Professional Documents
Culture Documents
1
-عملية التفاعل التبادل بني فردين أو جمموعتني (بني املرسل واملرسل إليه) أي تبادل املعلومات واألفكار عن طريق وسائل وأساليب متع ّددة إما بطريقة لفظية
أو غري لفظية من خالل الصور أو الكتابة أو الرسائل الصوتية أو اإلمياءات واحلركات عرب أطراف التواصل.
الصورة .هذا يعين أن
يتم بواسطة اللغة املكتوبة واملنطوقة والتواصل بواسطة اإلمياءات اجلسدية والتواصل البصري عرب ّ
ميكن التمييز بني :التواصل اللفظي ّ
هناك ميزاتن للتواصل يف تقدير جوليا كريستيفا مها التواصل اللساين والتواصل الغري لساين.
ج -العناصر األساسية لعملية االتصال والتواصل:
-1الشخص املرسل وهو الشخص الذي يقوم إبرسال الرسالة.
-2الشخص املرسل إليه ويقوم ابستقبال الرسالة.
املعوقات.
جناح العملية التواصلية يقتضي خلو أي عنصر من كل أشكال ّ -3مضمون الرسالة أو املعلومات املتبادلة أو البياانت بني الطرفني.
-4وسائل التواصل املختلفة اليت تكون لفظية أو غري لفظية.
د -الفرق بني االتصال والتواصل
-1هناك فرق كبري بني مفهوم االتصال والتواصل فإ ّن عملية االتصال تتم على أساس رغبة أحد الطرفني يف التواصل مع الطرف اآلخر ويف إيصال رسالة معينة إىل
الطرف اآلخر.
-2ينحصر دور الطرف اآلخر (املستقبل) يف استقبال الرسالة وميكنه االستجابة هلا أو اإلعراض عنها حيث ال يشرتط يف عملية االتصال وجود تبادل يف
املعلومات بني الطرفني.
-3أما عملية التواصل تتم بناء على املشاركة املتبادلة بني الطرفني هبدف حتقيق أهداف وغاايت معينة من قبل الطرفني وذلك من خالل تبادل الرسائل مما
يشكل انفتاح أحد الطرفني على اآلخر ويساعد على جتدد العالقة بينهما وبناء عالقات اجتماعية مرتابطة.
حي ّدد هانز فري الفروق بني اتصل وتواصل فاتصل تعين وصل شيئا بشيء آخر احتك به .بينما تعىن تواصل العالقة املتبادلة بني طرفني ففي االتصال
هناك رغبة من أحد الطرفني ابجتاه اآلخر الذي قد يستجيب وقد يُعرض ّأما يف التواصل فإ ّن الرغبة تصدر أو حتدث من كال الطرفني وتواصل على وزن "تفاعل"
وتفيد هذه الصيغة املشاركة وغايته الفهم والتفاهم.
و -يف ضرورة التواصل
-إ ّن اإلنسان يقحم وسائطا بينه وبني حميطه .وهي وساطة تتمثّل يف العمل (نشاط يدوي وذهين) واحمليط التقين (مي ّكن اإلنسان من الفعل يف الطبيعة) ومن هذا
توسط ح ّد اثلث لكن احلياة االجتماعية تقتضي وسائط املنطلق فإ ّن العالقة مع اآلخر ميكن أن تكون مباشرة مثل ما يتم خالل تبادل النظرات أو الكلمات دون ّ
من أجل حياة اجتماعية دائمة بل لتكون هناك فعال حياة اجتماعية.
-الوجود اإلنساين وجود عالئقي تواصلي "أان أتكلّم ألنين لست وحيدا" -غوسدورف
-التواصل إذا مطلب إنساين من جهة أنّه ما به يكون اإلنسان إنساان ذلك أن األنظمة الرمزية كوسائط هي اليت جتعل التواصل ممكنا.
-التواصل أو التفاهم بني الناس ضرورة لضمان بقائهم أل ّن الفرد ال ميكنه العيش يف هذا العامل مبفرده إذ له حاجات وضرورات بيولوجية نفسية واجتماعية
حتقيقها يقتضي تعاون مع اآلخرين" :مدين بطبعه" -أرسطو
-تتح ّدد األنظمة الرمزية ابعتبارها وسائط بني اإلنسان واآلخر وبني اإلنسان والعامل وسيطا ميكن اإلنسان من حتقيق التواصل وحتقيق إنسانيته اليت تشرتط الفعل
التواصلي.
-2يف داللة الرمز
الرمز - :متثيل حيمل داللة أو معىن وحييل إىل استحضار شيئا غائبا أو غري قابل لإلدراك حسيا إنّه أتسيس لعالقة مماثلة بني شيئني :مرئي والمرئي.
-الرمز هو ما يسمح بتمثل األشياء واإلستعاضة عن حضورها املادي والتعبري عنها.
جمرد -مثال :امليزان = العدالة /احلمامة = السالم -التمثيل ّ
احلسي لشيء ّ
جمرد ردود أفعال للعقل وإمنا هي قدرات إدراكية ضمن العقل الستيعاب معلومات متميّزة (فرويد +يونغ).
الرموز :ليست ّ
الرمزية :التعبري الذهين واخليايل بشكل ميكن إدراكه ّ
حسيا( .يف مقابل املعاين الواضحة +الوصف الواقعي)
الوظيفة الرمزية :تتمثّل الوظيفة الرمزية يف قدرة اإلنسان على إنشاء الرموز أي على متثيل األشياء والعواطف واألفكار بعالمات ّ
حسية أو حركية أو بصرية أو
كل رمز
دل على غريه .وميكن تفكيك ّ
ومعربة عنها واستخدامها يف عالقته بذاته وابآلخرين وابألشياء .الرمز هو ما ّ
صوتية (طبيعية أو اصطالحية) دالّة عليها ّ
شجرة :ش -ج -ر -ة (دال) دال :الصورة البصرية أو الصوتية أو احلركية ما يقع حتت احلواس
إىلّ - :
الشجرة (مدلول) -مدلول :الصورة الذهنية = املعىن ّ
اجملرد املدرك ابلعقل.
2
أ -يف التمييز بني الرمز والعالمة:
يدل عليه عالقة ضرورية
على الرغم من التقارب بني العالمة والرمز حيث يستخدمان لتمثيل األشياء والداللة عليها مثة فرق بينهما بني الرمز واملرجع الذي ّ
حبيث ال ميكن مثال استبدال امليزان بشيء آخر للدالّلة على العدالة بينما تقوم بني العالمة واملرجع عالقة اعتباطية·
"الرمز هو قبل كل شيء عالمة ،لكن يف العالمة تكون العالقة اليت تربط العالمة ابلشيء الذي تدل عليه عالقة اعتباطية" -هيقل
ب -يف التمييز بني الرمز واإلشارة:
إذا كانت اإلشارة جزء من عامل الوجود املادي وهي مرتبطة ابلشيء الذي تشري إليه على حنو اثبت فإ ّن الرمز جزء من عامل املعىن اإلنساين أي عامل االنطباق أي
ومتنوع.
متحرك ومتن ّقل ّ
يوحي بشيء واحد وهو ّ
ج -يف التمييز بني الرمز والوسيط:
يتم االتّصال بني طرفني وتتح ّقق الوساطة .médiationجيمع على "الوسائط". الوسيط médiateurهو ما يقوم ابلوساطة ويصلح لتحقيقها ما به ّ
يكون الوسيط ماداي مثل كافّة الوسائل /الوسائط التقنية اليت يستخدمها اإلنسان لتحقيق أهدافه يف العيش أو التفاعل مع الغري شأن الراديو /التلفاز /اهلاتف...
كل وسيط رمزي.
كل رمز وسيط وليس ّ
ويكون أيضا رمزاي وتبعا لذلك ّ
- IIاألنظمة الرمزية :وسائط /وسائل
-بني اإلنسان واحليوان قواسم مشرتكة :احلياة(كائنات حية) +انتظام احلياة وفق قوانني (≠ قوانني الطبيعة) +امتالك جهاز استقبال وجهاز أتثري ورغم هذه
القواسم خيتلف اإلنسان عن احليوان ابلقدرة على الرتميز بتملكه جلهاز رمزي" .اإلنسان حيوان رامز" -كاسريار
-القدرة على الرتميز هي امليزة /الصفة النوعية لإلنسان :سبب اختالفه عن احليوان (ليس العقل /التفكري)
-سيادة العامل والسيطرة عليه ال تكمن (شرط) يف التفكري (ديكارت) بل يف القدرة على إنتاج الرمز (كاسريار).
-ال جيب أن نرى يف األنظم ة الرمزية طرقا خمتلفة يتمظهر من خالهلا الواقع يف ذاته للعقل بل طرق خمتلفة يتبعها العقل للتموضع أي طرقا يتبعها يف متظهره
لذاته .فاألنظمة الرمزية من هذا املنطلق تتق ّدم كمحاوالت لتحويل العامل السليب للتمثّل البسيط إذ متثّل سريورات ديناميكية للرتميز.
-األنظمة الرمزية بدء ابألسطورة وصوال إىل الصورة مثلت أساس العملية التواصلية :ال ختلو حضارة من األنظمة الرمزية :لغة ...دين ...أسطورة...
لفن األسطورة العلم ...وهي
وتتجسد يف :اللغة الصورة الدين ا ّ
ّ -منظومة الرموز (كاسريار) اليت يستخدمها اإلنسان تشمل مجيع أبعاد حياته املادية والروحية
تطور الواقع اإلنساين وتع ّقد احتياجاته.
التنوع ابستمرار حبسب ّ
قابلة لالتّساع و ّ
التنوع (لغات :العربية +الفرنسية /دايانت :اإلسالم +املسيحية) من جهة أخرى.
-تتميّز األنظمة الرمزية ابلتع ّدد (اللغة +الدين )...من جهة و ّ
-1اللغة
يعّب هبا كل قوم عن أغراضهم" -ابن جين
-خاصية إنسانية صرف (ديكارت) حاملة ملضامني فكرية وأخالقية" .اللغة أصوات ّ
-متيز البشر عن احليوان الذي يتمتع إبشارات وحركات وأصوات ال ترتقي إىل مرتبة لغة اإلنسان.
-يف معناها العام منظومة من الرموز ختضع لقواعد وضعها البشر ويف معناها اخلاص هي قدرة على الكالم الذي يشرتط طرفني يدور بينهما حوار غري مفهوم ما
مل يتفق الطرفان على معاين الكلمات والعبارات املستعملة :اعتباطية أي تقوم على اتفاق بني البشر.
جمرد فعل آيل وإمنا فاعلية ذهنية تفرتض العقل وذلك ما جيعلها حكرا على اإلنسان.
-قدرة ذهنية وليست ّ
-أداة تستحضر املوجودات من الغياب إىل احلضور -نظام رمزي يستحضر العامل ولكنّه ال يشبهه إذ الكلمات ليست األشياء.
-نسق من العالمات ليست هلا عالقة مادية مبا تعنيه هذه العالمات.
-قدرة على استعمال العالمات كرموز متكن من متثل شيء غائب :وظيفة رمزية
حسية) بينما هي (اللغة) صورة ذهنية.
-تشمل كل أدوات التواصل مبا فيها الصورة (لغة ّ
اللّغة هي ملكة التعبري الرمزي" :كل أنظمة التواصل األخرى اخلطّية واحلركية والبصرية ...تتفرع منها وتفرتضها مسبقا" بنفينيست
اخلصائص:
الباث (املرسل) واملتقبّل (املرسل إليه) :الطبيعة احلوارية.
الرد على الكالم أي تبادل األدوار بني ّ
-اللغة تفرتض التخاطب الكالم و ّ
معني برمز
نعرب عن شيء ّ -العالقة بني الرمز اللغوي (اللفظ) واملرجع اعتباطية :فاللغة تقيم عالقة غري ّ
مربرة غري ضرورية بني الرمز واملرجع إذ ال شيء يلزم أبن ّ
معني بل املواضعة (االتّفاق) هي أصل اقرتان الدليل ابملرجع.
لفظي ّ
-تقبل التحليل والتجزئة وإعادة التأليف والرتكيب :ازدواجية متفصل اللغة (عامل اللسانيات :مارتينيه)
3
متفصل اثن :انتقال من الكلمات إىل احلروف (صوامت) + متفصل أول :انتقال من اجلمل إىل الكلمات (لفاظم)
4
الضامن "للتماسك االجتماعي" ومن مثّة
إذا كان للمق ّدس قيمة اترخييّة وعقليّة فهو يكتسي أيضا قيمة اجتماعية (دوركامي) حيث يعترب أ ّن املق ّدس الديين هو ّ
يعمق التواصل بني اإلنسان واإلنسان. فهو ّ
-IIIمنزلة /مقام الرمز
وظيفة انطولوجية:
.الرمز هو امليزة اليت ينفرد هبا اإلنسان.
.الرمز هو الذي حي ّقق وجود اإلنسان :أساس وجود اإلنسان.
وظيفة معرفية - :اللغة ختتزل األشياء يف أمساء :كلّما اتّسع عامل الرموز (العامل الرمزي) كلّما ضاق عامل األشياء (العامل املادي).
-األشياء واحدة لكن الرموز متع ّددة ومتنوعة.
اإلنسان منطقيا ال يعيش يف عامل األشياء وإمنا يقيم يف عامل األمساء.
وظيفة اجتماعية :تسمح له بتحقيق التواصل مع ذاته ومع غريه فهي أداة تعبري وبيان وتبادل للعواطف واخلربات واملعاين وشرط حت ّقق احلياة اجلماعية واستمراريتها.
فالرموز هي شرط التواصل وأدوات حتقيقه وهي سبيل الفرد لالندماج يف اجملتمع.
وظيفة انثروبولوجية :تتح ّدد من خالل الوظيفة التواصلية اليت يضطلع هبا الرمز.
-الرمز هو األداة اليت يستخدمها الكائن البشري لتبليغ مقاصده والتعبري عما يريد قوله.
فلكل شعب رموزه اخلاصة اليت من خالهلا ينظّم عيش
وتكرس خصوصية الشعوب يف نظم عيشها وتفكريهاّ .
اهلوية الثقافية لألفراد ّ
تؤصل ّ
-األنظمة الرمزية ّ
املنتسبني إليه ومييّزهم عن غريهم من الشعوب.
-IVحدود األنظمة الرمزية :أزمة تواصل أم أزمة وسائط؟
-كأن قدر اإلنسان هو أن يبدع دائما مظاهر استعباده فكم اعتقدان أ ّن اللغة إبداعا ولكن اتّضح لنا أهنا جماال لإلرغام سواء يف بنيتها أو يف توظيفاهتا .وكم
حتوله إىل آلية حتريض على العنف املطول الذي تقتضيه اللغة .واعتقدان يف قيمة املق ّدس فاهنار أمام ّ
يسرت لنا الفهم وجنّبتنا عناء التفكري ّ
اعتقدان أ ّن الصورة قد ّ
والعنف املضاد.
تتحول من وسائط رمزية إىل سلطات رمزية. -األنظمة الرمزية ّ
-أزمة الوسائط ال تتعلّق بكثرهتا واختالفها وإمنا تتعلّق ابهليمنة والسلطة اليت متارسها.
التطور الالفت يف:
تطورا منقطع النظري بسبب الثورات العلمية والتكنولوجية .يظهر هذا ّيشهد واقع االتّصاالت يف اجملتمعات املعاصرة ّ
-تع ّدد وسائل االتّصال :اهلاتف -الراديو -التلفزة -الصحافةّ ...
تؤمن أنواعا خمتلفة من االتّصال (مسعي -بصري -رقمي -مكتوب -شفوي)...
حىت تتّصل مبن تشاء يف وقت قياسي .أو -جناعة أداء وسائل االتّصال سواء -وفق مقياس السرعة :إذ يكفي الضغط على بعض األزرار يف هاتفك ّ
اجلوالّ ...
وفق امتداد االتّصال :إذ مل يبق تقريبا ركنا من العامل مل تغطّه اهلواتف والفضائيات ما جعل من العامل على اتّساعه "قرية كونية".
-توظيف وسيط رمزي جديد أسرع هضما وأقدر على التسلّل إىل فكر اإلنسان ووجدانه "الصورة" فقد احتلّت هذه األخرية احليّز األكرب على أنظمة االتّصال
الراهن أبنّه "جمتمع الفرجة" أتكيدا على الدور املبالغ فيه للصورة يف أتمني اتّصال الناس
مقارنة ابلكلمة الشفوية أو املكتوبة ما جعل غي ديبور يصف اجملتمع ّ
ببعضهم ويف تشكيل وعي اإلنسان بذاته وحميطه.
الراهن
يربر اعتبار العصر ّ
وتنوعها جناعة أدائها احلضور الكثيف لنمط التواصل املرئي هذه بعض مالمح الثورة االتّصالية املعاصرة ما ّ تع ّدد وسائل االتّصال ّ
عصر اإلفراط يف االتّصال.
وسائل االتّصال أنتجت ضربني من العزلة:
حمل التضامن.
املودة والفردانية /الذاتية ّ
حمل ّ أ -عزلة روحية :املنفعة ّ
تفرق الناس وتبعدهم عن بعضهم ماداي بغرض إحكام السيطرة عليهم.ب -عزلة مادية :وسائل االتّصال ّ
يقول أدرنو وهوركامير" :وسائل االتصال متثل مصدر انعزال" ويضيفان" :إ ّن االتصاالت حت ّقق التماثل بني الناس وذلك بعزهلم عن بعضهم البعض".
ويتجلّى ذلك يف:
-1اللغة
-أداة إخفاء ومتويه وخداع ألهنا تتسرت وراء قيم ومثل ومبادئ أخالقية ومهية.
-ختفي رغبات وميوالت اإلنسان اجلسدية.
"إ ّن اإلنسان إبتكر اللغة وهو أول ضحاايها" -نيتشة
5
كل لفظ هو حكم مسبق ويف ذلك يكمن خطر اللغة على الفكر" -نيتشة
" ّ
-إ ّن اللغة أخطر ما امتلكه اإلنسان" :فهي تفتح أمامنا أبواب فهم العامل وتغلقها دوننا" -مريلوبونيت.
-عاجزة عن التعبري عن مشاعران وانفعاالتنا الوجدانية أل ّن العاطفة متغرية واللغة تعتمد عبارات جامدة :تضع بيننا وبني العامل حجاب( .برغسون)
حتول الرمز إىل سلطة على اإلنسان فضاء من االغرتاب فيه تضيع الذات يف اللغة حني ال تقول احلقيقة. ّ -
"إ ّن اللغة فاشية ،فأن نتكلّم معناه أن خنضع" -روالن ابرط
-2الصورة
-فقدت اليوم وظيفتها التواصلية و ُغييبت يف مقابل سيطرة الصورة الرقمية (ليست بريئة -غايتها املغالطة واخلداع والتظليل)
-توظّف اليوم الصورة للمغالطة وخلدمة مصاحل بعض األفراد والشعوب والدول فتزيف احلقائق وتنشر األكاذيب وتستخدم للدعاية.
حتول اإلنسان إىل انفعايل بعد موت الكائن املفكر فيه (ال تسمح ابلتفكري مثل الكتاب)" .أمام منضدة املشاهدة نصمت" -غي ديبور.
-الصورة ّ
حتولت إىل عنصر أتثري مفسد للتواصل احلقيقي ومعطّل للحوار بني الذوات.
-الصورة اليت كانت يف األصل تبلغ الداللة وحتدث التواصل ّ
-تعلّق قدرة اإلنسان على التفسري والفهم وختتزل نشاطه يف املشاهدة.
حيول اإلنسان املستهلك للسلع إىل مستهلك لألوهام.
-اعتماد الفرجة أنواعا من الصور الباهرة وأشكال الرتفيه املغرية ّ
حسه النقدي فالصورة تولّد االنبهار واالستسالم.
تكرس سلبية املتل ّقي وتسلبه ّ
ّ -
تعرب عن إرادة ومصاحل الطرف (طبقة شعب )..الذي ميلك القدرة على صنعها وفرضها على اآلخرين.
-تضطلع بوظيفة إديولوجية إذ عادة ما ّ
-تضلّل إذ تفرض لبسا وتداخال بني الواقعي واالفرتاضي بني احلقيقي واخليايل "فهي بقدر ما ترينا العامل تعمينا عن النظر إليه" -.ديّباي
جمردة لتختزل احلياة يف املشهدي والبصري. -تف ّقر عامل اإلنسان حيث تقصي الالمرئي املؤثّر على حياته من معاين ومق ّدسات وقيم ّ
حل حمل التفكري واللغة واحلوار عصرا أصبح فالسفته وأنبياءه هم الراقصات والرايضيني واملذيعني ...عصر تراجعت فيه كل -إ ّن عصر الصورة والفرجة الذي ّ
القيم لتتضخم فيه املراوغة والكذب واألحالم الوامهة والوعود الزائفة.
-يتحدث غي ديبور عن اجملتمعات املعاصرة ابعتبارها جمتمعات الفرجة مبا هي رؤية كلية للحياة وأساسها ترسانة من الصور املؤثرة على املشاهد مما أحدث ما
املعمم" الذي ميثل وجها من وجوه االغرتاب .هو نتاج قدرة أتثريية ابلغة يصنعها خمطط اقتصادي ليبريايل حيث ّ
تطوع الصورة والكلمة لتشكيل مساه ب"االستبعاد ّ
الوعي الزائف وإبعادهم عن مشاغلهم احلقيقية عرب التشبه بسلوك املشاهري والنجوم (الكهنة اجلدد).
يقسم اتريخ احلضارات إىل ثالث عصور حمكومة بنظم سلطوية متناسبة مع الشكل الذي تتّخذه الصورة يف ّ
كل عصر: -سلطة الصورة جعلت ديّباي ّ
.عصر اخلطاب وشكل صورته هو الصنم الذي يتطلب الرهبة والنظام السياسي الذي يقابله الثيوقراطية (حكم ديين).
الفن الذي يتطلّب احلياة والنظام السياسي الذي يقابله االيديوقراطية (سلطة الفكر).
.عصر األشكال وشكل صورته ّ
.عصر الشاشة وشكل صورته هو الصورة البصرية اليت ترتبط ابملصلحة والنظام السياسي الذي يقابله الفيديوقراطية (سلطة الصورة).
يقول ديّباي" - :إ ّن الصورة اليت ترينا العامل هي ابلذات ما مينعنا من النظر إليه".
" -حني يغدو عصر الشاشة مسيطرا أينما كنا ستكون فضيلته الفساد ومنطلقه اإلمتثالية وأفقه عدمية مكتملة"
-إ ّن الواحد منا ليجد نفسه حماطا ابلصورة من كل اجلوانب على اجلدران وعلى وسائل النقل بل على مالبسنا (األفظع) إىل درجة أمكن القول معها أبننا
ونوظفها بقدر ما تستعملنا وهي ليست شيئا ينضاف إىل حميطنا بل جمرد لوحات إشهاريّة سياسية كانت أو اقتصادية أو ثقافية .إننا ال نستعمل الصورة ّ
أصبحنا ّ
احملل".
هي املتملكة له يقول ديّباي" :مبا أ ّن الصورة أول ساكن للمكان ،فإهنا ليست ضيفا علينا وإمنا هي صاحبة ّ
الصورة كغريها من الوسائط بقدر ما هي سبيل لتنظيم عالقة اإلنسان مبحيطه هي أيضا سالح ميكن أن ينقلب ض ّد اإلنسان يعميه عن واقعه وحي ّد
التحرر.
من تطلّعه حنو ّ
-3الدين :املق ّدس
-يكون الدين اغرتااب حني يؤمن املتديّن أ ّن ّ
االجتاه إىل اإلله يقتضي اإلعراض عن احلياة والتاريخ واالنسحاب من العامل .ويتجلّى ذلك يف ثنائيات مثل :الروح
الرهبنة واحتقار اجلسد واستقذار احلياة الدنيا لتغيب املسؤولية إزاء الواقع
يتحول ال ّدين إىل ضرب من ّ
واجلسد /املق ّدس واملدنّس /الدنيوي واألخروي .حيث ّ
والتاريخ.
-يكون الدين اغرتااب وأفيوان عندما يبحث اإلنسان عن اإلله يف حاالت العجز ومواضع اإلخفاق واجلهل.
يؤدي إىل إميان بقيمة اإلنسان يكون هرواب وضياعا وأفيوان -".غارودي
"إ ّن إمياان ابإلله ال ّ
ّ -
يتحول الدين إىل إيديولوجيا منظومة أفكار مغلقة تصبح مصدرا للعنف وإقصاء( .اإلرهاب)
6
حيوله إىل سالح لقمع العقل وإشاعة الظالمية.
-إ ّن التوظيف اإليديولوجي من طرف البشر للدين هو ما ّ
-استغالل الدين سياسيا وإقحامه يف صراعات إيديولوجية وحزبية وقومية وحضارية هو ما ّ
حيوله أداة قمع وينحرف به من التعبري عن املق ّدس املطلق والكوين إىل
املتغري والدنيوي واملصاحل الضيقة.
الدفاع عن النسيب و ّ
حتول املق ّدس إىل سلطة على اإلنسان يصبح م ّربرا ملطالبة بعض الفلسفات املعاصرة الغربية مبوت اإلله ألنّه عالمة على شقاء اإلنسان وبؤسه لقد طالبّ -
"نيتشة" ابلتخلّص من املق ّدس الديين.
أي نوع من الدين"
يقول فروم "احل ّق أ ّن املشكلة ليست هل مثّة دين أم ال وإ ّمنا هي ّ
يبني غارودي أ ّن اإلميان هو الرجاء وهو ّقوة األمل.
-خالفا لسارتر الذي يقول "عبثا حنيا وعبثا منوت" و "أ ّن اإلنسان عاطفة غري جمدية" ّ
مهما عرفت األنظمة الرمزية من قصور وحمدودية تبقى األدوات املثلى لإلنسان لإلفصاح والتبليغ إذ لو كان لنا أن نتخلّى عن الرموز لكان معىن ذلك أن نتخّلى
عن الوجود فالوجود اإلنساين ابألساس وجودا رمزاي أما ما يقال عنها من مراوغة وتظليل فذلك ليس مرده الرمز يف حد ذاته بل فساد الطبيعة البشرية وافتقارها
للقيمة إذ املغالطة ال تقوم يف صلب الرمز بل يف استخدامه السليب من قبل اإلنسان وابلتايل فإ ّن األزمة ليست أزمة وسائط بل أزمة تواصل أكثر من ذلك إ ّن هذا
التعامل النقدي مع الرمز ال جيب أن يشكل ذريعة للتخلّي عنها والتشكيك يف قيمتها قدر ما جيب أن يشكل حافزا للوعي مبخاطر توظيفها مراهنة على حتريرها مبا
حترر اإلنسان.
يساهم يف ّ
شروط إنقاذ العملية التواصلية من الفشل:
التفوق أو
حيق ألي كان أن ميارس وصايته على البشر بذريعة ّ -شرط التكافؤ (الن ّدية) :أن يكون األفراد متساوون ضمن التواصل وضمن األنظمة الرمزية وال ّ
التحضر ذلك أ ّن األصل واألساس الذي تبىن عليه العالقات بني البشر هو التكافؤ لقول هابرماس" :أمسّي تواصلية ،التفاعالت اليت يكون فيها املشاركون
ّ
تكافؤ يف اللغة والدين والثقافة. متفقني مؤتلفني على تنسيق خمطّطات عملهم".
-شرط الكونية :إ ّن ما أنتجته اإلنسانية من أنظمة رمزية هو يف حقيقته مكسب لإلنسانية مجعاء لذلك ال ينبغي أن تكون منفعته فئوية أو طبقية أو قطرية بل
كونية اللغة والدين. جيب أن تكون إنسانية وكليّة.
خامتة:
.األنظمة الرمزية وسائط ضرورية يف حياتنا ال ميكن التخلّي عنها بل ميكن جتاوز سلبياهتا ابلنقد واملراجعة.
.إ ّن األزمة ليست أزمة وسائط بل أزمة تواصل.
.إ ّن املشكل ليس يف الرموز بل يف االستعمال والتوظيف السيئ هلا.
احلل ليس يف أتثيم الرموز والتخلّي عنها بل يف تصحيح مسارها وحتريرها من التوظيف وإرجاعها إىل رهاهنا احلقيقي :جتسيد اإلنساين.
.إ ّن ّ
7