببد الحببديث عبب إدرا األنببا لااتببه ولغيريببة‬
‫األيياء م حوله‪،‬بالماد‪،‬ال يمك إقصاء الجسد‪.‬العودب الى األنبا الجسبد‬
‫‪11‬‬
‫والعبببودب البببى العالم‪.‬ببببالل يويبببه اوسبببرل نقبببدا للكوييتبببو المتعبببالي‬
‫الديكارتي م تول مف وة القصدية‪.‬فالوعي اابح حاالت وعي ‪،‬وال‬
‫يختزل في الفكر الباطني التأملي المحض‪،‬ببد يعببر اإلدرا الحسبي عب‬
‫أولى وأ بر تجليات القصدية‪،‬وما القصدية سوى انفتاح األنا على العالم‬
‫الخاريي‪ ،‬د وعي او وعي بشيء ما (اسرل)‪.‬ويعبر مرلوبنتي ع‬
‫ابباه العوقببة العاببوية فببي الحقببد اإلدرا ببي بببالقول ‪ :‬إم األنببا بواببفه‬
‫مر زا تشف منه المقااد والجسد الباي يحمل با والمويبودات واأليبياء‬
‫التببي تتجببه إلي ببا ليسببت سببوى قطاعببات لولببة لحقببد وحيببد ‪.‬فاألنا غيببر‬
‫منطببو علببى نفسببه‪،‬منغلق فببي تأملببه الببباطني لااتببه‪،‬بد يتجببه إلببى‬
‫و يقصبببببد إلى األيبببببياء مببببب حولبببببه‪،‬ويقيم مع بببببا رواببببببط إدرا يبببببة‬
‫متنوعة‪ .‬إننا نبصر م تول الجسبد يقبول مرلبوبنتي‪.‬فلم يعبد الجسبد‬
‫غيريببة غريبببة ع ب اإلنيببة‪.‬بد اببو الجسببد الخبباص ‪ ،‬أي لببيس يسببما‬
‫ماديبا أو يبياا أو برنامجببا وراليبا( مببا يتصبوره علببم التشبريح)‪،‬بد اببو‬
‫أالنا ذاته إنبي بالحقيقبة أنبا يسبدي مبا يقبول مرلبوبنتي معببرا عب‬
‫إعادب اإلعتبار الى الجسد‪،‬معتبرا إياه أنه قواة الويود ‪ :‬وييتو الجسد‬
‫الخاص‪.‬وااا الجسبد الغيريبة فبي التصبور الميتافيزيقي‪،‬الباي انقلبف‬
‫الببببى يسببببدإنيةت فببببي التصببببور الفنومنولببببويي‪،‬يتميز بخااببببيتي ‪:‬‬
‫القصدية والمن)ورية‪.‬‬

‫‪ -‬الحد الجنيالويي ‪ :‬نيتشه‬


‫مبباذا تعنببي ينيالوييببا؟ مببا عرف ببا نيتشببه فببي تابببه‪:‬ينيالوييا‬
‫األتوف‪،‬البحبببببث فبببببي أابببببد تكبببببوم القبببببيم والتصبببببورات والمفببببباايم‬
‫‪12‬‬
‫واألفكار‪.‬أي الريو الى التاريو الموغبد فبي القبدة للتعبر علي با قببد‬
‫أم يطرأ علي ا تعري وتزيي ‪.‬يكفي أم نطرح اباا السبؤال ذي البروح‬
‫الجنيالوييبة‪:‬م فبي رأيكبم األول الباي و بف اللغبة ومفردات ا؟ابد اببم‬
‫األقويببباء أة الابببعفاء؟ إن بببم األقويببباء‪،‬وام الببباي و بببعوا أتوق بببم‬
‫ليسودوا‪(.‬سنا ر ب اا عنبدما نايبر مسبألة نقبد أتبوف الخير‪،‬فبي مسبألة‬
‫األتوف)‪.‬‬
‫يطبببرح نيتشبببه ‪،‬الفيلسبببو األلمببباني المعاابببر‪،‬مقاربة نقدية‪،‬للتصبببور‬
‫المتعببالي لإلنية‪،‬يببدحض فيببه مببزاعم الفوسببفة الميتببافيزيقيي القبباملي‬
‫بروحانيبببة األنبببا‪،‬ويقترح ببببديو عببب ذلبببل تصبببوره ل ابببد البيولبببويي‬
‫ل نببا‪،‬يكوم الجسببد اببو قببواة اإلنية‪،‬بعببد أم ببام يقصببى غيريببة غريبببة‬
‫ويوسم بالعر ية‪،‬وفند نيتشه ما ام يتأسس عليه األنا بلعتباره نفسا‪،‬‬
‫م عقونية وم أتوقية وامية‪.‬‬
‫‪ -‬األنا عنده او الجسد الحي ‪ :‬البياة البيولويية‬
‫‪ -‬األنا او نتا التوااد ‪ :‬البياة اإليتماعية‪/‬التاريخية‬
‫يعتبببر نيتشببه أم راافببة الببوعي وقوتببه تابعببام لملكببة التوااببد لببدى‬
‫األنسبام ‪.‬فملكة البوعي تابعبة لملكبة التواابد ‪.‬فالتواابد ابو الحقيقبة‬
‫األولبى التبي ابنعت اإلنسبام انبا حيبث أ رابت الابرورب والحايبة‬
‫النببباس لمبببدب طويلبببة علبببى أم يتواابببلوا وعلبببى أم يتفبببااموا بسبببرعة‬
‫ودقبببببببببة‪،‬وانا يكمببببببببب أتيبببببببببرا فبببببببببامض مببببببببب قبببببببببوب وفببببببببب‬
‫التوااد (نيتشببببه‪:‬المعرفة المرحببببة)‪.‬حيث انببببت الكلمببببة والسببببطوب‬
‫ل قويباء‪،‬ف ؤالء ليسبوا فبي حايبة البى البوعي‪ ،‬يتسباءل نيتشبه‪ :‬لماذا‬
‫‪13‬‬
‫البببد مبب الببوعي مبباداة الببوعي زامببدا عمببا اببو أساسببي؟ ‪.‬فمببا ابببو‬
‫روري لبيس التفكيبر‪ ،‬ببد الببطل والقبوب إنمبا الحيباب إرادب القبوب‬
‫إم الببوعي لببم يتطببور بصببفة عامببة أال تحببت ببغط‬ ‫(نيتشببه)‪.‬لالل‬
‫الحايببة الببى القببوب (نيتشببه ‪-‬المعرفببة المرحببة)‪،‬فالوعي لببم يك ب منببا‬
‫البداية روريا ونافعا‪،‬إال داتبد عوقبة اإلنسبام باإلنسبام‪.‬بي األقويباء‬
‫الاي يصبدروم األوامبر‪،‬وبي الابعفاء الباي يطيعوم‪ .‬فبالوعي لبيس‬
‫إيمببباال إال يببببكة مببب البببروابط ببببي النببباس‪،‬ولم يتطبببور إال باعتبببباره‬
‫ببالل‪:‬فلو عببان اإلنسببام منعزال‪،‬ماببد وحببل اسببر‪،‬لربما اسببتطا أم‬
‫يسببتغني عنببه (نيتشبببه – المعرفببة المرحبببة)‪.‬مؤدى ابباا أم اإلنيبببة ال‬
‫يصبببنع ا البببوعي بببباات ا‪،‬بد الجسبببد‪،‬وحلبة الصبببرا مببب أيبببد البقببباء‬
‫والحياب‪ .‬إني بأسري يسد وال ييء سوى يسد (اكاا تكلم زراديبت‬
‫)‪ .‬إم الجسد او الاي أبد لنفسه العقد أداب إلرادته (نفبس المصبدر‬
‫السببابق)‪.‬فاإلنية يسببدية‪،‬والغيرية يسببدية‪،‬و واما مببنغمس فببي فابباء‬
‫مببب غيريبببة العبببالم الخاريي‪،‬ميبببدام الحبببرب والسبببلم مببب أيبببد الحيببباب‬
‫واإلستمرار في البقاء‪.‬ليس انا إنية في الفكر‪،‬في عالم تيالي‪،‬ال تفكبر‬
‫وتؤ ببد ذات ببا فببي تفكيراببا المجببرد وفببي تأمل ببا الببباطني المحببض‪.‬إذ أم‬
‫فاباء الويبود البواقعي ابو تجربببة الحيباب ومقارعبة الويبود واتتببباره‬
‫فببي الواقببف الحي‪.‬العقببد ذاتببه تطببور ملكببة تببدا وتمويببه ليغطببي‬
‫ببع األنا‪/‬الجسببد‪.‬األنية والغيريببة وامببا يخاببف للعبببة القببوب التببي‬
‫ابنعت ما وابنعت التبباريو ‪.‬أإلنيبة والغيريبة فببي المقارببة الجنيالوييببة‬
‫لعبة الحياب‪.‬أإلنية الحقيقية لم تولد بعد‪،‬ال غيرية ل ا سوى الطبيعبة مب‬
‫حول ا‪ ،‬ف بباا اإلنسببام اببو مببا ينبغببي تجبباوزه نحببو اإلنسببام األرقببى‬
‫‪(.‬اكاا تكلم زراديت)‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬الحد الويودي ‪ :‬يوم بول سارتر‬
‫البينااتية‪:‬‬
‫يقدة الفيلسبو الويبودي الفرنسبي المعاابر مقارببة ويوديبة للعوقبة‬
‫بي اإلنية والغيرية فبي تابي ‪ :‬تباب الويوديبة فلسبفة انسبانية و تباب‬
‫الويببببببببببود والعببببببببببدة‪.‬تتجازو الكوييتببببببببببو المتعببببببببببالي وتؤسببببببببببس‬
‫للبينااتيببة‪.‬يقول‪ :‬إم اإلنسببام البباي يكتشبب ذاتببه مبايببرب مبب تببول‬
‫الكوييتو‪،‬يكتش بد اكتري ‪،‬يكتشبف م بمبا ابم يبرط لويبوده ‪.‬فلكي‬
‫ا تش ذاتي‪،‬واحصد على حقيقة ما عب ذاتي‪،‬يلبزة وسباطة اكتبر‪.‬فو‬
‫أستيف أم أعر ما إذا نت فطنبا أو قاسبيا أو حسبودا‪ ...‬إال إذا أقبر لبي‬
‫اكتبببببببروم ببببببببالل‪ .‬فاكتر بببببببروري لويبببببببودي ‪.‬إم ا تشبببببببافي‬
‫لحميميتي‪،‬يكشب لببي فببي ذات الوقببت عب اكتببر بمببا اببو حريببة ماللببة‬
‫قبالتي‪،‬ال يفكر وال يريبد إال مب أيلبي أو بدي‪ .‬واكاا نكتشب عالمبا‬
‫نسبببميه عبببالم البينااتيبببة ‪.‬فالويود ابببو ويبببود‪ -‬مف‪،‬ابببو ويبببود مبببف‬
‫الغير‪،‬او معية‪،‬تقاسم الويود‪،‬توايد‪،‬الويود المشتر ‪ .‬قدر الويود أنه‬
‫عومقي أو ال يكوم‪،‬يقول سارتر‪ :‬م دوم اكتر‪،‬فأنا الييء ‪.‬‬
‫اإلنية المشرو‬
‫اإلنيببة فببي المقاربببة الويوديببة السببارترية‪،‬على تببو الكوييتو‪،‬ليسببت‬
‫ماايت ببا الفكر‪،‬بببد الحرية‪.‬وليسببت طبيعت ببا المفكببرب معطبباب قبليا‪،‬قبببد‬
‫الويود‪،‬الويببود يسبببق الماايببة عنببد سببارتر‪،‬وليس العكببس‪.‬إذ يقببا‬
‫باإلنسبببام أوال فبببي العبببالم‪،‬لم يصبببنف ماايتبببه بنفسبببه‪.‬ال يولبببد اإلنسبببام‬
‫إنسببانا‪.‬بد يصببير إنسببانا‪.‬ألم ويببوده معلببق أمامببه فببي المسببتقبد‪.‬اإلنية‬
‫‪15‬‬
‫مشرو للتحقق‪،‬وليست معطى‪.‬يقول سارتر في تابه الويودية فلسبفة‬
‫إنسانية‪ :‬اإلنسبببام ابببو مبببا ابببمم أم يكبببوم عليبببه مشبببرو ت ‪.‬وااه‬
‫المقاربة لإلنية باعتباراا مشبروعا‪،‬اي التبي تؤسبس لبإلرادب والحريبة‬
‫والمسؤولية‪.‬فاإلنسام ليس ما او ام ‪،‬ببد مبا يريبد أم يكوم‪.‬فويبودي‬
‫اتتياري أنا‪.‬وال أتتار إال أم أ وم حرا‪ .‬فحي نقول أم اإلنسبام يختبار‬
‫ذاتببه‪،‬فلننا ال نعنببي أنببه يختببار لنفسببه فقط‪،‬بببد اببو يختببار أياببا لجميببف‬
‫الناس ‪(.‬يقببدة سببارتر علببى ذلببل ماببال الببزوا األحادي)‪.‬وابباا الويببود‬
‫اإلتتيبباري لإلنيببة ينقل ببا إلببى مراتببف المسببؤولية األتوقيببة وسببط عببالم‬
‫الغيريببة‪،‬يقول سببارتر‪ :‬إني مسببؤول أمبباة نفسببي وتجبباه اكتري ‪،‬وأنببا‬
‫أبببد اببورب تااببة لإلنسببام أتخيراببا لنفسببي‪،‬وإذ أتتببار لنفسببي‪،‬فلني‬
‫أتتار اإلنسام ‪(.‬الويودية فلسفة انسانية)‪.‬وإذا نت أطلف حريتبي‪،‬فو‬
‫يسعني إال أم أطلف الحرية لآلتري ‪،‬فلست حرا‪،‬إذا طلبت ا لنفسي‪.‬‬
‫اإلنية والغيرية‪:‬المو عة‬
‫ابباه البينااتيببة ل ببا عوامق ببا الموزمببة ل ا‪.‬مر زيببة البباات و بريام ببا‬
‫وتعالي بببببببا‪ .‬في تاببببببببه (الويببببببببود والعدة)‪،‬يقبببببببدة سبببببببارتر فصببببببببو‬
‫بعنبوام‪:‬الغير‪،‬يعرض فيببه ألبر الن)ببرب وتجربببة الخجبد‪،‬في نطببرب اكتببر‬
‫لبببي التببببي تحبببولني إلببببى مو بببو (‪.)objet‬و بببباا‪،‬الغير ال يكببببوم إال‬
‫مو وعا بالنسبة إلي‪ .‬إم ام الغيبر ابو أساسبا مب يراني ‪.‬والن)برب‬
‫اببي التببي تجمببف األنببا واكتببر وي ببا لويببه‪.‬يقول‪ :‬إني أرى ذاتببي ألم‬
‫غيري يراني ‪.‬وإم الخجد او تجد مب ذاتي‪،‬وابو اعتبرا ببأني حقبا‬
‫ذا المو و الاي ين)بر الغيبر إليبه والباي يحكبم عليبه‪ .‬إم ينبونتي‬
‫ابببي ذا األنبببا الببباي يعرفبببه غيري ‪.‬باعتببببار أم ن)بببرب الغيبببر تلبببم‬
‫‪16‬‬
‫بكياني ‪ .‬واكاا فلم الن)رب الممو عة تشياني‪.‬تحولني إلبى يبيء مب‬
‫أيبببياء اكتبببر وملكبببا مببب أمو بببه وينبببز عبببالمي البببداتلي ويسبببيد‬
‫نحببوه‪،‬وأتق ق ر إلببى العببدة ‪،‬فببو أتملببل ذاتي‪،‬ببباإلفوت مب قباببة ن)ببرب‬
‫اكتر‪،‬إال بتجباوز الن)برب الممو بعة لكلينبا الواحبد تجباه اكتبر‪.‬ألم إم‬
‫مكبببببث بببببد مببببب األنبببببا واكتبببببر داتبببببد ذاتبببببه الواقعيبببببة المحكومبببببة‬
‫بالرغبببة‪،‬وعر اإلنسببام منببا سبببينوزا علببى أنببه رغبببة ترغببف فببي‬
‫الرغبة ‪،‬و بباا اعتبببر عنببد ايقببد وسببارتر‪.‬فلني أ ببوم رغبببة فببي ن)ببرب‬
‫اكتببر ‪.‬وأنببا بالنسبببة إليببه مببا تتحقببق بببه رغبتببه‪،‬تحولني ن)رتببه إلببي‬
‫ييء‪،‬مو و استغوله‪،‬مو بو طمعبه وحسبده ويب وته‪ .‬إما أنبا‬
‫أو اكتببر قببال سببارتر‪،‬معبرا ع ب تصببد الويببود العومقببي البينببااتي‬
‫اإلنسبببباني‪،‬في الواقببببف البشببببري البببباي تسببببتبد بببببه الرغبببببة والنببببزو‬
‫والميوالت‪ ،‬بالرغم م محباوالت الفكبر أم يرفبف الباوات فبوف فابام ا‬
‫وحلبت ا‪.‬‬
‫‪-‬الحد البسيكولويي‪:‬فرويد‬
‫م تول مف وة بنية الحياب النفسية للفرد البشري‪،‬تتحدد عوقبة اإلنيبة‬
‫بالغيرية على ان با عوقبة ابرا نفسبي بباطني‪ .‬فاألنبا يسبك ينببا إلبى‬
‫ينببف مببف اكتببر فببي مببا يسببميه فرويببد الج بباز النفسببي للفرد‪،‬فاألنببا‬
‫ليس او اإلنسام بأ مله‪،‬بد او قوب نفسية يسبمي ا فرويبد األنبا ‪،‬إلى‬
‫يوار ال و و األنا األعلى ‪.‬وااا األنا البباطني لبه م مبة إقتصبادية‬
‫تتماببد فببي اقتصبباد القببدرب النفسببية‪،‬في التببوازم‪،‬في الصببحة النفسببية‬
‫لمجاب ة بغوطات الواقبف‪،‬والتي ايبرا مبا يفشبد في با األنا‪ ،‬فاألنبا لبم‬
‫يعبد سببيدا حتبى فببي بيتببه يقبول فرويد‪.‬وبيتببه ابو الج بباز النفسببي‪.‬ف و‬
‫‪17‬‬
‫ماطر إلى أم يخدة لولة أسياد قساب وغيبر متسبامحي ‪:‬ال و المتسبلح‬
‫بمبببببببدأ اللبببببباب‪،‬والمطالف بتلبيببببببة الرغبببببببات والميببببببوالت الجامحببببببة‬
‫والممنوعببة‪،‬واألنا األعلببى البباي يفببرض علببى األنببا الخاببو والطاعببة‬
‫ل وامبببر والنبببوااي والقواعبببد األتوقيبببة التبببي تمابببد المجتمف‪،‬والعبببالم‬
‫الخببباريي الببباي يفبببرض حبببدودا ويبببروطا تارييبببة‪.‬فم البببوام إذم‬
‫اإلعتقبباد بببأم األنببا حببر ومريببد ومفكببر‪،‬إذ لببيس الببوعي اببو البباي يميببز‬
‫األنا‪.‬ببببد إم الووعبببي ابببو المبببتحكم فبببي أغلبببف الحيببباب النفسبببية التبببي‬
‫للفرد‪.‬الوعي او الرغبات المكبوتبة والتبي رفبض األنبا البداتلي تلبيت با‬
‫توفا م العقاب‪،‬فترسبت في باط الحيباب النفسبية للفرد‪،‬والتبي تسبعى‬
‫باستمرار إلى البروز وترف وعبي األنبا وتشبتيت تر يبزه‪ ،‬وتتجلبى فبي‬
‫ال فببوات فببي األفعببال النسببيام وزالت اللسببام‪ ،‬ما تعبببر عنببه األحببوة‬
‫واألعببراض المر ببية والعقببد واكليببات الدفاعيببة الويببعورية الكبببت‬
‫والتصعيد ‪ ...‬اإلنية تتماد في األنا‪،‬الغيرية تتماد في ال و واألنا األعلبى‬
‫والعالم الخاريي بما فيه األفراد اكتروم‪.‬‬
‫‪-‬الحدود الواقعية‪:‬اإلغتراب‬
‫راانية مسألة العوقة ببي اإلنيبة والغيريبة‪،‬ترح نفسب ا بقبوب اليبوة فبي‬
‫واقعنبببا المعاابببر الببباي يمكببب أم نقبببول أنبببه يتسبببم بويبببود الفبببرد فبببي‬
‫المجتمببف اإلسببت و ي‪.‬حيث تسببتبد وسببامد اإلعببوة والصببورب والدعايببة‬
‫واإليببب ار باألنبببا‪ ،‬فتنمبببا أفكببباره وتبببنمط أذواقبببه ‪.‬اإلنيبببة والغيريبببة‬
‫مستلبتام‪.‬واإلستيوب‪،‬أو اإلغتراب ليس هاارب تخص العمد الصبناعي‬
‫المتسلسد وحده‪،‬بد يتعمم ليصبغ امد الحياب اليوميبة للفبرد مبا أيبار‬
‫إلببببى ذلببببل اربببببرت مببببار وز مبببب تببببول تابببببة (اإلنسببببام ذو البعببببد‬
‫‪18‬‬
‫الواحببد)‪.‬إغتراب البباات أي فقببدان ا لوعي ببا باات ا‪ ،‬بباات حببرب ومريببدب‬
‫ومختببارب لمصببيراا وقامببدب لحيات ا‪.‬فببالمجتمف اإلسببت و ي المعااببر ال‬
‫يمببح للفببرد أم يخببر ع ب اإلطببار‪،‬أم ينفلببت م ب سببور الزريبببة ويتحببر‬
‫ويدعي تملكه ل نا وإحتكامه لسيادب ذاته‪،‬فوسامد التواابد اإليتمباعي‬
‫تؤسره والعالم اإلفترا بي يقبدة لبه تلبيبة واميبة لمببدأ اللباب‪،‬إنل تبتعبد‬
‫ع ب ذاتببل وع ب اكتببر بقببدر مببا تببنغمس فببي االنترنببات أو تنغلببق علببى‬
‫نفسبببل فبببي يايبببة ااتفبببل او التلفبببزب‪.‬تكم مفارقبببة وسبببامد اإلتصبببال‬
‫والتوااببد فببي أن ببا بقببدر انتشبباراا اليببوة علببى نطبباف واسببف‪،‬بقدر مببا‬
‫يزداد الفرد انغوقا على ذاته وبعدا عن ا وع اكتري ‪.‬فيكبلل المجتمف‬
‫اإلست و ي بأغول ويدفعل إلى الل بث وراء متعبة الشبراء فيصبنف فيبل‬
‫برورية للحياب‪،‬ويصبنعل لااتبه وعلبى الشبا لة‬ ‫حايات يديبدب لبم تكب‬
‫التببي يريد‪،‬فلسببت ذلببل ال أنا ‪،‬ولسببت حببرا مببا تعتقببد‪.‬بد يجعببد منببل‬
‫نسببخة م ب اكتري ‪،‬ويعاملببل مجببرد رقببم اسببت و ي‪،‬فأنت تبتعببد ع ب‬
‫ذاتل مف د سلعة يغريل بايترام ا‪،‬إلى أم يحولل أنت ذاتبل إلبى سبلعة‬
‫تتنببافس عليببل يببر ات بببرى وتتصببار فيمببا بين ببا لل)فببر بببل وأسببر‬
‫بأسبببر ل بببا‪ .‬يقول ريبببد اإلقتصببباد‪:‬ال تفكر‪،‬إدفبببف ( بببانط‪ :‬مبببا ابببو‬
‫التنوير؟)‪.‬فالمجتمف اإلست و ي‪،‬يقنعل بأم السعادب تكمب فبي الرفاايبة‬
‫الماديبببببة‪.‬وأم ابببببورتل تجببببباه نفسبببببل وعنبببببد اكتبببببري تكمببببب فبببببي‬
‫العندية(‪ )avoir‬أو الملكية‪،‬وليسبت فبي الكينونبة بمبا ابي إنيبة )‪être‬‬
‫)‪.‬وأنل تويد تار ذاتل‪.‬‬
‫إعداد األستاذ ‪ :‬عمــــــار غيــــــلوفــــــي‬

‫‪19‬‬

You might also like