You are on page 1of 14

2014 ،(9) 28 ‫مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد‬

ً ‫ أحمد صدقي الدجاني نموذجا‬:‫اللغة العربية وسيرورة الفكر القومي العربي‬


The Arabic Language and the Progression of Arab Nationalist
Thought: Ahmad Sedki Dajani as a model

‫ وفاطمة العمري‬،‫بسمة الدجاني‬


Basma Dajani & Fatima Omary
‫ األردن‬،‫ الجامعة األردنية‬،‫ مركز اللغات‬،‫قسم اللغة العربية‬
bdajani@hotmail.com :‫بريد الكتروني‬
(2013/12/23) :‫ تاريخ القبول‬،(2013/6/20) :‫تاريخ التسليم‬

‫ُملخص‬
‫الفكر القَومي‬
ِ َ
‫يتحدث عن اللغ ِة العربي ِة بوصفِھا أحد أھم أبعاد‬ ‫سيحاو ُل ھذا البحث أن‬
‫إنتاجه على أنﱠه‬
ِ ‫خالل ما ق ﱠدمه ال ُمف ﱢكر الراحل أحمد صدقي الدجاني في ُمجم ِل‬ ِ ‫ وذلك من‬،‫العربي‬
ُ
‫البحث على‬ ُ‫ بحيث ينھض‬.‫أنموذ ٌج للشخصي ِة القَومي ِة العربية في بُعديھا ال ﱠشخصي والعملي‬
‫تحقيق‬
ِ ‫أجل‬
ِ ‫دراس ِة مؤلفات الدجاني و َمشرو ِعه الذي رسم مالم َح ُعروبية قَومية إسالمية من‬
‫ والذي‬،‫ وال ُمتمثّل في إحيا ِء اللغ ِة العربية وآدابِھا‬،‫المشروع الحضاري العربي و ُمك ّونِه اللغوي‬ ِ
َ ‫يُع ﱡد‬
.‫أول َمھَ ّمة إلحيا ِء ال ُعروبية‬
Abstract
This research attempts to discuss Arabic language as one of the most
important elements of Arab nationalist thought by studying the works of
the thinker Ahmed Sidki Dajani, who is viewed as a model of Arab
nationalism at the personal as well as the professional levels. The
research studies Dajani’s books, and his enterprise which outline the
features of Arab Islamic nationalism, in order to realize the Arab
civilizational enterprise and its linguistic component as manifested in the
revival of Arabic language and literature, considered as a prerequisite to
reviving pan-Arabism.
‫‪ 2032‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "اللغة العربية وسيرورة الفكر القومي العربي‪"...... :‬‬

‫مقدمة‬
‫اآلذان َوق ُع َكلِماتِه الفصيح ِة ال ُمتلطّفة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫في ُك ﱢل َم ﱠر ٍة يجو ُل فيھا طَيفُ أبي الطﱠيب يتس ﱠربُ إلى‬
‫ق األذھانَ إعجابٌ بعالق ِة ال ﱠر ُج ِل بالعربي ِة الفصيح ِة الرائعة التي أَ ْل َزم بِھا نف َسه طيلة حياته‪،‬‬ ‫ويطر ُ‬
‫ﱢ‬
‫وھو ال ُمفكر العروبي ال ُمسلم‪.‬‬
‫وأبو الطﱠيب لِ ُكلﱢ َمن يعرفُه و َمن ال يعرفُه نَموذ ٌج لِر ُج ٍل دف َعهُ الظﱠرفُ العربي والفلسطيني‬
‫مكان‪ ،‬فكان ليبيا ً تارة‪ ،‬وأردنيا ً أخ َرى‪ ،‬ومصرياً‪ ،‬وخليجياً‪ ،‬وفلسطينيا ً بل‬ ‫ٍ‬ ‫العام إلى التﱠنقّ ِل في ِ‬
‫غير‬
‫ب َشتﱠى‬ ‫سوريا ً ولبنانيا ً ومغربيا ً وتونسيا ً وجزائريا ً‪ ،‬وغيرھا‪ .‬كما قا َدهُ ال ِعل ُم والھَ ﱡم القَومي إلى ِشعا ٍ‬
‫ب‬‫واإلعالم واألد ِ‬
‫ِ‬ ‫صه الدقيق( إلى َعوالم اللغ ِة والسياس ِة‬ ‫التاريخ )تَ َخصﱡ ُ‬
‫ِ‬ ‫عالم‬
‫ِ‬ ‫الرجل ِمن‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫نقلت‬
‫ي وثقافتَه العميقة وھَ ﱠمه‬ ‫والفن والموسيقَى‪ .‬فجاء إنتا ُجه ال ِعلمي واسعا ً شا ِمالً يعكسُ فِك َره الثﱠر ّ‬
‫ث تتجه ھمته إلى البُعدين‪:‬‬ ‫الكبير‪ .‬وھو األمر الذي دفعنا إلى تتبع فكر الرجل ودراسته في بح ٍ‬
‫حاضراً و ُمن ﱢسقا ً وأُستاذاً و ُمشرفاً‪،‬‬
‫اللﱡغوي والقَومي‪ ،‬اللذين رافقا َمسيرةَ ال ﱠر ُج ِل كاتبا ً ومؤلفا ً و ُم ِ‬
‫أثر الحرك ِة‬
‫ث في ِ‬ ‫ور اللﱡغ ِة في الحرك ِة القَومية العربية‪ .‬ويصحﱡ العكسُ في البح ِ‬ ‫ليبحث في َد ِ‬‫َ‬
‫الحال‬
‫ِ‬ ‫خالل أحمد صدقي الدجاني على أنﱠهُ أنموذ ٌج يُنب ُئ عن‬ ‫ِ‬ ‫ﱡ‬
‫القَومي ِة العربية في اللغ ِة العربية ِمن‬
‫ويحكي ال َمقال‪ .‬السيما أنه ذكر ذلك صراحةً بقوله‪" :‬أنا من الذين يعتقدون أن للغة دوراً خاصا ً‬
‫في تحقيق االنبعاث الحضاري لألمم‪ .‬فنھضة العلوم اللغوية ھي الخطوة األولى في النھضة‪،‬‬
‫وأحد مقاييس تق ﱡدم األمم ھو عناية األ ّمة بلغتھا")‪.(1‬‬
‫الفصحى والعامية‪ :‬في البعد االجتماعي اللغوي‬
‫تكلﱠم الدجاني على قضية الفصحى والعاميّة كغيره من أھل الرأي والباحثين‪ ،‬فالقضية مثار‬
‫جدل واسع‪ ،‬اھتمت فيھا مجامع اللغة العربية والسيما مجمع اللغة العربية بمصر‪ ،‬وقد كان أن‬
‫اتخذ المجمع في القاھرة قضية الفصحى والعامية موضوعا ً رئيسا ً لمؤتمره السنوي عام ‪،1999‬‬
‫ول ّما كان الدجاني عضواً من أعضاء مجمع الخالدين شارك ببحث )‪ (2‬وسمه بــ "العامية اليافاوية‬
‫تأمالت وتساؤالت"‪ .‬وقد َمھﱠد الدجاني لبحثه بمقدمة عا ّمة بيﱠن فيھا حيوية الموضوع من حيث أنّه‬
‫قديم جديد بقوله )‪" :(3‬الموضوع حيوي قديم جديد‪ .‬حيوي ألنه يتعلﱠق باللسان الذي ھو وسيلة‬
‫التواصل بين بني اإلنسان في قوم يجمعھم لسان واحد‪ .‬وقديم ألن أجياالً شغلت بالنظر فيه منذ أن‬
‫تباعدت "العامية" عن "الفصحى" قديما ً‪ .‬وجديد ألنه مطروح اليوم في عصر ثورة االتصال‬
‫التي تعددت فيھا وسائله إذاعة وتلفزة وسينما ومسرحا ً وصحافة ومطبوعات"‪.‬‬
‫ثم يعود الدجاني إلى معاجم اللغة و ُكتب لحن العامة ليتبيّن المعنى اللغوي واالصطالحي‬
‫ليتمكن من تحديد أھم الفوارق بين الفصحى والعاميّة ليستنتج أنھا تتلخص في )‪" :(4‬تحريف‬
‫النطق ببعض حروف اللغة‪ ،‬وتغيره كليا ً في بعض األحيان وإھمال إعراب أواخر الكلمات‪،‬‬

‫الدجاني‪ ،‬أحمد صدقي‪ ،‬حوار ومطارحات‪ ،‬دار المستقبل العربي‪ ،‬القاھرة‪ ،1986 ،‬ص ‪.101‬‬ ‫) ‪(1‬‬
‫انظر في مجلة مجمع اللغة العربية بالقاھرة العدد ‪.90‬‬ ‫) ‪(2‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫) ‪(3‬‬
‫مجلة مجمع اللغة العربية بالقاھرة العدد ‪ ،90‬ص ‪.16‬‬ ‫) ‪(4‬‬

‫مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد ‪ 2014 ،(9) 28‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بسمة الدجاني‪ ،‬وفاطمة العمري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪2033‬‬

‫وتغيير حركات حروف الكلمة في العاميّة‪ ،‬وھذه الفوارق تؤدي إلى فارق آخر مھم؛ ھو وحدانية‬
‫الفصحى العربية بينما تتعدد العاميات العربية بتعدد أنحاء الوطن الكبير واختالف اللھجات‪.‬‬
‫وواضح أن ھذه الفوارق تضع الفصحى في مكانة متميزة‪ ،‬وتجعلھا "األنموذج" للسان الراقي‬
‫الحريص على النطق الصحيح للحروف وعلى اإلعراب‪ ،‬وعلى سالمة الكلمة‪ .‬والفت أن العامية‬
‫حي وآخر‪ ،‬والفت أيضا ً أن ھناك تشابھا ً بين‬
‫في بل ٍد ما تتفاوت في درجة قربھا من الفصحى بين ﱟ‬
‫العاميات المختلفة في بالد العرب في جوانب تحولھا عن الفصحى صوتيا ً وصرفا ً ونحواً‪ ،‬وإن‬
‫ذھب كل منھا مذھبه"‪.‬‬
‫والدجاني ال يستطيع – حتى وھو يكتب عن اللغة – أن يخرج من عباءته التاريخية‬
‫السياسية االجتماعية‪ ،‬فنراه يتحدث عن يافا المدينة )‪ ،(1‬وھو يُ َذ ﱢكر باغتصابھا ويؤكد العزم على‬
‫تحرير األرض لقوله)‪" :(2‬وقد ش ّدني ھذه المرّة أن أتحدث عن العامية في بلدي‪ ،‬والحديث عن‬
‫البلد أثير إلى نفس كل إنسان‪ ،‬ولكنّه في حال المنكوب باغتصاب بلده يأخذ بُعداً آخر بما يتض ّمنه‬
‫من استحضار ذكريات‪ ،‬وما يُ َعبﱢر عنه من عز ٍم على استرداد الحق وتحرير األرض والعودة إلى‬
‫الدار"‪.‬‬
‫وال يفوته في حديثه عن المدينة أن يُبيّن تاريخھا وإنشاءھا‪ ،‬وأن يتحدث عن موقعھا‬
‫الجغرافي وذلك ليتوصّل من خالله إلى عاميّة أھلھا المتأثرة بالطبع بعاملي المكان والزمان والتي‬
‫أصبحت "لھجة يافاوية مميزة"‪.‬‬
‫بنقاط ثمانية تتجلّى بــ )‪:(3‬‬
‫ٍ‬ ‫وقد رسم الدجاني مالمح تلك اللھجة ال ُمميّزة ول ّخصھا‬
‫تحريف عدد من الحروف وتحويلھا‪ ،‬كنطق القاف ھمزة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحريك الحرف الثاني في األسماء إذا كان ساكنا ً كــ بَ َحر بدالً من بَحْ ر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقول العا ّمة )إجا( بدالً من جاء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استعمالھم ألفاظ )يا خوي( بدالً من )يا أخي(‪ ،‬و )يابا( بدالً من )يا أبي( وغيرھا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استعمال كلمة )ع ّمال( لتؤدي معنى استمرار الفعل كقولھم‪ :‬عمال ياكل أو عم ياكل للداللة‬ ‫‪-‬‬
‫على ال ُمضي قُدما ً واالستمرار في الفعل‪.‬‬
‫تتض ّمن اللھجة اليافاوية أصواتا ً لھا دالالت ليس فيھا حروف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في العاميّة اليافاوية كلمات أعجمية جرى تعريبھا بلفظھا األعجمي مثل )ساكو( للداللة على‬ ‫‪-‬‬
‫)السترة( وھي معربة من اإليطالية‪.‬‬
‫في العاميّة اليافاوية ميل قوي لمد آھر حروف الكلمة وحرف العلّة الذي يسبقه كقولھم‪) :‬يا‬ ‫‪-‬‬
‫خوووي(‪.‬‬

‫)‪ (1‬وھي مسقط رأسه‪.‬‬


‫)‪ (2‬مجلة مجمع اللغة العربية بالقاھرة العدد ‪ ،90‬ص ‪.15‬‬
‫)‪ (3‬مجلة مجمع اللغة العربية بالقاھرة العدد ‪ 90‬ص ‪.20 ،19 ،18‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد ‪2014 ،(9) 28‬‬
‫‪ 2034‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "اللغة العربية وسيرورة الفكر القومي العربي‪"...... :‬‬

‫والدجاني وإن لم يختم بحثه بخاتمة إال أنه تنبّه إلى مقارنة عاميّة يافا بالعاميات األخرى‬
‫وبيّن مواقع االشتراك بينھا وبين العاميات في سائر المناطق‪.‬‬
‫حال إلى تكريس‬
‫ٍ‬ ‫ولعل بحث الدجاني يأتي في إطار المنھج الوصفي الذي ال يسعى بأي‬
‫مفھوم العاميّة‪ ،‬وإنما ھو في سياق الدعوة إلى الفصحى ألن الدجاني ألزم نفسه بالحديث‬
‫بالفصحى أبداً في عمله وبيته وسائر شأنه )‪.(1‬‬
‫ُكتُب التراث العربي‪ :‬قراءة لغوية في الفواتح‬
‫ق ﱠدم الدجاني بحثا ً لطيفا ً فريداً قرأ من خالله فواتح الكتب التراثية ‪ ،‬وبيّن أن لفواتح الكتب‬
‫)‪(2‬‬

‫) ُمقدماتھا( أھمية بالغة؛ إذ يرى الدجاني أن المقدمات وما يجيئ فيھا وثيقة الصلة بموضوعات‬
‫الكتب‪ ،‬ويضرب لذلك أمثاالً من ُكتب التﱡراث)‪ (3‬فابن األثير ‪ 630‬ھـ كتب في مقدمة كتابه‬
‫"الكامل في التاريخ"‪" :‬الحمد القديم‪ .‬فال أوّل لوجوده‪ .‬الدائم الكريم فال آخر لبقائه وال نھاية‬
‫لجوده‪ .‬الملك حقا ً فال تدرك العقول حقيقة كنھه‪ .‬القادر فكل ما في العالم من أثر قدرته ‪ ....‬مبيد‬
‫القرون السالفة‪ ،‬واألمم الخالفة‪ ،‬لم يمنعھم منه ما اتخذوه معقالً وحرزاً‪ .‬فھل تحس منھم من أحد‬
‫أو تسمع لھم ركزا ‪ ."...‬وھذه المقدمة تتناسب مع موضوع كتابه‪.‬‬
‫ويُبيّن الدجاني أن المتأ ّمل في فواتح ال ُكتُب يلحظ أن )‪" (4‬مضمون )الحمدله( و)الصلصلة(‬
‫يتوافق مع موضوع الكتاب حمد الخالق والصالة والسالم على نبيه لتھيء القارئ للدخول إلى‬
‫عالم الكتاب‪ ،‬ولتُذ ﱢكره وھذا ھو األھم بحقيقة اإليمان وتربط ما يتلقاه من علم بھذه الحقيقة"‪.‬‬
‫ويورد الدجاني عدداً من ال ُكتب القديمة ككتاب )عجائب اآلثار في التراجم واألخبار( لعبد‬
‫الرحمن الجبرتي‪ ،‬و)مقدمة ابن خلدون(‪ ،‬و)الكامل في التاريخ( البن األثير‪ ،‬و)العبر وديوان‬
‫المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرھم من ذوي السلطان األكبر( البن‬
‫خلدون‪ ،‬و)اإلعالن بالتوبيخ لمن ذم التاريخ( للسخاوي‪ ،‬و)العواصم من القواصم في تحقيق‬
‫مواقف الصحابة بعد وفاة النبي صلى ﷲ عليه وسلم( ألبي بكر بن العربي‪ ،‬وغيرھا‪.‬‬
‫وھو إذ يُسلﱢط الضوء على ُكتُب التاريخ ال يُغفل ُكتُب اللغة واألدب فيضرب مثالً بــ ألفية‬
‫ابن مالك في النحو والصرف ففاتحتھا ال تخرج على القاعدة )‪ (5‬إذ "تتض ّمن مثاالً لألمانة العلمية‬
‫رائعاً‪ ،‬وتنبض بروح اإليمان" إذ افتتحت بــ‬

‫انظر‪ :‬مھدي الدجاني‪ :‬الرحلة الصدقية مع الفصحى والعامية في‪ :‬إسھامات الدكتور أحمد صدقي الدجاني في‬ ‫) ‪(1‬‬
‫أكاديمية المملكة المغربية‪ .‬ج ‪ 2‬ص ‪.16 – 8‬‬
‫انظر في‪ :‬إسھامات أحمد صدقي الدجاني في أكاديمية المملكة المغربية‪ ،‬الطيب صدقي الدجاني‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫) ‪(2‬‬
‫‪ ،2008‬المغرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.126-115‬‬
‫انظر في‪ :‬إسھامات أحمد صدقي الدجاني في أكاديمية المملكة المغربية‪ ،‬الطيب صدقي الدجاني‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫) ‪(3‬‬
‫‪ ،2008‬المغرب‪ ،‬ص ‪.116 – 115‬‬
‫المصدر السابق ص ‪.116‬‬ ‫) ‪(4‬‬
‫انظر في‪ :‬إسھامات أحمد صدقي الدجاني في أكاديمية المملكة المغربية‪ ،‬الطيب صدقي الدجاني‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫) ‪(5‬‬
‫‪ ،2008‬المغرب‪ ،‬ص ‪.120‬‬

‫مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد ‪ 2014 ،(9) 28‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بسمة الدجاني‪ ،‬وفاطمة العمري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪2035‬‬

‫أحمد ربي ﷲ خير مالك‬ ‫قال محمد ھو ابن مالك‬


‫وآله المتكلمي الشرفا‬ ‫مصليا ً على النبي المصطفى‬
‫مقاصد النحو بھا محوية‬ ‫وأستعين ﷲ في ألفية‬
‫وتبسط الوعر ببذل منجز‬
‫تقرب األقصى بلفظ موجز‬
‫ويتحدث – أيضا ً – عن العقد الفريد )‪ (1‬ويُبيّن تنبيه ابن عبد ربه على مسألة فواتح ال ُكتُب في‬
‫كتاب "التوقيعات والفصول والصدور" في أن ال ُكتُب كانت تفتتح بــ )باسمك اللھم( ولما نزلت‬
‫سورة ھور أصبحت الكتب تصدر ببسم ﷲ‪.‬‬
‫كما يتحدث عن الفصل الذي عقده القلقشندي )‪ (2‬في )صبح األعشى وصناعة اإلنشاء( عن‬
‫الفواتح في مقالته "في الفواتح والخواتم" وھي التي بسط فيھا القلقشندي الحديث عن الفواتح‬
‫وبدايات الكتب وخواتيمھا‪.‬‬
‫ثم تتبع الدجاني مقدمات ال ُكتُب الحديثة ليرى أنھا خلت من الفاتحة التراثية‪ ،‬وعزا السبب‬
‫وراء ذلك إلى )‪" (3‬ظھور جيل جديد من المؤلفين تعرﱠض آلثار الصدع الذي حدث في ثقافة األمة‬
‫ففصل أبناءھا عن تراثھم‪ .‬كما يعود إلى اتخاذ الكتاب الغربي نموذجا ً من قِبل الكثيرين"‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫سنن التفاعل الحضاري‬
‫قضية التعريب في ضوء ُ‬
‫تح ﱠدث الدجاني في موضوع الترجمة وتعريب المصطلحات من خالل البساط اللغوي‬
‫ومعنى التعريب في المعاجم ومن خالل معناه االصطالحي عند أھل الشأن )‪ ،(5‬وقد تح ﱠدث عن‬
‫تاريخ التعريب عند المحققين بعلم الحضارة عند العرب وغيرھم من األمم من أمثال ابن خلدون‬
‫وأوزالد شبنجلر وألبرت شفاتيزر وتبرم سوروكين ومالك بن نبي وزكي نجيب محمود‬
‫وقسطنطين زريق وغيرھم )‪.(6‬‬
‫ورأى الدجاني أن التعريب من ظواھر التفاعل الحضاري وسُننه وأن "األمة العربية خبرت‬
‫االحتكاك الحضاري منذ فجر الحضارة‪ ،‬وذلك بحُكم موقع وطنھا العربي من القارات الثالث‬

‫المصدر السابق ص ‪.120‬‬ ‫) ‪(1‬‬


‫انظر في‪ :‬إسھامات أحمد صدقي الدجاني في أكاديمية المملكة المغربية‪ ،‬الطيب صدقي الدجاني‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫) ‪(2‬‬
‫‪ ،2008‬المغرب‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫المصدر السابق ص ‪.125‬‬ ‫) ‪(3‬‬
‫بحث الدجاني منشور في‪ :‬إسھامات الدكتور أحمد صدقي الدجاني في أكاديمية المملكة المغربية ج ‪ 1‬ص‬ ‫) ‪(4‬‬
‫‪.214 – 201‬‬
‫المصدر السابق ص ‪.204‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫المصدر السابق ص ‪.205‬‬ ‫)‪(6‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد ‪2014 ،(9) 28‬‬
‫‪ 2036‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "اللغة العربية وسيرورة الفكر القومي العربي‪"...... :‬‬

‫آسيا وأفريقيا وأوروبا")‪ ،(1‬وبيﱠن أن األمة العربية تواصلت حضاريا ً مع غيرھا ثالث مرات في‬
‫التاريخ )‪:(2‬‬
‫المرة األولى‪ :‬إبان ازدھار حضارات الرافدين والنيل والھالل الخصيب سومرية وبابلية‬
‫وأشورية ومصرية وكنعانية‪ ،‬وتواصلھا مع حضارات آسيا وأفريقيا ثم أوروبا حين ازدھرت‬
‫حضارة اإلغريق‪.‬‬
‫المرة الثانية‪ :‬إبان الحمل بالحضارة العربية اإلسالمية قبيل محمد بن عبد ﷲ صلى ﷲ‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وفي أعقابھا حين بلغت ھذه الحضارة أوجھا‪ ،‬حيث تفاعل العرب مع الحضارات‬
‫فارس والھند والروم والصين وأفريقيا‪.‬‬
‫المرة الثالثة‪ :‬حين تفاعلت مع ھذه الحضارة العربية اإلسالمية حضارة أخرى ناشئة في‬
‫أوروبا منذ حروب الفرنجة التي بدأت في نھاية القرن الحادي عشر الميالدي‪.‬‬
‫وبيّن الدجاني أن الحضارة العربية )‪ (3‬أقبلت في المرات الثالث على التواصل الحضاري‬
‫في جو من السلم والرضا‪ ،‬موضحا ً أن "إيالف" رحلة الشتاء والصيف كانت مثاالً على التفاعل‬
‫الحضاري‪ ،‬وأن أدب الرحالت وكتب المسالك والممالك وحركة الترجمة كانت أمثلة شاھدة على‬
‫التفاعل الحضاري مع الشعوب األخرى‪.‬‬
‫اللغة وال ُمصطلح‪ :‬نظرةٌ في البُع ِد السياسي‬
‫جوھر‬
‫ِ‬ ‫ضھم بِ‬ ‫يقول تشومسكي عندما ندرس اللغةَ اإلنسانيةَ فإنﱠنا نقتربُ ِم ّما يُسميه بع ُ‬
‫جتمع ھناك تأثي ٌر‬ ‫ٍ‬ ‫جنس البشر)‪ .(4‬وفي بُني ِة ُك ﱢل ُم‬ ‫ِ‬ ‫للعقل والخاصة بِ‬‫ِ‬ ‫اإلنسان؛ أي القيم ال ُمميﱢزة‬
‫كالم‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫طريق‬‫"‬ ‫أن‬ ‫كما‬ ‫)‪(5‬‬
‫‪.‬‬ ‫الشخص‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫حيا‬ ‫على‬ ‫ح‬ ‫ٌ‬ ‫واض‬ ‫ر‬
‫ٌ‬ ‫تأثي‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ﱡ‬ ‫ل‬‫فل‬ ‫غوية‪،‬‬ ‫ت اللﱡ‬
‫واض ٌح للسياسا ِ‬
‫ص ﱡو ِرنا لھذا الشخص" ‪.‬‬
‫)‪(6‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫عزل عن طريق ِة ما يقوله تلعبُ َدورا أساسيا جدا في كيفي ِة تَ َ‬ ‫خص بِ َم ٍ‬
‫ِ‬ ‫ال ﱠش‬
‫الشخص" ‪.‬‬
‫)‪(6‬‬

‫صطلح وتفني ِد‬‫ِ‬ ‫ويتﱠض ُح ھذا جليّا ً في لُغ ِة الدجاني وأُسلوبِه في مؤلفاتِه؛ فقد اتﱠخذ ِمن ُمناقش ِة ال ُم‬
‫ق من اللﱡغ ِة ليُقيم‬ ‫للولوج إلى القضايا التي يُناق ُشھا‪ .‬وھو في ھذا ينطل ُ‬ ‫ِ‬ ‫حقيقتِه اللﱡغوية طريقا ً‬
‫ﱡ‬
‫بالنظر إلى أصالتِه اللغوية ونزاھتِه على ُمست َوى‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ال ُمصطلح‪ ،‬ويُبيﱢن حقيقته‪ .‬ثم يُصدر عليه حُكما‬
‫والغرض السياسي ِمن تَوظيفه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫المعنَى المقصود‬

‫المصدر السابق ص ‪.208‬‬ ‫) ‪(1‬‬


‫المصدر السابق ص ‪.209 – 208‬‬ ‫) ‪(2‬‬
‫انظر في‪ :‬إسھامات أحمد صدقي الدجاني في أكاديمية المملكة المغربية‪ ،‬الطيب صدقي الدجاني‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫) ‪(3‬‬
‫‪ ،2008‬المغرب‪ ،‬ص ‪.211 – 209‬‬
‫انظر‪ :‬جاس‪ ،‬سوزان والري سلينكر‪ ،‬اكتساب اللغة الثانية‪ ،‬ترجمة‪ :‬ماجد الحمد‪ ،‬السعودية‪.2009 ،‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫انظر‪ :‬طوليفصون‪ ،‬جيمس‪ ،‬السياسة اللغوية خلفياتھا ومقاصدھا‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد خطابي‪ ،‬المغرب‪.2007 ،‬‬ ‫) ‪(5‬‬
‫جوزيف‪ ،‬جون‪ ،‬اللغة والھوية‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد النور خراقي‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪ ،2007،‬ص ‪.19‬‬ ‫) ‪(6‬‬

‫مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد ‪ 2014 ،(9) 28‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بسمة الدجاني‪ ،‬وفاطمة العمري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪2037‬‬

‫صطلح )النظام الشرق أوسطي( و)السوق الشرق‬ ‫ِ‬ ‫خالل حديثِه عن ُم‬ ‫ِ‬ ‫يتﱠض ُح ذلك ِمن‬
‫أوسطية()‪.(1‬‬
‫مشروع ت ﱠم طر ُحهُ وتجري ُمحاولةُ‬‫ٍ‬ ‫إذ يُناقشُ ال ُمصطلحين بِقَوله‪) :‬ال ُمصطلحان يُشيران إلى‬
‫صطلح بقولِه‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫أذھان كثيرين مفھو ٌم واح ٌد( ‪ .‬ثم يقتر ُح بديال لل ُم‬
‫)‪(2‬‬
‫ِ‬ ‫فرض ِه على ِمنطقَتِنا‪ .‬ولھما في‬ ‫ِ‬
‫فإن علينا أن نستخد َم ُمصطل َح )النظام( للدالل ِة على‬ ‫استخدام ال ُمصطلح ﱠ‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ق‬ ‫ﱢ‬
‫د‬ ‫ال‬ ‫ّي‬
‫ر‬ ‫تح‬ ‫أردنا‬ ‫)إذا‬
‫ب االقتصادي ِمن‬ ‫صطلح )السوق( للدالل ِة على الجان ِ‬ ‫َ‬ ‫ﱢ‬ ‫ُ‬
‫المشروع كله بِجوانِبِه جميعھا‪ ،‬ونستخد َم ُم‬‫ِ‬
‫المشروع()‪.(3‬‬
‫وضيحھا‪ .‬إذ يقول في‬ ‫ِ‬ ‫بسط المفاھيم وتَ‬ ‫ِ‬ ‫وھو في ذلك يُقدﱢم ُمسوّغات اقتراحاتِه‪ ،‬ويلجأ إلى‬
‫أكثر ِمن ِع ٍلم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ستخد‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬
‫د‬ ‫جدي‬ ‫ح‬
‫ٌ‬ ‫اصطال‬ ‫أن كلمةَ )النظام(‬ ‫استعمال كلم ِة النظام‪" :‬ومعلو ٌم ﱠ‬ ‫ِ‬ ‫تسويغ‬
‫ِ‬
‫ﱠ‬ ‫ٌ‬
‫ك في اتبا ِعھا أفراد أو دو ٌل‪ ،‬ويتخذونَھا‬ ‫ﱢ‬ ‫ت العا ّمة التي يشتر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وھو يَعني مجموعة القواع ِد واالتجاھا ِ‬
‫بغير ِھم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ببعض‪ ،‬وتربطُھم‬ ‫ضھم )‪ٍ (4‬‬ ‫ت التي تربطُ بع َ‬ ‫وتنسيق العالقا ِ‬
‫ِ‬ ‫لتنظيم حياتِھم ال َجمعية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أساسا ً‬
‫ت‪ ،‬وما يحك ُم عملھم ال ُمشترك ِمن آلي ٍة" ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وكذلك ما يجري بينھم ِمن تفاعال ٍ‬
‫قاش بالبُع ِد ال ﱡلغوي ثم يَعب ُر‬ ‫حيث يفتت ُح النﱢ َ‬ ‫ُ‬ ‫وھذا شأنُ الدجاني في ُمناقش ِة القضايا واألحدا ِ‬
‫ث‬
‫الشرق األوسط ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫ِ‬ ‫سالم‬
‫ِ‬ ‫مؤتمر‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫سبيل ال ِمثال حديثه عن‬ ‫ِ‬ ‫إلى ما بَع َده‪ ،‬وأمثلةُ ذلك كثيرةٌ ِمنھا على‬
‫عنوان‪ (6) :‬ما‬‫ِ‬ ‫قترح النتفاض ِة عام ‪ ،2000‬إذ بدأ نقا َشهُ تحت‬ ‫االسم ال ُم )‪ِ (7‬‬
‫ِ‬ ‫و ِمن ذلك حديثُه عن‬
‫ب إرييل شارون‬ ‫جرم الحر ِ‬ ‫اقتحام ُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ھو االس ُم الذي نُطلِقُه عليھا؟ ثم قال‪" :‬لقد بدأت )ھَبّة( إثر‬
‫ْ‬
‫غدت‬‫ْ‬ ‫تلبث أن‬‫صى يوم ‪ ،2000/9/28‬ثم ما أسرع ما صارت )انتفاضةً شعبية(‪ ،‬ولم ْ‬ ‫للمسج ِد األق َ‬
‫بوضوح– ِمن اللغ ِة ويعو ُد إليھا في ترتي ِ‬
‫ب‬ ‫ﱡ‬ ‫ٍ‬ ‫ق–‬ ‫الجوانب(‪ .‬وھذا النقاشُ ينطل ُ‬ ‫)معركةً( ُمتع ﱢددةَ َ‬
‫ت ِجديّ ِة ما َح َد َ‬
‫ث‪.‬‬ ‫ُمستويا ِ‬
‫ت التاريخيةَ والسياسيةَ الكامنةَ خلف البُع ِد اللﱡغوي في‬ ‫وھو ال يكتفي بذلك بل يلتقطُ اإلشارا ِ‬
‫حف‬‫ت شامير في الصﱡ ِ‬ ‫لبعض تصريحا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُمراجعاتِه وقراءاتِه للمشھ ِد العام‪ .‬ومن ذلك ُمرا َج َعتُه‬
‫تصريحه لجريد ِة معاريف وھو يقول‪) :‬كان في عزمي أن أجع َل‬ ‫ِ‬ ‫ض َح بجال ٍء في‬ ‫بقولِه‪ ..." :‬كما أَوْ َ‬
‫كم الذاتي تمت ُد عشر سنين نكونُ أثنا َءھا قد َوطﱠنا نصفَ مليون نسمة في يھودا‬ ‫ت ال ُح ِ‬‫مفاوضا ِ‬
‫ضف ِة الغربية‪،‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬
‫والسامرة(‪ ،‬فيُ َعقبُ الدجاني على ذلك بقولِ ِه‪) :‬ويُال َحظ أنه استخد َم االس َم التوراتي لل ﱠ‬ ‫ﱢ‬

‫الدجاني‪ ،‬أحمد صدقي‪ ،‬في مواجھة نظام الشرق األوسط‪ ،‬دار المستقبل العربي‪ ،‬القاھرة‪.1994 ،‬‬ ‫) ‪(1‬‬
‫المصدر السابق‪ .‬ص ‪.73‬‬ ‫) ‪(2‬‬
‫الدجاني‪ ،‬أحمد صدقي‪ ،‬في مواجھة نظام الشرق األوسط‪ ،‬ص ‪.73‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬ ‫) ‪(4‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫الدجاني‪ ،‬أحمد صدقي‪ ،‬القدس وانتفاضة األقصى وحرب العولمة‪ ،‬ص ‪.9‬‬ ‫) ‪(6‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬ ‫)‪(7‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد ‪2014 ،(9) 28‬‬
‫‪ 2038‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "اللغة العربية وسيرورة الفكر القومي العربي‪"...... :‬‬

‫ت االستيطاني ِة اليھودية بحيث ال يبقَى‬ ‫وقد قصد أن تُصب َح األراضي ال ُمحتلةُ َمألى بال ُمستعمرا ِ‬
‫كم ذاتي فِلسطيني")‪.(1‬‬ ‫َمجا ٌل لِ ُح ٍ‬
‫ث‪ ،‬ويُجنبُنا االختالفَ على‬ ‫ضوح البح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت تحديداً دقيقا ً يُساع ُدنا على ُو‬ ‫إن تحدي َد ال ُمصطلحا ِ‬ ‫" ﱠ‬
‫ُ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬
‫مور لم نح ﱢدد َمفاھي َمھا‪ .‬كذلك‪ ،‬فإن التعرفَ على َعوامل النشأ ِة يُ َمكننا ِمن تَتبﱡ ِع َمج َرى حرك ِة‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أُ ٍ‬
‫وإدراك الظروف التي أحاطت بنشأتِھا‪ .‬وأخيراً فإن‬ ‫ﱡ‬ ‫ِ‬ ‫وتطو ِرھا‬‫ﱡ‬ ‫األفكار‬
‫ِ‬ ‫الفكر ورؤية مراحل نُمو‬ ‫ِ‬
‫)‪(2‬‬ ‫ُ‬
‫الفكر يُوفﱢ ُر لنا نظرة شاملة تحيط به وبانشغاالتِه" ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫حص َر أبعا ِد‬
‫ولذلك خصص الدجاني مقاالً له بعنوان "قضية المصطلحات"‪ ،‬يقول فيه‪" :‬من متطلبات‬
‫انتصارنا في صراع النفس الطويل الذي نخوضه ضد الصھيونية العنصرية التمسك باستخدام‬
‫ت العدو التي تُعبﱢ ُر‬‫منظورنا وحُقوقِنا وتَوجﱡ ھاتِنا‪ ،‬ورفض ُمصطلحا ِ‬ ‫ِ‬ ‫المصطلحات التي تُعبﱢ ُر عن‬
‫)‪(3‬‬ ‫ً‬
‫منظوره وأطما ِعه وتَقلبُ الحقائق رأسا على عَقب" ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عن‬
‫ُ‬
‫وفي ھذا يسير الدجاني وفق منھجية علم اللغة الحديث‪" ،‬فلما أسس علم اللغة في القرن‬
‫التاسع عشر‪ ،‬تم التركيز على االرتباط بين الفكر والثقافة‪ ،‬إذ يحذو فريدريك ماكس ميلر )‪ (4‬حذو‬
‫حذو بارون فيلھلم فون ھومبلت )‪ (5‬في أن ليس ھناك فكر من دون كلمات‪ ،‬مثلما ليس ھناك‬
‫كلمات من دون فكر إال بقدر ضئيل‪ ..‬إن الفكر واللغة يظھران في وقت واحد‪ ،‬وتعتبر اللغة ِھبَةً‬
‫مادية‪ ،‬وشيئا ً حيًّا يُش ﱢكل الثقافة والفكر لشعب من الشعوب فيدفع به نحو األفضل أو األسوأ")‪.(6‬‬
‫ويُعلﱢل الدجاني أھمية التمعن في اختيار المصطلح اللغوي وعالقته بالفكر والثقافة قائالً‪:‬‬
‫"إننا نخوض صراعا ً طويل المدى مع الصھيونية‪ ،‬وقد واجھنا فيه حرص عدونا على استخدام‬
‫ظفا ً آلة الدعاية الصھيونية التي يملكھا من خالل‬ ‫مصطلحاته ومحاولة تعميمھا على العالم ُمو ﱢ‬
‫مصطلح يشيع‬‫ٍ‬ ‫سيطرته في وسائل اإلعالم‪ .‬ومطلوبٌ أن نُحسنَ المواجھة‪ ،‬ونقف أمام كل‬
‫فاحصين وممحصين قبل أن نقبل استخدامه‪ .‬ومطلوبٌ أيضا ً أن ننحت نحن مصطلحاتنا‪ ،‬ونحيي‬
‫القديم منھا لنحقق التواصل الحضاري مع أجدادنا‪ ،‬والتفاعل الصحيح مع قومنا")‪.(7‬‬
‫وھو يرى في اللغة العربية طريقا ً لبلوغ ھدف العرب العظيم بقوله‪" :‬وإن ألمتنا‪ ،‬وھي‬
‫تعيش في ھذا العصر سباق الثقافات وصراعھا‪ ،‬أن تعمل بكل طاقتھا على مواصلة دورھا‬
‫عظيم ھو تأكيد عالمي ِة اللغ ِة العربية‬ ‫ٍ‬ ‫ھدف‬
‫ٍ‬ ‫ُلوغ‬
‫التاريخي في االرتقاء باإلنسان‪ ،‬وتس َعى إلى ب ِ‬

‫الدجاني‪ ،‬أحمد صدقي‪ ،‬في مواجھة نظام الشرق األوسط‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫) ‪(1‬‬
‫الدجاني‪ ،‬أحمد صدقي‪،‬عروبة وإسالم ومعاصرة‪ ،‬ص ‪.39‬‬ ‫) ‪(2‬‬
‫الدجاني‪ ،‬أحمد صدقي‪" ،‬بداية الصحوة العربية في مواجھة الغزوة الصھيونية العنصرية" دار المستقبل‬ ‫) ‪(3‬‬
‫العربي‪ ،1986 ،‬ص ‪.49‬‬
‫فريدريك ماكس ميلر )‪.(1900 – 1823‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫فيلھلم فون ھومبلت )‪.(1835 – 1767‬‬ ‫) ‪(5‬‬
‫جوزيف‪ ،‬جون‪ ،‬اللغة والھوية‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد النور خراقي‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪ ،2007 ،‬ص ‪.74‬‬ ‫)‪(6‬‬
‫الدجاني‪ ،‬أحمد صدقي‪ ،‬بداية الصحوة العربية في مواجھة الغزوة الصھيونية العنصرية‪ ،‬دار المستقبل‬ ‫)‪(7‬‬
‫العربي‪ ،1986 ،‬ص ‪.52‬‬

‫مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد ‪ 2014 ،(9) 28‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بسمة الدجاني‪ ،‬وفاطمة العمري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪2039‬‬

‫و ِعلميتھا‪ ،‬وبسط الثقاف ِة العربية اإلسالمية كوسيل ٍة قادر ٍة على تمھي ِد السبيل ال ُميسﱢر للوفا ِء‬
‫ت الرﱡ وحية والقَومية والحضارية")‪.(1‬‬ ‫بااللتزاما ِ‬
‫اإلسال ُم وال ُعروبةُ َوجھان لِ ُھوي ٍة عربي ٍة واحدة‬
‫بحال‪ .‬وظلّت ھذه‬ ‫ٍ‬ ‫رأى الدجاني دائما ً أن اإلسال َم وال ُعروبةَ ُمتالزمان ال يمكنُ فصلُھما‬
‫غير‬ ‫ِ‬ ‫إنتاجه األدبي والفكري وحياتِه العملية ُكلّھا‪ .‬فھو يعرضُ ھذه الفكرة في‬ ‫ِ‬ ‫الفكرةُ تُلِحﱡ عليه في‬
‫وقع ِمن ُكتبه‪ ،‬ويُب ﱢسطھا ويداف ُع عنھا ويُصيّر عليھا وعلى بلورتِھا في أذھان قرائ ِه و ُمريديه إذ‬ ‫ُ‬ ‫َم ٍ‬
‫أساس الھُوي ِة العربية‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫َ‬ ‫وبقيا‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫للعر‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫بالنسب‬ ‫تالزمين‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫روب‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫وال‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫اإلسال‬ ‫ﱠ‬
‫ل‬ ‫ظ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬
‫راع بين المبادئ اإلسالمي ِة وبين المفاھيم القِبلي ِة في الحيا ِة‬ ‫حضاري شامل‪ ،‬وإثر ص ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تطور‬
‫ٍ‬ ‫إثر‬
‫ب واألصل‪ ،‬وإلى أن تتخ ﱠذ ال ُعروبةُ مفھوما ً يستن ُد إلى‬ ‫تجاوز مفاھيم النﱠس ِ‬‫ِ‬ ‫إلى‬ ‫ى‬ ‫د‬‫ﱠ‬ ‫أ‬ ‫مما‬ ‫العامة‪،‬‬
‫وتأكدت اللﱡغةُ العربية رابطةً أساسيةً‬ ‫ْ‬ ‫س ثقافي‪،‬‬ ‫اللﱡغ ِة والثﱠقافة‪ .‬وبرز مفھو ُم األ ﱠم ِة العربية على أسا ٍ‬
‫فإن الثقافةَ العربية اإلسالمية وتراثَھا تُمثﱢ ُل ُمحت َوى ھذا‬ ‫ب‪ .‬وإذا كانت العربيةُ قاعدةَ االنتما ِء ﱠ‬ ‫للعر ِ‬
‫االنتماء" ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫صحو ٍة عربية‪ .‬يتجلﱠى ذلك‬ ‫وھو ي َرى أن اإلسال َم وال ُعروبةَ بعالقتِ ِھما ال ُمتالزم ِة يُرافقان ُك ﱠل َ‬
‫ورفض‬
‫ِ‬ ‫لإلسالم األول‬
‫ِ‬ ‫القرن الثامن عشر في َدعو ٍة إلى ال َعود ِة‬ ‫ِ‬ ‫بِقولِه‪" :‬بدأ الوع ُي العربي في‬
‫األطراف )أطراف‬
‫ِ‬ ‫جتمع العربي اإلسالمي‪ ،‬بدأ ذلك على‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫واالنحراف‬ ‫ال ﱠرواسب وال ُجمود‬
‫فجر‬‫ِ‬ ‫ب في‬‫ور العر ِ‬ ‫ّ‬
‫البَوادي( في الحرك ِة ال َوھابي ِة في الجزير ِة العربية‪ .‬وفي الحرك ِة إحيا ٌء لِ َد ِ‬
‫بالخالف ِة العربية")‪.(3‬‬ ‫لإلسالم ال ﱠرسمي الذي يُمثﱢلُه ال ُعثمانيون‪ ،‬وتذكي ٌر ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلسالم‪ ،‬ورفضٌ‬
‫ق على ثقافتِھم‪ ،‬ويُماي ُز بينَھم‪:‬‬ ‫الفكر اإلسالمي العُروبي ب ُمف ﱢكريه‪ ،‬ويُعلّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ويربطُ الدجاني‬
‫والمفھوم السياسي الحديث كما جاء في‬ ‫ِ‬ ‫المفھوم ال ﱡتراثي‬
‫ِ‬ ‫"برزت فكرةُ ال َوطني ِة وقرنَت بين‬
‫الفكر الفرنسي خاصةً‪ ،‬وبرز االتجاهُ العربي الشام ُل في اليقظ ِة القومية‪ ،‬وھو ُمتميﱢ ٌز لح ﱟد ما عن‬ ‫ِ‬
‫ط العربي اإلسالمي ابتدا ًء بالكواكبي‪ ،‬وقد‬ ‫طاق الخ ﱢ‬
‫ِ‬ ‫َخطﱢ الوطني ِة وإن اقترنَ بھا‪ ،‬إذ ظھر في نِ‬
‫لألفكار الغربية")‪.(4‬‬
‫ِ‬ ‫تثقﱠف ُجلﱡ ُممثلي ھذا االتجاه ثقافةً عربيةً إسالمية ثم تع ﱠرضوا‬
‫بجذورھا في القِ َد ِم‪ ،‬ولكنﱠھا ُممتدةٌ‬
‫ِ‬ ‫أن العربيةَ ‪ /‬ال ُعروبةَ إنﱠما ھي لغةٌ وثقافةٌ ضاربةٌ‬ ‫ض ُح ﱠ‬‫ويُو ّ‬
‫العرب أمة لھا خصائصھا‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫تستش ﱠرفُ ُمستقبالً أفضل‪" :‬يتمث ُل في ھذا االتجاه التأكي ُد على ﱠ‬
‫أن‬
‫ت التاريخية َدو ٌر يُذكر في‬ ‫ِ‬ ‫للذكريا‬ ‫أن العربيةَ لُغةٌ وثقافةٌ ھي الرابطةُ األساسية‪ ،‬كما كان‬ ‫وعلى ﱠ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ت الفكر ِة العربية‪ .‬وقد أشار الكتاب إلى الصﱢ ل ِة الوثيق ِة بين ال ُعروب ِة واإلسالم‪ .‬وذھب البعضُ‬ ‫تثبي ِ‬
‫وأن السبي َل لنھض ِة اإلسالم ھو بعود ِة ال ﱠدور القيادي للعرب‪.‬‬ ‫ب‪ ،‬ﱠ‬ ‫ِ‬ ‫بالعر‬ ‫وازدھر‬ ‫قام‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫اإلسال‬ ‫ﱠ‬
‫أن‬ ‫إلى‬
‫أن فكرةَ القَومي ِة العربية تأتلف واإلسالم ألنﱠھا لخدم ِة األُم ِة وليست لديھا ِوجْ ھةٌ‬ ‫وذھب البعضُ إلى ﱠ‬

‫الدجاني‪ ،‬أحمد صدقي‪ ،‬حوار ومطارحات‪ ،‬دار المستقبل العربي‪ ،‬القاھرة‪ ،1986 ،‬ص ‪.106‬‬ ‫) ‪(1‬‬
‫الدجاني‪ ،‬أحمد صدقي‪ ،‬وحدة التنوع وحضارة عربية إسالمية في عالم مترابط‪ ،‬دار المستقبل العربي‪،‬‬ ‫) ‪(2‬‬
‫‪ ،1990‬ص ‪.65‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫) ‪(3‬‬
‫المصدر السابق نفسه‪.‬‬ ‫) ‪(4‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد ‪2014 ،(9) 28‬‬
‫‪ 2040‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "اللغة العربية وسيرورة الفكر القومي العربي‪"...... :‬‬

‫انسجام‬
‫ٍ‬ ‫أن ال ُعروبةَ واإلسالم ُمقترنان تجمعھُما عالقةُ‬ ‫خالل طُروحاتِه ﱠ‬‫ِ‬ ‫ُعدوانية ")‪ (1‬؛ليُثبتَ من‬
‫وتكامل وترابط‪:‬‬
‫ٍ‬
‫إلسالم على م َدى أربع ِة عشر قرنا ً ِمن‬ ‫ِ‬ ‫أن ال ُعروبةَ اقترنت با‬ ‫"واض ٌح من ھذه ال ُعصار ِة ﱠ‬
‫كامل‬ ‫ﱠ‬
‫باالنسجام والت ِ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫واإلسالم عالقة تميﱠزت‬
‫ِ‬ ‫تاريخ األم ِة العربية‪ .‬وقد قامت بينَ ال ُعروب ِة‬‫ِ‬
‫ض القَومي‬ ‫ِ‬ ‫ھو‬ ‫ﱡ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ظاھر‬ ‫إدراك‬
‫ِ‬ ‫وفي‬ ‫القة‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ھذه‬ ‫أن خلالً ظھ َر في ِ‬
‫فھم‬ ‫ُ‬
‫ويلفت النظ َر ﱠ‬ ‫والترابط‪.‬‬
‫الحربين)العالميتين األولى والثانية(‪.‬‬ ‫وظاھر ِة اإلحيا ِء اإلسالمي في وطننا‪ ،‬وذلك في فتر ِة ما بين َ‬
‫ستقبل العالق ِة بين القَومية العربية‬ ‫ِ‬ ‫ويُمكنُنا أن نوج َز شر َحنا له كما جاء في بحثِنا عن ُم‬
‫واإلسالم")‪.(2‬‬
‫ذورھا‬ ‫اإلسالم وال ُعروبة‪ ،‬ويعو ُد إلى ُج ِ‬ ‫ِ‬ ‫العالق ِة بين‬ ‫تحليل طبيع ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخلل في‬‫ِ‬ ‫سبب‬
‫َ‬ ‫ويُناقش‬
‫بع‬ ‫َ‬
‫طاع ِمن َحمل ِة القومي ِة في الرﱡ ِ‬ ‫فھم العالق ِة على صعي ِد قِ ٍ‬ ‫القول فيھا‪" :‬لقد برز الخل ُل في ِ‬
‫)‪(3‬‬
‫َ‬ ‫ليُبسطَ‬
‫طاع ِمن َحمل ِة الفِكر ِة اإلسالمية‪ .‬ففي خالل‬ ‫القرن العشرين‪ ،‬وكذلك بر َز على صعي ِد قِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الثاني ِمن‬
‫ت تض ُع الفكرةَ‬ ‫ﱢ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تلك الفتر ِة اتخذ ذلك القطاع ِمن القوميين َموقفا حادا ِمن الدين‪ ،‬وطرحوا َمقوال ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬
‫القطاع ِمن اإلسالميين حا ّداً ھو اآلخر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫قابل كان َر ﱡد ذلك‬ ‫القوميةَ في ُمواجھ ِة العقيد ِة الدينية‪ .‬وبال ُم ِ‬
‫فھم العالق ِة عند‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫الخل‬ ‫وصل‬ ‫قد‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬‫م‬‫ُ‬ ‫اإلسال‬ ‫يأباھا‬ ‫فاعتبر الفكرةَ القَوميةَ دعوةً إلى عصبي ٍة‬
‫ق‬ ‫ً‬
‫ھؤالء درجةَ أن يطر َح ِشعا َر‪" :‬أنا عربي قبل أن أكونَ ُمسلما"‪ ،‬وھو ِشعا ٌر ال يستن ُد إلى منط ٍ‬
‫حين يربطُ بين االنتما ِء والعقيد ِة بعالق ٍة زمني ٍة‪ ،‬فيُطر ُح ِشعا ٌر ُمقابل‪" :‬أنا ُمسل ٌم قبل أن أكونَ‬
‫اصطناع األدلّ ِة ويزي ُد في ِ‬
‫تفاقم الخلل"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عاره فيتع ﱠسفُ في‬ ‫دق ِش ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫طرف على ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عربيّا ً" ويُدلل ُكلﱡ‬
‫اإلسالم وال ُعروب ِة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫فھم العالق ِة بين‬ ‫وأثره في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ور الغربي‬ ‫ث عن ال ﱠد ِ‬ ‫ويتح ّد ُ‬
‫ب‪،‬‬ ‫باالحتكاك الحضاري الذي ج َرى مع الغر ِ‬ ‫ِ‬ ‫صل ِة‬ ‫ق ال ﱢ‬ ‫حدث خالل تلك الفتر ِة ھو وثي ُ‬ ‫َ‬ ‫" ﱠ‬
‫إن ما‬
‫فتح ﱢدي الحضار ِة الغربية َول َد كما ھو الحال في تح ﱢدي الحضار ِة الغازية الغالبة‪ ،‬نَوعين ِمن ُردو ِد‬ ‫ﱠ‬
‫االحتالل‬
‫َ‬ ‫تيار االنغماسيين‪ ،‬الذين وإن قاوموا‬ ‫ِ‬ ‫الفِعل واالستجابة‪ .‬فأ ّما َر ﱡد الفِعل ِاألول فتمثﱠل في‬
‫الفكر الغربي‪ ،‬فكان أن عمدوا إلى‬ ‫ِ‬ ‫رھون باستعار ِة‬ ‫ٌ‬ ‫بأن تق ﱡد َمھم َم‬ ‫الغربي‪ ،‬إال أنﱠھم اعتقدوا ﱠ‬
‫تيار االنكماشيين الذين قاوموا االحتال َل الغربي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ﱠ‬
‫عل اآلخر فتمث َل في‬ ‫ب‪ .‬وأ ّما ر ﱡد الفِ ِ‬ ‫التغري ِ‬
‫والفرار إلى ماضيھم‪ ،‬فكان أن عمدوا إلى‬ ‫ِ‬ ‫ھم‪،‬‬ ‫أنفس‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫قو‬‫ﱠ‬ ‫ت‬‫ال‬ ‫في‬ ‫تكمنُ‬ ‫ھم‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫نجا‬ ‫أن‬ ‫واعتقدوا‬
‫تيار بُنا ِة النﱠھضة‪ ،‬الذين قرنوا أألصالةَ بال ُمعاصر ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫لت‬ ‫السلفي ِة ال ُمتز ّمتة‪ .‬وأما االستجابةُ فتمثﱠ‬
‫فھم العالق ِة بين ال ُعروب ِة‬ ‫الخلل في ِ‬ ‫َ‬ ‫بوضوح ﱠ‬
‫أن‬ ‫ٍ‬ ‫وعمدوا إلى بنا ِء حضار ِة أُمتﱢھم‪ .‬ويُمكن أن نُالحظَ‬
‫الفكر القَومي‬ ‫ِ‬ ‫واإلسالم اقتصر على االنغماسيين واالنكماشيين‪ ،‬وأن أفرا َد ذلك القطاع ِمن حمل ِة‬
‫الفكر الديني‬‫ِ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫الذين اتﱠخذوا َموقفا ً حاداً ِمن الدين كانوا انغماسيين‪ ،‬بينما كان ذلك القطاع ِمن حمل‬

‫)‪ (1‬الدجاني‪ ،‬أحمد صدقي‪ ،‬وحدة التنوع وحضارة عربية إسالمية في عالم مترابط‪ ،‬دار المستقبل العربي‪،‬‬
‫‪ ،1990‬ص ‪.65‬‬
‫)‪ (2‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫)‪ (3‬الدجاني‪ ،‬أحمد صدقي‪ ،‬وحدة التنوع وحضارة عربية إسالمية في عالم مترابط‪ ،‬دار المستقبل العربي‪،‬‬
‫‪ ،1990‬ص ‪.66‬‬

‫مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد ‪ 2014 ،(9) 28‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بسمة الدجاني‪ ،‬وفاطمة العمري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪2041‬‬

‫فھم‬ ‫تيار النﱠھض ِة أنﱠه أخطأ في ِ‬ ‫وقفا ً حاداً ِمن القَومية ِمن االنكماشيين‪ .‬ولم يب ُد قط على ِ‬ ‫الذي اتﱠخذ َم‬
‫ھذه العالقة" ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫الرغم ِمن أن‬ ‫ِ‬ ‫الفكر الديني‪ .‬وعلى‬ ‫ِ‬ ‫كر القومي وفي‬ ‫"لقد فعل ھذا الخل ُل فعلَه في الف ِ‬
‫توضيح‬
‫ِ‬ ‫الخمسينات والستينات شھدت ُجھوداً ل ُمعالجتِه وأوصلت إلى بلور ِة الفكر ِة القومية وإلى‬
‫َ‬
‫صل ِة الوثيقة بين ال ُعروب ِة واإلسالم‪ ،‬إال أن ال ُغالةَ ِمن تياري االنغماس واالنكماش وقفوا عقبةً‬ ‫ال ﱢ‬
‫فھم ھذه العالقة عند‬ ‫ﱠ‬
‫لوغ ھذه ال ُجھود غايتھا وتحقق أھدافھا‪ .‬وواض ٌح أن ھذا الخل َل في ِ‬ ‫ّ‬ ‫أمام بُ ِ‬
‫ت مؤثر ٍة في أُ ﱠمتِنا يطر ُح قضيةَ االنتما ِء والھُويّة‪ .‬ولقد آن األوانُ أن يُق ﱢد َم الفك ُر العربي‬ ‫قطاعا ٍ‬
‫مفھو َمه ال ُمتكامل لھا")‪.(2‬‬
‫آمن أحمد صدقي الدجاني ببيان اللسان ودور الكلمة في تحقيق التواصل الفعّال بين أبناء‬
‫األمة‪ ،‬وبأھمية اللغة في تثبيت ھوية أبنائھا ودعم شخصياتھم‪.‬‬
‫شك الرؤيةُ التركيبية ال ُمحكمة التي‬ ‫دون ٍ‬ ‫ِ‬ ‫مشروع الدجاني ھي ِمن‬ ‫ِ‬ ‫"وال ﱢسمةُ الغالبةُ على‬
‫ت‬ ‫ﱡ‬
‫معرفي إلى آخر‪ .‬فھو األديبُ اللغوي ال ُمف ﱠوه في جلسا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫حقل‬
‫ريح والناجح ِمن ٍ‬ ‫َم ﱠكنته ِمن التﱠنقﱡ ِل ال ُم ِ‬
‫ت األكاديمي ِة المغربية‪ ،‬وھو‬ ‫مجمع اللغ ِة العربية بالقاھرة‪ ،‬وھو ال ُمف ﱢك ُر األكاديمي الناب ُغ في َدورا ِ‬
‫اإلنسان العربي عبر َموق ِعه القيادي في‬ ‫ِ‬ ‫قوق اإلنسان وال ُمناضل عن حري ِة وكرام ِة‬ ‫داعيةُ ُح ِ‬
‫ُ‬
‫قوق اإلنسان‪ .‬وھو العال ُم ال ُمتفقﱢه ال ُمتن ﱢور في ال َمجمع األردني للحضار ِة‬ ‫ال ُمنظﱠمة العربي ِة لِ ُح ِ‬
‫نلمس أث َره‬ ‫َ‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وھو ال ﱢسياسي المرموق فلسطينيا ً وعربيا ً‪.‬ولذا لم يكن ِمن ال ُمستغر ِ‬
‫ب أن‬
‫ت الفكري ِة والسياسية التي عرفتھا الساحةُ العربية في ال ُعقو ِد األربع ِة‬ ‫الفاعل في أھ ﱢم ال ُمبادرا ِ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫بمبادرا‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫رور‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫الفلسطيني‪،‬‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫الشع‬ ‫لتمثيل‬
‫ِ‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫وطني‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫نظم‬ ‫م‬
‫ِ ِ ُ‬ ‫أول‬ ‫ء‬ ‫بإنشا‬ ‫األخيرة في حياتِه بدءاً‬
‫جتمع المدني العربي )مركز دراسات‬ ‫ِ‬ ‫ت ال ُم‬‫ت وھيئا ِ‬ ‫وار العربي األوروبي‪ ،‬وانتھا ًء بمؤسسا ِ‬ ‫الح ِ‬ ‫ِ‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬المؤتمر القومي العربي‪ ،‬المنظمة العربية لحقوق اإلنسان‪ .(...‬وكان الدجاني في‬
‫ق‪ ،‬يُقرّبُ ال َمواقفَ البعيدة‪،‬‬ ‫اإلجماع الذي ينعق ُد عليه التﱠواف ُ‬ ‫ِ‬ ‫رجل‬
‫َ‬ ‫ك ﱢل ھذه ال ُمبادرات واللقاءات‬
‫ت التعبئةَ ال ُمستقبلية‬ ‫ِ‬ ‫وشعارا‬ ‫نة‪،‬‬ ‫المر‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫الدقيق‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫والمفاھي‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫صطلحا‬ ‫م‬
‫صوم‪ ،‬ويَنتقي ُ‬
‫ال‬ ‫ق بين ال ُخ ِ‬ ‫ويُوفّ ُ‬
‫ﱠ‬
‫ت على ال َمبدأ‪ ،‬والتم ُس ِك‬ ‫ﱠ‬ ‫ٌ‬
‫صلبٌ ‪ ،‬له قدرة غريبة على الثبا ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ﱢ‬ ‫ُ‬
‫الناجعة‪ .‬وھو إلى ذلك كله ُمفاوضٌ َ‬
‫ختلف النّاس ب َمن في ِھم ال ُمخالف‬ ‫ِ‬ ‫التعامل مع ُم‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫وآدا‬ ‫بوقار‬ ‫االحتفاظ‬
‫ِ‬ ‫ت القا ّرة‪ ،‬مع‬ ‫بال َمرجعيا ِ‬
‫وال َخصم" ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫المؤتمر القومي العربي اإلسالمي‬


‫جاء المؤتم ُر اإلسالمي والمؤتم ُر القومي العربي بل وكل تلك المؤتمرات والندوات وسلسلة‬
‫يتحدث عنه‬ ‫ُ‬ ‫المشروع الحضاري العربي‪ ،‬وھو الذي‬ ‫ِ‬ ‫المؤلفات ال ُمتع ﱢددة لتكونَ ُمسا ِھمةً في‬
‫خرى‬ ‫ُ‬
‫ت داخلي ٍة وأ َ‬ ‫ً‬
‫ع‪ ،‬كما اتﱠضح ِمن أھدافِه‪ ،‬استجابة لتحديا ٍ‬ ‫الدجاني بقولِه‪) :‬لقد تبلور ھذا المشرو ُ‬
‫كم‪ ،‬وظل ٌم اجتماع ٌي وتقلي ٌد‬ ‫ِ‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫نظا‬ ‫اعتور‬ ‫ٌ‬
‫د‬ ‫استبدا‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫اخلي‬ ‫أبرز التﱠحديا ِ‬
‫ت ال ّد‬ ‫ِ‬ ‫خارجي ٍة‪ .‬وكان ِمن‬

‫)‪ (1‬الدجاني‪ ،‬أحمد صدقي‪ ،‬وحدة التنوع وحضارة عربية إسالمية في عالم مترابط‪ ،‬ص ‪.67 ،66‬‬
‫)‪ (2‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫)‪ (3‬ولد أباه‪ ،‬السيد‪ ،‬في وداع الدجاني ‪ ..‬رحيل رجل اإلجماع‪ .‬من كتاب رثاء الدجاني حبيبنا سالم‪ ،‬ص ‪.195‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد ‪2014 ،(9) 28‬‬
‫‪ 2042‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "اللغة العربية وسيرورة الفكر القومي العربي‪"...... :‬‬

‫ت الخارجية ذلك التحدي القَوي‬ ‫أبرز التّحديا ِ‬


‫ِ‬ ‫عطﱠل االجتھاد‪ ،‬وضيّق على اإلبداع‪ .‬كما كان ِمن‬
‫ْ‬
‫استھدفت به ال ﱠدوائ َر‬ ‫مشروعھا االستعماري الذي‬
‫ِ‬ ‫ب حين انطلقت ِمن‬ ‫الذي َمثﱠلته حضارةُ الغر ِ‬
‫خرى في عال ِمنا‪ ،‬ومنھا دائرةَ الحضار ِة العربية اإلسالمية وفيھا الوطن العربي( ‪.‬‬‫الحضاريةَ األُ َ‬
‫)‪(1‬‬

‫ت الدجاني ي َرى بجال ٍء تَ َوجﱡ هَ ال ﱠر ُج ِل العربي اإلسالمي‪ ،‬ففي مؤلفاتِه‬ ‫وإن َمن يستطل ُع مؤلفا ِ‬ ‫ّ‬
‫مؤلفات ِمن مثل‪) :‬عرب‬ ‫ٌ‬ ‫قول ال ﱢسياسة واإلعالم والتاريخ تبر ُز‬ ‫التي تربو عن الخمسين في ُح ِ‬
‫ومسلمون وعولمة‪ ،2000 ،‬مسلمون ومسيحيون في الحضارة العربية اإلسالمية ‪ ،1999‬في‬
‫مواجھة نظام الشرق األوسط ‪ ،1994‬وحدة التنوع وحضارة عربية إسالمية ‪ ،1990‬عروبة‬
‫عالم ُمتغيّر ‪ ،1979‬نحو استراتيجي ٍة عربي ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫وإسالم ومعاصرة ‪ ،1981‬العرب في مواجھة‬
‫للنھوض‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫تفاعالت حضارية وأفكا ٌر‬ ‫ٌ‬ ‫عالم السياسة ‪،1989‬‬ ‫ِ‬ ‫لل ُمواجھة ‪ ،1984‬مدرسةٌ عربيةٌ في‬
‫الحوار العربي األوروبي – النشأةُ والمسا ُر ‪ُ ،1993‬مستقبل الصراع العربي الصھيوني‬ ‫‪ِ ،1998‬‬
‫صھيوني‬ ‫زو ال ّ‬ ‫صحو ِة العربية في ُمواجھ ِة ال َغ ِ‬ ‫ُ‬
‫‪ ،1988‬نظرات في قضايا معاصرة ‪ ،1987‬بداية ال ﱠ‬ ‫ٌ‬
‫نظر عربية‪ ،‬رؤى‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫وجھ‬ ‫–‬ ‫األوروبي‬ ‫العربي‬ ‫الحوا ُر‬
‫يات ال ُمستقبل ‪ِ ،1976‬‬ ‫‪ ،1986‬العربُ وتحد ُ‬
‫ُمستقبلية عربية للثمانينات ‪.(1983‬‬
‫الرجل حول قضايا العربي‬ ‫ِ‬ ‫كر‬
‫واضح المعالم في فِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫نھجي‬
‫ٍ‬ ‫اھتمام َم‬
‫ٍ‬ ‫تُنب ُئ تلك المؤلفات عن‬
‫والعروبة واإلسالم في مواجھة اآلخر سياسيا ً وعسكريا ً واقتصاديا ً وفكريا ً‪ُ ،‬مواجھةً تتﱠخ ُذ أبعاداً‬
‫شتﱠى بثﱠھا الرج ُل في مؤلفاتِه وض ﱠمنھا مطارحاتِه و ُمناقشاتِه‪.‬‬
‫صاحب فِكرتِه ورائ َد‬ ‫َ‬ ‫أعمال المؤتمر القومي اإلسالمي الذي يُع ﱡد الدجاني بح ﱟ‬
‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ولع ﱠل في‬
‫للحوار العربي‬ ‫ِ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫الرج‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫بلي‬ ‫قا‬ ‫على‬ ‫واھد‬ ‫ﱠ‬
‫ش‬ ‫ال‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫أنص‬ ‫م‬ ‫ﱢ‬
‫د‬ ‫ق‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫العام‪،‬‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫س‬ ‫ن‬
‫ُ ﱢ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫به‬ ‫القيام‬
‫ِ‬ ‫العمل على‬‫ِ‬
‫وغيره على ح ﱟد سواء‪ ،‬اإلسالمي اإلسالمي‪ ،‬اإلسالمي‬ ‫ِ‬ ‫العربي‬ ‫الغربي‪،‬‬ ‫العربي‬ ‫العربي‪،‬‬
‫ت‬‫خالل توجﱡ ھا ِ‬ ‫ِ‬ ‫المسيحي‪ ،‬اإلسالمي اليھودي‪ ،‬اإلسالمي وسائر األديان‪ .‬وذلك واض ٌح جلي ِمن‬
‫وأعالم‬
‫ٍ‬ ‫أعمال المؤتمر القومي اإلسالمي األول؛ ذلك أن الموضوعات التي قُدﱢمت من قِبل أساتذ ٍة‬ ‫ِ‬
‫جاءت طُروحاتُھا كلﱡھا في ُمناقش ِة الھَ ﱢم العربي األھم؛ الملف العربي الصھيوني‪ .‬فجاءت عناوينُه‬
‫ب العراق‬ ‫ُمتراوحةً بين‪ :‬على صعي ِد مواجھة العدو‪ ،‬على صعي ِد العمل لفك الحصار عن شع ِ‬
‫واحترام حقوق اإلنسان‪ ،‬على صعي ِد ُمقاومة التطبيع مع العدو‪ ،‬وإحكام ال ُمقاطعة الشعبية له‪ ،‬على‬
‫صعي ِد ُمواجھ ِة قُوى الھيمن ِة الدولية‪ ،‬ھدف تحرير األراضي العربية المحتلة‪ ،‬تحركات إيجابية في‬
‫أجل سياد ِة الشو َرى والديمقراطية وحقوق‬ ‫ب وال ُمسلمين‪ُ ،‬جھو ٌد ِمن ِ‬ ‫مواجھة العداء األمريكي للعر ِ‬
‫اإلنسانية‪.‬ولكنھا لم تغفلْ القضايا العربية األخ َرى كالتعايش بين المسلمين والمسيحيين من مثل‪:‬‬
‫الكنيسة القبطية األرثوذكسية وقضية القدس وااللتزام بالقضية‪.‬‬
‫غير قضي ٍة عربية من ِمثل‪ :‬رؤية من مساحة عربية )موريتانيا(‪ ،‬الجزائر‬
‫ِ‬ ‫كما تحدثت في‬
‫على طريق الالعودة‪ ،‬عرض ومناقشة األوضاع العامة في لبنان‪ ،‬حقوق اإلنسان في البحرين‬

‫)‪ (1‬الدجاني‪ ،‬أحمد صدقي‪ ،‬المشروع الحضاري النھضوي في مواجھة الفكر الغربي ومشروعيه الحضاري‬
‫واالستعماري‪ ،‬مقال‪.‬‬

‫مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد ‪ 2014 ،(9) 28‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بسمة الدجاني‪ ،‬وفاطمة العمري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪2043‬‬

‫إلى أين‪ ،‬العرب واألكراد‪ ،‬السودان واألمن القومي‪ ،‬ضربة الصحراء في ظل الھيمنة‪ ،‬من الخليل‬
‫إلى دمشق‪.‬‬
‫لتطوير‬
‫ِ‬ ‫ع نموذجي مدرسي ُمتكامل‬ ‫كما ناقش المؤتم ُر قضايا أخ َرى ُمھ ّمة ِمن ِمثل‪ :‬مشرو ٌ‬
‫وغيرھا ِمن القضايا ال ُمتع ﱢمق ِة في دراس ِة الشأن العربي‪.‬‬
‫َ‬ ‫تعليم اللغ ِة العربية في الوطن العربي‪.‬‬
‫ِ‬
‫خاتمة‬
‫فكر أحمد صدقي الدجاني في بُعدي ِه اللﱡغوي والقَومي إذ تبيﱠن ِمن‬‫وبعد‪ ،‬فتلك إطاللة على ِ‬
‫االطالع علَى ُكتبِه ومؤلفاتِه وسائر إنتاجه أن‪:‬‬
‫ِ‬
‫يمكننا أن ن ُع ﱠد أبا الطيب مفكراً عروبيا ً قوميا ً إسالميا ً جسﱠد األبعاد الثالثة في شخصه وفكره‬ ‫‪-‬‬
‫وإنتاجه )‪.(2)(1‬‬
‫سارت مؤلفات الدجاني على منھجية واضحة تلتزم بالبعد اللغوي مھاداً لطروحاته الثقافية‬ ‫‪-‬‬
‫والسياسية واإلعالمية أيّا كانت‪.‬‬
‫اتﱠخذ الدجاني منھج بسط المصطلحات وتوضيحھا في بداية كل فكرة يعرض بھا فكان يُبيّن‬ ‫‪-‬‬
‫معاني المصطلحات من الناحية اللغوية ثم االصطالحية‪.‬‬
‫ناقش الدجاني المصطلحات وبيﱠن الفرق بين مصطلحات اآلخر واآلخر الصھيوني وفاضل‬ ‫‪-‬‬
‫كثير من المصطلحات‪ ،‬وكان ينتخب بعضھا مقترحا ً على جماھير الباحثين استعمالھا‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بين‬
‫انطلق الدجاني من اإلسالم والعروبة بوصفھما ُك ًّال ال يمكن فصله بأية حال‪ ،‬وكان يصل‬ ‫‪-‬‬
‫إلى نقطة البداية نفسھا غير مرّة مؤكداً عمق العالقة وأھمية التشديد عليھا‪.‬‬
‫بيﱠن دَو َر االحتكاك الحضاري في الساحة العربية اإلسالمية‪ ،‬وتح ﱠدث في أثر التفاعل السلبي‬ ‫‪-‬‬
‫واإليجابي‪ ،‬وفي تأثيره على اللغة العربية‪.‬‬
‫‪References‬‬
‫‪- Alqawmeyya alarabeyya fi alfikr walmomarasa. (1980).‬‬
‫‪Markaz dirasat alwehda alarabeyya. Beirut.‬‬
‫‪- Behaj, Fathi. (2004). Aldajani almofaker walmoqawem.‬‬
‫‪Paris. January.‬‬

‫)‪" (1‬فقلما تجسدت فكرة في رجل كما تجسدت فكرة اللقاء القومي – اإلسالمي في شخص الدكتور الدجاني الذي‬
‫رمز للحوار والتالقي والتفاعل‪ ،‬وأن‬
‫ٍ‬ ‫استطاع بإخالصه وتفانيه وسعة ثقافته ورحابة صدره أن يتحول إلى‬
‫يعالج بھدوئه وحكمته ونضجه العدي َد من المصاعب التي برزت في المسيرة"‪.‬انظر‪ :‬البيان الختامي الصادر‬
‫عن اجتماع المؤتمر القومي – اإلسالمي الثاني‪ ،‬بيروت‪ 29 ،‬تشرين األول ‪ .1997‬من كتاب الدجاني‪،‬‬
‫تفاعالت حضارية وأفكار للنھوض‪ ،‬دار المستقبل العربي‪ ،‬القاھرة‪ ،1997 ،‬ص ‪.162‬‬
‫)‪" (2‬كان أحمد صدقي الدجاني رجالً نادراً مثاله في أصالته وتمسكه بالقيم والمبادئ واالعتزاز بعروبته‪ .‬الرجل‬
‫الذي ترجم العروبة في ذاته‪ ،‬في بيته لغة‪ ،‬وعقيدة ومبادئ ال يحيد عنھا‪ ،‬وال يتزعزع يقينه"‪ .‬ضياء الدين‬
‫داوود‪ ،‬رحيل مفكر عظيم‪ ،‬في رثاء أحمد صدقي الدجاني‪ ،‬كتاب حبيبنا سالم‪ ،‬ص ‪.218‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد ‪2014 ،(9) 28‬‬
"...... :‫ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "اللغة العربية وسيرورة الفكر القومي العربي‬2044

- Dajani, Ahmad Sedki. (1999). Alfussha walameyya:


alameyya al yafaweyya. Majalt majmaa' alloghat
alarabeyya. Cairo. Issue 90.
- Dajani, Ahmad Sedki. (2001). Almashrou' alhaddari
alnahddawi alarabi fi muwajahat alfikr algharbi. Ahram
newspaper, 29 April. Cairo.
- Dajani, Ahmad Sedki. ALqods wa intifaddat al aqssa wa
harb alawlama. Cairo.
- Dajani, Ahmad Sedki. (1986). Bedayat al sahwa alarabeya
fi mowajahat alghazwa alsahyouneya alonsoreya. Dar
alMostaqbal alarabi. Cairo.
- Dajani, Ahmad Sedki. (1994). Fi muwajahat nizam alsharq
al-Awsat. Dar almostaqbal alarabi. Cairo.
- Dajani, Ahmad Sedki. (1986). Hiwar wa motarahaat. Dar
almostaqbal alarabi. Cairo.
- Dajani, Ahmad Sedki. (1997). Introducing the messages of
The Islamic National conference (1994-1997). Markaz
Yafa llilderasat walnashr. Cairo.
- Dajani, Ahmad Sedki. (1982). Orouba wa islam wa
moassara. Manshorat felstin al mohtalla. Beirut.
- Dajani, Ahmad Sedki. (1990). Wehdat altanawo' wa
haddara arabeyya islameyya fi aalm mutarabet. Dar
almostaqbal al arabi. Cairo.
- Habibona salam. (2004). Markaz alhaddara alarabeyya.
Cairo.
- Ishamaat Ahmad Sedki Dajani fi akademeyyat almamlaka
almaghrebeyya. (2008). Morocco.
- Joseph, John. Language & identity. Tr. Khoraqi,
abdulnoor. (2007) Aalam alma'refa. Kuwait. Issue 342.
- Tollefson, James. Language policies. Tr. Khatabi,
Mohammad. (2007). Morocco.

‫ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬2014 ،(9) 28 ‫مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد‬

You might also like