Professional Documents
Culture Documents
8
8
وهي أماكن تحوي نشاطات معينة ،وكل قطاعات النشاط هنا معنية مع تفاوت في الدرجات
وسيكون لنا عرض عن الموضوع %فيما تبقى.
األعمال المنزلية وكل ما يتعلق بالمنزل وتربية األطفال".
كم%%ا عرفه%%ا احم%%د زكي ب%%دوي " %بأنه%%ا أي ف%%رد ي%%ؤدي أعم%%اال يدوي%%ة أو غ%%ير يدوي%%ة وب%%ذلك يش%%مل
األفراد العاملين على جميع المستويات." %
بناء على كل التعاريف %السابقة يمكننا تحديد مفهوم المرأة العاملة بأنها " هي المرأة ال%%تي تخ%%رج
إلى العمل إلشباع حاجة معينة فهي تخرج من بيتها بإرادتها %لكي تمارس عمال ماجورا''.1
،كم %%ا س %%اهمت في اقتص %%اد %القط %%اف .وإ لى زراع %%ة الحب %%وب أض %%يفت فيم %%ا بع %%د زراع%%ة النبات %%ات
الليفي%ة ،فك%%انت والدة عم%%ل ش%%اق حاف%%ظ على م%%دى الق%%رون واألجي%%ال على طابع%%ه النس%%وي %المم%%يز
(الغ%% %زل والحياك%% %ة) ،ففي الص%% %ين القديم%% %ة تح%% %ولت قط%% %ع القم%% %اش ال%% %تي ينس%% %جنها إلى ش%% %به عمل%% %ة
يتداولها الناس في مبادالتهم اليومية.
3.1
ي %% % %ير ومتغي ا رت ،مس %% % %تمدة من ممي ا زت المجتم %% % %ع وتقالي %% % %ده وقيم %% % %ه ومرجعيات %% % %ه الثقافي %% % %ة
واالقتص %%ادية لي %%تربع عم %%ل الم أ رة الج ا زئري %%ة على قاع %%دة هي تركيب %%ة من معطي %%ات ومع %%ايير
اجتماعي %%ة ،فكري %%ة ،تاريخي %%ة ،سياس %%ية وح %%تى شخص %%ية ،فتعليمه% %ا %ن %%اتج عن تنش %%ئتها %االجتماعي %%ة
وتقالي%%د مجتمعاته %ا %وتاريخ%%ه االس%%تعماري %وظروف%%ه االقتص%%ادية وك%%ذا ان%%دماجها %في س%%وق العم%%ل
بتخصصاته المختلف%ة ال%تي تتوج%ه إليه%ا أو توج%ه له%ا ،ال يمكن إف ا رغ%ه من محتوياته%ا %الثقافي%ة
والتط%%ور %الت%%اريخي %لعمله%%ا ،والمخطط%%ات السياس%%ية والب ا رمج التنموي%%ة واالقتص%%ادية المختلق%%ة.
أم%% % %ا عن الوض%% % %عية االجتماعي %% % %ة فنس %% % %بها ل%% % %دى النس %% % %اء الع%% % %امالت والمتأرجح %% % %ة بين االرتف %% % %اع
واالنخف%%اض مش%%بعة ب%%القيم االجتماعي%%ة كالمحافظ%%ة والتع%%اون والتص%%دق %وال%%رفض إلى غيره%%ا من
األحك%%%ام المس%%%بقة ...ه%%%ذه الوض%%%عية االجتماعي%%%ة في عالقاته %%ا بعم %%ل الم أ رة الج ا زئري%%%ة تع%%%د
مؤش% %ر %لتغي ا رت اجتماعي %%ة واقتص %%ادية ال %%تي تعرفه %%ا الج ا زئ %%ر من جه %%ة ،ومن جه %%ة أخ %%رى
لثبات اوستق ا رر نظام قيم المجتمع ،الذي لم يواكب تلك التغي ا رت.
ليك%%ون العم%%ل بالنس%%بة للم أ رة الج ا زئري%%ة مص%%در %ص ا رع وت%%وتر وض%%غط وت%%وازن واس%%تم %ا
رر وتماسك %واستق ا رر
كم%%ا يمث%%ل عم%%ل النس%%اء % 18.4من مجم%%وع الس%%كان الف%%اعلين منه%%ا % 15.8في الحض%%ر ،و
7.5
يعين العنف يف معجم الوسيط "أخذ الشيء بشدة وقسوة ،ولوم الشخص ومعايرته " ، 1كما يعين " اخلرق باألمر
وقلة الرفق به ،وهو ضد
الرفق ،وأعنف الشيء أي أخذه بشدة " ،2ويعرفه قاموس األكاديمية الفرنسية بأنه" :القوة اليت يستخدمها الفرد
،ضد احلق املشرتك ،ضد القوانني
ضد احلرية العامة ،استخدام العنف ،التصرف بعنف ،أي أن له معىن استخدام القوة اليت تتعارض مع روح القانون،
.كما تدل على معىن اإلكراه" 3
كلمة عنف تتضمن معىن الشدة والقسوة واللوم والتوبيخ ،أي أنه يتضمن كل األفعال واألقوال اليت تدل على
القسوة والشدة والغلظة ،كما أهنا
األفعال اليت تدل على استخدام القوة لتتعدى على حرية شخص ما واليت تتناىف مع القوانني ،والقيام بأعمال باإلكراه
3
وحتت الضغط.
-جاء في مختار الصحاح " العنف الضم ضد الرفق %تقول عنف عليه الضم (عنفا) و (عنف )
4
به أيضا والتعنيف %التعبير واللوم وعنفوان الشيء أوله
یع%%رف العن%%ف في المعجم الوس%%یط بأن%%ه الش%%دة والقس%%وة فيق%%ال عن%%ف ب%%ه وعلیه عنف%%ا وعناف%%ة أخ%%ذه
بشدة وقسوة والمه وغیره فهو عنیف جمع عنف.5
وفي لس%%ان الع%%رب یع%%رف العن%%ف بأن%%ه الخ%%رق ب%%األمر %وقل%%ة الرف%%ق ب%%ه وعلیه یعن%%ف عنف%%ا وعناف%%ة
وأعنفه وعنفه تعنیفا وهو عنیف ...وأعنف الشيء أخذه بشدة واعتنف الش%%يء كره%%ه والتع%%نیف
1989ص.631
یع%ني الت%وبیخ والتفزیع والل%وم 6%ف%العنف %ه%%و تعب%%یر عن الش%%دة والقس%%وة والعت%اب والل%%وم أیض%ا كم%%ا
يراد به القوة وضد %الرفق وحسن المعاملة.
لغ%ة :كلم%ة العن%%ف في اللغ%%ة العربي%%ة من الج%%ذر (ع-ن -ف) وه%%و الخ%%رق ب%%األمر وقل%%ة الرف%ق %ب%%ه
وعلي %%ه يعن %%ف عنف %%ا وأعنف %%ه وعنف %%ه تع %%نيف ،وه %%و ع%%نيف إذا لم يكن رفيق %%ا في م %%ا ال يعطي على
العن%%ف أم%%ا األعن%%ف ك%%العنيف ،والع%%نيف %ال%%ذي ال يحس%%ن الرك%%وب وليس ل%%ه رف %ق %برك%%وب %الخي%%ل
وأعنف الشيء :أخذه بشدة ،واعتنف الشيء كرهه ،والتعنيف %:التوبيخ والتقريح واللوم.
وعنف :العين والفاء أصل صحيح يدل على خالف الرفق ،قال الخليل العنف ضد الرفق
(.واللين ،تقول عنف يعنف ،فهو عنيف إذا لم يرفق في أمره( 2
من الناحية التاريخية كلم%ة العن%ف مش%تقة من الكلم%ة الالتيني%ة أي الق%وة وهي ماض%ي كلم%ة وال%تي
تعني يحمل وعليه فكلمة العنف تعني حمل القوة أو تعمد ممارستها %اتج%%اه ش%%خص والعن%ف %ب%%ذلك
يعني استخدام وسائل القهر والقوة والتهديد إللحاق األذى والضرر %باآلخرين.
يرى مصطفى حجازي أن العنف هو لغ%%ة التخ%%اطب األخ%يرة والممكن%%ة م%ع الواق%ع وم%ع اآلخ%%رين
حين يحس الفرد ب%العجز عن إيص%%ال ص%وته بواس%طة الح%%وار الع%%ادي وحين تترس%%خ القناع%ة لدي%ه
بالفشل.
ويقص%%د ب%%ه اإلي%%ذاء الم%%ادي المحس%%وس ،ومنه%%ا األض%%رار الجس%%دية والنفس%%ية والعاطفي%%ة والجنس%%ية
التي يسببها أحد أفراد األسرة لآلخرين( 4
وعلي%%ه يمكن الق%%ول ب%%أن العن%%ف ه%%و :اس%%تخدام الق%%وة المادي%%ة أو المعنوي%%ة إللح%%اق األذى ب%%الطرف%
اآلخر استخداماً غير مشروع.7 %
الخرق ب%%األمر وقل%%ة الرف%%ق ب%%ه ،و التع%%نيف يع%%ني الت%%وبيخ و التقري%%ع و الل%%وم ،أم%%ا من الناحي%%ة
السوس%%يولوجية االجتماعي%%ة فه%%و اس%%تخدام %الض%%غط أو الق%%وة أو اس%%تخدام الغ%%ير المش%%روع أو غ%%ير
8
المطابق للقانون الذي من شانه التأثير على إرادة فرد ما .
document 6page3
الفرع الثاني :تعريف العنف في االصطالح
document 6page3
article21071
أب %%ا الفض %%ل جم%%ال ال %%دین محم %%د بن مك %%رم ابن منظ %%ور ،لس%%ان الع %%رب ،ب %%یروت ،دار ص%%ادر ،المجل %%د التاس %%ع، 6
1968ص.258-257
التحلبل النفسواجتماعي لظاهرة العنف ضد المراة 7
262ص23 8
.document12 page 4
ال يكاد أن يكون من الصعب تقديم تعريف موحد للعنف وذلك الختالف اهتمامات وتخصص%%ات
الب%%احثين في ه%%ذا الص%%دد ،حيث أن تعري %ف %العن%%ف في علم النفس أو علم االجتم%%اع يختل%%ف عن
تعريفه في علم السياسة او القانون أو علم اإلجرام.
كم%%ا ان%%ه يع%%رف أحيان%%ا بط%%رق %تختل%%ف ب%%اختالف األغ%%راض ال%%تي يك%%ون مرغوب%%ا الوص%%ول إليه%%ا
وباختالف الظروف %المحيطة أيضا.
فإذا نظرنا إلى العن%ف من الناحي%ة اللغوي%ة فنج%د ان%ه يش%ير إلى " :األذك%ار %واإلغتص%اب للم%رأة أو
إلى الشدة والقسوة والتحريف %والتعديل ال%ذي ال م%برر %ل%ه ،كم%ا ان الص%فة تش%ير إلى س%مات منه%ا
عنيف شديد وقاس وشديد اإلنفعال أو التهيج وغير طبيعي"
( (.عبد الرحمان العيساوي ، 1997 ،ص 63
يتض %%ح لن %%ا من المع %%نى اللغ %%وي للعن %%ف على أن %%ه ي %%دل على ك %%ل أن %%واع الس %%لوك الش %%اذ أو الع %%نيف
والذي ي لحق األذى ب%اآلخرين وذل%ك باس%تعمال الق%و ة والش%دة والعن%ف كض%رب ال%زوج لزوجت%ه
ب%%%دون س%%%بب مقن%%%ع أو اس%%%تعمال العن%%%ف اللفظي كالس%%%ب والش %%تم %أو إهانته %%ا وغ %%يره ا من األلف%%%اظ
واالنفعاالت التي قد تحدث ضررا بالمرأة.
تق %%ة من الكلم %%ة " "Violenceوإ ذا رجعن %%ا إلى العن %%ف من الناحي %%ة التاريخي %%ة فكلم %%ة وال %%تي تع %%ني
يحم %%ل ،وعلي %%ه فكلم %%ة عن %%ف " "Feroأي الق %%وة وهي ماض %%ي كلم %%ة " "VISالالتيني %%ة تع %%ني "حم %%ل
القوة" أو تعتمد ممارستها إتجاه شخص أو شيء ما" (هادي محمود ، 2003 ،ص 58
نستدرج من هذا أن العنف هو اإلساءة إلى الغير أو األشياء وذلك بإستعمال القوة كالتع%دي على
األفراد وسلبهم حرياتهم وتدمير ممتلكات الدولة أو الغير كحرق %المصانع أو المدارس وتخريب
المؤسسات التربوية وغيرها.
أم%%ا العن%%ف في معن%%اه اإلجتم%%اعي ف%%يرمي %إلى " :اإلك%%راه أو اس%%تخدام الض%%غط أو الق%%وة اس%%تخداما
غ%%ير مش%%روع %أو مخ%%الف للق%%انون من ش%%أنه الت%%أثير على إرادة ف%%رد م%%ا أو مجموع%%ة من األف%%راد"%،
(عبد الرحمن العيساوي ، 1997 ،ص ص 62
فهن%%ا إذا رجعن%%ا إلى العن%%ف على كون%%ه ظ%%اهرة اجتماعي%%ة ،فإنه%%ا تت%%أثر وت%%ؤثر في أف%%راد المجتم%%ع
وذلك بكبت حريات األف%%راد وف%%رض األم%%ور واألش%ياء عليهم ب%%القوة واإلك%%راه وذل%ك ض%د رغبتهم
وإ رادتهم ،وعلى س %%%بيل المث %%%ال م %%%ا يح %%%دث في بعض الق %%%رى واألري%% %اف ال%% %تي تم ن%% %ع بناته %%%ا من
ال %%ذهاب إلى مقاع %%د الدراس %%ة وت %%زويجهن في س %%ن مبك %%رة ومن ش %%خص كب %%ير إلى غ %%ير ذل %%ك من
الضغوطات واإلكراه.
وإ ذا انتقلن%%%ا إلى العن%%%ف من الناحي%%%ة القانوني%%%ة :فنج%%%د أن%%%ه ي %%رمي %إلى :الق %%وة المادي %%ة واإلرغ%%%ام
الب%%دني أو اإلك%%راه الب%%دني واس%%تعمال الق%%وة بغ%%ير ح%%ق ،وش%%ير اللف%%ظ إلى ك%%ل م%%ا ه%%و ش%%ديد وغ%%ير
عادي" (عبد الرحمان العيساوي ، 1997 ،ص 64
بمع%%نى أن رج%%ال الق%%انون يؤك%%دون على أن العن%%ف ه%%و أن يس%%تعمل الق%%وة ض%%د اآلخ%%ر إلخض%%اعه
ألوامر والرغبات الذاتية كالضرب واإلعتداءات البدني%%ة أو الجنس%%ية كاإلغتص%%اب مثال أو إرغ%%ام
األطفال على القيام بأفعال ضد رغباتهم.
وهن%%اك تع%%اريف %أخ%%رى للعن%%ف لعلم%%اء ل%%ديهم وجه%%ات نظ%%ر مختلف%%ة وإ ن ك%%انت تش%%ترك في بعض
النقاط فيما يخص معنى العنف أو األثر الناتج عنه.
ف%%إذا انتقلن%%ا إلى تع%%اريف %حسين توفيق إبIIراهيم للعن%%ف في كتاب%%ه " :ظ%%اهرة العن%%ف السياس %ي %في
النظم العربي%%ة " فإن%%ه يق%%ول ب%%أن العن%%ف ه%%و " :ظ%%اهرة مركب%%ة له%%ا جوانبه %ا %النفس%%ية واالجتماعي%%ة
واالقتص%%ادية ،وه%%و ظ%%اهرة عام%%ة تعرفه %ا %ك%%ل المجتمع%%ات البش%%رية ب%%درجات متفاوت%%ة"( .حسIIين
توفيق ابراهيم ، 1990 ،ص 31
نفهم من خالل ه%%ذا التعري%%ف أن العن%%ف مرتب%%ط بع%%دة أبع%%اد ،اقتص%%ادية ،اجتماعي%%ة ونفس%%ية أي أن%%ه
ظ%%اهرة مركب%%ة ،وإ ذا ح%%اول ن%%ا بل%%ورة ه%%ذه الظ%%اهرة في المجتم%%ع الجزائ%%ري فإنن%%ا نج%%د ت%%دعيما لم%%ا
قال%%ه الك%%اتب ،حيث أن ت%%أثير العن%%ف ال%%ذي م%%رت ب%%ه الجزائ%%ر ك%%ان ل%ه ع%%واقب اجتماعي%%ة اقتص%%ادية
ونفس%%ية منه%%ا ت%%دني مس%%توى %المعيش%%ة وانتش%%ار اآلف%%ات االجتماعي%%ة والبطال%%ة والض%%غوطات %النفس%%ية
الناتج%%ة عن اإلحب%%اط المس%%تمر ،ب%%ل ه%%ذه األس%%باب وغيره%%ا ت%%دفع ب%%الفرد إلى إس%%تعمال العن%%ف تلبي%%ة
لحاجا ته ورغبات%ه كالس%%رقة ،اإلعت%داءات وظ%اهرة العن%ف هي ظ%%اهرة منتش%%رة وموج%%ودة في ك%ل
المجتمعات المتقدمة منها والنامية وبدرجات متفاوتة.
وفي كت%%اب "العن%%ف والجريم%%ة " لل%%دكتور جلي%%ل ودي%%ع ش%%كور %نج%%د أن ال%%دكتور مص%%ط في حج%%ازي
يعطي تعريفا للعنف ويرى أنه " :لغة التخاطب األخيرة الممكنة م%%ع الواق%%ع وم%%ع اآلخ%%رين ،حين
يحس الم %%رء ب %%العجز عن إيص %%ال ص %%وته بوس %%ائل الح %%وار الع %%ادي ،وحين تترس %%خ القناع %%ة لدي %%ه
بالفشل في إقناعهم باإلعتراف بكيانه وقيمته".
( (.مصطفى حجازي ، 1976 ،ص 253
فالعنف حسب مصط فى حجازي "يعتبر آخر وسيلة يلجأ إليها الفرد حين ال ينف%%ع الح%%وار وحين
تغلق كل األبواب لتحقيق رغباته أو إيص%ال ص%وته وآراءه لآلخ%رين ،وأيض%ا عن%دما يري%%د إثب%%ات
وج%وده واإلع%تراف ب%ه كف%رد ينتمي إلى نفس المجتم%ع ول%ه حق%وق يري%د الحص%ول عليه%ا أو غاي%ة
يطمح في تحقيقها والوصول إليها.
وإ ذا تفقدنا مصطلح العنف في قاموس "أكس%فورد" %فنج%ده يش%ير إلى ممارس%ة الق%وة البدني%ة إلن%زال
األذى باألش%%خاص أو الممتلك%%ات ،كم%%ا يعت%%بر الفع%%ل أو المعامل%%ة ال%%تي تح%%دث ض%%ررا %جس%%مانيا او
9
التدخل في حريته الشخصية" (محمد خضر عبد المختار ، 1999 ،ص
فمن الناحي IIة التاريخي IIة واللغوية ،ي%% %رى توم%% %اس بالت أن كلم%% %ة العن%% %ف من الناحي%% %ة التاريخي%% %ة
مش%% %تقة من وال%% %تي Feroوهي ماض % %ي %كلم%% %ة lalusأي الق%% %وة) و) Visالكلم%% %ة الالتيني%% %ة تع%% %ني
(حمل القوة تجاه شيء أو Violenceتعني (يحمل) وهذه الكلمة شخص)
أم%%ا المع%%نى اللغ%%وي لكلم%%ة "العن%%ف" %في المعجم الع%%ربي األساس%%ي على أن%%ه( :أ) عن%%ف :اس%%تخدام
القوة استخداماً غير مشروع %أو غير مطابق للقانون.
(ب) عن%%ف – يعن%%ف– عنف %اً – عنيف %اً :أخ%%ذه بش%%دة وقس%%وة أو الم%%ه بش%%دة .خ%%ذ غ%%يره بق%%وة وقس%%وة
( المعجم العربي ( 1989 ،ج) عنف :من
( .ص 872
بمعنى " "To Violateكم%%ا يش%تق مفه%وم العن%ف في اللغ%ة اإلنجليزي%%ة من ينته%%ك أو يتع%دى ،بينم%%ا
يع %%ني في اللغ %%ة الفرنس%%%ية " وه%%%و اإلك%%%راه الم%%%ادي الواق%%%ع على ش %%خص إلجب %%اره على س%%%لوك أو
التزام ما وبعبارة
( .أخرى سوء استعمال القوة ( عرفات خليل : 1997 ،ص 5
وتع %% %ني " "Violentialوالعن %% %ف اص %% %طالحا يع %% %ني الق %% %وة بوحش %% %ية وفي الالتيني %% %ةويعني العم %% %ل "
"violareالس%% % %مات الوحش%% % %ية ﺑﺎإلض%% % %افة الى الق%% % %وة والفع%% % %ل ه%% % %و بخش%% % %ونة وعن%% % %ف او الت%% % %دنيس
واالنتهاك وكلمة تعني القوة الفاعلية والمؤثرة
وﺑﺎلتع IIرض لمفه IIوم العن IIف من وجه IIة النظ IIر القانوني IIة يف %% %رق بعض الق %% %انونيين بين العن %% %ف
واإلك%%راه ﺑﺎعتب%%ار العن%%ف نتيج%%ة مترتب%%ة على الوس%%ائل المس%%تخدمة لقه%%ر اإلرادة وال%%تي ق%%د تك%%ون
مادي%%ة متمثل%%ة في العن %%ف ،أو معنوي%%ة متمثل %%ة في التهدي %%د ،وعلى خالف ذل%%ك التمي %%يز بين العن%%ف
واإلكراه نجد ﺑﺎستطالع
أقوال الفقهاء خلطهم بينهما ﺑﺎستعمالهما %كألفاظ مترادفة (صالح 2003 ،
: (.ص 58
كلمة العنف تنحدر %من الكلمة الالتينية (( فيولولنتيا )) التي تعني السمات الوحشية باإلضافة
للقوة ،و الفعل (( فيوالر )) %يعني العمل بخشونة و العنف أو التدنيس و االنته%%اك و المخالف%%ة ،
وكل هذه الكلمات ترتبط بكلمة ((فيس )) التي تعني القوة والبأس و القدرة والعنف و بدقة أك%%ثر
فإن كلمة فيس تعني القوة :الفاعلة و المؤثرة (.ابن المنظور 1956 ،
* النظرة النفسIية للعنIIف :يعرف%%ه ع%%دد من علم%%اء النفس على أن%%ه " :نم%%ط من أنم%%اط الس%%لوك
تنتج عن حال %%ة إحب %%اط و يك %%ون مص %%حوبا %بعالم %%ات الت %%وتر %و يحت %%وي %على ني %%ة اإللح %%اق ض %%رر
مادي أو معنوي بكائن أو بديل عن كائن حي " ( .خليل وديع شكور1997 %
-و يعرفه فرويد :القوة التي اجم مباشرة شخص اآلخرين وخبرام ( أفراد وجماعات )
بقص %%د الس %%يطرة عليهم بواس %%طة الم %%وت أو الت %%دمير و الهزيم %%ة نظIIرة الطب العقلي :ينظ %%ر ه %%ذا
االتجاه إلى العنف على أنه عبارة عن قوة قاسية وعنيفة يمارسها ويفرضها الفرد على
10ص48---115 777
اآلخ%%رين تس%%تطيع أن تص%%ل إلى ح%%د اإلك%%راه والض%%غط .وتم%%ارس ه%%ذه الق%%وة بواس%%طة التخوي%%ف ,
وتتمثل في السلوكات
العدواني%%ة لف%%رد أك%%ثر ق%%وة (جس%%ديا ونفس%%يا) يوجهه%ا %إلى ف%%رد أخ%%ر أك%%ثر ض%%عف: %س%%لوك وتص%%رف
سيء " (أطفال
و يم%% % % % %ارس على الش%% % % % %ريك أو الق%% % % % %رين enfants maltraitesيم %% % % % %ارس عليهم ,ويس%% % % % %يئون
معاملتهم ,ويقسون عليهم
أو حتى نشاطات إجرامية تس%%تطيع أن تص%%ل إلى ح%%د femmes battuesنس%%اء يم%%ارس عليهن
الضرب والعنف
االغتصاب والقتل.
وك%%ل ش %%خص مص %%اب ب %%المرض العقلي قاب %%ل ألن يك %%ون عنيف %%ا خاص %%ة ض %%من وض%%عيات األزم%%ة
وهذا العنف عندما
يظه%ر غالب%ا م%ا يك%%ون ش%%ديدا وب%%ذلك يعت%%بر خط%%ير على نفس%ه وعلى اآلخ%%رين و ه%ذا م%ا ي%%برر في
الغالب اعتقاله ،
نس %% %تطيع أن نم %% %يز بين عن %% %ف أولي و آخ %% %ر متغ %% %ير أو م %% %رمم فحس %% %ب األول مرتب %% %ط بالح %% %االت
a.gorcieuseفحسب
التدميرية المضطربة وعالجه يتم بصفة استعجاليه داخل المصحات باستعمال %األدوية.
أما في العنف المتغير أو المرمم ،األدوية المسكنة تحتل مكانة أك%ثر دق%%ة واي%ة األزم%%ة تبقى في
المطاف األول الشيء
ال %%واجب فعل %%ه وتحقيق %%ه .وفي ه %%ذه المرحل %%ة يت %%وجب تحلي %%ل جي %%د ح %%ول م %%ا يش %%تكي من %%ه العمي %%ل
وخاصة فيما يخص
عالقات%%ه م%%ع المحي%%ط,وال%%ذي %يك%%ون التعص%%ب والعدواني%%ة هم%%ا غالب%%ا محث%%ات األزم%%ة أي ( العوام%%ل
التي أثرت على ظهور
األزمة) .
أم %%ا أحم %%د عكاش %%ة ف %%يرى أن " الس %%لوك الع %%نيف كنتيج %%ة الرتف %%اع الدافعي %%ة نح %%و العن %%ف م %%ع افتق %%اد
التحكم الكافي في
النفس ولذا فان العنف غالبا م%%ا يح%%دث في قليلي التحكم في النفس عن%%د تعرض%%هم %ألي درج%%ة من
الكرب وفي
مف %%رطي التحكم في النفس عن %%د تعرض %%هم %لدرج %%ة جس %%يمة من الك %%رب وهن %%ا يك %%ون العن %%ف أيض %%ا
شديدا ...وتحدث
50من جرائم العنف بعد مشاحنات عائلية؛ وفي األماكن العامة وفي 62 %من الح%%االت يب%%دو
األمر أن %الضحية هي التي استفزت موقف %العنف
النظرة االجتماعية للعنف :العنف كظاهرة اجتماعية تتميز بتعبير صارم عن القوة التي تمارس
إلجب%%ار الف%%رد أو الجماع%%ة على القي%%ام بعم%%ل من األعم%%ال يري%%دها ف%%رد أو جماع%%ة أخ%%رى ،حيث
يع%بر العن%ف عن الق%وة الظ%اهرة ال%تي تتخ%%ذ أس%%لوبا فيزيقي%%ا مث%%ال ذل%ك الض%%رب...الخ وتأخ%%ذ ش%%كل
الض%% % %غط االجتم%% % %اعي ،وتعتم% % %د %مش%% % %روعيته على اع%% % %تراف اتم%% % %ع .ويعرف%% % %ه ع%% % %المي االجتم%% % %اع
االم%%ريكين جراه%%ام و ج%%ير على أن%%ه س%%لوك يمي%%ل إلى إيق%%اع أذى جس%%دي باألش%%خاص أو خس%%ارة
ب %%أموالهم %وبغض النظ%%%ر عن معرف %%ة م%%%ا إذا ك%%%ان ه%%%ذا الس%%%لوك يب %%دي طابع %%ا جماعي %%ا أو فردي%%%ا".
( الطيب ن %% %وار ،فيع %% %رف %العن %% %ف على ان %% %ه " :ه %% %و االس %% %تخدام غ %% %ير الش %% %رعي للق %% %وة أو التهدي %% %د
باس %% %تخدامها RoKingام %% %ا روكين %% %غ إللح %% %اق األذى أو الض %% %رر %ب %% %اآلخرين (.نادي %% %ة مص %% %طفى
الزقاوي2003 ، %
ب %%أن العن %%ف كغ %%يره من أش %%كال الس %%لوك ه %%و HesnardeنظIIرة علم النفس االجتمIIاعي للعنIIف
:يعرفه اسنارد نتاج مازق عالئقي يصب لتدمير ذات الشخص في نفس الوقت الذي ينصب فيه
على اآلخ%%ر إلبادت%%ه فتش%%كل العدواني%%ة طريق%%ة معين%%ة لل%%دخول في عالق%%ة م%%ع اآلخ%%ر (.خلي%%ل ودي%%ع
شكور1997 ،
و يعرف %% %ه علي س %% %موك": %العن %% %ف س %% %لوك إي %% %ذائي بالي %% %د أو اللس %% %ان ،بالفع %% %ل أو الكلم %% %ةفي الحق %% %ل
التص%%ادمي %م %%ع اآلخ %%ر قوام %%ه إنك%%ار اآلخ %%ر كقيم%%ة تس%%تحق %الحي%%اة واالح%%ترام ،ومرتك %%زه اس %%تبعاد
األخ%%ر على حق%%ل الص%%راع ،ام%%ا بتخفيض%%ه إلى ت%%ابع أو إم%%ا إبع%%اده خ%%ارج الحق%%ل االجتم%%اعي وإ م%%ا
بتص %%فيته معنوي %%ا أو جس %%ديا وبالت %%الي ف %%العنف %ه %%و ع %%دم االع %%تراف باألخرورفض %%ه وتحويل %%ه إلى
الشيء المناسب للحاجة العنيفة " ( علي سموك2006 ، %
* نظرة القانون للعنف :هو استعمال القوة بغير حق .وقد سن القانون الجزائ%ري %م%واد رادع%ة
لوض%%ع ح%%د للعن%%ف ض%%د الم%%رأة وتن%%اولت الم%%ادة 266بالتفص%%يل بعض العقوب%%ات بس%%جن ال%%زوج
ال%%ذي يق%%وم بض%%رب زوجت%%ه من ش%%هرا إلى 03س%%نوات ،و ي%%ترتب عن%%ه عج%%ز الزوج%%ة لم%%دة 15
يوم %%ا و ترتف %%ع الم %%دة إلى 05س %%نوات في حال %%ة إرتف %%اع م %%ذة العج %%ز عن 15يوم %%ا .و في حال %%ة
ترتب عجز أو بتر ألح%%د أعض%اء الجس%م بع%د تع%%رض الزوج%ة للض%%رب من قب%ل ال%%زوج ،فتص%%ل
مدة السجن إلى 10سنوات و 20سنة كم%%ا ه%%و الح%%ال بالنس%%بة لفق%%دان البص%%ر أو عاه%ة مس%%تديمة
و ترتفع العقوبة إلى السجن المؤبد في حالة أدى العنف المرتكب ضد الزوجة للوفاة .
-أمIا موسIوعة الالنIد تعIرف العن%%ف بأن%%ه " س%%مة أو ظ%%اهرة أو عم%%ل ع%%نيف بالمع%%اني ،و ه%%و
استعمال غير مشروع أو على األق%ل غ%%ير الق%%انوني للق%%وة ،و يرب%%ط الالن%%د بين العن%%ف و االنتق%ام
و الثار و الذي يعني لهما عقابا أو ثارا ،و لكن بنحو اخص ه%و ردةة فع%ل عفوي%ة من الض%مير%
األخالقي المهان الذي يطالب بمعاقبة الجريمة " ( أندريه الالند
، 1997 : 1554 ( .
*نظرة العنف في العلوم اإلنسانية :يع%%رف العن%%ف بأن%%ه الس%%لوك المش%%وب بالقس%%وة و الع%%دوان و
القه%ر واالك%راه و ه%و ع%ادة س%لوكية بعي%دة عن التحض%ر و التم%دن تس%تثمر في%ه ال%دوافع %والطاق%ات%
العدوانية استثمارا صريحا بدائيا كالضرب و قتل األف%%راد %و الت%%دمير للممتلك%%ات و اس%%تخدام الق%%وة
إلكراه ه الخصم وقهرهم (.مديحة أحمد عبادة ،
11
( 2008 : 19
عرفه أحمد زكي بدوي في معجم مصطلحات العلوم االجتماعية بأن%%ه اس%تخدام الض%بط أو الق%%وة
اس%%تخداما %غ%%یر مط %%ابق للق %%انون من ش%%أنه الت%%أثير على ارادة ف%%رد م%%ا 12أم %%ا أوب%%رت أودي ف%%يرى%
العن%%ف بان%%ه مهاجم%%ة األش%%خاص أو اس%%تغاللهم على نح%%و جس%%ماني %أو نفس%%ي ش%%دید 13و یبرز ه%%ذا
التعري%%ف أش%%كال العن%%ف المختلف%%ة فهن%%اك العن%%ف الجس%%دي و العن%%ف النفس%%ي ویذهب علم%%اء النفس
إلى اعتب%%%ار العن%%%ف مجموع%%%ة من الس%%%لوكیات ال%%%تي ته%%%دف إلى إلح %%اق األذى ب %%النفس أو ب%%%اآلخر
ويأتي بش%كلين إم%ا ب%دني مث%ل الض%رب ،الش%جار أو ت%دمیر األش%یاء أو لفظي مث%ل التهدید وس%واء
ك %%ان العن %%ف ب %%دنیا أو لفظیا فإن %%ه یؤدي في ك %%ل الح %%االت غلى إلح %%اق األذى س %%واء ب %%االفراد %أو
الممتلكات.
أما في علم االجتماع فقد تناول العدید من الباحثین والعلم%اء السوس%یولوجیین مش%كلة العن%ف من
جوانب مختلفة فقد اعتبره ابن خلدون خاصیة من خصائص أخالق البشر حیث يرى أن العن%%ف
م %%ازال مس %%تحكما في المجتمع %%ات البش %%ریة ال %%تي ت %%رفض االحتك %%ام إلى المنط %%ق العقالني الرش %%ید
وتس%%تخدم %العن%%ف كوس%%یلة لتقریر مص%%یرها وان%%تزاع حقوقه%ا %وتس%%ویة خالفاته%%ا أم%%ا ك%%ارل م%%اركس
فقد أكد على دور العنف النازع وكیف أن تج%ارب الث%ورات البرجوازیة ال%تي ق%امت في الق%رنین
السابع عشر والثامن عشر بینت أن الثورة العنیفة ضرورة غیر مشروطة لیس فقط ألن الطبق%%ة
الحاكمة ال یمكن إسقاطها بأیة وسیلة أخرى الن الطبقة الحاكمة التي تسقطها ال یمكنه%%ا أن تنتج
إال عير الثورة وحدها.
262 11ص.26
12
13
أم%%ا م%%اكس فیبر %فق%%د تع%%رض لم%%ا یس%%مى ب" العن%%ف الف%%یزیقي" %وذل%%ك بوص%%فه الوس%%یلة الطبیعیة
للس%% %لطة ال%% %تي تحت%% %اج إلى ش%% %رعنت بمع%% %نى أن الدول%% %ة هي وح%% %دها ال%% %تي تمتل%% %ك أدوات االك%% %راه
المش%%روع %م%%ا جعل%%ه یعت%%بر السیاس%%ة مج%%رد مفه%%وم للس%%لطة و الس%%یطرة وٕا ن مب%%دأ الق%%وة ه%%و أس%%اس
النظام السیاسي %الذي ربط%ه ب%ودود %الدول%ة ال%تي تحتك%ر اس%تخدام العن%ف ف%العنف یح%دث كلم%ا لج%ا
ش %%خص أو جماع %%ة بق %%وتهم إلى اس %%تخدام الض %%غط إلرغ %%ام اآلخ %%رین مادیا على اتخ %%اذ مواق %%ف ال
یریدونها %أو سلب حقهم في الحیاة وممارسة حریتهم.
أما علماء القانون فيعتبرون العن%%ف بمثاب%ة ق%%وة من اي طبيع%ة ك%انت یس%%تعملها ف%%رد أو جماع%ة أو
دولة ضد فرد أو جماعة أو دولة تقلص االستقاللية الذاتية لكل منهما ب%داعي الخ%وف الن%اتج عن
هذه القوة ویمكن أن یكون من الحكام أو من المحكومين.
یع%%رف العن%%ف في العم%%ل " أن%%ه ك%%ل وض%%عیة یتع%%رض من خالله%%ا العام%%ل إلى االض%%طهاد والتهدید%
كما یعتدي علیه نفسیا و جسمیا أثناء تأدیته أو تنفیذه لعمله" من خالل التعریف المقدم یظه%%ر أن
العن%%ف في العم%%ل ه%%و ك%%ل اعت%%داء جس%%مي أو نفس%%ي یق%%ع على العام%%ل وه%%و ی ا زول مهام%%ه في
مكان العمل ،و إن كان االعتداء الجسدي و المساس بالس%%المة الجس%%میة للعام%%ل هي واقع%%ة یمكن
رؤیتها وٕا ثباتها من الناحیة الطبیة ،فاالعتداء النفسي على العامل هو أخطر أنواع العنف التي
یص %%عب إثباته %%ا ل %%ك ون أن اآلم %%ر یتعل %%ق بش %%كل من أش %%كال العن %%ف غ %%یر الظ %%اهر و ال %%ذي یمس
مباش %%رة بالس %%المة العقلیة والنفس %%یة للعام %%ل ،ومن ه %%ذا المنطل %ق %یس %%توجب األم %%ر تعریف العن %%ف
النفس %%ي في العم %%ل م %%ع تق %%دیم بعض المص %%طلحات المس %%تعملة في بعض ال %%دول للتعب %%یر عن ه %%ذه
الظاهرة.14
هو ظاهرة شاملة تصيب البلدان والمجتمعات ،وكل قطاع%%ات النش%اط" .وه%و مجم%وع األفع%ال أو
العوارض التي يتعرض األشخاص من خاللها لإلساءة ،التهديد ،والتحرش في ظ%روف %مرتبط%ة
بعملهم ،بحيث تش %% %كل ه %% %ذه األفع %% %ال ض %% %ررا ظ %% %اهرا أو خفي %% %ا حي %% %ال أمنهم أو جس %% %دهم ،راحتهم
الجسدية والنفسية".
يمكن أيض%%ا أن نع%%رف العن%%ف في العم%%ل بأربع%%ة كلم%%ات أساس%%ية وهي االعت%%داء ،س%%وء المعامل%%ة،
االستغالل ،والتحرش .كما أنه مجموعة من الظواهر والس%%لوكات واألفع%%ال %ال%%تي يمكن أن تنتق%%ل
من التهديد إلى القتل أو االنتحار %مرورا باالعتداء ،الجرح ،أو التحرش.
يعطي « " » BITكم%%ا تت%%دخل ع%%دة عوام%%ل في ه%%ذه الظ%%اهرة ،وله%%ذا ف%%إن المكتب ال%%دولي للعم%%ل
نص%% %ائح تس%% %تقر ح%% %ول إثب%% %ات الح%% %االت التالي%% %ة للتخفي%% %ف من الظ%% %اهرة وهي :الض%% %غط ،الكح%% %ول،
14دوكيمو26
المخ%%درات ،العن%%ف الجس%%دي والنفس%%ي ،الت%%دخين ،وهي عوام%%ل ت%%ؤدي %إلى ب%%روز %مش%%اكل ص%%حية
للعمال وتنخفض اإلنتاجية بالنسبة للمؤسسة ،كما يمكنها أن تكون مصدرا %للغياب%%ات ،األم%%راض،
الح%%وادث ،اإلص%%ابات المميت%%ة أحيان%%ا ،كم%%ا يمكن له%%ذه المش%%اكل أن تك%%ون مرتبط%%ة بالتفاع%%ل بين
المنزل والعمل"
"إن تدهور ظروف %العمل مع تهديد البطالة وعرضية العمل الذي يم س غالبية النساء يشجع
تطور حاالت العمل والتي تجعل عالقات الهيمنة المواجه%ة من ط%رف العم%ال تتح%ول إلى عن%ف
يص%%%عب بع%%%ده وض%%%ع ح%%%د .ف%%%إذا اس%%%تطاع العم%%%ال المتعرض %%ون له %%ذه الظ %%اهرة التحلي بالش%%%جاعة
15
وتجنب الصمت ،فإنه يمكن الحد منها"
. 2.2مفهوم العنف ضد الم أ رة وجذوره التاريخية
الفرع األول :تعريف العنف ضد الم أ رة من الناحية اللغوية والفقهية
أوال :تعريف العنف من الناحية اللغوية
ثانيا :تعريف العنف من الناحية الفقهية
.document1 page3
document 6p 13
التعاريف المختلفة للعنف ضد المرأة:
إن تباين األطر االجتماعية السياسية إزاء حقوق المرأة زاد من الخلط ،فعلى م ر السنين
أخذت عبارة "العنف ضد المرأة" معاني عديدة ،حيث كانت محدودة في عشرية 1980على
العنف الممارس في العائلة ،والعنف الجسدي ،ثم أصبحت بعدها شاملة وانتشارية.
هناك إجماع أكيد اتضح في كون أغلبية أفعال العنف ضد النساء والبنات مستخدمة من
طرف الرجال الذين يؤكدون بهذا قوتهم ،كما أن أغلبية النصوص الدولية استندت إلى
التعريف المقدم في البيان حول إقصاء العنف ضد المرأة وهو "كل فعل عنف موجه ضد
الجنس النسوي والمتسبب أو القادر على تسبيب ضرر %أو معاناة جسدية ،جنسية ،أو نفسية
للمرأة ،بما في ذلك التهديد بهذه األفعال ،اإلجبار ،اإلكراه ،أو الحرمان التعسفي من الحرية،
إن كان في الحياة العامة أو الحياة الخاصة" ( 1الفقرة الثانية من األمم المتحدة).
في أوروبا %مثال اآللية االجتماعية للعنف أيضا واضحة في الفقرة 13من البيان حول
السياسة المنتهجة بالنسبة للعنف ضد المرأة في أوروبا الديمقراطية ويعرف %كالتالي" :العنف
ضد المرأة بما فيه رفض الحق في االختيار %الح ر لألمومة والمأخوذ %كوسيلة لمراقبة
المرأة،
هو ا ي فعل عنيف قائم على إحساس الجنس ،ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم عنه أذى ،أو
معاناة جنسية أو جسمية أو نفسية للمرأة ،بما في ذلك التهديد باقتراف %مثل هذا الفعل ،أو
اإلكراه ،أو الحرمان التعسفي من الحرية ،سواء وقع ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.
وهو يشمل العنف الجسدي والجنسي والنفسي الذي يقع في اإلطار العام للمجتمع بما في ذلك
االغتصاب ،واإلساءة الجنسية ،والتحرش و الترهيب الجنسي في العمل ،فهو يتضمن كل
األعمال والممارسات التي تميز بين النساء والرجال على أساس الجنس.17
على ال%%رغم من أن مش%%كلة العن%%ف ال%%ذي تتع%%رض ل%%ه النس%%اء في المجتم%%ع الع%%ربي والغ%%ربي %ليس
أم %%را طارئ %%ا وجدي %%دا ،إال أن ارتف %%اع نس %%بة وقوع %%ه وتع %%دد %أش %%كاله في ال %%وقت الحاض %%ر واآلث %%ار
الس%%لبية ال%%تي يتركه %%ا على الم%%رأة واألس%%رة والمجتم%%ع ،دف %%ع بالب %%احثين من مختل%%ف التخصص%%ات%
لتحليل هذه المشكلة اإلجتماعية وتعريف %المجتمع والعالم بما يقصد به.
العنف ضد المرأة:
نج%%د تعري%%ف هIIادي محمIIود للعن%%ف ض%%د الم%%رأة بأن%%ه " :أي عم%%ل أو تص%%رف %ع%%دائي أو م%%ؤذ أو
مهين ي%%رتكب بأي%%ة وس%%يلة وبح%%ق أي إم%%راة لكونه%%ا إم%%رأة ،يخل%%ق معان%%اة جس%%دية ونفس%%ية وجنس%%ية
وبطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خالل الخداع ،التهديد أو اإلس%%تغالل ،التح%%رش أو اإلك%%راه،
إنكار وإ هانة كرامتها اإلنس%انية أو س%المتها ،األخالقي%ة أو التقلي%ل من ش%أنها ومن إحترامه%ا %لذات%ه
ا أو شخصيتها ،ويتراوح ما بين اإلهانة بالكالم حتى القتل ".
( (هادي محمود ، 2003 ،ص 164
يفهم من خالل ه%%ذا التعري%%ف أن العن%%ف ه%%و ك%%ل فع%%ل م%%رتكب ض%%د الم%%رأة من ط%%رف %ش%%خص ق%%د
يك%%ون ق%%ريب منه%%ا أو غ%%ريب عليه%%ا مس%%تعمال في ذل%%ك ش%%تى الوس%%ائل إم%%ا مباش%%ر ة كالض%%رب أو
بأس%%لوب ملت%%و كالخ%%داع أو اإلك%%راه غلى فع%%ل هي ترفض%%ه أو اللعب بعواطف%%ه ا مم%%ا يخل%%ق عن%%دها
جمل%%ة من اآلث%%ار الجس%%دية والنفس%%ية والجنس%%ية وعلي%%ه ف%%العنف هن%%ا ل%%ه أث%%ر س%%لبي على حي%%اة الم%%رأة
مهما كانت زوجة ،أم ،أو ابنة ،فكل فعل أو عمل سلبي له أث%%ر س%%لبي حتم%%ا على الض%%حية وال%%تي
هي المرأة.
16لزغد فيروز التحرش الجنسي ضد المراة العاملة دراسة لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع تخصص تنظيم و عمل كلية العلوم
اإلنسانية و االجتماعية جامعة الجزائر2012-2011 2ص.58-57
17لزغد فيروز التحرش الجنسي ضد المراة العاملة دراسة لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع تخصص تنظيم و عمل كلية العلوم
اإلنسانية و االجتماعية جامعة الجزائر 2012-2011 2ص6
وتش%% %ير %ع %%%دد من الدراس %%%ات في تعريفه%% %ا للعن%% %ف على أن%% %ه " :اس IIتخدام للق IIوة والس IIيطرة على
المرأة ،وأن العنف في حد ذاته ليس هو المقصIIود بIIل هIIو تعبIIير عن أن السIIلطة هي للرجIIل،
ويتم التعبIIير عن هIIذه السIIلطة والقIIوة من خالل تعIIريض المIIرأة ألشIIكال مختلفIIة من العنIIف
بحيث تبقى مهشمة وغير قادرة على النهوض بمستواها االجتماعي والعلمي".
)site d’enternet (www.diwanalavab.com
فالغاي%%ة هن%%ا من العن%%ف ليس العن%%ف في ح%%د ذات%%ه ولكن%%ه كوس%%يلة ال%%تي من خالله%%ا ي%%برهن الرج%%ل
على س%% %لطته وقوت%% %ه وأن%% %ه ه%% %و الن%% %اهي وعلى الم%% %رأة الخض%% %وع لتل%% %ك األوام % %ر %به%% %دف تحطيمه%% %ا
وإ ذاللها وقمع %إرادتها حتى تفقد الثق%ة في الحي%%اة وتبقى دائم%%ا تابع%%ة ل%ه ،وح%%تى ال تثبت وجوده%%ا
في المجتم%%ع أن تبقى مهمش%%ة وبالت%%الي %يبقى الرج%%ل ه%%و دائم%%ا الس%%يد المس%%يطر ال%%ذي يوج%%د الم%%رأة
ويحدد لها مصيرها.
وب %%الرجوع %إلى تقري %%ر اإلعالن العIIالمي للقض %%اء على العن %%ف ض %%د الم %%رأة وال %%ذي تبنت %%ه الجمعي %%ة
العالمية ،فإن مصطلح العنف ضد الم%%رأة يع%%ني" :أي فعل عنيف قائم على أسIIاس الجنس ينجم
عنه أو تحتمل أن ينجم عنIIه أذى أو معانIIاة جسIIمية أو جنسIية أو نفسIية المIرأة كمIا في ذلIك
التهديد باقتراف مثل هذا الفعل أو اإلكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء كان ذلك في
الحياة العامة أو الخاصة"( .هادي محمود، 2003 ،ص166 ،
فحسب هذا التقرير ،نرى أن العنف يخلق لدى المرأة معاناة بشتى أشكالها جسمية أو نفسية أو
جنسية وذلك بالتهديد أو اإلرغام على ممارسة الجنس أو فعل آخر غير مرغوب فيه ،
وحرمانها من حريتها الذاتية وذلك إما في الحياة العامة مثل العمل أو
الشارع أو في حياتها الخاصة مثل العالقات الزوجية أو عالقة جسمية أخرى .18
ج -العنف ضد المرأة :عرف على انه :عمل مباشر %أو غير مباشر %من أعمال العنف ضد أح%%د
أفراد األسرة يترتب عليه أذى بدني او جنسي أو
(.نفسي(( ابو العليا: 2000 ،ص 88ويع%رف %ايض%ا ﺑﺎن%ه :أح%د أنم%اط الس%لوك الع%دواني ال%ذي
ينتج عن وجود عالقات قوة غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العم%%ل بين الم%%رأة والرج%%ل داخ%%ل
ماتلين ( I: ) 2000ان العن%ف ض%د الم%رأة يتض%من س%لوكات مقص%ودة ت%ؤدي إلى إلح%اق األذى
بالمرأة و هذه السلوكات قد تكون نفسية أو جسدية أو جنسية .
عبد الوهاب( I: ) 1994أن العنف ض%%د الم%%رأة ه%%و ذل%ك الس%لوك أو الفع%%ل الموج%%ه غلى الم%%رأة
على وج%%ه الخص%%وص س%%واء ك%%انت زوج%%ة أو أم%%ا أو أخت%%ا أو إبن%%ة و يتم%%يز ب%%درجات متفاوت%%ة من
التمي %%يز و اإلض %%طهاد %و القه %%ر والعدواني %%ة الن %%اجم عن عالق %%ات الق %%وة الغ %%ير متكافئ %%ة بين الرج %%ل
والمرأة.
ه %%و اس %%تعمال الق %%وة و ه %%و س %%لوك ع %%دائي م %%دفوع %بالغض %%ب يمارس %%ه الرج %%ل على الم %%رأة دف
تخويفه %%ا و اجباره %%ا على الخض %%وع ل %%ه و ي %%أتي العن %%ف على ش %%كلين إم %%ا ب %%دني مث %%ل الض %%رب و
التهديد بالسالح ،الض%فع ،الرك%ل ،اللكم و الش%كل الث%اني العن%ف اللفظي مث%ل التهدي%د ،الس%ب ،
اإلهان%%ة ،التقلي%%ل من ش%%أن الم%%رأة و س%%وء معاملته%%ا االجتماعي%%ة و االقتص%%ادية و ه%%و في األخ%%ير
20
يؤدي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى إلحاق األذى بالمرأة .
قامت الجمعية العامة لألمم المتحدة في إعالنها العالمي للقضاء على العنف ضد الم%%رأة بص%%ورة
أك%ثر دق%%ة ،فه%%و" رد أي فع%%ل ع%نيف ق%%ائم على أس%اس الجنس الن%وع ينجم عن%ه أو يحتم%ل أن ينجم
عن%%ه أذى أو معن%%اه جس%%مية أو نفس%%ية أو جنس%%ية للم%%رأة ،بم%%ا في ذل%%ك التهدي%%د ب%%اقتراف مث%%ل ه%%ذا
الفعل أو اإلكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء وقع ذلك في الحياة العامة أو ا لخاصة"
كما يمكن تعريف %العنف بأنه سلوك يتسم باإلساءة ،ويش%ير %بص%%فة عام%ة إلى اس%%تخدام الق%%وة ال%تي
تسبب الضرر واألذى %من قبل شخص لآلخر( 6
19ص48-777 116
262 20ص27
وكثيرا ما يستخدم %مصطلحي” %العنف النوعي“ و”العنف %ضد الم%%رأة“ بالتب%%ادل من الناحي%%ة الفني%%ة،
يش%% %ير مص%% %طلح ”العن%% %ف الن%% %وعي“ إلى العن%% %ف الموج%% %ه ض%% %د ش%% %خص بس%% %بب جنس%% %ه أو جنس%% %ها
وتوقع%%ات دوره أو دوره%%ا في المجتم%%ع أو الثقاف%%ة .ولكن%%ه كث%%يرا م%%ا يس%%تخدم لوص%ف %العن%%ف ض%%د
النساء ألن النساء أك%ثر تعرض%ا من الرج%ال للتمي%يز أو اإلي%ذاء .وللعن%ف ض%د الم%رأة ع%دة أش%كال
منه %% %ا :ج %% %رائم الش %% %رف والعن %% %ف األس %% %ري والتح %% %رش بالس %% %يدات والفتي %% %ات في األم %% %اكن العام %% %ة
والم %%دارس %وأم %%اكن العم %%ل واالتج %%ار %بالس %%يدات والفتي %%ات خت %%ان اإلن %%اث وغ %%يره من الممارس %%ات
التقليدية الضارة مثل زواج األطفال( 7
وكتعري% %ف %إج %%رائي العن %%ف ض %%د الم %%رأة ه %%و الس %%لوك أو الفع %%ل الع %%دواني ال %%ذي ينجم عن وج %%ود
21
عالقة قوة غير متكافئة بين رجل ومرآة.
یقص%%د ب%%العنف ض%%د الم%%راة فع%%ل عن%%ف موج%%ه ض%%د الم%%راة بال%%ذات م%%دفوع بعص%%بیة جنس%%یة ویؤدي%
إلى المعان%%اة س%%واء من الناحیة الجس%%دیة كاإلیذاء الجس%%دي و االعت%%داء الجنس%%ي و االغتص%%اب أو
من
الناحیة المعنویة ك %%%العنف %اللفظي و االجتم %%%اعي والنفس %%%ي والسیاس%% %ي بم%% %ا في ذل%% %ك التهدید أو
استعمال أسالیب غیر مباشرة كالتحقیر و الحرمان من الحقوق المدنیة و الحریة و المس%اواة في
الحیاة العامة أو الخاصة.22
الفرع الثاني :تعريف العنف ضد المرأة من الناحية القانونيةI
أوال :تعريف العنف في بعض المواثيق الدولية
ثانيا :تعريف العنف ضد المرأة في بعض المواثيق اإلقليمية
الفرع الثالث :مقاربة تاريخية Iفي نشأة وتطور مفهوم العنف ضد المرأة
بأننا
عندما نعتقد بأنه ليست لدينا سيطرة على الذي يحدث لنا ،من الصعب اعتقاد ّ
يمكن استرجاع تلك السيطرة .هذا المفهوم مهم في فهم العنف ضد النساء الالتي ال يحاولن
بأنها
وطيعة وسلبية .فهي ال تدرك ّ
تحرير أنفسهن من دائرة العنف .فتصبح المرأة مطيعة ّ
لها
يؤدي ذلك إلى اإلحساس بالعجز و فقدان األمل و انخفاض تقدير الذات و الشعور بنقص
الكفاية،واالكتئاب،والحزن.وفي النهاية يكون إدراك الفشل،والعجز الذي يمتد لتوقع الفشل من
خبرات الماضي الفاشلة الى الحاضر و المستقبل حيث اليأس فال أمل في المستقبل و ال جدوى
أن القدرة على التحكم او عدم التحكم تلعب دو ار هاما في اإلساءة او العنف داخل األسرة ،فالزوج
الذي يعتدي على زوجته أو يسيء إليها قد ال تكون لديه القدرة على التحكم ترتبط بشخصية
الفرد و بظروفه البيئية ،فاعتقاد الفرد في عدم قدرته على تغيير ظروف حياته شديدة الفقر تجعله
يشعر بالعجز،و كذلك المرأة التي يتم االعتداء عليها من قبل الزوج تشعر بالعجز.
و يشير Ormeإلى أن بعض النساء قد يتعرضن لخبرات قاسية في مرحلة الطفولة مما
يجعلها تعاني من الشعور عدم األمن النفسي و عدم القيمة ،وكذلك الشعور بالعجز لعدم قدرتها
على إيقاف اإلساءة إليها ،و قد تتكرر اإلساءة بعد ذلك في مراحل مختلفة أو في أثناء الزواج.
كما ان بعض النساء نتيجة لشعورها باإلحباط من إساءة زوجها لها،من الظروف المحيطة التي
تعيشها تكبت عدوانها نحو ذاتها،وبالتالي تلوم نفسها،و تصاب باالكتئاب ،وتشعر بالعجز .والمرأة
التي تشعر بالعجز قد تكون بعض سلوكياتها اندفاعية عندما يتزايد عليها الشعور بتهديد ذاتها أو
24
حياتها او تهديد احد أطفالها،و قد تلجأ الى العدوان على من يعتدي عليها بل و أحيانا قتله.
إن تكرار العنف ضد المرأة في داخل بيتها وعدم قدرتها على الفرار أو تغيير األوضاع
ليعلمها أنه مهما حاولت لن يكون هناك نتيجة أو تغيير في وضعها والعنف الذي يتكرر.
ترتكز هذه النظرية على فرضية أساسية مفادها أن سلطة اتخاذ القرار تنبع من نوعية
ولعل أهم المصادر المتاحة لألفراد والتي قد تحدد من هو الشخص الذي يمكن أن يكون
له سلطة اتخاذ القرار داخل األسرة بشكل مطلق ،تلك المصادر االقتصادية واالجتماعية التي
مثل التنشئة االجتماعية ،ودائرة حياة األسرة،والقهر البدني،ومنه يفهم أن هذه المصادر
التي يتمتع بها الفرد هي التي تمنحه السلطة في اتخاذ الق اررات وكذلك الهيمنة على األفراد الذين
يفتقرون لها.
ولنأخذ مثاال عن الزوج الذي يتمتع بهذه المصادر أو بعضها،فالزوجة تكون مع
األبناء،تحت سلطته وهيمنته ،وهذه المصادر تزود صاحبها بنوع من الشرعية في ممارسة القهر
المتبادلة بين المعايير والثقافات الفرعية والمصادر النسبية كأساس لتوزيع السلطة داخل
األسرة،وتركز هذه النظرية على مفهوم السلطة الشرعية،فالسلطة تعد مظه ار للبناء الرسمي
للجماعة تعترف به المعايير السائدة فيها بمعنى أن معايير الجماعة ال تقضي فقط بأن يكون (أ)
صانعا لقرار يتعلق بسلوك (ب) بل يقضي بأن كال من (ب) الزوجة مثال و(أ)الزوج يدركان أن
(أ) لديه الحق الشرعي ألن يفعل ذلك وأن (ب) عليه االلتزام واإلذعان لهذا القرار ،ويتفق ذلك مع
قول "رافان وفر ينش" Ravan et Frenchمن أن"القوة الشرعية ل (أ) على (ب) تنبع عن
قيم ذاتية ل(ب) التي تملي عليه أن (أ) له الحق الشرعي للتأثير عليه وأن عليه اإلذعان".
إذا كانت الثقافة كل ما أنتجه البشر في مجتمع معين من أفكار وتصورات وعادات
ونظم إجتماعية وسياسية واقتصادية و وفعاليات أدبية وفنية وثقافية عبر التاريخ،فإن الصورة
السلبية والدونية التي رسمها المجتمع األبوي للمرأة عموما تطلبت دراسة سوسيولوجية تاريخية
ثقافية لفهم مكانة المرأة في أوروبا منذ اإلغريق والرومان وحتى العصر الحديث،وتحليلها من
زاوية الفكر االجتماعي والفلسفي مستخدمين في ذلك أداة النقد الجدلي لفهم وتفكيك أنظمة الفكر
األبوي التي حطّت من قيمة المرأة وأبعدها عن ممارسة دورها اإلنساني،والحصول على حقوقها،و
االعتراف بها ليس نظريا إو نما على مستوى الممارسة العملية،محاولين في الوقت ذاته،التحقق من
هذه اإلدعاءات عن طريق طرح اآلراء و األفكار اإلجتماعية،الفلسفية،و السياسية التي عالجت
إبراهيم الحيدري ،النظام األبوي و إشكالية الجنس عند العرب ،الطبعة األولى ،دارالساقي ،بيروت،2003 ،ص .157 25
يشير مفهوم المجتمع األبوي بشكل عام إلى المجتمع التقليدي الذي يتخذ طابعا ممي از
بالنسبة إلى البنى اإلجتماعية الكلية-المجمع و الدولة و اإلقتصاد و الثقافة،-وكذلك إلى البنيتين
الجزئيتين العائلة و الشخصية،التي تتخذ بمجموعها طابعا يتسم بأشكال نوعية من التخلف
اإلجتماعي و اإلقتصادي و الثقافي تعيق تطوره و تقدمه،مثلما يتسم هذا المفهوم األبوي بالتحجر
و الجمود و التناقضات الداخلية التي تمزقه و تستترف طاقاته المعنوية،و تدفع أفراده إلى الشعور
من أهم سمات هذا النوع من المجتمعات ،سواء كان قديما أو حديثا،هي الترعة األبوية
البطريركية التي تظهر في سيطرة األب على العائلة،فاألب"البعل-اإلله"هو المحور الذي تنتظم
حوله العائلة.وهو "رب"البيت و عموده،و سيطرة األب في العائلة شأنه في المجتمع إذ إن
العالقة بين األب وأبنائه وبين الحاكم والمحكوم عالقة هرمية،فإرادته مطلقة و يتم التعبير عنها
باإلجماع القسري الذي يقوم على التسلط من جهة،والخضوع والطاعة من جهة أخرى ،والتي
تظهر على مستوى العائلة-العشيرة في القيم والتقاليد،وفي وسائل التربية والتنشئة اإلجتماعية التي
تعمل على تشكيل نمط الثقافة و الشخصية،من خالل ترسيخ القيم والعالقات اإلجتماعية التي
أن هناك سمات شخصية لدى المرأة التى تتعرض للعنف تجعلها أكثر استهدافاً له ،وقد أشارت
بعض الدراسات إلى أن المرأة المضروبة أو المساء إليها تثير عدوان الرجل وعنفه ضدها .وذلك
ألن عنف الرجل يحقق لها رغبة فى إشباع حاجتها إلى المازوشية ويحقق لها رغبة فى هزيمة
الذات Self-Defeatingإو ضطراب الشخصية الهازمة للذات Self-Defeating
Personality Disorderوهذه الشخصية تظهر قبوالً واضحاً للعنف الزواجى .ويظهر فى
بداية الرشد؛ فغالباً ما يتجنب الفرد الخبرات السارة أو يركز على الخبرات والعالقات التى تمثل
معاناة بالنسبة لـه ،ويمنع اآلخرين من مساعدته فى التخلص من هذه المشاعر .ويختار الناس
والمواقف والعالقات التى تشعره بخيبة األمل والفشل وسوء المعاملة؛ ويدخل وينخرط فى أنشطة
تتسم بالتضحية بالنفس.وهناك نظرية تنظر إلى الحاجات بشكل تكاملى حيث أن الزوجة قد
تختار الزوج الذى يكمل لها بعض الحاجات النفسية في شخصيتها فعندما تكون الزوجة مازوشية
فهى ترغب فى زوج سادى ،كما أن هناك بعض األعراض المرضية النفسية التى قد يتشابه فيها
الزوجان ،وهذه األعراض وفقاً للدراسات هى :السيكوباتية – اإلدمان – اإلكتئاب وقد أظهرت
المقابالت وأساليب التقرير الذاتي أن النساء الالئى تعرضن لإلساءة هن أكثر اكتئابا وأكثر
انخفاضا في اعتبار الذات كما يزداد لديهن تعاطي الكحوليات واألعراض الجسمية والنفسية
مثل :اضطراب النوم – الكوابيس -التوتر الذائد – الصداع – البكاء -التململ ،كنتيجة للتعرض
26
لإلساءة.
الخصائص النفسية لكل من المرأة التي تتعرض للعنف والرجل الذي يمارس العنف ضد
للكمال والطاعة والخضوع ،واألكتئاب واليأس ،ومشاعر فقدان الحيلة والعجز المتعلم وعدم
تقدير الذات والشعور باإلهانة ،ولديها اضطرابات في النوم واألكل (الشره وفقدان الشهية ) ،
الميل لالنتحار والعمل علي إحداث عاهات بنفسها ،واالنعزالية عن النشاط االجتماعي
6-2شخصية الزوج الممارس للعنف :سرعة الغض%%ب والش%%ك ،ومتعك%%ر الم%زاج ومت%%وتر وش%%ديد
االمتعاض والحساسية ،ولدية أحساس بخيبة األم%ل ،والخ%وف وع%دم األحس%اس باألم%%ان وانخف%اض
تقدير الذات ،ويتغلب عليه الشعور بعقلية الخاس%%ر ،ومف%رط في غيرت%%ه ،وغ%%ير ق%%ادر علي تحم%%ل
الوح %% %دة ،كم %% %ا إن%% %ه يلقي الل %% %وم علي اآلخ% % %رين وي% % %رفض تحم %% %ل المس %% %ئولية ،ويلج %% %اء إلي تع %% %اطي
المخدرات إو دمان الخمر ،ويتصف بالتسلطية وحب التملك ،وينظر للمراة نظ%رة دوني%ة من منطل%%ق
ذكوري ،وال يستطيع التعام%ل م%ع المواق%ف الض%اغطة ،ويم%ارس الجنس باعتب%اره ن%وع من الع%دوان
تج%%اه الم %رأة ،ولدي%%ه أحس%%اس بأن%%ه ض%%حية ،ويتص%%ف بالعدواني%%ة تج%%اه األطف%%ال والحيوان%%ات ،وفي
العادة ينشأ في بيئة تتصف بسوء المعاملة.
خالصة