You are on page 1of 3

‫‪0200-0202‬‬ ‫تدريب منهجي‪:‬‬ ‫االستاذ الهادي عبد الحفيظ‬

‫موضوع سؤال‬ ‫معهد حي األمل ‪ -‬قابس‬

‫هل في حضور الغير تهديد لوجود الذات؟‬

‫المهارات المستهدفة‬

‫ا‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫ان المتأمل لعالقات البشر واختالف المجتمعات ليالحظ‬
‫المقدم ة ‪ :‬وظيفتهةةا تنايةةل الموضةةوع ةةي‬
‫تشابك العالقات االنسانية انفتاحا وانغالقا يجعل وجود اآلخر‬ ‫سياقه وتأطير طرح المشكل وذلك بالبحة‬
‫في حياتنا في بعض االحيان تهديد لوجود الذات نفسها‪،‬‬ ‫ةةةةي المبةةةةرراد التةةةةي ادد الةةةة طرحةةةةه‬
‫والتساؤل عنه ‪.‬وذلك بةالعود الة اسةتقرا‬
‫حتى اننا بتنا نخشى اآلخر وال نرتاح لإلنفتاح عليه‪ ،‬ألننا ال‬ ‫الواقةةةم ومسةةةا لته مةةةار او اظهةةةار التةةةوتر‬
‫نعلم إن كان سيظهر لنا صديقا أو عدوا مكمل لوجودي أم‬ ‫الةةةذي يكشةةةا عنةةةه السةةةؤال‪= .‬اسةةةتقرا‬
‫ناسف له‪ .‬وهو ما يطرح سؤاال مثقال بالحيرة اليوم‪ ،‬في‬ ‫ومسا ل واقم العرقاد بين البشةر ومةا‬
‫تنكشةةةا عنةةةه مةةةن احتمةةةاالد التهديةةةد‬
‫مجتمعات صارت مفتوحة أكثر من أي وقت مضى‪ :‬هل في‬ ‫للذاد او اغنا ها‪.‬‬
‫حضور الغير تهديد لوجود الذات؟‬ ‫ينتهي التمهيد بعرض السؤال‬

‫االشكالية‪:‬‬
‫فمن هو الغير وأي عالقة تحدده مع الذات ‪ ،‬هل هو عنصر‬ ‫االشكالي ‪ :‬ليسد هي نفسها السؤال‬
‫تهديد لها أم على العكس من ذلك مثر لحقيقة وجودها؟ وان‬ ‫المقدم ي الموضوع بل علينا الدخول‬
‫ي السؤال وأشكلته وذلك ببلور‬
‫السؤال األصلي واستبداله بأسئل أخرى سلمنا بتهديد اآلخر وضرورة التحوط منه فهل يعني ذلك القبول‬
‫تساعد عل إظهار ما يه احراجي‪ = .‬بالعزلة واالنغالق على الذات؟‬
‫سؤال يتعلق بنوا المشكل ‪+‬سؤال عن‬
‫اطروح واطروح مستبعد = سؤال‬
‫عن تنسيب االطروح او التأليا او‬
‫بيان التبعاد‪.‬‬
‫السؤال التحليل ‪:‬‬ ‫ي التحليل يمكن مساير‬
‫لحظة اولى ‪ :‬في بيان ان حضور الغير تهديد لوجود الذات وذلك ب‪:‬‬ ‫باالشتغال عل ‪:‬‬

‫تعريف معنى الغير بما هو موضوع – شيء آخر مخالف لي‪ -‬الغريب‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬المفهم ‪ :‬تفكيك معاني السؤال‬
‫– ما لست انا‪ ،‬من هو خارج ذاتي = الجسد = الالوعي= ذات انسان‬ ‫ووحداته ي سياقها من السؤال ‪ .‬قصد‬
‫اخر‪.‬‬ ‫الكشا عن مدلوالتها ومضامينها‬
‫بيان ان وجود الغير تهديد لوجود الذات من جهة ان ‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وشروط القول يها ورهاناد البح‬
‫الغير – االخر = موضوع موسوم بالسلبية = ينفي من الذات ذاتيتها‬ ‫‪-‬‬ ‫يها‪[ .‬الغير‪/‬االخر ي داللته المتنوع‬
‫(هيقل)‪.‬‬ ‫= الجسد ‪/‬الروعي‪ /‬الغير او الذاد‬
‫= الجسد بما هو عائق وسجن وقبر للروح = موطن الغريزة و‬ ‫‪-‬‬ ‫االخرى]‪.‬‬
‫الشر‪( .‬افالطون)‪.‬‬
‫=الالوعي= مخزن الرغبات والغرائز المكبوتة والغير مقبولة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬االشتغال عل العرقاد بين المعاني‬
‫اجتماعيا ما يقحم الذات في صدام مع العالم الخارجي ويتعارض في‬ ‫وما يفترضه السؤال من احراجاد‬
‫سلوكه مع الذات الواعية – االجتماعية‪( .‬فرويد)‪.‬‬ ‫نبتغي الكشا عنها وبيان شروط القول‬
‫بيان وتحليل مظاهر التهديد للذات ‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يها ‪.‬وتبعاتها ‪[ .‬تنوع مجاالتها –‬
‫‪ )== o‬الجسد هذا اآلخر المغاير بما هو تهديد لجوهرية الذات‬ ‫وابعادها‪ -‬وسجرتها‪.] -‬‬
‫انطولوجيا لكونه يعيق حركتها وفعلها بأن يشدها الى عالم‬
‫الرغبة والغريزة الحيوانية = قبر او سجن‪.‬‬
‫‪ o‬معرفيا هو عائق أمام ادراكها لجواهر االشياء = كهف الحواس‬
‫والظالل‬
‫‪ o‬قيميا هو بؤرة للشر والرذيلة‪ ==.‬ضرورة التخلص منه بالتدرب‬
‫على الموت‪.‬‬
‫==) الالوعي هذا اآلخر المغاير بما هو تهديد لوجود الذات الواعية‬ ‫‪-‬‬
‫ينزلها من منزلة المركز الى الهامش من المتحكم الى الغريب في‬
‫بيتها " االنا لم يعد سيدا في بيته"‪ .‬لكون الغرائز المكبوتة ذات األصل‬
‫الجسماني هي من يوجه سلوكي ويصنعه‪.‬‬
‫= ضرورة االبقاء على الدور الريادي للوعي – االنا من اجل خلق‬ ‫‪-‬‬
‫انسان سوي‬
‫= الدور التعديلي لالنا ‪(.‬الوعي هو النور الوحيد الذي يهدينا في‬ ‫‪-‬‬
‫ظلمات الحياة النفسية)‪.‬‬
‫*==) االخر المغاير او الغريب بما هو ذات اخرى ال مجرد موضوع‬
‫مهدد لوجود الذات – يحد من رغباتها – من حضورها االجتماعي من‬
‫حريتها وفرديتها = تتعالى عنه الذات وتنعزل و ال ترى فيه سوى‬
‫موضوع ‪.‬االخر قد يظهر لي عدوا (موران‪ :‬لحظة تمركز الذات) او‬ ‫= استتباعاد القول ‪ :‬تبعاد ورهاناد‬
‫ذئبا (هوبز‪ :‬االنسان ذئب لإلنسان ) او جحيما (سارتر‪ :‬اآلخرون هم‬
‫الجحيم)‪.‬‬
‫مركزية الذات وتعاليها يحول االخر – الغير الى عنصر تهديد‪.‬‬
‫يشكل خطرا على وجودها لذا تعمل على استبعاده واقصائه والنفور منه‪.‬‬
‫تنسيب الموقا‪ :‬تظنن عل الموقا‬
‫= تنسيب هذا الموقف تمهيدا للحظة الثانية وذلك ببيان ان الغير ليس في‬ ‫االول ببيان هناته وحدوده تمهيدا لطرح‬
‫ذاته عنصر تهديد اال لكون الذات تراه كذلك حين تتعالى عنه وتنفر منه في‬ ‫البديل ‪.‬‬
‫حين انه قد يشكل الوجه االخر لإلنية‪.‬‬
‫مساير عكسي للسؤال‬
‫لحظة ثانية ‪ :‬في بيان ان حضور الغير اثراء لوجود الذات وذلك ب‪:‬‬
‫العودة الى تعريف الغير أو اآلخر بما هو ذات أخرى – الوجه اآلخر‬ ‫‪-‬‬
‫لالنية من جهة ما أن االنا ال تكتمل اال به ومن خالله وذلك ببيان ان ‪:‬‬
‫المفهم ‪ :‬سياق اان للمفهوم ‪/‬المركاي‬
‫اآلخر – الجسد لم تدرك الذات حقيقته ومستطاعه وما يستطيع ان يضيفه لالنا‬ ‫‪ :‬الغير‬
‫(سبينوزا ‪ ":‬ال أحد إلى اآلن ‪ -‬والحق يقال ‪ -‬قد بين ما يستطيع الجسد فعله أي‬
‫أن التجربة لم تعلم أحدا إلى اليوم ما يمكن للجسد بواسطة قوانين طبيعته‬ ‫تنوع دالالته ومجاالته وابعاده‬
‫االنطولوجي والسيكولوجي والتاريخي ‪ .‬وحدها‪ ،‬منظورا إليها بما هي جسمية " ‪ ).‬تجربة المخمور والنائم والمجنون‬
‫والطفل الصغير الخ‪ .‬او االنتباه الى منظورية الجسد الخاص بما هو قوام‬
‫وجودنا واداة ادراكنا للعالم (ميرلوبونتي) ‪.‬او اكتشاف ان ما يخزنه من رغبات‬
‫الكشا عن ضمنياد الموقا – ابعاده‪-‬‬
‫مكبوته قد تتحول الى طاقة نفسية هائلة تتحكم بمصيرنا (فرويد)‪.‬‬
‫شروط القول يه – تبعاته ‪...‬‬
‫او االنتباه الى ان االخر – الغير ليس عدوا لي او غريب اال لكوني أتعالى عنه‬
‫وأقصيه فاألخر ليس مجرد موضوع بل ذات اخرى تشبهني مشبعة بالوجود‬
‫الحيوي ( حسب هيقل) وعليه فإن صراعي وإختالفي معه البد أن ينتهي الى‬
‫لحظة اعتراف بينذاتي ‪(.‬جدلية السيد والعبد هيقل)‪.‬‬

‫بل ان االخر – الغير مشابه لي ومختلف في نفس الوقت في خصائصي الفردية‬


‫وفروقي العرقية (ادغار موران) وعليه فالغير ليس الغريب او العدو بل الوجه‬
‫االخر لالنية " االخر موجود بالقوة في عالقة الذات بذاتها" ‪ (.‬تجربة المرآة)‪.‬‬ ‫استنتاجاد تمهيدا لحل مقترح ‪ .‬او‬

‫نستنتج ان الغير ليس عنصر تهديد بل اثراء اذ هو الوجه االخر‬


‫تجاوا اان للموقا نحو لحظ االا ‪..‬‬
‫لالنية‪ .‬فاالنية فقيرة بذاتها غنية بغيرها وانه ال معنى لوجود الذات من دون‬
‫الغير‪ .‬فاألخر هو االنا الذي ليس انا (االن ‪ )Alain‬واالنا ليست في الحقيقة‬
‫سوى االخر في ثوب المغايرة انا = الغير (الذاتية المشتركة عند موران)‪.‬‬
‫او ‪..‬ل‬

‫االنتهاء في االخير الى كون الغيرية ال تعني الضدية و ال تحيل ضرورة على‬
‫االخر المختلف‪ ،‬بل هي االنا ذاتها في بما هي اخر‪ .‬فاإلنسان وحدة واحدة ال‬
‫تقب ل القسمة وال االنفصال فهو نفس وجسد (سبينوزا) او وعي والوعي‬
‫حوصل واستنتاجاد للحل المقترح‬
‫(موقا شخصي من المسال ) او تح‬
‫(بول ريكور)‪ .‬والخطاب الفلسفي يراهن على هذه الوحدة‪ ،‬على االختالف‬
‫واالنفتاح‪ ،‬على المغايرة‪ .‬لكون االنسان كائن اجتماعي بيو‪ -‬ثقافي‪ .‬ف"أكبر‬ ‫ا اق للسؤال نظرا الستشكاله‪.‬‬
‫عقاب لي أن أعيش وحيدا في الجنة" كما يقول غوتة‪.‬‬

‫( مرحظ ‪ :2‬يمكن اعتماد مقارب ااني للموضوع نبدأ يها باللحظ الااني ام االول )‬
‫(مرحظ ‪ :0‬او ننتهي يه ال لحظ االا تأليفي يكون يها الغير عنصر تهديد واارا‬
‫للذاد ي الوقد نفسه)‪.‬‬

You might also like