You are on page 1of 6

‫ملخص محور اإلنية والغيرية‬

‫االنية‪:‬‬
‫ما يتحدد به وجود الشيء فيكون حقيقته و قوامه‪ .‬إنية اإلنسان هي ما يكون به اإلنسان إنسانا سواء بالنظر إليه كفكرة أو‬
‫كواقع متعين أي ما يثبت وجوده كانسان متمايز بإطالق عن الوجود الحيواني فاإلنية بهذا المعنى ترتبط بما هو جوهري‬
‫في اإلنسان أي بما هو ثابت ال يلحقه تغير‪ ،‬وقائم بذاته بحيث ال يحتاج في تحديد حقيقته أو إلثبات وجوده إلى غيره فاالنية‬
‫هي وعي اإلنسان بذاته و تحقق هذا الوعي و استمراريته‪.‬‬

‫الغيرية‪:‬‬
‫ما يتعلق بوجود اإلنسان كالجسد مثال إذ ال يمكن إنكار الوجود الجسدي لإلنسان غير أن هذا الوجود يظل عرضي‬
‫وهامشي بمعنى أن وجوده مثل عدمه ال يؤثر في تحديد اإلنية‪.‬‬

‫التحديد الميتافيزيقي لإلنية‪:‬‬


‫اإلنية بما هي وعي متعال‪ :‬ديكارت‪:‬‬
‫يرتبط تحديد اإلنية في سياق الفلسفة الحديثة مع “ديكارت” بمفهوم ” الذاتية” أي إن اإلنساني ال يتحدد بالعقل بما هو جوهر‬
‫مفارق يجد يقينه في حقيقة مطلقة و مفارقة وإنما في اإلنسان ذاته ال كفكرة مجردة أو مفهوم تصوري وإنما في اإلنسان‬
‫كذات فردية تتميز بهذه القدرة التي يتوفر عليها دون سائر الموجودات المتمثلة في إمكان تحقيق “الوعي بالذات‪”.‬‬

‫يتحقق هذا “الوعي بالذات” من خالل عودة الذات على ذاتها وتستلزم هذه العودة اضطالع الذات بشكل شخصي وفردي‬
‫بمطلب تحقق الوعي وهو ما يستلزم خوض تجربة الشك إن ما يميز هذا الوعي أنه قرار تتخذه الذات بذاتها لتحديد ماهيتها‬
‫بمعنى أن الوعي بما هو معرفة الذات لذاتها وقدرتها على إثبات وجودها والتحكم فيه ليس معطى خارجي يضاف على‬
‫الذات من خارجها أو أنه يجد سنده ومبرره خارج الذات وإنما في عودة الذات ذاتها على ذاتها وهو ما يتجلى في خوض‬
‫تجربة الشك ‪ :‬أي أن وعي الذات بذاتها مشروط بهذا القرار الذي يجب أن تتخذه الذات لتأخذ على عاتقها معرفة واكتشاف‬
‫حقيقتها على نحو يقيني وهو ما يستوجب مراجعة وفحص ما تحمله الذات من أفكار حول ذاتها للتحقق من قيمتها‪.‬‬

‫إن خوض تجربة الشك وان انتهى بديكارت في مرحلة أولى إلى وضعية يأس وريبية و تعليق للحكم فإنه من خضم حالة‬
‫الريبية هذه أي فقدان كل يقين انبجست له حقيقة ساطعة حدس أول أنه يفكر وبالتالي فهو موجود‪”:‬أنا أفكر أنا موجود” إذ‬
‫أن التفكير هو الحقيقة الساطعة التي ال يمكن للشك إال أن يزيدها إثباتا فالتفكير هو حد اإلنساني في اإلنسان بما إن التفكير‬
‫هو الحقيقة الوحيدة التي تصمد أمام تجربة الشك فحقيقة اإلنسان وماهيته‪ ”:‬األنا أفكر” يمثل جوهر اإلنسان فيتنزل‬
‫الكوجيتو منزلة اليقين يقينا مؤسسا من حيث هو الحقيقة األولى التي ستسمح الحقا بإثبات بقية الحقائق وبذلك فإن الكوجيتو‬
‫يثبت نفسه بنفسه من خالل عودة الذات على ذاتها وتأملها فيما تحمله من معارف وهي في ذلك ال تحتاج ألي واسطة‬
‫لتدرك وتثبت وجودها بل إن إثبات وجود الذات يقتضي بداية كما سبق وأن أشرنا إلى ضرورة إستفراغ الذات من كل ما‬
‫هو خارج الذات‪.‬‬

‫يتعين اإلنساني إذن بما هو أنانة تعي ذاتها بذاتها في استقالل وتعال عن كل “الخارجات”‪ .‬مقتضى اإلنية هو هذا الوعي‬
‫وعي الذات بذاتها كذات مفكرة إذ منذ اللحظة التي تشرع فيها الذات بالتفكير تعي مباشرة بوجودها ولذلك ف”إني إن‬
‫انقطعت عن التفكير تماما انقطعت عن الوجود تماما” وبالتالي فإن األنا أفكر مكتفيا بنفسه بل إنه ليس فقط غير محتاج في‬
‫إثبات وجوده إلى استبعاد الجسد والعالم واآلخر بل إن هذا االستبعاد هو شرط إمكان إثبات هذا الوجود الذي للذات إثباتا‬
‫يقينيا‪ .‬وإذا كانت تجربة الشك تنتهي إلى إثبات وجود األنا فان هذه التجربة ال تقول لنا ما هي حقيقة هذا “األنا‪”.‬‬

‫يميز ديكارت داخل األنا بين “النفس” بما هي نفس مفكرة أو “جوهر مفكر” و “الجسد” بما هو عرض ال يمكن أن يمثل‬
‫حقيقة اإلنسان ألنه ال يتّصف بذاته بخاصيات البداهة واليقين فهو مجرد موضوع للمعرفة يتحدد “كجوهر ممتد” ‪.‬فتصور‬
‫ديكارت لإلنسان يقوم إذن على أساس ثنائية هي” ثنائية النفس والجسد”‪ .‬في إطار هذه الثنائية تتعالى النفس على الجسد‬
‫فالنفس هي جوهر اإلنسان فيما يكون الجسد مجرد عرض هامشي وبذلك يكون مجال الجسد هو مجال الغيرية‪.‬‬
‫المكتسبات‪:‬‬
‫تتحدد اإلنية عند ديكارت في وعي الذات بذاتها أي معرفة حقيقتها واثبات وجودها‪.‬‬

‫خاصية الوعي هي التي تشكل اإلنساني في اإلنسان وتميزه بشكل مطلق عن الحيوان‪.‬‬

‫هذا الوعي ال يتحقق إال من خالل فاعلية الذات وجهدها الشخصي من خالل خوض تجربة الشك أي فحص ومراجعة كل‬
‫ما تحمله الذات من معارف وعدم قبول أي معطى باعتباره يقيني ما لم يتصف بالبداهة‪:‬يتعلق األمر إذن بالتحرر من‬
‫الموروث الثقافي كما من اإلنطباعات العفوية حول حقيقة الذات‪.‬‬

‫اليقين الوحيد الذي تمتلكه الذات هو يقينها في وجودها كذات مفكرة‪:‬التفكير هو ما يثبت وجود الذات‪:‬أنا أفكر أنا موجود‪.‬‬

‫حقيقة الذات تكمن في التفكير فاإلنسان هو “جوهر مفكر‪”.‬‬

‫الجسد وان كان في ذاته جوهر “جوهر ممتد” فهو بالنسبة للنفس مجرد عرض‪.‬‬

‫ثنائية النفس والجسد عند ديكارت تقوم على أساس أفضلية وتعالي النفس على الجسد‪.‬‬

‫مسلمات موقف ديكارت‪:‬‬


‫ما يجعل من تحقق الوعي ممكنا هو توفر اإلنسان على “العقل” ف”العقل أعدل قسمة توزعا بين البشر”‪ :‬حسن استعمال‬
‫العقل هو الكفيل بجعلنا نبلغ اليقين‪.‬‬

‫الضمنيات‪:‬‬
‫الوجود اإلنساني يختلف جذريا وبشكل مطلق على الوجود الحيواني بما أن اإلنسان هو الكائن الذي ينفرد بميزة العقل‪.‬‬

‫االستتباعات ‪:‬‬
‫األنا الديكارتي مكتف بذاته ال يحتاج لغيره في معرفة حقيقته وإثبات وجوده وبذلك يرتبط الجسد والغير بمجال الغيرية أي‬
‫ما هو عرضي وهامشي‪.‬‬

‫المبررات‪:‬‬
‫الحواس التي تحيل على الجسد ال تقدم لنا غير معرفة ظنية ال يمكن الوثوق بها واإلعتماد عليها لتأسيس اليقين “يجب أن‬
‫ال نثق في من خدعنا مرة واحدة‪”.‬‬

‫االنية بما هي مشروطة بالغيرية‪:‬‬


‫اإلنفتاح على الغيرية تحديد اإلنساني يتجاوز التحديدات التي تربط اإلنسان بمقومات جوهرية ثابتة ومطلقة اإلنساني يتحدد‬
‫في إطار عالقات متشابكة تنفي عن اإلنسان الوحدة والثبات من جهة والتعالي واإلنفصال عن العالم من جهة ثانية إدراك‬
‫اإلنساني يستوجب االنفتاح على الغيرية الذي يستبعده التصور القائم على اإلنية واإلقرار بأن الوجود اإلنساني ال يمكن‬
‫مقاربته إال من جهة الكثرة سواء تعلق األمر بالتاريخ أو الجسد و الغرائز والرغبات أو اآلخر‪.‬‬

‫االنية بما هي وعي متجسد‪ :‬مرلوبنتي‪:‬‬


‫إن استبعاد الجسد من مجال تحديد اإلنساني و إلحاقه بمجال الغيرية هو موقف يتقابل ≠ مع تجربتنا المعيشة داخل اليومي‬
‫التي تثبت لنا كثافة وأهمية حضور الجسد وتعلق وجودنا مباشرة به‪ .‬في هذا اإلطار يتنزل نقد “مرلوبنتي” للوعي‬
‫الديكارتي المتعالي والمنغلق على نفسه‪.‬‬

‫إن الوعي الذي به يكون اإلنسان إنسانا ال يمكن أن يتحقق خارج إطار المعيش وتجربتنا الفعلية داخل العالم من خالل ما‬
‫ننسجه من عالقات مع األشياء كما مع اآلخرين إذ أن كل وعي هو وعي بشيء ما يستوجب إذن تحقق الوعي بما هو‬
‫شرط تحقق اإلنساني في اإلنسان إدراكا للعالم إدراكا تنشئه الذات من خالل ما تعيشه من تجارب داخله‪ .‬وهذا اإلدراك ال‬
‫يمكن أن يتحقق إال بتوسط الجسد فالجسد هو سبيلنا الوحيد للحضور داخل العالم وإدراك هذا الحضور بما يحقق إنيتنا‬
‫ويستتبع من هذا التأكيد على قيمة الجسد وأهميته ضرورة التمييز بين الجسد الموضوع من جهة والجسد الخاص من جهة‬
‫ثانية يتحدد “الجسد الموضوع” بما هو المقابل للذات بما يجعل منه موضوعا لالستكشاف والمعرفة وهو بالتالي شيء من‬
‫األشياء في مقابل “الجسد الموضوع” يبرز مفهوم “الجسد الخاص” الذي تتعين من داخله حقيقة الجسد اإلنساني بما هو ما‬
‫أعيشه ضمن تجربة داخلية فيكون هو أنا “أنا جسدي‪”.‬‬

‫المكتسبات‪:‬‬
‫يتحدد اإلنساني في اإلنسان بما هو وعي بالذات أي بقدرة اإلنسان على معرفة ذاته واثبات وجوده‬

‫تحقق هذا الوعي يستوجب االنفتاح على العالم أي إن اإلنساني في اإلنسان يتشكل من خالل المعيش اليومي المتمثل في‬
‫مجموع العالقات والتجارب التي يخوضها اإلنسان داخل اليومي‬

‫هذا االنفتاح الذي هو شرط تحقق اإلنساني ال يمكن انجازه إال بتوسط الجسد‪ .‬الجسد هو الذي يجعل من التواصل مع العالم‬
‫ممكنا فعليا‪.‬‬

‫المقصود بالجسد ليس” الجسد الموضوع” وإنما” الجسد الخاص‪”.‬‬

‫يمثل الجسد الخاص من جهة أولى ما به ندرك العالم ومن جهة ثانية ما يتمظهر من خالله وعينا‪.‬‬

‫ربط اإلنساني باالنفتاح على العالم يستلزم االنفتاح على الغير في إطار عالقة بينذاتية‪.‬‬

‫المسلمات‪:‬‬
‫الوجود اإلنساني هو وجود داخل العالم يتحدد في إطار المعيش و بتوسط الجسد‪.‬‬

‫الضمنيات‪:‬‬
‫قصور التصور الديكارتي لإلنسان القائم على تعالي واكتفاء الذات بذاتها على قول حقيقة اإلنسان‪.‬‬

‫االستتباعات‪:‬‬
‫تحقق اإلنساني يفرض التواصل مع اآلخر في إطار عالقة بين ذاتية تقوم على االنفتاح على الغير واالعتراف االيجابي‬
‫بغيريته‪.‬‬

‫تاريخية اإلنساني‪ :‬ماركس‪:‬‬


‫يرفض ماركس كل تحديد ماهوي لإلنسان يفترض أن لإلنسان حقيقة ثابتة ومطلقة ونهائية فالوجود اإلنساني هو وجود‬
‫تاريخي وبذلك فإن الوعي ذاته هو وعي تاريخي‪ .‬وتُفهم تاريخية الوعي عند ماركس على أساس ارتباط الوعي بالوجود‬
‫الحقيقي والفعلي للبشر إذ ينضوي الوجود الفعلي للبشر في إطار وجودهم االجتماعي ويقوم هذا الوجود االجتماعي على‬
‫أساس الصراع الذي هو صراع طبقي هذا الصراع هو حاصل التناقض القائم داخل كل مجتمع بين طبقة تحتكر امتالك‬
‫وسائل اإلنتاج والثروة وطبقة ثانية معدومة‪.‬‬

‫إن وضعية الصراع الناتجة عن التناقض في المصالح االقتصادية هي القانون الذي يحكم الوجود اإلنساني فإذا كان هذا‬
‫الصراع هو قانون ثابت فإن أشكال الصراع وتمظهراته متغيرة فإنها تتغير بفعل تطور وسائل اإلنتاج وما ينتج عنها من‬
‫تغير في عالقات اإلنتاج‪.‬‬

‫الوعي يرتبط إذن من جهة أولى بهذا الصراع فيكون وعي الفرد مرتبط بوعي الطبقة التي ينتمي إليها ومن جهة ثانية فان‬
‫هذا الوعي محكوم بمستوى تطور عالقات اإلنتاج المميزة لعصره فاإلنية بذلك ال تحدد وال تتحقق كوجود ميتافيزيقي‬
‫منفصل ومتعالي على حياة البشر الواقعية وما يخوضونه من صراع اجتماعي فهذا البعد التاريخي اإلجتماعي هو الذي‬
‫يميز فعليا الوجود اإلنساني وما يقيم خطا فاصال بين الوجود اإلنساني والوجود الحيواني‪ .‬إن كل وعي يرى نفسه خارج‬
‫هذه الحقيقة هو وعي زائف ال يقول حقيقة اإلنسان‪.‬‬
‫المكتسبات‪:‬‬
‫حقيقة اإلنسان تتحدد في إطار الوجود الواقعي أي ضمن الحياة اإلجتماعية الفعلية التي يعيشها البشر ضمن عالقة الصراع‬
‫والتناقض الطبقي‪.‬‬

‫هذا الوجود الواقعي هو وجود تاريخي بمعنى أنه متطور وغير ثابت فالقانون الذي يحكم هذا التطور هو قانون “المادية‬
‫التاريخية” حيث أن كل تطور في وسائل اإلنتاج يؤدي ضرورة إلى تطور في عالقات اإلنتاج‪.‬‬

‫إن الوعي البشري (البنية الفوقية)هو استتباع ضروري لمستوى تطور وسائل اإلنتاج وعالقات اإلنتاج(البنية التحتية(‬

‫الوجود اإلنساني هو وجود تاريخي‪ :‬متطور وغير ثابت‪.‬‬

‫اإلقرار بأن الوعي نتاج اجتماعي هذا التصور يجعل اإلنسان مسئول عن وجوده ومسئول عن الظروف التي يمكن أن‬
‫يعيشها‬

‫اإلنسان كائن ثوري قادر على استبدال االستعباد بالحرية‬

‫المسلمات‪:‬‬
‫الواقع المادي يمثل اإلطار الحقيقي للوجود اإلنساني‪.‬‬

‫الضمنيات ‪:‬‬
‫هو وعي اجتماعي يتشكل في عالقة بالطبقة االجتماعية التي ينتمي الفرد لها في لحظة تاريخية معينة‪.‬‬

‫االستتباعات‪:‬‬
‫كل تفكير أو تحديد لإلنساني خارج إطار التاريخ والمجتمع هو مجرد وهم وليس معرفة حقيقية‪.‬‬

‫تصدع االنية‪ :‬فرويد‪:‬‬


‫رغم إقرار ميرلوبنتي بمركزية الجسد في تحديد اإلنساني باعتبار الجسد قوام الوجود وما يكون به اإلنسان إنسانا فان‬
‫مقاربته لإلنسان لم تتجاوز التقليد الذي استحدثه ديكارت في اعتبار اإلنية مشروطة بتحقق الوعي والنظر لإلنسان باعتباره‬
‫كائن الوعي غير إن هذه المقاربة لإلنساني تواجه صعوبات شديدة أمام محاولة إثباتها بشكل مطلق ذلك أن النظر في‬
‫الهفوات في األفعال من زالت لسان أو زالت قلم أو تعقد ظاهرة األحالم …تبرز لنا صعوبة تعريف اإلنسان على أساس‬
‫كونه كائن الوعي أي كائنا يختص بقدرته المطلقة على معرفة ذاته بكل شفافية والتحكم في جميع أفعاله وهو ما يلزمنا‬
‫بإعادة النظر في وجاهة ها التحديد لإلنساني وربطه بالوعي‪.‬‬

‫يستلزم البحث في اإلنساني علميا حسب فرويد بداية استبدال مفهوم “النفس” الميتافيزيقي بمفهوم “الجهاز النفسي” باعتباره‬
‫آلية إجرائية تمكن من معرفة موضوعية بحقيقة الحياة النفسية ويبرز لنا تحليل مكونات الجهاز النفسي أنه يقوم على الكثرة‬
‫أي كثرة داخلية وليس الوحدة‪.‬‬

‫يتكون الجهاز النفسي من ثالثة منظوما‪:‬‬

‫الهو‪:‬‬
‫يحيل على ما هو غريزي وأصلي في اإلنسان و ينضاف إليه الحقا الذكريات المنسية‪ .‬يتعلق مبدأ وجود الهو بتحقيق اللذة‬
‫وإشباعها دون اعتبار لمقتضيات الواقع االجتماعي‪.‬‬

‫األنا األعلى‪:‬‬
‫وهو الجزء المكتسب في اإلنسان وهو يمثل مجموع المقتضيات االجتماعية التي تم استبطانها داخل الفرد من خالل التنشئة‬
‫االجتماعية وتمثل مهمة األنا األعلى في المراقبة والمعاقبة لكل ما يصدر عن األنا‪.‬ما يوجه األنا األعلى هو مبدأ الواقع أي‬
‫االنسجام مع مقتضيات الوجود االجتماعي‪.‬‬
‫األنا‪:‬‬
‫يمثل الجزء المتطور من الهو وهو بذلك امتداد له تتمثل وظيفته في محاولة التوفيق بين متطلبات الهو ومقتضيات األنا‬
‫األعلى ولتحقيق ذلك يعم د األنا إلى االلتجاء إلى جملة من الحيل الدفاعية التي يسعى من خاللها إلى تحقيق توازنه النفسي‬
‫أهمها التمويه واإلخفاء والكبت‪.‬‬

‫تقوم الحياة النفسية إذن على أساس الصراع بين الهو من جهة واألنا األعلى من جهة ثانية وهي وضعية تجعل من وضعية‬
‫األنا وضعية بائسة نظرا ألن ه يكون من المستحيل بالنسبة لألنا أن يوفق بين المطالب المتناقضة بين الهو واألنا الالوعي‬
‫حيث يمثل الالوعي مجموع الرغبات التي قام األنا بكبتها ودفعها لعمق الحياة النفسية تحت تأثير األنا األعلى من جهة وما‬
‫ترسب من ذكريات الطفولة السيئة من جهة ثانية وتكمن خطورة الالوعي في كونه يظل فاعال في حياتنا النفسية دون أن‬
‫تكون لنا القدرة على إدراك حقيقة حضور هذه الدوافع الالواعية وهو ما يكون سببا في حدوث المشاكل النفسية بالنسبة‬
‫للفرد باعتبار أن الالوعي يقبع في عمق الحياة النفسية فإنه يكون من المتعذر إدراكه ومعرفته بشكل مباشر وال يكون‬
‫إدراك الدوافع الالواعية إال بصورة غير واعية تتمثل في تجليات الالوعي سواء أكانت سوية أو غير سوية‪.‬‬

‫المكتسبات‪:‬‬
‫إدراك حقيقة اإلنسان يستوجب التخلي عن مفهوم النفس واالستعاضة به بمفهوم الجهاز النفسي‪.‬‬

‫يبرز الجهاز النفسي أن الحياة النفسية ال تقوم على الوحدة وإنما الكثرة‬

‫يتشكل الجهاز النفسي من ثالثة منظومات‪ :‬الهو واألنا واألنا األعلى‪.‬‬

‫تقوم العالقة بين الهو واألنا األعلى على أساس الصراع نظرا لتناقض المبدأ الذي يوجه كل منهما فان كان المبدأ الموجه‬
‫للهو هو تحقيق اللذة فان ما يوجه األنا األعلى هو الخضوع لمبدأ الواقع‪.‬‬

‫يعمد األنا لكبت غرائزه تحت تأثير هذا الصراع لتحقيق توازنه النفسي‪.‬‬

‫الالوعي هو مجموع الرغبات المكتوبة‪.‬‬

‫الجزء األكبر من حياتنا يقع تحت تأثير الالوعي دون أن نكون على وعي بذلك‪.‬‬

‫المسلمات‪:‬‬
‫تمثل الغرائز الجنسية المحرك األساسي للوجود اإلنساني‪.‬‬

‫الضمنيات‪:‬‬
‫ليس العقل هو ما يكون به اإلنسان أنسانا وإنما الجسد‪.‬‬

‫االستتباعات‪:‬‬
‫تحقيق السعادة غير ممكن بالنسبة لإلنسان ألنه ال يمكن تحقيق التوافق بين الهو واألنا األعلى‪ .‬فاآلخر هو الغير أي كل ما‬
‫هو غير األنا سواء كان إنسانا أو حيوانا أو شيئا من األشياء‪.‬‬

‫اآلخر الذي يثير مشكال حقيقيا في عالقة باالنية هو اإلنسان اآلخر باعتباره في الوقت نفسه”المختلف” و”الشبيه‪”.‬‬

‫الشبيه‪ :‬ما يجعل من عالقة األنا معه ضرورة وحاجة ؛ فهو ما تشترك معه األنا في مقومات اإلنسانية فيكون التواصل معه‬
‫ممكنا و ضروريا في نفس الوقت‪.‬‬

‫المختلف‪ :‬هو أنا آخر بمعطيات نفسية ومعرفية وقيمية وثقافية مختلفة وهو ما يجعل من حضوره مشكال بالنسبة لالنا‪ .‬فما‬
‫هو وجه ضرورة حضور اآلخر؟‬
‫سارتر ‪ :‬اآلخر شرط لوجود الذات وشرط لمعرفة حقيقتها‬
‫األخر هو “األنا الذي ليس أنا”‪ ،‬فالذات مسؤولة عن وجودها ومسؤولة عن وجود اآلخر‪ ،‬فالذات مطالبة الن تختار لذاتها‬
‫أوال واآلخر ثانيا‪ ،‬والذات التي تختار االنتماء إلى حزب الشيوعي فهي ضمنيا تختار كذلك لآلخر مثل هذا االنتماء‪.‬‬
‫فاإلنسان كائن منفتح يصنع ماهيته بنفسه‪ ،‬أي يصنع ما هيته في ما يقوم به من أفعال و ما يختاره من تجارب يقول في‬
‫ذلك روسو‪”:‬اإلنسان خير بطبعه” وأيضا هوبز‪”:‬اإلنسان شرير بطبعه” ويقول سارتر‪”:‬اإلنسان ال يولد خيرا وال شريرا‬
‫وال شاعرا وال شيوعيا وإنما هو يصير كذلك هو الذي يصنع ما هيته“‬

‫اإلقرار بأن اإلنسان هو اإلنسان وليس حيوانا وال جمادا فهناك ماهية إنسانية كونية وداخل هذه الماهية ثمة ماهيات فردية‬
‫تختلف م ن شخص آلخر‪ ،‬إذن اإلنسان وحدة من جهة هذه الموهبة اإلنسانية الكونية وكثرة من جهة كيفية صناعة كل فرد‬
‫لماهيته الخاص يقول سارتر‪“ :‬إن اإلنسان يصير نفسه جبانا‪ ,‬أو يصير نفسه بطال” (سارتر)‬

‫اإلنسان مسؤول عن كيفية وجوده طالما هو ذات حرة‪ ،‬وكيان منفتح على الداخل وعلى الخارج وهو كيان يشترط اآلخر‬
‫سواء كان هذا اآلخر األنا الذي ليس أنا أو العالم‪ ،‬اإلنسان يصنع ذاته في العالم بالعمل والفعل‬

‫اآلخر شرط لمعرفة الذات‪:‬‬


‫يكون ذلك من خالل األحكام التي يصدرها اآلخر وهو يقيم أفعال الذات‪ ،‬فدعاء الذات القدرة على معرفة ذاتها هو مجرد‬
‫وهم “إن اإلنسان ال يعي بنفسه حاسدا أو ذكيا إال إذا أقر اآلخرون له ذلك”‪ ،‬يكشف سارتر بذلك عالما جديدا يسميه‬
‫البينذاتية‪ ،‬هو عالم يكتشف فيه اإلنسان عالقته بذاته ليست معزولة عن عالقته باآلخر‪.‬‬

‫المكاسب ‪:‬‬
‫التأكيد على أهمية االعتراف باآلخر من جهة كونه شرط لمعرفة حقيقة الذات يؤسس لعالقات إنسانية راقية قوامها التسامح‬
‫واالعتراف باالختالف خالية من العنف والعنصرية‪.‬‬

‫الحدود‪:‬‬
‫يمكن أن يتحول اآلخر إلى أداة مغالطة للذات (المجاملة ‪ ،‬النفاق‪ ،‬الكذب)‪ ،‬أو قد يتحول اآلخر إلى خطر للذات يهدد‬
‫وجودها (االحتقار ‪ ،‬التعالي ‪ ،‬القتل)‪.‬‬

You might also like