You are on page 1of 24

‫المهني‬

‫وهي أماكن تحوي نشاطات معينة‪ ،‬وكل قطاعات النشاط هنا معنية مع تفاوت في الدرجات‬
‫وسيكون لنا عرض عن الموضوع‪ %‬فيما تبقى‪.‬‬
‫األعمال المنزلية وكل ما يتعلق بالمنزل وتربية األطفال"‪.‬‬
‫كم‪%%‬ا عرفه‪%%‬ا احم‪%%‬د زكي ب‪%%‬دوي‪ " %‬بأنه‪%%‬ا أي ف‪%%‬رد ي‪%%‬ؤدي أعم‪%%‬اال يدوي‪%%‬ة أو غ‪%%‬ير يدوي‪%%‬ة وب‪%%‬ذلك يش‪%%‬مل‬
‫األفراد العاملين على جميع المستويات‪." %‬‬
‫بناء على كل التعاريف‪ %‬السابقة يمكننا تحديد مفهوم المرأة العاملة بأنها " هي المرأة ال‪%%‬تي تخ‪%%‬رج‬
‫إلى العمل إلشباع حاجة معينة فهي تخرج من بيتها بإرادتها‪ %‬لكي تمارس عمال ماجورا''‪.1‬‬
‫‪ ،‬كم ‪%%‬ا س ‪%%‬اهمت في اقتص ‪%%‬اد‪ %‬القط ‪%%‬اف‪ .‬وإ لى زراع ‪%%‬ة الحب ‪%%‬وب أض ‪%%‬يفت فيم ‪%%‬ا بع ‪%%‬د زراع‪%%‬ة النبات ‪%%‬ات‬
‫الليفي‪%‬ة‪ ،‬فك‪%%‬انت والدة عم‪%%‬ل ش‪%%‬اق حاف‪%%‬ظ على م‪%%‬دى الق‪%%‬رون واألجي‪%%‬ال على طابع‪%%‬ه النس‪%%‬وي‪ %‬المم‪%%‬يز‬
‫(الغ‪%% %‬زل والحياك‪%% %‬ة)‪ ،‬ففي الص‪%% %‬ين القديم‪%% %‬ة تح‪%% %‬ولت قط‪%% %‬ع القم‪%% %‬اش ال‪%% %‬تي ينس‪%% %‬جنها إلى ش‪%% %‬به عمل‪%% %‬ة‬
‫يتداولها الناس في مبادالتهم اليومية‪.‬‬
‫‪3.1‬‬
‫ي ‪%% % %‬ير ومتغي ا رت‪ ،‬مس ‪%% % %‬تمدة من ممي ا زت المجتم ‪%% % %‬ع وتقالي ‪%% % %‬ده وقيم ‪%% % %‬ه ومرجعيات ‪%% % %‬ه الثقافي ‪%% % %‬ة‬
‫واالقتص ‪%%‬ادية لي ‪%%‬تربع عم ‪%%‬ل الم أ رة الج ا زئري ‪%%‬ة على قاع ‪%%‬دة هي تركيب ‪%%‬ة من معطي ‪%%‬ات ومع ‪%%‬ايير‬
‫اجتماعي ‪%%‬ة‪ ،‬فكري ‪%%‬ة‪ ،‬تاريخي ‪%%‬ة‪ ،‬سياس ‪%%‬ية وح ‪%%‬تى شخص ‪%%‬ية‪ ،‬فتعليمه‪% %‬ا‪ %‬ن ‪%%‬اتج عن تنش ‪%%‬ئتها‪ %‬االجتماعي ‪%%‬ة‬
‫وتقالي‪%%‬د مجتمعاته ‪%‬ا‪ %‬وتاريخ‪%%‬ه االس‪%%‬تعماري‪ %‬وظروف‪%%‬ه االقتص‪%%‬ادية وك‪%%‬ذا ان‪%%‬دماجها‪ %‬في س‪%%‬وق العم‪%%‬ل‬
‫بتخصصاته المختلف‪%‬ة ال‪%‬تي تتوج‪%‬ه إليه‪%‬ا أو توج‪%‬ه له‪%‬ا‪ ،‬ال يمكن إف ا رغ‪%‬ه من محتوياته‪%‬ا‪ %‬الثقافي‪%‬ة‬
‫والتط‪%%‬ور‪ %‬الت‪%%‬اريخي‪ %‬لعمله‪%%‬ا‪ ،‬والمخطط‪%%‬ات السياس‪%%‬ية والب ا رمج التنموي‪%%‬ة واالقتص‪%%‬ادية المختلق‪%%‬ة‪.‬‬
‫أم‪%% % %‬ا عن الوض‪%% % %‬عية االجتماعي ‪%% % %‬ة فنس ‪%% % %‬بها ل‪%% % %‬دى النس ‪%% % %‬اء الع‪%% % %‬امالت والمتأرجح ‪%% % %‬ة بين االرتف ‪%% % %‬اع‬
‫واالنخف‪%%‬اض مش‪%%‬بعة ب‪%%‬القيم االجتماعي‪%%‬ة كالمحافظ‪%%‬ة والتع‪%%‬اون والتص‪%%‬دق‪ %‬وال‪%%‬رفض إلى غيره‪%%‬ا من‬
‫األحك‪%%%‬ام المس‪%%%‬بقة ‪ ...‬ه‪%%%‬ذه الوض‪%%%‬عية االجتماعي‪%%%‬ة في عالقاته ‪%%‬ا بعم ‪%%‬ل الم أ رة الج ا زئري‪%%%‬ة تع‪%%%‬د‬
‫مؤش‪% %‬ر‪ %‬لتغي ا رت اجتماعي ‪%%‬ة واقتص ‪%%‬ادية ال ‪%%‬تي تعرفه ‪%%‬ا الج ا زئ ‪%%‬ر من جه ‪%%‬ة‪ ،‬ومن جه ‪%%‬ة أخ ‪%%‬رى‬
‫لثبات اوستق ا رر نظام قيم المجتمع‪ ،‬الذي لم يواكب تلك التغي ا رت‪.‬‬
‫ليك‪%%‬ون العم‪%%‬ل بالنس‪%%‬بة للم أ رة الج ا زئري‪%%‬ة مص‪%%‬در‪ %‬ص ا رع وت‪%%‬وتر وض‪%%‬غط وت‪%%‬وازن واس‪%%‬تم‪ %‬ا‬
‫رر وتماسك‪ %‬واستق ا رر‬
‫كم‪%%‬ا يمث‪%%‬ل عم‪%%‬ل النس‪%%‬اء ‪ % 18.4‬من مجم‪%%‬وع الس‪%%‬كان الف‪%%‬اعلين منه‪%%‬ا ‪ % 15.8‬في الحض‪%%‬ر‪ ،‬و‬
‫‪7.5‬‬

‫‪ 1‬ص‪ 11‬مشكالت المراة العاملة و تاثيرها على األداء الوظيفي‬


‫‪2‬‬
‫‪ 29‬سنة‪ % - .‬في الريف‪ .‬كما أن معظم النساء الناشطات تتركزن في الفئة العمرية ‪20‬‬

‫‪ 2‬اإلطار المفاهيمي للعنف ضد المرأة‬


‫‪ . 1.2‬مفهوم العنف لغة واصطالحا‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم العنف في اللغة‬
‫لغة‪ :‬دوكيمو‪16%‬‬
‫مذكرة الدكتوراه ص‪71‬‬

‫يعين العنف يف معجم الوسيط "أخذ الشيء بشدة وقسوة‪ ،‬ولوم الشخص ومعايرته " ‪ ، 1‬كما يعين " اخلرق باألمر‬
‫وقلة الرفق به‪ ،‬وهو ضد‬
‫الرفق‪ ،‬وأعنف الشيء أي أخذه بشدة " ‪ ،2‬ويعرفه قاموس األكاديمية الفرنسية بأنه‪" :‬القوة اليت يستخدمها الفرد‬
‫‪،‬ضد احلق املشرتك‪ ،‬ضد القوانني‬
‫ضد احلرية العامة‪ ،‬استخدام العنف‪ ،‬التصرف بعنف‪ ،‬أي أن له معىن استخدام القوة اليت تتعارض مع روح القانون‪،‬‬
‫‪ .‬كما تدل على معىن اإلكراه" ‪3‬‬

‫كلمة عنف تتضمن معىن الشدة والقسوة واللوم والتوبيخ‪ ،‬أي أنه يتضمن كل األفعال واألقوال اليت تدل على‬
‫القسوة والشدة والغلظة‪ ،‬كما أهنا‬
‫األفعال اليت تدل على استخدام القوة لتتعدى على حرية شخص ما واليت تتناىف مع القوانني‪ ،‬والقيام بأعمال باإلكراه‬
‫‪3‬‬
‫وحتت الضغط‪.‬‬

‫‪ -‬جاء في مختار الصحاح " العنف الضم ضد الرفق‪ %‬تقول عنف عليه الضم (عنفا) و (عنف )‬
‫‪4‬‬
‫به أيضا والتعنيف‪ %‬التعبير واللوم وعنفوان الشيء أوله‬
‫یع‪%%‬رف العن‪%%‬ف في المعجم الوس‪%%‬یط بأن‪%%‬ه الش‪%%‬دة والقس‪%%‬وة فيق‪%%‬ال عن‪%%‬ف ب‪%%‬ه وعلیه عنف‪%%‬ا وعناف‪%%‬ة أخ‪%%‬ذه‬
‫بشدة وقسوة والمه وغیره فهو عنیف جمع عنف‪.5‬‬
‫وفي لس‪%%‬ان الع‪%%‬رب یع‪%%‬رف العن‪%%‬ف بأن‪%%‬ه الخ‪%%‬رق ب‪%%‬األمر‪ %‬وقل‪%%‬ة الرف‪%%‬ق ب‪%%‬ه وعلیه یعن‪%%‬ف عنف‪%%‬ا وعناف‪%%‬ة‬
‫وأعنفه وعنفه تعنیفا وهو عنیف ‪ ...‬وأعنف الشيء أخذه بشدة واعتنف الش‪%%‬يء كره‪%%‬ه والتع‪%%‬نیف‬

‫‪ 2‬ص‪ 32-31‬مشكالت المراة العاملة و تاثيرها على األداء الوظيفي‬


‫‪ 3‬دوكيمو ‪ 15‬ص‪297‬‬
‫‪. 4‬محمد بن أبي بكر بن عبد القادر ال ا رزي ‪ :‬مختار الصحاح ‪ ،‬باب العنف ‪ ،‬دار الرسالة ‪ ،‬الكويت ‪،‬‬
‫‪ ، 1983‬ص ‪458‬‬
‫مص‪%%‬طفى اب‪%%‬راهيم وآخ‪%%‬رون‪ ،‬المعجم الوس‪%%‬یط‪ ،‬تركیا‪ ،‬دار الع‪%%‬ودة للت‪%%‬ألیف و الطباع‪%%‬ة والنش‪%%‬ر و التوزیع‪ ،‬دط‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 1989‬ص‪.631‬‬
‫یع‪%‬ني الت‪%‬وبیخ والتفزیع والل‪%‬وم‪ 6%‬ف‪%‬العنف‪ %‬ه‪%%‬و تعب‪%%‬یر عن الش‪%%‬دة والقس‪%%‬وة والعت‪%‬اب والل‪%%‬وم أیض‪%‬ا كم‪%%‬ا‬
‫يراد به القوة وضد‪ %‬الرفق وحسن المعاملة‪.‬‬
‫لغ‪%‬ة‪ :‬كلم‪%‬ة العن‪%%‬ف في اللغ‪%%‬ة العربي‪%%‬ة من الج‪%%‬ذر (ع‪-‬ن‪ -‬ف) وه‪%%‬و الخ‪%%‬رق ب‪%%‬األمر وقل‪%%‬ة الرف‪%‬ق‪ %‬ب‪%%‬ه‬
‫وعلي ‪%%‬ه يعن ‪%%‬ف عنف ‪%%‬ا وأعنف ‪%%‬ه وعنف ‪%%‬ه تع ‪%%‬نيف‪ ،‬وه ‪%%‬و ع‪%%‬نيف إذا لم يكن رفيق ‪%%‬ا في م ‪%%‬ا ال يعطي على‬
‫العن‪%%‬ف أم‪%%‬ا األعن‪%%‬ف ك‪%%‬العنيف‪ ،‬والع‪%%‬نيف‪ %‬ال‪%%‬ذي ال يحس‪%%‬ن الرك‪%%‬وب وليس ل‪%%‬ه رف ‪%‬ق‪ %‬برك‪%%‬وب‪ %‬الخي‪%%‬ل‬
‫وأعنف الشيء‪ :‬أخذه بشدة‪ ،‬واعتنف الشيء كرهه‪ ،‬والتعنيف‪ %:‬التوبيخ والتقريح واللوم‪.‬‬
‫وعنف‪ :‬العين والفاء أصل صحيح يدل على خالف الرفق‪ ،‬قال الخليل العنف ضد الرفق‬
‫‪ (.‬واللين‪ ،‬تقول عنف يعنف‪ ،‬فهو عنيف إذا لم يرفق في أمره( ‪2‬‬
‫من الناحية التاريخية كلم‪%‬ة العن‪%‬ف مش‪%‬تقة من الكلم‪%‬ة الالتيني‪%‬ة أي الق‪%‬وة وهي ماض‪%‬ي كلم‪%‬ة وال‪%‬تي‬
‫تعني يحمل وعليه فكلمة العنف تعني حمل القوة أو تعمد ممارستها‪ %‬اتج‪%%‬اه ش‪%%‬خص والعن‪%‬ف‪ %‬ب‪%%‬ذلك‬
‫يعني استخدام وسائل القهر والقوة والتهديد إللحاق األذى والضرر‪ %‬باآلخرين‪.‬‬
‫يرى مصطفى حجازي أن العنف هو لغ‪%%‬ة التخ‪%%‬اطب األخ‪%‬يرة والممكن‪%%‬ة م‪%‬ع الواق‪%‬ع وم‪%‬ع اآلخ‪%%‬رين‬
‫حين يحس الفرد ب‪%‬العجز عن إيص‪%%‬ال ص‪%‬وته بواس‪%‬طة الح‪%%‬وار الع‪%%‬ادي وحين تترس‪%%‬خ القناع‪%‬ة لدي‪%‬ه‬
‫بالفشل‪.‬‬
‫ويقص‪%%‬د ب‪%%‬ه اإلي‪%%‬ذاء الم‪%%‬ادي المحس‪%%‬وس‪ ،‬ومنه‪%%‬ا األض‪%%‬رار الجس‪%%‬دية والنفس‪%%‬ية والعاطفي‪%%‬ة والجنس‪%%‬ية‬
‫التي يسببها أحد أفراد األسرة لآلخرين( ‪4‬‬
‫وعلي‪%%‬ه يمكن الق‪%%‬ول ب‪%%‬أن العن‪%%‬ف ه‪%%‬و‪ :‬اس‪%%‬تخدام الق‪%%‬وة المادي‪%%‬ة أو المعنوي‪%%‬ة إللح‪%%‬اق األذى ب‪%%‬الطرف‪%‬‬
‫اآلخر استخداماً غير مشروع‪.7 %‬‬
‫الخرق ب‪%%‬األمر وقل‪%%‬ة الرف‪%%‬ق ب‪%%‬ه ‪ ،‬و التع‪%%‬نيف يع‪%%‬ني الت‪%%‬وبيخ و التقري‪%%‬ع و الل‪%%‬وم ‪ ،‬أم‪%%‬ا من الناحي‪%%‬ة‬
‫السوس‪%%‬يولوجية االجتماعي‪%%‬ة فه‪%%‬و اس‪%%‬تخدام‪ %‬الض‪%%‬غط أو الق‪%%‬وة أو اس‪%%‬تخدام الغ‪%%‬ير المش‪%%‬روع أو غ‪%%‬ير‬
‫‪8‬‬
‫المطابق للقانون الذي من شانه التأثير على إرادة فرد ما ‪.‬‬
‫‪document 6page3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف العنف في االصطالح‬
‫‪document 6page3‬‬
‫‪article21071‬‬

‫أب ‪%%‬ا الفض ‪%%‬ل جم‪%%‬ال ال ‪%%‬دین محم ‪%%‬د بن مك ‪%%‬رم ابن منظ ‪%%‬ور‪ ،‬لس‪%%‬ان الع ‪%%‬رب‪ ،‬ب ‪%%‬یروت‪ ،‬دار ص‪%%‬ادر ‪ ،‬المجل ‪%%‬د التاس ‪%%‬ع‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ 1968‬ص‪.258-257‬‬
‫التحلبل النفسواجتماعي لظاهرة العنف ضد المراة‬ ‫‪7‬‬

‫‪262‬ص‪23‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪.document12 page 4‬‬
‫ال يكاد أن يكون من الصعب تقديم تعريف موحد للعنف وذلك الختالف اهتمامات وتخصص‪%%‬ات‬
‫الب‪%%‬احثين في ه‪%%‬ذا الص‪%%‬دد‪ ،‬حيث أن تعري ‪%‬ف‪ %‬العن‪%%‬ف في علم النفس أو علم االجتم‪%%‬اع يختل‪%%‬ف عن‬
‫تعريفه في علم السياسة او القانون أو علم اإلجرام‪.‬‬
‫كم‪%%‬ا ان‪%%‬ه يع‪%%‬رف أحيان‪%%‬ا بط‪%%‬رق‪ %‬تختل‪%%‬ف ب‪%%‬اختالف األغ‪%%‬راض ال‪%%‬تي يك‪%%‬ون مرغوب‪%%‬ا الوص‪%%‬ول إليه‪%%‬ا‬
‫وباختالف الظروف‪ %‬المحيطة أيضا‪.‬‬
‫فإذا نظرنا إلى العن‪%‬ف من الناحي‪%‬ة اللغوي‪%‬ة فنج‪%‬د ان‪%‬ه يش‪%‬ير إلى ‪" :‬األذك‪%‬ار‪ %‬واإلغتص‪%‬اب للم‪%‬رأة أو‬
‫إلى الشدة والقسوة والتحريف‪ %‬والتعديل ال‪%‬ذي ال م‪%‬برر‪ %‬ل‪%‬ه‪ ،‬كم‪%‬ا ان الص‪%‬فة تش‪%‬ير إلى س‪%‬مات منه‪%‬ا‬
‫عنيف شديد وقاس وشديد اإلنفعال أو التهيج وغير طبيعي"‬
‫‪( (.‬عبد الرحمان العيساوي‪ ، 1997 ،‬ص ‪63‬‬
‫يتض ‪%%‬ح لن ‪%%‬ا من المع ‪%%‬نى اللغ ‪%%‬وي للعن ‪%%‬ف على أن ‪%%‬ه ي ‪%%‬دل على ك ‪%%‬ل أن ‪%%‬واع الس ‪%%‬لوك الش ‪%%‬اذ أو الع ‪%%‬نيف‬
‫والذي ي لحق األذى ب‪%‬اآلخرين وذل‪%‬ك باس‪%‬تعمال الق‪%‬و ة والش‪%‬دة والعن‪%‬ف كض‪%‬رب ال‪%‬زوج لزوجت‪%‬ه‬
‫ب‪%%%‬دون س‪%%%‬بب مقن‪%%%‬ع أو اس‪%%%‬تعمال العن‪%%%‬ف اللفظي كالس‪%%%‬ب والش ‪%%‬تم‪ %‬أو إهانته ‪%%‬ا وغ ‪%%‬يره ا من األلف‪%%%‬اظ‬
‫واالنفعاالت التي قد تحدث ضررا بالمرأة‪.‬‬
‫تق ‪%%‬ة من الكلم ‪%%‬ة "‪ "Violence‬وإ ذا رجعن ‪%%‬ا إلى العن ‪%%‬ف من الناحي ‪%%‬ة التاريخي ‪%%‬ة فكلم ‪%%‬ة وال ‪%%‬تي تع ‪%%‬ني‬
‫يحم ‪%%‬ل‪ ،‬وعلي ‪%%‬ه فكلم ‪%%‬ة عن ‪%%‬ف "‪ "Fero‬أي الق ‪%%‬وة وهي ماض ‪%%‬ي كلم ‪%%‬ة "‪ "VIS‬الالتيني ‪%%‬ة تع ‪%%‬ني "حم ‪%%‬ل‬
‫القوة" أو تعتمد ممارستها إتجاه شخص أو شيء ما" (هادي محمود‪ ، 2003 ،‬ص ‪58‬‬
‫نستدرج من هذا أن العنف هو اإلساءة إلى الغير أو األشياء وذلك بإستعمال القوة كالتع‪%‬دي على‬
‫األفراد وسلبهم حرياتهم وتدمير ممتلكات الدولة أو الغير كحرق‪ %‬المصانع أو المدارس وتخريب‬
‫المؤسسات التربوية وغيرها‪.‬‬
‫أم‪%%‬ا العن‪%%‬ف في معن‪%%‬اه اإلجتم‪%%‬اعي ف‪%%‬يرمي‪ %‬إلى ‪" :‬اإلك‪%%‬راه أو اس‪%%‬تخدام الض‪%%‬غط أو الق‪%%‬وة اس‪%%‬تخداما‬
‫غ‪%%‬ير مش‪%%‬روع‪ %‬أو مخ‪%%‬الف للق‪%%‬انون من ش‪%%‬أنه الت‪%%‬أثير على إرادة ف‪%%‬رد م‪%%‬ا أو مجموع‪%%‬ة من األف‪%%‬راد"‪%،‬‬
‫(عبد الرحمن العيساوي‪ ، 1997 ،‬ص ص ‪62‬‬
‫فهن‪%%‬ا إذا رجعن‪%%‬ا إلى العن‪%%‬ف على كون‪%%‬ه ظ‪%%‬اهرة اجتماعي‪%%‬ة‪ ،‬فإنه‪%%‬ا تت‪%%‬أثر وت‪%%‬ؤثر في أف‪%%‬راد المجتم‪%%‬ع‬
‫وذلك بكبت حريات األف‪%%‬راد وف‪%%‬رض األم‪%%‬ور واألش‪%‬ياء عليهم ب‪%%‬القوة واإلك‪%%‬راه وذل‪%‬ك ض‪%‬د رغبتهم‬
‫وإ رادتهم‪ ،‬وعلى س ‪%%%‬بيل المث ‪%%%‬ال م ‪%%%‬ا يح ‪%%%‬دث في بعض الق ‪%%%‬رى واألري‪%% %‬اف ال‪%% %‬تي تم ن‪%% %‬ع بناته ‪%%%‬ا من‬
‫ال ‪%%‬ذهاب إلى مقاع ‪%%‬د الدراس ‪%%‬ة وت ‪%%‬زويجهن في س ‪%%‬ن مبك ‪%%‬رة ومن ش ‪%%‬خص كب ‪%%‬ير إلى غ ‪%%‬ير ذل ‪%%‬ك من‬
‫الضغوطات واإلكراه‪.‬‬
‫وإ ذا انتقلن‪%%%‬ا إلى العن‪%%%‬ف من الناحي‪%%%‬ة القانوني‪%%%‬ة ‪ :‬فنج‪%%%‬د أن‪%%%‬ه ي ‪%%‬رمي‪ %‬إلى ‪ :‬الق ‪%%‬وة المادي ‪%%‬ة واإلرغ‪%%%‬ام‬
‫الب‪%%‬دني أو اإلك‪%%‬راه الب‪%%‬دني واس‪%%‬تعمال الق‪%%‬وة بغ‪%%‬ير ح‪%%‬ق‪ ،‬وش‪%%‬ير اللف‪%%‬ظ إلى ك‪%%‬ل م‪%%‬ا ه‪%%‬و ش‪%%‬ديد وغ‪%%‬ير‬
‫عادي" (عبد الرحمان العيساوي‪ ، 1997 ،‬ص ‪64‬‬
‫بمع‪%%‬نى أن رج‪%%‬ال الق‪%%‬انون يؤك‪%%‬دون على أن العن‪%%‬ف ه‪%%‬و أن يس‪%%‬تعمل الق‪%%‬وة ض‪%%‬د اآلخ‪%%‬ر إلخض‪%%‬اعه‬
‫ألوامر والرغبات الذاتية كالضرب واإلعتداءات البدني‪%%‬ة أو الجنس‪%%‬ية كاإلغتص‪%%‬اب مثال أو إرغ‪%%‬ام‬
‫األطفال على القيام بأفعال ضد رغباتهم‪.‬‬
‫وهن‪%%‬اك تع‪%%‬اريف‪ %‬أخ‪%%‬رى للعن‪%%‬ف لعلم‪%%‬اء ل‪%%‬ديهم وجه‪%%‬ات نظ‪%%‬ر مختلف‪%%‬ة وإ ن ك‪%%‬انت تش‪%%‬ترك في بعض‬
‫النقاط فيما يخص معنى العنف أو األثر الناتج عنه‪.‬‬
‫ف‪%%‬إذا انتقلن‪%%‬ا إلى تع‪%%‬اريف‪ %‬حسين توفيق إب‪II‬راهيم للعن‪%%‬ف في كتاب‪%%‬ه ‪" :‬ظ‪%%‬اهرة العن‪%%‬ف السياس ‪%‬ي‪ %‬في‬
‫النظم العربي‪%%‬ة " فإن‪%%‬ه يق‪%%‬ول ب‪%%‬أن العن‪%%‬ف ه‪%%‬و ‪" :‬ظ‪%%‬اهرة مركب‪%%‬ة له‪%%‬ا جوانبه ‪%‬ا‪ %‬النفس‪%%‬ية واالجتماعي‪%%‬ة‬
‫واالقتص‪%%‬ادية‪ ،‬وه‪%%‬و ظ‪%%‬اهرة عام‪%%‬ة تعرفه ‪%‬ا‪ %‬ك‪%%‬ل المجتمع‪%%‬ات البش‪%%‬رية ب‪%%‬درجات متفاوت‪%%‬ة"‪( .‬حس‪II‬ين‬
‫توفيق ابراهيم‪ ، 1990 ،‬ص ‪31‬‬
‫نفهم من خالل ه‪%%‬ذا التعري‪%%‬ف أن العن‪%%‬ف مرتب‪%%‬ط بع‪%%‬دة أبع‪%%‬اد‪ ،‬اقتص‪%%‬ادية‪ ،‬اجتماعي‪%%‬ة ونفس‪%%‬ية أي أن‪%%‬ه‬
‫ظ‪%%‬اهرة مركب‪%%‬ة‪ ،‬وإ ذا ح‪%%‬اول ن‪%%‬ا بل‪%%‬ورة ه‪%%‬ذه الظ‪%%‬اهرة في المجتم‪%%‬ع الجزائ‪%%‬ري فإنن‪%%‬ا نج‪%%‬د ت‪%%‬دعيما لم‪%%‬ا‬
‫قال‪%%‬ه الك‪%%‬اتب‪ ،‬حيث أن ت‪%%‬أثير العن‪%%‬ف ال‪%%‬ذي م‪%%‬رت ب‪%%‬ه الجزائ‪%%‬ر ك‪%%‬ان ل‪%‬ه ع‪%%‬واقب اجتماعي‪%%‬ة اقتص‪%%‬ادية‬
‫ونفس‪%%‬ية منه‪%%‬ا ت‪%%‬دني مس‪%%‬توى‪ %‬المعيش‪%%‬ة وانتش‪%%‬ار اآلف‪%%‬ات االجتماعي‪%%‬ة والبطال‪%%‬ة والض‪%%‬غوطات‪ %‬النفس‪%%‬ية‬
‫الناتج‪%%‬ة عن اإلحب‪%%‬اط المس‪%%‬تمر‪ ،‬ب‪%%‬ل ه‪%%‬ذه األس‪%%‬باب وغيره‪%%‬ا ت‪%%‬دفع ب‪%%‬الفرد إلى إس‪%%‬تعمال العن‪%%‬ف تلبي‪%%‬ة‬
‫لحاجا ته ورغبات‪%‬ه كالس‪%%‬رقة‪ ،‬اإلعت‪%‬داءات وظ‪%‬اهرة العن‪%‬ف هي ظ‪%%‬اهرة منتش‪%%‬رة وموج‪%%‬ودة في ك‪%‬ل‬
‫المجتمعات المتقدمة منها والنامية وبدرجات متفاوتة‪.‬‬
‫وفي كت‪%%‬اب "العن‪%%‬ف والجريم‪%%‬ة " لل‪%%‬دكتور جلي‪%%‬ل ودي‪%%‬ع ش‪%%‬كور‪ %‬نج‪%%‬د أن ال‪%%‬دكتور مص‪%%‬ط في حج‪%%‬ازي‬
‫يعطي تعريفا للعنف ويرى أنه ‪" :‬لغة التخاطب األخيرة الممكنة م‪%%‬ع الواق‪%%‬ع وم‪%%‬ع اآلخ‪%%‬رين‪ ،‬حين‬
‫يحس الم ‪%%‬رء ب ‪%%‬العجز عن إيص ‪%%‬ال ص ‪%%‬وته بوس ‪%%‬ائل الح ‪%%‬وار الع ‪%%‬ادي‪ ،‬وحين تترس ‪%%‬خ القناع ‪%%‬ة لدي ‪%%‬ه‬
‫بالفشل في إقناعهم باإلعتراف بكيانه وقيمته"‪.‬‬
‫‪( (.‬مصطفى حجازي‪ ، 1976 ،‬ص ‪253‬‬
‫فالعنف حسب مصط فى حجازي "يعتبر آخر وسيلة يلجأ إليها الفرد حين ال ينف‪%%‬ع الح‪%%‬وار وحين‬
‫تغلق كل األبواب لتحقيق رغباته أو إيص‪%‬ال ص‪%‬وته وآراءه لآلخ‪%‬رين‪ ،‬وأيض‪%‬ا عن‪%‬دما يري‪%%‬د إثب‪%%‬ات‬
‫وج‪%‬وده واإلع‪%‬تراف ب‪%‬ه كف‪%‬رد ينتمي إلى نفس المجتم‪%‬ع ول‪%‬ه حق‪%‬وق يري‪%‬د الحص‪%‬ول عليه‪%‬ا أو غاي‪%‬ة‬
‫يطمح في تحقيقها والوصول إليها‪.‬‬
‫وإ ذا تفقدنا مصطلح العنف في قاموس "أكس‪%‬فورد"‪ %‬فنج‪%‬ده يش‪%‬ير إلى ممارس‪%‬ة الق‪%‬وة البدني‪%‬ة إلن‪%‬زال‬
‫األذى باألش‪%%‬خاص أو الممتلك‪%%‬ات‪ ،‬كم‪%%‬ا يعت‪%%‬بر الفع‪%%‬ل أو المعامل‪%%‬ة ال‪%%‬تي تح‪%%‬دث ض‪%%‬ررا‪ %‬جس‪%%‬مانيا او‬
‫‪9‬‬
‫التدخل في حريته الشخصية" (محمد خضر عبد المختار‪ ، 1999 ،‬ص‬
‫فمن الناحي ‪II‬ة التاريخي ‪II‬ة واللغوية‪ ،‬ي‪%% %‬رى توم‪%% %‬اس بالت أن كلم‪%% %‬ة العن‪%% %‬ف من الناحي‪%% %‬ة التاريخي‪%% %‬ة‬
‫مش‪%% %‬تقة من وال‪%% %‬تي ‪ Fero‬وهي ماض ‪% %‬ي‪ %‬كلم‪%% %‬ة ‪ lalus‬أي الق‪%% %‬وة) و) ‪ Vis‬الكلم‪%% %‬ة الالتيني‪%% %‬ة تع‪%% %‬ني‬
‫(حمل القوة تجاه شيء أو ‪ Violence‬تعني (يحمل) وهذه الكلمة شخص)‬
‫أم‪%%‬ا المع‪%%‬نى اللغ‪%%‬وي لكلم‪%%‬ة "العن‪%%‬ف"‪ %‬في المعجم الع‪%%‬ربي األساس‪%%‬ي على أن‪%%‬ه‪( :‬أ) عن‪%%‬ف‪ :‬اس‪%%‬تخدام‬
‫القوة استخداماً غير مشروع‪ %‬أو غير مطابق للقانون‪.‬‬
‫(ب) عن‪%%‬ف – يعن‪%%‬ف– عنف ‪%‬اً – عنيف ‪%‬اً‪ :‬أخ‪%%‬ذه بش‪%%‬دة وقس‪%%‬وة أو الم‪%%‬ه بش‪%%‬دة‪ .‬خ‪%%‬ذ غ‪%%‬يره بق‪%%‬وة وقس‪%%‬وة‬
‫( المعجم العربي ‪( 􀏩 1989 ،‬ج) عنف‪ :‬من‬
‫‪ ( .‬ص ‪872‬‬
‫بمعنى "‪ "To Violate‬كم‪%%‬ا يش‪%‬تق مفه‪%‬وم العن‪%‬ف في اللغ‪%‬ة اإلنجليزي‪%%‬ة من ينته‪%%‬ك أو يتع‪%‬دى‪ ،‬بينم‪%%‬ا‬
‫يع ‪%%‬ني في اللغ ‪%%‬ة الفرنس‪%%%‬ية " وه‪%%%‬و اإلك‪%%%‬راه الم‪%%%‬ادي الواق‪%%%‬ع على ش ‪%%‬خص إلجب ‪%%‬اره على س‪%%%‬لوك أو‬
‫التزام ما وبعبارة‬
‫‪ ( .‬أخرى سوء استعمال القوة ( عرفات خليل ‪ : 1997 ،‬ص ‪5‬‬
‫وتع ‪%% %‬ني "‪ "Violential‬والعن ‪%% %‬ف اص ‪%% %‬طالحا يع ‪%% %‬ني الق ‪%% %‬وة بوحش ‪%% %‬ية وفي الالتيني ‪%% %‬ةويعني العم ‪%% %‬ل "‬
‫‪ "violare‬الس‪%% % %‬مات الوحش‪%% % %‬ية ﺑﺎإلض‪%% % %‬افة الى الق‪%% % %‬وة والفع‪%% % %‬ل ه‪%% % %‬و بخش‪%% % %‬ونة وعن‪%% % %‬ف او الت‪%% % %‬دنيس‬
‫واالنتهاك وكلمة تعني القوة الفاعلية والمؤثرة‬
‫وﺑﺎلتع ‪II‬رض لمفه ‪II‬وم العن ‪II‬ف من وجه ‪II‬ة النظ ‪II‬ر القانوني ‪II‬ة يف ‪%% %‬رق بعض الق ‪%% %‬انونيين بين العن ‪%% %‬ف‬
‫واإلك‪%%‬راه ﺑﺎعتب‪%%‬ار العن‪%%‬ف نتيج‪%%‬ة مترتب‪%%‬ة على الوس‪%%‬ائل المس‪%%‬تخدمة لقه‪%%‬ر اإلرادة وال‪%%‬تي ق‪%%‬د تك‪%%‬ون‬
‫مادي‪%%‬ة متمثل‪%%‬ة في العن ‪%%‬ف‪ ،‬أو معنوي‪%%‬ة متمثل ‪%%‬ة في التهدي ‪%%‬د‪ ،‬وعلى خالف ذل‪%%‬ك التمي ‪%%‬يز بين العن‪%%‬ف‬
‫واإلكراه نجد ﺑﺎستطالع‬
‫أقوال الفقهاء خلطهم بينهما ﺑﺎستعمالهما‪ %‬كألفاظ مترادفة (صالح ‪2003 ،‬‬
‫‪ : (.‬ص ‪58‬‬

‫‪p36-35 boughlaam booooo‬‬ ‫‪9‬‬


‫ويعرف العن‪%%‬ف بحس‪%%‬ب موسوعة الجريمة والعدالة على أن‪%%‬ه " ك‪%%‬ل ص‪%%‬ور الس‪%%‬لوك‪ ،‬س‪%%‬واء ك‪%%‬انت‬
‫فعلي‪%%‬ة أو ﺗﻬديدي‪%%‬ه‪ ،‬ال‪%%‬تي ينتج عنه‪%%‬ا (أو ق‪%%‬د ينتج عنه‪%%‬ا) ت‪%%‬دمير وتحطيم‪ %‬للممتلك‪%%‬ات أو إلح‪%%‬اق األذى‬
‫أو الموت للفرد" (زايد ‪2000 ،‬‬
‫‪ (.‬ص ‪9‬‬
‫وﺑﺎلنظر للعنف من وجهة النظر السيكولوجية‪ ،‬ي‪%%‬رى علم‪%%‬اء النفس أن‪%%‬ه نم‪%%‬ط من أنم‪%%‬اط الس‪%%‬لوك‬
‫ينتج عن حال‪%%‬ة إحب‪%%‬اط ويك‪%%‬ون مص‪%%‬حوﺑﺎً بعالق‪%%‬ات الت‪%%‬وتر‪ ،‬ويحت‪%%‬وي على ني‪%%‬ة س‪%%‬يئة إللح‪%%‬اق ض‪%%‬رر‪%‬‬
‫مادي أو معنوي بكائن حي أو بديل عن كائن حي(شكور‪ : 1997 ، %‬ص ‪32‬‬
‫ولكن البعض اآلخ‪II‬ر ع‪II‬رف العن‪II‬ف ﺑﺄنه‪ %‬يعني‪ %‬أحد‪ %‬األنماط‪ %‬السلوكية‪ %‬الفردية‪ %‬أو‪ %‬الجماعية‪ %‬التي‬
‫تع‪%%‬بر عن رفض اآلخ‪%%‬ر نتيج‪%%‬ة الش‪%%‬عور وال‪%%‬وعي ﺑﺎإلحب‪%%‬اط في إش‪%%‬باع الحاج‪%%‬ات اإلنس‪%%‬انية‪ ،‬وي‪%%‬دفع‬
‫العن‪%% % %‬ف إلى ق‪%% % %‬درات نفس‪%% % %‬ية ل‪%% % %‬دى الف‪%% % %‬رد تس‪%% % %‬اعدها ظ‪%% % %‬روف‪ %‬موض‪%% % %‬وعية (اقتص‪%% % %‬ادية وسياس‪%% % %‬ية‬
‫واجتماعية) ترتبط‪ %‬بخصوصية اﻟﻤﺠتمع‪ ،‬وقد يكون العن‪%%‬ف موجه‪%‬اً‪ %‬إلى ف‪%%‬رد أو جماع‪%%‬ة أو نظ‪%%‬ام‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫وقد يكون موجهاً من النظام إلى أفراد اﻟﻤﺠتمع لتحقيق عملية الضبط االجتماعي(‬
‫‪ (.‬الكردوسي‪: 1998 ، %‬ص ‪141‬‬
‫ويش ‪%%‬ير‪ %‬العن ‪%%‬ف الى ك ‪%%‬ل م ‪%%‬ا يرب ‪%%‬ك النظ ‪%%‬ام االجتم ‪%%‬اعي والعالق ‪%%‬ات القائم ‪%%‬ة بين اعض ‪%%‬ائه( حاف ‪%%‬ظ ‪،‬‬
‫‪: 2008‬ص ‪275‬‬
‫ويع ‪%% %‬رف العن ‪%% %‬ف ايض ‪%% %‬ا االس ‪%% %‬تخدام‪ %‬المتعس ‪%% %‬ف للق ‪%% %‬وة‪ ،‬كم ‪%% %‬ا ان ‪%% %‬ه عم ‪%% %‬ل موج ‪%% %‬ه ض ‪%% %‬د االش ‪%% %‬خاص‬
‫واﻟﻤﺠموعات ولدول إلرغامهم على القيام بعمل ضد ارادﺗﻬم‪ %‬ﺑﺎستخدام‪ %‬القوة والتخويف‬

‫كلمة العنف تنحدر‪ %‬من الكلمة الالتينية (( فيولولنتيا )) التي تعني السمات الوحشية باإلضافة‬
‫للقوة ‪ ،‬و الفعل (( فيوالر‪ )) %‬يعني العمل بخشونة و العنف أو التدنيس و االنته‪%%‬اك و المخالف‪%%‬ة ‪،‬‬
‫وكل هذه الكلمات ترتبط بكلمة ((فيس )) التي تعني القوة والبأس و القدرة والعنف و بدقة أك‪%%‬ثر‬
‫فإن كلمة فيس تعني القوة‪ :‬الفاعلة و المؤثرة ‪ (.‬ابن المنظور ‪1956 ،‬‬
‫* النظرة النفس‪I‬ية للعن‪II‬ف ‪ :‬يعرف‪%%‬ه ع‪%%‬دد من علم‪%%‬اء النفس على أن‪%%‬ه ‪ " :‬نم‪%%‬ط من أنم‪%%‬اط الس‪%%‬لوك‬
‫تنتج عن حال ‪%%‬ة إحب ‪%%‬اط و يك ‪%%‬ون مص ‪%%‬حوبا‪ %‬بعالم ‪%%‬ات الت ‪%%‬وتر‪ %‬و يحت ‪%%‬وي‪ %‬على ني ‪%%‬ة اإللح ‪%%‬اق ض ‪%%‬رر‬
‫مادي أو معنوي بكائن أو بديل عن كائن حي " ‪ ( .‬خليل وديع شكور‪1997 %‬‬
‫‪ -‬و يعرفه فرويد ‪ :‬القوة التي ‪‬اجم مباشرة شخص اآلخرين وخبرا‪‬م ( أفراد وجماعات )‬
‫بقص ‪%%‬د الس ‪%%‬يطرة عليهم بواس ‪%%‬طة الم ‪%%‬وت أو الت ‪%%‬دمير و الهزيم ‪%%‬ة نظ‪II‬رة الطب العقلي ‪:‬ينظ ‪%%‬ر ه ‪%%‬ذا‬
‫االتجاه إلى العنف على أنه عبارة عن قوة قاسية وعنيفة يمارسها ويفرضها الفرد على‬

‫‪ 10‬ص‪48---115 777‬‬
‫اآلخ‪%%‬رين تس‪%%‬تطيع أن تص‪%%‬ل إلى ح‪%%‬د اإلك‪%%‬راه والض‪%%‬غط ‪.‬وتم‪%%‬ارس ه‪%%‬ذه الق‪%%‬وة بواس‪%%‬طة التخوي‪%%‬ف ‪,‬‬
‫وتتمثل في السلوكات‬
‫العدواني‪%%‬ة لف‪%%‬رد أك‪%%‬ثر ق‪%%‬وة (جس‪%%‬ديا ونفس‪%%‬يا) يوجهه‪%‬ا‪ %‬إلى ف‪%%‬رد أخ‪%%‬ر أك‪%%‬ثر ض‪%%‬عف‪: %‬س‪%%‬لوك وتص‪%%‬رف‬
‫سيء " (أطفال‬
‫و يم‪%% % % % %‬ارس على الش‪%% % % % %‬ريك أو الق‪%% % % % %‬رين ‪ enfants maltraites‬يم ‪%% % % % %‬ارس عليهم ‪,‬ويس‪%% % % % %‬يئون‬
‫معاملتهم ‪,‬ويقسون عليهم‬
‫أو حتى نشاطات إجرامية تس‪%%‬تطيع أن تص‪%%‬ل إلى ح‪%%‬د ‪ femmes battues‬نس‪%%‬اء يم‪%%‬ارس عليهن‬
‫الضرب والعنف‬
‫االغتصاب والقتل‪.‬‬
‫وك‪%%‬ل ش ‪%%‬خص مص ‪%%‬اب ب ‪%%‬المرض العقلي قاب ‪%%‬ل ألن يك ‪%%‬ون عنيف ‪%%‬ا خاص ‪%%‬ة ض ‪%%‬من وض‪%%‬عيات األزم‪%%‬ة‬
‫وهذا العنف عندما‬
‫يظه‪%‬ر غالب‪%‬ا م‪%‬ا يك‪%%‬ون ش‪%%‬ديدا وب‪%%‬ذلك يعت‪%%‬بر خط‪%%‬ير على نفس‪%‬ه وعلى اآلخ‪%%‬رين و ه‪%‬ذا م‪%‬ا ي‪%%‬برر في‬
‫الغالب اعتقاله ‪،‬‬
‫نس ‪%% %‬تطيع أن نم ‪%% %‬يز بين عن ‪%% %‬ف أولي و آخ ‪%% %‬ر متغ ‪%% %‬ير أو م ‪%% %‬رمم فحس ‪%% %‬ب األول مرتب ‪%% %‬ط بالح ‪%% %‬االت‬
‫‪ a.gorcieuse‬فحسب‬
‫التدميرية المضطربة وعالجه يتم بصفة استعجاليه داخل المصحات باستعمال‪ %‬األدوية‪.‬‬
‫أما في العنف المتغير أو المرمم‪ ،‬األدوية المسكنة تحتل مكانة أك‪%‬ثر دق‪%%‬ة و‪‬اي‪%‬ة األزم‪%%‬ة تبقى في‬
‫المطاف األول الشيء‬
‫ال ‪%%‬واجب فعل ‪%%‬ه وتحقيق ‪%%‬ه ‪.‬وفي ه ‪%%‬ذه المرحل ‪%%‬ة يت ‪%%‬وجب تحلي ‪%%‬ل جي ‪%%‬د ح ‪%%‬ول م ‪%%‬ا يش ‪%%‬تكي من ‪%%‬ه العمي ‪%%‬ل‬
‫وخاصة فيما يخص‬
‫عالقات‪%%‬ه م‪%%‬ع المحي‪%%‬ط‪,‬وال‪%%‬ذي‪ %‬يك‪%%‬ون التعص‪%%‬ب والعدواني‪%%‬ة هم‪%%‬ا غالب‪%%‬ا محث‪%%‬ات األزم‪%%‬ة أي ( العوام‪%%‬ل‬
‫التي أثرت على ظهور‬
‫األزمة) ‪.‬‬
‫أم ‪%%‬ا أحم ‪%%‬د عكاش ‪%%‬ة ف ‪%%‬يرى أن " الس ‪%%‬لوك الع ‪%%‬نيف كنتيج ‪%%‬ة الرتف ‪%%‬اع الدافعي ‪%%‬ة نح ‪%%‬و العن ‪%%‬ف م ‪%%‬ع افتق ‪%%‬اد‬
‫التحكم الكافي في‬
‫النفس ولذا فان العنف غالبا م‪%%‬ا يح‪%%‬دث في قليلي التحكم في النفس عن‪%%‬د تعرض‪%%‬هم‪ %‬ألي درج‪%%‬ة من‬
‫الكرب وفي‬
‫مف ‪%%‬رطي التحكم في النفس عن ‪%%‬د تعرض ‪%%‬هم‪ %‬لدرج ‪%%‬ة جس ‪%%‬يمة من الك ‪%%‬رب وهن ‪%%‬ا يك ‪%%‬ون العن ‪%%‬ف أيض ‪%%‬ا‬
‫شديدا ‪...‬وتحدث‬
‫‪ 50‬من جرائم العنف بعد مشاحنات عائلية؛ وفي األماكن العامة وفي ‪ 62 %‬من الح‪%%‬االت يب‪%%‬دو‬
‫األمر أن ‪%‬الضحية هي التي استفزت موقف‪ %‬العنف‬
‫النظرة االجتماعية للعنف ‪:‬العنف كظاهرة اجتماعية تتميز بتعبير صارم عن القوة التي تمارس‬
‫إلجب‪%%‬ار الف‪%%‬رد أو الجماع‪%%‬ة على القي‪%%‬ام بعم‪%%‬ل من األعم‪%%‬ال يري‪%%‬دها ف‪%%‬رد أو جماع‪%%‬ة أخ‪%%‬رى‪ ،‬حيث‬
‫يع‪%‬بر العن‪%‬ف عن الق‪%‬وة الظ‪%‬اهرة ال‪%‬تي تتخ‪%%‬ذ أس‪%%‬لوبا فيزيقي‪%%‬ا مث‪%%‬ال ذل‪%‬ك الض‪%%‬رب‪...‬الخ وتأخ‪%%‬ذ ش‪%%‬كل‬
‫الض‪%% % %‬غط االجتم‪%% % %‬اعي‪ ،‬وتعتم‪% % %‬د‪ %‬مش‪%% % %‬روعيته على اع‪%% % %‬تراف ا‪‬تم‪%% % %‬ع‪ .‬ويعرف‪%% % %‬ه ع‪%% % %‬المي االجتم‪%% % %‬اع‬
‫االم‪%%‬ريكين جراه‪%%‬ام و ج‪%%‬ير على أن‪%%‬ه س‪%%‬لوك يمي‪%%‬ل إلى إيق‪%%‬اع أذى جس‪%%‬دي باألش‪%%‬خاص أو خس‪%%‬ارة‬
‫ب ‪%%‬أموالهم‪ %‬وبغض النظ‪%%%‬ر عن معرف ‪%%‬ة م‪%%%‬ا إذا ك‪%%%‬ان ه‪%%%‬ذا الس‪%%%‬لوك يب ‪%%‬دي طابع ‪%%‬ا جماعي ‪%%‬ا أو فردي‪%%%‬ا"‪.‬‬
‫( الطيب ن ‪%% %‬وار‪ ،‬فيع ‪%% %‬رف‪ %‬العن ‪%% %‬ف على ان ‪%% %‬ه " ‪:‬ه ‪%% %‬و االس ‪%% %‬تخدام غ ‪%% %‬ير الش ‪%% %‬رعي للق ‪%% %‬وة أو التهدي ‪%% %‬د‬
‫باس ‪%% %‬تخدامها ‪ RoKing‬ام ‪%% %‬ا روكين ‪%% %‬غ إللح ‪%% %‬اق األذى أو الض ‪%% %‬رر‪ %‬ب ‪%% %‬اآلخرين ‪ (.‬نادي ‪%% %‬ة مص ‪%% %‬طفى‬
‫الزقاوي‪2003 ، %‬‬
‫ب ‪%%‬أن العن ‪%%‬ف كغ ‪%%‬يره من أش ‪%%‬كال الس ‪%%‬لوك ه ‪%%‬و ‪ Hesnarde‬نظ‪II‬رة علم النفس االجتم‪II‬اعي للعن‪II‬ف‬
‫‪:‬يعرفه اسنارد نتاج مازق عالئقي يصب لتدمير ذات الشخص في نفس الوقت الذي ينصب فيه‬
‫على اآلخ‪%%‬ر إلبادت‪%%‬ه فتش‪%%‬كل العدواني‪%%‬ة طريق‪%%‬ة معين‪%%‬ة لل‪%%‬دخول في عالق‪%%‬ة م‪%%‬ع اآلخ‪%%‬ر‪ (.‬خلي‪%%‬ل ودي‪%%‬ع‬
‫شكور‪1997 ،‬‬
‫و يعرف ‪%% %‬ه علي س ‪%% %‬موك"‪: %‬العن ‪%% %‬ف س ‪%% %‬لوك إي ‪%% %‬ذائي بالي ‪%% %‬د أو اللس ‪%% %‬ان‪ ،‬بالفع ‪%% %‬ل أو الكلم ‪%% %‬ةفي الحق ‪%% %‬ل‬
‫التص‪%%‬ادمي‪ %‬م ‪%%‬ع اآلخ ‪%%‬ر قوام ‪%%‬ه إنك‪%%‬ار اآلخ ‪%%‬ر كقيم‪%%‬ة تس‪%%‬تحق‪ %‬الحي‪%%‬اة واالح‪%%‬ترام‪ ،‬ومرتك ‪%%‬زه اس ‪%%‬تبعاد‬
‫األخ‪%%‬ر على حق‪%%‬ل الص‪%%‬راع‪ ،‬ام‪%%‬ا بتخفيض‪%%‬ه إلى ت‪%%‬ابع أو إم‪%%‬ا إبع‪%%‬اده خ‪%%‬ارج الحق‪%%‬ل االجتم‪%%‬اعي وإ م‪%%‬ا‬
‫بتص ‪%%‬فيته معنوي ‪%%‬ا أو جس ‪%%‬ديا وبالت ‪%%‬الي ف ‪%%‬العنف‪ %‬ه ‪%%‬و ع ‪%%‬دم االع ‪%%‬تراف باألخرورفض ‪%%‬ه وتحويل ‪%%‬ه إلى‬
‫الشيء المناسب للحاجة العنيفة " ( علي سموك‪2006 ، %‬‬
‫* نظرة القانون للعنف ‪ :‬هو استعمال القوة بغير حق ‪.‬وقد سن القانون الجزائ‪%‬ري‪ %‬م‪%‬واد رادع‪%‬ة‬
‫لوض‪%%‬ع ح‪%%‬د للعن‪%%‬ف ض‪%%‬د الم‪%%‬رأة وتن‪%%‬اولت الم‪%%‬ادة ‪ 266‬بالتفص‪%%‬يل بعض العقوب‪%%‬ات بس‪%%‬جن ال‪%%‬زوج‬
‫ال‪%%‬ذي يق‪%%‬وم بض‪%%‬رب زوجت‪%%‬ه من ش‪%%‬هرا إلى ‪ 03‬س‪%%‬نوات ‪ ،‬و ي‪%%‬ترتب عن‪%%‬ه عج‪%%‬ز الزوج‪%%‬ة لم‪%%‬دة ‪15‬‬
‫يوم ‪%%‬ا و ترتف ‪%%‬ع الم ‪%%‬دة إلى ‪ 05‬س ‪%%‬نوات في حال ‪%%‬ة إرتف ‪%%‬اع م ‪%%‬ذة العج ‪%%‬ز عن ‪ 15‬يوم ‪%%‬ا ‪ .‬و في حال ‪%%‬ة‬
‫ترتب عجز أو بتر ألح‪%%‬د أعض‪%‬اء الجس‪%‬م بع‪%‬د تع‪%%‬رض الزوج‪%‬ة للض‪%%‬رب من قب‪%‬ل ال‪%%‬زوج ‪ ،‬فتص‪%%‬ل‬
‫مدة السجن إلى ‪ 10‬سنوات و ‪ 20‬سنة كم‪%%‬ا ه‪%%‬و الح‪%%‬ال بالنس‪%%‬بة لفق‪%%‬دان البص‪%%‬ر أو عاه‪%‬ة مس‪%%‬تديمة‬
‫و ترتفع العقوبة إلى السجن المؤبد في حالة أدى العنف المرتكب ضد الزوجة للوفاة ‪.‬‬
‫‪ -‬أم‪I‬ا موس‪I‬وعة الالن‪I‬د تع‪I‬رف العن‪%%‬ف بأن‪%%‬ه " س‪%%‬مة أو ظ‪%%‬اهرة أو عم‪%%‬ل ع‪%%‬نيف بالمع‪%%‬اني ‪ ،‬و ه‪%%‬و‬
‫استعمال غير مشروع أو على األق‪%‬ل غ‪%%‬ير الق‪%%‬انوني للق‪%%‬وة ‪ ،‬و يرب‪%%‬ط الالن‪%%‬د بين العن‪%%‬ف و االنتق‪%‬ام‬
‫و الثار و الذي يعني لهما عقابا أو ثارا ‪ ،‬و لكن بنحو اخص ه‪%‬و ردةة فع‪%‬ل عفوي‪%‬ة من الض‪%‬مير‪%‬‬
‫األخالقي المهان الذي يطالب بمعاقبة الجريمة " ( أندريه الالند‬
‫‪، 1997 : 1554 ( .‬‬
‫*نظرة العنف في العلوم اإلنسانية ‪ :‬يع‪%%‬رف العن‪%%‬ف بأن‪%%‬ه الس‪%%‬لوك المش‪%%‬وب بالقس‪%%‬وة و الع‪%%‬دوان و‬
‫القه‪%‬ر واالك‪%‬راه و ه‪%‬و ع‪%‬ادة س‪%‬لوكية بعي‪%‬دة عن التحض‪%‬ر و التم‪%‬دن تس‪%‬تثمر في‪%‬ه ال‪%‬دوافع‪ %‬والطاق‪%‬ات‪%‬‬
‫العدوانية استثمارا صريحا بدائيا كالضرب و قتل األف‪%%‬راد‪ %‬و الت‪%%‬دمير للممتلك‪%%‬ات و اس‪%%‬تخدام الق‪%%‬وة‬
‫إلكراه ه الخصم وقهرهم ‪ (.‬مديحة أحمد عبادة ‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫( ‪2008 : 19‬‬
‫عرفه أحمد زكي بدوي في معجم مصطلحات العلوم االجتماعية بأن‪%%‬ه اس‪%‬تخدام الض‪%‬بط أو الق‪%%‬وة‬
‫اس‪%%‬تخداما‪ %‬غ‪%%‬یر مط ‪%%‬ابق للق ‪%%‬انون من ش‪%%‬أنه الت‪%%‬أثير على ارادة ف‪%%‬رد م‪%%‬ا ‪12‬أم ‪%%‬ا أوب‪%%‬رت أودي ف‪%%‬يرى‪%‬‬
‫العن‪%%‬ف بان‪%%‬ه مهاجم‪%%‬ة األش‪%%‬خاص أو اس‪%%‬تغاللهم على نح‪%%‬و جس‪%%‬ماني‪ %‬أو نفس‪%%‬ي ش‪%%‬دید ‪13‬و یبرز ه‪%%‬ذا‬
‫التعري‪%%‬ف أش‪%%‬كال العن‪%%‬ف المختلف‪%%‬ة فهن‪%%‬اك العن‪%%‬ف الجس‪%%‬دي و العن‪%%‬ف النفس‪%%‬ي ویذهب علم‪%%‬اء النفس‬
‫إلى اعتب‪%%%‬ار العن‪%%%‬ف مجموع‪%%%‬ة من الس‪%%%‬لوكیات ال‪%%%‬تي ته‪%%%‬دف إلى إلح ‪%%‬اق األذى ب ‪%%‬النفس أو ب‪%%%‬اآلخر‬
‫ويأتي بش‪%‬كلين إم‪%‬ا ب‪%‬دني مث‪%‬ل الض‪%‬رب ‪ ،‬الش‪%‬جار أو ت‪%‬دمیر األش‪%‬یاء أو لفظي مث‪%‬ل التهدید وس‪%‬واء‬
‫ك ‪%%‬ان العن ‪%%‬ف ب ‪%%‬دنیا أو لفظیا فإن ‪%%‬ه یؤدي في ك ‪%%‬ل الح ‪%%‬االت غلى إلح ‪%%‬اق األذى س ‪%%‬واء ب ‪%%‬االفراد‪ %‬أو‬
‫الممتلكات‪.‬‬
‫أما في علم االجتماع فقد تناول العدید من الباحثین والعلم‪%‬اء السوس‪%‬یولوجیین مش‪%‬كلة العن‪%‬ف من‬
‫جوانب مختلفة فقد اعتبره ابن خلدون خاصیة من خصائص أخالق البشر حیث يرى أن العن‪%%‬ف‬
‫م ‪%%‬ازال مس ‪%%‬تحكما في المجتمع ‪%%‬ات البش ‪%%‬ریة ال ‪%%‬تي ت ‪%%‬رفض االحتك ‪%%‬ام إلى المنط ‪%%‬ق العقالني الرش ‪%%‬ید‬
‫وتس‪%%‬تخدم‪ %‬العن‪%%‬ف كوس‪%%‬یلة لتقریر مص‪%%‬یرها وان‪%%‬تزاع حقوقه‪%‬ا‪ %‬وتس‪%%‬ویة خالفاته‪%%‬ا أم‪%%‬ا ك‪%%‬ارل م‪%%‬اركس‬
‫فقد أكد على دور العنف النازع وكیف أن تج‪%‬ارب الث‪%‬ورات البرجوازیة ال‪%‬تي ق‪%‬امت في الق‪%‬رنین‬
‫السابع عشر والثامن عشر بینت أن الثورة العنیفة ضرورة غیر مشروطة لیس فقط ألن الطبق‪%%‬ة‬
‫الحاكمة ال یمكن إسقاطها بأیة وسیلة أخرى الن الطبقة الحاكمة التي تسقطها ال یمكنه‪%%‬ا أن تنتج‬
‫إال عير الثورة وحدها‪.‬‬

‫‪262 11‬ص‪.26‬‬
‫‪12‬‬
‫‪13‬‬
‫أم‪%%‬ا م‪%%‬اكس فیبر‪ %‬فق‪%%‬د تع‪%%‬رض لم‪%%‬ا یس‪%%‬مى ب" العن‪%%‬ف الف‪%%‬یزیقي"‪ %‬وذل‪%%‬ك بوص‪%%‬فه الوس‪%%‬یلة الطبیعیة‬
‫للس‪%% %‬لطة ال‪%% %‬تي تحت‪%% %‬اج إلى ش‪%% %‬رعنت بمع‪%% %‬نى أن الدول‪%% %‬ة هي وح‪%% %‬دها ال‪%% %‬تي تمتل‪%% %‬ك أدوات االك‪%% %‬راه‬
‫المش‪%%‬روع‪ %‬م‪%%‬ا جعل‪%%‬ه یعت‪%%‬بر السیاس‪%%‬ة مج‪%%‬رد مفه‪%%‬وم للس‪%%‬لطة و الس‪%%‬یطرة وٕا ن مب‪%%‬دأ الق‪%%‬وة ه‪%%‬و أس‪%%‬اس‬
‫النظام السیاسي‪ %‬الذي ربط‪%‬ه ب‪%‬ودود‪ %‬الدول‪%‬ة ال‪%‬تي تحتك‪%‬ر اس‪%‬تخدام العن‪%‬ف ف‪%‬العنف یح‪%‬دث كلم‪%‬ا لج‪%‬ا‬
‫ش ‪%%‬خص أو جماع ‪%%‬ة بق ‪%%‬وتهم إلى اس ‪%%‬تخدام الض ‪%%‬غط إلرغ ‪%%‬ام اآلخ ‪%%‬رین مادیا على اتخ ‪%%‬اذ مواق ‪%%‬ف ال‬
‫یریدونها‪ %‬أو سلب حقهم في الحیاة وممارسة حریتهم‪.‬‬
‫أما علماء القانون فيعتبرون العن‪%%‬ف بمثاب‪%‬ة ق‪%%‬وة من اي طبيع‪%‬ة ك‪%‬انت یس‪%%‬تعملها ف‪%%‬رد أو جماع‪%‬ة أو‬
‫دولة ضد فرد أو جماعة أو دولة تقلص االستقاللية الذاتية لكل منهما ب‪%‬داعي الخ‪%‬وف الن‪%‬اتج عن‬
‫هذه القوة ویمكن أن یكون من الحكام أو من المحكومين‪.‬‬
‫یع‪%%‬رف العن‪%%‬ف في العم‪%%‬ل " أن‪%%‬ه ك‪%%‬ل وض‪%%‬عیة یتع‪%%‬رض من خالله‪%%‬ا العام‪%%‬ل إلى االض‪%%‬طهاد والتهدید‪%‬‬
‫كما یعتدي علیه نفسیا و جسمیا أثناء تأدیته أو تنفیذه لعمله" من خالل التعریف المقدم یظه‪%%‬ر أن‬
‫العن‪%%‬ف في العم‪%%‬ل ه‪%%‬و ك‪%%‬ل اعت‪%%‬داء جس‪%%‬مي أو نفس‪%%‬ي یق‪%%‬ع على العام‪%%‬ل وه‪%%‬و ی ا زول مهام‪%%‬ه في‬
‫مكان العمل‪ ،‬و إن كان االعتداء الجسدي و المساس بالس‪%%‬المة الجس‪%%‬میة للعام‪%%‬ل هي واقع‪%%‬ة یمكن‬
‫رؤیتها وٕا ثباتها من الناحیة الطبیة‪ ،‬فاالعتداء النفسي على العامل هو أخطر أنواع العنف التي‬
‫یص ‪%%‬عب إثباته ‪%%‬ا ل ‪%%‬ك ون أن اآلم ‪%%‬ر یتعل ‪%%‬ق بش ‪%%‬كل من أش ‪%%‬كال العن ‪%%‬ف غ ‪%%‬یر الظ ‪%%‬اهر و ال ‪%%‬ذي یمس‬
‫مباش ‪%%‬رة بالس ‪%%‬المة العقلیة والنفس ‪%%‬یة للعام ‪%%‬ل‪ ،‬ومن ه ‪%%‬ذا المنطل ‪%‬ق‪ %‬یس ‪%%‬توجب األم ‪%%‬ر تعریف العن ‪%%‬ف‬
‫النفس ‪%%‬ي في العم ‪%%‬ل م ‪%%‬ع تق ‪%%‬دیم بعض المص ‪%%‬طلحات المس ‪%%‬تعملة في بعض ال ‪%%‬دول للتعب ‪%%‬یر عن ه ‪%%‬ذه‬
‫الظاهرة‪.14‬‬
‫هو ظاهرة شاملة تصيب البلدان والمجتمعات‪ ،‬وكل قطاع‪%%‬ات النش‪%‬اط‪" .‬وه‪%‬و مجم‪%‬وع األفع‪%‬ال أو‬
‫العوارض التي يتعرض األشخاص من خاللها لإلساءة‪ ،‬التهديد‪ ،‬والتحرش في ظ‪%‬روف‪ %‬مرتبط‪%‬ة‬
‫بعملهم‪ ،‬بحيث تش ‪%% %‬كل ه ‪%% %‬ذه األفع ‪%% %‬ال ض ‪%% %‬ررا ظ ‪%% %‬اهرا أو خفي ‪%% %‬ا حي ‪%% %‬ال أمنهم أو جس ‪%% %‬دهم‪ ،‬راحتهم‬
‫الجسدية والنفسية"‪.‬‬
‫يمكن أيض‪%%‬ا أن نع‪%%‬رف العن‪%%‬ف في العم‪%%‬ل بأربع‪%%‬ة كلم‪%%‬ات أساس‪%%‬ية وهي االعت‪%%‬داء‪ ،‬س‪%%‬وء المعامل‪%%‬ة‪،‬‬
‫االستغالل‪ ،‬والتحرش‪ .‬كما أنه مجموعة من الظواهر والس‪%%‬لوكات واألفع‪%%‬ال‪ %‬ال‪%%‬تي يمكن أن تنتق‪%%‬ل‬
‫من التهديد إلى القتل أو االنتحار‪ %‬مرورا باالعتداء‪ ،‬الجرح‪ ،‬أو التحرش‪.‬‬
‫يعطي « ‪" » BIT‬كم‪%%‬ا تت‪%%‬دخل ع‪%%‬دة عوام‪%%‬ل في ه‪%%‬ذه الظ‪%%‬اهرة‪ ،‬وله‪%%‬ذا ف‪%%‬إن المكتب ال‪%%‬دولي للعم‪%%‬ل‬
‫نص‪%% %‬ائح تس‪%% %‬تقر ح‪%% %‬ول إثب‪%% %‬ات الح‪%% %‬االت التالي‪%% %‬ة للتخفي‪%% %‬ف من الظ‪%% %‬اهرة وهي‪ :‬الض‪%% %‬غط‪ ،‬الكح‪%% %‬ول‪،‬‬

‫‪ 14‬دوكيمو‪26‬‬
‫المخ‪%%‬درات‪ ،‬العن‪%%‬ف الجس‪%%‬دي والنفس‪%%‬ي‪ ،‬الت‪%%‬دخين‪ ،‬وهي عوام‪%%‬ل ت‪%%‬ؤدي‪ %‬إلى ب‪%%‬روز‪ %‬مش‪%%‬اكل ص‪%%‬حية‬
‫للعمال وتنخفض اإلنتاجية بالنسبة للمؤسسة‪ ،‬كما يمكنها أن تكون مصدرا‪ %‬للغياب‪%%‬ات‪ ،‬األم‪%%‬راض‪،‬‬
‫الح‪%%‬وادث‪ ،‬اإلص‪%%‬ابات المميت‪%%‬ة أحيان‪%%‬ا‪ ،‬كم‪%%‬ا يمكن له‪%%‬ذه المش‪%%‬اكل أن تك‪%%‬ون مرتبط‪%%‬ة بالتفاع‪%%‬ل بين‬
‫المنزل والعمل"‬
‫"إن تدهور ظروف‪ %‬العمل مع تهديد البطالة وعرضية العمل الذي يم ‪ ‬س غالبية النساء يشجع‬
‫تطور حاالت العمل والتي تجعل عالقات الهيمنة المواجه‪%‬ة من ط‪%‬رف العم‪%‬ال تتح‪%‬ول إلى عن‪%‬ف‬
‫يص‪%%%‬عب بع‪%%%‬ده وض‪%%%‬ع ح‪%%%‬د‪ .‬ف‪%%%‬إذا اس‪%%%‬تطاع العم‪%%%‬ال المتعرض ‪%%‬ون له ‪%%‬ذه الظ ‪%%‬اهرة التحلي بالش‪%%%‬جاعة‬
‫‪15‬‬
‫وتجنب الصمت‪ ،‬فإنه يمكن الحد منها"‬
‫‪ . 2.2‬مفهوم العنف ضد الم أ رة وجذوره التاريخية‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف العنف ضد الم أ رة من الناحية اللغوية والفقهية‬
‫أوال‪ :‬تعريف العنف من الناحية اللغوية‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف العنف من الناحية الفقهية‬
‫‪.document1 page3‬‬
‫‪document 6p 13‬‬
‫التعاريف المختلفة للعنف ضد المرأة‪:‬‬
‫إن تباين األطر االجتماعية السياسية إزاء حقوق المرأة زاد من الخلط‪ ،‬فعلى م ‪ ‬ر السنين‬
‫أخذت عبارة "العنف ضد المرأة" معاني عديدة‪ ،‬حيث كانت محدودة في عشرية ‪ 1980‬على‬
‫العنف الممارس في العائلة‪ ،‬والعنف الجسدي‪ ،‬ثم أصبحت بعدها شاملة وانتشارية‪.‬‬
‫هناك إجماع أكيد اتضح في كون أغلبية أفعال العنف ضد النساء والبنات مستخدمة من‬
‫طرف الرجال الذين يؤكدون بهذا قوتهم‪ ،‬كما أن أغلبية النصوص الدولية استندت إلى‬
‫التعريف المقدم في البيان حول إقصاء العنف ضد المرأة وهو "كل فعل عنف موجه ضد‬
‫الجنس النسوي والمتسبب أو القادر على تسبيب ضرر‪ %‬أو معاناة جسدية‪ ،‬جنسية‪ ،‬أو نفسية‬
‫للمرأة‪ ،‬بما في ذلك التهديد بهذه األفعال‪ ،‬اإلجبار‪ ،‬اإلكراه‪ ،‬أو الحرمان التعسفي من الحرية‪،‬‬
‫إن كان في الحياة العامة أو الحياة الخاصة" ‪( 1‬الفقرة الثانية من األمم المتحدة)‪.‬‬
‫في أوروبا‪ %‬مثال اآللية االجتماعية للعنف أيضا واضحة في الفقرة ‪ 13‬من البيان حول‬
‫السياسة المنتهجة بالنسبة للعنف ضد المرأة في أوروبا الديمقراطية ويعرف‪ %‬كالتالي‪" :‬العنف‬
‫ضد المرأة بما فيه رفض الحق في االختيار‪ %‬الح ‪ ‬ر لألمومة والمأخوذ‪ %‬كوسيلة لمراقبة‬
‫المرأة‪،‬‬

‫لزغد فيروز التحرش الجنسي ص‪64‬‬ ‫‪15‬‬


‫وقد أخذ جذوره من عالقة القوة غير المتساوية بين المرأة والرجل والذي مازال موجودا كما‬
‫‪16‬‬
‫‪ (.‬أنها تكون أيضا حدا في تحقيق المساواة الفعلية للمرأة والرجل"‪( %‬روما ‪1993‬‬

‫هو ا ي فعل عنيف قائم على إحساس الجنس‪ ،‬ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم عنه أذى‪ ،‬أو‬
‫معاناة جنسية أو جسمية أو نفسية للمرأة‪ ،‬بما في ذلك التهديد باقتراف‪ %‬مثل هذا الفعل‪ ،‬أو‬
‫اإلكراه‪ ،‬أو الحرمان التعسفي من الحرية‪ ،‬سواء وقع ذلك في الحياة العامة أو الخاصة‪.‬‬
‫وهو يشمل العنف الجسدي والجنسي والنفسي الذي يقع في اإلطار العام للمجتمع بما في ذلك‬
‫االغتصاب‪ ،‬واإلساءة الجنسية‪ ،‬والتحرش و الترهيب الجنسي في العمل‪ ،‬فهو يتضمن كل‬
‫األعمال والممارسات التي تميز بين النساء والرجال على أساس الجنس‪.17‬‬
‫على ال‪%%‬رغم من أن مش‪%%‬كلة العن‪%%‬ف ال‪%%‬ذي تتع‪%%‬رض ل‪%%‬ه النس‪%%‬اء في المجتم‪%%‬ع الع‪%%‬ربي والغ‪%%‬ربي‪ %‬ليس‬
‫أم ‪%%‬را طارئ ‪%%‬ا وجدي ‪%%‬دا‪ ،‬إال أن ارتف ‪%%‬اع نس ‪%%‬بة وقوع ‪%%‬ه وتع ‪%%‬دد‪ %‬أش ‪%%‬كاله في ال ‪%%‬وقت الحاض ‪%%‬ر واآلث ‪%%‬ار‬
‫الس‪%%‬لبية ال‪%%‬تي يتركه ‪%%‬ا على الم‪%%‬رأة واألس‪%%‬رة والمجتم‪%%‬ع‪ ،‬دف ‪%%‬ع بالب ‪%%‬احثين من مختل‪%%‬ف التخصص‪%%‬ات‪%‬‬
‫لتحليل هذه المشكلة اإلجتماعية وتعريف‪ %‬المجتمع والعالم بما يقصد به‪.‬‬
‫العنف ضد المرأة‪:‬‬
‫نج‪%%‬د تعري‪%%‬ف ه‪II‬ادي محم‪II‬ود للعن‪%%‬ف ض‪%%‬د الم‪%%‬رأة بأن‪%%‬ه ‪" :‬أي عم‪%%‬ل أو تص‪%%‬رف‪ %‬ع‪%%‬دائي أو م‪%%‬ؤذ أو‬
‫مهين ي‪%%‬رتكب بأي‪%%‬ة وس‪%%‬يلة وبح‪%%‬ق أي إم‪%%‬راة لكونه‪%%‬ا إم‪%%‬رأة‪ ،‬يخل‪%%‬ق معان‪%%‬اة جس‪%%‬دية ونفس‪%%‬ية وجنس‪%%‬ية‬
‫وبطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خالل الخداع‪ ،‬التهديد أو اإلس‪%%‬تغالل‪ ،‬التح‪%%‬رش أو اإلك‪%%‬راه‪،‬‬
‫إنكار وإ هانة كرامتها اإلنس‪%‬انية أو س‪%‬المتها‪ ،‬األخالقي‪%‬ة أو التقلي‪%‬ل من ش‪%‬أنها ومن إحترامه‪%‬ا‪ %‬لذات‪%‬ه‬
‫ا أو شخصيتها‪ ،‬ويتراوح ما بين اإلهانة بالكالم حتى القتل "‪.‬‬
‫( (هادي محمود‪ ، 2003 ،‬ص ‪164‬‬
‫يفهم من خالل ه‪%%‬ذا التعري‪%%‬ف أن العن‪%%‬ف ه‪%%‬و ك‪%%‬ل فع‪%%‬ل م‪%%‬رتكب ض‪%%‬د الم‪%%‬رأة من ط‪%%‬رف‪ %‬ش‪%%‬خص ق‪%%‬د‬
‫يك‪%%‬ون ق‪%%‬ريب منه‪%%‬ا أو غ‪%%‬ريب عليه‪%%‬ا مس‪%%‬تعمال في ذل‪%%‬ك ش‪%%‬تى الوس‪%%‬ائل إم‪%%‬ا مباش‪%%‬ر ة كالض‪%%‬رب أو‬
‫بأس‪%%‬لوب ملت‪%%‬و كالخ‪%%‬داع أو اإلك‪%%‬راه غلى فع‪%%‬ل هي ترفض‪%%‬ه أو اللعب بعواطف‪%%‬ه ا مم‪%%‬ا يخل‪%%‬ق عن‪%%‬دها‬
‫جمل‪%%‬ة من اآلث‪%%‬ار الجس‪%%‬دية والنفس‪%%‬ية والجنس‪%%‬ية وعلي‪%%‬ه ف‪%%‬العنف هن‪%%‬ا ل‪%%‬ه أث‪%%‬ر س‪%%‬لبي على حي‪%%‬اة الم‪%%‬رأة‬
‫مهما كانت زوجة‪ ،‬أم‪ ،‬أو ابنة‪ ،‬فكل فعل أو عمل سلبي له أث‪%%‬ر س‪%%‬لبي حتم‪%%‬ا على الض‪%%‬حية وال‪%%‬تي‬

‫هي المرأة‪.‬‬
‫‪ 16‬لزغد فيروز التحرش الجنسي ضد المراة العاملة دراسة لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع تخصص تنظيم و عمل كلية العلوم‬
‫اإلنسانية و االجتماعية جامعة الجزائر‪2012-2011 2‬ص‪.58-57‬‬
‫‪ 17‬لزغد فيروز التحرش الجنسي ضد المراة العاملة دراسة لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع تخصص تنظيم و عمل كلية العلوم‬
‫اإلنسانية و االجتماعية جامعة الجزائر‪ 2012-2011 2‬ص‪6‬‬
‫وتش‪%% %‬ير‪ %‬ع ‪%%%‬دد من الدراس ‪%%%‬ات في تعريفه‪%% %‬ا للعن‪%% %‬ف على أن‪%% %‬ه ‪" :‬اس ‪II‬تخدام للق ‪II‬وة والس ‪II‬يطرة على‬
‫المرأة‪ ،‬وأن العنف في حد ذاته ليس هو المقص‪II‬ود ب‪II‬ل ه‪II‬و تعب‪II‬ير عن أن الس‪II‬لطة هي للرج‪II‬ل‪،‬‬
‫ويتم التعب‪II‬ير عن ه‪II‬ذه الس‪II‬لطة والق‪II‬وة من خالل تع‪II‬ريض الم‪II‬رأة ألش‪II‬كال مختلف‪II‬ة من العن‪II‬ف‬
‫بحيث تبقى مهشمة وغير قادرة على النهوض بمستواها االجتماعي والعلمي"‪.‬‬
‫)‪site d’enternet (www.diwanalavab.com‬‬
‫فالغاي‪%%‬ة هن‪%%‬ا من العن‪%%‬ف ليس العن‪%%‬ف في ح‪%%‬د ذات‪%%‬ه ولكن‪%%‬ه كوس‪%%‬يلة ال‪%%‬تي من خالله‪%%‬ا ي‪%%‬برهن الرج‪%%‬ل‬
‫على س‪%% %‬لطته وقوت‪%% %‬ه وأن‪%% %‬ه ه‪%% %‬و الن‪%% %‬اهي وعلى الم‪%% %‬رأة الخض‪%% %‬وع لتل‪%% %‬ك األوام ‪% %‬ر‪ %‬به‪%% %‬دف تحطيمه‪%% %‬ا‬
‫وإ ذاللها وقمع‪ %‬إرادتها حتى تفقد الثق‪%‬ة في الحي‪%%‬اة وتبقى دائم‪%%‬ا تابع‪%%‬ة ل‪%‬ه ‪ ،‬وح‪%%‬تى ال تثبت وجوده‪%%‬ا‬
‫في المجتم‪%%‬ع أن تبقى مهمش‪%%‬ة وبالت‪%%‬الي‪ %‬يبقى الرج‪%%‬ل ه‪%%‬و دائم‪%%‬ا الس‪%%‬يد المس‪%%‬يطر ال‪%%‬ذي يوج‪%%‬د الم‪%%‬رأة‬
‫ويحدد لها مصيرها‪.‬‬
‫وب ‪%%‬الرجوع‪ %‬إلى تقري ‪%%‬ر اإلعالن الع‪II‬المي للقض ‪%%‬اء على العن ‪%%‬ف ض ‪%%‬د الم ‪%%‬رأة وال ‪%%‬ذي تبنت ‪%%‬ه الجمعي ‪%%‬ة‬
‫العالمية‪ ،‬فإن مصطلح العنف ضد الم‪%%‬رأة يع‪%%‬ني‪" :‬أي فعل عنيف قائم على أس‪II‬اس الجنس ينجم‬
‫عنه أو تحتمل أن ينجم عن‪II‬ه أذى أو معان‪II‬اة جس‪II‬مية أو جنس‪I‬ية أو نفس‪I‬ية الم‪I‬رأة كم‪I‬ا في ذل‪I‬ك‬
‫التهديد باقتراف مثل هذا الفعل أو اإلكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء كان ذلك في‬
‫الحياة العامة أو الخاصة"‪( .‬هادي محمود‪، 2003 ،‬ص‪166 ،‬‬
‫فحسب هذا التقرير‪ ،‬نرى أن العنف يخلق لدى المرأة معاناة بشتى أشكالها جسمية أو نفسية أو‬
‫جنسية وذلك بالتهديد أو اإلرغام على ممارسة الجنس أو فعل آخر غير مرغوب فيه ‪،‬‬
‫وحرمانها من حريتها الذاتية وذلك إما في الحياة العامة مثل العمل أو‬
‫الشارع أو في حياتها الخاصة مثل العالقات الزوجية أو عالقة جسمية أخرى ‪.18‬‬

‫ج‪ -‬العنف ضد المرأة‪ :‬عرف على انه‪ :‬عمل مباشر‪ %‬أو غير مباشر‪ %‬من أعمال العنف ضد أح‪%%‬د‬
‫أفراد األسرة يترتب عليه أذى بدني او جنسي أو‬
‫‪ (.‬نفسي(( ابو العليا‪: 2000 ،‬ص ‪ 88‬ويع‪%‬رف‪ %‬ايض‪%‬ا ﺑﺎن‪%‬ه ‪ :‬أح‪%‬د أنم‪%‬اط الس‪%‬لوك الع‪%‬دواني ال‪%‬ذي‬
‫ينتج عن وجود عالقات قوة غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العم‪%%‬ل بين الم‪%%‬رأة والرج‪%%‬ل داخ‪%%‬ل‬

‫‪boughlam booo page 59-60‬‬ ‫‪18‬‬


‫األسرة وما يترتب على ذلك من تحديد ألدوار ومكانة كل ف‪%%‬رد من أف‪%%‬راد األس‪%%‬رة وفق‪%%‬ا لم‪%%‬ا يملي‪%%‬ه‬
‫النظام االقتصادي واالجتماعي السائد في اﻟﻤﺠتمع‬
‫‪ ( (.‬االحمد ‪: 2001 ،‬ص ‪112‬‬
‫وقد عرف العنف ضد المرأة ‪ :‬ﺑﺎنه أي فعل عنيف ق‪%%‬ائم على اس‪%‬ا ة جنس‪%‬ية او جس‪%%‬ميه 􀊭 الجنس‬
‫ينجم عنه او يحتمل ان ينجم عنه اذى او معا او نفسيه للمرأة بما في ذل‪%%‬ك التهدي‪%%‬د ﺑﺎق‪%%‬تراف مث‪%%‬ل‬
‫ه‪%% %‬ذا الفع‪%% %‬ل او الحرم‪%% %‬ان التعس‪%% %‬في من الحري‪%% %‬ة س‪%% %‬واء وق‪%% %‬ع ذل‪%% %‬ك في الحي‪%% %‬اة العام‪%% %‬ة او الخاص‪%% %‬ة‬
‫‪19‬‬
‫( حمزة‬

‫ماتلين ( ‪ I: ) 2000‬ان العن‪%‬ف ض‪%‬د الم‪%‬رأة يتض‪%‬من س‪%‬لوكات مقص‪%‬ودة ت‪%‬ؤدي إلى إلح‪%‬اق األذى‬
‫بالمرأة و هذه السلوكات قد تكون نفسية أو جسدية أو جنسية ‪.‬‬
‫عبد الوهاب( ‪ I: ) 1994‬أن العنف ض‪%%‬د الم‪%%‬رأة ه‪%%‬و ذل‪%‬ك الس‪%‬لوك أو الفع‪%%‬ل الموج‪%%‬ه غلى الم‪%%‬رأة‬
‫على وج‪%%‬ه الخص‪%%‬وص س‪%%‬واء ك‪%%‬انت زوج‪%%‬ة أو أم‪%%‬ا أو أخت‪%%‬ا أو إبن‪%%‬ة و يتم‪%%‬يز ب‪%%‬درجات متفاوت‪%%‬ة من‬
‫التمي ‪%%‬يز و اإلض ‪%%‬طهاد‪ %‬و القه ‪%%‬ر والعدواني ‪%%‬ة الن ‪%%‬اجم عن عالق ‪%%‬ات الق ‪%%‬وة الغ ‪%%‬ير متكافئ ‪%%‬ة بين الرج ‪%%‬ل‬
‫والمرأة‪.‬‬
‫ه ‪%%‬و اس ‪%%‬تعمال الق ‪%%‬وة و ه ‪%%‬و س ‪%%‬لوك ع ‪%%‬دائي م ‪%%‬دفوع‪ %‬بالغض ‪%%‬ب يمارس ‪%%‬ه الرج ‪%%‬ل على الم ‪%%‬رأة ‪‬دف‬
‫تخويفه ‪%%‬ا و اجباره ‪%%‬ا على الخض ‪%%‬وع ل ‪%%‬ه و ي ‪%%‬أتي العن ‪%%‬ف على ش ‪%%‬كلين إم ‪%%‬ا ب ‪%%‬دني مث ‪%%‬ل الض ‪%%‬رب و‬
‫التهديد بالسالح ‪ ،‬الض‪%‬فع ‪ ،‬الرك‪%‬ل ‪ ،‬اللكم و الش‪%‬كل الث‪%‬اني العن‪%‬ف اللفظي مث‪%‬ل التهدي‪%‬د ‪ ،‬الس‪%‬ب ‪،‬‬
‫اإلهان‪%%‬ة ‪ ،‬التقلي‪%%‬ل من ش‪%%‬أن الم‪%%‬رأة و س‪%%‬وء معاملته‪%%‬ا االجتماعي‪%%‬ة و االقتص‪%%‬ادية و ه‪%%‬و في األخ‪%%‬ير‬
‫‪20‬‬
‫يؤدي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى إلحاق األذى بالمرأة ‪.‬‬

‫قامت الجمعية العامة لألمم المتحدة في إعالنها العالمي للقضاء على العنف ضد الم‪%%‬رأة بص‪%%‬ورة‬
‫أك‪%‬ثر دق‪%%‬ة‪ ،‬فه‪%%‬و" رد أي فع‪%%‬ل ع‪%‬نيف ق‪%%‬ائم على أس‪%‬اس الجنس الن‪%‬وع ينجم عن‪%‬ه أو يحتم‪%‬ل أن ينجم‬
‫عن‪%%‬ه أذى أو معن‪%%‬اه جس‪%%‬مية أو نفس‪%%‬ية أو جنس‪%%‬ية للم‪%%‬رأة ‪ ،‬بم‪%%‬ا في ذل‪%%‬ك التهدي‪%%‬د ب‪%%‬اقتراف مث‪%%‬ل ه‪%%‬ذا‬
‫الفعل أو اإلكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء وقع ذلك في الحياة العامة أو ا لخاصة"‬
‫كما يمكن تعريف‪ %‬العنف بأنه سلوك يتسم باإلساءة‪ ،‬ويش‪%‬ير‪ %‬بص‪%%‬فة عام‪%‬ة إلى اس‪%%‬تخدام الق‪%%‬وة ال‪%‬تي‬
‫تسبب الضرر واألذى‪ %‬من قبل شخص لآلخر( ‪6‬‬

‫‪ 19‬ص‪48-777 116‬‬
‫‪262 20‬ص‪27‬‬
‫وكثيرا ما يستخدم‪ %‬مصطلحي‪” %‬العنف النوعي“ و”العنف‪ %‬ضد الم‪%%‬رأة“ بالتب‪%%‬ادل من الناحي‪%%‬ة الفني‪%%‬ة‪،‬‬
‫يش‪%% %‬ير مص‪%% %‬طلح ”العن‪%% %‬ف الن‪%% %‬وعي“ إلى العن‪%% %‬ف الموج‪%% %‬ه ض‪%% %‬د ش‪%% %‬خص بس‪%% %‬بب جنس‪%% %‬ه أو جنس‪%% %‬ها‬
‫وتوقع‪%%‬ات دوره أو دوره‪%%‬ا في المجتم‪%%‬ع أو الثقاف‪%%‬ة‪ .‬ولكن‪%%‬ه كث‪%%‬يرا م‪%%‬ا يس‪%%‬تخدم لوص‪%‬ف‪ %‬العن‪%%‬ف ض‪%%‬د‬
‫النساء ألن النساء أك‪%‬ثر تعرض‪%‬ا من الرج‪%‬ال للتمي‪%‬يز أو اإلي‪%‬ذاء‪ .‬وللعن‪%‬ف ض‪%‬د الم‪%‬رأة ع‪%‬دة أش‪%‬كال‬
‫منه ‪%% %‬ا‪ :‬ج ‪%% %‬رائم الش ‪%% %‬رف والعن ‪%% %‬ف األس ‪%% %‬ري والتح ‪%% %‬رش بالس ‪%% %‬يدات والفتي ‪%% %‬ات في األم ‪%% %‬اكن العام ‪%% %‬ة‬
‫والم ‪%%‬دارس‪ %‬وأم ‪%%‬اكن العم ‪%%‬ل واالتج ‪%%‬ار‪ %‬بالس ‪%%‬يدات والفتي ‪%%‬ات خت ‪%%‬ان اإلن ‪%%‬اث وغ ‪%%‬يره من الممارس ‪%%‬ات‬
‫التقليدية الضارة مثل زواج األطفال( ‪7‬‬
‫وكتعري‪% %‬ف‪ %‬إج ‪%%‬رائي العن ‪%%‬ف ض ‪%%‬د الم ‪%%‬رأة ه ‪%%‬و الس ‪%%‬لوك أو الفع ‪%%‬ل الع ‪%%‬دواني ال ‪%%‬ذي ينجم عن وج ‪%%‬ود‬
‫‪21‬‬
‫عالقة قوة غير متكافئة بين رجل ومرآة‪.‬‬
‫یقص‪%%‬د ب‪%%‬العنف ض‪%%‬د الم‪%%‬راة فع‪%%‬ل عن‪%%‬ف موج‪%%‬ه ض‪%%‬د الم‪%%‬راة بال‪%%‬ذات م‪%%‬دفوع بعص‪%%‬بیة جنس‪%%‬یة ویؤدي‪%‬‬
‫إلى المعان‪%%‬اة س‪%%‬واء من الناحیة الجس‪%%‬دیة كاإلیذاء الجس‪%%‬دي و االعت‪%%‬داء الجنس‪%%‬ي و االغتص‪%%‬اب أو‬
‫من‬
‫الناحیة المعنویة ك ‪%%%‬العنف‪ %‬اللفظي و االجتم ‪%%%‬اعي والنفس ‪%%%‬ي والسیاس‪%% %‬ي بم‪%% %‬ا في ذل‪%% %‬ك التهدید أو‬
‫استعمال أسالیب غیر مباشرة كالتحقیر و الحرمان من الحقوق المدنیة و الحریة و المس‪%‬اواة في‬
‫الحیاة العامة أو الخاصة‪.22‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف العنف ضد المرأة من الناحية القانونية‪I‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف العنف في بعض المواثيق الدولية‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف العنف ضد المرأة في بعض المواثيق اإلقليمية‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مقاربة تاريخية‪ I‬في نشأة وتطور مفهوم العنف ضد المرأة‬

‫‪ . 3.2‬التحلي‪IIII‬ل السوس‪IIII‬يولوجي لظ‪IIII‬اهرة العن‪IIII‬ف وخص‪IIII‬ائص شخص‪IIII‬ية الم ا رة‬


‫المعنفة‬
‫الف ‪II I‬رع األول‪ :‬التحلي ‪II I‬ل السوس ‪II I‬يولوجي لظ‪IIII‬اهرة العن ‪II I‬ف الموج ‪II I‬ه ض ‪II I‬د الم أ رة‬
‫‪document‬‬
‫‪page 3 7‬‬
‫التحليل النفسو اجتماعي‬ ‫‪21‬‬

‫العنف ضد المراة في المجتمع الجزائري‬ ‫‪22‬‬


‫تعت‪%% %‬بر مش‪%% %‬كلة العن‪%% %‬ف ض‪%% %‬د الم أ رة في المجتم‪%% %‬ع الج ا زئ‪%% %‬ري‪ %‬مش‪%% %‬كلة قدیم‪%% %‬ة ارتبطت بالمكان‪%% %‬ة‬
‫والوض‪%%‬عیة االجتماعیة للم أ رة في البن‪%%‬اء االجتم‪%%‬اعي التقلیدي أین احتلت الم أ رة الج ا زئریة‬
‫مكانة أدنى من مكانة الرج‪%‬ل ویرج‪%‬ع ذل‪%‬ك إلى" س‪%‬یطرة الم‪%‬وروث الت‪%‬اریخي والثق‪%‬افي الق‪%‬ائم على‬
‫موضع الم أ رة في درجة أقل من درج‪%‬ة الرج‪%%‬ل في تش‪%‬كیلة اجتماعیة ح‪%‬ددت مكان‪%%‬ة وموق‪%‬ع‪ %‬ك‪%‬ل‬
‫منهم‪%% %‬ا مس‪%% %‬بقا ثم قس‪%% %‬مت بینهم‪%% %‬ا األدوار ولقنت لهم‪%% %‬ا ه‪%% %‬ذه األدوار من‪%% %‬ذ الب‪%% %‬دایات األولى للتنش‪%% %‬ئة‬
‫االجتماعیة م‪%%‬ع التأكید على ع‪%%‬دم تج‪%%‬اوز‪ %‬الح‪%%‬دود المرس‪%%‬ومة لك‪%%‬ل جنس"( ‪ ) 42‬لق‪%%‬د منح النظ‪%%‬ام‬
‫األب وي الذي كان سائدا في البن‪%‬اء االجتم‪%‬اعي التقلیدي وم‪%‬ا ا زل س‪%‬ائدا ف بعض األس‪%‬ر الج ا‬
‫زئریة في البن ‪%%‬اء االجتم ‪%%‬اعي الح ‪%%‬دیث الس ‪%%‬لطة الكامل ‪%%‬ة للرج ‪%%‬ل في امتالك الم أ رة والتحكم فیه ‪%%‬ا‬
‫وق ‪%‬د‪ %‬ك‪%%‬رس ه‪%%‬ذا بعض المف‪%%‬اهیم الس‪%%‬طحیة ال‪%%‬تي جعلت الم أ رة الج ا زئریة بال كیان لدرج‪%%‬ة أم‬
‫وجوده‪%%‬ا االجتم‪%%‬اعي أص‪%%‬بح یتح‪%%‬دد من خالل الخض‪%%‬وع والطاع‪%%‬ة لس‪%%‬لطة الرج‪%%‬ل وق‪%%‬د لعبت القیم‬
‫والعادات والتقالید السائدة في مجتمعنا دو ا ر هام‪%‬ا في تش‪%%‬كیل النظ‪%‬رة الدونیة و التبخیس‪%‬یة للم أ‬
‫رة‪.‬‬
‫لق‪%%‬د احتلت الم أ رة الج ا زئریة إذا في ظ‪%%‬ل النظ‪%%‬ام‪ %‬األب‪%%‬وي‪ %‬موق‪%%‬ع اإلنس‪%%‬ان المقه‪%%‬ور والمه‪%%‬دور‪" %‬‬
‫هذا القهر أخذ عدة أش‪%‬كال تستوض‪%‬ح في س‪%‬لطة الرج‪%‬ل داخ‪%‬ل العائل‪%‬ة فنظ‪%‬ام العائل‪%‬ة األبویة یترك‬
‫حی ا ز واس‪%%‬عا‪ %‬للرج‪%%‬ل في إب ا رز س‪%%‬لطته إ ا زء الزوج‪%%‬ة و األخت و البنت على اعتب‪%%‬ار أن‪%%‬ه‬
‫الس‪%‬ید داخ‪%‬ل العائل‪%‬ة ‪ ،‬وٕا ن نظ‪%‬ام القه‪%‬ر ه‪%‬ذا بیني على ع‪%‬دة أش‪%‬كال اجتماعیة تستوض‪%‬ح‪ %‬من خالل‬
‫أنماط التنشئة االجتماعیة كالتي تبرز مكانة أفضل للولد الذكر من األنثى داخل العائل‪%%‬ة "( ‪) 43‬‬
‫إن الثقافة السائدة والفكر السائد في مجتمعنا یعبر بال شك عن "ثقافة وفكر ذك‪%%‬وري‪ %‬وكل‪%%‬ه یص‪%%‬ب‬
‫في خان ‪%% %‬ة قه‪% % %‬ر‪ %‬الم أ رة و تهمیش ‪%% %‬ها"(‪ ) 44 %‬وتعنیفه‪% % %‬ا‪ %‬ح ‪%% %‬تى أن ه ‪%% %‬ذه الثقاف ‪%% %‬ة الذكوریة ترتب ‪%% %‬ط"‪%‬‬
‫بسیكولوجیة الذكر في طریقة تعامله م‪%‬ع األن‪%‬ثى"( ‪ ) 45‬وعلیه ف‪%‬إن الع‪%‬ودة إلى وض‪%‬عیة الم أ رة‬
‫في ظ‪%%‬ل النظ‪%%‬ام األب‪%%‬وي یفس‪%%‬ر الكث‪%%‬یر من الممارس‪%%‬ات‪ %‬ال‪%%‬تي تم االحتف‪%%‬اظ والتمس‪%%‬ك به‪%%‬ا و الح‪%%‬رص‬
‫على إع‪%% % %‬ادة إنتاجه‪%% % %‬ا( ‪ ) 46‬من ط‪%% % %‬رف‪ %‬ك‪%% % %‬ل الفئ‪%% % %‬ات االجتماعیة ح‪%% % %‬تى في ظ‪%% % %‬ل التغی ا رت‬
‫االجتماعیة والثقافیة ال‪%% %‬تي عرفه‪%% %‬ا مجتمعن‪%% %‬ا و ال‪%% %‬تي أث‪%% %‬رت على مؤسس‪%% %‬اته االجتماعیة وأدوار‬
‫ووظ ‪%%‬ائف أف ا رده‪ ،‬إن ه ‪%%‬ذه التغی ا رت في الحقیق ‪%%‬ة ق ‪%%‬د" أنتجت مجتمعن ‪%%‬ا ج ا زئریا ال یمكن‬
‫وصفه بالتقلیدي مطلق‪%‬ا وال بالح‪%‬دیث مطلق‪%‬ا فه‪%‬و مجتم‪%‬ع في ط ور التح‪%‬ول لم یحتف‪%‬ظ كلیا بهیمن‪%‬ة‬
‫النظ ‪%%‬ام األب ‪%%‬وي ولم یلبس كلیا ث ‪%%‬وب الحداث ‪%%‬ة ال ‪%%‬ذي فرض ‪%%‬ه االنفت ‪%%‬اح ع ‪%%‬ل الع ‪%%‬الم ( ‪ ") 47‬إن ه ‪%%‬ذا‬
‫التناقض في المنظومة القیمیة بین م‪%‬اهو ق‪%‬دیم‪ %‬وم‪%‬اهو جدید عم‪%‬ل على إنت‪%‬اج وٕا ع‪%‬ادة إنت‪%‬اج بعض‬
‫الس ‪%%‬لوكیات العنیف ‪%%‬ة ال ‪%%‬تي ت ‪%%‬رتكب في ح ‪%%‬ق الم أ رة الج ا زئریة ب ‪%%‬الرغم من التغ ‪%%‬یر ال ‪%%‬ذي ط أ ر‬
‫على مكانته‪%%‬ا ووظیفته‪%‬ا‪ %‬وعلیه ف‪%%‬إن أي محاول‪%%‬ة لتفس‪%%‬یر مش‪%%‬كلة العن‪%%‬ف ض‪%%‬د الم أ رة في مجتمعن‪%‬ا‪%‬‬
‫البد وأن تركز على وضعیة الم أ رة في البناء االجتماعي التقلیدي والتغی ا رت التي انعكس‪%%‬ت‬
‫على مكانتها ودورها‪ %‬في البن‪%‬اء االجتم‪%‬اعي الح‪%‬دیث وكیف س‪%‬اهمت ه‪%‬ذه التغی ا رت في ظه‪%‬ور‪%‬‬
‫أش‪%%‬كال جدیدة من العن‪%%‬ف المم‪%%‬ارس ض‪%%‬د الم أ رة ك‪%%‬العنف االقتص‪%%‬ادي‪ %‬و العن‪%%‬ف الثق‪%%‬افي و العن‪%%‬ف‬
‫االجتماعي واالغتص‪%‬اب والتح‪%‬رش‪ %‬الجنس‪%‬ي وغیره‪%‬ا وعلى ه‪%‬ذا األس‪%‬اس یذهب علم‪%‬اء االجتم‪%‬اع‬
‫في تفس ‪%%‬یرهم‪ %‬لظ ‪%%‬اهرة العن ‪%%‬ف إلى" ربطه ‪%%‬ا بثقاف ‪%%‬ة المجتم ‪%%‬ع ونظم ‪%%‬ه"( ‪) 48‬ذل ‪%%‬ك أن " ك ‪%%‬ل مجتم ‪%%‬ع‬
‫یم‪%%‬ارس نوع‪%%‬ا من اإلك ا ره واإلجب‪%%‬ار على أف ا رده ویط‪%%‬البهم‪ %‬بالتمس‪%%‬ك بالمع‪%%‬اییر االجتماعیة‬
‫والثقافیة ‪...‬‬
‫والخض‪%% % %‬وع له‪%% % %‬ا من خالل تط‪%% % %‬بیق ن‪%% % %‬وع من العقوب‪%% % %‬ات و الج ا زءات االجتماعیة الن رفض‬
‫االنتم‪%%‬اء لثقاف‪%%‬ة المجتم‪%%‬ع ورفض ثقافته‪%%‬ا ویعت‪%%‬بر‪ %‬ال‪%%‬رفض ه‪%%‬و التعب‪%%‬یر‪ %‬عن أعظم مظ‪%%‬اهر العن‪%%‬ف(‬
‫‪ ") 49‬وعلیه یمكن الق‪%%‬ول أن الحیاة ال‪%%‬تي عاش‪%%‬تها الم أ رة الج ا زئریة في ظ‪%%‬ل النظ‪%%‬ام األب‪%%‬وي‬
‫في البن ‪%%‬اء االجتم ‪%%‬اعي التقلیدي أولى مظ ‪%%‬اهر القه ‪%%‬ر و العن ‪%%‬ف االجتم ‪%%‬اعي حیث ك ‪%%‬انت األفض ‪%%‬لیة‬
‫لل‪%%%‬ذكور‪ %‬على اإلن‪%%%‬اث أو م‪%%%‬ا یع‪%%%‬رف ب‪%%%‬التمییز‪ %‬الجنس‪%%%‬ي وق‪%%%‬د تك ‪%%‬رس ه ‪%%‬ذا المب ‪%%‬دأ من خالل عملیة‬
‫التنش ‪%%‬ئة االجتماعیة وال ‪%%‬تي كرس ‪%%‬ت ب ‪%%‬دورها‪ %‬الهیمن ‪%%‬ة و الس ‪%%‬لطة للرج ‪%%‬ل على الم أ رة وأص ‪%%‬بحت‬
‫بذلك العائلة كفضاء ومحیط اجتماعي خاص بالرجل زیادة على ذل‪%‬ك فق‪%‬د فرض‪%‬ت منظوم‪%‬ة القیم‬
‫والع‪%%‬ادات والتقالید على الم أ رة الرض‪%%‬وخ‪ %‬والطاع‪%%‬ة للرج‪%%‬ل وس‪%%‬لطته دون مقاوم‪%%‬ة أو رفض ك‪%%‬ل‬
‫‪23‬‬
‫هذا جعل الم أ رة عرضة للعنف خاصة وأن العنف مباح للذكر من جانب مجتمعنا‪.‬‬

‫‪ 8-1‬نظرية العجز المتعلم ‪:Learned Helplessness‬‬

‫بأننا‬
‫عندما نعتقد بأنه ليست لدينا سيطرة على الذي يحدث لنا‪ ،‬من الصعب اعتقاد ّ‬

‫يمكن استرجاع تلك السيطرة‪ .‬هذا المفهوم مهم في فهم العنف ضد النساء الالتي ال يحاولن‬

‫بأنها‬
‫وطيعة وسلبية‪ .‬فهي ال تدرك ّ‬
‫تحرير أنفسهن من دائرة العنف ‪ .‬فتصبح المرأة مطيعة ّ‬

‫أن هذه هي الحالة التي يجب أن تكون عليها و إن‬


‫الحق أن ال تكون منتهكة‪ .‬فتبدأ بقبول ّ‬
‫ّ‬ ‫تمتلك‬

‫كل محاولة للخروج من هذه الحالة تسبب لها مشاكل معه‬

‫و تصل بها الحال إلى التصديق بان كل هذا هو ِ‬


‫خطؤها و هي المسئولة عن ما يحدث‬

‫لها‬

‫العنق ضد المراة في المجنمع الجزائري‬ ‫‪23‬‬


‫عند تعرض الفرد إلحداث ضاغطة و إدراكه عدم القدرة أو عدم الكفاية على المواجهة‬

‫يؤدي ذلك إلى اإلحساس بالعجز و فقدان األمل و انخفاض تقدير الذات و الشعور بنقص‬

‫الكفاية‪،‬واالكتئاب‪،‬والحزن‪.‬وفي النهاية يكون إدراك الفشل‪،‬والعجز الذي يمتد لتوقع الفشل من‬

‫خبرات الماضي الفاشلة الى الحاضر و المستقبل حيث اليأس فال أمل في المستقبل و ال جدوى‬

‫من المحاولة طالما محكوما عليها بالفشل‪.‬اذ يشير كل من ‪  Umberson‬و ‪ Anderson‬إلى‬

‫أن القدرة على التحكم او عدم التحكم تلعب دو ار هاما في اإلساءة او العنف داخل األسرة‪ ،‬فالزوج‬

‫الذي يعتدي على زوجته أو يسيء إليها قد ال تكون لديه القدرة على التحكم ترتبط بشخصية‬

‫الفرد و بظروفه البيئية‪ ،‬فاعتقاد الفرد في عدم قدرته على تغيير ظروف حياته شديدة الفقر تجعله‬

‫يشعر بالعجز‪،‬و كذلك المرأة التي يتم االعتداء عليها من قبل الزوج تشعر بالعجز‪.‬‬

‫و يشير ‪Orme‬إلى أن بعض النساء قد يتعرضن لخبرات قاسية في مرحلة الطفولة مما‬

‫يجعلها تعاني من الشعور عدم األمن النفسي و عدم القيمة‪ ،‬وكذلك الشعور بالعجز لعدم قدرتها‬

‫على إيقاف اإلساءة إليها‪ ،‬و قد تتكرر اإلساءة بعد ذلك في مراحل مختلفة أو في أثناء الزواج‪.‬‬

‫كما ان بعض النساء نتيجة لشعورها باإلحباط من إساءة زوجها لها‪،‬من الظروف المحيطة التي‬

‫تعيشها تكبت عدوانها نحو ذاتها‪،‬وبالتالي تلوم نفسها‪،‬و تصاب باالكتئاب‪ ،‬وتشعر بالعجز‪ .‬والمرأة‬

‫التي تشعر بالعجز قد تكون بعض سلوكياتها اندفاعية عندما يتزايد عليها الشعور بتهديد ذاتها أو‬
‫‪24‬‬
‫حياتها او تهديد احد أطفالها‪،‬و قد تلجأ الى العدوان على من يعتدي عليها بل و أحيانا قتله‪.‬‬

‫إن تكرار العنف ضد المرأة في داخل بيتها وعدم قدرتها على الفرار أو تغيير األوضاع‬

‫ليعلمها أنه مهما حاولت لن يكون هناك نتيجة أو تغيير في وضعها والعنف الذي يتكرر‪.‬‬

‫هبة على حسن ‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪.18‬‬ ‫‪24‬‬


‫‪ 8-2‬نظرية المصدر‬

‫ترتكز هذه النظرية على فرضية أساسية مفادها أن سلطة اتخاذ القرار تنبع من نوعية‬

‫وعدد المصادر المتاحة لكل فرد داخل األسرة‪.‬‬

‫ولعل أهم المصادر المتاحة لألفراد والتي قد تحدد من هو الشخص الذي يمكن أن يكون‬

‫له سلطة اتخاذ القرار داخل األسرة بشكل مطلق‪ ،‬تلك المصادر االقتصادية واالجتماعية التي‬

‫تتمحور حول الجوانب التالية‪:‬‬

‫‪-1‬مستوى التعليم لدى الوالدين‪.‬‬

‫‪-2‬المستوى الوظيفي لكل من الزوجين‪.‬‬

‫‪-3‬المصدر المادية المتاحة كاإلرث‪ ،‬العقار ‪ ،‬الدخل‪...‬الخ‪ ،‬لدى كل من الزوجين‪.‬‬

‫‪-4‬المكانة االجتماعية ألسرة الزوج والزوجة‪.‬‬

‫‪-5‬عضوية المؤسسات المختلفة للزوج والزوجة‪.‬‬

‫ويضيف العالم "جيلسبي"‪ Gillespie‬مصادر أخرى‪:‬‬

‫مثل التنشئة االجتماعية ‪ ،‬ودائرة حياة األسرة‪،‬والقهر البدني‪،‬ومنه يفهم أن هذه المصادر‬

‫التي يتمتع بها الفرد هي التي تمنحه السلطة في اتخاذ الق اررات وكذلك الهيمنة على األفراد الذين‬

‫يفتقرون لها‪.‬‬

‫ولنأخذ مثاال عن الزوج الذي يتمتع بهذه المصادر أو بعضها‪،‬فالزوجة تكون مع‬

‫األبناء‪،‬تحت سلطته وهيمنته‪ ،‬وهذه المصادر تزود صاحبها بنوع من الشرعية في ممارسة القهر‬

‫والعنف ضد األفراد التابعين له‪.‬‬


‫ومن النظريات التي اهتمت بالمصادر"نظرية المصدر المعيارية التي تهتم بالعالقة‬

‫المتبادلة بين المعايير والثقافات الفرعية والمصادر النسبية كأساس لتوزيع السلطة داخل‬

‫األسرة‪،‬وتركز هذه النظرية على مفهوم السلطة الشرعية‪،‬فالسلطة تعد مظه ار للبناء الرسمي‬

‫للجماعة تعترف به المعايير السائدة فيها بمعنى أن معايير الجماعة ال تقضي فقط بأن يكون (أ)‬

‫صانعا لقرار يتعلق بسلوك (ب) بل يقضي بأن كال من (ب) الزوجة مثال و(أ)الزوج يدركان أن‬

‫(أ) لديه الحق الشرعي ألن يفعل ذلك وأن (ب) عليه االلتزام واإلذعان لهذا القرار‪ ،‬ويتفق ذلك مع‬

‫قول "رافان وفر ينش"‪ Ravan et French‬من أن"القوة الشرعية ل (أ) على (ب) تنبع عن‬

‫قيم ذاتية ل(ب) التي تملي عليه أن (أ) له الحق الشرعي للتأثير عليه وأن عليه اإلذعان"‪.‬‬

‫‪8-3‬نظرية الهيمنة الذكورية‬

‫إذا كانت الثقافة كل ما أنتجه البشر في مجتمع معين من أفكار وتصورات وعادات‬

‫ونظم إجتماعية وسياسية واقتصادية و وفعاليات أدبية وفنية وثقافية عبر التاريخ‪،‬فإن الصورة‬

‫السلبية والدونية التي رسمها المجتمع األبوي للمرأة عموما تطلبت دراسة سوسيولوجية تاريخية‬

‫ثقافية لفهم مكانة المرأة في أوروبا منذ اإلغريق والرومان وحتى العصر الحديث‪،‬وتحليلها من‬

‫زاوية الفكر االجتماعي والفلسفي مستخدمين في ذلك أداة النقد الجدلي لفهم وتفكيك أنظمة الفكر‬

‫األبوي التي حطّت من قيمة المرأة وأبعدها عن ممارسة دورها اإلنساني‪،‬والحصول على حقوقها‪،‬و‬

‫االعتراف بها ليس نظريا إو نما على مستوى الممارسة العملية‪،‬محاولين في الوقت ذاته‪،‬التحقق من‬

‫هذه اإلدعاءات عن طريق طرح اآلراء و األفكار اإلجتماعية‪،‬الفلسفية‪،‬و السياسية التي عالجت‬

‫وضعية المرأة و مكانتها وحقوقها في المجتمعات المختلفة‪.25‬‬

‫إبراهيم الحيدري‪ ،‬النظام األبوي و إشكالية الجنس عند العرب ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬دارالساقي‪ ،‬بيروت‪،2003 ،‬ص ‪.157‬‬ ‫‪25‬‬
‫يشير مفهوم المجتمع األبوي بشكل عام إلى المجتمع التقليدي الذي يتخذ طابعا ممي از‬

‫بالنسبة إلى البنى اإلجتماعية الكلية‪-‬المجمع و الدولة و اإلقتصاد و الثقافة‪،-‬وكذلك إلى البنيتين‬

‫الجزئيتين العائلة و الشخصية‪،‬التي تتخذ بمجموعها طابعا يتسم بأشكال نوعية من التخلف‬

‫اإلجتماعي و اإلقتصادي و الثقافي تعيق تطوره و تقدمه‪،‬مثلما يتسم هذا المفهوم األبوي بالتحجر‬

‫و الجمود و التناقضات الداخلية التي تمزقه و تستترف طاقاته المعنوية‪،‬و تدفع أفراده إلى الشعور‬

‫بالتمزق‪،‬مما يؤدي إلى تقييم دوني للذات‪.‬‬

‫من أهم سمات هذا النوع من المجتمعات ‪،‬سواء كان قديما أو حديثا‪،‬هي الترعة األبوية‬

‫البطريركية التي تظهر في سيطرة األب على العائلة‪،‬فاألب"البعل‪-‬اإلله"هو المحور الذي تنتظم‬

‫حوله العائلة‪.‬وهو "رب"البيت و عموده‪،‬و سيطرة األب في العائلة شأنه في المجتمع إذ إن‬

‫العالقة بين األب وأبنائه وبين الحاكم والمحكوم عالقة هرمية‪،‬فإرادته مطلقة و يتم التعبير عنها‬

‫باإلجماع القسري الذي يقوم على التسلط من جهة‪،‬والخضوع والطاعة من جهة أخرى‪ ،‬والتي‬

‫تظهر على مستوى العائلة‪-‬العشيرة في القيم والتقاليد‪،‬وفي وسائل التربية والتنشئة اإلجتماعية التي‬

‫تعمل على تشكيل نمط الثقافة و الشخصية‪،‬من خالل ترسيخ القيم والعالقات اإلجتماعية التي‬

‫يحتاج إليها المجتمع األبوي والشخصية البطريركية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص شخصية الم أ رة المعنفة‪.‬‬


‫تتباين العوامل والمتغيرات الثقافية واالجتماعية والبيئية التى ترتبط بالعنف ضد المرأة‪ ،‬إال‬

‫أن هناك سمات شخصية لدى المرأة التى تتعرض للعنف تجعلها أكثر استهدافاً له‪ ،‬وقد أشارت‬

‫بعض الدراسات إلى أن المرأة المضروبة أو المساء إليها تثير عدوان الرجل وعنفه ضدها‪ .‬وذلك‬

‫ألن عنف الرجل يحقق لها رغبة فى إشباع حاجتها إلى المازوشية ويحقق لها رغبة فى هزيمة‬
‫الذات ‪ Self-Defeating‬إو ضطراب الشخصية الهازمة للذات ‪Self-Defeating‬‬

‫‪ Personality Disorder‬وهذه الشخصية تظهر قبوالً واضحاً للعنف الزواجى‪ .‬ويظهر فى‬

‫بداية الرشد؛ فغالباً ما يتجنب الفرد الخبرات السارة أو يركز على الخبرات والعالقات التى تمثل‬

‫معاناة بالنسبة لـه‪ ،‬ويمنع اآلخرين من مساعدته فى التخلص من هذه المشاعر‪ .‬ويختار الناس‬

‫والمواقف والعالقات التى تشعره بخيبة األمل والفشل وسوء المعاملة؛ ويدخل وينخرط فى أنشطة‬

‫تتسم بالتضحية بالنفس‪.‬وهناك نظرية تنظر إلى الحاجات بشكل تكاملى حيث أن الزوجة قد‬

‫تختار الزوج الذى يكمل لها بعض الحاجات النفسية في شخصيتها فعندما تكون الزوجة مازوشية‬

‫فهى ترغب فى زوج سادى‪ ،‬كما أن هناك بعض األعراض المرضية النفسية التى قد يتشابه فيها‬

‫الزوجان‪ ،‬وهذه األعراض وفقاً للدراسات هى ‪ :‬السيكوباتية – اإلدمان – اإلكتئاب وقد أظهرت‬

‫المقابالت وأساليب التقرير الذاتي أن النساء الالئى تعرضن لإلساءة هن أكثر اكتئابا وأكثر‬

‫انخفاضا في اعتبار الذات كما يزداد لديهن تعاطي الكحوليات واألعراض الجسمية والنفسية‬

‫مثل ‪ :‬اضطراب النوم – الكوابيس‪ -‬التوتر الذائد – الصداع – البكاء‪ -‬التململ‪ ،‬كنتيجة للتعرض‬
‫‪26‬‬
‫لإلساءة‪.‬‬

‫الخصائص النفسية لكل من المرأة التي تتعرض للعنف والرجل الذي يمارس العنف ضد‬

‫المرأة ‪ ،‬علي النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ 6-1‬الخصائص النفسية للمرأة الضحية ‪ :‬تتصف بالجمود والقلق العصابي ‪ ،‬والنزعة‬

‫للكمال والطاعة والخضوع ‪ ،‬واألكتئاب واليأس ‪ ،‬ومشاعر فقدان الحيلة والعجز المتعلم وعدم‬

‫تقدير الذات والشعور باإلهانة ‪ ،‬ولديها اضطرابات في النوم واألكل (الشره وفقدان الشهية ) ‪،‬‬

‫الميل لالنتحار والعمل علي إحداث عاهات بنفسها ‪ ،‬واالنعزالية عن النشاط االجتماعي‬

‫هبة على حسن‪،‬نفس المرجع ص ‪.231‬‬ ‫‪26‬‬


‫واالختالط باآلخرين ‪ ،‬والرغبة السريعة للبكاء ‪ ،‬واالصابة بنوبات الهستيري والتهويل في األحداث‬

‫التي تقع لها‪.‬‬

‫‪ 6-2‬شخصية الزوج الممارس للعنف‪ :‬سرعة الغض‪%%‬ب والش‪%%‬ك ‪ ،‬ومتعك‪%%‬ر الم‪%‬زاج ومت‪%%‬وتر وش‪%%‬ديد‬
‫االمتعاض والحساسية ‪ ،‬ولدية أحساس بخيبة األم‪%‬ل ‪،‬والخ‪%‬وف وع‪%‬دم األحس‪%‬اس باألم‪%%‬ان وانخف‪%‬اض‬
‫تقدير الذات ‪ ،‬ويتغلب عليه الشعور بعقلية الخاس‪%%‬ر ‪ ،‬ومف‪%‬رط في غيرت‪%%‬ه ‪ ،‬وغ‪%%‬ير ق‪%%‬ادر علي تحم‪%%‬ل‬
‫الوح ‪%% %‬دة ‪ ،‬كم ‪%% %‬ا إن‪%% %‬ه يلقي الل ‪%% %‬وم علي اآلخ‪% % %‬رين وي‪% % %‬رفض تحم ‪%% %‬ل المس ‪%% %‬ئولية ‪ ،‬ويلج ‪%% %‬اء إلي تع ‪%% %‬اطي‬
‫المخدرات إو دمان الخمر‪ ،‬ويتصف بالتسلطية وحب التملك ‪ ،‬وينظر للمراة نظ‪%‬رة دوني‪%‬ة من منطل‪%%‬ق‬
‫ذكوري ‪ ،‬وال يستطيع التعام‪%‬ل م‪%‬ع المواق‪%‬ف الض‪%‬اغطة ‪ ،‬ويم‪%‬ارس الجنس باعتب‪%‬اره ن‪%‬وع من الع‪%‬دوان‬
‫تج‪%%‬اه الم ‪%‬رأة ‪ ،‬ولدي‪%%‬ه أحس‪%%‬اس بأن‪%%‬ه ض‪%%‬حية ‪ ،‬ويتص‪%%‬ف بالعدواني‪%%‬ة تج‪%%‬اه األطف‪%%‬ال والحيوان‪%%‬ات ‪ ،‬وفي‬
‫العادة ينشأ في بيئة تتصف بسوء المعاملة‪.‬‬
‫خالصة‬

You might also like