Professional Documents
Culture Documents
تعترب املعاجم والقواميس اللغوية والعلمية من لوازم عمل املرتجم واألديب الضرورية والدارس
الذي يغور يف حبر االدب واللغة .ففيها جيد معاني ومفاهيم املفردات ،وفيها يعثر على ما
يعادل املصطلحات .ولقد اهتم العرب منذ القدم بتأليف املعاجم والقواميس بالعربية ،فالفوا
معاجم عربية.
املعجم اسم مشتق من فعل ( أعجَمَ ) ،أي أزال العُجمة .وا ُمل ْعجَم كتاب يشتمل على عدد
كبري من مفردات اللغة ،مرتبة ترتيبا معينا ،مقرونة بطريقة نطقها وشرحها وتفسري معانيها.
كان اهلاجس االول لالهتمام باملفردات العربية ومجعها وتصنيفها ،هو معرفة مفردات القرآن
الكريم ،وقد اهتم العرب منذ النصف االول من القرن الثاني اهلجري بتدوين غريب القرآن،
فصنَّف ابو سعيد أبان بن تغلب (املتويف عام 141هـ) اول كتاب ذكره املؤرخون يف هذا
وهكذا بدأت حركة التأليف املعجمية واتسعت ،وظهرت معاجم خاصة بالنباتات
ترجع أهمية املعاجم إىل أنها حتمل العديد من ألفاظ اللغة ومعانيها ،وهذا ما ال ميكن أن حييط
به أي شخص مهما كان واسع االطالع ،كما ان مفردات اللغة ختتلف بني أبنائها حبسب
ثقافتهم ،فهناك الكلمات اليت تستخدم بشكل عامي ويومي ،وهناك الكلمات األدبية
والكلمات املتخصصة ،كما أن االحتكاك والتداخل مع اللغات األخرى حتت أي ظرف ،يولد
مفردات جديدة مل تكن يف أصل اللغة ،وميكن اجلزم بأنه ال توجد لغة حية يف عصرنا احلاضر
فكان البد من وجود املعاجم ألجل ترتيب وتصنيف مفردات اللغة وتبيني معانيها يف أسلوب
سهل وميسر على أبناء اللغة نفسها ،وعلى من حيب ان يستفيد منها من أصحاب اللغات
االخرى.
ختتلف طرق االستفادة من املعاجم اللغوية تبعاً الختالف ترتيب مفرداتها ،فبعضها قد رتّب
حسب احلرف األخري من الكلمة ،وبعضها اآلخر وفقاً للحرف االول ،ومعاجم رتّبت
رتبت معظم املعاجم العربية على اساس من اصول املفردات ثالثية كانت أو رباعية .فتم
ترتيبها يف املعاجم تارة وفق احلرف االخري من الكلمة ،وتارة وفق احلرف األول للكلمة.
ويلزم املرتجم الذي يروم االستفادة من هذه املعاجم أن يعرف خالصة عن علم الصرف
مل يعرف الباحثون متى أطلق على وجه التحديد اسم املعاجم ،و جند يف صحيح البخاري
﴿ابو عبد اهلل حممد ابن امسعيل 256-194هـ﴾باباأطلق عليه :باب تسمية من مسى من أهل
بدر يف اجلامع الذي وضعه أبو عبد اهلل على حروف املعجم ( ،صحيح البخاري بشرح
1992م)
-1املعاجم العربية
وكانت بدايات التأليف اللغوي بسيطة كأي بداية ،ومل تكن منظَّمة وذات منهج كاملراحل
الالحقة ،فظهرت رسائل لغوية صغرية تُعنى جبمع األلفاظ وشرحها دون أيِّ تبويب ،مثل كتاب
"النوادر يف اللغة" ألبي زيد األنصاري (215-119هـ) ،وظهرت كتبٌ أخرى أكثر حتديدًا
وكتاب "اللِّبأ واللنب" ،وكتاب "اهلمز" ألبي زيد األنصاري ،وكتاب "اخليل" ،و"الشاء"
لألصمعي (ت 216هـ) ،كما ظهرت بداية التفكري يف التأليف املعجمي الشامل عند اخلليل بن
أمحد الفراهيدي (ت 175هـ) يف معجمه "العني" ،ثم تتاىل التأليف املعجمي حتى العصر
وجتدر اإلشارة إىل أنَّ املؤلفني العرب قدميًا وحديثًا مل يلتزموا طريقة واحدة يف تأليف معامجهم
وترتيب األلفاظ فيها ،بل تفرقوا على مناهج خمتلفة ،على أنَّه من احلقِّ القول :إنَّ اختالفهم
هذا كان بسبب اجتهادهم يف سبيل حفظ اللغة وحصر مفرداتها كاملة من دون نقص أو
يتم يف هذه الطريقة ترتيب األلفاظ حبسب ترتيب خمارج حروفها من الفم ،ويُبحث بعد ذلك
يف تقاليب هذه الكلمة ،فكلمة (بدع) تُستخرَج يف باب العني يف (عبد)؛ ألنَّها أسبق أحرف
هذه الكلمة من حيث خمارج احلروف ،وتُقسَّم األلفاظ يف كلِّ بابٍ إىل فئاتٍ حسب بنيتها
وعدد حروفها ،فهناك قسم للثالثي الصحيح ،وآخر للمعتل ،وللرباعي ،واخلماسي،
واملضاعف .وترتيب احلروف يف هذه احلالة صوتيًّا خمتلف عن ترتيبها هجائيًّا؛ فرتتيبها
حبسب خمارجها يكون على النحو اآلتي( :ع ،ح ،هـ ،خ ،غ ،ق ،ك ،ج ،ش ،ض ،ص ،س،
ز ،ط ،د ،ت ،ظ ،ذ ،ث ،ر ،ل ،ن ،ف ،ب ،م ،و ،أ ،ي) .وأول من ألَّف وفق هذه
الطريقة اخلليل بن أمحد الفراهيدي يف معجمه "العني" وقد أمساه هذا االسم نسبةً إىل أسبق
احلروف العربية خمرجًا وهو حرف (العني) ،وتبعه على هذا النهج أو ما يُشابهه عددٌ من
العلماء ،وأبرز هؤالء :حممد بن أمحد األزهري (ت 370هـ) يف معجمه "تهذيب اللغة" ،وابن
ويتم ترتيب الكلمات هجائيًّا بالنظر إىل احلرف األخري من الكلمة ثم احلرف األول منها،
ويكون احلرف األخري يف باب ،واألول يف فصل؛ فكلمة (بدع) تُستخرج يف باب العني فصل
الباء .وأوَّل من ألَّف على هذا النمط أبو بشر اليمان بن أبي اليمان البَنْدنيجي (ت 284هـ)
يف معجمه "التقفية يف اللغة" ،وهو أول معجم عربي يتم فيه ترتيب األلفاظ بالنظر إىل احلرف
األخري من األصل (قافية اللفظ) ،وهو بذلك أسبق من اجلوهري صاحب "الصحاح" بأكثر
من قرن ،ثم تبعه على هذا املنهج عددٌ من العلماء ،منهم اجلوهري إمساعيل بن محاد (ت
393هـ) يف معجمه " تاج اللغة وصحاح العربية" ،وابن منظور يف معجم "لسان العرب" ،وهو
من أشهر املعاجم العربية ،والفريوز أبادي يف معجم "القاموس احمليط" ،والزبيدي يف "تاج
يُنظر إىل الكلمة حسب احلرف األول فالثاني فالثالث ،..وأوَّل من سلك هذا املنهج ابن
دريد حممد بن احلسن (ت 321هـ) يف معجم "مجهرة اللغة" ،وقد أضاف إىل هذا الرتتيب
النظر يف كلِّ بابٍ إىل تقاليب األصل الواحد كما فعل الفراهيدي؛ ففي كلِّ حرفٍ بابٌ للثنائي
الصحيح ،وبابٌ للثنائي امللحق بالرباعي ،وآخر للثالثي الصحيح ،وللثالثي املعتل ،وللرباعي.
ثم ألَّف الزخمشري حممود بن عمر (ت 538هـ) معجم "أساس البالغة" على هذه الطريقة،
وقد تفرَّد من بني املعاجم العربية باحلديث عن املعاني اجملازية وبعض األساليب ،ولذلك قد
ال يوجد ذكرٌ لكلماتٍ فيه ألنَّها مل تُستخدم استخدامًا جمازيًّا ،وممَّا هو قريبٌ من هذه الطريقة
معجما "مقاييس اللغة" و"اجململ" ألمحد بن فارس (ت 395هـ) ،ومتيَّز هذان املعجمان من
األوَّل منها ...ومل يُقسِّم كال معجميه إىل أبوابٍ كثرية تبعًا لعدد احلروف اليت تتألف منها
األصول العربية ...ولكنَّه قسَّم كلًّا منها إىل كتب بعدد حروف املعجم ،ثم قسَّم كل كتاب
بدوره إىل أبواب ثالثة :الثنائي املضاعف ،الثالثي ،ما فوق الثالثي".
وقد حفلت املكتبة العربية قدميًا بعددٍ كبريٍ من املعاجم اليت رُتِّبت وفق أحد املناهج
السابقة ،مع احتفاظها خبصوصيَّات وغايات أخرى ،ومن أشهر هذه املعاجم:
" -اجليم" :ألبي عمرو إسحاق بن مِرار الشيباني (ت حنو 216هـ) ،وهو منط متميز جيمع بني
" -مشس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم" :لنشوان بن سعيد احلمريي (ت 573هـ).
واهتمَّ اللغويُّون العرب املعاصرون منذ القرن التاسع عشر امليالدي بالتأليف املعجمي،
" -حميط احمليط" :لبطرس البستاني (ت 1883م) ،مجع فيه ما جاء يف القاموس احمليط،
وحذف ما رأى أنه ميكن االستغناء عنه ،وأضاف إليه ألفاظًا جديدة؛ ومصطلحات علمية
" -أقرب املوارد يف فصح العربية والشوارد" :لسعيد الشرتوني (ت 1912م) ،معجم كبري
أفاد من املعاجم القدمية وأضاف ما رآه ضروريًّا ،وقسَّمه إىل قسمني :األول للمفردات،
والثاني للمصطلحات العلمية واأللفاظ املولدة واألعالم ،ثم صنع له ملحقًا حوى إضافات
جديدة.
" -املنجد" :لألب لويس معلوف (ت 1947م) ،وهو معجم حاول أن يذكر األلفاظ األكثر
استخدامًا ،مع إضافةٍ أللفاظ ومصطلحات جديدة وتراجم لألعالم ،ووضَّح بعض املعاني من
خالل إيراد صورٍ هلا ،إال أنَّه يُؤخَذ عليه أنَّه مل يكن موضوعيًّا يف بعض األحيان.
" -املعجم الوسيط" :أصدره جممع اللغة العربية يف القاهرة ،وكان اهلدف منه "أن يرجع إليه
القارئ املثقَّف ليُسعفه مبا يسدُّ احلاجة إىل حترير الداللة للفظٍ شائع أو مصطل ٍح متعارفٍ
عليه ،وأن يرجع إليه الباحث والدارس إلسعافهما مبا متس احلاجة إليه من فهم نصٍّ قديمٍ من
املنثور أو املنظوم" .ولذلك فإنَّ هذا املعجم سلك منهجًا خاصًّا يف التأليف ،فأهمل األلفاظ
املهجورة ،وبعض املرتادفات ،وعين بإثبات احليِّ والسهل واملأنوس من الكلمات والصيغ ،مع
بعض األلفاظ املولَّدة واحملدَّثة واملعرَّبة والدخيلة اليت أقرَّها جممع القاهرة ،ويتَّضح من امسه أنَّه
غري شامل ،وهذا ما أكَّده جممع اللغة العربية يف القاهرة عندما بدأ بإصدار "املعجم
الكبري".
" -املعجم الكبري" :وهو معجم أمشل من املعجم الوسيط ،صدرت بعض أجزائه عن جممع
" -منت اللغة" :للشيخ أمحد رضا ،وقد أراد له أن يكون معجمًا يستند إىل الرتاث ،ويُواكب
احلاضر ،فتجنَّب سرد أقوال القدماء يف االستدالل على املعاني ،وأشار إىل االستخدامات
اجملازية ،وأدخل الكلمات اليت أقرَّها جممعا اللغة العربية يف دمشق والقاهرة ،والكلمات
العامِّيَّة اليت يُمكن ردُّها إىل الفصيح ،وحرص على ألَّا يُغفل كلمةً وردت يف "لسان العرب".
-وهناك معاجم أخرى لكلٍّ منها هدفٌ من حيث املضمون ،أو من حيث مستوى القارئ
له ،ومن هذه املعاجم" :مُعجمي احلَيُّ" :لسهيل مساحة ،و"املعجم العربي األساسي" :صدر
عن املنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم ،و"املعجم املدرسي" حملمد خري أبو حرب،
-2معاجم املعاني
وهو منطٌ من التأليف املعجمي يكاد يكون من مميِّزات التأليف املعجمي للعرب ،وتكاد تتفرَّد
فلكلٍّ وجهةٌ وغاية .ويُميِّز هذا النوع من املعاجم أنَّه ال يشرح األلفاظ للباحث؛ بل يُقدِّم
األلفاظ الدقيقة ملن غابت عنه ،فالبحث فيه يكون إلجياد "لفظٍ ملعنى من املعاني يدور
خبلدنا وال ندري كيف نُعبِّر عنه تعبريًا دقيقًا ،وهي فائدةٌ جليلةٌ يُقدِّرها حقَّ قدرها كلُّ من
مارس الكتابة أو الشعر أو اخلطابة أو الرتمجة أو البحث العلمي" .ومل يكن التأليف يف هذا
النوع من املعاجم كثريًا كما يف معاجم األلفاظ ،إلَّا أنَّه يوجد عددٌ مقبولٌ منه قدميًا وحديثًا.
اشتهر عند القدماء عدد من معاجم املعاني على اختالف مشوهلا واتساعها ،أو حتديدها
ويَنْظم هذه املعاجم أنَّها موزَّعة على أبواب وفصول وأقسام على املعارف العامَّة وجزئيَّاتها،
مل تتوقَّف جهود علماء العربية يف معاجم املعاني عند القدماء؛ بل التفت املعاصرون إىل هذا
النوع من املعاجم وعملوا على التأليف فيه وتطويره ،ويكفي اإلشارة يف هذا البحث إىل
معجمني:
" -1خمتصر آللئ العرب" :لسامل خليل رزق (ت 1943م) ،وهو معجمٌ كبري َعمَد فيه املؤلِّف
إىل ترتيب املعاني على ألفاظٍ حمدَّدةٍ يندرج حتتها كلُّ ما له عالقةٌ بهذا املعنى ،ثم رتَّب هذه
األلفاظ على حروف اهلجاء بالنظر إىل أوائلها ،وممَّا جاء يف مقدِّمة التحقيق" :وقد بنى
املؤلِّف معجمه خمتصر آللئ العرب على نهجٍ خيتلف عمَّا هو معروف من معاجم املعاني اليت
وضعها القدماء ،فقد مجع فيه ( )1093مادة ما بني اس ٍم ومصدر ،ورتَّبها على حروف
اهلجاء ،وجعل املادَّة عنوانًا ،أدرج حتته معاني االسم أو املصدر ،ثم ينتقل بعد ذكر املعاني
املختلفة باختالف وجوه استعماالت هذه املادة إىل ذكر مواد أخرى تتَّصل بهذه املعاني ال
على سبيل الرتادف ،بل على سبيل اإلحاطة بالوجوه املختلفة للمعنى ،ثم ما يتشقَّق منه أو
" -2جنعة الرائد وشِرعة الوارد يف املرتادف واملتوارد" :إلبراهيم اليازجي :قسَّمه إىل أبواب
عامَّة تنضوي على فصولٍ حمدَّدة تشتمل على األلفاظ اليت تُعبِّر عن هذا املعنى بدقَّةٍ
ومرادفاتها ،وهو ينهج منهجًا جديدًا بعض اجلدة -على قربه من مناهج القدماء -ألنَّه
يُضيف أساليب جديدة ،وينحو حنو الدِّقَّة والتيسري يف ترتيب املوادِّ؛ فقد بدأ بالباب األول
"يف اخللق وذكر أحوال الفطرة وما يتَّصل بها" ،وتضمَّن هذا الباب عدَّة أقسام ،منها "يف
اخللق" و"يف قوة البنية وضعفها" و"يف حسن املنظر وقبحه" و"يف السمن واهلزال" ،وممَّا جاء
يف هذا الفصل" :يُقال :رجلٌ مسني ،تار ،عبل ،حليم ،شحيم ،ربيل ،جسيم ،حادر ،خدل،
بدين ،وبادن ،ومبدان ،متداخل اخللق ،مرتاكب اللحم ،مكتنز العضل ،غليظ الربالت ،ضخم
مل تقتصر اجلهود على ما تقدَّم من تأليفٍ معجمي؛ بل هناك معاجمٌ أخرى كان هلا جانبٌ من
الفائدة ،وغاياتٌ أخرى حمدَّدة؛ ففي باب معاجم األلفاظ هناك" :النهاية يف غريب
احلديث" البن األثري املبارك بن حممد (ت 606هـ) ،وهو معجم يُفسِّر األلفاظ الغريبة اليت
وردت يف األحاديث الشريفة .و"معجم مفردات ألفاظ القرآن" :للراغب األصفهاني (ت
503هـ) ،ويتَّضح من امسه أنَّه يُفسِّر ألفاظ القرآن الكريم ،و"الزاهر يف غريب ألفاظ الشافعي":
لألزهري صاحب (تهذيب اللغة) وهو معجم لغوي لتفسري ما ورد من ألفاظ غريبة يف كتب
الفقه الشافعي .ويف معاجم املعاني هناك "جواهر األلفاظ" :لقدامة بن جعفر (بعد 297هـ)،
و"كفاية املتحفظ يف اللغة" :البن األجدابي (من علماء القرن اخلامس اهلجري) ،و"نظام
-3معاجم املصطلحات
وهي معاجم ال تهتمُّ بشرح غريب األلفاظ أو البحث عن لفظٍ ملعنى؛ إنَّما تعمد إىل توضيح
القدماء واحملدَثون إىل أهميَّة هذا النمط من املعاجم ،ومدى احتياج الباحثني وطلَّاب العلم
إىل مثل هذه املعاجم ،فألَّفوا عددًا كبريًا من هذه املعاجم ،ومن أبرزها:
" -كتاب التعريفات" :للجرجاني علي بن حممد (ت 816هـ) ،وجاء يف مقدِّمته" :هذه
تعريفات مجعتها ،واصطالحات أخذتها من كتب القوم ،ورتَّبتها على حروف اهلجاء من
األلف والباء إىل الياء؛ تسهيلًا تناوهلا للطالبني ،وتيسريًا تعاطيها للراغبني" .وممَّا جاء فيه:
"الزهد :يف اللغة ترك املَيل إىل الشيء .ويف اصطالح أهل احلقيقة :هو بغض الدنيا واإلعراض
عنها ،وقيل :هو ترك راحة الدنيا طلبًا لراحة اآلخرة ،وقيل :هو أن خيلو قلبك مما خلت منه
يدك".
" -الكلِّيَّات" :ألبي البقاء أيوب بن موسى الكفوي (ت 1094هـ) ،وهو معجم مصطلحات،
"أفاد منه كلُّ من عين من املتأخرين بدراسة الفلسفة بعامَّة ،والفلسفة اإلسالمية بشكلٍ
خاص ،ومبعرفة مصطلحات أصحاب كلٍّ من الفلسفتني ...ثم هو آلةٌ طيِّعةٌ للعاملني يف
ميادين العلوم النحوية والصرفية والبالغية والعروضية ،ويف العلوم الفلكية ،واحلكمة الطبيعية
(الفيزياء) ،والطب ،والرياضيات ،والعمران ،وغري ذلك من الفنون والعلوم منذ نشأتها عند
وقد حظي تأليف معاجم املصطلحات بعناية الباحثني املعاصرين ،ولعلَّ من أبرز ما يُميِّز
حركة التأليف املعجمي املعاصرة اهتمامها مبعاجم املصطلحات ،فظهرت جمموعة من املعاجم
" -قاموس طيب فرنساوي عربي" :حملمد رشدي البقلي ،صدر يف باريس 1870م.
" -قاموس طيب إنكليزي عربي" :خلليل خري اهلل ،صدر يف القاهرة 1898م.
" -معجم األلفاظ الزراعية" :لألمري مصطفى الشهابي ،صدر يف دمشق 1943م.
" -معجم املصطلحات األثرية" (فرنسي عربي) ،ليحيى الشهابي ،صدر يف دمشق
1967م.
والبُدَّ من اإلشارة هنا إىل أنَّ هذه املعاجم مجيعًا مَئوفةٌ بثالث آفات على األقل ،مع التقدير
ب :أنَّها يف الغالب شبه قُطريَّة وليست عامَّة ،ولذلك تعدَّدت املصطلحات أحيانًا ملوضوعٍ
واحد.
ج :أنَّ معظم املصطلحات العلميَّة الواردة فيها غري مُجمَعٍ عليها يف البالد العربية( .الدليمي،
)2016
322هـ) إىل تطوُّر داللة بعض األلفاظ من زمنٍ إىل آخر ،وإىل املسمَّيات اليت تفرَّدت بها
احلضارة العربية اإلسالمية ،فجمع ما وقف عليه يف كتابٍ مساه" :الزينة" ،وقد نبَّه حمقِّق هذا
الكتاب على طبيعته الفريدة وأهميَّته فقال" :حاول املؤلِّف يف هذا الكتاب أن جيمع من شتَّى
األلفاظ العربية ألفاظًا تغيَّرت مدلوالتها ومعانيها يف العصر اإلسالمي عمَّا كانت عليه يف العصر
اجلاهلي ،وبعمله هذا وضع اللَّبِنَة األوىل يف علم معاني األمساء العربية واملصطلحات
اإلسالمية".
الداللي لأللفاظ ،ولو توبعت من بعدُ ألثْرتِ املكتبة العربية جبانب من التأليف املعجمي يُفتقد
-5معاجم أخرى
ختص األلفاظ
مل يقتصر التأليف املعجمي عند هذه املعاجم؛ بل هناك معاجمٌ أخرى ال ُّ
واملعاني والداللة واملصطلح ،وإنَّما تتَّجه وجهةً أخرى ،مثل :معاجم البلدان ،ومعاجم
الدليمي ,د .ح . (2016).دراسات يف املعاجم واللهجات والداللة .عمان :دار االيام.
الرمحن ,د .ش. (1403هـ- 1982م ).املعجم العربي درساة ونقدا .شربا -القاهرة :
مطبعة االمانة.
القيسي ,ا .م. (1401هـ - 1981م ).العمدة يف غريب القران .بريوت :مؤسسة الرسالة.
اهلابط ,ف .ي. (1413هـ- 1992م ).املعاجم العربية موضوعات والفاظ .شبني الكوم :
سكني ,د .ع. (1402هـ - 1982م ).املعاجم العربية -مدارسها ومناهجها .شربا :
مطبعة االمانة.