You are on page 1of 5

‫الخصوصية والكونية‬

‫الشعب ‪ :‬العلمية‬
‫المستوى ‪ :‬الرابعة ثانوي‬
‫األستاذ ‪:‬صابر بوزايدي‬

‫‪ )1‬داللة الخصوصية‪( :‬اريك فروم)‬


‫الخصوصية تعني الهوية وتحمل في مضمونها معنى الغير فهويتي تتحدد بنظرة اآلخر لي أي إنها‬
‫اختالف ‪ +‬الهوية‬
‫تصنيف ‪ +‬صورة للنحن ومعيار انتماء وقيمة ‪.‬‬
‫يميز ايريك فروم بين ‪:‬‬
‫هوية ثقافية‬ ‫هوية جماعية‪/‬اجتماعية‬ ‫هوية شخصية‬
‫المسلمين‬ ‫التونسيين‬ ‫فالن الفالني‬
‫‪ .‬هي كيفية في إدراك الذات من ‪ .‬هي الحد األدنى المشترك في‬ ‫‪.‬هي كيفية في إدراك الذات‬
‫مستوى رؤى العالم والقيم‬ ‫الخارج عبر رموز وعالمات‬ ‫لذاتها من الداخل أي إحساس‬
‫والكليات)‪ (totalités‬والمثل‬ ‫مثل اللباس واللغة والسلوك‪.‬‬ ‫دون رموز أو عالمات‪ ،‬ما‬
‫األعلى أي ما يجمع جماعات‬ ‫يميز الذات أو وعي الذات‬
‫متباعدة جغرافيا لكنها تلتقي في‬ ‫بذاتها من داخلها‪.‬‬
‫الثقافة‪.‬‬
‫ال توجد أنواع من الهوية بل الهوية الشخصية تتشكل داخل الهوية الجماعية وهي بدورها تتشكل‬
‫داخل الهوية الثقافية‪.‬‬
‫أ‪ -‬شروط تحقّق الهوية‪:‬‬
‫اإلنسانية ‪ :‬أي أن األشياء والحيوانات بال هوية ألنها ال تملك رموزا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرمزية‪ :‬أي تتشكل الهوية داخل الرموز فاإلنسان هو الكائن الوحيد الذي ير ّم ُز المكان والزمان‬ ‫‪‬‬
‫واآلخر واألشياء‪.‬‬
‫التجربة ‪ :‬أي نمط من الوجود يسمح بقول أنا بصفة شرعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القيمة ‪ :‬أي أن الهوية تتشكل في إطار قيمي وفي استحضار المعنى‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫*شرط تحقق الهوية ‪ :‬الفاعلية واليقظة والتلقائية وتجاوزما هو حسي ومادي والقدرة على التأثير‬
‫ب‪ -‬أزمة الهوية‪ :‬ألزمة الهوية مؤشرات ‪:‬‬
‫‪ ‬فقدان جذري لليقين‬
‫‪ ‬تمدية )‪ (materialisation‬اإلنسان أي النظرلإلنسان من زاوية األشياء والمادّة‬
‫‪ ‬شكل حاد من الضياع‬
‫‪ ‬العجز عن تحديد من يكون‬
‫ت‪ -‬الحل لتجاوز أزمة هوية ‪:‬‬
‫تحقيق اشباع بالمعنى المادي والقيمي‬ ‫‪‬‬
‫إكساب الوجود معنى وهدف‬ ‫‪‬‬
‫اإللتزام بالواقع والرغبة في التغيير والتأثير والفعل‬ ‫‪‬‬
‫القدرة على قيادة األنا تجنبا لإلغتراب‬ ‫‪‬‬
‫اإلنخراط في الكونية أي القدرة على التجدّر في قيم العصر‬ ‫‪‬‬

‫‪Page 1‬‬
‫الخصوصية والكونية‬
‫الشعب ‪ :‬العلمية‬
‫المستوى ‪ :‬الرابعة ثانوي‬
‫األستاذ ‪:‬صابر بوزايدي‬

‫فما الذي نعنيه بالكونية ؟‬


‫كيف تكون الكونية نتاج تعاون الخصوصيات؟‬

‫‪ )2‬الكونية (تعاون الخصوصيات)‬


‫الكونية هي الحد األدنى المشترك بين اإلنسانية في مستوى القيم أي هي جملة توافقات أو معايير تجمع‬
‫اإلنسانية وتؤسس للقاء البشر وتجنبنا العنف وتفسح المجال لحكمة العيش المشترك ‪.‬‬
‫‪ .‬الكونية هي لقاء اإلنسانية القائم على الحوار واالعتراف المتبادل واحترام المختلف وتوجد معايير‬
‫تؤسس للفكر الكوني وهي‪:‬‬
‫الكرامة ‪ ، 1‬الحرية ‪ : 2‬إذ كن حرا ما لم تضر ‪ ،‬حرمة الشخص الجسدية والنفسية ‪ ، 3‬العدالة ‪ : 4‬التي‬
‫ال تعني المساواة المطلقة بل اإلنصاف أي االستحقاق إذ لكل شخص ما يستحق حسب وفقا لمجهوده ‪،‬‬
‫الحق ‪ : 5‬إذ االختالف حق لكن ال‬
‫اختالف على الحق ‪.‬‬
‫كيف تنتج القيم الكونية ؟‬
‫أ‪ -‬تعاون الخصوصيات (الفارابي)‬
‫اإلنسان محتاج إلى غيره ‪ +‬ال يستطيع أي مجتمع أن يحقق حاجياته بمفرده ‪ +‬التبادل ضرورة‬
‫لبلوغ الكمال المادي والمعنوي أي كمال الجسد من أجل الحفاظ على البقاء وكمال النفس أي‬
‫تهذيب اإلنسان عبر تبادل المعارف والفنون واآلداب ‪.‬‬

‫‪ ‬ال يمكن بلوغ الكمال إال بلقاء اآلخر أي بتعاون الشعوب واألمم‬
‫‪ ‬الخصوصيات في حاجة إلى بعضها بعضا من أجل تحقيق السعادة وتأسيس الفضيلة‪ ،‬إذ رهان‬
‫السعادة والفضيلة غير ممكن إال بتكامل الثقافات وتعاون البشر‪.‬‬
‫‪ ‬الكونية هي نتاج هذا التعاون المادي والقيمي‪.‬‬
‫‪ ‬الكونية هي النيل من اآلخر بقدر الحاجة ومنح اآلخر ما يحتاجه‪.‬‬
‫لكن‬
‫الشعوب والثقافات ليست بالضرورة متعاونة بل تكون أحيانا في حالة صراع مما يدعو إلى التساؤل ‪:‬‬
‫ما سبب صراع الخصوصيات ؟‬
‫ب‪ -‬صراع الخصوصيات (مونتانيو)‬

‫ضح أن هذه النحن تتشكل داخل الثقافة‬


‫إن مشكل الخصوصية والكونية يجيب عن سؤال من نحن وتو ّ‬
‫وان النحن تتحدد بشروط وتسقط في أزمة وتبحث عن حل وندرك أنها متجذرة في الكونية أي في‬
‫قيم متوافق حولها تحصل بفضل التعاون‪.‬‬

‫‪Page 2‬‬
‫الخصوصية والكونية‬
‫الشعب ‪ :‬العلمية‬
‫المستوى ‪ :‬الرابعة ثانوي‬
‫األستاذ ‪:‬صابر بوزايدي‬

‫لكن‬
‫أحيانا يتحطم الفكر الكوني والنحن تحت تأثير التعصب‬

‫تعريف التعصب‪:‬‬
‫‪ 1‬التعصب داء ‪ 2 ،‬يصيب اإلنسان ‪ 3 ،‬يجعله قوة عمياء ‪ 4 ،‬همها الوحيد تأكيد ذاتها على حساب‬
‫الغير ‪ 5 ،‬وهو أداة استعمال يقع التالعب بها لتحقيق أهداف ومنافع‪.‬‬
‫‪ ‬التعصب خاصية إنسانية يتعلق برؤية للعالم ترفض المختلف وتقوم على اإلقصاء‪.‬‬
‫أسباب التعصب‪( :‬تعالت) (سبب خاطئ)‬
‫‪ ‬تقييم اآلخر بمعيار حكمنا الذوقي واألخالقي والجمالي‬
‫‪ ‬تقييم اآلخر داخل ثقافة النحن المعيارية إذ نعتقد أن ثقافتنا هي المقياس وأننا األفضل‪.‬‬
‫‪ ‬امتالك تصور حول المعقول والالمعقول في حين أن المعقول اجتماعي وتاريخي‪.‬‬

‫نتائج التعصب ‪:‬‬


‫يفضي التعصب إلى ‪:‬‬
‫إخراج المغاير من النظام الطبيعي‬ ‫‪‬‬
‫عدم إدراك اآلخر في تفرده وخصوصياته مما يؤدي إلى إفقار الثقافة‬ ‫‪‬‬
‫اإلعتقاد في أفضلية وكمال ما ننتمي إليه‬ ‫‪‬‬
‫إعتبار أن ثقافتي هي المركز مما ينتج إقصاءا وتهميشا وعدم اعتراف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الح ّل لتجاوز التعصب‪:‬‬


‫‪ ‬تشكيل أنفسنا على شا كلة الطبيعة أي تعلم درس االختالف والتنوع من الطبيعة وتقليدها‬
‫ومحاكاتها إذ الطبيعة تلقننا درسا فالكائنات و النباتات والحيوان يتعايشون في إطار‬
‫االختالف والتعاون والتضامن دون إقصاء أي في شيء من االعتراف والقبول وهو ما يجب‬
‫محاكاته وتعلمه أي هناك أخالقية عظمى وعليا يجب تعلمها من الطبيعة‪.‬‬
‫‪ ‬رفض اإلقرار بوجود شعوب همجية إذ الهمجي هو من ينعت اآلخر بالهمجي فالهمجية‬
‫نكونه حول اآلخر يعبّر عن سوء فهم‪.‬‬‫ليست وجودا فعليا بل حكم مسبق ّ‬
‫‪ ‬اعتبار النسبية واإلختالف ثراء وليس تفقيرا أي أن المختلف يغنيني ‪.‬‬

‫لكن‪:‬‬
‫أليس اإلختالف مهدّد بفعل العولمة؟‬
‫ما داللة العولمة؟‬

‫‪Page 3‬‬
‫الخصوصية والكونية‬
‫الشعب ‪ :‬العلمية‬
‫المستوى ‪ :‬الرابعة ثانوي‬
‫األستاذ ‪:‬صابر بوزايدي‬

‫‪ )3‬مخاطر العولمة (بودريار)‬


‫يجب التمييز بين العولمة والكونية‬
‫الكونية ‪ /‬الكوني‬ ‫‪‬‬ ‫العولمة ‪ /‬العالمي‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬تتعلق الكونية بالحقل القيمي والسياسي ترتبط بـ‬ ‫‪ .‬هي صيرورة انفتاح االقتصاد المحلي على‬
‫الحقوق‪،‬‬ ‫السوق العالمية هاجسها ومحركها اقتصادي تقوم‬
‫و ‪ 2‬الحريات ‪ ،‬و الثقافة ‪ ،‬و الديمقراطية ‪،‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫على ‪:‬‬
‫و‪ 5‬العدالة و ‪ 6‬االختالف كحق‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ 1‬االتصال ‪ ،‬التوصيل ‪ ،‬التسوق ‪،‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫الكونية في تراجع تحت تأثير السوق أي أن العالم‬ ‫السياحة ‪،‬‬


‫اليوم تتراجع فيه القيم لصالح اإلستهالك‪.‬‬ ‫‪ 5‬الخدمات ‪ ،‬اإلعالم‬
‫‪6‬‬

‫الكونية هي تبادل القيم وتقوم على الحوار والسلم‬ ‫‪ .‬تؤدي العولمة إلى تفكيك الهويات وضرب القيم‬
‫وتوسيع الفوارق المادية االجتماعية‬
‫العولمة هي تبادل اإلنتاج والبضائع وهي عنيفة‬

‫‪ ‬العولمة مسار اقتصادي ضروري فهي تقرب المسافات ‪ +‬تلبي الحاجيات األساسية لإلنسان ‪+‬‬
‫تضمن في مستوى مادي الرخاء والرفاه ‪ +‬تجويد لنمط الحياة ‪ +‬النمو االقتصادي خصوصا للبلدان‬
‫الصناعية والمجتمعات المنتجة لكنها تقترن بمخاطر أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬خطر على االختالف إذ تشكل العولمة تهديدا للتنوع‬
‫‪ ‬إفقار الثقافات الغالبة المنتصرة اذ تضيع رموزها ولم تعد ملكا لها‬
‫‪ ‬إفقار للثقافات المغلوبة حيث يت ّم إدماجها بالعنف‬
‫‪ ‬اندثار الكوني مما يؤدي إلى موت الثقافات‬
‫خطورة منطق العولمة‪:‬‬
‫الخطر ال يعود فقط إلى ممارسات العولمة بل يعود إلى منطقها الداخلي الذي يتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬العولمة تحطيم للخصوصي والكوني معا‬
‫‪ ‬انتصار الفكر الوحيد وتأسيس لحالة من الضياع‬
‫‪ ‬التشكيك والهدم دون بناء بدائل‬
‫‪ ‬التجانس والتماثل واالنحراف‬
‫‪ ‬فكر النهايات ‪ :‬مثل نهاية العقل ‪ ،‬نهاية التاريخ ‪ ،‬نهاية اإلنسان ‪ ،‬نهاية القيم‬
‫الح ّل لتجاوز العولمة‪:‬‬
‫ال يمكن التخلي عن العولمة ألنها قدر اإلنسان أي ال رجعة فيها والحل في ‪:‬‬
‫*اعتبار أن الهوية مركبة إذ يؤكد " ادقارموران " على ضرورة أن تجاوز التجانس والتماثل بفضل فكر‬
‫مركب يعتبر أن داخل كل تنوع هناك وحدة وداخل كل وحدة هناك تنوع يسميه الوحدة في الكثرة والكثرة‬
‫في الوحدة‬
‫أي كل هوية موحدة لكن توجد داخلها تحت هويات تمثل تنوعا مما ينتج احتراما لالختالف‪.‬‬

‫‪Page 4‬‬
‫الخصوصية والكونية‬
‫الشعب ‪ :‬العلمية‬
‫المستوى ‪ :‬الرابعة ثانوي‬
‫األستاذ ‪:‬صابر بوزايدي‬

‫* يؤكد " كلود ليفستروس" على تنمية االختالف إذ االختالف أساس خالق للثقافة فما ينتج الثقافة ليس‬
‫العرق وإنما التاريخ والتجربة أي المحددات الطبيعية والمناخية والبيئية فال إمكانية للتعايش إال بتمجيد‬
‫االختالف أي مقاومة فكر العولمة بفكر قيمي يحافظ على الخصوصيات وينمي الرموز الثقافية‪.‬‬
‫* يقدم " سمير أمين " حال يتمثل في إقامة عولمة بديلة تفسح المجال للتبادل السلعي لكن تولي أهمية‬
‫للتبادل الثقافي والمعرفي والفني والجمالي أي االنتقال من ثقافة العولمة إلى عولمة الثقافة ‪.‬‬

‫‪Page 5‬‬

You might also like